آخر 10 مشاركات
[تحميل]رواية لعبة القدر/ للكاتبة شيماءمحمد ShiMoOo، مصرية (الكاتـب : Just Faith - )           »          للحب سجناء (الكاتـب : طيف الاحباب - )           »          ذكرى التوليب (1) .. سلسلة قصاصات الورد * مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان الشاعر - )           »          لست بريئة (6) *مميزة & مكتملة*... سلسلة قلوب منكسرة (الكاتـب : هند صابر - )           »          أَعِدْ إليّ بسمتي (الكاتـب : نهى_الجنحاني - )           »          الابتزاز العاطفي (72) للكاتبة: لين جراهام .. كاملة .. (الكاتـب : سما مصر - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree6588Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-23, 04:43 PM   #1031

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,928
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 27-07-23, 06:43 PM   #1032

dinosaure

? العضوٌ??? » 383625
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 120
?  نُقآطِيْ » dinosaure is on a distinguished road
افتراضي

سلامووو
بانتظار الفصل متشوووووووقة
يعطيك العافية❤️❤️


dinosaure غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-23, 07:20 PM   #1033

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الواحد وعشرون

.

.

ولا تجعلنا يا الله من الذين ..
عابوا ثم ابتلوا ..
بما عابوا ..
اللهم لا تبتلينا بعيب .
كرهناه في غيرنا ..

****

" ربّنا لا تُحملّنا ما لا طاقة لنا به
وأعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا
انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين "

.

.

====================


جلست أفنان تحتضن كفيّ سحاب بين كفيّها بحنان أختٍ نابع من أعماقها فتهمس بوجل :- يا الله ما هو متخيلة للحين أنه ربي حفظكم كل يوم احمد ربي على هالنعمة وأشكره ..
همست سحاب بشرود تنظر أمامها :- الحمدلله أنا بخير انحرقت حروق بسيطة .. بس الغامد ..!!
زمّت شفتيها المرتعشتين بقوة تمنع دموعها فتتابع بخفوت آسي :- كثير تضرر يا قلبي وهو يحميني ويحاول يطلّعنا من الشقة بس نقول الحمد لله أنها جات على كذه ..
" التماس بالكهرباء " بالقواطع الكهربائية لغرفة المعيشة سبب بسيط أدى لكارثة احتراق الشقة ..
لا لم يكن بسيطًا ابدًا ..!!!
لقد احترق عشّها الصغير و احترق معه ذكرياتها واحلامها بحلوها ومُرّها ..
هي لم تبقى إلا يوم واحد في المستشفى حتى يطمئنوا عليها وخرجت لمنزل عمها ..
وها هو زوجها يخرج اليوم وقد مضى بضعة أيام و تحقق قول الغامد المازح بعبث بالرغم أنه لم يقصده فعلًا لوضع سرير في المنفى ..
فأصبح ذلك المنفى الذي تنوي دفنه به هو
" عُشهما " المؤقت ..
ومخاوف تغتالها وتخترق جذورها القاسية وكم تخشى أن تدفن نفسها معه ..
بسبب هذه المشاعر التي باتت تسيطر عليها تجاهه ..
كلاهما حروقهما سببت لهما الألم البدني قطعًا ..!!
أما الألم النفسي ..!!
فهي قد غمرها الخوف من النار والحريق و لم تستطع النوم بضعة أيام ..
أما هو فلا يبدو أنه قد تأثر نفسيًا …
وقد عاد لمزاحه السخيف مع الجميع حتى وهو يتألم جسديًا بالرغم أنه قد " تشوه " …!!
و له النصيب الأكبر من الحروق العميقة التي لا تتطلب تدخُّل جراحي ..
ولكنها تحتاج للوقت حتى تلتئم وتتعافى ..
و لا يستطيع النوم دون أخذ المُسكّن حتى وان فعل فتسمعه يئن ألمًا في نومه
فيتمزق قلبها عليه ..
ومع ذلك …
هي لم تسمع يومًا أنه قد غضب غضبًا عارمًا أو كان حزينًا ..
تساءلت كيف يكون غضبه ؟!
وكيف يكون حُزنه ؟!
هي لا تقصد ذلك الغضب البسيط الذي يغضبه اذا استفزته فينسى الأمر سريعًا وبنفس اليوم ..
فهو بشوش ومرح وسخيف بلسانه دومًا مع الجميع و تحسده على قوته الدفينة ومجابهته الألم ..
كانت تتمنى ان تدخل لأعماقه …
فتعرف بماذا يشعر ؟!
هل حقًا مثلما يُظهر ؟!
أم أنه يُخفي عنها ما هو أهم وأعمق ؟!
ولكن صرحّ عظيم يقف بينهما لا ما حاله يمنعها من الاقتراب والتسلل ..
شعور متناقض وغريب تشعر به نحوه ..
مره تتألم لأجله وحزن عميق يملأ جذورها عليه ..
ومره جرثومة خبيثة عبثت وعاثت في عقلها فسادًا
جعلتها تتشفّى به ..!!
لقد اصبح مشوهًا …!!
مثلما كان يقول عنها تمامًا وكأن الأمر كما قال القائل " من عاب ابتلى "
اجزاء من ذراعه وساقه وجزء من وجهه الوسيم احترق كلها ستلتحم وتتعافى مع مرور الوقت …
وقد لا يبقى أثرًا لها ..
ولكن ماذا عن جروح روحها المُتقرّحة ؟!
من سيُشفيها ويضمدها ويُمحي آثارها ؟!
نعم هو تغير معها ..
ولكنه لم يفكر أن يعتذر عن سمومه التي كان يقذفها ..
لقد استكثر عليها حتى الاعتذار البسيط من شفتيه ..
أخرجها من شرودها صوت أفنان يقول بحنان أمومي :- الحمد لله على سلامتكم يا حبييتي و بإذن الله كل شيء يرجع مثل أول وأحسن لا تشيلين همّ ..
ربتت سحاب على كفّها ترد عليها بفتور :- الله يسلمك ..
لو تعرف أفنان ما يدور برأسها وبأنها تنوي تركه بعد أن يستعيد جزء من عافيته لعاتبتها كثيرًا وحاولت بشتى الطرق أن تمنعها عن ما تنتويه ..
ثم لم تلبث أن نظرت لأفنان :- معليش يا حبيبتي عطلّناكِ عن سفرة الكويت المفروض انك مسافرة من مبطي ..!!
هزت أفنان رأسها نفيًا لتجيب برقة :- أبدًا ما كنت رح اقدر أرتاح واسافر وأفرح قبل اطمن عليكم .. غير أنه أنا تعبت شوي وجت بسيطة الحمدلله ..
حين قالت ذلك ..
لاحظت سحاب الشاش الابيض الذي يلف ساعد افنان ..
لتقول بخفوت :- ليش وش صار لك ؟!
فترد افنان بابتسامة جذلى :- عضتني قطوة شارع مشاغبة و طلعت مسعورة .. اول مره أعرف هاذي المعلومة .. طلع الموضوع خطير ما هو مثل قطوات البيت المدلعات ياخذون تطعيمات ومهتمين فيهم ..
و ما اهتميت صراحة و بعدها ارتفعت حرارتي ..
فتشوح سحاب بكفها بمرح بينما عبس وجهها قليلًا :- يووه عاد انتِ عشق للقطوات شفتِ اشارة ربانيه عشان لا عاد تلمسينهم ..
ضحكت أفنان بمرح بينما قالت وقد سرحت نظراتها :- حتى طراد ما يداني الحيوانات يقول كلهم امراض ووصخين ..
ثم نظرت لعينيّ سحاب وقالت بابتسامة مع ضحكه صغيرة :- عاد كنت امس بقوله ودي أجيب قطوة اهتم فيها .. بس يوم قال كذه سكت ..!!
هذه المرة ضحكت سحاب عاليًا لترد :- وهو صادق وش لكِ بالشقا ؟! لو مستوى هرمون الأمومة عندك مرتفع لهاذي الدرجة جيبي لك طفل ربيه أحسن لك من القطوات …
امتقعت ملامح افنان بصدمه تخللها الألم العميق الذي ارتسم على ملامحها و سرت رجفه على جسدها الغضّ ..
فلاحظت سحاب انفعالها لتسألها بقلق :- أفنان فيكِ شي يا أختي ؟!
زاغت عينيها وشتتّ أفنان نظراتها عن نظرات سحاب التي تكاد تخترقها وهمست بفتور تبلل شفتيها :- لا ما في شي لا تشيلين همّ ..
نظرت لها سحاب بعدم تصديق و تأكدت أنها تخفي أمرًا مهمًا ومهمًا جدًا ..
فاستخدمت سلاحها السرّي لتمسّ نقطة ضعف أفنان وقالت تهز كتفيها بلا اهتمام :- بكيفك .. يمكن لو رزان موجوده تقولين لها هي اقرب لك مني أكيد ..
شهقت أفنان منتفضة بغضب رقيق ونظرت لسحاب مقطبه الوجه و تمتمت بالحوقلة
“ لا حول ولا قوة إلا بالله “
