07-02-23, 05:43 AM
| #1 | ||||
|  الشراع شراع المقدمة لمدة اثنين عشرين عاما, اتنفس اسم أنس, كل ما يخص أنس, عالم أنس, وحتى سعادة أنس يهمني, لا اعلم ماذا يسمى هذا بقواميس العلوم او الفلسفة او الطاقة او لديكم, غير انه له مسمى واحد انا عاشقة وتائهة في عالمه, ابصرت عيني عليه في سن الخامسة, ها انا بسن السابعة والعشرين, اراقب خطواته واثر كلامه, غريب هذا العشق اليس كذلك ؟ فهو ليس كما تظنون, حب من طرف واحد او بائس, ان ارى هذا الشخص كل يوم, ولمدة دقائق, او اقترب منة لمسافة قدمين, كافية ووفيرة لي, في العيش بسعادة, ادعوا كل يوم واطلب منه الله رؤيته الى يوم وفاتي, ادعوا له بالسعادة والفرح والبهجة له ولأطفاله كل يوم, لا تعقدوا حاجبيكم, كل انسان يحمل قصة وهذه قصتي انا, شراع بعمر 27 موظفة بقسم التسويق بشركة ديار الطبية, مستقلة في كل شي, ما عدا قلبي فهو ملك له.... روابط الفصول الفصل 1 .. بالمشاركة التالية الفصل 2, 3 .. بالأسفل الفصل 4 ج1 الفصل 4 ج2 التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-03-23 الساعة 11:36 PM | ||||
|  |
|
07-02-23, 05:52 AM
| #2 | ||||
| الفصل الأول الفصل الأول شراع كل شي غير متوقع في هذه الحياة, مدينة رويحة, مثال جيد على ذلك, شمسها قوية وهوائها بارد, وامطارها كثيرة, البعض يكرهها والاخر يحبها, وانا منهم, فهي بنسبة لي تملك ثلاثة كنوز, الاول هو أنس ثانيا قوس قزح ثالثا مقهى ليالينا, هذا كافي جدا بنسبة لي, مازال هناك وقت كافي للاستعداد للوظيفة, ساعة الخامسة فجرا, والدوام يبدا في الساعة سابعة والنصف, خرجت من غرفتي بخفة الجميع ما يزال نيام, اعددت سندويشة زعتر وجبنة بيضاء ومربى بالطحينية, غلفتها بكيس أسود, بالكاد كافية لدوام لمدة 8 ساعات, لم تنسى نصيب أنس منهاو عادت للغرفة وضعت السندويشات داخل حقيبتي, عدت الى مكاني الطبيعي بالقرب من المدفأ الكهربائية, انتظر شروق الصباح, وانتهاء الامطار, في هذه الاثناء شعرت برغبة قوية في كتابة خاطرة قاسية, لكن تراجعت ليس كل ما يجول برأسنا حقيقي او صادق, قضت الساعة الاولى بين الشرود وساعة الثانية بين الاستعدا المبكر, واقتربت الساعة سابعة تماما, انا في تمام سابعة اكون على افضل هيئة ولبس, اخرج قبل الجميع مبكرا, قد اخترت مظهر ابيض اللون, قميص ابيض رسمي مع بنطال سكري قماشي وسترة مخملية ثقيلة بيضاء وكعب ابيض بسيط, شعري البني رفع كذيل حصان, احب اللون الابيض فهو يعكس داخلي بنقاء, ويعكس لون عيني الخضراء, وبشرتي الحنطية, وانفراج شفتي ويخفف من انتفاخ عيوني, بخصوص حقيبتي الكبيرة فهي خمرية اللون ولا احد يسال عن السبب او يستنكر هذا, انتهيت من اللمسة الاخيرة ومازال المنزل نائم, لمحت شقيقتي الصغرى ميمونة في المطبخ, خرجت من المنزل, وقفت اما باب منزلنا لثوان, بدات حرارة قوية في راسي وبرودة اطرفي وزلزال في قلبي, هذا هو ملك قلبي, أنس مع اثنين من أطفاله, مايا ونايا, التوام الاكبر ثم خرجت زوجته منال مع طفلها الصغير أياس, لوحة جميلة متكاملة لعائلة سعيدة, عمارة منزلهم تقع على بعد عمارتين من منزلنا, شارعنا قسم لجهتين جهة الفلل وجهة الاخرى للعمارات ونحن في قسم الفلل, ارى أنس وعائلته بشكل واضح, بزاوية عيني تارة وبكامل عيني تارة اخرى, من يراني من بعيد لا يشك للحظة ان هذه على بعد خطوات من حبيبها, انتهى المشهد مع دخولهم للسيارة والانطلاق بها, مازال هناك في هذا اليوم مشاهد اخرى كثيرة سترونها, تحركت اخيرا في الاتجاه المعاكس, نحو محطة الباص, الشركة تبعد عني مقدار ربع ساعة فهي في بداية مدينة الرويحة, صعدت الباص ومشهد اشجار الرويحة والمباني الوردية والصفراء لا تتوقف, الاشجار واللون الاصفر واللوردي هو ما يميزها وتقلب مزاجها الطقسي, فكما يقول عمها لم يرى مزاج اسوء من مزاج هذه المدينة..... توقف الباص امام الشركة نزلت ونزل معي دفعة جيدة من الموظفين معي في الشركة, الاغلب اعرفه بشكل سطحي لا اكثر, دخلت متجاوزة زحمة الموظفين في البوابة واصوات الصخب العالي, ادخلت بصمتي بسرعة ودخلت