جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة

[كلبهار]

السلام عليكم بنات عذرا اذا احتوى الفصل على اخطاء املائية راجعته مرتين والله .... اتمنى ان تعلقون على الفصل لا تقرأون بصمت وترحلون رجاءا علقوا وفرحوني بارائكم .... بنات اكو مشهد بين منسة وامها ... منسه اخت ايام متزوجة ابن عمها وتعيش بالبصرة ركزوا واخبروني ماذا استنتجتوا من المشهد ؟ رجاء رجاءا شاركوا باي مكان
نبدأ الفصل بسم الله

..............

الفصل الثامن

................
بعد مرور يومين

واسير في درب الحياة وحيدة
لا يرافقني فيها الا ومضات
بعيدة من السعادة الراحلة
اشتاق للماضي
اشتاق لضحكات ابي
ولعبق رائحته
اكاد استنشقها
انها هنا
تغفو بين جنبات قلبي
ليتني بقيت صغيرة
وليت الايام تتوقف
ليت حزني ينمحي
ولا استيقظ
من احلام الطفولة
وذكرياتها السعيدة

كانت زينة وطوال اليوم تجلس بغرفتها ... معتزلة الجميع ... حتى أن الخالة نرجس طلبت من عمتها أن تسمح لها بالذهاب للمشغل معها لكنها رفضت والحمدلله ان عمتها تفهمت تحفظها ولم تضغط عليها ....وكأنها تستطيع أن تواجههم بعد تلك الفضيحة ... اجل فضيحة فاتصال ام نادم وتراجعها عن الخطبة معللة ذلك بانها استعجلت ولم تاخذ رائي ولدها ...الاخير الذي لم يكن يفكر بالزواج الان !
تدحرجت دمعة ساخنة من عينيها اليمين ... ثم اليسار ... ثم توالت الدموع وكأنها تتحين الفرصة للنزول ... هي علمت جيدا بأن ما قالته كانت مجرد حجة فارغة وتافهة جدا ... حتى عمتها عرفت ذلك وصمتت بكآبة وحزن ... لماذا ؟ لماذا غير رأيه ؟ ماذا حصل ؟ حتى وأن كانت مترددة بالموافقة على هذا الزواج لكن هذا الرفض اوجع قلبها وجرح كبريائها ... مستحيل ان يتم التراجع ليس وأم نادم كانت متحمسة كثيرا هي وابنتيها ...إلا اذا كان هناك امرا مهما ومصيريا قد حدث ؟ هل سمعوا شيئا من اختها ؟ هل ذهبوا لحيهم وسألوا عنها ؟!!! هل الامر يخص عفتها وشرفها ؟! سمعتها التي داستها حسناء بقدميها وكأنها عدوتها وليست شقيقتها ؟ لكن هم لا يعرفون عنوانهم ولا يعلمون بوجود حسناء ليس بعد ! اذا ماذا هناك ياربي !!!
سمعت صوت خطوات عمتها وهي تقترب من غرفتها وبسرعة تمددت وغطت رأسها بالبطانية ... كتمت صوت نحيبها بقوة ... لا تريد ان ترى او تتحدث مع احد ... يكفيها هذا الخزي والعار الذي يلفها ... وتلك الافكار الغريبة والتساؤلات تحوم حوم حولها دون اجابه شافية .... همست عمتها بلطف وشفقة ... شفقة كرهتها كثيرا :
- زينة حبيبتي والدتك على الهاتف تريد التحدث معك
لم ترد عليها بل غطت راسها اكثر برفض فهمته عمتها لتخبرها بخفوت :
- هي لا تعلم ... لم اخبرها اي شيء ... لقد اتصلت لتتحد معك فقط
الان تاتي ؟ الان تتصل ؟ نسيتها طوال الاسابيع الماضية وكأنها كلبة مريضة تخاف منها .... هتفت زينة بوجع وصوت مبحوح :
- لا اريد التحدث معها لا اريــــــــــــــــــــــ ــــد
وضعت سهام الهاتف باذنها وقالت متنهدة :
- سمعتها ؟!! تقول بانها لا تريد التحدث معك
لا تعرف ما قالته والدتها حيث اجابت عمتها باستسلام :
- حسنا كما ترغبين
قالت عمتها بهدوء وهي تضع الهاتف فوق المنضدة :
- فتحت مكبر الصوت اسمعي ما ترد قوله يا زينة مهما يكن هذه والدتك عزيزتي
تركتها وغادرت مغلقة الباب خلفها ثم سمعت صوت والدتها يصل اليها عبر الاثير... وهي تقول بتوسل :
- تحدثي معي يا زينة لما تعاقبيني بالخصام ؟
ابعدت الغطاء عن رأسها ودموعها تتساقط متزامنة مع شهقاتها المختنقة بصمت .... يبدوا وكأن والدتها سمعت صوت بكائها لتعلل غيابها ونبذها طوال تلك الايام الماضية :
- انا اعلم باني تاخرت عليك كثيرا بالاتصال لكني معذورة
ايضا لم تسمع ردا لتردف بتعب :
- شقيقتك نزفت فجأة وقضينا اغلب الايام الماضية في المشفى ... حملها كان مهددا بالاسقاط
لم تنطق بحرف بل ظلت مصممة بعناد على عدم الرد اكملت الاخيرة حديثها قائلة بتفائل :
- ردي عليّ ياابنتي .... حسناء حامل بولدين ... تصوري ولدين ... وهما الامل الاخير بالنسبة لها .... الامل الذي تعيش من اجله كل يوم ... لقد عملوا لها عملية ربط الرحم وهاهي دخلت بشهرها الخامس ...
كانت زينة مصرة على عدم التحدث فقط دموعها لا تريد التوقف عن النزول .. قالت والدتها بلطف :
- لا تحقدي على شقيقتك يا زينة .... ولا تدعي عليها ... انت الطيبة صاحبة القلب الابيض الحنون ... لا تغضبي مني ومنها
همست بحنان كاذب اجل كاذب كانت تعلم به جيدا :
- الله يرضا عنك ويسعدك
وعندما يأست من ان تسمع كلمة واحدة منها قالت بهدوء :
- انت لن تتحدثي معي اليس كذلك ؟ على اية حال عندما تحين لي فرصة سأتي لزيارك يا ابنتي
ثم ودعتها كمن يحاول التخلص من اداء واجب فرض عليه فرضا :
- في امان الله وحفظه
ما ان اغلقت المكالمة حتى جلست منتصبة وهي تدفن وجهها بكفيها هامسة بحزن وعتب :
- ليست هي فقط من تحتاجك يا اماه ...وأنا ... أنا ايضا احتاجك كثيرا ... كثيرا جدا ... أريد أن اشعر لمرة واحدة ... واحدة فقط باني ابنتك واني عزيزة وغالية على قلبك مثلها .
بعد مرور عدة دقائق من البكاء المثير للشفقة كفكفت دموعها بخدر ... خدر يسري بجميع انحاء جسدها ... حتى وان كان ماقالته صحيحا عن حسناء فهذا لا يعني بانها لا تسطيع ان تجد خمسة دقائق فارغة لتتحدث معها طوال الاسبوعيين الماضيين ... حجج ... كلها مجرد حجج فارغة ... والدتها لم تخرجها من المنزل فقط بل اخرجتها من حياتهم كلها ...وعلى حسب حديثها الذي قالته فهذا يعني بان امر رجوعها بات مستحيلا .
دقائق اخرى وجاءت عمتها مبتسمة بلطف ... تحاول ان تخفي خيبتها ... هي الاخرى صدمت بخبر رفضهم ... اجل رفضوها وسبب ان ولدها لا يعلم بهذه الخطبة ايضا حجة فارغة مثل حجج والدتها تماما ... كلهم كاذبين ومنافقين ... عالم متوحش وحقير الضعفاء امثالها هكذا يكون مصيرهم ... منبوذون ومنسيين .
جلست جانبها على الفراش واحتضنت كتفها قائلة :