ثم تنهدت وقالت بصدق متأني :- لا والله .. كلكم خواتي واحبكم نفس الشي ومعزتكم وحده بزعل منك مرة ثانية لو تقولين كذه واصلًا هالشي ما اقدر حتى أقوله لرزان ..!!!
قطبت سحاب حاجبيها وعدلت جلستها لتستدير لأفنان و تحفزت حتى تشجعها على " الفضفضة "
علّها تُفيدها أو تنصحها …
فالواضح أن أختها بدأت تتوتر وتفرك اصابع كفيّها ببعضها ..
وكأنها لا تعرف من أين تبدأ ؟!
فاشفقت عليها سحاب تنتظرها بصبر ..
ثم سخرت من نفسها بمرارة وهي التي ربما من تحتاج لأحد أن ينصحها ويساعدها ..
أما أفنان فقد كانت تائهة وضائعة كما لم تكن من قبل ..
تحتاج أن تخبر أحدًا علها تجد منفذًا لروحها فقد تعبت من الصمت وشعرت بشيء ما يُطبق على صدرها و إلا ما كانت لتتحدث أبدًا عن حياتها الخاصة فوجدت أن سحاب أختها هي الأقرب ..
و بخجل شرحت أفنان بعض من مأساتها ..
وصمتت ..
فلم تتمالك سحاب نفسها أن تضحك بصوت مرتفع وتقول من بين دموع ضحكاتها :- أنا اسفه يا فنونه بس سؤال انتم شلون صامدين هالفترة صار لكم أسابيع ؟! وش هالجبروت الي فيكم ماشاء الله ؟!
تأففت أفنان بضيق :- يا مليقة عاد لا تخليني أندم علمتك أكيد في اسباب من طرفي ومن طرفه ..
ضحكت أفنان وقد أصبحت تتحدث مثل طرّاد وتسقط الكلمات الكويتية سهوًا دون أن تشعر ..
و هزت سحاب رأسها بتفهُمّ وردت بتوجس :- أكيد .. أكيد .. وش اسبابك ؟!
شرحت لها أفنان جميع مخاوفها ..
فهمست سحاب بخفوت حزين :- يا الله .. حسيت انك متأثره بالموضوع هذا ولا كان ودي تحطين نفسك بهذا الموقف وتتزوجينه .. قدر الله وماشاء فعل ما في حل غير تكلمينه وتصارحينه وتقولين له هالشي ما ينفع تسكتين ..
فردت أفنان وغصة تحتكم حلقها :- أستحي شلون بقوله و هو الي شارط هالشرط ؟!
مادري يمكن هو يحب اختي للحين ومتعلق فيها وبذكراها وما يبغى يخونها معي ..
وعشان كذه ما تزوج من اربع سنين ..!!
ولا أنا أقدر أتقبل هالشيء ..
نفضت سحاب رأسها من بعض الأفكار وقالت بمنطقية :- ما اظن الرجال فيهم وفاء مثلنا حتى لو يحبها ويموت فيها ما اتوقع سبب منطقي واربع سنين ما يتزوج وعنده عيال يحتاجون أم ..
أكيد روان خلته يعاف الحريم كلهم ..
رفعت سحاب عينيها لأفنان ببؤس مختلط بالارتياب فتهمس ببعض التردد :- يعني أنا آسفه بس أختك تهججّ بلد بحالها وانتِ لأنك تحبينها وتعزّينها ما تشوفين عيوبها لازم تفهمين منه وتعرفين وتشرحين له مشاعرك وخوفك ..
أما عن سحاب فهي تعرف أختها روان …
وكم تستطيع أن تُخرج الانسان عن طوره بلحظة واحدة ..
رأتها بضع مرات قليلة جدًا في محاولة واهية من والدها لتتعرف بأخواتها منذ زمن طويل و لم تتفقا مطلقًا منذ المرة الأولى ..
و كانت روان بعمرها و رزان كانت تصغرهم بعام ..
فلقد اكتشفت خالتها منال أمر زواج زوجها بعد أن أنجبت رزان ببضعة أشهر …
ليجن جنونها وتطلب الطلاق فورًا ..
أما حياتهم قبل الطلاق تكاد تجزم أنها كارثة مما تسمعه بشكل متفرق من الناس ..
مشاعر رزان نحوها منذ سنوات وإلا الآن محايدة …
فلا هي التي تحبها ولا هي التي تكرهها ..
أما روان فكانت البؤرة الفاسدة خلف واجهتها الصلبة المبتسمة و مؤذية بالفطرة ..!!
و كانت تكرهها بشدة كره ينضخ من عينيها السوداوتين كالرخام المصقول ..
و يتأجج حقدها عليها في كل مره تراها صدفه و تنفث بها سمومها بقدر ما استطاعت من قوة ولسان سليط ..
وحتى أنها في المرة الأولى التي رأتها بها وقد كانتا في سنّ المراهقة هجمت عليها روان كقطة شرسة لتضربها بشدة آنذاك وتشد شعرها حتى علقت بعض من خصلاته بين اناملها ..
كانت تتركها سحاب لتخرج غيظها المدفون ولم تكن لتلومها أبدًا على كرهها ..
إلا أن أتت أفنان لتنقذها وتحررها ..
ولكنها حزنت كثيرًا لأجلها وبكت كثيرًا كما لم تبكي من قبل على وفاتها في غمرة شبابها ..
مهما فعلت بها من أذى لم تكن لتتمنى موتها وخلفها صغيرين لم يعرفا حضن والدتهما ورائحتها ..
همست سحاب لنفسها ..
" حسبي الله ونعم الوكيل .. استغفر الله .. استغفر الله .. لا اله إلا الله … وش ذكرني فيكِ الحين ؟! حتى وانتِ ميتة الله يرحمك ما عتقتيني لوجه الله وخلّيتيني أتكلم عنك "
أما أفنان فغامت عينيها بضيق وشعرت بحائط صلب أطبق على صدرها ..
لا تعرف كيف ستتصرف وهي واثقة أن الحوار بين الزوجين مهم بجميع أمور الحياة ..
هي محتاره وتشعر بالخجل و ربما عليها أن تبادر بحاورات بسيطة وتكسر الصمت القاتم فلقد بدآ يعتادان على بعضهما ..
همست في داخلها بشغف عميق ..
" ياااا رب دلني على الطريق الصح وين ما كان وريح قلبي وعقلي "
مطت سحاب شفتيها وفردت ذراعيها بتساؤل تعود لموضوعهم المُنهك :- طيب ولا مره صار شي خلاك تحسين انه أخلّ بالشرط ؟! عشان نعرف وش نسوي ؟!
زمّت أفنان شفتيها بخجل فبدت كمراهقة تترصد ابن الجيران لتهمس بينما تعض سبّابتها برقّه :- قبل كم يوم حضني و باسني بس ..!!!
تفاجأت سحاب لتقول بذهول ساخر :- خمس شهور و بسسس باسك وحضنك يا صبركم والله …
ثم مطت سحاب شفتيها لليمين واليسار لتتابع بنفس السخرية :- يا فرحتي تطور ملحوظ ما شاء الله .. إيه وش السبب الي خلاه يتمادى كذه ؟!
ضحكت أفنان عاليًا بمرح لتتذكر فتقول ببراءة كطفلةٍ وديعة :- كنا داخلين ننام وخلصت وردي وسمعت صوت برّه الغرفة ومزهرية انكسرت .. فخفت ورحت قلت له ونزلنا تحت وصار الي صار .. وبعدين طلعت القطوة العضتني هي السبب ..
هزت سحاب رأسها بتفهُمّ تكتّف ذراعيها لصدرها ..
وهمست بضحكة :- والله غيرتِ لي جوي يا أفنان وأنعشتِ روحي بسوالفك …
ثم لامست سحاب ذقنها بأصابعها باستغراب شديد وهمست بضحكة مستنكرة :- خمس شهووور .. لا .. أنا لازم اشكر القطوة على هاذي البادرة الطيبة منها ..
ضحكت أفنان عاليًا والخجل يغمرها لأقصاها و وجهها يتخضب بالحُمرة و يكاد ينفجر كالقنبلة النووية …
فمنذ ذلك الحين وهي لا تستطيع وضع عينها في عينه و تحاول تحاشيه قدر الامكان ..
أما هو فقد غضب منها بالبداية كان غضبًا واضحًا وسرت رعشة ذعر على جسدها وخافت ..
أن تلعنها الملائكة لأنها رفضته بوضوح ..
قاطعت سحاب أفكارها هامسة تربت على فخذ أفنان :- الله ييسر امرك .. بإذن الله تنحل حاولي اذا لقيتِ فرصة تتكلمين أهم شيء الفرصة إذا لقيتيها لا تسكتين …
بكرة بتروحين الكويت ممكن تكون فرصة حلوه يذوب الجليد ومنها تغيرون جو ..
هزت أفنان رأسها بموافقة ..
فهي تخشى من القادم ولا تعرف كيف ستكون رده فعله ؟!
ثم تابعت سحاب بنصائح لم تتوقع أنها تجيد طرح النصائح ..
بل جعلتها تبصُق على نفسها لأنها لم تستطع أن تجد حلًا لمعضلة حياتها وتصرّ على الانفصال ..
بينما تحاول مساعدة أفنان التي لم تقصرّ معها يومًا ..
بصوت هادئ ورقيق تنفذ لأعماق أفنان الحزينة وتلامس مخاوفها وتطمئنها :- أنا أدري ما أمداك تجهزين جهاز عروس ويمكن وضعك يخليك شوي حريصة على لبسك ..
غمزت لها سحاب بمكرٍ لذيذ :- حاولي تغيرين شوي شوي طريقة لبسك عنده ما هو دفعة وحده وشغلي كيد النسا وتدلعي تراه زوجك وابو عيالك و روان تصدقي عنها كثير كل ما جت في بالك وانسيها ..
صدقيني الحين هي لا همها زوجك ولا أي شي ثاني ما تبغى منك الآن إلا الدعاء والصدقة
فالحيّ أبقى من الميّت ..
وكأن كلام أختها عن الأطفال قد لامس روحها وغمرها بحنان أمومي و هي تعتبرهم أطفالها وأطفال طرّاد …
حينما قالت " أبو عيالك " ..


