آخر 10 مشاركات
انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نداء صحوة (3) *مميزة ومكتمله *.. سلسلة نداء صحوة (الكاتـب : mooonat - )           »          كل ممنوع (2) .. سلسلة نداء صحوة * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : mooonat - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree1076Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-23, 09:57 AM   #481

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,710
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا.صباح الورد حبيبة قلبي

فصل اليوم هو فصل المفاجأت والجمال والإبداع

كله غير متوقع بصدد معظم الاشخاص
خاصة اشماس وما كنت اظنها تتمم زواجها بأيوب أبدا بسبب عنادها

وفتنة بثوب العقل والإلتزام وبداية جديدة

وهادى بين مشاعر تتولد وتردد يراوده

جيهان وبداية جديدة بالعمل ومصير مجهول مع الأناني إبراهيم

درصاف بدأت ترى بصيص ضوء ولكنها لا تسير إليه

كمال هذا هو الجنون بعينه

وقد اعتمدتى إسلوب الحوار في معظم الفصل بمنتهي الروعة والواقعية وهو الانسب لاحداث الفصل الساخنة من أسلوب السرد

وبدأتى في فتح موضوعات جديدة
بينما سفيان وعبد الخالق اظن سيكون في امرهما جديد
فأنت لن تتركيهما بعيدا عن الاحداث طويلا

حقا حبيبتي كل فصل تتناولينه بطريقة مختلفة وبأداء رائع ومتميز

شكرا لك على إبداعك
وعلى مجهودك الرائع
وأدام الله عليكي التوفيق والنجاح

ريما نون likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-23, 06:47 PM   #482

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات والسعادة جميلتي ريمي

*الفصل التاسع والثلاثون*
☆ الحيلة القديمة☆
الإنسان كائن مركب جدا بين مايرغب وما يريد وما يحب
خط وهمي جدا يجعل المعاني تختلط مع بعضها
وإذا كانت نفسه غير صافية بمعني أن الصورة التبست عليه
وإتجهت مشاعره لشخص هو في قرارة نفسه يرفضه او يشعر بالذنب تجاهه
يأخذ ذلك المسلك القديم جدا بالهرب لأخرى هربا من مشاعره أو سوء تقدير منه

حوار هادى مع شقيقته جاء منطقيا جدا
فعرضه على أشماس أيا كان يدخل في سوء التصرف وأسوأ الخلق
وكان بحاجة لمن يبصره بما يحاول الهرب منه
والخطأ الكبير المقدم عليه
وليس أدل على ذلك من ان أشماس لم تستطع الإبتعاد عن ايوب
أو رفض مشاعره وهى تتوق لها

وحديثها مع إفطيم ودرصاف ربما يعيد لها صوابها وطرد تلك الافكار الغريبة
من عقلها بصدد تشوهات ظهرها ونفور أيوب أو بانه أتم زواجه من فتنة
فطالما صارت زوجته فعلا فعليها ان تتصرف على هذا الاساس
ولا تضيع الحب الكبير من بين يديها

☆ما زال للقصة بقية☆
يهرب الإنسان إراديا أو لا إراديا لعدم مواجهة أمر ما
وكأنه إن عرف الحقيقة كاملة سيتلقي صفعة على وجهه

هادى وعمله التطوعي لمساعدة المنكوبات من النساء
يجعل مجرى الحديث يتجه ثانية لفتنة
ليدرك انه لم يعرف الكثير بصددها
وانه اكتفي بالقشور لدعم وجهة نظره بانها خائنة
ولكى يستطيع الهرب من مشاعره

والتى ما زال يجهل كنهها حتي بعد لقائه مع فتنة وإعتذاره منها
والتعامل بينهما لاول مرة بنفس القدر من القيمة أى على قدم المساواة
فهى ليست تلك الخاطئة المذنبة

وقد بدأت خطوات شاملة وقواعد وأسس تتعامل على اساسها
حتى لا تقع في ذلل آخر إكراما لذكرى والدها وصونا لنفسها

☆أسفة..ارفض الطلاق☆
الكبر أحيانا يضيع سعادة المرء
فيظل يدور بدوائر يبعد بها عن صلب الموضوع
والإعتراف لنفسه بانه اخطأ وان عليه إصلاح ما افسده بنفسه
وإلا ليتقبل نصيبه من الحرمان من السعادة

درصاف بالفعل تتحسر على خسرانها لحارث وتنتظر بكل غباء
ان يعاود ملاحقتها ومحاولة إعادتها له ثانية
ولا تريد بذل اى عطاء بمحاولة إظهار انها تحبه
او انها تريد آصلاح الوضع بمبادرة منها
بل وما زالت تتخبط مع يزيد الذى بكل ببراءة الطفولة يعاقبها على نبذها له
بعدم إطاعة أوامراها كما يفعل مع الآخرين

☆ما زال الوقت مبكرا☆
الازمة التى تمر بها المرأة قد تجعلها تتأثر بإهتمام رجل ما بها
ولكن لابد من تحديد المواقف فلا يجب ان تفتح صفحة بالمستقبل قبل ان تطوى السابقة وان تكون على تمام الثقة بان مشاعرها لم تعد مرتبطة بأحد

كمال هذا يبدو حنونا ورقيقا مع فتنة وجيهان
كما يبدو ميله لجيهان ورغبته بالزواج بها او هذا ما اعتقدته هى وفتنة
ولكن هل جيهان فعلا تخلت عن حبها لابراهيم
هذا هو ما يجب أن تحسم أمره اولا؟

ليكون المبكى المضحك ان هذا الكمال الذى تناديه فتنة بالعم
يريد الزواج منها
كما جاء بنهاية الفصل
حقا الرجال مجانين

سلمتى حبيبتي
ولك كل الحب وأكثر
مساء السعادة عزيزتي شيزوا
هادي في دائره مشاعر لم يخضها سابقا، كرجل شرقي من ابناء الجبل يرفض مشاعره لفتنه بكل مايعرفه عنها من معلومات مغلوطه كما يعلم ان عرضه لأشماس شائن جدا لذلك اتصل باخته التي وضعته امام مشاعره بكل وضوح
لايزال يهرب من مشاعره لكنه منجذب بشده لفتنه لذلك يحاول معرفه هويه تلك المشاعر

أشماس تبحث عن اعذار هي تبع عن أيوب فقط وقد وضحت لها أفطيم بالدليل العلمي خطاء مفهومها
هي تحتاج لوقت كي تفصح عن مخاوفها و تتخطاه تشوهها الجسدي و أيوب قادر يخليها تتخطي

درصاف متكبر على حارث ترفض حتى الاعتذار منه وهو لم يعد قادر على تحمل افعالها، يرد اعتذار ليس لانه لايزال يحبها بل كي يستطيع التعامل معها بطريقة عاديه من اجل ابنه وهي ترفض بالطبع
نعم يزيد ملاك يتعامل باحساسه لا بتعاليم الكبار
فتنه تعلمت من سقوطها و استطاعت المضي بحياتها او على الاقل تحاول بينما جيهان لا
كمال من الصعب ات يتعلق لجيهان بسبب بسيط انه يعلم علاقه جيهان و إبراهيم منذ البدايه لكنه عابت لينظر لفتاه بعمر اولاده
نهارك مشرق كاشراق كلماتك

shezo likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 03-09-23, 07:09 PM   #483

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا جميلتى

*حبيبتي ما أجمله إسم تافريت هذا لم أسمعه من قبل
ولكنها بحق ديناصور صغير رائع
من يضع الإنسان امام نفسه هو كالنبراس الذى يمحو ظلامه
فهادى كان عليه ان يقفل صفحة فتنة اولا إن استطاع وينسي الزمن البعيد الذى جذبته فيه أشماس وجعلها من حيث لا يدرى تحديا له
ويراعي الظروف التى غيرت كل الاحوال وكل الاسس بإهتزاز احوال الوطن
ومعه زلزلة كل مفاهيم أشماس وامتطائها صهوة الكبرياء بكل عنفوان

*حبيبتى ..جميل جدا الحوار الذى ادرتيه ببراعة شديدة بين اشماس
ودرصاف وإفطيم
وقد تناولا به الكثير مما تجهله
وقد راقنى جدا الندم الذى بدا ظاهرا على درصاف فهى أدركت باصعب الطرق
ان القدر حين يمنح الإنسان حبا كبيرا عليه ان يحمد الله عليه

*ومع ذلك لا تسلك المسلك الصحيح في محاولة التنازل عن كبرها
وآستعادة حارث
بل تريده ان يتوسل حبها كالسابق
وهذا ما يدركه الحارث بعدما علق آمالا كبيرة على عودتها ولم يجد منها أى صدى فكان الطلاق هو الحل

*وايضا راق لى نصيحة إفطيم بعدم تناول موانع ااحمل
لان أشماس تتشبث بغباء بافكار غريبة مثل عدم رغبة أيوب بالاطفال

*وكم تجيدين التعامل مع أحوالها المتناقضة حينا حماسة شديدة كما في مباراة كرةالقدم وحينا توقن بان أيوب تزوج فتنة فعلا فتطرده من الشقة
وتارة معه انثي كاملة رغم عدم ثقتها بذلك

*وهي تعذب نفسها بلاداع وتتعرض صحتها الضعيفة للإنهيار سريعا
ولو تعاملت مع أيوب بشكل منطقي وأخبرته عن هواجسها لاجابهابكل الصدق ولطمأنها بدلا من شكوكها المهلكة تلك

*أراكى ما شاء الله تتناولين حال فتنة بشكل مغاير تماما للفصول السابقة
يجعلنى اتابعها بشغف بعدما كنت اكره مشاهدها
وهذا مما يحسب لك ككاتبة مبدعة تتحكم بكل خيوط الحبكة الدرامية بكل إبداع
حتى ان فتنة صارت تفرق بين النظرات الراغبة والمتهمة والطامعة
وبين نظرة الإحترام

*ويظل السؤال هل هادى سينسي ما كان من جموح فتنة ويغفر لها وهو من ربي على تلك التقاليد المتشددة حتى وإن كان يرفضها؟

*الجلسة بين مبروكة ومن معها جميلة جدا تتميزبالدفء وعودة روح الوطن
بذلك الفرن الحجرى ذو القيمة الخاصة جدا عند اهل البادية

* ويبدو لى كجلسة للجمعية العامة يتم تباحث امور الجميع فبها بكل مهارة
خاصة بوجود تلك الجميلة تفاحة ذات النظرة الثاقبة وخفة الروح
والانتماء لكلا البلدين فتحلل وتعرف طبيعة كلا منهم

بينما كمال هذا يبدو متصابى او ربما وجد بظروف فتنة السيئة فرصة لزواجها
ظنا منه انها لن ترفضه
تارفريت اسم امازيغي
هي شقيقته الكبري طبيعي ان تدير الحوار معه بسلاسه؛ هادي اعجب بأشماس لشكلها فقط لكنه هذه اعجاب وقتي ربما كونها من بلده جعله يفكر في الزواج منها هربا من مشاعره نحو فتنه
مبدا هو لم يعرف فتنه الجامحه فقط زوجة أيوب التي خانته وهذا مايجعله ينفر منها رغم مشاعره
اما كونه يتقبلها ام لا سنرى الايام المقبله
فتنه اخطات ودفعت الثمن، بل انها اعترفت باغلطها وقررت تعيش صح وده حقها، في ناس كثير بتتعدل بعد الغلط ربنا بيفتح باب المغفره ديما لازم نستفيد منها،

أشماس و إفطيم ودرصاف هن مكملات لبعض
درصاف نادمه لكنها ترفض الاعتراف وتصر على تكبرها
حارث لم يعد يستطيع التحمل لا هو لم يكن يرد عودتها له لكنه اراد ان تكون علاقتهما محترمه بعد الطلاق وليس مثل الان غير قادر على النظر لها
نعم أفطيم تتحدث بطريقة عليمه صحيح حبوب منع الحمل مضره جدا جدا الكثير لا يعلم ذلك
قصه الانجاب و أيوب ماهي لا حجه تضعها كي تبرر ابتعادها عنه
أشماس عليها مصارحه أيوب وهو امر صعب نوعا لكنه قادما لامحاله
مبروكه وتفاحه هي فعلا كما وصفهما
تفاحه الجمليه هي فعلا نقطه الوصل بين البلدين اجدها حمامه السلام ورمز المحبه كم احبها شخصيا
كمال الشاب الخمسين المتصابي هل تعتقدين انه قد يكمل زواجه عندما يعرف انها مطلقه؟
كم احب النقاش معاكي شيزوا فانتي موسوعه محظوظ كل من يعرفك

shezo likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 03-09-23, 07:16 PM   #484

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الورد حبيبة قلبي

فصل اليوم هو فصل المفاجأت والجمال والإبداع

كله غير متوقع بصدد معظم الاشخاص
خاصة اشماس وما كنت اظنها تتمم زواجها بأيوب أبدا بسبب عنادها

وفتنة بثوب العقل والإلتزام وبداية جديدة

وهادى بين مشاعر تتولد وتردد يراوده

جيهان وبداية جديدة بالعمل ومصير مجهول مع الأناني إبراهيم

درصاف بدأت ترى بصيص ضوء ولكنها لا تسير إليه

كمال هذا هو الجنون بعينه

وقد اعتمدتى إسلوب الحوار في معظم الفصل بمنتهي الروعة والواقعية وهو الانسب لاحداث الفصل الساخنة من أسلوب السرد

وبدأتى في فتح موضوعات جديدة
بينما سفيان وعبد الخالق اظن سيكون في امرهما جديد
فأنت لن تتركيهما بعيدا عن الاحداث طويلا

حقا حبيبتي كل فصل تتناولينه بطريقة مختلفة وبأداء رائع ومتميز

شكرا لك على إبداعك
وعلى مجهودك الرائع
وأدام الله عليكي التوفيق والنجاح
اخبرك سرا؟
بدات في كتابه الجزء التاني و انا افكر في كل قرائ وانت على راسهم طبعا في كل حرف اكتبه هل سيكون بقدر توقعاتكم ام لا؟
اعيد كتابت المشهد اكثر من مره حتى اصل للرضى كامل وانا ادعوا ان لا اخيب امل احد شكرا لدفعه القوه التي تبعثينها لي في كلماتك الرائعه كل مره
أشماس تحب أيوب وهو حلالها استلمها له امر مسلم وجاء دون ضغط هذا ماجعلها تتهور بعد ذلك
اما فتنه فهي ليست بذلك السؤ منذ البدايه كانت دائما تدافع عن صديقاتها و تحاول مساعدت الكل ، الطريقة غلط لكن النيه جيده
هادي في موقف صعب وهنا سنرى هل هو فعلا نفض عنه افكار القبيله ام لا
درصاف تاثير امها المستمر حتى بعد موتها للاسف هي تخسر الكثير
أفطيم وبدايه التصالح مع النفس
احيائنا الفصول تحتاج للحوار اكثر واحيانا للسرد المهم لدي ان تصل الفكره واكون موفقه لديكم
شكرا جميلتي شيزوا على دعمك المستمر ????

shezo likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 04-09-23, 02:29 PM   #485

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,183
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .

