آخر 10 مشاركات
حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2701Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-06-23, 04:17 PM   #261

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي


خبيث خبيث خبيث عمر و الاخبث منه ندى و اكيد نهايته سودة سواء مع أولاده الكبار او مع زوجته الحالية
في انتظار اعترافات مازن ورد فعل سهر
سمر و فارس في الطريق إلى الحل
كريم و مواجهة العائلة و ان شاء الله شروق تسانده
سلمت يداك


najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-23, 05:07 PM   #262

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل جدا تسلم ايدك يا قمر
عمر كل تصرف منه يخليني اكرهه اكثر واكثر
انسان اناني وما يشوف إلا رغباته
مازن احسه ما رح يتشجع ويصارح سهر
منتظرينك في الفصل الجاي ????


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-23, 09:17 PM   #263

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي ازهرت بساتين الورد

فصل راىع طدا
عمر كل فصل بكرهو اكتر واكتر
بتصرف ا رح يخسر كل شي
مازن بتمنى يصارح سمر
وفارس بتمنى يوصل مع سحر لبر الأمان تسلم ايدك


سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-23, 10:45 PM   #264

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد
فصل تنقل فينا بمختلف المشاعر الفرحة والسعادة باعتراف يامن أخيرا بحبو لشمس وخوف من انو قلة ثقة شمس بنفسها وسماعها لكلام الوصولي علاء تخليها تصدق كلامو انو يامن عم يستغلها
وبين فرحتنا انو أخيرا فارس عرف انو مو مرحلةونساعر عابرة بحياة سمر وراحة لانو متزن صدق انو ضحية مو مذنب وقرر مصارحة سهر بالماضي ليبتدي حياةمعهابعيدة عن اشباح مضت وانتهت
لتقلب فرحتنا بعد نطق شيري لكلمة احبك لعبد الرحمن ل.الاشمئزاز من ندي وأفكارها والغضب من عمر لانو دومة انانيتو ونرجيستو ليكونوا الأولوية عندو حتى على حساب سعادة اولاد و وللاسف هالمرة فعلتو كبيرة هل راح يتجاوزها عبد الرحمن
تيمور تصرف كاب عم يحافظ الكرامة بنتو لو عا حساب كسر فيها بس معو حق مافيي لومو سماع انو عمر رافض بالزواج منو شخصيا ضربة قاسية الو كاب لانو عارف مدى اثرها عاشيري لكن كرامتها وكرامتو كانت في المقدمة بينما عمر للاسف حط.ابنو بموقف صغر من شانو
الله يصطفل فيك الندي ويتمنى تكون عواقب أفعالك بتتناسب معها
ابدعت يا عسل


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-23, 01:14 PM   #265

حمزة**محمد

? العضوٌ??? » 481498
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » حمزة**محمد is on a distinguished road
افتراضي

منك لله ي عمر ????????????الفصل تحفه وكله مشاعر جميله بس لازم عمر ينكد علينا عوزين عبد الرحمن ياخد موقف جامد

حمزة**محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-23, 02:55 PM   #266

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-23, 02:59 PM   #267

حمزة**محمد

? العضوٌ??? » 481498
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » حمزة**محمد is on a distinguished road
افتراضي

منك لله ي عمر ????????????الفصل تحفه وكله مشاعر جميله بس لازم عمر ينكد علينا عوزين عبد الرحمن ياخد موقف جامد

