آخر 10 مشاركات
بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          234 - ستيفاني - ديبي ماكومبر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          نواة القلب (65) -قلوب شرقية- للكاتبة المبدعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة & الروابط* (الكاتـب : Moor Atia - )           »          2 ـ عصفورة النار ـأن ميثر كنوز احلام قديمة (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          الرصيـــــــــــــــــد ... ؟!!!! عفـــــــــــــوا .. لقد نفذ رصيدكم .... !! (الكاتـب : Mamdouh El Sayed - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree6588Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-23, 03:55 PM   #1361

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


https://i.top4top.io/m_28002l1cu0.mp4

Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-23, 09:31 PM   #1362

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثامن والعشرون

.

.

مؤلم عندما يقول لك الناس " كن قويًا "
وليس لديهم أي فكرة ..
عن صعوبة وثقل ما تمرّ به .
وللغربة أوجاع لا يعلم بها إلا من عاشها ..
فهو الغريب أينما يلتفت ..
فيا رب لا تحملنا مالا طاقة لنا به ..

.

.


الغامد
====================


وكأن جذور الأرض شبثتها و قيدتها عن الحركة …
بل وكأن الزمن توقف للحظة تحاول إستيعاب ما يحدث ..!!
هل هذه حقيقة أم خيال في عقر منزلها ؟!
فزعت بشدّة ..!!
ولم تكد أن تستوعب و أرادت أن تستدير وتفرّ هاربة للأعلى ..
فشعرت بحجابها ينجذب فيتحرر عن رأسها و كأن الرمال بدأت تبتلعها وستغرقها في وحلٍ لا قرار له ..
استطاع السائق أن يقبض على معصمها ناويًا التخلص منها ..
فبدأت تصرخ بعويل و صوتها يغرق في الفراغ من حولها و لكن لا أحد يسمعها …
لا أحد هنا غيرها و غيره …
أما هو فقد شعر بالذعر لقد كشفت أمره و لا يستطيع أن يتركها حيّة ..
غافلًا عن كاميرات المراقبة المتفرقة بالخارج و التي كشفته منذ وقتٍ طويل ..
طويل جدًا ..!!
كاد أن يغمى عليها من نوبة الهلع و أنفاسها تهرول عبثًا بحثًا عن حفنه من الأكسجين ..
ثم شعرت افنان فجأة أنه ترك معصمها و ابتعدت رائحته النتنة عنها و نظرت خلفها بذهول لتراه هو لقد كان الطرّاد بطلها الخارج من أرض الأساطير ..!!
الذي انتزعه عنها بقوة بقبضتيه ونظر لها بنظراته المتوحشة داخلهما جذوة تتوهج بشرّ
صارخًا بها بجنون يرج صوته المزمجر أرجاء المكان :- إطلللللعي فوق ..
فتُطلق ساقيها المرتجفتين هاربة أمام نظراته التي تحرسها ..
ثم عادت نظراته لذلك الحقير الذي طرحه أرضًا و قد تجرأ أن يمسّ زوجته ..!!
أصدرت أسنانه صريرًا عاليًا بينما وجّه قبضته لوجه حتى أدمى فمه و أنفه و يلكمه بكل قوته حتى انتفخت عيناه ..
يهمس بهسيس :- شلون تتجرأ يا القذر يا الحقير تلمس زوجتي ؟!
فهو لا يفرّط بخصلة من شعرها ..
لقد فقد السائق وعيه حتى قبل أن يلمسه بشكلٍ جاد ..!!
ثم شعر باقتراب أحد الضباط منه يحاول انتزاعه عن السائق فكأنه يحاول تحريك طنٍ من الحديد دون جدوى ..
هاتفًا بحدة :- خلاص يا طراد حنّا الي بنتصرف بالباقي وبنحاسبه هو وشلّته لا تجبرني الحين أرفع عليك محضر ..
أنفاسه تتشنج و تتسارع بخطورة ...
صدره يعلو و يهبط بينما ذراعيه تهتز معلنة قرب دق طبول حربٍ مقبلة ...
ابتعد رغمًا عنه فلم يُشفى غليلة بعد ..
يمرر كفه الصلبة بين خصلات شعره المتبعثرة على غير عادته ..
و كاد يجن و يفقد عقله …!!
و هو الذي عُرف بالحذر الشديد ليفقده للحظات كما كاد أن يفقدها هي لولا لطف الله به …
فمجرد أن عرف أن أفنان أضاعت المفتاح شعر بالتوجس ..
و فور أن عثر عليه عند مدخل المنزل أثناء ذهابه للصلاة شعر بتوجس أكبر مما جعله يتفقد كاميرات المراقبة ..
فلقد أهملها لفترةٍ قصيرة و إلّا فهو يتفقدها بإستمرار دومًا ..
فتنزل عليه الصاعقة من بين السحب الملبدة ..
فطوال فترة سفره للصين كان الحقير يستغل حديقة المنزل لنشاطاته القذرة مع زملائه فقد كان يفقز أحدهم من السور و يفتح الباب بسهولة للآخرين ..
بالطبع لم يستطيعون دخول المنزل فهو مقفل بتكنيك ذكي يصعب اختراقه من الخارج ..
ولكن الخادمة هذه المرة قامت بمساعدته و رأها تسلمه المفتاح عبر الكاميرات وتستلمه منه بعد أن قام بنسخه ..
وفور معرفته بذلك أجّل سفره بضعة أيام ليراقبه مع الشرطة و يقبض عليه بالجرم المشهود …
و أخبر أفنان أن تغادر مع الأطفال كالمعتاد دون أن يثير الشك …
فلم يخبرها بشيء حتى لا تصاب بالذعر ..
التقط الضابط السائق يقيّد معصميه بعد أن صفعه عدّه صفعات حتى يفيق …
ويقول طرّاد بصوتٍ قاتم :- باقي زوجته حضرة الضابط ما أدري وين طست ؟!
فيرد الضابط بعملية :- أبشر ما حد بيهرب وبنمسكهم كلهم ..
فيودع طرّاد الضابط مغلقًا الباب خلفه و في رأسه تدور الأفكار حتى يؤمن المنزل جيدًا وهذه المرة قرر أن يحضر مفتاحًا لا يمكن نسخه ..
هذه ضريبة تأجيل خططه فلقد كان يفكر بتغيير المفتاح بعد زواجه لأنه لن يبقى وحيدًا ..
