آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هلوساات غربتي .. (الكاتـب : المســــافررر - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree3685Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-04-24, 09:55 PM   #911

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,645
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثلاثون ٢
وحينما نحب ستحلو الحياة !

ستزهر الصحراء القاحلة ، ستمطر السماء بعد الجفاف ، ستعانق البحار أقدام من أتى لها متلهفا للمسة منها.

حينما نحب سنرى الحياة مزهرية ورد كلما وددنا السعادة اقتطفنا منها زهرة فينمو بدلا منها زهور..

حينما نحب بصدق سنحب أنفسنا والجميع..

الحب هو المقطوعة الموسيقية التي سيتنغم بها سمعك لتدرك أن المكان صار ملكا لك..

الحب يا عزيزتي أن تثقي بمكانتك بقلب أحدهم ولن تثقي بمكانتك سوى بتقديرك وحبك لذاتك أنت أولا..

وهما سويا خلقا برفقة بعضهما البعض قصة حبهما التي لم يخيل لهما يوما تحققها ..

هذان اللذان فرقت بينهم الحدود ، وحالت بينهم المدن، من أقسمت الحياة أنه لا لقاء بينهما ولو صدفة ليأتي القدر بكلمته ملقيا الحب في قلبهما ..

جالسا أمامها متأملا ملامحها الهادئة ، غافية عنه في عالمها الخاص وهو العاشق الذي لا يود إفلات أي من تفاصيلها..

استقام من جلسته وجلس بجانبها أعلى السرير ، مد أنامله فلمست ملامحها برقة وحنان ، لا يريد إيقاظها ويريد رؤية عينيها ..

افترق جفنيها ببطيء للحظات بعد أن شعرت بلمساته ، رفرفت بعينيها عدت مرات قبل أن تفتحهما ونظرها بقي للحظات معلق بملامحه القريبة منها للغاية ..

لقاء العيين بينهما متاهة ما إن يدخلانها حتى يدركهما التيه!

ولأنها مختلفة في عشقها ، منفردة في طريقة حبها ، ولأنها زهرته المشتعلة ولو امتلأت بالهوى ..

أخرجت نفسها من هذا التيه واعتدلت من نومتها ، ارتدت برأسها للخلف هاتفة بطريقتها المعتادة هربا من خجلها من هذا القرب:

-ما الذي تفعله يا سفيان؟

نظر لها تعجبا من سؤالها لكنه منحها إجابته ببساطة دون قلق:

-أتقرب منك هل هناك خطأ في ذلك؟

نظرت له نظرة ذات مغزى ، نظرة اتهام عابث ، ابتعدت عنه بضع سنتميترات ، أمسكت بالغطاء ولفت جسدها به حتى رأسها خافية عنه خصلاتها أيضا متابعة معه الحديث :

-تتقرب ، هل تريد استغلالي ؟، تريدني أن استيقظ خائفة من شيء ما، وأنا من حسبتك ممتهنا للأدب..

رفع حاجبه واقترب منها منهيا مسافة السنتميترات بينهما قائلا لها ويده تربت أعلى خصلاتها المتخفية بالغطاء:

-لا تخافي يا زهراء أنت ابنة عمتي من لحمي ودمي، سأستغلك ولكنني بعدها لن أتخلى عنك ..

جارته في لعبتهما المفضلة بينهما مانحة إياها نظرة صدمة مفتعلة متابعة الحديث بنبرة ذهول :

-ما الذي ستفعله إذا بعدها ..

اقترب منها بوجهه أكثر ، راقب احمرار وجنتيها مفتونا بها ، منحها ابتسامة رائعة أغرقتها فيه ، متسائلا أي الأقدار السعيدة التي كانت بانتظاره ؟!

-سأتزوج بك يا عزيزتي ..

-ولكننا متزوجين ..

خرجت نبرته سريعا فتابع هو جاذبا إياها نحوه :

-أّذا هيا لنستغل بعضنا البعض..

اتسعت عينيها وشعرت أنه سيتمم زواجهما ، شعرت أنها على وشك الدخول إلى جزيرة جديدة ..

لم تشعر بالرفض ولا حاجتها للهرب ، لكنها فقط شعرت بأنها تود منه أن يستغلها..

طال صمته ، وطال انتظارها لقلبته التي شعرت برغبته فيها لكنه بدلا من ذلك ابتعد عنها فجأة ووقف أمامها هاتفا بلمعة عين كلها شغف وحماس للحياة ذاتها :

-لقد أتى في الصباح فستان طلبته منها هيا ارتديه وجهزي حالك لدينا يوم طويل..

نظرت نحو متعجبة ، حائرة وتائهة ، لم تعرف ما الذي يريده منها ..

لكنها سمعت يتابع الحديث معها قبل أن يختفي من أمامها:

-هيا يا زوجتي العزيزة هناك بعض الأِشياء أود فعلها برفقتك قبل أن استغلك جيدا وبضمير..

ذهب إلى الحمام وتركها خلفه متعجبة ، منذ أن علمت أن وجهة سفرهما نحو الأندلس وهي تشعر أن هناك شيء غامض بانتظارها..

استقامت من نومتها ووقف أمام المرأة متأملة انعكاسها فشعرت أنها جميلة وللغاية ..

شعرت أنها تستحق السعادة والحياة!

تذكرت الأمس بعد وصولهما إلى أسبانيا حينما سألته وهما في طريق خروجهما خارج المطار..

-لم لم نسافر إلى والدتك ؟

حاوط كتفيها بذراعه مجيبا إياها بابتسامة واسعة :

-فقط أردت أن تكن بدايتنا الجديدة من وطن والدتي، من الأندلس يا زهراء..

أغمضت عينيها والروح فيها مقبلة على القادم لها ، متلهفة هي لكل لحظاتها القادمة برفقته ..

التفتت نحو علبة كرتونية موضوعة أعلى منضدة صغيرة بغرفتهما بالفندق الذي حجزه سفيان لقضاء أيامهما المعدودة فيه..

فتحته سريعا فوجدت فستان من الشيفون لونه الأبيض..

أمسكت به وأخرجته من العبة ووقفت أمام المرآة وبقيت مكانها تتأمله ، شعرت أن قلبها لا يسعه جسدها من فرط سعادته ، خفقاته المتتالية تأثرا بما يحيا داخله ..

ابتسمت وبدلت ملابسها سريعا، عادت ونظرت لانعكاسها ببهجة خالطها الانبهار..

دارت بالمكان والفستان معها يدور محتويا جسدها ، هذا الجسد الذي شاركها الفرحة ، تلك اللحظات التي لم تتخيل حدوثها يوما ..

ولو تخيلتها فلم يكن فارسها سفيان!

دارت هي وتراقصت خصلاتها وهذا المراقب لها ود لو أن أمكنه القدرة على إيقاف الوقت عند هذه اللحظة .

شعرت به مراقبا لها فالتفتت له بنظرة هادئة ، راقب سعادة ملامحها ، وفرحة عينيها ، فشعر بامتلاك العالم كله ..

اقترب منها ببطيء ونظراته المحبة تحتويها ، أمسك بيديها ، احتواهما بدفيء روحه التي اعتادت عليه ، همس لها وملامحه الوسيمة تجذبها أكثر:

-الفستان هذا كان لوالدتي وقبلها كان لوالدتها ، وارتدته أختي في زفافها..

انبهرت بما قاله ، من جمال الفستان وتفاصيله البسيطة للغاية فزادته تعقيدا تتعلق به العين والروح..

-هذا الفستان أخبرتني والدتي أنه لك الأن ، ملك لك يا زهراء..

انهى حديثه ، ساد الصمت للحظات قبل أن تلف ذراعيها حول جسده معانقة إياها بقوة ..

شعرت أن الحياة وردية وهو من لونها ..

-ترى هل هناك حدود لهذا الحب يا سفيان؟

سألته خائفة من حياة لم يمتهنها سوى الخوف والترقب، سألته متشبثة بعناقه ولا احتواء لها سوى داخله..

فأجابه بثقة لم تهتز يوما ولن تنتهي بوعد رجل حقيقي ..

-سأخبرك شيء ما ، حبنا يا زهراء لا حدود له ..

احتوى ملامحها معانقا عينيها نهر سقطاته ، تابع حديثه بنبرة اختلطت بها القوة الحب :

-حبنا سيبقى حي ما دمت أتنفس..

ختم حديثه معها بقبلة أعلى خصلاتها وهتف بعدها متعجلا :

-هيا ارتدي حجابك لنخرج..

كاد أن يبتعد عنها لكنها سألته :

-إلى أين سنذهب ؟

التفت لها وابتسم مانحا إياها إجابته :

-إلى الحمراء..

