آخر 10 مشاركات
حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree24693Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-06-23, 11:53 PM   #2061

كومه اماني

? العضوٌ??? » 312622
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » كومه اماني is on a distinguished road
افتراضي


لك مني اجمل تحيه

كومه اماني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-23, 12:16 AM   #2062

مترفه بالسعاده

? العضوٌ??? » 484808
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,481
?  نُقآطِيْ » مترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond reputeمترفه بالسعاده has a reputation beyond repute
افتراضي

أستغفرُ الله العظيم وأتوبُ إليه

مترفه بالسعاده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-23, 10:05 PM   #2063

حلمي البعيد

? العضوٌ??? » 512023
?  التسِجيلٌ » May 2023
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » حلمي البعيد is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وانتم بخير وعساكم من عواده
كيفكم بنات في بارت اليوم


حلمي البعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-23, 10:07 PM   #2064

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير على الجميع
كيفكم مع حوسه العيد خلص طابور الأضاحي ولا باقي
للحين ؟
المهم يا حلوين خلوكم هذا الأسبوع قريبين ما تدرون متى
يجيكم كذا فصل جميل هدية للخريجين .. وما فيه موعد محدد
متى ما اكتمل نزلته بأذن الله
استلموا الفصل قراءة ممتعة للجميع .
.
.


الفصل الرابع و الثلاثون
.
.
( بعض مما في الأنفس )
.
دخلت للمنزل لتتجه لغرفتها و تتوضأ ثم تصلي وفي كل مرة تنحني تشعر بألم و نبض
مكان ما حطت عصاه .. بعد صلاتها رفعت مصحفها تنوي القراءة و الهروب من كل
ما يُحيط بها ولكن طرقات سهاج على الباب منعتها لتضع المصحف مكانه و تناديه
: تعال يا قلبي .
فتح الباب ليدخل و يتقدم منها .. جلس أمامها لينحني و يقبل رأسها ثم يهمس لها وهو
يتحسس مكان الجرح بألم : حقتس علي و على هقاوي .. مير بأخذ حقها و ربي .
أمسكت بكفه بيمينها و مسحت على ظهرها بيسراها : ليتهم جو على بيض الهقاوي مير
الصدور محد فيها مكان للصلح .. والله لا هو بيرضا عني و كل مرة بيشوف فيها خطاي
وهي والله ما تعترف فيه .
رفع كفها ليقبلها : أجل خلينا نحاسبهم على سواياهم .. مير بالأول بعطي كل واحد حقه
ثم بأخذ حقي .
عقدت حاجبيها : وش صاير .
تنهد : أخذت أغراضها وراحت لبيت عمها .. الصدق قد طلعت من المنابر ثم عودت
هذا على كلام اللي لحقها .
شهقت بخوف : وين ! عمها راشد ؟ يا ويلي والله ما ترجعها خالتي حتى لو هي طلبت .
امسك بكفيها بحزم : ترجع أمرها ماهو بيدهم .. أنتِ أمها و أنا زوجها من له حق أكبر فيها ؟
كانت تسحب النفس بقوة لصدرها : ما خليتها تروح الا وهي طالبة الطلاق صح .. قول غيرها
تكفى ؟
هز رأسه مؤكداً مخاوفها لتشد على كفيه بقوة : ليه تركتها .. كان قفلت عليها لين أجي .
عاد ليتنهد : معد أقدر أخليها لحالها ولا بغيت حتى أمنعها .. خليها تروح أن قعدت هنا يمكن
تموت من قهرها .
نهض مغادراً : شوي كلميها .
خرج من المنزل ليمسح على وجهه بكفية يشعر بالضيق يحكم قبضته على صدره فلا يجد
مجرى لتنفس او حتى منافذ لصبر بين ضلوعه .. خرج من المنزل دون وجهه معينة يبتغيها
فإذا به يجد مُصيبة أخرى أمامه في الساحة تقدم و الحديث يصبح واضحاً لمسامعه و ام جابر
تنقر بعصاها على الأرض مع كل جملة تقولها : أنت وش تاليتها معك بفهم ؟ وش اللي تبغاه
بالضبط ؟ نسوي المعجزات و نرجع الوقت للي مضى و تبات بنتك في بيتك ! ما هي بصايرة
.. ولا كان لازم نجيك برأسها عشان ترضى ؟ ما كفاك اللي راحوا من ورا عنادك هذا وقلة
عقلك .. اثنين ماتوا يا لفاء و الثالث راح من عمرة عشرين سنه .. ما كفاك عمرهم اللي سرقتوه
.. ولا تشدها على ظهور الضعوف اللي نفيتهم والله أن عنادكم و شوفة النفس اللي ذابحتكم يا
لروس الكبار هي اللي وردتهم للهلاك .. أستحى على وجهك قدر الشيب اللي ملا شعرك ولا
بس هم مطلوب منهم يحشمونه ؟ لع* الله ابليسك ما رحمت الموتى في قبورهم ولا رحمت
بنتك 25 سنة داجها بين العرب تقل مالك سلم ولا دين .
عبدالله : خاله خلاص تعالي معي ولتس اللي يرضيتس .
نظرت له بحدة : انا ما قلت لك لا تتدخل .
عادت بنظرها للفاء الصامت : شوفهم جزعانين فيك وأنت ما اهتزت شعره من راسك عشانهم
.. ما رحمتهم و خليتهم يردون اختهم شعر وجههم و تاركهم مضحكة للي يسوى واللي ما
يسوى .. هاه عسى ربعك فادوك ؟ عساهم طلعوا يستاهلون بعيك لبنتك و عيالك عشان هروجهم
.. ما فادوك صح .. تجمعوا عليك البارح ولا حتى انسان .
مالت شفتيه قبل أن يقول ببرود : وأحد قالتس أني تركتها عشان هرجهم لا والله أنا تاركها
عشان مزاجي .. خليتها تندم على ساعة مال قلبها لولدتس .
شخرت بسخرية : والله يا أنك ضعيف و سفيه .. تحسب أن سواياك بتبرد قلبك ؟ البنت
هالحين معد عليها منك .. لو بنت مشعل تقول لها اتركيه و الحقيني لبيت سيف الصواع
اقفت عنك تتبعها ولا حتى بتلتفت عليك .. والله أن سواياك ما خسرت أحد غيرك .
أقبل راشد مسرعاً وهو من أنشغل بالحديث مع أحد المصلين عن اسأله تخص مرض والدة
ذاك الرجل ليعود للمنزل و يخبروه بما حدث .. أمسك بكف والدته : امشي يمه .
نفضت كفها : وخر يا ولد .
راشد بمحاولة لجلب الهدوء : تكفين يمه أمشي .. كلمته لا تودي ولا تجيب والله أنها حتى
ما حامت فوقنا عشان توصل لمشعل في قبرة .
فاطمة بحزم : أنقالت في وجه بنته والله ما تعدي على خير .
شملتهم بنظراتها : أنت واحد ما تحسب للي تحتك بحساب .. لكن بناتنا صارن عندنا
و بكرة أنا رايحة لسطام بن منير و أطلبك عنده و بشوف وقتها وش بتسوي .. أنا بس
بسمعك وش تقول في مجلس كله شيوخ مثلك كانك للحين تعد نفسك منهم .
اسودت وجوه من حولها سواه هو من لمعت عيناه بغضب : ويش ما تقدرين تأخذين حقتس
بذراعتس يوم أنتس بترجعين لسطام .
امسكت عصاها بكلتا كفيها : مزاجي يبغاني أسوي كذا و بسويها دام كلن يتبع مزاجه .
عبدالله برجاء وهو يشاهد واله يعود للمشتغل غير مكترث او أنه لا يُريد أن يقف أمامها
أكثر : يا خاله فكروا فينا حنا .. والله معد فينا حيل .
نظرت له بقهر : و اليتيمة اللي جاتني و القهر ناهش وجهها وش بقيتم لها من حيل ؟
ضرب على صدره : والله أن يجيها حقها مير أصبري علينا لين يهدأ .
لوحت بكفها : خله يهدأ ثم يضرب رأسه مع الجدران لين يشبع حقها انا اعرف كيف
أجيبه .. أن كاني انهبلت و حنيت عليكم وما رحت للشيخ سطام تليتكم للعقيد ثم خلو
فضيحتكم بين الصواع اللي ما يرحمون .
دفعت راشد حين حاول أمساك كفها ك روح عني ماشي و تاركها ما نشدتها .
كان يُريد أن يبرر ولكنها التفتت على الواقف قربهم صامتاً : وهذا أنت بس ساكت
لسانك هذا ما تعرف لويش الله خلقه ؟
نزال بهدوء : ما اتدخل بين اللي أكبر مني و أناطحهم على امر ماهو في يدي .
هزت رأسها : زين أجل ورني كيف بتناطح على اللي لك .
كانت تتحدث وهي تشير على جهة منازلهم و تقصد فاطمة بحديثها .. لفت عبايتها
لترفعها و تخطو تنوي العودة قبل أن تلمح الواقف هُناك بعيداً لتشير عليه : جابك الله
اطلع يا ولد .. اطلع لي برا السور خلني أعرف وش وجعك .
عادت لتنفض كف راشد الذي ينوي منعها : والله أن عاد مديتها لصرمها لك و احرمك
الطب اللي أخذً عقلك .
ابتعدت تتكئ على عصاها و سهاج يتبعها بهدوء بينما راشد يحافظ على مسافة بينه
و بينهم حتى خرجوا من السور لتقف جانباً تنظر لسهاج بحدة : هالحين رجال طول
بعرض يتهجم السفيه على بيتك ولا تقدر تفتكهم منه .
مسح على وجهه : غلطان و معترف بغلطي و اعرف زين كيف أصلحه .
عقدت حاجبيها استنكاراً : لا عطني كفين أزين .
تنهد : محشومة يا خاله مير أنا قاعد اعترف بغلطي .
لوحت بكفها ك اعترافك لنفسك .. بنيتي طالبة الطلاق .
رفع حاجبه : وإذا ؟ هو كل وحدة طلبت الطلاق تطلقت .
رفعت عصاها : أهرج زين لا أصرمها على قلتك .. ويش تحسب عشانها يتيمه محدً قادر
يأخذ حقها .. دامها تبغى الطلاق بتطلق .. محد قالك تتكبر على النعمة .
صمت لثواني قبل أن يسحب نفس عميق و يبسط كفه أمامها بصمت لتنظر لها بذات الصمت
لا تفهم ما يعنيه ثم تقول : وش تبغى ؟
ميل شفتيه : عمري .. هاتي التسع سنين اللي راحت منه و أنا أطلق بنت مشعل .
تراجعت وهي تنظر له بصدمة : أبك من وين أرده لك ما خبرت الأيام تعطى .
هز رأسه مؤكداً : صح لا أنتِ ولا هي تقدرن تردن علي عمري اللي راح وأنا احتريها ..
تسع سنين أخذتها مني اللي قدي معه ثلاث ورعان وأنا راحت ايامي في رجاها .
ضربت كفيها ببعض : و وراك تسوي هالسوايا يا الخبل يوم أنها غالية عندك .
رفع كتفيه : قلت لتس غلطة وأعرف كيف أصلحها مير هاتي عمري منها .
أمسكت برأسها وهو يفقدها صوابها : من وين أجيبه لك يا مهبول .
أعاد كفه ليقول بثقه : هذي سهلة .. هي تسع سنوات .. عن كل سنه ورع منها .. لا صكتهم
قدامي تسع ورعان هذيك الساعة طلقتها .
وضعت كفها على شفتيها : يا هجادي هذا والله اللي ما يستحي هالكلام بينك و بينها ما تقوله
لي يا قليل الأدب .
ابتعدت وهي تحدث نفسها و توبخه على حديثه بينما هو رفع صوته : علميها .. تسع ورعان
ما ارضى بأقل .