حمزة**محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 08:25 PM   #268

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العشرون
الضربة القاصمة
***
في الحياة نتعرض لضربات قاسية،نقع ونستقيم،أما قاصمة الظهر فتَحِل حين تأتيك الضربة من أقرب المُقربين وقتها ستجد نفسك تترنح كالممسوس فتفقد قدرتك على الإدراك والتصرف السليم.
حين دلف تيمور إلى بيته بعد أن ألقى عُمر في وجهه كلماته السامة فردها بمثلها كانت شيري للتو قد خرجت من الحمام وقد أسرعت منذ قليل للدخول وتركت والدها من أجل ذلك فابتسمت له ابتسامة رقيقة قبل أن تدخل إلى حجرتها فحمد الله في سره أنها لم تكن معه وسمعت ما سمعه وإلا لكانت انهارت.
أما فريدة فكانت تقف مع سماح بالمطبخ تُعطيها راتب الإسبوع،ألقى تيمور سلامًا مُقتضبًا بوجه مقلوب جعل فريدة تنتبه فصرفت سماح بسرعة وحين دخلت خلفه غرفتهما كان يقف في منتصف الحجرة وعيناه تطلقان شررًا،أغلقت الباب ودنت منه تسأله بقلق -ماذا بك يا تيمور؟
ناظرها وحنق الدنيا يلمع بعينيه ثم أردف باقتضاب -والد عبدالرحمن قابلني للتو.
ارتفع نبض قلبها من نبرته الغير مُطمئنة ونظرته القاتمة وهي تتوقع أن القادم سيء فيردد تيمور بنفس النبرة
-قالها لي صراحة أنه يرفض شيري كعروس لعبدالرحمن.
أغمضت عينيها على ألم حارق بصدرها وغصة بحلقها ورجفة باردة كالثلج سرت بأوصالها...فعلها عُمر،كانت تتعجب هي وابنتيها منذ قليل من سبب زيارته المُفاجئة وها هي تصلها الإجابة،فرقت رموشها وتمتمت بأنفاس مُضطربة ونظرة مُتفحصة لخلجاته -وأنت ماذا كان ردك؟
ضيق عينيه قائلًا بنبرة صلبة-الرد الطبيعي لأي أب في مثل حالتي، أبلغته رفضي أنا الآخر.
اتسعت عيناها دهشة ورددت باستنكار وحنق-رفضت عبدالرحمن ؟
أردف بجدية وهو يقف أمامها مُتخصِرًا يوضح وجهة نظره
-طبيعي أمام ما قاله كان لابد أن يكون لي رد فعل.
حاولت استيعاب الموقف بسرعة واحتوائه ولملمته على قدر استطاعتها فأردفت وهي تهز رأسها-حسنًا فهمتك الأمر بالفعل سخيف برمته وأنت تعرف أن والده له تفكير يختلف عن الآخرين وليس لنا دخل به المهم عبدالرحمن وأنت تعرف أنه يحب شيري فبالتأكيد لن تضع رفض والده كعقبة في طريقهما.
-نعم! نطقها تيمور باستنكار فأردفت وهي تشعر كأنها تقف بطولها في وجه الريح لتصد الخطر عن ابنها -ماذا بك؟
أردف بهدوء حذر-فريدة هل تنتبهين لما تقولين ؟ تريديني أن أزوج ابنتي لعبدالرحمن بعد أن رفضها والده صراحة ؟
-وما دخلك بوالده؟ قالتها بتساؤل جدي فأردف بسخرية متوارية وهو لا يدري هل بالفعل لا تجد بها مشكلة أم تدرك ولكنها تحاول احتواء الأمر
-والده سيكون حماها هذا كل ما في الأمر... لم يستطع كبت انفعاله أكثر من ذلك فأردف بانفعال :أنا منذ أن عرفت بأمر مشاعرهما وأنا أكاد أن أجن ولا أُشرِك أحد منكم فيما أشعر أنا لا أتخيل من الأساس أن أناسب هذا البني آدم وأكمل هو بما قاله لي بمنتهى العجرفة وكأنني سأموت على نسبه .
هزت رأسها وهي عاجزة عن الإدراك وتمتمت بصوت مختنق-أنت من ربيت عبدالرحمن وأنت من كنت تقول لي أنه مثل ابنك ماذا حدث؟
-ليس مثل ابني .
صاح فيها بانفعال مكبوت فاتسعت عيناها دهشة واختلج خافقها ليُكمِل هو بعينين متأثرتين
-عبدالرحمن ابني بالفعل ولكن.
صاحت بانفعال مُماثل -لا يوجد لكن ارمِ ما قاله والده خلف ظهرك وتقبل عبدالرحمن كرجل بمفرده وصدقني الجميع معه جده وزوج عمته و .
-فريدة .
قاطعها وهو يقترب منها خطوة يجذبها من ذراعها يضغطه برفق علها تهدأ وتسمعه فهو يشعر أنها في هذه اللحظة لا تسمع سوى صوت نفسها فقط فأردفت بأنفاس متسارعة -نعم.
-الدكتور رفعت زيدان حدثني منذ قليل.
ضيقت ما بين حاجبيها وهي تتسائل -من رفعت زيدان؟
-والد فارس زيدان.
رفرفت بأهدابها قليلًا ثم أردفت بإدراك متأخر وهي لا تعرف لمَ غير الموضوع فجأة هكذا -ماذا يريد؟
أردف بحاجب مرفوع-كان يريد أخذ موعد ليأتي هو وشقيقته الكبرى وفارس.
رددت باستنكار-لمَ يأتوا؟عامة أنت تعرف رأيي في هذا الأمر وأنه مُنتهي .
مط شفتيه ثم ردد بنبرة خاصة ونظرة شعرتها شديدة الغموض
-وما هو رأيك يا فريدة؟
رددت بجهل من مقصده-أنت تعرف أنني بعد ما فعلته أمه معنا وأنا أرفضه ... لن أزوج ابنتي لشاب أمه ترفض ابنتي و ....
توقفت باقي الكلمات فوق شفتيها وقد أدركت مقصده لتتسع عيناها دهشة وتناظره باستيعاب متأخر ممزوج باستنكار وحنق تجلى بنظرة عينيها وهي تواجهه من هذا القرب وهو لمعت عيناه بنظرة خاصة وقد وضعها أمام نفسها لتكتشف أنها تكيل الأمر بمكيالين فرددت أخيرًا بصوت مُختنق
-هل ما فهمته صحيح؟ هل تساوي عبدالرحمن بأي شخص آخر؟
أخذ نفسا عميقًا ثم أردف وهو يشعر بمرارة كلمات عمر السامة تسيل بحلقه فيغص بها-الأمر ليس كذلك،الأمر أن أي أب وأي أم يخافون على بناتهم من أن الدخول في وسط أسرة لا تُقدرها حق قدرها أو تهينها أو تنتقص منها وأنتِ أولهم كما رأيتِ بنفسك.
هزت رأسها برفض لمنطقه وزمت شفتيها وهي تشعر بنيران حارقة تسري بأوردتها وأدركت أن هذا الوقت ليس بالوقت المناسب لاستكمال حوارهما فهو لا يرى نفسه الآن سوى أب يحافظ على كرامته وكرامة ابنته،خلصت ذراعها من بين أنامله بهدوء وتراجعت للخلف خطوتين فأردف هو باقتضاب-لا تتحدثي مع شيري في أي شيء لا أريد أن تتشتت وتحزن في أيام الاختبارات.
هزت رأسها ولمح بعينيها نظرة لا يخطأها أبدًا نظرة يلمع بها العناد مع العزم ،غادرت الحجرة وهي تلملم خصلات شعرها المتناثرة وترفعها في عقدة بمنتصف رأسها والنيران بداخلها تتأجج فتلقي فوقها القليل فقط من الرماد لتعطي نفسها الفرصة للتفكير الهاديء رغم أن حالتها لا تبشر بهدوء.
