آخر 10 مشاركات
هواجس الماضي الجزء الأول - قلوب زائرة - للكاتبة * زينب التماذلي * كاملة+الروابط* (الكاتـب : zainab al-tamathly - )           »          79 - أنا ملك لك - جانيت ديلي - ع.ج** (الكاتـب : عنووود - )           »          قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (الكاتـب : الحكم لله - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          84-امرأة لورد الشمس - فيوليت وينسبير - ع.ج ( إعادة تنزيل)** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي رواية اعجبتكم اكثر
اختلاف متشابه 3 6.00%
جدران دافئة 6 12.00%
الروايتين جميلات بنفس القدر والمستوى 41 82.00%
المصوتون: 50. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree8420Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-23, 07:56 PM   #1341

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالا الاموره مشاهدة المشاركة
سلمت أناملك على الفصل الجميل
صدمتي صيب جدااااااااا
ماتوقعتها منه ابداااا
ياخيبتك يا زينة تألمت لحالها كثيير
سجاد وكأنه ينقصه اتصال والده في هاللحظات
الله يسلمج يارب
اي صيب صدمنا كلنا هي زينة للآن لم تنسى ماحصل
اليوم راح نتعرف على رد سجاد
أن شاء الله الفصل يعجبكم حبيبتي

shezo likes this.

كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 07:58 PM   #1342

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

اللهم صل على محمد وآل محمد
لا تنسوا الدعاء لاخوتنا واهلنا في فلسطين
الله ينصرهم يارب
..............


الجزء الثاني من الفصل السادس والعشرين
...............
وما ان اتم والده حديثه حتى وقف سجاد بسرعة على اثرها ارتد مقعده للخلف محدثا صوت صرير حاد .... ليهتف قائلا بذهول اختلط بين الغضب وخيبة الأمل وقد اتسعت عينيه بشدة :
- ماذا تريد مني بالضبط ابي ؟ اخبرني بالله عليك ماذا تريد ؟
ضرب سطح المكتب بقبضته ... اكمل والكلمات تتقاذف من فمه بهذيان محموم :
- أتريدني أن أنتحر ؟ ارمي نفسي من فوق جسر الشهداء بنهر دجلة ؟ فقط قلها ! قلها وأنا والله سافعلها !!!
اجابه والده يحاول تهدئته بلطف وكأنه لم يهدد قبل قليل :
- اهدا يا سجاد ... أنا احاول أن اريحك من هذا القرف واجعلك سعيدا و
قاطعه بقوة وهو يهز رأسه برفض ....وكأن والده سيراه من خلف الشاشه المعتمة :
- تريدني ان ارتاح واكون سعيدا ؟
سمع تنهد والده العميق يصله بوضوح ليردف هو بثبات وحسم غير نادم على وقع ما سيتفوه به :
- سعادتي وراحتي حين اكون بعيدا عنك .... اتركني وشأني لا علاقة لك بي مطلقا مطلقا والى الابد
غمغم والده بلهجة مؤنبة كادت ان تصيبه بالجنون :
- سجاد يا ولدي فقط اعطني مجالا ...
قاطعه مرة اخرى واجابه بجنون وهو يبدأ بالسير والدوران حول نفسه بتيه وضياع :
- اساسا اتعرف لما شقيقها رفضني ؟ هاه ؟ اتعلم مالسبب ؟!!
قال والده ببهوت :
- اسمعني فقط و
هتف سجاد بحدة وغضب :
- اسمعني انت وافهم ما اقوله جيدا ... لقد رفضني بسببك ... اجل بسببك انت .... الرجل يخاف على شقيقته مني !!!!
ثم ضحك بمرار وخيبة ... أكمل وهو يرفع ذراعه ويسقطها بتعب لقد نفذت منه كل طاقة للتحمل كان يملكها :
- وبصراحة ومن بعد ما قلته لي قبل قليل أنا لا الومه ... لا والله لا ألومه ابدا .. هو معه حق ... نحن عائلة لا تتعامل مع الناس ولا تتفاهم الا بالعنف ... القتل ... والتهديد ! وانا ورغما عني التصق بي سمعتك الفاسدة مثل الغراء .
هتف والده بحدة :
- اصبحت قليل ادب ولا تحترم ابدا
لم يهتم لتوبيخه ... هل يستحق والده الاحترام حقا ؟ هاهو لم يكتفي بتدمير حياته بل يريد ان يخلص على البقية الباقية منه ... من فضل الله ورحمته به انه للان لم يفقد عقله بسبب هذا الرجل المسمى والده للأسف ... قال سجاد بصوت مبحوح ومتعب وهو يضغط ابهامه وسبابته بين عينيه يحاول أن يخفف هذا الوجع الذي اصابه فجأة :
- ارجوك ... ارجوك .... احلفك بالله العظيم بقدر ما تحب اولادك ... بقدر ندمك على موت اخي ... ارجوك ... فقط اطلب منك طلبا واحدا واتمنى أن تلبيه لي واعتبره اخر طلب اطلبه منك .
تنهد والده بحسرة وحزن انعكس على لهجته وهو يجيبه بهمس :
- اطلب ما تريده يا ولدي
قال سجاد ببرود ولهجته عكست الفتور والتجرد من اي مشاعر كان يحملها سابقا لوالده :
- اتركني ... فقط ... اتركني بحالي وانسى أن لك ابنا اسمه سجاد
ثم اتم حديثه قبل ان يغلق الهاتف غير ابه بسماع الرد :
- والله ... والله يا ابي ... لو عرفت بأن سوءا .. سوءاً صغيراً مس شقيقها أو اي أحد من عائلتها ... أنت لن تسمع صوتي فقط بل ستحلم برؤيتي ... ساخذ والدتي وارحل لمكان بعيد ... بعيد جدا عنك ... عن حياتك التي لا يشرفني انتمائي لها .
اغلق الهاتف ورما فوق المكتب بحدة ... هامساً بيأس وكرب شديدين :
- أي ذنب اقترفته بحياتي ليحصل كل هذا لي ؟! الصبر من عندك يا الله .

