آخر 10 مشاركات
صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          84 - شريك العمر - ربيكا ستراتون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2701Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-23, 09:45 PM   #131

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس صغير 🌹
تخضب وجهها بالحُمرة وتمتمت لتغير مسار الحديث -اعتدت على الجلوس بملابسك الثمينة في أي مكان يا دكتور!
-بفضلك.
قالها بحاجبين مرفوعين ونظرة مشاكسة وقد تلون مزاجه تمامًا كالألوان المطبوعة على صورة الطاووس أمامه بعد أن تعكر صباحًا
-إن سرت خلفي يا ابن الناس سيكون مصير جميع ملابسك إما ألوان الزيت وإما تراب الأرصفة.
قالتها بتهكم ليرد بجدية ونظرة ثاقبة وهو يسبح في بحر عينيها المتسع أمامه بلا نهاية -لا يهم أي شيء،المهم أن أكون برفقتك.
اهتزت شفتيها ولمعت عيناها وهي تتلمس الصدق على ضفتي شفتيه وسيل الكلمات يخرج بسلاسة ونظرة عينيه تتحالف مع حروف كلماته فتعزف مقطوعة موسيقية شديدة العذوبة لامست أوتار قلبها الذي أقسم أنه لن يحب يومًا وهو يٌدرك أن خلف أبواب الحب خذلان وآلام.
لاحظ تلألأ الدموع بعينيها وشعر بتأثرها بكلماته وبخبرته استشف أن بين ضلوعها قلب بكر ولكن ربما ذاق الخذلان فأردف بهدوء
-سمر هل ارتبطتِ من قبل؟
رفعت حاجبًا متعجبًا وتمتمت-هل يفرق معك هذا الأمر في شيء؟ أو بمعنى أدق هل يؤثر في نظرتك لي؟
رد مسرعًا -اطلاقًا مجرد سؤال صدقيني.
ابتسمت قائلة-أصدقك وصدقني إن كان حدث لم أكن سأخجل أو أداري لأنه شعور طبيعي ويحدث لمعظم البنات ولكن بالفعل لم يحدث لم أرتبط من قبل ،هو عامة أنا واخوتي البنات كان مبدأنا بوجه عام عدم الارتباط الا في إطار رسمي ولكني بوجه خاص كان مبدأي مقاطعة الحب فلم أجد أن هناك من يستحقني،وكنت أوقن أنني سأتزوج زواج صالونات.
غمغم بخفوتِ-من حسن حظي.
لم تفسر كلماته فتسائلت -ماذا تقول؟
فابتسم قائلًا -فنانة مثلك مرهفة الحس لمَ تقاطع الحب؟
مطت شفتيها قائلة -لأن معظم الرجال خائنون.
-نعم .
قالها باستنكار فأردفت تشاكسه -ليس كلهم قلت معظم.
-والقلة الباقية يا أستاذة سمر ماذا اكتشفتِ بهم؟
أردفت والشقاوة تتقافز من عينيها -لديهم جينات وراثية تؤهلهم للخيانة ولكن لم تأتيهم الفرصة بعد.
-هل قال لكِ أحد من قبل أنكِ مشكلة كبرى يا سمر؟


Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 30-01-23, 07:23 PM   #132

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع
***
دوامة المشاعر
في الحٌب إما تكون أو لا تكون،إما تواجه وإما تٌغادر حتى لا تقع في منطقة البين بين فتقف في مٌفترق الطرق حائر غريب مٌشتت لا تعرف إلى من تنتمي وينتهي بك الحال أسير دوامة مشاعر لا سبيل للخروج منها.
بجوار سديم كان يجلس عبدالرحمن وصراع داخلي يحتدم بداخله دون أن يبدو على وجهه أي انفعال،قلب نابض بعشق شيري يُصارع عقل استسلم لوهلة لليأس ويدفعه للخروج من دوامة مشاعره بالاستسلام لفكرة الارتباط والانغماس في علاقة جديدة عله ينسى ويتعايش فبالتأكيد لن يظل طوال العمر في دوامة مشاعره هذه .....
-في ماذا شردت؟
رددتها سديم حين لاحظت أنه يتابعها بعينين شاردتين
انتبه قائلًا بابتسامة صغيرة رأتها هي شديدة الجاذبية
-أنا موجود.
والجملة كانت أبعد ما تكون عن الصدق
أردفت تٌكمِل الحديث الذي بدأته معه وانطباعها عنه بأنه رجل ثقيل يتعمد الصمت وقلة الحديث يترسخ بذهنها ويروق لها
-كنت أسألك ألا تريد إنشاء مشفى خاص بك؟
أردف باهتمام وهو يدفع نفسه بصعوبة للتجاوب معها
-طبعًا أريد ولكن ليس الآن أُفضل أن أظل في العمل بالمشفى لاكتساب خبرة جيدة وأنهي الدراسات العليا وقتها أكن مٌستعدًا لخوض التجربة.
ابتسمت قائلة بعينين متألقتين ببريق خاص -وقتها ربما نعمل معًا.
دقق النظر بملامحها الجميلة الناعمة وهو يتسائل-وما علاقة البيزنس بالطب؟
اتسعت ابتسامتها لتظهر أسنانها البيضاء المتراصة بإتقان وهي تقول بنبرة سيدة أعمال مٌحنكة رغم صِغر سنها
-كل المجالات في هذا الزمن تابعة للبيزنس، المال هو من يفتح لأي مجال ألف باب،سأوضح لك نحن لا نعمل في مجال مٌحدد نحن لدينا أنشطة في كل المجالات،نستثمر في البورصة ونشارك في مصانع وشركات كبرى وبأسهم في المستشفيات الخاصة،عملنا عالم واسع إن اتسع وقتك آخذك في جولة تفصيلية فيه.
مط شفتيه قائلًا برزانة -عالم المال والأعمال لم يستهوني منذ صغري وأنا أسعى للعمل بين الناس ولهم هدفي الأساسي أن أساعدهم،أجمل لحظات حياتي وأكثرها سعادة حين أخرج من جراحة وقد أنجزتها على أتم وجه أو حين يأتيني مريض في موعد استشارته وقد تحسنت حالته عن المرة الماضية.
لمعت عيناه بابتسامة رأت فيها طيف لرجلِ من طراز فريد وهو يُكمِل
- وأعلى درجات السعادة حين أسمع دعوة مريض لي وخاصة كبار السن يذكروني بأجدادي رحمهم الله.
كان يتحدث وقد نسى للحظات الحاجز النفسي الذي وضعه قلبه بينه وبين سديم،اندفع في الحديث معها حتى أصبحت الكلمات تخرج من بين شفتيه بسلاسة وهي تستمع إليه باهتمامِ وتناظره بإعجابِ وعُمر وماجد ينظران من موضعهما وكل منهما يبتسم للآخر ابتسامة صغيرة واثقة
أردفت سديم بابتسامة حلوة ما إن أنهى عبدالرحمن حديثه -لن نختلف ربما نتشارك يومًا في مشفى واحد أنا أديره بعقليتي العملية وخبرتي وأنت بعلمك وكفاءتك.
غمز لها بعينه قائلًا-ولكني لا أحب أن يكن لي شريك،حين أفتتح مشفاي الخاص بإذن الله لن أتشارك مع أحد.
رفعت حاجبيها قائلة بعينين لامعتين مُعجبتين بجرأته وشخصيته المستقلة
-أنت تعرف كم شخص كان يتمنى عرض كهذا؟
رد مباشرة -أنا لا أرفض لشيء إلا لأن عقليتك التجارية لن تتوافق مع عقليتي كطبيبِ ليس أكثر.
قالت وهي تميل على المنضدة لتقترب منه ويصبح وجهها مُقابلًا لوجهه
-كيف؟
رد بجدية شديدة -رجل الأعمال حين يٌشارك في مشفى لن يهمه سوى الربح ،سينظر إلى المشفى كمشروعِ تُجاري مكسب وخسارة ليس أكثر.
غاصت بعينيها في عمق عينيه قائلة باهتمامِ - أكمِل.
فأكمل وهو أيضًا يغوص في عمق عينيها السوداوتين المناقضتين لبياض بشرتها
- أما الطبيب فينظر للأمر من منظور إنساني ،المكسب هو نجاة المريض والخسارة بفقده.
أخذ عبدالرحمن يُسهِب في الحديث معها وهي تستمع له بإنصات وإعجاب وقد أذهلها منطقه وحديثه الإنساني البحت،منطق لم تسمع عنه سوى في الأفلام القديمة والروايات التي ينادي كٌتابها بالمثالية في زمن أصبح فيه الغلبة للمال ولو على حساب الأنفس والمبادىء،شعرت به كرجلِ يأتي من عصر قديم بأخلاقِ الفرسان ومع ذلك يتحلى بكل سمات الشاب العصري ولم تكن هي بحاجةِ لأكثر من ذلك.
***
وبالجوار كانت سمر تجلس بجوار أركان وتشعر بالضجر من كلماته التي تراها سمجة
-لم تقولي لي متى سترسميني؟ قالها وهو يسعى لفتح حوار معها
رفعت حاجبًا واحدًا وتمتمت وهي تصارع ضجرها من مجاورته
-هل تعرف ما هو أكثر طلب مستفز لأي رسام؟
ماذا ؟
قالها بابتسامة رأتها هي سمجة فأردفت بابتسامة مُماثلة
-حين يقول له أحدهم ارسمني.
علق باستنكارِ-لماذا أليست هذه مهنتكم؟
زفرت زفرة ضيق من صحبة شخص مفروض عليها وهي تنظر إلى شقيقتها التي تجاورها نظرة مستغيثة ثم أردفت بنفاذِ صبر
- مهنتنا أن نرسم ما نشعر بأننا نريد رسمه،كالشاعر حين ينزل عليه الوحي من تلقاء نفسه ويكتب قصيدة رائعة هل تستطيع أن تقول له في أي وقت اكتب لي قصيدة؟ أو كالكاتب الذي فجأة تتجمع في ذهنه خيوط بعض الشخصيات فينسجها معا ويكتب رواية هل تستطيع أن تطلب منه أن يكتب رواية في التو واللحظة؟
شعر أنه تاه منها فتمتم بما رأتها نظرة غبية
-وما علاقة هذا بذاك؟
أردفت بعينين مٌتسعتين -كيف ما العلاقة ألم تفهم؟
قال بابتسامة واسعة-الأمر عندكم كفنانين أبسط ،مجرد ملامح تُرسم، الأمر لا يستدعي تعقيدات الكتابة والشعر.
أردفت وذهنها يشرد في ملامح شديدة الوسامة والرجولة رسمتها قريبًا والملامح تتجسد أمام عينيها فتٌعيق رؤية أحد سواه
-يٌخيل إليك،هناك وجوه تنادي الفنان ليرسمها وهناك لوحة تفرض نفسها وتلح على العقل حتى تخرج تفاصيلها الدقيقة.
شعرت سهر بتوتر الحوار على الأقل من جهة سمر فمالت على أذن عُدي الجالس بجوارها وتمتمت ببعض الكلمات بعدها استقام الصغير ليجلس بين سمر وأركان فتنفست سمر الصعداء وأحاطت كتفي الصغير بذراعها قائلة
-مرحبا حبيبي.
وأردف أركان بنبرة لطيفة لا تخلٌ من الضيق وقد قطع الصغير تواصلهما
-لمَ بدلت مكانك حبيبي؟
فأردف عُدي وهو يرفع إليه وجهه الذي يشبه وجه أبيه
-سهر طلبت مني أن أجلس بينكما لأن سمر يبدو عليها الضجر و ...
تسللت الكلمات العفوية من بين شفتي الصغير فلحقته سمر وهي تٌكمم فمه بكفها الذي كان يستقر فوق كتفه وأردفت وهي تسحب أخيها وتستقيم واقفة
-عُدي ليس مٌعتاد على السهر سأغسل له وجهه حتى يستفيق.
قالتها وهي تشير لسهر لتتبعها وفي طريقهم إلى الحمام انفجرت كل منهما في الضحك وعُدي بينهما يردد بحنقِ -وهل أنا صغير لتقولي أمام الرجل أنكِ ستغسلين لي وجهي؟
***
انشقت أول خيوط النهار بعد ليلة باردة وهي ترقد بفراشها بعينين مُرهقتين وقد جافاها النوم وصاحبها الأرق وكل كلمة قالها كريم يتردد صداها بأذنيها،ترى ملامح وجهه وانفعالاته أمام عينيها،لا تُصدق أن كريم بداخله هذا القدر من المشاعر لها ولا تعرف لمَ هذه البعثرة بداخلها منذ أن سمعته؟
أغمضت شروق عينيها وقلبها تتسارع نبضاته،فتحت هاتفها ترى كم الساعة تتعجل مرور الوقت واستيقاظ عبدالرحمن لتتحدث معه فمنذ الأمس وهي تريد الانفراد بالحديث معه ولكنه لم يكن مُتفرغًا.
***
-ماذا ؟ لا أصدق ؟
تمتم عبدالرحمن بكلماته المندهشة بعد أن قصت عليه شروق بتوتر ما حدث بالأمس مع كريم فأردفت هي بتيه وتوتر
-وأنا لا أصدق .
-كريم شاب جيد وأنا أرى أن هناك تآلف بينكما فلمَ لا؟قالها بجدية أمام نظراتها التائهة
كانا يجلسان معا بحديقة المنزل بعد أن أخبرته شروق أنها تريده بأمر هام وشعاع شمس الصباح يغمر المكان ولكنها كانت تشعر بالقلق والانطفاء،نظرت إلى عبدالرحمن قائلة بنفس نظراتها المذهولة
-هناك تآلف كأصدقاءِ لا كأحباءِ.
أردف عبدالرحمن ساخرًا-وأين الصداقة بالموضوع والرجل صارحكِ بمشاعره تجاهك؟
قالت مُدافعة -أنا أتحدث عن نفسي هو طوال الوقت كان خير الصديق.
أردف بحاجبِ مرفوع ونظرة ثاقبة -لا يوجد صداقة بين شاب وفتاة يا شروق ،قلتها لكِ مرارًا.
أردفت تدعم منطقها-أنا لا أعرف تفكير الرجال خاصتكم ولكني أتحدث عن نفسي وعن تفكيري وكريم كان طوال الوقت صديق مٌقرب لي لم أتخيل شكل لعلاقتنا غير هذا.
-صديق أم أخ؟ سألها بنظرة ثاقبة
فدققت النظر بعينيه قليلًا ثم تسائلت-ماذا تقصد؟
رد بسرعة-أنا مثلًا تعتبريني كأخيكِ مضبوط؟
ردت دون تفكير-طبعًا.
-هو مثلي؟ نفس معزتي ؟ تنظرين له نفس النظرة التي تنظرينها لي؟
باغتها بأسئلته المٌتلاحقة فبهتت وانعقد لسانها عن الرد لثوانٍ وعقلها يحاول فك شفرة أسئلته للوصول إلى اجابة واضحة ومحددة ولم يسعفها ذهنها بإجابة محددة فراوغته قائلة
-لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل ،لم أعقد مقارنة اطلاقًا،ثم انتبهت قائلة وقد تذكرت موقف قريب لهما:ولكنه هو من سألني إن كان وارد أن يكون بيني وبينك شيء ولكنني أخبرته أنك أخي،بعدها مباشرة صارحني بمشاعره.
اتسعت عيني عبدالرحمن بإدراك وهو يربط بين ما تحكيه وبين معاملة كريم الفاترة له والتي لم يكن يعرف سببها والآن اتضحت الصورة،
كريم يحبها منذ فترة وكان يغار عليها منه وهو يظن أن بينهما شيء .
تجاوز عبدالرحمن عن الأمر قائلًا -المهم الآن شروق أنتِ ماذا تريدين بالضبط؟ حيرتك هذه لا أعرف سببها إما توافقين على عرض الرجل ليتم الأمر بالشكل الطبيعي المٌتعارف عليه ويٌحدث والدكِ وإما ترفضين.
شعرت بجفاف حلقها وأردفت بخفوتِ
-فكرة الزواج بوجه عام أنا أرفضها كما تعلم وفكرة أن ينقل كريم علاقتنا من خانة الصداقة إلى الخانة الأخرى هذه صدمتني لأنني فعلا أعتز به كصديقِ.
أردف عبدالرحمن يواجهها بصراحة شديدة -ماذا بها فكرة الزواج بوجه عام شروق دعيني أضع يدي بشكلِ مٌباشر على مشكلتك؟