المصعد الى الطابق الثامن, من سوء الاقدار ان ما يفصل بيننا هو سبعة طوابق, يقع مكتب أنس في الطابق الأرضي, كما حال جميع مدراء الشركة, شركتنا نصفها مملوكة للحكومة, والاخر للصناديق الاستثمارية, لذلك يكثر لدينا اقسام التسويق والاقسام الاخرى, فتح المصعد, قسمي على اليمين على بعد ذراعين من الممر, القيت التحية ببهجة ورد الجميع ببهجة, من حسن حظي اتعامل وجوه بشوشة وفريق كامل من النساء, معي نصبح اربعة نساء, اثنين عازبات و اثنين متزوجات, وضعت حقيبتي فوق الطاولة واسترخيت, قاطع السكون حديث اسماء وعلا, المتزوجات, قالت علا: برأيك هل سنكون من ضمن الخطة.. ردت اسماء بلا اهتمام: لا يهم كل هذا نحن بنهاية من القسم الحكومي.. علا بحماس غير مفهوم لي: لكن في كل خطة يتم شملنا.. تدخلت باستفهام: اي خطة هذه ؟ ردت فريال العازبة: سيرسلون الينا فريق ايطالي بعد عقد شراكة مع شركة ايطالية طبية..سيضعون خطة تطويرية للمبنى واستحداث الموظفين ووضع خطط تسويقية افضل.. قلت بانزعاج مفهموم لي: هل اعلنوا عن ايقاف خدمات موظفين من باقي الشركات.. قالت علا: هذا اكيد اي عقد شراكة ياتي بعده الفصل..سمعت ايضا عن انسحاب صناديق من الشركة.. تنهدت بتوتر وقلت بضيق: ماذا عن حال الموظفين منذ سنتين فقط فصلوا ما يقارب 150 موظف.. ردت علي اسماء: لو كنا في قسم صناديق لتضررنا كل الضرر قالت فريال لها: لكنت ايضا استفدت المقابل الصحي لكل اموالك.. اسماء: ثبات العمل افضل من التزعزع.. سألتني علا بفضول: ماذا برأيك سيحصل لمدير الدعم المالي أنس.. أجبت بواقعية: هو من بين الجميع احتمالية استبعاده صفر اسماء بخبث: وهذا هو المهم.. ضحكت علا بتلاعب وأردفت تتكلم مع اسماء: قبل انصرافنا أمس رايت حضرة الارتست العظيمة تقف بالقرب منه وتتكلم نصف عربي ونصف فرنسي اطلقت اسماء وعلا ضحكات صاخبة وشاركتهم فريال بأبتسامة وانا بخفة, قاطعت حديثهم فريال بجدية: الان بحكم حديثنا عن الاستاذ أنس..اقتربت نهاية السنة..مازال يوجد نقص في الصرف المالي لقسمنا..نريد طلب مساعدة منه في التوقيع عليه وتقديم جدول الصرف للمدير العام.. علا: لست انا اسماء بضحكة: ستعودين ومعك ورقة ديون ورفض بثلاث لغات علا باهتزاز ضاحك: انت اسماء بخسرية من نفسها: اما انا سأحمل شبهات اخلاقية للقسم تدخلت على الخط وقلت باستغراب: لماذا لا تذهبين انت..انت المديرة فريال بتنهيدة: خلافي الاخير معه في ندوة الطب في خطر..اساء الى كل جهد او تفاهم معهم..ذهابي اليه يزيد الامر سوءا اسماء بعبوس: لا اصدق كيف قسم المالي مشترك بين القسم الحكومي وصندوق fv.. متى سننتهي من هذا التعسف قلت بمنطقية: كنت سأذهب من اجلك..لكن انا بنهاية موظفة من قسمك..يعني نتيجة الواحدة.. : انت ابنة جيرانه في النهاية التفت نحو جملة علا العفوية وصمتت, انا توظف ت هنا بمساعدة منه, دخلت دورة بتوصية منه, وتوظفت بكامل مجهودي الشخصي, لعل هذا اقرب وصف فعلي واقرب حدث حصل بيننا, انا ابنة جاره وساعدني, وهذا جل ما حدث لا اكثر, لكن فكرت هل ذهابي اليه والتكلم معه للمرة الاولى وطلب مساعدته سيشفع لي, تحت مسمى ابنة جيرانه, تنهدت بلا صوت... : لست مجبورة للذهاب يبدو ان صوت تنهيدتي مسموع ليس كما ظننت, قلت للفريال: ليس كذلك.. لا اظن سيتنازل لمسمى ابنة الجيران قولي منطقي وواقعي, وكل موظف هنا يعرف هذا, أنس مدير بشخصية قوية ولا تقبل المصالح او المهدانة بسهولة, صارم وجدي, ومسميات كهذه تزيد من صرامته اكثر, يبدو ان قولي كان حقيقة قديمة ادركوها من جديد, عدنا للعمل وانقضت ساعات العمل الاربعة الاولى بسرعة, تفرقنا في وقت الاستراحة, حملت كيس سندويشاتي, ونزلت نحو الطابق الارضي, حيث توجد صالة كبيرة يوجد بها طاولات صغيرة وكراسي على اليسار, مخصصة للندوات, لا احد يدخلها سواي, فأنا ادخلها من باب الطوارئ من خلف مبنى الشركة, لم انسى قبل دخولي وضع سندويشة الزعتر فوق مطفأة الحريق, جلست فوق منصة الميكرفون الحمراء, وخلعت كعبي وافلت ربطة شعري ووضعت قدمي فوق الاخرى, بدا في التهام السندويشات بشهية مفتوحة, املك علاقة عشق اخرى مع الطعام, ولا استطعم بها سوى بهذا الشكل في العمل, في المنزل الوضع يختلف تماما, كنت عل ى وشك الانتهاء من اخر لقمة من سندويشة المربى, حتى رأيته امامي, بقامته الطويلة والانيقة ونظرته المتأملة المعتادة وشعره الاسود الجميل وحواجبه السميكة, يقف امامي ولوحدنا, شعرت برجفة قوية جدا ان يراني بهذا الشكل والهيئة قلت بدون وعي: أنس نهاية الفصل الأول | ||||
