01-01-23, 04:35 AM
| #293 | |||||||
 
|  #أمل سفر #رواية #صوتك يناديني الفصل الواحد والعشرون [ 1 ] المشاكلة بين "فهد" و"هادي" اتسعت تماما حين قال "فهد" " في أقرب فرصه يا أبو خالد تترك بيت زوجتي مالك فيه سكن.. وهذه صور لعقد الأمانة إلى وقعك عليه أبوك.. وعدى موعد تسليمه " " هذه الأوراق انجبرنا عليها" قالها "هادي" غاضبا وهو يقف لـيجبه "عبدالله" قائلا "لا حبيبي.. كانت شرط عشان نجي نعيش هنا والمفروض إنك دفعتها" "على أساس انت دفعته؟ا" "لا حبيبي .. أنا وحمد من يومها كلمناك ورحنا سوينا استقطاع من رواتبنا وانت رفضت فاكر يومها ايش قلت" ابتسم "حمد" وهو يقول بخجل " راح تموت وراح نورثها.. وبنتها نزوجها خالد وكذا يسير زيتنا في دقيقنا.. عرفت يا خالد ليش أبوك رافض إنك تتزوج بنت عبدالله لإنه ما عنده خبر أني زوجت لولو لـ فيصل وكنت ولي أمرها" كان فهد ينظر لــ "هادي" الذي فقد اِتزانه تماما والخيبات تتساقط فوق أم رأس وتتمدد فوق صدره.. قال وهو يتذكر الرسائل المستفزة التي استخدمها لبث الوجع في صدر "ميلاء" " اعتقد كل واحد عرف إلى له والي عليه.. باقي موضوع الترند الي حصل بموضوع البيت.. نبا نقطع الشك باليقين ونسوي حفل زفاف خوي "أحمد" وخالة "ميلاء" فيه" نظر له "هادي" بقهر ثم قال " أنا بنتي مستحيل أخليها تعيش عند رجال أجنبي!!" "عمي بنتك أنا زوجها.. وشورها في يدي.. انت حتى ما طلبت تشوف بنتك تمارا.. أنا عجزت أفهمك.. رافض زواج خالد من اختي.. ورافض زواجي من بنتك.. وبنتك الضعيفة ما طلبت تشوفها... زوج عمتها حلف علينا كسوتها هي وأمها عليه وما أعطى مجال لـ"خالد" فرصه.. تبا تعرف البنت ايش قالت.. قالت أنا راح أعطي ابوي وامي الحقيقين يومين يطلبوني فيها وحلفت على خالد ما يجبركم على شيء.. وكل ساعة المسكينة تنتظر منكم تقولو لها تعالي.. محد فيكم تكلم. محد راح... تعرف ايش قالت.. قالت ما شفتهم عمري الي فات وما أبا اشوفهم عمري الجاي" ثار غضب "هادي" وارتعشت أطرافه وهو يسمع ابن أخيه يتكلم بـ أريحيه مطلقة عن ابنته "تمارا".. نظر لـ "خالد" وفجر غضبه عليه صارخا " انت طرطور مخلي ولد عمك يهرج عن أختك وعارف كل تفاصيل حياتها" فجر "حمد" غضبه فهو يرى "هادي" يَعِّيْثُ فَسَادَاً بـِ أَحْـرُفِهِ، ويَبْطِش بـِعُنف قِلب "خالد" " حبيبي.. بدل ما تحاسب أخوها حاسب نفسك.. وخالد من عرف بــ مريم وتمارا وهو حاطهم بين عيونه.. وينزل لمريم مصروف شهري مع إنها ما تحتاج لكن رجولته واخلاقه ما تسمح له ويتصل عليها اذا تبا شيء.. لكن مريم لأنها بنت أصولك وأمها ربتها على الادب والمسؤولية فتقول لعادل كل التفاصيل لإنها عارفه ان خالد مريض وعامل قسطره.. واخواته الاثنين كانوا رافضين تماما الكلام الي قاله عادل.. لكن انت واحد ما تستحي جالس تخرجنا من طورنا" " انت يالبزر جاي تعلمني الادب.. انت أصلا اختك اشترتك بفلوسها.. ولا تظن اني ما أعرف ان البناية الي في الرياض ماهي باسمك.. وايجاراتها كلها تنزل على حسابك" وقبل أن يغادر رأى "ميلاء" تحتضن ذراع "فهد" وتنظر لـ "خالد" الذي يُخفي وجهه بين يديه.. شُعور الكُره يمتد إلى صدره.. وقف وهو ينظر لها.. يعلم أنها ضعيفة ولا تُجيد الحديث أمامه وأنها اليوم تستمد قوتها من زوجها.. وهو واثق بأن تحررها وسفرها وحيده سفورا وفعل عاهرا.. لذا تنهد وهو يحاول بزق أسوا الكلمات .. لذا استشهدا بحديث نبويا قائلا ( لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة ) ثم أردف " مريم إلى انتو فرحانين فيها ماهي بنتي ولا أنا أعترف فيها.. روحو شوف أمها مع أي مصري نامت أصلا أنا هجرت لسنين بسبب اخلاقها الشينه.. أما انت يا ميلاء فتربيت يدها.. على بالك ما أعرف العلاقة الي بينك وبين عبيدالله.. وان ابوي رماه هو وأمي بسببك.. ترا أنا كنت سامع وقتها أبوي وهو يضرب عبيدالله في بيتنا القديم.. وتعامل معاك كأنك بريئة .. ترى مافي رجال يلتفت لــ بنت بدون ما تعطيه وجهه" كانت تسمع للكلمات التي تتحذف أمامها ورفعت يدها لـ تجعل الجميع يصمت ويتريث .. كذلك فعل "فهد" وحمدالله كثيرا أنا " ميلاء" اخبرته بالأمر لآنه وبرغم معرفته بالأمر شعر بأن العرق يتصبب من بين ذراعيه ووجهه وصدره.. فهو يفور غيظاً.. وشعر بجسدها يرتعش بجانبه.. ويدها تشد على ذراعها بعنف .. تغرس أظافرها في عضلات ذراعه.. إلى أن سمعها تقول " خلصت كلامك ولا لسا" لم تحصل على إجابه لذا قالت " مثل ما سمعتك تسمعني .. جايب حديث ماله آي علاقة بكل الي ساير.. هو