***
كانت سمر وسهر تجلس كل منهما بجوار الأخرى بشقة الطابق العلوي ساهمتان بعد أن أخبرهما والدهما بما قاله لتيمور وطلب منهما أن يظل ثلاثتهم معا هنا ماداموا يرفضون الذهاب إلى بيت جدهم .
رن هاتف سمر وكانت أمها فردت الأولى قائلة بوجوم-نعم يا ماما.
-هل والدك رحل أم مازال عندك ؟
أردفت سمر بفتور -رحل.
من صوتها الفاتر خمنت فريدة أنها تعرف فأردفت-هل قال لكما ما فعله مع تيمور؟
-نعم . قالتها سمر بصوت مختنق
ثم تمتمت بعد تنهيدة قصيرة:وطلب منا البقاء بالشقة هنا بعد ما فعله مع أنكل تيمور قال لا يصح أن نبقى ببيته.
جزت فريدة على أسنانها والغضب يتجلى بعينيها ثم أردفت بصوت محتقن-انزلي أنتِ وأختك حالًا .
-صراحة نشعر بالخجل الشديد من أنكل تيمور دعينا هنا أفضل. قالتها سمر بخفوت
فصاحت فريدة بانفعال وقد فقدت القدرة على التحكم بغضبها المشتعل بكل ذرة بكيانها -قلت لكِ انزلي حالا أنتِ وأختك.
قالتها ثم أغلقت الخط وهي تشعر برغبة عارمة في إضرام النيران بعمر حيًا.
خرج الدكتور فؤاد من حجرته على صوتها وشيري أيضًا لتبادرها بتساؤل قلق -ماذا هناك ماما؟
أردفت فريدة وهي تحاول عبثًا تنظيم أنفاسها -لا يوجد شيء حبيبتي انفعلت فقط وأنا أحدث أحدهم.
-اذهبي الآن إلى حجرتك يا شيري.
قالها الدكتور فؤاد فانصرفت شيري وهي تشعر بالارتياب ثم أردف الأول بقلق -ماذا بكِ يا فريدة ؟
أردفت فريدة بأنفاس مضطربة وهي تمسد على كتفه -اعذرني أبي أنا لا أستطيع الحديث الآن أريد فقط البقاء بمفردي قليلًا.
هز الدكتور فؤاد رأسه ثم تركها واتجه إلى غرفة تيمور طرقها بهدوء وحين فتح له ابنه أردف وهو يلمح الانزعاج جليًا على وجهه -أريدك في حجرتي.
قالها وهو يتجه نحو حجرته فيتبعه تيمور الذي كان يشعر بأن جبلين يستقران فوق كتفيه.
***
نزلت كل من سمر وسهر إلى البيت وهما تشعران أن اليوم لن يمُر على خير،خرجت لهما فريدة التي كانت تبدو بهيئة غريبة رغم تماسكها ظاهريًا وأردفت بخفوت -شيري لا تعرف أي شيء مما حدث.
هزت كل منهما رأسها ودلفتا إلى حجرتهما أما فريدة فنزلت إلى الحديقة وأغلقت الشرفة خلفها وجلست في الهواء الطلق ،تشعر أن عقلها قد توقف عن العمل وأن تعب السنوات الماضية يكاد أن يُهدم فوق رأسها.
أما بالداخل فكانت سهر تتحدث إلى عبدالرحمن هاتفيًا وهي تُخبره على استحياء بما حدث،لم تتحمل صدمته وهو يردد بذهول-أبي فعل هذا؟ هل أنتِ مُتأكدة؟
تمتمت بصوت مختنق-لا تقلق بإذن الله ستُحل من عند الله أنت تعرف أنكل تيمور يُحبك ولن يهُن عليه فراقكما هو فقط رد فعله كان حفظًا لكرامته.
ظل عبدالرحمن على صدمته فجلس على أقرب مقعد في استراحة الأطباء بالمشفى وردد بصوت مُختنق -اغلقي الآن يا سهر.
أغلقت معه فاتصل مباشرة بأمه التي ما إن رأت رقمه حتى لمعت الدموع بعينيها فهي لا تتحمل أن يؤذي أحد أبناءها بهذا الشكل،ردت عليه بعد تردد دام لثوان وهو ما إن سمع صوتها حتى أردف والدهشة لاتزال تُغلف نبرة صوته -هل ما قالته سهر مضبوط؟ هل أبلغ أبي أنكل تيمور برفضه لزواجي من شيري؟
غصت الكلمات بحلقها وأغمضت عينيها ولسانها لا يطاوعها لنطقها ولكن لم يكن بيدها حيلة إلا النطق.
***
دلف عمر من باب بيته ليجد شيماء تجلس بانتظاره وتناظره بغضب مكبوت فهي ظلت بانتظاره طوال الليل بعد أن رحل عبدالله ومعه نسمة واستسلم والده للنوم، لم يأتي إلا بعد الفجر فظنت أنه لن يرحل في الصباح ولكنها حين استيقظت لم تجده أيضًا وقد صار الفترة الأخيرة كالزئبق.
-لم تجلسين هكذا؟ سألها باقتضاب وهو يضع سلسلة مفاتيحه على المنضدة فأردفت ببرود -أجلس في انتظارك،وهل أصبح بإمكان أحد أن يراك هذه الأيام؟
التقط نبرتها الساخرة فأردف بفراغ صبر -أنا لست في مزاج لا لسخريتك ولا لاستجوابك.
همت بالنطق لولا ارتفاع رنين هاتفها بجوارها وحين لمحت الاسم ضيقت عينيها بتساؤل ثم سرعان ما ردت قائلة
-أهلا يا فريدة. لتتسع عيني عمر انتباهًا
وعلى الجانب الآخر كانت فريدة تجلس في منتصف الحديقة وهي تردد بتحفز -هل زوجك بجوارك؟
-ماذا ! رددتها شيماء بتعجب، فريدة لأول مرة تفعلها وتهاتفها لتسأل عنه فكررت الأخيرة جُملتها بانفعال وبصوت مُرتفع وهي لا تأبه بأي شيء أو أحد -هل زوجك بجوارك ؟
رددت شيماء بسرعة -نعم موجود.
فأردفت فريدة وهي تضغط حروف كلماتها -افتحي مُكبِر الصوت إذن.
اتسعت عيني شيماء وهي تنظر إلى عمر الذي دنا منها بترقُب ففعلت ما طلبته فريدة وحين أخبرتها أنها فعلتها صاحت فريدة بصوت حاد وبنبرة شديدة اللهجة
-هل تظن لأنك أتيت إلى زوجي وأخبرته أنك ترفض البنت أنك بذلك أوقفت الزيجة؟ اتسعت عيني شيماء ذهولًا والفزع يبدو بهما جليًا وعيناها تلتقيان بعيني عمر الصقريتين فتُكمِل فريدة بنبرة ساخرة تختلط بقسوة
-واهم ،إن ظننت ذلك تكن واهمًا،إن ظننت أنك ستهدم ما بنيته أنا على مدار سنوات وتُحطم أحلام ابني ليُصاب بالاحباط والفشل وهو لايزال يخطو أولى خطواته في الحياة تكن واهمًا وساذجًا،سيتزوجها، ليس فاقدًا للأهلية ولا يحتاج وكيلًا ولكنه ابني الذي ربيته فكان يريد رضا والده عن الزيجة وهذا من حُسن أخلاقه ولكن إن كان والده لا يعرف حقوق ابنه عليه فلا يلُم في النهاية إلا نفسه.
كانت فريدة تتحدث باندفاع وتسارع دون أن تأخذ أنفاسها ودون أن تعطي أحدهما الفرصة للرد وهو كان يستمع إليها بجمود وقد تسمر جسده بمكانه وصوتها وهو ينبعث عبر مكبر الصوت في هذا البيت الذي كانت منه بداية الحكاية يُشعره بمشاعر غريبة ليلوذ بالصمت وهو يستمع إليها وذهنه وعينيه بحالة شرود وجسده في حالة غليان فتمتمت هي بنفس الانفعال الممزوج بعناد وتجبر (وقد أدرك منذ سنوات أن هذه الانفعالات لا تصدر منها إلا عند الحاجة)