لا تنسوا الباقيات الصالحات :

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

shezo and ريما نون like this.

صل على النبي محمد متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 05-09-23, 02:46 AM   #486

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,710
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صل على النبي محمد مشاهدة المشاركة
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .

لا تنسوا الباقيات الصالحات :

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد

سبحان الله
الحمد لله
لا إله إلا الله
الله أكبر
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ريما نون likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-23, 06:08 PM   #487

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأربعون

في الدولة الأجنبية

راقبها تتحرك بعصبية من السرير للحمام ثم تعود دون أن تنطق بحرف أو تنظر إليه حتى، الأمر الذي زاد استغرابه فقال :
- سوف نذهب بعد ظهور التحليل لن يطول الأمر كثيرا.
رفعت صوت التلفاز المعلق كي تغطي على صوته فقام بإطفائه لتقول بغضب:
-كيف تجرؤ أعد تشغيله حالا.
وقف أمامها واجابها:
- أصبحت فجأة تتقنين لغة البلد حتى تشاهدين برامجها؟
أشاحت بوجهها ليمسك بذقنها بيده و يلفها له وتابع:
-أريد أن أعرف ما الذي أغضبك وجعلك تبكين طوال الليل؟
أبعدت يده وردت :
-لا تتوهم بأني قد أبكي أو أنك قادر على تحريك شعرة بي، أخبرتك بأن زواجنا مؤقت سينتهي …
قاطعها وهو يحضن وجهها بكفيه:
-عندما تخرج روحي من جسدي
التقط شفتيها يوثق كلامه بختم أبدى ثم حررها يسند جبينه لجبينها وتابع حديثه مغمض العينين:
-حتى بعد خروج روحي سأكون في انتظار روحك لنكمل رحلتنا معا للأبد ، افهميها أنت أغلى من روحي لن أتركك أبدا.
تلك الرعشة اللعينة التي تضرب جسدها كلما اقترب منها أو أسمعها عباراته التى لا تستطيع تكذيبها مهما حاولت جعلتها تستسلم بل إنها كادت تطوقه بيدها لولا أن أنقذتها طرقات على الباب فابتعد عنها لتعدل حجابها ليدخل الطبيب الذي أعطاه ورقة التحليل وقال:
-لا يوجد حمل أعتقد أنك ارتحت الآن ؟
أومأ له أيوب دون رد أما أشماس فقد شعرت بأن موجة عالية ضربتها لتسقط على وجهها وتشعر بالاختناق.
مد الطبيب يده لأشماس و قال:
-لم أعرفك بنفسي أنس المهدي ، أعتقد بأنك قريبة راضي الجعفري صحيح ؟
كادت أن ترد عندما قام أيوب بإمساك يده و قال بصرامة :
-نعم هي كذلك سفيان و رؤوف أبناء خالها جيد أنك تعرف القبيلة.
لم يعجب أنس تصرف الأخير وتدخله بينهما لذلك رد ببعض العجرفة:
-طبعا أعرفهم إنهم قبيلة كبيرة صداقتي كانت أكثر مع راضي لكني أعرف الباقين طبعا، كيف هي أحوالهم لم أسمع عنهم منذ مدة.
ليجيبه أيوب وقد تغيرت نبرته للين:
-لا زلنا لا نستطيع التواصل معه جيدا الحرب فرقتنا كما تعرف، ندعو الله أن يلم الشمل قريبا.
تغيرت ملامح أنس وقال بغضب:
-ليست حرب بل ثورة من أنت أصلا كي تجمع نفسك بأبناء بلدي، هذا ما يحدث عندما تنقلب الموازين.
التفت لأشماس و تابع بازدراء :
-لا تقولي أنت من تزوجت من العامل الذي يخدم لديكم؟


اتسعت عينا الأخيرة من تلك الوقاحة صحيح سبق لها وسمعت بأن هناك من يعارض الارتباط من جنسية مختلفة للفتاة لكن أن يجاهر بهذه الطريقة أمر لم تتوقعه أبدا
و قبل أن ترد عليه.
وضع أيوب يده في جيبه وقال ببرود :
-وماذا تفعل هنا مادامت ثورتكم قد نجحت عد لبلدك؟
فتح أنس فاه ليتابع أيوب بنفس الهدوء المستفز:
-اخرج حالا ولا تريني وجهك في أي مكان و إلا اتهمتك بالتحرش اللفظي و إهانة مواطن ، تعرف ماذا سيحدث لك عندها صحيح ؟
شحب وجه أنس وقال بتلعثم :
-أنت تحمل الجنسية؟
شمله بنظرة مزدرية من أعلى لأسفل و رد:
-جازف و لنرى ماذا سيحث وقتها.

كور أنس قبضته و خرج يشتم في سره، أما أشماس فقد نظرت لأيوب الذي لم يظهر على ملامحه شيء ثم قالت:
-لنعد للمنزل منظري غريب بقميصك هذا.
أمسك يدها وخرج دون رد، استمر في صمته حتى بعد أن عاد و غير ملابسه ليستلقي على السرير واضعا ذراعه فوق عينيه وقد أطفأ النور، ترددت لثوان ثم انضمت له لكنها أعطته ظهرها و ادعت النوم وهو لم يحاول الاقتراب منها أو مشاكستها كعادته لتنقلب على جانبها الآخر وقالت:
-أيوب هل نمت؟
رد دون أن يغير موضع ذراعه:
-نعم أتكلم معك من الحلم الثاني.
شعورها بأنها السبب في إهانته جعل الذنب بداخلها يغلب غضبها منه لذلك أبعدت ذراعه و أسندت ذقنها على صدره وقالت:
-هذه ليست أول مرة تتعرض فيها لهذا الموقف صحيح ؟
تغير طريقة تنفسه أعطتها الجواب لتتابع:
-تعرف لو لم تتدخل لكنت ضربته أصلا أنفه معوج يحتاج لإصلاح.
ضحك ثم مال يقبل رأسها وقال:
-حبيبتي المتوحشة.
رفعت عينيها له وردت:
-لست متوحشة هو قليل الأدب لا أعرف كيف تمالكت نفسك ثم ما قصة أنك مواطن هل أخذت الجنسية من ورائي؟
أخذ يربت على شعرها و رد:
-أردته أن يذوق بعضا من سمه، كما قلت لم تكن هذه المرة الأولى لي ، بدلا من استعمال الأيدي أو الغضب بت أعرف كيف أتعامل معهم بطريقتهم.
لا إراديا وضعت يدها على جذعه تضمه لها وقد عاد لها شعور افتقدته منذ زمن، مشاعر أمومة تخصه وحده، ليقول:
-في بداية استقراري عندكم عانيت كثيرا من التنمر خصوصا بعد أن سلمني جدي رحمه الله إدارة المصنع البعض رفض التعامل معي وذهبوا لمصانع أخرى ، اذكر أنه في المناسبات كان يرفض البعض الجلوس بقربي و الأكل معي من نفس الطبق كأني مصاب بجرب، فكرت كثيرا بالعودة لبلادي لكن بعد أن ضمني حارث وسفيان تغير الوضع، أصبحوا يتعاملون معي كأني منهم فعلا وفرضوني على الجميع، حارث كان يصر أن يأخذني معه في معظم معاملاته التجارية خصوصا مع الذين سحبوا العمل من المصنع بسببي و أجبرهم أن تكون كل المعاملات معي، لا أعرف كيف رضخوا له الأمر الذي جعلني لأول مرة أشعر بأن هناك من يرد لي كرامتي دون طلب.
شعر بأنه على وشك البكاء ليسكت و يحاول التحكم في نبرته و لم تحاول هي التدخل بل وضعت خدها على صدرها لتستمع لنبضات قلبه الهادرة حتى عاد يتحدث بعد قليل:
-جدي عثمان جعلني ابنه بحق تعرفين كثيرا ما تمنيت أن أناديه أبي بدلا من جدي فهو الوحيد الذي جعلني أشعر بأن لدي أب يحبني و يخاف علي بل إنه نصرني على أقربائه عندما تأكد بأني على حق، موته شق قلبي وجعلني أشعر باليتم مثل يوم موت أمي و أكثر .
شعر بدموعها تبلل صدره فرفع رأسها له ليقول:
-أعرف بأن موته صعب عليك جيدا خصوصا في تلك الظروف.
أنزلت رأسها تدفنه في صدره وردت :
-لقد فقدت جزءا مني و أشعر بأنه لن يعود أبدا ، أحيانا أصبر نفسي بأنه رحل في تلك الفترة قبل أن يتأزم الوضع لن يتحمل كل ما حدث و لن أتحمل فكرة أنه يموت تحت الأنقاض مثل الباقين.
تركها تبكي فهذه أول مره تتحدث عن موت جدها بهذه الطريقة ، هي نفسها لم تستطع البوح بتلك المشاعر سابقا لأحد ؛ عندما زاد نحيبها ضمها له برقة وقال:
-أتذكر دائما كلمات جدي عثمان لأواسي نفسي بها.
ردت بغصة باكية :
-ماذا قال اشتاق لكلماته جدا.
مسح دموعها بإبهامه ورد:
-إن الله إذا أحب عبدا أنار بصيرته و لا تستنار البصيرة إلا بالحزن ، فليجعل الله من كل ذرة حزن في نفسك نورا ويضيء به بصيرتك ليهون عليك الحزن.
كمن سكب ماء على روحها ليبدل حرقتها ببردا وسلاما لتعتدل وتجلس على السرير تمسح وجهها ثم قالت ببعض المرح:
-لماذا تحب الالتصاق بي ابتعد كي أنام على راحتي لازلت متعبة .
نامت على جانبها تعطيه ظهرها ليحضنها بقوة مبتسما ثم ابتعد قليلا وقال:
-هل آلمتك ؟
أعني مكان الإبرة لازال يؤلمك صحيح ؟
لم ترغب أن يبتعد عنها لكنها لن تعترف بالطبع لذلك ردت:
-عندما يلمسه أحد فقط ، هذه المرة أسهل من السابقة غدا سأكون بخير .
لم يقترب بل وضع مخدة صغيرة بينهما كي لا تتأذى ونام متعبا بعد يوم مشحون بالكثير من الأحداث.


استيقظت على صوت رنين هاتفها لتجد أفطيم تتصل بها فأجابت بصوت ناعس:
-صباح الخير لماذا تتصلين مبكرا؟
ردت عليها بنبرة قلقة:
-هل أنت بخير الآن ؟
اتصل بالأمس أيوب وأخبرني بتعبك اخبريني ماذا حدث بالتفاصيل.
بلعت ريقها و خرجت تجلس على الأريكة وشكرت الله أن أيوب ذهب مبكرا لعمله ، ثم قصت عليها ماحدث بالتفصيل مرورا بانهيارها الذي تسبب به قمصان النوم
ردت عليها بحنق واضح:
-طبعا سيادتك توقفت عن أخذ الدواء بحجة أنه يجعلك تدخلين للحمام كثيرا، وهذه هي النتيجة صحيح
لم ترد أشماس لتتابع الأولى :
-اسمعي أنا من سيتحدث مع أيوب في قصة الدواء هذه لن أسمح لك بالاستهزاء بمرضك أكثر من ذلك مفهوم؟
قلبت عينيها وردت:
-تعلمت لن أغفل عنه لا داع للحديث معه هو أصلا كان غاضبا بسب إهمالي.
لتقول أفطيم بنبرة لينة نوعا ما:

-أما مسألة زواجه من فتنة والمقارنة بينكما فأنت وأنا نعرف جيدا بأنها لم تحدث إلا في خيالك ، تريدين أن تجدي سببا لتبرري خجلك أو عدم ثقتك في جسدك لاغير.
عقدت حاجبيها وردت:
-لا لا أعرف ربما حدث بينهما شئ.
لترد عليها بسخرية :
-ربما وربما كان يقضي كل يوم مع امرأة شكل فأيوب لا يعرف الله وسهل عليه الوقوع في الحرام صحيح ؟
بهتت لمنطقها وقالت:
-لماذا تفعلين بي ذلك أنا لا أنفك أقارن نفسي بها و الآن علي التفكير في كل امرأة أخرى ؟
ردت عليها بلين أكثر:
-استعيذي بالله من الشيطان و اجيبيني بحق ، هل لديك شك واحد في المئة بأن أيوب قد يفعلها خصوصا أن زواجهما كان باطلا ؟
هزت أشماس رأسها بنفي دون رد لتتابع أفطيم:
-حسنا لا بأس فكري جيدا لو كنت تشكين بذلك لا تقتربي منه فهو زانٍ عندها وعليه التوبة أولا ، وإذا كنت متأكدة من الجواب الذي نعرفه جميعا لا داعي لتلك الهلاوس وحاولي أن تثقي في نفسك أكثر .
أغلقت الهاتف بعد حديث مختصر وفكرت بأنها فعلا متأكدة بينها وبين نفسها بأنه لم يقترب من فتنة ولا غيرها ، لكنها في نفس الوقت غير قادرة على تخطي حاجز تشوه جسدها ولا تستطيع أن ترى في عينيه نظرة اشمئزاز أو شفقة أبدا


