آخر 10 مشاركات
اسرار في الجامعة...قصة حب عراقية " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : شوق2012 - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          عروسه البديلة (32) للكاتبة: Michelle Styles .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree9Likes
  • 2 Post By ياسمين ماهر أبو حسين
  • 1 Post By ياسمين ماهر أبو حسين
  • 2 Post By ياسمين ماهر أبو حسين
  • 3 Post By ياسمين ماهر أبو حسين
  • 1 Post By ياسمين ماهر أبو حسين
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-22, 11:44 AM   #1

ياسمين ماهر أبو حسين

? العضوٌ??? » 505604
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ياسمين ماهر أبو حسين is on a distinguished road
:jded: إفاقة الطوفان


المقدمة:

ستظل البدايات دائما هي المفتاح لكل باب مغلق .... أو طوفان خامد . حتى يفيق بداخلنا طوفان الحب, أو طوفان الشوق . طوفان الوطنية طوفان الغدر .. و تبقى النهايات دائما بأيدينا ... نسطرها كما نريد.. و نسقط في طوفانها كما نشاء



روابط الفصول

المقدمة.. اعلاه
الفصل 1.. المشاركة التالية
الفصل 2 .. بالأسفل
الفصل 3 .. بالأسفل










ريا 14 and Wafaa elmasry like this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 29-09-22 الساعة 11:06 PM
ياسمين ماهر أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-22, 11:47 AM   #2

ياسمين ماهر أبو حسين

? العضوٌ??? » 505604
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ياسمين ماهر أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الطوفان الأول
{ طوفان الثأر}


جلس الأخوة الثلاثة في حديقة منزلهم المكون من ثلاث طوابق أو بالاحرى ثلاثة شقق ، لكل منهم شقة يقطنها مع أسرته..
كانوا وما زالوا يدا واحدة منذ عزوفهم من صعيد مصر إلى الإسكندرية، هربا من الثأر الذي لم يكن لهم دخل به ...
إلى متى سنظل تائهين داخل دائرة الإنتقام والنار.. رغم مرور السنين وتغير الأفكار والعادات والتقاليد إلا أنه ما زال هناك رواسب من عادات الماضي بداخل بعض النفوس ..
استمر حوار الأخوة لمدة ساعتين ولم يستطع أيا من عائلة المهدى قطع هذا الحوار ..
تابع الجميع إجتماعهم المغلق بقلق بالغ بعضهم فطن لما يتحدثون عنه و بعضهم تابع الأمر بقلق و توجز ..
إعتدل جاسر المهدى الأخ الأكبر في جلسته وقال بضيق و هو يدعس أطلال سيجارته بقدمه :
_ يعني خلاص كده اتفقنا لازم أدهم إبنى يرجع مصر بقا.. أمه هتتجنن عليه كفاية بعد لحد كده و احنا دلوقتي نقدر نحميه الحال اتغير .
رد عثمان المهدى الأخ الأوسط مؤكدا وقال و هو يفرك انامله بتوتر كعادته :
_ عندك حق يا حاج جاسر أدهم لازم يرجع .. أربع سنين كتير برضه.. بس إنت عارف إننا كنا خايفين عليه ولاد البردويلي كانوا هيموتوه لو فضل في مصر.. رغم إن التار تارنا احنا بعد ما قتلوا أخوى عبد الرحمن يرحمه .
أومأ جاسر برأسه مؤكدا بينما قال جلال المهدى أخوهم الأصغر بإبتسامة راحة و هو يستند بمرفقيه على الطاولة:
_ خلاص يا جماعة إحنا قتلنا الموضوع ده بحث خلاص بعد ما عيلة البردويلي متاخد كل الأراضي بتاعتنا اللي في البلد وأدهم يقدم كفنه ونرتاح بقا من الهم ده.
قطع جاسر إسترساله بهمس وهو يتطلع حوله بقلق حذر :
_ وطي صوتك يا جلال أصلى لو حد سمع ووصل الكلام للحاجة منيرة مراتي هتموت من خوفها على أدهم.
اوما جلال برأسه بإنصياع قائلا:
_ حاضر يا حاج محدش هيعرف حاجة عن كلامنا ده بس إنت كلمت أدهم علشان يرجع مصر و لا لسه ؟!
أوما جاسر برأسه مؤكدا وقال برزانته :
_ ايوة كلمته وعرفته كل حاجة وهو وافق وهيرجع في أقرب فرصة بس سفره ده نفعه كمل تعليمه وخد الدكتوراه وبقا محامي دولي قد الدنيا .
إبتسم عثمان وقال بفخر :
_ ربنا يباركلنا فيه هو وولادنا كلهم دول اهم حاجة في حياتنا .
رددوا ورائه :
_ آمييين .


وقفت فريدة في شرفتها تطالع هذا الحوار الساخن بتركيز .. التفتت داخل غرفتها وقالت مخاطبة أختها بتعجب مستتر :
_ أموت وأعرف الإجتماع المغلق ده سببه إيه ؟!
لم تعيرها أختها إهتمام وهي تتابع عملها على حاسوبها .. فالتفتت فريدة بكامل جسدها و قالت بضيق من تجاهلها لها :
_ سهى سيبي الهباب اللي في إيدك ده وردى عليا .
زفرت سهى بضيق و رفعت عيناها ناحيتها طالعتها قليلا بنزق ثم قالت
بفتور :
_ يا ساتر على فضولك يا شيخة إنتي مالك أصلا يا فضوليه .. ولا علشان اجتماعهم ده بخصوص سي أدهم مش علي بعضك .
تلعثمت فريدة في كلماتها و عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت متصنعة اللا مبالاة :
_ أدهم إيه وبتاع إيه أنا ... أنا مش في دماغي أصلا علي فكرة .
رفعت سهى نظراتها و تعمقت بعينيها و التي كانت تلمع بخبث و قالت بإبتسامة ماكرة :
_ عليا انا برضه يا ديدة .. بصى لنفسك في المراية وشوفي شكلك بقا ازاي بعد ما سمعتى سيرته يا قلبي .
حدجتها فريدة بنظرات غاضبة وقالت بحدة:
_ طلب قفلى على السيرة دى وبصى في اللاب اللي قدامك ده لأنك مستفزة و انا غلطانة اني بكلمك اصلا .
ضحكت سهى بنبرتها الرنانة و قالت بحدة :
_ ما أنا كنت باصة فيه و بشتغل وإنتي اللي نكشتيني .. مش انتي اللي نكشتيني و لا أنا بتبلى ليكي ؟!
إبتسمت فريدة إبتسامة سخرية وعقدت ذراعيها امام صدرها و قالت بمزاح :
_ أسفين على الإزعاج يا جينيس عيلتنا .
ثم اعتدلت في وقفتها و سألتها بفضول من إنشغالها الجاد :
_ قوليلي صحيح إنتي متكلفة بمهمة جديدة صح .. انشغالك ده مش طبيعي .
نظرت لها سهي من فوق نظارتها وقالت بملل و فقدان صبر :
_ وإنتى مالك ما إنتي عارفة إن شغلى دايما سرى وللغاية كمان .. ولا عاوزة تترميلك في الحجز يومين علي تطفلك ده .
ردت فريدة بازدراء و هي تلملم شعراتها بخوف مستتر :
_ لا يا أختي الله الغنى .. اصلا اللي يشوفك كده يقول بكلم ظابط وأنا معرفش.. ده إنتي يا دوب موظفة في شرطة الجرائم الإلكترونية .
حر?ت سهى رأسها بعصبية وقالت مستهزئة بفريدة و بحكمها الواهي و جهلها بطبيعة عملها الدقيقة و الهامة :
_ انا موظفة يا جاهلة .. مضطرة أشرحلك... للمرة المليون يا أمي أنا معايا ماجستير في الكشف عن جرائم الإنترنت عارفة يعني ايه ؟!
لاحظت شرودها و التي تعرف سببه جيدا .. فوجود إسم أدهم حول فريدة بأي شكل من الأشكال كفيل بإرباكها و سعادتها و حزنها و سوء حالتها مهما وارت بداخلها ..
لعنت سهى الحب و من يحبونه و من يقعون به و حاولت لفت إنتباهها و هي تقول بنبرة عالية متذمرة :
_ أنا مش عارفة باخد وأدى معاكي في الكلام ليه .. انا اللي غلطانة أصلا .
خرجت فريدة من شرودها علي تذمرها بعدما انعقد حاجبيها و قد إغتاظت مـن رد سهى المتعالى وهتفت بإصرار شديد :
_ إيه مش مالية عينك يا استاذة سهي.. ده انا كلها السنة دى واتخرج وأبقى محامية قد الدنيا .
زمت سهى شفتها وقالت ساخرة و هي تستمتع بإغاظتها :
_ عندك حق ده حتى المحاماة شغلة من لاشغلة له .. ده غير انك عاوزة تبقي زى حبيب القلب .
ابتلعت فريدة ريقها بتوتر و قالت بتلعثم :
_ حبيب ايه و قلب مين .. عيب كده علي فكرة .
عادت سهى بعينها للحاسوب و هي تقول بمداعبة :
_ داري يا قلبي مهما تداري قصاد الناس حبنا مكشوف .
زمت فريدة شفتيها وقالت بغضب:
_ ?ده يا سهي ماشي عموما خلاص خاصمتك .
تنهدت سهى براحة وقالت: الحمد الله و اخيرا هعرف أشتغل .
سمعوا طرقات على باب الغرفة فقالت سهي بضيق :
_ هو يوم مش فايت انا عارفة .. إدخل .
دلفت الغرفة مى إبنة عمهم عثمان وقالت بإبتسامة عذبة :
_ وحشتوني يا قطاقيط جدا جدا .
صاحت بها فريدة قائلة بفرحة :
_ بكابوظة وحشتيني موت.. هي أمك خلاص فكت الحظر و سمحتلك تطلعي عند الاعداء .. اللي هما احنا و لا بلا فخر .
أجابتها مي بغضب مفتعل و هي تغلق باب الغرفة خلفها :
_ يا بايخة مش هتبطلي بكابوظة دى بقا، سوئتي سمعتي يا باي عليكي .
إبتست سهى عليهما و هزت رأسها بيأس وهي تشير بيدها لمي ان تأتي و تجلس بجوارها علي الفراش قائلة بحب :
_ تعالي يا ميوش مالكيش دعوة بالبت دى والله وحشتيني جدا يا قلبي و افتقدت هزارك و دمك الخفيف الفترة اللي فاتت .
جلست مي على الفراش بجوار سهي و هي تطالعها بإبتسامة متسعة و قالت بإمتنان :
_ محدش بيرفع من معنوياتي غيرك إنتي يا سهى ربنا يخليكي ليا يا احلي بنوتة في العالم كله .
سبلت فريدة عيناها وقالت مازحة بنبرة ساخرة :
_ أجيب شجرة واتنين هوت شوكلت.. صحيح الحب ولع في الدرة .
ضيقت سهى عيناها و نفثت بغضب و حملت وسادتها و قذفتها بها و هي تقول بحدة :
_ اطلعي برة اوضتي يا بت إنتي يالا .. و ما تدخليهاش النهاردة تاني انتي سامعة .
ارتسمت على وجه فريدة تعابير الضيق و هي تلتقف الوسادة و قالت :
_ انتي بتتلككي اصلا علشان تطرديني يا سهي .
وخزت مي سهي في ذراعها و غمزت لها بعينها و قالت بمكر عابث :
_ سبيها يا سهي هي هتقضي اليومين دول علي حالتها دى علشان الجو بتاعها اللي راجع من السفر .. حقها .
تعالت ضحكات سهي الرنانة و صفعا كفيهما ببعضهما و فريدة تتابعهما بحنق لتقول سهي مؤكدة :
_ و الله عارفة و من الصبح شغالة تريقة عليها .. فرصتنا بقا .
عقدت فريدة ذراعيها امام صدرها و قالت بعبوس بطريقة مسرحية :
_ حتى أنتي يا بكابوظة... كلهم خانوك يا ريتشارد .
ساد الضحك لدقائق .. حتى قالت مى و هي تطالع فريدة بجدية و بنبرة عميقة محذرة:
_ ديدة يا حبيبتي أحب أقولك إن أمي وحياة مش هيسيبوه في حاله وهيرموا عليه شباكهم لحد ما يصطادوه، وأدهم صيدة برضه تستاهل.
ص?ت فريدة على أسنانها من الغيظ و قد احتدت نظراتها بغضب و قالت بضيق :
_ وباعدين بقا في أمك الكركوبة وأختك اللعوبة هيفضلوا حاطني في دماغهم ليه نفسي افهم .
إحتدت نظرات مى وقالت بحزن :
_ إتلمى يا فريدة دول برضه أمي وأختي .. أنا بس قولتلك علشان تعملي حسابك و تخلي بالك .
تعالت ضحكات سهى مجددا وقالت ساخرة :
_ وإنتي يا هبلة أي حاجة تسمعها في بيتكم تيجى تقوليها يا فتانة أمك لو عرفت هترجع الحظر تاني و مش هتقدرى تطلعي هنا و هتتحبسي مع حياة و ده اكبر عقاب لأي حد .
لوحت مي بيديها في الهواء بإستخفاف وقالت بلا مبالاة :
_ يا ستي سبيها علي الله الحاج عثمان موجلسه ليه كلمة بالبيت و بيقدر يقنعها تسيبني اطلعلكم .
صفعت سهي كفيها ببعضهما و قالت بتعجب :
_ حتي ابوكي مسلمش من لسانك يا مي .. يا ساتر عليكي .
وقفت مي و قالت و هي تتمطأ بكسل :
_ هي الصراحة كده مش بتعجب حد .. لما انزل شقتنا بقا والله جعت جدا .
زفرت فريدة بألم وقالت بجدية :
_ كفاية أكل بقا يا ميوش قربنا ندحرجك يا قلبي و هتتعبي و انتي لسه صغيرة .
تنهدت مى بأسى وقالت بإبتسامتها العذبة :
_ أعمل إيه منا بحب الاكل جدا زي ما بحب الواد ياسين ابن عمك بالظبط .
طالعتها سهي بإشفاق للحظات .. ف مي من أطيب القلوب التي قد يصادفها شخص .. شخصية ترفض الحزن او المواساة .. متصالحة مع نفسها بشكل يجعل الجميع يحسدها علي رضاها بالواقع ..
قطع تفكير سهي صوت فريدة و هي تقترب من مي قائلة بمزاح :
_ انا عاوزة اسألك سؤال واحد بس هيشوفك ازاي وإنتى كده .. هيشوفك من أى إتجاه وانتى الإتجاهات عندك كتير قوى .
ضربتها مى على ذراعها وقالت بضجتها البشوش :
_ يا بايخة عموما أنا هفضل وراه والزمان طويل .. يا انا يا هو .. يالا سلام يا قطاقيط .
أرسلت لها فريدة قبلة بالهواء و قالت :
_ سلام .
تركتهما مي و نزلت لشقتها فرأت ياسين يخرج من شقتهم فلمعت عيناها بسعادة و صاحت به قائلة لإيقافه :
_ سانسونتي .. إستنى وحشتنى قوى بقالي زمان ما شوفت?ش .
توقف ياسين امام باب شقته و هو يزفر بضيق وقطب حاجبيه وقال بحدة : _ أعوذ بالله من الخبث والخبائث .
هبطت الدرج مسرعة ووقفت أمامه و تأملته بإبتسامة بلهاء و قالت بهيام :
_ أخبارك إيه .. وحشتني جدا .
كز ياسين على أسنانه وقال ببرود و هو يطالع ساعة معصمه :
_ كويس الحمد لله .
حركت رأسها يمينا و يسارا و قالت بمداعبة :
_ طب وأهرامك .
رفع ياسين عينيه ناحيتها و هتف قائلا بغضب:
_ مي هو إنتى موقفاني تحرقيلي دمي .
تركها و ابتعدت ليهبط الدرج فأسرعت هي و وقفت أمامه و تمسكت بسور الدرج و هي تطالعه بحب .. ليسرع هو قائلا بنزق :
_ بقولك إيه وسعي خليني انزل .. تعالى يمين كده ولا شمال عاوز أنزل وإنتي قفلتي السلم .
سبلت مي عيناها وهي تقول:
_ متسربع على إيه الدنيا مش هتطير .
لاحظت فقدان صبره و ضيق عينيه فإعتدلت في وقفتها و سألته بتلهف :
_ صحيح كنت عاوزة أسألك هو أدهم راجع فعلا و لا دى إشاعات .
رفع عينيه بملل و أجابها ببرود :
_ أيوة راجع الحمد لله .. وسعى بقا ولا هنط من فوقك.
تعلم انه لا يحبها و لكنها منذ نعومة أظافرها لم تشعر بأحد غيره .. رجولته و جماله الهادىء .. دمه الخفيف كحالها فرغم فظاظته بأوقات إلا أنه بأوقت آخرى يكون حنون بشكل يأسرها ..
طأطأت مي رأسها وقالت بحزن مفتعل و هي تفرك أناملها :
_ إنت بتعاملني وحش قوى يا ياسين هو أنا زعلتك في حاجة ؟!
تطلع لتمثيليتها الساذجة و رد عليها ببرود:
_ وسعى يا مي أحسن ما أشوطك أرجعك الإستاد تاني .
ضحكت على مزحته وقالت و هي تتعمق بعينيه :
_ ماشي .. ?ده بتتريق عليا يا سانسونتي .. على قلبي زي العسل... والشوكولاته كمان .
مط ياسين شفتيه وقال بسخرية :
_ سانسونتك !! رب إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيٰ .. وسعي بقا .
تنهدت بدلال و هي تبتعد من أمامه و قالت :
_ حاضر هوسع و هسيبك تنزل .. بس هستناك ما تتأخرش .
لوح لها بيده و هبط الدرج و قال بسخرية:
_ أنا هبات برة النهاردة...يالا على قفصك يالا.
تطلعت مي لآثره بتنهيدة ملتاعة .. بينما تابع هو هبوطه بوجه ممتعض و جبهة مقطوبة و فجأة عادت جبهته لطبيعتها و اختفي التجهم و علا وجهه ابتسامة هدئة و لا أخفيكم سرا لقد كانت عينيه تشع قلوبا حمراء كأفلام الرسوم المتحركة ..
لا يليق بها سوى أن تسمي شعاعا فارا من أشعة الشمس الدافئة ..
عدل من ملابسه و رفع ياقه قميصه و تنحنح كي يطمئن بأن صوته مازال موجودا و لم يختفي كحال دقات قلبه و قال بنبرة خافتة :
_ ليلي .
تركت ليلي حقيبتها و رفعت رأسها بسرعة ناحية الصوت لتطير معها شعراتها الصفراء و عقل ذلك المتابع لها فاغرا فمه و يكاد لا يتنفس ..
إبتسمت له بنعومة فهز رأسه مسرعا و تمالك مشاعره و هبط باقي الدرجات قائلا بمداعبة :
_ ليلى عندنا يا مرحبا يا مرحبا .. البيت نور .
اتسعت ابتسامة ليلي وقالت و هي تعيد حقيبتها لكتفها :
_ هاي يا ياسين إزيك .
وقف امامها و وضع أنامله خلف أذنه و قال متصنعا عدم السمع
بمداعبة :
_ ها... إنتي قولتي إيه ؟!
تعجبت منه و قطبت حاجبيها وقالت ببديهية :
_ قولت هاي !
طالعها قائلا :
_ لا مش دى اللي بعدها .
فكرت أكثر و قالت :
_ إزيك !!
تهدل كتفيه و قال بضيق :
_ اللي في النص يا ليلي .
_ إبتسمت إبتسامة جانبية و قالت :
_ ياسين .
إقترب منها اكثر قائلا بتنهيدة حارة متعمقا في بحر عينيها الازرق :
_ أيوة .. هي ياسين دي .. طالعة منك زي الشهد .
عقدت ليلي ذراعيها أمام صدرها و قالت له بمزاح ساخر :
_ لا يا راجل.
إقترب منها حتي بات علي مقربة من لمسها وقال وهو يتطلع أكثر داخل عينها :
_ قلب الراجل .
تعالت ضحكاتها المازحة و قالت :
_ فرصة سعيدة يا ياسين .
حاولت تخطيه لتصعد الدرج فأسرع هو قائلا :
_ إستني هنا رايحة فين .
إلتفتت إليه و قالت :
_ عند فريدة طبعا .. بتسأل ليه ؟!
تنحنح بإحراج و قال :
_ لا عادى بس هي فريدة هتهاجر ما هي موجودة .. و احنا بنتكلم مع بعض و كده و انتي حلقتيلي و طلعتي .
لوت ليلي ثغرها و قالت بتعجب :
_ نتكلم .. هنتكلم في ايه و يا ريت تكون واضح .
وضع كفيه بجيبي بنطاله و قال بإبتسامة لعوب و هو يسير نحوها ببطء :
_ عادى كنت عاوز أقولك اني بدعيلك والله و نفسي ربنا يرزقك بعريس
طول بعرض وأسمراني وعنيه بنى وشعره اسود زيي كده وما تتجوزي غيري.
رمقته ليلي بنظرة حادة وقالت بإندهاش :
_ إيه !! انت تقصد إيه ؟!
استقام راسما الجدية على ملامحه وقال بخوف:
_ قلبتى ليه بس .. استر ياللي بتستر .. انا بهزر يا ستي أسف.
ضحكت علي هيأته وهي تحرك رأسها بتعجب وقالت :
_ طب عن إذنك .
تركته وصعدت الدرج وعيونه تتبعها .. لم يرى بجمالها بحياته و لم تحرك به اي فة ما حركته و تحركه ليلي بكل مرة يراها بها .. أخرج تنهيدة ملتهبة من صدره الملتاع بحبها وقال:
_ تيجي مي تشوف البنات اللي على حق ربنا... مزة مزة يعني .
_ هي مين دى اللى مزة يا واد إنت.
انتبه ياسين للصوت الجاهوري بخلفه .. فالتقت بإبتسامة خوف وقال بتلعثم :
_ بابا، وحشتني والله فينك يا حاج جاسر مش بتيجي ليه .
ضحك جاسر عليه وقال بمكر و هو يهز رأسه بيأس :
_ انا فاهمك كويس و لم نفسك احسنلك .. مفهوم .
إرتدى ياسين نظارته الشمسية و قال و هو ينصرف :
_ أشوفك بالليل سلام يا حاج .
و تركه و خرج مسرعا .. صعد جاسر الدرج و قد تلاشت إبتسمته ببطء متذكرا عودة أدهم .. هو من أخذ قرار عودته كما أخذ قرار سفره و بالحالتين نفس شعور الخوف يداهمه و يصيبه بالتوتر و الارق ..
أغمض عينيه و هو يدعو ربه في داخله ان يوفقهم هذه المرة و يقبل كفن أدهم دون ان يتأذي ..
و عند هذه النقطعة فتح عينيه التي اشتعلتا و هو يقسم بداخله انه و لو خدش إبنه خدش صغير حينها سينفتح باب للدم قد هربوا منه سابقا لن يغلقه سوى قضاء الله ..