====================


كانت أفنان تتأكد من ترتيب حقيبة الأطفال و حقيبتها وترى الناقص من اغراضها وملابسها و أخذت معها بعض الملابس الخاصة بالمناسبات ..
ومكياجها و زينة شعرها …
فعليها أن تظهر هناك بأبهى صورة كعروس بما أن العيون ستركز عليها ..
فلقد اخبرتها خالتها أم طرّاد أنه ستُقام عزيمة كبيرة في منزل عائلتها على شرف حضورها ورؤية
" عروس طرّاد " وكأنها لوحه مزينة وجميلة للتأمل ..
تنهدت بكبت ..
عروس طرّاد كم هي جميلة هذه العبارة ودغدغت مشاعرها لو أنها حدثت فعلًا بظروف مختلفة ..
انهت تجهيزاتها سريعًا فهم سيخرجون للطريق بعد قليل ..
أما الأطفال فقرروا الذهاب مع عمتهم " فيّ " في سيارة زوجها فلم يُمانعا بأخذهما ..
قاطع شرودها صوت طرق الباب فذهبت بنفسها لتفتح الباب وقد ظنت أنها الخادمة ..
ولكن كالعادة أطلّ عليها الطرّاد بهيئته الضخمة التي أجفلتها ..
والتقت عينيها بعينيه ذات السّواد الداكن كظلمة بحرٍ أسود لا قرار له ..
فيهمس ببعض القلق الذي ظهر بصوته الخشن فجعل دقه من دقات قلبها تقفز لقلقه الواضح للأعمى عليها :- كيفك اليوم ؟!
و عرفت أنه يسألها عن مرضها والعدوى التي انتقلت لها ..
فردت برقه تُطمئنه :- الحمدلله بخير اليوم أحسن بكثير ..
ثم قال معتذرًا :- آسف لأنه أول سفره لك معي وبسفرك بالسيارة كلها يومين واحتاج السيارة وصعب اشحنها لهناك وارجعها وجت فجأة السفرة بدون تخطيط ..
ابتسمت له فهي متحمسة للسفر برًا قد يستطيعان أن يبدآ حوارًا ما و يتعرفان على بعضهما من قُرب بما أن الطريق طويل نوعًا ما ..
وردت :- لا عادي لا تشيل همّ أحب سفرات الخطّ ممتعة ..
فيقول بهدوء دون اي تعابير على وجهه :- طيب يلا جيبي الشناط أنزلها السيارة يوسف جا من شوي وأخذ العيال ..
فقالت بهدوء :- ما هو تعب عليهم ياخذون الأولاد ؟! أخاف يشغلونهم ..
فرد طرّاد :- لا عادي متعودين دايم كذه بهاذي السفرات السريعة تاخذهم فيّ أو رنا في السيارة ..
مضى الطريق هادئًا والصمت يُخيّم على المكان فأرادت أفنان كسره ..
وقد لاحظت بعد رفضها له تلك الليلة قد بدأ يعود لقوقعته فلا يتحدث إليها إلا إذا سألته شيئًا ..
كانت قد أزالت النقاب بعد أن استأذنته
وسمح لها فالطريق خالٍ من السيارات غير أن سيّارته مظللّة ..
فاسترقت له النظر لجانب وجهه وذقنة الحليقة حديثًا كالمسطرة ..
ورائحه عطره باهظ الثمن ينتشر بالسيارة فهو دائمًا وبكل وقت يتعطّر ..
حتى شعرت بالسوء من نفسها وهي تحاول أن تتذكر المرات التي تتعطر بها خلال اليوم بخلاف عطرها بعد الاستحمام وقبل النوم ..
فهي تعتمد أكثر على النظافة والصابون ..
ثم نظرت لشعره الجميل كأجنحة الغراب مُسرّح باتقان للخلف ..
ويلمع عندما يستدير إلى أشعة الشمس الناعمة التي لم تشتد حرارتها حتى الآن في ساعات الصباح الأولى ..
لحظه ..!!
هل يضع الجلّ ؟؟!
حسنًا …
الآن عرفت من أين يحضر سعود عُلب الجلّ ويصر وضعه على شعره كيّ يقلّد والده …
وبما أن الطريق طويل وهي تتوتر من الصمت القاتم ..
فلم تتمالك أن تقول بتهور فضولي و رقيق :- ترى الجلّ مضر للشعر ويسبب تساقط إذا حطيته دايم ..
القى لها نظرة متفاجأة وقد فترت شفتيه قليلًا يزفر نفسًا لاهبًا ثم عاد بنظراته للطريق فلم ترى ابتسامته المسرورة ..
ولكنها سمِعت صوته الخشن يرد بهدوء يناقض مضخة قلبه التي تنبض من بدأها الحوار البسيط كاسرة الصمت المقيت :- ما هو دايم أحطه على الهفّة بس ..
فتقول بإبتسامة شغوفه :- سعود يقلدك ويجيب لي علبه الجل من غرفتك عشان أحط له الحين عرفت السبب ..
فيرد طرّاد ببساطةٍ ماكرة :- حتى لولو تقلدك كثير بس ما عرفت السبب للحين ..
ارتفع حاجبيها بتوجس وسألته بارتياب :- وش قصدك ؟! ما قد شفتها تقلدني ..!!
ألقى لها نظرة عابرة شعرت بها أفنان تخترقها بوقاحة ..!!!
ولا تعلم لما زحف الاحمرار على وجهها حتى كاد ينفجر من نظرته الوقحة ..!!
أما طرّاد فقد فضّل الصمت …
بالطبع لن يخبرها أن ابنته تُحضر له من غرفة أفنان بعض من ملابسها الخاصة ذات الألوان البراقة ..
فتطلب منه بإصرارها البريء الطفولي أن يجلب لها مثل ملابس “ ماما أفنان “ !!!!!
ومرات أخرى تجلب له طلاء الأظافر ليضع لها ..
لأنها ستصمت الآن لو أخبرها ..
وآخر ما يريده الآن هو أن تصمت ..
يُريدها أن تغرد وتطرب أذنيه بصوتها الناعم الذي يناقض خشونته ..
فاكتفى أن ينظر لها بإبتسامة أثارت توجس أفنان وارتباكها بشدة ..
ثم رد بهدوء يناقض ما يجول في خاطرة :- يمكن بعدين أقول لك ما عليكِ حنّا ستر وغطا …
رباااه ..
لقد أثار حيرتها أكثر برده وحاولت تجاهل ارتباكها لوقتٍ لاحق …
ثم لاحظت بلوزته القطنية البيضاء ذات نصف الكُمّ وهي تعرف أنها باهضه الثمن ..!!!
ولكن في الحقيقة وبرأيها الشخصي لا تستحق هذا الثمن فهي عادية جدًا ..
فقط من أجل ذلك الشعار الموجود على صدرة ..
فهي تذكر أن وضعه المادي كان عاديًا جدًا ..
يُثير استياء روان وهي تطلب منه الكثير فيرد عليها أن تصبر حتى تتحسن أوضاعه قليلًا ..
رغم أنها كانت ترى أنه لم يقصرّ معها وتحُّثها على الصبر حتى تنال في النهاية ..
فلذلك انتابها الفضول أكثر و سألته بهدوء :- أبو سعود من بعد إذنك إذا ما تشوفه تطفل أو فضول وش تشتغل بالضبط ؟! أذكر كنت تشتغل بمستشفى ؟!
يعني وش درست من البداية ولوين وصلت ؟!
ألقى لها نظرة سريعة مضطربة لبدأها حديث معه في مواضيع لم يخوضوا بها من قبل …
مواضيع عميقة و أكثر خصوصية مما كانا يتحدثان به ..
حتى زوجته السابقة لم ينتبها الفضول حوله بأي شكل من الأشكال ولم تسأله عن أي شيء فقد كانت تعرف أنه يعمل في المستشفى وحسب …
فتظنه مليونير ..
مُتطلّبه كثيرًا بالرغم أنها كانت موظفة ..
وهو يطلب منها أن تصبر ولكن يحاول جهده أن لا يقصر معها ….
علّها تتحسن وتتعدّل مع الوقت دون أن يُفسد زواجه منها خاصة أنها كانت حامل وقد بدأ يلاحظ تصرفاتها المُقيتة آخر فترات زواجهم قبل موتها فيتجاهلها برقيّ حتى لا تكبر المشاكل ..
أما أفنان فمنذ دخولها لمنزله لم تطلب شيئًا شخصيًا لها ولا يسمح لها أن تصرف من مرتبّها فهو لها و هو المسؤول عنها وكان يُعطيها بإرادته كما كان يعطي أختها ..
ولكن اعجبه ذلك كثيرًا أن تسأله وتحاول أن تعرف عنه ما يجهله الكثيرون ..
أليست زوجته وشريكة حياته ؟!
فمن حقها أن تعرف ما لا يعرفه الجميع ..
توتو قليلًا عند تلك الجملة " شريكة حياة "
إلى متى يا ترى ؟!
ثم عاد بنظراته للطريق وأجّل التفكير بالأمر ..
ويديّه تتشبثان بالمقود قاطبًا حاجبيه بينما ارتسمت ابتسامة جانبيه على شفتيه لم تستطع أفنان إلتقاطها ورد ببساطة :- لا عادي اسألي الي تبين .. الصراحة كنت ناوي أدرس الطب بس للأسف النسبة ما كانت تشرّف ..
ونظر لها ببعض الحرج الذي خلطه بابتسامه صغيرة ..
فضحكت أفنان بخفه وهمست بعدم تصديق
:- مستحيل أبدًا ما هو باين عليك أحسك كنت دافور بالمدرسة .. حتى خالتي تقول أنك كنت تجيب نسب عالية أكثر واحد من اخوانك ..
فأجاب بصدق تخلله بعض الندم ولكن عندما يُفكر الى ما وصل إليه يُزيح الندم جانبًا :- يعني ما هي مره ممتازة هي النسبة كانت ناقصة شوي لأني ما شديت حيلي بسبب وقتها كان في بطولة
“ الرالي “ مرة مهمة واتابعها ..
( الرالي سباق سيارات )
شهقت أفنان بصدمه :- عاد حرام كان شديت حيلك شوي والبطولة وش المهم فيها ؟! لاحق عليها ..
ضحك بخفوت …
لترد أفنان بيأس مقهور عليه :- بس قدّر الله وما شاء فعل أكيد أمر المؤمن كله خير ..
ثم تحمست لتعرف عنه المزيد فهتفت بحماس ونهم :- وبعدين وش الي صار ؟!
فتابع طرّاد بهدوء مستمتعًا بالحوار الدائر بينهما :- فاضطريت وقتها ادرس التمريض وانا كاره الدراسة بس مجبر عليها ..
فتقاطعة بمرحها اللذيذ وقد شعرت أنها انطلقت بالأحاديث معه بكل راحة دون أن تدرك :- أكيد مجبر طبخ طبختيه يا الرفلة اكليه ..
نظر لها يرفع حاجبيه بصدمة من تباسطها معه ولكنه ابتسم وسعيد لتلك الحواجز التي تتساقط بينهما هذه اللحظة ..
كاتمًا ضحكةً صاخبة ليتابع بنفس الهدوء :- ترى عادي مانيب ندمان لأنه الي صار بعدها كله خير ولا تخيلّت إنه بصير ..
فتهمس برقة تنظر لأغراضه باهظة الثمن وكسيارته الفارهة :- أكيد من لُطف الله فينا يعوضنا بأشياء ما نتخيلها عاد متحمسة أعرف وش سويت ؟!
فيُشبع فضولها النهم تجاهه سريعًا :- وبعدها تخرجت و اشتغلت ممرّض بمستشفى لفترة بس كرهته جدًا وقفت الحلطمة و بديت افكر اشتغل شغلي الخاص و بشيء أفهم فيه وضمن مجالي ..
ففتحت محل للأدوات والمستلزمات الطبية ..
همست أفنان بانبهار وبرقت عينيها بفخر ضخّ من حدقتيّها وتمدحه :- ما شاء الله تبارك الله .. مره حلو أنه خليت لنفسك دافع من الكُره مع انه ما عجبتك دراستك بس خلتك تفكر خارج الصندوق وتنجح .. بعض الناس يدفن نفسه ويتقبل مصيره وش ما كان بدون ما يحاول ويغامر ..
نظر لها ببهوت متعجب وهاله أن يرى نظراتها الواضحة و المُفتخرة به و حديثها الراقي والمُنمّق بأدب وشيءٌ ما داعب نياط قلبه ..
فيقول بهدوء مما يُرقق من نبرته الخشنة :- النجاح كان صعب ما هو سهل أبدًا ..
يوم فتحت المحل ما تركت شغلي بالمستشفى لأني ما اعرف وش بصير ؟! بنجح ؟! ولا بفشل ؟!
فكنت اطلع الصباح للمستشفى و أطلع و أروح أشيك على الشغل ..