..................
يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 07:59 PM   #1343

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

واقفه امام الحوض تغسل وجهها عندما سمعت صوت عمتها سهام تحي صيب ... وكأن الروح ردت إليها ... بل وكأنها كانت ضائعة والآن فقط وجدت أمانها وملاذها الدافئ .... وبقدر ما سمح لها جسدها المكدوم خرجت من الحمام وانطلقت بخطوات مؤلمة متمهلة لغرفة المعيشه حيث كانت تجلس فوق الاريكة ... ما أن رأتها حتى هبت واقفه وهي تفتح ذراعيها بحنان ... ارتمت بأحضانها ونسيت حتى أن تسلم عليها .. قالت مبتسمة وهي تبعدها قليلا ... عينيها تزوغ فوق ملامحها باهتمام :
- صباحية مباركة عروستنا الجميلة
جملة عروستنا الجميلة اعادتها الى الواقع الذي نسته لثوان معدودة لتجيبها بصوت يفتقد للحماس والسعادة :
- صباح الخير عمتي
ركزت نظراتها على وجه ابنة اخيها وهي تقول بلطف :
- لقد احضرت لكم الأفطار ...
ثم همست بخفوت :
- صيب في المطبخ مع خالته ... اخبريني بسرعة كيف حالك ؟
نظرت لها زينة والحزن انعكس على ملامحها الباهتة بينما انحنت شفتيها للاسفل وهي تقول بصراحة :
- لست بخير
بادلتها العمة النظرات بقلق ثم القت نظرة ناحية المطبخ قبل ان تسحبها الى غرفة النوم وهي تقول :
- تعالي نتحدث في الغرفة قبل ان يأتوا
وبمجرد أن خطو للداخل سألتها عمتها مباشرة وبسرعة :
- والان هاتي ماعندك ؟ لما هذا الوجه العابس بيوم صباحيتك ؟
جلست زينة على طرف الفراش واجابت ببكاء وتعاسة :
- لا اريده عمتي ... لا اريده
جلست العمة سهام جانبها وهي تسألها بقلق :
- ماهو هذا الذي لا تريديه ؟
اجابت زينة بندم وقد غرقت عينيها بالدموع :
- لا اريد صيب ولا اريد ان اعيش معه خذيني معك
عقد الاخيرة حاجبيها برفض واجابت بتوبيخ :
- ماهذا الكلام الطفولي يا زينة ؟ هل تعتقدين الزواج لعبة ممكن ان تنسحبي منها وقتما تشائين ؟
تنهدت وتأملت رأسها المنحني للأسفل .. يديها المرتجفة التي تفركهما بتوتر ...اكملت بهدوء وصبر :
- ثم الولد يحبك فقط لو ترين سعادته عندما التقيت به قبل قليل كان وكأنه ملك الدنيا باكملها
رفعت زينة وجهها وهمست بصوت منكسر ولهجة حاقدة :
- انت لا تفهميني يا عمه هذا الذي تدافعين عنه ماهو الا وحش تجرد من الشفقة والرحمة
التقت نظراتها الدامعة بنظرات عمتها التي ابتسمت بتفهم جعلت خديها دافئان من الخجل لتجيبها بخفوت :
- زينة يا ابنتي الآن فهمت ما تقصدينه ... وهذا الامر عادي يحصل بين المتزوجين ... اقصد في البداية فقط .
ابتلعت زينة ريقها الجاف وسألتها بيأس وخيبة :
- لن تاخذيني معك ؟
كانت تعرف جيدا ما تقصده ابنة اخيها بقولها هذا لكنها ادعت التجاهل وعدم الفهم وهي تجيبها بمودة :
- ليس اليوم ... أن شاءلله بعد مرور عدة ايام اخرى سوف ادعوكم لمنزلنا .... هكذا هي الاصول يا زنزونة
هزت رأسها يمينا ويسارا واعترضت قائلة :
- لم اقصد دعوتي يا عمه بل قصدت ان اتي لمنزلك ... أعود إليه مـ ..
قاطعتها الاخيرة بحنان وتفهم وهي تمرر يدها على جانب وجهها بلطف ورقة وتحدثت معها مثلما تتحدث مع طفلة عنيدة ومشاكسة :
- زنزونة .... حبيبتي اسمعيني جيدا ... ما يحصل هنا ليس مزاحا ... حاولي التاقلم مع حياتك الجديدة .... صيب هو زوجك وهذا المكان هو منزلك ...
حدقت بها زينة وشفتيها ترتجف مهددة بالبكاء لتسارع عمتها بالقول مطمئنة :
- مشاعرك هذه ستكون في البداية فقط ... بأول ايام ستشعرين بالغربة ... وبأنك غير مرتاحة .... لكن ومع مرور الوقت سيتلاشى هذا الشعور ... سيتلاشى نهائيا ويحل محله شعورا اخر اقرب بالانتماء للوطن ... بل لمكان لن تجدي راحتك وسعادتك إلا به ....
لم تنبس زينة بكلمة بل ظلت صامته تنظر لها برفض ... ربما مهما شرحت وتحدثت فأن عمتها لن تفهم ابدا ....لا أحد سيفهم ... اردفت مبتسمة بثقة :
- انا متاكدة بانك ستتعودين عليه وسيحصل هذا بالتدريج وغدا اذكرك .
أجابت زينة بعناد وبؤس :
- لن استطيع تحمله عمتي ... البارحة ... البارحة ... كان ... كان ...