-------------------


احتضنتها وهي تهمس بألم من حالها وقد أرهقها البكاء : خلاص يا قلبي لا تبكين .
جيداء بصوت مبحوح : ما راح يرحمها لسانه الوسخ .
ابعدتها لتحتضن ملامحها بكفيها و تقول بحزم : كان هذا سبب بكاتس أمسحي دموعتس
.. صح عمتي فاطمة قلبها رهيف ولا تداني الهواش و الأخذ و العطاء بس تعرف توقف
كل واحدً عند حدة .. ترا الأيام معلمتها و مقويه بأسها .. ذاقت اليتم و ربت أختها ولا أهتمت
لأحد ثم مر عليها كل هذا و تحسبينها ضعيفة .. والله أن جات على الكلام ماهي مقصرة فيه
و بتخليه يبلع لسانة مير أعرفها بتترفع عن الضرب ولا أنا ودي أنها تساوي فيه التراب .
مسحت دموعها : بس بيقهرها فيه .
تنهدت وهي تعود لتحتضنها : ما عليها منه .. هروجه هذي مثلها مثل نباح الكلاب بالضبط
واصلاً هو من زود ضعفه قام ينابح ولا هذا هرج واحد كم سنه و يطق الثمانين .. مختل
ولا عليتس من هروج المختلين .. بالله شفتي عاقل يشرهه على مجنون ؟ محد يسويها .
سمعت صوت باب المنزل لتنهض بسرعة و برفقتها نادية .. حين دخل راشد بملامح مظلمة
سألته نادية : وين عمتي .
جلس وهو يوجه نظره لجيداء : تتكلم مع سهاج .
نظرت لجيداء مبتسمه تُريد أن تبث الطمأنينة في قلبها بعد هذا الضغط العنيف على أعصاب
مدللة مثلها : شفتي خلصت من الشايب حولت على حفيدة قايلة لتس محدً يقدرها .
راشد وهو يوجه نظراته هذه المرة لفاطمة : ما تركت أحد .. حتى نزال جاه قسمة .
لم تعطي أي ردة فعل و أكتفت بالصمت .
راشد محدثاً جيداء : غسلي وجهتس وأنا عمتس هرج مثل هذا لا يودي ولا يجيب .
جيداء بقهر : صح ماهو بضار أبوي بشيء لكنه يقهرني أقسم بالله لو هي علي ما يرضيني
غير شوفته يسبح في دمه .
نهض ليجلس بجوارها بينما هي ابتعدت قليلاً جهة عمتها لا تُريد أن يكون بينهما تواصل من
هذا النوع .. رفع كفه ليمسح على رأسها : محدً يلومتس .. كل واحد أبوه غالي عليه .. مير
تعوذي من أبليس شوفيه لقى درب عليتس و يزيد من قهرتس .. خلاص أنسيها عشان نفستس
محدً يتأذى منها كثرتس .. و بكرة أن شاء الله نتكلم .
ابتعدت عن مدى كفه غير متقبلة لهذا النوع من القرب الحنون منه : يصير خير .
توجهت الأنظار للتي دخلت و القت عبايتها جانباً وحين وقعت عينها على جيداء تذكرت
حديث ذلك الشاب لتتمتم ( يالله دخيلك من قلة الأدب )
ثم نظرت لراشد بحدة : الحين وراك تهدي فيني .
نهض ليمسك بكفها و يقبلها : لأنتس أعز علي من أني أخليتس تتهاوشين معه .
اشاحت بنظرها فلا مكان للقسوة في قلبها على هذا الأبن الذي تبقى لها : لو ما تهاوشت معه
كان مت من قهري .
أجلسها قرب جيداء : فاطمة هاتي جهاز الضغط و السكر .
تنهدت بتعب : ما يحتاج يمديها شابه كلها .. والله ما اردى من الجد الا حفيدة أهب يا العنطزه
و شوفة النفس .
راشد باستغراب : سّهاج ! وش قال لتس .
لوحت بكفها : بيني و بين جيداء .
جيداء بحزم : ما ابغى اسمع شيء قاله مالي حاجه بهرجة .. طلبي واضح و صريح الطلاق
ماهو بقادر عليه المحاكم ماهي مقصرة من أول جلسة وأحنا خالصين .
نادية بحذر : أمتس تدري .
هزت رأسها بنفي لتقول لها بحنان : ها كلميها يمديهم علموها لا تتركينها كذا تعرفينها ما تتحمل.
بان التردد على ملامحها لتنهض نادية تمد كفها لها : تعالي بوريتس غرفتس و عطيني المفتاح
أخلي العاملات ينزلون شناطتس .
نهضت معها لتدخل فاطمة تحمل ما طلبة منها والدها و تتركه قربهما و تغادر هي أيضاً تاركه
المجال للحرية في الحديث بين جدتها و والدها .
حين وصلت للأعلى وجدت أخوتها يجلسون بصمت لتقول لعمر و سيف : جهزوا أغراضكم
اللي تحتاجونها أكيد أبوي ماهو مخليكم هنا دام جيداء فالبيت .
سيف : هذي والله اللي ما فكرت فيها .
عمر بملل من دلاله : لا تفكر .. يمين أبوي أن هوت على رأسك خلتك تتعدى التفكير
لتنفيذ .
نهض بتأفف : وين نروح الحين .. ترا عادي حنا نداوم يعني مب قاعدين فالبيت كل الوقت .
فاطمة بحزم : هالوقت اللي بتقعد فيه فالبيت هو المشكلة حتى لو أنها ساعة .. أمي خلتها
تأخذ الغرفة اللي جنب غرفة جدتي يعني لا هي بتأخذ راحتها ولا أنتم .. روحي يا أفنان
ساعديه بسرعة .
لحقت أفنان بسيف بينما هي نظرت لعمر : تعال بساعدك .
رفع الحقيبة التي عاد لها سابقاً ليمدها نحوها : ما يحتاج بس أخذي هي من نزال .
ارتجف قلبها حين مد عليها الحقيبة الجلدية .. نعم هذه له : متى جابها .
عمر بهدوء وهو يتخطاها نحو غرفته : بعد الصلاة عارضني و عطانيها يقول فيها أغراض
لدوامتس .
أطالت النظر للحقيبة بين كفيها هذه الأحب لقلبة كما أخبرها ذات مرة فهي هدية من عبدالله
حين تم تعيينه كمعيد فالجامعة .. تنهدت لتدخل لغرفتها و تضعها على المكتب لترتب ما بداخلها
هُناك .. لتسقط ورقة من بين ملفاتها جعلت قلبها ينقبض و ينبض بسرعة في ذات الوقت .. ومن
مثلة قادر على أن يجعل مشاعرها تتراقص بين الضدين سواه .. انحت لتلتقط الورقة فتفوح
منها رائحة عطرة أغمضت عينيها ثم سحبت نفس عميق ترجوا الهرب من هذه المشاعر ..
فتحتها لتبصر خطة ( ماني بقائل مكانتس خالي من الحين رغم أني متأكد أنتس تدرين بهذا
الفراغ مير بقول زودي بالهجر يا بنت راشد الهجر يرضيني تدرين ليه ؟
ما يعقبه الا العتب .. و العتب يعني أني غالي .. لتس الله ما قد شفت أحد يرضى بالهجر
و العتب مثل رضاي هالحين )
أسرعت لتدسها بين زحمة أوراق و كتب أحد الأدراج هرباً من تأثيره .. لما أختار أن يكتُبها
في ورقة بدل أن يُرسلها من هاتفة .. لأنه شرير .. يعلم بمقدار تأثير أبسط تفاصيله على قلبها
و روحها .. لا يكفيه هذا بل أرسل ورقته داخل أحب حقائبه وبين أشياء عملها ليغرس ذكراه
في ما بقي لها من تفاصيل يوم قد تبعد أفكارها عنه .. ومن هو المرسول ؟ أخيها .. سحقاً له ..
لا يُريد أن تهجره بسلام .