|
| |
|
07-02-23, 11:41 PM
| #5 | ||||
| اشراف القسم 
| اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ... للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها https://www.rewity.com/forum/t285382.html كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t313401.html رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك https://www.rewity.com/forum/t6466.html حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790 نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين 15صفحة ورد بحجم خط 18 واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ... (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti ) اشراف وحي الاعضاء | ||||
|
| |
|
08-02-23, 04:52 AM
| #6 | ||||
| الفصل الثاني الفصل الثاني لا اعلم كيف تخبطت عندي المسميات والافكار والمشاعر والاحراج, لأول مرة يحدث بيننا لقاء لوحدنا وفي هكذا مكان لا احد به, مظهري المبعثر, اختراق مكان خاص في الشركة, لو راني اي احد بهذا المظهر لبكيت من الاحراج, فماذا لو كان هو, شعرت برغبة بكاء قوية جدا, نهضت على قدمي الحافية بلا توازن وقلت بأدب: الاستاذ انس لم استطيع السيطرة على نفسي اكثر, فركت عيني الحمراء بقوة حتى لا يظهر مني اي دموع, اي قدر سيئ هذا, كنت اعلم انه ياتي باستمرار الى هنا وكل يوم, لكن ليس بوقت الاستراحة, فحسب معرفتي به يقضي الاستراحة في المكتب وقبل نهاية الدوام ياتي الى هنا, سمعت صوته يقول بقلق: هل انت بخير ؟ هززت رأسي دون النظر أليه, عاد يقول وصوته يقرب: هل حدث شيئا ما معك.. رفعت رأسي ببطئ, كان الفاصل بيننا قدمين, للحظة شعرت بدوخة فظيعة قلت بضعف: هل يمكنني الخروج من هنا ؟ رايت حاجبه يرتفع, اشار بيده دلالة على فعل ما اريده, كل ما فكرتي به كعبي الابيض, حملته معي وخرجت.. سوء الحظ انواع, واشكال وقوالب, كان سوء حظي بقالب جازع ومبكي, لا اعرف متى جلست على مكتبي الصغير, او متى لبست الكعب, اي طريق سلكت, لم استطيع التفكير, لست من محبي التحليل ولا التدقيق, ولا املك قدرات تركيز عالية, انا انسانة فنية ادبية, اعشق فقط, انس اكبر عشق لدي, لكن وضعي بمشهد محرج كهذا واصطدامي بأكبر شغف لدي, يضغط بزر الأيقاف داخل عقلي, زر التبريد في قلبي وزر رفع الحرارة في أطرافي, لم اعلم كيف قضيت ساعاتي الأربعة الاخرى, لم اشعر بشئ, فصلت عن الحاضر, تائهة ببقعة بيضاء, بمشاعر كهربائية اضطربت من موجة ماء عالية, احساسي يشابه مشهد من الماضي, عندما وضعت يدي داخل سلك حديدي موصول بالكهرباء, بعد ان صعقت, اصفر وجهي وفمي, هذا ما قالته أمي, لا اعلم اذا ما كنت الان مصفرة الوجه, فنظرات علا غير مريحة لي, المتسائلة بفضول عن حالي, انتهى الدوام وتعمدت الخروج بعد صديقاتي, لا أريد وقوع احتمال ثلاثة من مئة في لقائي معه, رغم سنوات السبعة لم يحدث اي لقاء لي معه, هذه المرة مختلفة ولا استطيع الحفاظ على ضبط مشاعري ولا استعمال قانون الفولت الكهربائي في بذل اقصى جهد ممكن, خرجت بعد ربع ساعة, لا احد سوى السيكورتي وعمال النظافة, عدت الى المنزل مع تاكسي, فأنا في غنى نفسي وكرامي في فقدان ذرات عقلي الاخيرة, الساعة الرابعة مساءا وفي العادة تتواجد والدتي لدى جاراتها ووالدي في مكتبه وشقيقتي ميمونة في دورة رياضيات وليال تتابع مسلسل كوري جديد وزينب تدرس بلا توقف, من الغريب شكر الله في هذه اللحظة على اني كبيرة شقيقاتي ولي غرفتي الخاصة, "من مالي الخاص", دخلت الغرفة خلعت ملابسي, وارتديت فستاان نوم قصير ودخلت الفراش, النوم هو افضل انواع