بعد نصف ساعة تقريبا كانت تقف برفقته داخل قصر الحمراء، نظرت حولها منبهرة بتفاصيل المكان ، بزخارفه الإسلامية ، بتراثه الذي بقى رغم ضياع غرناطة كما يقول سفيان..

-المكان رائع للغاية يا سفيان.. أعجبني كثيرا ..

أمسك بيدها وسار برفقتها نحو الداخل مصرحا بما يؤمن به :

-وأنا لا يعجبني سواك يا زهراء..

تهربت بنظراتها منه ، أحنت رأسها خجلا ، وكل منهما داخله طاقة من الحب تكفي العالم وتفيض..

-لم نحن هنا؟

سألته حائرة وهي تسير برفقته ، متابعة تفاصيل المكان حولها ..

-سنلتقط لنا بعض الصور ، ولتكن الليلة هي بدايتنا الحقيقة سويا يا زهراء..

سيأتي صديق لي الأن ليقم بتصويرنا هنا.. بم أننا لم نلتقط صور حقيقة لزفافنا الأول..

وقفت أمامه بعينيها المتسعة ، مشيرة حولها بذهول دون أن تتذكر زفافهما الأول ، دون أن يراودها أي طيف من الماضي ، متحررة من كل قيودها وهل هناك أكثر من تلك الحرية :

-هل سنلتقط صورنا هنا..

هز رأسه لها بنعم ، محيطا إياها بذراعه الأيمن مشيرا لكل جزء هام بالقصر حوله ، شارحا لها كل التفاصيل وكأنه وليد هذا المكان بل وعاش به ..

وهي بقيت برفقته تارة تستمع له وتارة أخرى تشرد في حديثه الشغوف عن المكان..

فتتمنى لو عاد بهما الزمن وكانا من ساكني غرناطة قبل السقوط..

-زهراء أنت معي، بم شردت؟

وبتلقائية قالت وهي تتشبث بيده :

-بك أنت ..

وفي تلك اللحظة الصامتة أتى صوت صديقه الذي راقبهما بمودة :

-أرجو أن لا أكون تأخرت عليك يا سفيان..

التفت له بعد أن أجبر الروح على التحرر من هذا السحر المنسوج بينهما ملتفتا نحو صديقه محتويا جسدها بحماية :

-لا لم تتأخر يا عابد..

اقترب منه عابد فعانقا بعضهما البعض قبل أن يلتفت لزهراء محيا إياها بهزة رأس متابعا على عجل:

-مبارك لك يا عروس ..

ابتعد عنهما وتابع الحديث معهما :

-هيا لنبدأ بتصويركما ..

امتثلا لحديثه وتابعا معه التصوير ، وبكل مكان بالحمراء التقطا الصور كما رغبت زهراء..

وكأنها تقتنص الذكريات للمستقبل ، من هذا المكان الذي حوى بين جدرانه سحر خاص ، سحر يصعب حله والفكاك منه..

انتهى التصوير وسار عابد برفقتهما فسأله سفيان باهتمام :

-كيف حال بناتك الأن ..

هز رأسه مبتسما وهو يسير معه مجيبا إياها بحنان لذكرهن :

-بخير ، لكن الحياة بعد والدتهما تزداد صعوبة يا سفيان..

تلونت ملامح الأخير بالحزن من أجل صديقه الذي فقد زوجته في حادث ، ربت على كتفه متابعا :

-عوضك الله بالخير يا عابد ..

هز الأخر رأسه قبل أن يصل لسياره الخارج ملتفتا لسفيان قبل أن يودعه وزهراء تمنحه نظرة ألم على حال بناته ..

-سأسافر غدا بعد أن انهي بعض الأعمال هنا ، وبعدها سأذهب لوالدتك لاصطحاب البنات ..

ودعه بعد أن ربت على كتفه غامزا إياها :

-مبارك لك ..

وقف سفيان برفقة زهراء مراقبا رحيل صديقه فسألته زهراء بفضول:

-توفت زوجته أليس كذلك..

تنهد وهو يسير معها برفقة السيارة التي استأجرها متابعا الحديث معها خلال ذلك:

-أجل توفت وتركت لها ابنتان ، عابد قريب والدتي ويكبرني بعشر سنوات بالمناسبة ،لكننا أصدقاء وشركاء بالعمل..

هزت رأسها مكتشفة جوانب حياة زوجها الذي تخطوا معه من جديد..

بعد خروجهما من الحمراء اصطحبها سفيان نحو إحدى المطاعم لتناول الغداء وبعدها رجعا سويا إلى الفندق سعداء بتلك اللحظات التي مرت بينهما ..

دخل زهراء الغرفة ووقف أمام المرأة ونزعت حجابها محررة خصلاتها منه ، بينما هو خلفه مكانه مستندا بظهره على الباب ونظره معلقا بها بطريقة غريبة عليها وكأنه يراها للمرة الأولى ..

التفت نحوه متسائلة بحيرة :

-لم تنظر لي هكذا ؟

-أحبك ..

ابتسمت له قم هتفت متسائلة تشاكسه بطريقتها المعتادة :

-حقا ما رأيك لو أسميتك دكتور حب؟، ولتمنحني درسا عن الحب..

ضحك على حديثها ضحكة طويلة واقترب منها بخطوات سريعة ، وقف أمامها قائلا :

-هل ألقي عليك محاضرة إذا عنه ..؟

رفعت كتفيها لأعلى قائلة :

-هيا حدثني عن الحب..

قطع المسافة بينهما محيطا خصرها بذراعه جاذبا إياها نحوه :

-إذا سيكن الحديث عنك أنت حتى الصباح..

تنفس ثائرا وابتعد عنها قليلا مقترحها عليها بعد أن مد يده تجاهها :

-ما رأيك لو رقصنا سويا ..؟

هزت رأسها عدة مرات قبل أم تمد يدها نحوه فيحتويها راقصا معها ، حاملا جسدها بخفة ، دار بها بالمكان حولهما عدة مرات ، سمح لروحهما التحليق عليا ..

توقف بها واضعا قبلته بباطن كفها معيدا إياها إلى السماء مرة حينما قال لها مرة أخرى:

-احبك..

وقبل أن تجيبه هي اختطف منها دون مقدمات قبلته التي تمناها كثيرا ، لم يفتلها من بين يديه وهى استسلمت له متخلية عن كل تعقيدات قد مرت بها من قبل..

ابتعد عنها دون أن يفلت أسرها بين عناقه ، أراح رأسه أعلى رأٍسها قائلا بنبرة متأثرة ، ونبضات القلب بينهما تتعالى متحررة من أجسادهما متعالية بالمساء متعانقة :

-هل يمكنني البدء في استغلالك منذ الليلة يا زهراء؟

شعر بأنفاسها الثائرة والتي شابهته ، ساد صمت للحظات أدرك فيها أنها لن تمنحه أية إجابات فتابع هو :

-لأنني أريد استغلالك ، وأريد أن ينتج عن هذا زهرة صغيرة ربما ، أريد أن أكمل معك الحياة ..

قربها منه أكثر بعد أن أنهى حديثه ، مالت رأسها متخذة من موضع قلبه راحة مأوى لها ..

بادلته العناق بحماية شعر بها دوما ..

تلك الأنثى التي عادلت جيشا بأكمله لحمايته..

-هل يمكننك أن تكوني كالأندلس لي؟

همست وهى تنظر لملامحه بتيه :

-الأندلس وطن أنت تنتمي إليه..

وهو ودون أن يدري بات وطنها الذي لا تنتمى سوى له..

-أنا لا أنتمى لمدينة أنا انتمى لوطنك أنت .. عيناك أرضي يا زهراء..

ختم حديثه بقبلة أخرى طالت ولم يفلتها تلك المرة سوى بعد لحظات..

نظر لملامحها المغيبة معه ، شعر بها مسالمة بين يديه، شعر بها مثله فأكمل بدايته معها ..

حملها بين يديه وتابع حديثه معها المختنق من فرط عشق لها بنبرة خالطها المرح:

-إذا سأستغلك لا مفر لك..

لتكن ضحكتها هي أخر شيء في تلك الصورة بينهما ..

صورة لا غضب فيها بالقلب ولا قسوة باللسان ، لا أحزان ولا بشر..

صورة لوناها بالحب !

بين رجل حبه لها وكأنه فكرة مزروعة بأعماق روحه وقلبه ، فطرة ولد بها أن لا يعشق سواها ولا يرى غيرها من النساء، تلك المرأة التي لم تمنحه شيء بينما هي كل شيء له ..

وأنثى أدركت الحب فأحبت ذاتها وأحبته ، مؤمنه أنها نصف الحياة وكلها..

