آخر 10 مشاركات
زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رواية أنت لي للدكتورة منى المرشود النسخة الأصلية الكاملة (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree24693Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-23, 09:41 PM   #861

امواج الخريف
 
الصورة الرمزية امواج الخريف

? العضوٌ??? » 394492
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » امواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond reputeامواج الخريف has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل دخول في انتظار البارت 👍👍👍


امواج الخريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 10:08 PM   #862

***دهن العود***

? العضوٌ??? » 161905
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » ***دهن العود*** is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظار للابداع القادم🥰

***دهن العود*** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 10:12 PM   #863

Maha bint saad

? العضوٌ??? » 437412
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 4,265
?  نُقآطِيْ » Maha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 89 ( الأعضاء 22 والزوار 67)
‏Maha bint saad+, ‏ريفونا, ‏وعدي الابدي, ‏طالبة المغفرة, ‏رجوة2, ‏ظِل السحاب, ‏هجره, ‏Toto9900, ‏ميييلاا, ‏Arw2, ‏Abeerbalkher, ‏دمع الغيوم, ‏ألأمال, ‏Qhoa, ‏امواج الخريف, ‏nadoosh3122, ‏فتاة طيبة, ‏زمردانكا, ‏لينوسارة, ‏سرى النجود, ‏البتول العنزي, ‏Time Out

منوره سحابتنا ……


Maha bint saad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 10:12 PM   #864

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
مساء الخير على الجميع
فصلنا اليوم يا جميلاتي شوي قصير بسبب ضغط الأختبارات
لكن العوض في الفصل القادم .
استلموا الفصل قراءة ممتعه للجميع
.
.


الفصل الثاني و العشرون
.
.
( سقط المنبر الرابع )
.
يركض حافياً القدمين ولا يشعر بأي ألم .. لا حديث لعقلة و قلبة سوا دعاء واحد ( يارب لا )
صوت ضربات قلبة هو ما يسمعه مع أنفاسه اللاهثة و أخر حديث سمعة كان كلمة جده الذي
نادى بصوت واهن ( يا عبدالله أسندني )
طوال الطريق من المسجد القريب من السور و حتى منزلها العتيق كانت عيناه لا تبصر للحياة
لوناً .. لا اخضرار الأشجار ولا فتنة الأزهار الصغيرة .. و أمام منزلها كان هناك جمع غفير
من الرجال و النساء لم يميز أي وجه وكأن عيناه لم تألف هذه الوجوه يوماً .. تقدم بكل سهولة
فهم ما أن أبصروه أفسحوا له المجال للعبور ليطرق الباب بسرعة و ينادي : عمه أفتحي .
طرقاته على الباب لم تتوقف حتى فتح له الباب فدخل مسرعاً نحو غرفتها لأول مرة .. دون أن
ينادي ( يا ولد ) دون أن ينزل بصرة .. دخل للغرفة مشرعة الأبواب ليجدها ممددة على فراشها
ترتدي شرشف الصلاة الباهت .. جثى على ركبتيه ما أن وقع نظره على ملامحها .. ملامح
الرحيل الأبدي تتوج هذا الصبر العتيق الذي تفنن برسم خطوطه على وجهها المُنير ..
مد كفه ليمسح على خدها الأيمن و يهمس : عمه .
كان رجاءً أكثر من همس منادي عاد له دون جواب لينهض بسرعة و يلتقط عبايتها المعلقة
بجوار تلك البشوت التي اعتزت بها كثيراً .. لف جسدها بها و حملها وما أن خرج وجد
جده يقف بوسط الحوش .. حين لمحها بين ذراعيه رفع صوته المرتجف : لا إله الا الله ..
سبحان الحي الذي لا يموت .
أخذ يكرر هذا الذكر وكأنه يصمت لسانه عن الجزع و البكاء .. منذ خرج يحملها بين ذراعيه
وحتى وقوفه الان قرب سيارة الجنائز يستمع لخطبة الجمعة وهو لم يفارقها .. تنازل عن
الصف الأول و بقي بجوارها .. حين ترتبت الصفوف لركعتي الجمعة كان قد فرش سجادته
بين صفوف المصلين الذين لم يجدوا لهم مكان داخل الجامع .. حين كبر شعر بأحدهم يقف
بجواره وحين سلم نظر له فكانت ملامحه مظلمه وهو يهمس : بسلم عليها .
هز رأسه بهدوء ليفتح له الباب فيدخل لسيارة و سهاج خلفه يسد الفراغ ..
اتى بعد رحلة كانت هي الأطول و الأقسى .. اتى مسرعاً راجياً أن يضفر بالوداع الأخير ..
وها هو يناله وهي بحلتها البيضاء معطره الكافور .. قطع سلامه المودع صوت المؤذن منادياً
( الصلاة على المرأة يرحمكم الله )
حينها حُملت على الأكتاف و الأعين معلقه بها .. اليوم المنابر تعيش اليُتم بكل مرارته .. اليوم
المنبر الرابع يغادر أرضها .. حاملاً معه سنوات من الصبر و كلمة الحق .. صامتاً عن تلك
العطايا و كف الرحمة التي ما توانت يوماً .. مزهوةً بكف السلطة التي لم تهوي الا حين دعت
الحاجة و لم ترفع الا قد كفت الشر .
ذاك المنبر ترك خلفه مئات القلوب المفجوعة و الموجوعة .. ذاك المنبر جعل دمع الشيخ يختلط
بشيب لحيته وهو يهل التراب عليها ثم ينسحب و لسانه يلهج بالدعاء .. لرحيلها وجع خاص ..
لرحيلها عبق يحمل رائحة أحبابه من سبقوها للرحيل .. جلس القرفصاء حين بدأ الجميع
بالدعاء ثم مال ليقبل الشاهد الذي غرس في التراب و ينهض ليأخذ مكانه في الصف ليتلقى
العزاء .. كان دوماً في حرب مع دمعة ولكن اليوم رفع الراية البيضاء فتبلل وجهه و شعر لحيته
قرب ذقنه و حتى أن بعض العبرات قد طمعت بقماش ثوبه و سكنت إليه .
حين غادر الجميع نظر لهم وهمس : أرواحكم نعزي بنت هذال .
ثم مال ليرفع سهاج الذي كان قد عاد ليقبل شواهد القبر .