.................................................. .......................
..............

وحده الاشتياق القادر علي تغير حالتك للنقيض رغم انه ثابت ..
لفت شعراتها علي أناملها بشرود و هي تقاوم شعور الاشتياق الذي يجعل قلبها يطير فرحا لمجرد فكرة عودته عن قريب ..
بإمكانها إخفاء شعورها عن الجميع دون إستثناء و لكن بداخلها تعلم أنها قد قضت أربع سنوات عمرها في لوعة و ألم ..
لتتوقف عن حركتها و هي تعقد حاجبيها و قد إرتسم التحدي علي ملامحها فهو لا يستحق لحظة حنين واحدة .. بعد ان ابتعد عنها بسهولة و تركها بمفردها ..
لن تشفع له مهما حدث .. و لا يفرق معها رجوعه من عدمه فهي الآن قوية و تعتمد علي نفسها و ستنجح و تثبت له أنه مجرد شخص او فرد من افراد عائلتها .. و فقط ..
أومأت فريدة برأسها مؤكدة و قالت بشرود :
_ أيوة كده .
رفعت سهي عيناها ناحيتها و قالت بتعجب :
_ اتجننتي يا فريدة بتكلمي نفسك .
خرجت فريدة من شرودها قائلة بخجل :
_ لا مش بكلم نفسي بس بفكر في حاجة كده .
أعادت سهي ارتداء نظارتها الطبية و قالت بإبتسامة مراوغة :
_ ربنا يرجعك بالسلامة يا سي حاجة كده للبت خلاص مخها هيفوت .
كادت فريدة ان تنهال عليها بلسانها و لكن دلوف ليلي عليهم لفت إنتباههما و هي تطرق عالباب و تغني بمزاح :
_ وحشتوني و حشتوني وحشتوووني .. وحشتوا عيوني .
طرقت فريدة هي الآخرى علي مكتبها و غنت معها :
_ أهلا أهلا أهلا أهلا بأعز الحبايب أهلا .
لتخرج سهى عن صمتها وصاحت بهم قائلة بحنق :
_ يا سلام إنتوا هتغنوا وتردوا على بعض ده يوم ايه ده بس يا ربي مش عارفة أشتغل يالا يا بت إنتي وهي بره.
ردت ليلي بدلعها المعتاد هي تدلف لداخل الغرفة :
_ ?ده مخمصا?ي يا سهي
زمت سهى شفتيها وقالت ساخرة من دلالها المستفز :
_ إيه المياصة دى .. إنشفى شوية يا بت إنتي بلاش دلعك ده .
جلست ليلى بجوارها علي الفراش و هي تخلع حقيبتها و قالت بجدية بعدما لاحظت انهماكها بالعمل علي حاسوبها :
_ سيبك من دلعي دلوقتي عندنا كلاس زومبا مش يالا هنتأخر .
جلست فريدة على مكتب سهى وهي تتمطأ بكسل وقالت :
_ لا أنا النهاردة our مش قادرة اخرج .
ردت سهى بجدية بعد أن ضجرت من ثرثرهم الزائدة:
_ وأنا كمان ورايا شغل كتير وبصراحة إنتم معطلني روحوا ذاكروا لكم كلمتين ينفعوكم يالا .
غمزت ليلي لفريدة و سألتها بهمس خافت :
_ مالها دي متعصبة علينا ليه كده .
تأففت سهي بغضب فوقفت فريدة مسرعة وقالت بخوف :
_ حاضر ما تزقيش يا ساتر عليكي لما بتقفلي .. قدامي يا لولة على اوضتى نتكلم براحتنا .
حركت ليلي كتفيها بتسليم و حملت حقيبتها و خرجت مع فريدة و قد تركوا سهى بغرفتها تكمل عملها .. حركت سهي عنقها و طقطقت أناملها و قالت بإبتسامة راحة :
_ و أخيرا .. كده أعرف أشتغل بمزاج بقا .
و دأت بالتنقل بين صفحات ملفها و هي تطالع تلك الوجوه الحقيرة و التي تغترف من قوت الشعب دون رحمة او ذرة شفقة علي حال الفقراء .. خرج صوتها عميق بعمق نظرات التوعد في عينيها و هي تقول بقوة :
_ وحياة أمي لكون فاكه لغزكم ده يا نصابين يا حرامية وهكشف غسيل الأموال اللي إنتم شغالين بيه حتى لو كنتم مين في البلد .. يا أنا يا انتم .
تحركت عيناها لذلك الشعار المثبت علي الحائط و الذي كتبته بيدها كي لا تتغير:
_ الوطن للأغنياء.. والوطنية للفقراء!
عادت لعملها مرة أخرى بإنهماك افقدها حتي الشعور بألم ظهرها من جلستها تلك لساعات .....

وقت فريدة فجأة بردهة شقتها أمام باب غرفتها و هي تطالع ليلي بنظرات زائغة جعلت ليلي تضم شفتيها بترقب لتلك الكارثة التي تنتظرها .. فصادقة السنين كفيلة بأن تجعلها من نظرة واحدة تتعمق بعقل فريدة و تفهم ما يدور به .. و ينتظرها
خرجت فريدة من صمتها و اقتربت من ليلى وقالت بهمس و هي تتطلع خوفها بحذر :
_ عرفتي إن أدهم راجع .
إتسعت عينى ليلى وقالت بفرحة :
_ واو بجد .. احلفي .
أومأت فريدة برأسها و أجابتها بملامح مجهمة :
_ ايوة راجع و مالك فرحانة كده يا اختي .
عقدت ليلي حاجبيها بتعجب و قالت مسرعة :
_ و الله المفروض انتي تكوني اللي فرحانة مش انا .. مالك ضاربة الوش الخشب ليه ؟!
أشاحت فريدة بيدها في وجهها لتقول ليلي لإغاظتها :
_ تصدقي نفسى أشوف شكله لما إتغير بقا إيه ده هو مسافر قمر .. أكيد دلوقتي بقا قمرين .. بس أيوة يا عم حبيب القلب راجع هنيالك.
تطلعت فريدة حولها وقالت بقلق :
_ يخرب بيتك حد يسمعك يا مجنونة كانوا جطعوكي جطيع .. إنتي ناسية إن أهلى صعايدة .
سمعوا صوت بجوارهم يقول ببديهية :
_ ما ليلي عندها حق يا فريدة إنتي وأدهم بتحبوا بعض من قبل ما تتولدوا .. بس مش عارفة إنتي قلبتي عليه ليه لما سافر .
توردت وجنتي فريدة و قالت بخجل :
_ إيه الكلام ده يا ماما بس ما فيش حاجة من الكلام ده طبعا .
تابعت أمها موضحة بجدية وقد قلبت ما بين حاجبيها :
_ عليا أنا يا بنت بطني .
تأبطت ليلي بذراعها و قالت بتأكيد :
_ معاكي حق و الله يا أنطي .. انا كمان كنت لسه بقولها و الله .
إبتسمت سعاد و هي تطالع لمعة عيون ابنتها و تهدج انفاسها و قالت بمكر :
_ أهي بقالها فترة عمالة تكابر كده يا ليلي و الكل مستغرب من موقفها جدا .. انتي عارفة هما كانوا متعلقين ببعض ازاي .
رفعت فريدة عينيها بملل من حديثها فأردفت سعاد قائلة :
_ عموما إنتم مقرى فاتحتكم من وانتوا صغيرين .. يعنى هو في حكم
خطيبك دلواقتي فاضل رجوعة علشان نتمم الموضوع رسمي .
عقدت فريدة حاجبيها بغضب وصاحت بسعاد بحدة :
_ مخطوبين إيه وبتاع إيه يا أخي ديه ده.
لاحظت ليلى تغير ملامح فريدةو عصبيتها فخافت أن يتطور الحوار بينها و بين والدتها وهي تعلم صديقتها جيدا فقالت لسعاد بترفق :
_ معلش يا أنطى سعاد ممكن تعميلنا كوبايتين شاي صعيدي ورانا مذاكرة كتير و فريدة متعصبة من الضغط .. بعد إذنك.
عقدت فريدة ذراعيها أمام صدرها و قالت بضيق :
_ لا يا ستي بسبب سي أدهم و مش عاوزة حد يجيب سيرته قدامي تاني صعبة دي .
وضعت ليلى كفها علي فم فريدة و دفعتها لغرفتها وأغلقت ورائهم الباب .. وصاحت بها قائلة بحدة :
_ هو إنتي علشان أمك طيبة هتسوقي فيها.. لو كان مازن سمعك كان طقملك .
أجابتها فريدة بضيق و هي تسحب كرسي مكتبها و تجلس عليه بإندفاع :
_ ما هي اللي ضايقتني يا بنتي .. قال مخطوبين قال.
جلست ليلي أمامها علي فراشها و قالت بهدوء :
_ يا بنتي مامتك بتتكلم من الواقع و انتي عارفة عادة اهل الصعيد كلمتهم واحدة .
سحبت فريدة نفسا طويلا و زفرته علي مهل لتهدأ من نفسها و قالت بتعقل :
_ ده بقاله أربع سنين في أوروبا .. عارفة يعني ايه ... يعنى عرف ستات بعدد شعر راسه .. قوم لما يرجع يلبسوه فيا بالعافية.. كرامتي لا تسمح طبعا.
ضحكت ليلى ضحكة عالية وقالت بخبث :
_ قولي بقا.. كده انا فهمت كل حاجة .. دي غيرة مش موضوع كرامة .
ابتلعت فريدة ريقها و حلت عقدة شعرها تخفي بها توترها و قالت :
_ اهه ده اللى باخده منك هيافة على الفاضية والمليانة و بس .
وكزتها ليلي في ذراعها و هي تطالعها بغضب وقالت بتحذير قوى :
_ ش?لي ?ده هطلبلك الإسعاف يا حلوة علي طولة لسانك .
تأوهت فريدة من وكزها المؤلمة و مسدت ذراعها و قالت بإبتسامة رائقة :
_ أه إيدك تقيلة يا ساتر عليكي .. اللي يشوف عنيكى الزرقا دي وشعرك البنى الطويل اللي إنتي فرحانة بيه ده.. ما يشوفش إيدك الطارشة دي .
مطت ليلى شفتيها في تبرم وقالت بحنق :
_ بتريقي عليا علشان مش محجبة زيك .. روحي قولي الكلام ده لأختك
الكبيرة اللي عامللنا فيها مريام فارس بشعرها الكيرلي ده.. وقال إيه صعايدة.
ضحكت فريدة ضحكة عالية و قالت و هي تفتح احد الكتب و تطالعها بتركيز :
_ لا سهى دى حاجة تانية دى الوحيدة في البيت كله اللي أبويا وأعمامي بيعملولها حساب .. بعد أدهم طبعا مش عارفة فرحانين بيها ليه يمكن علشان بقت أمين شرطة على كبر .
ضحكت ليلى هي الاخرى و اشارت لها ان تخفض صوتها وقالت بمزاح :
_ أمين شرطة ايه بس .. دى أختك صاروخ أرض جو عابر للقارات كمان.. إنتي مش بتشوفي بصات الرجالة عليها لما بنخرج معاها.. وإحنا بنبقى جنها صفر عالشمال .
اومات فريدة برأسها وقالت مؤكدة كلامها :
_ عندك حق هي قمر بس الأحلى فيها شخصيتها القوية تقولي ظابط بجد .. الله هو إحنا هنقعد نكحي في المحكي وننسى المذاكرة يا بسكوتة هانم .
ردت ليلى وهي تسحب كرسيها وتجلس بجوارها و تخرج كتبها من حقيبتها :
_ عندك حق في حاجة في القانون المدني عاوزا?ي تشرحهالي .
_ هاتي ما عندك .


يتبع

ريا 14 likes this.

ياسمين ماهر أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 06-08-22, 11:51 AM   #3

ياسمين ماهر أبو حسين

? العضوٌ??? » 505604
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ياسمين ماهر أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الاول.. الجزء الثاني



الترقب هو نقيض الاشتياق
فالاشتياق شعور انقي و اجمل من وصفه يصيبنا دون شروط او تجميل او تخطيط و لا ننتظر منه ان يعود بأي نتائج علينا سوى اننا نشتاق و فقط ...
أما الترقب فهو علي النقيض تماما دائما ما يكن مخطط له ليأتي بنتائجه بالنهاية كما رغبنا .. دائما ورائه سبب و غاية ..
تترقب عودته بفارغ الصبر .. توهم نفسها انه اشتياق و تعلم جيدا انها تتوهم و مع ذلك غايته أهم .. و سبيلها أقوى ..
وقت حياة أمام مرأتها تمشط شعراتها الطويلة الناعمة وتتأمل جمالها الآخذ بهدوء الواثق .. دخلت عليها مي وقالت بإندفاع :
_ حياة انتي فين يا بنتي !!!..
ثم توقفت قليلا و دلف لغرفة أختها قائلة بتعجب :
_ يادى شعرك اللي بهدلتيه من كتر ما بتسرحي فيه .. ارحمي نفسك إنتي زى القمر و الله .
لم تتطلع إليها حياة و هي مازالت تطالع نفسها بإعجاب .. ولكنها ردت عليها قائلة بجمود :
_ جريتي عليهم بسرعة أول ما أبوكي قالك صح ؟!
أومات مى برأسها مرددة بقوة :
_ آه وحشوني و طلعتلهم .. وباعدين أنا بحبهم زى ما بحبك بالظبط وهما إخواتي كمان .
القت حياة بفرشاة شعرها علي الارضية بقوة و التفتت برأسها نصف التفاتة لترد عليها بغضب:
_ هبلة و هتفضلي طول عمرك هبلة و ساذجة .
ضربت مي الارضية بقدمها و قالت بتذمر غاضب :
_ ما تشتمنيش يا حياة و انا مش هبلة و لا حاجة .
إبتسمت حياة بسخرية و التفتت اليها بكامل جسدها و قالت بتهكم :
_ لا هبلة .. دول بيستغلوا هبلك علشان يعرفوا أخبارنا و انتي ما بتصدقي .
جلست مي على فراش حياة وقالت بثقة :
_ هما بيحبونى زى ما بحبهم و فريدة و سهي طيبين جدا .. بس إنتي اللي مش بتحبى حد غير نفسك فا شايفة الناس كلهم وحشين ومنافقين .
لاحظت صكها لأسنانها فأسرعت قائلة :
_ انضفي من جوة بقا يا حياة .. يا ساتر عليكي .
اقتربت منها حياة وقالت وعيونها تقدح شرارا :
_ احترمي نفسك يا مي ، ولا نسيتى إنى أختك الكبيرة .
تهدل كتفي مي بندم و وقفت أمامها و قالت بهدوء :
_ هي ماما السبب في انك تكرهيهم كده و تحقدي عليهم و زرعت في قلبك الكره من ناحيتهم.. وإنتى زى الخروف مشيتى وراها من غير ما تشغلي عقلك.
صاحت بها حياة وقالت بغضب اعمي وهي تقبض بكفيها متحكمة بإنفعالها :
_ انتي اتهبلتي في عقلك .. ازاى تقولي عليا وعلى ماما كده.. طب ايه رأيك بقا أنا هقولها.
ألقت عليها مى نظرة احتجاج ثم قالت في ثقة:
_ قوليلها ما أنا بقول الكلام ده في وشها ومش بخاف عادي .
ثم سارت خطوة و وقفت امام حياة و حملت كفها المقبوض بقوة و فردته و هي تقول بترفق :
_ طب ماما وبتكره طنط سعاد مامت سهى علشان طار قديم بينهم لما أبوكي كان عاوز يتجوزها على ماما علشان حبها.. بس عمك سبق وكل النبق انتي بقا مالك بفيلم الطار ده .
تطلعت حياة ناحية باب غرفتها بقلق و قالت بقلق لا يليق بها :
_ طب وطى صوتك علشان ماما لو سمعتك ممكن تموتك وأخلص منك بقا وأرتاح .
تنهدت مي باسى وهي ترد عليها بتعقل :
_ يا حياة يا بنتي يا حبيبتي نضفى قلبك من السواد اللي جواه ده.. وحبى الناس علشان يحبوكي.
ضيقت حياة عينيها و قالت بضجر :
_ فكك منى يا مي وقومي اطلعي برة وسبيني براحتي .
طالعتها مي مطولا بيأس و هي تخشى عليها من نفسها وربتت على ذراعها وقالت بحنو :
_ حاضر هخرج .. بس خليكي عارفة إنى بحبك أكتر من أي حاجة في الدنيا و الله .
قاومت حياة مشاعرها التي لامستها مي بكلماتها النقية مثلها و اشاحت ببصرها عنها ببرود .. تركتها مي وخرجت لتعود مرة أخرى و تقف أمام مرأتها تتطلع لنفسها، وقد برقت عيناها بوميض شيطاني وقالت بتوعد :
_ نفس اللي حصل لأمي زمان هيحصلي دلوقتي .. و انا مش هسمحلك يا فريدة تاخدى أدهم منى مهما حصل .. هو ليا أنا وبس .. وطار أمى من أمك.. أنا اللي هاخده.
ثم انحنت و حملت فرشاة شعرها و عادت أمام المرآة تمشطه بشرود و هي تبتسم بخبث و تترقب عودته بفارغ الصبر ..
لم تكن هي الوحيدة التي تترقب عودته .. فتلك الواقفة خلف باب غرفتها تطالعها بإنتصار و تطالع حقدها و غضبها التي زرعتهم بيدها قد أصبحوا علي اتمة الاستعداد ليعود لها حقها و تأخذ ثأرها من سعاد و التي رغم زواجها من جلال الا ان عثمان والد حياة مازال يرتبك كلما وقعت عينيه عليه و كأن حبها بقلبه لا ينضب و لا يتوقف ..
و لن ترتاح الا اذا كسرت خاطر فريدة كما ينكسر خاطرها بكل مرة تقع عينها علي سعاد أم فريدة ..


.................................................. ......................
.................