ومعه تبقى هي وقلبها الصادق ، هنا استيقظ الحب وانتهت الحرب..

******************

يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-24, 09:57 PM   #912

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,645
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

وسنقابل يوما ما من يغير ما أمنا به دائما ..

ستتعثر خطواتنا المتلهفة على الحياة بهذا الرجل الذي سيمحى من داخل القلب غضبه المكبوت ، هذا الغضب الذي شابه البركان الهادئ، بركان دون ثورات ولا نار..

يوما ما يا عزيزتي ستجدين هذا الرجل الذي كلما خطا نحو الأمام زاد تشبثه بيدك جاذبا إياك إلى الأمام حتى تندفعي معه ، يريدك موازية له ، معه في كل صوره السعيدة متمنيا لو حمل صورك الحزينة فلا يصابك الوجع..

يوما ما يا عزيزتي ستجدي هذا الرجل الذي سيتحمل غضبك لأنه يؤمن بوجود حديقة من الحياة داخلك تحتاج فقط لبعض قطرات من المطر حتى تزهر من جديد..

وهو هذا الرجل دون أن تدري هي ، هذا الرجل الذي اختارها شريكة له في الحياة رغم اختلافهما ..

هذ الرجل الذي ودون أن يدري وقع في حبها ، في صدقها النابع من روحها ، ثباتها وإصرارها في الدفاع عن أفكارها..

بهي هو الرجل الذي باتت ألاء هي شاغله الأول ، تلك التي خيل له في لحظة حماقة من قلبه أنها اختيار العقل ..

ولكن أيعقل أن يختار العقل الاختلاف..

الاختلاف يراود القلب قبل العقل يا عزيزي..

خرجت من بوابة المنزل للقاء بهي المرتقب ، وجدته واقفا أمم سيارته مواجها إياها بنظراته العميقة وكأنه يصل نحو أعماق روحها ..

تقدمت منه فلمحت ابتسامته التي وجهها نحوها كلما اقتربت ..

منذ فترة لم تراه ولا جرأة لديها فتتمكن من إنكار فرحتها برؤيته..

-اشتقت لك يا ألاء، اشتقت كثيرا..

هتف دون تردد مصرحا باشتياقه نحوها ، وكما نصحه والده الذي عرف بخلافهما والذي ضحك بعدها بينما عينيها غابت في ذكرى بعيدة لصورة مشابهة مع والدة بهي..

-صرح بم تشعر به برفقة ألاء يا بهي، أخبرها بتلهفك لها ، باشتياقك لرؤيتها ..

ابتسم متوقفا عن الحديث مراقبا زودته التي ظهرت بالغرفة فأكمل ونظره معلقا بها:

-امنحها مشاعرك دون قيد حتى تتحرر هي من كل القيود..

ابتسم لها متبعا نصيحته ، مصرحا باشتياقه هاتفا :

-وهو يفتح لها باب السيارة:

-ألم تشتاقي لي..

ارتد رأسها للخلف ذهولا من حديثه وطريقته ، اعتادت عليه متحفظا حاسبا الحديث، ما باله مختلفا وحلو؟!

ركبت السيارة بعد أن تهربت عينيها من نظراته التي لم تفلتها .. فركب هو الأخر متابعا الطريق برفقتها هاتفا لها وهو يقود السيارة ونظره معلق بالطريق وتفاصيله:

-غاضبة مني يا ألاء..

تحدث بنبرة مستفهمة والغضب بينهما لا يهواه ، يريده مشاكسة وعنيدة وثابته لا غاضبة وبعيدة عنه ونائية ..

-ولم سأغضب يا بهي ؟

لم سأغضب وداخلي كل الغضب ؟، لم وهي والغضب نقيضان لا تريحه صارخة مصرحه عن وجوده فتمنحه حريته ولا يتركها هو معاقبا إياها على سجنها له داخله..

-غاضبة مني ..

أجابها بم يشعر به منها ، من صمتها ، راقب انطفائها الذي لم يعتاد عليه وود لو تمنحه هي الثقة فتفتح له القلب فيسير بين دروبه مضيئا مصابيحه ..

-أنا لا أعرف هل أنا غاضبة منك أم من نفسي، أنا حائرة ..

توقف بالسيارة أمام منزله والتفت لها بنظراته ، راقب حيرتها التي عانقت الملامح ، شرودها الذي شع من عنينيها ، شعر أنها تائهة بين شيء ما تريده وشيء ما تود الحصول عليه..

هبط من السيارة في صمت عاجزا عن فعل شيء ما لها ، تبعته هي في صمت صاعدا برفقتها إلى الأعلى ..

مر من أمام شقة والديه صاعدا لأعلى فقاطعته هي مستفهمة :

-أليست هذه شقة والديك..

نظر نحوها ويدها مشيرا لأعلى حيث القطعة الخشبية الملتصقة أعلى الباب المنقوش أعلاها اسم والده ..

-أريد منك رؤية شقتنا يا ألاء..

وقفت مكانها متجمدة ، ونظرها موجها له متعجبا ، متسائلة داخلها كيف يمكن لها أن تمنحه الثقة ؟، كيف تمنحه الأمان ؟

وبينما هي تائهة بين أسئلتها المتتابعة اقترب هو منها هاتفا بعد أن مد يده تجاهها :

-إن كنت لا تثقين بي يا ألاء لا تمدي يدك لي..

ومن داخله يريد منها الثقة ، يريد منها الكثير والثقة هي حجر البداية ودونها لا بدايات ..

-فقط ارفضي الأمر يا ألاء..

لكنها لم ترفض ، تود الهرب لكنها تود البقاء أيضا ، تود الرفض وشيء ما يود الإيجاب..

وهو أدرك حيرتها ، أدرك أنها تحتاج فقط للصبر ..

-هيا بنا يا ألاء.. فقط تمكسي بي جيدا ولن افلت يدك يوما..

ساد الصمت للحظات قبل أن تنظر ليده الممدودة نحوها ، رفعت يدها بتردد نحوه قبل أن تمسك بها على استحياء فأحكم قبضته هو عليها ..

صعدت معه لأعلى ووقفت معه أمام باب الشقة ، فتح الباب أمام نظراته مشيرا لها بالدخول:

-تفضلي يا ألاء..

دخلت وتبعها هو دون أن يغلق الباب، مانحا إياها فرصة للهرب إن أرادت وأحبت..

تنقت نظراتها بين الجدران حولها ، وقفت بالمنتصف متخيلة الحياة بين هذ المنزل..

هل يمكنها أن تخلق هنا بعض اللحظات السعيدة وهناك بعض الذكريات الدافئة ، ومن تلك الشرفة هل ستقف هي برفقة بهي والمطر يتساقط أعلى رؤوسهما ..

وهذا المطبخ هل سيشهد على محاولاتها الذي قد تفشل بالطهي..

والسؤال الأهم هل تريد هي ذلك أم لا؟!

لمس هو كتفها فالتفتت له متأملة إياه ، هذا الرجل الذي يمنحها الأمل فسرعان ما يأتي شيء ما خبيث داخلها كالسرطان محولا إياه لألم..

وهي تريد الأمل !

-ما رأيك بشقتنا؟

شقتنا ، منزلنا ، نحن..

منذ عقد قرانهما وهو لا يتحدث عنه بصيغة فردية بل يجمع بينهما دوما بلحن نون الجمع وضمائره..

-جميلة للغاية ..

أمسك بيدها وسار جاذبا إياها خلفه ، مشيرا نحو أحد الغرف والتي فتخ بابها ودخلها هاتفا :

-هنا غرفة أطفالنا بالمستقبل..

أطفال!، هل ستكن هي أم يوما ما ، هل ستتمكن من احتوائهما أم ستبقى بنفسها بعيدا عنهم..؟

-أطفالنا ..

-أجل أطفالنا .. إنني أتخيلك منذ الأن وأنت تجرى نقاشا معهم ستكونين أم مختلفة ..

أنهى حديثه غافلا عن نظرتها نحوه ،متعمقة في حديثه عنها وما يتخيله ، فتشعر رغما عنها بالدفيء ..

-مختلفة ..

كررت نهاية الحديث متعجبة فأضاف هو:

-ورائعة ..



هزت رأسها مبتسمة بشرود قبل تتابع مع السير معه لغرفة أخرى فتخ بابها متابعا :

-وهذه غرفتنا سويا ..

لم يبقى بالمكان حتى خرج منه ليريها باقي الغرف ، وصل لغرفة المكتب وفتحها ، هتف وهو يقف بمنتصفها :

-إنها غرفة فسيحة ما رأيك لو وضعت بها مكتب لك وأخر لي..

هزت رأسها إيجابا على حديثه ، متخيلة هي الأخرى حياتهما الذي تعانق مخيلتها بالسكينة المخللة بين سطورها..