-----------------


أتت مع نزال فوراً للجامع لتصلي عليها مع النساء الاتي حضرن ليصلين على الجنازة ..
وجه نزال المظلم و صمته المفجوع كان يخبرها عن أي حال سيكون البقية وها هي تنساب
دموعها وهي تنظر للفتاة التي تضع رأسها على كتف والدتها و دموعها تنسكب و شفتيها
ترتجف بأنين .. ملامحها شاحبه و جسدها منهار فوالدتها و سماهر هُن من كن يساعدنها
على النهوض و الجلوس وكأن الروح قد فارقتها .
دخلت نوريه للمجلس وقالت بصوتها الباكي : الريجيل جو تعالن .. ليلى قومي وأنا أمتس
يبغونتس فالصالة .
أسرعت سماهر لتأتي بنقابها لتربطه بينما غدير كانت تساعدها على النهوض ..
نهضت ببطئ لتعقد حاجبيها بألم وكأنهم يسحبون جسمها من أسفل جبل قد هوى عليه .. خطت
للأمام بذبول تجر خطواتها وهي تنظر للأسفل تنتظر أن تسقط و تستيقظ من هذا الكابوس ..
أو أن تنشق الأرض و تبتلعها نعم هي تريد أن تبتلعها الأرض .. هي تتوق لقبرها .. الموت
أهون من تغسيلها و تقبيل كفيها و قدميها و رأسها عشرات المرات لمعرفتها أن هذه أخر عهد
بهم .
صوته المبحوح جعلها ترفع نظرها عن الأرض لتوجهه نحوه .. اه كم أن ملامحه موجعه ..
هل يشبه الألم في وجهه ذاك الألم الذي يسكن وجهها ؟ ربما .. ولكن وجعها أعظم و أشد
و أقسى .. نعم اللهم عظم أجري فمصابي كبير و عظيم .
كانت تهمس وهي تجيب على تعازيهم حتى سمعت ذاك الصوت المألوف فرفعت نظرها له
نعم هو من يشاطرها الحزن .. نعم هو من ملامحة كما ملامحها .. أطالت النظر لوجهه
شيء ما في ملامحه يواسيها ربما لأنه أحب فقيدتها بشكل مختلف أو لأن فقيدتها كانت تحب
ملامحه .. وحتى طوله و ذراعيه تذكرها بمشهد لا يغيب عن طيفها المتمسك بذراعه و مستنداً
على طوله الفارع .. المشهد واحد و الأماكن تختلف بين ممرات المستشفى حين تمرض أو
تذهب لزيارة والدها .. أو بين حقول الرمان و التين او حتى حين يعبرون بين النخيل ..
تحدثت بصوت مبحوح مُرهق : شرشف الصلاة تركوه بالمستشفى تكفى جيبه .
توجهت الأنظار لسهاج الذي هز رأسه بهدوء : أبشري هالحين يجيبونه .
انهى جملته وغادر فوراً وهو يجري أتصال مع أحد معارفه في المركز الصحي .
بينما هي عادت لداخل و البقية انصرفوا للمجالس الخارجية فالمعزين سيأتون بعد لحظات
حين عادت لذات المقعد رفعت بصرها للساعة تتأمل حركة xxxxبها وهي تمضي للأمام دون
توقف .. عقرب الثواني مستعجل كعادته الأزلية و عقرب الدقائق يحاول أن يجاريه بفشل
أما عقرب الساعة كان يسبح في ملكوت أخر .. يعبر ببطئ شديد و يكاد أن يقتل مشاهدة
لشدة بطئه .. ولكن سواً كانت الحركة سريعة او بطيئة ففي النهاية جميعهم مضوا للأمام
وكأن المنبر الرابع لم يورى جثمانه الثرى .. وكأنها هي الوحيدة العالقة في أذكار الفجر مع
بقايا من كافور و قماش أبيض و الكثير من الدموع و الوجع .. أنزلت بصرها عن الساعة
لتنظر لمن حولها .. نعم يبكون و يحاولون كفكفه دموعهم ولكن جميعهم بعد يومين أو أسبوع
سيعودون لحياتهم الماضية و كأن شيء لم يحدث .. سيجتمعون بأحبابهم و أسرهم لنسيان هذا
الفقد أما هي ستبقى عالقة في الوحدة فركن حياتها العظيم قد سقط .. محور كونها قد زال
بعد أن أختل و ابتلعه ثقبٌ أسود .. كان لديها أم و أب و أخت و أخ و جده و عائلة كبيرة
و تجمع عظيم من الأصدقاء و مدرسة عريقة زاخرة بالعلم جميعهم رحلوا مع رحيلها ..
كانت لها قبيلة و مجتمع و وطن عظيم شعبه و اذا بقبر في مقبرة الصواع يضم كل هذه
الانتماءات .. الا يسمح لها بدخول تلك المقبرة و النوم بجوار قبرها تقسم أنها لن تصدر صوتاً
يزعج سُكان القبور .. او يتوقف الوقت فتخطف لحظة من المستحيل و تذهب هناك حتى يعود
الوقت لدورته .. وماذا عن رحيل يشابه رحيلها و قبر بجوار قبرها رباه فل تعجل به ..
انطلقت شهقة قوية من شفتيها لتنفجر بالبكاء وكأن بكائها قد اعطى الجميع الأذن للعودة للبكاء
بدل كبت الدموع و محاولة التحامل من أجلها .


