آخر 10 مشاركات
حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree24693Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-22, 07:44 PM   #461

ضي عيوني

? العضوٌ??? » 496732
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 425
?  نُقآطِيْ » ضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond reputeضي عيوني has a reputation beyond repute
افتراضي


وووينك سحاابتنا طوولت الغيييبه واحنا مشتااااقين🔥🔥😢

ضي عيوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 01:35 PM   #462

إشتياق
 
الصورة الرمزية إشتياق

? العضوٌ??? » 250460
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » إشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond reputeإشتياق has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظِل السحاب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
مساء الخير على الجميع
كيفكم أن شاء الله انكم بخبر أنتم ومن تحبون
هاه كيف كانت فترة التوقف معكم أنا ما يحتاج
اشرح لكم كيف وضعي بعد ما قلت لكم سبب التوقف
المهم يا جميلات أنا قاعدة أجمع خيوط الأحداث اللي بعثرتها المذاكرة عشان كذا ما اظن يكون فيه فصل يوم السبت هذا ولكن
الأسبوع الذي يليه بتأكيد راح يكون عندنا فصل طويل و فيه ظهور لشخصيات و قصص جديدة أن شاء الله أنها تعجبكم

بشووووووق ننتظر للفصل الموعود لا تتاخرين علينا سحابة


إشتياق غير متواجد حالياً  
التوقيع
عِشْ في هذا العالم كأنك وحدك، فأنت كذلك
Live in this world as you’re alone, because you’re
رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 08:00 PM   #463

ميييلاا
 
الصورة الرمزية ميييلاا

? العضوٌ??? » 481119
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » ميييلاا is on a distinguished road
افتراضي

كلام الكاتبة

مساء الخير
بنات الفصل بيتأخر شويتين بسبب تجمع عائلي طارئ فأعذروني
و ايه قبل ما انسى ركزوا على المقدمه فيها اشياء بتعجبكم بأذن الله


ميييلاا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 08:02 PM   #464

نُوورا

? العضوٌ??? » 505677
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » نُوورا is on a distinguished road
افتراضي

كلام ظل السحاب 🤍

مساء الخير
بنات الفصل بيتأخر شويتين بسبب تجمع عائلي طارئ فأعذروني
و ايه قبل ما انسى ركزوا على المقدمه فيها اشياء بتعجبكم بأذن الله


نُوورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 08:59 PM   #465

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

الله يجعله تجمع سعيدة .....💕
الشوق الف ....وكنت داخله ومتعشمه ألقى بارت جديد
لكن قدر الله وما شاء فعل
بمشيئة لله السهره الليلة بمعيته ظل السحاب
🌹🌹🌹🌹🌹


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 10:27 PM   #466

طالبة المغفرة

? العضوٌ??? » 489470
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 643
?  نُقآطِيْ » طالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond repute
افتراضي

في انتظارك سحوبة

طالبة المغفرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 10:38 PM   #467

فوق السحاب مستواي
 
الصورة الرمزية فوق السحاب مستواي

? العضوٌ??? » 488203
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » فوق السحاب مستواي is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار سحابنتا

فوق السحاب مستواي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-22, 12:42 AM   #468

Silence 31

? العضوٌ??? » 440789
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » Silence 31 is on a distinguished road
افتراضي

ننتظر بشوق لأبداعك

Silence 31 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-22, 01:02 AM   #469

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
كيفكم أن شاء الله أنكم بخير أنتم ومن تحبون
يوه لو تدرون وش كثر اشتقت لكم و ليوم السبت و موعدنا
اعذروني تأخرت عليكم بالحيل لكن كذا جات الظروف ..
المهم يا جميلات أكيد تذكرون أن هالكاتبة الكسولة وعدتكم
بفصل هدية .. أكيد تذكرون .. ابشركم الهدية و أخيراً بتطرح يوم
الأربعاء بأذن الله .. لكن ما راح يكون فصل طويل بالحيل .. يعني بيكون
بنفس طول فصول معضلة في شمال الطائف ..
وفيه كذا حاجه بخاطري ودي أنكم تسوونها .. ابغى أدخل يوم السبت
المتصفح و أشوف اللايكات وصلت ل 6000 .. كذا بخاطري أعرف هل عدد
المتابعين كثير او قل و تبخر مع هالغيبة ..
و بس والله موعدنا الأربعاء القادم و الحين
قراءة ممتعة للجميع .
..


الفصل الخامس عشر
.
.
( لليلة صُلح )
قبل حفل الزفاف بيوم
كانت تغلق سحاب عبايتها بملل وهي تقول : يعني لازم أروح معك ؟
تنهدت وهي تنظر لأبنتها بضجر : على كيفك .. إزا ما رايدة لا تروحي .
حسناً هي تعلم بأن والدتها ستتعب هناك بمفردها و تحتاج لمن يجهز لها بعض الأشياء كما أن
لديها بعض الفضول لرؤية تلك المدعوة جيداء لذلك ربطت نقابها و حملت الحقيبة التي تحتوي
على ( الدلكة السودانية و معجون الحناء ) و جميعها طبعاً من صنع يد والدتها التي جعلت من
هوايتها و معرفتها مصدر دخل لها .. فأغلب العرائس هنا لا يضع لهن الحناء سوا والدتها
و ليس لأنها المتواجدة بقربهن بل لأنها ماهرة فيما تفعل .. مواسم العطلات و الأعياد تكاد لا
ترى فيها والدتها بسبب انشغالها ولكن هذا يجلب لهم مال كثير كما أن والدتها تصنع الدلكة
السودانية و تبيعها على نساء المنابر و كذلك لديها زبائن في جميع احياء الطائف ..
و رغم أنها لا تحب كون والدتها نقاشه و والدها مزارع و مر وقت طويل على أخر مرة ذهبت
فيها مع والدتها لمنازل زبائنها الا أن العرائس اليوم مختلفات .. الأولى مشهورة على مواقع
التواصل وكانت و ما زالت متأكدة بأنها لن تحصل على فرصة لتذهب لصالونها و الثانية
أشهر فتاة هنا بجمالها و عقلها و مكانتها كأبنة راشد الصواع و كأستاذة جامعية ..
اوصلهن بكر لمنزل خارج المنابر علمت سابقاً بأنه منزل والد الجدات..
ميلت شفتيها بعدم رضا فهي ظنت بأنها ستحظى بفرصة دخول تلك المنازل الجميلة ولكنها
وجدت نفسها في منزل تراثي .. كانت زوجة الدكتور هي من استقبلتهن وكم تبدو انيقة رغم
انها لا ترتدي سوا ملابس بسيطة جداً لتكون مرتاحة وهي تضع الحناء على كفيها ..
و خلفها امرأة لا تقل عنها في الجمال ولكن تبدو أكثر شباباً و كذلك هي لم تبذل جهداً لتتزين
وكانت ترتدي فستان منزلي بسيط ..
كانت تتوقع تواجد الجدات ولكنهن لم يأتين وهذا أفضل فهي قد ارتدت بنطلون و سابقاً كانت
والدتها تحذرها من الخروج هكذا أمام الكبيرات في السن .. وبدل البدء في العمل استمرت ام
عمر بتقديم الضيافة لهن و هي تتبادل الأحاديث مع والدتها اما الأخيرة فيبدو أنها معتادة على
هذا الوضع بل و سعيدة بهذا اللقاء .. ولكن في النهاية ضربت بخفه على أعلى كاسه الشاي :
بس يا ام عمر خليني ابدأ بالعرائس .
حينها نهضن و ام بكر تقول : حنان جهزي الدلكة .
فنهضت للحقيبة لتحملها ثم نظرت لتلك الصامتة منذ البداية : وين المطبخ ؟
سماهر بابتسامه : تعالي معي .
حسناً هذا تصرف لطيف منها أن توصلها بدل أن تشير بيدها نحوه .. اه هذا المنزل رغم أنه
قديم الا أن كل أدوات المطبخ متوفرة فيه ملئت الغلاية بالماء لتدفئته ثم أخرجت كيس بداخلة
كور متوسطه الحجم لتذيبها داخل الماء الذي سكبته في وعاء بلاستيكي لتفوح رائحه قويه هي
معتادة عليها .. لطالما فاحت في منزلهم و تركتها هي خلفها في الحمام بعد أن استخدمتها ..
حملت الوعاء للغرفة لتطرق الباب و تخرج والدتها وتأخذها ثم تعود لداخل ..
ما أن أغلقت الباب خلف ابنتها حتى نظرت لفاطمة : يلا يا عروسه خلينا نبدي .
رفعت فاطمه قميصها الخفيف لتبدأ أم بكر بتوزيع المزيج بلونه الأسود الباهت على ساقيها
ثم ذراعيها بالكامل و تبعه ظهرها ثم تركتها حتى جفت و بدأت بتدليك جسمها وطوال الوقت
وهي تتحدث عن مواضيع عديده .. الان وفي هذه اللحظة تود لو تشكرها لأنها جعلتها تشعر
و كأنها عروس للمرة الأولى .. نعم هكذا يتم تدليل العرائس و الاهتمام بهن .. حتى أنها لم
تبخل عليها بالنصح و كيف تدلل المرأة زوجها .. حين انتهت تركت الوعاء بما فيه لتكمل
فاطمة توزيعه على باقي الأجزاء وهي خرجت لتدخل غرفة الجلوس حيث تجلس جيداء
و تشرب القهوة .. منذ التقت بها قبل قليل وهي تشعر بأن هذه الفتاة غريبة .. فاطمة الأكبر
في السن كان التوتر يكسي ملامحها اما هذه الصغيرة تتناول المعمول بتلذذ و تشرب فنجالها
بكل هدوء و استمتاع .. انزلت الفنجال أخيراً وهي تقول : الحين دوري ؟
هزت رأسها بهدوء : ايوه دورك .
نظرت حولها بتفكير : أخاف نوسخ المجلس .
ابتسمت : ازا ما رايده نروح للحمام بس أخاف يبردك جسمك .
نهضت بثقه : لا ما عليه خلينا نروح .
دخلن للحمام لتبدأ اسأله هذه الفتاة باردة الأعصاب : ايوه يا خاله كم لتس هنا واضح من زمان
لهجتنا ماسكه بلسانتس .
ام بكر بابتسامه : من زماااان و نسيت عد السنين يا بنتي .
جيداء وهي تنظر نحو المجلس : واللي معتس بنتتس ؟
ام بكر هزت رأسها بالإيجاب لتقول جيداء بحماس : تهبل ودي احط لها مكياج .
ضحكت ام بكر : لو قلتي لها هذا الكلام يمكن تموت من فرحتها .. هي تحب مكياجك شديد .
جيداء بحماس : خلاص أجل بكلمها نرتب يوم أسوي لها فيه مكياجها .
ام بكر بذكاء : خليه بيوم زواجها .
جيداء بابتسامه بعد أن علمت مقصدها : نعتبره بروفة قبل الزواج .
نظرت لها : يصير خير .
هل هي من الفتيات الاتي يصبن بالبرود لشدة ما يمرن به من توتر ؟ لا تجده تفسير سوا هذا
وأن كانت منهن فهي فازت بالمركز الأول عادت لترفع نظرها لها فتجدها تتابع حركه يدها
باهتمام واندهاش فأشارت لها : اكشفي ظهرك .
حينها بان بعض التردد عليها : لا عادي انا بحطه .
هزت رأسها بالنفي : ما حتقدري توصلي لكل مكان .
جيداء بتردد : عادي أمي تحط لي .
حينها انطلقت ضحكتها : شنو خجلانه ؟.. اكشفي يا بت .
فتحت سحاب فستانها الصيفي لتكمل ام بكر عملها اما هي فكانت تنظر لقدميها الذي تغير
لونها لنقيض بعد أن غطاها مزيج الدلكة .. غداً ستدخل لذاك السور وهي حقاً لا رغبة
لديها في اكمال حياتها هناك بين أشخاص لا تعرفهم ولا تحمل أي حماس لتعرف عليهم ..
بل و الأهم الرجل الذي ستشاركه حياته و ستنجب من الأطفال لا تعلم أن كانت تريده
حقاً ام لا تريده .. غريب امرها كيف اقتنت افضل الأشياء و تجهزت لرجل هي لا
تعلم حقيقة مشاعرها نحوه .
انتفضت بخفه حين ربتت ام بكر على كتفها : يا عروسه .
نظرت لها بشرود لتكمل : خلصنا .
نظرت لساقيها لتجدها عادت كما كانت فهزت رأسها بهدوء : تمام أنا بكمل الباقي .
ام بكر : زين وأنا بروح أنقش فاطمة .
أغلقت الباب خلفها لتزع جيداء ملابسها وهي تنظر للوعاء : الحين هذا اتركه عشر دقائق
ولا ربع ساعة ؟ كله منك يا سهاج .