وقف معها بمنتصف صالة الاستقبال منتظرا منها أي حديث غاضب لقد بها هنا من أجل ذلك..

-هل ما زلت غاضبة يا ألاء؟

والحقيقة هو لا يغضبها بل حيرتها التي باتت ملازمة لها منذ أن عقد قرانهما هو ما يغضبها..

-هناك فقط سؤال هام لدي يا بهي، لم تحاول منعي من المواجهة مع صديقك ، لم تود مني الصمت ؟، لم تريد مني التخلي عن مبادئي

لم يمنحها الإجابة بل التزم الصمت للحظات متعجبا من استنتاجاتها، يود معرفة ما يدور بذهنها فقابل السؤال بسؤال :

-وأنت ما تخمينك لأسبابي التي دفعتني لذلك.. ثم منذ متى وأنا أريد منك التجرد من مبادئك والتنازل عنها ..

وهو لا يريد منها أن تكن ألاء مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها وأراد وجودها بحياته ، تلك التي اختارها هي بكل تعقيداتها وعنادها ..

من أين لها بتلك الفكرة ؟!

مد رأسه واقترب منها كثيرا ، تأملها خجلة من القرب لكنه لم يبتعد متابعا بجدية :

-من أخبرك أنني أريد تغييرك يا ألاء؟..

ابتعدت عنه سريعا حتى تتخلص من أثر القرب مستنكرة حديثه ، وكيف لها أن تقتنع به وبأنه يودها هي كما هي!

-هل تود إقناعي أنك تريديني كما أنا ؟، ستتقبل مني مناقشتك بكل شيء !

تنهدت وهي تلوح بيدها من ضيق مس نفسها ، بين خاطر يود الاستسلام فتصدقه وتسعد وخاطر أخر يرفض التصديق:

-هل ستتقبل رفضي لبعض من قرارتك بعد الزواج ؟هل ستتقبل..

قاطعها في تلك اللحظة متابعا هو بانفعال :

-أنا اخترتك يا ألاء وأنت بتلك الصفات ، لذا أجل سأتقبلك، لست هذا الرجل الذي يختار إحداهن ليغيرها..

نظرت له بشك ، لم تمنحه الثقة التي أرادها منها ، منذ موقف صديقه القديم معها وهي أخرى ..

تائهة.. حائرة .. مبعثرة بين كل الأفكار ومتعثرة بين واقع رفض تلك الأفكار ..

اقترب منها قاطعا المسافة التي خلقتها هي بينهما ، مد يديه ممسكا بذراعيها متحدثا معها:

-ربما ترين أنني خذلتك بعد موقف صديقي يا ألاء..، لكنني فعلت ذلك لأجلك أنت..

نظرت له ببرود ، هي لا تصدقه بالمرة وهو أدرك ذلك..

-لقد خفت عليك يا ألاء ، خشيت عليك من الخوف ذاته..

-خفت علي مما يا بهي ، مما أخبرني..

قاطعته مستنكرة ، مما يخاف ، ولم خاف ؟

وليتها ترى ما يموج بروحه لأجلها ، تلك الأنثى التي أثبتت له في حضرتها الأن أنه يحبها ، الأن أدرك أنه لم يحب خطيبته الأولى كما توقع هو ، لو أحبها لانتظرها وبقي معها لكن كما قال والده هو لم يحبها!

-خفت أن يصيبك الخوف يا ألاء، خفت أن تصطدمي بالواقع فتدركي كم هو قاسي ولا يرحم..

لمس حديثه روحها ، فلاذت بالصمت منتظرة منه باقي الحديث حينما أكمل هو بصدق:

-لو أدرك الخوف روحك ستذبلين ولن تعودي أنت ، الخوف مقبرة الحياة يا ألاء..

بتر حديثه وتأمل عينيها بعمق ، أراد أن يعانقها لكنه يعلم أنها لن تتقبله..

فقط يتزوجها ولن يفلتها من عناقه ..

عاد مكملا حديثه وهو يمنحها قلبه من عينيه علها تراه ..

-وأنا أريدك حية ، أريدك محاربة بذكاء، أريدك أن تثقي بي وأن تؤمني بأنني لن أتخلي عنك يوما ما..

التقط أنفاسه بعد حديثه الثائر برفقتها ،ابتعد عنها حتى يتخلص من رغبته الملحة بعناقها متابعا بنبرة ظهر فيها كل مشاعره الصادقة تجاهها :

-لا أريد أن يدركك الإحباط ، أريدك أنت..

وكان محقا في خوفه عليها من الخوف الذي لو مس الروح لوقف حائلا بينها وبين الحياة ..

صادقا في خوفه من أن يدركها الإحباط الذي سيهزمها منهيا شغفها ..

كان محقا وأتي دورها في أن تمنحه ثقتها كما أراد هو..

-هيا يا ألاء والدتي تنتظرنا ..

التفت بظهره نحو باب الشقة المفتوح فتبعته هي حتى وصلا سويا لشقة والديه بالأسفل منها ..

فتح بهي باب الشقة الخاصة بوالديه ونادى والدته بصوت عالي تشع منه البهجة ، بينما هي خلفه تتأمل بعينيها المكان حولها ، عينيها تعانق الجدران وهي على عتبة باب المنزل دون أن تخطوا إلى الداخل..

يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-24, 09:59 PM   #913

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,645
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

وقفت مكانها ونظرها معلق ببهي الذي قابلته والدته ببسمة دافئة ، عناقهما السريع ومزاحهما سويا كان كفيلا بتذكيرها بم تمنته وبم افتقدته..

-ألن تدخلي يا ألاء ؟ ، أنت زوجة بهي وابنتي الأولى الأن..

هتفت والدة بهي وهي تقترب منها ممسكة بيدها دون أن تنتظر منها الانصياع لحديثها ، أدخلتها مغلقة الباب خلفها محتوية كتفها بذراعها مسربة لها جزء من هذا الدفيء ..

-يا عبد الرحمن لقد أتت ألاء..

وفي تلك اللحظة خرج هو من الشرفة بعويناته وهيئته الهادئة ، اقترب منها مبتسما باتساع هاتفا بود وسعادة :

-المنزل زاد دفئه يا ألاء..

ربت على كتفها متابعا ترحابه لها:

-كيف حالك يا ابنتي؟

حالها !

يتساءلون عن حالها وهي ترى هنا بين جدران هذا المنزل الدافئ كل ما تمنت الحصول عليه يوما ، هل تخبره أنه تحسد ولده على ما ناله هو؟!

هزت رأسها بالنهاية وأخرجت حالها من تلك النقطة متابعة الحديث بابتسامة هادئة :

-بخير الحمد لله ..

اكتفى هو بإجابتها المختصرة مقابلا إياها ببهجة شعت من ملامحه ، هتف بعدها هي يمسك بولده جارا إياها نحو الشرفة :

-هيا نحن يا بهي لنجلس سويا بالشرفة ونترك نساء المنزل الأن ..

حاول بهي الاعتراض ، لا يود الابتعاد عن ألاء ، لم يتوقع يوما أن ينال تلك السعادة بمجرد تواجده هنا معه بين والديه ..

لكن والدته دفعته بعيدا هامسة له بصوت مسموع:

-اذهب يا ولد الأن وحاول أن تخسر أمام والدك في لعب الطاولة..

ضحك هو بعد همسها والذي التقطه والده الذي صاح بهما :

-أنا من اتركه يكسب لأنه شباب ولا أريد إحباطه..

لوحت بيدها وهي تدخل المطب برفقة ألاء دالة منها على عدم تصديقه هاتفة بملل:

-بالطبع ، بالطبع ..

دخلت المطبخ برفقة ألاء وصوت ضحكات الرجل بالخارج يصل لهما صانعا بالمكان سرور اعتاد عليه المنزل..

-ربما تتعجبين منا ، فخارج المنزل تعتقدين للحظة أننا هادئين..

وجهت حديثها لألاء بعد أن جلسا سويا أعلى منضدة موضوعة بمنتصف المطبخ ..

راقبتها وهي تائهة وعينيها نافذة لغيرة منها لم تفهمها فتابعت وهي تبتسم:

-لكننا داخل المنزل عائلة مجنونة جدا ..

لم تبادرها الأخيرة بأي رد فعل سوى بهزة رأس هادئة وابتسامة صغيرة ..

ساد الصمت للحظات قليلة راقبت فيها والدة بهي نظرات ألاء المتنقلة بين محتويات المطبخ وأجوائه وكأنها للمرة الأولى تدخل مكان كهذا بحياتها ..