وبعدها بدأ يكبر الموضوع أكثر وأكثر وصرت أموّل أجهزة ومعدات وأسِرّة طبية للمستشفيات و لمّا كبر الشغل وثبتّ رجلي بالسوق ….
وما عاد أقدر أجمع بين الاثنين من الضغط الي مريت فيه استقلت من المستشفى ..
ثم عاد ينظر لها مجددًا وكأن النظر لها متعة بنظراتها الرائعة التي تنظر له بفخر سحيق ..
لكنها أفسدته عندما قالت ببعض الحسد المُزيّف فتضرب بكّل الرقي والأدب عرض الحائط :- على كذه وفوق هذا التعب تستاهل الأشياء الغالية الي تشتريها وتدلع نفسك ..!!
هذه المرة لم يستطع أن يمنع ضحكته الرجولية المرتفعة أن تصدح كجلجلة الرعد …
مما أثار بعض القشعريرة في أوصالها من ضحكته الخشنة الرائعة ..
أمّا طرّاد فيعجبه تباسطها معه بهذا الشكل فتبدو له بريئة فيريد أن يسبر أغوارها ويعرف دواخلها وأن تظهر على حقيقتها دون أي تصنّع ..
وبعدها غمرتهما الأحاديث العميقة كرفاق في الطريق وكأنهما يتعارفان للتو ..
وكل منهما يسأل عن الآخر حتى أصبح لديه مخزون عميق من المعلومات ..
ثم عادت ذاكرة الطرّاد لتلك الأيام القاسية من الشقاء …
كان مجهدًا جدًا ومضغوطًا من العمل المتواصل والدته كانت ترى حاله وتشفق عليه عندما يعود للمنزل مثل القتيل ..
ووجدت أن راحته عن طريق الزواج وانثى تهتم به ويُبادلها الاهتمام …
ربما كانت محقة لو أنه اختار الزوجة الصحيحة منذ البداية ولكنه تزوج بسرعة و في غفلة ..
وبسبب انشغاله و ضغط العمل لم يكن يدقق ويركز بأفعال تلك ….
وترك تلك الكلمة تتأرجح فكان ليشتمها …
تنهد بكبت يقبض على المقود بكفّيه كالكماشتين وكأنه سيقتلع المقود من مكانه …
ولكن عقله أبى أن يفعل كما العادة ربما …
القى نظرة خاطفة لأفنان التي تنظر لهاتفها ..
ربما ليحشم وجود أختها معه …
فهي بالرغم من ذلك تحبها وتقدرها فاكتفى أن يدعو لها بالرحمة في داخله ..
فلا تجوز عليها إلّا الرحمة ..
وربما هذه المره الأولى التي يفعلها بصدق نبع من أعماقه ..
وربما هذه المره الأولى التي لا يشعر بها بالغضب الهادر كلما تذكرها …
فهو لم يكن يغضب إلّا عندما يتذكرها فقط ..!!
أما أفنان فكانت تتراسل مع فيّ …
فأرسلت لها فيّ تقول بضجر زائف ..
( أقول أفنان خليتكم تاخذون راحتكم لحالكم بالسيارة وجا دوري تعالوا خذوا عيالكم اشغلوني مانيب عارفه أخذ راحتي مع زوجي ) !!!
شهقت أفنان بداخلها حتى لا يسمعها طرّاد ..
وتساءلت أفنان عن أي راحه تتحدث ؟!
كانا يتبادلا الأحاديث كالمخطوبين حديثًا و حسب .
وشعرت بكلامها قلّه ادب ..!!
فسألتها بحيرة وعقلها لا يستوعب
( ليش ؟؟! وش بتسوين بالسيارة يا قليله الحيا ؟؟! )
أرسلت فيّ ضحكه طويلة ولكنها ردت بخبثٍ لذيذ .
( مالك دخل وش بسوي يا لقافتك ) ..
نظرت أفنان لطرّاد ببعض الحرج والاحمرار يعلو وجهها فهي لم تعتد هذه الأمور و همست :- أبو سعود هاذي فيّ تبغانا ناخذ العيال جننوها أكيد ..
أومأ برأسه بهدوء ليقول :- يلا الحين بنوقف عند المحطة بعبي بنزين و بناخذهم ..
توقف طرّاد عند احدى " المحطّات " و قد انتصف طريقهم للوصول لوجهتهم ..
ترجّل من السيارة وتوجه نحو سيارة يوسف ليجلب الأطفال ثم توجه معهم نحو “ البقالة “ ليحضر بعض الحاجيات الضرورية ..
وخرج حاملًا الأكياس ليقابل يوسف زوج أخته وابن خالته ..
وقف ليتحادث معه قليلًا و حاول يوسف دفعه بكتفه بجلافة دون أن يستطيع زحزحة طرّاد من مكانه ..
ثم توجه طرّاد نحو سيارته بينما يلوّح ليوسف بذراعه وبيده تتأرجح ميدالية المفاتيح موليًا إياه ظهره الصلب ..
صعد للسيارة وكالعادة اهتزت كالزلزال فور ركوبه واستقراره بمقعده فيضع الأكياس على حِجر افنان بابتسامة ..
دخل الأطفال ليهجموا على عنق أفنان ..
قائلين بطفولية عذبة :- ماما افنان اشتقنا لج نحبج واااااايد …
ضحكت أفنان عاليًا بنعومة واللهجة الكويتية تزين فمهم و تبادلهم العناق بقوه قائلة :- وأنا بعد أحبكم واااايد وااايد حبايب قلبي ..
نظر لها طرّاد وقال مبتسمًا :- انتقلت لك عدوى اللهجة ؟!
عادت تضحك بمرح من جديد وكأن أحاديثهما عن حياتهما الماضية جعلت جبلًا شاهقًا من الجليد يذوب بسرعة مع حرارة الشمس التي صفعتهم بالخارج ..
لذلك ردت بدلال ودون تردد :- أكيد من عاشر القوم صار منهم صراحه مره حلو يوم تتكلم كلمات كويتية بس اول مره أسمعها من الصغار تجنن تجنن عليكم كلكم ..
فتحت الكيس لتخرج منه المثلجات التي جلبها وانتابتها السعادة لأنها من النوع الذي تُحب ..
و ظنت أنه احضرها صدفه ..!!
وتابعت بنبرة المرح الرقيق في صوتها :- حتى امس اختي استفزتني وقلت لها يا مليقة وضحكت و تذكرتك على طول ..
ها هي عادت تمدحه ولكن هذه المره لم تخجل أو تتردد بل قالتها من اعماق قلبها ..
والأجمل من ذلك أنها باتت تتذكره عبر كلمة ولهجةٍ ما جمعتهما ..
فتضخمت عضله قلبه خاصه وهي تتلذذ بتناول المثلجات التي جلبها لها بعد أن شكرته بالطبع ..
وقد تذكر أنها تحبها ولم يجلبها صدفة ..
ثم عادت أفنان ترتدي نقابها بعد أنهت المثلجات .
ولاحظت سيارة يوسف بالقُرب ..
ثم فقدت دقة من دقات قلبها لقد لاحظت بذهول وعينين متسعتين ..
كلما تقدمت سياره يوسف سبقه طرّاد و كلما تقدم طرّاد سبقه يوسف بينما كل واحد منهما يضرب الهرن للآخر ..
هل يتسابقان ؟!!!
ابتلعت ريقها بذعر بينما تشعر بسرعته تزداد قليلًا عن المعتاد ..
و نظرت للخلف نحو الطفلين الجالسين بهدوء ولكن الخوف يُظلّل أعينهم من سرعه والدهم غير المعتادة ..
فتقبض على عضده دون أن تستطيع احاطته كاملًا وتهمس بهلع :- طرّاد الأولاد معنا الله يصلحك ما هو وقته أبدًا ..
خفف سرعة السيارة تدريجيًا وكان يوسف قد سبقه و اختفى عن أنظاره ..
فالبداية كان يُفترض سباقًا خفيف السرعة كما اتفق معه عند المحطة ..
فهو لم يكن يريد السباق لأن الأطفال وأفنان معه وفيّ مع يوسف و من المستحيل أن يعرض حياتهم للخطر ..
فلم يشعر أنه أخلّ بالاتفاق و ازداد حماسًا للسباق مع ابن خالته حتى تزداد سرعته ..
الى أن نبهته أفنان وسرت رعشة كهربائية على طول ذراعه من لمستها المُباغته و اتبعته باسمه مجردًا دون أن تشعر ..
و لأول مره يسمعه من بين شفتيها اللذيذتين فيزداد عشقًا لإسمه وهي تنطقه
بالـ " ط " المخففة ..
تنهدت براحه عنما خفف السرعة وقالت تنظر له بوجل :- وش الي صار الحين ؟!
هز منكبيه العريضين :- حصل خير المفروض ما أسوّيها و أنتم معي بس متعودين دايم انا وعيال خالاتي نتسابق بالسيارات و بعد ما انشغلنا بشغلنا وكبرنا عقلنا و خفّ الموضوع عن أول ..
ربااااه …
فقالت بخوف من فقده ودون ان تدرك :- اوعدني ما عاد تعيدها تكفى حتى لو ما كنا معك الموضوع خطير ما فيه مزح ..
بهتت ملامحه ينظر لها مصدومًا عن كثب ويرى بوضوح نظرات الخوف في مآقيها ..!!
هل تخاف عليه من الأذى ؟!
شعور غريب انتابه تجاهها هذا اليوم ..
فهدر بخشونةٍ محمومة :- بشرط !! توعديني انتِ ما عاد تناديني أبو سعود اثر اسمي حلو و أنتِ تنطقينه ..
تلون وجهها بالأحمر و أومأت له بصمت و كأنها تنتظر منه الاشارة والإذن ..
ثم قفز سعود بينهما قائلًا بفمٍ ممطوط لطرّاد :- بابا ليش ما تمسك يد ماما أفنان مثل عمّة فيّ ويويو في السيارة ..
كتمت أفنان شهقتها تنظر لسعود ثم استرقت النظر لطرّاد الذي يا للغرابة ..!!!
لقد ابتسم لها …
ولو ان ابتسامته لم تتسع كثيرًا إلا أن تغضّن زاويتيّ فمه كفيله أن تُثبت أنه ابتسم ..
مدّ كفه الضخمة نحوها وكأنه لم يصدق و قال بهدوء خشن :- أتوقع لازم نسمع الكلام ولا وش رايك ؟!
ضحكت بخفوت خجول ومدّت يديها ببعض التردد بينما هالها أنه قبض على كفّها كالكماشة قبل أن تصل يدها ليده ..!!
وبعد مده من الوقت غيّر الوضعية ليشبك أصابعه مع أصابعها وابهامه الخشن يتحرك على بشرة كفّها برتابة جعلت القشعريرة تسري على جسدها ..
أما طراد فتحاشى النظر إليها بينما يقود السيارة على مهله ..!!
قد يطول الطريق أكثر مع هذه اللحظات ..
وتذكر ببرود كالجليد تلك السنوات الأربع الماضية الباردة والفاترة من حياته …
الغضب الذي كان موجه لزوجته السابقة في الأشهر الأولى من معرفته بما يوجد بهاتفها من أمور …
مع الوقت لم يشعر أنه قد وجّه هذا الغضب العارم
إلى نفسه وإلى غبائه وعدم تركيزه و إلى انشغاله وضغط العمل الذي استمر بعد موتها لفترة …
مما أخّر قليلًا فكرة الزواج مجددًا وليس لأنه انسان معقد يخشى المغامرة ..
و أقسم أن يكون حذرًا المرات القادمة إن فكّر بالزواج و أن يُعطي نفسه وقتًا للتأقلم ..
ومعاملته لأفنان منذ البداية هو مجرد حذر أن يُكرر الخطأ مره اخرى معها خاصة أنها أختها …
مضى اول شهرين من زواجهم وهو يراقبها عن كثب دون أن تشعر بمراقبته وكأنه فهد يتصيّد فريسته ..
وهي من تظن أنه يتجاهلها …!!
حمقاء ..!!
هل يستطيع أحدٌ رؤيتها ويتجاهل جمالها ونعومتها إلّا إن كان أعمى ؟؟!!
لا يعرف نظرة النساء لها و عن جمالها ..
ولكنها بعرفه هو جميلة ..
فجمال قلبها وروحها الذي يدور في منزله كالزوبعة ناشرة حولها إعصار من الزهور …
وضحكات الاطفال والسعادة التي كانت واضحة بمنزله كما لم تكن من قبل ..
جمال ترتيبها وأناقتها وشعرها كأمواج الليل الهادر قد أسره وأثار جنونه منذ اللحظة الأولى التي شاهدة ينسدل على كتفيها ..
هو فقط كان حذر أكثر من اللازم إلى أن بدأ يفقد هذا الحذر رغمًا عنه ..
لقد حرم نفسه منها طويلًا ..
طويلًا جدًا ...!!
هو نفسه لا يعرف كيف استطاع التحمل ..!!!!