رفعت ساقيها وثنتهما من تحتها ثم رددت بما يملأ عقلها -لأنني أعترض على فكرة أن أترك بيت أبي لأذهب لبيت أي رجل آخر وأشاركه في حياة جديدة لا أعرف كيف سيكون شكلها،لأنني لا أشعر باحتياجي لأي شيء في حياتي فأبي يوفر لي الحياة التي أحبها ولا يجعل شيء ينقصني هل تعرف حين تأكل وتشبع ولا تشعر بأي رغبة حتى في رؤية الطعام لفترة طويلة؟ أنا أشعر بهذه المشاعر مع أبي هو يحبني ويدللني ويجعلني دائمًا في حالة استكفاء.
رفع حاجبًا مستنكرًا وأردف باستهجان-هذا شيء وذاك شيء شروق أنتِ بهذا تخلطين الأمور ببعضها ،ثم صمت ثوان وعاود سؤالها بنظرة نافذة إلى أعماق عقلها الذي يعرف أن لازال به الكثير: وهناك شيء آخر شروق.
لمعت عيناها بغيامة من دموع واهتزت شفتيها وتمتمت -إلى جانب ما قلته فأنا أخاف عبدالرحمن .
في هذه اللحظة نزلت شيري الدرجات القليلة الفاصلة بين الشرفة والحديقة فلم ينتبه لها أحدهما فمطت شفتيها باستياء وتصنعت أنها تسقي الورد والأشجار لتبقى بالمٌحيط
-من ماذا تخافين يا شروق؟
قالها بقلق لترد بخفوتِ -أخاف من الارتباط وبناء أسرة ثم أتركهم رغمًا عني، أخاف من فكرة الموت كأمي وأنا صغيرة فأترك خلفي صغار ،هل تعرف كلما رأيت هيا الصغيرة التي سكنت مع والدها بالبناية مؤخرًا أتذكر نفسي واخوتي بعد وفاة أمي.
-الأعمار بيد الله وهذا التفكير تشاؤمي ويتعارض مع ما أمرنا الله به بشأن إعمار الأرض.
قالها عبدالرحمن بمشاعر تتأرجح ما بين تعجب من منطقها وشفقة عليها في نفس الوقت فأردفت وهي تمط شفتيها- هذه هي مشاعري أنت طلبت أن تستمع لي وهذا ما لدي المهم الآن أن كريم وضعني في موقف صعب ولا أعرف ماذا أفعل.
سألها باهتمام- أنتِ ماذا كان ردك حين سمعتي تصريحه بالأمس؟
اتسعت عيناها قائلة بأنفاس مُتسارعة وهي تتذكر الموقف كله
-تركته دون كلمة واحدة وهربت من المكان.
بنظرة مستنكرة تمتم -حقا؟
-حقا.
سألها وأجابته وهو كان يحتاج لأن يرتب كلماتها الفوضوية ليعطيها الحل الذي تريده فأردف وهو يمسح على ملامح وجهها بنظرة متعاطفة
-أنتِ تحتاجي إلى التفكير بشكل هاديء بشأن علاقتك بكريم وأهميته بحياتك تحتاجي إلى التفكير فيه من زاوية جديدة.
أومأت له برأسها توافقه وتمتمت وجفنيها يتساقطان من الإرهاق
-أنام فقط ويهدأ عقلي هذا وبعدها أفكر.
قالتها وهي تستقيم واقفة فلمحت شيري بالجوار فألقت عليها تحية الصباح ثم سرعان ما عادت إلى حجرتها لتضع رأسها على وسادتها بعد أن أخبرت والدها وفريدة أنها لن تذهب إلى العمل اليوم.
وبالحديقة ابتسم عبدالرحمن حين لمح شيري تسقي الزرع بهمة وحماس ولا يعرف أنه ليس حماس بل عصبية تُفرغها فيما تفعله خاصة بعد أن أخبرتها سمر أن بسهرة الأمس كانت سديم متواجدة وهي لا تشعر بالارتياح لهذه الفتاة.
-كيف حالكِ الآن يا شيري؟
سألها باهتمام وهو يقترب منها فأردفت بابتسامة صغيرة مٌشرقة رغم كل ما تشعر به من حيرة وشتات -بخيرِ الحمد لله.
-وصديقتك؟
مطت شفتيها وتمتمت بأسف -حالتها بالطبع صعبة يقولون أنها ستحتاج مشوار طويل في العلاج.
-شفاها الله.
قالها وهو ينظر بعينيها العسليتين الشاردتين ثم أردف
- متى ستعاودين الذهاب إلى الجامعة؟
-لا أعرف أشعر أنني أحتاج إلى فترة راحة لازالت أعصابي متوترة.
قالتها وهي تبثه قلقها بعينيها فأردف وهو يلمس بيده جِذع الشجرة الواقف بجوارها ولو عليه يمَس قلبها فيبث فيه السكينة عوضًا عن الجَزَع الذي سكنه منذ رأت ما رأت
-تمام ،الراحة طبعًا أفضل ولكني لا أريد أن يكون الأمر مرضيًا بمعنى ألا يتحول إلى فوبيا هل تفهميني ؟
ضغطت شفتيها الورديتين ببعضهما والخوف لايزال تتراقص ظلاله بمقلتيها وغمغمت وهي تمسد بأناملها على ضفيرتها الساكنة فوق كتفها
-صراحة أنا أشعر بالخوف لن أكذب عليك.
بدى القلق بعينيه هو الآخر واقترب خطوة فنبض قلبها رغمًا عنها وأردف هو بجدية-لا تخافي من أي شيء مادمت موجودًا.
قالها باندفاع عاطفي لم يشعر هو نفسه به وحين استدرك ما تفوه به تنحنح قائلًا
-ومادام والدكِ موجودًا،نحن خط الدفاع الأول لكِ، خذي وقتك أنتِ وحين تنوين العودة سأوصلك وأقلك بنفسي حتى باب المُدرج.
-حقًا؟
قالتها بعينين مشدوهتين وقد أتاها عرضه على طبق من ذهب فأردف بابتسامة جذابة ككل ما فيه
-حقًا صغيرتي،المهم ألا تفوتك محاضرات هامة هذه الأيام، استعيني بصديقاتك يرسلن لكِ ما يدرسنه.
قالها ثم نظر في ساعته فوجد أن موعد ذهابه للعمل قد آن فأردف وهو يوليها ظهره -سلام مؤقت.
جزت على أسنانها ولم يُعكر صفو لحظاتها الاستثنائية سوى كلمة واحدة كلمة صغيرتي، هل لايزال يراها شيري الصغيرة ؟
-لا تقلق وسام يُرسِل لي كل المحاضرات.
قالتها فقط لتستفزه وهي تعرف أنه لا يطيقه وجَنَت الكلمات القليلة ثمارها فتوقف مكانه لثانية وتصلب ظهره وكتفيه،ولاها وجهه بهدوءِ قائلًا بملامح مُنغلقة لا تنم عن أي عاطفة
-وسام مرة أخرى؟ ألم نتحدث في هذا الأمر من قبل؟
طيف من سعادة كسى ملامحها وهي توهم نفسها بأنه يغار ورغم عدم وجود أي دليل ملموس على شعورها إلا أنها تستعذب الوهم أحيانًا على الأقل تشعر بورود مُلونة تُزهِر بقلبها عوضًا عن صحرائه الجرداء
-كما قلت لك من قبل هو زميل محترم ويفيدني كثيرًا حين أتغيب.
قالتها وهي تعقد ذراعيها تحت صدرها مُدعية البراءة وفي ادعاءها كل الصدق فقد كانت بعينيه هكذا فعلًا،براءة طفولية مٌختلطة بطغيانِ أنثوي بمزيجِ عجيب يُسكِر حتى يُفقِد العقل والعقل كلما تاه في دوامة المشاعر هذه تُصبه لوثة من هذه التوليفة
جز على أسنانه وكور قبضتيه يتحكم في انفعاله وتمتم بهدوء مُدعى ونظرة رغما عنه بدى بها ضيق وانفعال
-قلت لكِ من قبل أنني لا أرتاح لهذا الشاب المائع الذي يتحدث كالنساء ويُماثل لوسي ابن طنط فكيهة في الهيئة وطريقة الكلام،اسمعي الكلام دون جدال لازلتِ صغيرة وليس لديكِ خبرة كافية بالناس.
رفعت حاجبيها واتسعت عيناها بذهولِ فهو يؤكد شعورها بأنه بالفعل يراها صغيرة فأردفت والحنق يتجلى بعسليتيها المتوهجتين تحت شعاع الشمس الذهبي
-هذه مشكلتك إذن أنك لازلت تراني صغيرة رغم أنني في العشرون.
كان وجهها كله متوهجًا تحت أشعة الشمس فبدت بعينيه شديدة السحر والعذوبة وحين تتجلى بعينيه بهذه الهيئة المٌغوية كامرأة يستيقظ ضميره الراقد بصدره فيجلده بسياط الذنب أنه ينظر لابنة الرجل الذي لا يستحق منه هذا بهذه النظرة
نظرة رجل لامرأة
وفي هذه الحالة خير وسيلة للدفاع الهروب فولاها ظهره قائلًا وهو يخطو بخطواتِ سريعة إلى داخل البيت
-وحتى حين تُصبحين في الخمسين ستظلي بعينيّ شيري الصغيرة صاحبة حرف السين المفقود.
تسمرت مكانها وهي ترمش بعينيها ولسانها ينعقد،كلماته رغم أنها واضحة صريحة إلا أن عقلها يأبى استيعابها هكذا فتجرفها أمانيها إلى ضفة أخرى ضفة ما يهواه القلب ويميل العقل إلى تصديقه فتشعر بنفسها وهي تقف على أرض الحديقة الصلبة وكأنها تسبح في عرض البحر بلا قارب ولا مجداف،وحدها تحاوطها أفكارها المجنونة التي لا تملك أن تنطق حرف منها لأحد فما تفكر به حقًا جنون،والويل لها إن باحت وقتها حقًا ستغرق.
***
حزن وفرح نظل طوال العمر نتأرجح ما بينهما تارة تهبنا الحياة فرحًا وتارة تختبر قوة ايماننا بالأحزان ولكن الأكيد أن لا شيء يظل على حاله ولا قلب يظل على حاله فسبحانه مُقلِب القلوب .
انتهى مازن من ارتداء ملابسه فوقف ثوانٍ قليلة يتطلع في هيئته يتأكد أن
-لا شيء ينقصه-
نثر عطره المميز على حلته الأنيقة ببطء،كان أكثر ما يعانيه الأيام الماضية عدم الاتزان النابع من صراعه الداخلي مع نفسه ما بين احتياج القلب والروح لونيس وهو شعور فطري لا دخل له فيه وبين رفض العقل لدخول امرأة أخرى إلى حياته،مرحلة من عدم الاتزان يمر بها كل فترة طويلة ولكنه تجاوزها وها هو يعاود الذهاب إلى عمله بعد إجازة قصيرة قضاها برفقة قمره وشريكته في الحياة
-هيا-
وبأسفل البناية استقل سيارته السوداء ذات الموديل الحديث ليجد اتصالًا يأتيه من نديم فهو يصر منذ أخر موقف بينهما أن يعتذر له وهو كان يرفض اجابة اتصالاته ولكنه وبما أنه تعافى من وعكته العاطفية وعاد مازن المسيري الذي لا يقهره شيء أجاب الاتصال بسماجة لا تخلُ من المرح لأنه رغم كل شيء يعرف أن نديم معدنه طيب فيصيح الأخير بنبرة ممازحة وبداخله شعور بالارتياح لأن مازن أخيرًا أجاب اتصاله
إن أقسمت لك أنني يومها شربت- حتى لم يعد بي عقل وكل ما حدث كان خارج عن ارادتي تصدقني وتسامحني؟
***
-تأخرت،تأخرت وكله بسبب السهر بالأمس.
رددتها سهر بتوتر وهي ترتدي ما يقع بيدها من خزانة ملابسها فأردفت سمر بصوتِ ناعس وهي تضع الوسادة فوق رأسها
-كفاكِ نواح على الصباح واغلقي الضوء.
جزت سهر على أسنانها قائلة بانفعالِ-أقول لكِ تأخرت على محاضرة هامة يا عديمة الاحساس.
قالت سمر من بين نعاسها
-لا تحملي هما اخبريني باسم أستاذ المادة وأنا أخبر فارس أن يجعله يهتم بك ولا يُضيق عليكِ في الحضور وخلافه.
نست سهر لوهلة توترها فرددت بابتسامة ساخرة وهي تضع وشاحًا رقيقًا فوق رأسها
-يبدو أننا سنناسب الحكومة وسيكون لنا ظهر أخيرًا في هذه الكلية.
رفعت سمر الوسادة من فوق رأسها وتمتمت بصوتها الناعس الذي لا يخلو رغم نعاسه من نبرتها المرحة التهكمية
-لا حبيبتي نحن ناسبنا الحكومة بالفعل وأصبح لكِ ظهرًا.
قهقهت سهر ضاحكة وهي تسحب كتبها وتتناول هاتفها لطلب سيارة أوبر
(لأن تيمور وعبدالرحمن كل منهما ذهب بالفعل إلى عمله)
وهي تدندن بنبرة مُتهكمة
-شبكنا الحكومة وبقينا قرايب.
فترد عليها سمر بصوتِ عذب ناعس
-ناسبنا الحكومة وصبحنا حبايب.
خرجت سهر من باب البناية وهي تنظر بالهاتف فتجد السيارة على التطبيق وقد وصلت تأكدت من لونها وكانت بالفعل أمام البناية فاستقلت المقعد الخلفي وهي تتمتم بسرعة
-السلام عليكم عذرًا على التأخير.
اتسعت عيني مازن وهو ينظر إليها وقد استقلت سيارته وهي تردد كلماتها وأخذ ينظر إليها من مرآة السيارة الأمامية بدهشةِ
-ستسير على الخريطة أم أصف لك؟
قالتها دون أن تنظر إليه وهي تدس الكٌتب في الحقيبة الكبيرة حتى تخفف عن نفسها الحِمل والزحام الذي تشعر به