قطعت هي الصمت وهي تجلس على المقابل لها بعد أن أحضرت صينية من الفضة موضوع أعلاه مكونات لصنع القهوة مع سخان صغير..

-ما رأيك لو صنعت لك قهوة معي يا ألاء بينما نشاهد مسلسلي المفضل ..؟

-بالطبع أنا أحب القهوة..

أجابتها بعد أن شعرت أنها لا تبادر بالحديث بينما الأخرى تتابع معها مستغلة إجابتها تلك :

-هذا رائع للغاية إذا سنحتسي القهوة كل يوم ساعة العصاري ونستمع معا لمسلسلي المفضل ..

تخيلت ألاء تلك اللحظة التي ستكن فيها برفقة ساكني هذا المنزل ، أن تحيا تلك الأجواء ، وأن تعيش تلك الصور ..

تخيلت فشعرت رغما عنها بالحماس الذي زعزعه بعض من الخوف .

التفتت نحو الصوت من شاشة التليفزيون فوجدت أنها تستمع لمسلسل تسعيناتي قديم الدميع يحب سماعه ( لن أعيش في جلباب أبي)..

-إنه مسلسل مفضل لدى الجميع ..

هزت والدة بهي رأسها بإيجاب وعينيها مراقبة مشهد بين فاطمة كشري وعبد الغفور البرعي ، الثنائي الذي أحبه الجميع ..

-لطالما أحبت تفاصيل هذا الثنائي ، أحب كل أحاديثهم ..

تحدثت بشغف عن هذا الثنائي وكأنهما رمز محبب لها ، ولأن ألاء كان لديها بعض الأفكار المشوشة عن علاقة الرجل بالمرأة فقاطعتها بتحليل دار داخلها:

-ولكن ألا ترين أن فاطمة كانت تحيا حياتها ظلا لعبد الغفور ،مجرد تابع له ..

التفت لها الأخرى ونظرت نحوها بعمق دون استنكار لأفكار لها ، إنها فجوة الزمن وأفكار الغرب التي وردت لمجتمعات الشرق بسمومها ..

-إنه رغم ثرائه لم يفكر أن يبحث معها عن ذاتها ، أن يفتتح لها مشروع خاص بها لتكن لها نفس مستقلة بعيدا عنه..

التفت لها تلك المرة بجسدها متجاهلة المسلسل متابعة معها الحديث ، مشاركة إياها ذلك ..

-ولم بنظرك يجب أن يفعل هو ذلك يا ألاء..؟

سألتها بجدية منتظرة منها الإجابة التي توقعتها قبل أن تصرح بها:

-ماذا لو فكر يوما أن يرحل ويتزوج بأخرى ، ماذا لو غدر بها ولفظها من حياته..؟

ولا أحد من عائلة هي يعلم أن والدها فد تزوج بأخرى ، لا أحد يعلم له زوجة سوى سلمى ، لذا كان ما تراه والدة بهي من أفكار ليس إلا انعكاس للواقع المنقلب ..

-أنا لا تعجبني شخصية فاطمة كشري ، أراها ضعيفة وخانعة ، بينما يلمع عبد الغفور كانت هي في الظل ..

اتسعت عينيها بعد تصريح زوجة ابنها المستقبلية ، تعجبت من أفكار هذا الجيل ، وهي من توقعت أن أفكارها قديما كانت ثورة في مجتمع يحكمه الرجال ..!

-هل تعرفين ما يميز علاقة فاطمة وعبد الغفور يا ألاء..؟

بترت كل أفكارها بسؤال لم تفكر به الأخرى ذات مرة ، هي لم ترى أي ميزة ، لم تفكر سوى بما تراه هو سلبي في تلك العلاقة ..

-ما يميزها يا ابنتي أن كل منهما التزم بدوره..

منحتها الإجابة حتى تمنحها هي بصيص من أفكارها ، تلك الفطرة التي لوثها الزمن وخربتها العقول السامة بتحررها المزعوم ..

وتلك الحرية لم تلكن إلا لنشر بعض من الفوضى ..

-كان الرجل رجل ، والمرأة هي المرأة..

-لا أفهم كيف ذلك؟

سألتها ألاء حائرة ، منتظرة منها باق الحديث متلهفة لمعرفة تلك المرأة المشعة بالسكينة والسلام..

-نجاح علاقتهما يا ابنتي ليس لأن فاطمة كانت تتأنق لأجله وليس لأن عبد الغفور أوسم الرجل وأثراهم..

تنهدت وبدأت عمل القهوة وبينما يدها تعمل على تقليبها جيدا تابعت الحديث :

-لقد كانت امرأة بسيطة للغاية ، ترعى بيتها وتهتم بتفاصيل منزلها ، بالرغم من غيرتها وعصبيتها وشكها..

استقامت من مكانها وبدأت بتسخين الطعام بعد أن منحت ألاء قدح قهوتها وتابعت وهي تقلب محتويات الطنجرة :

-لكن عبد الغفور كان رجلا صادقا ، أدرك معنى القوامة في العلاقة رغم أميته ، كانا جاهلان لكنها استطاعا منحنا درس رائع..

استقامت ألاء من جلستها واقتربت منها لتساعدها في تقطيع خضراوات السلطة متابعة الحديث معها باستنكار:

-لكن المرأة كالرجل ..

والأخرى عارضتها بشكل قاطع مباشرة :

-لا يمكن أن يتساوى الرجل مع المرأة ، الندية في العلاقة الزوجية تدفنها يا ابنتي.. بل تنهيها .. البيوت تبنى بالاحتواء ..

ارتدت برأسها وهي تستمع لهذا الحديث متعجبة ، لقد استعمت عن والدة بهي أنها كانت من أشهر المحامين من أجل قضايا المرأة قبل أن تعتزل العمل وتفضل البقاء بالمنزل.

-هل يمكنني أن أسألك سؤال ؟

هزت الأخرى رأسها بإيجاب فتابعت سريعا :

-لم توقفت عن متابعة عملك ؟

انتظرت منها إجابات تتلخص في أن البيت يحتاجها وأن وجها كان يغار عليها لكنها منحتها إجابة مختلفة شعرت بصدقها :

-لأنني أردت ذلك ، وجدت راحتي في ترك العمل ..

ملامحها المبتسمة أخبرتها بمدى سعادتها بقرارها ذلك ، صدقها في الحديث ، شعرت ألاء أنها رفقة هذا المرأة تشعر بالراحة تدريجيا ، برفقتها تلك إجابات لكل ما يدور داخلها ، لكنها لا تعلم هل يمكنها تصديق تلك الأفكار أم لا ؟!

-ولكن ماذا لو غدر الرجل بالمرأة ماذا لو تزوج عليها وتركها ..؟

ساد الصمت للحظات ، صمت ثقيل لا تستمع فيه لسوى لصوت طعام وهو يغلي وصوت المسلسل بالخلفية ..

تلك الأسئلة التي انهكت والدة بهي يوما ما ، تلك الأشياء التي تركتها بعد أن أيقنت أنها من مستقبل لا تملك منه شيء..

-إنها افتراضات يا ألاء، لو أن كل امرأة وهي على عتبات الزواج فكرت بهذا الدرب لن تسعد بالمرة.

نظرت لها الأخيرة بعينيها التائهة ، هل يجب عليها أن تستلم وتحيا الحاضر بسلام ، ولكن ماذا عن المستقبل ؟

-يا صغيرتي قضايا المرأة لا تتلخص في زواج زوجها عليها ، فهناك من تجبر على الزواج وهناك من تغتصب ومن تنهي حياتها خوفا من المجتمع..

التفت نحوها ووقفت في مواجهتها ، شعرت أنها في حاجة ماسة لمن يمنحها بداية الطريق .

فأكملت بتأثر لرؤية هذا التيه أعلى ملامحها تلك الحيرة التي وقف حائلا بينها وبين سلامها النفسي..

-وهناك من تحيا كالميتة وما أكثر الأجساد الحية بأرواح ميته يا ابنتي..

توقفت عن الحديث ملتقطة أنفاسها ، مستشعرة حالة ألاء التي كانت هي مثلها يوما تشبهها كثيرا مع اختلاف الزمن وتعقيداته..

ابتعدت عنها وأحضرت بعض الأطباق لسكب الطعام بها ، وضعتها أعلى الطاولة واقتربت من ألاء ، أمسكت بيدها متابعة الحديث بجدية ومنطق:

-قضايا المرأة يا ابنتي تتباين تبعا للعرق واللون والدين..

ربتت أعلى وجنتها بدفيء ، منحتها جزء من ما تحتاجه هي ، أنهت النقاش بم أخبرتها به زهراء من قبل :

-ولكن قبل أن نبحث عن قضايا غيرنا ابحثي عن قضيتك أنت وسعادتك أنت ..