حديث حافظه وقلت ترصه لنا يعني انك المثقف وصاحب الدين .. وجاي تتهمني أنا وخالتي في شرفنا.. ترا الزوم ذا بناتك الاثنين يتابعوا وخالتي مها" أراد أن يخرج غير مباليا بما ستقوله إلا أن فهد وقف سريعا وهو يقول " لما جاء وقتها بتشرد .. اجلس واسمعها.. ولا قسما بالله راح أرفع عليك قضية قذف.. وراح تسمع كلامها عند القاضي غصب.. " " انت مالك شغل" أجابه حمد " لا له شغل.. زوجها.. ومثل ما سمعت تفاهاتك.. راح تسمع ردها عليك" " تعال امنعني اذا قدرت" حين وقف "حمد" وتقرب من "هادي" الذي توجس قليلا.. فـ حمد في بداية عقدة الثالث والغضب يلمع في عينيه.. لكنه سمع "عبدالله" عبر الهاتف يقول " اجلس يا هادي .. رميت تهمك ... وهي سمعتك.. وحق وواجب عليك انك تجلس وتسمعها مثل الرجال!!" جلس وهو يشخر بغضب.. أما "ميلاء" فقد شعرت بالتوتر وهي ترى كيف الأمور تشتعل وتوشوش لها بالهرب.. لكن الأمر فيه تهم تمس شرف خالتها التي ربتها وضحت بـ حياتها من أجلها.. التقطت من "فهد" قارورة لماء زمزم.. ارتشفت قليلا وهي تسأل الله السكينة والثبات وتتلو في سرها ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي ) " يالله ..حبيبي قولي الي تبي.. جلسناه عشان يسمعك" شخر "هادي" ساخرا وهو يقول "خروف.. ذالته بفلوسها" عض "فهد" على شفتيه بقهر.. وقبل أن يتحدث ثائرا سمعها تقول " والله فهد رجال والنعم فيه.. حاطني أنا وبنتي في عيونه.. ويتعامل معاها كأنها في.. ويوم نزلت الأسعار في بريطانيا بسبب كورونا اشترا الشقة الي احنا ساكنين فيها لبنته.. واشترى الثانية لـ "لولو" مع انها مهي بنته وعلى ذمة رجال.. لكن انت يوم تزوجت خالتي.. اخذت منها فلوس عشان تسوي لها إجراءات السفر.. وقتها الحريم ما يسافروا الى بموافقة محرمها.. وبعدين طوال فترة حملها.. تدفع مصاريفك انت وخيريه وخالد... سكن .. تذاكر.. مواصلات.. ووقتها الجنيه المصرية بـ ثلاث ريالات اعتقد.. يعني راتبك ما كان يقدر يسفرك انت وزوجتك وولدك شهريا.. ويوم خالتي سافرت كانت حامل.. وترى هي ما اخذتك حبا فيك.. اخذتك عشان تخلي ابوي يوافق إني أعيش معاها.. ويوم رجعنا من مصر.. جيت وتهجمت علينا.. وبنتك الي اتصلت علي الشرطة واخذت خالتي تعهد انك ما تقرب البيت.. عشان لا تقعد تقول انا هجرتها بسبب اخلاقها.. هي طردتك من بيتها بسبب اخلاقك.. وأجمل شي سوته خالتي انها عمرها ما اعتبرك رجل" لطالما لبسها الخوف والوجع.. لطالما هربت من مواجهة "هادي".. فــ صورة خالتها وبكاءها في تلك الليلة كانت تَغْمِّسُهَا فِي مُسْتَنقَع الخَوف.. فَـ "هادي" دَنَّسا اِسْتِقْرَارُهَا وَلَوَّثَا نَقَاء رُوحَهَا.. وقُرْب "فهد" كان مَدَّادَا يَغْسِلُ الفَوْضَى المُتَراكِّمة دَاخِّلها.. لمْ تُصَدِّق أَنْهَا أَخْرَّجَت مَا فِي جَوفَهَا بِـ كُلِّ بَسَّاطَة لِـ تتَشَجَّع وَهي تُكْمِل " أنت يا هادي مافي أحقر منك.. أنت حاولت تقتلني أول ما جينا من مصر. تُذكر ولا ما تُذكر" قالتها "ميلاء" لـِتَصْدَم الجَمِيْع وتَـنْـثُّـر الْمِلْح عَلى أَوْجَّاعَهُم.. لـِيعتدل "حمد" وهو يقول " يا أبو خالد.. حاولت أتعاطف معاك.. لكن أنا مع أبو تيم.. فضي الشقة في أقرب وقت" " ما تقدروا تخرجوني من بيتي" قالها "هادي" وهو يقف لـيرد عليه "فهد" " نقدر نخرجك بالقوة.. وعلى فكره مافي ولا عقد ايجار يحميك" ثم تذكر أمرا وعاد يقول " أبوي كان عنده بيت قبل يعرف وجه أمك البومه.. وكان يسوا" سمعوا ضحك عبدالله يعبر الهاتف، التفتوا له وقال بعد أن رأى الأجساد تلتف له " ابوي باع البيت ودفع دية الرجال الي صدمته ومات.. سامحيني يا ميلاء أنا مدري وين عقلي وأنا اسمع كلام هاالرمه" غَادر "هادي" غاضبا بعد أن سمع كلام عبدالله وحين أراد "خالد" اللحاق بـوالده.. قبض "حمد" على يده لـِيُعيده مكانه.. " لا تروح.. هادي راح يفجر غضبو عليك" زم "خالد" شفتيه ونظر إلى عمته ثم قال " عمتي ميلاء سامحيه عشان خاطري.. وانسو موضوع القذف.. وهو يكفي الي جاه " " خالد.. حبيبي.. لا تحط في بالك.. بس انت لا تدخل معاه في نقاشات.. تجنبه لين يروق" قالها حمد وهو يُربت على كتفه... ثم التفت إلى صوت تمزق الأوراق.. كانت ميلاء تمزق وصول الأمانة الخاصة بـ "حمد" و "عبدالله" وهي تقول " أنا راح أرجع لكم الأقساط الي دفعتوها.. وكلمت باسل يسوي تفريغ وتمليك للشقق.. وشقة هادي راح تروح لـ تمارا.. سامحني يا خالد.. أنا كنت راح أخلي ابوك.. لكن إلي قاله اليوم مستحيل يخليني أسامحه.. وترى في عمارة