------------------


رتبت السجاد و عيناها تذهب لتلك الصخرة بين الحين و الأخر .. سبحان الله كيف أختاروا
لها هذه البقعة بالذات من بين العديد من المساحات الفارغة .. ربما لأنها الأقرب و الأكثر
في عدد الأشجار جلست وهي تتنهد رغم مرور النسيم الهادئ في هذه العصرية الجميلة الا
أنها في مزاج غير جيد .
صفاء وهي ترتب مغلفات الشوكولاتة : مالك يا حنان ؟
حنان بهدوء : ولا شيء بس ضايق صدري ولا تسألون عن السبب ما أعرف كله من غفوة
أخذتها بعد الغداء .
ريحانة وهي تستلقي و تتأمل الغيوم فوقها : دي البنت مش أصليه .
ضحكن صفاء و سمر بينما حنان ابتسمت : ولا يهمك بس أخلص ثلاجة الشاي أثبت لك أني
أصلية و نص .
سمر وهي تسكب لنفسها من القهوة : والله المكان حلو شديد ليه ما جينا من مبطي ؟
صفقت صفاء بكفيها : برافو جمع لهجات كذا مستحيل يصير الا عند سمر .
سمر : عندنا كلنا بس ما نلاحظ الا إذا دخلنا كلمة بدوية بحته .
ريحانة بسخرية : نطق بدوية لحاله يفضح و يبين أنك مش أصلية .
صفاء وهي تشير لهن بعينيها أن أجعلوها الهدف : ايوه يا ست ريحانة الأصلية شنو عندك
من أخبار و أنتِ اللي جننتي أمنا بهذي الطلعة .
مالت على جنبها و أسندت رأسها لكفها و أخذت تتأمل ملامحهن قبل أن تقول بسرعة : عريس.
سمعت شهقاتهن المصدومة لتضحك : عشان كذا جننت أمك و أمها .
حنان بترقب : ومن العريس .
سحبت نفس ثم تنهدت : رضا .
عادت شهقاتهن لترتفع وهذه المرة مع ضربة على الصدر من صفاء : رضا بيرجع للبلد قريب.
هزت رأسها : عارفه .. لكن بس سنتين و بعدها ترجع .
حنان بقلق : طيب شنو الضمان ليه إذا رجع يتوظف هنا من جديد .
ميلت شفتيها : أبوي قلي هنا الطلب على العمالة كثير و رضا هم يعرفوه إذا ما لقى وظيفة
في مكان ثاني بيرجع هنا للأرض .
سمر بهدوء : والله مش فكرة بايخة .. يعني كذا كذا حنتزوج و رضا كويس و أخلاقة حلوة
و عائلته حالها ميسور .. يعني بالله متوقعين تتزوجون واحد من هنا ولا واحد يلعب بالقروش ؟
صفاء بصدق : لا والله لكن مو نرجع للبلد وحنا ما معنا تحويشة .
ريحانة بتدخل : معه فلوس و بيروح عشان ولد عمه لقى له وظيفة كويسة بس طالبينه لسنيتين
و ممكن يمكل معهم .
حنان بابتسامه : وصرتي عروسه يا ريحانة .
لاح الحياء على ملامحها وهي تلوح بكفها بصمت لتكمل صفاء بمزاح : و مو أي عروس لا ..
عروسه تتزوج و ترجع للبلد عشان زوجها كبارنا فخورين فيك شديد .
سمر بضحكة : والله ليدعو عليك البنات .
أرتفع صوت ضحكاتهن لتخرج حنان هاتفها تلتقط لهن صورة : يلا نوثق اللحظة .
أخذن يعدلن وضعياتهن عدا ريحانة التي لم تهتم لوضعها و رفعت كفيها بعلامة النصر لتعود
أصوات ضحكاتهن بالارتفاع من جديد قبل أن تنقطع برعب حين أتاهن صوت ذاك الرجل
الغاضب : قصرن حستسن .. ثم يلا جمعن هالأغراض و دورن لتسن مكان ثاني العمال بيجون
هنا .
توجهت الأنظار لرجل الذي يقف قرب أحد ردم الحجار موليهن ظهرة لتصرخ ريحانة بجزع
و تفر هاربة من المكان وهي لا تتخيل بأن سهاج المسؤول المباشر عن الأراضي قد شاهدها
وهي بمثل هذا الوضع بينما البقية أخذن بجمع الأشياء و صفاء تتحدث بجرأة في نظرة و شيء
طبيعي في نظرها : معليش ما كنا عارفين أن فيه أحد يجي هنا .
لم يلتف نحوهن بل قال بحزم : أعجلن العمال بيوصلون .
لم يتحرك من مكانة ابداً و لم ينظر لهن حتى ربع نظرة حتى سمع خطواتهن المسرعة تبتعد
ثم نظر ليتأكد من خُلي المكان ليتنهد براحة .. كان سيضع نفسة في موقف صعب لو أتى العمال
و وجدوهن فربما ابائهن و أخوتهن متواجدين في هذا الفريق القادم .
حين تأكدن من ابتعادهن نظرت حنان لصفاء بحدة : مجنونة تعتذرين له ؟
رفعت كتفيها بلا مبالاة : شنو فيها .
سمر بحرج : بس هذا سّهاج .
لوحت بكفها : مو هو عشانه سهاج أنا أعتذرت يوه .. بس والله يا بنات عليه أكتاف و خصر .
غطت سمر وجهها بكفيها بينما حنان نظرت لها بذهول : مجنونة و ربي مجنونة .
أكملت طريقها وهي تحدث ريحانة التي تجلس على صخرة قريبة تجر نفسها بصعوبة : غبية
ليه رحتي .. فاتك تأمل المسؤول .
ريحانة بحرج : أكيد شافني يا بنات .
أخذت تلطم وجهها بكفيها بينما سمر تهدئها : حتى ما أعطانا نظرة وحدة .. النظرات كانت من
نصيب بعض الناس قليلة الحياء .
صفاء وهي تجلس مبتسمة : النظرة الأولى حلال .
حنان وهي تضربها على كتفها : كان تأملتي عضلات أدريس و اعتقتي المسؤول .
كشرت بضيق : لا أدريس لا .. مجنونة أنا أتأمله نظراته تخوف و أمه تخوف أكثر منه .
سمر بشفقه : لا حرام مسكينة الأدمية مريضة .
صفاء : ما قلنا شيء بس صدق تصرفاتها تخوفني كيف فجأة كذا تقلب لأنسان ثاني .