ابتعدت عنها مرة أخرى بعد أن ابتسمت لها مؤمنة أنها بعد هذا اللقاء ستتوقع وحدها فتفكر أي أولوياتها أولا ، ابتسمت موقنة أن بهي الدين سيتمكن من احتوائها كما فعل والده قديما ..

-بهي تعالي أنت ووالدك وشاركنا في سكب الطعام يا ولد..

دخلا الرجلان بعد لحظات معدودة وبدأوا في المساعدة معتادين عليها ..

صانعين لألاء صورة ستصبح هدفا بالمستقبل ، وقف بهي بالقرب من عصفور صغير بالقرب من نافذة المطبخ فراقبته ألاء القريبة منه وهي تسكب الشوربة بينما هو مغمضا عينيه مراقبا العصفور محلقا لأعلى ، فسألته متعجبة :

-لم تراقب العصفور هكذا ..

رفع كتفيه ونظره معلق بالأعلى ودون أن ينظر نحوها قال :

-اعتدت أن أدعو الله وأتمنى أمنية ما كلم وجدت عصفور بالقرب من نافذة منزلي..

ابتسمت بصدق لم قاله مكتشفة صورة جديدة لبهي هاتفة بمرح له :

-وما الذي تمنيته هذه المرة ؟

التفت بنظره لها وراقبها للحظات قبل أن يهديها إجابة كفيلة بأن تجبرها على منحه يدها دون خوف..

-تمنيت رؤيتك سعيدة يا ألاء..

وبقيا مكانهما بعد إجابته في لحظة صمت لم تقوى هي على مجاراته أو الرد فقط شردت في أمنيته التي تلخصت فيها هي وحدها..

مر بجانبها بعد أن حمل بعض الأطباق مدركا اختفاء والديه بقصد فاقتنص منها قبل من وجنتها الخجلة وخرج تاركا إياها خلفة متسعة العينين مما فعله هو.. موجها له رسالته أنه يتقبلها بكل أفكارها .

نظرت حولها بعد ذلك مستشعرة الحياة بين أرجاء هذا المنزل ، متمنية في لحظة ما أن تحيا هنا ، مقررة أن تبحث عن سكينتها وعن سعادتها ..

أن تجد الحب!

وكما قالت والدة بهي البيوت تبنى بالاحتواء..

والبيوت التي لا تعرف الحب كالبيوت التي لا تدخلها الشمس ولو بشعاع خجول ، والجدران التي لا تحوى المودة بينها بتر منها الدفيء

تبنى البيوت بالاحتواء والصدق والتراحم..

تبنى البيوت بالمرأة التي هي أساس الأسرة ورابطها الأقوى..

تبعت بهي بعد ذلك بينما هناك مشهد أعلى الشاشة وعبد الغفور جالسا برفقة فاطمة بغرفتهما بعد وجبة الغداء غارقين في الثرثرة وعبد الغفور يخبرها ببساطة وعفوية (أصيلة وبنت أصول يا فاطنة)!

***************************

يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-24, 10:01 PM   #914

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,645
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الحياة لا تعرف العدل..

لن تلمسي منها الأمل بيسر ولن تنالي نهايتك أي كانت ماهيته بسهولة ..

الحياة لن تكن تلك الرواية التي نختار أبطالها الذي سيشاركوننا إياها، ولن تمنحنا الفرصة لتحديد أدوارهم..

هي دائرة ندور معها وفقط لك اختيار دربك حتى تنال ما تود..

فتارة نخشى ليلها لأنه يجلب لنا الوحدة والخوف وتارة نخشى نهارها لأنه يجدد الأمل إياها بغروب الشمس.

وقفت مكانها أمام زوجها الجلس مكانه شاردا ، ملامح الحزن محفورة أعلى ملامحه ، شعرت بأن العمر مر به سنوات في لحظة ..

ربتت شقيقتها أعلى كتفها لتشجعها على الاقتراب منه عندما لاحظت ترددها وصمتها الذي لم تبتره هي منذ أن علمت بالحادث من زوجها محمود..

اقتربت منه فرح وجلست بالمقعد المقابل له فتحمد ربها أنه لم يصاب بإصابة خطرة فقط كسر بذراعه الأيسر وبعض الرضوض الخفيفة بجسده..

بينما منال وشقيقه عادل في حالة خطرة ..

-علي..

لفظت اسمه ببطيء ، انتظرت منه أن يبادلها الحديث ، لكنه لم يجيبها ، متمنيا لو أنه في حلم ..

اقتربت هي منه متخلية عن جلستها ولمست كتفه هامسة له :

-علي أنا فرح ..

لم تبتعد عنه بقيت بجانبه مع استمرار صمته ، بعد لحظات شعرت بجسده يهتز من فرط انهياره ، وقفت في مواجهتها فوجدته غارقا في البكاء ، وبحب خلق داخله تجاهه جذبت رأسه وأراحتها أعلى قلبها ، ويدها تربت أعلى رأسه في حنو دون توقف..

-اهدأ يا علي ، أنا هنا معك..

وكأنها منحته الإذن بالانهيار أكثر فزادت حدة بكائه ، لم يتوقف مستشعرا الذنب لم حدث ؟

هدأ بعض لحظات قبل أن يرفع رأسه متأملا فرح ، متخيلا ما كان هو مقدم عليه ، تأمل ملامحها باشتياق متعجبا كيف له أن يحزنها ..؟

كيف له أن يتخيل فراقها ؟

لم ترحمه الأسئلة فيقتله الذنب تجاهها وتجاه شقيقه ..

قطع لحظات تأمله صوت فاتن الذي اقتحم الغرفة هاتفة بقلق:

-فرح ستجرى الأن عملية ولادة قيصرية لمنال حتى يتمكنوا من إنقاذ التوأم داخلها..

هب علي من جلسته ووجد صديقه محمود يقترب منه متابعا :

-اجلس هنا يا علي برفقة فرح وأنا وفاتن سنذهب لنأتي بملابس للأطفال..

ابتعد عنه والتفت لزوجته هاتفا لها سريعا :

-هيا بنا يا فاتن..

تبعته الأخيرة متخلية عن موقفها تجاه علي مانحة شقيقتها ربته داعمة قبل أن تلحق بزوجها ..

وخلفهما تحرك علي لكنه سرعان ما شعر بالدوار فأجبرته فرح على الجلوس هاتفة له بحزم :

-اجلس هنا يا علي سأذهب أنا لمتابعة العملية لا تقلق سأهتم بكل شيء..

وكأنه مصرة على قتله بذنبها مؤكدة له أنها أنثى لا تعوض ولو خسرها لكان عاش كما عاش شقيقه الذي كان أخر صورة له قبل الحادث بشجار مع زوجته .. وها هو الأن بحالة خطرة ..

همت بالذهاب لكنه لم يدعها وحدها وأوقفها بيده دون حديث هامسا لها بصوت حزن مرهق:

-استدعي أحد الممرضين هنا لمساعدتي على السير..

التفتت نحو فاقتربت منه هاتفة له وهي تمسك بيده فتساعده على النهوض:

-هيا اتكئ علي يا علي ..

تردد للحظات لكنه بالنهاية استند عليها وسار معها بخطوات بطيئة للغاية بينما هو يحاول أن يخفف من حمله عليها كانت هي تربت أعلى كتفه كأنه تقول له ( لا بأس أنا سأتحمل )..



أخبرته دون كلمة واحدة أنها معه فلا يخشى السقوط أو التعرقل.. أنها هنا ستدعمه ولو كان آخر صورهما بعض من الحزن والصمت..

استسلم لها حتى وصلا سويا نحو غرفة العمليات بانتظار الاطمئنان على منال والتوأم..

جلسا سويا بجانب بعضهما البعض أمام باب الغرفة





فأراح هو رأسه أعلى كتفها فهنا سلامه وراحته دون أن يدرك أن هنا الحياة بالنسبة له..

_كيف حال عادل يا فرح؟

سألها بنبرة حزينة قلقة منتظرا منها إجابة تطمئنه ولكنها لم تجد، لقد اخبرهم الأطباء بخطورة حالته وان لشفائه يحتاج لمعجزة وهكذا منال!

لكنه لم تخبره الحقيقة مباشرة رابته أعلى يده مانحة إياه إجابة حاولت من خلالها أن تطمئنه:

_سيكن بخير أن شاء الله فقط ادعوا له يا علي..



أدرك هو أن حالة شقيقه حرجة وانه لن يملك سوى الدعاء له..

ساد الصمت بعدها لمدة ساعة تقريبا كان قد وصل خلالها فاتن وزوجها بعد أن أعطوا الممرضة كل ما طلبته من أجل الأطفال..