- لا باس يا زينة ... اعذريها يا ابنتي ...هي الاخرى الله يكون بعونها .
ضحكت زينة ضحكة فاترة وهمست بعينين دامعتين :
- تدافعين عنها يا عمة ؟
اجابت عمتها بهدوء :
- لا ادافع لكن ماذا اقول ؟ أنا لن احرضك عليها ... ثم ان كانت صادقة او كاذبة هي وربها ... الله اعلم بالنفوس .
أومأت زينة بصمت وشفتيها ترتجف وعينيها تهدد بطوفان اخر من الدموع .. التفتت تنظر لها هامسة تسألها السؤال ذاته للمرة العاشرة خلال يومين :
- لماذا غيروا رأيهم يا عمة ؟ ماذا تظنين ؟!!
هزت العمة سهام رأسها ... وقالت وهي تحاول ان تجعل لهجها مرحة ولا مبالية :
- ولدها لم يكن يعرف بأمر الخطبة يا زينة ثم الكثير من الشباب مثله يرفضون هذا النوع من الزواج
اجابت زينة وهي تحدق بيديها المعقودتين فوق حجرها :
- قلبي لا يصدق هذه الحجة عمتي اشعر وكأن هناك أمر ما حصل !
شددت العمة من احتضانها وقالت بقوة
- مهما يكن ما حصل زينة ... وان كان كلام ام نادم حقيقيا ام لا بالنهاية هو الخاسر ....
ثم اردفت بتفائل :
- كل شيء قسمة ونصيب ... وهو ليس من نصيبك .
أومأت زينة بصمت بينما ظلت عمتها تحتضنها وتمسد ذراعها بلطف وحنان قبل ان تقطع حبل الصمت قائلة :
- وعلى موضوع القسمة والنصيب ... هل اخبرتك قصة زواجي من عمك جابر ؟!!
ابتسمت زينة وهي تمسح دموعها هامسة :
- لا .. لم تخبريني
اعتدلت العمة سهام بجلسها وقالت :
- اذا اسمعي كيف تم الزواج بيننا
بدأت عمتها بسرد قصتها الغريبة والعجيبة قائلة :
- عندما كنت بمثل عمرك كنت جميلة جدا ... على فكرة انت تشبهينني قليلا اتعلمين ؟!!!
ضحكت بخفوت واكملت :
- على اية حال كانت لدي عمة ... اقصد شقيقة والدي تعيش معنا في المنزل كانت امرأة كبيرة في السن ... لم تكن متزوجة ...
قطبت زينة وقاطعتها متسائلة بفضول :
- ولماذا لم تتزوج ؟
قلبت الاخيرة شفتها السفلى وأجابت :
- كانت مغرورة ... لا يعجبها العجب ... وكانت ترى نفسها ارقى واكبر قدرا من ان ترتبط برجل يستعبدها ... هكذا كان تفكيرها يا زينة ... على اية حال دعيني اكمل ولا تقاطعيني يا بنت .
أومأت زينة وقد انجذبت لهذه القصة بفضول قاتل جعلها تنسى لوهلة حزنها وكآبتها ... لتردف عمتها شاردة :
- المهم ... عمتي هذه كان اسمها فضيلة ... كانت تحبني كثيرا ... كثيرا جدا جدا حب غريب لدرجة التملك ... هي من ربتني منذ كنت صغيرة ... ملابسي .. مصروفي ... اكلي وشربي حتى دراستي كله عليها ... اينما تذهب تاخذني معها وتتباهي بي وكأني ابنتها بحق .... الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة
تنهدت بحسرة واكملت
- على اية حال كبرت بكنفها وكبر حبها لي ... حب مرضي .. غير طبيعي ... لا تسمح لاحد من الاقتراب مني حتى امي رحمها الله ... وانا الاخرى تعلقت بها كثيرا ... منذ اصبحت بعمر الثامن عشر والعرسان بدوؤا يتهافتون عليّ .. كل اسبوع او شهر خاطب جديد يطرق بابنا ... وبما ان عمتي هي من ربتني كانت تعد نفسها المسؤولة عني وولية امري ... لذلك كانت ترفضهم الواحد تل الاخر ... تقدم لي المهندس والضابط والمدرس والطيار وكلهم شخصيات مرموقة ولهم مكانتهم في المجتمع لكن عمتي لم تقتنع ...