فأخفض هو الهاتف من فوق أذنه ولم ينتبه لصوت نديم الذي أخذ يردد بنبرته المازحة الصبيانية
-ماهذا الصوت الحريمي يا مازن باشا واضح أنك تدعي النزاهة أمامي فقط.
أغلق مازن المكالمة في الوقت الذي التفتت سهر إليه تقول بانفعال
-لمَ لا تتحرك؟ أنا متأخر ر ر ة .
والمٌتأخر لم يكن سوى إدراكها وقد ظنت لتشابه لون وموديل السيارة مع السيارة المطلوبة أنها هي
كان مازن قد استدار ليواجهها ما إن نطقت جملتها الاعتراضية فتسمرت مكانها وكان لقاء العيون...
عينان مذهولتان مٌحرجتان
وعينان مُبتسمتان بتسلٍ رغم أن البسمة بهما عزيزة والفرح شحيح
-أنا ...
قالتها بحلقِ جاف وتوقفت لا تعرف ماذا تقول وقد تاهت الكلمات على حدود شفتيها وسبحت عيناها لا إراديًا في بحار زيتونية رائقة بدت أمامها كمدى فسيح
-طلبتِ سيارة من التطبيق لتقلك إلى وجهتك.
قالها مازن بهدوءِ وقد لمس حرجها فأعفاها منه بأسلوب مٌهذب فتوميء برأسها إيجابًا وقد صُبِغ وجهها كله بحمرة قانية وهو كان هذا الصنف الذي يتورد ويخجل وتذهب أنفاسه أدراج الرياح أمام رجل شحيحًا في محيطه فراقت له وقد شعر بتجمدها فأردف وهو لايزال على وضعه وهي على وضعها
-والسيارة التي طلبتِها نفس لون سيارتي.
أومأت برأسها ايجابًا وهي تُحرك شفتيها بحروف كلمة -نعم- ولكن بهمس ناعم غير مٌتعمد وهي تشعر كأن جسدها كله مُكبل بالمقعد
ليردد هو بابتسامة خائنة تسللت من بين شفتيه بيُسر وصوت رخيم أسرها
-ونفس الموديل.
لم يكن يتسائل بل كان يٌفسر وكأنه دخل إلى عقلها فينطق الكلمات ويشرح الموقف عوضًا عنها ودون كلمات شكرته لتقديره الموقف وتمتمت حين وجدت صوتها
-بالضبط.
والابتسامة على شفتيه اتسعت وهو يٌدقق من هذا القرب في بشرتها الخمرية وحجابها الأسود الرقيق والورود الطبيعية المٌزهِرة فوق شفتيها ووجنتيها وهو يٌدرك أنهن بنات الخجل ثم تمتم وهو يشير بسبابته إلى يمينها قائلًا
-هذه ؟
وحين نظرت وجدت سيارة بنفس المواصفات تقف الجهة الأخرى فأردفت بصوتِ هارب وهي تشعر بجسدها يتحرر من أسر الكلمات وسحر النظرات فتفتح الباب
-نعم أشكرك وأعتذر بشدة .
قالتها وفرت وهي تتنفس الصعداء وقد انحبست أنفاسها الدقيقتين الماضيتين فاتسعت ابتسامته ولكنه أستدرك الأمر بسرعة وراوده هاجس فأسرع بفتح الباب ونزل خلفها قائلًا -سهر انتظري.
توقفت ما بين السيارتين في وسط الشارع توليه ظهرها بعينين متسعتين، لقد نطق اسمها دون ألقاب وهو لم ينتبه لذلك فأسرع جهتها قائلًا باهتمام
-تأكدي من أنها السيارة التي طلبتها من الرقم يبدو أنكِ مٌتعجلة لذلك لا تٌركزين جيدًا.
استدارت نصف استدارة وأومأت برأسها وفتحت هاتفها تتأكد من رقم السيارة التي بدأ قائدها في التململ من تأخير العميلة وحين تأكدت
أردفت بابتسامة متوترة -هي أشكرك.
-العفو .
قالها وهو يتابعها بعينيه حتى استقلت السيارة وانطلقت بها فشيعها بابتسامة صغيرة ونبضة زائدة عاجله بها خافقه وقد غافله عن أي شعور بالذنب كان يراوده وكأن القلب الأجدب لم يعد يتحمل الجفاف فيهفو إلى قطرة ماء ترويه ولكن هل القطرة تكفيه؟
قلبه بحاجة إلى سيل جارف حتى يرتوي ظمأه .
***
وليس كل الظمأ ترويه قطرات ماء فحين تظمأ الروح إلى وصال وتيأس تُصبِح كأرض بور مهما ارتوت لا أمل بخضارها
كانت روند تساعد جهاد في حمل الأطباق بعد تناول الإفطار،غالبًا تطلب مهيرة أو رفعت (حماها وحماتها) الصغار ليتناولوا الطعام معهم وهي بالطبع مع أبنائها أينما كانوا وحين أتى موعد سيارة المدرسة أخذهما عمهما فارس للأسفل...
توقفت روند عند نافذة المطبخ الشفافة تنظر إلى المدى الممتد أمامها والسٌحب البيضاء المٌتجمعة والمٌنذِرة بانهمارِ أمطار غزيرة وهي تغمغم لنفسها بشرود والندم -حليفها- لا يبارحها
-عمهما الذي كان من المٌفترض أن يكون والدهما.
استندت برأسها على إطار النافذة ولاحظتها جهاد ولكنها تركتها برفقة شرودها وأكملت هي باقي المهام
وروند أسبلت رموشها تقف بقدمين ثابتتين على الأرض وذهنها يُحلق بها على جناح طائر مُسافر عبر سنوات ماضية للخلف
فتتذكر فارس وقت تعرفت به وأحبته وهي ابنة الثانية والعشرون،شابة صغيرة مُحبة للحياة كعصفور حر لا تريد أن تتقيد بأي قيود ورغم حبها له إلا أنها لمحت به نزعة تملك فقد كان من الرجال الذين يحبون السيطرة بشكل ما على الفتاة التي معهم وبدأ الأمر بتعليقه الدائم على ملابسها وحين طلب منها ارتداء الحجاب وبدأ بالتعليق على أصدقائها من الجنس الآخر وطلب منها أن تقطع علاقتها بهم وأشياء كثيرة إلى أن وصل التفاهم بينهما إلى حائط سد فكان الفراق إلى أن تعرفت بعد أشهر قليلة على شاب على النقيض من فارس وانجذبت إليه وحدث تفاهم بينهما لتكتشف بعدها أنه -ياسر- شقيق فارس
وبضيقِ أفقها وقتها -ظنت- أن تجربتها مع فارس انتهت ولن تترك بداخلها أثر فلن تُضيع شاب ك-ياسر من يدها بسبب ماضٍ مات ودٌفِن ولكنها كانت مُخطئة فما ظنته مات لم تكن قد تأكدت بعد وفاته وما إن راحت السكرة وتزوجت من ياسر وأصبح فارس أمام عينيها حتى أدركت أن الحب لم يمت
بل كان في العناية المركزة يٌصارع ورؤيا فارس أمامها وهو مٌنهزِم لا يرفع عينيه بعينيها كانت المضاد الحيوي واسع الانتشار الذي جعل المريض يشفى ومن كان في عداد الموتى تعود إليه الروح ولكنها تحملت ابتلائها بصبر وظلت وفية إلى زوجها رغم ما بقلبها وشغلت نفسها بتربية أبنائها إلى أن جائت مشيئة الله بوفاة ياسر ...
انتفضت من فيض الأفكار المتدفق على صوت باب الشقة يُغلق وقد عاد فارس بعد أن أوصل الصغيرين إلى سيارة المدرسة ... حقيقةً منذ وفاة ياسر رحمه الله وهو لا يتأخر عن أي شيء يريده صغارها إلا هي لازال لا ينظر بوجهها وقد ظنت أن السنوات ستداوي جرحه ولكن السنوات في قاموس فارس تضع ملح على الجرح لا العكس ...
-هيا روند انتهيت من إعداد الشاي.
قالتها جهاد بعد أن رتبت المطبخ وغسلت صحون الإفطار وأصبح المطبخ لامعًا كما تحبه أمها ...
وبحجرة المعيشة الأنيقة المٌنظمة كانت مهيرة تجلس على الأريكة تربط رأسها بوشاحِ وتلف جسدها بشالِ صوفي وقد أصابها دور برد وتأخذ بسببه إجازة من العمل،جلست البنتان بجوارها وأخذت روند تعصر الليمون على كوب الشاي الخاص بمهيرة وهي تردد
-ألف سلامة ماما.
قالت مهيرة بصوتِ مٌتحشرج وهي تضع كمامة فوق فمها حتى لا تٌصيب أحد بالعدوى
-سلمكِ الله.
كان رفعت يجلس على مقعد مُنفصل يتابع برنامج الصباح فأردف بضيقِ
-ليت الصغار لم يذهبا إلى المدرسة الجو بارد اليوم.
تمتمت مهيرة بنظرة جادة-مادامت صحتهما جيدة فليذهبا ويعتادا على التعامل مع الحياة في كل ظروفها .
ابتسمت روند قائلة-لازالا صغارًا ماما.
رددت مهيرة بنظرة بدى بها الخوف من المجهول جليًا -الصغير سيكبر ولابد أن نُعلمه كيف يواجه الحياة ،من أدرانا أننا سنظل خلفهما طويلًا والموت أخذ الشاب الذي كان في مُقتبل العمر فماذا سيفعل بنا؟
ران الصمت والوجوم على الجميع في الوقت الذي خرج فيه فارس من حجرته وقد ارتدى ملابسه ولم يصل إلى سمعه الحوار فأردفت مهيرة بعينين لم يغادرهما الحزن منذ وفاة ياسر -ستذهب إلى الجامعة؟
قال فارس وهو يجلس على المقعد المجاور لباب الشقة يرتدي حذائه
-نعم ماما هل تريدين شيء؟
-سلامتك حبيبي ولكن لا تتأخر من أجل عيد ميلاد الصغير في المساء.
قال باهتمام -لا تقلقي،ارسلي لي فقط كل ما تحتاجينه على الواتساب لأحضره معي.
-بارك الله فيك وأبقاك سندًا وأب لأبناء أخيك.
قالتها داعية من جهة ومٌذكِرة من جهة ولم يكن بجاهلِ عن مقصدها فلم يرد تمامًا كرفعت الذي يعرف ما تخطط له زوجته ولا يستطع الوقوف أمامها ليس فقط لأنه يُسلِم لها دفة الحياة لتديرها ولكن لأن الطلب رغم أن به ظُلم لابنه الأوسط إلا أنه طلب مشروع فهو منتهى الوفاء لروح ابنه البكري الراحل
-بالحق يا فارس بنطالك الرمادي ماذا به؟ جئت به من فترة مٌتسخًا ومن يومها لم يعد لونه فاتحًا كما كان ليست عادتك أن تتسخ ملابسك هكذا؟
قالتها باهتمام وقد تذكرت الأمر
فارتسمت ابتسامة حلوة على شفتيه وهو يتذكر اليوم الأول الذي ذهب فيه إلى الكلية عند سمر وجلس معها بالحديقة واستعاد كلماتها في أذنيه فأردف لأمه
-لن يحدث شيء إن اتسخ بنطال ،لدينا غسالة تغسله وإن لم يكن نُحضر غيره.
كانت روند تنظر إليه وهو غافل عن نظراتها غير مُتنبه لوجودها بالمرة وكأن العقل الذي كان رافضًا لوجودها منذ دخلت هذا البيت ظل في حالة انكار لوجودها حتى انمحت كل تفاصيلها فعليًا لا مجازًا وهي كانت تشعر أن به شيء غريب أو جديد ،ابتسامته جذابة ،عينيه متوهجتين وكأنه يُحب، عند هذه الخاطرة خفق قلبها قلقًا
-بعد أذنكم سأحضر شيء من شقتي.
قالتها روند وهي تنسحب من الجلسة فتمر من أمام فارس كالشبح الغير مرئي
وهو ما إن انتهى وتحدث مع والده قليلًا بشأنِ العمل وخرج ليستقل المصعد تفاجأ بروند أمامه عند باب شقتها،تلاقت العيون وقبل أن يتجه إلى المصعد وجدها تقف أمامه قائلة بنظرة حاسمة
-لابد أن نتحدث.
دقق النظر بها وله سنوات لم يفعلها ولكن النظرة كانت خاوية من كل شيء وكأن عينيه البنيتين الدافئتين تحولتا إلى زجاج غير عاكس للضوء
-في ماذا؟ قالها باقتضاب
فردت بسرعة وهي تفرك كفيها-في وضعنا.
مط شفتيه قائلًا بنبرة فاترة-من نحن؟
-أنا وأنت.
قالتها بثقة منبعها حب قديم ظنت أنها سيطرت به ذات يوم على قلبه وحين أخبرها عقلها أن مخزون المَعَزّة ربما يكون قد نقص بعد ما كان بينهما أردفت مستدركة
- والأولاد.
صاح فيها بحدة وإن حافظ على نبرة صوته المُنخفضة لأنهم برواق الطابق
-ماذا بهم الأولاد؟ أبناء أخي بعينيّ حتى أموت ماذا تريدين أنتِ وأمي بالضبط؟
وكانت بالفعل قد اتفقت هي وأمه على أن تُمارس كل منهما ضغطها عليه من جهة وإن كانت دوافع كل منهما مُختلفة فمهيرة كأم لا تهمها روند على الإطلاق كل ما يهمها أبناء ابنها الغالي