❈-❈-❈

في بلد أيوب


عليه أن يتمالك أعصابه ولا يظهر أي قلق ؛ لذلك تجنب المرور على عمته مبروكة بل إنه قرر السفر لقرية المعلم صالح مدعيا أن هناك عمل مهم يستوجب حضوره، أوقف سيارته ونظر لللافتة التي أمامه وهو يصارع أفكاره هل يتهور و يذهب لبلده وليحدث ما يحدث لم يعد قادرا على التحمل خصوصا بعد أن أوشك على خسارة سفيان في عمليه مداهمة للشرطة نجى منها بصعوبة ، لولا لطف الله لخسر سفيان وعبدالخالق في ضربة واحدة
مد يده ليشعل السيارة و ينطلق بها ليرن هاتفه و تظهر صورة ابنه كخلفية الأمر الذي جعله يتذكر الحمل المعلق برقبته.
لم يعد حارث الذي يتصرف دون الخوف من شىء ، شاء أم أبى هو كبير العائلة الآن ولن يتصرف بطيش كالسابق، خصوصا أن معظم الذين عادوا للبلاد معتقدين بأن الأمور أصبحت بخير فوجئوا بأنه تم حبس البعض و تصفية الباقين بحجة أنهم من الموالين للنظام السابق وهو بالذات مطلوب في قضية قتل أحد الثوار
غير مساره ليعود للعاصمة و شغل الراديو كي لا يفكر بشئ ليخرج منه صوت كاظم الساهر:
وا غربتاه، وا غربتاه
مُضاع هاجرت مدني عنّي
و ما أبحرت منها شراعاتي
نفيت و استوطن الأغراب في بلدي
و دمّروا كلّ أشيائي الحبيباتي
نفيت و استوطن الأغراب في بلدي
و دمّروا كلّ أشيائي الحبيباتي
خانتك عيناك، خانتك عيناك
خانتك عيناك
خانتك عيناك في زيف وفي كذب
أم غرّك البُهرج الخدّاع مولاتي

ليغلقه وهو يشتم:
-هذا ما كان ينقصني.
وصل آخر النهار متعب نفسيا ليجد سنان في انتظاره غاضبة فتجاهلها ودخل يستحم و يغير ملابسه فوجد صندوقا كبيرا في غرفته به ملابس و أحذية وساعة غالية الثمن فنادى على سنان يسألها من جلبه لتقول متخصرة :
-السيدة أشماس أرسلت لك هدايا و ليزيد ولم ترسل لي شيئا تصدق ؟
البخيلة وأنا من تعبت في شراء قم….
قطعت كلامها واحمر وجهها ومن حظها أن حارث لم يكن ينظر لها بل للساعة و الملابس كما أنه وجد علبة بها عطره المفضل ليخرجها ويرش منها مستمتعا بالرائحة التي اشتاق لها كثيرا ولم يلاحظ خروجها.
لتذهب سنان للفيلا الملاصقة و تجلس بغضب على كرسي الحديقة لتقول درصاف:
-لماذا تلوين سحنتك هل تشاجرت مع حارث؟
مطت شفيها وردت بنفس النبرة الغاضبة :
-تلك الخائنة لم ترسل لي شيئا تصدقون؟
ردت عليها مبروكة :
-بارك الله لها ولزوجها هل رأيت ماذا أرسلت ليزيد؟
لقد فرح كثيرا بالألعاب و ظل يرد:
-ماش ماش.
ابتسمت مبروكة وقالت:
-حبيبي عرف بأنها من أرسلتها له.
-وضعت أفطيم أكواب المكياطة أمامهن و ردت:
-لأنها كانت تحدثه وقت شرائها للعب بل إنه اختار ما يريده من ألعاب ، تعرفون أنا سعدت بملابس حارث أكثر،يا إلهي من يصدق بأن حارث لا يملك سوى بنطالين يغير بينهما ؟
تندت عينا مبروكة بالدموع لتقول در صاف معارضة :
-هو أصلا لا يهتم بتلك الأشياء.
تعالت شهقاتهن مع نظرات استنكار لترد عليها أفطيم:
-من الذي لا يهتم حارث؟
هل أصبت بفقدان ذاكرة ؟
إنه أكثر من يهتم بأن تكون ملابسه منسقة و من ماركة معروفة حتى عطره لا يشتريه إلا من الخارج لو تذكرين.
قلبت سنان عينيها و أردفت :
-لا تنسي الساعات يا إلهي كان يحرم علينا الدخول لغرفته كي لا نلمس ساعاته الغالية ، هو مهووس بها جدا طبعا لن نتحدث عن الأحذية لابد أنك عانيت معه من حرصه على تنظفيها بالطريقة الصحيحة دون إتلافها.
شعرت درصاف أنهم يتحدثون عن شخص آخر لتتذكر بعدها بأنه فعلا كان يحرص على ساعاته و أحذيته بل إنه كان يضع بعض الساعات في خزانة خاصة أما الأحذية فلها مكان خاص بالغرفة الأخرى !
كيف لم تنتبه لذلك؟
لتقول مبروكة بصوت عال :
-لا تسألوها عن حارث فهي لا تراه إلا راعي أغنام يرتدي جلباب ملطخ بالأوساخ و شبشب مقطع لذلك تنفر منه و تنفر من ابنها لأنه منه.
شحب وجه المقصودة أما أفطيم فقد كحت علها تخفي صوت أمها عن المعنية لتقول سنان مفاجئة :
-هل أنت حقا ترين أخي هكذا؟
ردت أفطيم:
-لا طبعا أمي فقط تحب حارث لذلك تقول ذلك.
لم تهتم بها سنان وقالت بحدة لدرصاف وقد بدأت دموعها في الانهمار:
-إن كنت فعلا ترين حارث بتلك الطريقة يجب أن تعرفي بأنه كثير عليك ، وأنك لا تستحقينه أبدا ولا تستحقين يزيد أيضا لأنه نسخة منه.
بتعلثم ردت درصاف:
-لماذا تهاجمونني سألت سؤالا بسيطا ؟
أمسكتها أفطيم لتدخلها لغرفتها حتى لا تزيد الأمر سوءا لتتابع الأولى :
-ماذا حدث لكل ذلك حسنا ربما أخطأت في التعبير لكن فعلا لم أنتبه لكونه يحرص على مظهره أبدا .
أغلقت أفطيم الباب من الداخل بالقفل و ردت:
-أنت تزدردين حارث أليس كذلك ؟
اهتزت مقلتا در لتغمض أفطيم عينيها في ألم وتتابع:
-حسنا سوف أخبرك من هو حارث من وجهة نظري وسبب حبنا له
تعلقت أنظار در بها لتتابع بصوت هادي قدر الإمكان :
-تعرفين بأن حارث ترك الدراسة مبكرا لكن ذلك لم يؤثر على ثقافته ولم يجعل منه جاهلا، لقد تولي عمل والده رحمه الله وكبره بل إنه بنى لنفسه عملا منفصلا عنه، تعرفين بأنه تكفل بمصاريف فرحه كاملة حتى منزله ؟
رمشت درصاف بعينيها فهي لم تكن تعرف ذلك لتقول ببعض العناد:
-المال ليس كل شىء ثم أنا لم أتحدث يوما عن ماله وكم يملك بل إني لا أعرف بالضبط حجم أملاكه
زفرت أفطيم وقالت:
-أنا لم أقصد أنه غني رغم أنه فعلا أغنى من إخوتي و إخوتك مجتمعين ، قصدي أنه سند بحق ، تذكرين بعد زواجي عندما ذهبت لزيارة أهلي أول مرة تعرفين بأن من العادات أن تجلب معها العروس أضحية وبالطبع أشرف لم يفعل لكني تفاجأت بأن حارث جلب معه أضحىة و مصروف كامل وأرسله لمنزل أبي على أساس أن أشرف طلب منه ذلك
اتسعت عينا الأولى فهي لم تكن تعرف ذلك وهو لم يخبرها بالطبع لتتابع أفطيم:
-حارث يهتم بالجميع حتى من قبل الحرب ولا ينتظر شكرا ولا تقديرا و رغم الحرب و ما خسره أول شىء فعله بعث لنا بالمال كي نعود و اهتم بدراسة علي، عبدالخالق نفسه لم يتردد ثانية أن يتركنا هنا لأنه يعرف بأننا مع حارث.
قاطعتها درصاف بصوت واهن:
-ترككم لأنه لا يملك خيارا آخر ، تعرفين بأنه ذهب لجلب سفيان.
تربعت فوق السرير و ردت:
-حارث لا يدخل لهذه الفيلا أبدا الصالة فقط عندما تطلب منه أمي و يطلق السلام أكثر من مرة كي نغطي شعرنا أو نعتدل قبل دخوله، لم يحاول أبدا أن يرفع عينيه في أو فيك حتى ، ينفذ طلباتنا كلها حتى طلبات أمي الشبه مستحيلة.
عقدت يدها وقاطعتها بحدة :
-ماذا أيضا واضح أنك معجبة به جدا لماذا لا تتزوجينه أصلا كلكم ترونه ملاك خصوصا أمك و أنا المذنبة الوحيدة في القصة .
ابتسمت وقالت:
-لأني واقعة في حب شقيقك للأسف.
تابعت بعد أن ظهرت الصدمة على وجه در فهي لم تتوقع ردا صريحا كهذا أبدا :
-أمي تحبه وتحامي له ليس بسبب كل ماقلته بل لأن حارث أصبح وحده تماما لا أم ولا أب وهو من دفنهم بيديه ، لا أعرف كيف تحمل ذلك أنا لازلت أعاني بسبب موت أبي.
تحشرج صوتها بشدة فسكتت لتمد لها در قنينة ماء لتشرب منها لتقول در صاف:
-ماذا تريدين مني أن أذهب وأطلب يده؟
أخذت افطيم نفسا عميقا و ردت:
-لقد فعلتها قبلك، تقدمت لسفيان لكنه لم يعطني جوابا لعلمك الخاص.
شهقت در لتبتسم الأولى بحسرة و تقول:
-لست نادمة على الأقل هذا أعطاني القوة كي أبعده عن تفكيري عندما كنت زوجة أشرف ؛ دعك مني واسمعيني جيدا لن أطالبك بحب حارث أو السعي خلفه لكن عليك أن تحددي مشاعرك تجاه يزيد.
عقدت در حاجبيها وقالت:
-ماذا تعنين؟
لا تعيدي كلام أشماس الفارغ ذلك
هزت رأسها بالنفي و ردت:
-لا لن أعيده رغم أنه ليس فارغا ، لكن عليك فعلا تحديد مشاعرك ، اسمعي در أعرف جيدا بأنك متعلقة بأمك وسوف تعاودين التواصل معها عاجلا أم آجلا .
قلبت در مقلتيها و قالت:
-يعني؟
لترد عليها :
-يعني أن عليك تحديد إذا كان يزيد بالنسبة لك ابنك أم ابن حارث تاجر المواشي الجاهل؟

❈-❈-❈

في الدولة الأجنبية

خرجت من المعهد وهي تشتاط غضبا خلفها أيوب يحاول اللحاق بها حتى فعل ثم قال:
-لماذا خرجت قبل أن ينتهي الدرس؟
التفتت له وردت بحدة:
-أي درس وكل ما تفعله هو محاولة الشجار مع المدرس؟
يا إلهي هل أنت طفل لماذا هذه الحركات؟
شبك أصابعه بأصابعها و بدأ في السير لتجاريه مرغمة:
-لم أفعل شيئا هو سمج يصر على الالتصاق بك، هل تظنين بأني سأسكت عندما أراه يمسك يدك ؟
فكت يدها وردت بنفس النبرة :
-لم يكن يمسك بيدي بل يحاول تعليمي كيف اثني النحاس دون كسره، أنت من تكرهه و تختلق معه المشاكل منذ بداية الصف.
وضع يديه في جيبه دون رد لتلوح له و تقول:
-اسمع لن أسمح لك بإفساد دراستي حتى لو ذهبت وحدي مفهوم.
ضيق عينيه و رد بنبرة خطيرة :
-اخفضي صوتك أولا ثم من تلك التي تذهب وحدها ؟
كوني أتركك يومين وحدك فذلك لأنه يوم المعلمة وليس ذلك الأحمق.
أشاحت بوجهها وتمتمت في سرها:
-لو نظر في المرآة لعرف من الأحمق.
عاد يمسك بيدها حتى وصلا للمنزل ليرن هاتفه برقم حارث فأجابه أما أشماس فقد غيرت ملابسها و قامت بتجهيز الطعام حتى مد لها أيوب الهاتف بطريقة فظة على غير عادته لم تعلق وردت على حارث الذي قال بمرح:
-من أين عرفت مقاسي ؟
قالت بضحكة خافتة :
-العصفورة أخبرتني ، المهم هل أعجبتك ؟
وزيزو ماهي ردة فعله كنت أظن بأن سنان ستقوم بتصويره لي لكنها لم تفعل.
إنه سعيد جدا، لقد صورته سوف أجعلها ترسل لك الفيديو ، المرة القادمة بإذن الله أنا من أجلب لك هدايا لطفلك ، اسمعي لا نريد فتاة بشعة مثل والدها مفهوم.
تحولت نبرتها لحزن لترد بمجاملة :
-إن شاء لله.
و أغلقت الخط بسرعة أدهشت حارث ، والتفتت لتجلب الطعام فوجدت أيوب محمر العينين يقول بغضب:
-من أين جلبت المال؟
ادعت الغباء وردت:
أي مال الذي تتحدث عنه بالضبط؟
ثم تجاهلته و غرفت الطعام ليعاود سؤاله بنبرة أشد غضبا لتأخذ صحنها و تجلس على الأريكة قائلة :
-أشماس لا تتحامقي علي تعرفين ماذا أقصد سبق ومنعتك من استخدام مالك الخاص .
قاطعته قائلة :
-لم أستعمله في شىء يخصني ، فقط اشتريت أشياء لحارث ويزيد لماذا أنت غاضب لا أفهم ؟
كور قبضته و رد:
-تعرفين لماذا
لأنك لا تعتبريني رجلا ، تتصرفين من وراء ظهري دون سؤالي حتى ؛ متي ذهبت للتسوق و كيف أرسلت الهدايا ؟
تظاهرت بالأكل و قالت:
-اشتريت من المحلات القريبة من المعهد وأرسلتها بالبريد السريع أفطيم أخبرتني بالطريقة.
شعرت بأن الدماء ستخرج من عينيه وقد ظهرت عروق رقبته وهو يطحن ضروسه قائلا:
-كل ذلك وأنا لا أعلم شيئا؟
كأني رجل كرسي لا قيمة لي وليس زوجك صحيح ؟
احترمي نفسك و اعرفي بأنك متزوجة من رجل.
وضعت صحنها على الطاولة وردت:
-لا أسمح لك، أنا محترمة غصبا عن الجميع نسيت أني حفيدة الشيخ عثمان.
وقف وقال بحدة :
-إذن تعاملي على هذا الأساس ولا تلفي من وراء ظهري لتفعلي ما تريدين .
أرادت مجادلته أكثر لكنه لبس حذائه وهو يقول:
-سوف أخرج قبل أن أقول ما أندم عليه إياك والخروج من المنزل حتى أعود .
خرج وصفع الباب خلفه لتجلس و قد شعرت بالغضب من الموقف لكنها لن تعترف أبدا بأنها مخطئة .
❈-❈-❈