-------------------


نظر لهاتفه بغضب : اهب صدق ما بغى يعطيني الإجازة .
سعود وهو يتصفح هاتفه : هو وش عنده ؟
سهاج بقهر : أنا أدري عنه ! جايب له كل الأوراق و مخلص أموري وله أسبوع يماطل فيني ..
لا عادها الله عسكرية كل شيء فيها لازم يتعقد .
ميل شفتيه بسخرية : علمناك مير ما فهمت .. أنت مكانك فالتجارة و عند الأرض و الأبل ماهو
العسكرية و الالتزام و الصفات من يومك بالدورة كان لازم تنسحب .
جلس وهو يتنهد ليسيطر على مشاعرة : فكنا من هرجك اللي كل ما قلت كلمه عدته علي وهات
علومك أنت .. أشوف رعيانك لهم يومين يفرزون بالحلال .. وش عندك ؟
حك مؤخرة رأسه وهو يميل شفتيه : بجهز للمهرجان ؟
رفع حاجبه وهو يقول بتغابي : تبغى تشارك لحالك ؟
تنهد وهو ينزل هاتفه و يعتدل في جلسته : لا بشارك معكم .
حينها اكتست ملامح سهاج الجدية والحزم : ما طرى علي والله أخذ شيء من حلالك .
أنزل عصبه رأسه ليبعثر شعره الذي طال قليلاً ليتخطى أذناه : وليه وش فيه حلالي ؟
ميل شفتيه بسخريه : ما فيه شيء مير البلا في راعيه اللي شح فيه من البداية وهو يحسب أنه
بيلوي الذراع بسحبته .. تبغى المهرجان هذا هو قدامك أدخل باسمك محدً رادك .
سعود بحزم : لا والله ماني بمنافس عمي و بني عمي .
سهاج بحدة : أجل أنت خليت فيها بني عم ؟ استريح وأنا أخوك المرة هذي داخلين من غيرك
الله لا يعوقنا بشر .
وقف سعود بحزم : لا والله مالكم دخلة بدوني ؟
سهاج ببرود : مالك حلفان علي .
سعود بصدمة : افا .. أنا الحين معد لي حلف عليك ؟ ( يقصد بها مكانته )
سهاج بحزم : قلت لك هالمره من دونك ولا هو أنا اللي رديتك أنت اللي سحبتها .
سعود : شرهتك على اللي يهرجك يا حفيد جدك أنا هرجي مع عبدالله .
ضحك بأستمتاع وهو يراه غضباً أخيراً : روح له .. أن كانك ناسي هذا أنا أذكرك المنقية
كلها تحت أمري أنا ولا أحد له رأي ولا شور من عقبي .
سعود بقهر : الحين أنت وش بلاك .. لا تقول أنك تبغى تقهرني عشاني سحبتها نكايه بعمي ..
والله ماهو بعشانه .
تقدم بجسمه وهو ينظر لعينيه بحزم : ليه هو محد عايش هنا غير جدي ! فيه بني عمك اللي ما
حطيت لهم قدر ولا فكرت فيهم كيف يدخلون المهرجان من دونك وكيف الناس بتهرج فيهم
و فيك .. أنا ما علي من اللي ردك للمشاركة حتى لو أنه الندم لأن سواتك ما تمر عندي كذا .
عاد ليستريح في جلسته و يشرب فنجاله على مهل بينما سعود غادر غاضباً .. أخرج هاتفه
ليتصفحه قبل أن يبتسم بعد أن وجد أسمها في القصص الخاصة .. فهو ما أن أضاف سنابها
حتى قبلت به دخل لها ليجد صورة لأقماع يملئها مزيج بني اللون رصت بجوار سلة المعمول
و كتبت عليها ( لا أحد يسأل عن النتيجة الوالدة مانعه أي صوره )
شيء ما جعل قلبه يتحرك بلذة غريبة .. نعم هو سيرى النتيجة غداً بصفته الأحق و الأجدر ..
ولكن ما بال هذه المدللة حتى شيء كهذا ستنشره حتى ولو كانت صورة عادية .. عقد حاجبيه
وهو يترك الهاتف جانباً ما أن وقع شيء أمام قدميه ولم يكن سوا شماغ سعود الذي عاد و القى
به قائلاً : طالبك أن تأخذني معكم .
عض على شفتيه بغيض وهذا الثائر على الجميع يلوي ذراعه مد كفه ليلتقط شماغه و يرميه
عليه : ها والله أنها أخر مره يا سعود و بعد هاليوم مالك عذر عندي يا ولد عمي .
جلس ذاك مبتسماً ليأخذ دله القهوة و يسكب في فنجاله وكأنه لم يغادر غاضباً منذ دقيقة واحدة
فقط : أجل قول لي بن فهاد حاضر هالسنة ؟
نظر له بتدقيق : وش لك فاللي يحضر واللي يغيب حنا علينا من حلالنا ولا غيرة ما نحسب
له حساب ولا يعنينا في شيء .
سعود باستمتاع : الصدق ما علي منه .. أنا علي باللي وراه فيه كبود ودي افحسها .
كشر بضيق : يالله أنا في وجهك من قله العقل .
ضحك بصخب : ماهي بقله عقل مير هذا رد .. رد يا عقيد القوم .
مد عليه الفنجاله : ماني بعقيدكم .. مير على من بترد .
عقد حاجبيه وهو يسكب من القهوة في فنجال سهاج : تصدق نسيت أسمائهم مير ما عليه
اهم شيء الرد بيوصلهم بيوصلهم .
سهاج ببرود : وأنا ما نشدتك عن أسمائهم .. وش الفعل اللي بترد عليه ؟
لف شماغه : سالفة صارت معي بالمقناص .. أسمع .
أخذ يقص عليه ما حدث معه و بالطبع كان يجب أن يبدأ منذ أول يوم ذهب فيه من هنا ولم
ينسى ذاك الحلم الذي ما أن رواه حتى تغيرت ملامح سهاج ..
حين ارتفع اذان الظهر خرجا معاً لصلاة الظهر وفي طريقهما قال سعود بصوت منخفض
: هذا ولد راشد الكبير ؟
هز سهاج رأسه بالإيجاب وهو ينظر للفتى الذي يمشي أمامهما نحو المسجد ليهمس سعود
: هالورع ماهو مضبوط ما تطيح عيني بعينه الا تقدح شرار .
سهاج بهدوء : تلقاه مب راضي عن الزواج .
عقد حاجبيه باستغراب : وليه ما يرضى .. نزال ما يعيبه شيء .
نظر لعمر قبل أن يعيد نظره لطريق أمامه : واذا ما يعيبه شيء ؟ تلقى أخته عنده تستاهل اللي
أحسن منه .
لوح بكفه: والله ما أعرف بهذي الأشياء مير بخلي عيني عليه ليلة العرس لا يجيب لنا مصيبه .
سهاج بعدم اهتمام : كيفك .