-وبالمناسبة البنات عندي ولن تترك أي منهما مكانها بجواري إلا حين تذهب إلى بيت زوجها ومن يحاول فقط مجرد المحاولة في أن يبعدهما عني فليتحمل ما سأفعله.
قالت جملتها الأخيرة وأغلقت بعدها الخط مباشرة وأنفاسها تتسارع ونبض قلبها يعلو وكأن دقاته بسباق سريع فتبسط كفها فوق موضع قلبها تُهديء من روعه ولأول مرة منذ سنوات لا تلوذ حين تفزع بملاذها الآمن بحضن تيمور الذي كانت تُلقي عليه كل أحمالها فلأول مرة يختلفان ويكون موضع الخلاف
ابنها ... وابنته.
***
حين علم بما فعله والده ظل لدقائق واجما صامتا يشعر أن خللا حدث بداخله وحين تمالك نفسه شعر بأن هناك بركانا انفجر بداخله وبعد فترة كان يقف على باب شقة والده وهو لا يعرف كيف قطع الطريق من المشفى الى بيت أبيه، طرق الباب طرقتين بقبضته المتصلبة وحين فتحت له شيماء عرفت من لون عينيه الدامي أن القادم لن يكن خيرًا،أردف بصوت جامد -أين أبي؟
-بالداخل ،ادخل يا عبدالرحمن.
قالتها وهي تشعر بتعاطف كبير معه فدلف وأردفت هي لعُدي بنبرة حازمة-قل لوالدك أن عبدالرحمن بالخارج ومن فضلك ابقَ بحجرتك وافتح التلفاز ولا تخرج .
هز عُدي رأسه وهو يشعر بالقلق أما هي فما إن دخل عبدالرحمن ووقف في منتصف حجرة المعيشة حتى أسرعت إلى الشقة المجاورة لتخبر عمها ابراهيم بوجود عبدالرحمن تحسبا لأي مشادة بينه وبين عمر.
حين خرج عمر من حجرته سار ببطء حتى وصل إلى عبدالرحمن الذي كان يقف في منتصف الحجرة كأسد جريح،كل خلجاته تنطق بالألم الصريح وما إن رأى والده ووقف أمامه وجها لوجه حتى أردف بصوت مُختنق ونظرة نافذة كأنها سهم حارق
-سمعت أنك ذهبت إلى الدكتور تيمور وأخبرته أنك ترفض زواجي من ابنته،صمت لثوان وهو يدقق النظر بعيني والده ثم أكمل والألم يحتل ملامحه كلها :أنا فقط أريد أن أسمعها منك ... هل حقا فعلتها؟ هل هُنت عليك أن تضربني في ظهري هكذا؟
نظر إليه عمر وإلى انفعاله وللحظة اهتزت ثوابته وقناعاته،لحظة واحدة لمح الحسرة بعيني ابنه فشعر بالحنق من كل ما يحدث من حوله ليؤدي إلى هذه النتائج وأولها أقداره ثم سرعان ما طغى حقده على تعاطفه ليتوارى الأخير مُتهلهِلا بخلفية المشهد فيرد عمر بحاجبين مرفوعين ونبرة مُتسلطة-نعم فعلتها فهذه الزيجة لن تنجح وأنا لا أوافق عليها أنا والدك ولك علي حق الطاعة كما أنني أرى ما تصفه هذا ليس حب بل تعلق لأنها كانت أمام عينيك طوال الوقت.
كان عبدالرحمن يستمع إليه والصدمة متجسدة بعينيه فالأصعب من الضربة أن تأتيك من الشخص الذي تتوقع أن يسندك وقت وقوعك
أردف عبدالرحمن بصوت ميت -كنت أعرف أنك لن توافق بسهولة وكنت أقدر أسباب رفضك وكان لدي استعداد للانتظار حتى توافق ولكن ما لم أحسب له حساب أن تطعنني في ظهري وتنتقص من قدري وتجعل بتصرف واحد نسبة قبول الرجل لي صفرا.
شعر عُمر في هذه اللحظة أنه على شفا خسارة عبدالرحمن من نبرة صوته ونظرة عينيه فأردف وهو يحاول الحفاظ على حبل الوصال مع ابنه قبل أن ينقطع للأبد
-اسمعني يا عبدالرحمن النسب يا بُني ليس سهل على الإطلاق ليس شاب يتزوج فتاة أعجبته،النسب أسرة تتداخل مع أسرة فكيف تريدني أن أتداخل مع هذا الرجل وأنت تعرف ما أضمره في نفسي له؟
صاح عبدالرحمن بانفعال وهو يكاد لا يرى أمامه وقد تلاشت في هذه اللحظة القيم والأخلاقيات التي يتمسك بها طوال عمره والحدود التي يضعها بينه وبين والده احترامًا له وجسده كله يرتج انفعالا
-وما لي أنا بكل هذا ؟ هل من أجل أن تناسب عائلة تفتخر بها يكن على حساب سعادتي أنا ؟
كانت شيماء تقف عند باب البيت المغلق وبجوارها ابراهيم الذي أتى خلفها وكل منهما يرى ما يحدث ويسمعه ولم يستطع أحدهما التدخل وقد احتدت المشادة ليردف عبدالرحمن بنظرة قاسية
-الزواج نسب وعائلتين تتداخلان مع بعضهما ! وأنت قديمًا حين تزوجت رؤى وتركتنا هل قمت بعمل حساب للعائلة؟ ألم نكن نحن أيضا عائلة؟ نظر حوله والجنون يتراقص بعينيه وهو يردد :هنا بهذه الشقة ألم نكن عائلة مكونة من أب وأم وثلاثة أولاد وأنت من فرقتنا! أين كانت أولويات العائلة وقتها ؟
جز عمر على أسنانه قائلًا بحقد-أنت لا تفهم شيء وأمك هي من ملأت رأسك بأكاذيب.
صاح عبد الرحمن بانفعال حانق وجسده يرتج وأنفاسه تلهث كأنه فرس هائج في نزال محتدم
-أمي لم تملأ رأسي بشيء بل كنت كبيرًا ومُدركًا وقتها،اتسعت عيناه عن اخرهما وهو يناظره بحنق ويردد :هل تعرف أنا لماذا لا أحب هذه الشقة وكنت أرفض دوما دخولها؟ لأنها المكان الذي شهد حزن أمي ومرضها وانكسارها ودموعها التي ملأت كل أركان هذا المكان وفي المقابل لم أجد منك أي تراجع عن موقفك وقتها وتأتي اليوم لتحدثني عن العائلة ؟
اتسعت عيني عمر ذهولًا وهو يرى انفجار عبدالرحمن المدوي فلم يمهله الأخير الفرصة للتفكير وهو يردد بانفعال -وبعد أن تزوجت رؤى واستقرت أوضاعك معها ألم يكن من المفترض أن تركز بحياتك معها بما أنها أصبحت تمثل لك العائلة ما الذي أدخل شيماء في حياتك لتدمر كيان الأسرة للمرة الثانية فكما لم تتحمل أمي دخول رؤى حياتك لم تتحمل رؤى دخول شيماء لمَ لم تقم بعمل اعتبار للعائلة للمرة الثانية خاصة بعد أن اختبرت مرارة فقدنا جميعا؟
-هل تحاسبني يا عبدالرحمن؟
قالها عمر بدهشة وانفعال حانق فأكمل عبدالرحمن وهو فعليا لا يرى أمامه ولا يشعر بمن حوله -والان وبعد أن استقرت حياتك لعشر سنوات كاملة وأنجبت عُدي وها هي شيماء التي لا تُقارن من الأساس برؤى تشعل لك أصابعها العشرة لترضيك ما محل ندى الخولي من الاعراب؟