التفت بنظراته المظلمة القاتمة نحو الدرج و فمه مطبق بقسوة يحاول تمالك أعصابه ..
وقبل أن يصعد للأعلى أجرى إتصالًا هامًا مع والدتها …
بحث عنها في الأعلى فلم يعثر عليها و كما خمن كانت في غرفتهم ….
ولكن ما أثار دهشته أنها كانت تتدثر بسريرهم ..!!
أما هي فمجرد ما أن رأت تلك النظرة السوداء المتفحمة في عينيه و التي تراها للمرة الأولى على ملامحه حتى إندثر خوفها من السائق و تلاشى و حلّ محله خوفها منه ..
فهو نادرًا ما يغضب ..
نعم ..!!
عبوس دومًا ولكن العبوس شيء والغضب شيء ..
اقترب بهدوء و استلقى على جنبه يواجهها
و يستند بمرفقه إلى الوسادة وقبضته تسند ذقنه ..
واستشعر ارتعاش جسدها أسفل اللحاف
و ظلّ طراد ينظر إليها و السواد الفاحم يسود عينيه وملامحه ..
وحين يئس أن تنظر إليه …
قال بصوته القاتم بقتامة الظلام :- إرفعي راسك يا أفنان أدري إنك تمثلين عشان تفلتين من عصبيتي .
رفعت الغطاء ببطء شديد عن وجهها فهي اختنقت من الأساس و أرادت التقاط بعض الهواء ..
ورفعت بؤبؤيّ عينيها إليه فتلوح لها قبضته وفمه المزموم بتلك الطريقة عندما يغضب ..
و لابد أنه طحن أسنانه خلفهما لا ريب ..!!
فيقول بسخط يصرخ بها وقد اعتدل بجلسته :- وش رجعك البيت يا أفنان ؟!
نهضت ببطء هي الأخرى تستند بظهرها إلى السرير وقالت تتسلّح بالهدوء و رويّة :- أولًا ممكن لا تصرخ ونتفاهم مثل الكبار ما عودتني تصرّخ عليّ ثانيًا أنت قلت إذا كنتِ ببيت أهلك روحي وين ما تبين يا أفنان بدون لا تستأذنين ..
وبكل بجاحة أردفت تنظر له بطرف عينيها بارتياب :- رسالتك ترى للحين موجوده بالجوال ما حذفتها ..
مال حاجبيها بذعر من نظرته السوداء التي رمقها بها و تعض شفتيها بحرج تقول مجددًا محاوله بتبرير وكلمّا أرادت أن تكحلّها أعمتها :- وأنا جيت لبيتي في أغراض ضرورية نسيتها للعيال و الجوّ بدا يبرد ..
فيراددها بصوتٍ يشبه الرعد بجلجلته :- قلت روحي وين ما تبين .. ما قلت بسيارتك ..!!
هذه المرة نظرت له بشكلٍ كامل وهي تدير رأسها إليه و ارتفع حاجبيها بشدة حتى كادا يصلان لمنابت شعرها ..!!
هل تذهب مشيًا مثلًا ؟!
أم تطير بالطائرة ؟!
أو مع اوبر الذي منعها منه أيضًا ؟!
كان طرّاد قبل ساعة يراقب الكاميرات التي وضعها في حديقة المنزل و خارج الأسوار و هو بجانب المنزل مع الشرطة ..
و هي وصلت بسيارتها ثم دخلت للبيت لم يعرفها بالبداية فلم يدقق النظر لأنه أمرها بوضوح أن لا تقود السيارة ولم تفعل منذ زواجهم .
فلم يتوقع أن تكون هي و قد كاد يجن من تلك المرأة التي دخلت بيته بكل راحة ..
ولم يعرف لما انتابه شعور أن ينظر لهاتفه فقد كان مشغولًا مع الشرطة لترتيب أمر المكيدة وقد كان الهاتف يُلحّ كثيرًا بالاتصالات ..
فتقع عينيه على رسالتها التي تقول بها أنها ستذهب للمنزل بسيارتها …
فينتابه الذعر ويعود وينظر للكاميرات ويرى السائق يدخل من خلفها ليركض إليها وقد جن جنونه …!!
ولوهلةٍ شعر أنه قد يفقدها ..
و هاله هذا الشعور المؤلم الذي انتابه نحوها مما يؤكد له في كل مره أنها تعني له الكثير ..
الكثير …!!
وقد أخبرها بذلك بكل صدق البارحة ..
فهو لا يمكن أن يفقدها بعد أن وجدها وعرفها …
فهي سكن الروح وليس للقلب إلّا أنتِ ..
بللت أفنان شفتيها بتوتر وهمست بخفوت حتى ينتهي الأمر عند هذا الحد :- آسفه ما عاد أعيدها بس كان ضروري وتدري السواق ما عاد موجود ..
ليصرخ بها بقوة وهو لا يستطيع أن يتخيل ما كان ليحدث لها لو أنه غفل عن أمر المفتاح أو أنه قد سافر بالفعل :- بقلعته ولا عاد بكون فيه سواق ..
هزت رأسها دون جدال حتى تتلافى غضبه ..
فحتى هذا السائق وبالرغم من وجود غرفه خاصة له ملتصقة بمنزلهم لم يسمح له طراد في العيش بها و استأجر له مكانًا قريب …
تناديه في الوقت الذي تريد حتى يأتي ..
أزاحت رأسها عنه ولم تتجرأ أن تنظر له حتى لا تقع عينيها على نظراته المرعبة وعبثت بيديها على اللحاف ولكنها قالت بمنطقية :- أجل لازم أرجع أسوق السيارة وراي دوام ومدارس الأولاد وكثير مشاوير يا طراد وأنت مشغول دايم و أغلب الوقت تسافر للشغل ..
هدأت أعصابه قليلًا و لانت ملامحه من تشنجها فهو يتحمل جزءً من المسؤولية لأنه لم يخبرها بالأمر وتصرّف بصمت ولكن ليس بوسعه إلّا هذا …
فلقد اكتشف أنها جبانة جدًا ..
تخاف أن تنزل ليلًا للمطبخ قبل أن تفتح كل المصابيح في طريقها و كأنهم في قاعة عرس …!!
فماذا ستفعل إن أخبرها بما فعله السائق أثناء غيابهم ؟!
يكاد يجزم أنها لن تدخل المنزل أبدًا ..
وهي لم ترتكب ذنبًا بل جاءت لمنزلهم وعشهم حيث يجب أن تكون ..
بل ذلك الحقير هو من أقتحم منزلهم دون وجهٍ حق ..
كل هذه الأفكار تجعله يفكر بعقله فيلين رغمًا عنه
فيقول هذه المرة بصوتٍ أجوف ما أراد قوله منذ وقتٍ طويل ولكن علاقتهما آنذاك لم تسمح :- ما يحتاج دوام قدمي استقالتك و العيال عادي بسجلهم بباص ..
التفتت له بقوة متسعة العينين ..!!
في الحقيقة هي تعبت كثيرًا من العمل و “ الكرف “
في الشركة و نهايتها راتب لا يعد شيئًا أمام جهدها المبذول …
لم تشعر بالدلال إلا بعد زواجها منه حتى راتبها لا تصرف منه الكثير فهو يتكفلّ بكل شيء حتى مصروفها الخاص ..