قاطعتها زينة بفضول وعدم تصديق :
- ووالديك اقصد جدي وجدتي وابي هل وافقوا على رفضها ؟
هزت رأسها واجابت
- كانوا يحترموها ... بما انها امرأة كبيرة بالسن وهي من ربتني اعتقدوا بانها تعرف مصلحتي وان ما تفعله نابع عن حبها لي ... الى ان زادت الامور عن حدها
صمتت قليلا ثم ضحكت بمرارة واكملت
- السنين تتوالى وعمري يكبر عاما بعد عام وعمتي فضيلة مصرة على الرفض كلما يتقدم لي احدهم كانت تجلس في حوش المنزل تولول وتلطم خديها الى ان يتم طرد العريس بادب .... تجري الاشهر والسنون اكثر ... دخلت بعمر الثلاثين ... وانتهى كل شيء
همست زينة برهبة :
- كيف ؟
ابتسمت عمتها بلطف واجابت :
- تعلمين في ذلك الوقت كانوا الناس يفكرون بتزويج اولادهم من الفتيات الصغيرات وانا عمري اصبح كبيرا اطلقوا علي لقب العانس مثل عمتها
حثتها زينة بلهفة :
- ثم ماذا حصل
سحبت العمة سهام نفسا عيقا ثم زفرت وقالت برقة :
- ثم جاء عمك جابر ... كان شابا وسيما يعمل معلما في المدرسة الابتدائية يكبرني بعدة اعوام
نظرت لها زينة وسالتها بفضول :
- وعمتك وافقت عليه ؟!
هزت العمة سهام راسها برفض واجابت :
- ايضا لم توافق تصوري ؟؟؟؟
اتسعت عيني زينة الحمراويتن من البكاء وقالت :
- اذا كيف تم الزواج ؟
اجابت العمة سهام بشرود :
- امي ... امي هذه المرة انتفضت ووقفت بوجهها والله للان اتذكر كلماتها حيث قالت " حراما عليك يا فضيلة تقطعين نصيب البنت كل صديقاتها تزوجوا واصبحوا امهات وانت تقفين لها مثل حجر عثرة بطريقها ... ابنتي سازوجها لجابر واسال الله ان تفتحين فمك بكلمة او تتدخلين لاريك من هي انا وماذا استطيع ان افعله "
رمشت زينة بعينيها وهي ترهف السمع لهذه القصة الغريبة ثم سألتها :
- وعمتك سكتت لها ؟
اجابت العمة سهام ضاحكة :
- لم تسكت بل نشبت مشكلة كبير ...تلاسن ....وتراشق بالكلمات وعندما وجدت عمتي ان امي مصرة وابي يقف بصفها واخي ايضا سكتت مستسلمة على مضض واضطرت للرضوخ لهم وتم الزواج بسهولة ويسر .
أومأت زينة بصمت لتهمس عمتها بحنين ودمعة متلائلئة تتراقص بعينيها :
- قبل ان تموت عمتي فضيلة اعطتني صندوقا خشبيا مليئا بالذهب وقالت لي انت وريثتي الوحيدة يا سهام انت ابنتي التي لم انجبها ... هذا الذهب كله حلال عليك ... تصرفي به كما تشائين .
سألتها زينة بذهول :
- وهل الذهب للان موجود عندك ؟
هزت الاخيرة رأسها وقالت متنهدة بحسرة :
- بعت اغلبه وصرفته على الاطباء في سبيل ان احصل على طفل لكن ارادة الله كانت فوق كل شيء .
صمتت زينة وكبحت جماح نفسها لتسألها ممن السبب بعدم الانجاب .. انت ام العم جابر .. لكن هذا الامر كان حساسا ولم يكن من حقها ان تسأل وتتدخل ابدا .... في الختام قبلت العمة سهام جانب رأسها وقالت متمتمة بحنان :
- هل فهمت ما معنى القسمة والنصيب ؟ الله وحده يعلم من سنتزوج وكم طفلا سننجب وكيف سيكون شكل مستقبلنا .... لذلك اريدك دائما ان تثقي بأن الله لا يعطينا الا كل خير ... فتوكلي عليه ولا تحزني ابدا .
................