---------------------


قفز من فراشه مسرعاً ليتوضأ و يخرج راكضاً للمسجد و والدته خلفه تصرخ به : لا تعدي
ما يجوز يا ولد .. أمش لك أجر .
ولكنه أكمل طريقه راكضاً وفي طريقه لمح احداهن تمشي بحذر وقد لفت شيء في يدها بقماش
بني اللون .. حين انتصف الطريق توقف بعد أن تمكن منه الشك .. هذه بالتأكيد أحد بنات عمه
و الطريق الذي تذهب نحوه هو منزل عمتهم العاتي حيث وضع عمه حزام بعد أن أذى والديه
بصراخه كل يوم و دخلت جدته في حالة حزن .. ما حاجتها في الذهاب لهناك ؟
عاد أدراجه راكضاً هل ستقدم له الدخان ام ماذا؟ ليس هذا بوقت حنان الأبنة فعصراً سيأتي
الفريق الطبي الذي تأخر كثيراً .. دخل لسور ليكمل طريقه راكضاً وكما توقع فهي دخلت
للمنزل ولا يعلم كيف ولكن الباب كان شبه مغلق لذلك دخل بحذر و اتجه لغرفه الجلوس حيث
وضع عمه .. اقترب بحذر ليعلم ماذا تفعل ثم سينسحب و سيخبر والده و يترك الأمر له
فلا شأن له عقد حاجبيه وهو يسمعها تتحدث بصوت شبه واضح : تدري وينها رشا ؟
صمتت قليلاً وهي تنظر لعيناه التي ذبلت من شده ما يصارع : تدري كم عظم كسرت ولا
أذنك ما كانت تسمع صوت تكسرها ( شخرت بسخريه ) أكيد ما كانت تسمع .. أذنك تعرف
بس صوت ورق الريال لا طلع من الصراف .. غيره ما تسمعه .. ما تسمع الأذان .. و لا تسمع
القرآن .. ولا طلباتنا ولا ترجينا لك .. ايه صح ظلمتها .. ما عليه نسيت صوت بكائنا اللي
يخرب مزاجك هذا تسمعه بس مو في كل حاله .. يعني انا ابكي وأنا وجعانه و الحمى تنفض
جسمي ما تسمع .. رشا تبكي لأن جدي ضربها كذا من غير سبب بعد ما تسمع .. رهف
تبكي من القهر لأن زينه سرقت بحثها و قدمته باسمها أنت بعد ما تسمع .. يعني أذنك مالها
فائدة .. نجي لعينك .. الثلاجة فاضيه ما تشوف .. البيت اثاثه قديم ما تشوف .. ملابسنا تبهت
من كثر الغسيل ما تشوف .. أجل وش تشوف ؟ أنا أعلمك .. تشوف الفلوس اللي يعطونها لنا
عماني وجدتي .. تشوف الأكل اللي دايم ناقص ولا حنا عارفين كيف تبغاه يكمل وأنت ما تمد
حتى الريال .. وفمك هذا اللي ما يعرف الكلمة الزينة بس اللي فالح فيه يسب و يشتم و يتفل
و ما يشوف زول حرمه الا يغازلها و يدخل بشرفها و طبعاً يبلع و يمتلي دخان .. يعني يبه
عينك و فمك بعد مالهم فائدة .. عاد خشمك ما اظن أنه سليم عطبته ريحتك و ريحه الدخان .
مدت كفها لتفتح القماش الذي لفته على قنينه ثم لوحت بها أمامه وهو ما زال صامتاً و ربما
هو لا يدرك شيء مما يحدث حوله : تدري وش ذا .
فتحت الغطاء بحذر : هذا اللي بيفكك من كل شيء ماله فائدة .
كان تهم بسكبه على وجهه حين سحبت القنينة و دفعها احدهم صارخاً : يا مجنونه أنتِ تبغين
تحرقينه ؟
نهضت بغضب وهي ترى هذا يفسد ما خططت له من أسابيع أسرعت نحوه غير مدركه
لخطورة ما يحمله بين يديه تصرخ بقهر و غضب : هاته يا ك** .. هاته مالك دخل .
عاد ليدفعها بعيداً وهو يبحث عن الغطاء بعينيه : أبك أنقلعي و فكينا من شرتس .
حين وجد الغطاء أخيراً انحنى ليأخذه ولكن تلك الغاضبة كانت قد عادت وحاولت سحب
القنينة منه فانسكبت منها بضع قطرات سقطت على السجاد تحته و لامست ايضاً ثوبه
فصرخ بها : أبك روحي احرقتيني .
حين صرخ بأخر كلمه استيقظت على نفسها و شهقت بجزع : يا ويلي راحت يدك .
اسرع ليحكم أغلاق القنينة و يتحاشى النظر نحوها فهي كانت بدون نقاب بعد أن نزعته
حين دخلت : أنتِ ما تخافين الله .. تبغين تحرقينه وهو حي ؟
حاولت أن تقترب منه بجزع : أقول لك يدك راحت .. أنت جراح وش نفعه شهادتك لا
راحت يدك .
رفع كفه في الهواء وهو يقلبها : عانيها ما فيها شيء مير استري نفستتس و اطلعي بسرعة
لا يجي أحد و نبتلي .
عادت لتشهق وهي تبحث عن نقابها قبل أن تجده أسفل قدمه لتهمس بخجل و رعب : وخر
رجلك .
امتثل لطلبها بل و أكثر فهو التصق بالحائط أمامه لتلتقط هي نقابها و تفر هاربه من المكان ..
حين سمع صوت الباب يغلق نظر حوله ثم سحب نفس عميق قبل أن يجلس على ركبتيه
و جسمه يرتجف من هول ما سمع و كان سيحدث .. كانت ستحرق والدها بماء النار ..
نظر لعمه المستلقي و كفاه و قدماه مقيدتان و ينظر لبقعه معينه بشرود غير مدرك لما يحدث
ماذا كان يفعل طوال هذه السنوات لتقُدم أبنته على فعلٍ كهذا ؟
..
دخلت للمنزل مسرعة لتصعد لغرفتها و تغلق الباب هي الان في مشكله لا نهاية لها سوا
مشكلة أعظم .. المفتاح كان أمانه لدى والدتها وهي سرقته و نسته هناك .. كما أن عمها
سيعلم و سيغضب بالتأكيد .. والاشد و الأمر أنها كانت تقف كاشفه أمام رجل غريب بل
و كانت تقترب منه دون وعي تحت وطأة غضبها .. كان جسمها يرتجف بقوة و عقلها
لا يهدأ و الأفكار تلتهمه حين يئست من جلب الهدوء أو التحكم بأعصابها أسرعت لتدخل
لفراشها و تلف نفسها بلحافها ترتجي الهدوء تبحث فيه عن بعض السلام ولكن عقلها يرفض
كل فكره للهدوء و السلام حين ايقظ ضميرها ليشن الأخير حرب طاحنة ضدها على الرغم
بأنه هزمها منذ أشهر سيفه فقط ( كيف تجاوزت حدود الدين و كادت أن تحرق والدها في
لحظة تحكم بها الغضب و تلاعبت بها وساوس الشيطان ) منذ وضعوه في مكان لوحدة
تمكن من ابليس و وسوس لها أن انتقمي .. خذي حقك و حق أخوتك و والدتك .. أن انتقمي
لسديم الطفلة و لكل لحظة كنتِ فيها بحاجة هذا الرجل و رفع رايات التخلي و عدم المبالاة ..
أن ابعدي صرخات والدتك بصراخة المتألم .. دعيه يتذوق الألم كما أذاقه لرشا ..
رشا التي تستيقظ للحظات تنهمر فيها دموعها قهراً و ألماً قبل أن يسرقها النوم .. رشا التي
تلقفها كفوف الوجع في كل مرة تنوي النهوض لحياة مسالمة .. رشا التي كانت الأب حين
تخلى هو عن جوهر عرش الأبوة و أكتفى بالمقعد المبهرج .
رباه لم تكن تنوي أن تتجاوز حدودك التي رسمتها لهذه البشرية ولكن الألم و القهر و الضعف
كان منفذ واسع لفتنه ابليس .. رباه هي لا تجرؤ حتى على تجاوزها .. أنت تعلم كم تمسكت بها
لسنوات وهي صابرة تحت جناح هذا الأب لا تؤاخذها أن ضعفت اليوم بعد صبر تجلدت به و
كسر تحت وطأة انعدام الرحمة منه .


--------------------


شهقت بصدمة حين دخلت لغرفة الجلوس لتصدم بمنظر السجاد و الكنب .. لم تتركهم سوا
لساعتين فقط ذهبت فيها لمنزل أهلها لنقش كفيها .. وقفا طفليها بعد أن سمعا شهقتها المصدومة
ليدركا أخيراً كيف دمرا المكان اثناء لعبهما .. تركت حقيبتها جانباً وهي تقترب منهما : هذا
ويش ؟ من وين جبتم البويه هذي ؟
عُدي بتوتر : من شنطة أبوي اللي فالمستودع .
خلود بصدمه : كيف دخلتم المستودع !
عُدي وهو يشير نحو الباب : أبوي دخل هناك و أخذ له أغراض .
أغمضت عينيها وهي توليهم ظهرها و تحاول أن تهدئ أعصابها .. كيف ترك لهم باب
المستودع مفتوح بل وأين هو الان .. الدمار الذي حل بهذه الغرفة يستحيل أن يحدث في دقائق
بسيطة فهما لم يتركا رسمه يتقنونها الا وحاولوا تطبيقها على الكنب و السجاد بل وصل الدمار
للباب من الداخل .
أشارت لهما بكفها : قدامي على الحمام بسرعة .
ركضوا مسرعين للأعلى و أن كان ساري يعتبر بطئ جداً على السلالم لصغر سنه ..
غيرت هي مسارها لتذهب لغرفة النوم فتجده لتو قد انهى استحمامه ما أن دخلت حتى قال
براحه : أخيراً جيتي هالثنين معد اقعد معهم لحالي ( اقترب ونظره على كفيها ) والله من زمان
ما شفتتس متنقشه .
مالت شفتيها بسخريه : مير حتى هذا النقش ما راح اتهنا فيه .
عقد حاجبيه بسبب نبرة صوتها و ملامحها : أنتِ علامتس ؟
اشارت خلفها : انزل لغرفه الجلوس و تعرف علامي .
تركته خلفها و نزلت للمطبخ لتخرج قفازات الغسيل الطويله و ترتديها لعلها تحافظ على زينة
كفيها سليمه اثنا خوضها للمعركة القادمة .. عادت للأعلى لتدخل للحمام تحاول أن تتجلد
بالصبر بكل ما تملك من طاقه وهي تذكر نفسها بأنهم أطفال و أن أي تصرف منها سيحفر
ذكرى سيئة في عقولهم كما كان يحدث معها حين تخطئ و تجد العقاب أكبر من خطأها ومن
عمرها .. بعد ساعه و نصف كانت قد ازالت الدهان من جسمهم و شعرهم فألبستهم ملابسهم
و فتحت لهم تلفاز الصالة و تركتهم هناك لتعود لغرفة الجلوس و تأخذ حقيبتها و تغلق الباب
حين دخل فهد يحمل توق التي تركتها عند جدتها و عمتها .. مدها لها فوجدتها نائمه و كم
تحمد الله على ذلك فهي لم تبقى لديها طاقه و تريد أن تختلي بنفسها ولكن فهد كان يحمل أفكار
مختلفة تبعها للغرفة وهو يقول : الحين ليه قالبه وجهتس .. الغرفة أمرها هين دقيت على
شركة تنظيف و بيجون بعد المغرب .
وضعت توق في سريرها : فهد مالي خلق أتكلم ابغى بس انام .
اقترب منها ليديرها نحوه وهو يقول بهدوء : يا بنت الحلال تعوذي من الشيطان قلت لتس أمرها
هين .
نظرت له بقهر : ما علي من غرفة الجلوس .. أنا اللي قاهرني أني ولا مره تركتهم عندك و
رجعت الا ولقيت مصيبه قدامي .. فهد كل اللي طلبته منك تقابلهم بس ساعتين وش فيها
لو شغلت لهم التلفزيون و قعد جنبهم على جوالك لين أجي .
كان ينوي الحديث ولكنها لوحت بكفها : قلت لك ما ابغى أتكلم خلاص خلني أنام .
حرر عضدها و غادر غير راضي عن طريقتها بالحديث ولكنها لم تهتم بل بحثت في احد
الأدراج و أخرجت علبه لتفتحها و تخرج ما فيها من أدويه و تتناولها ثم تعود لفراشها ..
وهي تعلم بأنها لن تنعم بنومٍ هادئ ابداً .
زفر نفس سريعاً وهو يجلس في الصالة العلوية .. لا يعلم لما تذهب بالأمر لطريق مسدود
حسناً لقد اخطأ ولكن هناك حل بسيط سيرجع الغرفة لسابق عهدها .. هناك شيء غريب بها
لاحظة منذُ اتى .. يجدها مرة تتغاضى عن أمر كبير و مرة تثور عند توافه الأمور و مرات
تبدو وكأنها تصارع لكي لا تعطي ردة فعل ولكن النهاية واحدة لكل هذه اللحظات ( تهرب
لنوم فوراً ) ثُم تستيقظ وكأن لم يحدث شيء .. تتحدث و تضحك و تعمل كعادتها .. كخلود
التي يعرفها .