شقق تمليك اكتملت في مخطط ولى العهد.. وفيها شقتين فاضيه.. روح اختار وحده لأهلك وقولهم إنك اشتريتها لهم" " لا ما يحتاج.. فلتي اكتملت" " لا فتلك أجرها وخذ حقها.. أخوي أنا مسئوله عنه لا تدخل نفسك بيننا" " صحيح.. كيف باسل يدير شؤنكم القانونية وهو مو سعودي بعد القرارات الجديدة!؟" سألها "حمد" مستفسرا " مين قالك مو سعودي.. ترى جاتهم منحه ملكيه وأخذو الجنسية نظير جهودهم وغير أصلا هم أجدادهم من السعودية.. راحوا للشيخ وقدموا لهم شجرة العيلة في مصر.. وطابقوها بالوثائق الي عند الشيخ .. ورفعوا خطاب للملك" "من أي قبيله؟" سال عادل بفضول.. أجابته ميلاء " ترى عيال عمنا يعتبروا.. " " أي صح سمعت انهم موجودين.. وهم بدو مصر.. وللحين عايش في خيم وجمال" قالها عبدالله ليُكمل فهد " ترى لا يُغرك خيامهم وجمالهم.. تراهم مليارديريه .. وفي منهم تُجار سلاح عالميين.. حتى محافظين على النسب.. مستحيل يدخلون أحد غريب.. توصل للذبح والقتل.. ما يمزحون " كلام فهد أثار فضولهم.. ليبدأ الجميع في البحث عبر قوقل.. ليجدوا فيديوهات كثيره لهم ومن بينها كان فيديو لـ باسل وهو يُلقي توجيهاته داخل قاعة احدى الفنادق باستقبال وفد سياحي.. يملك شخصيه وجاذبيه فاتنه جدا.. شعره الأسود الاجعد.. وبشرته القمحية يبرزان خشونته التي اكتسبها من مُحاكاة هوامير السوق وحيتانه | |||||||
|  |
|
01-01-23, 04:41 AM
| #294 | |||||||
| [ 2 ] | باسل | يقف بنفسه في ميناء جدة الإسلامي.. لـِيُنهي إجراءات الجمارك.. تسلم سيارة والده وقادها بنفسه لـ مقطورة شاحنة النقل.. نزل من المقطورة.. استنشق رائحة الرطوبة الباردة في جدة.. يَعْشق جدة وتفاصيلها.. يعشق السعودية ويحمل بين حنايا نبضه امتنان لـها.. تعلم بها.. نشأ بها.. وبها "مها" التي خَلَّقَت له وطناً مُـتْرفا في كل مكان؛ في مصر، في السعودية، وفي البلاد التي تنتشر بها مجموعة فنادقهم.. فكر كثيرا في هدية ثمينة يقدمها لـ "مها" فـوجد سيارة والده الذي استعاد ورثه بفضل "مها".. كان قد استشار والده بـشأن هذه الهدية ووافق فورا.. يعلم مدى حب مها للفن المصري القديم.. وقد حرص هو ووالده على شراء الكثير من الأنتيك المصري القديم في المزادات العالمية ونقلها إلى قصر مها.. كما حولا أجزاء من قصرها إلى تحفه معمارية بنكهة قصر عابدين.. أدخل السيارة في منتصف القصر.. أفرج عن ابتسامه عريضة ثم قفز من السيارة.. يُريد أن يرى وجهها وهي ترى هذه التحفه الهندسية تقبع أسفل قوسي الدرج.. التقط جهاز التحكم عن بُعد.. ربط بين هاتفه والنظام المسرحي المنزلي.. ووضع أغنيه لـ "محرم فؤاد" أبحث عن سمراء.. قامتها هيفاء تسكن في قلبي.. تمشي على دربي.. بصفاء وحياء ابحث عن سمراء.. لها خدٌ احمر وفمُ من عنبر.. وبثوبٌ اخضر تمشي في خيلاء ابحث عن سمراء.. قامتها هيفاء تسكن في قلبي.. تمشي على دربي بصفاء وحياء ابحث عن سمراء.. ليل عيناها عطرُ شفتاها سحرُ محياها.. نورٌ في الظلماء ابحث عن سمراء سوداء الشعر.. فاتنه السحر كاليالي القمري.. في رحاب الصحراء أبحث عن سمراء.. قامتها هيفاء تسكن في قلبي.. تمشي على دربي.. بصفاء وحياء * ( *غناء مُحرم فؤاد) يَعْلم أنها ستنزل سريعا ما أن تسمعها.. فقد اِعْتَّاد على تَقْدِيم هداياه لها بـِهَذِه الطريقة المُتَبَخْتِرة.. راها تَخْرُج من باب المصعد.. تفهمه ويفهمها.. ابتسمت ومدت يدها تُعانقه.. تَهمسُ في اذنه "ايش جايب مصيبه دي المرة" "أفا مجايبي سارت مصايب" "قالب بيتي متحف.. ياولدي أخاف يحسبوني تاجرة أثار بسببك !!" " والله كل شيء نظامي وبفواتير وإجراءات قانونيه.. لا تشيلي هم.. واصلا ذي الأشياء تعتبر ثروة ويرتفع سعرها مع الزمن ولها زكاة.. غمضي عينك" أغمضت عيناها والتقط يدها.. سار بها إلى أن وصلا للسيارة.. قال لها "أفتحي عينك" ما أن فتحت عيناها انبهرت بجمال السيارة.. مرسيديس صناعة عام 1940 " دي حقت جدك ولا أنا غلطانة" " دي هديه من أبويا وأمي لك" " دي كانت فكرتك" قالتها أم باسل وهي تتقدم لمها. " ليش يا أم باسل.. دي غاليه والله.. زعلتوني بصراحه" " يا أم مريم .. أنا وأبوباسل لو نفديكِ بعمرنا كلو ما أوفيناكِ حقك.. لما بابا سرقنا ورمانا في الشارع. فتحتي لنا بيتك وانتِ ما تعرفينا" " يا أم باسل (اَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ) وأنتِ وأبوباسل كُنت السند لي في غربتي.. ووقفتي معايا ومع بناتي" اِبْتَسَم "باسل" وَهو يَرَاهُمَا يَتَعَانَقَا ثُمَّ يَنْخَرِطَا فِي مَوْجَة