أما روند فما يهمها أن تستعيد الحب القديم الذي لم يترك قلبها يومًا وقد أعادهما القدر لنقطة البداية في مواجهة بعضهما البعض وكأن كل مرة تنغلق فيها صفحتهما معا يفتحها القدر ثانية
-والدتك هي من حدثتني في أمر زواجنا.
قالتها بنبرة مُباشرة صريحة حتى تأخذ منه ردًا مُباشرًا صريحًا
جز على أسنانه وأردف باستياء ونظرة قاتمة -زواج من بمن؟ أنتما تحلمان.
قالت وهي تشمخ بأنفها بعزة نفس حتى لا ترخص نفسها أمامه
-قلت لك هي من حدثتني لأنها تخاف أن أتزوج أنا في أي وقت وبالطبع لن توافق أن يدخل على الأولاد زوج أم غريب.
دقق النظر بعينيها الباردتين الخائنتين اللتين لا تعطيانه أبدًا انطباع بالأمان
-وأنتِ تريدين الزواج من شخص آخر؟هل يوجد شخص في حياتك؟
تلعثمت وهي لا تدري هل سؤاله هذا غيرة عليها أم خوف على أبناء أخيه فأردفت بسرعة
-حاليًا لا يوجد أحد بالطبع في حياتي .
ثم أردفت بنظرة أودعت بها بعض الشكوى الغير منطوقة وهي تردف
-ولكن لا أدري شيء بخصوص المستقبل فأنا لازلت صغيرة أنا في الثلاثين فقط يا فارس.
وجدته وقد لاذ بالصمت يستمع إليها ولا تعرف ما يموج بصدره فأكملت وهي تمرر أناملها بخصلات شعرها الناعم
-رغم أن ماما مهيرة وعمو رفعت لا يتركاني أنا والأولاد ولكني في النهاية امرأة،أحتاج في أوقات إلى الشعور أن هناك رجل خلفي وأنا مسئولة منه أبث إليه شكواي،هل تفهمني؟
مط شفتيه قائلًا بوجهِ خالٍ من التعابير
-أفهمك.
فرددت وهي تُمارس سحر اغوائها له بنظرة يشع منها الاحتياج وملامح ساحرة تزداد جمالًا بمرور الأيام
-ماذا أفعل في هذه اللحظات كامرأة وحيدة من وجهة نظرك سوى أن أتجه إلى الحلال؟
لم يكن غر ليقع في شباكها فهو وقع مرة من قبل فأردف ببرودِ وهو ينظر بساعته
-لا أعرف،حاليًا ليس لدي وقت لتحليل المشاعر الأنثوية في الصباحات الشتوية المُمطرة لأن لدي أعمال هامة ولكن حتى تتوصلي إلى حل ادخلي شقتك الآن واشربي كوب ماء بارد وتوضأي وصلي ركعتين لله لينصرف الشيطان الذي يجلس فوق كتفك هذا ونستريح جميعًا.
قالها فاتسعت عيناها ذهولًا وهو أسرع بالنزول على السلم ولم ينتظر وصول المصعد وقد وصل إلى مرحلة أصبح كلامها معه ثقيل على قلبه وروحه.
***
والروح المٌثقلة تحتاج إلى روح عذبة نقية لترد إليها روحها الأولى قبل أن تشوبها شوائب الزمن وهو منذ عرفها ولا تٌرد إليه روحه إلا بسماع صوتها ورؤية محياها
أيكون هذا حٌبًا ؟
لا يدري ولن يشغل باله حاليًا بالتفسير فما يعيشه معها أجمل من أن يٌفسر بكلماتِ،ما يعيشه معها شيء يُحس فقط لا يُحكى
-كيف حال فنانتنا؟
رددها فارس في الهاتف ما إن ردت عليه سمر التي قالت بصوتها العذب
-الفنانة ترسم.
-حقًا.
قالها بابتسامة حلوة لترد بصوتها المرح
-حقًا.
-لازلتِ تعملين على لوحات المعرض؟
-لا حاليًا أنا وزملائي نُزين السور الخارجي لأحد المكتبات.
ضيق عينيه قائلًا-لا أفهم.
أخذت تشرح له الحملة التي تستهدف أسوار بعض البنايات فيتم الرسم عليها لتحسين مظهرها وإعطائها شكلًا حضاريًا فأردف باعجاب وهو يفتح باب سيارته بعد أن أنهى عملًا سريعًا في الجامعة ويَهِم بالذهاب إلى مشوار خارج الجامعة
-في أي منطقة تعملون سمر؟
لمعت عيناه بألق وهو يسمع منها اسم المكان القريب من الجامعة ولم يأخذ وقتًا للوصول إليها دون أن يخبرها أنه آتيًا وظلا معًا على الهاتف يتحدثان كعادتهما في أي شيء وكل شيء إلى أن وصل إلى وجهته يحمله طائر الشوق إليها فأردف وهو يتوقف بالسيارة ينظر إلى ظهرها وهي تعمل بيديها أمام السور الذي ذكرته له بينما تتحدث إليه عبر سماعة هاتفها الموصلة بأذنيها
-الذي يريد أن يراكِ الآن ماذا يفعل؟
خفق قلبها وهي ترسم على السور رسمة لطاووس مُلون بألوان جذابة وتمتمت بغنج غير مٌتعمد -ينتظر بالطبع لأنني غير متفرغة.
-والذي لا يستطيع الانتظار؟ قالها بفراغ صبر وقلبه يخفق خفقة زائدة
والخفقة أصبحت اثنتين وهو يُلقي على مسامعها كلمات شوق غير منطوقة فهو منذ عرفته لم يتجاوز في الحديث معها ولم يخرج عن النص بشكل صريح ولكن كلماته كلها متوارية فالذي لا يستطيع الانتظار في قاموسها فهو يشتاق حتى لو لم ينطقها فهي أذكى من أن تجهل مقصده ولكن رغم ادراكها ردت بثقل ورغم عنها ترسم فوق شفتيها ابتسامة شديدة الحلاوة
-يتدرب على الانتظار كالصائم الذي يتدرب على الانقطاع عن الطعام والشراب.
قالتها وهي تضع الفرشاة والألوان أرضًا لتأخذ استراحة من العمل وتتجه إلى الرصيف المٌجاور فأردف وقد صف سيارته خلفها بالضبط ونزل منها
-لا تُدخليني في متاهات سمر أريد أن أراكِ.
قهقت ضاحكة وقد جلست على أحد الأرصفة تستند بظهرها على شجرة كبيرة خلفها وتمتمت بابتسامة ملأت وجهها كله فأضاء حتى أنه رأى توهج ملامحها وهو يقترب ولا يرى سوى جانب وجهها
-أنا في مكان لو فعلت المستحيل لن تستطع الوصول إليه.
ابتسم قائلًا بخفوتِ شديد وهو يقف خلفها على بعد أمتار -وإن وصلت؟
قهقهت ضاحكة وهي تمد ساقيها أمامها فتجلس بأريحية وقد تعبت بالفعل من الوقوف لساعات -لا إن وصلت فلك الكثير.
اقترب الخطوة الفاصلة بخفة ليٌلقي بنفسه بجوارها دون أن يمسها قائلًا بضحكة عالية من داخل حدود القلب
-أنا أريد الكثير هذا الآن وحالًا.
أطلقت صرخة قصيرة وهي تجده وقد ظهر من العدم ليجلس بجوارها وتمتمت بأنفاس متسارعة وعينين مشدوهتين
-بسم الله الرحمن الرحيم من أين أتيت؟
وهو ظل يقهقه على مظهرها وصدرها الذي تتسارع به أنفاسها وانتبه زميل كان يرسم بالحائط المجاور فاقترب قائلًا باهتمام وهو ينظر إلى فارس
-هل هناك شيء سمر؟
فردت بسرعة -لا لا تقلق هذا زميلي.
-حسنًا.
قالها الشاب وهو يعاود مزاولة عمله فرددت هي بغيظ وهي تستدير لتواجهه
-أنت كيف خرجت من الهاتف فجأة ؟
أردف بابتسامة عذبة وهو طواف بعينيه على ملامحها التي اشتاقها
-ربما خرجت من المصباح كما خرجتِ لي أنتِ ذات يوم وجعلتيني أدور حول نفسي .
ثم أردف بنبرة مٌتشفية وقد تذكر أيام حيرته - ذوقي قليلًا مما تذوقته وقتها.
ضغطت شفتيها ببعضهما وتمتمت بخجلِ -أنا لا أعرف تفاصيل هذه المرحلة أريد أن أعرف بالضبط في ماذا كنت تفكر وبماذا كنت تشعر وقتها؟
قال بعينين شديدتي التوهج -كدت أجن، يوم أرى جنية مٌلونة بألوان الطيف السبعة ويوم أرى فتاة هادئة عادية لا تمت للأولى بصلة.
ثم تمتم بنظرة عاتبة -سامحكِ الله.
فردت بشقاوتها المعهودة وقد أطربها مدحه السابق -سيسامحني إن شاء الله المهم كيف جئت إلى هنا؟
-بالسيارة .
قالها بنبرة صبيانية مراوغة فتمتمت وعصفور شديد الصغر يرفرف بجناحيه بين ضلوعها فتسري رجفة خفيفة في جسدها -أنا لم أقل لك سوى اسم المنطقة.
أردف بصوت رغم خفوته شديد العمق، تمامًا كعمقِ نظرته لها-ولن تحتاجي لأن تقولي أكثر من ذلك لتجديني أمامك.
تخضب وجهها بالحُمرة وتمتمت لتغير مسار الحديث -اعتدت على الجلوس بملابسك الثمينة في أي مكان يا دكتور!
-بفضلك.
قالها بحاجبين مرفوعين ونظرة مشاكسة وقد تلون مزاجه تمامًا كالألوان المطبوعة على صورة الطاووس أمامه بعد أن تعكر صباحًا بكلمات أمه ومواجهة روند له
-إن سرت خلفي يا ابن الناس سيكون مصير جميع ملابسك إما ألوان الزيت وإما تراب الأرصفة.
قالتها بتهكم ليرد بجدية ونظرة ثاقبة وهو يسبح في بحر عينيها المتسع أمامه بلا نهاية -لا يهم أي شيء،المهم أن أكون برفقتك.
اهتزت شفتيها ولمعت عيناها وهي تتلمس الصدق على ضفتي شفتيه وسيل الكلمات يخرج بسلاسة ونظرة عينيه تتحالف مع حروف كلماته فتعزف مقطوعة موسيقية شديدة العذوبة لامست أوتار قلبها الذي أقسم أنه لن يحب يومًا وهو يٌدرك أن خلف أبواب الحب خذلان وآلام.
لاحظ تلألأ الدموع بعينيها وشعر بتأثرها بكلماته وبخبرته استشف أن بين ضلوعها قلب بكر ولكن ربما ذاق الخذلان فأردف بهدوء
-سمر هل ارتبطتِ من قبل؟
رفعت حاجبها وتمتمت بنظرة ثاقبة
-هل يفرق معك هذا الأمر في شيء؟ أو بمعنى أدق هل يؤثر في نظرتك لي؟
رد مسرعًا -اطلاقًا مجرد سؤال صدقيني.
ابتسمت قائلة-أصدقك وصدقني إن كان حدث لم أكن سأخجل أو أداري لأنه شعور طبيعي ويحدث لمعظم البنات ولكن بالفعل لم يحدث، لم أرتبط من قبل ،هو عامة أنا واخوتي البنات كان مبدأنا بوجه عام عدم الارتباط إلا في إطار رسمي ولكني بوجه خاص كان مبدأي مقاطعة الحب فلم أجد أن هناك من يستحقني،وكنت أوقن أنني سأتزوج زواج صالونات.
غمغم بخفوتِ-من حسن حظي.
لم تفسر كلماته فتسائلت -ماذا تقول؟
فابتسم قائلًا -فنانة مثلك مرهفة الحس لمَ تقاطع الحب؟
مطت شفتيها قائلة -لأن معظم الرجال خائنون.
-نعم .
قالها باستنكار فأردفت تشاكسه -ليس كلهم قلت معظم.
-والقلة الباقية يا أستاذة سمر ماذا اكتشفتِ بهم؟
أردفت والشقاوة تتقافز من عينيها -لديهم جينات وراثية تؤهلهم للخيانة ولكن لم تأتيهم الفرصة بعد.
-هل قال لكِ أحد من قبل أنكِ مشكلة كبرى يا سمر؟
قالها وهو يشعر بها تلعب مباراة كرة قدم داخل عقله تقذف الكرة يمينًا ويسارًا بكلماتها وشقاوتها أما قلبه فقد أحرزت به هدفًا صائبًا ونبضه يتراقص بعد أن كان ساكنًا مٌستقرًا لسنوات
هي لحظة يصيب العشق فيها القلب وهي فعلتها ومست قلبه بمس من عشق من نوع غريب وكأنها حقيقةً لا مجازًا جنية مٌلونة نثرت بطريقه ورود ملونة بألوان الطيف وروت القلب المشتاق برشفات مٌشبِعة من سعادة غائبة
ونظرته كانت نظرة رجل سار لأعوام ظمآن وبالطريق صادفه السراب مرات إلى أن وجد نهر من ماء عذب فلم يصدق عينيه،كان ينظر إليها بصمت وكأنه يتسائل أنتِ حقيقة أم سراب؟
-دوري في السؤال هل أحببت أنت من قبل؟
باغتته بسؤالها لتخرجه من فيض المشاعر والانفعالات التي يسبح بها وسؤالها كان فضول شديد من جهة وهروب من نظراته التي تشعرها أنها تنفذ إلى أعماقها من جهة
فرد بابتسامة صغيرة وصوت أجش تأثرًا بفيض مشاعره التي غمرته ومضطر لكتمانها مؤقتا حتى يتأكد من صدقها
-لا يا فنانة دوري في السؤال ماذا رأيتِ من الحب حتى تأخذي منه هذا الموقف المُجحف؟
