آخر 10 مشاركات
من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل] شيءٌ من الأحزان ... ! لـلكاتبة / ضجة صمت (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          162 - نجمة الريح - ساره وود ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree4Likes
  • 2 Post By ريهام محمود أم ملك
  • 2 Post By ريهام محمود أم ملك
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-22, 07:23 PM   #1

ريهام محمود أم ملك

? العضوٌ??? » 507346
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » ريهام محمود أم ملك is on a distinguished road
New1 لأجل عشقك والليالي


_لأجل عشقك والليالي _

"ليتني لم أحبك، ولم أقع بك.. ليتني رضيت بكوني غريب فمضيت"

***

**" البداية" **

.. البداية دائمًا عادية، مكررة.. بسيطة..
وبدايته كانت بعد الإشراق بعدة ساعات..
مسجل قديم متوارث عن جدته ورغم تشوش صوته إلا أنه
لم يستطع أن يهزم صوت عبد الحليم وعذوبته، يقف مستندًا إلى الرخامة بمطبخه الصغير، يستمع لكلمات الأغنية التي انسابت في أذنيه فدندن معها بخفوت خشن رغم ضيقه اليوم، أمامه كوب من الشاي الثقيل قام بتحضيره للتو من أجل تعديل مزاجه المضطرب.. أمسك بكوبه المتصاعد بخاره وتحرك خارجًا من ضيق مطبخه لصالة بيته.. ناظرًا للأثاث القديم المتهالك بغير رضا.. توسعت نظرته فشملت الجدران المتساقط طلائها و التصدعات الطولية بها، الستائر الباهتة المتطايرة قليلًا وشمس ماقبيل الظهيرة تتسلل من بين ثقوبها ..
سار بخطاه صوب الأريكة المهترئة يلقي بحاله فوقها زافرًا باختناق بعد أن وضع كوبه جانبًا.. يخرج من جيب بنطاله البيتي علبة سجائر قد نفذت عدا عن واحدة متبقية، أخذها وألقى بالعلبة الفارغة على الطاولة أمامه.. أشعل سيجارته ينفثها بتلذذ حارق، يبعثر رمادها وضيقه المتفاقم في الأرجاء علّه يستفيق .. يميل بجسده على الطاوله يسحب هاتفه القديم ككل شيء قديم حوله..
ضغط عدة ضغطات ومن ثم رفعه لأذنه ينتظر الإجابة .. ساقه تهتز بعصبية ينتظر وقد طال الرنين إلى أن أتاه الرد أخيرًا ، يستمع للطرف الآخر ودون مقدمات باغته..
-عايز شغل..
تغضن جبينه وكلام الآخر يصل إليه بما يناقض توقعه.. يتمتم باستنكار منفعل..
-أنا مش بقولك عشان تقفلّها في وشي.. اتصرف.!
يسحب نفسًا من لفافة تبغه وقد زحفت الخيبة على ملامح وجهه ليزفر بقوة قبل أن يجيبه مستسلمًا..
-أي شغل... انت عارف أنا ممكن أشتغل أي حاجة..
ومع استسلامه أنهى المكالمة، يضع الهاتف جواره ويطفئ سيجارته..
بقى على حالته بضعة دقائق يرتكن بظهره إلى أريكته.. ذراعاه مفرودتان حوله، يطالع الفراغ بذهنٍ شارد..
حين دق جرس الباب على حين غرة انتفض من جلوسه يسب ويلعن من جاؤه.. تأفف بنزق يفتح باب شقته ببعض العنف جعل الفتاة أمامه تجفل وتتراجع خطوتان للوراء..
رفع حاجبًا وأحنى الآخر متعجبًا..
-تغريد..!
صبية أتمت عامها الثامن عشر بالأمس تقف أمامه بابتسامتها الحلوة وتحمل بين كفيها طبق مغطى..
تبتسم، تتلون وجنتيها بحمرة خفيفة.. تقترب الخطوتان اللاتي تراجعتهما..
-صباح الخير يا أستاذ مجد..
مازال على وضعه.. وذا الحاجب المرفوع لم ينزله.. وكلمة "أستاذ" أثارت بداخله تهكم أخفاه.. يستند بكوعه على الباب يرمقها بنظرة مستفهمة التقطتها هي بذكاء لتقدم له الطبق..
- أنا نجحت..
تتسع ابتسامتها وتلمع حدقتيها كنجمتين مضيئتين
-وقولت لازم أقولك وبالمرة تدوق الكيكة إللي ماما عملهالي عشان نجاحي..