بُكَّاء كَـعَادَتْهُمَا الأزَلِية الَّتيِ تُؤجِج مَشَاعِره.. وَهو لايُتْقِنُ سِوى الضَّحِكَ الْمَّرِيْد.. وَحِيْن رأى "مريم" اِلْتَّـمَع بَـرِّيـقُ الضَّحِك لديه "تعالي.. تعالي وكملي بكاء مع امهاتك... أنا ما اشوف دموعكم غير وأنا فرحان.. لازم تنكدوا عليا" رفع يديه ووضع سبابتيه على لسنه ليصنع دموعا زائفة " ياقرف.. متى تبطل دي الحركة" قالتها مريم وهي تتقدم وتتأمل السيارة، ثم التفت له " بصراحة تُحفة فنيه.. بس تعال هما دحين يبكوا على السيارة ولا نفس الموال" "يعني أنت سايره قوية وما بكيت يعني.. لو كنتِ معاهم كان مدانا غرقنا" ثم التفت الى والدتيه " لم تخلصوا بكا قولولي.. " ثم تذكر أمرا " لا لا أطلعوا فوق وكملو بكا.. لانه لازم يفضوا السياره من المحروقات والزيت عشان لا يعفن جوته" مد المفتاح لـ"مها" وهو يبعدها عن والدته... "خذي المفتاح وحطي في خزنتك" | |||||||
|
| |
|
01-01-23, 05:14 AM
| #296 | |||||||
| [ 4 ] عام ونصف قضتها نهال في دراسة دبلوم إدارة القصور وفن الضيافة لتعود وتجد باسل يتحدث بطلاقه اللهجة السعودية ويُقلد رامي في طريقة كلامه وحركاته.. دخلت للقصر الذي انتقلت له مها مؤخرا.. نظرت له ووجدت أنه ينقصه الكثير لـيتحول إلى فتنة ناطقه... التفت لها ميلاء وركضت لها تحتضنها .. كذلك فعل باسل ومريم برغم خجلهما من نهال.. لكنهما يفعلا ما تفعل ميلاء.. يُجيدا التقليد بـاحتراف.. " باسل.. دي ماما.. " التفت باسل إلى مها التي حضرت واحتضنت نهال واستقبلتها بكل حب ومودة.. " حرام عليكِ ليش ما قلتيلنا كان جينا استقبلناك من المطار" "خربتي علينا المفاجئة.. حرام عليكِ.. كنا مستعدين.. حتى جهزنا ملابسنا!" قالتها ميلاء بتذمر واستياء وهي تحاول كبح دموعها.. فقد قضت الأسبوع كامل وهي تتنقل بين الملابس.. وتختار لها وللصغار كل يوم شيء مُختلف.. برغم سعادتها بوصول نهال إلا أنها تشعر بأن صقيعا بارداً يلامس صدرها " والله ما كنت أعرف إنك راح تزعلي حبيبي.. حبيت أسويها مفاجئة.. بس وعد لما يجي مدحت نروح كلنا ونستقبله.. كويس كده " " خلاص ميلاء حبيبي.. أرضي عنها عشان باسل يرضى عنها شوفي لما بعدتي.. هو كمان بعد" وضعت يدها الصغيرة خلف ظهر باسل ودفعته قائله " روح عند أمك!!" ضحكتا نهال ومريم على اسلوبها المجروح.. لا تنظر الى عيناهما.. تقتل دموعها بمكابرة.. جلست نهال على الأريكة وجذبت ميلاء.. التقطت يداها قبلتهما ثم احتضنتهما وهي تقول " انا اسفه.... والله اسفه " أفرجت عن ابتسامه ومالت تضع راسها على صدر نهال.. لقد اشتاقت لها كثيرا.. ما أن راها باسل تقرب من نهال ووضع راسه علي ركبتها.. كذلك فعلت مريم.. إلا أن مها التقطت ابنتها بين ذراعيها.. وابتعدت قليلا ميلاء لتسمح لـ نهال بحمل باسل الذي يشعر بالغربة في حضن والدته.. تقوست شفتاه للأسفل ورغبة البكاء تداعبه إلى أن قالت له ميلاء " انت بطل ما تبكي.. صح.. انت رجالنا زي رامي بطل... صح" شعر بثقة وميلاء بقربه..وحين حاولت الابتعاد.. مد ذراعه سريعا يحاول التقاطها.. لتعود ميلاء مجددا وهي تبتسم ابتسامة نصر.. فـهي العقل المُحرك لـ باسل ومريم.. تفرض سيطرتها عليهما من خلال ملئ حياتهما بالحب والعطاء.. تملصت مريم من بين ذراعي والدتها وذهبت الى حضن ميلاء تُراقب بصمت باسل ونهال!! أخذ منهم وقتا حتى يعود لـ حضن والدته نهال.. رفقا به وبـ قلب ميلاء التي تعلقت به كثيرا.. كانت تقضي معه هو ومريم وقتاً طويلا.. يناموا جميعهم في غرفة مها.. تسرد لهم قصص النوم كل ليلة.. تُحفظهم الأذكار وقصار السور.. ثم يناما فوق صدرها وكأنها والدتهما.. تُمارس أمومتها عليهما ببراعة.. وفي الليلة التي رحل باسل عن صدرها شعرت بوجع بارد يلامس صدرها.. ما أن نامت مريم التفت إلى مها التي تُراقبها بصمت.. فهي تعلم أن رحيل باسل مؤلم للجميع.. فليس من السهل أن تعيش مع شخص لعام ونصف ثم يرحل بكل بساطه عن مجال عيناك دون أن تفقد وعيك وقدرتك عن التعبير.. ما أن التقت نظراتها بـ نظرات مها هربت بهما سريعا.. لا تُريد أن تكشف لها عن حزنها.. تنهدت وهي تشعر بـ مريم وهي تضع رأسها على صدرها الصغير.. تقربت مها منها ومدت ذراعها وهي تحتضن مريم وميلاء بها "زعلانه!؟" ارتعش جفناها وهي تحاول غلقهما... لتنسكب الدموع بصمت.. فـ ميلاء تعلم معنى الفقد.. فقد عاشته مع والدتها واليوم يعود لها الشعور مُجددا.. قبلت مها رأس ميلاء وهي تقول " ترى كل يوم راح يجينا حبيبي" وحين وجدت أنها تلتزم الصمت قالت لها " دفي الدبا دي وتعالي انتِ بحضني" أنزلت مريم بهدوء والتفت تغرس جسدها الصغير في حضن خالتها.. ليتدغدغ لديها رغبة البكاء.. ما أن سمعت أنين صغيرتها شدت على جسدها الصغير بقوه.. لم تكن تعلم أن الحياة لها أمواج تلطم مشاعرهم دون رحمة.. تُبلل مشاعرهم بعمق حين تكون ثائره وتجففها حين تزول!! " أنا أسفه يابنتي .. دخلتك دي الدوامة بيدي.. سامحيني يا ميلاء.. ما كنت متصوره تعلقك فيه كده" شعرت بذراع صغيرتها تدخل بين بذراعها وتشدها لها.. تُريد أن تُمْلء صدرها الذي خلَّ من باسل فجأة هذه الليلة.. " تبيني أكلمهم يرجعوا.. ترا نهال ما راح ترفض" قبلت رأسها حين هزت ميلاء رأسها بالرفض.. أخذت تقرأ على صغيرتها خواتيم البقرة حتى سكنت ثم سمعتها وهي تقول " لا تقولي لـ خالتي أم باسل أني بكيت عشان باسل" " حاضر ياقلبي.. وبعدين أنا وانت ومريم عايشين هنا موقت وحنرجع السعودية لما أخلص دراستي ان شاءالله.. وانت لازم تسيري قوية يا ماما.. راح تتركي كل صحابك هنا وتكوني أصدقاء جُدد في السعودية ان شاءالله" " متى نروح السعودية!" " باقي ياقلبي سنتين تقريبا" تلك العامان كانت ملئه باللحظات التي غيرت الطبقة الاجتماعية لـ مها وميلاء.. فـ مدحت وفر كل جُهوده لـتكوين إمبراطوريتهما وإدخال شركتهما إلى عالم الأثرياء وكان حريصا على ان لا يتعرضا للأذى بين حيتان السوق.. كما حرص على خلق شركات موازيه لـ مجموعة شركات والده التي سرقها عمه وعمد إلي تخفيض الأسعار للمستهلكين وعرض رواتب مُغريه للموظفين لجذب موظفي شركة والده.. مما أثار غضب عمه الذي بدأت ميزانية شركته تهتز.. الخسارات المتتالية أصابت عمه بـمقتل.. وحين ذهبا هو وزوجته للمدافن لـ تأدية واجب العزاء.. طُـرِّدا من قبل أبناء عمه (اخوة نهال الكبار من الأب).. " معليش يا حببتي.. كان متوقع أصلا " " معرفش هما بيكرهونا ليه.. طب أنا أوختهم" " ندمانة إنك جيتي ويايا" نظرت له نهال.. ثم قالت وهي تُعيد نظرها للشارع " انت كل دنيتي يا مدحت.. وبابا ظلمك.. وأنا مُستحيل أرضا بظلمه لك وهو يجردك من كل أموالك" " بس انت جازفتي.. تخيلي فرضا لو ما قابلنا ام مريم ذاك اليوم.. بصراحة أنا ممتن لعمي.. لإنه كان مداني بفكري المنغلق.. لكن دخول عالم القصور خلاني التقي بحيتان ووسعت معارفي.. وشوفي فين وصلنا ولله الحمد" ذهبا إلى قصر مها لــ أخذ باسل إلا أن مها دعتهما لــ تناول الغدا معهم... كانت نهال تُخبى حزنها في صدرها.. موجوعة جدا بفقد والدها.. فقد ذهبت له مرارا وتكرارا لكنه في كل مره يطردها ويرفض حتى استقبالها.. " نهال ياقلبي.. لا تحطي في خاطرك.. الله يرحمه ويعوضك خير انت سويتي الي عليك والله يجزاك خير " أنزل مدحت فنجان القهوة ثم قال " أختي أم مريم.. أنا عاوز منك خدمه.. أنا بالعادة اشتري القصور بدون ما أخليك تروحي.. لكن دي المرة عاوز منك خدمه" " أمرني يا آبو باسل.. تعرف انت أخوي وكل ذا الرزق الي احنا فيه بفضل الله ثم مجهودك.. حتى عمي عادل مبسوط فيك وطلب مني أقنعك تروح تدير شؤونا في السعوديه.. تعرف السعودية في مرحلة بناء ونحتاج ندعم السياحة هناك" " انا فكرت وقررت أروح.. بس بالاول عاوز ارجع كل آموالي.. ودي الخدمه الي عوزها منك" " لا فهمتني غلط يا أبو باسل.. تبا تعويض عن كل الي خسرته خذه من عندي وخلاص يكفي عداوات" " كثر خيرك يا أم مريم.. أنا بفضل ربي ثم فضلك عندي ثروه تفوق ثروتي قبل لا اقابلك.. لكن دا حقي.. وأنا ما راح أسرق منه شي.. أبا اشتري شرا.. وأبغاك انت تقابليهم شخصيا وبس" " طيب خليها لهم .. ليش تشتريها" " لا هما عاوزين يبيعوها ومختلفين وأنا أوله بها" " خلاص ابشر .. دام دا يريحك ابشر" " كل الي مطلوب من حضرتك تروحي وحيكون معاك مجموعة محاميين .. وهما راح يمنعوا أي نقاش بينكم.. عشان لهجتك راح تضاعف المبلغ!!" "متخفش عليا.. أنا بعرف اللهجة كويس" ضحك أبو باسل وهو يقول " آنا ونهال سرنا نتكلم سعودي منك انت وميلاء " أفرجت نهال عن ابتسامه وهي ترى مريم وميلاء وباسل يعلبون أمامه بالكرة، ثم قالت " باسل سار زي ميلاء يعدل لـي الحروف والكلمات" | |||||||
|
| |
|
01-01-23, 05:17 AM
| #297 | |||||||