[كلبهار]

احدى اطراف بغداد البعيدة

جلس صيب في الصالة يراقب شقيقته حوراء مبتسما ... للان ورغم بلوغها الاربعين من عمرها لاتزال تلقي الاوامر على اولادها الثلاث الذين اصبحوا الان شبابا يدرسون في الجامعة ... هذه هي طبيعتها حريصة وتراقب مستواهم العلمي دائما .. المساكين ( لؤي وياسر وعامر ) جاؤوا ليجلسوا ويتجاذبوا اطراف الحديث مع خالهم الوحيد ثم غادروا مستسلمين لارادة والدتهم ...زوجها اركان كان لايزال في عمله لم يعد للمنزل بعد وكان هذا افضل بالنسبة له ... للان لا ينسى كل ما فعله به اركان عندما جاء هنا صغيرا يتيم الابوين عله يعيش بأمان مع شقيقته الكبرى التي كانت بمثابة اما له .... لا لن يتذكر طفولته البائسة ... ليس اليوم وهو سعيد وفرح جدا خاصة بعد ان نجحت خطته وتم اخرج نادم من حياة زينة بنجاح ساحق ... اتسعت ابتسامته وهو يتذكر وجهه الذي شحب بشدة بعد ان قاله له ذلك السر الخطير .... مسكين لوهلة شعر بالشفقة عليه ... لكن لا نادم كان غبيا وحبه لزينة غير صادق ... أجل غير صادق لو انه ارادها بحق لفعل المستحيل من اجل ان يحضى بها ولم تكن لكلماته وكذبته ان تؤثر على قراره ... ذلك الجبان عديم الشخصية !
اخرجه صوت شقيقته من لجة افكارة وهي تضع امامه طبق الحلوى قائلة بابتسامة مرحبة :
- والله انك نورت منزلي اليوم اخي .... لم اصدق انك اتيت لتشاركنا الغداء
حمل الطبق واجاب قائلا قبل ان يضع لقمة في فمه :
- قررت اليوم ان أأخذ اجازة من عملي وازرك اشتقت لك وللاولاد
اومات قائلة وهي تركز نظراتها الحنونة على وجهه
- اهلا بك في اي وقت يا صيب
اعتدلت بجلستها واردفت :
- كنت ساتصل بك اليوم مساءا لاخبرك امرا مهما
اجاب بلا مبالاة وهو يلتهم الحلوى مستلذا بطعمها :
- خيرا ماذا هناك ؟
ضحكت بخفة وقالت :
- كل خير يا صيبوب
وضع الطبق فوق الطالة اجاب متسائلا بمزاح :
- لا اذا كان هناك صيبوب فاذا الامر مهم جدا هاتي ماعندك كلي اذان صاغية
ابتسمت وقالت بحماس وهي تستدير بجلستها لتصبح قبالته تماما :
- لقد وجدت لك عروس رائعة مال وجمال ووضيفة راقية .
نظر لها صيب وهو يبادلها الابتسامة مفكرا لعدة دقائق قبل ان يريح ظهره الى الوراء قائلا بلا مبالاة :
- لالا اتركي هذا الامر عنك اختاه
قطبت حوراء حاجبيها واجابت بعبوس :
- لماذا ؟ لا تقل لي انك لا تزال تتذكر ماحصل في الماضي وبسببه قررت ان تضرب عن الزواج ؟
ضحك بخفة وقال بعينن متوهجتين سعادة :
- لا لن اضرب بل وجدت فعلا شريكة العمر
اختفت ابتسامة شقيقته وهي تكتف ذراعيها قائلة ببهوت :
- ماشاء الله ومن هي سعيدة الحظ هذه ؟
رفع كتفه واجاب ببساطة :
- فتاة ما
لاحت على شفتيها ابتسامة ساخرة وهي ترد :
- اعلم انها فتاة ايها الذكي لكن اقصد من هي وماذا تعمل ؟
اومأ وأجاب بجدية :
- هي من الاقارب ولا هي لا تعمل وقبل ان تسألي اعتقد بانك لا تعرفيها لانها من أقارب أمي رحمها الله وهي قرابة بعيدة جدا .
رفعت حاجبيها بفضول وقالت متسائلة :
- اها .... هكذا اذا ..... حسنا هل هي طالبة جامعية ؟؟
هز رأسه بلا ورد قائلا وهو يراقب تعابير وجهها :
- ليست طالبة ايضا في الاساس هي ربة منزل
سألته وهي تضيق عينيها بتركيز :
- همممم ... ربة منزل كم عمرها وماهو تحصيلها الدراسي ؟
فكر صيب لوهلة بعمرها ودراستها الذي اكتشفهما صدفة من خلال محادثة دارت بين خالته وايام ثم ابتسم واجاب :
- عمرها تسعة عشر عاما و لم تكمل دراستها
ضربت صدرها بقوة وانتصب جسدها متحفزا ... وهتفت باستنكار ولهجة حادة :
- نعــــــــــــــــــــم !!!! تريد ان تقول لي انك ستتزوج بفتاة بلا شهادة ولا وضيفة ؟
حدق بها متعجبا واجاب وهو يلوي حاجبية باستغراب :
- وماذا في ذلك ؟
هتفت بقرف وتوبيخ وكانها تتحدث مع طفل صغير وليس شاب في الثامن والعشرين من عمره :
- ماذا في ذلك ؟ هل انت جاد بسؤالك يا صيب ؟
ثم هزت راسها برفض وقالت وهي تحاول ان تجعل نبرتها هادئة بمحاولة منها لافهامه :
- انت مهندس ... مهندس هل تفهم ما اقول ! من المفترض ان تتزوج بمن تليق بك وبشهادتك .... على الاقل يجب ان تكون مهندسة مثلك او حتى فتاة لديها شهادة جامعية تتباهى بها بين الناس
ثم اردفت بسخرية لاذعة و برفض قاطع :
- تصوم تصوم وتفطر على ربة منزل ؟!!!!!!!!!!!
بادلها صيب النظرات الواثقة الحازمة وهو يرد بصلابة :
- اولا انا اريدها ربة منزل ومقتنع بذلك وثانيا الفتاة تعجبني ... دخلت بقلبي وارتحت لها يا حوراءا فهمي انت ذلك .... ثم الشهادة والوضيفة والنظرة الاجتماعية لا تعنيني بشيء ابدا
حدقت به بخيبة امل وهي ترسم ابتسامة باهته على شفتيها :
- يبدوا وكانك اخذت قرارك وانتهى ولا يوجد مجال للتفاهم او التراجع اليس كذلك ؟!!
أومأ وهو يرفع حاجبه الايمن بثقة :
- اجل اخذت قراري ولا يمكن التراجع عنه ابدا .
سحبت نفسا عميقا وقالت بجدية :
- كما تريد اخي .. كما تريد .... انت لست صغيرا لافرض عليك رأئي .. وكل واحد منا يعرف مصلحته ... لكن اعلم باني غير راضية
ابتسم لها وقال مؤكدا :
- سترضين اختاه سترضين وستحبينها عندما ترينها انا متاكد
حدقت به حوراء مطولا بنظرات مبهمة وملامحها باهته وغير سعيدة لتجيبه بعد عدة دقائق من الصمت :
- افعل ما يحلوا لك .... لكن احذرك يا صيب ...عندما تندم على زواجك منها لا تاتي وتطلب المساعدة مني ... لاني لن اتدخل مطلقا بهذا الزواج الغير متكافئ .
ضحك صيب واجابها بتفكه ومزاح :
- اولا لن يكون هناك ندم ان شاء الله وثانيا بدل ان تفكري بهذه السلبية ادعي لي بالتوفيق افضل اليس كذلك ؟
أومأت هي متأففه بصمت بينما اتسعت ابتسامة صيب براحة وهو ينظر لها مفكرا بسره ... فلتوافق هي اولا وأنا متأكد بأني لن اندم على اختياري لها طوال عمري .