اتسعت عيني شيماء عن اخرهما ومثلها عمر الذي لم يتوقع من عبدالرحمن أن يفعلها ولكن عبدالرحمن كان كقطار ذو اتجاه واحد يسير بأقصى سرعته ولا يرى ولا يسمع سوى نفسه وقد فاض به الكيل فأكمل بانفعال
-أين هي العائلة اليوم من حساباتك وأنت تُدخل المرأة الرابعة إلى حياتك دون اعتبار للكيان الأسري،صاح بغضب وهو يضرب صدره بقبضته:أم أنني أنا فقط من علي الحفاظ على الصلات العائلية بعدم زواجي من ابنة الرجل الذي تزوج أمي بعد خمس سنوات من انفصالك عنها بعد أن فضلت امرأة أخرى عليها وأقمت لها حفل زفاف أسطوري بينما تترك زوجتك هنا بين جدران هذا البيت ودموعها على وجنتيها وأبنائها حولها لا يعرفون ما أصاب أمهم وأين ذهب أبوهم؟
أردف عمر بحقد وغيظ -حتى حين أقل لك أنك ابن أمك وأنها قد قامت بعمل غسيل مخ لك لا تغضب.
رفع عبدالرحمن حاجبيه وردد وهو يهز رأسه -لا لن أغضب أنا فعلا ابن أمي ،مط شفتيه وأردف بصوت مبحوح وقد أوشك صوته على التلاشي :ابن أمي التي أنجبتني واهتمت بي في جميع مراحل حياتي،أمي التي كانت معي في كل خطوة تسندني وتدعمني،أنا طوال طفولتي لم أكن أراك الا قليلًا حتى حين كنت معنا ببيت واحد،أشار بسبابته جهة باب الشقة إشارة وهمية وهو يردد بصوت خشن وقد جف حلقه :هي من كانت معي حين كانت تذاكر لي دروسي ،هي من كانت تذهب بي إلى التمارين الرياضية التي كانت بشكل شبه يومي صباحا ومساء حتى تمارين السباحة التي كانت بعد الفجر كانت هي من تذهب بي ،حين كنت أمرض لم أكن أجد سواها بجواري وأوقات اختباراتي الهامة هي التي كانت تسهر بجواري تشد من أزري والكثير من الأمور والمواقف التي لا مجال لذكرها حتى بعد زواجها لم تُقصِر معنا يوم واحد فليس لدي مشكلة في هذا اللقب على الإطلاق وإن بحثنا سنجد أننا جميعا أبناء أمنا .
جز عمر على أسنانه غيظًا وهو يناظر عبدالرحمن الذي كان كالوعاء الذي انفجر ثم أردف بصوت مختنق وهو يرى حصاد العمر يذبل أمام عينيه
-أنا إذن شرير الحكاية؟ أنا من زرعت بطريق أبنائي عوضًا عن الورود أشواك؟ لا تتذكر لي أي شيء جيد فعلته على مدار سبع وعشرون عام معك وتتذكر فقط السيء لي؟
أردف عبدالرحمن بنفس الصوت المبحوح والنظرة الخاوية -أنت من جعلتني أصل إلى هذه المرحلة بعد أن أهنت رجولتي وقللت مني ولم تكترث لمشاعري ولم تبذل أي مجهود أو تتنازل قيد أنملة في سبيل سعادة ابنك كما كنت تفعلها قديما معنا جميعا وقد كنت ترغمنا على تحمل ثمن سعادتك مُجبرين .
جز عمر على أسنانه غضبًا وغيظًا ثم أردف بصوت محتقن -انتهى الحوار إلى هنا يا عبدالرحمن وكل ما قلته لم يغير موقفي أنا أرفض هذه الزيجة وإن كان هو سيقبل بك دون رضا أبوك فتزوجها.
-كفى يا عبدالرحمن تعال حبيبي معي إلى شقتي.
قالها ابراهيم وهو يقترب من عبدالرحمن يحاول مهادنته وتهدئته لقد شعر في الدقائق الماضية أنه بحاجة للتنفيس عن نفسه لذلك تركه يخرج ما بداخله ولكنه لن يتركه هكذا فأردف عبدالرحمن لجده بأنفاس لاهثة -أنا سأمشي.
ثم نظر إلى عمر الذي تحولت عينيه إلى جمرتين من نار وأردف بنبرة ينضح منها العناد -وبالفعل سأتزوجها .
قالها وهو يولي الجميع ظهره ويغادر باندفاع ويُغلق الباب خلفه بعد أن مر بشيماء التي كانت تقف واجمة بجوار الباب وقد توقف بها الزمن تماما بعدما نطق عبدالرحمن اسم ندى الخولي.
***
في المساء
مر اليوم وقد شهد توترا كبيرا مع عدم معرفة الجميع لكل تفاصيله فتيمور كان حريصًا على ألا يصل أمر ما حدث اليوم لشيري وبالمثل شروق وشمس حتى لا يتسرب الأمر للأولى،كان الجو يُخيم عليه الكآبة والجميع في حالة صمت وبنات تيمور يظنون أن السبب هو رغبة والد سمر وسهر في أن تنتقلا للعيش معه فقط وهذا الأمر جعل كل منهن تشعر بالخوف إن حدث هذا الأمر فهم اعتادوا الحياة بصحبة بعضهم.
كانت فريدة تجلس واجمة بغرفة المعيشة وبجوارها فؤاد الذي يراجع دروسه استعدادًا للاختبارات التي اقتربت، تشعر بالاختناق بعد أن عرفت ما حدث بين عبدالرحمن ووالده،حكى لها عبدالرحمن باقتضاب واختصار ما حدث بالهاتف ثم أخبرها أنه يريد الانفراد بنفسه لبعض الوقت في الوقت الذي كان تيمور يجلس فيه بمفرده بالحديقة وهو يمر بأسوء حالاته على الإطلاق فبداخله كل المشاعر المتناقضة على الإطلاق غضب من موقف والد عبدالرحمن وحنق وجرح لكرامته وكرامة ابنته وتفهم أن عبدالرحمن ليس له ذنب فيما حدث واقرار بأن شيري تستحق السعادة مع من اختاره قلبها وتقدير لأن عبدالرحمن بالفعل يحب شيري... لقد قرأها في عينيه،تخبط شديد يشعر به ولا يستطع اتخاذ قرار حازم وقاطع فكل قرار مما بذهنه تبعاته وخيمة،كل قرار سيترتب عليه مستقبل أسرة كاملة وسعادة أو تعاسة لقلبين ليس لهما ذنب فيما يحدث .
أغمض عينيه بيأس في الوقت الذي جائت به خالته عايدة وجلست بجواره على الأريكة وأردفت وهي تلامس كتفه -تيمور ماذا بك حبيبي؟
فتح عينيه فرأت بهما حيرة وشتات وغضب مكبوت فأردفت بنبرة مُتعاطفة -لم كل هذا يا بُني أنا اعتدت منك على الحكمة في تناول الأمور.
-أنا الأن على وجه التحديد لا أملك أي حكمة ولا قدرة على اتخاذ قرار سليم .
قالها بصوت مختنق فأردفت بابتسامة صغيرة لتُهون عليه الأمر -أنا معك أن ما حدث كان قاسيا ولكنك مُطالب بأن تضع مصلحة الأولاد أولا وتتجاهل هذا الرجل خاصة أنه يقصد بما فعله أن تصل أنت إلى هذه الحالة.