الشفاء, صدقوني هو الدخول الى اللاوعي والعيش بالأحلام, هو تجربة ما أنت محروم منه, النوم هو سكين يقشر قلب وعقل الانسان, الجميع يهرب له, الا انا اقصده برغبة الشفاء, لا اعلم هل هي ميزة او دواء خاص في, لكن اعلموا جيدا انا اعلم انني نائمة في الاحلام, ان هذا مجرد حلم, واملك كامل القدرة في الاستيقاظ او العودة للنوم مجددا, احلامي تتحقق بنسبة كبيرة لأحداث تتجلى في اليوم التالي , ميزة احتفظ فيها ولا ابحث عن تفسير في عالم البشر لها, هي تخصني وانا اختص بها, ها انا الان على اعتاب ثواني من ذهابي الى عالم اللاوعي واليقظة, ثلاثة..اثنين..واحد.. مضى على جلوسي في عالم اليقظة والأحلام او النوم مدة ستة ساعات وهي كافية لي او لغيري, سمعت خلالها اصوات شقيقتي في طرق الباب وهز امي لكتفي, وصوت خالي وعائلته في صالة السفلية, حقيقة اخبركم لم املك اي رغبة العودة لهم او الاستيقاظ وحقيقة لا ارغب في اخباركم فيما رأيت سوى اني اعتزم تجهيز نفسي بدنيا وجسديا وقلبيا للغد, في عالم اليقظة هناك قواعد شواذ وقد حل هذا الشاذ في حلمي, استيقظت في تمام الساعة العاشرة مساءا, اسمع بعض الصخب من اصوات شقيقاتي في الأسفل, نهضت من الفراش, دخلت حمامي الخاص وهو اسم لم اتنازل عنه منذ سنتين, غسلت وجهي وارتديت بيجامة شتوية حريرية بلون الوردي وفردت شعري البني على اكتافي, خرجت من الغرفة, نزلت الى ضجة ليال وميمونة, مسلسل كوري جديد على نتفلكس, عن الجريمة والغموض, حسب قول ليال, شاركتهم الجلسة لمدة ربع ساعة فانا لست من محبي المسلسلات رغم وردية تفكيري, قصدت جلستهم بهدف استشارة ليال, قذفت وسادة خضراء صغيرة من حضني نحوها, التقطتها بدون اهتمام وعينيها تتابع الحلقة بتركيز, قلت: لدي اجتماع هام غدا وافكر في مكياج مشابه لك عندما ذهبنا زفاف ابنة عم ابي الاسبوع الفائت.. نظرت ليال نحوي باستغراب وقالت بغرور: لن ينجح معك.وجهك بيضاوي بمثلث من الأسفل وعيون ناعسة وانف مدور وفم منتفخ..وخدود كبير نافرة..بالأضافة هذا النوع يتطلب كونتور طبيعي للخد.. تدخلت ميمونة ساخرة: تذكري انه لا يصلح للهالات السوداء ومن هم امثالك..ست ليال.. ليال بثقة: ركزت من الفونديشين ودمجت ايشادو الوردي ومع البني وضعت روج احمر فاقع.. واخفيت كل اثر للهالات السود.. قلت بسرعة خوفا من اي نزاع لفظي قادم بين ليال وميمونة: اريد لمعان الروج الاحمر واضاءة البلاشر القوية في خدي وايلاينر واضح في عيني.. ليال بملل: لا أجيد الفن سوى على وجهي.. قلت بلغتها المعروفة: اوعدك بذهاب معي الى مطعم فلاي كو.. رأيت وميض عينيها وقفزت بسرعة نحوي وقالت بلطف فتاة مقهورة: هل هذا وعد.. كتمت ضحكتي وقلت: نعم وعد.. شعرت بألم في يدي بسبب ضغط يدها علي وأردفت بتعبير بائس: هل تعرفين ماذا سيحدث لي ولم توفي بوعدك.. : لا : سيبصيبني اكتئاب ضاحك..والجميع سيسخر مني.. قلت بضحكة: ما علاقة الاكتئاب بالضحك والسخرية ؟ ليال بمزاج سودواي: لا تعلمين ما العلاقة ؟ : لا ليال باصرار: انت لا تعملين ماهي العلاقة حتى ؟ : لا ليال بأسى خادمة: العلاقة انه سيتم استغلالي من طرفك لمصلحة خاصة بك..عندما يحين الوقت سأكون أبلغت كل من حولي عن وعدي اختي لي بالذهاب الى مطعم فلاي كو ولم تفي بوعدها..و اولهم تلك القصيرة مرونة.. دفعتها عني بقوة وقلت بضيق: توقفي عن هذا يا ضحية عائلة المزمل.. اطلقت ميمونة ضحكتها وقالت: ستفعل بك هذا صدقيني.. قلت بلا تصديق: كل ما وعدتكم به وفيت به..اما كوفي كلاس اند بي..اغلق قبل حتى وفائي بالوعد.. ميمونة بحقد مراهقة: تأخرت لمدة اسبوع بعد استلام راتبك وبسبب هذا أقفل..تتحملين كامل مسؤولية بتحطيم أمالنا..جميع صاحباتي يملكون بهواتفهم سنابات وصور له الا انا وليال.. وافقتتها ليال بصخب عالي, قلت بلا اهتمام لما حدث قبل شهرين: الان ست ليال..وضع مكياج لي وبعد اسبوع نذهب الى مطعم فلاي كو او لا..لك الخيار ليال بطمع: أريد ضمان فعلي؟ قلت بتنهيدة: سأعطيك الان 50 ليرة هل هذا جيد ؟ ليال بتفكير: لا بأس به.. : اريد ان تبداي به تمام ساعة الرابعة فجرا ليال بفجعة مضحكة: انا طالبة ثانوية..