................
يتبع

[كلبهار]

كانت ايام تتحدث مع شقيقتها منسة عندما دلفت والدتها للصالة مبتسمة وهي تشير لها بان تعطيها الهاتف لتتحدث معها ... قالت ايام بمرح :
- خذي هذه امي تريد التحدث معك
ناولتها الهاتف وخرجت من الصالة بينما جسلت والدتها قائلة :
- كيف حالك يا منسة وكيف حال ابنتك مريم ؟
اجابت منسة مختنقة :
- ابنتي بخير الحمدلله لكن أنا ... أنا لست بخير يا امي
اختفت ابتسامة والدتها وهي تتذكر ام زوجها كيف هي قاسية الطباع معها وكيف تعاملها ببرود وعدم شفقة وكأنها غريبة وليست ابنة عم اولادها لتجيب بقلق :
- ماذا حدث ؟ هل عمتك تتشاجر معك من جديد ؟
وصلها صوت منسة المتوتر وهي تقول :
- انه قيس يا اماه
قطبت الاخيرة حاجبيها بفضول وتعجب اجل كانت متعجبة فهذة اول مرة تشتكي منسة من زوجها الذي كان يعشقها بجنون وهما بالاساس تزوجا عن حب ابنتها كانت تحب ابن عمها منذ كانت صغيرة وهو ايضا يحبها ويدافع عنها باستمرار وربما بسبب حب زوجها وتمسكه بها كانت منسة صابرة على جبروت وظلم عمتها ... اجابت قائلة :
- مابه ؟
همست منسة بتعب وضعف :
- لا اعرف ...له الان اكثر من شهر وهو متغير ... متغير كثيرا
اعتدلت والدتها بجلستها وقالت بتساؤل :
- كيف متغير ؟!!
تنهدت منسة واجابت كان صوتها يرتجف وكأنها على وشك البكاء :
- يسرح كثيرا ويعود للمنزل متاخرا في الليل هذا بالاضافة لقضاء اغلب وقته وهو يرسل الرسائل بهاتفه ... صحيح هو لايزال يحبني ويعاملي بمودة ولطف لكنه ليس مثل السابق أنا اشعر به يا اماه .
قالت والدتها بحنان :
- الم تساليه ؟
اجابت منسة بقلق
- سالته اكثر من مرة يقول بانه مشغول بامور تخص المزرعة والبساتين
قالت والدتها بعد برهة من الصمت وهي تحاول ان تمتص قلق وخف ابنتها :
- ربما يكون كلامه صحيحا يا ابنتي ... لا تنسي بأن زوجك هو الابن البكر لعائلته وهو المسؤول عن ادارة ومراقبة اعمال عمك فذاك شقيقة سلام لايمكن الاعتماد عليه ابدا
تنهدت منسة بحسرة واجابت :
- لا اعلم اماه لكن قلبي غير مطمئن اشعر وكان هناك امرا ما لايريدني ان اعرفه
قالت والدتها مطمئنة اياها برقة :
- لا يا منسه هذه مجرد اوهام قيس يعشقك حبيبي ولن يفعل مطلقا امرا يهدم به امان وسعادة عائلته .
ثم اردف بمحاولة منها لتغير دفة الحديث الذي اقلقها هي الاخرى لكنها لن تبين ذلك لابنتها وتزيد من حدة كآبتها وحزنها :
- اخبرينتي كيف هي عمتك معك ؟
اجابت منسة بهدوء :
- تتعجبين ان اخبرتك بانها في الايام الاخيرة اصبحت هادئة وصامته ... لا تختلق المشاكل معي مطلقا ... وهذا ما يخيفني اكثر !
ضحكت والدتها وقالت بمزاح :
- تفتعل المشاكل لا تعجبك وهادئة ايضا لا تعجبك ؟ ثم لا تسيئي الظن يا ابنتي ربما الله هداها واستقر حالها على كبر .
تأوهت منسة وقالت بحيرة :
- آه ... لا اعلم يا اماه لا اعلم لكني متاكدة من ان هناك مؤامرة تحاك من خلف ظهري والله وحدة يعلم ماهي !
تبادلت الحاجة نرجس الحديث العابر مع ابنتها لبضعة دقائق اخرى قبل ان تغلق الهاتف هامسة بعدم راحة :
" الله يستر منك يا جليلة ترى ماذا يجول بخاطرك ومالذي تنوين فعله مع ابنتي بالضبط ؟ "

....................
يتبع

[كلبهار]