أردف باستنكار وقد أظلمت عيناه وكلمات عمر تتردد بصدى في أذنيه -والمفترض ماذا أفعل يا خالتي ؟ يقول لي لا أرغب بابنتك فأزوجها لابنه وأضع كرامتها بالأرض؟
زفرت زفرة قصيرة ثم تمتمت بخفوت-الان لا يجب عليك فعل أي شيء الآن يجب أن تهدأ تماما وتنتظر حتى يخمد غضبك ولا تأخذ أي قرار قد تندم عليه فيما بعد خاصة أن عبد الرحمن ليس له ذنب فيما فعله والده والبنتان أيضا ليس لهما ذنب وكل منهما تجلس بحجرتها وتشعر بالإحراج مما فعله والدهما.
أغمض تيمور عينيه على غضب مكبوت وشعر بأنه بالفعل يريد هدنة ينفصل بها عن الأحداث المتوالية والمُتسارعة فهز رأسه وأردف- لديك حق على الأقل حين تنتهي شيري من اختباراتها ،لا أريد أن تشعر بشيء الآن.
ظلت تتحدث معه قليلا وتهدئ من غضبه وهو رأى أن الأجواء الخانقة المنتشرة بالبيت هذه لا بد أن تنحسر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا
وبعد أن تركته خالته اتصل بعبدالرحمن ولكن الأخير لم يرد فدلف إلى داخل البيت وأردف لفؤاد -فؤاد اخبر سمر أنني أريدها من فضلك.
وضع الصغير الكتاب من يده وقد كانت فرصة يتخلص فيها من المذاكرة ولو لدقائق وأسرع نحو غرفة أخته أما تيمور فنظر إلى فريدة الواجمة وهي الأخرى نظرت إليه نظرة مُطولة وكل منهما لا يجد ما يقوله، عتاب من جهتها رغم أنها تقدر جيدا موقفه واختناق وتيه من جهته فهو يقف في المنتصف لا هو قادر على كسر قلب أبنائه ولا قادر أن يفعلها ويقبل بالزيجة بعد أن سمع بأذنيه رفض عمر الدسوقي.
خرجت سمر من حجرتها ودنت منه وهي تشعر بالخجل مما فعله والدها منذ ساعات فأردف هو بنبرة عادية حتى يرفع عنها الحرج
-اجلسي يا سمر أريدك.
جلست بجوار أمها فأردف وهو ينزع من فوق وجهه قناع الأب الغاضب الحائر المصدوم ليضع قناع الأب المتفهم المراعي الحازم
-الدكتور رفعت زيدان والد فارس اتصل بي اليوم.
هوى قلب سمر بين قدميها ما أن سمعت وتمتمت بتلعثم
-نعم؟ وماذا كان يريد؟
أردف تيمور بهدوء
- لقد أخذ مني موعدا بالغد ليأتي هو وشقيقته وفارس ليعتذروا عما بدر من والدة فارس.
اتسعت عيناها وهي تردد بذهول- يأتي إلى أين ؟
في نفس الوقت الذي صاحت فيه فريدة بانفعال- لما أعطيته موعدا يا تيمور وأنت تعرف رأيي ؟
أردف تيمور موضحا وهو ينقل بصره ما بين فريدة وسمر- أولا الرجل تحدث معي بمنتهى الذوق والأدب وهو يريد أن يعتذر عما بدر من زوجته فلم يكن من اللائق رفض الزيارة كما أنني أراها فرصة جيدة لتحصل سمر على الترضية المناسبة فالمخطئ عليه الاعتذار حتى لو لم يحدث نصيب تكن سمر قد أخذت حقها ثم نظر إلى فريدة قائلا بنظرة خاصة :لا تظني أن ما فعلته هذه المرأة مر عليّ مرور الكرام لولا أنها امرأة كان سيكون لي رد فعل مختلف ،لو كان فارس مثلا قد حضر هذا اللقاء كان سيكون لي تصرف أخر ولكن ما جعلني ألوذ بالصمت هو أنكم كنتم نساء معا لذلك أجد أن مجيئهم إلى هنا وتقديمهم اعتذار إلى سمر سيكون ترضية مناسبة عما طالها من ضرر وأذى من كلام والدة فارس.
تجهمت ملامح وجه فريدة وانعقد لسانها لدقيقة ،هي لم تكن تنظر إلى الأمر من هذه الزاوية، كانت قد نسيت الأمر تماما ولم تكن تريد منهم أي شيء لا اعتذار ولا ترضية اكتفت بردها على والدة فارس يوم لقاءهم الأول والأخير أما وقد أعطاهم تيمور موعدا بالغد فقد وضعها أمام الأمر الواقع
نظرت فريدة إلى سمر تستشف رد فعلها والأخيرة كانت لا تزال مذهولة لا تعرف هل بزيارته سيرد لها كرامتها ويرحل أم سيأخذ معه ما تبقى من روحها للأبد.
استقامت واقفة وأردفت بصوت مضطرب وقد ضربت الدماء الساخنة بوجهها -ما تراه صحيح يا أنكل افعله.
هز رأسه مع نظرة متفهمة فأردفت والحرج يغمرها -أنا آسفة لما حدث من أبي اليوم.
شعر بحرجها الشديد وتذكر ما أخبرته به خالته من أنها وشقيقتها تخجلان منه فأردف بابتسامة صغيرة وهو يشير إلى الموضع المجاور-تعالي يا سمر اجلسي.
تقدمت الخطوتين لتجلس بجواره فأردف وهو يمسد على كفها بحنان ونظرة دافئة -أنتِ ابنتي، جميعكم أبنائي وليس بين الأب وأبنائه أي اعتذارات كما أنكم لستم مطالبون بتقديم اعتذارات بالنيابة عن أي أحد هل تفهميني؟
هزت رأسها وهي تشعر بالضياع من كل الأحداث المحيطة ثم استأذنت منه وعادت إلى حجرتها أم هو وفريدة فغرقا في صمت خانق وكل منهما يحيد بعينيه عن عيني صاحبه.
***
في ظلام الليل وعلى قمة جبل عال كان يجلس كريم أمام سيارته وهو على نفس حالته من الوجوم منذ ما حدث صباح اليوم،كان يعرف أن والديه لن يتقبلا الأمر بسهولة وكان يحمل هم اليوم الذي سيعرفان فيه الحقيقة وكان رد فعلهما قوي كما تصور ... أمه حين سمعت الخبر أصابتها حالة من الذهول وكانت لا تصدق أن يفعلها دون علمهم لسنوات أما والده فما إن زالت عنه دهشته حتى أردف بنبرة حانقة -لك سنوات يا كريم تكذب علينا وقد التحقت بدراسة الإخراج وأنت تعلم تمام العلم موقفنا منه؟
ما حدث حدث وأوان المواجهة قد آن فكان عليه أن يواجه ببسالة فأردف وهو يقف أمام والده -أنا نفذت لكم رغبتكم ودرست المجال الذي أصريتم عليه ولكن لم أجد نفسي فيه فلم أستطع الضغط على نفسي أكثر من ذلك،ثم أردف بنظرة متأثرة :أنا يا أبي أحب مجال الإخراج.
صاح وليد بانفعال حاد-الحب شيء والدراسة والمستقبل شيء آخر ... المفترض أنك تعد الماجستير الآن اقنعني كيف ستوفق بين هذا وذاك؟ ثم أردف بإدراك:لذلك تأخرت في رسالتك وكلما سألتك تتحجج بحجج واهية .
غص حلق كريم وتسارعت أنفاسه ولمعت بعينيه نظرة لم يستطع وليد استيعابها،وحدها تالين من كانت تستوعب الأمر وأمام النظرة الغريبة بعيني كريم أردف وليد بشك -أنت تخفي شيء آخر ؟