في شقة جاسر، جلست أميرة زوجته بجواره وهي سعيدة.. فإبنها البكرى سيعود اليه بعد غياب اربع اعوام كاملة لم تراه بها الا عن طريق المحادثة المرئية .. تفاوتت احلامها ما بين رؤيته و تزويجه بأقصي سرعة و فتح مكان لممارسة عمله به .. اي شىء سيطلبه ستنفذه له ..
وضعت رأسها برفقعلى كتف جاسر الذي قربها اليه بذراعه وقبل جبينها فهي لم كن وحدها السعيدة فهو ايضا يشتاق لأدهم كثيرا فإبتسم بهدوءه الرزين و قال:
_ مبسوطة يا اميرة إن أدهم راجع .
نظرت إليه وفي عينيها مزيج من الفرحة والشوق وقالت بسعادة :
_ مبسوطة قوى يا حاج مش مصدقة إنى هاخده في حضنى اخيرا .. وحشنى قوى والبتاع ده اللي كنا بنشوفه عليه فيديو ما كانش بيطفي نارى .
ملس علي ذراعها بحنو و قال :
_ عموما يا ستي اهه راجع بعد بكرة الصبح .. إبقى بيتيه في حضنك لو عاوزة .
إبتسمت ابتسامتها المعهودة وأجابته بقوة :
_ انت بتقول فيها يا حاج .. ده انا مش هسيبه ثانية لغاية ما أشبع منه .
بادلها جاسر ابتسامتها و قال :
_ المهم انك مبسوطة و فرحانة دي اهم حاجة عندي .
شعرا بنفس أحدهم في ظهرهم فالتفتوا سويا .. ليجدوا ياسين مستند على مرفقه و يستمع لحديثهم .. تنهد تنهيده طويلة وقال مازحا :
_ إيه هنقضوها أحضان بس ما فيش بوس.
صفعه والده على رأسه بقوة وقال بغضب :
_ واقف تتصنت عليا أنا وأمك ده أنا هجطعك جطيع يا ولد .
ركض ياسين على غرفته وهو يقول بخوف :
_ استر .. العرق الصعيدى نط .. بس برضه داروا على اللي بتعملوه عيب معاكم شباب بالبيت ..ماشي يا حاج يا حبيب.
حرك جاسر سبابته.. وقال بتحذير:
_ و ديني يا ياسين لو قومتلك هضربك والله زي زمان و لا نسيت .
رد عليه ياسين وهو يحتمى بباب غرفته قائل بمزاح :
_ لا يا عم أنا أسف خلاص .. قومي يا فيرجينيا حضريلي العشا معلش هنقطع حالتكم الرومانسية اصلي جعااان .
بدأ الإنفعال يسيطر على جاسر فقال بغضب:
_ بتتريق على أمك طب أنا قايملك يا عديم الرباية .
وقف والده وهو يهم بملاحقته ولكن أميرة جذبته من ذراعه و أجلسته برفق و هي تقول بتعقل :
_ إنت هتعمل عقلك بعقل الواد ده .. اقعد انت يا حاج ما تحرقش دمك و لا اقولك قوم انت اغسل وشك و انا هحضرلك العشا.
ضحك ياسين وتابع مداعبا :
_ سبلوا سبلوا ما أنا اريال في البيت ده.
التفت إليه والده وقال بحدة :
_ ما انت لو راجل صوح سيب الباب اللي إنت مستخبي وراه ده وتعالى واجهني .
خلع ياسين سترته و القاها علي فراشه و هو يقول :
_ أنا راجل من ضهر راجل بس الجبن سيد الأخلاق و ابنك مثال للاخلاق و الادب .
تعالت ضحكات أميرة التي قالت بحنين :
_ مش ناقص لمتنا دي غير وجود أدهم معانا كان كسرلك سنانك يا زفت انت .
شمر ياسين عن ساعديه و جلس علي طاولة الطعام و هو يقوا :
_ بكرة يرجع و تهتمي بيه و تنسيني يا فيرجينيا .
وقفت أميرة و إقتربت من ياسين و هي تقول بمداعبة :
_ ده انت حبيب قلبي و لو طلبت عيني كده اديهالك يا قلب أمك .
إشرأب ياسين بعنقه من خلفها و غمز لوالده و قال بمزاح ساخر :
_ سامع يا حاج .. مش انت اللي بيتقاله كلام حلو احنا برضه في القلب بس سايبينك تاكل عيش .
ضحك جاسر عليه و هو يهز رأسه بيأس بينما عاد ياسين لوالدته و قال :
_ الاكل بقا يا ست الكل لانا هلكان و هموت و انام .


.................................................. ......................
................


وقفت ليلي وقالت بتعب محركة فقرات عنقها التي تيبست :
_ أنا هقوم أمشي بقا.. إتأخرنا النهاردة و انا تعبت .
أجابتها فريدة بتأكيد و هي تتمطع بكسل :
_ بس أنجزنا بارت كبير .. قعدتين تلاتة زى النهاردة نلم باقي المواد .
لملمت ليلي كتبها و وضعتهم بحقيبة يدها و قالت :
_ فعلا انا هروح انا بقا عاوزة حاجة .
وقفت فريدة مسرعة و قالت بإصرار :
_ استنى ألبس هدومي وأوصلك بعربيتي .
أوقفتها ليلي و هي تقول بقوة :
_ لا يا حبيبتي شكرا انا هركب أوبر بعتله ماسدج و زمانه جه قدام البيت .. يالا أشوفك بكرة في الجامعة سلام .
اوصلتها فريدة لباب الشقة وودعتها.. وهي عائدة لغرفتها سمعت صياح سهى الذي جمع كل من في المنزل أمام باب غرفتها بذعر.
وقف مازن أخوهم الأكبر خلفهم وقال بخوف:
_ إيه الصويت ده في إيه ؟!
رد جلال والدهم بقلق أكبر :
_ والله يا إبني ما أنا عارف .
طرق جلال باب غرفة سهي مسرعا ليأتيه صوتها قائلا :
_ إدخل.
لتتفاجأ سهى بالجميع يقف بغرفتها و يطالعونها بترقب.. وزعت أنظارها عليهم و قالت بذهول:
_ في إيه مالكم؟!!!
رد عليها مازن بقلق :
_ إحنا اللي مالنا يا سهي... كنتى بتصوتي ليه طالما انتي كويسة.. قلقتينا يا مفترية.
إبتسمت سهى إبتسامة واسعة وقالت بعدما تذكرت :
_ أيوة صحيح فكرتني... استنوا ثواني.
أخرجت هاتفها وهاتفت اللواء سالم و إنتظرت الرد حتى أتاها صوته قائلا برسمية :
_ السلام عليكم.
وقفت معتدلة وقالت بصرامة:
_ وعليكم السلام يا فندم.
تطلعت فريدة بمازن الذي يطالع سهي قاطبا حاجبيه بنفاذ صبر... بينما رد اللواء باهتمام مصاحب بابتسامة رائقة:
_ بما إنك كلمتينى دلوقتي يا سهي ، يبقى عملتى المطلوب منك صح .
هزت سهي رأسها بالإيجاب وهي تقول بسعادة :
_ صح يا فندم .. أنا فرحانة قوى بس الأسماء اللي إكتشفتها لناس كبيرة قوى في البلد تفتكر هنقدر نحقق معاهم.
رد مسرعا بنبرة قاطعة:
_ ما فيش حد كبير على القانون يا سهى أنا فخور بيكى جدا وثقتى فيكي كانت في محلها.
إبتسمت بفرحة وقالت:
_ متشكرة على ثقتة حضرتك فيا يا فندم... بكرة إن شاء الله هيكون قدام حضرتك فايل بكل المعلومات.
اتاها صوته قائلا:
_ إن شاء الله... يالا تصبحى على خير.
اعتدلت بوقفتها مجددا و قالت:
_ وحضرتك من أهل الخير يا سيادة اللواء.
اغلقت الخط وهي سعيدة.. ركضت على والدها وارتمت بأحضانه وقالت بنشوة:
_ أنا مبسوطة قوى يا جلجل قدرت اوقع اكبر مافيا لغسيل الاموال بمصر.
إحتضنها بقوة وقال بابتسامة كبيرة و زهو:
_ وأنا فخور بي?ي يا قلبي، من نجاح لنجاح دايما.
قبلته بوجنته و قالت بحب:
_ ربنا يخليك ليا يا بابا.
إجتذبتها أمها من حضن والدها وقالت وهي تضمها لصدرها:
_ برافو عليكي يا حبيبة قلبي.. ربنا يوفقك دايما ويرزقك بإبن الحلال اللي يسعدك يارب.
استنكرت سهى ما قالته والدتها واعترضت بشدة قائلة بنفي :
_ إبن حلال إيه بس يا ماما.. أنا مركزة في شغلي وبس.
ابتعدت عنها والدتها و قالت بإستنكار:
_ هتترهبني يعني يا سهي ما اكيد في يوم هتتجوزى و تفتحي بيت.
اسرع جلال منهيا الحوار و هو يقول بجدية:
_ مش وقت الكلام ده و يالا كل واحد على اوضته يالا.
وقف مازن أمام سهى وقال بقلق و هو يعيد شعراتها الغوغائية خلف أذنها:
_ حبيبتى يا سوسة ربنا يوفقك دايما ويحميكي من عش الدبابير اللي إنتي مصممة تحطى نفسك فيه ده.
ردت معترضة بعناد أكبر:
_ ربنا الحامي يا مازن ما تقلقش، المهم إنى ضميري مرتاح و بعمل شغلي بما يرضي الله .
ربت على ذراعها و قال بحنو رغم قلقه عليها:
_ برافو عليكي يا سو.. انتي قدها و انا عارف.. يالا تصبحي على خير.
وقفت فريدة أمامها بإبتسامة هادئة و تطالعها بصمت.. فقالت لها سهى وهي تبادلها إبتسامتها:
_ إيه !
_إيه انتي؟!
زادت ضحكاتهم فقالت سهى بنعومة:
_ هتفضلي ساكته كده كتير يا ديدة.
اقتربت فريدة منها وإحتضنتها وقالت بحب :
_ أنا فخورة بيكى قوي يا سو ومتأكدة إنك في فترة بسيطة هتبقي حاجة مهمة جدا.
ابتعدت سهي عنها قليلا و ملست علي شعراتها و قالت:
_ انا و انتي يا قلبي.. يالا علي سريرك بقا علشان تصحي بدري لجامعتك.
ابتعدت فريدة عنها و قالت بابتسامة رقيقة:
_ حاضر تصبحي علي خير يا قلبي.
هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول:
_ وإنتي من أهله يا ديدة.
تركتها فريدة و خرجت... ارتمت سهى بفرحة على فراشها، وهي تفكر في مستقبلها وعملها الذي تعشقه.. و تطمح بأن تحقق به نجاحات كبيرة...
لتثبت أن المرأة بأي مكان قادرة علي مجابهة اي ضغوطات مثلها مثل الرجل...
بينما كانت فريدة تتطلع للهاوية وهي تفكر هل تشتاق له حقا وتتمنى رؤيته ..أم لا تبالي بعودته من الأساس..
تذكرت جملة ليلي عن هيأته الجديدة.. فأربع سنين كفيلة بتغير ملامحه التي تعشقها و تتذكرها كأنه لم يفارقها ثانية...
أما حياة فكانت تفكر كيف ستثأر لوالدتها في فريدة.. بعد أن عزمت على الإيقاع بأدهم مهما كلفهـا الأمر ورغم علمها بمدى حب ادهم لفريدة، وحب فريدة لأدهم.. و لكن هذا لن يثنيها عن مخططها......



.................................................. ......................
..............


في الصباح كان العمل بمنزل آل المهدى على قدم وساق لإستقبال غائبهم...
في منزل جاسر المهدى كانت أميرة تنظف المنزل بسعادة رغم الم ساقيها المتزايد و لم تسمح لأحد بمساعدتها... وأعدت غرفته لتصبح جاهزة لإستقبال صاحبها بعد فراق طويل..
واعدت أصناف كثيرة من الطعام إستعدادا لتجهيز مأدبة طعام كبيرة، لتعويض أدهم عن كل ما فاته...

أما في منزل عثمان كانت زهرة وحياة تستعدان ولكن بطريقة أخرى فقد توجهوا لأحد مراكز التجميل لتصبح حياة ساحرة و جميلة أكثر.. لتخطف عقل وقلب كبير آل مهران...
حتى تنتقم زهرة والدة حياة من سعاد و تذيقها طعم كسرة القلب و الروح و لكن في حبيبتها المفضلة... فريدة...

وفي منزل جلال كانت سعاد تساعد أميرة في إعداد الحلويات التي سيتناولوها بعد الغداء وتحضير المقرمشات للمساء.
أما الشباب فكانوا في حديقة منزلهم الكبيرة يزينوها لتصبح جاهزة لمأدبة عودة كبيرهم....
مازن وياسين تعاونوا في تعليق بعض الزينة وحبال الإضاءة..
مي وسهى فكانوا يعدون المشواة لتحضير اللحوم المشوية عليها...
أما فريدة فكانت جالسة تتابعهم بعيونها وتحاول ألا يبدو عليها التوتر والإشتياق.. فهو لا يستحق ذلك الشعور منها.. و ما سيريحها بعودته أنها ستذيقه مما أذاقها سواء بسفرته المفاجأة او بإبتعاده عنها تلك السنين المنصرفة..

جلس الجميع في حديقة المنزل بعدما أتموا ترتيباتهم وعاد جاسر وإخوته من عملهم المشترك وهو سنتر ملابس جاهزة كبير وفروعه بأماكن عديدة بالإسكندرية..
طاف جاسر بابتسامة شغوفة وهو يمرر أنظاره عليهم و علي ما فعلوه بحديقة البيت و قال براحة:
_ أكتر حاجة بتفرح الواحد لمتنا دى... ربنا ما يحرمنا منها أبدا .
أجابه عثمان قائلا بهدوءه الحزين :
_ ولسه لما أدم يرجع بكرة كده لمتنا هتبقى أحلى بإذن الله.
طالعت حياة فريدة بمكر و قالت:
_ عندك حق يا بابا أدهم ده كبيرنا.. والدنيا من غيره مالهاش طعم خالص.
لاحظت عبوس فريدة و صكها علي اسنانها بغضب فأردفت قائلة:
_ سامحني يا عمو جاسر بس أدهم كبير جيلنا و كلنا بنعتبره كبيرنا.
أوما جاسر مؤكدا كلامها:
_ عارف يا حياة يا بنتي تقصدى ايه... ربنا يدم عليكم نعمه الأخوة و تفضلوا متجمعين عالخير.
نظـر جلال لسهى وقال بنبرة آمرة:
_ سهي... بكرة ما فيش شغل.. وهتقعدى معانا مفهوم .
ردت سهي بإبتسامة رائقة:
_ سيادة اللواء اساسا مريحني بكرة... يعني مانتخة معاكم ما تقلقش .
وقفت فريدة ووضعت يديها في جيبها وقالت بلا مبالاة :
_ أنا بقى الوحيدة اللي مش هكون في شرف استقبال ادهم.. عندى محاضرات مهمة.
واروا جميعهم إبتسامتهم لعلمهم بكذبها.. بينما ابتسمت حياة بمكر و قالت بخبث :
_ يعنى المحاضرات أهم من أدهم يا فريدة.
ارتسمت بسمة ماكرة على طرفي شفتيها وقالت بتحدى :
_ ايوة يا حياة اهم .
لاحظت مي توتر الجو بينهما فقالت بسرعة قبل تفاقم الأمر:
_ بكرة إن شاء الله هنشوى بقا ده غير الاكل اللي طنط أميرة و طنط سعاد عملينه...ده إحنا هناكل أكل.
زم ياسين شفتيه وقال ساخرا:
_ مش بتفكرى غير في الأكل وبس.
حولت مقلتيها ناحيته.. وأطلقت نحوه نظرات نارية وقالت بنبرة ذات مغزى:
_ لا بفكر في حاجات تانية غير الأكل.
فهم مغزي كلامها فأشاح ببصره عنها... ليقول مازن بمزاح :
_ أخيرا وحش عيلة المهدى راجع بكرة و هيشكمنا كلنا زى زمان.
ردت عليه سهى بضيق:
_ هيشكمكم إنتم أنا خط أحمر يا بابا .
ردصفعت سعاد كفيها ببعضهما و قالت بعبوس:
_ مافيش فايدة... دايما إنتى وأدهم زى الزيت والماية ما بتخطلطوش مع بعض ابدا.
وقف جاسر وقال بجدية:
_ يالا كل واحد على شقته و الصبح هنروح الشغل ونتجمع هنا على الساعة 12 الضهر.
وقف الجميع واتجه كل منهم لشقته..


ياسمين ماهر أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-22, 12:33 PM   #4

ياسمين ماهر أبو حسين

? العضوٌ??? » 505604
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ياسمين ماهر أبو حسين is on a distinguished road
Rewitysmile9

الطوفان الثاني :


طوفان الشوق


أحيانا يأخذنا الشوق لمرحلة الفيض و المد و الجزر الا ان نصل لاقصي مراحله و هي الطوفان ..
ما اقصي ان تتوقف حياتك عند هدف واحد و ربما الاشد .. ليجبرك شوقك بكل ثانية ان يسخر كل حواسك ناحية هذا الهدف و فقط ..
لتمتلأبشعور من النقمة و الرحمة .. من السعادة و الجذع .. من الترقب القاتل و عدم ضمان ردة فعلك لطريقتك في ارواء شوقك هذا ..
يبعده عنها آلاف الاميال .. و آلاف البشر لم يأخذه سحر باريس و لو لثانية رغم تلك المدة الطويلة التي قضاها فيها و لكن هناك سحر أكثر يسيطر عليه لم يقل مع الوقت و لا مع الفراق المؤقت ذاك و ان كان طويلا بعض الشىء ..
كان أدهم في شقته يستعد للعودة لوطنه بعدما أعطاه والده الموافقة على الرجوع من منفاه و لو يدرون ان وطنه هو عيناها و فقط ....
بدأ في تحضير حقيبته وأخذ ينظم أشيائه بتركيز و هدوء .. حتى وقعت يداه على صورتها فحملها و قربها منه و هو يبتسم إبتسامة هادنة ولكنها تحمل كل الشوق لصغيرته التي يعشق إبتسامتها البريئة.. ونظرتها المستعينة به دائما كأنه ملاكها الحارس..
إنقطعت عنه و عن مراسلته طوال الأربعة سنوات المنصرفة.. فأصبحت حياته بعدها كالسجن .. حاول أكثر من مرة العودة من أجلها و فقط و لم يعبأبالخطر الذي كان ينتظره هناك بعدما فاض به شوقه لها .. ولكن دائما كان يقابل طلبه بالرفض من والده الخائف عليه..
لكم تخيل شكلها ولكنهم أخبروه أنها أصبحت شابة جميلة جذابة.. تعتمد على نفسها في كل شئ بعدما كانت تعتمد كل الإعتماد عليه هو ..
تذكر آخر لحظة لهما في المطار.. وكيف تمسكت به حتى ابتل قميصه بدموعها..وعلق به عطرها..
رفع هذا القميص لأنفه وأغمض عيونه وعاد لتلك اللحظة وهي بحضنه وعندما غاص بأنفه في شعراتها وإشتم عطرها بنهم ..
أعاد القميص للحقيبة و هو يبتسم إبتسامته بسيطة في شكلها عميقة بمضمونها ثم حمل صورتها مجددا و هو يتوعدها بأن يطفء نيران تلك الأربع سنوات بأي شكل ...
نظراته ناحية صورتها كانت كفيلة بأن يقول ذلك الذي وقف بجواره و يتأمل معه تلك الصورة بإعجاب قائلا :
_ أيوة يا عم.. خلاص هتسيب الصورة وهتشوف الأصل و النار اللي طالعة من عنيك دى هتهدا شوية .
تنهد أدهم مطولا وقال وهو شاردا بها و بعيونها التي يري انعكاسه بها حينما التقط لها تلك الصورة :
_ وحشتني قوي يا عمر .. انت اكتر حد عارف انا تعبت ازاي في بعدى عنها .
رد عليه عمر غامزا بعينيه قائلا بمداعبة:
_ ماشية معاك يا عم..زمانها بقت زى القمر دول اربع سنين عدوا و كانت لاحلاوة دى ما بالك دلوقتي .
قبض أدهم كفه علي الصورة و رمقه بنظرات نارية و هو يقول بحدة :
_ عمر إنت عارف إنى ما بحبش حد يجيب سيرتها على لسانه.. انت قاصد تستقزني يعني.
رفع عمر كـفيه لتهدئته و قال مسرعا و هو يعود بظهره خطوتين للخلف :
_ خلاص يا أدهم.. آسف يا عمنا..مايبقاش قلبك إسود بقا.
هدأت ملامح أدهم قليلا وأومأ برأسه متقهما وقال وهو يباشر ترتيب
حقيبته:
_ طيب .. عموما حضرت شنطتك و لا لسه و هتخليني نتأخر زى عادتك .. المرة دى مطار و انا هسيبك و همشي و الله .
ارتمى عمر بجسده على فراش أدهم وقال بهدوء و هو يضع ذراعه تحت رأسه و يطالعه بكسل :
_ خلصتها من بدرى.. أنا مش عارف بقالك ساعة بتعمل إيه .. بترسمها يعني.
أجابه أدهم ببرود و هو ما زال منكبا في تلك الحقيبة البغيضة كتلك الدقائق التي تفصله عنها :
_ أنا بحب أرتب شنطتى بترتيب معين..مش سلق بيض زيك يا قذر .
تعالت ضحكات عمر الذي قال بمزاح :
_ انا مش قذر انت اللي مرتب و متربي زيادة عن اللزوم يا ابني .. ده انت فقعت مرارتي .
ابتسم أدهم بخفوت و هو يقول :
_ خلاص هرتاح مني اهه و هترجع لبيتك .. و هناك مامتك تستحمل هرجلتك و اوضتك المعفنة .
جلس عمر نصف جلسه مستندا علي مرفقه و هو يقول :
_ انا بني آدم طبيعي راجل زى كل الرجالة في مصر .. انت اللي مثالي و النوع ده منقرض ببلدنا يا ابني .
حمل أدهم كتبه و بدأ في رصهم قائلا بتذمر :
_ طب اسكت بقا خليني أخلص و ما أنساش حاجة .
حرك عمر كتفيه باستسلام وقال بتثاؤب و هو يتمدد علي الفراش :
_ براحتك .. أنا هريح ساعة جنبك هنا وصحيني علشان نلبس.
طالعه أدهم وهو مبتسم بتعجب من هدوءه عكس الحرب الطحون الدائرة بقلبه هو :
_ حاضر.. نام نوم الظالم عبادة.
فتح عمر عيناه و قال بضيق:
_ سمعتك علي فكرة .