زواج كان مؤقتًا بشروط محددة و فجأة تغير كل شيء للأجمل …!!
و إن حدث وتركت العمل فستتركه بإرادتها دون أن يأمرها أحد أو يُملي عليها ما تفعل ..
فلذلك همست باحباط :- بس ما اتفقنا كذه يا طرّاد أنت تزوجتني وكنت أشتغل ..
نعم ..!!
هذا السبب الذي منعه منذ البداية أن يتدخل بها لأنه تزوجها و كانت تعمل ..
ولكن الأمر الآن مختلف فعلاقتهما وصلت لمراحل متقدمة يستطيع أن يطلب منها ما يريد بصراحة ..
زم شفتيه بضيق وهتف :- تدرين يا أفنان من أول ما أحب الطلعات الي من غير سنع و نفس الشيء يهمني زوجتي تكون ملكة ببيتها وتهتم فيه و بيوصلك كل الي تبينه ..!!
تنهدت بعمق فتقول بتوجس تنظر له بحاجبين مائلين :- يعني بتجبرني اترك الوظيفة ؟!
فرد بهدوء :- حنّا أنضج وأوعى من إني أجبرك على شيء ما تبغينه ..
ثم نظر لها مبتسمًا يردف :- أنتِ بنفسك بتقتنعين ..
عضت شفتها السفلى وهمست بمراوغة تتدلل عليه :- طيب أعطيني وقت أفكر و أحسبها صح ..
مطّ شفتيه بعدم رضى من ردها ولكنه آثر الصمت بالوقت الحالي ..
فهو لن يتوقف عن محاولته لتركها الوظيفة فلم يعد يتحمل وجودها بمكان مختلط ..
حتى و إن كان واثقًا بها ألف درجة فهو لا يثق بمن حولها ..
صمتت قليلًا ثم همست بحيرة ناعمة :- طرّاد ..
نظر لها بإستغراب من نبرتها وعرف أنها ستسأله سؤالًا لن يعجبه ولن يروقه ..
وقد حدث فعلًا عندما سألته لتتأكد من شكوكها :- أنت كنت تفكر إني مثل روان ؟!
هزت كتفيها فتردف :- يعني هي أختي وعشنا في بيت واحد يمكن فكرت إننا مثل بعض …!!
لقد تضايقت أفنان كثيرًا لهذا الأمر الذي اكتشفته عن روان وحديثها عن طرّاد ..
لو كانت تعرف ذلك من قبل لنصحتها ..
و ربما كانت روان تظنه جلفًا وخشنًا ولم تكتشف ما في داخله ولم تفهمه كما يجب ..
ولكن هي أفنان تعلم بيقين بأن في داخله رجلٌ رائع لا مثيل له و له قلبٌ كبير يسع الجميع ..
عضّ طرّاد باطن شفته بضيق أطبق على صدره ..
أما هو فقد فكّر لماذا تقلبين المواجع و صفحات الماضي يا مهلكة ؟!
تنهد بكبت ولكنه رد بهدوء آسي :- وش قلت لك من قبل يا أفنان ؟! ما له داعي تسألين عن أشياء تدرين إن جوابها بضايقك ..
فهمست وقد ترقرقت عينيها بالدموع :- معليش بس أنا من النوع الي ما أرتاح من التفكير إلّا إذا فهمت وعرفت كل شيء .. طاوعني ..
تنهد بعمق ليجيبها بصراحة :- في البداية إيه فكرّت بس ما حكمت عليك و كنت أراقبك و مع الوقت عرفت إنك غير ..
ضمّ ذراعية لصدره وأطبق شفتيه بصرامة ..
ليقول بلوعة :- عساكِ ارتحتِ الحين ؟!
هزت رأسها بهدوء مبتسم دون أن تنظر له ..
تريد أن تتأكد منه و حسب وقد أجابها بإختصار ..
وربما هناك أمور أخرى يُخفيها وهذا ما تشعر به ..
فخطرت ببالها هذه الآية التي ذكرها لها مرة …
“ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ “
ربما ما كان يخفيه أعظم ولا يجب عليها أن تعرفه وعليها أن تتأقلم ..
فهما يجيدان الحوار ..
و يجيدان حل المشاكل بسلاسة و بنفس اللحظة فلا تتراكم عليهم ..
ليباغتها فجأة بسؤاله القاتم وكأنه ينطقه قسرًا مع طعمٍ لاذع بمرارة :- ليش وافقتِ تتزوجيني يا أفنان كون إني سبق و تزوجت وعندي عيال ؟! و أنتِ كان بإمكانك تحصّلين الأفضل ..
التفتت له بقوة وهالها أن تسمع هذا السؤال بلسانه فلم تتوقع أن يثير الأمر فضوله ..
فلقد سمعت هذا السؤال سابقًا بلسان إحدى صديقات والدتها في أول زواجها ..
وقتها أفنان لم تكن تعرف شيئًا عن طراد غير أنه يعاملها بإحترام وعبوسٍ شديد ..
فسألتها بوقاحة …
" الحين يا أفنان تصومين و تصومين وتفطرين على بصله صاحية أنتِ ؟! وش الي حادك تاخذين أرمل وعنده عيال ؟! طبعًا غير إنه زوج أختك هذا موضوع ثاني .. معقول عشان البزران بس ؟!
مصيرهم بيكبرون "
ردت عليها أفنان آنذاك ببرود غير واثقة من كلامها
" لأني شفته رجال محترم و راقي و ما منه قصور دامه شاريني مرتين وهاذي الثالثة أكيد ما هو عشان الأولاد بس "
لقد كذبت عليها هي لم تكن واثقه بأنه أرادها شخصيًا ..
فهي تعرف بالطبع أن خطبته لها من أجل الأطفال فقط كما يعرف الجميع ..
ولكنهم يحبون إغاظتها بأسئلتهم دومًا و كان الأمر مؤلمًا لها مما جعلها ترغب في حياة طبيعية ..
وليس كما يظنون ..
من أجلها و من أجله و من أجل روحهما و من أجل الأطفال ..
احمرّت وجنتيها كثيرًا و نظرت إليه بأجمل نظره قد تنظر له و همست بخجل :- تدري هذا السؤال قد سألتني ياه صديقة أمي أول زواجنا و كنت أشوف سؤالها وقح ..!!
ارتفع حاجبيه معًا ليقول بلمحةٍ من الغضب الذي ارتسم على ملامحة الصلبة :- قصدك سؤالي وقح ؟!
ضحكت بخفّة تهز رأسها نفيًا :- لمّا تسأل أنت لا لأن الموضوع يخصك بس لما تسأل هي أي يكون وقح منها .. صراحة ما أعرف كيف كذه يتجرأون الناس يسألون أشياء ما تعنيهم ولا تفيدهم بشيء ..
قاطعها يقول بتصميم صلب كملامحة :- لا تحورين السؤال والجواب يا أفنان وردي ..
تورد وجهها أكثر بخجل فتريد أن تكسر إحدى الحواجز بينهم فالأهم هو المضمون ..
لذلك ردت بصوتٍ كحلاوة السكر :- طيب بقول لك الجواب الي رديت فيه عليها ..
قلت لها لأني أشوفك رجال محترم و راقي و ما منك قصور .. هذا كله قبل لا أعرفك زين ..