بعد مرور بضعة ايام اخرى

جلست زينة في المقعد الخلفي للسيارة ... لم تكن تريد الذهاب معهم للمشغل لكن الحاح عمتها المستمر عليها اجبرها كالعادة على الاستسلام والرضوخ ... استاذنت ايام للعودة للمنزل لانها نسيت هاتفها هناك بينما ذهبت الخالة نرجس للمشغل بوقت مبكر جدا ... وهاهي تجلس مع صيب وحدهما في السيارة لا ترفع رأسها ابدا ... تعلم بانه يحدق بها من المرآة منذ جلست وهي حقا لم يكن لها القدرة على النظر له ... كانت لا تزال مكسورة الخاطر من كلامها عنها هذا بالاضافة لفشل الخطبة التي للان كلما تذكرتها قلبها يتلوى الماَ ولوعة ... ليس لانها كانت مهتمة ومستعجلة على الزواج بل لانها متاكدة بان هناك امرا ما قد حصل وهي حائرة ومشوشة لا تعرف كيف تكتشف الامر لترتاح وتريح هذا الوسواس القهري الذي بداخلها ... قطع عليها حبل افكارها صوت صيب الحاد وهو يقول :
- مابك لما انت حزينة هكذا ؟
رفعت رأسها وحدقت بعينيه الداكنتين من خلال المرآة وهي صامته وعلامات التعجب ظاهرة على وجهها الشاحب ليردف هو ساخرا بينما اصابعه تطرق على المقود بخفة :
- كل هذا من اجل السيد نادم ؟؟
ايضا لم ترد بل لم تقوى على الرد ماذا كانت ستقول له ثم كيف وماذا ومتى عرف عن هذا الموضوع ؟ هل سمعتها باتت تتقاذفها الالسنة في الحي ؟ أم نادم من ذهب إليه وابلغه بحكم إنهم يسكنون في الحي نفسه ؟ وربما هما صدقاء وسرهم واحد ؟! ماذا ابلغه ؟ ماذا قال له ؟ ماهي حجته يارب ؟!! التفت ناحيتها بسرعة وبحركة لا ارادية عادت هي للخلف تحاول ان تدفن جسدها في المقعد وقلبها يخفق بخوف وارتباك .. يخفق لدرجة شكت بأنه سيسمع صوت ضرباتها بكل تاكيد ..علامات الغضب الشديد منعكسة على ملامحه حين قال بعتاب لا مبرر له ولم تفهم سببه فعلا :
- نادم يا زينة ؟ بالله عليك هل توجد فتاة عاقلة تحزن على شخص اسمه نادم ؟ نادم على ماذا ؟ هاه ؟ اليوم الذي ولد فيه ؟ تبا .. تبا يا زينة لا تحزني هو لايستحقك
هتف بقوة عندما تجمعت الدموع بعينيها المتسعتين من الصدمة والذهول وهي تضم حقيبتها لصدرها بشدة :
- هل فهمتي ما اقول ؟ هو لا يستحقك لذلك لا تفكري ولا تحزني عليه ابدا !
حدقت به برهبة ... فقط عينيها متسعتين ومملؤتين بالدموع ... تتسائل كيف عرف ؟ من أوصل له الخبر !!! رفع حاجبه الايمن واجاب بلهجة لا تزال حادة وكانه شعر بما يدور داخلها :
- لا تحدقي بي هكذا بهذه العينين ال .. ال ...
بتر جملته وسحب نفسا عميقا وصامتا لبضعة دقائق وكأنه يهدأ نفسه ... اكمل بترفع وغرور :
- تتسائلين كيف عرفت اليس كذلك ؟ افهمي يا ابنتي باني مثل مختار الحي اعرف كل صغيرة وكبيرة يجري فيها بل انا افضل من المختار ايضا .
كانت ستخرج الان حالا من السيارة وتفر هاربة لمنزل عمتها غير ان وصول ايام الجمها وجعلها عاجزة حين جلست في المقعد الامامي وهي تقول بمرح غافله عن ما جرى ويجري بينهما :
- اسفة تاخرت عليكم ... تصور لقد نسيت اين وضعت هاتفي رباه انه زهايمر مبكر ..
كان صيب قد اعتدل بجلسته ما ان فتحت باب الشارع ليجيبها بمزاح وكأن شيئا لم يكن وهو يبدأ القيادة بلا مبالاة :
- في يوما منا ستنسين اسمك ايضا يا ايام .
طوال الطريق ظلت مطرقة رأسها تحاول كبح دموعها ... كذلك كانت في المشغل ... فلقد قضت وجودها هناك وهي شاردة مختنقة وتلك الوسواس لا تفارق رأسها ابدا ... كلام صيب اصابها في الصميم وزاد من حدة الكآبة والانطواء داخلها .