-أنت تتهرب حتى لا تجيب؟
قالتها بنظرة مُحذرة من التلاعب معها فأردف وهو يرفع كفيه أمامه بعلامة الاستسلام-سأجيب يا باشا صدقيني ولكن أجيبي أنتِ أولًا.
لاحت فوق ضفتي شفتيها ابتسامة حلوة كحلاوة قسماتها بعينيه وتمتمت بثقة وهدوء
-أنت ستجيب عن كل أسئلتي يا دكتور لن تهرب لقد وقعت أسير حرب وما كان كان ولكني سأريحك وأجيبك أولًا.
قهقه ضاحكًا بملء فمه فكانت ضحكته رجولية جذابة ونبرته الخشنة كلحن عذب بأذنيها يتلاعب بأوتار قلبها فأردف هو
-أعجبتني عبارة أسير حرب هذه .
مطت شفتيها الجميلتين المتوردتين طبيعيًا بفعل دماء الحماس التي تدب بأوصالها وأردفت -لماذا؟
فأردف وهو يشعر بقلبه كطائر رشيق يحلق في بستان هي الوردة الوحيدة المُزهِرة به -لأنني بالفعل وقعت أسير حرب.
شعرت بتدفق الدماء إلى وجهها ونظرته تغني عن أي تفسير فأخذت تفسر له بوجه عام وجهة نظرها دون أن تتطرق إلى قصة والديها التي أفقدتها الثقة في الحب
وبعدها أجابها هو عن سؤالها وقص عليها باختصار قصة حب مبتورة انتهت في بدايتها ولم تترك بداخله أي أثر وكأنها لم تكن ولكن دون أن يتطرق إلى قصة زواجها من أخيه ...
كلاهما حكى نصف الحكاية
فكل منهما يقف مع الآخر على أبواب البداية وفي البداية الحقائق لا تكن جلية والصورة لا تكن واضحة.
***
قبل العصر كان عبدالرحمن قد أنهى العمل بالمشفى وفي طريقه للذهاب إلى مركز طبي انضم إلى فريق الأطباء به مؤخرًا للعمل يومين فقط بالأسبوع في الوقت الذي تلقى فيه اتصالًا من تيمور يطلب منه المرور عليه في المشفى لأمر هام وبالمشفى كان كل منهما يجاور الآخر يشربان مشروبًا دافئًا ويدردشان
فيقول له تيمور -ما رأيك لو نُضيف إلى المشفى هنا قسم للجراحة يكون خاصًا بك كما فعلنا مع شمس؟
لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها تيمور معه في هذا الأمر قالها من قبل عند تخرجه وتهرب عبدالرحمن منه بحجج واهية تمامًا كما سيتهرب منه الآن
اعتدل عبدالرحمن وأردف بابتسامة صغيرة-هذا يزيدني شرف يا دكتور كما تعلم ولكني فعلا لا أحبذ أن يكون لي عمل خاص من البداية هكذا أريد أن أعمل في عدة أماكن لأكتسب خبرة وأنتهي من الدراسات العُليا بعدها تأتي خطوة العمل الخاص.
أردف تيمور بجدية-وماذا فيها بُني افعل كل ما تقله بجوار وجودك هنا وليكن هنا بيتك تُحلق كما تشاء وتعود إليه .
تنحنح عبدالرحمن قائلًا-أشكرك يا أنكل وأعرف أن هذا الأمر سيأخذ وقت ومجهود ومال كثير فليس له داعٍ أن تضغط نفسك وأنت للتو انتهيت من تجهيز قسم الأسنان.
رفع تيمور حاجبيه قائلًا بتعجب-أشكرك يا أنكل ؟
ثم أردف بنبرة جادة لا تخلُ من اللين -أنت ابني يا عبدالرحمن وهذا المشفى لا أريده بعد رحيلي عن الحياة أن يُغلق لذلك سعادتي بك أنت وشمس كبيرة أنكما سلكتما هذا الطريق وأقل ما أقدمه لكما هو أن تكونا جزءًا من هذا الكيان وأكثر ما تستطيعان اسعادي به أن تحافظا عليه في حياتي وبعد مماتي.
بدى التأثر بعيني عبدالرحمن وأردف -بارك الله في عمرك وبإذن الله يظل اسمك على المشفى لسنوات مديدة وأجيال عديدة ولكن اعفيني من هذا الأمر على الأقل في الوقت الحالي.
دقق تيمور النظر إلى وجهه وهو يشعر أن هناك شيء آخر فأردف بنظرة ثاقبة
-هل والدك يعارض عملك معي؟
رفع عبدالرحمن نبرة صوته وهو يغمغم كاذبًا -لا لا أبي ليس له دخل بهذا الأمر أنا كما قلت لك أراه عبء علي في الوقت الحالي ربما بعد أن أنهي الدراسات العليا أفكر في الأمر.
لم يحب تيمور أن يضغط عليه تمامًا كما لم يحب هو الإفصاح أن والده بالفعل العقبة في هذا الأمر فحين أخبره عبدالرحمن عند تخرجه برغبة تيمور في انشاء قسم له بالمشفى اعترض بشدة وقال أن تيمور يريد السيطرة عليهم طوال العمر وإن الأولى أن يعمل في أحد المستشفيات التي تخص معارفه وقتها أخبره عبدالرحمن لا هذا ولا ذاك وأنه سيعمل بعيدًا عن الجميع فعمله في بداية مشواره لن يتحمل صراعات ومشاحنات فآثر راحته وآثر عدم استثارة غضب والده وهو يعلم أنه لا يستسيغ وجودهم برفقة والدتهم.
***
كان كريم قد أنهى عمله بالمشفى والضجر والاختناق الملازمان له طوال فترة عمله الآلي يسيطران عليه من جهة والتوتر والقلق من جهة أخرى بسبب موقف شروق ...
البنت ما إن سمعت اعترافه حتى صٌدمت ولم تنطق بكلمة وفرت من أمامه وهاتفها مُغلق من وقتها وحين سأل عنها تالين أخبرته أنها لم تأتي إلى العمل اليوم فيشعر بمزيد من الارتباك لرد فعلها الغير مفهوم.
وبينما يسير بردهة الطابق الثاني وجد عبدالرحمن أمامه وقد خرج للتو من حجرة مكتب تيمور فوقف كل منهما في مواجهة الآخر لوهلة دون كلام إلى أن أردف كريم -أهلا عبدالرحمن.
-أهلا كريم.
قالها عبدالرحمن بابتسامة مُرحبة وتبادل كل منهما سلامًا روتينيًا مع الآخر وحين هَمّ عبدالرحمن بالاستئذان هَمّ كريم بفتح فمه لقول شيء ولكنه تراجع فأردف عبدالرحمن متسائلًا-تريد قول شيء؟
فرد كريم كاذبًا بنظرة تائهة-لا.
لاحظ عبدالرحمن حالته وظن أنها بسبب موقف شروق وتردد هل يفتح معه الأمر أم لا هل من حقه أن يفعلها ؟ هَمّ بقول شيء، أي شيء ليفتح معه الموضوع ولكنه لم يستطع لعدم تأكده من امتلاكه صلاحية التدخل بينهما في أمر خاص كهذا فأردف كريم باهتمام وقد شعر بأن عبدالرحمن يعرف شيء
-تريد قول شيء؟
فأردف عبدالرحمن بنظرة حائرة-لا.
بعد قليل
كان كل من كريم وعبدالرحمن يجلسان بكافيتريا المشفى بالطابق الأول وقد دعى كريم عبدالرحمن على فنجان قهوة ولأن على شفتي كل منهما كانت هناك كلمات تٌزاحِم للخروج فلم يكن صعبًا اجتماعهما هذا
-شروق حكت لك على ما حدث.
قالها كريم بإقرار وهو ينظر بعمق عيني عبدالرحمن الذي لم يستطع الإنكار وأردف -صراحة نعم.
ثم تذكر حديث شروق بأنه كان يظن أن بينهما شيء فأكمل موضحًا وقد أتته الفرصة
-شروق أختي... ليس شرطًا أن نحمل لقبًا واحدًا لنُصبح إخوة ولكننا كذلك منذ زمن لذلك تبوح لي غالبًا بما داخلها وتطلب كثيرًا رأيي.
أومأ كريم برأسه بابتسامة مُحايدة -أعلم ،هي أخبرتني بهذا.
ثم أردف بحرجِ -بماذا أخبرتك بشأني؟ ولمَ لا تريد التواصل معي؟
إن كانت ترفض طلبي فلمَ لم تقلها صريحة ؟ أنا لن أفرض نفسي بالطبع عليها.
تسائل بتيه والحيرة تتجلى بعينيه دون حائل وقبل أن يرد عبدالرحمن أسرع كريم قائلًا
-للعلم أنا لم أفكر في دخول البيت من غير بابه صدقني أنا سألتها فقط عن رأيها وإن كانت وافقت كنت سأطلبها من والدها مباشرة.
لاحظ عبدالرحمن تشتته واضطرابه وشعر بمشاعره التي تتجلى بعينيه ومن غيره يشعر بشعور المُحِب دون أمل !
فأردف برصانة وبنبرة ودودة-أعرف كل هذا كريم،وما أريدك أنت أن تعرفه أن شروق لديها أزمة تحاول الهروب منها بالهروب من الزواج والارتباط وأنها ليس لديها مشكلة في شخصك.
-كيف؟
رددها كريم باهتمامِ شديد ونظرة كالغارق الباحث عن طوق نجاة فأردف عبدالرحمن
-مبدئيًا هي مُرتبطة بوالدها ارتباط شديد ولا تستطيع فراقه فأول حيلة دفاعية يصنعها عقلها لرفض الابتعاد عنه هي رفضها للزواج،ثانيًا شروق لديها خوف من الموت تولدت لديها عقدة منذ وفاة والدتها وتركها لهم صغارًا والأزمة تعقدت بحلم هي لا تقتنع بأنه مجرد حلم فظنته رؤية كان تفسيرها أن صاحبها سيموت شاب صغير فهي لديها شبه يقين أن عمرها سيكون قصير فلماذا ترتبط وتكون أسرة؟ هل فهمت الان سبب احجامها عن الارتباط؟
كان كريم ينظر إلى عبدالرحمن وهو يتحدث بانطلاق عن دواخلها فيشعر لأول مرة أنه لا يعرفها لقد أظهرت شروق له وجه آخر غير هذا الوجه، يبدو أنه بالفعل في حياتها الصديق الذي تبوح له بأحلامها وطموحها يرى وجهها المشرق ويبدو أن عبدالرحمن كان فعلًا الأخ الذي يعرف عنها ما لا يعرفه الناس.
لاذ كريم بصمتِ قصير وبداخله يشعر بحيرة وارتباك واحترم عبدالرحمن صمته إلى أن تمتم الأول -أنا أعرف مدى ارتباطها بوالدها ولكن لم أتخيل أن الأمر إلى هذه الدرجة.
زفر عبدالرحمن نفسًا قصيرًا وأردف -شروق شخصية حساسة جدًا ومنذ صغرها وكل شيء تمر به لا يمر مرور الكرام بل يترك أثرًا في روحها الهشة وما هي فيه حاليًا تراكمات سنوات.
-وكأنني لم أعرفها إلا اليوم! لم أرى منها سوى شروق المُقبلة على الحياة.
قالها كريم بنبرة مُتعجبة ونظرة شاردة وروح منهزمة فيرد عبدالرحمن وهو يبث الأمل بكلماته ونظرته الداعمة -أنا أرى أن شروق تحتاج إلى شخص يحبها من قلبه فيتقبلها كما هي ويساعدها على الخروج من ظلمات روحها إلى النور،من يجعلها تنظر إلى الدنيا بنظرة مُشرقة وتدع الغيب بيد الله ولا توقف حياتها بسبب هواجسها.
همهم كريم بكلمات بسيطة وهو يشعر بنفسه كمن سقط في بحر وهو لا يعرف كيف يعوم وظل عبدالرحمن معه وقد شعر بشتاته، يسأله كريم أسئلة حائرة فيرد عبدالرحمن بحُكم معرفته الشديدة بدواخل شروق ولم يكن حديثه هذا إلا بدافع واحد وهو مساعدة شروق للخروج خارج دائرة الخوف التي تدور بها ،لقد رأى في كريم رجل يُعتمد عليه ويكفي حبه لها فالحب يفتح الطُرق المُغلقة ويُمهِد الوعر منها، ولم يرَ من شروق رفض بل تعجب ومفاجأة فلا يعرف لم شعر بأن هناك أملًا بوجود شيء جميل بينهما لذلك توسط بين قلبين أحدهما عاشق والآخر مريض عله يستطيع أن يؤلف بينهما.
أخذهما الحديث فلم يشعر كل منهما بالوقت وبينما يتحدثان شعر كريم أن عبدالرحمن يعرف بدراسته وعمله فأردف متسائلًا
-أعتقد شروق أخبرتك بشأن دراستي مضبوط؟
تفاجأ عبدالرحمن وصمت لوهلة ثم تنحنح رافعًا حاجبيه وهو يقول-كما قلت لك أننا أكثر من الأخوة والأخوة يتحدثون دون قيود هي لم تقصد إفشاء سرك بالعكس كانت فخورة بما تفعله،وأنا أيضًا فخور.
نجح عبدالرحمن بكلمات بسيطة في جذب انتباه كريم لمنطقة أكثر رحابة عوضًا عن المنطقة القاتمة التي وضعه بها طوال حديثهما عن شروق،تحفزت حواس كريم وتمتم بعينين لامعتين
-ألا تراه جنون مثل الجميع أن أترك الطب لأتجه للإخراج؟