هل نسيت هذا؟ : لم أنسى واريدك البدا في ساعة رابعة ليال بعناد: انا ارفض : اذا لا فلاي كو ولا 50 ليرة.. ليال بمحاولة اخيرة: هذا بتزاز وظلم.. : اعتادي هذا ..الظلم في كل مكان ليال باستسلام: اذا سأذهب للنوم الان..اتعرض للتعذيب من اجل 50 ليرة.. قلت بتصحيح: والذهاب الى فلاي كو.. انضمت الينا امي فيما بعد, وبختني على نومي الطويل وسؤال خالي عني, وقالت عني ابدو مثل "الحمار الافطس" في نومي, سألتني عن حال عملي وصديقاتي وعن اي اخبار حمل لعلا, لم تنسى السؤال عن أنس, فهي على علاقة وثيقة بوالدته, تزورهم باستمرار, وارفض الذهاب معها أليهم, احب كل ما ينتمي أليه, ولا استطيع الاقتراب الى كل يخصه, عادة اكتسبتها منذ الصغر, فعندما ارى والدته او شقيقاته وجه لوجه, او سؤالهم لي, اشعر بحياء عجيب, عندما تتلاقى عيوني صدفة به لمدة ثواني, ارجف حرفيا, لهذا لا احد يسخر مني فيما حدث صباحا, فأنا نفسي اتجنب ما حدث, واصارع نفسي ضاحكة امام عائلتي ولا احد يعلم عن صراع الرأسمالية والاشتراكية بداخلي, صراع امريكا وكوبا بداخلي, لو امتلكت روح تشي جيفارا الحرة لما حدث كل هذا, لكن للأسف انا مقيدة بداخل روح من ارواح خيال ايميلي برونتي, انا خيالية وجدا, على رغم هذا لست مقيدة بأحد ولا معلقة بأحد ولا تعيسة لن اكون كاثرين أرنشو وأنس لن يكون هيثكليف, انا معجبة ببطل في رواية أحدهم ولعلي احد المعجبات بشخصية ادوارد روتشستر في رواية جين اير, لن اكون اكبر من هذا, سحبت وعي قسرا الى الواقع, انشغلت والدتي بعروض احد المتاجر وانضمت زينب الصغرى الينا, الطفلة الذكية المتفوقة ومتعددة اللغات بعمر ثانية عشر وتتقن الانجليزية والاسبانية والايطالية, وعلى حد قولها لغتي الاسبانية والايطالية متشابهة ولا صعوبة بها, ذهبت والدتي للنوم في تمام الساعة الواحدة وزينب سبقت والدتي بساعة وميمونة بقيت تشاهد حلقة تلو الاخرة دون انقطاع في تمام الساعة الثالثة, قررت انها لن تستطيع الذهاب للمدرسة لذلك ستتغيب عنها, بقيت لوحدي لمدة ساعة وكم اعشق الوحدة وأخشى منها واكرهها الان, عجيب حالي ان يجتمع كل من العشق والخشية والكره في امر ما, على ان الخشية هو طريق الكراهية, قبل عشر دقائق من ساعة الرابعة, دخلت ليال بعيون حمراء وقالت بترجي: بقى عشر دقائق.. ما رأيك البدأ الان.. داهمني شعور الشفقة لحالها ووافقت وصعدنا على غرفتي, احضرت معدات مكياجها وباشرت باحترافية عالية في تجميل وجهي, لم تسمح لي بانتقاد اي خطوة او التعليق عليها, استرخيت في النهاية على المقعد وأغمضت عيني, مضت ساعة كاملة في التعديل والحذف, عندما فتحت عيني, لم يسعني سوى الانبهار, ليال ببساطة اخرى فنانة, مثل اي رسام, يضع لوحة بيضاء لا روح بها ويحولها الى لوحة بروح ناطقة, لم أكن أنا, هذا ما شعرت به, عيوني الخضراء برز لونها بقوة, خدودي باتت حادة نحو الاعلى, وفكي اتضح معالمه بقوة, والايشادو البني باضافة وردية اعطى مظهر مميز, كل شي رائع الى نقطة الشفايف, لم يحضر الى عقلي سوى اقتباس حراري " شفتيها تدعو بحرارة الى تقبيلها" , أغمضت عيني بحياء وقانون الفولت بدأ بالعمل ضد قانون امبير, سمعت نبرة ليال بقلق: لم يعجبك؟ نظرت نحوها و رأيت توتر وخوف يعتريها, لا تساعد ليال احد في هذا الفن حتى معنا بداعي الغرور, في الحقيقة لا تساعد خوفا من اي نقد, فهي لا تستحمل اي نقد يخص ابتكاراتها التجميلية, قلت بصدق: أنه رائع وجميل.. رأيت الفرحة على وجهها, لم تجادل كثير بسبب النعسان الظاهر عليها, لو كانت بحال أفضل لطلبت جريدة مدح مشكلة بالهمزات والشدة حملت اغراضها وخرجت, بقيت أتامل نفسي, النتيجة كما ارغب, لكن الروج فاقع اللون وقوي, رغبت في مسحه ووضع لون خفيف, لم يطاوعني قلبي بعد جهد ليال الكبير, بناءا على هذا قررت الخروج قبل ساعة كاملة للوظيفة والوصول قبل الجميع, لن اتحمل اي نظرات, رغم الثقة البناءة بي بعدم وجود اي نظرات, رأيت من المناسب اكثر تضفير شعري على هيئة سنبلتين ولا اجيد فعلها لنفسي, امي الوحيدة من تضفرها لي باستمرار, من عادتها