لتبتسم له وتتابع بغنج فطري بعد تحسن علاقتهما و عيناها تبرقان كالنجوم في ليالي مقمرة :- بس الحين ضيف عليها إنك انسان رائع وأحنّ زوج وأب وأخ بالعالم و فخورة فيك و لإنجازاتك الي حققتها ..
أطبقت سبابتها على إبهامها وغمزت بعينها تتابع برقة :- ولو إنك شويّ مشغول عنا بشغلك بس مبسوطة لك كثييير ..
ثم تجرأت أن تقترب منه فتقبله على وجنته كأقصى شيء تستطيع فعله …
ولكن هذه المرّة لم تفرّ بل عادت بجذعها للخلف ببطء خجول كقطةٍ مشاغبة تنتظر من يُلاعبها ..
و انتظرت أن ترى ردّة فعله …
أما هو فقد اختل توازنه الداخلي من مشاعرها التي بثتها له على حين غرّة و لم يتوقعها …!!
و هاله جوابها لم يعتقد أبدًا أن يكون جوابها بكل هذا الرقي الحنون الذي غمر صوتها ..
أن تمتدحه بكل هذا المدح و يبرق الفخر في عينيها البنيتين بلون القهوة الداكنة فهو كثير ..
كثير على قلبه المحروم منذ سنوات و المسعور ..
وكأنها أخذت بيده تسحبه من بؤرة عتمةٍ عميقة فتخرجه للنور …
فيتشوش نظره من هول الضوء الذي اخترق عينيه إذ أنه بعتمتك هناك ضوء يا أيتها الأغصان التي أحاطت جوفه ونثرت بعبيرها البذور لتزرع به الزهور برقتها …
ثم صمت الطرّاد السفينة الحربية الآتية من بعيد وتوقف في عرض البحر ..
و تولى صدره ذو المضخة القوية اخبارها بتجاوبه مع كلماتها الرقيقة و كان قد جذبها إليه نحو أضلاعه حتى انطبعت حناياها الهشة مع جسده القويّ فارتجفت أفنان شوقًا بين ذراعية ...
فقال بخشونةٍ خافتة بصوتٍ محموم ينظر لها بعينيه العميقتين الدافئتين وحاجبيه المقطبين بضيق :- أفنان لثاني مرة أقولها تراني موب حجر يا بنت الناس لو ما أنتِ قد حركاتك لا تقربين ..
ترى الحلويات ما تغني عن الجوع بالعكس إذا أكلتيها تفتح شهيتك أكثر ..
و لا عاد أقدر انتظر لين نسافر لشهر العسل المؤجل ..!!
قال جملته الأخيرة بتصميم صارم و شهقت أفنان بقوةٍ مذعورة من صراحته تنظر له بقرب شديد …
بعينيها البُنيتين البريئتين كنافذتين تخبرانه الكثير ..
لقد أبهرته نظرتها الخجولة و الحياء يلّتف على حناياها كالحرير …
فلم يستطع مقاومة سحرها الخلاب ليأخذها معه إلى عالم آخر اكتشف مدى جماله معها هي فقط ..!!
بعد مدة لا تعلم كم دامت من الوقت ..
شعرت أفنان بدمعتين دافئتين تنسابان على وجنتيها تحدق بالسقف وتلك الخيالات تؤرقها و تصرخ بها " خائنة " فلا تجعلها ترتاح وتهنأ ..
كيف وصلت لهذه الحال ؟!
أن تبث بها الخيالات القشعريرة في كل مرّة و تعذبها …
لكن هذه المرة لن تسمح لها أن تفسد جمال هذه اللحظة لن تهرب عنه لا بجسدها و لا بنظراتها ..
نظرت له بطرف عينها و غمرتها المودة نحوه و لرؤية ملامحة النائمة و المسترخية على شعرها ..
فلقد أخبرها أنه منذ اليوم لن ينام إلّا على شعرها ..
أما هي فقد ذابت عيناها خجلًا لطلبه البسيط و أعجبها ذلك كثيرًا ..
شعر طرّاد بإرتجافتها الشديدة بقربه ليفتح عينيه ببطء ثم تتسعان وهاله أن يرى دموعها المنسابة على وجنتيها النديتين و تقاوم خيالاتها بصمتٍ مطبق ..
و التي أخبرته عنها بالأمس فقط ؟!
فيجذبها أكثر بين ذراعية يمسح دموعها بلطف ويُقبل عينيها
فتبتلع أفنان ريقها وتدفن رأسها بتجويف عنقه تنشج بوجع يؤذي نفسيتها و روحها ..!!
شعر طرّاد بدموعها تلامس بشرته فتحرقها كالأسيد دموعها الغالية مما جعله يتعذب من أجلها ..
فهمس بحاجبين مقطبين وبصوتٍ خافت مبحوح بخشونة :- أفنان آسف لأني أذيتك ..
فتهزّ رأسها نفيًا و تهمس بقرب عنقه :- ما أذيتني رح أتخطى الموضوع بس شويه وقت ..
ثم فجأة انتزعت نفسها عنه و كأنما لدغها عقرب فتفزّ جالسه توليه ظهرها ..
وقد شهقت بقوة وقد تذكرت أمرًا هامًا فتستدير له نصف استدارة ..
وتهمس بوجه متورد بحرارة :- حبيبي نسيييييت أمي و رزان ينتظروني أرجع .. يا ربي كم لبثنا ؟!
وغطت فمها بباطن كفها بصدمة تعض شفتيها بإحراج شديد حتى كادت تدميهما ..
ثم انتفضت بعجلة :- يلا قوم قوم رجعني بسرعة انفضحت يا ويلي ..
صدحت ضحكات طرّاد بمرح وقال ببرود ينظر لها بعينيه الكسولتين :- إرجعي نامي يا أفنان ما حد ينتظرك كلمت عمتي وقلت لها كل شيء ….!!
شهقت بقوة لتهتف بإنفعال حرج وعينين متسعتين بذهول :- وش قلت لها ؟!
فيرد ببراءة والبراءة في صوته كاذبه :- قلت الصدق وش بقول ؟! دخل سروق للبيت و أفنان منهارة ومرتاعة ما تقدر ترجع وهي بهذا الحال ..
اللئيم .. المحتال إنه يفكر بذلك منذ البداية و استدرجها بكل خبث و هي كالبلهاء وقعت في فخّه ..!!
فزمت شفتيها بضيق ..
ليقبض على زندها فيجذبها إليه بسهولة فتلفح أنفاسه الحارقة وجهها المتورد فيزداد توردًا لذيذًا للقضم ..
قائلًا بصوتٍ ملتهب :- نامي يا أفنان نامي و لا تشيلين همّ شيء ..
فتهمس بخفوت خجول :- و رحلتك ؟! راحت عليك أكيد ..
لقد أخبر والدتها بكل التفاصيل أما هي فمن المستحيل أن يخبرها السبب الحقيقي هذه الجبانة المذعورة ..
قائلًا بهدوء :- وش الجديد ؟! دايم أأجل رحلاتي بسببك .. فداكِ كل الرحلات ..
أومأت بهدوء وعينيها تنظران له بحب واضح و صريح فيبادلها النظرة بمثلها ..
فكانت نظراتهما الملهوفة لبعضهما أبلغ من أي كلام آخر …