نقل الهاتف لأذنه الأخرى حتى تنهي حديثها ثم قال:
-تعرفين جيدا أنك مخطئة وعليك ..
قاطعته في غضب:
-في ماذا أخطأت ؟
هو الذي يتصيد لي المشاكل ليترك البيت ، يظن بأني سأذهب لأعتذر منه و أصالحه يحلم.
أشعل سيجارة في عادة جديدة تعلمها وقت الحرب ورد:
-وما المشكلة إذا اعتذرت له؟
اسمعي أشماس مافعلته إهانة له ليس لأنك تعمدت استعمال مالك بعد أن طلب منك عدم فعل ذلك بل و أخبرك بأنه أمر مرفوض تماما ليس ذلك فقط ، بل لأنك تصرفت من وراء ظهره واعتبرتيه رِجل كرسي كما قال.
ردت بعدم اقتناع:
-أين الإهانة أريد أن أفهم ؟
لم أخبره لأنه كان سيرفض أو يجهد نفسه ليعطيني المال، هو أصلا يعمل كثيرا لا أريد أن أزيد عليه الحمل.
نفث دخان سيجارته وقال:
-مجرد أنك تجاهلتيه أكثر إهانة له ، كان يمكنك أن تخبريه بعد شراء الهدايا على الأقل ، إذا كان قصدك فعلا عدم زيادة الحمل كنت قلت أن حارث أرسل المال أو عمي إبراهيم أو أي أحد آخر بدلا من أن يعرف بهذه الطريقة.
زمت شفتيها و ردت:
-تريدني أن أكذب ؟
كما أني أخبرته بذهابي للتنزه عند خروجي لشراء الهدايا ، هل من المفروض أن آخذ إذنه قبل الدخول للمحلات كأني خاضعة لا رأي لي؟
بصرامة رد:
-أشماس
لا تحاول استخدام أسلوب درصاف معي، هناك فرق بين أن تحترمي زوجك أو ولي أمرك و أن تكون خاضعة له ، أيوب وضعه خاص لأنه يعرف جيدا بأنك عشت في بيئة مرتاحة ماديا يحاول تقليل الفرق بالعمل الكثير ليس الآن فقط بل منذ أن أحبك ، أنا الوحيد الذي كنت ألاحظ كيف كان يكد و يجاهد كي يبني نفسه لتأتي فعلتك تلك و تزيد الفجوة بينكما.
كلماته جعلتها تفكر بطريقة أخرى ، هي فعلا لم تفكر في تأثير ذلك عليه ظنت بأنه لن يهتم بالأمر بل إنها تعمدت عدم إخباره كي لا يتضايق .
زفرت و قالت مغيرة الموضوع :
-متى ستعود لقد تأخرتم كثيرا ،حارث وحده يحتاج لرفيق حتى نعود قريبا.
فهم أنها تتهرب لاقتناعها أخيرا بخطئها ليقول مجاريا:
-في خلال هذا الأسبوع عمي إبراهيم نسق الأمور بإذن الله تمر دن مشاكل، فقد أصبح الوضع صعبا والشرطة تضيق علينا كثيرا.
أومأت و ردت:
-جيد لكن إياك و الزواج من أفطيم قبل عودتي والله لن أسامحك أبدا ، لم يبق سوى خمسة أشهر وأعود .
ابتسم و قال:
-لا تقلقي لا فرح قبل عودتك ادعي فقط أن توافق هي فأنا عاطل عن العمل الآن.
ضحكت وردت:
-ستوافق أما العمل سهل جدا حارث يحتاج لمساعدة اعمل معه أو لو أردت تجد عملا بشهادتك تفائل الله دائما يقف معنا .
رد موافقا:
-بإذن الله المهم لا تقومي مرة أخرى بشئ دون إخبار زوجك، أشماس اتكلم بجد إياك وإشعاره بأنه أقل منك أو أنك لا تحترمينه هذا كفيل بأن يقتل أي مشاعر يحملها لك ، تعلمي من تجربة درصاف.
شعرت بخوف غريب وردت:
-هل علمت بطلاقها؟
رد بحزن :
-طبعا علمت حارث أبلغني.
أخذ نفسا عميقا ليحاول تغير نبرته الحزينة وقال:
-رغم حزني على أختي إلا أنني لا أستطيع لومه أبدا .
لم تجد ما تواسيه به لترد:
-عد أنت سالما و عندها تتغير الأمور .
ليقول بنبرة لينة :
-اذهبي الآن و حلي الوضع مع أيوب، يا إلهي لا أصدق بأنك تستشيرني في مشكلتك مع زوجك البارحة كنا نلعب كرة القدم في باحة منزل جدي.
لتقول بمرح :
-عندما أعود سنلعب وهذه المرة لنرى من الأفضل .

أغلق معها ثم خرج من الغرفة فوجد عبدالخالق قد أنهى ارتداء ملابسه وقال:
-هيا بسرعة ليس لدينا وقت يجب أن نتحرك بعد أقل من ساعة .
رد سفيان بعد أن أخرج مصحفا صغيرا من حقيبته :
-عبد الخالق عليك أن تحلف على المصحف قبل خروجنا من هنا.
التفت له عبدالخالق في توجس و قال:
-احلف على ماذا بالضبط؟
أخذ نفسه ورد:
-بأنه في حالة انكشاف أمري والقبض علي أن تعود لأمك وحارث، تصرف كأنك لا تعرفني ، أقصى ما قد يحدث لي السجن أو الترحيل للوطن ، أستطيع تحمل الاثنين ، أما أنت فعليك العودة بي أو بدوني.
ظهرت عروق رقبته وأراد المعارضة ليمد له سفيان المصحف مؤكدا :
-لن أتحرك حتى تقسم .



❈-❈-❈

في الدولة الأجنبية


مرت عدة ساعات لتقرر أخيرا الاتصال به ، رن الهاتف عدة مرات حتى كادت أن تغلق ليجيب عليها أخيرا قائلا بنبرة باردة :
-نعم
"نعامة ترفسك "، كادت أن تجهر بها لولا أنها أمسكت لسانها في آخر لحظة لتقول بعتاب مصطنع :
-لقد جعت ألن تأتي لتأكل ؟
رد بتهكم:
-ومن منعك كلي و نامي لن آتي الآن .
بنبرة لينة ردت :
-أنت من قلت غير مسموح لي بالأكل وحدي أم نسيت ؟
لملم ابتسامته وتنحنح قائلا:
-قلت لا تنامي إلا في حضني أما الأكل فلم أتحدث عنه أبدا .
شعرت بأنها تساهلت معه لتقول بغيظ :
-كما تريد انسى ما قلته.
ليقول باستمتاع:
-ماذا قلت لا أذكر أعيدي مرة أخرى.
جزت على أسنانها وردت:
-أيوب أغلق الهاتف الآن أفصل لك؟
كان يقف أمام المصعد عندما قال:
-لماذا لا تغلقي أنت ألست من اتصلت بي تترجيني كي أعود ؟
شهقت وقالت بغضب:
-أنا ترجيتك متى؟
واضح أنك تعاني من هلاوس سمعية .
فتح باب الشقة لتلتفت له بحدة فاحتواها بنظرة شاملة حيث كانت ترتدي قميصا قطنيا بيتيا يقف عند ركبتيها وبكتف واسع يظهر بشرتها الشفافة كما أنها سرحت شعرها وجعلت أطرافه ملفوفة بطريقة مغرية ؛ فأغلق باب الشقة واقترب منها يشاهد صدرها يعلو ويهبط في غضب قائلا:
-وصلت في الوقت المناسب فأنا جائع جدا والطعام جاهز للالتهام.
وضعت يدها على صدره وردت:
-كل وحدك سددت نفسي.
دخلت الغرفة تشعر بالحنق من نفسها خصوصا وأنه لم يلحق بها ليراضيها
لتسمعه بعد دقائق قليلة ينادي عليها :
-سخنت الطعام تعالي أم تريدين الأكل في غرفة النوم؟
قفزت من السرير وخرجت تنوي إكمال الشجار معه خاصة وأن كلامه يحمل أكثر من معنى لتجد بأنه فعلا جهز الطعام بل قام بتحضير سلطة أيضا لتبلع لسانها و تأخذ صحنها لتجلس بأدب فوق الأريكة فانضم لها يكتم ضحكته على منظرها الذي يشبه التلميذ ضبط يغش ، بعد الانتهاء من الأكل وغسل الصحون قالت تحاول ترطيب الأجواء :
-ما رأيك أن نذهب لنلعب مبارة لايزال الوقت مبكرا.
حرك إبهامه بلا و رد:
-عندما تنفيذ طلبي أولا ، لقد كسبت و أصدرت الحكم أم نست ؟
مطت شفتيها بدلال لم يعتده منها وقالت:
-لن أرتدي تلك القمصان أبدا ، لكن…
لمعت عيناه ينتظر باقي جملتها وعندما تأخرت قال:
-لكن ماذا ؟
وضعت سبابتها تحت حمالة الصدرية الظاهرة تمررها عليها و ردت :
-بم أنك مهووس بالحمالات الصدرية قررت شراء واحدة جديدة ، إلا إذا كنت غاضب وتفضل النوم هنا طبعا.
استقام يحملها ورد:
-من الغاضب أنا ؟
الذي أخبرك بذلك كاذب أنا لا أغضب أبدا بل أنا سعيد جدا سوف أثبت لك الآن
أطلقت ضحكة عالية دغدغت مشاعره أكثر فوضعها فوق الفراش قائلا:
-لن أطفئ النور يجب أن أكون دقيقا في المعاينة أشعر بأنها واسعة وعليك شراء المزيد
طوقت عنقه بيدها و ردت:
-لمبة السهارة فقط لا تطمع كثيرا.
ضيق عينيه و رد دون أن يبتعد عنها:
-لديك خياران إما النور أو تستحمي معي لن أتنازل هذه المرة.
بدأت تقبل وجهه برقة وعندما اقتربت من شفتيه قالت ببطء مذيب:
-أصبحت منحرفا سيد أيوب ، ماذا ستفعل لو اخترت الإجابة الثالثة
بأنفاس متلاحقة رد:
-ماهي الإجابة الثالثة ؟
همست بأذنه لتتسع عيناه ويحملها عائدا للصالة ليجلس على الأريكة وهي بحضنه وقال:
-من المنحرف الآن ؟
هزت كتفها العاري و ردت بدلال:
-يمكننا العودة للغرفة لو أردت.
خلع قميصها ومال يقتنص شفتيها الشقية لمدة طويلة ثم فك أسرهما لاحتياجها للتنفس و خلع قميصه قائلا:
-لا عودة الآن لقد قضي الأمر إلا لو نفذت شرطي.
أنهت النقاش بالطريقة التي تجيدها و يعشقها هو جدا.



استيقظ بعد شروق الشمس بكثير على رائحة قلي يعرفها جيدا ، بحث عن ملابسه ليرتدي بنطاله المنزلي و يخرج من الغرفة فوجدها تحضر الإفطار ليتكئ على الثلاجة و يقول بمرح:
-افهم من ذلك أن ليلة البارحة كانت مرضية لدرجة أنك قررت عمل إفطار ملوكي ؟
قلبت مقلتيها و هزت رأسها دون رد ليقترب طابعا قبلة على شفتيها ويقول:
-صباح الخير يا كل الخير، هات أساعدك .
قلبت الباذنجان وردت:
-اذهب لتستحم بسرعة ودعني أنهي عملي.
انضم لها بعد أن استحم وأدى فرضه ليجد أنها وضعت الأطباق فوق طاولة الصالة فقال :
-وأيضا وضعت الأكل هنا اممم إذن معي حق وأنت تحتفلين بي.
غمز بعينه لتمط شفتيها وردت:
-كف عن وقاحتك و اجلب الشاى قبل أن يبرد.
جلس بقربها ينظر للأطباق ومد يده يأخذ حبه الطعمية قائلا:
-من أين جلبتها أعرف بأنهم يبيعون علب الفول المدمس في المحلات لكني لم أر طعمية هنا من قبل.
قطع حديثه عندما وضعها في فمه وقد ظهر عليه علامات الغثيان تقوست شفتاها للأسفل معلنة عن رغبتها في البكاء و قالت:
-سيئة لهذه الدرجة ؟
بلعها مضطرا وشرب بعدها الشاى على مرة واحدة رغم سخونته ثم رد:
-يكفي شرف المحاولة، اسمعي أمي كانت تصنعها بطريقة سهلة ولذيذة جدا.
انكمشت ملامحها معلنة عن بدء نوبة بكاء و قالت:
-حتى هذه تعرف كيف تفعلها ؟
لقد أفسدني الدلال حقا لأفشل في أبسط الأمور.
بدأت دموعها في التساقط الأمر الذي استعجب له أيوب فسحبها لتجلس على حجره و مسح دموعها قائلا برقة :
-لا تقولي ذلك، أنت لست فاشلة الأمر أن أمي كانت تصنع الطعمية بكميات كبيرة في المنزل لبيعها .
رمشت بعينيها ليتابع هو:
-كنت أساعدها في مرات كثيرة وأحيانا أقف على الفرشة وأبيع ما حضرت قبل ذهابي للمدرسة.
انقبض قلبها وهي تتخيله طفلا صغيرا يقف في البرد ليبيع شطائر للطلبة بدلا من شرائها مثل باقي الأطفال لتنزل دموعها ليمسحها بشفتيه وقال:
-لكن ذلك لا ينفي بأنك مدللة افتحي فمك لأطعمك هيا يا مدللتي .
حاولت أن تقف ليمنعها بالقوة فقالت:
-توقف أيوب أريد أن أخبرك بشئ مهم.
ثبتها بيديه على حجره ورد:
-اخبريني ما المشكلة تعجبني هذه الوضعية
حركت مقلتيها للأعلى وقال:
-صبرني ياربي.
ثم زفرت و أبعدت يديه بصعوبة لتقف أمامه وتابعت :
-لم أكن أعرف بأن إرسالي هدايا لحارث قد يغضبك لهذه الدرجة ، بالطبع لم أقصد تجاهلك والتقليل منك لذلك أعدك في المرة القادمة سوف أخبرك قبلها.
تحكم في ابتسامته بصعوبة ، يعرف بأن هذا أقصى اعتذار قد يناله منها، حتى في أيام علاقتهم الأولى عندما كانت لا تخفي حبها ولهفتها عليها لم تعتذر بطريقة صريحة مهما كان خطأها ، كونها تقول هذا الكلام وهي لازالت لم تسامحه بالكامل يعتبر تقدما كبيرا .
أشار لها لتجلس في حجره من جديد ففعلت مدعية عدم رغبتها في ذلك ليطعمها من طبق الفول وقال:
-جربيه أولا لنتأكد من الجودة.
عضت إصبعه ليقول بضحكة رائقة :
-شرسة
لتلعب له جواجبها فمال بها على الأريكة لتصبح أسفله وتابع:
-وأنا أعشق شراستك جدا
حركت مقلتيها لليمين و اليسار وردت:
-لن نبقى هنا طوال النهار أريد أن أرد ثأري وأغلبك في مباراة كرة قدم حقيقية ، كما أني جائعة.
بدأ يقبل رقبتها برقة وقال:
-أنا أيضا جائع جدا وأريد حرق سعرات حرارية من أكلك الدسم.
ضربته بقبضتها على صدره وقالت بحنق:
-تسخر من طعامي وأنا كنت أريد تحضير كشري لك اليوم
رفع رأسه بحدة وقال:
-كشري؟
ما بها المكرونة ؟
اسمعي لنتفق كل واحد مسئول عن أكل بلده أنت بكبوكبي وكسكسي بالبصل لن أمانع وأنا مايخصني من أكلات ، لا أتعدى على حدوك ولا تقتربي من خاصتي.
ابتسامة شقية ظهرت على شفتيها وردت بدلال :
-كما تريد ليبقى كل منا يديه لحدوده ولا يتجاوزها مع الدول المجاورة.
قرنت كلامها بأن أبعدت يديه عن خصرها ليمسك بيديها ويرفعها فوق رأسها وقال:
-هذه المنطقة تم ضمها لممتلكات دولتنا ولا يمكن استرجاعها أبدا ثم مال يختمها بختمه الخاص .