------------------


وضع كفه على كتف أخيه وشد بمؤازرة حين لمح تلون وجهه : هذا الصح يا عبدالله .. و تأخرنا
فيه .. بالحيل تأخرنا .
هز رأسه بصمت قبل أن يغمض عينيه بقوة حين سمع صراخه من الداخل : عبدالله .. تكفى يا
عبدالله .. تكفى يا أخوي لا يأخذوني .
كان صوته يقترب بينما خطوات عبدالله تبتعد هرباً حتى وصل للمشتل و اغلق عليه الباب ..
بينما نزال كان يقف متفرجاً صامتاً حين اشتدت مقاومة حزام وكان الحل الأخير بعد أن وضعوه
بالسيارة هي ابرة مهديه جعلته يغمض عينيه ويتوقف صراخه و أخر ما سمع منه هو أسم
عبدالله .
كان نظر نزال على الباب الذي أغلق بينه و بين أخيه و نظر فيصل نحو المشتل اما سهاج
كان يتحدث مع المسؤول عن نقل عمه لأحد مستشفيات الرياض حيث سيتلقى العلاج هناك ..
و أكثر ما يقلقه هي حاله عمه الصحية رغم أن الطاقم الطبي الذي كان يتواصل معهم والده
أكدوا عشرات المرات بأن حزام ليست اول حالة يتعاملون معها ولكن قلقهم لم يزول بل
أن قلقه زاد بعد أن روى له سعود حلمه .. هذه العائلة لا تتحمل أي فقد .. حقاً لا تتحمل
.. والده لن يكون صبوراً أن ذهب له أخ أخر .. جدته لا يضمن ردة فعلها اما جدة فهو يعلم
جيداً أي نوع من القهر سيحتل قلبه .. سيتجرعه كل ليلة حتى يظهر صباحاً بصورة
الصبر و التحمل .
ما أن غادرت السيارات نظر لهم وسأل : وين أبوي ؟
أشار فيصل للمشتل بصمت ليتجه نحوه غير مهتم بندا نزّال .. كيف يطلب منه أن يتراجع
وهو متأكد بأنه هناك يحترق من أجل صراخ أخيه .. أيظنوا بأن كلمة ( تكفى ) من أخيه مرت
على مسامعه هينة ؟ كان ( ينتخيه ) وهو لم يلبي هذا الصراخ الجزع .. أن كانوا هم يجهلون
شخصية حزام وما هي اعظم مخاوفه فوالدة لا يجهل أخيه ابداً .. اليوم والدة حقق أحد هذه
المخاوف فكيف يريد منه أن يتركه .
طرق الباب الزجاجي لمرة واحدة و دخل ليجده واقفاً في المنتصف مولية ظهره ..
أنا أراها يا أبي .. تلك الجبال التي تحملها فوق كتفك أنا اُبصرها .. وتلك الجبال لا تنحتها
عوامل التعرية بل تكبر وكأنها أخذت على عاتقها مُهمة قسم ظهرك .
وقف على مقربة منه وما زال نظره مصوب على كتفيه : راحوا يبه .
ألتفت نحوه بملامح ظاهرها التجلد و خلفها انكسار : عليك الله يا سهاج أن شفت أحدن من
اخوانك يورد نفسه للهلاك ترده بكل ما تملك .. لا تنتظرهم يدرون بخطاهم و يصلحونه ..
شيلهم من الأرض و ورهم خطاهم و عاونهم .. عليك الله أن شفتني في يوم أمنعك عن وصيتي
هذي ما تأخذي بهرجي .
أقترب ليقبل جبينه و يقول بحزم : أبشر .. والله أني لأحفظها مثل ما احفظ ديني .
ربت على كتفه : وهذا العشم وأنا أبوك ( تنهد ) روح شوف جدك و أنا بختلي هنا مع نفسي .
ما أن خرج سهاج انحنى ليمسك بركبتيه وهو يشعر بأن صبرة يتقهقر .. صراخ حزام
يبعثره ايما بعثرة .. ليس هين علي يا حزام أن أتجاهل ندائك وأقسم أني لم أفعلها سوا من أجلك
أنت .. أعذر انسحابي لسنوات وأنا أعلق آمالاً كبيرة على بضع كلمات .
سحب نفس عميق وهو يقيم عوده و يبحث عن مقعد ليجلس عليه .. ليس هذا الحال الذي يجب
أن يكون عليه اليوم .. كان يجب أن يمسك بالسيف و يلعب به محتفلاً بزواج أبنه و أخيه ..
كان يجب أن يمر على جيداء ليمدح نقش الحنا على كفيها .. أن يحضر الهدايا لوالديه و
زوجته و وأخته .. ولكنه منذ البارحة وهو يصارع حتى في منامه وحتى هذه اللحظة ..
أهتز هاتفه في جيبه مصدراً رنيناً فأخرجه ليجد أسم زينة على الشاشة .. فتح الخط
لتسرع هي بالكلام : يبه وينك ؟
عبدالله بهدوء : موجود .. فيه شيء ؟
زينة بقهر : ايه فستاني عند الخياط و أرسل للعيال ما يردون علي .. ابغاهم يجيبونه
عشان اتأكد من المقاس واذا يبغى تعديل يمديني أعدله ما يقعد لليل ثم ينكبوني .
عبدالله : و وراتس أخذته يوم أنه أكبر من مقاستس ؟
زينة بتورط : كان يحتاج بس شوي تقصير .
تنهد : زين زين أنا الحين أكلم فيصل .
وهل كان يطمع في لحظات قصيرة مع نفسه هذا شبه مستحيل .. خرج من المشتل ليلمح
فيصل ما زال هناك قرب منزل عمتهم العاتي رافعاً ثوبه و منحني وكأنه يتفقد شيء ما ..
اقترب منه : أنت وش تدور .
انزل طرف ثوبه : مدري فيه حاجه دبت مع جسمي .
عقد حاجبيه : روح للحمام و دور زين .
هز رأسه نافياً : لا شكلها نمله .
لوح بكفه : والله مدري عنك مير أن ما كان عندك شيء روح للخياط وهات ثوب زينة .
لا يعلم لما فجأة تذكر حديث تلك عن سرقة زينة لبحث شقيقتها فسأل : على طاري زينة
هذاك اليوم اشوفها رايحة لبيت عمي هو عنده بنات قدها .
عبدالله : ايه رهف قدها ولا يتفارقن من يوم طاحن من بطون امهاتهن .
نظر للبعيد : زين .
ربت على كتفه : اعجل روح هاته قبل لا تنفجر عندنا .