******************


شعرت أفنان بضربه شمس انتابتها فأخذت حمامًا باردًا وجففت شعرها و صلّت الظهر ..
ورأت الأطفال واحتياجاتهم ..
ثم جعلتهم ينامون في غرفتهم المجاورة لغرفتها ويفصل بينهما باب ..
ثم تنهدت بتعب لو كانت الخادمة معها لكان الأمر أسهل بالطبع و سقطت طريحة الفراش لتغط في نوم عميق ..
أما طرّاد كان في الخارج يُصلّي الظهر بالمسجد و يُنهي بعض الاجراءات فلم تنتبه أو تلاحظ دخوله للغرفة وهي تنام بعمق مُرهق وتعب ..
دخل طرّاد للغرفة قد هفّت عليه رائحه ورد الفل العذبة الباردة مع برودة المكيف ..
فتنشّقها بنهم انها رائحه شعرها يذكرها جيدًا ..
ثم ألقى نظرة إلى مصدر الرائحة شعرها الأسود الحالك كأمواج الليل الهادر ..
يسترسل بجانبها ويُغطي وسادته بينما تنام هي على وسادتها …!!!!
هل تقصد أنه يجب أن يعثُر على مكان آخر للنوم مثلًا ؟!
فألقى نظره عابرة للغرفة لا يوجد حتى أريكة فقط طاولة دائرية وكرسيين مفردين متقابلين بجانب النافذة ..
فقرر أن يستحم وجفف شعره بالمنشفة وما تزال نائمة كالأميرات في مكانها دون أن تتحرك ..
تغضن وجهه مُشفقًا عليها لابد أنها تعبت كثيرًا في الطريق فلم تشعر بوجوده والازعاج الذي سببه …
ثم توجه للشقّ الآخر من السرير حيث أمواج الليل الهادر تسترخي على وسادته وقرر أن ينام عليه ويحقق أحد أكثر أحلامه إثارة بالرغم أنه يستطيع أن يُزيحه ولكنه لم يفعل ..
فلم يقل لها احد أن تفرش شعرها على وسادته ..!!
استلقى بجانبها بتأني حتى لا يزعج نومها بينما أصابعه تجري في شعرها الطويل مسحورة أصابعه بتمشيطه و فك تشابكاته المجنونة …
ثم غطّ بنومٍ عميق على نعومة شعرها الكثيف يغمُره رائحته العذبة ..
التي عادت وأشعلت حممًا اخمدها بصعوبة الأيام الماضية من أجلها حتى لا يفجعها مجددًا ..
بعد فتره ..
فتحت أفنان عينيها ترمش ببعض النعاس ثم رفعت رأسها ليعود ويسقط على الوسادة فظنت أنه الدوار الذي اصابها من شمس الظهيرة و لم يجعلها تركّز ..
فعادت ترفع رأسها ليعود ويسقط مجددًا و كأنها تدرك للتو أن شعرها عالق في مكان ما ..
استدارت ببطء ..
لتشهق بذعر وهي ترى طرّاد يغط في نومٍ عميق على شعرها ..!!!
شهقت بقوه في داخلها تضمّ يديّها لقلبها الخافق وقد أدركت أنه ينام على شعرها …..!!!!!
بينما الفراشات تدور في قلبها على حركته التي استغربتها واعجبتها في آنٍ واحد …
وشعرت ببعض الشجن لأجله فلقد عاد و رأى أنها غطت وسادته بشعرها وكأنها تطرده إذ أنها لم تقصد فهي معتادة على ذلك وحسب ..
حاولت سحب شعرها بخفّه حتى لا يستيقظ و لكنه شعر بها فانتفض جسده الضخم جالسًا ببعض الحرج ينظر لها عن كثب مقطب الجبين ..
فقال بخشونة هادئه وعينيّه اشتعلتا بالنار المستعرّة :- آسف بس ماكو مكان انام عليه إلا شعرك ما حد قال لك افرشيه على مخدتي …
ابتسمت بخجل ورأت نظرته التي رمقها بها وكأنها سهم من النار ..
فكان بإمكانه ان يزيحه ولكنه لم يفعل ..
فهمست بوجنتين متوردتين بخجل سحيق غمرها ببساطتها دون أن تدرك :- أنا الي آسفة متعودة أحطه كذه دايمًا ما هو قصدي في النهاية أكيد ماكو مكان تنام فيه إلا هنا ..
شهقت بقوة خجولة و ابتلعت ريقها مما قالته وكأنها تدعوه و تمنت أن معها مقص لتقص لسانها وترتاح منه ..
أما طرّاد فتظاهر أنه لم يسمع ما قالته ليمنع عنها الحرج ..
بالرغم أن الحمم لا تهدأ …
ربما عليه أن يسبح قليلًا بالبحر ..!!!
فأومأ بهدوء ينظر لساعة معصمة …
فلقد لاحظت أفنان أنه أنيق بشكلٍ رائع ..
ففي زمن ترك الكثير من الناس الساعات واعتمدوا على هواتفهم لمعرفة الوقت ..
إلى أنه ما يزال يرتدي الساعات دومًا وقال بهدوء ظاهري :- أظن لزوم تبدون تتجهزون من الحين للعزيمة لا نتأخر ..
وكأنها انتظرت أن ينطق لتقفز فورًا أمامه كالقطة
ونزلت من الفراش تتعثر أمامه بحرج وتجمع شعرها على كتفٍ واحد تختفي عن أنظاره …
بينما تدخل لغرفه الأولاد و قامت بتجهيزهم وقد أخذ منها بعض الوقت ..
و عادت لغرفتها فلم تجده يبدو أنه خرج حتى تأخذ راحتها و همست بخفوت :- الحمد لله رحمني ..
قامت “ باستشوار “ شعرها المنفوش ثم لفلفته بجهاز آخر فأصبح لولبيًا بشكلٍ أخّاذ ..
ثم وضعت المكياج الناعم باتقان بضع لمسات مهمة لتبرز جمالها فلم تحتج لوضع الأطنان ..
فاليوم بالذات عليها أن تكون قمّه في الجمال والأناقة والرقيّ
بما أن الأنظار كلها ستوجّه إليها …
أخرجت فستانها وهذه المرة كان مختلفًا عن أي فستان أو ملابس ارتدتها من قبل أمام طرّاد ..
ارتدته على عجله قبل أن يأتي ..
وللمرة التي لا تعرف عددها تفقد وجود الخادمة فقد كانت تختصر عليها الوقت ..
ولكن لا بأس بما أن نفسيتها مرتاحة ..
دخل طرّاد للغرفة وجلس على طرف السرير ينظر لهاتفه بعبث فلقد خرج حتى تأخذ راحتها فلا تُحرج بوجوده ..
فمالت عينيه لها رغمًا عنه مبهورًا بجمالها الأخّاذ فهذه المره الأولى التي يراها تتزين بهذه الطريقة المُلفتة فزينتها اليومية كانت ابسط من ذلك بكثير و اعتاد عليها مائلة للنعومه أكثر ..
عقد حاجبيه بينما لفت انتباهه أنها تبحث عن أمر ما بعجل فلقد تأخروا ..!!!
ولكن جدته سوف تعذرهم بالتأكيد فهم قادمون من طريق طويل ..
فلم يتمالك نفسه أن يسألها بهدوء :- وش تدورين ؟!
نظرت له ببراءتها التي تأسره تُعيد خصلات شعرها اللولبية خلف أذنها :- روجي الأحمر متأكده جايبته معي …
دخلت لولو وقالت بصوتها الطفولي :- ماما أفنان شوفيني حلوة ولا لا ؟!
كانت أفنان مستغرقة بالبحث دون أن تنظر لها وقالت بتأفف متذمر :- هففف بعدين يا لولو .. بعدين ما هو وقتك الحين ..
نظر طرّاد لإبنته وارتفع حاجبيه مدهوشًا بالتزامن مع اتساع حدقتيه وقال بخشونته المعتادة ولا يبدو على عجلة من أمره :- اتوقع أنه لازم تشوفينها يا أفنان ..
سمعت أفنان كلامه و رفعت رأسها لتنظر للولو وتشهق بذعر ..
وهتفت مرتاعه :- يا ربيييه .. وش سويتِ يا لولو ؟! وين الروج الأحمر ؟! ليش توسخين فمك كذه ؟!
مدت لها لولو أحمر الشفاه الذي كانت قد أخذته خلسة حتى تتزين به و تقلّد أفنان ..!!
ثم حملت أفنان لولو بعجلة ووضعتها على حِجر والدها قائله بسرعه :- طرّاد تكفى مسحّ فمها من الروج تأخرنا كثير ..
هتف طرّاد بصدمه يُلاحقها بنظراته المتسعة وهي تُسارع الخطوات بعجل :- تعالي وين بتروحين ؟! شلون أمسح فمها ما اعرف ..
أخرجت منديل مُعطّر من الحقيبة وناولته المنديل ليأخذه منها مُجبرًا على ذلك ..
وحاولت أن تهدأ قليلًا فهي إذا توترت تنفعل و قالت تضع يدها على خصرها بانفعال :- عادي مسحّ فمها شوي شوي ما هي اختراع الذرة ولا بس أب بالاسم ؟! و كل شي على راسي أنا ..
عقد حاجبيه مستنكرًا من تأنيبها له ..!!!
لا ..
هو أب جيد ..
ولكنه زوج مع قيد الانتظار ..!!
وكأنها اليوم أفنان مختلفة عن التي عرفها من قبل عاقلة ورزينة وراقيه جدًا ..
أما هذه فهي مرحه ولطيفة وخجولة بها براءة حمقاء ..
وكأنها بدأت تعتاد عليه فتذوب خصالها ببعضها ..
والأدهى أنه أعجب بها وأسرته بكُلّ حالاتها ..
وتساءل متى ستتوقف عن ابهاره ؟!
انهى المهمة التي كلفته بها على احسن وجه ينظر لوجه ابنته بتدقيق يلفه لليمين واليسار بكفيّه الضخمين ان كان قد ترك أثرًا ..
ثم رفع رأسه ينظر لها تقف عند المرآة و عيناه تلمعان كالشهب و ينظر الى قلم الشفاة يمر ببطىء على شفتيها المكتنزتين ليصبغهما بلون الدم ...
فغر شفتيه دون أن يدرك وهو يراقبها تطبع شفتيها عدة مرات أمام المرآة ...
حتى تناقض اللون الدموي بشدة مع شحوب بشرتها البيضاء فتلتفت له بأبهى صورة فقد بدت له كالعروس بفستانها العاجيّ اللامع ..
وقالت بابتسامتها التي باتت له مغرية :- خلاص صرنا جاهزين يلا نمشي ..
همس طرّاد يحدث نفسه ..
" بس كذه يا مهلكة ؟! يلا نمشي … يا الله الصبر من عندك "