❈-❈-❈

في بلد أيوب


كتب في المدونة منذ الصباح :

من المنطقي جدا أن تعتزل مايؤذيك، أن تهجر كل من يزعجك و أن تهمل كل الدموع مقابل بسمة منك.
اللامنطقية هي محاولتك بأن تكون الرائع الذي يزعج و يرهق نفسه ليرضي الآخرين
انهالت عليه الردود ليقرأها كعادته دون رد وبحث عن جمان بينها فلم يجد لها أي تعليق، أغلق هاتفه و وضعه في جيب بنطاله ونظر لأفواج القادمين عله يلمح أحد من أبناء عمومته ليرن هاتفه برقم خاله فأسرع يجيب عليه :
-السلام عليكم خالي لم يصلوا بعد هل تأكدت من ركوبهم للطائرة
رد بهدوء:
-نعم ركبوا لكن ليس نفس الطائرة التي كان من المفترض عليهم ركوبها، لن يصلوا إلا بعد ساعة أخرى لا تقلق.
عقد حارث حاجبيه و قال:
-لا أفهم لماذا ماذا تعني ركبوا طائرة أخرى ؟
هل هي سيارة أجرة لم تقف الأولى فأخذ التي تليها؟
لم تكن لدى إبراهيم القدرة على المناقشة منذ رآهما معا وهو يكاد يجن ، المشكلة أنه لا يريد المواجهة أو سؤالها عن طبيعة العلاقه بينهما كي لا يفضح أمره .
-خالي ألو أنت معي خالي
صوت حارث أخرجه من أفكاره ليرد :
-قصة بسيطة ستعرف كل شئ عندما يصلا بإذن الله ، المهم كما أخبرتك سفيان لايخرج حتى تنهي أوراق إقامته ولا تسمح لأحد بالعودة للوطن لأن الأوضاع لا تبشر بالخير، لن أتأخر عليكم كما سأكون متابع معكم مثل الآن.
أجابه بعد أن شعر بأن خاله ليس بخير:
-لا تقلق ياخال المهم ألا تتأخر علينا فنحن نضيع من دونك ، ولا تنسي أن تعطي أيوب حقيبته لقد اتصل مئة مرة يسأل عنها.
كمرهم يرطب الجروح ويخفف الألم نزلت كلمات حارث المشجعة عليه ليبتسم وقال:
-سأكون عندهم في خلال هذا الأسبوع لقد انشغلت في تنظيم أموري قليلا.
رد عليه :
-لا بأس اتصل بأيوب و اتفق معه على موعد هو من سيقابلك طبعا.
أراد سؤاله عن موقف أشماس ليتراجع في اللحظة الأخيرة ويغلق الهاتف وهو يفكر في هذه الكارثة التي لا حل لها.

اتصل بأشماس فردت بصوت لاهث فقال:
-ماذا هناك لماذا تلهثين ؟
حاولت تنظيم أنفاسها وردت:
-كنت ألعب لن أجعله يتغلب علي هذه المرة لقد وجدت بعض المراهقين العرب ليكونوا ضمن فريقي ، يظن بأني غبية لأجعله يختار هو مثل المرة السابقة.
ضحك حارث ضحكة عالية كاد أن ينساها لدرجه أن عينيه أدمعت والتفت له الناس المحيطة به ليرد بعدها:
-يا إلهي لازلت تلعبين كرة القدم وهو يجاريك؟
لك الله يا أيوب ، قلنا نزوجك لتعقلي جننت الرجل
كررت بحنق:
-لك الله يا أيوب!!
هذا ما آخذه منك، هيا انجز الشوط الثاني سيبدأ بعد قليل
رد بجدية:
-خالي سيكون في مدينتكم قريبا هل أنت مستعدة لمقابلته ؟
سمع صوت أنفاسها العالي لعدة ثوان فأخذ نفسا وقال ببعض الحزن:
-لا أنا ولا أبي سامحنا جدتي خيرية بل حتى أمي كانت تتعامل معها بجفاء، لكني أقول الآن الحمدلله بأنه لم يطاوع غضبه واستطاع أن يفسح لها مجالا بيننا في آخر أيامهما ، من يعرف قد يكون بره لأمه سببا في دخوله الجنة و حفظنا من الوقوع في الأسر
فكري فقط واخبري أيوب بقرارك المهم أن تكوني مرتاحة.
تحول صوته للمرح وقال:
-لا أصدق بأنك تركته يفوز عليك عمدا واضح بأنك تحبينه جدا عمتي
ضربت الأرض بقدمها وردت:
-لم أتركه يفوز قلت إنه غش، واليوم سوف انتقم منه.
أشعل سيجارته وقال:
-لم تنفي أنك تحبينه أي أنه كان لدي حق عندما دعمته.
شعرت بنار تخرج من أذنيها لتغلق الخط في وجهه وتعود للعب وهي مصرة على هزيمته بأي ثمن
أما حارث فقط ضحك ثم فتح المدونة يبحث عن اسمها ليجد أنها نشرت خاطرة :

أتدرون كيف هو حظي؟
مثل رجل تنفر منه كل النساء
ألقى بكل غيظه حجرا في البحر
فقتل
دون قصد
الحورية التى كانت تراقبه.
منقولة من سيد العديسي

لم يعجبه المعني المبطن ليكتب معلقا:
-لا يصح أن تأخذي كلمات غيرك للتعبير عن مشاعرك أين المصداقية ؟
لا يعرف لماذا فعلها ، هل يشعر بالفراغ لهذه الدرجة ؟
ماذا لو كانت جمان هذه شاب يتسلى أو ربما نصابة تصطاد البائسين أمثاله ؟
أو ربما تكون امرأة متزوجة ؟
يا إلهي هل سيدخل في علاقة مع زوجة رجل آخر ؟
والأدهى لو كانت مراهقة تبحث عن الحب والاهتمام في المكان الخطأ دخل في دوامة أفكار لا نهائية حتى سمع أحدهم ينادي من بعيد ليجد عبدالخالق يتقدم منه وحده عانقه بحرارة و بحث برأسه عن سفيان ليقول الأخير :
-ليس هنا تعال لأخبرك بما حدث.


❈-❈-❈

في الدولة الأوروبية

دخل هادي لمكتبه ليضربه عطرها المميز، صحيح هو ليس نفاذ لكنه بات يستطيع تمييزه بسهولة ،(فانيلا و قرنفل) يذكره كثيرا برائحة حديقة منزلهم في الربيع عندما تحضر والدته شاهي القرنفل ليشربوه معا تحت شجرة الفانيلا ذات الوردات البيضاء الصغيرة ، أغمض عينيه ليعيش تلك الأجواء لثوان قبل العودة للواقع ليجدها تجلس في كرسيه فاقترب منها ملقيا السلام ثم نظر إلى لمار وقال:
-لامي حياتي لماذا غيرت رائحتك لم أعرف بأنك هنا.
قلبت عينيها وردت:
-مادخلك إذا كنت أغيره أو لا؟
لتقول فتنة مقاطعة لهما :
-تعرفين بأن عماد يتحسس من العطور بشدة ؟
خصوصا ذات الرائحة النفاذة ، لذلك أنا ولينا لا نضع عطور قوية أما منار فهي لا تضع أصلا وتكتفي بالكريمات المعطرة فقط.
ليقول بحدة :
-ولماذا تغيرين عطرك من أجله ؟
من يكون هذا العماد لك كي تفعلي كل ذلك له؟
التفت لمار له بحدة بينما تفاجأت الأولى من ردة فعله لتقول:
-عماد مثل منار عندي، أعني هو كأخ لي أعتمد عليه كثيرا أنا ولينا ومنار كنا دائما تحت حمايته إذا لم يأخذنا حسن لمكان عماد يفعل، لا أعرف كيف أشرح لك الأمر
لتقول لمار بغضب:
-ولماذا تشرحين ؟
لتوجه حديثها لهادي:
-ليس من حقك أن تتحدث معها بهذه الطريقة ولا تتهم عماد بشئ ، من تكون سيادتك لتبرر لك علاقتها به أو بأي شخص آخر ؟
استغفر هادي في سره و حاول تمالك نفسه ليرد بهدوء:
-لماذا أخذت الأمر بطريقة سيئة ؟
كنت أستفسر بم أننا أصبحنا أصدقاء لا أكثر
لمت فتنة أشيائها و ردت:
-لقد تأخرت علي الذهاب الآن إلى اللقاء.
ذهبت دون انتظار الرد منه ليغلق عينيه في غضب من نفسه وأسرع خلفها تاركا لامار خلفه تسب و تلعن ، لحق بها عن الباب ومنعها من أخذ سيارة أجرة لتقف أمامه دون أن ترفع عينه له ، تأمل وجهها براحته من هذه الزاوية التي تسمح له بالتركيز في ملامحها رائعة الجمال ، لا ليست ملائكية فهو لا يحب هذا النوع بل يعتبره مبتذلا ، فتنة كان مزيج من الأنوثة والشقاوة والرقة معا لا يعرف حتى ما يعجبه فيها بالضبط لا يعرف كلها تعجبه، شعرها الغجري ذو اللمعة المميزة عينها الواسعة بسوادها رموشها التي يتوق لتقبيلها أما شفتيها فهما حكاية لا نهاية لها لم ينجح أي شاعر في وصفها بدقة.
انفرجت شفتاها ليخرج صوتها الذي يصل لقلبه لا أذنه قائلا:
-هلا ابتعدت من أمامي أريد الذهاب؟
بلع ريقه ورد:
-الي أين ؟
رفعت له عينها ليشعر بأن سهاما أطلقت منها قاصدة أن تصيبه بهذه الرجفة اللذيذة خصوصا عندما قالت برقة :
-أريد أن أشتري فستان لفرح أخي
ابتسم وأشار لسيارته :
-أرجو أن تقبلي أن أوصلك كاعتذار عما حدث في الداخل.
كادت أن تقبل لتتراجع في آخر لحظة وقالت:
-لا لا أستطيع أن اركب معك تعرف وضعي
زفر ورد:
-لا أعرف ماهي مشكلتكن في ركوب السيارة لن أقوم بأكلك داخلها، تعالي لنركب سيارة أجرة إذن وأنا من سيكون دليلك السياحي.
نظرت له بتشكيك ليمسك حافة رقبة قميصه ويقول:
-أنا وبلا فخر خبير في محلات النساء لدي جميع إخواتي أكبر مني و طبعا طلباتهن لا تنتهي، بل بناتهن أيضا ولن أبدأ بالحديث عن بنات إخوتي الذكور.
ابتسمت وردت:
-أنت عم وخال؟
أشار لسيارة الأجرة ورد:
-تصدقين ؟
خال لخمس بنات و ثلاثة صبيان و عم لأربعة صبيان و ثلاث بنات تخيلي وضعي عندما أعود لزيارتهم.
ركبو سيارة الأجرة ليستمر في حديثه الشيق عن كونه عم وخال و ما يحدث له من مقالب، لتنسى اتهامه لها وتستمتع بوقتها معه رغم أن الحديث لا يخصها لأول مرة منذ زمن لا تذكره