====================


تجلس فنار على مقاعد الإنتظار أمام بوابة العناية المركزة ..
بيدها مصحفها الصغير تقرأ منه الكثير من الآيات وتراجع حفظها ..
قلبها يؤلمها لقد باتت تنسى الكثير من السور رغم أنها ثبتتها في رأسها و لكنها تلقّت دعمًا من استاذتها على “ الواتس اب “ التي تراجع معها دومًا السور و تُسمّع لها الآيات ..
فقالت لها أن الأمر طبيعي فهي ستراجعه طوال العمر و لن تترك القرآن أبدًا ..
تارة يلهج لسانها بالدعاء للجميع ومن بينهم هو دعوات تخصة و تغلفها بحنانها ..
و تارة تُخرج مسبحته من حقيبتها فتستغفر وتسبح طويلًا بها فالوقت هنا طويل الأمد …
وهو في هذا المكان منذ عدّة أيام بعد أن انقضت العملية على خير حتى تستقر حالته
فكلما كان يستيقظ يتغضن وجهه المستبد القاسي بالألم الشديد …
جبروته جبار لا يعترف ولا يُقرّ بالوجع و الألم ..
وتساءلت ما الذي يقاومه ؟!
بل ما سرّ هذه المقاومة ؟!
وكأن الممرضات يعرفون الحالة التي يمر بها في كل حين فيحقنونه جرعة من المسكن القوي ..
فيعود ويغرق في سُباتٍ عميق ..
ولا يُسمح لأحد بالدخول إلّا لدقائق معينة ..
فعمليته خطيرة و حساسة و قناع الأكسجين لا يفارق وجه الشاحب كالأموات ..
ارتجفت شفتيها و لم تكن تعرف أنها ستراه يومًا بكل هذا الوهن فهو لا يليق بشموخه أبدًا ..
وجهه الذي تراه مُصفرًا و شاحبًا هكذا لأول مرّة ..
وتعلم بأنه يكره أن يراه أحدٌ هكذا ..
ولكن رغمًا عنه ستبقى بجانبه لطالما دعمها و أعانها على الكثير ..
وحان دورها لتقف بجانبه وتسانده فالحياة مشاركة
بالسراء و الضراء …
نهضت من مكانها تريد الدخول إليه ..
فأشفقت الممرضة على حالها و عرفت أنها حامل و لابد أن الجلوس الطويل في الإنتظار متعب ..
جهزتها الممرضة ودخلت إليه …
ثم شعرت أن كل ما مرّا به الأشهر الماضية مجرد عبث و هباءً منثورا ..
أمام رهبة هذا الموقف المُهيب …!!
واستلقاء جسده الصلب بين الأجهزة التي تحيطه بعناية ..
تُخضعه قسرًا حتى يرتاح رغمًا عنه فيُزيح عن منكبيه العبء الذي حمله ..
و شعرت بروحها مريضة وقد تعبت وهي تتواجد كل يومٍ هنا …
فالذي لديه مريض يزوره يوميًا في المشفى و كأن عدوى المرض تنتقل له ..
ولكن تعبها لا شيء أمام ما قام به من أجلها فقد جعل منها إنسانه أخرى لم تعرفها بدعمه لها رغم الأسى ..
اقتربت منه تمسح على شعره الخفيف وتقبل جبينه ..
وقد غفا الخوف في قلبها من مستقبلها و حاضرها معه ..
ثم نظرت حولها ببهوت ..
أين عائلته ؟!
أليس لديه أعمام أو أخوال أو أقارب ؟!
هي تعرف بعضهم ممن يسكنون في أطراف الرياض وقد عرّفوا بنفسهم عن أنهم أقربائه فرداد حتى لم يتحدث يومًا عنهم ..
و لهذا تشكر جهود خالها خالد على مدار السنين حتى يجمع أواصر الأسرة ..
مهما كانت الأسباب بغيضة و غير منطقية فقد كان يحاول دومًا ..
ولا يبدو أنه قد استسلم حتى بعد قصّة قضيتها عاد يحاول مجددًا جمع أواصر العائلة و تجميع خوالها وخالاتها ..
لم تدرك أنها خرجت تتجول قليلًا في الممر فلقد أنهكها الجلوس و قاطع شرودها المضني صوت أخيها عيسى يسألها بهدوء :- شربتِ قهوة اليوم ؟!
فترد بخفوت منهك :- لا ..
فمد لها أحد أكواب القهوة لتشاركه ..
ويهمس بحزم صارم :- ترى شوي وبرجعك بيتك …
ما في فايده من جلستك هنا ولو يدري زوجك بعدين بعصب عاد تعرفين عقلة وعصبيته ..
تراكِ حامل و تعبانه إرحمي نفسك يا وخيتي ..
هزت رأسها بفتور وهي لا تقوى على الكلام من التعب ..
كل ما تأمله أن يصبح بخير وكفى حتى ترتاح ..
لقد كانت الأيام الماضية تبقى عند أهلها حتى لا تعلم خالتها لطيفة عن رداد ..
فهو لم يكن يريد لوالدته أن تتألم لأجله من برّه بها ..
ولكنها عرفت اليوم و اضطرت فنار أن تخبرها …
بعد أن اتصلت عليها منهارة من البكاء
تسأل عنه وقد غاب عنها لأيام دون أن يتصل أو يسأل عنها وليس من عادته أن يفعل ..
وبعد أن عرفت خالتها كل شيء ..
جاءت لزيارته سريعًا و بقت لوقتٍ طويل حتى تعبت بشدّة مع ذراعيها المكسورين …
و طلبت منها الخالة لطيفة أن تعود لمنزلها فلا داعي لبقائها عند أهلها …
والغريب أنها اعتذرت عن كل ما مضى بكل هدوء ..
الجميع بلا استثناء إعتذر منها …
ما عدا تلك اللئيمة من أحالت حياتها لجحيم ..