إرتدى أدهم بذلة سوداء وإرتدى تحتها قميص أبيض ووضع به الأزرار الذهبية التي اشتراها خصيصا لذلك اليوم ..
صفف شعراته الناعمة و وضع عطره الفرنسي الجديد .. وتأمل نفسه في المرأة..
بدا لنفسه وسيما للغاية و لم لا وهو فارع الطول عريض الصدر.. أسمر خمرى.. عيونه الواسعة البنية.. وملامح وجهه الهادئة..
لم يترك جزءا به لم يتأكد من هندامه و هو يسأل نفسه كيف ستراه بهيئته تلك ؟ هل سيعجبها و يبهرها كما كان يفعل سابقا ؟!
التفت على صوت صفير عمر الذي قال بإعجاب و هو يدور حوله :
_ إيه الحلاوة دي..جامد آخر حاجة.
إبتسم بخفوت و قال له بهدوء المعتاد :
_ شكرا.. وإنت كمان معدى آخر حاجة.
تطلع عمر لنفسه في المرآة وقال بغرور يليق يه :
"آه ما أنا عارف.. بس تعرف البنات هنا هتوحشنى قوى.
تنهد أدهم بقوة فاقدا صبره و قال بضيق :
_ ربنا يهديك أو يهدك يا عمر وتتكعبل على بوزك في بنت ناس تتوبك من القرف ده و ربنا يسامحك علي اللي كنت بتعمله هنا .
حك عمر ذقنه بتذمر وقال مسرعا :
_ قصدك جواز بعد الشر عليا..يالا بينا هنتأخر على الطيارة يا عم المستعجل .
حملوا الحقائب.. وركبوا سيارة أجرة وإتجهوا للمطار.. أتموا معاملات المطار الروتينية.. و صعدوا الطائرة.. أمضى عمر وقته في الحديث مع مضيفة أعجبت به كأي انثي تراه لشدة جمالة ..
بينما كان أدهم يتقلب على نار الشوق لعائلته.. لأمه و والده و لفريدة صغيرته الجميلة.


.................................................. ..................
...................



في الصباح.. إنصرف الجميع لأعمالهم..وبقيت السيدات بالمنزل..لتحضير لوازم الإستقبال.
في الظهيرة إجتمع الأخوة الثلاثة في المنزل.. وصاحبهم ياسين ومازن.. وإتجهوا للمطار لاستقبال أدهم..
الذي ما أن هبطت الطائرة أرض الوطن ..حتى قال براحة و اطمئنان :
_ أشهد أن لا إله إلا الله.
هبط أدهم وعمر من الطائرة.. أتموا الروتين الممل لمعاملات المطار
وفي صالة الوصول إنتظرت عائلتيهم بلهفة وشوق للقاء طال إنتظاره.
وقف جاسر مستلهما قوته كي لا ينهار فور رؤية صغيره .. حتي انهارت كل مقاومته و شعر بأن ساقيه لم تعد تحملانه و اختفت الرؤية أمام عينيه و هو يري ادهم امامه ببهائه و رجولته التي تذكره بشخص كان عليه يوما ما قبل ان يتقدم بعمره ..
تحول توتر أدهم لإبتسامة مشرقة حينما وقعت عيناه على والده..
ترك حقيبته من يده وركض إليه ليرتمى بحضنه كطفل صغير مشتاق لدفىء حضن والده..
إمتلات عيني جاسر بالعبرات أكثر بعدما تكحلت برؤية ولده البكرى.. و فتح له ذراعيه ليرتمى أدهم بحضنه.. أغمضا عيناهما ليهنئ قلبيهما بالراحة أخيرا.
ربت جاسر علي ظهر أدهم بالقوة و قال بحنو :
_ آاااااه..وحشتني يا ولدى وحشتني قوى .. دلوقتي بس إرتحتو روحي ردت لجسمي .
تطلع مازن و ياسين ببعضهما بإبتسامة متأثرة من هذا اللقاء بينما تعمق أدهم بعيني والده وقال بشوق:
_ وحشتنى قوي يا بابا.. ربنا ما يحرمنى من دفا حضنك ده أبدا.
إرتمى بحضن والده مرة أخرى وهو يقبله حتى قال لهما ياسين بمداعبة مخفيا تأثره :
_ جرى إيه يا جدعان متقلبوهاش غم من بدرى لو سمحتم .. الغم اللي يجد مستنيك في البيت يا أدهومة.
إجتذبه أدهم إليه وإحتضنه بقوة وقال :
_ وحشتنى يا أبو لسان طويل و وحشني شقاوتك و نقارك انت و الحاج .
رد ياسين وهو متعلق به بشوق نافضا تلك العبرة التي تمردت من عينه :
_ حبيب قلبي..ربنا ما يحرمني منك يا أحلى أخ في الدنيا.
قبل أدهم وجنته و قال :
_ إنت اللى حبيب قلبيو الله يا سينو .
تركه وإحتضن عثمان الذي قال له بحب :
_ منور مصر يا ادهم و الله .
ابتعد عنه ادهم قليلا و قال بإبتسامة متسعة :
_ منورة بيكم يا عمي و الله .. اخبار صحتك ايه ؟!
أجابه عثمان ب‘يماءة من رأسه :
_ بخير يا حبيبي .
تطلع ادهم قليلا بجلال الذي يحدجه بإعجاب من رأسه حتي قدميه ففرد أدهم جسده و قال بزهو :
_ ايه رأيك يا جلجل أنفع عريس صح ؟!
قهقه جلال و هو يفتح له ذراعيه و قال :
_ احلي عريس في الدنيا يا قلب عمك .
ضمه ادهم اليه و هو يقول بمداعبة :
_ اثبت بقا عالجملة دى علشان هنحتاجها قريب .
ضربه جلال علي رأسه و قال من بين ضحكاته :
_ راجع سخن يعني روح بيتك اول و ارتاح يا عم الحبيب .
ثم اتسعت عيني أدهم و قال بإعجاب :
_ ايه الانتاج الفاخر ده يا عمي .. ميزو حبيبي..عامل إيه يا معلم ؟!
صافحه مازن مصافحتهم القديمة وقال بلوم :
_ انتاج ايه اللي فاخر سوسن واقفة قدامك يا عم انت .
أشار ادهم عليه و قال بمزاح :
_ هو رجالة عيلتنا مالهم طريوا كده يا حاج جاسر .. الواد بقا أجنبي .
هز مازن رأسه بيأس و قال بإبتسامة متسلية :
_ بس رجولة و أعجبك .. المهم واحشنى يا أدهم و الله ..أخيرا ضهرنا رجع.. الدنيا ما كانش ليها طعم من غيرك.عاد أدهم لحقيبته و هو يقول :
_ ان اللي حياتي مكانش ليها طعم من غيركم .. لحظة هسلم علي عمر و ارجعلكم .
ودع أدهم عمر علي امل لقاء قريب و تركه و خرج مع اسرته .. صعد بسيارة مازن و هو يطالعها بإعجاب من تقدم مستواهم المادى لهذا الحد ليخرجه مازن من تأمله قائلا :
_ نورت مصر يا أدهم.
تطلع أدهم للطريق بتعجب و هو يري التقدم العمراني و تغير الطرق و قال بإعجاب :
_ منورة بيكم.. والله مصر وحشتنى قوى و اتغيرت قوى .
ليقول ياسين بسخرية :
_ مصر ايه اللي بتتكلم فيها بس قولي الاول أخبار مزز أوروبا إيه ؟! يا معلم..شرفتنا ولا عريتنا.
اتسعت عيني ادهم و طالع مازن بتعجب و هو يقول :
_ هو الواد ده قلع برقع الحيا إمتى.
ضحك مازن بقهقه عالية وقال مؤكدا :
_ من ساعة إنت ما سافرت..ما هو إن غاب القط إلعب يا فار.
رد أدهم من بين أسنانه: "واديني رجعت أمه وهربيه من أول وجديد."
إبتسم ياسين بسخرية وقال بقوة فاردا جسده :
_ يعنى كان فيه وخلص يا ادهومي ... وعلى رأى المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب.. كبرنا على موضوع التربية ده خلاص.
التفت اليه ادهم بجسده و حدجه بتحدى وقال :
_ تكبر على أي حد الا انا ياسين و لا تحب تجرب علقة من علق زمان بإمكانيات دلوقتي .
رفع ياسين كفيه امام وجهه و قال مسرعا :
_ لا و علي ايه .. بس إيه العضلات دى.. أصلى يا معلم.. دى فورمة الساحل ؟!
فقال أدهم متعجبا:
_ "فورمة إيه اللي بتتعمل للساحل دي ؟!
رد عليه مازن وهو يتطلع للطريق أمامه:
_ مش عارف فورمة الساحل.. ده إنت فايتك كتير يا أدهم.. سيبها عليا و انا هظبطك .
تنهد ياسين وقال بمداعبة :
_ هو في زى الساحل ومزز الساحل و سحالي الساحل .. أهه إحنا هنروح معاك بعضلاتك دى..نشقط بنات لوز.
ضربه أدهم على رأسه وقال بسخط :
_ إتلم يا واد إنت.. إيه مش مالي عينك .
رد ياسين عليه مازحا وهو يغمز له :
_ ده إنت مالى عينى وعقلي وقلبي كمان.
تنهد مازن فاقدا صبره من ياسين وقال بجدية :
_ سيبك منه يا أدهم.. إحكيلي إيه سبب قرار رجوعك أخيرا.
تبدلت ملامح أدهم وفكر قليلا.. فهو يعلم جهلهم بموضوع تقديم الكفن وإنهاء الثار.. فإبتسم إبتسامة هادئة وقال :
_ وحشتونى.. وخلاص وصلت للى عاوزه وبقيت محامي دولى ومعايا دكتوراه في القانون الجنائي..قولولى صحيح أخبار العيلة إيه ؟!
رد ياسين وهو يعبث بهاتفه :
_ كلهم في إنتظارك يا سيدى وأمك هتتجنن عليك.
تنهد أدهم فاقدا صبره وقال بشوق :
_ وأنا كمان هتجنن وأخدها في حضنى.
فمال عليه ياسين و سأله بمكر :
_ قولي بقا و بصراحة عملت كام علاقة هناك أظن البنات كلها كنت بوبو .
مرر أدهم انامله بشعراته و قال بجدية شاعرا بنظرات مازن تخترقه و منتظرا لرده ليقول ادهم ببديهية :
_ انا قربت من ربنا اكتر و مش هكذب و اقول انه ما كانش فيه بنات في حياتي بس كلهم يا اما زمالة يا اما صداقة و عمرى ما لمست بنت لمسة حرام .
عقد ياسين حاجبيه و سأله بتعجب :
_ يعني و لا مرة ضعفت لاي بنت ؟!
صمت أدهم لثواني و قال :
_ كنت لما بحس انه ممكن اضعف او غريزتي تتحكم فيا .. اجرى عالجيم و اهد نفسي علشان افصل ده غير انه انا عمرى ما هكون غير لواحدة بس .
لمح بطرف عينه إبتسامة مازن الجانبية التي إطمأن بها علي أخته التي ابتعدت عن اي لقاء او اتصال بأدهم ظنا منها انه تخلي عنها مقابل جميلات اوروبا ..
زم مازن شفتيه وقال بإستسلام :
_ خلاص وصلنا.. إستعدوا بقا بدستة علب مناديل.


.................................................. ..............
..............


تطلعت ليلي لساعة معصمها و قالت بملل :
_ احنا هنقضي اليوم كله هنا بالكافيه .. قومي روحي يا فريدة ربنا يهديكي .
تركت فريدة ماصة العصير من فمها و اجابتها ببرود :
_ انا قاعدة مافيش ورايا حاجة انتي لو عاوزة تمشي ما تمشي انا مساكة فيكي يعني .
هزت ليلي راسها و هي تبتسم بمكر و قالت :
_ حورى علي اي حد غيري يا ديدة انا فقساكي و عارفة انك هتموتي و تروحي علشان تشوفي ادهم بس بتمثلي انه و لا فارق معاكي .
حركت الماصة بحركات دائرية داخل كوب العصير و قالت بهدوء منافي تماما لما يدور بداخلها :
_ خلصتي كلامك .. قومي امشي بقا .
لملمت ليلي اشيائها و نثرت شعراتها الصفراء خلف ظهرها و قالت بإستسلام :
_ همشي فعلا لأن امي عاوزاني اشتري ليها طلبتات البيت و مش لازم اتاخر عليها .. يالا سلام .
لوحت لها فريدة بيدها و قد تهدلت ملامحها و تنهدت بضعف .. ثم اشارت للنادل بأن يأتي و دفعت ثمن مشروباتها و لملمت اشيائها و خرجت و هي تسير بوجوم ..
ليلي معها حق فبداخلها يريد الركض ناحية البيت و رؤيته لربما تنطفىء نيران شوقها و كبرياؤها يمنعها فهو تركها و ابتعد لاربع سنوات دون ان يفكر و لو لمرة بالعودة لرؤيتها و كأنها لا تعني له شيئا ...
صعدت سيارتها و قادتها بإستسلام ناحية بيتها و سكنها .. أدهم ..

ريا 14 and Wafaa elmasry like this.

ياسمين ماهر أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-22, 12:37 PM   #5

ياسمين ماهر أبو حسين

? العضوٌ??? » 505604
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ياسمين ماهر أبو حسين is on a distinguished road
Rewitysmile9

الجزء الثاني من الفصل الثاني:

دلفوا جميعا بسياراتهم لداخل حديقة المنزل و كان الجميع بإنتظارهم ..
نزل أدهم مسرعا بعدما رأى والدته ليتحول من هذا الرجل الصارم .. إلى طفل صغير يشتاق لرائحة والدته ..
وقف أمامها قليلا متأمل ملامحها و تلك الخطوط الرفيعة التي حاوطت عيناها و فمها و تحسسهما برقة و هو يحتضن وجهها بكفيه متطلعا داخل عيونها ثم قبل جبهتها ببطء .. وبهدوء إحتضنها..
لتتحول دموعها لنحيب وهي متشبسة به كي لا تفقده مرة أخرى.. ظلوا هكذا حتى خرج أدهم عن صمته وقال بصوته العميق :
_ وحشتيني يا ست الكل.
ردت عليه أميرة بصوت متحشرج من بكائها الشديد :
_ وإنت وحشتنى يا حبيبي.. أخيرا يا أدهم بقيت معايا وجوة حضنى.
مال بجسده و التقط كفها و قبله قائلا بحنو :
_ فوق ما تتخيلي وحشتيني ازاي يا امي .
مسحت أميرة على ظهره بنعومة مرددة بنبرة سعيدة افتقدتها ببعده عنها : _ عارفة يا حبيبي و الله لأنك وحشتنى أكتر. .. حمد الله على سلامتك يا حبيبي.
_ الله يسلمك يا أمي.
إقتربت منه سعاد وزهرة للترحاب به .. ولكن عيناه كانت تطوف علي وجوههم جميعا عله يروى شوقه لها ..
وجد الجميع في إنتظاره..ولكن أين هي ؟
شعرت زهرة بما يدور برأسه فوقفت أمامه وقالت بإبتسامة خبيثة :
_ حمدالله على سلامتك يا أدهم الدنيا نورت .
رد عليها بإبتسامته الهادئة:
_ الله يسلمك يا مرات عمى.. أخبارك إيه ؟!
هزت رأسها و هي تقول :
_ تسلم يا إبنى.. بخير والله.
إقترب ادهم من سعاد وقال لها مداعباكما اعتاد سابقا :
_ وحشتينى قوي يا سوسو.
ضربته سعاد على ذراعه وقالت بضيق مفتعل :
_ سوسو في عينك..قولي يا سعاد بس.
ضحك أدهم علي مزحتها وقال مازحا :
_ وحشتيني يا قمر.. بس إيه الحلاوة دى إنتى بتصغرى ولا بتكبرى.
صكت زهرة أسنانها من غبظها و حولت مقلتيها ناحية زوجها عثمان الذي وجدته يداعب مي و غير مهتم لما يقولوه فشعرت ببعض الراحة
بينما قال له جلال بجدية مازحة :
_ جرى إيه يا واد إنت إحترم نفسك لأقوملك.. هتعاكس مراتي قدامي .
رفع ادهم كفيه باستسلام ليتفاجأ بدموع سعاد التي انهمرت و هي تقول له بحنو :
_ وحشتنى يا إبني والله و مبسوطة انك رجعت نورت مكانك تاني .
كفف لها دمعاتها و قال بحب :
_ إنتى وحشتيني أكتر يا مرات عمى و البيت منور بيكم .
إنتبه لحياة التي تقف وراء سعاد في إنتظار دورها فقال وهو يتطلع إليها بإعجاب من جمالها الزائد :
_ ما شاء الله..حياة.. إحلويتي قوى.
انتشت زهرة في وقفتها و طالعت سعاد بنصر بينما قالت له حياة بهيام و هي تحدجه بقوة متأملة وسامته و هيأته الجذابة :
_ ميرسي يا أدهم..حمد الله على سلامتك.
أومأ لها برأسه و قال ببساطة :
_ الله يسلمك.
إبتسمت له سهى و التي لم تتحدث فقط تستند علي احد الطاولات بظهرها و تعقد ذراعيها امام صدرها و تتابع المشهد من بعيد .. حتى هز أدهم رأسه وقال بيأس و غضب مفتعل :
_ إيه اللى كهرب شعرك ده بس !
رفعت سهي حاجبها بغضب من تنمره عليها وقالت :
_ آااه.. إنت رجعت بقا .. لا بقولك من أولها كده فكك منى اتفقنا .
قطب جبينه بضيق مفتعل وقال بابتسامة ساخرة :
_ مين ده..ورا?ي ورا?ي..بس دلوقتي هعديها بمزاجي.
إبتسمت سهى رغما عنها وقالت :
_ أنا مش مصدقة إنى هقول كده بس وحشتنى يا أدهم.
رد عليها وهو يطالعها بغرور :
_ وأنا مش مصدق إنى هرد عالكذب ده بإنك وحشتينى برضه .
قفزت مي أمامه وقالت بصياحها العالي :
_ أدهومي حبيبي وحشتني.
فقال ياسين بسخط :
_ يا منجي من المهالك يا رب.
رد أدهم بابتسامة واسعة و رائقة كبرائتها :
_ بكابوظة.. وحشانى قوى.
زمت شفتيها بطفولة متصنعه البكاء وقالت بلوم :
_ كده يا ادهومي.. زعلت منك.
قرص وجنتيها المكتنزتين و قال :
_ ده انا بدلعك يا قلب اخوكي انتي .
اتسعت ابتسامتها التي تغلق مع عيناها و قالت بفرحة :
_ و انا بهزر معاك يا حبيبي .. اساسا محدش يقدر يقولى الكلمة دى غيرك إنت وفريدة.
بمجرد سماعه لإسمها تحرك قلبه بقوة وزادت سرعة أنفاسه وقال مسرعا :
_ صحيح هي فين مش شايفها .
أجابته حياة بمكر بعدما لاحظت حالته و ارتباكه :
_ عندها محاضرات أهم من إنها تسيها و تستناك.
فقالت له سهى مسرعة بعدما لا حظت عبوسه وهي تطالع حياة بغضب:
_ فريدة في الطريق يا أدهم.. خلصت محاضراتها وجاية.
عقد حاجبيه وقال بغضب ممزوج بالتعجب :
_ جاية لوحدها !
دخل الجميع في نوبة من الضحك و سحبوا مقاعدهم و جلسوا عليها ليرد جاسر قائلا :
_ إنت فاكر يا إبنى إنها لسه فريدة الصغيرة اللي إنت كنت بتوصلها المدرسة والدروس وتروح تجيبها.. لا خلاص هي عندها دلوقتي عربيتها وبتسوقها لواحدها.
تشنجت تعابيره مرددا بعصبية :
_ بتسوق عربية لواحدها كمان !
مصمصت حياة شفتيها و قالت بحنق:
_ هي وسهى عايشين على راحتهم خالص ولا كأنهم صعايدة زينا.
وقف مازن وقال بغضب :
_ قصدك إيه يا حياة مش فاهمك ؟!
ردت عليه بخبث:
_ ما أقصدش حاجة وحشة .. قصدى إنهم هما بس اللي مسموح لهم يسوقوا لوحدهم ويلبسوا على مزاجهم .. ده حتى سهى مش محجبة زينا . وقفت سهى بدورها وقالت محذرة بنبرة حادة :
_ حياة خليكي في نفسك وبس..إحنا محترمين ومؤدبين وناجحين في حياتنا.. وبابا وأعمامي واثقين فينا جدا..فبلاش كلامك ده.
صاح بهم جاسر وقال بغضب :
_ بس انتي و هي .. مش عايز اسمع صوت تاني .. هو مافيش إحترام لقعدتنا و لا ايه .
إلتفت الجميع على صوت فرملة سيارة .. فابتسمت سهى وقالت :
_ أهي فريدة جت.
تطلع أدهم للسيارة بحركة سريعة .. ود لو أذابها بعيونه حتى يراها بسرعة غلم يعد يمتلك صبرا ...
إبتلعت فريدة ريقها بصعوبه.. وشعرت برجفة شديدة أصابت جسدها.. وإنتبهت لحركة صدرها السريعة نتيجة تنفسها بصعوبة..
تمسكت بمقود السيارة ستلهم منه القوة... ها هو أمامها تشعر بنظراته تكاد تخترق السيارة من عمقها و قوتها... لقد أصبح وسيما جدا و مهندم بشكل آخذ ..
حاولت السيطرة على إنفعالاتها و سحبت نفسا طويلا و فتحت باب السيارة و انحنت بجزعها و حملت كتبها و حقيبتها و أنزلت قدمها من السيارة و سحبت مفتاح السيارة...
تطلع أدهم لحذائها الطويل و الذي يكاد يلامس ركبتها بلونه البني ذي الكعب العالى..
رفع أدهم حاجبه بتعجب فهل كبرت لدرجة انها ترتدى كعبا عاليا كالفتيات .. أغمضت فريدة عيونها.. وتنفست نفس طويل وزفرته مرة واحدة وترجلت من السيارة...
ارتفع حاجبي أدهم من الدهشة و شهق شهقة خفيفة و لم يشعر بنفسه و هو يهم واقفا .. صكت حياة أسنانها من الغيظ و أشاحت بوجهها بعيدا عنه متوعدة لتلك التي تتقدم ناحيتهم بخيلاء و أنوثة...
إقتربت منهم بخطوات واثقة وعيونها متعلقة بأدهم من خلف زجاج نظارتها تطالعه بنظرات تحمل التحدى و الغضب و الحنق... و الكثير من الشوق ..
كأنه كبلها به لم تستطع الحيد ببصرها بعيدا عن مرمى عينيه ..
حمدت ربها أنها ما زالت ترتدى نظارتها الشمسية لتخفى ورائها توترها ... ولكنه تمنى لو جذب هذه النظارة وحطمها آلاف القطع فهي تحجب عيناها عنه..
وقفت فريدة أمامهم وقالت بهدوء هو أبعد ما يكون عن شعورها حاليا :
_ السلام عليكم.
رد الجميع عليها :
_ وعليكم السلام.
خلعت نظارتها وقالت وهي تطالع أدهم بقوة :
_ حمدالله على سلامتك يا أدهم.
ذاب داخل عيونها التي أصبحت ساحرة .. ولكنه رد عليها بصرامة:
_ الله يسلمك.. أخبارك إيه.
حاولت الثبات أمام نظراته التي تلتهمها وقالت و هي تحرك ذراعيها :
_ زى ما إنت شايف كويسة جدا..وإنت ؟!
أجابته وهي تملأ عيناها بملامح وجهه التي إفتقدما كثيرا ..لاحظ تأملها له فإبتسم بسخرية وقال محركا ذراعيه مثلها :
_ زى ما إنتي شايفة كويس جدا.
لاحظت تقليده لها فزفرت فريدة بضيق من طريقته.. ووكزت على نواجذها.. وأشاحت ببصرها عنه وقالت و هي تسحب مقعدا لتجلس عليه :
_ إوعوا تكونوا أكلتوا من غيرى.
ردت عليها مي بسرعة :
_ لأ يا ديدة لسه.. كنا بنستناكي .
وقفت مى وإتجهت ناحية ياسين.. و إجتذبته من مي ذراعه بالقوة وقالت :
_ إتفضل قوم قدامي على الشواية..يالا الناس جاعت .
وقف ياسين بتعثر وقال بضيق :
_ طب بشويش طب هو انا قدك .
تطلع ياسين لمازن بنظرة إستعانة.. فوقف مازن ضاحكا علي حالته وإتبعهم..
وقفوا على المشواة.. بينما وضع باقى الطعام على الطاولة الكبيرة.. والجميع يتبادل أطراف الحديث مع أدهم وهو يرد باقتضاب نتيجة غضبه من تلك التي إنشغلت بهاتفها عنه..
لكنه لم يكن يعلم أنها تتابعه دون أن يشعر.. و لكن سعاد و أميرة تتهامسان بضحكات خفية علي حال أبنائهم...

تناول الجميع الطعام.. وجلسوا سويا حتى المساء إلا أن صعدوا إلى شقتهم..
دلف أدهم لمنزله يتطلع له بحنين لكل ركن به.. ثم دلف لغرفته .. فوجدها كما تركها لم يتغير بها شىء حتي صوره مع فريدة و الجميع كما هي ..
حمل حقيبته ووضعها على الفراش وبدأ في إفراغها ..وضع الكتب مكانهم.. ووضع ملابسه بخزانته ..ثم دلف للحمام إغتسل وصلى فرضه..
إرتدى بنطال جينزي كحلى وتيشرت إسود به كلمات بيضاء وارتدى سترة جلدية سوداء كالذي يرتديه سائقوا المركبات الهوائية..
وصفف شعره.. ووضع عطره الفرنسي باهظ الثمن .. وخرج من غرفته..
تطلع به والده بتعجب وقال:
_ إيه ده انت لسه صاحي يا أدهم ..ده أنا قولت إنك زمانك نايم.. رايح فين كده.
أجابه أدهم مسرعا:
هنزل أقعد في الجنينة شوية وحشتنى القعدة فيها.
إبتسم جاسر بخبث وقال و هو يعود بعينيه للتلفاز :
_ وهي النزلة للجنينة محتاجة الشياكة دى كلها.
تنهد أدهم بإبتسامة ماكرة وقال :
_ آه منك إنت يا حاج مش سهل برضه .. يالا شوية كده وهطلع.
أخرج جاسر هاتفه من جيب جلبابه فإقتربت من أميرة و قالت بتعجب:
_ هو أدهم راح فين؟! و انت بتكلم مين دلوقتي؟!!
أجابها جاسر وهو محتفظ بإبتسامته:
_ إقعدى جنبي و انتي هتفهمي كل حاجة.
عبث بهاتفه قليلا ثم وضعه علي أذنه حتي اتاه الرد فاجابه قائلا:
_ و عليكم السلام.
فسأله جلال بقلق :
_ أيوة يا حاج اتفضل .
_ بقولك يا جلال.. لو فريدة نزلت للجنينة لأى سبب دلوقتي.. يبقى إحنا لازم نخطبهم بسرعة.
تعجب جلال من كلماته المبهمة.. فسأله مستفهما :
_ مش فاهم حاجة يا حاج وضحلي .
حتى وصل لمسامع الجميع صوت صافرة أدهم و التي كان دائما ما يستدعى بها فريدة منذ كانوا أطفال.
إبتسم جلال.. وأومأ برأسه متفهما وقال:
_ فهمت قصدك إيه.. ده أنا أتشرف يا حاج بيك وبأدهم.
أجابه جاسر بسعاده و راحة و هو يطالع ابتسامة أميرة :
_ هي بنتي و هو ابني و الحلو كله هعملهلم.. خلاص على بركة الله هشوفك بكرة ونتكلم في كل التفاصيل ..تصبح على خير.
إبتسمت سهى بعدما وصلت لمسامعها صافرة أدهم وقالت و هي تطالع حاسوبها :
_ عودا حميدا يا أدهم.. ريما رجعت لعادتها القديمة... أكيد فريدة هتجرى عليه دلوقتي.
إنتظر أدهم خمس دقائق.. ولم تظهر فريدة.. ظل واقفا يتطلع لنافذتها.. ثم صفر مرة أخرى..
لتعبس عينى حياة بغضب و القت فرشاة شعرها بطول ذراعها و قد انطلقت من عيناها شرارات حانقة ..
إتجهت لنافذتها.. تطلعت للحديقة فرأت أدهم واقفا يطالع نافذة فريدة بترقب .. إشتعل الغضب بداخلها أكثر وصفعت نافذتها .
بدأ القلق يتملك من أدهم.. فهل حقا لا ترغب في مقابلته.. بعدما سمعت سهى صافرته الثانية..
علمت أن فريدة لم تنزل إليه.. تركت غرفتها وتوجهت لغرفة فريدة.. وجدتها مددة على فراشها وتضع سماعات الهاتف في أذنها..
إقتربت منها سهى ونزعت السماعات عنوة.. حدجتها فريدة بغضب وقالت:
_ليه البواخة دى يا سهي .
فأصدر أدهم صافرة ثالثة ولكن هذه المرة بقوة إليها من الأسفل.. إتسعت عينى فريدة وإرتدت حجابا علي رأسها .. ووقفت في نافذتها.. وجدته يتطلع اليها مباشرة أشار إليها بإصبعه ان تنزل اليه ..
فأومأت برأسها موافقة و ركضت لخزانتهابحماس و ابتسامة مشرقة ... إرتدت حلة رياضية وردية وإرتدت قبعة صوفية علي رأسها ..وكوفية حول رقبتها..و تطلعت بمرآتها لتطمئن علي هندامها ..
حدجتها سهى بتعجب وقالت بمكر عابث :
_ يا دوب شاور لك نازلة تجرى.. أمال فين ده مش في دماغي.. عادي يعني..مش بفكر فيه.
طالعتها فريدة بنظرات حانقة و لم ترد عليها وحملت كتاب من على المكتب
وخرجت مسرعة..
أوقفها والدها مستفسرا بمكر :
_ على فين يا فريدة ؟!"
ازدردت ريقها بصعوبة.. وقالت بارتباك :
_ ها... لا يعني نازلة الجنينة أذاكر شوية.
ضحك جلال ضحكة عالية.. و هو يغمز لسهي التي جلست بجواره و قال مازحا :
_ طب إبقى سلميلي عليه ما تنسيش اصله وحشني الشوية دول .
رفعت حاجبها متعحبة وقالت بخجل :
_ هو مين ده يا بابا ؟!
إبتسم بهدوء وعاد بعينيه للتلفاز وقال بخبث :
_ الكتاب اللى منزلك في البرد ده تذاكرى فيه تحت.
ضربت سهي ساقها بيدها و هي تقهقه بصوت عالي و قالت :
_ قصف جبهة .
تركتهما فريدة وخرجت مسرعة دون أي تعليق يذكر .. هبطت الدرج مسرعة.. وخرجت من المنزل تبحث عنه بعيونها و لم تجده في البداية ..
حتى تذكرت مكانهما القديم.. إتجهت لمكان خلف البيت به شجرتين قريبتين من بعضهما كأنهما تحتضنان بعض بأغصانهما المتشابكة ..
وجدته جالس على فرع الشجرة كما في الماضي القريب.. وكأنه مر زمن طويل على آخر لقاء لهما هنا.. وهو يخبرها أنه سوف يتركها ويرحل.
وقفت فريدة أمامه متصنمة .. تطلعت إليه بإعجاب فقد كان جذابا جدا.. وهو أيضا تطلع إليها بإعجاب رغم هيئتها الطفولية.. لكنه لم يعد يرى صغيرته الجامحة .. إنه يرى الآن معشوقته الساحرة..
لم يدرى كم مر من الوقت وهو يتأمل حسنها.. إبتسم وأشار لها أن تجلس بجواره..
إقتربت منه ببطء وجلست بجواره في هدوء محافظة علي مسافة بينهما ..
تطلع إليها بشوق والإضاءة حولهما تتلاعب بوجهها الرائع.. و الذي جعل قلبه يهفو إليها.. لم يستطع المقاومة أكثر ولاحق بعينيه تلك الملامح الناعمة
وقال بلهفة تلك الايام التي مضت و هو يتخيل ذلك اللقاء :
_ وحشتيني .
شهقت فريدة شهقة خفيفة و إبتسمت بخجل و قد صبغت وجنتيها باللون الأحمر .. وفركت أناملها ببعضهما من خجلها..
شعر بإرتباها فإبتسم بإنتشاء وقال مسرعا :
_ هتفضلى ساكتة كده كتير.
ردت بصوت لا يكاد يسمع و هي تهز ساقيها بتوتر :
_ أقول إيه مش عارفة ؟!
عض علي شفته الفلي و اقترب منها قليلا و قال بمداعبة :
_ قوليلي وحشتنى ولا ما وحشتكيش.
زاد خجلها أكثر و قالت بتوتر بادى في صوتها و توترها المبالغ به :
_ عادي يعني.. أكيد وحشتنى.
باغتها قائلا بقوة :
_ طب بصيلي.
رفعت عينيها صوبه و تطلعت داخل عيونه لثواني سابحة في عتمتهم البنية الدافئة.. حاله لا يقل عنها فهما يحملان نفس العيون الواسعة البنية .. إقترب منها أكثر وأغمض عينيه ليشتنشق عطرها .. لاحظت إقترابه فابتعدت كانها تعدل من وضعية جلوسها فابتسم على حالتها و هو يهز رأسه و قال بصوته الذي اقل وصف لما تشعر به حين تسمعه انه يربكها و بشدة :
_ مش متعود على سكوتك ده.. ده إنتى كنتى بتلفى ورايا في كل حتة وتقعدى تتكلمي وتحكيلي اللي حصلك واللي حصل وأنا مش موجود .. إيه القط أكل لسانك.
ردت بثقة زائفة :
_ لأ.. لسانى زى ما هو و طول اكتر كمان .
حدجها بمكر بعدما استشف ثقتها الواهية .. فهو يفهمها أكثر من نفسها و ربما اكثر من امها .. وقال هامسا :

_ صوتك وحشنى يا فريدة.. إتكلمي عاوز أسمعك.
كلما سمعت صوته زادت دقات قلبها.. وزاد توترها .. فقالت في نفسها:
_ وباعدين بقا.. أنا بترعش كده ليه زى الهبلة .. بس إيه بقا موز آخر حاجة. لاحظ شرودها فطرقع بأنامله امام وجهها و قال بتعجب :
_ هاي.. روحتى فين بس .
إبتلعت ريقها و عادت من شرودها قائلة بارتباك :
_ هاه.. انا معاك.. الأحسن تتكلم إنت.. وأنا هسمعك.
فقال في نفسه وهو يتابعها بداخل عقله الذي سلبته وقلبه الذي ينبض بعنف :
_ مش قادر بقا هموت وأخدها في حضنى .. وأشم ريحتها.. سامحنى يا رب .. أنا لازم أكلم أبويا علشان نتخطب.. لأ خطوبة إيه كتب كتاب على طول ان شاء الله .
لاحظت فريدة شروده فقالت بإندهاش :
_ هاي..روحت فين ؟!
إنتبه من شروده على صوتها الرقيق فتنهد مطولا وهو يلتهمها بعيونه وقال بنبرة حانية قد خصصها لها وحدها :
_ معاكي.. ومعاكي وبس.. إنتي عارفة يا فريدة.. كنت بتضايق قوى لما كنت بطلب أكلمك وإنتى ترفضي أو تتحججي باى حجة علشان ما تكلمنيش.. انتي عملتي كده ليه.
علت ملامحها بداية حزن.. فقال لها وهو يتطلع إليها بألم وقد أمسك ذقنها برقة.. وأدار وجهها إليه :
_ إيه ده..زعلانة مني قوى كده ؟!
لم تتمالك عبراتها المكتومة .. وبكت.. وبكت بشدة .. أطبق على يديه وهو يمنع نفسه من إحتضانها ..
كفف لها دمعاتها وقال بألم و هو يتعمق بنظراته داخل عينيها متسللا لدخل روحها :
_ خلاص.. إهدى.. وأنا أسف لأنى كنت السبب في دموعك دى.
أزاحت يده عن وجهها و كففت هي عبراتها بينما رفع انامله الا فمه و لثم آثر دمعاتها علي يده ثم قال بنبرة عالية نسبيا :
_ إنتي عارفة إنى عندى إستعداد أدمر الكون ده كله لو حد زعلك أو بهدل بس الهوا اللي حواليكي.. أقوم أنا اللى أزعلك.. طب أعاقب نفسي إزاى دلوقتى.
إبتسمت بدموعها وقالت برقة :
_ أنا اللي المفروض أعاقبك على فكرة.
إعتدل في جلسته وقال مازحا :
_ وأنا مستعد يا ستى.. يالا إعملي فيا اللى يريحك.
تطلعت إليه بحنان وقالت :
_ ما تهونش عليا.
ضحك ضحكة عالية وقال وهو يقترب منها حتي كاد يلامسها :
_ أيوة بقا..وحشتيني موت.
عاد إليها خجلها مرة أخرى.. وقالت وهي تعـدل من وضعية قبعتها الصوفية بإرتباك :
_ طب بطل بقا لهقوم وأسيبك والله.
تنهد باسي.. بعدما أطرق رأسه قائلا بصدق :
_ سامحيني يا فريدة.. والله كان غصب عنى اني ابعد عنك و لو ثانية واحدة .
مطت فريدة شفتيها في تبرم وقالت :
_ إضحك عليا بكلمتين زى زمان..بس ليك حق ما برضه البنات هناك ما تتسابش.. فلازم يبقى غصب عنك.
تجهم وجهه وهو يسمعها.. ولكنه لم ينكر أنه سعيد بغيرتها عليه..رفع رأسه نحوها وقال مسرعا :
_ بنات إيه وبتاع إيه.. إنتي ما فارقتنيش ثانية واحدة.. أنا بحبك إنتي و قلبي و كل حاجة فيا ملكك انتي .
إتسعت عيناها.. ووقفت من خجلها وقالت بتلعثم :
_ أنا لازم أطلع.. اصل .. أشوفك بكرة.
همت بالانصراف ..فاجتذبها من ذراعها.. وأدارها ناحيته.. وتطلع داخل عيونها.. وقد قرر ألا يرحم مقلتيه من تحديقه بها وقال بهمس :
_ تتجوزيني يا فريدة ؟!
سمع شهقة لم تخرج من فمها.. إنطلق هذا السؤال فجأة ليجعلها ترفع رأسها كالسهم تنظر إليه متعجبة مما سمعت... و كأنها تنظر منه تأكيدا علي مقاله لظنها انها تتوهم
ابتسم أدهم بخفوت و هو يطالع افترار فمها بإستثارة .. لاحظت إبتسامته و نظراته لها فزاد خجلها و أشاحت بوجهها بعيدا عنه ..
سألها مرة أخرى بجدية :
_ تتجوزيني يا دودة.
كان يعلم ان كلماته في الصميم و ستصيب قلبها مباشرة حيث و جدها ترمش بعينيها كثيرا و قالت بهمس خافت متحاشية التطلع بعينيه :
_ وحشتنى دودة منك.. بس ممكن تسيبنى أطلع.. بابا هيزعقلي.
وقف أمامها رافعا حاجبه بحركة كانت لا تقاومها و تنهار ضاحكة .. فإبتسمت وهي مطرقة رأسها وقد أصابتها لهفته و مزاحه .. أضاف هو غامزا إياها بمكر :
_ اللى حاسه إنه عمى عارف إنك معايا.. و مش هيزعقلك .. هاه ماردتيش عليا و انا معنديش صبر .
حاولت الثبات أمام نبراته الحانية.. وقالت بحرج :
_ عاوزني أقولك إيه يا أدهم.
لأول مرة يعلم أن سماع إسمه سيكون موسيقيا لهذا الحد .. أطارت ما تبقى من تعقله ليهمس هو بشغف :
_ يسلملي اللي بيقول أدهم يا ناس .
إبتسمت فريدة برقة أذابت معها قلبه بجمالها... فقال ونبرة صوته لم تتغير :
_ أنا عاوزك تقوليلى موافقة أتجوزك.. وبحبك ..وإنت وحشتنى..ويالا نكتب كتابنا بسرعة علشان هموت وأخدك في حضنى.
اجتذبت يدها بسرعة من قبضته .. وتركته وإبتعدت مسرعة.. بعدما كانت في قمة خجلها..
إبتسم على حالها وعيونه تتبعها بحب .. تنهد طويلا ثم قال و هو يطالع السماء بشرود :
_ يا رب يا حاج جاسر تبقى صاحى مش هقدر أصبر للصبح من غير ما اتكلم معاك .
دلفت فريدة شقتها .. وأغلقت ورائها الباب كانها تحتمي به.. علت وجهها إبتسامة مشرقة و هي تتلمس وجنتيها الدافئتين ...
خرجت سهي من المطبخ حاملة زجاجة المياة فوجدتها علي حالتها تلك فإقتربت منها وقالت بسخرية:
_ مالك يا بنتي مسخسخة كده ليه.. إجمدى شوية بلاش محن علي آخر الليل .
رفعت سهي زجاجة المياة علي فمها لتشرب .. بينما تطلعت إليها فريدة ببلاهه وقالت بتهيدة ملتاعة :
_ قالي بحبك إنتي. وتتجوزيني.
بصقت سهى المياة من فمها بصدمة و اخذت تسعل بقوة و عقدت حاجبيها متعجبة وقالت بلهاث :
_ إيه ده بالسرعة دى ؟!!!
وضعت فريدة يدها على قلبها من آثر إنتقاضته وقالت بهيام :
_ قلبي بيدق قوي يا سهى.. يمكن دى أول مرة هقولها بس بحبه قوى.
عادت سهى لدهشتها قبل أن تواريها و هي ترفع طرف شفتها بإمتعاض و قالت وهي تجفف فمها :
_ خدوا وقتكوا وإتعرفوا على بعض أكتر.. مستعجلين ليه دول اربع سنين كنتم فيها بعيد عن بعض و اكيد اتغيرتوا .
تركتها فريدة وتوجهت لغرفتها وهي هائمة لا تشعر بشئ.. فقط صدى صوته برأسها.. وكلماته التي تشعرها بالأمان كوجوده بجوارها .. تطلعت إليها سهى بملل وعادت لغرفتها و هي تقول بمجون :
_ الواحد معدته قلبت عليه .. حب ايه و هبل ايه اللي يعمل فيها كده .. غبية .
تعالى رنين هاتفها فأجابته مسرعة و قالت :
_ مساء الخير يا فندم .
_ مساء النور يا سهي .. بكرة اول ما تدخلي المبني تجيلي مباشرة عاوزك في موضوع كبير جدا .
لمعت عيناها بفرحة و قالت بإنتشاء :
_ تحت أمرك يا فندم .. في مهمة جديدة صح ؟!
_ صحيح .. مهمة هتكون نقلة ليكي و تجربة عمرك ما هتنسيها .
أشاحت شعراتها الغوغائية عن وجهها و قالت بحماس :
_ ان شاء الله هكون عند حسن حضرتك يا فندم .
_ انا واثق من ده .. يالا تصبحي علي خير .
اعتدلت في وقفتها و قالت بجدية :
_ و حضرتك من اهل الخير يا فندم .. اتفضل اتفضل .
أغلقت الهاتف و هي تقبض كفها و تصرخ بنصر :
_ yes .