❈-❈-❈

في بلد أيوب

وصل سفيان بعد ساعة من وصول عبدالخالق وقد وضعته سيارة فارهة أمام فيلا حارث ليجد الأخير ينظر له بحاجب مرفوع فابتسم بحرج و تقدم يحتضنه بقوة ليسمع زغاريد مبروكة التي أسرعت تحتضنه وتبكي وتقول:
-حمدالله على سلامتك يا قرة عين أبيك وجدك ،آه يا رائحة الغالي آه ياقلبي الذي شطر عليك وعلى أخيك ، آه يا سفيان آه
تحول بكائها لنحيب عال ليبعدها عبدالخالق قائلا:
-أمي لم تفعلي ذلك عندما رأيتني ألست إبنك ؟
وقعت على ركبتيها أرضا واستمرت في البكاء وهي تقول:
-لم يأت رؤوف إذن هو مات فعلا، يا حبيبي الذي لم يفرح يوما، يا صغيري الذي تيتم حتى من حنان الأم ، يا قلبي المشقوق ياربي لم يعد لي جلد على فقدان المزيد خذني قبل أن تأخذ أحدهم مني بناتي و زوجي و عمي والآن حتى رؤوف الغالي.
لم يستطع أحد إمساك دموعه فحتى مبروكة التي لم تظهر حزنها منذ أن أتت هاهي تنهار الآن ، أفطيم كانت تتوقع ذلك لكنها لم تتوقع أن تنهار معها أما سنان فأخذت تصرخ بهم:
-كذب رؤوف حي لا تكذبوا علي لقد رأيته بنفسي أنا متأكدة من ذلك.
أسرعت أفطيم تحضر إبرة المهدي التي جهزتها تحسبا لهذا الموقف وأشارت لحارث كي يمسك بها ليفعل بصعوبة كبيرة فساعدته درصاف في تثبيت يدها لتحقنها الأولى ويحملها حارث لغرفتها بعدها
دخل سفيان لفيلا حارث مع عبدالخالق ليتبعه يزيد الذي كان ينظر له غير متأكد منه خصوصا أنه حلق ذقنه وقصر شعره جدا ليمسك به خاله ويقبله قائلا:
-كبرت يازيزو تعرف أنك أكثر شخص اشتقت له؟
أخيرا ابتسم له يزيد بعد أن ميز صوته وبدأ يتحدث معه مصدرا أصوات تتغير بتغير مجرى الحديث ليجاريه سفيان ويدعي فهمه لما يقوله بل مناقشته فيه، دخلت درصاف لترتمي في أحضان شقيقها وتبكي بحرقة فترك لهما عبدالخالق المجال و خرج للحديقة يبحث عن حارث الذي كان يسلخ الخروف احتفالا بوصولهما سالمين، في الداخل ضمها له يقبل رأسها لتقول بسعادة :
-لا أصدق بأني أراك أمامي بعد كل هذه المدة، كدت أفقد الأمل في عودتك.
ابتسم لها ورد:
-أصبحت أفضل الآن ؟
أهم شيء أن تكوني أم جيدة لابنك وتعوضيه عن غيابك عنه.
ظهر عليها الغضب و وقالت:
-الجميع يذكرني بأني تركته وهو رضيع، لماذا لا تقدرون الحالة التي كنت بها ؟
ألا يكفي قضائي سنة كاملة في المصحة كي تصدقوا بأني كنت مريضة ؟!
ماذا تريدون مني أكثر لقد تعبت من اللوم و تذكيري كل يوم بما حدث، فهمت لقد تركته وهو لم يعد يهتم بوجودي أو يتعلق بي مثل تعلق الأطفال بأمهاتهم، أحاول أقصى جهدي كي أتأقلم معه بل أتابع من طبيبة نفسية ماذا تريدون أكثر ؟
توقف يزيد عن اللعب ونظر لأمه التي بدأ صوتها في العلو ليضمه سفيان له و يربت على شعره ثم يقول:
-لا نريد منك شيئا، ابنك عاش من غيرك في أكثر وقت كان يحتاج لأمه ويستطيع أن يكمل بدونك لكن هل تستطيعين أنت ذلك؟
درصاف أنا شقيقك أكثر من يخاف عليك و تهمه مصلحتك، أنت تحتاجين ابنك أكثر من احتياجه لك ، يكفينا رؤوف واحد في العائلة.
خدشت الدموع مقلتيها وردت:
-أنت أيضا تشبهني بأمي ؟
تعرف بأن حارث طلقني بسببها؟
أنزل يزيد ليلعب واقترب يحضن رأسها و يطبع عليه قبلة حانية قائلا:
-أعرف بأنه طلقك لقد أخبرني فورا، لكنك تعرفين بأن السبب ليس أمي فقط.
بعناد ردت:
-لا أمي السبب لقد قال بالحرف أمك قتلت أمي .
استغفر و رد٬:
-كفي عن المكابر لو كنت تحدث معه لعرفت السبب، عموما لماذا لا تحاولين الآن توضيح الأمور ؟
حارث لايزال يحبك أنا متأكد من ذلك.
هزت رأسها بالنفي وقالت:
-لا لن أترجاه بعد أن عايرني بأمي، يجب أن يتخطي هو ذلك و عندما يفعل سيأتي و يطلبني من جديد لازلت أتذكر نظراته لي عندما رمي علي يمين الطلاق لا أستطيع تحمل أن ينظر لي بنفس الطريقة مرة أخرى أبدا عليه أن يتجاوز الموضوع بنفسه أولا.
نظر لها كاتما غضبه ورد:
-هذه مجازفة كبيرة ماذا لو لم يأت وقررالزواج من غيرك، هل ستتركينه يفعلها؟
رغم الخوف الذي تسلل لقلبها إلا أنها أجابت بعند:
-فليفعل لو باعني لن أجرى خلفه، من يظن نفسه كي يلقي علي وز موت أهله ويتوقع مني أن أسامحه ؟
رد متسع العينين في استنكار:
-تسامحينه؟!!!
من يسامح من؟
نعم أمك قتلت أمه وأبوه و جدته و شقيقته و عمه وربما أخوك أيضا ، هذا طبعا غير الجيران الذين ماتوا بسبب حقدها، بل إنها لم تهتم لوجدي معهم ولا وجود يزيد أيضا ، عن أي سماح تتكلمين.
نكست رأسها و نزلت دموعها و قالت :
-ليس ذنبي لم أكن معها هي تصرفت وحدها لماذا ألام أنا بينما أنت لا؟
دموعها أحرقت قلبه فمد يده يمسحها و يرد:
-لأني معترف بذنبها بل إنني قررت أن أقاطعها منذ فعلتها الخبيثة عندما سرقت مال حارث ولم تفكر في تبعات ما حدث عليِ وعلى رؤوف ، تعرفين بأني كنت مثل المصاب بجذام يتجنب الجميع الجلوس بقربه؟
نظرات الاتهام كانت تطالني في كل مكان، ناهيك عن رؤوف الذي قصدت تدمير أي فرصة له مع سنان؛ لولا جدي و أشماس ما نظر حارث لوجهي أبدا ،لقد ترك المنزل واعتزل في البرية لفترة طويلة جدا في الواقع إلى الآن لا أعرف كيف استطاع تخطي كل ما حدث والتعامل معي مثل السابق.
قاطعته في ثقة:
-عليه أن يتخطى الأمر معي أيضا عندها سأعود له عن طيب خاطر، لست سعيدة بوضعي هذا ولا أريد لابني أن يعيش مشتت بيننا، أنا الآن أركز في علاقتي مع يزيد وفي نفس الوقت أعطى حارث فرصة ليعود لعهده القديم معي متأكدة بأنه لن يأخذ وقتا طويلا في ذلك.
حاول أن تكون نبرته حانية رغم غضبه منها وهو يقول:
-درصاف كفي عن الكبر لقد فعلتها قبلك و أضعت سنوات من عمري بعيدا عن المرأة الوحيدة التي أحببتها، تعلمي مني، واغتنمي الفرصة مادامت متاحة لك كي لا تعضي أصابعك ندما بعدها.
زفرت و ردت:
-لن يفعلها أنا متأكدة كنت أشك في ذلك قبل قصة أميرة تلك لكن الآن متأكدة بأنه لم ولن يحب غيري، كما قلت المسألة مسالة وقت فقط.
هز رأسه دون رد، فقد تأكد من أنها لم تتخل بعد عن عنادها ، كل مايطلبه الآن من الله ألا تدخل أخرى حياة حارث حتى تفيق أخته من غيبوبتها.



بعد ساعة وقف سفيان بجانب عبدالخالق و حارث يقلبان اللحم على الفحم ليقول حارث ممازحا:
-إذن عبدالخالق فقد تركك الأخ وذهب مع المطربة في سيارتها الخاصة جيد أنه لم يسلمك للسلطات هناك
ضحك عبدالخالق ورد:
-لو رأيت منظرنا عندما أصرت أن تأخذنا في طائرتها الخاصة بحجة أنها تريد حارس شخصي زيادة ، وسفيان طبعا عرض خدماته فورا بل إنه لم يهتم بتعريفي بها
ضحك المعني و قال:
-يجب عليك أن تكون ممتنا لي بدلا من الركوب في طائرة مليئة برائحة العرق ركبت طائرة خاصة معطرة بأجمل العطور.
رد عبدالخالق وهو يحرك يديه راسما جسد امرأة :
-أجمل العطوووور
تعالت ضحكات الجميع بعد إلقاء حارث كلمة خارجة ليجاريه سفيان لكنه لم يتلق نفس رد الفعل خصوصا مع نظرات عبدالخالق لنقطة خلف ظهره عندما شعر بيد مبروكة توضع على كتفه لتتجمد الدماء في عروقه ثوان وهو يسمعها تقول:
-يجب أن نعجل في زواجك قبل أن تنحرف.
كتم حارث و عبدالخالق ضحكاتهما بصعوبة و إن أعلن اهتزاز جسدهما الضخم عن ذلك وفي الوقت الذي مسح فيه سفيان حبات العرق التي انتشرت فوق جبينه و أجلى حلقه قائلا:
-لقد وعدت أشماس بأني لن أتزوج حتى تأتي أكون وقتها جهزت نفسي و بحث لنفسي عن عمل و مكان أعيش فيه.
ليخرج حارث هاتفه ويتصل بأيوب وقال:
-ذكرتني لقد اتصل بي أيوب مئة مرة يطمئن عليكم تعال نكلمه معا.
فهم سفيان بأن حارث يريد إخراجه من الموقف المحرج ويعفيه من الدخول في تفاصيل ارتباطه بأفطيم، خصوصا أنها لم تخرج لتسلم عليه رغم مضي وقت على وصوله ، حاول إبعاد الأفكار المتشائمة التي تخبره بأنها تحاول إبلاغه برفضها للارتباط به بل قد تكون ارتبطت بغيره في فترة غيابه تلك؟
هل يلومها لو فعلت؟
هو من ضيعها مرتين متوقعا أن تكون طوع بنانه عندما يأمر ؟
ناداه عبدالخالق لينضم لهم في الحديث مع أيوب و أشماس وينفض عنه أفكاره محاولا الاستمتاع قليلا قبل مواجهته معها ليضع النقاط فوق الحروف