تفاصيل لا دخل له بها، وصغيرة حمقاء، بجسدٍا ضئيل تقف أمامه مبتسمة. تتلاعب بجديلتها المموجة الظاهرة من حجابها الغير محكم.. يتابعها ببصره، جلبابها الأسود المطرز من عند صدرها بأشكال بدوية ورغم تحفظه إلا أنه أظهر بعض التفاصيل المحببة لأي ذكر.. وطبعًا هو أول الذكور
تلاعب بالنظرة حتي وإن كان مزاجه عكر فلا مانع من بعض العبث والاستمتاع..
-تسلم إيد ماما.. وإيدك..
غمغمت تواري خجلها الطافح فوق وجنتيها..
-تسلم من كل شر..
تابع هو
-مبروك ع النجاح عقبال التخرج من الجامعة وأكون أول من يبارك..
لا هذا كثير عليها، أطرقت برأسها، تخفي عنه تفجر الدماء في بشرة وجهها.. غارقة حتى أذنيها بخجلها الفطري، بالكاد خرج صوتها..
-الله يبارك فيك يا أستاذ مجد..
تلك "الأستاذ" مرة أخرى جعلته لم يستطع أن يكبت ضحكته.. ورائحة كعك البرتقال أثارت شهيته وعدلت مزاجه، بباله يحسب فارق العمر بينهما لا يقل عن سبعة أعوام فانثنى جانب ثغره ببسمة ماكرة.. مال قليلًا من طوله وخصلاته الفحمية تبعثرت أعلى جبينه، يهمس بـ مسكنة
-عايز اقولك اتفضلي... بس إنتِ عارفة أنا لوحدي..
شهقتها توازي ابتسامته العريضة، تتراجع وصوت حذاء ذو كعبٍ عالٍ جعلها وهو قبلها ينتبها لمن أتت..
-صباح الخير
هتفت بها نورهان شقيقته وهي تتطلع إليهما باستغراب وتساؤل، ترى شقيقها الأصغر بملابسه البيتية يقف براحة عند بابه.. وأمامه فتاة أقصر منها طولًا، سُمرتها دافئة.. ملامحها ليست غريبة عليها ولكن لا تتذكرها..!
-تغريد بنت عم حسين جارنا..
كان مجد هو من أجاب تساؤلها الصامت.. ضاقت عيناها لحظة قبل أن تبتسم بود حقيقي..
- تغريد!! كبرتي امته يابنت..
ضحكت تغريد تقول بمرح
-الصغير مع الوقت بيكبر..
قالتها وهي تنسحب من أمامهما، تبتسم له قبلها.. تعتذر عن الوقوف أكثر من هذا وقد أخرتها الثرثرة عن أمها..
كان مبتسمًا بشكلٍ عجيب سبق شقيقته للداخل يدعوها للدخول دون كلمة.. يضع الطبق علي الطاولة أمامه يتناول منه قطعة بتلذذ مسموع تلتها أخرى وأخرى..
وكانت هي من وراؤه تضع حقيبتها الصغيرة جانبًا، تشاكسه بالنبرة..
-محطم قلوب العذارى..
ضحك ملئ شدقيه والوضع يعجبه
-هي عذراء واحدة.. جمعتيلي العذارى كلهم ليه..
يسألها باهتمام
-فطرتي؟!
وحين لم يتلقى الجواب عبس..
-ولا فطار الحارة مبقاش يليق بيكي..
عيناه تشير على قلادتها الذهبية وثيابها الباهظة، عطرها الثمين وحذائها ذو الماركة الغالية..
انكمشت ملامحها بحزن
-انت بتعمل ليه كدة..!
-كدة إللي هو إزاي؟!
نظراته استفزتها، صرخت به
- بتعاملني ليه كدة..
تتابع بعتاب لن يأثر به
- ليه بتاخدنا بذنب مش ذنبي..!
تزيد وكفيها تتشبثان بذراعيه
-مش من حقك تسيبني عشان كلمة..
-كلمة!!
هتف بها مبهوتًا، وذكرى سيئة لم يقدر على تجاوزها اقتحمت المشهد.. يثور بوجهها
- الإهانة اللي حصلت دي كانت مجرد كلمة..
يتقدم منها فتتراجع
-إني أحافظ ع اللي باقيللي من كرامة واسيبك شيفاه أنه مش من حقي!!
ضحك ساخرًا وضحكته كانت بمرارة العلقم، يناديها، يجذبها إليه
-نور.. إنتِ واعية لكلامك!!
يذكرها، ونفسه قبلها
-أنا اتهنت أودامك وأنتِ متكلمتيش وقتها..
بررت هي الموقف
-مجرد كلام وراح لحاله..
يصحح لها الوضع، ينصب أمام عيناها الإطار الصحيح لصورة لم يكن بها
-كلام حقيقي ومراحش لحاله ولا حاجة.. مش أنا إللي يتقالي إني مجرد عالة، بياخد المصروف واتعاير بيه يانور..
ثبت نظرته الحادة بنظرتها، وقبل أن يجرح قلبه ينوي جرحها، أكمل بملامح مغلقة ونبرة ذات مغزى
-مش كل الناس زي بعضها... أنا كرامتي فووق أي حد مش زيك..