صعد أدهم لشقته و هو يصفر بسعادة .. دلف للشقة و قد لمعت عيناه بعدما و جد والده مازال مستيقظا .. جلس بجواره على الأريكة.. ساد الصمت لثواني حتى تنحنح أدهم بنقاذ صبر وهو يحك ذقنه في توتر بالغ و قال بإندفاع :
_ بابا كنت عاوز أكلمك في موضوع كده.
إبتسم جاسر وهو ما زال يطالع التلفاز وقال بمكر رجل مسن خط عليه الزمن على مدار عقود :
_ موافق وكلمت عمك وهو كمان وافق.. وقريب إن شاء الله نخطبكم لبعض.
إبتسم أدهم بإرتباك وقال متعجبا :
_ حضرتك عرفت إزاى إنى عاوز أكلمك في الموضوع ده.
نظر إليه جاسر كأنه يستلهم الصبر وقال ببديهية :
_ إنت مكشوف قوى الصراحة يا أدهم .. وباعدين إنتم مخطوبين لبعض من وإنتم عيال صغيرة.
إعتدل أدهم في جلسته وقال بجدية :
_ بس أنا مش عاوز خطوبة.. عاوز كتب كتاب على طول.
وخزه والده في ذراعه وقال ساخرا :
_ مستعجل على إيه يا ولدى .. بالراحة إتخطبوا أول ولما فريدة تتخرج وتشتعل إبقى إكتبوا الكتاب وإتجوزا وإعملوا اللي إنتم عاوزينه.
هز أدهم راسه نافيا وقـال بغضب :
_ لا شغل إيه.. تكمل تعليمها ماشي لكن شغل مستحيل طبعا .
حدجه جاسر بقوة وقد ارتسمت سخرية قاسية على زوايا فمه وقال :
_ يبقى الخطوبة دى مش هتكمل.
ليرد أدهم بقسوة من كلمات والده القاطعة :
_ ليه كده يا بابا.
تنفس جاسر براحة و قال بتعقل موضحا له وجهة نظره :
_ يا أدهم فريدة من أوائل دفعتها كل سنة وبتدرب في مكتب محاماه من أكبر المكاتب عند دكتورها في الجامعه وإسمه حامد الشناوي.
قاطعه أدهم وهو يهز رأسه مؤيداً وقال مسرعا :
_ عارف دكتور حامد طبعا و مجرد انه اختارها أكيد هي متفوقة فعلا وعـارف إنه بينقى اللى يشغلهم معاه ويدرهم عنده..بس أنا مش هستحمل إنها تختلط برجالة .. و إفرض حد زعلها في يوم وأنا مش جنبها تعمل إيه.
ضحك والده ضحكة عالية وقال ساخرا :
_ يا أدهم يا ولدى فريدة دى أنا أخاف عليك منها حتى وإنت بعضلاتك دى.
قطب أدهم حاجبيه وهز رأسه بعدم فهم وقال:
_ لأ صعبة عليا دى مش فاهم حاجة.
رد جاسر وهو ينظر إليه بتمعن متخوفا من ردة فعله :
_ عمك جلال سمح لسهى وفريدة إنهم يلعبوا كونغ فو و كراتيه وبقوا جامدين قوى وممكن يتلموا عليك ويفشفشوك.
كز أدهم على أسنانه وقال بحنق :
_ يا صلاة النبي كونغ فو وكراتيه.. ولسه في إيه تانى يا حاج انا معرفوش .
أضاف جاسر بحماس :
_ أيوة بيروحوا يتدربوا على حاجة كده إسمها..إسمها.
ضرب رأسه بقوة كي يتذكر ثم قال مسرعا :
_ أيوة إسمها زومبا.
رفع أدهم حاجبيه قائلا بتعجب :
_ بيرقصوا زومبا !!!
اجابه جاسر بنبرة محتدة :
_ رقص .. دول قالوا انها رياضة .
مرر ادهم كفه علي وجهه مستلهما الصبر و قال :
- بغض النظر هي رياضة و لا لأ .. بس كده البت حياة عندها حق .. ده إنتوا سايبين لهم السايب في السايب.
إغتاظ جاسر من رده وقال بإصرار شديد :
_ لأ سيبك من حياة دى خالص ربنا يهديلها نفسها .. أمها عمت عنيها بكرهها وحقدها.. لكن سهى وفريدة و مي حاجة تانية خالص و مازن محاوطهم بعنيه .
ساد الصمت مجدداً لدقائق.. وأدهم شارد فيما قاله والده.. فهو فعلا يحتاج فترة لكي يكتشف ماذا تغير بصغيرته البريئة..
في البداية شغلها.. ثم الكونغ فو والكراتيه.. ثم الزومبا !
أخرجه والده من شروده قائلا بتساؤل حذر :
_ سرحت في إيه اتكلم معايا .
قالها جاسر باقتضاب.. ليرد أدهم مسرعا :
_ مصدوم من اللي سمعته.. مش قادر أصدق إن فريدة البنوتة الصغيرة.. كبرت وعاوزة تشتغل ويبقى لها شخصيتها المستقلة عنى.
مسح جاسر على ظهره بحنية وقال بتعقل :
_ بالعكس بقا دى هي إختارت تدرس الحقوق علشان تبقى جزء من حياتك إنت.. وزي ما بتحبك حبت المحاماة.. وبكرة تبقى ند قوى ليك .. وتقف قدامك في المحكمة راسها براسك .. وتكسب القواضي منك كمان.
إبتسم أدهم في هدوء.. فربت والده على كتفه وقال بحنو :
_ قوم دلوقتى نام وبكرة نقعد نتكلم تانى.. يالا تصبح على خير.
ثم قبله في جبينه.. ليأتيهم صوت ياسين مداعبا :
_ إنت مش حارمنى من حاجة يا حاج أحضان وبوس إرحم نفسك شوية صحتك.
وقف جاسر مسرعا وقال بغضب :
_ المرة دى مش هسيبك يا قليل الأدب.
أوقفه أدهم قائلاً بصرامة :
_ سيبهولى أنا يا حاج.. أنا اللى هربيه عديم التربية ده .
أوما جاسر برأسه موافقا وقال بإستسلام :
_ ماشي هسيبهولك.. وأدخل لأمك لنامت وهي قاعدة من تعبها.. يالا تصبحوا على خير.
دلف جاسر لغرفته.. بينما تطلع أدهم بياسين بجدية وقال :
_ وقعت يا حلو ولا حدش سمى عليك.
تراجع ياسين بظهره.. وقال بخوف :
_ بقولك إيه إنت إيدك طارشة وأنا عارفها.. إستهدى بالله كده وإهدا.
لم يتمالك أدهم نفسه وإنفجر ضاحكا وقال :
_ يخرب عقلك بتفكرني بعمر بالظبط كان تافه زيك كده .. عموما بقولك صحيح معاك رقم فريدة.
سبل ياسين عيناه وقال متنهدا بمزاح :
_ هي لحقت وحشتك.. ما إنتوا كنتوا مع بعض من دقايق.
قطب أدهم جبينه متسائلاً:
_ وعرفت منين يا شارلك هولمز.
أجابه ياسين ببديهية :
_ من صفارتك يا دنجوان.. ده البيت كله عرف .
إجتذبه أدهم بالقوة من سترته وقال بحدة :
_ ما تحترم نفسك يا واد انت ولا أتغابى عليك.
قبل ياسين كفه وقال بتراجع :
_ آسف يا عمونا.. عموما رقمها...... .
تركه أدهم.. ثم عدل من ملابسه وقال وهو يخرج هاتفه من بنطاله :
_ خلاص سماح .. قولى بقا الرقم تاتى وبالراحة خالص .
تمددت فريدة على فراشها تتأمل سقف الغرفة أو بالأحرى يبدو لمن يراها هكذا ولكنها شاردة تسترجع بذاكرتها كل لحظة لهما سويا.. كل ضحكة كل إيمائة.. كل حضن...
فهي تشتاق لطفولتهم البريئة التي لم يكن بها قواعد أو حدود مثلما الآن.
ظلت مبتسمة متحمسة و تستعيد في ذكرياتهما .. حديثه الجميل.. عطره الاجمل .. بدت إبتسامتها أكثر وضوحا وهى تتذكر إعترافه بحبه لها.. ظلت هذه الكلمة يتردد صداها في أذنيها.. وكأنها لحن مميز يمتعها...
أفاقت من شرودها على رنين هاتفها الممل.. طالعت شاشته لتجده رقما غريبا.. فلم ترد..
أعاد المتصل إتصاله مرة أخرى.. ولم تجيب ثانية حتى وصلتها رسالة نصية من نفس الرقم.. فتحتها وقرأتها .
"ردي عليا يا دودة."
ارتعشت مقلتيها وهي تقرأ الرسالة.. وكتمت بصعوبة ضحكة عابثة تمردت عليها وخرجت من جوفها .. ليرن هاتفها مجددا فردت على الفور وقالت :
_ ألو.
رد أدهم عليها بعدما سقط قلبه في الهاوية من نبرات
صوتها الساحرة :
_ والله وحشتيني الشوية اللي فاتوا دول .
إستمر حديثهم طويلا ما بين شوق وحب وإكتشاف لعالم كل منهما .. إستسلم بعدها أدهم أخيرا من تعبه .. فهو لم ينم منذ يومين..
إنتهى حديثهم بنومهم مرهقين.


ياسمين ماهر أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-22, 01:11 PM   #6

ياسمين ماهر أبو حسين

? العضوٌ??? » 505604
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ياسمين ماهر أبو حسين is on a distinguished road
Mh04

الطوفان الثالث: الجزء الاول

طوفان الرغبة




الرغبة دائما دافع لأن تفعل المستحيل كي تصبو لما ترغب.. و أجمل أنواع الرغبة هو رغبة التقدم للأمام و هناك أشخاص قليلون من يمتلكون رغبة التقدم بإصرارهم و قوة شخصيتهم....
كانت تجلس و هي تقلب قلمها بين أناملها بشرود.. يأخذها الفضول لمعرفة ما ينتظرها حتي دلف عليها أحد الأشخاص و هتف بها:
_ سهي سيادة اللوا عاوزك في مكتبه حالا.
اومأت برأسها و إرتشفت بعضا من قهوتها السريعة و تركت الكوب و قفت و هي تعدل من سترتها و سحبت نفسا عميقا مقتضبا و زفرته بسرعة و انطلقت لمكتبه بترقب.....
وقفت أمام باب مكتبه مستلهمة القوة ثم طرقته ..فوصلها صياحه :
_ إدخل.
دلفت سهى لمكتبه بإبتسامتها الهادئة.. ووقفت أمامه وقالت :
_ تحت أمرك يا فندم.

أشار لها على مقعد أمامه :
_ إقعدي يا سهي إتفضلي.
جلست أمامه بثقة.. فقال برسمية راسما الجدية على ملامحه:
_ اولا انتي عارفة انا بقدرك ازاي و عارف كويس قدراتك و ان ثقتي فيكي مالهاش حدود .
إبتلعت سهي ريقها بتوتر فمن المؤكد انه بعد هذه المقدمة الطويلة ينتظرها شىء جلل ..
ردت بإمتنان :
_ طبعا يافندم و رأي حضرتك فيا وسام علي صدرى .. و لولا دعمكم ليا ماكنتش هبقي زى ما حضرتك دايما بتقول عليا .
إبتسم بخفوت و قال مباشرة :
_ اللواء فهمى عاوزك معاه في مهمة سرية جدا جدا جدا.
تشنجت تعابير وجهها و تسرب الخوف إلى قلبها وقالت بقلق :
_ اللواء فهمي بتاعنا و لا لواء فهمي تاني ؟!
هز رأسه بتفهم من صدمتها و قال مؤكدا :
_ أيوة هو .
أعادت شعراتها للخلف و قالت :
_ اللوا فهمي ..قصد حضرتك الجيش !
أوما برأسه مؤكدا :
_ أيوة محتاجينك في مهمة كبيرة في للجيش.
صمتت قليلا لتلتقط أنفاسها التي هربت منها من خوفها .. فركت أعلي انفها و هي تسأله :
_ يعنى يا فندم حضرتك عاوز تقنعنى إن القادة في الجيش عاوزني أنا لمهمة !
نظر إليها كأنه يستلهم الصبر قائلاً:
_ أيوة يا سهى..هما محتاجين حد مش معروف ومهمتك هتكون كشف خلية إرهابية في الإسماعيلية بتتعامل برسايل إليكترونية معينة قدرنا نفك شفرات بعضها.. بس هما حسوا وقدروا يغيروا كل حاجة في آخر لحظة .
إرتسم علي وجهه الاحباط و شبك كفيه ببعضهما امامه علي المكتب و تابع بضيق :
_ بس انا متأكد لو حاولتي إنتي مع الرسايل الجديدة هتقدرى خصوصا بعد ما كشفتي شبكة غسيل الاموال .. و انتي مش هتكوني لواحدك ما تقلقيش إحنا كمان هنوهمهم إننا لسه بنراقب الرسايل القديمة فهيتحركوا براحتهم على الجديدة.
لمعت عيني سهي بعدما فطنت لمقصده ليأردف بحزم :
_ مهمتك بقا تفكي لينا شفرة الرسايل دى وتحددى مكانهم وتعرفيلنا السفارة اللي بيبعتولها الرسايل دى جوة مصر .
رفعت حاجبها وقد أصابتها دهشة مؤقتة من طلباته الكثيرة .. هز سالم رأسه بعدم صبر وقال :
_ مالك يا سهى.. وباعدين إنتى ناسية إن اللواء فهمي اللي رشحك ليا علشان تشتغلى معانا.. يعني معرفتك وأكيد الشغل معاه هيبقى مريح لي?ي .. قلقانة ليه بقا ؟!
لم تبدى سهى أي إعتراض .. ولكنها تنهدت بإرهاق :
_ يا فندم حضرتك بتتكلم عن الجيش.. ده فخر ليا وتاريخ أعيش عليه باقى عمرى.. ومع ذلك قلقانة لأفشل وأخذل سيادة اللواء فهمى وأهز ثقته فيا و فشغلي.
عاد بظهره للخلف و هو يطالع قلقها .. فقال بابتسامة رائقة ليبث فيها ثقته بها :
_ أنا واثق فيكى لأبعد الحدود.. إنتي قدرتي توقعي أكبر عملية تهريب وغسيل أموال كانت هتحصل في تاريخ مصر.. بس اللي جاي مش سهل برضه إنتى هاتتعاملي مع ظباط الجيش.. فلازم ثقتك في نفسك تبقى أقوى من دلوقتى وما تتهزيشقدامهم .. وأنا متأكد من نجاحك إن شاء الله.
ردت بحماس ممزوج بالسعاده :
_ تمام يا فندم.. أنا مستعده وتحت أمركم.
طالعها بنظرة جادة وقال :
_ بكرة إن شاء الله هتروحي بعربية خاصة لمكان سيادة اللواء وهيفهمك مهمتك بالتفصيل.. بس.. أهلك لازم يوافقوا إنك تبعدى عنهم طول فترة
المهمة.
تمتمت بخفوت بعدما لوت ثغرها :
_ أوبا.. ودول هقنعهم إزاى بقا .
رد عليها سالم مسرعا :
_ ما تقلقيش فهمي هيتولى المهمة دى هو معرفة عمك وهيقدر يقنعهم بسهولة .. دى مهمة علشان مصر.
قالت سهى بخوف :
_ يا رب يوافقوا يا فندم.. أنا إتحمست جدا.
أجابها بثبات :
_ ان شاء الله .. تقدرى تتفضلي .
وقفت و ودعته و عادت لمكتبها و هي تتمتم بتعجب :
_ الجيش ! ده انا داخلة علي منحدر تاريخي و يا صابت يا خابت .


.................................................. ...................
.................