النهوض ساعة خامسة فجرا تشرب قهوة مرة ولا احد يقترب منها قبل ساعة بسبب مزاجها المضطرب من النوم, يبدو هذه المرة مضطرة الى حمل مزاج سيئ وقاسي من اجل ضفيرتين, ترقبتها بالصالة وطلبت منها ورفضت وبعد اصرار وافقت مع قائمة من الشتائم, لم ياخذ الامر عشرة دقائق, عدت للغرفة ارتديت بنطال جينز مع حذاء اسود يصل الى الركبة وبلوزة رصاصية بكم وسترة شتوية بيضاء على الكتفين, وحقيبة سوداء بمقبض فضي, وضعت خمسين ليرة بجانب وسادة ليال وخرجت الساعة سادسة, لأول مرة لن أرى أنس وعائلته كما اعتدت, ليس لدي القدرة على رؤيته بعد ما حدث البارحة, لا أريد ان يراني مرة اخرى بصدق او تتلاقى دروبنا بصدفة قاتلة تكاد ان تقتلني مرة اخرى, ركبت تاكسي هذه المرة ايضا, الطقس بارد ولا يوجد في الباص تدفئة جيدة, مثل سيارة التاكسي ,وليس لدي بال رائق لرؤية مباني المدينة او مدح الشجيرات, نزلت من التاكسي بتوتر, لا احد سوى السيكورتي العجوز يقف على بعد امتار مني, بسرعة تجاوزت البوابة, وضعت بصمتي برأس مدنق, لا احد بالشركة سوى اشخاص متفرقين وبعيدين, تنفست الصعداء عندما دخلت المكتب, ارحب بكل سخرية وتعليقات اسماء وعلا, المهم ان لا ينتبه غيرهم لي, ساعة اخرى ودخلت فريال ورأيت نظرة المفاجئة على ووجهها, القت السلام وجلست بهدوء, تبعها بعد دقائق دخول علاء واسماء سويا, ليس هم بالطبع من يتاخرون بردة فعلهم, الضحك والتعليقات هي من تلت الساعة الاخرة قبل ان تعلن فريال عن خبر جديد ولا يبدو انه جيد من نظرة عينيها, نظرنا نحوها بقلق وترقب.. قالت فريال بصعوبة: بعد نقاشنا أمس حول جدول المالي ورفضكم للذهاب الى الاستاذ انس..ولأني مديرة القسم والمسؤول الاول..ذهبت بنفسي بعد الدوام الى مكتبه وتناقشنا لمدة ساعة حول تكاليف التسويق والعقود..ولم يظهر رضا ولا فرح..بل خرجت منه عنده مكبلة بقيود اخرى.. قلت بتوتر: ماهي القيود الاخرى.. فريال تكمل بعصوبة: هل تتذكرون الفتاة هناء التي اتت لمدة ثلاثىة اشهر من العاصمة لتمثيل شركتها في قسمنا.. هززنا بروؤسنا بموافقة, أكملت فريال تقول: عندما أطلقنا حملة تسويقية بخصومات 50% بمناسبة مرور ثلاثين عاما على الشركة..كان من المفترض ان تتحمل شركتها ما يقارب النصف من تكاليف وقد وقعت انا وهي والاستاذ انس والمدير العام على الورقة ولكن.. علا بنفاذ صبر: تكلمي بسرعة.. فريال بهم: لكن لم استلم ورقة مصادقة منها من خلو مسوؤلية قسم التسويق من اي مسؤوليات مالية.. قلت باستغراب: لكنها ليست مسؤوليتنا.. السيولة المالية لا تضخ لنا سوى بموافقة ادارية.. اسماء بموافقة: صحيح.. فريال بتأكيد: صحيح المشكلة تكمن انه وقع خلاف بين الشركتين والاتفاقية المالية كانت مزورة من طرفها..من المفترض ان تدفع الشركة الاخرى مبلغ 100 الف على مدار سنة..ما حدث هو انه المدعوة هناء دفعت ما بقارب خمسين فقط واخذت خمسين الف اخرى الى الخارج معها..شركتها ترفض تحمل مسؤولية ولا دليل يدين شركتها على المسؤولية وشركتنا تبحث الان عن من يتحمل المسوؤلية ولسوء حظنا وحظي لم اطلب منها المصادقة.. علا بانزعاج: كيف تتناسين امر مهم كهذا.. تدخلت اسماء مدافعة عن فريال: تلك الورقة لا أهمية لها الا في حال السرقة او الاحتيال ..عندها تبحث الأطراف عن اي دليل.. بلعت ريقي بجفاف: الان ماذا سيحل بنا.. فريال تلقى قنبلتها: سنمثل في المحكمة ووفق كلام الاستاذ انس سيقف معنا..شهادة زملاؤنا وخلو اي نقص في الميزانية يشفع لنا..سيحدث لنا ما هو متوقع.. كلنا بنبرة واحدة: ماهو ؟ : الفصل من الوظيفة.. نهاية الفصل الثاني | ||||
|
| |
|
09-02-23, 03:48 AM
| #9 | ||||