*****************


في منزل الجدة ..
جلست أفنان بثقتها النابعة من أعماقها بجانب خالتها أم طرّاد و بجانبها الآخر أخواته ..
يتخللّها بعض الخجل لأناس تراهم أول مره وعرفت أن روان لم يسبق لها زيارتهم ..
فهي لم تسمع أنها ذهبت للكويت أصلًا و لكن يبدو انهم يعرفونها فقد سبق أن حضروا للرياض ..
قالت إحدى خالاته :- يا هلَهَ ومَسهَله حيّا الله عروس طرّاد شلونج يا أفنان عساج طيبة ؟!
فترد عليها أفنان برقتها المعتادة ..
و بدأت الأحاديث الشيقة …
وبعد مدة من الوقت ..
قالت والدة طرّاد بروحها الحلوة وأمومتها :- عاد طرّاد مرّه مرتب وأنيق من يومه صغير لدرجة كان يجمع ألعاب بيضة كندر ويصفصفها على الرفّ ويحافظ عليها ..
ولّا اخوانه كلهم كانوا يقطونها وأتوقع بعد إنها عنده للحين محتفظ فيها ما يرمي شي ..
ثم تنهدت والدة طرّاد بكبت …
وتذكرت حديث روان السيء أول زواجهم عن ابنها المفضل ..
لم تقدرّه حتى في غيابه وهي لم تخبره أي شيء حتى لا تسبب الفتنة بينهما وتوقعت أن تتحسن الأمور بينهم مع الوقت …
ثم تقول عنه معقّد لأنه لم يسمح لها بالعمل وطلب أن تترك العمل فتتفرغ لمنزلها ..
ولم يسمح حتى بقيادتها السيارة أو الذهاب إلى
" السوبر ماركت " لوحدها وبعض الأمور الأخرى ..
بينما أفنان مختلفة تمامًا وكانت النقيض بكل شيء ..
لا تفتأ إلا أن تمدحه على أبسط الأشياء حتى في غيابه رغم أنها تعرف طبيعة العلاقة المتذبذبه بينهما ..
فتدخلت فيّ ضاحكة بمرحها المعتاد :- وأمي صادقة عن طرّاد أصلًا يا ويل أحد يعطس عنده أو يكحّ يكشر بوجهه ويقرف ويحوّقل ويجبرنا نقوم نغسل فورًا …
ضحكت افنان وهي تسمع الجميع يمتدح بشباب وبنات العائلة و يُعلّون من شأنهم …
هذه تمتدح أبناء أختها وأخيها و الأخرى كذلك تمدح صفاتهم وأخلاقهم …
عائلة قلبها نظيف …
ولكن بالتأكيد هي تركز بسمّعها فيما يخص طرّاد فهو من يهمها أمره فقط ..
امتلأ المجلس بالضجيج ولكن أفنان لاحظت إحدى البنات تنظر لها كانت عيناها ثاقبتان تخترقانها بقوة وقحة ..
لاحظت رنا التي تجلس بقرب أفنان نظراتهم لبعضهما فانتابها الخبث فهي كانت تكره روان كثيرًا المؤذية بلسانها ووجهها البشوش المُخادع ..
وبعد ان ارتاحت منها ها هي أختها تأتي لتقتحم حياتهم قسرًا ..
ألن ينتهي نسل هذه العائلة ؟!
فاستدارت بدورها نحو أفنان وقالت بعمق شديد كالمتفجرات الهامسة في أذن أفنان :- هاذي نورة بنت خالتي و خطيبة طرّاد ..
قالت هكذا فقط وصمتت ..!!!
كتمت أفنان شهقتها داخل قلبها ولم تظهر أي تعابير على وجهها الصلّب بل اغتصبت ابتسامة لها ..
وصرخت بداخلها متى حدث ذلك ؟!
ألهذا كان متحمسًا للقدوم لهنا ؟!
هل يئس منها لهذه الدرجة أن تعطيه حقوقه رغم أنه هو من طلب ؟!
كانت تشعر بأنها تختنق و تختنق ..
التنفس صار صعبا جدًا وهي تفكر بكل تلك المعضلات في حياتها التي شعرت بها تتحرر هذا اليوم ..
لتطلق زفيرًا حارًا و سرعان ما ارتدت قناع اللباقة و قالت باختصار و مبتسمه باغراء :- لو فيه شي طرّاد أكيد بقول لي ..
هزت رنا كتفيها بلا أهتمام وعادت تتحدث مع اقربائها بينما اختلست رنا لها النظرات المتفاجأة وكأّن أفنان لم تتأثر بما قالته لها و تعود وتضحك وتتحدث مع إحدى خالاتها …!!!
رغم أنها لم تكذب بقولها وقد كانت الحقيقة ..!!
ثم حان موعد العشاء ..
فتناولوا الطعام على اصوات الصخب والضجيج كعادتهم بالطبع مع الإزدحام العائلي ..
ثم نهضت افنان عن طاولة العشاء بأناقة تشكرهم بصوتٍ واثق وقوي ليسمعها الجميع :- كثّر الله خيركم و الله يغنيكم .. ما قصرتوا ..
فيلتفت لها الجميع لصوتها الواثق ويردون عليها بانبهار لثقتها التي تنبع من أعماقها …
وتوجهت أفنان للمغاسل فتوقفت لبرهة ..!!!
واكتسح الاحمرار وجهها بخجل سحيق ..
بينما تسمع احدى البنات في الجامعة تتحدث مع بنتٍ في عمرها تقول بحالمية :- شفتي زوجة طرّاد تخبّل واي واي فرق الطول بينهم ييننون ..
هذا لو شالها بيغمى عليّ من الجمال …
ثم تساءلت برقة :- تتوقعين يشيلها ؟!
فترد صديقتها بذات الحماس :- أكيد يشيلها زوجها لو ما شالها يشيل مين ؟!
وضحكتا سويًا وهما تتخيلان فيقاطعهم صوت إمرأة كبيرة بالعمر تقول بامتعاض :- ما لقيتوا تحشون إلّا في زوجة طرّاد اللي من قلّه الرياييل ما لقت غير ريل أختها عشان تتزوجه .. عيب عليها .. ما اعرف شلون ترتاح وهي وياه ؟!
واختها المسيكينه تتحسر عليه بقبرها ..!!!!
تسمرّت أفنان بمكانها عاجزة عن الحركة و أغمضت عينيها وهي تشعر بالجدارن تطبق على صدرها فجأة ..
هدير فظيع اندلع بأعماقها و تعالى ضغطه حتى بدا كالمطارق في أذنيها فهذا الكلام لم تسمعه للمرة الأولى بل كان ينخر في رأسها كثيرًا …
في منزل عائلتها إن جاءهم ضيوف أو ماشابه ..
ضيوف في منزل عمّها نهشوها بكلامهم عن أنها لم تختر إلا طرّاد زوجًا لها ..!!
ألا تكفيها مشاعرها المتعذبة ليزيد كلام الناس حطبًا على النار الموقدة …
تماسكت أفنان إلا الرمق الأخير حتى وصلت للفندق ساعات وهي تجلس وتنهت ببطء والدموع تكاد تكون كأسيد حارق بعينيها لا تسمح لها بالفرار ..
بينما لاحظ طرّاد انطفاء حماسها وشعر بفتورها ينتقل إليه ..
فأرجح الأمر لتعبها من طريق اليوم ثم العزيمة ..
قامت بمهامها اليومية كـ “ روبوت “ يعرف مهامه وما عليه أن يفعل …
وثم توجهت لغرفتها المشتركة مع طرّاد و قد كان مستلقيا بفراشهما الوثير و ذراعه اسفل رأسه يراقبها بكسل قطٍ ناعس ...
بينما هي تقف عند المرآة تمسح مكياجها وكانت قد ارتدت منامتها الغبية ..
نهض واقفًا أمامها …
فاجفلت و ارتعشت قليلًا من منظرة القوي طولًا وعرضًا وضخامة ..!!
و شعر بقلبه يتمزّق من حزنها الذي بات جليًا في عينيها بهذا القُرّب وشفتيها اللذيذتين الملتويتين وهو لم يعتدها حزينه ..
لم يعتدها أبدًا …!!!
فالحزن لا يليق بشفتيها المرتجفتين ..
لا يليق بشفتيها إلا الإبتسام و …!!!!
قطع أفكاره متنهدًا بكبت …
و سألها سؤالًا قاطعًا يهدر بأنفاسه الحارة بخشونة :- الحين تقولين وش فيكِ ؟! و وش الي مضايقك ؟!
رفعت أفنان يدها الى شفتيها المرتجفتين و هي تغلق عينيها ألمًا من القادم حتى انسابت دمعتان حبيستان على وجنتيها بصمت ...