------------------


كان اقصى استثناء استطاع المسؤول تقديمة له هو تأجيل دوامة من الصباح لبعد الظهر ..
ففي النهاية المتوفاة ليست قريبة من الدرجة الأولى و القسم هنا بحاجه كل الأطباء ..
ارتدى معطفه و بعد أن دخل لمكتبة ليطرق الباب أحدهم و أذن له بالدخول فأذى به
الدكتور راشد فوقف فوراً احتراماً له فأشار له أن يجلس : أجلس و أنا عمك .
جملة بعيدة عن الرسمية و كذلك ما تبعها من حديث : وش جدولك اليوم ؟
فيصل بهدوء : عندي مراجعين و بعد المغرب قال لي الأستاذ بسام أدخل معك لغرفة العمليات
كمساعد .
هز رأسه : زين .. شوف أدري أن وضعك اليوم ما راح يكون بأحسن حال و زملائك و
رؤسائك ممكن يعذرونك وهذا حقك عليهم لكن المرضى ما يعذرون ولا يدرون بويش حنا
نمر كل يوم سواً من ضغط شغل او حتى باللي يصير في بيوتنا .. المرضى و أهلهم جايين
هنا وهم يعرفون شيء واحد أنك أنت مسؤول عن حياتهم و علاجهم .. و أنت تعرف مثل
ما هم يعرفون أن مجالنا ما يقبل الأخطاء .
هز رأسه بتفهم : صحيح .
نهض ليدور حول المكتب و يضع كفه على كتف فيصل : أدري اللي بطلبه منك صعب شوي
لكن أنت فالنهاية دخلت هذا المجال و عارف صعوبة دراسته و صعوبة تطبيقه و العمل به ..
أنسى وجعك او دوس عليه وفكر بس بالمرضى و المراجعين .. انسى الروح اللي راحت للي
أرحم مننا و فكر بالروح اللي بيننا هنا حتى لو أن قلبك ينكوي تذكر أنك بلسم لقلوبهم و قلوب
أهلهم .
ربت على كفه بابتسامه خفيفة : أبشر .
ابتعد و اتجه نحو الباب : زين أجل أنا انتظرك شوي .
ظن بأن مشاركته لدكتور راشد في أحد العمليات و رؤية مهارته مباشرة سيكون أمر بعيد
خاصة مع جداولهم المتعارضة الا أنه و بسبب الظرف الذي مر به اليوم دخل زميلة سعود
لمساعدة الدكتور بشار و أخذ هو مكان سعود كمساعد لدكتور راشد .
يقدر مجيئه لهنا لمؤازرته كطبيب أكبر منه حتى بعد أن واجهه في الصلاة و قدم العزاء في
المقبرة .
سحب نفس عميق حين دخلت الممرضة بعد طرق الباب لتخبره بأن المراجعين في الخارج
أخذ يجمع تركيزه حول الحالات و نتائج الفحوصات التي تأتي للنظام ثم ذهب في جولة بعد
صلاة العصر ليتفقد بعض الحالات و يطمأن عليهم و يتأكد بأن العمليات قد سارت على
نحو جيد و أنهم لا يعانون كثيراً من الآثار الجانبية التي تتبعض بعض العمليات ..
جلس في مكتبه ليدخل للنظام و يشاهد مواعيده يفترض بأن الموعد القادم هو الأخير قبل
أن يستريح و يتجهز لدخول غرفة العمليات .. قرأ الاسم وهو ما زال لا يستوعب بأن
هذه الحالة في الأخير قد أدرجت في قائمته .. وربما لولا انشغال الدكتور راشد بالعمليات
لما أتت له هذه الحالة .. سحب نفس عميق ثم رفع كوب القهوة الذي ابتاعه له زملائه ..
مازال لديه الوقت لشرب هذا الكوب و ابعاد التعب قليلاً قبل أن يذهب لمراقبة العلاج
الطبيعي .. سيتأكد من شكوكه اليوم .
بعد أن فرغ الكوب نهض و اتجه لقسم العلاج الطبيعي .. طرق باب أحد الغرف ليأتيه
صوت مسؤوله العلاج الطبيعي : تفضل دكتور فيصل .
دخل ملقياً السلام لينهض الشاب الذي كان يجلس على الكرسي في الزاوية و يسلم عليه
و يقدم التعازي و كذلك عزته تلك السيدة المتشحة بالسواد .. نظر للأخصائية سعاد
: متى بديتم ؟
خطفت نظرة نحوه : تونا ما بدينا بس كنت اسوي فحص مبدئي .
حين كانت سترفع سعاد كم عباية مرام منعتها ليقول فيصل بهدوء : أنا هنا طبيب و لي قسم
مستحيل أحنث فيه او أخون الأمانة .. لو سمحتي أتركيها تشوف شغلها .
رفعت نظرها لوالدتها برجاء بينما الأخيرة همست لها : أرفعي يا قلبي .
وجهت نظرها لمنير لعله ينقذها ولكنه أشار لها أنت تفعل و رغم أن ملامحه لا تظهر الرضا
ولكن في النهاية كما قال فيصل هو هنا بصفته طبيب لا أكثر ولا أقل رفعت كفها وهي تشيح
بنظرها قهراً فكم تنازل قدمت منذ ذلك اليوم .. وكم ثمن ستدفع عقاباً على قتلها لذلك الرجل ..
بينما هي تشيح بنظرها بعيداً حياءً و قهراً كانت نظرات فيصل و سعاد موجهة نحو كفها
المرتجفة بشكل مرعب قبل أن يتبادلان النظرات والتي تتفق على شيءً واحد ..
و رغم ارتجاف كفها المرعب و السريع الا أنها كانت تستجيب لأوامر المخ .. فأن طلبت
منها الأخصائية قبض كفها فعلت وأن طلبت أن تبسطها او أن تحرك أصابعها فعلت رغم
أن هناك بعض الصعوبة بسبب الرعشة الا أن هذا امراً مفرح فهي في النهاية لم تتلف أعصاب
يدها او هناك أي أعراض لأمراض التي قد تصيب الأعصاب .
في مكتبه كان يقرأ التقرير الذي كتبته سعاد قبل أن ينزله و يرفع نظره لثلاثة الجالسين على
الكنب على يمين مكتبه : مثل ما توقعت التقرير ما أشار لأي مشكلة .
منير باستغراب : كيف ما فيه مشكلة ؟ و رجفه يدها و الوجع اللي تحس فيه .
فتح كفيه : هذي علاجها بيد الأخت مرام .. أنا أشوف أن نعرضها على قسم العناية بالصحة
النفسية و نشوف وش يقولون .. وش قلتي يا مرام ؟
انكمشت على نفسها وهي تهز رأسها رافضه ليقول : أنتِ تدرين أن العلاج الأول و الأخير
بيدتس .. الأدوية اللي بكتبها لتس الحين مجرد مسكنات خفيفة ولا أقدر أكتب أكثر من كذا ..
لأن أول شيء لازم تعالجين أنتِ هذا العارض و بس يزول أنا وقتها أقدر أعطي تشخيص
دقيق عن حالتتس هذا أن بقى اصلاً أي شيء .
كانت مستمرة بهز رأسها رافضة لكل حديثة حتى انتهى لتقول بصوت مرتجف : مالها علاج
الا البتر .
رفع حاجبيه : البتر مره وحدة ! تدرين وش الحالات اللي تستدعي البتر ؟
حين لم تجيبه قال : لما يكون بقاء العضو مضر لسائر الجسم .. أنتِ تعرفين أن فيه كثير
من الحالات مثل الغرغرينه ما نبتر فيها .. أحيان نبرد العظم المصاب و او نبتر اصبع واحد
بس.. هذا وهي غرغرينه مو عارض لمشاكل نفسيه .. أذا أنتِ مصره على هذي الفكر ترى
ما راح تلقين احد يبترها لأن هذا اجراء من سابع المستحيلات و بتكملين حياتتس مع هذا الألم
وهذي الرجفة .. العلاج بيدتس وأنتِ قرري .
حين وصل حديثه لهذه المرحلة أسرعت لمغادرة الغرفة و تبعتها والدتها بينما هو نظر لمنير و
قال وهو يمد عليه ورقه الوصفة : حاولوا تقنعونها حتى لو بالإكراه واظن أنكم مثلي عارفين أن
علاجها مو بس عندي .
أخذ الوصفة منه بهدوء بينما فيصل أكمل وهو يكتب في أحد الأوراق : بعطيها موعد لبعد
أسبوعين عشان فهالوقت تكون هي قررت و بدأت فعلاً بالعلاج النفسي حتى لو جلسه وحدة ..
و الأفضل تراجع هنا عشان يكون تواصلي مع المسؤول عن حالتها أسهل .
نهض منير بعد أن اخذ الأوراق : أن شاء الله .. ما قصرت الله يعطيك العافية .
فيصل : الله يعافيك .
ما أن خرج منير و أغلق الباب أعاد رأسه للخلف و أغمض عينيه تلك الفتاة أن لم يتدخلوا
أهلها بشكل صارم ربما ستجر المصائب على نفسها و ربما تصاب بأمراض خطيرة فعلاً ..
هل قالوا بأنها تعاني من هذه الحالة منذ قرابة الشهرين ؟ لا يضمن أن تمر العواقب سليمة بترك
يدها على هذا الحال ربما تأثر هذه الرجفة على الأعصاب فعلاً .