| الفصل الثالث الفصل الثالث كل ما فكرت به في هذه الجملة, انني لن أرى أنس مرة أخرى, سيتيح لي رؤيته كل يوم من نافذة زينب او الجلوس لمدة أربعة عشرين حتى اراه لثوان قليلة, اي عذاب هذا في حقي وحق نفسي, يكفي اني تنازلت عن كل شي, كل ما أريد رؤيته كل يوم والبقاء معه بنفس المبنى لمدة ثمان ساعات هذا جل ما أطلبه بحق, لن أرى نجم قصتي مرة أخرى!! لم أستغرق مدة أطول بعذابي, بسبب الشتم الذي وقع على الشركة و أنس من علا وأسماء, شعرت بالغضب من ألفاظهم نحوه, رغم هذا لا استطيع لومهم, راتب علا يستهلك للحقن الهرمونية للحمل ونصف راتب أسماء بين منزل زوجها ومنزل عائلتها, هما اكثر المتضررين على الورق لو حصل هذا, اما فريال بسن خامس والثلاثون وتعيش وحيدة وهذه الوظيفة كل ما لديها, بدأ قانون الفولت والامبير في سحقي, اقاوم غضبي بسبب شتائم علا نحو أنس واجاهد في سبيل اخبار نفسي, أنها تملك كل الحق في هذا, رغم هذا لا حق لها, أنس هو الاخر مجرد موظف وان كان مدير مالي, لا اعلم ما حدث بعد هذا, فعقلي في الأزمات سيئ جدا, أتذكر مشاعري ولا اذكر الحدث بالشكل الصحيح, لم نذهب الى استراحة الغداء, مشاعرنا بالحضيض, حتى اتى اشعار من سكرتيرة انس في جوال فريال, تطلبنا حضورنا قبل ساعتين من الانصراف, هذا ما أنا بحاجة أليه, الجلوس معه بنفس الغرفة والتكلم معه وجها لوجه, بعد واقعة قاعة الندوات, بعد هذا الخبر, وجدت نفسي داخل بئر أسود يبتلعني برحمة, لولا سؤال أسماء الذي لا أعرف اجابته, لأختفيت من هذه الأرض بالفعل, نهضت خلفهم اسير مخدرة, أطلب من الله لا يراني ولا يهتم بي, مشهد ماضي ومشهد قادم لا يفصل بينهم 26 ساعة امر جلل, اخذت نفس عميق جدا, من ضغط المصعد علي ونقاش علا وفريال الحاد, أحاول البحث عن مخرج لهذه الأزمة, ووجدتها نوعا ما قبل الدخول الى مكتبه, "الغرق بالتفاصيل" وهو استراتيجية تبعتها, عندما كشفت المديرة غشي في اختبار الثانوية العام, تلك المرة الأولى بحياتي والأخيرة, لا اعلم مدى فعالية هذه الاستراتيجية سوى ان عقلي يستجيب بقسوة في المواقف الصعبة كهذه, أشارت لنا السكرتيرة بالدخول, فتح الباب دخلت فريال بالمقدمة وأسماء وعلا سويا وانا الأخيرة, طنين عالي في أذني ونبض في راسي, لا أسمع ولا أرى, اركز في الجدار الأزرق ومجموعة لوحات صغيرة من اليسار وفي البلازما الضخمة على جهتنا اليمين, ونحو الستارة البيضاء خلف هذا الشخص, والسجاد الإيراني الفخم الناعم بلون السكري والبني الخفيف, هل ورث عشق هذا النوع من والدته, حتى الكنب الجلدي الأبيض غرفت به, لم يتبقى سوى مكتبه لا اعرف كيف هو لونه ولا مظهره, وجدت متعة أخرى وهو باب الحمام بجهة اليسار بلون الخشبي بمقبض ذهبي, يتهيئ لي انه لمعان المقبض قوي جدا, هل هو من ذهب خالص ام مجرد انعكاس من النظافة, رائحة المعطرات تفوح من هذه المكتب بقوة, تزيد الضغط علي في التعمق اقوى واقوى في التفاصيل, شعرت بانزعاج قوي داخل أذني, يشبه صوت الذبابة عندما تقترب بتطفل, حركت اذني بخفة واعدت هذه الحركة مرة ومرتين وخمس مرات, انقطع ازعاجها وسبحت في فضاء أبيض سعيدة حتى شعرت بقرصات مؤلمة متفرقة على عضدي وفخذي, رفعت يدي بقوة للرد على هذه الذبابة المزعجة, للحظة شعرت باصطدام مؤلم في قدمي, استيقظت فجأة و أبصرت سمعت صوت يغزو أحلامي ويقظتي ووعي باستمرار, هل هذا صوت أنس ؟! : انسة شراع !! أنه هو, شعرت بالضياع والتوهان, سمعت صوت علا تقول: شراع هل انت بخير ؟ هززت بلا وعي رأسي بالنفي, لقد فرض القدر كلمته, يريدني ان اتواصل مع هذا الشخص دون رحمة بقلبي, قلت بصعوبة: نعم.. قال بصوت يلمع مثل مظهره: هل انت بخير ؟ : نعم..بخير.. تواصل بيننا شفهي اركز بصري نحو يدي, ولا يبدو مظهري حسن من نظرات صديقاتي الثلاث, سمعته يقول بعملية: لقد كنت مع الانسة هناء..عندما شهدتي توقيع الانسة فريال والانسة هناء.. نظرت بتشتت نحو فريال, أحاول شد اعصابي اكثر, موضوع كهذا حساس ويمس جميع صديقاتي ولا مجال للاهتمام بخفقات القلب البائسة حقيقة لا اذكر شيئ, كنت في ذلك الوقت مستجدة وكل تلك القوانين جديدة علي الى حد ما, لم اعرف بماذا اجيب, سوى بنعم لانه يقع بمصلحة فريال المسؤولة الأولى, قلت بصوت منخفض: نعم..شهدت هذا.. : رغم انك كنت مجرد موظفة مستجدة وقتها.. رفعت رأسي بعفوية نحوه واصطدمت بجدار حديد, عقلي يردد مصطلحات مضحكة لا تناسب ما أنا به, "البطل البيروني" يشبه مظهره الى حد ما هذا النوع بسبب الشعر الأسود والملامح الصريحة والبرودة التي به, أجبت وانا مأخوذة به: نعم صحيح.. قال بنظرة عميقة لا اعلم تفسيرها: هل كنت على دراية بهذا النوع من العقود او القوانين.. قلت بصدق: لا بصراحة..