توقفت قليلا ... خجلة غير قادرة على أخبراها بالتفاصيل المحرجة المؤلمة التي حدثت بينهما ... عوضا عن ذلك اكملت ببكاء خافت :
- لم يعطي مجالا للانتظار والصبر حتى لساعة واحدة فقط !
أومأت عمتها قائلة بلا حول ولا قوة غير موافقة عن عاداتهم الغير مقبولة :
- شقيقته وزوجته عمه كانتا تنتظران في منزل خالته ... الولد له عذر أيضا ماذا عساه أن يفعل !
مسحت دموعها وسألتها بشك وخصام :
- كنت تعلمين بوجودهم ؟
هزت العمة سهام رأسها وأجابت بقوة وصدق :
- ابدا والله لم يكن لي فكرة عن عاداتهم وتقاليدهم تلك يا ابنتي ... تفاجأت عندما اخبرتني نرجس ...الاخيرة التي كانت رافضة لما يحصل تماما .. لكنها لم تتدخل ولم تفتح فمها بكلمة .
ابتسمت واردفت بهدوء ولطف وهي تطبطب فوق كفها :
- هذا هو ... تم الأمر على خير وانتهى ... انسيه وكأنه لم يكن وابدائي حياتك بالرضا والقبول بمشيئة الله وقدره .
( وهل كان أمامها خيار اخر ؟ )
بعد مرور بضعة دقائق اخرى غادرت عمتها مع الخالة نرجس الاخيرة التي القت عليها التحية بحرارة دون ان تتطرق لذكر اي شيء اخر يخص الليلة الماضية ... وما أن اغلق صيب الباب خلفهم حتى استدار لينظر لها قائلا بابتسامة واسعة وبريئة :
- هيا لنفطر لقد اعددت الشاي وجهزت المائدة .
اجابت بلامبالاة وهي تهم بالسير مبتعدة عنه :
- افطر انت وانا ساتناول افطاري بعد ان تنتهي
بسرعة اقترب منها وامسك ذراعها قائلا بحسم :
- لا هذا لن يحصل ...
سحبت ذراعها عنه بحدة وهي ترمقه بنظرات حاقدة ليردف بليونة :
- زنزونة بجدية هذا أول افطار لنا مع بعض !
ثم توسل باذلال جعلها ترتاح قليلا :
- بالله عليك لا ترفضي
ارادت ان تعانده مرة اخرى .. تهينه ... تشعره بأنها لا تريده ولا تريد الجلوس معه في مكان واحد ... لكنها لم تستطع ... منذ ليلة أمس وهي جائعة .... العشاء الذي تناولته بالكاد دخلت جوفها .... ثم ان تجاوزت وجبة الافطار ماذا عن الغداء ؟ العشاء ؟ الوجبات التي ستليها في الايام القادمة ؟ الى متى تستمر بهذا البرود والتجاهل وامرها معه قد حسم وكتب مسبقا ! اجابت بترفع وبرود وتوسله وذلك الندم وتأنيب الضمير الذي لاح على لهجته وملامحه اثلج صدرها وجعلها تشعر بالقوة :
- حسنا ولكن على شرط
اجابها بسرعة :
- كل شروطك مجابة زنزونتي
قالت وهي تنظر له متحدية ومصرة :
- لا تتحدث معي ابدا ولا حتى كلمة واحدة
تنهد بعمق ثم اجابها مستسلما بابتسامة صغيرة :
- ولو ان هذا الشرط صعب للغاية لكن لا باس ساحاول
تخطته متوجهة نحو مائدة المطبخ التي رصت عليها الاطباق المتنوعة لكن طبقه الرئيسي والكبير كان القيمر والعسل افطار تقليدي للعرسان الجدد ... جلست بهدوء متجاهلة جلوسه جانبها وبدأت تأكل بحرج وخجل خاصة وهي تشعر بنظراته المصوبة عليها دون حتى ان تلتفت اليه .... وضع لقمة امام فمها ... ابعدت رأسها برفض صامت ليحثها متوسلا بلطف :
- فقط هذه اللقمة ارجوك زنزونة ؟
نظرت له وداخلها تشعر بالذهول والدهشة .. رغم ندمه الذي شعرت به واحسته حقا ... لكنه كان يتصرف معها بكل هدوء وتوازن وكأنها ستنسى وتمضي قدما معه ! هكذا وبكل بساطة ؟!! دفعت يده وسألته مستغربة ببرود ولهجة حاولت من خلالها ان تجعله يتألم ويفكر بفداحة مافعله معها :
- انت كيف تتصرف هكذا ؟ وكأنك لم تفعل شيئا ؟! بجدية كيف ؟!!
عقد حاجبيه وادعى عدم المعرفة والفهم وهو يجيبها بعد ان انزل يده بخذلان :
- ومالذي فعلته انا ؟
هزت رأسها وقالت ببهوت :
- لا ؟ لا تعرف حقا ؟
ثم وبكل براءة وبتصرف عفوي ابعدت شعرها واظهرت رقبتها الجميلة التي جعلت الدماء تسخن بجسده وحاجته لزوجته الجديدة تستيقظ داخله بضراوة وهي غافلة عما تفعله به :
- هاك ... تفضل ... انظر لرقبتي ... انظر جيدا لاثار اصابعك ... أنا حتى ابقيت شعري منسدلا بهذا الجو الحار ... أمام عمتي وخالتك لكي أخفي جريمتك .
تنهد بحسرة وقد ذبلت ملامحه ليجيبها بلطف ورقة :
- زنزونة حبيبتي
قاطعته محذرة بجدية وحقد :
- كلمة اخرى وساترك المائدة وارحل جائعة بسببك
شرب جرعة من الشاي وقال بعبوس وهو يدير وجهه للامام :
- لا ... وعلى ماذا تتركين طعامك ... سأسكت ولن اتفوه بحرف وامري لله .