====================


طُرق الجرس و نظرت فرح من العين السحرية فلم تجد أحدًا …
وخمنت أن سيف قد وضع بعض الأغراض عند الباب كعادته كل يوم جمعة ..
بعض الفواكة والخضار وكراتين من الماء و بعض منتجات التنظيف ..
و أحيانًا في وسط الأسبوع إن أحضر لأطفاله بعض الآيسكريم أو الدونات فعليه أن يحضر لكل من في المنزل و لن ينسى تركي بالطبع ..
في البداية ظنت أنه إمتنان وشكر منه لأنها تهتم بعض الأحيان بالتوأم اللطيف ..
وعائلته تهتم بهم ..
في الحقيقة الجميع يهتم ويحنّ عليهم و يحملهم على كفوف الراحة حتى لم يعودوا يفقدوا والدتهم كثيرًا ..
ولكنها مع الوقت اكتشفت أن ما يفعله سيف عادة متأصلة به منذ القدم قد اكتسبها من والده ..
فوالده من كان يجلب المؤن لكل البيوت الثلاثة ..
وبعد وفاته رحمه الله تولى سيف هذه المهمة ولم يقطعها ..
فما يجلبه لبيته يجلبه لهم ولعائلته في الأسفل …
وعرفت أن ذلك كان يثير حنق رغد دون أن تجرؤ وتتكلم ..
و أصبح معن يعاونه فأسبوع هو وأسبوع سيف حتى لا يسبب الاحراج لأحد ..
لقد غمرهم كثيرًا بكرمه …
أخذت الأغراض من الباب ودخلت للداخل فركض حولها الأطفال يصرخون بمرح ..
فقالت بحزم :- يلا وقفوا طابور أشوف وساعدوني أرتب الأغراض عشان أعطيكم حلويات ..
صرخ الجميع بسعادة ..
ثم بدؤوا يساعدونها وتكلفهم بأشياء بسيطة حسب قدراتهم لتعطيهم بعدها الحلوى ..
ثم تفتح لهم التلفاز على برنامج لرياضة الأطفال تناسب عمرهم …
فتشاركهم الرياضه بمرح ويقلدونها ويضحكون و تارة ينظرون للتلفاز …
دخل معن للمنزل متجهم الوجه ولكنه فغر شفتيه بصدمة ..!!
وهو يرى فرح تمارس رياضه الأطفال و تشاركهم وهم مستمتعون برفقتها ..
وشعرها المنتفش كالأسلاك الشائكة مجموع للأعلى بمخلب الشعر فبدا كالشمس المشرقة ..
استند معن بكتفه إلى إطار الباب يراقبهم بصمت مطبق و على ثغره شبه ابتسامه ..
و قلبه يشفق على هؤلاء الأطفال لما فعلته أمهم الدنيئة عندما رحلت وتركتهم ..
رافضه بعناد العودة رغم أن سيف أصبح يأخذ لها الأطفال بين الحين والآخر ..
من أجلهم لا من أجلها ..
ولكن بالطبع لا تسمح ببقائهم طويلًا ..
ثم لاحظ الأطفال وجوده أولًا لتركض إليه بنات سيف شمس وقمر و كُنّ السابقات ..
فتقفزان بأحضان عمهما الذي تلقفهما بكل الحب يقبلهما ..
وكاد تركي أن يجن جنونه من الغيرة فيندفع نحو والده يسحب قدم شمس بعنف غاضب حتى ينزلها معن ..
فتتولى فرح مهمة تهدئته لتنجح بذلك وهو ينظر بعبوس لبنات عمه …
قال معن بابتسامه وقد عدلت له مزاجه العكر :- وش ذا النشاط ماشاء الله على العصرية ؟!
فترد فرح بابتسامتها المعتادة دومًا الابتسامه تزين وجهها البسيط :- شفتهم طفشانين وقلت أسلّيهم شوي ..
فيصفق معن بكفيّه قائلًا :- يلا أشوف كلكم انزلوا تحت عمّة غزل أخيرًا أشفقت علينا و بتاخذكم المول ..
صرخ الجميع بمرح ليتدافعون نحو الباب و منه للأسفل ..
بينما تنهدت فرح و قالت بشجن :- حرام أحزن عليهم هالصغار أما أخوك و زوجته صدق ياصبرهم والله ثلاث شهور على ذا الحال ؟! إن كان أخوك ولا هي ..
ضحك معن بشدّة وكاد يسعل من شدّة الضحك ..
ثم هدأ و رد بهدوء مغلّف بالسخرية :- أخوي هو المسكين الي صابر على غثاها و لا هي أول مرة تسويها و قدّه صبر " الدبل " ست شهور قبل تجيب العيال .. و وقتها أبوي موجود الله يرحمه دايم يعبي راسي أنا و أخوي عن أهميه العائلة ولازم نشد ونرخي و آخر حلّ الطلاق ومن ذا الكلام و كلنا كنا ماشين على ذا المبدأ ….
وراح أبوي وأخذ وياه سيف ومعهم جاهه ومن قواه عينها رفضت ترجع لين تطلع بيت لحالها ..
و أبوي كان بدايه تعبه مع السرطان مستحيل سيف يطلع و يخليه ..
و يوم حامت كبده طلقها الطلقة الثانية الأولى ما أدري وش سالفتها و جت تركض له يرجعها و بعدها بكم شهر حملت بالتوأم و الحين أتوقع صاملة لأنها تدري في عيال ما بطلقها ..
شوّح بيده وقال بإرتياح :- أهم شيء ارتحنا منها ومن غثاها ..
شهقت فرح بقوة وقد اكتشفت الكثير منذ دخولها المنزل فهي لم تتوقع أنهم عائلة مزدحمة بالأسى ..
لقد بدوا لها من الخارج عائلة طبيعية إذ أن حياتهم بها بعض النباتات المسمومة ..
التي تحتاج الإقتلاع حتى لا تُعدي النباتات المجاورة ..
فقالت بهدوء و كأنها تقرّ واقع :- هذيك الأيام كان أخوك يحاول يرجعها بس هالمرة رافض حتى المحاولة واضح انه بايع بالمرة ..
فهز معن رأسه بإستياء :- ما ينلام وأنا معه بأي قرار ياخذه .. لين متى ان شاء الله حركات البزران ؟!
خلها لين تطحن الحبّ الي في راسها ما حد مرتاح غيرنا ..
عادت فرح تتنهد بهمّ وهمست بأسى :- صح حنّا مرتاحين بس غيرنا متأذي مثل أخوك و عياله حرام و البنت عنيدة مرة حتى أنا كلمتها قبل فترة تكسر الشر وترجع لعيالها و زوجها و الموضوع أحس بدا يكبر ..
زعلت عشان الخدامة وصار الزعل أكبر و هي راكبة راسها ..!!
ثم مطّت شفتيها بضيق شديد وتابعت :- واتهمتني إني سبب خراب بيتها من يوم جيت ما شافت الخير ووجهي شؤم عليهم ..
تنهد معن هذه المرة بقنوط قاتل على حال أخيه و أطفاله …
فهو يعرف سيف جيدًا به طاقة تحمُّل و صبر ورثها من والده ..
بل والده من زرعها به ..
يتحمل ويتحمل حتى ينفجر وانفجاره يبعث حممًا حارقه تحرق الأخضر واليابس و كل شيء في طريقها و لا شيء يوقفه …
وقد يصل لتلك المرحلة من الكره الأعمى التي تُظلم بها جوهرتيه البراقتين فينطفئ بريقها ..
أما هو فعكسه تمامًا ..
جسده يغلي كالحمم الحارقة و لكن لا ينتظر ولا يتحمل فمنذ أن اتقدت المشاكل مع طليقته وعرف أن لا مجال للحلّ الودي ..
حتى طلب الإنفصال وإنفصلا بتحضرّ دون أن يصل لمرحلة أن يكرهها …
وكان بينهما اتفاق أن يبقى معها تركي طوال الأسبوع و آخر الأسبوع يبقى معه حتى تزوجت وسافرت …
و إن عادت لا مانع لديه أن تأخذه ويتفقان مجددًا
فقال معن بحزم وبنظراتٍ قاسية وخطيرة :- المهم لا عاد تكلمينها قليلة الحيا هي الي جابته لنفسها ..
كل من تدخل حاول يصلح بينهم وهي لا حياة لم تنادي ..
هزت فرح رأسها توافقه الرأي فحتى خالتها بالرغم أنها لا تحبها فقد حدّثتها وطلبت منها العودة …
و إن أرادت ستعطيها الطابق الأرضي كاملًا حتى تتوسع مع سيف والتوأم ..
و يصعدون هم لشقتهم …
فلا أحد يُريد خراب ودمار أسرّة و عشرّة 16 سنة …
فالسنة تُطلق على الشدّة والكرب والضيق ..
ولكن دون أي جدوى ..!!
فهي مصرّة على الإنتقال لبيت جديد في أرقى الأحياء كما يفعل الجميع الآن ..
أجفلت فرح عندما قبض معن على فمها يقرصه بخفة ..
قائلًا بإبتسامة :- و لا عاد أشوفك زعلانه ترى ما هوب حلو عليك الزعل ..
ابتسمت ابتسامه عريضة لتقول له :- ليش ما قلت لي إنك جاي الحين ؟!
ارتفع حاجبه بتحفز :- بستأذن عشان أدخل بيتي ؟!
ضحكت بمرح لترد وهي تشير لنفسها بحرج :- لا بس عشان لا تشوف هالمنظر …
ارتفع حاجبه ليقبض على حزمة الأسلاك الشائكة فوق رأسها قائلًا بتزلّف :- عادي تعودت أشوف ذا الغابة كل يوم ..
شعرت ببعض الإستياء و تعرف أنها مخطئة وعليها أن تكون جاهزة على الدوام خاصّة أنها عروس …
لا يشترط أن تُفرط بالتزين ولكن على الأقل تكون مرتبة ..
ولكن ظهر لها هؤلاء الأطفال من حيث لا تحتسب فهم و تركي يمثلون جيش التتار و عليها أن لا تغفل عنهم للحظة …
فتتمنى أن تُحلّ مشكلتهم قريبًا و أن لا تمتد لستة أشهر …