ياسمين ماهر أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-22, 01:15 PM   #7

ياسمين ماهر أبو حسين

? العضوٌ??? » 505604
?  التسِجيلٌ » Aug 2022
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ياسمين ماهر أبو حسين is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث: الجزء الثاني:

إجتمع الجميع للإفطار سويا .. نزلت فريدة متأخرة على الفطار لنومها في ساعة متأخرة بعد حديثها المطول مع أدهم ..رغم سخطها و غضبها السابق منه الا انه بكلمة واحدة قد محي آلام قلبها السابقة و ما كابدته في غيابه ..
سارت ناحية الجميع بإبتسامة مشرقة و التي تلاشت من صدمتها عندما رات أدهم الجالس بثقة و يتحدث و يضحك ويبدو عليه أنه نام جيداً..
ولكن ما أغضبها قرب حياة وزهرة منه وحديثهم الحميمي.. علت وجهها نظرة غضب لمحها أدهم من مكانه فوقف وإتجه ناحيتها.. وهي لم تلين نظرتها بل صاحبتها ارتفاع لحاجبها الايسر في حركة يعلم جيدا ان ورائها غضب شديد ..
وقف أمامها وحدجها بشوق وقال :
_ الجميل ماله .. ايه التكشيرة دى ؟!
عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت ببرود :
_ ما فيش..بس شيفاك واخد راحتك مع الكركوبة وبنتها اللعوبة.
دخل أدهم في نوبة ضحك عالية جعلت الجميع يلتفت اليه بتعجب من سخريتها .. دنا منها بأذنه و قال مسرعا :
_ إسمهم إيه ؟! .. والله لتقوليها تانى.
قالت بعدما أطلقت صوبه نظراتها النارية من سخريته :
_ الكركوبة وبنتها اللعوبة.. إيه عجبتك.
رمقها بنظرات مطولة جريئة و متعمقا في ملامح وجهها منتهيا عند شفتيها هاتفا بهمس :
_ أى حاجة منك بتعجبني.. وقوى كمان.
إرتبكت في وقفتها و تنحنحت بحجل لينقذها صوت والدتها التي قالت :
_ تعالى يا فريدة إفطرى يالا.
ردت فريدة و كأنها تشكرها علي تدخلها بالوقت المناسب :
_ حاضر يا ماما.
زم أدهم شفتيه و تمتم بغضب :
_ بقا ?ده يا سوسو.. أمك شكلها هاتقطع علينا.
ردت فريدة بصوتها الطفولي و الذي بقي له من فريدة القديمة .. و الذي دك حصونه المتحكمة في إنفعالاته بذبذباته الناعمة :
_ إخص عليك يا أدهم دى ماما عسل.
لاحظ دلالها المثير و حركة كتفها الناعمة .. فرفع حاجبه بغضب وقال:
_ اوعى تتكلمى مع حد بدلعك ده في الجامعة ولا مع حد غريب .. وباعدين ما مامتك عسل لأنها جابتك يا قمر إنتي.
تنحنحت فريدة و صاحت قائلةو هي تبتعد عنه :
_ حاضر يا ماما جاية أهه.
تركته وإبتعدت وهو يتطلع إليها بإبتسامة متسلية .. جلست بجوار والدها وقالت:
_ صباح الخير عليكم جميعا.
رد الجميع :
_ صباح النور.
إجتذب أدهم كرسى و جلس بجوارها ببساطة مما أشعل نار الغيرة بقلب زهرة وحياة و تطلعا ببعضهما في صمت...
سألها جلال بإبتسامة ساخرة:
_ ما لسه بدرى يا أستاذة فريدة.
تركت كوب الحليب من يدها و هي ترفع عينيها بملل و قالت:
_ كل شوية يا أستاذة فريدة يا أستاذة فريدة.. قاصد تضايقني انت صح.
فسألها أدهم بتعجب:
_ و ايه اللي يضايق فيها مش فاهم.
تعالت ضحكاتهم ليهتف جاسر بتوضيح:
_ لما اختارت تدرس الحقوق و تبقي محامية بقا عمك جلال يتريق عليها و يقولها هتبقي زي الأستاذة فاطمة الفيلم بتاع فاتن حمامة ده و من يومها و انت عاوز تعصب فريدة.. قولها يا أستاذة.
مال جلال عليها و سألها بتأكيد:
_ عندكوا النهاردة درس الزومبي ده مش كده.
ضحكت فريدة ضحكة عالية فوخزها أدهم فيقدمها فتأوهت و هي تقول :
_ إحم.. إسمه زومبا يا بابا زومبا.
فقالت زهرة وهي تلوى شفتيها بحنق:
_ لازمتها إيه يعنى.. ولاهو دخول وخروج وخلاص البت مالهاش إلا بيتها.. ده غير ان حياة وريتني فيديوهات لسخام البرك ده و طلع استغفر الله رقص و مسخرة.
رفع مازن عينيه صوبها بنظرات نارية و ترك قطعة الخبز من يده و اجابها بحدة:
_ يبقي مسخرة لو جنس راجل بص عليهم من بعيد.. انما المكان اللي بيتدربوا فيه أمان و كله بنات و انا بروحه دايما علشان اتطمن عليهم.
ثم تحول بعينيه ناحية أخته التي كانت تصك أسنانها من الغضب و غمز لها لتبتسم بإمتنان متابعة حديثه بكل ثقة :
_ اما جو البنت مالهاش الا بيتها ده إنتهى خلاص .. إحنا دلوقتى بنعمل شغلنا أحسن من الرجالة كمان و متفوقين .. عندك سهى مثلا اللواء سالم بيعتمد عليها في المهمات الصعبة والسرية لأنها تستحق اللي هي فيه بعد ما تعبت على نفسها.. وكملت دراستها العليا في كلية الشرطة.. وبقت أنجح من رجالة كتير في الجهاز عندها.. و انا من اوائل دفعتي علي كل شباب الدفعة رغم اني بنت.. حتي مي بنت حضرتك مسئولة عن سنتر كامل بأكبر مول للملابس الجاهزة و ممشياه زى الساعة و هي لسه بتدرس و أمثلة كتير.. ياريت حضرتك تراجعي افكارك.
تطلع إليها أدهم بإعجاب شديد لشخصيتها القوية وثقتها بنفسها.. فقال جاسر بفخر :
_ عندك حق يا فريدة إنتى وسهى بميت راجل.
رفعت حياة حاجبيها بإستنكار وعلت السخرية وجهها و هي تقول :
_ هما بس سهى وفريدة اللي بتقال لهم الكلام الحلو دايما .. إنما أنا ومى على الهامش.
رد عليها جاسر بقوة و بنبرة قاطعة :
_ لأ ياحياة إنتي اللي همشتي نفسك بعد ما سمعتى كلام أمك وقعدتى في البيت و مكملتيش تعليمك .. إنما مي بقا فامشاء الله مسئولة عن سنتر زى ما قال فريدة و ليها شخصيتها زى ياسين ومازن.
أعاد جلال سؤاله على فريدة وهو يدارى غضبه من حياة :
_ المهم يا فريدة انتم هتروحوا مشواركم ده ولا لا علشان اعرف يا بنتي قبل ما اخرج .
ردت فريدة وهي تضع المربى على الشطيرة:
_ أيوة يا بابا هنروح إن شاء الله ..لما سهى ترجع وليلى هتقوت عليا وهنروح سوا.
تهللت أسارير ياسين.. وقال بلهفة :
_ هي ليلي هاتيجي.. كويس إنك قولتيلي.
صفع ياسين مقدمة رأسه سأله و هو يكظم ضحكته عليه بينما التفت اليه جاسر و قال مداعبا :
_ مهتم يعني.. مش فاهم سؤالك ده ليه.
حاول ياسين جاهدا أن يخترع سبب ما لسؤاله الغشيم فقال بتلعثم :
_ يعنى علشان أوصلهم لو محتاجين مساعده وكده بس .
فقال أدهم مسرعا :
_ لا يا حبيبي أنا رجعت ولو محتاجين مساعده يبقى أنا اللي هساعدهم.
ليرد مازن بغضب و هو يوزع انظاره بينهما :
_ لا يا بابا إنت وهو هما لو محتاجين مساعده أنا أولى بإخواتي طبعا منكم .
ضربت فريدة جبهتها وقالت بصياح :
_ إنتوا هاتتعازموا على بعض ..ناسين إنى معايا عربيتي وسهى كمان معاها عربيتها.. يعنى شكرا ليكم على المساعدة.
لملم مازن أشيائه و قال :
_ يالا بينا احنا يا ياسين عاوزك معايا و انا بستلم شساتين السواريه الجديدة لازم تشيك عليهم معايا .
وقتشف اخر ما تبقي بكوب لشاي خاصته مرددا :
_ مع انه عندي جامعة بس مش مشكلة فداك .. يالا عاوزين حاجة يا جماعة .
اجابته اميرة :
_ لا يا قلب امك ربنا يحسن ما بين ايديكم و يوسع رزقكم .



.................................................. .....................
..............


أمضت العائلة يومهم سويا.. بعدما تحمل ياسين و مازن اعمال محلاتهم و تركوا الكبار ينعمون ببعض من الراحة و لو ليوم ..
غمز أدهم لوالده الذي إعتدل في جلسته وقال موجها حديثه لجلال :
_ كنت عاوز أفاتحك في موضوع مهم يا جلال.
رد جلال متحمسا:
_ تحت أمرك يا حاج إتفضل.
إبتسم جاسر إبتسامته الهادئة المعهودة وردد :
_ أدهم كلمنى إمبارح علشان نتمم موضوع خطوبته على فريدة.
كان وقع كلماته كالصاعقة على الجميع .. بينما تحولت وجنتي فريدة لجمرتين ملتهبتين من خجلها..
إبتسمت سعاد إبتسامة واسعة.. بينما ربتت على يدها بسعادة أميرة .. ولكن الحقد البادى على زهرة وإبنتها حياة لم يخفى على أحد..
غمزت مي لفريدة بإبتسامة رائقة ..
بينما دلف ياسين ومازن و قالا بمشاغبة:
_ متجمعين عند النبي.
اسرعت مي مرددة:
_ اقعدوا عمي جاسر طلب ايد فريدة لأدهم.
صفعا كفيهما في بعض فهما كانا على يقين هذه الخطوة.. ليقول مازن بترقب:
_ و انت ايه رأيك يا بابا؟!
رد جلال بفرحة قد ملأت نبرات صوته:
_ أنا عن نفسى شرف ليا مصاهرتك يا حاج، وأدهم راجل يتمناه أي أب لبنته.. بس الرأى هنا رأى فريدة.
تطلع الجميع إليها ما زاد توترها وقلقها، فـسألها جاسر قائلا بجدية :
_ هاه يا فريدة إيه رأيك يا بنتى.
أطرقت رأسها وقالت بصوت مرتعد وشفاه مرتعشة :
_ اللي تشوفوه يا عمي.
خرجت زغرودة سريعة من أميرة.. تلتها زغرودة من سعاد ليبتسم الجميع بسعادة ..
تنهد أدهم براحة وقال مسرعا:
_ الحمد لله.. المهم دلوقتي نحدد ميعاد الخطوبة بقا.
ضحك جلال ضحكة عالية وقال متعجبا من حالته :
_ مالك مستعجل ليه يا عريس.. مش لازم تعرفني اول أخبار شغلك إيه.. وناوى على إيه.. وظروفـك إيه.. ولا إيه يا حاج جاسر.
هز جاسر رأسه بالإيجاب وهو يؤكد :
_ عندك حق يا جلال.. بس ما تقلقش أدهم جاهز وأنا هسيبه هو يتكلم. إعتدل أدهم في جلسته وقال بثقة:
_ أنا إتعينت معيد في الجامعه وهبدأ شغلى من الإسبوع اللى جاى.. وكمان مطلوب في أكتر من مكتب محاماه منهم مكتب الدكتور حامد الشناوى اللى بتدرب فيه فريدة.. وشكلى كده هقبل عرضه.. وبعد فترة هفتح مكتبى أنا وفريدة إن شاء الله.. والبيت أنا معايا مبلغ كويس أقدر أشترى شقة تكون قريبة من هنا وهفرشها باللي تؤمر بيه يا عمى إنت وفريدة.
أوما جلال برأسه وقال :
_ على بركة الله.. مبروك يا ولاد.
تر?ت حياة الجلسة.. وصعدت شقتهم وهي غاضبة وحانقة على الجميع. و تتوعدهم بم يفوق خيالهم .
وقف أدهم وإقترب من عمه وقال :
_ ممكن نقرأ الفاتحة دلوقتي يا عمى.
رد جلال بصوت متحير:
_ لا ده إنت مستعجل بجد.. بالراحة يا إبنى الأمور دي مش بتتاخد بسرعه ?ده.
فتطلع أدهم لوالده بنظرة إستغاثة.. فقال جاسر بإبتسامة:
_ بعد إذنك يا جلال إيه رأيك تبقى حلاوتها في حموتها.. ونقرأ الفاتحة دلوقتى ونحضر للخطوبة في أقرب وقت وأوعدك هعملهم حفلة الكل يتكلم عنها.
_ أوما جلال رأسه موافقا وقال :
_ حاضر يا حاج اللي تشوفه هي بنتك وهو إبنك.. على بركة الله هات إيدك يا أدهم.
تطلع أدهم لفريدة بفرحة وهموا يقرأون الفاتحة .. أتموا قرائتها فتعالت الزغاريد مرة أخرى وبدأت التهاني من الجميع..
وقف أدهم أمام فريدة ووجذبها من يدها أوقفها أمامه وتطلع إليها بحب وأخرج من جيبه علبة قطيفة أخرج منها خاتم الخطبة وألبسها إياه..
رمقته فريدة بسعادة ليقول لها أدهم بفرحة:
_ أوعدك قدام الكل إنى هحافظ عليكي.. وهحطك جوة عنيا وقلبي.. وهعمل المستحيل علشان أسعدك ..يا نصى التاني.
تأملته فريدة وقد شعرت بأنه ينظر إليها كما لم ينظر إليها من قبل، وعشقت بها نظراته ..
إبتسمت بخجل وقالت :
_ شكرا يا أدهم.
صاح بهم ياسين قائل ا:
_ عقبالي يا رب.
ردت مي بسرعة:
_ أمين.
رمقها ياسين بغضب وقال في نفسه :
_ هاو..ده بعينك.. أهبل أنا أروح أتجوز فرقة.
إقترب عثمان من أدهم وفريدة وقبلهما وقال :
_ مبروك يا ولاد.. ربنا يهنيكم ويسعدكم.
اجابه سويا :
_ ش?را يا عمي.
تطلع عثمان لزهرة بنظرة تهديد لكي تقترب و تهنأهم .. فوقفت متصنعه الإبتسام وقالت ببرود :
_ مبروك.. ربنا يهنيكم.
_ الله يبارك فيكي يا مرات عمى.
دخلت سهي وقالت :
_ أنا جيت.. السلام عليكم.
رد الجميع:
_ وعليكم السلام.
لاحظت تعبيراتهم المتفاوتة ما بين الفرح والخجل والغضب.. فقالت مستقهمه :
_ في إيه إحـكولى فاتنى كتير.
رد مازن بفرحة:
_ ده إنتى فاتك كتير قوى.. أدهم قرأ فاتحة فريدة ولبسها الخاتم.
تطلعت سهى لأدهم وقالت بقوة :
_ مش بتضيع وقت إنت سجنتها معاك بسرعة ..مستعجل ليه كده.
فأجابها ببديهية:
_ أنا مش مستعجل.. ده أنا إتأخرت كتير.
هزت رأسها بالإيجاب وقالت :
_ عموما مبروك..ربنا يتمم ليكم بخير.
إقتربت من فريدة وإحتضنتها بقوة وقالت وهي تقاوم دموع تشكلت في مقلتيها :
_ خلاص هياخدك منى يا ديدة.
مسحت فريدة على ظهرها بنعومه وقالت بحنان:
_ عمرى ما هبعد عنك يا سهى..ربنا ما يحرمنا من بعض.
دخلت ليلى عليهم .. وإقتربت من جمعهم وقالت :
_ مساء الخير يا جماعة.
رد الجميع :
_ مساء النور.
تطلعت لأدهم مبهورة من التغير الكبير في شكله ووسامته الزائدة .. ثم إبتسمت وقالت :
_ حمد الله على السلامة يا أدهم.
_ إبتسم وهو يتطلع إليها بتعجب من هيئتها الجذابة.. ثم قال :
_ الله يسلمك يا ليلى.. إتغيرتى كتير.. إنتوا كبرتوا إمتى كده .
عاينته ليلي قائلة بإبتسامتها الساحرة :
_ أربع سنين كتير برضه يا أدهم.. بس إنت كمان متغير خالص .
إقتربت منها سهى وقالت :
_ باركى لأدهم وفريدة يا لولة إتقرأت فتحتهم من شوية.
دخلت في نوبة ضحك .. أذابت معها قلب ياسين الذي ضرب رأسه بيده وقال هامساً :
_ يا دين النبي.. حد يشيلها من قدامي يا جماعة.
تحكمت في ضحكها و اعتذرت بخجل :
_ أسفة بس ما قدرتش أمسك نفسي.. ليه السرعة دى بس هي الدنيا هتهرب .
ردت سهى مؤكدة كلامها :
_ أنا قولت كده والله.. بس أدهم ما صدق.
تطلع إليهما أدهم بغضب وقال :
_ أيوة ما صدقت.. ده أنا بحبها من وهي في اللفة كفاية بقا ولا إيه.
ردت ليلى بخوف بعدما إستشعرت غضبه الشديد :
_ لأ كفاية طبعا.. مبروك يا ديدة.
إكتفت فريدة بالإبتسام وقالت مجاملة:
_ الله يبارك فيكي يا لولة..عقبالك يا حبيبتي.
جلست ليلي وهي تقول :
_ كنت جاية علشان أخدكم لكلاس الزومبا.. بس كده النهاردة كمان out صح.
رد أدهم بنبرة قاطعة :
_ طبعا صح.. أنا هخرج شوية مع فريدة.. بعد إذنك طبعا يا عمى.
رد جلال باقتضاب :
_ لا يوم تانى بقا .
تحطمت مع كلماته كل الأحلام التي بناها أدهم لهذه النزهة الرومانسيةو التي كان يخطط لها ..



.................................................. ................................
................