.....................
يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 08:00 PM   #1344

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

عصرا
كانت ريم تجلس فوق ركبتي منسه بهدوء بينما مريم ووسام يجلسان بركن بعيد عنهما منغمسين بتلوين الصور الكارتونية التي اشترتها لهم في وقت سابق ..
وجود وسام وريم اصبح امرا روتينيا وعاديا ... يحضرهم كل يوم صباحا وفي بعض الاحيان كانوا يأتون لمنزلهم دون رفقة والدهم الاخير الذي لم تره طوال الفترة الماضية مطلقا ...وربما هذا افضل لها ... لأنها ومنذ أن نظر لها بتلك الطريقة الغريبة مشاعرها اصبحت حائرة ومشوشة ... كرار جعلها تفكر بأمر لا يجب أن تفكر به بل مستحيل ... بعد الصدمة والطعنة التي تعرضت لها ... اي تفكير اخر بغير ابنتها كان غير مرحب به على الاطلاق
اكملت الجديلة ثم مشطت شعرها من الاطراف بلطف وهي تقول :
- هاقد انتهينا ... استديري لانظر لك .
استدارت ريم مبتسمة بسعادة عندما قالت منسة باعجاب وهي تضع الطوق الوردي فوق شعرها :
- رائعة
قالت ريم بأدب :
- شكرا لك خالة منسة
بادلتها منسة الابتسامة قائلة وهي تقرص وجنتها بمزاح :
- على الرحب والسعة
اخذت ريم المرآة الصغيرة الدائرية وهي تحدق في انعكاسها بغريزة أنثوية مبكرة :
- هل انا جميلة يا خالتي ؟
قالتها ريم وهي تهز رأسها لتؤرجح جديلتها يمينا ويسارا .. ضحكت منسة واجابت بصدق فريم فعلا طفلة مبهجة وجميلة بملامح سمراء ناعمة وعينين داكنتين مثل عيني والدها :
- جميلة جدا ماشاء الله
وضعت المرآة فوق الطاولة ثم جلست جانبها وقالت وهي تحدق بها متسائلة باهتمام طفولي :
- مثلك ؟
أجابت بمرح ثم رفعت يدها لتمررها فوق خدها الوردي الناعم وهي تجيبها بجدية :
- بل انت اجمل مني بكثير .
قالت ريم وهي تنظر للمرأة الأكبر سنا ببرائة تامة :
- والدي يقول انك جميلة ولطيفة
رمشت منسة بدهشة وهي تسالها بفضول ظنت بانها اخطأت السمع أو أنها فهمت ما قالته خطئا :
- ماذا ؟!!
كررت ريم كلامها غير مدركة لعمق الكلمات التي تنقلها عن لسان والدها :
- ابي يقول انك جميلة جدا ولطيفة وطيبة القلب
حرارة غريبة اجتاح وجهها ... تجمعت حبيبات العرق فوق جبينها وعلى جانبي وجهها ... اضطرب قلبها بنبضات متسارعة وهي تسألها بهمس محرج :
- هو قال هذا ؟!
أومأت الطفلة بقوة وأجابت بصدق وعينيها تلمع ببرائة :
- اجل ... قال هذا
ثم احتضنت بذراعيها الصغيرتين خصر منسة وأكملت :
- أنا احبك كثيرا خالتي
بادلتها منسة الاحتضان وقالت بشرود وذلك الدفئ الغريب غمر جسدها باكمله :
- وأنا كذلك ...
تركتها ريم وذهبت مسرعة لتشارك الاطفال التلوين ... بينما حدقت بها منسة وهي لا تزال مذهولة ومحرجة مما سمعته ... البنت تحدثت معها بعفوية وبرائة ... لم تكن تعي لفداحة ما قالته ... اجل كان الامر فادحا وغير مقبول ابدا ... ماذا أن اخبرت شخصا ما بما سمعته من والدها ؟ كيف سيكون تفكيرهم ؟ بكل تاكيد سيقولون بانه ارمل ومتاح امامها ... وانها تضع عينيها عليه وتنصب شباكها حوله لتتزوجه بما انها مطلقة ! حتى وان لم يكن كرار يقصد سوءا من كلامه او ربما قالها بمحادثة بريئة جرت بينه وبين اطفاله الذين تعلقوا بها كما فعلت هي معهم ... فهي احبتهم حقا وشعرت بانهم بالنسبة لها مثل ابنتها مريم بالضبط كما انهما يتيمين والله اوصى باليتيم مجرد ان تنظر لهما قلبها ينفطر شفقة وحزنا عليهما ...
ماذا عساها ان تفعل الآن ؟ اخر ما ترغب به هو ان تاتيها سمعه بانها تبحث عن زوج لها ! اي زواج وهي اعتزلت ليس الزواج فقط بل العالم كله ... قيس وعائلته قاموا بالواجب عقدوها حتى من نفسها ....مسحت جبينها وفكرت لثانية ... هل تتحدث معه ؟ يا الله ماذا تقول له وكيف تفاتحه بالموضوع ؟ هل تقول .. يا كرار لما تقول عني جميلة ولطيفة امام اطفالك ؟ لا مستحيل ... لا تملك الجراءة لفعلها ... ثم ان حدث وقالت له هذا سوف يفكر بانها مهتمة ولم تصدق ان تسمع كلمات الثناء البريئة المجاملة والتي اخذتها هي على محمل الجد وكبرت الامر بل وبالغت به !!
لالا تستبعد فكرة التحدث معه لكنها ستطلب من ريم ان لا تخبر احدا بذلك ستعقد معها خطة سرية بان لا تتفوه باي كلمة يقوله لها والدها امام احد ...
اومأت منسة موافقة وقد شعرت ببعض الراحة وهي تهمس لنفسها مطمئنة :
- اجل هذا افضل حل ...انبه ريم وينتهي الموضوع .