***


" البداية للبعض هادئة، وللبعض الآخر زوبعة"
يقف خلف البوابة الحديدية الكبيرة لبيت العائلة حيث تجمعهم اليوم بالعطلة الاسبوعية كعادةٍ حاولوا الحفاظ عليها، يراقبها بنظراتٍ مترقبة لأدنى فعل تقوم به،وقفتها الحائرة، وخصلات شعرها البنية التي استطالت بشكل ملحوظ تتلاعب بها بأناملها الناعمة ، فستانها الجديد وقد اختارته بلون وردي ناسب حلاوتها وحلاوة اللحظة، كانت كغيمة وردية تسحبه دون مقاومة منه لعالمها الجميل..
يخرج من خلف البوابة يسير نحوها وخفقات قلبه تتعالى كلما اقترب منها..
جذبها بصوته المبحوح قائلًا
-أول مرة أشوفك لابسة فستان..!!
لم يجفلها وجوده، فهو دائمًا يتبعها بأي مكان.. راوغت بابتسامة حافظت على اشراقها ..
-خدت بالك..!
ثم تسائلت وهي تتمايل أمامه باستعراض أنثوي..
-إيه رأيك؟!
نظراته تصرخ بالاعجاب، يرمقها بنظرة تقييمية خالية من أي سوء.. فقط إعجاب.. وشيء آخر تجاهلته !
فستان وردي أظهر رشاقة قدها تجاوز ركبتيها بقليل أزعجه ولكن لا بأس.. حذاء صيفي بسيور رفيعة تلتف حول ساقيها بنعومة.. خصلاتها تنساب على كتفيها فتخفي ماظهر من بشرتها من خلال فستانها المكشوف، كانت مُلفتة ، حتى استقر بنظراته الوَلِهة على عينيها يبحر في زرقتهما..
تنهيدة خرجت من أعماق قلبه قبل أن يقول بنبرة منهكة وقد التمعت عيناه ببريق لا يظهر سوى لها..
-جميلة.. جميلة في أي حاجة..
أحمر وجهها خجلًا، ليمنح جمالها لذة خاصة خاصةً مع تلك الإبتسامة التي لونت شفتيها مصاحبة لهمسها الخفيف
-بتبالغ كالعادة..
وهو لا يبالغ.. هو غارق في العشق .. لا يريد قارب نجاة ..!
لطالما كان يمتلك عيبان، أولهما عجزه الدائم عن قول مايريده أو يشعر به..
وكارثته الثانيه بلاء قلبه في الإفراط.. الإفراط في الحب.. الإفراط في التعلق... الإفراط في حفظ أدق التفاصيل..
اقترب منها قليلًا، مغيرًا الموضوع، يقلص المسافة الواسعة بينهما..
-واقفة لوحدك هنا ليه..!
-مستنية مراد عايزة أشوف رد فعله لما يشوفني بالفستان..
ارتطام بأرض الواقع بعد سقوطه من سماء الأوهام..
كيف لم ينتبه..!! فستانها.. توترها.. ابتعادها عنه الأيام السابقة..!
.. اليوم سيعود مراد شقيقه الأكبر من سفره، بعد غياب دام أكثر من عامين..
حيث أنه قرر بأنه يريد استكمال دراسته بالخارج.. بعد فشله الذريع هنا.. علي عكسه فقد انتهى هو من دراسته منذ ثلاثة أعوام..
هو ومراد متناقضان.. كـ قضبي سكة حديدية لن يلتقيان..
وقتما سافر شقيقه، اقترب من ملك، رغم خوفه الدائم من الخذلان إلا أنه كان يتعلق بوجودها شيئًا فشيئًا..
وهي أيضًا تقربت منه، بالنهار يكون معها يستذكر دروسها ويساعدها فيما لم تستطع فهمه.. وليلًا برسائل شبه دائمة..
صحيح أن معظم كلامها كان عن مراد ولكن أفضل من لا شيء.. كان وجودها بحياته الفترة الماضية كنسمة صيف تخللت طقسه الحار.. كان يشعر بأنها تبادله مشاعره، في أوقاتٍ كثيرة مرت عليهما أحس بأنها تحبه مثله...
والآن يراها تعود لمراد.. وسيرة مراد... تعود لضلالها القديم..!
كانت مغيبة، غافلة عن انطفاء ملامحه بـ هاتهِ اللحظة..
ضغط علي فكيه يحاول لجم جماح غضبه.. يعلم أنه وقت غضبه يتفوه بأشياء يندم عليها لاحقا.. يستسلم لهوة مشاعره، ينساق وراء تهور وليد اللحظه دون تراجع
-ملك.. عايز أقولك حاجة..
-قول..
جذب نصف اهتمامها، حيث النصف الآخر معلق على مدخل البيت..
أقصر طريق بين نقطتين خط مستقيم.. يعتدل بوقفته، يشد من قامته، ولأول مرة خلال سنوات عمره الثلاثة والعشرين يشعر بالتخبط والحرج..
ورغم صعوبة نطق الكلمة على لسانه، وثقلها بتلك اللحظة
الا أنه نطقها بثبات وعاطفة صادقة..
-أنا بحبك..
قالها وصمت.. لا مجال للتراجع.. قالها وانتهى ينتظر ردها..
تجمدت في وقفتها للحظة، لحظتان.. لحظات قد طالت دون أن تشعر.. بهتت ملامحها قليلًا.. ولكنها تداركت الأمر ضاحكة وقد عادت إليها أنفاسها..
-مش معقول ياحاتم.. لو مكنتش أعرفك كنت قولت إنك بتتكلم بجد..!
ردها كان كصفعة افاقة... أطفأت ما تبقى من بريقٍ بعينيه،
أعادته لمكانه الصحيح.. "ظِل مراد".. لعنته الأبدية..
أفاق من حزنه على هتافها المتراقص بسعادة..
-مراد وصل..
تعطيه ظهرها تتجاوزه بخطوات شبه راكضة للخارج..
تتركه وقد ضاعت نظراته فى الفراغ، يلملم شتات كرامته بالأحرى ماتبقى منها..
.. مُحق من قال بأن البدايات للبعض ليست هادئة أبدًا...