-------------------


حين حل المساء كُن قد عدن لمنزل عمتها العاتي التي أبدت اعجابها بنقش كفيها و لكنها
اعترضت على طول نقشه ساقيها التي كانت تمتد من قدمها الى منتصف ساقيها فقالت بصدمة
: أبك هذا ويش ؟ هو خلص حناها .
سماهر وهي تنظر لساق جيداء التي تقف وهي ترفع فستانها : لا ما خلص مير جيداء تبغاه كذا.
كشرت بعدم رضا : و أنتِ تسايرينها بخبالها .. الوحدة أن ما وصل نقشها لفخوذها ماهي
بعروس .. كلميها خليها تجي تكمل النقش و ندفع لها اللي تبغاه .
جيداء بصدمة : لا يا عمه ما ابغى .
العاتي وهي تسحب عصاها : وش اللي ما تبغينه .. يمكن الرجال يحب النقش وأنتِ مقصرة فيه
تعيني فيه اللي يشوفه سقول مخلص عليها الحناء ولا ما عندها فلوس تدفع قيمه الساق كلها .
ميلت شفتيها وهي تتمتم : حتى في هذي بأخذ بشوره .
سماهر بتدخل : خليها يا عمه محد ندمان بكرة غيرها .
جيداء وهي تنزل فستانها و تجلس : ماني بندمانه .. كذا شكله احسن .
نظرت لها العاتي أن أصمتي فأشاحت بوجهها وهي تنظر لليلى أن خلصيني من جدتك ..
العاتي وهي تضع قبضتها أسفل ذقنها : و بنت راشد لوين نقشت ؟ لا يكون سوت سوات
هالخبلة ؟
سماهر بابتسامه : لا ما سوت سواتها .. نقشها وصل لركبتها .
عادت لتنظر لجيداء بطرف عينها : شفتي كيف الحريم يتنقشن .
قطع حديثهن صوت أبواق السيارات و اطلاق النار لتنظر جيداء بسرعة لوالدتها التي وقفت
وهي تلتقط طرحتها : هذولا خوالتس جو .
العاتي بسعادة : ما شاء الله بتودون الدبش .
سماهر : ايه .
العاتي بنبرة خاصة : وأنتِ لا يكون بتقعدين هنا .
نظرت لها سماهر وهي تربط نقابها : لا أنا اللي بودي دبش بنتي .
هزت رأسها برضى : زين سلمي لي على الربايع هناك .
خرجت لتفتح الباب لأخوتها فبما أن والد مشعل و أخوته سبق و أن تبروا منه أصبح كل
الحق لخوالها خاصة بعد أن أعتبر زواج سهاج و جيداء زواج أقارب لا صلح ..
انحنى حاتم ليفتح الجانب الأخر من الباب بينما نزال رفع صوته : درب يا ولد .
ثم اتجه لغرفة هذال سابقاً والتي ترك بابها مفتوحاً ليبدأ بحمل الأشياء و كذلك حاتم و سماهر
بينما العاتي خرجت لتشاهد عملهم وهي تلحن قصيده قديمة و تصفق بكفيها ليجاريها نزال
بترديد بيوت تلك القصيدة .
في داخل المجلس نظرت ليلى لجيداء التي تجلس بهدوء : منتي مساعدتهم .
جيداء وهي تريح ظهرها : نو .. أنا العروس .
هزت رأسها : شاطره .
ربتت على المكان بجوارها : تعالي بنشدتس عن وحده شفتها اليوم .
ليلى بعدم أهتمام : ترى ما أعرف الناس زين .. ما اعرف الا اقاربي .
جيداء : حتى بنت النقاشه ؟
عقدت حاجبيها : أتوقع بناتها واجد .
جيداء : الكبيرة .
ليلى وهي تجلس بجوارها و تسحب ثلاجة القهوة : أذكرها معنا بالمدرسة .. ليه تنشدين
عنها .
جيداء بحماس : تهبل ما شاء الله عليها .. هذا لا قالوا لتس فتنه السمر تراني اليوم شفتها .
رشفت من فنجالها ثم قالت : ايوه صح اذكرها جميلة .. وكانوا فيه بنات يغارون منها لأنها
بعد شاطرة .. الحين يوم جبتي طاريها تذكرت سالفة صارت زمان ما اذكرها زين .. بس أذكر
انها هوشة كبيرة و استدعوا أولياء الأمور .. حمدلله و الشكر على نعمة العقل .
جيداء وهي تلوح بكفها : ما علي من سوالفهم زمان .. الحين نفسي اسوي لها مكياج .. يدي
تحكني .. حتى أني أخترت الألوان .
مالت شفتيها بابتسامه سخريه : فكري بمكياجتس أنتِ .
جيداء بثقه : مكياجي هين ( حركت كفها أمام وجهها ) هذي الملامح حافظتها من كثر ما
كنت اتدرب عليها .. واصلاً هنا بالطائف ما كان فيه مودلز واجد كنت يالله يالله القى لي أحد
أمكيجه و أصوره .. اما هذا فكان متوفر بكل وقت .. متى ما طق برأسي أجرب طريقة جديده
او ألوان معينه جلست قدام المرايه وطلعت ابداعي .
..
في الخارج حين انتهوا من نقل أشياء جيداء ركبت سماهر بجوار نزال وانطلقوا نحو السور
وما أن لاح لهم حتى عاد صوت اطلاق النار يرتفع و السبب هو حاتم .. ثم اتى الرد من جهة
السور لتلمح عبدالله واقفاً أمامه البوابة و بجواره عياش و فيصل .. مرت سيارة نزال من
جوارهم ثم تخطاهم لداخل وهي تشعر بأن وتيرة تنفسها تصبح أسرع وهي تنظر للمجالس
التي كانت عن يمينها ثم خلفها مساحة واسعه مزينة بأنواع معينة من الشجر ثم خلفها
منازل كثيرة توقفت سيارة نزال أمام أحداها و كانت تقف والدتها و نورية أمام بابه ..
قضت أيام في تدريب عقلها على هذه اللحظة لذلك فتحت الباب و ترجلت بهدوء و ثقه .. لا
وجود لمنزلهم القديم او حتى للأشياء التي كانت.. إذاً حتى الماضي و ذنب سماهر لا وجود لهما
.. غداً سينتهي كل شيء لما إذاً ستختبئ خلف خوفها للأبد .. لا يهمها ما تسمع او حتى كم
شخص في المنابر لا يتقبل وجودها .. من رغب بها ستتعايش معه ومن يفضل الغوص في
الماضي ستتركه يبحر كما يشاء .
كانت دموع والدتها في استقبالها ولا تعلم ما تبكي .. وجودها هي الليلة هنا ام ذهاب حزام
بتلك الطريقة .. مررت ابهامها بخفه تحت عين والدتها : جعلني فدا لهالعيون لا تبكين .
عائشة وهي تسحب نفس عميق : خليها وأنا أمتس هذي دموع الفرح .
ابتعدت عن والدتها لتواجه نوريه التي قالت بترحيب : حي الله ام بنيتنا .
بادلتها السلام : الله يبقيتس .
اشارت لها لتدخل : اقلطي وأنتِ ما تحتاجين من يحيي يفيتس هنا مكانتس وهذا بيت بنتتس .
حسناً أنتِ لم تتغيري ابداً يا نورية لا تتركين لأحد مدخل ليستنقص منك .. دوماً تحيطين
نفسك بالكمال و تتشبثين به .
ما أن دخلت همست وهي تنظر للمكان : ما شاء الله .
نورية بابتسامه : الحمدلله أنه جاز لتس .
ابتسمت لها : أنا رأيي مو مهم أهم شيء رأي سهاج و جيداء .. الله يجعله منزل عامر بأهله .
نورية وهي تنظر بأعجاب للحقائب التي ادخلها نزال : ما شاء الله .. صورتيه ؟
سماهر بنفي : لا والله قلت أصوره في بيتها .
بان الرضا في نبرة نورية : أيه أحسن .
أخذت فنجال القهوة التي أتت بها نورية من منزلها لحظة دخول زينة حامله المبخرة وهي
ترفع صوتها بغطرفه صدمت بأن فتاة مثلها تتقنها بينما نوريه نهرتها : ابك قصري حستس
عياش برا .
نزال وهو يضع أخر صندوق : عياش ورا المجالس ماهو بسامعها .
حينها اطلقت زينة غطرفة أخرى أطول و أعلى ثم اقتربت من عمتها لتسلم وعيناها تلمع
لفضول تريدها أن تنزل عبايتها لترا بعينيها أن كان وصف سديم سابقاً صحيح أم لا .
مسحت سماهر على رأسها : ما شاء الله البنت بتتعداتس يا نورية .
نورية وهي تنظر لزينة : ما وقفت عليها كلهم تعدوني .
حاتم وهو ينظر للجهاز : والله تحمسون الواحد للعرس يمه تكفين اخطبي لي .
عائشة وهي تقف : راحن البنيت معد بقى لك أحد .
حين غادر نزال و حاتم بدأت سماهر بترتيب الحقائب و الصناديق لتصورها .. حين أنتهت
فتحت هاتفها : لحظة بشغل الشيلة .
نورية بفضول : مسويه لها شيلة ؟
سماهر بنفي : لا والله هذي مسويها عبدالله .
اتسعت عينا زينة بينما نورية قالت : تستاهل بنيتنا .
ارتفع صوت المنشد في المكان و بدأت سماهر بالتصوير .. رغم أنها لم تكن تريد أي من
هذا ولكن هذه رغبة عبدالله لكي لا يترك لأحد مجال للحديث خاصة وأن جهاز فاطمة سيأتي
بعد قليل .
..
في المجالس الخارجية وصله صوت الشيلات المرتفع ليشد قبضته على عصاه .. وكأنه لم
ينبذها لسنوات و سنوات .. كأن الجميع يدوس على الخنجر بين كتفيه ليزيد من عمق جرحه ..
هي الان هنا و تحتفل .. اما هو فيجلس صامتاً بعد أن بدأ يومه برؤية أبنه يخرج من منزلة
و صراخة يرتفع مستجدياً و يختتمه بقدوم هذه الخائنة الهاربة .. الا يرى أحد مدى وجعه
.. الا يرحم أحدهم قلبة .. لما يتصرفون بهذه الطريقة .. هل تعبوا من حديث الناس أم من
العداوة ؟ ربما هو وحدة من كان يرى أن هناك عدو له .. نعم هو وحدة من كان يعيش العداوة
و هو وحدة من هربت أبنته .. هو وحدة فقط .
رفع نظرة لسعود الذي دخل للمجلس : الشيلة هذي أن ما خاب ظني عبدالله هو شاعرها .
مالت شفتيه بسخرية : زوج البنت لولده ليه ما يكتب فيها .
نظر سعود لفيصل الذي يجلس منذ دقائق ملتزماً الصمت : أرسل لأمك يقصرون الصوت شوي
فيه ريجيل بيجون للعشاء .
أخرج فيصل هاتفه : أبشر .
لفاء بملل : أجل هذلي عليهن من أحد .. وحدتهن تشب شبايبها لا جاء عندها عرس تلقاهن مغر
يشيلن و يحطن على غير سنع .. هذا هو صنع الحرمة .
نظر لسعود : وأنت متى ودك تتزوج .
حك ارنبه انفه بخفه : قريب أن شاء الله .
نظر له بتدقيق : ومن اللي ودك تأخذ من عنده ؟
رفع كتفيه : ما فيه أحد في باللي .. ولاني مفكر بهالعلوم لين نخلص من العرس و المهرجان .
فرقع أصابعه : باقي على المهرجان سته شهور .
وضع كفيه خلف رأسه وهو يريح ظهره للخلف : أي والله مطول .
اختفى صوت الشيلات ليرتفع بعده صوت اطلاق النار و
اختفى صوت الشيلات ليرتفع بعده صوت اطلاق النار من جديد ليقول فيصل : جوك الثانين .
لفاء وهو يحرك مسبحته : أطلع و أمسك الريجيل للعشاء .
نهض وهو يضع هاتفه في جيب ثوبه : ما اظن يقعدون .
حين خرج وجد عياش أمامه يتمتم : هذا ولد جابر وش جابه ؟
تنتهي عداوة الجميع الا عداوة عياش و أبناء جابر .. حين وصل لهم رفع سلاحة ليطلق بالهواء
وكما توقع وجدهم يرفضون البقاء للعشاء .. لم يكن راشد متواجد ولكن أبنائه هنا لا بأس سيلتقي
به بعد غد في المستشفى .
عبرت السيارات لداخل لتتوقف أمام منزل نزال ولم يكن هناك أحد أمامهم سوا عائشة فهي
الوحيدة من محارمهم .
توقفت نادية للحديث معها بينما أخذ الشباب يدخلون الأشياء لداخل .. كان يحمل الحقائب
وفي داخلة قهر كبير .. هذا ظلم بأن تذهب أخته لرجل مثله .. و ظلم له بأن لا يفرح بها ..
ليته لم يسمع حديثهن في ذلك اليوم .. لكان مرتاح و سعيد بدل من محاولاته المستميتة ليتحكم
بأعصابه .. حتى أن هناك نقاش حاد دار بينه و بين والدته قبل قليل حين طلبت منه أن يوصلها
لهنا .. جُن جنونه و رفض حتى دخلت دخلت فاطمة للغرفة و نظرت لوالدتها : يمه أصيل تحت
جدتي كلمته .. و سيف بعد بيروح ما يحتاج سيارات زيادة .
ثم خرجت و أغلقت الباب لتنظر له نادية بقهر : كذا ارتحت .
التقط شماغه بغضب : لا ما ارتحت .. ماني مرتاح لين أشوفه يسبح في دمه .
سحبته من عضده بحدة : والله يا عمر أن عاد عدت هذا الكلام أني لا أغضب عليك .. خاف
الله في أختك يكفي أنها بتطلع من هالبيت وهي مقهورة .
اتسعت عيناه : أي قهر وهي بتروح له ( ضرب على صدرة ) القهر والله اللي شابة نارة
بصدري ولا أحد حاس فيها .
حررت عضده : أجل اقعد هنا .. وفكني من شرك .
تنهد وهو يغمض عينيه و يتبعها مجبراً فلا يستطيع أن يبقى هنا و أصيل هو من يذهب بالجهاز