.......................
يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 08:01 PM   #1345

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

مساءا

دلف صيب للغرفة وهو يجفف شعره بالمنشفه الصغيرة ... طوال اليوم وزينة تتجاهله تماما ... لا تزال غاضبه .... ومن حقها ... لقد تركها لتهدأ قليلا عاقدا العزم على مصالحتها ... ربما بعض الكلمات الناعمة اللطيفة ستفي بالغرض ... وضع المنشفة حول كتفيه ووقف متفاجئا يحدق بها ببهوت ... لقد فرشت عدتها بنفس المكان .... هل تفكر أن تنام هناك اليوم ايضا ؟! ظهره يكاد ينقسم لنصفين من نومة الأرض الصلبة ! لا مستحيلٍ هو عناد هذه البنت ...اقترب منها قائلا باستنكار :
- ماهذا يا زينة ؟!
حدجته بنظرة جانبيه قبل ان تقول بلا مبالاة :
- ماذا ؟!!!!
جلس القرفصاء جانبها متسائلا بعدم تصديق :
- هل ستنامين هنا ؟
تركز نظراتها فوق هاتفها وعادت تتصفح اليوتيوب قائلة بفتور :
- كما ترى .
تأفف بملل قبل أن يجيب :
- زينة اتحدث بجدية
رفعت عينيها وقالت بسخرية لاذعة :
- وانا الاخرى اتحدث بجدية
غمغم برفض وعبوس ... داخله يغلي من الغيض والقهر وهي شبه ممددة أمامه تتحدث معه بهدوء وبرود :
- استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
ثم أمرها بلطف وهو يرسم ابتسامة صغيرة فوق وجهه :
- انهضي ونامي بمكانك هيا .
قوست حاجبيها وأجابت بغير اهتمام :
- لا اريد ... هنا مرتاحة
ليحثها بصبر وتروي :
- من اجل خاطري
نظرت له وأجابت بجفاف :
- ومن قال بأن لك خاطراً عندي ؟!
حدق بها مطولا ... البارحة قالت بانها تكرهه واليوم تتكلم معه ببرود ووقاحة ... ومع هذا عذرها ... تفهم غضبها وخصامها .. لذلك لن يأخذ ما قالته على محمل الجد ... بكل تأكيد هي لا تقصد ... سحب نفسا عميقا ثم زفره ببطء قبل أن يقول بعجز :
- لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
لوت شفتيها وقالت بسخرية اعجبته وجعلته يبتسم رغما عنه لكنه حاول أن يكبحها بأحكام :
- اجل استمر بالاستغفار والحوقلة عل الله يسامحك على مافعلته بي البارحة .
نظر لها بمسكنة وهو يجيب متوسلا :
- لقد شرحت لك موقفي يا زنزونة
ابهامها يمرر الفديوات المتراصة على الشاشة الصغيرة في هاتفها وهي تقول بحقد :
- اعذارك كلها سخيفة وغير مقنعة .... ولا تناديني زنزونة دلالك المزيف هذا لن ينطلي عليّ ...
وقبل ان يفتح فمه ويرد اسرعت تكمل بحسم :
- وابتعد عني رجاءا ... جلوسك هنا يعكر علي مزاجي .
حرك يده ناحيتها بنية لمسها لكنها ابتعدت عنه محذرة :
- اياك ...أياك ان تحاول وضع اصبعا واحدا عليّ ... لانك لا تعرف ما يمكنني فعله .
ثبت نظراته المسلية عليها قائلا بمرح :
- هاه ؟ حقا ؟!! وماذا ستفعلين ؟
أجابت وقد انعكس الاصرار والجدية فوق عينيها الكحيلتان بشكل طبيعي :
- ساصرخ باعلى صوتي وافضحك
لم يكن متأكدا بانها ممكن أن تقوم بذلك حقا ... ثم تفضحه بتهمة ماذا وهي زوجته ؟ النظرة المتمردة المألوفة في عينيها جعلته يتسائل هل ستكون فكرة مدروسة لو انه حاول ان يحتضنها ... يقبلها ... يتوسل بها ويقنعها بانه كان مجبرا على ما فعله سابقا ؟ لا يتركها الى ان تقتنع تماما وتسامحه ! لكنه تراجع اغضابها مرة اخرى لن يكون بصالحة ربما المزيد من الوقت ... ستكون كفيله بتهدئتها ونسياها حتى لو قليلا .... غمغم بيأس واحباط :
- والله انك تبالغين يا زينة ... افهم بأني اخطأت وافهم ايضا بأنك غاضبة مني لكن نومك هنا ارضا وانطوائك عني لن يفيدك بشيء
هتفت وهي تعتدل قليلا :
- ابالغ ؟ لكل فعل ردة فعل ... لست مجنونة لكي اعزل نفسي وانطوي من فراغ ... فكر بما فعلته جيدا وتذكر الاثار المطبوعة في جسدي بسبب وحشيتك واسلوبك ايها المتخلف الهمجي .
الكلام معها كان بلا فائدة تماما فكر بذلك قبل ان يتمتم بخفوت وهو ينهض بتثاقل وتعب :
- الله يهديك
أجابت بثبات وثقة ... ثقة لا تعرف كيف ومن اين ظهرت داخلها ... وكأنها اصبحت فتاة جديدة وقوية ... ربما بسببه :
- الله يهدينا جميعا يارب


................
يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 08:02 PM   #1346