-----------------


بعد صلاة العشاء
أصبح عدد المعزين أقل ومع ذلك كان عدد الحاضرين كبير و عصراً كان المجلس ممتلئاً بالفعل
وحتى أن البعض قد جلس على الفرشات التي وضعت في الخارج و رتب عليها الجلسات
الشعبية .. أما وجبة الغداء و العشاء قد تكفل بها أهل المنزل و اعدها الطباخين كصدقة عن
المتوفاة وهكذا سيكون الحال طوال أيام العزاء .
و رغم أن التعب الجسدي و النفسي قد نهش طاقته الا أنه لم يترك المكان الا حين يذهب للصلاة
.. بعد أن وضعت صحون العشاء أقترب منه سعود وهمس : تعال تعشى .
هز رأسه نافياً وهو يجلس : لا وأنا عمك مالي فيه .
جلس بجواره : حتى لو مالك فيه .. تراك ما أكلت شيء من يوم أصبحت ولا دخل معدتك
غير المويه و القهوة .
نظر لوجه أبن أخيه بتعب : مالي نفس وأنا عمك اللقمة أن دخلت جوفي ماهي قاعده فيه .
شد على كفه : أغصب نفسك أن قعدت كذا منت ممسي الا فالمستشفى .
تنهد وهو ينوي أن ينهض لولا أن أقبل عليه عياش من الخارج يحمل صحن صغير وضع
به بعض الرز و قطع اللحم : جبت لك عشاك .. هنا تأخذ راحتك أكثر .
رتب طاولة التقديم الصغيرة و رفع عنها كاسه الشاي و فناجين القهوة و صحن التمر و قربها
منه : أكل على مهلك عشان لا توجعك معدتك .
نظر له بطرف عينه وعياش مشغول بفتح قنينه الماء : الا جيب منديل ومسح فيه فمي .
أبتسم لأول مرة منذ الفجر : كان يدي بتقعد في مكانها بعد ما امسح فمك ما عندي مشكلة .
لوح بكفه : روح أنت وياه تعشوا .
نهض سعود بينما عياش تشاغل بسكب الشاي بكاسته حتى تأكد أن جده تناول أول لقمه فغادر
المجلس تاركاً خلفه رجلاً مثقلاً بالوجع و الكثير من الهموم و الأفكار .
مر بسعود الذي يقف قرب باب المجلس و عيناه تبحث في المكان : وش تدور ؟
همس : سهاج .
تنهد عياش : طلع قبل يجيبون العمال صحون العشاء .. و عمي عبدالله بعد ما شفته مدري
وين راح .
سعود وهو يخرج هاتفه : عمك راح يطلع بنتاخيه من المستشفى .
ابتعد وهو يضع الهاتف على أذنه ينتظر أن يجيبه سهاج بينما عياش تصلب في مكانه
هل تعود لهُنا حقاً بعد أن ظن بأن عودتها مستحيلة .. هل تأتي هذا المساء لتزرع في مساءه
بعض الراحة بعد أن كان يومه يعصف بالوجع .. اهتزاز هاتفه في جيبه جعله يخرج النفس
الذي حبسه في صدرة منذ لحظات فأخرجه وهو يجيب والدته : هلا يمه .
اتاه صوتها الهادي : تعال يا أمي عند بيت جدك خواتك يبغن يعزنك .
تمتم : يلا جاي .
انزل الكاسه من يده على طرف العتبة و اتجه لمنزل جده .. و دار حول المنزل يريد
الباب الأخر فباب المنزل الرئيسي مكشوف بعد أن مدوا السجاد و الجلسات بالخارج
حين وصل وجد والدته و أخواته في الخارج .. كُن يعزنه بحزن فوجه أخيهن كانت تكسوه
ملامح الحزن و التعب .. في كل مرة تتقدم احداهن لتعزيته كان يطيل في احتضانها و بداخله
خوف أن يستيقظ ذات نهار مفجوع بإحداهن كما فجع اليوم برحيل عمته .
نظر لوالدته : تعشيتن ؟ تراه صدقه عن عمتي .
ام عياش : ايه يا قلبي تعشينا .
سأل وهو يعرف الجواب : ومن بيرجعكم للبيت .
تنهدت وهي متأكده من ردة فعله : بنرجع مع العيال .
حرك كفه نافياً : عيال عمهم ماهم محرم لتس ولا لهن خلتسن هنا بروح أجيب السيارة و أجي .
ذهب ليجلب سيارته و تركهن يقفن قرب الباب لتمر نورية بجوارهن و هي تحدث أحدهم
على الهاتف : ايه عاني برا انتظركم .
أغلقت الهاتف لتنادي على ام عياش التي كانت ستعود لداخل : أبو سهاج بيجي كانتس بتعزينه
و تعزين رشا .
عادت لمكانها وهي تهمس : كتبوا لها خروج .
نوريه بتنهيدة : طلعت على مسؤوليتها ضعيفة معد تحمل قعده المستشفى .
ثواني و سطع ضوء في وجوههن قبل أن ينطفئ و تتوقف السيارة بقرب الباب شبه ملاصقة
للعتب ترجل منها عبدالله ملقياً السلام لحظة توقف سيارة عياش على مقربة منه .
تقدمت ام عياش وهي تقول بنبره منخفضه نسبياً : عظم الله أجرك يا أبو سهاج .
تعرف على صوتها فرد : الله يجزاتس خير وأنا أخوتس .. ما شاء الله هذلي بنياتتس .
ام عياش وهي تشير لهن ليعزنه : ايه .
تلقى العزاء منهن بأصوات منخفضه خجولة ثم أسرعن لسيارة أخيهن بينما عبدالله فتح
باب المعاون وهو يشير لنورية : الكرسي فالشنطة هاتيه .
كانت ستذهب لولا أن عبر عياش وهو يشير لها : خليه يا عمه أنا أجيبه .
حمل الكرسي المتحرك و وضعه في داخل ليعود و يقول بصوت جهور قاصداً الجالسة
في السيارة : حمدلله على سلامتس و عظم الله أجرتس في عمتتس .
وصله صوتها الخافت وأن لم تكن بعض كلماتها واضحة بسبب إجهاد صوتها ..
جلس خلف المقود و أخر ما ابصره مظهرها وعمه عبدالله يحملها بين ذراعيه لداخل ..
أطلق تنهيدة و الضيق في صدرة يتعاظم بعد أن ظن أن الراحة ستزوره ما أن تعود .. نعم
عادت ولكن بأي حال هي .. شد بقبضته على المقود و صورتها في تلك الليلة غارقه في دمائها
تعود لتبرز أمامه .. تأفف يبعد الحدة عن مزاجه و ملامحه ما أن فتحت والدته الباب و جلست
وما أن أغلقته قالت بحزن : يا شري عنها .. رايحة عظم و جلد و حتى العظام متكسرة .
ارحميني اماه .. سحب نفس عميق بعد أن أنزل النافذة بجواره ما أن خرج من القصر
بينما أخواته في حديث مع والدته عن حالاتها الصحية وكاد أن يُجن ما أن قالت والدته بحزن
: مالها حظ المسكينة .. حرمة بادي تقول اظاهر أنها ما عاد تقدر تحمل عشان كسور الحوض .
شد على المقود وهو يحاول أن يخرج بنبرة صوته متزنة : ليه حرمة بادي دكتوره .. ما أذكر
دكاترتها قالوا كذا كلام .
ام عياش : يا امي واجد اللي مثل حالاتها واللي صارت عقيم والا اللي جسمها ما يتحمل الحمل
و الولادة .
توقفت عن الحديث وهي تعض على شفتيها كيف نست مشاعر فلذة كبدها وأنه أخرج رجل
بالسلاح من مجلس جده لأجلها .. حين توقف أمام منزلها تركت بناتها يذهبن وهي تقول
: اسبقني لجوا .
حين اغلقن الأبواب نظرت له بحنان وهي تمسك بكفه : سامحني وأنا أمك ما قصدت
أعيب فيها .
رفع كفها ليقبلها : ما زعلت يمه مير تكفين لا عاد تهرجين عنها كذا ولا تخلين أحد يتكلم
فيها .
شدت كفه لتقبلها و عيناها تغرق بالدموع بسبب مشاعره : والله ما عاد أهرج عنها خير شر .
انحنى ليقبل رأسها : ما عليه ما عليه .
تبعت بناتها لداخل وهي تعض أصابع الندم .. بينما هو أمسك برأسه بسبب الصداع الذي
داهمه فجأة وهمس بتعب : يا رب أنك تجيبها ولا تفكني من غلاها اللي احرق كبدي .