******************


كان سيف يجلس مقابل أخيه الصغير سيّاف يكاسره باليد ..
فيقول سيف ساخرًا :- امحق ذا النادي الي سجلتك فيه ما منه فود …
ضحك سياف يشد على يده أكثر بينما كان سيف جالسًا مسترخيًا لا يُحرّك ساكنًا فقط ذراعه ثابتة ..
فدائمًا ما يغلبه بسهولة إن أراد ..
أو أحيانًا يشفق على شبابه ويسمح له أن يفوز عليه ..
فقال سياف يبعد يده بعد أن استسلم :- أقول متى بتجيب لي سوني 5 ؟! أنت وعدتني …
صغّر سيف عينيه وجوهرتيه تبرقان بتحفزّ و دهاء :- وعدتك بس لا تلّعب عليّ شرطت شرطين عشان أجيبه لك ..
و رفع اصبعيه السبابة والوسطى ..
فرد سياف ذراعيه أمامه ليقول ببراءة :- تركت السقاير والله تركتها و ما عاد دخنت بعد ذاك اليوم .. أما الشهادة حقت الترم ان شاء الله إنها زينه و النسبة تعدي ال 80 ..
فيرد سيف بشكّ :- تعال أشمّ ملابسك و لا ذا البلا يقولون ما عاد يطّلع ريحة شينة ؟!
فقد كشفته والدته يُدخّن السجائر الإلكترونية و التي تعتبر أكثر خطرًا و أسهل استخدامًا و تنشر رائحة زكية حسب نكهة السائل المستخدم ..
وطلبت منه أن يحل المسألة بحكمة و تأني ….
ولم تخبر معن فهي تعرف أن دمه حار و قد يضربه ويصفعه فورًا دون أي نقاش …
فيضحك سيّاف بمرح و يقترب من أخيه ليشمّ ملابسه فيقسم له بأنه ألقاها ولم يعد يستخدمها لأنه استوعب حديث أخيه معه و شعر بالحرج ..
غير أن سيف سجلّه بالنادي حتى يلتهي به ..
التفت الإثنان مجفلان على صوت صراخ والدتهم ..!!
هتفت أم سيف تصرخ بإنفعال :- وبعدين معك يا سياف وبعدين هاااا ؟!
وش ذا النتايج المخيسة الي جايبها هاذي ؟!
حتى أقل تخصص بالجامعة ما تدخلك ..
نظر سيف لهاتف والدته ينظر لشهادة أخيه فتتسع عينيه بصدمةٍ مرتاعة ..!!!
ثم ينظر لسياف بذهول :- درجه وحدة بس تفرق عن الرسوب ؟!
هز سيف رأسه مستاءً يبدو أن
“ البلاي ستيشن “ سينتظر طويلًا في أقصى الدولاب ..
تنهدت والدته بهمّ أطبق على صدرها من أجل هذان الإثنين أمامها الكبير و الصغير …
السيّف و السيّاف ..
فقالت بقنوط تعدد على أصابعها :- مدرسين وجبنا .. كل طلباتك في المدسة الي طلبتها صارت .. عقاب وعاقبنا .. مكافئه وجبنا لا اجتهدت
يعني مادري لمين طالع ؟!
أكيد طالع على ذاك الي منطقّ فوق و لا سيف من يومه وهو شاطر ويجتهد ..
كتم سيف ضحكته وقد تهزّأ معن المسكين للتوّ رغم أنه لا علاقة له بالأمر ..
و زم سياف شفتيه بضيق و لم يتوقع أن تظهر علاماته السيئة هذا اليوم ..
و رد بسخط منفعل :- يعني وش تبيني أسوي عشان ترضين ؟! دراسة وهذا حظي فيها يعني أصير مندوب في مطعم بيتزا ؟! ولا كاشير في هرفي و بنده ؟! ولا أبيع شواحن في بسطة عند المسجد عشان ترتاحين ؟!
شهقت والدته بقوة من نبرته الوقحة التي تحدث بها معها ..!!
فيصرخ سيف مزمجرًا به وقد برقت جوهرتيه بنار مستعرّة :- اقطع واخس يا الهيس كذه تحاكي أمك يا الرخمة ؟!
زمت أم سيف فمها بضيق …
بينما أطرق سياف رأسه بحرج من تأنيب سيف فهو حليم جدًا وحنون مع الجميع
ولكن إذا غضب لا شيء يطفئ وقود غضبه ..
فيقترب سيّاف من والدته يقبل أعلى رأسها معتذرًا حتى لا يثير حمم سيف أكثر من ذلك ..
فهو يحترمه كثيرًا بل كان له بمثابة الأب بدلًا من الأخ ..
فتقول والدته وما زال قلبها مجروحًا منه :- روح طس عن وجهي الحين لا أشوفك اليوم ..
رفع سيف ذراعه يدفع كتف أخيه ببعض القوة ..
قائلًا بغلاظة :- تلايط الحين وبعدين نتفاهم يا السيّاف ..
ثم التفت سيف لوالدته بحاجبين مائلين بضيق :- ما عليه يمه لا يرتفع ضغطك الحين بسببه أنا بربيه ذا الكسلان .. إجلسي ..
التقط يدها ليساعدها على الجلوس ..
فتقول والدته تمسح على عارضه بكفها الحنون :- الله يرضى عليك يا يمه ويديمك ذخر لنا لولا الله ثم وجودك هنا كان ما قدرت أقواه هالولد …
ماحد معطيه وجه ومتحمله غيرك ..
لا تتضايق منه يمه هالجيل مخه مضروب ..
عقد سيف حاجبيه بإستغراب :- وش أتضايق منه ؟!
فتهمس بخفوت :- يوم يعايرك بالي كنت تشتغل فيه .. أدري إنه متقصد لسانه يبي له قص ..
رفع سيف رأسه يضحك بمرح ..
فقد عدد أخيه كل ما عمل به في صغره وقد وصل لعمر 16 وتوقف عن أخذ المصروف من والده فهو كان يُعيل نفسه و أحيانًا يساعد والده …
ويقول بحنان :- وأنتِ على بالك بهتم بكلامه ذا البزر ؟! الشغل ما هو عيب ولا في شيء يحرجني ..
تنهدت والدته لتقول بتوجس وقلبها يخفق بشدة من معرفة الحقيقة :- طيب بسألك عن شيء مهم ما أدري هو صدق ولا لا ؟! بس العلم الأكيد عندك .
لم ينظر سيف لوالدته وكان قد أطرق رأسه بين ساقيه ..
وذبذبات حديثها تصل إليه كإبر توخز طبلة أذنه بينما بؤبؤ جوهرتيه السوداوان تتسعان بذهول مع كل حرف يخرج من فم والدته كخنجرٍ مسموم ..
ابتلع ريقه كغصّةٍ مسننة عندما أنهت والدته حديثها ..
وهمس بصوتٍ ميّت لا روح فيه :- من وين جاكِ العلم يمّه ؟!
فترد بذات الهمس المؤذي الذي جرح قلبها قبل أن يجرحه :- من النادي رحت اليوم لقيت كم وحده تسألني .. و بعد مستغربين عندك عيال ويسألون بكل بجاحه ..
عاد أنا من شهور أهملت النادي و انشغلت بدار التحفيظ ولا رحت و عندهم العلم من مبطي ..