***
.. البداية منتهى العبث..!!
لا يولد العبث بين يوم وليلة، ولكن هناك عبث بالفطرة..
أب له تاريخ عريض بمجاله.. وولده قرر تولّي الراية من بعده..
.. غرفة متوسطة لمراهق، وفراش داكن ينتصفها وكان هو مستلقي عليه.. يضع بأذنيه سماعة عريضة، وأمامه جهاز الحاسوب، يعبث بأزراره ونظراته العابثة رغم صغر عمره تتركز وتتابع الفتاة أمامه والتي كانت تتحدث معه عبر اتصال مرئي.. تتدلل، تتمايع..فيضحك ويهديها الغمزة والنظرة المتلاعبة.. تبادله العبث بعبث أشد وكان من أشد المرحبين..
فُتح باب حجرته بغتةً دون طرق فأغلق شاشة الحاسوب بتوتر مسرعًا، يستقيم.. يقترب من أمه التي دخلت للتو وخلفها والده، يسألها بتهذيب ونظرات قلِقة
-خير يامامي !!
تلوح نيرة ببضعة أوراق أمامه، تصيح أمامه..
-ممكن أعرف إيه الدرجات دي..!
تزيد بنظرة غاضبة
- كل الاساتذه بيشتكو منك..
يقترب منها الأب من أجل تهدئتها، ورغم نبرته الغير مهتمة إلا أنه تلاعب بحاجبيه من أجل إغاظة "مدلل ماما"
- قولتلك الواد ده بايظ..
يزيد وكأن الوضع ينقصه والمهنة في قاموس الإبن "بوتوجاز خمسة شعلة"
-مش فالح غير ف النت والنسوان..
ونال منها الزجرة واحتقان البشرة.. تحذره بعينيها أتلك مصطلحات تقال أمام الصغير.. كيف له أن يخدش أذنه البريئة بمصطلحاته..
قاطعهما جواد ببراءة النظرة والنبرة يتسائل
-يعني إيه نسوان يابابي..!
- وحياة امك..
يتجاهل رد أبيه ودهشته يوجه حديثه لأمه، كملاك صغير يستفز عاطفة أمه
-أنا مليش ف الكلام ده يامامي..
يستنكر كلام والده..
-أنا مركز بس في دراستي..
وسكت لحظة قبل أن يتابع بخبث ونظرة شامتة أهداها لوالده
- ده أنا حتى لم طنط شوشو بتقابلني في الاسانسير وتسألني بابي مبقاش بيكلمها ليه بتكسف منها ومش بعرف أرد..
-يخربيتك ...
- نعم!!
والسبة من زياد والاستفهام منها، تستنكر
-هي حصلت.... شوشو!!
وسقط هو في الفخ وانتهى أمره..
-والله برئ...
تركته وغادرت غرفة ابنها كعاصفة مثلما دخلتها.. يستدير ينوي اللحاق بها
-استني هفهمك..
ثم تراجع خطوة، يقذفه بوسادة صغيرة انتشلها من جواره
- يابن الجزمة..
وصفع الباب وراؤه.. اتسعت ابتسامة جواد لتتحول لضحكة طويلة.. ومن ثم عاد لما كان يفعله قبل الهجوم المباغت..
يستلقي مرة أخرى على بطنه، يضع سماعتي أذنه، يفتح الشاشة وكانت الفتاة أمامه مازالت تنتظره دون كلل ..
يهتف باشتعال النبرة ومجون النظرة
-ها نكمل كلامنا.. وريني بقى إنتِ لابسة إيه..!


ريهام محمود أم ملك غير متواجد حالياً  
قديم 03-10-22, 07:25 PM   #2

ريهام محمود أم ملك

? العضوٌ??? » 507346
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » ريهام محمود أم ملك is on a distinguished road
New1 لأجل عشقك والليالي

**"الفصل الأول" **

"يافؤادي لا تسل أين الهوى.. كان صرح من خيال فهوى.."


-بعد البداية بستة أعوام-


" أخبرني شخصي المفضل ذات مرة أنني أستحق بعض الأنانية لذاتي..
بعض الاهتمام.. والدلال.. والكثير الكثير من الحب..!!
فأجبته أنا بثباتي الزائف وكأنني أخشى أن أصاب بخذلان، بأني لا أريد حب الجميع، لا الأهل، ولا الأصدقاء.. إنما شخصً بعينه أتلهف لأي بادرة إهتمام منه.. أن يبادلني شعوري بأشد لوعة وشوق..
صدقًا لا أعلم لمَ اليوم تذكرت حديثه؟!
ربما لأنني أشتاق اهتمام أحدهم!!
ربما لأنني اليوم أتممت عامي الخامس والعشرين ولازلت أنتظر !!
أخبركم سرًا أنا بانتظار هدية... "