| [ 5 ] الحروف والكلمات أمامه تتنزه بحرية.. فقد استعاد جميع حقوقه بيع وشراء.. المكان تلو الأخر.. إحساس النصر يطغي عليه وهو يدخل فلته التي طُرد منها.. ابتسم حين سمع ميلاء تقول " اسطوانتنا المعهودة كل مره في مكان.. بس دا البيت وحش أوي ياعمو مدحت" " احنا ما راح نعيش هنا يا قلبي.. دا بيت عمك أبو باسل" ثم التفت إلى آبو باسل وقالت " متى تباني أنقلك حلالك يا أبو باسل" "والله مش عاوز فيهم حاقه.. دا هديه مننا لك انتي وميلاء.. ومستحيل أخذ فيهم شيء" " لا دا حق باسل يا أبوباسل الله يهديك ما اتفقنا على كده." "والله مايرجع لنا شيء.. وباسل عنده خير.. ودا أقل شيء نقدمه لك.. تعرفنا عليك اختك وعزيزه وغاليه.. وعمري ما انسا يوم دخلتينا بيتك وانت ما تعرفينا.. ممكن نكون حراميه ولا مجرمين.. وولدي يبكي.. وأخذتي ورضعتي من صدرك ولا سألتينا ولا جرحتينا.. ومن أول يوم وثقتي فيني.. أنا مستحيل أنسا جميلك ذا.. " " لا تظلم باسل يا آبو باسل" " لا تخافي يا أم باسل.. أنا مراعي ربنا.. وقلتلك عندي ثروة أكثر من دي بكثير.. الستة سنوات صادفت تكدس الخليج هنا وفي سوريا ولبنان فكنا موفقين.. وعندي إحساس انو المستقبل راح يتحول للخليج فعشان كذا أنا وافقت انتقل للسعودية وتبدأ شركتك بالانتشار في الخليج" | |||||||
|
| |
|
01-01-23, 05:44 AM
| #299 | |||||||
| [ 7 ] تنظر له.. تبحث عن شيء تحتمي به من رجولته التي تتسكع بين طيات وجدانها.. الثوب السكري والغترة الحمراء تُثير اهتياج أشواقها له.. ابتلعت ريقها وهي تراه يقترب منها.. مطت شفتاها بخجل وهي تشعر أنه اكتشف شوقها له.. لا تستطيع الاختباء منه.. رفع يده وبين أصابعه ريشة أخرجها من قارورة دهن العود.. مررها بخفها خلف اذنها ونزل بها إلى عنقها.. قشعريرة سرت في جسدها وهي تعلم أنه يلاعبها بخبث وما خُفي كان أشهى! " شوفيلي طريق.. أحمد قرب" قادته للخارج وهو ينيخ فوق قلبها ! مال بجسده نحوها وهمس عن اذنها " حطي فستانك الأصفر في شنطة بريطانيا.. وو خذي ثوبي وغترتي ذي بعد!" يعلم عنها ما تعلم عنه!! وما خُفي كان الذ وأشهى!! قبل رأسها وقبل أن يُغادر قال " لا تستحتون .. قولو ممنوع السلام.. أنا وصيت البنات.. من بعيد لـبعيد " نزل للدور الأول وابتسم وهو يرى خالد " ولد عمك تكرون.. ولا كان مدا داخل اليوم على زوجته" " منحوس ذا الولد" قالها خالد ضاحكا ثم دخلا ليجدا عبدالله جالسا وبيده هاتفه يُتابع مشهوره سعودية تتحدث عن الخمور المعروضة في المحلات التجارية في أمريكا.. ومدحت وباسل يلقيان نظره اخيره على التجهيزات " أبو عادل.. المدام عادي عندها تتابع ذي الرمه" " لا مو عادي.. وبناتي أصلا محظرينها.. بس ذا المقطع حقير.. الكلبة تقول ان الامريكان افهم منا علميا في موضوع الخمور" " ترا هذيل مدفعو لهم.. شفت في وحده مصريه زمان اسمها هبه سليم.. استخدمها الموساد عشان تدخل بين الضباط وتأخذ معلومات وراحوا شهدا في مصر بسببها.. لها فيلم جميل اسمه السقوط من الهاوية.. وفي وحده ثانيه فلسطينية اسمها امينه مفتي.. اقرا قصتها.. بس الاختلاف بين المجتمعات .. انو السعودية مجتمع أكثر تحفظ.. وهم غرضهم الأساسي تفكيك المجتمع وضربه ببعض.. وهذه تاكد مليون بالميه مدفوع لها عشان تستخدم الدين وتدخل الشك في قلوب الصغار" " انت تتابعها" سأله عبدالله " لا والله.. بس في تويتر كل شوي تطلع ترند والناس تسبها.. وأنا منزل تويتر عشان اشوف نتائج المباريات.. ما عندي وقت.. لكن اتابع اخبار السعودي والكورة من تويتر" " عجوز مدري مين يتابعها؟" سال خالد، ليُجيبه فهد " الي في عمر عمك يتابعها" " لاتطلعون علي اشاعه.. أم عادل مهددتني تطرني من البيت" " عمي اذا ما عجلت بملكتي بقول لعمتي أم عادل" قالها خالد وهو يفرج ابتسامه خبيث في حين انفجر فهد ضاحكا ثم التفت خالد الى فهد وسأله " أبو تيم.. تعرف كم العدد الي بيحضر.. خمسين ولا أقل" " الرجال قالي عيال عمه كلهم حاضرين.. بعيالهم.. أنا قد شفتهم زمان.. بس ناسيهم" ثم التفت الى أبو باسل وباسل وقال " يا أبو باسل تعال ياحبيبي ريح.. تعبتنا معاك قبل لا العالم تحضر" جاء وجلس أمام عبدالله ثم قال " يا آبو عادل.. تابع مسلسل السقوط في بئر السباع.. راح يوضح لك للأسف.. أن الوطن أصعب شيء لما يكون عدوه ولد الوطن.. يبيع وطنه عشان شوية فلوس" قال باسل الذي لحق بوالده" عجيب ذا المسلسل بصراحه.. سعيد صالح واسعاد يونس أبدعوا في التمثل.. حتى لغة الجسد مُثيره للاهتمام.. أنا عن نفسي تابعته أكثر من مره.. عد وأغلط " التقط فهد هاتفه سريعا الذي بدآ غرس رنين في المكان " هلا والله بالمعرس.. ... وينك .... تحت.. اطلع الدور الأول فأكره.. والحريم بالدور الخامس " لم يتخيل خالد العدد الذي حضر.. شعر بأن المكان تحول إلى قاعة عرس حقيقية... لأول مرة يحتضن هذا العدد.. هاقد