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

بعد مرور اربعة ايام


مساءا

اربعة ايام وهي لا تزال نائمة بعيدا عنه ... لا تتحدث معه الا بكلمات مقتضبه وحين يسألها فقط ... تعامله وكانه هواء ... حائط ... شبح شفاف .... المفروض انه عريس ويعيش اجمل ايام حياته الان .... صحيح هو سعيد وغير مصدق وجودها في منزله تسير امامه هنا وهناك تعد له الشاي وتحضره له عندما يطلب منها متعمدا ... تجلس تشاهد البرامج التلفزيونية معه وهذا ايضا عندما يلح عليها بطريقة مثيرة للشفقة .
تتناول الوجبات معه ... لكن هذا الصمت ... التباعد ... البرود سيقتله ... كل هذا الجفاء من اجل امر فرض عليه ... ولم يكن يملك حق التاجيل او الأختيار !
حدق بها كيف تجلس فوق الاريكة الصغيرة الموضوعة جانب النافذة في غرفة نومهم .... مبتسمة .... ترسم بسجلها وبرود الكون كله منصب عليها ... شعرها ترفعه فوق راسها وملابسها محتشمة وعادية لا تضع مستحضرات تجميل .... لكن يا الله كم كانت جميلة ومتوهجة بنظرة ... جميلة بكل حالاتها .... في الحقيقة هو يفضلها طبيعية ... بعينيه هي أجمل وأكثر برائة بدون الحاجة لصبغ وجهها بتلك الالوان الصناعية .
رفعت رأسها وكأنها احست به ... ابتسامتها المرسومة تلاشت ببطء ... اغلقت نظراتهما .. قضمت شفتها بتوتر وعصبية ... تمنى لو أنه يستطيع الغوص داخل عقلها ليقرأ افكارها عنه ... كيف تراه ؟ هل تراه حقا همجي ؟ متخلف كما وصفته ؟ وحش لا يفكر إلا بشهوته ؟ والله يعلم بأنه بعيد كل البعد عن كل ما ذكر ... وهاهو من شدة حبه لها صابر عليها لمدة اربعة أيام .. لا يقترب منها ولا يحاول لمسها مطلقا .... قطعت الصمت وسألته بجفاف :
- هل تريد أن اعد لك الشاي ؟!
الشاي او وجبة خفيفة كانت حججه لخلق موضوعا للتحدث معها ... هز رأسه نافيا وهو يتنهد قائلا :
- لا
جعدت جبينها متسائلة بحذر :
- اذا لما تحدق بي هكذا ؟
يا رب هل اصبحت تخاف من نظراته لها ايضا ؟ اجابها بهدوء وهو يتوجه ليجلس فوق السرير الواسع الذي كان ينام فوقه وحيدا ومنبوذا ... فكر بانه ربما اذا تركها وحدها عدة ايام ستغير رأيها وتلين قليلا ... لكن عبث كانت زينة اعند مما تصور بكثير :
- لم اكن احدق فقط كنت افكر بامر ما
لم تصدقه ... شكها منعكس بعينيها التي كانت تراقب بدقه كل حركة تصدر منه .. نهضت من مكانها وتوجهت للدولاب وبنيتها ان تفرش ارضا كالعادة وتنام ... ماذا ؟ الم تتصل بها عمتها ؟ لقد ذهب اليوم صباحا اليها واخبرها مضطرا عما تفعله زينة به ولمح لها بطريقة غير مباشرة طلبه للمساعده ... ربما كانت تحتاج لتوجيه من شخص اكبر سنا ليعلمها اصول احترام الزوج ... وعمتها كانت اقرب شخص بالنسبة لها ... لان الوضع بينهما اصبح مبالغ به ولا يطاق ابدا ..وقبل ان تخرج الفراش قفز من مكانه واسرع ناحيتها ليقف حائلا بينها وبين الدولاب وهو يقول :
- اليوم ستنامين في مكانك الطبيعي
عقدت حاجبيها بتمرد ليهتف متوسلا :
- زينة بالله عليك يكفي عنادا والله اني تعبت ...تعبت ولا اعرف كيف ارضيك .
تأملت ملامحه المهمومة لعدة ثوان ....من هي ؟ مالذي يحدث داخلها ؟ هناك فوضى ... فوضى عارمة من المشاعر ... بكل مرة تلتقي بها نظراتهما أو تمسكه وهو يحدق بها يندفع شيئ ما بصدرها .. في بعض الاحيان تشعر بالشفقة عليه ... كان يتوسل بها كثيرا ... عينيه تتبعانها اينما تذهب ... يحاول التحدث معها ... اعتذاراته التي يكررها كل يوم ولعدة مرات .... وبدا صادقا ... لكنها ما أن تتذكر ما فعله بها وكيف فرض نفسه عليها وأجبرها .. تعود لتغلف قلبها بالجليد .. كان يستحق الجفاء والبرود ... يستحق العقاب والتباعد وكان هذا قليلا عليه ايضا ولم يبرد قلبها من ناحيته بعد ولا تظن بانه سيحصل في القريب العاجل ....
فكرت قليلا ... الى متى ستظل نائمة على الارض ؟ والى متى سيبقى صابرا ؟ فلتكن واقعية ... ماذا ستكون النهاية وهي زوجته ؟ ولا مجال للانسحاب او التراجع .. اسم صيب كتب عليها ... تريد أو لا تريد هذه هي الحقيقة التي يجب أن تستوعبها وتتعايش معها .... الله مسبب الاسباب هو من من جعلها تتزوجه .. هو من قاطع طريقه بطريقها ...ثم مالضر من أن تنام فوق السرير وكل واحد منهم معتكف بجهته الخاصة ؟ نومها على الارض في الحقيقة لم يكن مريحا ابدا ... اجابت بهدوء :
- لا اريد ان ترضيني فقط اريدك ان تبتعد عني
قال موافقا وبسرعة :
- حاضر سأنفذ كل أوامرك .
عادت للوراء قليلا ... سألته بشك وتردد ... ولهجة متلعثمة :
- وماذا أن .. أن
فهم ما ترمي إليه ... قاطعها بلهفة :
- لن افعل معك شيئا لا تريديه اعطيك وعدا مني
ظلت واقفه بمكانها ... التردد والحيرة ظاهرة على ملامحها التي عكست حرب هوجاء طاحنة تندلع داخلها ... ليستغل ترددها ويحثها بإقناع :
- هيا من اجل خاطر عمتك ووالدك .
ارتخى تصلب كتفيها ... زفرت وأومأت بصمت وفعلا توجهت بخطوات مرتبكة لتنام على الجهة اليمنى من السرير .. سحبت الملاءة فوقها و ادرات ظهرها له ... لقد اعطاها وعدا وهي سوف تسير خلف حدسها الذي يخبرها بانه صادق .... شعرت بثقل جسده قريب منها ...صيب لم يكن هزيل البنية كما لم يكن ضخما وذو عضلات مفتولة .. جسده كان معتدلا وفعلا له كرش صغير لاحظته في وقت سابق ورغما عنها ...إذا كان طوال الوقت يدور في المنزل بشورت قصير وجزءه العلوي عاري تماما ... فما عساها أن تفعل لعينيها الخائنة التي كانت تسترق النظرات له بين حين وآخر !
الغرفة باتت هادئة ... ساكنة ... الضوء الباهت الخفيف يظلل المكان عندما تضع رأسها على الوسادة تتذكر عائلتها ... لقد اتصلت بها والدتها قبل ثلاث أيام وباركت لها بتشدق وغرور وهي تقول :