مررت عيناها على ما كتبته بنظرة سريعة قبل أن تقوم بنشره على مدونتها الخاصة.. ومن ثم أغلقت الهاتف ووضعته أمامها على الطاولة دون إهتمام حقيقي لما انهالت على تغريدتها من تعليقات مهنئة بعيد مولدها..
مقهى أنيق مفتوح قريب من مكان عملها، اعتادت الجلوس به، أمامها قدح ساخن من الكاكاو أحاطته بكفيها وكأنها تستمد منه دفئ رغم اعتدال الجو بـ أكتوبر.. تزفر بضيق وشعور غير لطيف يتسلل لداخلها وسؤالها المعتاد يتكرر ببالها "تُرى هل ستنتظر كثيرًا".. غير مكترثة لنظرات من حولها وخاصةً الرجال لما اعتادته من نظراتٍ معجبة أو متطفلة نظرًا لعملها كمذيعة بقناة ترفيهية..
انفرج عبوس ملامحها وهي ترى من أتى.. يقترب بابتسامة هادئة، ونظرة مثبتة عليها وكأن المكان خالٍ من حولها..
ذقنه غير حليقة دون تشذيب كانت تزيد من ملامحه خشونة، خصلات شعرة مبعثرة أعلى جبهته، ورغم خشونة هيئته الا أن ابتسامته كانت جميلة.. أحنت رأسها تتلاعب بحافة الكوب أمامها، لم تبادله النظرة يومًا بأخرى شئ غريب يمنعها من إطالة النظر وتحديدًا عيناه!
مشاعر عجيبة مختلطة كانت تشعر بها كلما رأت حاتم.. هناك شيء ما بركن قصيّ بقلبها كان يطلب رؤيته، حضوره.. كلامه الداعم ونبرته المطمئنة على الدوام..
انحنى يجلس على الكرسي المجاور لها يبتسم بمناغشة
- البرنسيس مزاجها متعكر ليه؟!
مطت شفتيها باستياء، تنفي
-I'm fine علفكرة..
يدقق النظر بها وكأنه يتحرى صدقها.. تلكأ بكلامه يستفزها
-مممـ طالما عوجتي لسانك يبقى بتكدبي..
أشاحت بوجهها عنه وآثرت الصمت، لازالت تتلاعب بطرف أنملها بالكوب أمامها وقد شردت عيناها بعيدًا عنه..
تنهد.. تنهيدة طويلة زفرها ببطء يحرقه..
يتأملها عن قرب.. ثمرته المحرمة، وذنبه الخفي..
الحياة ليست عادلة وهو سيد من يعرف..
بحكايته كان هو قابيل وكانت هي ثمرة هابيل وغنيمته..!
أخفى مشاعره ببراعة كان يجيدها .. يقترب قليلًا منها يجذبها من شرودها إليه..
-في حاجة على شعرك..
نبرته كانت قلقة ونظرته ضيقة مثبتة على خصلاتها... توترت هي وانزعجت
-حاجة إيه!
رفعت كفها تتحسس شعرها ولكن هو منعها بكفه
-استني متلمسهاش..
عقدت حاجباها بامتعاض، واغمضت عيناها تنتظره..
تلك كانت فرصته الوحيدة لهذا القرب فليسرقها إذن .. اقترب هو أكثر، عيناه كانت تتحركان على ملامحها بتمهل،ازدرد ريقه ونظراته تهيم بشاماتها المتناثرة بوجهها الناعم وأعلى عنقها كنجمات صغيرة مبعثرة ..كان كالمنوم غير قادر على إبعاد عينيه عنها.. رآها تبتلع ريقها بتوتر، ومن بين شفتيها خرجت همهمات مستاءة تطالبه بـ الانتهاء...
أغمض عيناه يخفي تأثره، ثم فتحهما ثانيةً
جذب من خلف رأسها شيء وهمي بحركة سحرية، رفعه أمام وجهها وهو يهمس بنبرة أبحة منفعلة من فرط احساسه ..
-كل سنة وانتِ طيبة..
اتسعت عيناها بشكل تدريجي متفاجئ مع همسه..والتمعت نظرتها برؤية السلسال المعلق بيده
.. سلسال رقيق من الذهب الأبيض يتدلى منه جناحي ملاك..
هتفت مبهورة
-شكلها حلو أوي ياحاتم.. تجنن..
.. أين القبلة والعناق.. بالتأكيد بأحلامه..!
عيناها تنظر للسلسال المعلق بكفه وهو ينظر لها، غافلة عن هذا القرب المهلك لكليهما..
همست بتأثر وبريق من سعادة ومضت بمقلتيها..
-قولت أكيد نسيت..
-وأنا من أمته نسيت ياملك..
لوهلة خطفتها النبرة، وكأنه يلوم أو يعتب.. جذبتها نظرته الحالكة.. نفس النظرة التي تتحاشاها.. وكأنها تتحاشى السقوط ببئر عميق لا رجوع منه.. انتبهت لقربه فانتفضت تبتعد عنه.. تلتقط أنفاسها وهو أيضًا..
أخذت منه السلسال تفرده أمام ناظريها باعجاب نال استحسانها...تحاول بصعوبة أن تعقده خلف عنقها، ولاحظ ذلك فسألها..
-أساعدك؟
فأجابته بتلقائية بعيدة تمامًا عن نواياه
-آه معلش اقفلهالي..
وحديثها وازى التفاتها، تعطيه ظهرها برشاقة .. خفق قلبه مع اقترابه للمرة الثانية وتلك المرة داهم أنفه عطرها؛ يستنشقه بـ سُكر، أصابعه ارتجفت رغمًا عنه فأطال، خياله سحبه لوادٍ بعيد حيث هو وهي وفقط، لا مراد ولا أهليهما ولا الجميع.. يسحبها إلى دوامته
تبادله عشقه وولهه بأضعاف هو يستحقها،مريض هو بالأحلام المفرطة...وياليت الأحلام كلها تُنال بالتمني..!
ومع انتهائه ابتعدا باللحظة ذاتها.. وانتهى الحلم أيضًا..
ظلت تتلمس السلسال بعنقها للحظات.. ونظراته تعلقت بما تفعله..
رفعت نظرة ممتنة..
- يابخت حبيبتك بيك..
رفع إحدى حاجبيه للحظات مستفهمًا فبادلته استفهامه باستفهام آخر.. ضرب مقدمة رأسه وكأنه تذكر..
لوى ثغره بابتسامة ساخرة..
-يابختها فعلاً..
عاتبته بزمة شفاة
-مش هتعرفني عليها..!
لازال على سخريته..
-وقت تاني.. هشوف رأيها وأقولك..
.. وعادت لهاتفها تتفقده، أصيبت باحباط وهي تغلقه ولاحظ هو ذلك..
يعلم أن مزاجها العابس لأن شقيقه ليس هنا، تحديداً ليس مكانه...عيناها تتفقد مدخل المقهى من حين لآخر بخيبة أمل تزداد كل ثانية ..
وهو يعلم جيدًا مرارة الخيبة، ولم يهن عليه أن تتذوقها..
أخرج هاتفه دون أن تلاحظ، وفتح خانة الرسائل يرسل نصًا لشقيقه..” عيد ميلاد ملك انهاردة.. هات هدية وانت جاي“...