وقفا بجانب الباب كما أمرهما فهد.. حين أقبل أحمد وهو يرتدي بشته الأسود وغترته البيضاء.. ابتسم وهو يرى خالد وبجانبه شابا وسيما للغاية.. ابتسم وهو يسأله " انت ولد مها" تضايق باسل وهو يسمع أحمد يقول اسم والدته هكذا ببساطة أماما الرجال.. حرص الرجال على التقييد والاكتفاء بسلام كورونا الحديث والالتزام بخدمت أنفسهم.. فـ كل لوازم الضيافة موزعه أمامهم.. الا أن العدد فاق الخمسين.. سريعا تقدم العاملون بتجهيز الطاولات الخاوية.. وما أن استقر الجميع دار عاملان بمبخرتا العود.. وبدأت مواضيع كثيره تتفرع.. ثم صمتوا بعد أن التقط باسل الربابة وجلس في الجلسة العربية وبدآ بعزف الربابة وهو ينشد كلمات لـلشاعر زايد المري لا تعتذر مال الهجر منك تبرير وصدك بليا ذنب والله ظليمـه ما صارلى بعدك يفوق اى تصوير تجددت كل الجروح السليمـه بعدك لعبى هاجسى والتفاكيـــــر وقلب جريح وروح صبن مهيمه مغير اسلى خاطرى بالمشاوير اروح وارجع والهواجس مقيمه ياحبى اللى بين بيض الغنادير لك فى عروش القلب قدرا وقيمـه ان كان صدك ماخذك عنى الغير روح ولو ان الخســـــاير وخيمــه وان كانها عنى خذتك المقادير فاالعفو عند المقدره فيه شيمــه يا مرحبا والحب كله معاذير تشفع لك ايام الغرام القديمــــه يوم الهواء لازارنى منك عصير اظم فى صدرى من اجلك نسيمه واليوم اصور خاطرالوجد تصوير وقول صدك عقب وصلك جريمه ياحبى اللى بين بيض الغنادير لك فى عروش القلب قدرا وقيمـه ان كان صدك ماخذك عنى الغير روح ولو ان الخســـــاير وخيمــه وان كانها عنى خذتك المقادير فاالعفو عند المقدرة فيه شيمــه | |||||||
|
| |
|
01-01-23, 06:00 AM
| #300 | |||||||
| [ 8 ] "روح ولو ان الخساير وخيمه" تلهث في صدر أم نواف التي دخلت مع الضيفات. رائحة العود تنتشر في المكان.. ميلاء ومريم والهام وصابره ونهال وتمارا ورتيل ورسيل يقفن لاستقبال الضيوف.. وارشادات فهد حول سلام كورونا وإجراءات كورونا كلها ضُرب بها عرض الحائط.. وجدن أنفسهن خجلات من الضيفات.. أخوات أحمد صدمن بوجود ام نواف.. وهي دخلت في هدوء بعد أن ناولت عباءتها للعاملة.. لكنها صُدمت من خالتها التي سالت " وينهن بنات منى ومها" رفعتا ميلاء ومريم يداهما وكانهما في صف دراسي.. و انقذتهما الهام وهي تشير عليهما " هذه ميلاء بنت منى الله يرحمها.. وذي مريم بنت مها" بحثت عن ابنة ابنتها " تالا.. وينك.. هاتي رضوت البنات" أجابت الهام سريعا" ما يحتاج يا ام أحمد.. كثر خيرك" " لا هذا واجبهم" تقدمت تالا سريعا .. فتحت العلبة الأولى ومدتها لـ جدتها.. التقطت أم أحمد عقدا طويلا من فان كليف باللون الأحمر ورفعت يداها.. أنزلت ميلاء جسدها وهي تقول " شكرا يا خاله ليش تعبتي نفسك" "هذا واجبكن" ثم قبلت رأسها وابتعدت لتسمح لـ مريم التقدم ناولت تالا العلبة لـ ميلاء.. وفتحت الأخرى .. التقطت أم أحمد العقد الاخر لـ فان كليف باللون الأخضر ورفعت يداها.. ابتسمت مريم وهي تُساعد الجدة في وضع العقد حول رقبتها.. " شكرا يا جده" "العفو يا بعد قلبي" قالتها وهي تلقرص على ذقن مريم ثم رفعت يدها تقبلها.. كذلك فعلت مع ميلاء إلا أنها التقطت يد ميلاء وهي تقول " تعالوا يا أمك اجلسوا عندي.. خليني أخذ علومكم؟!" توكأت على ميلاء المبتسمة.. قادتها للداخل.. ثم سمعتها تقول " لاتحطيني يا امك عند السماعات توجع قلبي" " آقفلك هذه.. لا تشيل هما.. واذا تبين ما نشغلها ما نشغلها" " لا والله حلفتك بالله ما تسوينها.. انا جايه انبسط وافرح وارقص.. بس ما احب الصوت العالي.. يولع كبدي " ابتسمت ميلاء وهي تُساعد أم أحمد في الجلوس على الكنبه.. ثم التقط منديل ديتول ومسحت يد أم أحمد وهي تقول.. " ياخاله تراك سلمتي علينا.. خليني اعقم يدك عشان اصب لك قهوه" ما أن انتهت ميلاء رمت المنديل.. والتقطت ترمس القهوة وسكبت القليل من القهوة لـ أم أحمد التي تغرغرت عيانها بالدموع.. مسحتها سريعا بطرف شيلتها ثم التقطت الفنجان من ميلاء.. ثم مدت مريم لها صحن لأنواع من التمور المحشية.. حلفت عليهما أم أحمد بالجلوس.. وما أن استقر الجميع في أماكنهم.. اشتغلت الموسيقى.. وبدآ الرقص.. جلست تمارا بجانب مريم ومالت تقول لها " تعرفي مين الي لابسه أحمر.. لا تطالعي عليها عشان ما تحس" " مين؟" " أم نواف." " مين أم نواف" نظرت لها تمارا وهي تحاول شرح الموضوع دون أن تضحك " عمو أحمد مو اسمو أبو نواف" "آه" تأوهات وهي تنظر لـ تمارا.. ثم ابتسمت وهي ترى امتداد شفتا تمارا وكأنها تكِّيد