------------------



حين حل المساء كان ينام على فراشة في المجلس و الحُمى تُسيطر على بدنة بعنف يجعله
يرتجف كما أنه لم يبقى في جوفه شيء و معدته ترفض كل ما يدخل لها .. هذا حال بدنه
منذُ فترة .. يُكافح هو خلال النهار لينهض و يمارس حياته الطبيعية ليأتي الرد عنيف في
المساء وكل مرة يكون أشد مما سبقة .. ما بال هذا البدن يخذله مرة تلو الأخرى .
شد على طرف اللحاف حين دخلت ليلى تحمل صينية صغيرة قد وضعت فيها صحن الشربة
و كوب ماء و أدويته .. وضعتها بقربة ليكشر بضيق : وخريها عني معدتي ماهي متحملة .
ليلى بحزم ظاهري يعاكس رعبها الداخلي : لا بتشرب أقلها عشان تأخذ أدويتك .. علاج من
غير أكل ما ينفع بشيء الا بيمرضك زيادة .
تنهد وهو يسند نفسه بصعوبة ليمسك بالملعقة مسمياً بالله و يتناول طعامه ببطء وجسده يجد
صعوبة حتى في التعامل مع أمر كهذا .. اكتفى بشرب القليل ليبعد الصينية : خلاص وأنا أبوتس
معد فيني حيل ولا أنا مشتهي الأكل .
أخذت تمد عليه أقراص الأدوية وهي تتأمل المكان : هنا ما يصلح لك .
نظر لها باستغراب : ليه ؟ نرجع يعني .
هزت رأسها نافية : لا بس روح لغرفتك أريح .
بانت الحدة على ملامحة المُجهدة رغم أن صوته خرج عادياً : عيب وش يوديني لغرفة الحرمة.
رفعت كتفيها : هي غرفتك و عادي وش فيها لو رحت الحرمة هذي خلاص بتصير زوجتك .
حرك كفه بوهن : لا صارت حرمتي صدق رحت لها أما الحين هي غريبة .
ليلى : أجل روح لغرفتي وانا بنام في غرفتها .
استلقى و تنهد : فكيني من المجادل مالي حيل وأنا أبوتس .
ميلت شفتيها بعدم رضا ولكن قلبها يذوب مع حالة هذا فصمتت لتأخذ علبة المرهم و ترفع
طرف اللحاف لتوزعه بحرص خشية أن تؤلمه ثم تفعل ذات الشيء مع ظهرة و ذراعيه
وهي تواسيه بحديثها او أن صح القول تسايره وكأنه طفل : أصبر أسبوعين بس و بعدها
بتشوف كيف جسمك يتعافى بأذن الله .
مالت شفتيه بابتسامه : وأنا ورع يوم تسايريني .
اختفت ابتسامته : البلاء ما هو فالجسم .. البلاء فالروح يا ليلى .. وهن الجسم ما هو قاهرني
مير وهن الروح يحرق جوفي .. روحي مب مثل ما عهدتها .. و أعرف وش اللي ناقصها
مير ما باليد حيلة مالي الا الصبر .. وحتى صبري يا ليلى مو مثل ما عهدته .. رحمة من
ربي أنتس فيه .. أشهد بالله أنتس نعمة من أول و تالي .
انحت لتقبل كتفه وهذا ما استطاعت فعلة فلا تجد حديث قد يواسيه وهي من تنتفض روحها
بجزع كروحة .
أغلقت الباب خلفها لتتركه يغمض عينيه يرجو النوم وهي جلست على عتبه باب غرفتها
و بصرها معلقاً على باب الغرفة التي بجوارها .. كان لبابها هيئة السلام و الأمان والان
تبصرة يرتدي ثياب الغياب و الألم .. دخلت هي لتنظفها و تُبخرها وهو هرب للمجلس
ولم يرفع حتى نظرة نحو بابها .. نعم أن البلاء كل البلاء في الأرواح .. وهل بعد وهن
الروح وهن !
احتضنت نفسها حين عبر نسيم بارد و أغمضت عينيها وهي تفكر أن الأوان لتخرج وشاح
الشتاء وكأن صوت فقيدتها يداعب مسامعها ( طلعي لحافتس يا بنيه لا يلفحتس البرد )
تنهدت لتنهض و تدخل لغرفتها ثم تستلقي على فراشها وهي تقرأ أذكار ما قبل النوم قبل
أن يقاطعها صوت وصول رسالة لهاتفها .. تنهدت وهي ترفعه لتبصر أسمه فتعقد حاجبيها
ماذا الان .. هل نسي كلمة عتاب لم يقلها سابقاً .. فتحت رسالته ( شكل بيتكم وهي طافية
أنواره شين )
ابتسمت لترد عليه ( ما عاد هو بيتنا صار بيت أم جيداء )
كتب لها ( ما يفرق حلال الرجال و حرمته واحد )
رفعت حاجبها وهي تنزل الهاتف لا تُريد أن تخوض نقاش معه ولكن صوت في عقلها يخبرها
أظهري له بعض الحقائق التي يتجاهلها عمداً ( بيت الرجال الحرمة هي راعيته أما بيت الحرمة
ماله راعي الا هي شفت الفرق )
كان رده واضح ينوي به استفزازها ( من قال ! على أي أساس أن شاء الله ؟ )
ميلت شفتيها وهي تكتب ( قاله الدين وعلى أي أساس أنت متزوج أذا ما تعرف مثل هذي التوافه
.. تصبح على خير )
( ابغى أعف نفسي ) كان هذا ردة الذي جعلها تغلق هاتفها و تدفن وجهها في وسادتها هامسة
( قليل أدب )


----------------


أخذت تقلب الهاتف بين كفيها بصمت في معزل عن حديث والدتها و أخوتها من ينوون
إخراجها من هذا المزاج الكئيب .. تحدثت معها عصراً ولكنها لم تُعطي لها أي كلمة قد
تُريح قلبها .. ولم تتردد أبداً في ابداء رغبتها في الطلاق و أكدت على ذلك بحزم و نبرة هي
وحدها من تعلم مدى جدية الفعل من بعدها .. تقسم أنها لمحت الإعجاب في عيني أبنتها
سابقاً .. وكيف أن لعينيها بريق كانت تخص سهاج به وحدة ولكن يبدو أنه مجرد إعجاب
لم يتجاوز حدود القلب لعُمق الروح والا لما ذهب .. لبقت هُنا و عاتبت كما تُريد ..
رن هاتفها برسالة لتعتدل في جلستها وهي تفتحها قبل أن تميل شفتيها بحزن وهي تقرأ
حروفها ( تصبحين على خير )
وهل أصبح وداع المساء الدافئ يصل لها برسالة بعد أن كان يُمتع سمعها و روحها ..
كتبت لها بعتب ( و أنتِ من أهله مير لهدرجة ما تبغين تسمعين صوتي )
أتاها الرد بعد لحظات ( مو كذا و أنتِ تعرفين بس تعبانة و اعرف لو كلمتتس بتوديني
بالسوالف لأماكن تتعبني )
تنهدت وهي تلقي هاتفها بجوارها لتسألها والدتها : علامتس يا قليبي .
رفعت كتفيها : ولا شيء بس جيداء مرسلة بدال لا تكلمني .
مسحت على شعرها ثم رفعت جديلتها لتقبلها : ما عليه خليها تسوي اللي يريحها كم يوم
و تعود لتس .
أسندت رأسها لكتف والدتها : كم يوم ! يا كثرها يمه .. شوفي كيف ربي يذوقنيها .
وضعت كفها على شفتيها وقالت بحزم : بس خلاص أنا تعبت من العلوم اللي فاتت والله أن عاد
قلتيها مرة ثانية أنتس ما تشوفين وجهي أرحموني .. أقلها أحدن فيكم يرحمني .
عبدالله وهو ينظر لسماهر : معد هي بعايدتها .
رف رمشها بتعب وهي تنظر لعينيه وماذا عما يفوق الأحاديث يا أخي ؟ ماذا عن هذا الألم في
عينيك ألست أنا سببه بطريقة أو بأخرى ؟ ماذا عما تكنزه ضلوعك تداريه عن الجميع من
سيرحم قلبك من الضغط المحيط به ؟ لا أخشى على نفسي من الألم جُل ما أخشاه أن ينهد
الجبل الذي يظلني بظلة .. أن تخسر في معركة الصبر و المواساة و الجميع لاهيٍ عن
خضوعك .. كُنت هُنا طوال الوقت ولم تفارقني الا للصلاة تحرسني بحذر و صمت بينما أنا
منشغلة بدموعي و فشلت في مواساتك .
اشاح بنظرة بعيداً عن حديث عينيها فماذا يفعل او قد يقول وكل شيء قد تبعثر أمامه .. منذ
البداية كانت تتسرب النهايات من ثغرات الألم وهو يبصرها صامتاً مكبلاً في حرم الأوجاع
العتيقة حتى فاض الوجع من الأرواح و غمره معهم في طوفان لا يعلم متى تهدأ أمواجه او
أن كان هُناك منخفض قد يقلل منه رويداً رويدا .. جُل ما يعلمه أنه لا قدرة لصدرة على حبس
النفس أكثر .. لدية رغبة مُلحة بأن يهرب ولكنة يعلم جيداً أن هذا وقت الوقوف الصعب ..
ذلك الوقوف سيكلفه بضع جروح و خسارات حتى يصل لجائزته .. عليه أن يصمد حين ينهار
الجميع كما يفعل دائماً .. عليه أن يتمسك حين ترتخي الكفوف في لحظات التخلي المقيتة .
كسر الصمت تذمر حاتم : يوه بكرة دوام .. والله مالي خلق له مره .
عبدالله : كان ما عندك غيابات أسحب .
نهض بكسل : وهذا اللي بيصير مير أعرف دكتوري المختل حين أبرمج مخي على الغياب
القاه مرسل الساعة وحدة بكرة كويز لا أحد يغيب .
عائشة بحنان : ما عليك منه أن سواها خل نزال يكلمة .
فرقع أصابعه : نزال أقوى منه بهالحركات .. لاقيهم يسبونه في التلقرام مره داخل على طلابة
بكويز مفاجئ و أعلى واحد جايب 3 من 5 لا ويسبونه يقولون يعاتب هو وجهه .
عائشة بصدمة : ويش ! علامه على الوراعين .
عبدالله بابتسامه باهته : بس قامت تتخيلهم حاتم .. وأنتِ مصدقته الله يخليتس لي .
حاتم وهو يفتح الباب : والله أني لاقي كلامهم .. ترا أخونا عليه سب يروع معروف أنه حازم
ما عنده حركات الدلع .
عبدالله وهو يتبعه في النهوض : أحسن .. وهم جايين يدرسون ولا يلعبون ؟ اللي ماله بالجد
يقعد في بيت أهله غيره أولى منه بالكرسي .
حين غادروا نظرت لأبنتها : هم وين يلقون هالكلام ؟
سماهر وهي تعتدل في جلستها : يقول التلقرام .
لوحت بكفها : وهذا عندتس ؟
نفت ذلك مبتسمه : لا والله مب عندي هذا حق رسائل و حاجات ثانية .
نظرت لها بشك : لا يكون عندتس و تبغين تغطين عليه ولا أشوف كلامهم عنه .
ضحكت رغم أنها لا تشتهي الضحك : يمه حلفت لتس والله مب عندي .
عائشة بضيق : وأنا اللي مبسوطة عليه يعلم هالورعان أخرتها يبهذلهم الضعوف .
سماهر بهدوء : يمه أنتِ صدقتي كلامهم ولا سمعتي منه .. يمكن مسوينها عليه .
تنهدت : والله يا خوفي يطلعون صادقين .. أن كان هذا سواياه فيهم من قبل الحين وش بيسوي
فيهم و الأخلاق قافلة وحرمته عند أهلها ولا ندري ترجع ولا لا .
مسحت على كتفها بتهدئة : ماهو مسوي فيهم شيء لا تخافين .. ثم هو مب صغير عشان يفضي
حرته فيهم و حتى نزال قد مر عليه طلاق من قبل شفتيه أثر عليه ! أنا أشوفه ما شاء الله عليه
هادي ما يتأثر .
تغيرت ملامح والدتها لتنزل برقعها على وجهها و تلوح بكفها : طلاقه الأولي مب مثل مشكلته
هذي .. هذيك ملكة ولا يعرفها ولا شيء مب مثل الحرمة اللي عنده من شهور .
في السابق لم يكن ليفوتها تغير نبرة والدتها و ملامحها ولكن ما تمر به الان كان قادراً على
تشتيت تركيزها .. نهضت عائشة تستند على عصاها : أنا بروح أشوف شايبي يمديه مولع .
نهضت لتقبل رأسها و كفها : لا تزعلين منه .
تنهدت بحزن : تعبت وأنا أمتس من شيء بصدري ومن حاله .. مير أنه هالمرة أخطأ و يستاهل
ماجاه .
سماهر : ما اظن خالتي تسويها .
اتجهت للباب : بلاكم ما تعرفون فاطمة .
أنقبض قلبها بجزع هل تفعلها خالتها فعلاً .. حينها ربما تجد جيداء لنفسها فرصة ذهبية للعودة
لديار منير دون أن تهتم لأحد .. ذهب نظرها للأعلى وحينها سيكون الطلاق أمر لا مفر منه ..
لن يفرط بها سلطان كما أنها متأكدة الان بأن خالتها و راشد لن يفرطان بها .. ولكن بقائها
هُنا في المنابر أهون مئة مرة من عودتها لهُناك حيث ستصبح رؤيتها شيء مستحيل لن
يحدث وهي على ذمة رجل كهذال .. ربما فعلاً جيداء تنتظر ارتباطها به لتفعلها وحينها
ستقول لها بكل وضوح أنتِ متزوجة و بين عائلتك أما أنا فلا .
أغمضت عينيها مستعيذة من الشيطان الذي بدأ يجرها خلف الظنون و أشياء لم تحدث بعد .