.....
.. بعد أكثر من ساعة.. جاء من كانت تنتظره بضحكة واسعة ونظرة مشعة بشقاوته المحببة لقلبها.. واعتذار تقبلته هي مبتسمة..
يجلسان أمامه متشابكي الأيدي بحالة عناق، يراقب جلستهما معًا، لم يندهش من ابتسامتها الرائقة والتي ارتسمت فور دخوله، ولا بحر عينيها وقد أصبح أكثر صفاءً..
بضعة بالونات ملونة أحضرها برفقة علبة مخملية لم يفتحها إلى الآن وهي أمامه تتراقص من السعادة... ماذا عنه!!
لا يعلم سببًا قويًا يجعله يتابع أدنى أفعال شقيقه، حركات يديه، لسانه الطليق وضحكته الدائمة وكأن من مثله لا يحمل للدنيا أي هم.. كانت ملامح مراد تنضح شقاوة، حياة.. على عكسه وجهه مشع بالكآبة مثلما أخبره أبيه ذات مرة..
يقدم اعتذاره للمرة الثالثة..
- اللي أخرني سيشن تصوير كان مرهق أوي ياملك..
يتابع والغمزة تتسابق مع النظرة، تحت أنظار المراقب المتهكمة..
- متزعليش مني بقى..
هزت رأسها بالسلب، هي لاتهتم أين كان أو فيما تأخر.. يكفي أنه جاء.. القليل منه يكفي ويفيض...
-مش زعلانة.. كفاية انك جيت ومنستش زي السنة اللي فاتت..
انحنى ثغر حاتم ساخرًا.. يرمق مراد بنظرة حانقة رغم أنه تعلم كيف يسيطر على انفعالاته.. والأخير لا يبالي..
حطت خيبة أمل قويه بصدره وهو يتم تجاهله هكذا... إن كان التجاهل مسمى صحيح من الأساس،فما يشعر به الآن لن يستطيع أن يسرده في مجلدات..
وخيبة أمله تحولت لضيق امتزج بغضب يحرق قلبه وهو يرى مراد يطبع قبلة على باطن كفها أمامه..
انتفض، وثار بداخله.. كرامته تئن.. روحه تئن.. سحب هاتفه ومفتاح سيارته وغادر بهدوء مفتعل .. هدوء عاصفة ستثور بالخارج..
ضيق مراد عيناه بسؤال نطقه..
-غريبة السلسلة اللي في رقبتك دي.. أول مره أشوفها.!
بفرحة حقيقية هتفت..
-حاتم جبهالي..
التفتت للكرسي الذي كان يجلس عليه تنوي شكره ثانيةً ووجدته فارغًا.. رفعت حاجبيها ذهولًا..
-حاتم فين.. مشفتوش وهو ماشي..
-ولا أنا..
يكذب، ولم تسأله.. زفر بضيق شاب نبرته..
-اقلعيها..
وكان أمر لا طلب، ورفضت تتمسك بسلسالها الجديد الذي يزين عنقها.. هي وقعت بغرامه وانتهت..
-جبتلك سلسلة أحلى منها، عايزك تلبسيها..
ترددت وعيناها تتابع حركة يديه وهو يفتح العلبة الصغيرة ويخرج منها عقد من الفضة ينتصفه قلبٍ مقسوم نصفه لها والنصف الآخر له..
-هي دي الهدية..!
-ودول..
يشير إلى البالونات، يتحدث بمرح بعد أن تلونت ملامحها باحباط
-ده أنا دافع فيهم دم قلبي..
ولم يكتفي، يعلق ضاحكًا يُخفي حرجه
-ومش كدة وبس ده أنا عازمك ع العشا كمان..
وعاد لمرجوعه باصرار منفعل..
-اقلعي السلسلة دي مش حلوة.. وأنا مش حابب ان حاتم يجيبلك هدية زي دي وانتِ تلبسيها..
الخيبة شعور مر.. وهي الآن تتجرع منابها رشفة واحدة..
عيناها غامت بنظرة مشوشة غابت عنها صفاء البحر.. وزقزقة العصافير ، ترمق سلساله بانكسار، وكلا كفيها تتمسكان بالعقد المعلق بعنقها..
يبدو أن انتظار هديتها سيطول، ويطول معها صبرها!