.....................
يتبع

[كلبهار]

اليوم التالي بعد المحاضرة

الايام تتوالى وهما يسيران بدرب واحد لاكمال مشرعهما ... كل دقيقة تمر بينهما تقربها منه اكثر ... ليس قربا عاطفيا وليس عاديا ايضا ... لا بل ما بينهما اكثر من مجرد زمالة كانت تعتبره مثل صديق ... في بعض الاحيان تنسى ابن من هو وماهي سمعته عائلته وعشيرته .... سجاد كان هادئا ولطيف المعشر .... متفهم وذو شهامة نادرا ما تجدها بشباب الجامعة هذا بالاضافة لغيرته وحرصه الشديدين ... غيرة ممكن ان تندلع على اخته او امه او احد اقاربه ... هكذا فسرت تصرفه قبل عدة ايام عندما كانا جالسين بمكانهما المعتاد حين انتبهت لشاب يجلس قبالتهم ينظر لها بنظرات غير مريحة ... دون خجل او حرج ويبدوا ان سجاد هو الاخر قد انتبه لتلك النظرات حين التفت ليحدق به بنظرات باردة وقد احمر وجهه بشدة ... هكذا .. لم يفعل شيئا غير التحديق البارد المخيف بذلك الشاب الذي ارتبك وتوتر ولم يعرف اين وكيف يهرب بنظراته .... لوهلة ظنت بان سجاد سيقف ويتشاجر معه لكنه كان اذكى من ذلك الفعل الطائش بكثير اذ كانت نظراته المخيفة كفيله بان تجمد الدماء بعروق الشاب الذي حمل كتبه وغادر مسرعا دون ان يلقي نظرة واحدة خلف ظهره ليتمتم سجاد بصوت حاد " جيل فاسد ومستهتر "
عادت من افكارها وهي تضع القلم فوق الطاولة قائلة بتعب :
- اتمنى فعلا ان ينجح هذا البحث هو مهم حقا بالنسبة لي !
ابتسم سجاد واجابها بهدوء :
- ان شاء الله سينجح ويكون الافضل بين الجميع ... انا ادعي الله كل يوم بصلاتي ان تنتهي المرحلة الاخير على خير ونتخرج بتقدير يرفع الرأس
ثم اضاف بلهجة ذات مغزى لم تركز هي فيها :
- لاني في الحقيقة مستعجل جدا ولدي خطط مهمة
في الاونة الاخير وبعد مرور اكثر من اسبوعين على عملها معه اصبحت تتحدث معه براحة اكبر واقل كلفة بكثير من السابق لذلك هتفت متعجبة وكلمة صلاة ترن على مسامعها :
- انت تصلي ؟
حدق بها وقد اختفت ابتسامته الواسعة لتحل محلها خيبة الامل والانكسار ليجابها بعتب ممزوج بسخرية مريرة بينما بهت وجهه بشكل ملحوظ :
- ولما لا اصلي هل انا كافر بنظرك ؟!!!
ابتلعت ريقها وقالت مبتسمة بارتباك وحرج شديد وهي تسب نفسها لتسرعها في افشاء ما كانت تفكر به :
- انا .. أنا .. اسفة لم يكن هذا ما قصدته فقط اردت ان ....
قاطعها ببرود وتحفظ ... كان هذا السجاد الجالس امامها لايشبه من كان عليه قبل نصف ساعة ... وكان من حقه ان يعاملها هكذا لقد تمادت كثيرا بكلامها :
- انا اعرف ما تقصدينة يا ايام ... أنت كنت تقصدين ابي اليس كذلك ؟
لم ترد عليه ...سحبت نفسا عميقا وهي تحاول ايجاد كذبة مقنعة تخبئ بها ما فكرت به ... وهي بالفعل كانت تقصد والده المجرم تاجر المخدرات فهي اعتقدت بأن امثاله لا يصلون ابدا ... لكنه لم يعطها المجال للتحدث اذ ... اردف بجفاف وهو يحمل كتبه واوراقه من فوق الطاولة ويهب واقفا :
- اذا اعلمي جيدا ولا تنسي ما ساقوله لك ... انا لست مثله .. لست مثله على الاطلاق ... ومن التخلف والعيب أن تطلقي الاحكام على شخص ما بناء على سمعة اهله الذي هو لم يخترهم ولم يختر انتمائه لهم .... طاب مسائك .. اراك بعد يومين