-----------------


ربط أخر كيس نفايات لينظر حولة وقد جمع كل شيء كان ملقي على الأرض بعد أن
عبثت به كفيها ليتنهد متمتماً ( شاطرة ما تركتي من وراتس الا التعب و الدمار ) ..
القى بنفسه على السرير ليكشر بضيق حين شعر بالألم يدب في سائر بدنه .. أرهق نفسه
اليوم كثيراً من العمل في الأرض لساعة تمرين ثم تنظيف الغرفة و غداً عليه أن يذهب
للعمل .. يود حقاً لو يُسلم استقالته و العهدة لينام دون أن يفكر في هذا العمل وحين يستيقظ
يذهب للحقول او لجولة يتفقد فيها المراعي .. يُريد بعض السلام الداخلي .. ولكن من أين
يأتي وسلام روحه قد غادر بعد أن تذوق نعيم القرب .. هل كان صعب عليها حقاً أن تنتظر
و تتلقى اعتذاراته وحتى أن تشاهده يأخذ بحقها و حق والديها .. تنهد وهو ينهض و يغادر
الجناح نحو تلك الغرفة التي كانت تسكنها الأيام الماضية .. أخذ يتأملها خاوية سوا من بقايا
عطرها التي تتسرب من بين الجدران .. لجأ لفراشها لعله يظفر ببعض النوم يُعينه على الصمود
غداً .. وكعادة فيه أدخل ذراعه أسفل المخدة قبل أن تتحسس أطراف أصابعه ملمس ناعم يختلف
قليلاً عن حرير وسادتها ليسحبه فيجده منديلاً كانت تربط به شعرها مساء البارحة .. قربه من
أنفه ليجد رائحتها زاخرة بين ثناياه وكأنه يغفو متوسدً خصل شعرها .. هل كان ذو حظ
سيء دوماً لتكون اخطأه تُرتكب في حق الأشخاص الغلط .. ليتها بقت هُنا على الأقل لا
تتضاعف خسائره لهذا اليوم برحيلها .. يكفي أن جبلاً شامخاً قد سقط أمام عينيه ظهر هذا اليوم
بعد أن كان يُعلق الكثير من الرجاء على هامته .. جلس ليخرج هاتفه من جيب ثوبه و يلتقط
صورة لمنديلها ليرسله لها ( ما يبغاتس .. قعد عشاني )
أنتظر لثواني ولم تستلم الرسالة .. هل أغلقت هاتفها ؟ لا ليس هذا من طبعها فهي لا تغلق حتى
الانترنت وقت النوم .. عقد حاجبيه وهو يخرج من تطبيق الرسائل ليدخل لقائمة الاتصال و
يطلب رقمها لتخرج له أيقونه الهاتف مشغول لتتسع عينيه بدهشة .. هل حظرته ؟ .. عاد
لتطبيق الرسائل ليجدها كما تركها لم تذهب و تلك الصورة التي تضعها قد اختفت .. مالت شفتيه
بابتسامة ساخرة .. كم هي جريئة حين تلوح بكفوف الوداع بهذا الشكل .. نظر لمنديلها بين
كفيه : هينه صدقني هينه .
نهض عائداً لجناحه ليضع منديلها أسفل وسادته : ترجع بكرة ندمانة و تشوف .
لا مجال لنوم وهذا ما أصبح متأكداً منه لذلك غادر المنزل ولكنه لم يغادر السور من أجل عمته
.. أستلقى على الدكة ليتأمل السماء في صمت هكذا أفضل و أكثر راحة له .. بقاياها لا تجلب
سوا الدمار .. عزاه الوحيد هو تلذذه متخيلاً ردة فعلها حين تُخبرها جدتها بما طلبة ..
وكأنه يلمح عينيها الان تبرق و ترعد و تمطر .
شعر بخطوات أحدهم تقترب فحرك عينيه جانباً ليجد نزال واقفاً يخلع نعليه .. يرتدي بجامته
و يبدو أنه قد سرق بضع ساعات من النوم .. جلس قربه ليكشر بضيق : من متى أنت هنا .
سهاج وهو يتأمله بهدوء : توني جيت .
ربت على كتفه : ها قم سوي لنا شاهي أحس رأسي بينفجر اليوم ما تقهويت زين .
تجاهله : سوه لنفسك وخل عنك التخدم .
بحث عن شيء يضربه به : والله من قلة الأدب .. قم يا ورع لا أعلم عليك أبوك .
صمت لثواني ينظر له ببرود قبل أن يقول بعدم مبالاة : علمه .
: لا كذا ما يصلح بالله عليكم تضاربوا عشان تونسوني .
التفتا لعياش الذي يقف على مقربة منهم يحمل صينية الشاي ليرفعها وعلى وجهه يرسم تعابير
السخرية : كنت عارف بلقاكم هنا .. ايه يا الدنيا سويتي فيهم هالسوايا عشان الحريم .
ختم جملته بقهقهة صاخبة ليتجاهله سهاج بينما نزال قال بغيض : يا شين صوت .
جلس متربعاً ليبدأ بسكب الشاي : وراكم زعلتم تراها مغر دعابة .. مير شكل النفوس صدق
شانت .
أستمر سهاج بتجاهله بينما نزال رد عليه : بتشين بكرة عند علم ثاني مير تقهوى ثم أمرح وراك
نهار أقشر .
نظر له بضيق : أقشر ولا أملح ما حسبت له بحساب دام اللي أبغاه أخذته .
سمع همهمة سهاج الساخرة ليقول : أرفع صوتك خلنا نسمع .
نظر له بهدوئه الساخر : أقول متى أخذته يا ولد عمي ؟ لو أنه لك ورني و روح أخذه هالحين ؟
أنزل كاسته : عادي هذا أنت حلالك عند راشد ولا رحت تأخذه .
رفع كتفيه : قلتها بلسانك .. حلالي .. مب شيء عيني عليه وللحين ما طلته .. تصدق لولا أن
عمها راضي عن هروجك فيها كان قمت و علمتك أن الله حق .
نزال بحدة : بس أنت وياه ( وجهه نظره لسهاج ) ثم من متى أنا رضيت هاه .
أنزل كاسه الشاي : توه يهرج عن بنتاخيك و يلمح وأنت ساكت .
سحب عياش نفس عميق قبل أن يقول بهدوء : خلاص فكونا .
سهاج بسخرية : فكيناك .
عاد لشرب الشاي نعم هذا هو سهاج يسأم منه حقاً .. سواً كان في برودة او سخريته او حتى
حين يجمع بينهما .
مد عليه نزال كاسته الفارغة : أول مرة تضبط الشاهي .
هز سهاج رأسه مؤيداً : صدقت .. شكل مزاج الشماته عنده عالي .
عض على شفتيه نعم لا يُنكر اتى ليسخر منهما ولكن في ذات الوقت أعده لهم كنوع من
المواساة : الشرهة مب عليكم على اللي سواه لكم .. أبلع أنت وياه و أسكتوا .
نزال : زين ها لا عاد تسويه مرة ثانية .
سعود وهو يقترب منهم : لو داري أن فيه شاهي ما كان عنيت نفسي و سويت .
نزال وهو يتأمل الصينية بين كفيه : أجل أنت مطبخك فيه متوع .
وضع الصينية في المنتصف : ايه فيه وهذا ويش .
ختم جملته وهو يشير على الصينية و الأبريق و كاسات الشاي ليقول سهاج بهدوء : هذي
أغراض جدتي يا الكذوب .. سوت لنا مرة الشاهي فيها و جبتها أنا لبيتك اللي يلعب فيه الجن
ثم عهدنا بها .
ارتفعت أصوات ضحكاتهم لينظر بذهول للأبريق .. هو حقاً لا يعلم متى أبتاعه لنفسة فقط
يتذكر أنه أشتهى الشاي ذات مساء و نهض ليعده فوجده هُناك .. لوح بكفه : دامه لأم عبدالله
مالك دخل فيه .. ايه وش عندكم مجتمعين .
عياش بسخرية : ولا شيء مير هجوا من بيوتهم كن العفاريت متناولتهم و تجمعوا هنا .
سعود وهو يستلقي : مب عفاريت الا شيء أقوى منها .. المهم خلونا من المزح .. لقيتم حل
لأم جابر .. أطرحوا العجوز لا توصلها لسطام بن منير .
نزال بضيق : أقول أهجد تراك تهرج عن خالتي .
فرقع أصابعه : أبك نسيت .. مير والله أني صادق أنتم مستوعبين لوين بتوصل .
سهاج بهدوء : ماهي بواصلة له .. ومب عشان سواد عيونكم .. مير بتوصل لهذال .
نظروا له باستغراب ليقول عياش : وش ذا الثقة وليه ما توصل له .. هذا وأنت حاضر و شفتها
يوم أنجنت على عودنا .
سهاج بذات الهدوء : عودنا جاه اللي يستاهلة .. ثم أم جابر ماهي مفرطة باللي لفاها عشان
ترده لديار منير .
تنهد نزال : هذي والله فاتتني .. على كذا يا ولد أنسى حرمتك ماهي برادتها لك خالتي .
حك أسفل ذقنه : وانا بحتريها تردها ؟ خل العلوم هذي تهجد ثم أنا ادبر عمري الحين أفتكوا
شايبكم من ولد جميل .
عياش بحميه : يخسى يطوله .. ثم وراك تبريت منه صار الحين شايبنا لحالنا .
هز رأسه مؤكداً : ايه نعم شايبكم .. ولي حق بأخذه منه مير انشغلوا بولد جميل ولا لكم
دخل بيني و بين جدي .
ضرب سعود كفيه ببعض : والله أنك ناويه نية قشرا .
نظر له بسخريه : شف من يهرج .
لوح بكفه : اللي بيني و بينه شيء ثاني واللي تلمح له أنت شيء لا تخلط بينهم .
مالت شفتيه بسخرية : ماش فرق .