====================


الفقد جمره حارقة لا يخمدها بعد رحمتك إلا الصبر يا الله ..
هذا ما فكرت به فنار بينما يصل لمسامعها صوت والدها القاتم من بؤرة الظلال :- لا يكون صرتِ أرملة ولا تدرين روحوا انشدوا عنه لين يوصل لكم العلم ؟!
ولا لا يكون قطّك عندنا وما عاد يبيكِ وأخذك يغيظك على زوجته الأولى ..
زفرّت فنار نفسًا لاهبًا مرتجفًا وكتمت غصتها المسننة التي كادت تجرح حلقها ..
تهمس بخفوت :- بعيد الشر عنه .. متأكده رح يجي ان شاء الله بالسلامة و بس يجي رح أفهم منه كل شيء ..
أطلق والدها صوتًا ساخرًا غير مصدق ليقول بهدوء قاتم ومظلم يتخللّه وعيد شديد :- على العموم مع الوقت رح يوضح وفي كلا الحالتين بترجعين هنا .. وين بتروحين يعني ؟!
رفع سبابته بتهديد ليُتابع :- ويكون بعلمك بتتركين المدرسة وبترجعين لحياتك الأول ما عندي قلّة الحيا الي كانت عنده أشباه الرياحيل ..
رفعت فنار رأسها بخيلاء وهتفت بقوة غير معتادة منها :- حتى لو صار الي قلت لا سمح الله ما رح تقدر تمنعني عن المدرسة وبعرف كيف أخذ حقوقي بدون لا أصير بنت عاقّة ..
فأكثر ما تخافه هو العقوق ..!!!
ارتفع حاجبيّ والدها بدهشة لم تتضح على وجهه القاسي الذي رسمت عليه التجاعيد عُمرًا من التغضنات …
فهذه المرة الأولى التي تتحدث بها ابنته معه بهذه الطريقة القوية ..
دون أن ترتجف أو يرتسم الذعر على ملامحها و أدرك بفطنه من نبرة صوتها ونظراتها أن زوجها البغيض قد نجح بجعلها تتمرد بشكلٍ ما وكأنها اكتسبت شيئًا من صلابته ..
و إن عادت لمنزله بوقتٍ لاحق لن تعود الأمور كما كانت عليه بالسابق ..
خاصة أن عيسى قد اشتدّ عوده الآن و يقف بجانبها ويدعمها بكل قوته ومنذ صِغره ..
أما فنار قد قامت بزيارة أهلها ولم تقطعهم أبدًا …
فهي تحتسب الأجر بوالديها في كل كلمه وموقف منهما وتُحسن إليهما ..
فما عند الله خيرٌ وأبقى والبرّ لا يبلى …
ﷲ سبحانه وتعالى قضى و أمر ببرّ الوالدين ونهى عن العقوق و لو بالتأفف وهي أدنى كلمة تدل على الضجر والثقل ..
فمن بر والديه بره أبناؤه ومن عقّهما عقّه أولاده …
أما قسوة والديها معها فهي تعلم أنها ابتلاء ويجب أن تصبر عليه ..
لتنال عظيم الأجر والثواب ..
فلطالما كان والدها يُعاير والدتها بها لقد انجبت بنتًا وطلقها مرّه حين أنجبتها بعد الولد ..
لهذا تقسوا عليها والدتها دومًا فهي تراها السبب لطلاقها ..
أما والدها فقد رباهم بأساليب عائلته القديمة وعقله العالق في الماضي …
عاجزًا و غير مدركًا أن الزمن قد تغير وأساليب التربية قد اختلفت بكل شيء …!!!
و أما جفاءه وسلاطة لسانه فهو نابع من طبيعته التي تربى عليها فأعمامها ليس أحسن حالًا منه ..
أما عيسى لقد درس واكمل دراسته …
ونظرًا لاختلاف الزمن عن الماضي فقد كان واعيًا ولم يرضى على نفسه أذيتها ..
ولهذا قال عيسى لوالده ووجهه يتغضن ألمًا على أخته خاصةً بعد أن عرف أن رداد متزوج من أخرى :- الغايب عذره معه يبه الله يحفظه ويرده سالم وغانم ..
ثم نكز مرفقها ليُداعبها بالهمس السمج :- أقول فناروه وراكم تكبرون المواضيع يا الحريم ؟! أما انكم غريبين وإذا تزوج زوجك ؟! عادي ترى حلاله ..!!!
اشتعلت عينيها كأتون النار الحارقة و قرصته على عضده بغضبٍ قائلة :- أقول عيسى ليش ما تطربنا بسكوتك الله يعين الي بتاخذك حرام أشفق عليها من الحين ..
فيهز منكبيه ويرد بابتسامة شغوفه دون أن يدرك ما قاله :- إلا محظوظة الي بتاخذني ما رح أناظر غيرها ..
ابتسمت فنار بشجن ولم تصل الإبتسامة لعينيها ..
وهمست :- الله يوفقك يا خوي و يا رب افرح فيك و أشوفك أحلى عريس ..
ثم صعدت فنار نحو غرفتها القديمة قبل أن تُتهم بقضيّتها وقبل أن يحبسها والدها في غرفة المساعدة ..
و كانت مثلما تركتها قبل أشهر ..
مشت ببطء وتمهّل و مررّت أطراف أناملها على التسريحة تلامس كل شيء بها تتذكر الماضي والحاضر ..
ونظرت نحو السرير الصغير الذي ضمها بأوقاتها الحلوة والمُرّه ..
وسادتها التي أُغرقت مرات عدّه بدموعها ومرات بضحكاتها ..
فالحياة لم تكن دومًا سيئة في هذا البيت بل كان هناك قبس من السعادة والألوان …
وفجأة غامت عينيها لأحد الصناديق الكبيرة فهرولت له بلهفة …
جلست على ركبتيها وفتحته ليتراءى لها رسوماتها القديمة وأدوات الرسم و الألوان ..
حسنًا …!!
ليست قديمة جدًا فهي كانت ترسم كثيرًا ثم اتهمت بقضيتها لينقلب حالها ويقودها لطف الله لزوجها الحبيب ..
تنهدت بسعادة ترى رسوماتها المنوعة للطبيعة والأزهار و العصافير ..
كانت تعشق رسم الطبيعة والرسم التجريدي ..
والألوان …
آه كم تعشق كل الألوان ..
فكانت تشعر أن حياتها ملونة ممتزجة بألوان الباستيل الفاتحة تضفي لمسة فتطغى بعد ذلك الألوان الداكنة وتصبح وطأتها أكثر و أشد ..
:- ما ودك ترجعين ترسمين ؟! كان رسمك حلو ..
شهقت فنار مُجفلة واستدارت نحو مصدر الصوت فترى والدتها …!!!
التي اقتربت بتردد واضح في خطواتها حتى وصلت إليها وقررت بعد انتظار للحظات باتت طويلة أن تجلس على طرف السرير ..
فترد فنار بشفتين مرتجفتين بتوتر :- أتوقع فقدت موهبتي حول السبع شهور وأكثر ما رسمت ..
فأكدت والدتها القول بإصرار :- إذا قررتِ ترجعين ترسمين رح تقدرين ورح يكون أفضل من أول حتى ..
هزت فنار كتفيها الرقيقين وهمست :- بحاول ..
ثم سألتها والدتها :- بتجين بكره المستشفى ؟!
هزت رأسها بتأكيد وهمست بحنان :- إيه رح أجي إن شاء الله ..
ثم ربتت والدتها على سريرها وسألت مجددًا بنبره قلقٍ عميق في صوتها :- وبتجين تنامين هنا في مكانك بس نطلع ؟!
ترددت فنار قبل أن تجيب :- رح أتفق مع خالتي فرح وأشوف أصلًا لازم أجي أكيد بتتعبين بعد العملية وتحتاجيني جمبك و تدرين خالتي مكسورة يدينها و مالها أحد غيري أنا وفرح نساعدها بالتناوب والخدامة تأذيها بكل وقت ما هو عاجبها الوضع و خالتي ساكته ما تتكلم مسكينة ..
فوالدتها منذ أيام كانت مُتعبة جدًا وتئن من الألم والأوجاع …
وتزورها فنار كل يوم وكانت تأخذها للمشفى مع عيسى و مع الفحوصات اللازمة قد قرروا لها عملية في وقت عاجل و ستذهب غدًا في الصباح للمشفى لإجراء العملية ..
أما أمل فتنهدت بحزن غمر قلبها …
لطالما جزء كبير من قلبها كان يلوم فنار لسنواتٍ طويلة على طلاقها لأنها وُلِدت بنتًا ..
فأحالت حياتها جحيمًا وزوجها لايفتأ أن يقذفها بأقذع الألفاظ كُلّما سنحت له الفرصة لذلك ..
فكانت معميّة البصر و البصيرة عن أي امر يخصها حتى وقت قضيتها لم تصدقها وتبعت قول زوجها ورأيه كالمُغيّبة ..
حتى بدأت تتعب كثيرًا الأيام الماضية ولم تجد إلا ابنتها لتكون أول من تقف بجانبها ..
أدركت متأخرًا ..
متأخرًا جدًا …!!
أن البنات رحمة من الله على الأرض وفي كل بيت ..
و أن البنات من أجمل النعم التي يمكن أن ينعم الله بها علينا …
نهضت فنار من مكانها تجلس بقُرب والدتها ..
فتربُت فنار على كفّ والدتها التي سرحت نظراتها للأمام ..
وتعرف ما تشعر به فتهمس كي تطمئنها :- لا تخافين العملية بتمرّ بسلام وبإذن الله ما رح يكون فيكِ إلّا العافية ..
نظرت أمل لابنتها وغلالة من الدموع تملأ عينيها ..
كما امتلئت عيّنا فنار وترددت كثيرًا أن تحتضن والدتها وتواسيها ..
فقاطعت والدتها ترددها الذي لمحته بعينيّها ..
وأخذتها بين ذراعيّها لتذرف كلتاهما دموع عُمرٍ ضائع ..
بينما ألوان المستقبل تلّوح بالأجواء …
بينما يرتجف جسد فنار بوهن ولم تتخيل أنه بيوم من الأيام أن تحنّ عليها والدتها و في أكثر وقت تحتاجها به …
التقطت والدتها وجه ابنتها بين كفيّها تمسح لها دموعها ..!
وتهمس باختناق تحاول منع صوت بكائها :- خلاص لا عاد تصيحين ما أعرف زوجك ولا تعرّفت عليه زين بس واضح أنه رجّال"ن" كفو سفّرك وخلاك تكملين دراستك و مسعدك و مهنيك .. الله يرده لكِ بالسلامة ..
وتابعت أمل بحيرة :- و عاد موضوع زواجه هذا الي ما أدري من وين طلع لنا افهمي منه و ان شاء الله خير ..
ثم لامست أطراف أناملها بطن فنار المسطحة فهي لا تزال تتوحم وقد أتعبها الوِحام …
وتابعت الهمس بصوتٍ متحشرج يتخللّه السعادة فهي ستصبح جدّة لأول مرّه :- لازم تنتبهين على نفسك أكثر عشان هالطفل ماله ذنب ..
تنهدت فنار تمسح الباقي من دموعها بينما تهمس بخفوت مبتسم :- لازم أمشي الحين موعد علاجات خالتي …
هزت أمل رأسها بهدوء :- يلا عيسى بوصلك الحين و بمرّك الصباح ..
فقالت فنار بينما تنزل الدرج :- لا يتعّب نفسه الصباح بشوف خالتي فرح تنزلني المستشفى قبل لا تروح شغلها ..
فقالت أمل بإبتسامة رقيقة فاتره :- أشغلتيها معنا هالفرح المسكينة …
ضحكت فنار بمرح تنظر لوالدتها وقد استدارت نصف استدارة :- عشان كذه خلاص قررّت أسوق السيارة وبتعلم ان شاء الله قريب ..
تساءلت أمل هل سيسمح لها زوجها بالقيادة ؟!
فهو لا يبدو من النوع الذي سيسمح ..
فسألتها والدتها ببعض التوجس :- عرس ترف ومحمد الأسبوع الجاي بتحضرين ؟! خالاتك أرسلوا لكِ دعوات من الطرفين …
توترت فنار بوقفتها عند آخر الدرج تنظر لوالدتها ببهوت ..
وفكّرت …
نعم هي ترغب بالذهاب و مواجهة الجميع وكل من يأتي ..
شعرت أنها أصبحت مستعدة لهذه المواجهة ..
ولكن رداد ..!!!
لم تأخذ اذنه وهاتفه مغلق منذ أسابيع لم تعد تحصيها …
نعم هي تزور أهلها وتذهب لمشاوير ضرورية وطارئة و لكن أن تذهب للعرس للصخب والضجيج بدون أذنه …
و بينما هي لا تعرف أين أراضيه ؟!
هل هو بخير أم لا ؟!
همست بصوت باهت ولم تنظر لعينيّ والدتها :- ما أدري بشوف ظروفي وقتها إن شاء الله …
فعلى ما يبدو هذه العائلة المزدحمة يصرون على شدّ أواصرهم و صلّة الرحم مهما حدث و محاولة تناسي الماضي ..
ولكن تعرف بقراره نفسها أن الأمور لن تعود كما في السابق لا ريب ..


====================


أنهت فنار مراجعه حفظها من القرآن فلابد أن تفعل ذلك كل يوم دون توقف حتى لا تنسى ما حفظته ..
ثم قرأت اذكار المساء على سجادتها بقرب النافذة كما تحب دومًا …
وقررت أن ترتدي إحدى اجمل ملابسها المريحة والجديدة و وقفت عند المرآءة تنظر لوجهها المتورّد النضر ..
وقد اصبح لها وجنتين منتفختين بعد أن ازداد وزنها قليلًا ..
لقد اهتمت بشكلها ووجهها بشكلٍ خاص حتى تبدو فاتنة بعين نفسها و لكي تحافظ على نفسها وجنينها من أي أذى ..
مررت يدها على بطنها بحنان وأمومة شعرت بها ..
جعلتها تعضّ شفتيها خجلًا وحماسًا ..
قتلها الشوق له وقتلها هو بفعلته ..
كيف تشتاق إليه وتموت بنفس اللحظة ؟؟!
فابتسمت مرتجفة ....
تشعر بالألم ..
نعم لا يزال الألم موجودا لكنه أقل كآبة من يوم معرفتها بزواجه بل تحول الى ألمٍ آخر ...
ألم الشوق ....
تشتاق اليه و مع هذا بداخلها تلك السعادة تتنامى تدريجيًا …
نعم تحنّ إلى أحضانه وحنانه عليها ...
تشتاق الى قُبلاته حد الظمأ ...
لا تعرف بعد ما هي أسبابه ولما تزوج ولم يخبرها بذلك على الأقل ؟!
هي ليست ضعيفة بل قوية بطريقتها الخاصة و لا تستطيع الهروب لمنزل أهلها عليها المواجهة هنا ..
عندما يأتي ..!!!
فوالدها سيحاول أن يتشفّى بها وينهشها حيّه و قد يفسخ نكاحها بضغطه زر على الحاسوب ..
وقد وقد وقد ..
لا تنتهي مع والدها وما يُمكنه أن يفعل ..
غدرٌ مزق قلبها ...
كم تتمنى ان يكون كل ما حدث هو مجرد كابوس ..
نزلت للأسفل فوجدت خالتها تجلس أمام التلفاز و سألتها بهدوء :- وين ريناد ؟!
فأجابت لطيفة دون أن تنظر لها :- راحت بقلعة وادرين و قالت ما هيب راجعة إلّا متأخر عندها شغل ..
زمّت فنار شفتيها بضيق فهذه أحد أعراض العلاج أنها ستصبح هادئة سليطة اللسان إلى أن تتعالج مع الوقت ..
ولكن هل هناك علاج لسلاطة اللسان ؟!
لربما أعطته لوالدها ..!!
ولكن لا بأس ستتحمل ..
فعادت فنار تقول بهدوء :- بروح أجهز لك العشا و أأكلك عشان تاخذين علاجك قبل النوم ..
فنظرت لها لطيفة عن كثب وسألتها بفضول من بين عينيّها المُصغرتيّن :- أنا أذيتك كثير وراه تعامليني كذه ؟! تتشمتين فيني ؟! ولا تبين ولدي يتعلق فيك أكثر مما هو متعلق ؟!
فترت فنار شفتيها وهواء بارد كالزمهرير خرج من بينهما بخفه …
لترد بصدق وقد هزّت كتفيها الرقيقين :- لا والله ما أتشمّت فيكِ ولا في أحد هذا طبعي أرحم الناس .. واحتمال إنّ رحمتي هي الي خلتهم يتساهلون معي ويغدرون فيني …
ابتسمت بشوق وحنين لتتابع :- وغير أنه رداد يعزّك ويقدرّك و معزّتك من معزّته ..
غامت عينا لطيفة بحزن عميق وها هو يعود ويُذكر اسم هذا الغائب الحبيب الذي ماتت من شوقها له ..
وهو لا يرحم شوقها ولهفتها له و لا يرحم قلّه حيلتها لتسمع صوته وتطمئن ..
فقط تطمئن ..
أطعمت فنار خالتها بهدوء وصبر إلى أن شبعت لتُعطيها علاجها وتجعلها تخلد للنوم ..
وتعرف أن تأثير الدواء سيجعلها تنام طويلًا دون أن تشعر ..