-------------------


منذ الصباح وهي في حالة صدمة رغم أن دموعها تدرك هذا الرحيل و تذرف الدموع بحرقة
دون توقف الا أن علقها لم يستوعبه بعد .. كل ما كان يدركه أن الفتاة الصارخة التي وجدتها
تحتضن عمتها هذا الفجر تحتاجها بقربها لذلك كان عقلها يأمر بدنها وكافة حواسها أن تصمد ..
لم تهتم لنظرات النساء لها في العزاء سواً كُن من الصواع او من القرى و المحافظات المجاورة
.. لم تهتم بمرور ام سفيان و أخواته دون أن يعزينها في عمتها وحتى أن زوجة سفيان قد أتت
و عزتها و اعتذرت منها قائلة : اعذريني وأنا أختتس والله كان ودي اعتذر من زمان مير ما
جاتني الفرصة و تراهن ما جنتس عشان خراب بيتي ولا غلاي عندهن جنتس من زود الشر
اللي في قلوبهن .
لتربت هي على كفها التي تصافحها : لا تعتذرين وأنا أختتس .
وحتى كون هذا المشهد حدث أمام المعزيات و همسهن وصل لبعض النساء القريبات هي ايضاً
لم تهتم .. ولكنها الان تقف في الغرفة التي يفترض بها أن تسكنها هذه الفترة و تتذكر حديث
عمتها مساء البارحة .. هل ما رفضته البارحة من أجل عمتها و ليلى تأتي له اليوم من أجل
رحيل عمتها و بقاء ليلى .. وحتى هذا المكان يبدو أنه ينبذها تكاد تشعر بأنه سيلفظها للخارج ..
خرجت من الغرفة بعد أن تركت عبايتها هُناك و جلست في الصالة العلوية تنتظر .
لحظات و خرجت غدير من غرفة ليلى لتجلس بجوارها متنهدة فيعم الصمت المكان سوا
من صوت القارئ اسلام صبحي يرتل آيات سورة البقرة .
همست بعد فترة : نامت .
لترد غدير بذات الهمس : ايه وحتى الشربة اللي جابتها جيداء ما شربت منها الا كم ملعقة .
سماهر وهي تنظر لباب غرفة ليلى : ما عليه أهم شيء ما قعد جوفها فاضي .
عضت غدير على شفتيها و دموعها تأخذ مجراها و الندم يلتهمها : ليتني ما رضيت و تركتها
.. ليتني أخذتها معي ولا تركتها تتعلق فيها كذا .. الحين وش ينسيها وش يطلعها من اللي هي
فيه .
مسحت على ظهرها بمواساة وهي تقدر مشاعرها و قلقها على أبنتها : لا تبكين .. ليلى ايمانها
قوي و بتصبر مال المؤمن الا الصبر .
رفعت نظرها لسماهر : وين تصبر البنت منهارة .. شوفيها لاهي مع الأحياء و لا الأموات .
سماهر : ما عليه اللي راحت جدتها خليها تبكي أسبوع ولا أسبوعين وحتى لو تبكي شهرين
أتركيها خليها تطلع كل الحزن اللي تقدر تطلعه نهايتها بتصبر لأن قدام الموت مالنا الا
الصبر و التسليم .
مسحت غدير دموعها ما أن سمعت صوت خطوات بناتها وهن يصعدن السلم ليقتربن
بحذر و تقول الصغيرة : يمه حنا بننام هنا ؟
غدير : لا يا قلبي بتروحن مع أبوتسن .
سألتها الكبيرة بقلق : وأنتِ ؟
تنهدت وهي تعرف بأن أبنتها هذه متعلقة فيها بشكل مخيف : بقعد هنا مع ليلى أختتسن
تعبانة .
تبادلن النظرات الغير راضية فهذه ستكون المرة الأولى التي تنام فيها والدتهن بعيدة عنهن ..
فقالت الصغيرة بتفكير : طيب خلي جده ليلى تقعد معها .
لتتحدث الأكبر منها : ايوه او خليها تجي معنا للبيت .
عضت على شفتيها تمنع بكائها ثم تنهدت و همست وهي تنهض لتقترب منهن و تعيدهن
للأسفل حتى لا تستيقظ ليلى و تسمع حديثهن : جدتها مسافرة .. وأنتبهن لا تقولن أسمها
عند ليلى .. هي زعلانه عشان جدتها راحت .
اوصلتهن للباب حيث ينتظرهن أبنها الأوسط معاذ : أخذهن يا قلبي و انتبهوا لهن .
معاذ بقلق : نامت ليلى .
هزت رأسها بالإيجاب ليقول : زين .. هذلي متى أجيبهن بكره ؟
نظرت لطفلتيها : هاتهن الضحى .
قبل جبين والدته و غادر ممسكاً بأخواته الصغيرات بينما غدير عادت لداخل .
ما أن ذهبت غدير مع بناتها دخلت هي لغرفتها لتصلي السنة و توتر ثم تفتح مصحفها
لتقرأ وردها .. قرأت الصفحة الأولى ثم الثانية وعند الثالثة لم تكمل بسبب دموعها التي
حجبت الرؤية .. غطت وجهها بكفيها وهي تنخرط في البكاء فمرة تبكي رحيل عمتها
و مرة تبكي سنوات عمتها و كيف عاشت في صفحات الصبر و مرة تبكي ليلى و تبكي
والدها من رحلت أخر من تبقى له .. ملامحه و بقايا الدمع على وجهه حين كان يأخذ
العزاء منهن كفيلة بأن تذيب الصخر .
بعد ساعة من البكاء وهي على سجادتها زفرت نفس سريع و مسحت عينيها تبعد
الدمع لتكمل قرأتها ثم ترفع المصحف و تطوي السجادة التي وجدتها في الغرفة و تتمدد
على السرير .. هل حين قررت الرحيل كتبت على نفسها أن يرحل كل ما تحبه ..
هل رحيلها الهارب قرر أن لا يترك لها كل شخص يبصرها دون ذنبها القديم الذي لا يزول ..
كان مشعل ينظر لها كما ينظر للسلام بحُب و ترحاب .. لم يُسيئ لها يوماً او يُهينها ..
كان شيء ثمين كامل في حياة ناقصة .. ثم رحل حين حل الفجر .. ثم الشيخ منير قبل بها
دخيلة ولم ينظر لها يوماً الا كما ينظر الأب لأبنته .. ثم رحل هو ايضاً .. و عمتها التي كانت
كانت لها كأرض صلبة بعد أن تقاذفنها عواصف الحياة .. كانت كالقبول في مواجهة الوجوه
الرافضة ثم اتى الفجر ليخطفها .. اه كم تكره الفجر وما يتبعه من رحيل .. وكم تكره تلك
الشمس التي تشرق فلا تزيل أي ظلام في النفوس او تبدد أي خوف بل تؤكده ..
حين اغمضت عينيها تريد أن تهرب للنوم و تبعد عن هذا الحزن سحبها صراخ ليلى الباكي
لدوامة الوجع من جديد فأسرعت راكضه لغرفتها فوجدتها جالسة على الأرض و غدير
تحتضنها بينما هي تصرخ و ترجوا والدتها : يمه والله سمعتها تناديني .
غدير بنحيب : حلم يا قلبي والله حلم .
هزت رأسها بقوة : لا مو حلم والله تناديني تبغاني اروح معها لأبوي .
عادت سماهر لغرفتها هرباً من توسلاتها و حديثها الموجع .. بينما ليلى لم تتوقف محاولاتها
لتقنع والدتها قبل أن تتوقف عن المقاومة و تتمتم بألم : حتى فالحلم بتروح له .
ساعدتها والدتها في النهوض : هي عند ربها معد عليها من الدنيا واللي فيها .
هزت رأسها بالنفي : راحت وهي تبغى بس تشوف عيونه .
عادت غدير لتنهار بالبكاء رباه كيف أبشع كوابيسها هو كان اعظم ما يتمناه شخص غيرها .