❈-❈-❈

في الدولة الأجنبية


أغلق أيوب هاتفه لتمد له الكوب الورقي مبتسمة فأخذه وقال:
-شاى بالنعناع صحيح.
أومأت له ثم ردت:
-يجب أن أنهي دراستي بسرعة كي نعود قبل زفاف سفيان و أفطيم.
وضع كوبه فوق الطاولة الحجرية وانتظر حتي يبتعد عنهم المارة فقد تكهن أنهم عرب ثم قال:
-عندي أكثر من استفسار عن قصتهم، أولا متى قرر الزواج منها ولماذا لم يتقدم قبل أن تتزوج هي؟
نفخت في كوبها وردت:
-أعتقد بأنه قرر بعد طلاقها مباشرة فقد طلبها وقتها من جدي لكن جدي رفض، لا أعرف التفاصيل كلها، أما كونه لم يتقدم قبلا هذا أمر لا يعرفه أحد ، أنا شخصيا تشاجرت معه وقاطعته عندما فر هاربا قبل زواجها الأول ، أعني هو يحبها منذ زمن طويل وهي كذلك هذا الأمر جعلني أغضب منه كثيرا .
تفاجأ بتلك المعلومات ليقول بصدمة :
-كنت تعرفين بعلاقتهما؟
رفعت سبابتها لتقاطعه:
-لم تكن علاقة كان حبا ، مثل حارث و درصاف اممم لا هو لم يخبرها علانية بحبه ولا هي لكن كلنا كنا نعرف ذلك ، أعني المقربين ألم تلاحظ بأنه في حالة حب؟
أراد أن يجيبها بأنه كان يظن سفيان يحبها هي خصوصا مع تغزله الصريح بها أكثر من مرة لكنه خشي أن تنقلب الأمور ضده فهي سبق وأخبرته بأن سفيان مثل حارث عندها خط أحمر لا يسمح لأحد بتجاوزه.
لتقول بعد أن ارتشفت من كوبها:
-وثانيا ؟
نظر لها في تساؤل فتابعت:
-قلت أولا ماهو ثانيا؟
تنحنح وقال بهمس:
-هناك شيء عندكم لم أفهمه أبدا ، أعني فهمت قصة أن فرق الشهادات غير مهم كثيرا لكن كيف للمطلقة أن تتزوج من شاب لم يسبق له الزواج بل يقام لها فرح كأنها بكر.
التفتت له بحدة وقد طلت من عينيها نظرة خطيرة عندما ضيقتهما لتقول:
-و ما المشكلة في ذلك لا أفهم ؟
مطلقة وليست مجرمة أو بنت ليل كي لا يقام لها فرح!
ثم أعزب أم لا في ماذا تفرق بالضبط ، وهل عندما يتزوج المطلق من بكر يستنكر الناس؟
ليرد بسرعة :
-الموضوع مختلف تماما، المقارنة أصلا لاتجوز، أعني المرأة بعد الطلاق يصبح وضعها مختلفا في كل شيء تحركاتها محسوبة كلامها مع الآخرين ، فالجميع يكون طامع فيها وإذا لم تأخذ حذرها سوف تكون مضغة في أفواه الناس بسهولة ، مابالك بزواجها من أعزب.
رفعت حاجب الشر وردت:
-وماذا تفرق المطلقة عن غيرها؟
الأرملة مثلا والتي لم تتزوج؟
لو أرادت إحداهن السير في طريق الخطأ لن يهمها شيء ولا تقول لي بأن العذرية ستوقف فتاة بتلك الأخلاق ، بالعكس المطلقة مثل الارملة لم تختر ذلك بل إنها في الكثير من الأحيان تكون آخر من يعلم بطلاقها وتكون مظلومة فيه ، وحتى وإن سعت هي له إذن فذلك الذكر الذي تزوجته جعلها تكره حياتها لدرجة أنها طلبت الطلاق، على ماذا تلومها بالضبط؟
لم يقتنع بكلامها ليقول :
-أنا لا ألومها طبعا أمي كانت مطلقة لكن استغرب كونكم مجتمع قبلي منغلق متمسك بالعادات لا تجدون في الأمر معضلة ؟
لقد حضرت عدة أفراح عندكم يكون العريس أعزب و العروس مطلقة ولم أسمع أحد يستنكر الأمر.
اقتربت منه تضيق عينيها وردت:
-نحن مجتمع مغلق؟
ماذا تعني متخلفين مثلا؟
ألا نعجبك الآن ؟
اتسعت عيناه وقال:
-أنا ؟؟؟؟
ماذا قلت أنا كنا نتحدث عن المطلقات لماذا غيرت الموضوع ؟
حدجته بنظرة ممتعصة وردت:
-اسمع المطلقة مثلها مثل الأرملة و العازبة تفكيرك العقيم بأنه لا يحق لها الزواج مرة أخرى خصوصا من رجل لم يسبق له الزواج اسمه رجعية و تخلف ، إياك أن تفتح هذا الموضوع أمام أحد من عائلتي أو تلمح له مفهوم.
أشار لنفسه قائلا :
-أنا رجعي و متخلف؟
وضعت الكوب على شفتيها وردت:
-رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
ضرب كف يده بالآخر لتقول :
-ثم هل نسيت بأني رضيت بك وأنت مطلق!
ثم أين ذلك الذي يرفض الحديث عن النساء؟
أردفت مقلدة صوته و حركت رأسها بحدة مثلما يفعل عندما يغضب:
-أشماس لاتتكلمي عن عرض فتاة ، لا يجوز أن تتحدثي عن فتاة يا أشماس
عيب يا أشماس.
والآن تعيب على المطلقة ؟
حك مؤخرة رأسه و رد:
-هذه نقرة وتلك نقرة أخرى ثم أنا لم أعيب عليهن أنا فقط أناقشك في المبدأ بصراحة رغم أني فعلا لا أمقت أكثر من الخوض في سيرة النساء إلا أن فكرة الزواج من مطلقة ليست مستساغة لدي كثيرا.
ضم شفتيه وظهر الألم في عينيه عندما فتحهما لينظر لها وتابع:
-عندما أخبرني عياد بأنه …
لم يستطع نطقها ليضغط على الكوب الذي بيده حتى تمزق وعاد يلتقط أنفاسه كي يمنعها من الارتجاف وقال:
-لم أكن أهتم بكونك عذراء أو لا بقدر خوفي ألا يكون زواجنا شرعيا، خفت من تأثير الحادثة عليك خفت من أشياء كثيرة جدا لا أريد تذكرها حتى ولم أفكر لثانية إذا كنت قد تزوجت غيري أو لا.
انتقل الألم لها لينقبض قلبها بشدة لتقرر الخروج من هذه الأجواء قبل أن تنقلب لسحابة نكد فقالت بمزاح:
-لا تهرب من الحقيقة، أنت مطلق قد ضحكت علي وتزوجتني دون أن أعرف لذلك أريد تعويضا كبيرا
فهم ما تريد فعله ليجاريها :
-معك حق واليوم سأعطيك عربون بسيط.
نظرت حولها في غير فهم فأمسك يدها ولوح لسيارة أجرة لتقلهم لمكان يشبه مهبط الطائرات وهناك ساعدها لترتدي حقيبة غريبة على ظهرها و ارتدى هو مثلها ثم ثبت خوذة على رأسها و رأسه ليركبا في طائرة صغيرة مع شخصين آخرين و وجدوا أربعة آخرين في انتظارهم بداخل الطائرة الصغيرة ، هناك أخبرها بأنهم على وشك السباحة في الهواء؛ رمشت وقالت ماذا؟
ليقترب منها و يقول بصوت عال :
-تذكرين المشاهد الذي رأيناها في الفيلم و أعجبك ؟
عندما دخلنا للسينما معا أول مرة، لقد قلت أنك تريدين تجربتها.
أشار لشخص لم تكن تعرف هويته ليقول:
-هذه مدربة مختصة سوف تساعدك على الهبوط لا تقلقي، أعرف بانك ستحبين الأمر .
اقتربت منها المدربة لتعلق خطافا حديديا بحقيبة ظهرها و أعطتها بعض التعليمات ثم اقتربت من باب الطائرة الذي فتح لترى السحاب تحتها فوضع أيوب يده على قلبها وقال:
-استودعتك عند الذي لا تضيع ودائعه ، اللهم إنها قلبي و روحي وراحتي وحياتي ومحياي و رفيقتي في الدربين فخذ من عمري و احفظها من كل شر واجعل يومي قبل يومها يارب العالمين.
أنهى جملته لتهتز أوردة قلبها وتمنت أن تقدر على ضمه وتقبيله في هذه اللحظة بالذات لكن المدربة عدلت وجهها كي تبدأ عملية القفز فأخذت نفسا عميقا لتقفز و تصرخ بأعلى صوتها ، لم تكن صرخة خوف أو فزع بل صرخة استمتاع كطفل يجرب موج البحر لأول مرة مرت دقائق وهي في حضن السماء لا تفكر في شيء أبدا لأول مرة منذ سنوات يكون عقلها صافيا بهذه الطريقة لتشير لها المدربة بأن الوقت حان لتفتح المظلة ففعلت لترتفع قليلا ثم تعود للهبوط بخفة الريشة نزلت على أرض ترابية فلم تتأذى خصوصا أنه لا يوجد ثلوج رغم برودة الجو مرت دقائق ونزل أيوب بعيدا عنها قليلا ، وقفت تنتظره ليسرع
لها يحملها بساعده و يقبل وجهها قائلا:
-استمتعت؟
هزت رأسها بإيجاب فضمها له بقوة لتبتعد في حرج وقالت:
-أيوب نحن في الشارع.
مط شفتيه و رد:
-معك حق هذا في المنزل فقط.
ازدادت ابتسامتها اتساعا ليتنهد وضمها له أكثر قائلا:
-أعدك بأن أبذل ما في وسعي كي أرى سعادتك تلك و أحقق كل أحلامك أشماسي.
لم تجد ما ترد به عليه هل سامحته فعلا؟
هل هذا ثمن كرامتها المهدورة ؟
لا لم ولن لكنها قررت أن تسمع نصيحة درصاف وتحاول الاستمتاع بما لديها الآن.


❈-❈-❈

في بلاد أيوب


جلست مبروكة خلف العالة كعادتها اختلف الوضع هذه المرة ، وجود عبدالخالق و سفيان أعطى حياة جديدة للمكان لينتعش ، أخذت تقرأ المعوذتين كي لا تحسد هذه الجلسة التي حرمت منها منذ أكثر منه عامين بقربهم سنان التي تحسن وضعها بعد ذلك اليوم و درصاف التي قالت:
-خالتي يجب أن تجدي حل مع الفتاة التي أحضرتها لا يعجبني إصرارها على العودة مبكرا كل يوم.
لتؤكد سنان على كلامها:
-أتفق معك أصبحت أغسل مواعين العشاء كل يوم خصوصا أن الشباب يسهرون كثيرا، مافائدتها إذن تصر أن تعود بعد العاشرة تظن نفسها سندريلا؟
صبت الشاى في الكاسات المخصصة لها و قالت:
-ومن أخبركن بأنها خادمة ؟
هي جاءت فقط كي تساعدني لا تخدمكن ، ثم احترمن فرق العمر بينكم وانها ابنة بلدكن وتذكرن بأنه لولا لطف الله لكانت واحدة منكن مكانها.
عقد عبدالخالق حاجبيه وقال:
-من بلدنا؟
ليجيبه حارث:
-الكثير خروجوا بملابسهم فقط، لا تستغرب أبدا بأن تجد الكثيرات يعملن في خدمة البيوت أو مهن مماثلة.
لم يقتنع عبدالخالق ليقول سفيان:
-لو كنت موجودا وقت الحرب لرأيت العجب، معظم العاملين تركوا البلاد وأكثر من أثروا بنا عمال المخابز يا إلهي لم نجد رغيف خبز جيد لنأكله و أصبحنا نقف في الطوابير وفي النهاية أصبحنا نخبر في البيت.
ضحك حارث وتابع هو:
-كنا نرى العجب خبز مثلث أو نصف دائرة وغيرها من أشكال غير معلومة الاسم.
مدت لهم مبروكة الشاي و قالت:
-هذا من قلة الحمد ، من يتبطر على نعمة الله يزيلها منه ، وأنتن لا أريد كلمة بحق الفتاة ، يكفي أنها تأتي من مسافة بعيدة و لا أسمع لها حس مفهوم.
مطت درصاف شفتيها أما سنان فقد أغرقت عينيها الدموع و قالت:
-أنا آسفة لقد نسيت فعلا كيف كان حالنا أول ماخرجنا، كما أن أشماس عملت فعلا عند الناس الذي أكلوا حقها.
أشارت لها مبروكة لتقترب منها ففعلت فقامت مبروكة بتقبيل خدها وقالت:
-لا تخافي تلك الأيام لن تعود علينا فقط ألا نتذكرها لنحمد الله على نعمة.
جلس يزيد بقرب مبروكة ليبتسم له حارث وقال:
-زيزو تبدو هادئا اليوم على غير العادة هل أنت مريض
لترد درصاف:
-سأعترف لقد لعبت تلك الفتاة معه كثيرا وجعلته يخرج طاقته في التلوين وقص الأوراق ، رغم خوفي في البداية من كونه صغيرا وقد يؤذي نفسه لكنه ماهر جدا أعتقد بأنها مدرسة حضانة أو شئ من هذا القبيل.
لم يهتم سفيان بالحديث الدائر فهو لايزال يحاول معرفه سبب تجنب أفطيم له، حتى لو كانت ترفض الارتباط به ألا يحق له بمواجهة أخيرة ؟
استقام وقرر الذهاب لها فإذا كانت هي جبنت عن لقائه لن يفعل هو.

❈-❈-❈


في الدولة الأوروبية


لا ينقصه التوتر ليقرر أيوب الآن تأجيل موعده لساعة كاملة يكفي ما يجول في باله من أفكار تكاد تقتله ويحاول جاهدا إبعادها عنه كي يحاول وصل حبال الود معها، التأخير لا يعني سوى شيء واحد .
دقات على باب غرفته أنقذته من الغرق في التفكير، فتح الباب فوجد أيوب بجانبه أشماس بوجه مكفهر، فخمن أنها أتت مغصوبة ، ليدخلهم ويسلم على أيوب أولا وعندما حاول ضم الأخيرة لم تعترض لكنها لم تبادله أيضا.
مر أكثر من نصف ساعة تبادل خلالها أيوب و إبراهيم السلامات وحديثا عن عمل الأخير أما هي فلم تنطق بحرف ليدعي أيوب بأن هاشم ينتطره في الأسفل في عمل مهم وقد فهم إبراهيم بأنه يترك المجال له ولأشماس كي يتصافا قليلا؛ زفر و حاول أن تكون نبرته هادئة ليتفاجأ بها تقول بصرامة :
-لن أسامحك أبدا ، لا أستطيع حاولت استرجاع كل ذكرياتي معك لأقنع نفسي بأنك لم تتعمد إيذائي لتكون النتيجة عكسية، للأسف لم يشفع لك عندي أي شيء وأنت تسهم في نحري مرة بعد مرة ، ما فعلته بعد موت عمتي و ادعائك بانك لم تحبها يومها و علمت بأنهم أرادوا قتلي ولم تهتم و علمت بأنهم يردون توريط أيوب وبدلا من منع ذلك ساعدت فيه بل أردته أن يعترف بطفل ليس من صلبه، لم تهتم بحالنا وقت الحرب لم تفكر بأن تأتي لطلب السماح من جدي..
قاطعها بصوت واهن:
-اتصلت وبعثت الكثيرين ليتوسطوا لي معه، كنت كل يوم اتصل بجبريل و سالم، أبي رفض الرد علي لكني لم أيأس أبدا حاولت إحضار درصاف ومعرفة مصير والدتها يمكنك التأكد من سفيان وأيوب نفسه عما فعلته.
أوقفته عن الاسترسال في الحديث بحركة من يدها لتضع الأخرى على قلبها وردت:
-جدي رباني وعلمني بأن أحترم أخوالي و أعمامي ، بغض النظر عن مشاعري تجاههم لذلك سوف أستمر في احترامك هذا أقصى ما أقدر عليه أرجوك لا تضغط علي أكثر .
بصعوبة تحكم في دموعه التي بدأت تتسلل لمقلتيه ليعيدها مكانها ورفع رأسه عاليا لثوان ثم قال:
-هذا كرم كبير أشكرك عليه.
ثم ابتسم و أردف:
-كلماتك ذكرتني بسليمة كانت لها نفس الطريقة في المعاتبة انت فعلا ابنتها مهم حاولوا انكار ذلك.
أغمضت عينيها تقرأ لها الفاتحة ثم ردت:
-بالمناسبة أين زوجتك معك هنا أم تركتها في بلدها؟
شعر بغصة تسد حلقه ليبلعها ويرد:
-لقد انفصلت عنها وفي طريقنا للطلاق
عقدت حاجبيها وقالت:
-لا تقول لي بأني السبب؟
رد وهو يفرك جبينه بسبابته:
-بل لأني عرفت من هو زوجها السابق بفضلك.
تسلل لها شعور بالخوف من كونها تسببت في طلاق امرأة أخرى لتقول:
-هوية زوجها السابق لا تهمك و إلا كنت حاولت معرفة ذلك قبل الاقتران بها، أنت معها منذ سنوات حتى الآن ولم تفكر في ذلك أبدا لماذا يؤرقك الأمر الآن ؟
تقبض و قال:
-سابقا لم أكن أعرف أما الآن فقد عرفت ليس أنا فقط بل كلكم لا أستطيع رفع عيني في أحد منكم بعد ما حدث
رفعت حاجبها وقالت باستهزاء:
-لا تشعر بالخجل من كل ما فعلته أنت لكن تخجل من زواجها قبل ربع قرن؟
نظر لها بالاستغراب لتتابع هي:
-لو كان يوجد شيء يمنعك من رفع عينك في أعين الباقين هو حتما ليس قصة زواج زوجتك من أبي ، أصلا لا يعلم بها سوى أنا وحارث حتى سنان لم تعرف ولم تكن في حالة طبيعية لتسأل وقتها، بالطبع تعرف حارث لن يخبر أحد .
أراح ظهره للكرسي وقال ببطء:
-هل أفهم من ذلك أنك لا تمانعين عودتي لها؟
هزت كتفيها وردت:
-لا أهتم في الواقع بكونك تعود لها أو بالنسبه لي خنت امي سليمه بزوجتك منها واعلان انها حبك الوحيد ، لكن المهم لدي ألا أكون في السبب في طلاقك لها، يكفي بأن أبي كسر قلوب كثيرة بزواجه منها .
ابتسم وقال:
-كبرت يا شموستي و أصبحت تعطين مواعظ أيضا.
لتبادله الابتسامة و ترد:
-لا أحد يناديني شموستي سوى امي سليمه رحمها الله
طرق أيوب الباب فأدخله إبراهيم لينظر لأشماس محاولا قراءة تعابيرها فابتسمت له ليجلس بقربها ضاما يدها له ، الأمر الذي جعل إبراهيم يتذكر ضمة ليده قد تكون تعلقت بغيره في فترة جفائه لها.