أردف عبدالرحمن بجدية-لا بالطبع، أين الجنون في هذا أليس أفضل من الموت البطيء وأنت تمتهن مهنة لا تحبها؟
اشتعلت عيني كريم بالدهشة وقد أصاب عبدالرحمن لب الحقيقة، ما أجمل تعبيره إنه حقًا الموت البطيء يشعر وهو يمارس مهنته بالموت ولا يُحييه سوى جلوسه خلف الكاميرا فأردف بابتسامة صغيرة أخذت تتسع تدريجيًا
-لم أتخيل أن يكون هذا رأيك.
-لأنك لا تعرفني.
قالها عبدالرحمن ببساطة ليرد كريم بانطلاق-أنا بالفعل أعشق هذا المجال ولدي طموح كبير فيه ولكن من حولي لا يؤمنون بأنني أستطيع أن أوصل رسالة من هذا المجال يظنون أنه مجال للهو وتضييع الوقت ولا يمت للعلوم الطبيعية والإنسانية بصلة.
قال عبدالرحمن باستنكار-كيف هذا ؟ الفن نستطيع أن نوصل من خلاله أعظم الرسائل.
قال كريم وقد نجح عبدالرحمن لجذبه للحديث معه بانطلاق -لأنهم لا ينظرون إلا للأعمال الهابطة والخادشة والتي ملأت الساحة ولكني أرى أننا لو تركنا الساحة لهؤلاء سيضيع الفن بالفعل، عبدالرحمن أنا لدي طموح بأن أفعل الكثير.
أومأ له عبدالرحمن باهتمام شديد وهو حين لاحظ اهتمام عبدالرحمن انطلق قائلًا وهو يشير بيديه وكأنهما تحولتا إلى جناحين
-أنا أريد أن أحي الزمن الماضي وأعماله المؤثرة،أريد أن أسير على نهج كبار المخرجين فأقوم بصناعة عمل يعيش العمر كله عبر الأجيال .
لمعت عيناه حتى توهجتا وهو يقول-أريد أن أخرج أعمال بقوة ليالي الحلمية والشهد والدموع ،أريد أن أصنع أعمال ذات قيمة تربوية ك ضمير أبلة حكمت وهند والدكتور نعمان وابنائي الأعزاء شكرًا،
أعمال لا تُنسى تحفظها الأجيال بأسماء شخصياتها وتتر المسلسل والقيمة التي تركتها كذئاب الجبل والمال والبنون ولن أعيش في جلباب أبي؛أما عن الرقي والفخامة فأتمنى أن أخرج عمل بروح مسلسل هوانم جاردن سيتي،وأعمال وطنية كدموع في عيون وقحة.
كان عبدالرحمن يناظره بإعجاب وهو يلاحظ توهجه هكذا،هو بالفعل فنان بالفطرة كيف لم يكتشف والديه موهبته هذه وكيف وقفا في طريق تحقيق حلمه !
-رائع كريم أفكارك رائعة وطموحك مشروع وغايتك نبيلة بالفعل.
قالها عبدالرحمن بتقدير رفعه بعيني كريم ليكمل الأول -أضف إلى ما قلته الأفلام الوثائقية التي نحتاجها ليعرف العالم كله مدى التقدم الذي وصلنا إليه ونعرفهم أكثر بحضارتنا وتاريخنا والاهتمام بالبرامج التي تخاطب الأطفال عوضًا عن تركهم للشركات العالمية التي تدس السم في العسل.
وافقه كريم قائلًا بحماس واندفاع
-السم في العسل هذا كان حتى سنوات قليلة ماضية أما الآن فأصبحت الوقاحة هي الشعار مُغلفة باسم الحرية التي تُنادي بها الشركات المُنتجة لبرامج الاطفال فأصبح بداخل كل محتوى يُقدم للأطفال صورة سيئة تتنافى مع ديننا وآدابنا وقيمنا وعلينا أن نتقبلها مُرغمين وتصل إلى أطفالنا الصغار الذين تتشكل عقولهم وتتكون وهذا مقصود هم يلعبون في أذهان الصغار حتى يتشبعوا بهذه القيم فيخرج جيل المفترض أنه شرقي ولكن بقيم غربية مُدمرة للهوية الجنسية التي فطرنا الله عليها أرأيت إلى أين وصلنا؟
احتقن وجه عبدالرحمن وقد كان كل ما يقله كريم صحيح مائة بالمائة وأردف بحمائية-هنا يأتي دوركم لتضعون البديل الآمن لهذا الجيل الصغير.
قال كريم بجدية
-وهذا ما أسعى إليه بإذن الله،صدقني عبدالرحمن أنا طموحي في هذا المجال بلا نهاية أريد أن أفعل الكثير أحتاج فقط إلى وقت ومجهود وفريق عمل،
عار علينا أن نكون عرب ونترك هذا الغزو الفكري يحتل عقول صغارنا ليخرج علينا بعد عدة سنوات جيل مشوه لا يمت إلى عروبتنا بصلة.
قال عبدالرحمن باهتمامِ وتقدير-المهم أن تجعل عملك خالصًا لوجه الله وأنك بالفعل تريد أن تدفع منكر ولا ترضخ لأي اغراءات لتحيد عن طريقك.
ابتسم كريم قائلًا وقد راق له بشدة الحوار الأول من نوعه بينه وبين عبدالرحمن-بإذن الله لن يحدث،ما أخشاه ليس الحرب الخارجية لأني كفيل بها ما أخشاه الحرب التي ستُشن علي من أقرب الناس.
ابتسم عبدالرحمن ابتسامة صغيرة داعمة مُرددًا-أنا لدي عقيدة أن الغاية مادامت نبيلة لن يترك الله صاحبها.
كلماته كانت داعمة ممزوجة بالأمل فشعر كريم أنه يسير فعلًا على الطريق الصحيح.
***
حين أُذِن لصلاة العصر كانت شمس قد أنهت الحالات الخاصة بها وباقي الحالات الموجودة تخص زملائها فتوضأت ودلفت إلى حجرة استراحة الطبيبات لتصلي العصر،لقد قطعت على نفسها وعدا أن نزعها للحجاب لن يؤثر عليها في شيء فتحرص على الوفاء بوعدها وتلتزم بصلاتها في موعدها وحين انتهت وهَمّت بنزع الحجاب من فوق رأسها نغزها ضميرها،ترتدينه أثناء الصلاة لأنك لا تستطيعين لقاء الله دونه ورغم معرفتك بفرضيته نزعتيه،فيرد صوت شيطانها الذي يرتدي ثوب العقل مُتخفيًا بإذن الله تعودين إليه بصورته الصحيحة أفضل مما كنتِ عليه.
تنزعه وتضعه مع المصلية على الأريكة المجاورة وتتناول هاتفها لتتابع ردود الأفعال على فصل الرواية الذي نزل بالأمس فتتبسم شفتيها وهي تتابع التعليقات المُشجعة و تحمد الله إلى أن وصلت إلى تعليق لن تنكر أنها أصبحت تنتظر صاحبه ،غالبًا هو العنصر الذكوري الوحيد الذي يتابعها والبقية اناث وكان قد ترك لها تعليقا
-الفصل هذه المرة أكثر من رائع الأحداث حماسية وانفعالات الابطال في ذروتها سلمت الأيادي.
ابتسمت وهي تضع إعجاب على التعليق وفي نفس الوقت لاحظت اشعار بوجود رسالة فتحتها فكانت من نفس الشخص فاتسعت ابتسامتها وهي تغادر الحجرة بخطوات بطيئة وتقرأ رسالته
-كنت أريد أن أدخل الرواية وأخنق بطلتك هذه.
توقفت عند باب الحجرة من الخارج وكانت صالة انتظار المرضى بها القليل من الحالات،عقدت حاجبيها وهي تكتب له باهتمام
-لماذا؟
وصلته الرسالة في التو ولم تمر سوى دقيقة حتى كان رده يأتيها
-لأنها رائعة الجمال ولكنها غبية لا تدرك،ولأنها تضع نفسها بكفة وبالكفة الأخرى آراء الآخرين ولأنها تنظر تحت قدميها لا تنظر حولها.
رفعت حاجبيها بدهشة من حماسه وانفعاله الباديين من بين حروف كلماته وكأنه يتحدث عن بطلة من لحم ودم لا عن بطلة فقط على الورق فكتبت له بملامح مسترخية وهي لا تزال ترتكن بكتفها على إطار باب الحجرة
-أراك متحاملًا عليها.
-اطلاقًا،أنا فقط معجب بها وأريدها أن تكون أقوى من ذلك.
ردت بمهنية-إن كانت كذلك يا عزيزي لم تكن هناك رواية ولا حبكة ولا عقدة إن كانت كذلك لم سنكتب ؟ نحن نكتب لنوضح الخلل وكيفية تأثيره على الشخصية ومن ثم نتوصل إلى العلاج .
جاء رده سريعًا-أفهمك بالطبع أنا فقط تفاعلت مع الشخصية.
ابتسمت وهي تخطو خطوات بطيئة في الردهة وعيناها على هاتفها وكتبت له
-وهو المطلوب.
-أعتذر لو ضايقتك.
-إطلاقًا لم أتضايق؟
كتبتها بملامح متبسمة وهي لاتزال تسير ببطء فكتب بسرعة
-هناك كُتاب لا يحبون أن يُذكر أبطالهم بأي سوء.
ابتسمت وهي تكتب-ولكن هذا ليس سوء هذه سمات شخصية لدينا جميعًا بدرجات مختلفة لسنا ملائكة لنتسم بالمثالية بل بشر،ثم أن الشخصية خيالية لمَ سأتعصب في الدفاع عنها؟
ضغطت زر الإرسال في الوقت الذي شعرت بنفسها تصطدم بجدار أبيض فأطلقت تأوهًا خافتًا وهي تتراجع للخلف خطوة لتكتشف أن الجدار كان جسد يامن الذي كان يسير منشغلًا بهاتفه هو الآخر
وهو لم يكن منتبهًا إلا بعد اصطدام رأسها المنكس بصدره فرفع حاجبيه قائلًا بسرعة
-أعتذر لم أنتبه.
قالها وهو يرفع يده الحرة باعتذار وبالأخرى يدس هاتفه بجيب معطفه الأبيض فأردفت وقد تلون وجهها بالخجل -لا عليك أنا أيضًا لم أكن منتبهة.
وحرجها منه لم يكن من تصادمهما فقط ،هي كلما تلاقت عيناها بعينيه تشعر بالحرج والارتباك،ابتسامته نفسها توترها ربما لأنه شديد الوسامة وملامحه التي تميل إلى الشكل الغربي تجعله متألقًا دائمًا وكأنه نجم سينمائي
-لا عليكِ. قالها بابتسامته الجذابة فبادلته الابتسامة التي اتسعت وهي تنظر خلفه إلى عبدالرحمن الذي يتقدم منهما
-السلام عليكم.
قالها عبدالرحمن وهو يقف بجوارهما فرد كلاهما السلام وأردفت شمس تعرفهما-الدكتور يامن زميلنا هنا.
-عبدالرحمن أخي.
قالت جملتها الأولى بعينين لامعتين لم تخفَ لمعتهما عن عبدالرحمن
والثانية بزهو واعتزاز لم يخفَ على يامن الذي عرف في عجالة منها قبلا عن عبدالرحمن وأختيه ومعزتهم لديها
صافح كل منهما الآخر بابتسامة ودودة وانسحب يامن فأردف عبدالرحمن لشمس-كيف الحال شموسة كنت هنا فمررت لأطمئن عليكِ.
-ماذا كنت تفعل هنا؟
قالتها باهتمام فأخذ يقص عليها باختصار ما طلبه منه تيمور منذ قليل وأحجم عن قول شيء يخص كريم وشروق.
***
بعد قليل
كانت شمس وجنى صديقتها تغادران المشفى بعد انتهاء عملهما وقد اتفقتا على تناول الغداء معًا والذهاب إلى أحد المولات القريبة لشراء بعض الملابس
وفي المول جلست كل منهما بجوار الأخرى في أحد المطاعم ينتظران الطعام فأردفت جنى بابتسامة مشاكسة
-لمَ أشعر ببوادر إعجاب بينك وبين يامن؟
ارتبكت شمس وتمتمت بإنكارِ-أبدًا لا يوجد شيء ،هل لاحظتِ عليه شيء؟
مطت جنى شفتيها قائلة بنبرة متهكمة-في هذه الحالات يكفيني قلب الأم الذي يشعر بأبنائها.
قهقهت شمس ضاحكة وهي تقول-وبماذا شعر قلب الأم يا مامي؟
قالتها شمس ضاحكة قبل أن تتسمر عيناها خلف جنى عبر زجاج المطعم الشفاف وجنى لم تلاحظها وهي تقول
-أشعر مثلا أنه مهتم بك.
فتتمتم شمس بهمس وعيناها تدققان النظر خلف صديقتها -يامن.
فترد جنى -نعم ،وأشعر أن عينيه تلمعان حين يراكِ .
فترد شمس بنفس الهمس -يامن.
فترد الأخرى بتعجب من حال صديقتها-ويتعمد الوجود في الأماكن التي تكونين فيها .
فترد شمس وهي تجز على أسنانها-يامن.
-ماذا بكِ هل علقتي على الاسم نعم يامن.
فأجلت شمس أخيرًا صوتها قائلة بنظرة مشتعلة ونبرة متخاذلة-انظري خلفك.
وحين نظرت جنى رأت ما تراه شمس ،رأت يامن يقف أمام أحد مطاعم الوجبات السريعة بصحبة فتاة جميلة يمسك يدها وتتعلق بذراعه وكل منهما على وجهه ابتسامة واسعة مناقضة تمامًا للوجوم الذي اكتست به ملامح شمس ليُظلِم وجهها بعد أن كان مُشرِقًا.
نهاية الفصل التاسع
قراءة ممتعة بإذن الله