وجلسا سويا بانتظار الاطمئنان على منال والتوأم القادم..

خرج الطبيب فجأة فاستقام محمود سريعا من جلسته متأملا ملامحه الأسفة وكله خوف من ما يحتويه من أخبار..

_لقد توفت الأم لقد وصلت لنا بالفعل في حالة حرجة، لكنها المعجزة أننا تمكننا من إنقاذ التوأم..

أحنى عاي رأسه متماسكا بصعوبة مستغفرا ورغم طباع منال وما فعلته ألا انه كان أسفا عليها وعلى بناتها وما الذي يخبئه القادم لهن..

_طمئنا عن صحة الأطفال يا دكتور..

هتفت فاتن بجدية فطمئنها الطبيب بعمليه :

_بخير الفتاتان بخير وهما الأن بمركز الرعاية الخاص وسيبقى فيه بضعة أيام..

غادرهما الطبيب وكأن الصمت بعدها فرح التي لم تتمكن من كبح عبراتها على وفاة منال وعلي الذي غرق في حزنه اكثر وفاتن التي بقيت مكانها تتأملهما في شفقة خاصة بم ينتظرهما سويا..

اقتربت فاتن من فرح متحدثة بهدوء:

_فرح هيا لنطمئن على التوأم

لم تتمكن فرح من الانصياع لها شاعرة أنها لن تتمكن السير، لكن فاتن لم تتركها لهذا الضعف وأمسكت بيدها مجبرة إياها على النهوض حتى تتسلم مسؤوليتها القادمة والتي ربما لم تدركها فرح بعد..

بينما علي لم يتمكن من تتبعهما او الحديث غارقا في حزن عميق قلقا على شقيقه واسفا ع موت زوجته..

وفي تلك الصورة جلس بجانبه محمود صديق عادل وصديقه مواسيا إياه هاتفا له بجدية:

_البقاء لله يا علي

هز رأسه دون رد فأكمل محمود بجدية رابتا أعلى ظهره:

_تماسك يا علي فما ينتظرك ليس بهين تماسك ونحي أحزانك جانبا ..

بينما هناك داخل مركز رعاية الأطفال وقفت فرح بعد تعقيمها في المنتصف بين التوأم متأملة إياهما بأسف فالأم لا يمكن تعويضها أبدا..

تأملت ملامحها الصغيرة وتفاصيلهم المعهودة عن حديثي الولادة متمنية لو أن لها هذا التوأم..

لكنها لم تعي أن القدر منحها تلك الفرصة دون أن تشعر..

وبينما هي مكانها كانت تراقبها فاتن من خلف الزجاج بنظرة حانية متسائلة هل حان وقت سعادة شقيقتها؟!

و هكذا هي الحياة يا عزيزتي تهبط بنا نحو القاع حتى نتلامس مع الوحل ونفقد الأمل، حتى نيأس ونبكي ليلا دون توقف حتى نظن أنها النهاية ثم ترفعنا فجأة لأعلى وأعلى حتى نلامس السماء لكننا لا ندرى أنها السماء سوى بعد فترة فبعد المر ربما يأتي الحلو..!



يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-24, 10:02 PM   #915

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,645
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ونحن منهكون..

تعاندنا الحياة وتصر على إرهاقنا وكأنها تتحدانا أن تخرج منا الأسوأ..

وكأنه اختبار من القدر أن نظهر منا الأسوأ بعد أن لاذت النفس للحياة تاركة خلفها كل أذى كان لها او منها..

ولكن لم تعاندنا الحياة بتلك القسوة لك تمنحنا العتمة من موضع الأمان حتى وإن كان هذا المكان اعتدنا منه الظلام فنحن ورغما عنا نتمنى دون تصريح أن ننال منه بعض من النور ...

في نهاية يوم جديد اعتاد فيه الذهاب لوالده في مكتبته بعد أن ينهي يومه بجامه الأخير بالجامعة..

هم بالدخول إلى غرفته مبتسما من تفاصيل يومه التي اعتاد عليه برفقة والده و... عالية..

اتسعت ابتسامته متذكرا صورتها الهادئة دون ثرثرة، مزاح والده معها وابتسامتها الهادئة باستمرار، وغنوتها المفضلة..

فدندن رغما عنه مقطعها الذي اعتاد عليه ( واتذكرتك يا عالية واتذكرت عيونك ويخربيت عيونك يا عالية شو حلوين)

والغريب أنه لم يعد لعين أخرى اي ذكرى تذكر في تفاصيل مخيلته لم يعد هناك صور لها بالمرة..

اعتاد هو عالية وهدوئها وسلامها الملموس!

_أريدك بأمر هام يا سليمان..

توقف سليمان الذي أوشك على دخول غرفته والتفت لها هاتفا بهدوء :

_فلنؤجله حتى الصباح رجاء..

لكنها لم ترضخ لرغبتها ووقفت مكانها مصرة على الحديث معه ..

_لا الآن سنتحدث

هز رأسها بالنهاية مستسلما لها تابعا إياها جالسا في مواجهتها معتقدا أنها تود الاعتذار منه ربما عما بدر منها..

عانق مخيلته تلك اللحظة التي انتظرها كثيرا أن تعترف والدته ببشاعة ذنبها بالماضي ، أن تخبره ببساطة أنها مذنبة وتتمنى منه السماح ومن والده..

تخيل أن نهاية اللقاء بينهما سينتهى بعبرات والدته النادمة على ما فعلته وأنه سيمنحها عناقه حتى ينهى ذنبها كما تعلم من والده الذي سامحها بمجرد رؤيته سليما ..

-أنا سأسافر يا سليمان ..

اتسعت عينيه من شدة صدمته من حديثها الذي عارض ما ود سماعها مخالفا تلك الصورة الذي أراد الحصول عليها وبشدة..

-ستسافرين ..

همس مستنكرا لكنها لم تهتم لصدمته متابعة حديثها بهدوء وسهولة :

-أجل سأسافر ، لقد قررت الزواج من زميل لي لديه مركز لأمراض النساء والتوليد ، سأشاركه وأبقى بالخارج ..

ارتد برأسه إلى الخلف ، ما تخبره به بتر كل ما انتظره منها منذ أن أعاد لها نصف ثروتها التي كانت بدايتها مال والده ..

-أي سفر وأي زواج هل هذا ما تريدين الحديث فيه ..

هب من مكانه ودار حولها كالمجنون ، شعر أنه سيظل هكذا جائعا للمحة حانية منها دون أن يحصل عليها..

-بدلا من أن تعترفي بأخطائك تريدين السفر يا أمي..

توقف ملتقطا أنفاسه الثائرة ، عينيه المتسعة في حضرتها ، مراقبته لبرودها وكأنه لا شيء ..

-ألن تعتذري يا أمي عما كان منك بالماضي ، ألم تشعري بالندم ولو للحظة واحدة فقط، ألا تشفقي علي حالي ..

تعددت أسئلته وهو على وشك الانهيار ، تعددت وهي لا تملك له أي إجابة سوى تلك الكلمات التي ستؤلمه أكثر.

-عما اعتذر ما فعلته لم اندم عليه ، ثم لم يجب أن اشفق عليك ، لقد صنعت منك طبيبا ورجلا معه ما تتمناه أي أسرة لتزويجه ابنتهما..

استقامت من مكانها وتابعت الحديث بهدوء تام رافضة صورته تلك دون تأثر منها به..

-انضج يا سليمان ، كن عمليا يا بني ، أنا سأسافر سأؤسس لك عملك بالخارج ، وسأنتظرك تلتحق بي..

خيم الصمت على المكان لم يشعر فيها سليمان سوى بالهزيمة ، سوى النهاية ، أن جداره المتهالك لم يعد بقدرته الصمود بعد وحان وقت سقوطه ..

-أنا لن ألحق بك أبدا..

رفعت كتفيها لأعلى متجاهلة حالته متجاهلة مشاعره تلك واضعة إياها في ضعف ليس إلا..

-كما تريد ، لقد كنت أخبرك فقط بقراري أما أنت فلك مطلق الحرية..

تركته خلفها ودخلت غرفتها بعد أن أخبرته بم تريد ، تركته وهو من تمنى منها يوما ما لمحة دافئة ربما سينتهى به العمر دون أن ينالها..

والبعض منا مقدر له أن يبقى مكانه فينثر أحزانه في درب الحياة ، وبينما هو يحاول أن ينحني للملمتها حتى تأتي رياح عاتية مبعثرة أيها على مدى أكبر فينتهي هو مع ما كان..