- ألم أخبرك بأنك نظيفة وليس بك شيء ؟ لكي تصدقي كلام والدتك مستقبلا ولا تعانديني .
لقد أخبرتها عن ليلة الزفاف على أمل أن تستدر عطف ورحمة والدتها التي كان جوابها متوقعا وهي تقول
- عادي هذه تقاليدهم ولن نستطيع الاعتراض عليها .
وكانت نصائحها تقريبا نفس نصائح عمتها ( أنسي و عيشي حياتك ) بعد مرور بعض الوقت وما ان تثاقل جفنيها حتى شعرت بيده تسلل الى خصرها .. تجمدت بمكانها ... اتسعت عينيها وتشنج جسدها ... غادرها النعاس مباشرة ... سحبت نفسا عميقا وقالت بصوت حاولت أن تجعله هادئا بينما قلبها ينبض بشدة ... خائفة من أن يعيد ما فعله معها قبل بضعة أيام :
- لقد وعدتني ؟!
غمغم بخفوت :
- ولازلت عند وعدي أنا فقط اريد ان أحتضنك ... المسك قليلا ... أولست زوجتي ؟!
نبضاتها تدق مثل الطبول في اذنيها ... صبرت نفسها وهي تتذكر حديث عمتها حين اتصلت بها اليوم وأعطتها بعض الدروس عن واجبات الزوج ... وعن الحلال والحرام ... وكيف يجب أن ترضيه وتطيعه ... تعلم أن كلامها صحيح .. صحيح جدا لكن ماذا بيدها أن تفعل اذا كانت تخاف منه ؟ لم تتعود على قربه ... على هذه الحميمية ... رجلا اقتحم حياتها تحت مسمى الزوج وفرض وجوده عليها وليته كان متفهما وصبورا لكانت تعاملت معه ببعض الود حتى ولو كان هذا الود مزيفا ..
- هل ستدعيني المسك واحتضنك زنزونة ؟!
اغمضت عينيها لثانية ثم فتحتهما وحدقت في الحائط امامها وهي تجيب ببهوت :
- أن قلت لك لا هل ستتركني ؟
قال بضحكة منخفضة واصابعه تدور بوتيرة هادئة فوق بطنها جعل الدماء تجري بسرعة في عروقها :
- الحقيقة ؟ لا .. لن افعل
فكرت بسخرية على الأقل الرجل صريح ومباشر واخبرها ما يفكر به دون كذب او مراوغة ..
زفرت نفسا حادا حاولت أن توصل له رفضها الصامت له ... لكنه ظل محافظا على قربه منها بلا مبالاة ....بعد مرور عدة دقائق لم تتحمل كانت تريد ان تغضبه وتؤذيه ليس من العدل ان ينام منتصرا قرير العين وهي تنام وكل المشاعر المتناقضة المتعبة تدور داخل رأسها بسببه همست بصوت مسموع :
- لازلت اكرهك
اعتقدت بانه لم يسمعها اذ كان الهدوء يخيم ويحوم حولهما لكنها تفاجأت حين اعتدل وفتح الضوء الجانبي للسرير ثم ادرها لتكون مواجهه له ... منحني فوقها وهو متكأ على مرفقه .. وجهه قريب من وجهها .. الألم والحزن ظهر جليا بعينيه الداكنتين وهو يسألها بخيبة :
- حقا ؟ حقا ما تقولين ؟
بادلته النظرات الصامته وهي تحبس انفاسها ليكرر سؤاله موضحا :
- هل تكرهيني حقا يا زينة ؟
أرادت أن تقول أجل ... أجل اكرهك تقولها فقط لكي تؤلمه فهي والله لم تفسر للآن شعورها ناحيته ... مرة تنفر منه بسبب الحاحه ... ومرة تكرهه وتحقد عليه بسبب فعلته التي لا تغتفر .. ومرة اخرى تشعر وكأنها معجبته به ... قليلا .. قليلا فقط عندما كان يتحدث معها بحنان ويبدي اهتمامه الصادق بها خاصة تصرفاته بايام الخطوبة ...تريده ولا تريده ... وسوف تجن بسبب كل هذا الاختلاف ..والآن وهو ينظر لها بهذه الطريقة ... بهذا الألم والانكسار ... لم تنطق الا بما فكرت به بالتو واللحظة :
- ليست كراهية بالمعنى الحرفي .. لكن ... لكن ..
قاطعها بجبين متغضن ولهجة معاتبة :
- لكن ماذا ؟ أما نعم او لا
قالت بتلعثم وهي تنزل عينيها لتحدق بصدره الاسمر :
- لا ... لا اكرهك يا صيب . ليس كما تتصور ... لكني فقط ... حزينة .. و ... خائبة الأمل ...وغاضبة ايضا ... منك ومما فعلته بي ..
ثم رفعت نظراتها غير مرتاحة لهذا القرب الشديد ... الشديد جدا لدرجة أنها استنشقت عطره الخفيف ... واردفت بصدق :
- لو كنت صبرت لبضعه ساعات .... ساعات قليلة فقط حتى التقط انفاسي واهدأ ... اتعود على قربك .... أتعرف ما كان ليحصل ؟
همس متسائلا وعينيه تتنقل فوق ملامحها وكأنه يريد ان يطبع صورتها بخياله :
- ماذا ؟
اجابت بهدوء وصراحة تامة وقد كان هذا فعلا ما سيحصل لم تكن تكذب :
- كنت لاحترمتك وكبرت بعيني اكثر ... وكنت لشعرت بأني ... أني .. ذات قيمة عندك وأنك فعلا تحبني .
ثم اكملت بسرها ( وأن لي رأي مسموع يؤخذ به على محمل الجد )
هتف بلهجة شديدة وواثقة :
- وانا احبك قسما بالله العظيم ... احبك .... ومشاعري هذه لم تظهر ولم تنجذب إلا لك أنت ... أنت فقط ....لكني مضطر ... كنت مضطرا يا زينة ارجوك ... كم عليّ ان اكرر هذا الحديث واعيده عليك لتفهمي وتعذري ؟
صمتت تبادله النظرات ... اصابعها تعبث بطرف الملاءة بتوتر وعدم استقرار ... همس متسائلا بصدق وندم حقيقي :
- ماذا افعل معك لكي ابعد عنك الغضب والخيبة ؟ بل ماذا افعل لأثبت لك أني احبك بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؟
رفعت حاجبها الايمن ولازالت تحدق به بصمت وهو الاخر ينظر لها بترقب ... وكأنه ينتظر ردها ؟ لكن ردها على ماذا ؟! ...هزت رأسها بعدم فهم وقالت :
- ماذا ؟
جعد جبينه يسألها مستفسرا :
- اخبريني كيف اثبت لك حبي الصادق ؟
اتسعت عينيها قليلا بذهول ودهشة وهي تقول ... مستنكره غباءه المطلق :
- أنت تطلب مني أن اعطيك افكارا ؟ بجدية ؟!!!!
دفعت صدره لتبعده عنها وهي تردف بغيض وعصبية :
- أنت صاحب المشكلة والمسبب بها ... وأنت من يجب أن يفكر ....ان كنت حقا تهتم .
ادارت ظهرها له متمتمة بصوت تاكدت من انه يسمعه جيدا :
- احمق
عاد لينام جانبها ويحتضن خصرها قائلا بشرود :
- اجل فعلا معك حق .. أنا المسبب بالمشكلة ...
ويجب ان يفكر ... هو صاحب الافكار النيرة وبكل تأكيد سيجد أكثر من طريقة ليفعلها .