في مكتب اللواء فهمى.. وقف ثلاثة وحوش من وحوش قواتنا المسلحة بهيئتهم المرعبة لأى خائن و قوتهم بادية علي ملامحهم ..
تطلع إليهم وهو يمرر عينيه عليهم بصمت ثم قال بحزم :
_ الشخص اللي هيساعدكم في مهمتكم جاهز وبكرة إن شاء الله هيكون هنا تتعرفوا على بعض وتبدأوا شغل.
تأفف الرائد سامح بخفوت و عاد بعينيه ناحيته و قال بضيق:
_ بصراحه يا فندم إحنا مش محتاجين حد جديد معانا.. ونقدر على المهمة لوحدنا زى ما إحنا وإدارة نظم المعلومات بتمدنا بكل المعلومات اللي عايزينها.
لاحظ هدوء فهمي و انصاته له دون تعقيب فأردف قائلا ببديهية:
_ وباعدين يا فندم إحنا وحدتنا للإشتباك ومالناش في جو الرسايل الإلكترونية ده من الأساس.
أضاف الرائد باسم بطريقة مهذبة :
_ سامح عنده حق يا فندم.. وباعدين إحنا كنا قربنا نوصل.. وأكيد هنقدر مرة تانية.
وقف اللواء فهمى وضرب سطح مكتبه بقوة و قال بصرامة جعلتهم ينتفضون في وقفتهم :
_ فين أول قواعد إتعلمتوها في العسكرية يا بشوات .. إنتم هاتجدلوني و لا ايه .. ده اللي بتعلموه للمجندين.
رد سامح بصرامة و هو يعقد ذراعيه خلف ظهره بإحترام :
_ آسفين يا فندم غلطة مش هتتكرر.
جلس فهمى على مكتبه وقال بتعقل هادىء :
_ دى خلية إرهابية خطيرة و مهم إننا نمسكهم عايشين.. يعني الموضوع مش إشتباك وضرب نار وبس يا سيادة الرائد .. عموما بكره هعرفكم على زميلكم الجديد.. هو شخص متمكن من شغله جدا.. وذكي جدا.. وهتستفادوا منه.. ده غير إنه هيساعدكم في التمويه ومحدش هيتخيل إنه ده اللي هيحللكم المهمة دى.
رد الرائد ماجد بإنصياع عسكرى :
_ تمام يا فندم.. اللي حضرتك تؤمر بيه.
تطلع فهمى بالاوراق امامه مضيفا بحدة :
_ بكرة ان شاء الله هعرفكم عليه.. وإنت يا سامح زي ما إنت قائد العملية.
ثم رفع عينيه يطالعهم بقوة و هو يقول:
_ بس المساعد الجديد ليكم مش هتقل صلاحياته عنكم.. ومطلوب منكم إنكم تتعاونوا مع بعض.. عارف إن ده صعب عليكم بس المواجهات ما بقتش بالسلاح بس.. بقا في وسائل أخطر وأنا إخترتكم انتم للمهمة دى من الأول لكفائتكم.. إتفضلوا إنصراف.
أدوا التحية العسكرية و انصرفوا في صمت...
خرج الثلاثة من عنده وهم في حالة ضيق.. فقال ماجد مازحا بنبرة ساخطة :
_ تخيلوا صلاحياته هتبقى زينا.. حتت واد قاعد ليل ونهار قدام الكمبيوتر بيلعب عليه هيبقى زينا.. عجبت لك يا زمن.
توقف سامح في سيره و التفت اليه قائلا بحنق :
_ بقولك إيه يا بوتاجاز إنت.. ما تشعللناش أكتر ما إحنا والعين.. بس فالح جوة اللي تؤمر بيه يا فندم عاوز تاخد بونط علي قفانا يا أصفر .
هتف ماجد بضيق و هو يشيح بيده في وجهه :
_ لا أعمل زيكم وآخد وأدى معاه في الكلام وأنسى إنه القائد بتاعنا.
استند باسم علي الحائط خلفه و هو يطرق بأنامله علي ذقنه مفكرا و قال مستفهما:
_ دلوقتى إحنا هنعمل إيه مع العيل السيس اللى جاى لنا ده خصوصا بعد موضوع التمويه.. اموت و اعرف ايه علاقته بالتمويه؟!
ضحك ماجد ضحكة عالية وقال بسخرية :
_ وبتقولوا عليا بوتاجاز .. ده باسم جاب من الأخر.. بس بتفق معاه بالكلام بتاع حكاية التمويه دي.. مش عارف ليه قلبى مش مطمن.
رد سامح بإستغراب :
_ هيكون قصده إيه يعني.. عموما يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش.
اقترب ماجد من سامح و قال بتمنى :
_ طب بزمتكم ما تعبتوش من جو ضرب النار والإشتباك وتحرير الرهاين والنط من الطيارات والجو ده.
تطلع إليه سامح بغضب وقال :
_ أنا مش مصدق نفسى إني واقف قدام ظابط جيش و مش اي ظابط جيش .
هز باسم رأسه حانقا وقال بعبوس :
_ ما تاخدش في بالك منه ده واحد دماغه فاضيه.. جسم عالفاضي.
رد ماجد عليه وهو يطالعه بنظرة لوم :
_ ماشي يا بسوم براحتك.. عموما هتعملوا إيه مع الواد اللي هيأنسنا الفترة اللي جاية دى.
إبتسم سامح بمكر وقال :
_ لو طلع عيل طرى.. هنشف أمه.
زم ماجد شفتيه وقال بخوف :
_ إستر ياللي بتستر.. بس تصدق سامح معاه حق ده لو طلع عيل فرفور فعلا ده إحنا هنبقى مسخرة باقي الوحدة.
رفع سامح عينيه بملل و قال:
_ جرى ايه يا ماجد انت هتقضيها سامح معاه حق، باسم معاه حق بلاش ملل الله يخليك.
ربت باسم على كتف سامح وقال :
_ أنا معاك في اللى هتعمله يا سامح.. الواد ده لازم يروح تدريب مستجدين.. ويا سلام ولو إتعمل معاه الصح ويمر بإسبوع الجحيم مع المجندين.
رد سامح عليه بإبتسامة شيطانية و هو يقول غامزا بعينه :
_ إنت كده فاهمني صح.
تطلع إليهم ماجد بخوف وقال :
_ ما تخفوا شوية يا وحوش.. أمال لو ما كنتش مهمتكم حماية الناس.. كنتوا عملتوا إيه ؟!
قطب سامح حاجبيه و قال بسخط:
_ اومال عاوز حتت عيل يجيي يتنطط علينا قدام المجندين و رجالتنا بحجة انه معاه صلاحيات زى صلاحياتنا و اسكتله.. يا أخي ده دا.
حثهم باسم علي السير ليبتعدوا عن غرفة اللواء و هو يقول بعقلانية:
_ اساسا صنف العيال دى مش هيستحمل طريقتنا و هيعتذر من اول يوم و يهرب ما تقلقش.
سار سامح بخطوات واسعة و هو يقول:
_ و الله أتمني مع اني مش شايف ليه أي ستين لازمة و لا بحب اي حد من الداخلية يتحك في شغلنا من الأساس.
سار ماجد بجوار باسم و قال بتنهيدة مقتضبة:
_ هيبتنا هتروح يا بسوم.. تخيل لو يعرف بموضوع الصلاحيات و يتنطط علينا.
توقف باسم في سيره و التفت اليه قائلا بنفاذ صبر:
_ انت برج الجوزاء يا ابني.. عندك انفصام مثلا.. ما ترسى علي بر هو صعبان عليك و لا هتكون معانا.
أشاح ماجد بذراعه قائلا بضيق:
_ معاكم يا سيدى طبعا.. هو في ايه محدش يفضفض معاك بكلمتين يا ساتر عليك.
و تركه و ابتعد لاحقا سامح و هو يناجي ربه ان تمر تلك الايام علي سلام.. فما ينتويه سامح و باسم قد ينهي تقدمهم في جهازهم بذريعة مخالفة الاوامر.....


.................................................. .............................
.................



في المساء هاتف اللواء فهمى جاسر .. وطلب منه مقابلته هو ووالد سهى.. وافق جاسر وإتفقوا على أن يرسل إليهم سيارة خاصة لتقلهم لمقر عمله.. فرد جاسر متعجبا:
_ أنا بدأت أقلق يا فهمى.. هو فيه إيه بالظبط.
رد فهمى باقتضاب:
_ لما تيجي هتعرف.. العربية قدام الباب عندكم .. مع السلامة.
هاتف جاسر جلال وطلب منه مقابلته في حديقة منزلهم.. نزل جلال الذي لاحظ تجهم وجه أخيه ..
فاقترب منه وسأله مستفسرا:
_ مالك يا حاج.. في حاجة.
رد جاسر متوترا ً:
_ اللواء فهمى عاوزنا نروحله فورا.. علشان موضوع بخصوص سهي.
_ سهي !
قالها جلال متعجبا.. ليرد جاسر قائلا:
_ أنا كمان مستغرب زيك.. بس يالا نركب العربية اللي باعتها وهنعرف كل حاجة هناك يالا بينا.
_ ركبوا السيارة.. وكان زجاجها من الفاميه الغامق.. حتى لا يتسنى لهم رؤية الطريق.. بعد فترة طويلة وصلوا لمقر قوات العمليات الخاصة..
ترجلوا من السيارة بخوف.. حتى أشار إليهم أحد المجندين.. فصعدوا معه لمكتب فهمى..
طرق العسكرى الباب.. ودخلا للغرفة.. وقف فهمى لإستقبالهم بإبتسامة هادئة.. إقترب من جاسر وقال مرحبا:
_ أهلا وسهلا منور الدنيا يا حاج جاسر .
رد جاسر بإبتسامة:
_ شكرا يا سيادة اللواء.
_ إزيك يا جلال أخبارك إيه.
قالها فهمي.. فرد جلال وهو مازال متوتر و متحسبا للقادم :
_ الحمد لله يا فندم .
أشار اليهم فهمى بالجلوس وهو يعود ليجلس على مكتبه مرة أخرى.. وقال:
_ أكيد عاوزين تعرفوا أنا طلبتكم هنا ليه .
بصراحة أيوة.
قالها جلال بسرعة.. فاعتدل فهمى في جلسته وقال بصرامة :
_ بصراحة إحنا عاوزين سهى في مهمة تابعة للقوات المسلحة.. وخلال فترة المهمة دى.. هتبقى مع رجالتي دايما.. يعنى هتبعد عنكم فترة طويلة شوية.. لغاية ما نقدر ننهي مهمتنا بنجاح.
أنهى فهمى كلماته فوجدهم يتطلعوا إليه ببلاهه من الصدمة.. فقال متعجبا :
_ مالكم في إيه؟!
خرج جلال من صدمته وقال مستفهما :
_ يعنى بنتى هتبعد عنى.. وهتقعد مع ظباط جيش لواحدها.. طول
فترة المهمة.
_ أيوة. "قالها فهمي ببديهية..
فرد جلال بعصبية:
_ معلش يا فندم بس دي بنت.. وإحنا صعايدة.. إيه اللي يضمنلي إنه ما حدش يأذيها أو يتعرض لها.
رد فهمي شارحا نظريته بتعقل :
_ شوف يا جلال أنا ?لفت تلت ظباط من أكفأ ظباط الجهاز بالمهمة دى معاها وأكيد هيحطوها جوة عنيهم.
هز جلال رأسه رافضا الفكرة قائلا بضيق:
_ يا سيادة اللواء بس دول في الأول والأخر رجاله وهي بنت.. لا سامحني بس أنا مش موافق.
إستند فهمى بكلتا يديه على مكتبه.. وقطب جبينه قائلا:
_ بس أنا قبل ما أرشح بنتك للقادة بالجيش إتأكدت إنها بنت بميت راجل وتقدر تدافع عن نفسها كويس قوى.. والرجالة بتوعنا بيضحوا بعمرهم علشان بنتك وبنتي وبنات مصر كلها ما يتأذوش تتخيل بقا إنهم ممكن يأذوها.
خرج جاسر عن صمته وقال لطمأنة أخيه :
_ أنا حاسس بيك يا جلال بس سهى هتساعد رجالتنا في الجيش إنهم يحموا البلد.. وباعدين إحنا هنبقى فخورين بيها لما تنجح ومصر كلها تتكلم عنها.. وهنكلمها طول الوقت سواء بالتليفون أو بالفيديو وبكده هنطمن عليها.
ف?ر جلال قليلا فيما قالوه.. معهم حق فهي تستطيع حماية نفسها.. ولكن رجالنا في القوات المسلحة أهل للثقة بالنهاية ..
خرج عن صمته وقال بتنهيدة مقتضبة :
_ تمام.. على بركة الله.. بس بنتى أمانة في رقبتك يا سيادة اللواء.
_ ما تقلقش عليها.. وأنا حابب أشكركم إنكم عندكم بنت زى سهى بذكائها وأدبها وقوة شخصيتها.. إنتم لازم تفتخروا بيها.
إبتسم جلال بفخر وقال:
_ شكرا يا فندم.. وربنا يوفقها ويوفقكم وتقدروا عليهم الكلاب دول .
_ يا رب.

عادوا الإخوة لمنزلهم.. جلسوا على طاولة بحديقة المنزل.. إقترب أدهم منهم وقال مستفسرا:
_ كنتوا فين كده.
رد جاسر قائلا بجدية :
_ إقعد يا أدهم علشان الكلام كله يبقى قدامك.
إستشعر أدهم توترهم وقلقهم وقال :
قلقتنى يا بابا في ايه؟!
أخرج جاسر هاتفه وهاتف سهى وطلب منها النزول إليهم.... بعد قليل جلست سهى معهم وهي في إنتظار قرارهم بفارغ الصبر...
قص جاسر عليهم ما دار بينهم وبين اللواء فهمى وأنهم وافقوا على إنضمام سهى لهم بعد فترة.. وقف أدهم منتصبا بغضب وقال :
_ مستحيل طبعا.. إنتم إزاى وافقتوا علي كده .
جذبته سهى من يده وأجلسته وقالت هامسة:
_ يا أخي حرام عليك اقعد .. أنا مش مصدقة أصلا إنهم وافقوا.
حدجها أدهم بتعجب وقال :
_ يعنى إنتى موافقة على الكلام ده؟!
أومأت برأسها وقالت بصرامة :
_ أيوة موافقة يا أدهم.. ده شغلي.. وباعدين هسألك سؤال لو سمحتلي... فرضا كانوا طلبوك إنت لمهمة في الجيش.. هتتأخر.
زفر بضيق وقال مسرعا :
_ أنا راجل.. وإنتي بنت.. عارفة يعنى إيه بنت.
ردت بنظرة حادة:
_ عارفة.. وموافقة أخدم بلدى حتى لو كانت حياتي تمن لده.
تطلع إليها الجميع بفخر.. فقال جلال وهو يضمها بذراعه لكتفه :
_ ربنا يحميكي.. بس هقول لأمك ومازن إيه إن شاء الله ؟!
رد جاسر بعد تفكير:
_ لما ييجي الوقت اللي هتبعد عننا فيه نبقي نقول إنها مسافرة برة مصر في مهمة مع الداخلية.. وإحنا وافقنا.
فقالت سهى بفرحة:
_ أنا مبسوطة قوى إنكم فهمتوا طبيعة شغلى.. إنتم أحلى أهل في الدنيا.
إحتضن أدهم كفيها بين كفيه وقال وهو يتطلع إليها بحب :
_ أنا واثق فيكي يا سهى.. وعارف إنك قد المهمة دى وقدود.. خليكي واثقة في نفسك أغلب الوقت تمام.
ردت بحماس:
_ حاضر يا أطيب أخ في الدنيا.
ربت على كفها بكفيه وقال:
_ حبيبتي ربنا يحميكي و ترجعي بالف سلامه.
وقف جاسر وقال بتعب:
_ يالا بقا كل واحد على بيته.. الدنيا بردت.
وقف الجميع ماعادا أدهم إلتفت إليه جاسر وقال متعجبا:
_ مش هتطلع يا أدهم؟!
إبتسم أدهم ببراءة ماكرة وقال:
_ لا أنا قاعد شوية.. إتفضلوا إنتم.
ضحكت سهى عليه ووضعت أناملها في فمها وأصدرت صفير كصفير أدهم.. وقالت بخبث:
_ تصبح على خير يا أدهومي.
تصنع الإبتسام وقال ساخرا:
_ وإنتي مش من أهله يا سو.
صعدوا علي الدرج لتصطدم بهم فريدة اثناء هبوطها الدرج بسرعة.. إستجمعت أنفاسها وقالت بلهاث :
_ آسفة يا عمى.. ما أخدتش بالي و الله .
فسألها جلال بخبث :
_ على فين يا فريدة.
اجابته بخجل:
_ ما إنت عارف يا بابا ولا لازم تحرجني وخلاص.
تركتهم وهبطت الدرج.. وسط ضحكات الجميع.. إتجهت لمكانهم المعتاد.. فوجدته جالس بإنتظارها..
جلست بجواره وقالت:
_ كنت عاوزني في حاجة يا أدهم.
تطلع إليها بحب و هو يتأملها.. صغيرته أصبحت فتاة جميلة.. لم يعرف متى كبرت.. ولا كيف إبتعد عنها كل هذه السنوات.. حتى عاد إليها في النهاية..

حمل كفها الأيمن بين كفيه.. وتطلع لخاتمه الذي زين يدها.. ورفع يدها ناحية وجهه وقبل الخاتم ثم قبل يدها..
تسارعت دقات قلبها وجذبت يدها بسرعة .. وقالت بخجل:
_ بطل بقا حركاتك دى لو سمحت .
مال ناحيتها قائلاً بهمس:
_ حركات إيه ده أنا لسه بسخن..التقيل جاي ورا بس مش دلوقتى.
ابتسمت بخفوت فقال متابعا:
_ بحبك قوى يا ديدة.
اتسعت إبتسامتها بخجل.. فأردف قائلا :
_ وإنتى بتحبيني ولا.
حاولت جاهدة أن تخفي خجلها.. والذي إرتسم على وجنتاها بحمرة لذيذة.. تلهب مشاعره ناحيتها أكثر وقالت مطرقة رأسها:
_ أكيد إنت عارف إجابة سؤالك ده من زمان قوى.
فتابع بنبرة صوته الخافتة:
_ بس عاوز أسمع بودني علشان أتأكد.
بدأت تفرك أصابعها من خجلها.. فقال مناكشا :
_ اللى يشوفك وإنتى مكسوفة كده.. ما يعرفش إنك بتلعبي كراتيه وكونغ فو..لا وكمان زومبا.
_ وكيك بوكسينج كمان.
قالتها بثقة.. فرفع حاجبه مستغربا ما قالته و هو يقول :
_ ليه كل ده يعني.. اللي يشوف رقتك وجمالك ده.. ما يشوفكيش لما هتبقى بعضلات وهتبقى شبه الرجالة.
ردت بتلقائية بريئة:
_ يا حبيبى الزومبا والبوكسينج ..علشان أحافظ على جسمى إنه يفضل رشيق دايما.
إقترب منها وهو يلتهمها بعينيه وقال:
_ قولتي يا إيه !
إسترجعت كلماتها الأخيرة.. فعضت على شفتيها ووقفت بسرعة هاربة من نظراته الجريئة.. ولكنه بسرعة الفهد إجتذبها إليه.. وحاول التطلع داخل عيونها رغم هروبها منه.. و قال:
_ لو ما قولتيش قولتي إيه تانى هفضل موقفك كده للصبح.
هتفت فيه بحدة مستنكرة تلميحاته ولمساته :
_ سبنى يا أدهم بقا لو سمحت.
رفع رأسها ناحيته.. وتطلع داخل عيناها وقال محذرا:
_ إنتى عرفانى.. ومش هسيبك غير لما تقولى يا حبيبي تاني.
حاولت التملص من يديه أكثر من مرة ولكنه قد أحكم قبضته عليها.. تطلعت إليه بقوة وقالت:
_ سبنى يا أدهم.. إنت لسه قايل بنفسك إنى بلعب كونغ فو.. فابعد أحسنلك ..وسبني يالا.
قربها منه أكثر وهو يذوب داخل عيونها وقال هامسا:
_ مش أنا اللي يتقاله كده يا فريدة.
ودفعها بعيدا عنه وأخذ وضعية الملاكمة و حرك عنقه يمينا و يسارا و قال:
_ ورينى بقا شطارتك.. لعبتى في عداد عمرك.
صاحت بهم سهى من نافذتها:
_ ها... أطلب الإسعاف.
بينما إكتفت حياة بالتطلع إليهم بحنق.. حر?ت فريدة رقبتها هي الاخرى وقالت بتوعد :
_ ما تبقاش تزعل بقا من اللي هيحصلك.
وهجمت هي عليه ولكنه تفادي ضرباتها بسرعة .. كانت دائما في وضعية الهجوم بينما إكتفى أدهم بوضعية الدفاع حتى لا يؤذيها..
قالت وهي تلكمه لكمه مفاجئة في بطنه :
_ مش ناوى تضرب صح.
تأوه من لكمتها و هو يضع كفه علي بطنه وقال بغضب:
_ آآآه.. بقا كده.. إستحملى بقا.
وبدأ هجومه الشرس عليها فصفر ياسين من شرفته وقال:
_ أيوة كده يا أدهم إرفع راسنا.
تفادت ضرباته بكل حرفية وإنحنت قليلا وفردت ساقها و بحركة دائرية رفعت قدمه عن الارض و بطريقة سريعة كان أدهـم ممددا على الأرض ..
إعتدلت في وقفتها وقالت بشماتة:
_ أفتكر كفاية عليك كده النهاردة.
وقف وهو يستشيط غضبا.. ونفض الأتربة التي علقت بسترته وخلعها وقذفها بجواره..وقال بصرامة:
_ ماشي يا فريدة.. والله لهوريكي ومش هرحمك.
زادت قوة لكماته.. وهي تضحك عليه حتى إجتذبها من ذراعها ولفه بالقوة للخلف وأصبح ضهرها ملاصق لصدره.. تألمت و هي تحاول تخليص ذراعها و تمتمت بحدة :
_ دراعي يا أدهم خف شوية.
زاد توترها وهي تشعر بنبضات قلبه.. كأنها تردد إسمها.. وإسمها وفقط..
إقترب من أذنها هامسا بخفوت:
_ ده بعينك.. وباعدين أنا مبسوط كده.
ردت سهى بغضب:
_ فريدة لو عايزة تفك إيدها منك..هتفكها في ثانية.. بس واضح كده إنها عجبتها الحركة دى.
بينما صفق له ياسين وقال:
_ أيوة كده يا أدهم متسبهاش.
زاد غضب فريدة من كـلمات سهى فجذبت يدها بسرعة وعدلت من ملابسها وقالت:
_ مبسوط دلوقتي..أهم بيتريقوا علينا.
إقترب منها أدهم.. وقال وهو يحدجها بشوق:
_ أنا بصراحة مبسوط.. وإطمنت إن أى حد هيلمسك هتظبطيه.
إبتسمت له إبتسامة ساحرة وقالت بدلع :
_ تصبح على خير... يا حبيي.
والتفتت عائدة للمنزل... بينما وقف هو شاردا وقلبه يصرخ بحبها .. أخرجه ياسين من شروده قائلا:
_ إطلع يا حبيبى نام.. الفيلم خلص.
ردت مي بضحكة عالية :
_ عندك حق يا سنسونتي كأننا كنا بتفرج على فيلم لبروسلى.
فقال ياسين بحنق:
_ إطلع بسرعة يا أدهم.. خلينا نطفيلها التليفزيون.

ريا 14 likes this.

ياسمين ماهر أبو حسين غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-22, 08:04 PM   #8

ريا 14

 
الصورة الرمزية ريا 14

? العضوٌ??? » 424015
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond reputeريا 14 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
ولقد بكى من فرط ما فيه ذاك الذي لا شيء بيكيه😔
افتراضي

يعطيكِ العافيه وبالتوفيق ي رب المقدمه جدا رائعه
سلمت ايديكِ


ريا 14 غير متواجد حالياً  
قديم 12-11-22, 03:23 PM   #9

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء




(
rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ،
رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
،،،،،،،،،،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.