❈-❈-❈

في بلد أيوب


وقف حارث أمام الفيلا يهز قدمه في عصبية ليخرج له عبدالخالق فهدر به:
-لماذا كل هذا التأخير ؟
أخبرتكم بأن لدينا مشاوير كثيرة وأين الآخر أيضا.
خرجت مبروكة لتقول له:
-صرعتنا بصوتك العالي هيا بنا سفيان لن يأتي معنا.
تخصر ورد:
-ولن يبقى هنا وحده، لقد كان كلامي واضحا لا لقاءات حتى الزواج أو يذهب ليقيم في شقة وحده بعيدا عنا.
نكزه عبدالخالق و رد:
-أنا شقيقها على فكرة.
ليجيبه بعناد:
-وأنا المسئول عنها و…
بلع كلامه عندما رأى أفطيم تتقدم ناحيتهم مع فتاة أخرى لم يميزها لتركب السيارة فقالت مبروكة :
-ماذا كنت تقول لم أسمع جيدا.
احتقن وجهه و ركب السيارة بجانبه عبدالخالق وفي الخلف مبروكة والفتيات ليقول بصوت منخفض لعبدالخالق:
-أنت متخصص في الإنترنت صحيح؟
هز رأسه ورد:
-نعم هندسة البرمجيات بالتحديد.
ليقول حارث:
-ممتاز أريدك في خدمة مهمة جدا هناك شخص من منتدى أريد أن أعرف هويته.
غمز بعينه ورد:
-واحد أو واحدة ؟
ليرد وهو يثبت نظره على الطريق:
-هذا ما أريد معرفته بالضبط كل ما أعرفه اسم المستخدم وحتي هذا لست متأكدا إذا كان حقيقيا أو لا.
مد يده وقال:
-بسيطة هات هاتفك لأبحث عنه.
ألقى عليه نظرة جانبية ليقول عبدالخالق:
-لا بأس اعطني اسمه والموقع وعندما نعود سأبدأ في معرفة كل شيء عنه.
نكزته مبروكة من الخلف وقالت:
-توقف عند المحطة.
طاوعها دون سؤال لتنزل الفتاة التي معهم فنادت عليها مبروكة:
-أمان هل يكفيك المال الذي معك أم أعطيك زيادة ؟
ابتسمت لها الفتاة في حرج و ردت:
-شكرا عمتي خيرك سابق.
و أسرعت تركب عربة الأجرة لتقول أفطيم معاتبة :
-لا يجوز إحراجها بهذه الطريقه يا أمي ، الفتاة كانت دكتورة في الجامعة يكفي ماتعيشه الآن ثم اسمها جمان وليس أمان.
لوحت بيدها وقالت:
-لم أقصد ذلك حقا، لكنها تعيش مع أمها كما فهمت من تفاحة و هي لم تأخذ منا الراتب بعد لذلك سألتها.
رن الاسم في أذن حارث ليسأل :
-لماذا لم تعطيها مرتبها ثم أنا لم أرها سابقا.
لترد عليه:
-لم تكمل الشهر بعد لكني أعتقد بأنها تحتاج مال رغم أنها لم تطلب ذلك؛ وأنا طلبت منها ألا تدخل فيلتك في وجود أحد منكم.
بلع ريقه و قال:
-ماهو اسمها ، أعني كي أحرر لها شيكا.
لتقول أفطيم:
-لا اعطها نقدا ، مافهمت بأن أوراقها ليست كاملة لذلك تخاف من أن تتأخر في الخارج بالإضافة لأمها طبعا.
شعر بأنفاسه تتسارع ليعيد سؤاله :
-حسنا هاتي اسمها كي أنهي أوراقها ، خالي لديه معارف كثيرة بدلا من أن تعيش في خوف.
لتقول أفطيم في ملل:
-جمان اسمها جمان خليفه بوعجيلة.

انتهى الفصل ولم تنتهي الحكاية
ريما معتوق
















shezo and Seham elhenawy like this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 06-09-23, 02:54 PM   #488

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,710
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات والسعادة جميلتي ريمي

* الفصل الاربعون*
☆بين يدى الحبيب☆
مهما حدث ومهما تعرض الحبيبين لمواقف قد يكون بها إختبار أو محنة أو مرض يظل الرابط بينهما قويا
بينما الثورة والضيق حين يتعرض أحدهما لتصرف عنصرى من شخص آخر
او إهانة فهذا هو الإختبار الحق لقوة العلاقة بينهما
فالإهانة بتلك الحالة توجه لكليهما

ما تعرض له ايوب من إزدراء انس هذا يدل على جهالة الآخر
الذى لا يرتكن إلى أى منطق أوخلق
بينما ردة الفعل كانت بإحتواء أشماس له وهى ما كانت لتصمت لولا أن ايوب ألجم هذا الانس ما ألزمه الصمت

☆ القلب الاعمي☆
عندما يستحوز على عقل الإنسان وضميره رأى ما أو تصور معين
بصدد موقف أو بصدد شخص فلا يمكن تغييره بسهولة مهما كانت الشواهد تدحض تصوره إلا إذا نظر بعين قلبه وبصيرته ربما أدرك وقتها كم كان مخطئا

درصاف وحوار مع الجميع تبدو فيه كما لو كانت بمحكمة تدفع عن نفسها
وتقدم الدلائل على صحة وجهة نظرها ولاتصغي لاى منطق أو تراجع نفسها فتذكر لحارث ايا ممن يدعم اقوالهم وكأنها لم تكن تراه أصلا

☆الرجوع إلى الحق☆
ليس من نبل الاخلاق أن يدرك الإنسان خطأه ويصر عليه ولا يعتذر عنه
خاصة إذا مس مكانة الشخص أوقلل منه

لا ريب اشماس أخطأت كما أوضح لها سفيان ذلك في تجاهل أيوب حتى لو كان مقصدها ألاتحمله مالا يطيق
والفارق هنا بينها ودرصاف رغم عنادها وإعتزازها بنفسها الا انها تعتذر إن أخطأت حتى ولو بطريقة مقتضبة

☆عودة الغائب☆
كل غائب يعود مهما طالت غيبته ما دام حيا لا يلبث أن يعود
لموطنه واهله مهما كان الثمن
ويعودا الإثنان سفيان وعبد الخالق ولكن ليس معا

وحارث كان ينتظرهما معا لينفذ تعليمات ابراهيم
وما اجملها العودة
وخاصة حديث سليمان مع درصاف ونصحه لها والذى يبدو أنه بلا فائدة.
ولكن المهم انهما عادا سالمين

☆ رجل الإعتذارات☆
عندما يهتم شخص بامر إمرأة ما ولا يعترف بذلك ولا حتى لنفسه تكثر ذلاته في حضورها خاصة إذا كون رأى مسبق سيئا عنها
فتكثر اخطائه ويصير بينهما إعتذارا بكل لقاء

هادى دائما ما يبدو كمحقق بوجود فتنة فيسأل عن كل ما يريبه لانه غير حسن الظن بها
والغريب أن فتنة تجيبه كنوع من جلد الذات لنفسها وأن من حق الآخرين آساءة الظن بها

☆أقرب من أنفاسك☆
الصدف أمرا واقعا يحدث للإنسان وأحيانا تكون ضربا من الخيال لو كان الانسان على موعد محدد معها ما حدثت
ولكن أن يكون نفس الشخص الذى يحير آخر معه وكل يوم تحت سقف واحد فتلك من العجائب

بعودة سفيان وعبد الخالق يتغير الكثير وتدب الحياة بالمنزل
فبعد كل الفقد تكون عودة الغائب مذهلة
حارث وكان لتوه يتحدث مع عبد الخالق ليتحرى له عن خلفية جمان التى جذبت إنتباهه يجد الجواب أو احتمالية الجواب بأن تكون من تعمل لديهم بعد تجربة الوطن المريرة هى جمان التى يبحث عنها
ومعك نرى ما لا نتوقعه حبيبة قلبي

سلمتي ياقمر
ودام ألق إبداعك

ريما نون likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-23, 03:02 PM   #489

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,710
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا حبيبة قلبي

*ما اجملك حبيبتي في تناولك المشهد الاول بتلك البراعة وقد توقعت أن تكيل أشماس الرد المفحم لهذا الانس لكن ردها كان عمليا بإظهار حنوها ومشاعرها الاصلية تجاه ايوب
وما أجمل إستعراضك لما مر به أيوب ولبعض من ذكرى الشيخ الجميل عثمان

وحسنا أنها لم تكن حامل حتى لا يتعرض الجنين للاذي
* كما الحوار الرائع الذى أدرتيه بينها وإفطيم
وبالفعل عليها أن تحارب خشيتها من نفور أيوب منها وهو الذى لم يبد أى بادرة منه بذلك
وساعتها ستمضى كل الامور بينهما للافضل

* درصاف ليس على عينيها غشاوة ستجليها الحقائق التى تتبدى لها بل ما لديها هو قناعة راسخة وإلا كان الاولى بها بعدما علمت بدور امها الذى تسبب بموت معظم عائلتها وأخيها وكاد يزيد ولدها يفقد حياته
لكانت فورا نفضت عنها ما عاشت امها تملأ رأسها به زورا وبهتانا

*جميلةجدا... الاسلوب الذى تسترسلين به في تحليل مواقف كلا من اشماس وايوب
وتلك الطريقة التى توجدينها من عمق الغضب بينهما ليتصالحا وكأن شيئا لم يكن
وأوقن تماما ان أشماس عندما تستعيد اشماس ثانية ستكون العلاقة بينها وايوب كالنهر الصافي

*حارث وحواره مع أشماس على الهاتف يدخل البسمة على الوجه
رغم تأزم كل الامور
ولكن حبيبتي لي تساؤل هل بالفعل سينجح حارث بإنتزاع درصاف من قلبه ويكون هناك رابطا ما بينه وجمان تلك؟

*حبيتى ريمي متى تأخذ العلاقة بين هادى وفتنة مسارها الصحيح
فهو معجب بها وبشدة فلما الهرب والتعامل معها بشكل متشكك
ثم العودة للتقرب منها باى سبب

لقد اوجع قلبي كثيرا مشهد مبروكة وهى تنهار رغم إدعائها الصلابة والثبات
لكم هو موجع فقدان الاهل بهذا الشكل
وبهذا المشهد أيقنت فعلا بفعل الحوار الطويل الذى اجرتيه ببراعة بين سفيان ودرصاف ان لا فائدة منها
فرغم كل ما حدث ما زالت تدافع عن امها التى كادت تقتل كفلها
بل حتى انها تتأفف من اتهامها بانها السبب في ابتعاد يزيد عنها
وتصورها الغبى ان حارث سيعاود طلب ودها دون بذل اى مجهود يذكر

ليت حارث يجد سبيلا للتواصل مع جمان وتكون ملائمة له كزوجة
كى تعض درصاف بنان الندم

بارعة انت ياقمر في رسم كل التفاصيل ابهرتنى جدا تلك الرحلة بالقفز في الهواء من الطائرة
هي مرعبة بالفعل ولكنعا اسعدت اشماس
والتى كانت قبلها تتحاور في الكثير من الامور المختلفة بين ا لبلدين مثل زواج المطلقة والارملة
كما يدرك ايوب انه كان مخطئا جدا في ظنه ان سفيان يحب اشماس
وهو غارق لاذنيه في حب إفطيم
ولكن هل تقبل إفطيم بزواجه ام تظل على رفضها؟

بينما موقف اشماس من إبراهيم كما فردته له فيجعله صغيرا جدا أمامها
وما توصلت إليه انه ليس لظيه عندها سوى الإحترام فحسب هو الصواب

بينما لا يتخلى هو عن أنانيته وهو يلقى وزر إنفصاله عليها رغم انه هو من لم يتحر الحقيقة
وبنفيها اهمية الموضوع لديها ياخذ الصك بإعادة جيهان
وليس حبا فيها بل توقا لمشاعر الحب والتبجيل التى تغدقه بها

ياااه يا ريمي..معقولة تطلع جمان تلك هى من إضطرت للخدمة بالمنازل بعد ان كانت دكتورة بالجامعة
بئست الاحوال السيئة والصراعات المقيتةالتى تضطر إنسان لمغادرة امنه وامانه ومركزه الإجتماعي لمجرد ان يحيا ويحافظ على حياة من معه
حفظ الله اوطاننا جميعا ووقاها شر الفتن

ريما نون likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-23, 03:07 PM   #490

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,710
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيبة قلبي القمر.مسائك ورد

الفصل جميل جدا كما المعتاد
تناول الكثير وبشكل مختلف بتناول أبعاد غابت حتى عن اصحابها
واسلوبك المميز جدا
في رسم مشاعر الفرح والحزن
والبداية في إنتقال البعض وعودة البعض الآخر
مع التمهيد لحكايا جديدة
خاصة جمان تلك وكانك ستخطين بها فصولا جديدة في حياة حارث
الفصل كله رائع لا يفوتك به اى شئ ياقلبي

سلمتى ودمت متألقة على الدوام

ريما نون likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.