-----------------


لفت وشاحها حول كتفيها حين عاد النسيم البارد يعبر من النافذة التي تجلس قبالها .. أخبرتها
عمتها أن أبنائها في الجهة الأخرى من المنزل ولن يعبروا من هُنا ابداً .. كما أخبرتها أن هذا
هو نفسه منزل جدها القديم ولكن عمها راشد قد دفع للجميع حقهم فيه و عمل به بعض
التعديلات ليصبح المنزل ملك له و لعائلته .. أي أنها بطريقة ما تجلس الان في المنزل الذي نشأ
به والدها و أن هذه الغرفة كانت ملكاً له .. و بقت فارغة لا يسكنها أحد سوا من مرات قليلة
أتت جدتها لتنام فيها رغم أنها حين تأتي لهُنا تمرض .. تنهدت وهي تنهض لتفتح حقائبها و تبدأ
بترتيب ملابسها فرؤيتها للحقائب مصفوفة أمامها تجعل شعور الغربة يتفاقم بداخلها ..
بدأت اولاً بملابسها ثم أحذيتها ثم أخيراً فتحت حقيبة مساحيق التجميل و عطوراتها لتبدأ بصفها
على التسريحة و بجوارها مرطبات البشرة لتبقى فقط حقيبة منتجات الاستحمام لتتركها كما هي
فالغرفة هنا لا تحتوي على حمام خاص .. ومن هذا المجنون الذي سيضع حماماً في غرفة
شخص متوفي .. عادت لتجلس قرب النافذة تتأمل أشجار الليمون و تستنشق رائحتها التي تتسلل
لها مع هذا النسيم البارد .. تشعر الان وكأنها تعيش أحد أبيات الشعر التي خطها والدها حنيناً
لمكانة و وصف كيف يبدأ يومه برائحة شجر الليمون و ينتهي معه .. ابتسمت بألم لتهمس
: من يصدق أني الحين هنا في مكانك .
عادت لتنهض و تأخذ الكتاب الذي وضعته قرب سريرها لتعود للنافذة تورق صفحاته لتتوقف
عند تلك القصيدة تقرأها .. كيف كان من السهل عليهم نفيه بهذا السهولة .. كيف تخلى ذلك
الأب عنه بقسوة .. وكأنه ليس قطعة من روحة .. لا تصدق بأن أشخاص مثلهم قد انطوت
بهم صفحات الأيام يصلون و يصومون .. كيف جلسوا مع أبنائهم على سفرة واحدة و تناولوا
الطعام دون أن تذوب قلوبهم من أجل والديها .. كيف كانت تحتضنهم مضاجعهم ولم يفكروا
بهم هل يملكون حتى لحاف ليستروا به أجسادهم عن البرد .. لا هم ليسوا أهل ابداً ومن العار
أن تُكتب أسمائهم في دفاتر الاباء .. لو أنهم تذوقوا حقاً نعمة الضنى لحاربوا من أجلهم ولو
بكلمة .. بل العجب كل العجب لحالهم كيف لم ترضخ أرواحهم .. هي هُنا و رغم أنها لا تتذكر
شيء عن والدها الا أنها تدافع عنه .. متأصلة به روحها .. وحتى أنها فخوره به دون أن أتهتم
لنظرتهم البشعة و الدونية نحوه .. بل أنها تبصر فيه رجل عظيم وقف و تحمل خطأة .. بذل
جهدة ليوفر المال و الطعام للفتاة التي تركتهم و أتت معه .. كما في قصص والدتها كان يخرج
كل فجر ليوصل الأشخاص بالسيارة التي أخذها دين من رجل عجوز .. كان لا يعود لمنزلة في
كثير من الأيام حتى ينتصف الليل مأمن عليهم جاره الوفي .. لم يؤذي يوماً جيرانه أو أي
شخص بكلمة .. حتى أنهم ولهذا اليوم لا يجدون عليه منفذ سوا خطأة الذي تحمله بكل صبر
عكسهم من قاموا بإلقاء أخطائهم على أكتاف من هم أضعف منهم و اداروا ظهورهم لمن
أنجبوهم للحياة دون رحمة .
أغلقت كتابه حين طُرق الباب لتقول : ادخل .
فُتح الباب لتدخل جدتها مبتسمه تحمل في كفها صحن فواكه : رغم أني أحب أكلها فالصبح
مير جبتها حجه عشان أدخل لتس .
نهضت لتأخذ منها الصحن : ما يحتاج حجج متى ما بغيتي تعالي .
لم ترد عليها بل ذهب نظرها لذلك الكتاب القديم و نبض قلبها يصبح سريعاً و روحها تذوب حقاً
لتهمس : هذا له ؟
جلست وهي تضعه بجوارها وكأنها تخشى عليه من كفوفهم .. بطريقة ما تجدهم لا يملكون
الحق في قراءة قصائده هذه .. لأنها جميعاً تحكي عن حنينة و ألمه وهم من رضوا عليه بالنفي
: ايه له .
جلست وهي تذهب بنظرها لشجر الليمون ولم يفتها دفاعها عن كتابه وكأنها تخشى عليه منهم
: شكله من اللي كتبهم وهو في نجد .
هزت رأسها بصمت تقطع الخوخ لتبتسم تلك بحنين : شايفه الليمون هذا كان يحبه .. كانوا
بس ثنتين بس كبار بالحيل زارعها جدهم الله يرحمه .
نظرت لهن : أدري .. اللي على اليسار أول وحدة و اللي بالوسط .
ابتسمت بألم إذاً قد ذكرهن في قصائده : هو كذا من يوم ربي خلقه .. هادي ما يزعج ولا
يجادل .. وكل الأشياء اللي يحبها هادية مثلة .. حتى عطوره كانت خفيفة .. يمر كانه النسيم
و وجهه ضحوك .. و منطوقه زين .
مدت عليها بقطعة من الخوف و تناولت الأخرى : عشان كذا ربي كتب عليه يطلع منه هنا ..
هو واجد على جلافتهم و نجاستهم .
هزت رأسها مؤيدة لها : صادقة حتى ما أندفن بينهم .
سحبت نفس عميق ولاذت لصمت لا تُريد أن تزيد أوجاع هذه المسكينة أما الأخيرة فقد أكملت
: حين قالوا لي أن بنته تشبهه ما بتت ذيك الليلة و أنا أتلهف على شوفتتس مير حين طلعت
شمس الصبح ما قدرت أروح .. قلت ليه أروح ؟ أنا مالي حق فيها .. وحتى أن شفتها وش
بستفيد غير أن قلبي يحترق و يحترق وليته بيترمد لا خابره ناره اللي بلقبي ماهي براحمتني ..
وهذا أنا راحت فيني الأيام أتهرب وكل واحد شافتس و صدفني قال لي تشبهه يا فاطمة ..
يحسبون قلبي قاسي عليتس و يبغون يلينونه ما دروا أن قلبي ما يقوى ولا به حيل ..
ذاخرة اللي بقى منه عشان اللي بقى لي من ورعاني .. ثم صار راشد يروح لتس و يعلمني
وأنا كل مرة أقوي عزومي القاني أهدها .
ضمت شفتيها المرتجفة تحاول منع نفسها من البكاء رغم أن الألم في حديث الجالسة
أمامها أكبر من أي بكاء .. صغيرة المواساة أمامه .. شعرت بكفها يمسح على رأسها
بحنان لتنظر لها ترسم ابتسامة : عادي .. أنا ماني بدايسه على وجعتس .. أنا ماني مثلهم ..
ما أشوف الا نفسي .
تنهدت ثم ابتسمت : مير ما ورا كثرة تقديم الأعذار فود .. خلصت اعذارنا لهم وحنا بعد
عندنا اللي يوجع قلوبنا مير ما تجبرنا .
انشغلت بتناول حبات العنب للحظات قبل أن تعود جدتها للحديث قائلة : بس خلصت منه
عودت على حفيده .
لوحت بكفها : ما ابغى أسمع شيء عنه .
ام جابر بتفهم : ادري مير هو المبلي يوم أني قلت له طلق قال تجيب تسع سنين من عمري .
نظرت لها لتقول بسخرية : عجيب والله أنا اللي لازم أطلبها هالتسع مب هو .. مب أنا
اللي ضربته على يده وقلت له يبتليني خطبة ورا الثانية .
هزت رأسها : من يفهمه المهبول .. عاد قال لي أن كانها تبغى الطلاق .
ثم صمتت وهي تقلب كفيها وكأنها تبحث عن طريقة مناسبة لتقول ما أخبرها به .. ولكن
الجالسة أمامها قالت بكل هدوء : وش يبغى ؟ مهره احذفه بوجهه ولا علي و غيره ؟
لوحت بكفها : ما يبغى المهر .
جيداء : أجل .
سحبت نفس عميق : المهبول يقول ابغى تسع ورعان أن صفتهم تسعه قدامي تركتها .
شهقت بصدمة قبل ان تلمع عينيها بغضب : يخسى و يعقب .. ورعان هاه .. هين يا فرخ
لفاء .. أجل هو كفو يصير أبو و يتحمل مسؤولية ورعان .. أذا حرمته ما قدر يصون كرامتها
التسع ورعان كيف بيعيشهم .
تنهدت ام جابر : عاد هذا قوله .. ولا عليتس منه هرجه مردود عليه .. بكرة لا شهدت الناس
عليه و على جدة بيعرفون أن الله حق .
نظرت لها بترقب : صدق بتروحين لشيخ ؟
وهل هي مجنونة لتضحي بك بعد أن نالت قربك أخيراً .. لن تكفر بالنعمة التي مّن الله بها
عليها لتقدمها بكل هدوء لسطام بن منير : لا بأخذهم للعقيد .
عقدت حاجبيها : هذال ؟
هزت رأسها مؤكدة : ايه هذال بن جميل .
مالت شفتيها : وهذا بيفزع لتس .. جدة تراه منهم .. طينته مثل طينتهم .
ابتسمت بحنان : يا زين جدة من هالفم أنا اشهد .. ثم ما عليتس بيفزع .. أنتِ ما تعرفينه هذال
يدوس عليهم كلهم ولا حسب لأحد بحساب .. والله أنه بعمره ما همة هرج أحد غير كلمة أبوه
و أمه الله يرحمهم ولا أحد قادر يكسر خشم لفاء و يجيب حقتس كامل منه مثلة .
رفعت كتفيها بعدم اهتمام : مدري عنه ولا يهمني أمره ولا ويش بيسوي .