----------------


دخلت للمنزل و صعدت لتستحم و تبعد التعب عن جسمها .. كل تفكيرها كان ينصب
على شخص واحد .. لم تعزيه فهو ما أن تلقى طلب ليلى غادر فوراً ثم لم يعود ..
خرجت من الحمام بسرعة و بحثت عن ادفئ بجامه لديها فهي تشعر بالبرد يدق عظامها رغم
أن الصيف لم يذهب بعد ربما هذا الشعور يجتاحها بعد الحزن الذي مرت به .. او ربما صورة
ليلى و نحيبها أخافها من يوم تقف هي في مكانها .. تخشى أن يأتي يوم فيذهب اغلى ما تملك
فينهشها الحزن كما يفعل بليلى .. صلت الوتر و دعت كثيراً ولم تغادر سجادتها حتى سمعت
صوت باب الجناح يفتح فنهضت و طوت سجادتها لحظة دخوله .. اقتربت منه لتقبل
جبينه و تهمس : عظم الله أجرك .
قربها منه و قبل جبينها : أجرنا و أجرتس .. سامحيني ما عزيتتس اليوم ولا حتى عزيت
أحد .
مسحت على كتفه وهي تشعر بالعبرة تخنقها بسبب ملامحه الذابلة : ما عليه .
فتح أزره ثوبه و نزعه : عمتي كيفها ما قدرت امرها .
رفعت كتفيها : ما عليها أشوفها متحمله .
هز رأسه بتفهم ثم نظر لها : أكلتي شيء .
جيداء وهي تجلس على طرف السرير : أيه تعشيت .
فتح دولابه ليخرج بجامته : الظاهر كلتسن ما أكلتن الا مع العشاء .
هزت رأسها بالإيجاب : ايه الغداء ما قدرنا نأكل ولا لقمه مالنا نفس .. أنت أكلت ؟
هز رأسه نافياً : لا والله جاي ابغى أتروش و أروح لنزال راد لنا من العشاء .
دخل للحمام أما هي فرفعت هاتفها لترسل لوالدتها تتأكد أن كانت قد نامت .. نظرت لأخر
ظهور لها فكان قبل المغرب .. لا تظن بأنها نامت و متأكدة بأنها تبكي الان بمفردها كما
اعتادت أن تفعل .. دموعها لم تكن تنهمر حتى يذهب الجميع للنوم و الراحة فتسهر هي مع
دموعها .. خرج سهاج بعد لحظات و ارتدى ملابسه ثم مر بها ليمسح على رأسها : نامي
.. أنا بقفل الباب و مفتاحي معي .
نهضت : أجل بروح لفاطمة ما ابغى اقعد لحالي .
عاد ليمسح على رأسها : كانها صاحية روحي لها .
خرج وهي أرسلت لفاطمة فأتاها الرد سريعاً فارتدت عبايتها و خرجت لبيت نزال ومن حُسن
حظها هو أقرب منزل لها .
طرقت الباب الخلفي لتفتح لها فاطمة فقالت : اسفه جيتتس بهالوقت بس ما ابغى اقعد لحالي .
فاطمة بصدق : الحمدلله أنتس جيتي أنا بعد ما كنت بقعد لحالي بس رجعت للبيت لأن حسيت
مكاني غلط بينهم .
جلست جيداء على الكنب في الصالة : هي جت على المكان .. أنا أحس كل حاجه غلط وكأني
في كابوس .
تنهدت فاطمة : الله يرحمها و يعينكم .
جيداء وهي تنظر للأعلى بعد أن اراحت رأسها للخلف : الله يعين ليلى .
فاطمة بقلق : احس فيني خوف ودي اروح اقعد مع جدتي .
جيداء وهي ما زالت على وضعها : وأنا أبغى أمي .
ثم اعتدلت لتنظر لها : الا تعالي من الحريم اللي مرن ولا عزن أمي .
فاطمة وهي تميل شفتيها فأخر ما تريده أن تكون هي من تخبر جيداء بما حدث : ام سفيان
و بناتها .
عقدت حاجبيها : ايه تذكرتها جارة عمتي الله يرحمها .. بس ليه ما عزت أمي .
فاطمة بهدوء : يمكن ما ركزت شوفة عينتس جو للعزاء حريم بعمري ما شفتهن الله يرحمها
معارفها واجد .
لم تقتنع فحتى بنات ام سفيان لم يقفن لتعزيه والدتها رغم أنهن تأكدن من تعزيه جميع
الموجودات ومع ذلك صمتت ستتأكد من الأمر حين ينتهي العزاء .
قلبت فاطمة الهاتف في كفها : كلمتس أبوي ؟
هزت رأسها الإيجاب : ايه كلمني العصر .
حل الصمت ففي النهاية علاقتها بفاطمة ليست قوية جداً وايضاً ليست رسمية .. ولكن في هذا
الوضع هي أكثر شخص تعرفه فذهبت لها .. جالت ببصرها على ديكور المنزل الأنيق
يشبه شخصية فاطمة وكذلك نزال .. سألتها فاطمة بابتسامه صغيره : هاه يغبى له تعديلات ؟
هزت رأسها نافيه : لا ابداً .
اشارت فاطمة لها لتنهض : أجل تعالي تفرجي على الغرف الجاهزة .
جيداء وهي تنهض : نبدأ بالمطبخ ( ثم اردفت بسخرية ) نشوف أهم مكان عند الشيف الدكتورة
فاطمة .
نظرت لها بغيض : ايه تمسخري .
ابتسمت وهي تدخل للمطبخ : ما شاء الله جماله يستحق تحافظون عليه .
ضحكت بخفه وهي تلوح بيدها : ايه حرام اخربه بمحاولاتي .