jehan, kaj, najla1982 and 23 others like this.

Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 30-01-23, 10:18 PM   #133

jehan

? العضوٌ??? » 74469
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » jehan is on a distinguished road
افتراضي

الفصل في منتهى الجمال والروعة تسلم ايدك يا هبة ❤
القفلة صعبة على شمس لكن اعتقد انه البنت اللي مع يامن ما فيش منها خوف


jehan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-23, 12:39 AM   #134

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

نبدأ بيامن و شكس ...اكيد هو المتابع الذكوري الوحيد و اكيد ايضا انه عارف انها هي الكاتبة و الاكييييد ايضا انه المشعلقة فيه هي اخته ...تمتم كده ؟ طيب
نمر إلى شروق و كريم و طريق الالف ميل يبدأ بخطوة و عبد الرحمان حط كريم على أول الطريق و واجه شروق و اكيد حرب طريق حتكون كبيرة و طويلة و على اكثر من جبهة
سمر و فارس و البدايات ذات الحقائق المبتورة ...فهل قوة المشاعر قادرة على مواجهة الخفايا عند ظهورها؟
سهر و مازن ....وحدة وحدة على الطريق الصحيح و في انتظار الاعترافات
شيري و عبد الرحمان بين شد و جذب ....فوق و حت ...مد و زجر ...و كل موقف بحال
سلمت يداك و في انتظار الباقي


najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-01-23, 09:46 AM   #135

أميرةالدموع

? العضوٌ??? » 441578
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 372
?  نُقآطِيْ » أميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond reputeأميرةالدموع has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع واحداث سلسة وان شاءالله من تألق لآخر


أميرةالدموع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-23, 01:19 PM   #136

ines e

? العضوٌ??? » 462884
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » ines e is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يمناكي عزيزتي فصل ممتع و غنّي كالمعتاد

ines e غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-23, 04:10 PM   #137

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

وازعرت بساتين ورود
قصل تحفة كريم شو حبيتو وبتمنى يكون كلام.عبد الحمن الو دليل ليعرف كيف يتصرف مع شروق
روند للاسف اجتك الفرصة مرة وبعد زواجك اكتشفت انو حبك.لفارس مو سراب فات الاوان بس يا خوفي منك ومن معيرة ياللي حبها لاحفادها عماها عن مصلحة ورغبة ابنها
فارس وسهر ياجمالن هل في انل تتكلل قصتن بالنجاح
نديم شو سرو
مازن وسمر واعجاب عم يتنامى ببطء بتمنى يكونوا لبعض الملاذ
عمر وامنية مطلقة لجذب اولادو بعيدا عن محيط. فريدة وتيمور هل راح ينجح خصوصا سديم شكلها بتعرف شو بدها وذكية وجميلة وبظل رؤية عبد الرحمن لاعجابو لشبري خيانة لتيمور هل راح تةصل لمسعاها
يامن مو مطمنة الو وقلت هيك.قبل مرة بس ما راح احكم عا مشهدو مع الفتاة متل ما حكمت عافارس وطلع بالنهاية مظلوم بتمنى كون غلط.كرمال شمس وضعها مو خرج.صدمة
ابدعت تسلم ايدك يارب


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-23, 01:59 AM   #138

Megd

? العضوٌ??? » 463024
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » Megd is on a distinguished road
افتراضي

ليه يا هوبا القفله الصعبه دى
حرام عليكى هو احنا مش بنصعب عليكى يا حبيبتى 🥺🥺🥺


Megd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-23, 01:35 PM   #139

الين بيير

? العضوٌ??? » 496022
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » الين بيير is on a distinguished road
افتراضي

تسلمى ايديكي عالفصل
يامن و شمس و لغز جديد يا ترى البنت اخته او مين بتكون بالنسبة اله موش عايزة اسبق الاحداث و اظلمه
شمس اكيد الصدمة هتاثر فيها اكتر خصوصي مع قلة ثقتها بنفسها
عبد الرحمان و جماله و حنّيتة عاخواته نعم الاخ و الابن و الرفيق
احسن الفعل بكلامه مع كريم
شيري و غيرتها عسل
مازن و سمر عالكريث السليم واصلوا
كتريلنا من جرعة الجمال و المشاعر المتمثلين ب شيري و عبده
سلمتي مجددا


الين بيير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-23, 04:16 PM   #140

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.