................
يتبع

[كلبهار]

في المساء
نام سجاد في الصالة واضعا رأسه فوق فخذ والدته التي كانت تمشط خصلات شعره بصمت ... تستمع اليه وهو يخبرها بما جرى بينهما اليوم ... يتحدث بحرقة وألم ... بينما يدها مستمر بتمشيط وتمسيد فروة رأسه وما أن اكمل حديثه حتى قالت والدته مبتسمة بتفهم :
- لا باس يا سجاد البنت معذورة
هتف سجاد وهو يهب جالسا بسرعة :
- معذورة ؟!!!! معذورة بماذا امي ؟ باتهامي ظلما وباطلا ؟!
أومأت الأخيرة واجابت بحكمة :
- هي تفكر وتظن حسب ما تسمعه .... لكنها بالتاكيد عندما
قاطعها سجاد بضجر وقد اسودت الدنيا كلها بعينيه ... يشعر بالم يطعن صدره عندما يتذكر نظراتها المتعجبه وهي تساله هل تصلي :
- عندما ماذا ؟ هاه ؟ ايام اطلقت حكمها عليّ ... هي تراني مجرم وانتهى .
تنهدت والدته بحسرة وهي تلعن وتسب ابا سجاد بسرها فكل ما يحصل معها ومع ولديها البريئان هو بسببه وبسبب طمعه وجشعه ... قالت بهدوء :
- اخبرها انت
التفت يحدق بها برفض ممزوج بالعجب والغرابة لتكمل هي بثقة :
- اجل اخبرها على مهل ...لا تنظر لي هكذا !
ضحك سجاد بسخرية وقال هامسا بتعب :
- اخبرها بماذا ؟
لتجيب والدته مؤكدة بثبات :
- بأنك لست مثله .... وأننا انفصلنا عنه منذ سنوات بسبب عمله المشبوه .. واخبرها عن شقيقك ايضا ...
ابتلع سجاد ريقه واجاب بضعف شديد :
- امي !!
سحبته من ذراعه ليعود ويضع رأسه فوق فخذها وهي تحثه بحنان وامومة
- اخبرها يا ولدي .... مادمت قد اخترتها زوجة لك يجب عليك اخبارها وتغيير تفكيرها عنك .... وأنا متأكدة ... ما أن تعلم الحقيقة ستفهم وتعذر
تنهد سجاد بصمت وعجز وهو يغلق عينيه هامسا داخله .. هل فعلا ستغير رأيها ؟ هل من الممكن ان تعطيني الفرصة لاقترب منها ؟ ثم حتى وأن سمحت هي هل عائلتها المحافظة ستسمح له بذلك ؟!!!!!
.......................
يتبع

[كلبهار]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

نهاية الفصل
بنات قصة العمة سهام حقيقية وقصة منسة ايضا انتظر تعليقاتكم والى اللقاء في الخميس القادم ان شاء الله

[نانينو]

الرواية جميلة جدا استمري
اتمنى مايكونش زوج منسة خاين ????
الصراحة مش طايقة صيب مش من حقه ابدا يقول عليها أي حاجة كذب حتى لو بيحبها مش طيقااه

[الانسه ايمي]

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

[كرومه]

شكرا لك مني اجمل تحيه