كُن يتبادلن الأحاديث السخيفة و الغريبة فقط لتمضي هذه الليلة الكئيبة و تزاح عنهن هذه الغربة
التي يشعرن بها .


------------------


بعد العشاء جلس يشرب الماء فسأله سعود : وين رحت أولى .
أشار بكفه للخلف : رحت امشي .
نزال وهو يفتح علبه المسكنات : اقلها كان رديت علينا ولا علمتنا خوفت أبوي .
تنهد وهو يستلقى و يضع ذراعه أسفل رأسه : ما طرى علي أعلم أحد ضاق صدري و اختنقت
و طلعت أدور لي نفس .
حرك سعود سبحته : المهم أحد قاس ضغط عمي .
نزال : ايه أنا قسته له ونازل شوي بس ما عليه ما وصل لرقم شين .. أكل له ليمون و ملح
و خابره بينام فالمجلس وحاتم أخذ فراشه وراح عنده .
نظر له سهاج مستفهماً : و عياش وينه ؟
أشار لبيت الشعر : بينام في بيت الشعر .
تنحنح سعود : زين أجل أنا بكلمكم في موضوع هرجتني فيه عمتي .. وكانت بتكلم فيه سهاج .
اعتدل سهاج جالساً : وشهو ؟
سعود : قالت أكلمك تقبل تصير العقيد وأن ما وافقت أخذها أنا .
تأفف سهاج : يا شيخ حرام عليك هذا وقت تزيد فيه همي .
لوح سعود بكفه : مقدر هي موصيتني .
مسح على وجهه بكفيه ثم نظر لوجه سعود قبل أن يكشر بعد أن قرأ نظراته : ناقص تحب على
رأسي و تقول أخذها و فكني .
لاح شبح ابتسامة على ملامحه : تعرف ربعك صاملين عليك .
ابتسم بسخرية : ايه واضح الصملة البارح تعلمني بسواتهم وكيف طلعت من هنا و جو هم
يشتكون من هنا .
نزال بحزم : الحين فكونا من سوالفكم ذي و قرروا .
عاد نظر سهاج لسعود ثم تنهد : أصبر خلنا نخلص من العزاء ثم لي كلام طويل معك .
كشر بضيق : وين أصبر خلصنا هالحين .
لوح بكفه : ليه عشان توطي رجلك بعد العزاء .
سعود بتنهيده : تعرفني مقدر اقعد و خلقه الحين صدري ضايق والله كأن جبال الطائف
طابقة على صدري .
نزال بتحذير : فكنا منك شوفة عينك أبوي حاله ماش وين تروح و تغط محد يعرف أرضك من
سماك .
سهاج وهو يشير على سعود بينما نظره على نزال : أجل هذا معه عقل .
نهض سعود : أنا علمتك معك لين أخر يوم فالعزاء و بعدها أنا ماشي من غير شر و عمي
متعود على طبعي .
نظر نزال لسهاج بعد أن غادرهم : هذا والله ليذبح أبوي .
تنهد وهو يعود ليستلقي : ما عليك منه ماهو فاتر شبر ( رفع صوته ليسمعه سعود ) شكلي
ببيع بعض الحلال .
توقف سعود بعد أن تذكر أن سهاج يملك وكالة محدودة ليبيع و يشري في حال غياب سعود
و يعلم بأن المقصود بالتهديد سارية كما أنه متأكد أنه مجرد تهديد .. ولكن مع محبة سارية و
مكانتها جعلته يلتفت له و يقول : و شكلي بشيل هالحقول اللي أهلكت العمال فيها .
حينها فرقع باصابعه : زين أنك ذكرتني لي كلام معك عند هالحقول و هالعمال اللي
موصي محد يصورها بالسناب .
أكمل طريقة و غادر لمنزلة ليحمل فراشة و يصعد لسطح حيث قد وضع سرير حديدي
هناك يتسع لشخص واحد .. فرش فراشة و وضع مخدته و استلقى يتأمل السماء السوداء
هذه أول مرارة فقد يتذوقها في حياته فوالدية ذهبا وهو لا يفقه من هذه الحياة شيءً ..
سحب نفس عميق ثم رفره ببطئ هو لم يكذب حين قال أنه يشعر بأن جبال الطائف تطبق
على صدره .. من الجيد أنه روح عن نفسه ببعض البكاء عكس سهاج الذي يلوح النحيب
على وجهه بينما عيناه متماسكتان هو الوحيد الذي لم يبكي حتى هذه اللحظة .
كيف سيمضي هذا الليل و كيف ستشرق الشمس لا يعلم ولكن أفكاره تسير نحو تلك النائمة
في منزلها الجديد .. صورتها حين خرجت تجر خطواتها و صوتها الراجي وهي تطلب
شرشف الصلاة الذي عاد لها بعد أن عبث به مقص الأطباء .
أعتدل جالساً وعيناه تتسع بصدمة بعد أن قفزت أفكارة لمكان مخيف ( وبعد العزاء اين
ستذهب ، هل ستقبل به والدتها ؟ )
تأفف وهو يعود للأستلقاء ثم ينهض من جديد ليته ابعد أفكارة ما أن سلكت طريقها
نحوها .. لا لا يعقل أن تقف والدتها في طريق قرار العاتي .. ولكن حتى ينفذ هذا
القرار لا يظن بأنها ستترك أبنتها هنا .. وما شأنه هو أن ذهبت أو بقت .. بل أن
ذهابها أفضل لها ربما أبتعادها عن المكان يُريحها قليلاً .
أستغفر بصوت مسموع ومسح على وجهه ثم عاد لفراشة و تمتم : ايه هذا اللي يصير
بالواحد لا راحت أفكارة دواجه على دروب الحريم .