--------------------


حين حل الصباح تحرك بكسل و والدته تقف فوق رأسه : سهاج قم .
فتح عينيه و بصوت ثقيل : وش فيه يمه .
ضربت كفيها ببعض : ما فيه شيء بس اليوم عرسك .. قم يا ولد الضيوف وصلوا للغداء
و أنت هنا نايم .
جلس وهو يمسح على رأسه : وش أسوي سهرتني ناقتي ما ولدت الا قبل الفجر .
نورية وهي تجلس أمامه : وش جابت .
ابتسم بثقل : بكره .
وضعت كفها على ركبته : و زينه ؟
هز رأسه بالإيجاب لتتسع ابتسامتها : زين جعلها تحرق سوق الفرديات كلهن .
لوح بكفه : الفرديات نوادر يمه .
نهضت وهي تعدل بناجرها : بأذن الله أنها منهن .. قم الحين تروش و أنزل لريجيل أنا
بروح لمجلس الحريم والله يا جونا عالم .
رفع اللحاف و نهض : الله يحييهم .. وأن احتجتن شيء أرسلي لي .
مسحت على كتفه : ما يحتاج أبوك أخذ احتياطه .. مير أنت أعجل .
دخل ليستحم ثم يرتدي ثوبه المخصص لهذه المناسبة قبل أن يأخذ هاتفه و يرسل لها
( العلوم ؟ )
انزله و أخذ شماغه ليعدل نسفته ثم يرش من عطره و يلتقط مسبحته حين وصله صوت
رسالتها فرفع الهاتف فكان ردها بصوره لكوب عصير برتقال لتميل شفتيه بابتسامه
هذه الفتاة تخالف جميع توقعاته .. حين يظن بأنها سترد على رسائله يجدها تختفي وحين
يتوقع العكس يجدها تتجاوب معه .. وكأنها ترد عليه بنفس أسلوبه .
نزل للأسفل ليجد المنزل فارغ تماماً فيبدو حقاً بأن الجميع ذهب وهو وحدة من بقي نائماً
.. حين وصل للمجالس وجد عمه نزال بالخارج و يحدث الشيخ فسلم و أكمل طريقه لداخل
فيبدو أنهم سيعقدون الان وليس عصراً كما ظن .
في الداخل لم يجد جده ولا سعود فعلم بأنهم ذهبوا لمنزل راشد بن سيف .. فسعود هو الشاهد
من جهتهم و لم يقع الاختيار عليه من عبث .
ما أن رفع فنجاله ليشربه حتى وجد عياش أمامه رافعاً هاتفه ليلتقط له صورة قائلاً : هذي
لسناب القبيلة .
همس : كان خليتها لليل .. روح صور العقد ابرك .
كشر بضيق : لا والله ماني برايح .
جال بنظره على المتواجدين أغلبهم من معارف جدة و والدة .. مع هذا الكم الهائل من
الأشخاص المهمين يزداد الضغط عليه .. فيجب أن يمر هذا اليوم بسلام عليهم جميعاً ..
دخل نزال و جلس بجواره : أنا بروح دقائق و جاي احتمال يجون بعض أخوياي هالحين .
ربت على ركبته : بقوم بالواجب ما عليك .
عاد لينهض و يغادر المجلس ليصطحب الشيخ لمنزل راشد بن سيف .. ذاك المنزل الذي
ظن بأنه لن يدخله ابداً .. ولكن ها هو يوقف سيارته أمامه و يطرق باب حوشه المفتوح
ليجد سيف قادم نحوه : اقلطوا الله يحييكم .
سلم عليه ثم أشار لشيخ أن يتقدمهم وهو يسأل سيف : كلهم هناك .
سيف وهو يحرك مسبحته : ايه .
حين دخل وجد والدة و راشد و بعض من كبار الصواع كما توقع فهذا زواج صلح في النهاية
.. شرب الشيخ فنجاله ثم هزه : خلونا نبدأ .. خذ لي طريق يا أبو عمر بسمع الموافقة من
البنت .
وقف راشد : يلا .
دخلوا للمقلط ثم وقفوا بجوار الباب لينادي الشيخ : فاطمة بنت راشد هنا .
اتاه صوت هادي واثق : ايه هنا .
الشيخ : أنتِ تقبلين بنزال بن لفاء بكامل رضاك و بدون أي ضغط .
فاطمة بذات الهدوء : ايه اقبل .
هز رأسه : زين عندك أي شروط .
فاطمة : لا ما عندي .
الشيخ : على بركة الله خليك قريب عشان البصمة يا بنتي .
عاد للمجلس ليدخل : تعال يا معرس خلنا نعقد .
اجلسه على يمينه بينما راشد عن يساره ليبدأ بإجراءات العقد ثم ينظر لراشد : ردد وراي
.. زوجتك أبنتي البكر الرشيد .
رددت راشد تلك الجميلة لينظر لنزال : رددت وأنا قبلت .
نزال بهدوء ظاهري : وأنا قبلت .
الشيخ : بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما على خير .. خذ يا أبو عمر خل بنتك
تبصم باصبعها الأيسر .
حمل راشد الجهاز لداخل المقلط لتبصم فاطمة ثم شد على كفها ليقربها منه و يقبل جبينها :
مبروك .. والله أنه حظيظ يوم أن ربي كتبتس من نصيبه .
همست : الله يبارك فيك .
عاد هو من حيث اتى لترتفع أصوات التبريكات بينما هي كانت بصعوبة تسحب النفس
لصدرها .. هل حقاً ما تعيشه الان هو حلمها المستحيل ؟ إذا كان كذلك فلما تجد الألم في
صدرها أعظم و أكبر من الفرح .. سحبت قدميها عائده لداخل لتجد جدتها تقف قريباً من
الباب تنتظرها وما أن خرجت أمامها حتى أقبلت نحوها تحاول الا ترفع نبرة صوتها : مبروك
يا قليبي .. مبروك يا عين أبوي .
قبلت رأسها و احتضنتها : الله يبارك فيتس .
ابتعدت عنها جدتها لتبارك لها والدتها وهي تحاول ان تسيطر على مشاعرها فاليوم ستغادر
رفيقة أيامها هذا المنزل بينما أفنان لم تستطع أن تسيطر على دموعها و انفجرت باكية
و جدتها تنهرها : أبك لا تنكدين عليها فرحتها .
عن أي فرح تتحدثون أقسم أني أرغب في البكاء مثلها .. أنا الليلة أخرج من هُنا خاسرة
و بشدة .