نهاية الفصل
















أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-24, 07:46 AM   #916

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,968
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحووو
الله يشفي الوالدة ويعافيها ويطمن قلبكم عليها يارب ويحمل معك
جاري القراءة تسلم ايدك يارب

shezo likes this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-24, 09:27 AM   #917

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,689
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباحات الإبداع والسحر حبيبة قلبي

*الفصل الثلاثون ج٢*
☆ أليس في بلاد العجائب☆
كل ما يحتاجه الإنسان ليغير من واقعه الذى لا يروق له
هو أن يتعرف على نفسه يبحث عما يسؤها فيجعله نافرا من نفسه وممن حوله فإذا ما تصالح معها وأحب ذاته بدأت رؤيته ونظرته للحياة ولكل من حوله تختلف
فهو لم يعد والحياة خصمان كما كان من قبل

ما قبل دخول زهرة لمرآة عالمها المسحور متمثلة في سفيان
كانت لها صورة وتكوين مختلف وبدخولها لعالمه بات كل شيئا ملونا مختلف
كل الاحلام والمشاعر والامان متاحة تمد يدها لتنالها
تنظر في مرآتها فترى صورة نقية ليس بها أى شوائب من الماضي
ولا تلك الغربة التى كانت تحياها
صالحت الدنيا ونفسها فكافئها القدر بحب ليس له مثيل بالوجود..
هو سفيان وحسب

☆ حيرت عقلي معك☆
عندما تسكن المخاوف قلب الإنسان
يظهر مواقف وأراء تظهره جلدا صلبا ولكنه بداخله طفل صغير
يبحث عن الدفء والحنان
عمن يمسك بيده ويطمئنه بأن ما يخشاه ليس بواقع
عندها فقط لن يعيد تكرار الكلمات التى تثير مخاوفه كببغاء لا يفقه المعاني
عندها يسكن اليقين قلبه وتهدأ جوارحه

آلاءتخطو خطواتها الاولى نحو بهاء وهو يمنحها الامان عقلا وقلبا
فهو لا يبغي قولبتها في شكل آخر او تغيير قناعاتها
بل يريد منها الثقة به وفتح قلبها له دون تحفظ
دون نظرة إرتياب... دون خوف من الغد
هى تحتاج أن تطبق نصيحة زهرة بأن تحب نفسها حتى تستطيع الحياة
بغير مخاوف
وتدرك المعانى الحقيقية في علاقتها ببهي

☆نهاية وبداية☆
يصل الإنسان إلى قمة التسليم بيأسه من أن يتغير حاله يوما
فمن رافقة الحزن والشقاء لا ينتظر أن تصالحه الحياة يوما
وهو لا يدرى أن كم من نهاية كانت هى البداية
حين يخط القدر كلمته فيغير مصيره
فلا حزن يدون ولا فرح يدوم فبينهما كلنا عالقون

ينجو على بآصابات بسيطةةبينما عادل وزوجته يبدو هالكين
مع نجاة تؤمها والذى سبحان الله يكونا ايضا فتاتين
وما اجملها رزقة الله فنحن لا نختار بل نسعد ونرضى وكل عطاء الله جميل ولكنها جاهلية لا تريد مغادرة العقول أبدا
وايضا سبحان الله فقد يكون من نصيب فرح أن تقوم هي بتربيتهما
فما اظن تلك الطامعة نوال تعتني برضيعين

☆ عشم إبليس☆
عندما يضع المرء بنفسه أملا ان يحصل على الإهتمام والحنان والتعويض
عما لاقاه من شخص أناني لا يبالي سوى بنفسه وبمتطلباته ورغباته
فهو كمن يريد إطفاء النار باللهيب
فمثله لا يبالى بمشاعر الآخرين لا تجتاحه لحظة ندم
لا يتق الله في نفسه فكيف يتقيها في الآخرين

كوثر تلك مثال صارخ على الانانية والمادية المجردة من المشاعر والاحاسيس
فمن لا تبال بإبنها لا ينتظر منها برا ولا إحسان ولا ندما لآخر يوم بعمرها

سلمت حبيبة قلبي
كل السعادة لقلبك وأكثر

Ektimal yasine likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-24, 09:30 AM   #918

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,689
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا حبيبة قلبي أسوم

*ما هذا السحر والجمال حبيبتي.. مشاهد زهرة وسفيان فوق مستوى التعليق رائعة أكثر من أى كلمات
عبرت عنها بكل الإبداع بكل تلك المراحل التى رتبها سفيان بعشقه
بدءا بالاندلس وكأنه يستعيد غرناطة ونسكن ثانية قصر الحمرا
الذى وثقه بكل تلك الصور بكل الحب الذى يهبه لزهرة منفذا إستغلاله اللذيذ

* ياااه يا جميلة..ما أروع مشاهدك اليوم
آلاء وزيارتها المذهلة لوالدى بهي وتلك الحياة الجميلة الطبيعية
التي إفتقرت كل عناصرها ببيت والديها
كل الاجوبة تجدها بدون تساؤل

*وما اجمل قياسك مشاهد من مسلسل لن أعيش في جلباب أبي وإسقاطه على كل مخاوف آلاء التى دحضتها والدة بهي التى كانت أكثر تمردا منها بالماضي
وهو أن الحياة الزوجية والحب ليس ندية أو صراعا بل هو إحتواء

*ما أجملها العبرة التى اوردتها من خلال نتاج حادث على وشقيقه
فالرضا بالمقسوم عبادة لمن يتعظ

حيث يجد على فرح هى التى تواسيه وتحتضن أوجاعه
في إشارة كبيرة على سفاهة تفكيره حين لم يرض بقضاء الله
بحمده على سعادته معها
وهذا ما أفتقده شقيقه تماما رغم حصوله على الابناء
حتى فقد حياته بجوار سعادته المفقودة

* لنتركنا من تلك الكوثر فلتذهب هلى الجحيم
مع أن أمثالها هم من يجعلوا حياة من حولهم جحيم
*ولكنى ألمح يا جميلة مشاعرا صادقة من قبل سليمان لعالية
وهما كوبل يليق ببعضهما تماما
فعالية على النقيض تماما من هنا التى تشبه كوثر ولكنها الصورة الخائبة منها

Ektimal yasine likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-24, 09:35 AM   #919

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,689
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


Ektimal yasine likes this.

shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-24, 01:34 PM   #920

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,968
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

الله الله روووعة تسلم ايدك يارب
انس وسفيان وبهي بدنا منن كتير بالواقع حب وثقة وتفهم
حبيت تركيزك.مرة تانية عا مفهوم الحب وحب وتقدير الذات شرط لحب وتقدير الناس النا
للاسف الزهراء والاء عاطول بمفاهيم مشتتة زمغلوطة وحيرة نتيجة علاقة سلمى وكرم ياللي أخيرا عرفوا هالشي الزهراء سفيان وراها الثقة والحب كيف ليكونوا و هلأ الاء عم تعايش تجربة جزديدة عليها افتقدنا عند أهلها مع انس ووالديه عيلة الود والاحترام والسكن هوي ياللي بيخلص والدفء يسود ما في فرض أو اجبار انما إستماع وحوار مشهدها وهيي مع والدة بهي عا أد.ما وجعني قلبي عليها عا أد ما طمنت انو أمورها باذن الله ماشية بطريق صح كلام والدة على حط أصابعها عالجرح وعالجت مكمن العلل و انو مشاكل المرأة ما تتلخص بالزواج عليها راح تكون نرشدتها تخرجها من توهانها وتوضلحها الامور ياللي كلو لازم سلمى تعرفها عليها لكن سلمى عاشت نفس الحيرة لانو حست نفسها انفجرت عازواجها والدتها بنفسها وتركت بناتها لافكارن شابة المشهد حلوة عبر ودروس
الزهراء والاء ربنا عاصم العيلة راح تكون الن حضن ودفا
فرح بنت اصول وحبها لعلي تعلب عاكلشي سبق
هلأ علي عرف انو لو تابع بزواج كان راح يعيش العمر ياللي عاشو اخوه عادل هل هاد ذنب فرح.ما فيي قول هيك بس الاكيد ربنا تعالى ما بدو يضرها واحاها العوض بتمنى بتوام راح يكونوا الها بناتها ربنا تعالى بيعطي من واسعو اذا عطى
كوثر بئس الام و لزوجة حتى للاسف مو عارفة مقدار غلطها بحق ربنا وبحق ابنها حملت السكين ياللي انذدبح فيها فوتوشوب بالندم والصحية كانت الزهراء والصحية الأكبر ابنها عا أمل يشوف الدفء والسكن ياللي ما عايشين مع والدتو عند ابوه وها امل عالية تكون سكن لروحو
شو ما قلت قليل ابدعت ماشاء الله فصل السلامة الست الوالدة يارب

رجوة2 and shezo like this.

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.