***


. الحياة غير عادلة.. من قال تلك المقولة كان معه كل الحق..
هو رجل لا يعرف من رغد الحياة سوى اسمها، اسمه مجد وحياته كانت على نقيض من معنى اسمه.. منتهى البؤس.. ولكنه راضياً..
يستلقي أسفل سيارة يقوم بتصليحها في الشمس الحارقة.. بورشة ليس هو مالكها، ورشة موجودة بداخل مجمع لايعلم عنها سكانه بها والا أغلقوها..
يُخرج من أسفل السيارة ملطخ بسواد زيت الشحم، يقف ويلتقط منشفة صغيرة ملطخة ككل شئ محيط به يمسح بها كفيه وجبهته..
أحس بشئ بالأعلى يجذبه، شئ يلمع كلمعان شمس الظهيرة.. رفع رأسه بشكل تدريجي وعيناه استقرت على شرفة لطالما تأملها وتأمل من تقف بها مأخوذًا بـ الطلة ... فتاة بجمال القمر ونعومة الورد وجسد الحوريات تقف بالأعلى خصلاتها ذهبية فزادتها جمالًا وابتعادًا... يرمقها بإعجاب.. وحسرة..
حسرة أكدها مالك الورشة وهو يربت على كتفه بأبوة
-الناس دول مش زينا، لا عايشين عيشتنا.. ولا بياكلو أكلنا..
يبتعد عنه ولكن صوته يخترق أذنيه
- متبصش لفوق يامجد.. اللي بيبص لفوق رقبته بتتكسر..
يتجاهل، يبتعد عنه.. من هو لينظر للأعلى.. بالكاد يكفي حاله.. آخره نظرة، نظرة فقط..
اللمعان بالأعلى يجذبه رغمًا عنه، فرفع رأسه مرة أخرى لم تطل بسبب اهتزاز هاتفه المحمول بجيب بنطاله، يلقي بالمنشفة أرضًا ويمسك بهاتفه الذي أعلن عن وصول رسالة على إحدى التطبيقات..
-مستنيك في مكاننا بالليل..
قرأها وأغلق هاتفه يعيده لمكانه.. ابتسم للمرة الأولى هذا اليوم بعناء، وشمس الظهيرة حرقت بشرته.. رشفة ماء تناولها قبل أن يعود بنظره للفتاة الذهبية بالأعلى..
مهلًا أكانت تنظر إليه أم يهيأ له.. أعادت خصلاتها خلف رأسها وهي تستقيم كي تعود للداخل تحت أنظاره وقبل أن تغيب عن ناظريه ألتفتت تهديه نظرة لم يتبينها، ولكنها موجهة له..
هل كانت تنظر له بالفعل..!! بالتأكيد الشمس الساطعة فوق رأسه أصابته بدوار وتهيؤات منعشة بفضلها سيكمل ما تبقى من يومه ..

***


.. تجمع نسائي وجواد..!!
حيث مجموعة من النسوة تجلسن معًا بركن معتاد لهن بالنادي.. أعمارهن على حسب تقديره تتراوح بين الثلاثينات وأواخر الأربعينات، وهو الذكر الوحيد الجالس وسطهن..
وسبب وجوده رئيسة التجمع "نيرة القاسم" المناهضة لحقوق المرأة وبلغة أخرى "فيمنست"..!
عيناه تدور هنا وهناك بملل.. لولا توريط أمه له بعد إلحاح منها أن يقوم بايصالها ذهاب وعودة ما كان انتظر لحظة..
.. تجمع نسائي وجواد، وصداع..!
سيدة تصيح بصوت جهوري أشبه بالباعة المتجولين تقف بالمنتصف..
-يعني إيه الست تطبخ وتكنس وتمسح، وهو يجي ع الجاهز يعمل فيها سي السيد يشخط وينطر وبس!!
صياح جلب له صداع نصفي سيفتك برأسه وسيستمر معه الأيام المقبلة.. يرمق السيدة أمامه بنظرة مستهجنة ولا يعلم لمَ تخيلها بشاربٍ كث تضطجع على الأريكة بمنزلها وزوجها يقوم عنها بـ أعمال المنزل... مجرد التخيل جلب لشفتيه العابثتين ضحكة مجلجلة لم يستطع أن يتحكم بها..
نهرته أمه بنظرة محرجة ووجنتين احتقنتا من موقفها أمامهن.. الرؤوس كلها التفت إليه، والاستنكار يغزو النظرة..
سألته احداهن..
-بتضحك على إيه ياجواد.. ممكن نعرف!
حمحم وهو يستشعر حجم مصيبته ذكوري متعفن وقع فريسة في مصيدة الفيمنست!
تدارك الموقف بتلاعب، يحرك دفة الحوار لمصلحته..
-بضحك لإني بجد مش مصدق.. ازاي احنا بقينا في القرن 21 ولحد دلوقتي لسة في النماذج دي من الرجالة..
يقف بالمنتصف، بعد أن تنحت السيدة ذات الشارب وأساس المصيبة، يهتف وقد ارتفع صوته
-المرأة نص المجتمع..
ونال تصفيق، وإعجاب.. وامرأة ثلاثينية ترمقه بـ رضا..
ترفع الساق فوق الأخرى فيظهر جزء لا بأس به من الأرداف..
وهنا اشتعلت عيناه وقاحة
-لأ.. المرأة كل المجتمع..
.. والخراب ع الرجال أجمعين.. يبتسم بشقاوة، والنساء يلتففن من حوله بفخرً وزهو استقبله هو بحفاوة، و عيناه تعود من جديد للساقين المتقاطعين.. تشتعل الهمسة الخافتة
-الجيبة دي مجننة أمي..
وتجاوز النسوة.. يقترب من السيدة ذات التنورة الضيقة
يمد كفه بمصافحة
- أنا فاكر حضرتك.. بس مش فاكر شوفتك فين..!
ردت عليه بضحكة عالية، و جلستها كما هي..
-أنا ماما نور اللي معاك في الكلية..
رفع حاجبًا مندهشًا، يتذكر من نور!
هناك فتاة بالجامعة خرجت من تحت يده.. تابع بذهول مصطنع
- حضرتك ميبانش عليكي انك ماما خالص..
أية مصلحة خير من أن يعود خال الوفاض.. وتعرفه هي، تتابع باسترخاء وهزة رأس يائسة
-فعلًا بن زياد هقول إيه..
... وبنهاية الجلسة وعند المغادرة نال رضا "الماما" وإعجاب إحداهن.. وأربعة أرقام لهواتف بعض العضوات..!