لآمرٍ ما. " ايش تخططي؟!" " بغير أغنية الزفة" ضحكت مريم وهي تسمع الاغنية.. تشعر بأنها تعيش إحساس لذيذ.. كتلك التي تدخل متاهة وتنصت لـ هسيس الأبواب لعلها تلتقط بوحا يطير بها نحو السماء.. ابتسمت مريم وهي تراها ترقص وتتمايل.. تشعر بالخجل لا تعلم لماذا.. لكن يبدو لها أن هذه المرأة ستكون مطبا في حياة والدتها.. فرقصها ومبالغتها في التزين هو اثبات وجود.. مالت مريم لـ ميلاء واخبرتها عن المعلومات التي التقطتها من تمارا قبل أن تذهب وتجلس بجانب رتيل ورسيل.. الهام وصابره ونهال عدلوا في الترتيب وأمرت نهال العاملات بتعريض الأريكة التي بجانب أم أحمد.. ليمكنهم الحديث مع أم أحمد وتقديم واجب الضيافة لها كما يجب.. ابتسمت مريم وهي تسمع أغنية " تناديك بصوت المهندس.. " التقطت يد ميلاء.. يقفا أمام بعض.. وكأن أحداهما تقف أمام المرأة وتعكس المرآة عقدين بلونين مختلفة.. الفستان الأصفر الطويل يتمايل بهدوء مستجيبا لـ حركة الخصر وتلذذ الساقان المغموس في كأس الأنوثة وصوت الخلاخيل يتنفس ويُثير في الصدر ابتسامة لذيذة.. تقربتا وبكل دلال يدٌ كل واحده فيهما لامس خصر الأخرى.. واليد الأخرى تتبادلان العناق... رتيل وتمارا ورسيل وتالا والكثيرات انضممن الرقص فكرة ماجنه تبوح الأنثى فيها عن جسدها الشهي.. تغمسه في كوب العسل حتى تذوب أنفاسها.. وتزداد فتنة أذا غرقت في كوب خجلها المتمرد المعسول تتابعت الأغاني.. وتتابعت الرقصات المُختلفة.. وفجأة توقف كل شيء.. فقد دخل موعد أذان العشاء .. وفُتح المجلس الاخر بعد أن تم رص السجاجيد ووضعت شراشف الصلاة.. نزلت ميلاء ومعها مريم للدور الرابع للاطمئنان على مها.. انبهرا بها.. نظرت لهما مها بخجل فهي أيضا قد صُدمت من نفسها.. زادها المكياج جمالا.. وزادها الفستان السكري دلال مع قطع التول وقصة ميرماد الذي يبرز رشاقة جسدها ونعومة نحرها وصدرها.. تسريحة شعرها كانت ناعمة جدا.. فقط خصلتان من الأمام سُحبتا للخلف ووضعتا داخل مسكة من ماركة من ماركة (Suzanne kalan) مصنوع من الذهب ومرصع بالألماس.. الخصل القليلة التموج يكشف عن نعومة شعرها الخفيف.. "صليتي يا ماما" قالتها ميلاء.. فهي مؤخرا تشعر بأنها تتنفس أمومة مها " آيوه قبل لا البس الفستان" نظرت مها لـ مريم وما أن التقط نظراتهما ببعض عضت مها على شفتها السفلى وهي تمطهما بخجل.. ابتسمت مريم والعبرة تخنقها .. "الي تبكي فيكم وربي راح اطلع فوق وأكركب كل شيء" نظرت ميلاء لـ لوليا باستغراب.. في حين فهمت مها سريعا ماذا تريد هذه الفتاة.. تريد أن أن تعيش اليوم الجميل بكل تفاصيله دون أن تخربه أي لحظة حزن غادره " يا بنتي ايشبك متوتره اليوم" قالتها مها وهي تبتسم لـ لوليا " ما أبا أي شيء يخرب الفرح.. أنا فرحانه وحنطلع نرقص ساعة لين تجي موعد زفتك.. حنرسل لك خالتي ام باسل تجلس عندك" قالت مها بهدوء " لا ما يحتاج يا قلبي" قاطعتها لوليا سريعا "لا يحتاج عشان لا تنامي" شخرت في بضيق وهي تقول " والله المفروض ساعة بالتمام.. بعدها تسير الزفة.. لإنه ما ينفع تكوني سهرانة أكثر من كده" أجابت ميلاء سريعا " حتى أنا اشوف كده قبل عشا الحريم.. نزفهم وبعدين نفتح بوفيه الحريم.. أجل اطلعوا انتو عندكم ساعه ترقصوا فيها ... وبعد ساعه بالتمام جهزوا كل شيء" " وانتي ايش حتسوي" سالتها لوليا " أنا حلبسها طقم الألماس ومريم حتصورها.. لانه عمتها جايبه ذهب ذهب قروش.. وجايبه لي وانا مريم ذا" تقربت لوليا وهي تنظر للعقد " ذوق بصراحة عمتك يا خاله مها" بعد تفكير قالت في " أمم جايبه لكم ذا ولخاله مها الذهب.. تعرف تستمر صح ماشاءالله عليها.. طيب ما جابتلي شيء" " ليش ان شاءالله" قالتها لوليا بتعجب ساخر!! "بابا جايب العريس " " ذليتينا بدي المعلومه .. أنا اجبلك " قالتها مريم وهي تعدل شعرها الطويل وتُعيد لف اطرافه بأصابعها " رقصتوا" سالت لوليا " ايوه.. أصلا ما وقفنا غير لما دخل موعد الأذن" قالتها مريم بحماس "واو حماس.. أجل بطلع.. في تعالي بسرعه.. الأشياء دي ماهي موجودة في بريطانيا" قالتها وغادرت.. التحقت بها في وأخذتا تتحدثا عن التفاصيل المتبقية للحفل.. تُديران الحفلة بإتقان شديد وبحدة غير مألوفة قبلا رأس أم أحمد ودخلا سريعا للمنتصف يعبرن عن حرية الجسد المغنج بتمايلهن مع النغم الموسيقي.. ثم انسحبن لـ يجهزن مها للزفة وعينا أم نواف تراقبهما بصمت يبعث رائحة العفن. اِنتهى أمل سفر #سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
3663Likes
العرض العادي