.....................
يتبع


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 08:04 PM   #1347

كلبهار

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية كلبهار

? العضوٌ??? » 485676
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,075
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » كلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond reputeكلبهار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
كلما زاد نضجك، قل عدد أصدقائكقلت نسبة تأثرك من فراق أحدوقلت الأشياء اللتي تهزمك
افتراضي

كان يتصفح الفيسبوك بلابمالاة وملل عندما وقعت عيناه على منشور لشاب يحكي قصة زواجه المستحيل من حبيبته وكم كانت قصتهم تشبه قصته ببعض جوانبها ... لذلك جلس معتدلا وهو يقرأ بدقة وأمعان كل حرف وكلمة ... الى أن انتهى من قراءة المنشور كله ... اتسعت ابتسامة وقد قرر أن يقتبس الحل من قصة هذا الشاب وسيفعل ما فعله بالضبط .. سيحتاج لبضعة أيام أخرى ليجهز كل شيء ويتمه على أكمل وجه ....وليرى حينها كيف ان السيد ميثم سيرفضه وهو من سيحاصره بكل الاتجاهات ولا مفر امامه سوى بالموافقة .


......................
نهاية الجزء الثاني من الفصل السادس والعشرين
لاتنسون التعليق رجاءا بنات


كلبهار غير متواجد حالياً  
التوقيع
اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة *

https://www.rewity.com/forum/t483312.html
رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 08:38 PM   #1348

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

زينة طلعت قدرة بجد عسل
خليه يتربي شوى
تسلم ايدك ياقمررررررررررر

سارة 999 and كلبهار like this.

al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 09:08 PM   #1349

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي جدران دافئة

فصل رائه والله زينة ما هينة ابدا بدها وقت لتتاقلم
تسلم ايدك
اللهم انصر اخواننا في غزة صبرهم ياالله


سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-23, 10:10 PM   #1350

سماح سماح

? العضوٌ??? » 450525
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » سماح سماح is on a distinguished road
افتراضي

رائع رائع، ماشاء الله ابداع في الحبكة وسلاسة في السرد.
بس زينة اتضح أنها شخصبة مستفزة ههههه، بس طبعا ده يرجع لصبر صيب الي خلاها تكتسب ثقة في نفسها، وبدأت تنطلقي.

سارة 999 and كلبهار like this.

سماح سماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية, عراقية, واقعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.