-------------------


منذ الصباح وهي تدور في دوامة الألم رغم أن الراحلة قد أقبلت على التسعون عاماً الا أن
ذهابها لم يمر يوماً على تفكيرها .. لازالت تحت تأثير الصدمة و تشعر بأن هذه المسرحية
ستنتهي و ستدخل العاتي من الباب .
دخلت جدتها للمجلس تحمل كوب حليب لتمده نحوها : أشربي وأنا جدتتس .
سمية بحرج : ليه عنيني نفستس البنات كانن بيسون لها شوي .
عائشة وهي تجلس بقرب رشا : أعرفها لو سونه ما شربته كله لكن دامني أنا اللي قمت
على هالرجالات اللي يا دوب تشيلني و سويته أكيد بنشربه كله .
رشا بتعب : الله لا يحرمني منتس بس تكفين لا عاد تعنين نفستس عشاني .
عائشة بتوبيخ : كيف ما أعني نفسي عشانتس .. وأنا جدتتس أن ما عنيت نفسي عشانتسن
عشان من أعنيها .
اخذت ترتشف من كوب الحليب الدافي وحين فرغت منه نهضت جدتها ببطئ و تعب
: أنا بروح أنام .
لفت طرحتها و ربطت نقابها لتدفع رهف كرسيها و يغادرن للمنزل ..
حين دخلت للمنزل نظرت لصالة التي تغيرت 180 درجة فقالت عاقده حاجبيها : من
غير البيت ؟
سمية وهي تجلس و تضع عكازها بجوارها : جدتس .
ضربت الكرسي بكفها بقهر : وليه ترضون ؟
تنهدت والدتها : ما دريت أنها منه .
كانت تسكمل حديثها حين طرق الباب و فتحته رهف ثم أبتعدت ليدخل لفاء ملقياً السلام .
.
.
ياربي انا " محتاج فرحه " واكون بخير
‏واقول الليالي اللي مضت جعلها خيره .
.
انتهى الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 10:40 PM   #865

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

بارت من اوله الى اخره دموع رحيل العاتي جدا صعب هي عامود المنابر


نبي بارت ا١افي واللي يسلمك يازل نطمع ببارت اضافي هالاسبوع تربيت على دموعنا اللي سكبناها اليوم😭😭😭💔


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 10:52 PM   #866

لينوسارة

? العضوٌ??? » 390438
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 635
?  نُقآطِيْ » لينوسارة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

بارت جميل لكنه حزين

من فضلك البارت القادم يكون مفرح و ينسينا موت العاتي

شكرا لك مني اجمل تحية


لينوسارة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 10:55 PM   #867

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

ابدعتي سحوبة 😍
مشاهد العزاء جدا مؤثره
ليلى يا قلبي عليها قطعت قلبي الله يصبرها
شكراً لك على هذا الفصل ❤️👍


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 11:01 PM   #868

نجاتيي

? العضوٌ??? » 485953
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » نجاتيي is on a distinguished road
افتراضي

عمر الصلوات ما كانت تجيب الذعر
‏الا صلاةٍ ورى الجثمان صلّيتها
‏حملتها فوق متني .. والأمّر .. الأمّر
‏ورّدتها " الحفره" اللي ما تمنّيتها
‏هالوا عليها التراب "مدوّرين الأجر"
‏وأخذت لي ( حفنةٍٍ ) معهم و ردّيتها

لحظات الصلاة والدفن ذكرتني برثاء ناصر القحطاني لأمه الله يرحمها ..

بارت موجع لآخر حد ..


نجاتيي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 11:03 PM   #869

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

اضافي*
ياظل*
تربت*
🌚


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-23, 11:11 PM   #870

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 452
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

لا يامسكين يالفا وش جابك هالوقت ضعيف شويب هاده الحزن على عمته ورشاء قلبها مليان عليه بتنفقع في وجهه انا ضد تعامله القاسي مع رشاء وخواتها واكرهه كل ماظهر في دور يتعلق بالبنات بس في وقته ذا ووضعه ذا مره ضعيف ويرحم
ورشاء واصله حدها والحزن يزيد المقهور عدوانيه وتوحش


ارجوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.