-وماذا سيخفي أكثر مما كان يخفيه لسنوات ؟ قالتها والده كريم بحسرة قلب وهي تقف خلفه لا تصدق أن تعب السنوات الماضية يريد ابنها أن يهدمه ولكن حدس وليد كان أقوى حين أردف بشك -ماذا تخفي أيضا يا كريم؟
أردف كريم بنظرة جامدة وبنبرة متوترة رغم ادعاءه الثبات وقد أدرك أن عليه أن يدافع عن حلمه واختياره للنهاية -أنا لم أقدم في الدراسات العليا من الأساس، منذ تخرجي مباشرة وقد انضممت للمعهد.
شهقة حادة أتت من خلفه وأمه تضع يدها على صدرها أما والده فقد امتلأ قلبه بالغضب عليه وظل لوهلة متجمدًا ثم أردف بعد صمت قصير وهو يتأمل ابنه ويشعر أنه يقف أمام شخص غريب –
ما دمت استطعت خداعي والكذب علي لسنوات ومخالفة ما اتفقنا عليه فاخرج خارج بيتي ولا أريد أن أرى وجهك مرة أخرى.
عاد كريم من نوبة شروده الذي يُلازمه من الصباح وهو يشعر بخواء رهيب،لم يكن ما يزعجه أنه لن يستطيع العودة للبيت بعد أن طرده والده مشكلته أنه يشعر بالاستياء أنه وضع بهذا الموقف وصدمته في والده ورد فعله كانت أكبر فإن كان الأب الذي يُمثل لأي انسان الأمان هو من طرده من البيت بقسوة هكذا فهل ستحنو عليه الحياة؟
***
حين ترك بيت والده ظل عبدالرحمن يسير بسيارته وهو يشعر بمزيج من غضب ويأس وكبت رغم أنه أخرج ما بداخله أمام والده ولكن كانت لديه طاقة يريد أن يُفرغها فذهب إلى النادي الرياضي وأخذ حقيبته التي يحتفظ بها دائمًا بسيارته وبها أغراض السباحة ومن وقتها وهو يقطع حمام السباحة من أوله لأخره ويعيد الكرة مرات ومرات ليفرغ انفعاله وحين شعر بألم ذراعيه بعد فترة طويلة خرج ليرتدي ملابسه ووجد عدة اتصالات من أمه وشقيقتيه وتيمور ووجد رسالة من شيري تطمئن عليه،اتصل بتيمور أولا وحين رد الأخير بادره بسؤاله -أين أنت يا عبدالرحمن أمك شديدة القلق عليك.
أردف بصوت مختنق وهو يشعر بالخجل الشديد من تيمور -كنت فقط أريد الاختلاء بنفسي لفترة.
لم يخفَ على تيمور حرج عبدالرحمن وصوته المختنق إلى جانب أنه عرف أنه تشاجر مع والده بسبب ما فعله الأخير فأردف وهو لا يملك مع عبدالرحمن سوى المهادنة -أنا أريد الحديث معك.
هوى قلب عبدالرحمن بين قدميه والظنون تؤرجحه في كل اتجاه وأردف بصوت مضطرب -حسنًا مسافة الطريق وأكون عندك.
قالها وأغلق معه ليستعد للمغادرة أما تيمور فكان يجلس بمفرده بحجرة المعيشة بعد أن انزوت فريدة بحجرة فؤاد بحجة المذاكرة له وهي منذ حديثهما تقلب وجهها بوجهه، اقترب الدكتور فؤاد بخطواته المتمهلة وأردف وهو يجلس بجوار ابنه-لا تضغط على عبدالرحمن يا تيمور يكفيه ما به يا بُني فأشد أنواع الابتلاء الابتلاء في الأهل والولد .
زفر تيمور زفرة حارة ونفس الشعور يلازمه بأن جبلين يستقران فوق كتفيه ثم أردف بصوت مُرهق ونظرة مُتعبة -ومنذ متى وأن أفعل ذلك يا أبي؟ وهل ما يجعلني أقف عاجزًا هكذًا شيء غير حبي لعبدالرحمن وأم عبدالرحمن!
بعد قليل
وصل عبدالرحمن إلى البيت وكان تيمور في انتظاره بالحديقة هو والدكتور فؤاد ،وفريدة حين علمت بحضوره تركت حجرة فؤاد الذي نام بالفعل وهرولت للخارج وحين نزلت الحديقة ورأته شاحب الوجه تسارعت أنفاسها وأردفت وهي تجذبه فتضمه إليها-لا تجعل أي شيء يحزن قلبك كل شيء سيكون على ما يرام هي مسألة وقت ليس أكثر.
ابتعد عنها وهو يربت على كتفها قائلًا بفتور-بإذن الله.
وحين اجتمع أربعتهم وهم يجلسون حول منضدة دائرية بالحديقة المضاءة بأنوار خافتة أردف عبدالرحمن وهو يحيد بعينيه عن عيني تيمور -أنا أعتذر عما بدر من أبي أقسم لك لم أكن أعلم أنه ...
قاطعه تيمور وهو يرفع كفه ليصمت وأردف-لا داعي للاعتذار يا عبدالرحمن أنا أعرف كل شيء .
ناظره عبدالرحمن بنظرة تحمل الأمل مع الرجاء وهو يسأله -وماذا ستفعل يا دكتور هل ستأخذني بذنبه؟
شعر تيمور بلكمة في منتصف صدره الولد ابنه ويصعب عليه أن يكسر قلبه وقلب ابنته معه وفي نفس الوقت لن يستطع أن يتقبله ووالده يعلن الرفض الصريح والوقح لابنته ...ماذا يفعل؟ كان الصراع محتدما بداخله ولا يستطع حسمه
أمام عينيه عبدالرحمن الذي يبدو على هيئته معاناة قلبه وفريدة التي لا يختلف حالها عن حال ابنها وبالخلفية صوت عمر وهو يردد كلماته السامة على مسامعه فأردف أخيرًا وهو يلملم ما تبعثر من مشاعر وانفعالات تجعله في حالة تخبط -أنا فقط أريدك أن تتفهم الأمر والدك للتو قال لي ما قاله أنا حقيقة أشعر بمشاعر لا أستطيع وصفها.
-أنا أشعر بك.
قالها عبدالرحمن بتفهم فأردف تيمور بوضوح -لذلك أريد أن نُجمد الحديث في هذا الأمر لفترة .
-كيف؟ سألته فريدة بعدم فهم فأردف موضحًا -الأمر شديد التعقيد كما ترون وشيري تمر بفترة اختبارات وأنا أريد أن آخذ وقتي في استيعاب كل ما حدث الفترة الماضية وأحدد ما الواجب فعله .
هز عبدالرحمن رأسه باحباط رغم تفهمه وأردف بصوت مختنق-حسنًا نتحدث بعد انتهاء اختباراتها على الأقل تكن أنت قد هدأ انفعالك وأنا أثق في حسن تقديرك للأمور.
-بإذن الله.
قالها تيمور الذي شعر براحة مؤقتة فعقله فعليا في حاجة لأن يتوقف عن التفكير.
زمت فريدة شفتيها وهي توزع أنظارها ما بين عبدالرحمن الذي يبدو بعينيه انهزامه وما بين زوجها الذي يبدو كالغريق الذي يبحث عن طوق نجاة .
استقام عبدالرحمن واقفًا وهو يشعر بألم شديد بعضلاته وقد ضغط على نفسه دون أن يشعر في السباحة لفترة طويلة وأردف باقتضاب-سأصعد للأعلى تصبحون على خير.
أردفت فريدة وقلبها ينغزها عليه -ابق اليوم وبت بحجرتك.
ناظرها بنظرة خاصة تعني لا يصح فأردفت بصوت محتقن لتيمور -قل له يبقى ولا يصعد وهو حزين هكذا.