****************


انهت فنار قيامها مُبكرًا لتخلد للنوم قبل أن تنهض للفجر و ستبقى مستيقظة للصباح فتذهب لوالدتها في المشفى ..
لهذا عليها أن ترتاح قليلًا الآن فالوحام على آخره ويقولون أنها ستتحسن ولا تعرف صحة المعلومة ..
غطّت في نومٍ عميق ولكن لعلّ النوم يُجافيها ويصرّ على ازعاجها ضجيجٌ ما قادم من دورة المياه ..
رغم محاولاتها المستميتة أن تعود وتغرق بالنوم فهي لم تشعر أنها نامت جيدًا ..
التقطت الهاتف لتنظر للساعة بعينين ضيقتين و تأكدت أنها لم تنم سوا ساعةٍ واحدة فقط ..
فترت شفتيها بصدمة …!!!
ثم رأت بعينيها الناعستين ضوء دورة المياه مُشتعل والضجيج يخرج من خلال بابه الموارب ..
من يجرؤ على دخول شقتها وقد تعدا الوقت منتصف الليل ويستخدم دورة المياه ؟!
هل يُعقل خالتها كما فعلت المرة السابقة ؟!
لا لا مستحيل فهي لن تستطيع مع كسر ذراعيها ..
شهقت بقوة ويدها تلامس جوفها بشجن و كأنها تخشى على جنينها السقوط …
هل يُعقل أن يكون هو ؟!
انتفضت من مكانها بخطواتٍ متسارعة نحو الباب لتفتحه بذعر …
وتتسع عينيّها برهبة ….!!!
ربااااه لقد كان هو ..
رداد …!!!
كان يجلس على طرف حوض الاستحمام رأسه منخفض لم يُلاحظها و يشدّ الشاش الأبيض على جراح جذعه الأسمر بسُمرةٍ ذهبية و يُضمدها بنفسه و يُمسك بطرف الشاش بين أسنانه ..
بزته العسكرية مكومة بجانبه على الأرض و ملطخة بدماء بدت لها جافة …
شقهت بهلع من منظره مما جعله يجفل و يُلاحظ وجودها فيرفع رأسه بحذر وعينيه تلمع ببريق خاطف و متوهج …
فيتوقف الزمن للحظة بين نظراتهما التائقة و المشتاقة لبعضهما بعد غيابٍ طويل ..
طال …
طال الغياب …
كانت فنار ما يزال يغشاها النُعاس وعدم التركيز ..
لا تدري حقيقة هو أمامها أم خيال ؟!
هل هو ممكن أو مُحال ؟!
أم أنك أيها الرداد صعبُ المنال ..
أما هو فقد كان كأسد مُتيقّظ أكثر منها فلم تشعر به عندما اقترب منها بخفةٍ خاطفة ..
فيأخذها بصمت بين ذراعيه يُعانقها بكل قوته حتى كادت أضلاعها تئن ألمًا …
ويُغمض عينيه بشجن لرهبة هذا الموقف وهذا الشوق الذي يمزّق قلبه نحوها …
وقد أحاطت هي عنقه بذراعيها تتشبث به و رائحته الرجولية التي تعشقها و اشتاقتها تُغرقها في بئرٍ سحيق …
فلم تشعر بدموعها التي أغرقت عنقه تتحسّه وتطمئن عليه و لم تشعر بأنه قد رفعها لمستواه ..
ساد صمّت مُهيب عليهما للحظات طويلة …
فقط عناقٌ متين كاد يخنقهما سويًا …
سكنت تمامًا بين ذراعيه وجسدها يتعرّف الى جسده فتُبعد رأسها و هي تنظر الى عينيه البراقتين ...
و صدره يضرب قلبها بعنف فتسمع نبضات قلبه الخافتة وتأسرها ...
ثم همست تلامس ملامحه الخشنة بإصبعها الشارد :- يا رب إني ما أحلم و لا يكون كابوس ماني مصدقة أنك موجود هنا ..
زفر نفسا لاهبا وهو ينظر اليها مُحرقًا بشرتها الشفافة بهدير زفرته ..
فيأتيها صوته الحاد الذي اشتاقت إلى نَغَمِه :- ما تحلمين بس ممكن تصحصحين معي يا منارة ؟!
فهو مشتاق ..
مشتاق حتى الظمأ …
لم يخبرها بذلك ولكنها قرأتها في سطور عينيه القاسيتين كقسوته ..
رمشت بعينيها دون تصديق وكأنها نست كل ما حدث الأسابيع الماضية ..
غارقة هذه اللحظة بملحمة الشوق معه و أنفاسهما تختنق و تختفي تحت وطئه الشوق ..
تأوه رداد بصوتٍ أجش ...
و وصلت ذبذباته عبر عنقها ...
بينما رفع وجهه عنها بصعوبة و هو يفلتها لتنزل أرضًا على قدميها و يتأملها بصمت …!!
وهل هناك أعمق من الصمت في نظراته الحادة التي يرمقها بها دون رحمه كما العادة ؟!
فتغني عن أي كلامٍ في الحب و الاشتياق ..
تحسست الضمادات على جسده الصلّب
لكن قلبها أخبرها أن صدره ينتفض مثلها تلك المضخة القوية تحت كفيّها تهدر بزمجرة ....
فهمست برجاءٍ ملتهب :- أنت بخير ؟! وش الي صار لك ؟! ليش طولت و ما اتصلت ؟! ليش ما علمتنا أنك مُصاب عشان نكون جمبك ؟!
أسئلة كثيرة تدور في رأسها ..
ثم ألقت نظرة من خلفه نحو الفوضى التي سببها في دورة المياة ..
فيعود ليجذب رأسها لصدره بخفه يمسح على مؤخرة رأسها برقه تناقض قوته ..
فيهمس بصوته الحاد الأجش :- هششش .. ردًا على سؤالك الأول إيه بخير لو ما كنت بخير ما كنتِ بتشوفيني الحين الباقي رح تعرفينه بعدين ..
كانت شفتيها المرتجفتين المنتفختين من قبلاته فاغرتين قليلا يخرُج منهما نفسا باردا يداعب بشرته الساخنة و كأنه محموم ...
فابتلع ريقه بصعوبه يلمس جانب وجهها ببطء شديد مبعدًا الشعر الناعم عنه فانتفض جسده المشتاق للمستها ...
يتأمل ملامحها المتوردة والنضرة فيبثها كل أشواقه دون أن يرتوي من طول الغياب ..
هل ازدادت جمالًا مع الحمل ؟!
أم يُخيّل له ؟!
وعلى هذه الذكرى أخفض نظراته لجوفها المسطّح و تذكر حملها الذي لم يفرح به كما يجب نظرًا لتعكر مزاجه بقضيتها ذلك الوقت …
فيُلامسه بحسرة بأطراف أنامله ..
و يعبس بوجهه فيسألها بحماقة أمور لا يفقه بها شيئًا :- أنتِ متأكدة إنك حامل ؟! وين بطنك ؟! أحس إني طولت بالغيبة ..
زحف الاحمرار الخجول على وجهها الأبيض الذي يناقض سمار بشرته ..
فهمست بخجل عميق وصوت منخفض بالكاد يظهر كما ينجح دومًا باحراجها :- أيوه طولت طولت كثير بس نوع الأجسام يختلف يمكن يكبر لقدام شوي ..
بالرغم أنه لم يفهم كثيرًا إلا أنه أومأ بهدوء يهمهم بكلمات لم تفهمها ..
و دون أن تشعر لا تعرف كيف سارت الى الفراش أو ربما هو من حملها ؟!
قرابه الفجر …
لم يستطع رداد النوم وعقله غارق بالتفكير كان يستلقي نصف جالسًا على الفراش وذراعه أسفل رأسه ..
وذراعه الأخرى تُحيط خصرها جاذبًا إياها لصدره بتملّك ..
بينما هي الكسولة التي اشتاق إليها تغط في نومٍ عميق ..
وكأنها وجدت في صدره وطنها المفقود ..
لا يملك إلا أن يضمّها هذا ما اكتشفه كلما ارتجفت بين ذراعيه نفس الشعور القديم بالحماية يتسلل بخيانة الى صدره الملكوم فيزيد من ضمها …
شعرت فنار بشيءٍ ما يتحرك على وجهها ..
ففتحت عينيها فيُقابلها وجهه الخشن حادّ الملامح و تدرك للتوّ أنها لم تكن تحلم …
لم يكن ما عاشته هذه الليلة خيال ..
بل كان واقعها الجميل ..
فرأت أطراف أنامله تلامس وجهها و ابتسامه صغيرة تزين وجهه ..
فهو لم يكن وسيمًا بل كان وجه يضُخّ هيية و رجولة من العُمق وحدّه كعينيه الحادتين وأنفه الحاد وصوته ..
فيهمس يطبع قُبله على وجنتها :- يلا يا مناره دقايق ويأذن الفجر بروح اصلّي بالمسجد و بمرّ أمي انتِ صلّي و نامي لا تنتظريني ..
نهضت عن الفراش بسرعة لتلحق به عليها أن تخبره عن والدته حتى لا يُصدم …!!!
و نظرت له بتوتر واقفًا عند الباب يكاد أن يخرج فالتفت لها و هيبته تلجم الجميع و هي أولهم ..


.

.

انتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 12-12-23 الساعة 08:35 AM
Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-23, 08:35 PM   #1034

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حمله تعليقات يا بنات تعليقات كمان وكمان ولا بأس
من اللايكات

لاتزعلوني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 13 والزوار 9)
‏Aurora*, ‏ممريمم, ‏love h&z, ‏Monya05, ‏فتاة الحزن, ‏dinosaure, ‏Layla884, ‏braa, ‏alwateen, ‏أم البنين*, ‏ارجوان, ‏KoToK, ‏لطيفه خالد


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-23, 10:07 PM   #1035

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,880
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

المفروض افنان ما تسمح لكلام احد انه يزعلها من زوجها
تواجهه بالكلام


Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-23, 11:05 PM   #1036

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 862
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

فنار ليت تسبق رداد لامه وتصحيها هي لو صحت لطيفة وشافت رداد في وجهها يمكن تستخف اقل شي او يجيها انهيار

متحمسه لطراد وافنان ياحلوهم واتمنى تتعجل بالمصارحه زي ماقالت لها سحاب


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-23, 03:17 AM   #1037

الزهراألزهراء

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة


? العضوٌ??? » 117749
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,026
?  نُقآطِيْ » الزهراألزهراء is on a distinguished road
افتراضي

راااائع رااااائع راااااائع
أسعدتيني كثير يا اختي نزل الفصل قبل موعده
ثم كل الاجزاء جميلة جميلة
افنان و طراد روعة عيوني قلوب
فنارة يا روحي ما اجلاك
كل السرد جميل
صدقا تفوقت على نفسك
فصل راااىع بكل المقاييس شكرا من كل قلبي


الزهراألزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-23, 06:00 AM   #1038

وكا

? العضوٌ??? » 499567
?  التسِجيلٌ » Feb 2022
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » وكا is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله العظيم أستغفر الله

وكا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-23, 08:10 AM   #1039

Noorh Almaashni

? العضوٌ??? » 433259
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » Noorh Almaashni is on a distinguished road
افتراضي

للآن قريت الفصل الاول واضح على الروايه انها جداً جميلة

Noorh Almaashni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-23, 09:44 AM   #1040

ليليان جابر

? العضوٌ??? » 491386
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 40
?  نُقآطِيْ » ليليان جابر is on a distinguished road
Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Aurora مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني
.
.

هذا الصمت لم يفسد شيئًا .. !!
كما افسد روحي من الداخل .. !!
.
.

فنار

====================

المحتوى المخفي لايقتبس
سبحان الله وبحمده


ليليان جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.