-----------------


أغلقت الهاتف بملل : هذي عمتي نورية تنادي تقول بيبدون بالمكياج .
رهف بملل : والله مالي خلق احضر .
سمية وهي تعدل اللحاف على قدميها : وليه ما تحضرين .. الا بتروحين و بترقصين .
سديم : من زين اشكالنا وحنا داخلين حفلهم متكسرين .
سمية بحدة : والله لتحضرن لو تدخلن الحفل زحف .. استحن على وجهتسن هذا عرس
عمتسن و ولد عمتسن .
سديم بقهر : وليه ما أجلوه شوي لين تتحسن حالتنا أقل شيء .
سمية وهي تلوح بكفها : وليه نأجله .. هذا صلح يا خبلات .. قومن البسن و روحن
لبيت عمتسن .
نهضت سديم لتلتقط عبايتها و ترتديها بحذر : ترا من الحين اعلمكم ماني براقصه وهذي
على يدي .
ختمت حديثها وهي تشير على الدعامة القماشية التي ترتديها ثم لفت طرحتها و مدت
نقابها على رهف : اربطيه .
عقدته لها رهف ليغادرن نحو منزل عمهن وهناك كان صوت مصفف الشعر مرتفع
و أدوات التبرج منتشرة في كل مكان بينما تنهض واحدة لتأتي أخرى مكانها وهكذا حتى
أنتهى الجميع و طبعاً لم ينتهي الأمر بسهولة فنورية كانت تعطي انتقادها بين الحين و الأخر
مرة لم يعجبها لون أحمر الشفاه و مرة لون ظل العين و أخرى لم يعجبها بساطة تسريحتها
و طبعاً أبناء خلود المنبهرين بالمنظر لم يغادروا المكان حتى وضعوا بصمتهم على كل شيء
و زينة لم تتوقف عن الحديث عن فستانها المبهر وكأنه صمم من أجلها منذ البداية علمت بأنها
لن تخرج من هنا سالمة من الصداع وكل ما تريده الان أن تغمض عينيها و تفتحها لتجد هذا
الحفل انتهى وهي قد أزالت هذا التبرج و تنام في فراشها .. في طريقها للخروج بعد أن
انهت تزينها وجدت عمها أمامها بالبشت الأسود منشغلاً بالنظر للمرآة الطويلة أمامه فاقتربت
بحذر لتقف على مقربة منه : يزهاك البشت يا المزيون .. الا أنت ولد من ؟.
ابتسم حين سمع صوتها و نظر لها بطرف عينه : وخري الله يستر عليتس .
اهتزت كتفيها وهي تكتم صوت ضحكتها ثم اقتربت منه لتقبل رأسه : مبروك زواج أخوك و
ولدك .. جعله ما يدور الحول الا و أنت شايلن حفيدك .
احتضن كتفها : الله يبارك فيتس و يجيب دعاتس .. أي بالله أني متشفق على شوفة هالحفيد .
مسحت على كتفه : مير حرام عليك ليه كذا ناوي تغطي على العرسان .
فرقع أصابعه : هذاك منول الحين معد اغطي على احد زين أن ما ضعت بينهم ولا احد
درى عني .
سديم : أن ضعت ترى محد له نظر .. يلا أنا بروح البس قبل يروح حاتم للقاعة و يسحب
علي .
خرجت رهف من غرفه الجلوس وهي ترمي الطرحة على وجهها : ما شاء الله ..
ما شاء الله .. مبروك .
انحنى لتستطيع تقبيل رأسه : الله يبارك فيتس .
ربتت على كتفها سديم : يلا أمشي حاتم موصي ما نتأخر عليه .
اسرعت عائدة للمنزل لتجد والدتها قد انهت تزينها و ارتدت فستانها و عبايتها و تجلس على
الكرسي المتحرك .. ما أن رأتهن حتى قالت بسرعة : يلا اعجلن عمتسن يحترينا .
..
في بيت عبدالله كان يغلق الكبك ثم يحكم لف ساعته قبل أن يرش من عطرة و ينزل
للأسفل ليجد والدته تقف بالأسفل مع امرأتين تحملان حقائب معدنية فعاد ادراجه حتى تأكد
من ذهابهن لتناديه والدته : تعال بسرعة ببخرك .
اسرعت للمجمرة على طاولة الاستقبال لتضع له كسرة من العود و تبخرة : جعلني أبخرك
عريس .
التقط كفها ليقبلها : أمين .. ها أحد بيروح معي .
نورية : ايه البنات بيروحن معك بس اصبر لين يجي سهاج و نبارك له .
فرقع أصابه : سهاج ليله طويل أولى ماره و لاقيه يتروش .
رفعت كفها : ما عليه محنا مستعجلين .
مرهم عدي راكضاً لتنادية نوريه : تعال وأنا جدتك ببخرك .
فعاد لها مسرعاً و خلفه أخوه ليقف بجواره ينتظر دوره .
بعد لحظات كان الجميع يقف في الصالة بانتظار سهاج .. نظر عبدالله لساعته ثم قال
: أبك هذا وين راح .. أنا وراي ريجيل استقبلهم .
فيصل : أشوفكم بعرسي تستعجلوني .. والله لا انقع نفسي بالمويه مثله .
: يالله أنا في وجهك من الحسد و الغيرة .
ما أن أرتفع صوته قادماً حتى غطرفت والدته و أخواته ليقبل عليهم مبتسماً : والله الغطرفه
زينه لا كانت للواحد .
اتجه اولاً لوالدة ليسلم عليه ثم والدته وهو بين الحين و الأخر يعدل عقاله الذي يميل مع
كل شخص يسلم عليه وحين ظن عبدالله أنه سيذهب أخيراً أخرجت خلود الكاميرا
لتلتقط عشرات الصور .


------------------


كانت تضع لوالدتها زينتها بتركيز و دقه بينما سماهر تستعجلها : يا بنت خلصي بسرعة
بافي مكياجتس ما سويتيه .
جيداء بهدوء وهي توزع الإضاءة اعلى عظمة الخد : يمه علامتس خلاص هذا أنا بخلص
الحين .
انزلت الفرشاه لتلتقط علبه شفافه و تقول : غمضي .
ثم رشت على وجهها منه : اذا نشف حطي المسكارا انا بروح اسوي نفسي .
هزت رأسها بحسناً لتنهض هي و تغسل كفيها ثم تجلس أمام المرآة و تبدأ بترطيب بشرتها
بينما سماهر اسرعت لتأخذ فستانها و تذهب للحمام لترتديه .. لا تعلم لما والدتها مستعجلة
بهذا الشكل فهي لن تذهب للقاعة قبل الساعة التاسعة مساءً .. رن هاتفها بجوارها برسالة
فتركت قلم رسم الحواجب لأنها تعلم جيداً من صاحب هذه الرسالة .. اليوم كان حريص
على أشاركها في تفاصيل يومه ولا تعلم ما السبب ومع ذلك تجد نفسها متلذذة بغرابة بهذه
التفاصيل .. كان قد ارسل صورة له لا يظهر فيها سوا ساعة يده و اطراف بشته السكري
فارتعشت كفها بتوتر لأول مرة منذ أيام .. ومع ذلك رفعت هاتفها و التقطت صورة
لفرش المكياج و علبة مساحيق التجميل المفتوحة لترسلها له فأتها رده سريعاً ( أجل دخلت
ملعبك يا فنان ) ابتسمت رغماً عنها حقاً لقد وقعت في الفخ مع رجل غريب بكل ما تعنيه
الكلمة .. أنزلت هاتفها و عادت لتأخذ قلم الحواجب إذاً ستريه الليلة بعضٌ من ابداعات
هذا الفنان كما يقول .. لطالما كانت لها بصمة خاصة في التزيين ولطالما كانت بعيدة كل
البعد عن الانسياق خلف الموضة في زينة العرائس .. هي تعرف جيداً الألوان التي تناسب
هذه المناسبة وما هي الألوان التي يجب أن تبتعد عنها .
حين أرتفع أذان المغرب كانت قد انتهت فعلاً و وقفت لتصفق لنفسها بحماس : والله أني كفو .
سحبتها والدتها من كفها : ها يالله صلي و تعالي خلينا نخلص من شعرتس .
أخذت شرشف الصلاة : يمه شوفيني هاديه و أموري تمام ترى تصرفاتتس هذي بتوترني .
سماهر وهي تأخذ هي ايضاً شرشف الصلاة : أقول خلصي و أنتِ ساكته .
من يشاهد توتر والدتها ليظن أنها هي العروس .. صلت فرضها و السنة ثم فتحت المصحف
لتقرأ وردها وهي تسمع حديث والدتها بالخارج مع ليلى و يبدو أنهن سيغادرن للحفل
قريباً .. اعادت المصحف لمكانة ثم نهضت لتجلس على الكرسي حتى يتم تصفيف شعرها ..
أخذت هاتفها لتقرأ رسالة مرام للمرة العاشرة هذا اليوم .. ليس هناك كلمات تسد مكانك الخالي
.. حتى أن هذه الكلمات ذكرتني بمدى وحدتي وأني اليوم بين ناس أغراب فعلاً .. فلا هذا
منزلي ولا هذه هي الأرض التي تنتمي لها روحي .. أغلقت الهاتف و تركته جانباً فلا فائدة
من القراءة وليس هناك ما قد يسليها .. رفعت نظرها للمرآة لتتأمل ملامحها وهي تخبر نفسها
على الأقل هذا شيء مألوف .. نعم لم يبقى لها سوا ملامحها و والدتها ..
طرق الباب لتدخل ليلى و تنظر لها بانبهار : ما شاء الله .
ابتسمت : قلت لتس حافظه هذي الملامح .
ليلى : زين حنا بنروح للقاعه تبغين شيء قبل أروح .
لوحت بكفها : لا يا قلبي .


------------------


أرتفع صوت الشيلة الترحيبية و عائشة و نورية يقفن قرب المدخل لترحيب بالضيوف
وسط رائحة العود و البخور و مزيج من العطورات النسائية .. بينما سمية و بناتها كُن
يجلسن على امام الطاولة التي خصصت لأهل العرسان .. رهف وهي تصور سناب
و ترسل لرشا : شوفي هذي الكوشة .
سديم : سبقتتس و صورتها .
رهف بملل : أجل تصويرتس نفس تصويري .
سديم بضحكه : بالله صوري لها فستان زينة .
سمية بهدوء : عيب أنتِ وياها بعدين وش فيه فستانها .. والله انه يهبل .
سديم : يهبل على وحده أكبر منها مو على ورعه نفسها .
رهف بحماس : والله ما ظنيت أني بأنبسط لكن جو الحفل رهيب صدق .
سديم وهي تشرب من القهوة : أي والله .
أخرجت هاتفها لتصور سناب لرشا : شوفي خواتتس الدلخات وش كانن بيفوتن على
انفسهن .. هذا اول حفل يصير عندنا وكنا بنسحب عليه يقال أن نفسيتنا تعبانة .. مسويات
أننا مصدومات من اللي جانا الحمدلله على نعمه هواش أمي .
سمية وهي تنظر للمدخل : بس خلاص هذي عمتي العاتي جات لا عاد تصورن .
قطع حديثهن اقتراب أحد النساء لتجلس قرب سمية : حمدلله على السلامة .
سمية : الله يسلمتس .
نظرت لكتف سديم : مو يقولون خلع وراهم مثبتينها كذا .
سديم : هو خلع وهذي عشان ما احركها .
عقدت حاجبيها : الله يعين .. والله ما توقعت أشوفكم هنا .
سمية وهي تنظر لها رافعه حاجبها : ليه ؟
رسمت ابتسامه صفراء : قلت تعبانين و رشا الله اعلم بحالها .
لوحت سميه بكفها : حنا بخير و رشا ما عليها صحتها كل يوم أحسن من اللي قبله .
نهضت وهي تربت على كتف سميه : أجل سلمي لي عليها .
ما أن ابتعدت حتى همست سديم : والله أنها جايه تدور العلوم مير يوم شافت محد معطيها
وجه هجت .
سمية وهي تنظر لكفها : ما عليتسن منها .
توقفت الشيلة الترحيبية لتبدأ أخرى فرفعت كفيها لتصفق مبتسمه وهي ترا عمتها و نورية
تصعدان المنصة لافتتاح الرقص .. بينما سديم أخذت تغطرف بما أنها لا تستطيع
التصفيق .
ولم تتوقف جولات الرقص حتى ارتفع اذان العشاء فهدأ المكان نسبياً لتميل سديم على
والدتها هامسه : هذي شيهانه و بناتها .
سمية وهي منشغله ببناتها : وش فيهن .
سديم بذات الهمس : خويتنا القديمة ما جات .
بخفه مدت كفها لتقرص ابنتها من فخذها بسرعة : وش عليتس منها جات ولا قعدت ..
والله أن قعدتها اريح لها لو جات كان ما سلمت من هرجهن .. قومي صلي .