أردف تيمور باتساع عينيه -وهل أنا أمنعه ثم قال لعبدالرحمن:اسمع كلام أمك يا عبدالرحمن.
أردف عبدالرحمن وقد شعر بتأزم الأمر بينهما -الأمر لا يستدعي أنا بخير.
أردفت فريدة بصوت باك -لا لست بخير أنا أشعر بك ثم أردفت برجاء: ابق الليلة هنا يا عبدالرحمن حتى لا تتعب قلبي و حتى أحكي لك عن بعض التفاصيل التي لابد أن تعرفها قبل لقاء الغد.
-أي لقاء؟ ردد باستفهام فجذبته في جهة أخرى وحكت له بالتفصيل حكاية سمر مع فارس والتي كان يجهلها تمامًا حتى حين يحضر مقابلة الغد يكن على دراية بكل شيء.
***
بعد منتصف الليل كان الجميع قد خلدوا إلى النوم عدا فريدة التي كان النوم يجافي عينيها خاصة بعد أن اتصلت بها شيماء لتطمئن على عبدالرحمن فعرفت منها ما لم يقله لها ابنها لتدرك أن مواجهته مع والده كانت أشد مما وصفه لها فتزداد شفقتها عليه.
-ألن تنامي؟ سألها تيمور وهو يُغلق باب الغرفة بعد أن اطمئن على شيري أنها قد نامت برفقة جدتها وشروق وشمس قد خلدت كل منهما للنوم واطمأن على سهر التي ظلت طوال اليوم بحجرتها بعد توتر الأجواء اليوم.
كانت فريدة قد اغتسلت وبدلت ملابسها وتقف عند طاولة الزينة وقلبها لا يزال ينغزها على عبدالرحمن من جهة وقلقا من لقاء الغد مع أهل فارس من جهة فأردفت وهي تمر من جواره بهدوء-سأطمئن على الأولاد.
-للتو أتيت من عندهم جميعهم ناموا واطمأننت أيضا على فؤاد .
أردفت وقد خرجت بالفعل وتجاوزته - سألقي نظرة.
ألقى نفسه فوق الفراش وهو يشعر بإرهاق شديد وذهنه عبارة عن كرات خيوط متشابكة فأغلق عينيه عله ينعم ببعض الهدوء.
أما فريدة فكانت تسير ببطء تتجول بالشقة الهادئة وهي تفكر هل حقا هي مزدوجة التفكير فيما يخص عبدالرحمن وشيري وأنها ترضى على شيري ما لم ترضاه على سمر؟
لا... لا يجب عليه مقارنة عبدالرحمن بأخر ثم أن شيري أيضا ابنتها ولن تجد لها خير من عبدالرحمن رفيق لرحلتها بالحياة ولا حبيب هو من سيحافظ عليها أما فارس هذا فمن أدراها بطباعه؟ هي من ربت عبدالرحمن لذلك تضمنه أما فارس فلا تضمنه،ظلت أفكارها تؤرقها إلى أن فتحت غرفة عبدالرحمن بهدوء وكان يغط في نوم عميق غالبا طاوعها هي وتيمور وبات بغرفته من شدة تعبه لا أكثر .
أغلقت الباب بهدوء ودلفت لتجلس بجواره بالفراش،كان وجهه لايزال متغضنًا ويبدو أن أعصابه مشدودة حتى وهو نائم أخذت تمسح على شعره بحنان بأناملها واستندت برأسها على ظهر الفراش ولم تدرِ بنفسها ودوامة النوم تسحبها للقاع.
***
صباح اليوم التالي
أنهت سهر محاضرتها الوحيدة وأسرعت بمغادرة قاعة المحاضرات،كان مازن قد أرسل لها صباحا أنه يريد لقاءها اليوم عوضا عن لقاء الأمس الذي لم تستطع أن تذهب إليه بعد ما حدث بالبيت ،ورغم توترها من لقاءه بالخارج خوفا من أن يراها أحد إلا أنها شعرت أن هناك شيء هام يريدها فيه لذلك وافقت على أن يكون اللقاء داخل الحرم الجامعي.
اتصلت به ما إن غادرت مبنى الكلية وحين رد أردفت -أين أنت يا مازن لقد انتهيت.
أردف ونبض قلبه يسابق كلماته وكأنهم بحالة عدو -أنا على يمينك مباشرة يا سهر.
نظرت على يمينها فرأته وابتسمت له ابتسامة حلوة وهي تغلق الهاتف وتتقدم منه وهو شعر مع تقدمها بشعورين متناقضين الأول أن الدنيا بزينتها تُقبل عليه والثاني أنها في ذات الوقت تفر من بين يديه
-أين سنجلس؟
سألها بنبرة متوترة وهو يشعر بعرق وهمي يتساقط من كل أنحاء جسده فأشارت إلى أريكة رخامية قريبة أسفل شجرة وارفة وتمتمت برقة وإن كانت هذه المرة مُغلفة بمرح ونظرة عينيها نظرة فتاة مُقبلة على الحياة-هنا أسفل الشجرة مباشرة أعتقد أنه لا يوجد مكان أكثر رومانسية من هذا حتى لا تظن أنني أحرمك من شيء.
هز رأسه ولم يتجاوب مع مزاحها وبعد دقائق قليلة كانا يجلسان متجاورين هو الخوف مما هو مقبل عليه يقيده وهي خجلها منه وهما على هذا القرب يوترها،وهو شعر في هذه اللحظة أن قيد لسانه لابد أن يكسره فأردف ليفعلها حتى يُحطم كل قيوده عله يعيش الحياة التي حُرِم منها -سهر هناك شيء هام لم أخبرك به ولكني لم أكن أقصد ألا أخبرك ....
بدى الاهتمام بعينيها وتمتمت وهي تضيق ما بين حاجبيها -خير يا مازن تحدث .
أغمض عينيه لثانية يستجمع فيها شجاعته ثم اتسعت زيتونيتيه مباشرة وقد عزم وتوكل ليفتح أمامها الصندوق الأسود خاصته الذي ظل مغلقًا لسنوات.

نهاية الفصل العشرون
قراءة ممتعة بإذن الله





kaj, mango20103, yasser20 and 28 others like this.

Heba aly g غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا بأس إن قضيت نصف عمرك غريب الروح إذا كنت ستقضي ما تبقى منه حبيب الروح
رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 08:58 PM   #269

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

قلبي كان حاسس
ان ضغطى هيعلا
منك لله يا عمر يا ابن كريمة
الحاج ابراهيم واقف يتفرج على ابنه
منك لله يا عمر يا ابن كريمة انت و امك


al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:32 PM   #270

ايمان صفي

? العضوٌ??? » 476237
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » ايمان صفي is on a distinguished road
افتراضي

يا ربي من فصل الله يرفع ضغطك يا عمر بليز فصل الجاي خليه يعمل حادث وينشل ويريحنا منه شخص اناني ومقرف انا عبد الرحمن قمر بكل حالاته فشلي خلقي بهل مواجهة مع عمر وصغره اكتر ما هو صغير بدنا منك من الفصل القادم انو الامور تنحل يا ريت تدبريلو مصيبة ويدخل السجن وانشالله شيماء تتركه وفعلا منك لله يا عمر

ايمان صفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.