---------------


صباحاً كانت تنظر له وهو نائم ولم تكن تظن أن شمس الصباح قد تشرق عليه .. قضى
الليل بأكمل يأن و يهلوس رغم أن حرارته لم ترتفع ابداً .. جلست على طرف السرير
بقربة : عبدالله قوم الله يخليك لي الساعة صارت سبعة .
فتح عينية بكسل ثم سند جسمه على كفيه ليجلس بصعوبة : وراتس تركتيني أنام كل هالوقت .
نورية بصدق : أجل أنت نمت اصلاً .. شوف عينك والله ما كأنك نائم من الساعة 11 .
نفض لحافة بضيق : راحت علي الصلاة الله يسامحتس .
دخل الحمام ليتوضأ ثم خرج ليصلي و يتسنن و جلس على سجادته يقرأ أذكار الصباح ..
حين فرغ سألته : وش اللي صاير و بغى يقضي عليك البارح .
تنهد ثم سحب نفس عميق و عاد ليتنهد قبل أن ينهض و يجلس بجوارها : مالتس بكثرة
التفاصيل مير جيداء راحت لبيت عمها وطالبة الطلاق .
شهقت بصدمة : يا ويلي .. ليه راحت .
نهض ليبدل ملابسه : من غير ليه .. وترا الغلط راكب ولدتس من ساسه لرأسه و أبوي
شريك معه .
ضربت كفيها ببعض : لا حول ولا قوة الا بالله .. يا شري عن ورعي .
عبدالله بقهر : يستاهل ما جاه .. وترا الهرج اللي قلته له زمان بقوله لتس هالحين .. والله ماله
حرمة غيرها لو يحب السماء .
نورية بذهول : هذا كله ليه ؟ يعني افرض لو انها أصرت على الطلاق و طلقها يقعد
الولد كذا .
هز رأسه بحزم : ايه يقعد .. مو يبتليها و يبتليني و عمته و يشب فيني النار وأنا حي يبه أبغاها
و يبه ما أبغى غيرها و يبه والله لصونها ثم يسوي هالسوايا .. أسكتي عني يا نورية والله أن
كبدي منفقعه منه بطلوع الروح راد نفسي لا أقوم و أجلده .
أمسكت رأسها حين غادر : يا هجادي .. ابك هذا ويش .
صمتت للحظات وهي تفكر قبل أن تتمتم : الحين محارب الناس عندها ثم تروح كذا لا سهاج
ما يخطي لهدرجة مير هي عوبا تروع .
..
خرج من المنزل ليذهب لمجلس والده وعلى عكس الأمس اليوم هُنا بعض رجال الصواع
القى السلام وجلس يتسمع لحديثهم بصمت و يبدو أن راشد قد خاض شجار مع أحدهم بالأمس
.. ماذا هل فعل خاصية تحديد الكل و فرغ طاقة سنوات بالأمس .. حرك شماغه بملل
: والله ما أشوف في سواته شيء غلط .. يوم قلنا بيننا يا عيال الخالة محد هذاك اليوم رضا
و قام نزال و خطب بنته في زواج صلح و قبلتم بهالشيء ثم من تالي كلن كشر عن أنيابه
وجايين مستقوين .. خله أن شاء الله يدق خشومهم .
أبو اسامه : يا أبو سهاج تعوذ من ابليس حنا ما قلنا ربعنا ما غلطوا و شوفه عينك كنا
ضدهم مير حنا نبغى النفوس تهدأ .
عبدالله بحزم : لا حنا ما نبغاها تهدأ .. خل كل واحد يعرف حده .. لمتى وحنا نعيد و نزيد
في هالأمور لمتى .. والله ما ارد أحد عن احد لو يوصل الدم لركب وكل مخطي بيأخذ جزاته .
أن كان هذا حديث عبدالله العاقل من يفضل السلم على المشاكل فما هو تفكير من هم أصغر
منه .
نهض بعد أن شرب فنجانه : عن اذنكم أنا عندي شغل .
خرج من السور ليسير على قدميه قليلاً قبل أن يصل لسكن العمال العزاب فيطرق الباب
و يدخل ليستقبله صوت صراخه : يا كلا* فكوا الباب فك الله ارقابكم .
سحب المفتاح من جيبه ليفتح الباب فيجده أمامه غاضباً وقد برزت عروقه : ما شاء الله
هذا حزام اللي بناته و أمهن أتهموه بالمخدرات وهو مسكين .
لوح بكفه : وخر عن وجهي يا عبدالله .
ميل شفتيه : ليه ! مب أنت جاي لنا برجلينك .
أقترب منه و بحدة قال : جاي لمكاني .
فتح كفيه : مالك شيء هنا .. قلت لك البيت صار باسمهن .
صرخ فيه : ما ابغى لهن مسكن أنا بطلع لبيت أبوي .
عبدالله ببرود : ومالك أبو .. وهذا مب هرجي هذا هرج أبوي .. وأمي حالفه ما تكلمك ولا
تبغى لك شوف .. الحين لو أفكك وين بتسكن ؟ أكيد أنا ماني بمجنون عشان أدخل سكير مدمن
مثلك لبيتي .
شده من ثوبه : أجل وخر عني وأنا أدبر نفسي .
دفعه للخلف ليسقط : لا .. أنا ماسك لي طرف خيط و بتله .. ثم أنا عطيتك فرصة عشان
تتعالج و تصير أدمي .. كان هذا أخر شيء أقدر أسويه لك و يمكن ينفعك .. والحين دامك
تكبرت خلك هنا لين تفنى عظامك .. ايه صح نسيت لا أعلمك بنزوج رشا لعياش .. الولد خطب
و البنت و أمها موافقات وأنا ماعندي مانع .. عاد أن احتجناك وقت العقد طلعناك .
صرخ به : و بتزوج بنتي غصب عني .
كان ينوي إغلاق الباب و لكنه عاد ليفتحه و ينظر له : مالك كلمة عليها ولا لك حق في وحدة
منهن .. أن ما زوجت بالطيب .. حذفتك بالسجن ثم قضية عضل و انتهى الموضوع .. الدنيا
سهلة لا تحسب أن لك كلمة او أنت ولي على أحد .. من متى اللي ما يصلي و يسكر يصير
ولي على المسلمات ؟ أنا علمتك تبغى تقعد هنا تزوجها ما تبغى أبشر بالسجن .
حين أغلق الباب عليه من جديد أخذ يدور في المكان بقهر وهو يعض على اصبعه .. يُريد
فقط هاتف وحينها يعلم جيداً كيف ينتقم لنفسه .. و يلقن هذا المغرور درس يجر خلفه
فضيحة لن ينساها ما دام حياً .