-------------------


صلى العشاء مع عمه في المجلس ثم تسنن و عاد ليجلس مكانه : هالحين وراهم سحبوا علينا
.. أول مرة أشوف معاريس يحظرون بعد صلاة العشاء هذي والله الفشيله .
نزال وهو يحرك مسبحته و نظره على الخاتم في يده اليمنى ولا يصدق عقله بأنه ارتداه
أخيراً : بيجون مع عليك .. على ويش مستعجل ترا بتصلب هناك وأنت تسلم على الريجيل .
سهاج : مستعجل على ضيوفي اللي عزمتهم وجو وما لقوني والله أنها فضيحه .
مسح على عارضه : في هذي معك حق .
بعد عشر دقائق نهض وهو يسمع صوت السيارات تقترب : ما بغوا .
لحق به نزال : أبك احترني .
حين وصل لمواقف السيارات كانوا الشباب قد توقفوا هناك بالفعل فرفع كفه مهدداً : شغلكم
عندي بعدين .
عياش باستمتاع وهو يراه غاضباً : ترا ما أخرناك عن الحرمة مغر فاكينك من القومة
و القعدة كل شوي اقلها الحين تدخل و تسلم عليهم كلهم مرة وحدة و تفتك .
فتح باب المعاون : يا كثر هرجك .
انطلق موكب العرسان وسط أصوات اطلاق النار و ابواق السيارات حتى وصل للقاعة
ما أن ترجلوا حتى بدأت جولة طويلة من السلام و المباركة فحضور هذا الحفل ليس
بالقليل .. ما أن جلسوا أخيراً على كراسيهم حتى همس نزال : خدي انحفر .
سهاج بهدوء : باقي ما خلصنا فيه ناس للحين ما جات .
اقترب منهم القهوجي وهنا بدأت جولة أخرى عنوانها ممنوع أن تهز فنجالك ولم تنتهي حتى
بدأت العرضة و نزل الرجال حاملين سيوفهم .. حينها اقترب لفاء من راشد و مد عليه
السيف : حول يا أبو عمر .
التقط السيف من كفه لينزل للعرضة التي يشارك فيها أكثر من عشرين رجل ملوحين
بسيوفهم وسط ترديد الأصوات الرجالية العالية لقصائد تراثية .. اما الجولة الثانية فكانت
للعرسان الذين تميزوا هذه الليلة بلون بشوتهم المختلفة .. و الجولة الأخرى كانت
لشباب الأصغر في السن .. اما اللحظة الأكثر حماساً و التي يترقبها الجميع حين بدأ
تشكيل صفوف المحاورة و وقف الشعار لتناوب على القاء بيوت الشعر القديمة منها و
الحديثة .. بعد ذلك تنوعت العرضات من رمي البارود و لعب الخناجر حتى انقضى
الليل و دقت الساعة الحادية عشر .. حينها أشار عبدالله لحاتم فأقترب منه : روح و أنا
أخوك وهات سماهر و جيداء .
خرج من القاعة ليجد عمر قد انطلق بسيارة والدة فأسرع هو ايضاً نحو منزل عمته
العاتي .. وصل ليترجل و يطرق الباب منادياً : سماهر افتحي .
لحظات و سمع صوت خطواتها قبل أن تفتح الباب : وراكم تأخرتم .
حاتم : مدري عنهم توهم هالحين قالوا لي روح جيبهن .. يلا نادي بنتتس و تعالن .
عادت لداخل لتجد جيداء قد ارتدت عبايتها و لفت طرحتها بحرص : يلا يا قلبي خالتس
حاتم برا .
لفت ذيل فستانها على ذراعها ثم رفعت طرفه بحذر و خرجت و والدتها بجوارها
تساعدها .. ما أن وصلت لسيارة فتح لها حاتم الباب لتصعد و يملئ فستانها الفراغ
من حولها .. أغلقت سماهر الباب و عادت لتحظر الحقيبة التي جهزتها ابنتها لتأخذها
لمكان اقامتهم هذه الليلة .. في طريقهم للقاعة كانت تسمع صوت الشعار المختلط
مع صوت الدفوف فشدت على كفيها .. البارحة كانت قريبة جداً من والدها حتى ظنت
بأنها ستذوب من الخوف و الحياء و الان ستدخل امام نساء الصواع جميعاً ..
توقفت سيارة حاتم المدخل المخصص للعرائس لتنزل و تساعد ابنتها بينما حاتم ناداها
: بودي الشنطة لسيارة سهاج .
سماهر : ما قصرت يا قلبي .
سارت معها للباب لتجد خلود في استقبالهن بالبخور لتسلم على عمتها و جيداء و تبارك
لهن ثم تدلهن للغرفة الخاصة بجيداء .. ما أن دخلت حتى نزعت عبايتها و علقتها ثم
ساعدت جيداء على نزع عبايتها و ترتيبها جانباً .. سمعت طرقات على الباب لتفتحه
و تجد نورية أمامها بكامل زينتها : مبروك الف مبروك .
ردت لها المباركة لتذهب بعدها لتسلم على جيداء وهي تنظر لها بتفحص : لا ما شاء الله
طالعه تهبل .
كانت تريد أن تقول بأنها جميلة دوماً ولكن احتفظت بالتعليق لنفسها ..
نورية وهي تمسك بكف سماهر : ارواحتس عمتي تحتريس .
نظرت لجيداء : دقائق و بجي .
هزت تلك رأسها بصمت .. فخرجت و أغلقت الباب لخلفها لتكمل طريقها بجوار نورية
.. توقفت نورية وهي تكتب رسالة ثم انتظرت للحظات حتى ارتفع صوت رجالي ( هذه
القصيدة اهداء من عبدالله الصواع لأخته سماهر الصواع ) حينها أكملت طريقها وهي تمشي
بجوارها ولم تتكرها حتى صعدت سماهر على منصة الرقص لتشاركها والدتها الرقصة
بينما نورية اختفت .. تشعر وكأنها تقف أمام الجموع عارية .. فعيناها تبصر وجوه تتأملها
بردات فعل متفاوتة مهما كان الاتجاه الذي تذهب له عينيها .. ما أن انتهت الشيلة حتى
اقتربت لتقبل جبين والدتها و تبارك لها .. وحين ظنت بأن الأمر انتهى بدأت شيلة أخرى
و صعدت نورية و بناتها لتشاركهن الرقص بينما والدتها وقفت جانباً تصفق بكفيها فرحاً
..
في السيارة التي يقودها عمر كان الصمت يخيم على الأجواء .. في الأمام يجلس عمر
و والدته و في الخلف فاطمة و أفنان التي تحاول أن تسيطر على دموعها بعد أن
وبختها والدتها عشرات المرات هذا المساء ولكنها لا تستطيع السيطرة على مشاعرها
فلا تتخيل المنزل بدون فاطمة .
أوقف السيارة قرب المدخل : يلا يمه حولن .
كان بصرة مصوب للأمام وهو يسمع صوت الأبواب تفتح ثم أصوات همسهن تبعها
صوت إغلاق الأبواب قبل أن ينطلق عائداً لقاعة الرجال .. اطفى المحرك و سحب
نفس عميق .. كانت جميلة في حلتها البيضاء ولكن لسانه عجز حتى عن القاء كلمة
مبروك .. لم يتصور بأن يمضي زفاف أخته دون أن يلعب بالسيف كما وعدها .. كل
تلك الوعود التي القاها تبخرت اليوم و عنوان مساءه الصمت و التحامل .. سمع طرقات
على زجاج النافذة ليرفع بصرة فيجد سعود أمامه .
فتح الباب و ترجل ليقول سعود : عسى ما شر .
رسم ابتسامه باهته : ولا شيء مغر سرحت .
سعود وهو يتأمل ملامحه : لونك رايح .. لا يكون تعبان .
هز رأسه نافياً : لا والله مافيني الا العافية مير يمكن أنها قلة النوم .
ربت على كتفه : أجل ارواحك معي بندخل صفوف المحاورة أنا و أنت الليلة ما لعبنا
كثير .
وهل كنت تراقبني طوال المساء ؟ إذاً لما تلمح لفعلتك هذه .. هل تخشى أني أبيت نوايا
سيئة ؟ اقسم بأن لا يردعني عن فعل السوء سوا ديني اولاً و سمعة أختي ثانياً .
..
في غرفة فاطمة جلست على الكنب وهي تتنهد بينما والدتها ترتب الأشياء ثم تترك ما في
يدها لتعدل زينة أفنان التي تفسد كل لحظة و أخرى بسبب الدموع : بس خلاص راح مكياجتس
عدم حسبي الله على العدو .
أفنان وهي تمسح انفها بالمنديل و تشهق : ما اقدر .
ضربتها بخفه على كتفها : الا بتقدرين .. يلا بسرعة مسحي دموعتس و تعالي بعد مكياجتس
معد بقى على زفة أختتس شيء .
اخذت تحاول تعديل ما تدمر بينما فاطمة تراقبهم بصمت حتى طرق الباب فنهضت نادية
لفتحه لتجد خلود خلفه سلمت عليهن و باركت قبل أن تقول : الزفة جاهزة تبغى تدخل الحين
ولا نأخرها .
نادية : لا والله بزفها هالحين .
اشارت لها والدتها لتنهض وهي ترسل للمصورة ثم تقدمت منها : المصورة بعد جاهزة
هالحين بتجي .
.
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-22, 02:25 AM   #470

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله ان فيه جزء الأربعاء
ي جماعة اشتهيت احضر زواج الحين فيني حمااإاااااس
بعد الغيبة حضورك جزل وجميل
الله يعطيك العافية
لي رد آخر ان شاء الله


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.