***

.. الغيرة سكين ينخر بالقلب.. شعور سادي يتغذى على الألم والاحتراق يتلذذ به، الأمر أشبه بأن أحدهم أخرج قلبك من مكانه واعتصره بين يديه..
وهو شعوره فاق الاحتراق وتجاوز التآكل..يدور بسيارته من وقتها لمدة لا يعلمها.. عيناه تحترق بالتفاصيل، وعقله لا يرحمه يعيد عليه المشهد كلما هدأ.. يقود سيارته بسرعة مهيبة يخلق خلفه زوبعة.. يتجاوز الحد المسموح لسرعته ولا يهم إن لقى حتفه..
صرير عجلات سيارته يئن كقلبه.. ككل خلايا جسده
كم مر عليه وهو هكذا لا يدري.. أفكلما رآهما احترق..!
يحيد بسيارته عن الطريق السريع والليل خيم على أطراف المدينة، يستدير، يقطع الطريق المعاكس ينوي الوصول لوجهته..
نصف ساعة وكان أمام وجهته وصديقه ينتظره يقف على الحافة بشرود دون أن ينتبه لوصوله ..
مال ثغره بشيطنة، زاد من سرعة قيادته، يخترق الطريق الغير ممهد أمامه حتى توقف فجأه وعجلات سيارته توازي طرف الهاوية ...
صاح به مجد هادرًا، ينفض عن سرواله الغبار الناتج عن قيادته..
-مش هتبطل العادة.... بتاعتك دي..
"مجد" يعتبر بالفترة الحالية صديقه الوحيد.. صداقتهما امتدت منذ الصبا واستمرت حتى الآن.. بل وزادت توطيدًا مع الوقت..
أطلق ضحكة مهمومة، وخشونة استنكاره تخترق المكان الخالي من حولهما..
- بطل ألفاظ الحارة بتاعتك دي يامجد..
جاوره مستندًا إلى مقدمة سيارته، وضعغي فمه لفافة تبغ أشعلها، سحبها مجد منه يسحب منها نفسًا طويلًا نفثه ببطء
يغمغم بتلذذ
-آه ع سجاير ولاد الزوات، حاجة تانية بردو يا أخي..
رمقه حاتم بطرف عينه ليهتف به
-حتى السجاير فيها عنصرية.. ما كله موت بالبطيئ..
ضحك مجد بخفة، يغمغم
-انا لازم أشربك سيجارة من النوع اللي بشربه، حاجه كدة تحرق القلب أكتر ما هو محروق..
نفث زفيرًا طويلًا أخرج به جنونه واحتدام مشاعره، يقف على الحافة، يراقب المدينة المضيئة من الأعلى.. ساد صمت ثقيل عليهما قبل أن يقطعه حاتم بنبرته المكتومة
-أنا قلبي ده عايز أشيله من صدري وأديه بالجزمة..
لوى مجد شفتيه بملل، قبل ان يؤكد له بجدية لا تناسبه
-متتعبش نفسك والله ماحد هيديه بالجزمة غيري..
وخيم عليهما الصمت مرة أخرى، يتأمله مجد من ظهره، قبل أن يقر بواقع كلاهما يعرفاه
-هو عارف إنك بتحبها..
وأكد حاتم على تأكيده بانهزام
-عارف..
تابع مجد بيقين، وقد ضاق من موقفه
-هقولك حاجه.. نصيبك لو بين سنان الأسد هيجيلك..
يزيد بهيمنة، يداه ترسم إطار وهمي في الهواء الطلق
-ياتسيبهالو وتخرج برة الصورة دي، ياتاخدها ويخرج هو برة..
يسخر منه ومن وضعه..
-شغل أنا ثالثهما ده ولست وحدك حبيبها مبيأكلش عيش..
بمطرقة ساخنة يضرب فوق جرحه..
- عايز راجل مش فانوس سحري هي تدعكه وهو يجي ياخد ع الجاهز..
نطق حاتم بحرقة وصوته خرج بصعوبة..
-قلبها مش معايا..
لم يهتم، لديه يقين بأن الأمور دائمًا غير ثابتة
-إسمه قلب.. جاية من تقلب الحال.. يعني محدش عارف بكرة هيحصل إيه..!

****


ريهام محمود أم ملك غير متواجد حالياً  
قديم 03-10-22, 10:46 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790




نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15صفحة ورد بحجم خط 18





واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 12-11-22, 03:23 PM   #4

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء




(
rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ،
رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
لأجل_عشقك_والليالي، ريهام_محمود، روايات، جديد،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.