------------------


مل من الجلوس فنهض ليعصب رأسه بشماغة ثم يرفع عصاه و يفتح باب المجلس
ليخرج .. كانت أبواب الغرف مفتوحة سوا غرفة والدته و ليلى ليست موجودة .. نادى
عليها ولم ترد .. طرق باب الحمام ثم فتحه ليجده فارغاً .. عقد حاجبيه باستغراب ليعود
للبحث عنها في غرفتها ربما لم تسمعه ولكن غرفتها كانت فارغة و المطبخ كذلك ..
وقف قرب الباب الأخير المشرع أمامه يكشف عن أجزاء من الغرفة التي لم تعد ملكاً له ..
و يظهر له الاختلاف واضحاً و جلياً من لون الجدران للون السجاد و الستارة التي غطت
نافذته .. تقدم ليقف على عتبه الباب لتهاجمه الرائحة التي التصقت بالأثاث و المكان فيتراجع
عاقداً حاجبيه .. شبيهة لحد كبير بتلك الرائحة التي أزعجته بل أنها ذاتها .. أبتعد نحو الباب
و الضيق يعتري ملامحه حين دخلت ليلى و كشفت عن وجهها لتقول مبتسمه : صحيت .
اختفت ابتسامتها بسبب تكشيرته بينما هو قال : صاحي من اليوم مير وين كنتي .
تملكها بعض الخوف وهي تظن أن غيابها سبب خوفه : بنت جارتنا ام بندر والده و أخذت
لها من المرقة اللي سويتها .
تنهد حين أبصر القلق في عينيها ليمسح على رأسها : بيض الله وجهتس .. أيه جيرانتس
لهم حق عليتس .
تخطاها نحو الباب لتسأل بحذر : بتطول برا .
ابتسم لها : لا بس بمر الحلال و أرجع ماني مطول .
خرج لتتنهد و تكمل طريقها لغرفتها قبل أن تتوقف و نظرها على باب تلك الغرفة ثم تسرع
لإغلاقه وهي تضع كفها على شفتيها هل من اجل هذا كان غاضباً .. استغلت نومه لتهوي
الغرفة و تشمسها .
سار في طريقه بهدوء لا يُريد أن يضغط على نفسه .. رفض دعوة البعض لشرب القهوة
ممن صادفوه في الطريق ثم أكمل مسيره حتى وصل لمبتغاه .. فتح باب المزرعة و دخل
ليجد العامل منهمك في حلب الأغنام : صبحت بالخير .
نظر له العامل مبتسماً وهو يظن أنه قدم لمساعدته : صباح النور .
أخذ يتأمل المكان من حوله : هديت الجفار ؟
هز رأسه نافياً : لا باقي .
خرج وهو يقول : أنا بهدهم .. الدنيا بتصير الضحى وللحين ما طلعوا .
فتح الباب الصغير لتخرج صغار الأغنام تركض فرفع صوته : انتبه لها لا تقفز برا الشبك ..
ساعه كذا ثم ردهم جوا .. أنا بروح وأن كان ناقصك شيء أرسل لي .
رفع الأخر صوته : ان شاء الله .
غادر المزرعة القديمة ثم أخذ يتجول قليلاً قبل أن يشتاق للحديث عليها فيغير طريقة
نحو المقبرة ليقرأ الدعاء ثم يدخل ليجلس قرب قبرها : السلام عليكم .. جيت وجايب لتس
علوم مدري بتسرتس ولا لا الوكاد أنها ما سرتني الصدق مير هذا اللي ربي كاتبة .
مسح على تراب قبرها برفق و أخفض نبرة صوته : خطبت بنت لفاء .. ادري أني غبي
مير انحديت وهي الدلخة معطيها فرصة عشان تعيي قامت وافقت .. و فوقها بنتها العوبا
قامت تشرط .. شايفه بيت السور راح ودع .. و معه فرس و 80 الف .. أدري ما حصلت
لبنات العشرين مير ماني بقايل لا وأنا عارف أن الورعة تبغى تضرب عصفورين بحجر
الأول ترد اعتبار أمها و الثاني تزايدني .
تنهد بضيق : الحين يمه وش أسوي والله أني ماني بطايقها وأدري ماهي طايقتني شايفه
حظي من جرف لدحديره .. بالله وش أسوي بعمري .. لا وليلى مبسوطة على ويش مدري ..
ثم يمه يوم أنتس قالبه غرفتي هالصنع ليه ؟ دمرتوها معاد هي زينة مثل أول راحت مثلها
مثل غرف بيت السور كلها طقم .. ثم الحين كيف أعلم أبوي أني أخذ وحدة قد هجت ..
رحمة من ربي راح ما شاف هذا اليوم ولا يدوس في بطني ولا معد يهرجني .
أخذ يشكو لها و يخرج ما يكنه صدرة ثم نهض ينوي العودة ولكنه عبر من جوار تلك القبور
ليعود له وصف عياش لموقعة فيتوقف ينظر له بألم : هذا أنت .
تقدم ليجلس بقربه : أنا وين أروح من ذنبكم ؟
ذهب نظره للقبر الأخر على الطرف الثاني من المقبرة : كيف يعتذر عقيدكم وهو ما رفعكم
عن كل هذا .. سقتكم للموت وأنا عقيد القوم .. ما ترفعت عن الجنون الا زدته لين غديتم وأنا
رجعت .
مسح على تراب قبرة ليعض على شفته السفلى ثم يسحب نفس عميق : تكفى يا عبدالرحمن
سامحني .
نهض بصعوبة ليجر خطواته لقبر جابر و يسقيه بالاعتذارات قبل أن يقول : ليتني ما رديتك
.. ليتني جزعت في شايبك و جبت له حفيدته و رديت لولد خالي بنته .
تنهد وهو يشعر بأن الهواء من حوله يتناقص حتى أن سحب النفس بات أمرً عسيرا لينهض
مستغفراً فيجده واقفاً على مقربة منه بملامح جامدة و عينان تفيض كُرهاً : وش تسوي هنا ؟
نظر للقبر خلفه : جاي أسلم على ولد عمي .
مالت شفتيه بسخرية : ومن عطاك الحق ؟ قتلت القتيل ويوم ما قدرت تمشي بجنازته قلت أكحل
عيني بشوفة قبره .
عاد ليستغفر ثم قال : مافيه رد على هرجك .. وخر عن دربي يا ورع .
أشار على القبر خلفه : لا عاد أشوفك عنده .
رفع حاجبه : والسبب ؟
فتح كفيه : شوفتك عنده تأذيني ولا هذي بعد ما عليك منها .. أن كان ولد عبدالرحمن عادي
عنده يصبح و يمسي في وجهك أنا حتى لو المح جرتك تقلب على معدتي .
.
.
مشكلتي اني مزاجي و انتقائي حضور
اذا انتهوا فوضويين الظهور ابتدي
**
بيني و بين المقام السهل حالة نفور
ادور الحاجة اللي تستحق جهدي
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-23, 10:47 PM   #2065

أم رفا

? العضوٌ??? » 491439
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » أم رفا is on a distinguished road
افتراضي

يعطيك العافية .. رواية رائعة وكاتبة متمكنة ..

أم رفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-23, 11:44 PM   #2066

أمل سفر
 
الصورة الرمزية أمل سفر

? العضوٌ??? » 507660
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » أمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond reputeأمل سفر has a reputation beyond repute
?? ??? ~
التَجَاهُل مُـر لـِلغَاية وَالصَمْتُ حِكَايَة أُخْرَى وَأنَا ضَائِعة بَينَ مَشَاعِريِ المُرْتَبِكَة كـَ القُبلة في عُـــنْـقِ الكَلَاَمْ!
افتراضي

مساء الحب
عزيزتي ظل السحاب
ودي اقرا الروايه بس خايفه يكون فيها حزن
آنا ما أحب اي سطر حزين.. تكفي الاحزان الي نعيشها
ممكن آحد يقولي اذا الرواية تميل للحزن ولا لا؟
دمتم بحب


أمل سفر غير متواجد حالياً  
التوقيع

؛ لا أَرجُــــــو شَـــــــــيء مِنْ أَحَــــدْ ؛
؛ ثَمَتُ حَنِين وَحَفَنَةُ أَلَم فِي صَدِرِي ؛
فــــــ كن كريما مع قلمي...!!
رد مع اقتباس
قديم 02-07-23, 12:36 AM   #2067

حلمي البعيد

? العضوٌ??? » 512023
?  التسِجيلٌ » May 2023
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » حلمي البعيد is on a distinguished road
افتراضي

لا الرواية تجنن ما تميل للحزن فقط فصل اوفصلين بس بسبب الجدة توفه ولا الرواية تجنن انحصك تقريها والله افرح لشفت الفصل نازل
لك تحيه امل مسفر ويامرحبا بك


حلمي البعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-23, 12:44 AM   #2068

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

كرهه!!حسيت من القرابة راشد!
لكن راشد مو هذي شخصيته
مين اجل؟
جابر له عيال؟ نسيت


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-23, 12:52 AM   #2069

حلمي البعيد

? العضوٌ??? » 512023
?  التسِجيلٌ » May 2023
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » حلمي البعيد is on a distinguished road
افتراضي

احد من عيال جابر لأن قبر ابوهم قريب من قبر عبدالحمن

حلمي البعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-23, 03:34 AM   #2070

قمـــرـآي

? العضوٌ??? » 493202
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » قمـــرـآي is on a distinguished road
افتراضي

هذال ،،، و اه من هذال و شخصيه هذال
و هل فعلاً هو اللي بيجيب حق جيداء بنت مشعل كامل من لفاء ؟..
جيداء ،،، قويه باس و موضوع نفي ابوها موجعها بشكل ..



بارت ممتع جداً
و ماننحرم من ابداعك كاتبتنا الجميله ♥️


قمـــرـآي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.