لكني شهدت على جلسة توقيع أوراق بين فريال وهناء.. قال: هل تملكين أي دليل يدافع عنك.. قلت بعفوية مطلقة متاملة ملامحه وأنواع الخواطر تقذف بي: لا أملك للأسف..عملي في ذلك الوقت هو أرشفة الاعمال لا اكثر.. قال باهتمام: هل مازالت الأرشيف موجود لديك.. قلت باستغراب من نفسي ولا اعلم لماذا تغير حالي عندما تحدث معه: لا اظن ذلك..بسبب تحديث الشركة الجديد للنظام الأمني المعلوماتي.. قال بضيق: ولا معلومة لديك ؟ غزى عقلي إصرارها ذات مرة في ادراج اسم احدى الصناديق الاستثمارية, كان صندوق صغير وغير مؤثر انضم قبل شراكة الشركتين, وانسحب بعدها بسنة, رغم العائدات الجيدة له من الأرباح, قلت بتفكير: أصرت مرة على ادراج صندوق باي بول في أرشيف المستفدين.. تحفزت معالم وجهه مثل الضياء ورد: هل ادرجتي اسم الصندوق؟ : نعم أدرجت..في العادة نكتب القسم الوزاري للحكومة..اذا ما كان هناك جهات خاصة نرفقها تحت مسمى الدعم الخاص..لأنه لا ضرر من ارفاق اسم الصندوق..أدرجته.. قال بابتسامة: هل تعلمين انه الصندوق دخل قبل شهرين من شراكتنا مع شركتها.. لم أتفاعل مع ابتسامته, بسبب قلبي الذي يدور فوق مرجوحة كبيرة محلق بالهواء, لا أصدق مقدار تأثير هذا الرجل علي, لهذا فسوف أحتفظ بهذه السعادة للمنزل ولن أفرط بها هنا وسطهم, انتقل النقاش العملي بين فريال و أنس, على الأغلب كانوا متفائلين من معلومتي الأخيرة, رغم جهلي بها, خرجنا على اثر ساعة نهاية الدوام, هذه المرة انا كنت اول من سبقتهم للخارج, متجاوزتهم نحو الأعلى, لترتيب اغراضي والركض خارج الشركة, من حسن الحظ انشغال علا وأسماء بنفسهم ولم يهتموا في السؤال عن حالي الغريب, اعرف الجميع لاحظ و أولهم أنس, قد علمت منذ اليوم أصبحت مراقبة وملاحظة من طرفه, هذا ما أنوي اختلاء نفسي به واستيعاب ما حصل اليوم, السعادة والصدمة والحزن والتشتت تطحن بي, كنت سعيدة بحالي السابق ومازلت أتمنى عودة هذا الشي الان, لكن ما حدث معهم منذ قليل اثار بداخلي مشاعر غير مفهومة, يملكني بكياني ولا اتفاجئ من أي تاثيره علي, لكن اتفاجئ بحق من أي مشاعر جديد نحوه, أنس لا يكفيك مشاعر الغزل والحب والعشق الذي تطرب اذاني وقلبي بك, الأ يكفي ان تكون اهتمامي الأول وكل ما أملك, يكفي أن تكون مصدر سعادتي, هل تبحث عن مسيمات جديدة لك بداخلي, ارجوك لا تفعلها ان احبك واعشقك واغني وارقص لك بالظل, ان أروي لأبنتي عن قصة امراة أحبت رجل في الخفاء, لا أريد قصة أخرى ولا فصول أخرى, فلتكن النهاية مكتوبة مثل البداية, دخلت المنزل صادفت أبي يجلس ويمسك بسيجارة, جلست قليلا الى جانبه, فأنا لم اراه أمس, تبادلنا أحاديث سريعة ,انسحبت بعدها بساعة بحجة التعب, هل اهرول للنوم هذه المرة؟ لا هذه المرة توجب علي كتب نثر هجاء مشدد بحرف الألف واللام, عن كلمة لا للنهاية ولا للتغيير, عن لا لأنتفاضة مشاعرية قوية قادمة.. من السيئ قد ورثت موهبة الأدب والنثر والشعر من أنس بعد ما رأيته, قريحتي الأدبية لا تنفعل الا عند رؤيته او ذكر أسمه, حتى هذه القريحة لها دفتر مسمى باسمه, مذكرات " أنا يا أنس" , مقدسة لا يسطر بها الا أنقى أنواع قريحتي الأدبية, ارتديت بيجامة خفيفة وبدأت في سطر اول جملي العنيفة.. "مضعضعة هي الكلمات مثل أصابعي أنا يا أنس" " تردى حالي وبحالي وتحالي الى جوف حولي " "كيف أكتب بك وقد غاب مرسوم الشراع" " هل اخبرهم عن سيدي الجميل الحبيب" "محيى ويحيى كل العبير والتعبير بالتدبير" " سأخبركم عن زجاج و صفاء عينيه" "هل تعرفون زجاج قصور الروم" " هل تعرفون نوافير نفط الشرق الأوسط حين تسيل" "كان أمنية ليلى وحسرة عبلة وسعادة زبيبة في عنترة" "أخاف عليه من هذا الوجدان المجنون" " أرجف من يوم يأتي اطلب من الله الشفاء من حب أنس" " امسك بجذائل شعري وأقول يارب زدني به جنون" نهاية الفصل الثالث | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
56Likes
العرض العادي