هزت كتفيها بعدم تصديق :- أكيد العلم جاهم من زوجتك .. هل هو صحيح هالكلام يا ولدي ؟!
فتر شفتيه فخرج من بينهما هواء صاخب بالضجيج والألم ….
قلبه يؤلمه وتفتت مثل الرمال ..
روحه ملكومة وكأن قبضه غير مرئية اعتصرت قلبه ..
و همس بخفوت قاتل :- إيه يمه صحيح هالكلام بس مشكلتي أمرها هين وتنحل عند دكتور ممتاز ..
لقد طعنت رغد ظهره …
الشيء الوحيد الذي كان يجعله متمسكًا بها لهذا الحدّ هو اخلاصها له ..
بينما كانت تذوي في عينيه وقلبه سنة عن سنة من عمر زواجهم ..
فبقدر الراحة التي كانت تمنحها له كانت تنتزعها من عينيه في الأيام التالية ..
يرى و يسمع الكثير ولكن يتغاضى عن هذه الأمور السخيفة فلا شأن له بمشاكل وكيد النساء …
بسبيل نجاح زواجه وتنفيذ نصائح والده هي فقط لم تقدر له ذلك ..
و فقدت الإحترام بين الزوجين …
فقدت منه كل شيء سبق و منحها إياه برغبته لأنه وجدها كانت تستحق ..
وكأنه جاءت موجه عاتية والبحر يخضع لسلطة السحاب فتمحو أثرها من على غشاوة عقله ..
فلقد محت هذه الموجه أثرها من قلبه منذ زمنٍ طويل ..
طويل جدًا …!!
وكان قد بقي بينهما الإحترام والمودة ليتلاشى كل ما بينهما ..
فلا يبقى الإحترام ولا المودة ..
قال سيف بخشونة خافته :- يمه إذا في مجال ودي أتزوج من بعد إذنك ؟!
و أيًا كانت الي بتخطبيها لي علميها بالمشكلة لازم تدري عنها …
فعندما خطب رغد قبل 16 عشر سنه لم يكن يعرف هذا الأمر اكتشف ذلك فيما بعد و إلّا ما كان ليخدع أحد …
اتسعت عينيّ والدته بصدمه فهي لم ترد أن تضغط عليه فلم تفتح معه الموضوع أبدًا ولم تتدخل ولا للحظة حتى لا تهاجمها رغد بخراب بيتها ..
وكانت تنتظر مع إبنها بصبر ..
ولكن يبدوا أنه فقد هذا الصبر ..!!
فهي لا تريد شيئًا إلّا راحته وسعادته لأنه يستحقها ..
وبما أنه هو من طلب فلا شيء سيوقفه الآن فعندما يقول كلمة ينفذها بلا تردد ..
وتلك هي من حفرت قبرها بيدها بكل حركاتها وتصرفاتها و رعونتها …
التي يعرف عنها سيف والتي لم يعلم عنها ..
أرادت أن تخطب له ريناد …
و لكنها فكّرت ما الذي سيجعل من شابة حيوية مثلها أن توافق على ابنها ولديه ثلاث أطفال صغار يحتاجون للعناية والرعاية ؟!
و قد حاولت مره أن تتقصى عن الأمر لفضولها وحسب وعرفت أنها ترفض أن تصبح زوجه ثانية ..
و عرفت أنها كانت زوجة لقريب فرح مما يجعل أمر دخولها لهذا المنزل مستحيل ..
خوفًا من المشاكل القادمة لهذا غضّت عنها النظر ..
و عرفت اليوم من إحدى البنات في النادي …
أنها قبل أسبوع قد عقدت قرانها على رجل أعمال مطلّق لديه أولاد وبنات قد كبروا و لم يعودوا أطفال يحتاجون للرعاية و هذا الأنسب لها …
فردت بتصميم حازم :- خلاص بخطب لك ياقوت .. هي أنسب وحدة لك ورح تحن على عيالك و تراعيهم و بإذن الله بتكون لك نعم الزوجة نعرفها من عمر ..
و أكيد ما يخفى عنك سالفتها المسكينة والي صار عليها .. عيالك بكونون مواساتها ..
عقد حاجبيه مُتعجبًا ينظر لوالدته بإستنكار شديد :- ياقوت ما غيرها يمّه ؟!
لم ينسى هذا الإسم الغريب رغم مرور كل هذه السنوات ..!!
هزّت رأسها موافقة :- إيه بنت جيرانا الي كنت بخطبها لك قبل لا تتزوج رغد و رفضتها عشان إسمها ..
زمّ شفتيه بضيق فلقد كان عمره آنذاك 26 …
و كانت والدته تبحث له عن عروس اقترحتها عليه اقتراح عابر بينهما فقط …
وقبل أن يحدث أي أمر رسمي فيرفض فورًا لا لشخصها بل لمجرد أن إسمها لم يعجبه ..
لا يعني ذلك أن الإسم يعجبه الآن ..
ولكن ما فائدة الأسماء دون أخلاق و إحترام متبادل ؟!
فتزوج هو …
وتزوجت هي من رجل أجنبي و أنجبت منه طفلين فتتقد المشاكل بينهما بشدة ويطلقها …
ويلغي إقامته ويأخذ الأطفال ويفرّ هاربًا دون عوده
لم يبقى أحدًا في حيهم لم يعرف عن هذه القصة ..
و قد إنهارت نفسيتها وتعذبت كثيرًا وقد اختطف طليقها أطفالها وبالكاد استطاعت أن تستجمع نفسها ..
همست والدته تحثه بما أنه هو من طلب :- ها وش قلت ؟!
ثمّ أردفت بحيرة :- و رغد أكيد بترجع لك بس تسمع إنك تزوجت .. عاد وقتها ما أدري وش بتسوي ؟!
حسنًا ..!!
هذه هي المشكلة ستعود لا ريب …!!
وهو لم يعد يستطيع أن ينظر في وجهها ..
فكيف أن ينام معها بفراشٍ واحد ؟!
وهو بات يشعر نحوها بالإزدراء يزداد يوم بعد يوم ..
وكأن كل ما يخفيه ويدفنه من مشاعر سلبية نحوها أسفل جلده قد تمزّق و نمى على السطح ..
لقد محت كل ما كان بينهما لسنوات وتحملّه قسرًا ..
أظلمت عيناه بسوادٍ داكن وحلّ السكون بالأرجاء ..
لهذا سيُعطيها خياران لا ثالث لهما …
أن تختار أحدهما وهذا أقصى ما يستطيع أن يفعله
من أجل أطفالهم فلا ذنب لهم أن يعيشوا بعيدًا عن أمهم …
لا من أجلها هي قطعًا ..!!
ثم نهض من مكانه قائلًا :- توكلي على الله يمه .. توكلي على الله بس لا يوصل خبر لرغد الحين ..
ليس خوفًا على مشاعرها بالطبع ..
بل حتى لا تحاول أن تفسد الأمر فهو بات يعرفها بالقدر الكافي …


====================


رائحة سجائر نتنه شعرت بها تنتف جيوبها الأنفية
و لا تفسير آخر إلّا أنه قد مرّ من هنا …
فلا أحد يدخن غيره ..
ارتدت عبائتها وحجابها على عجل وكادت أن تتوجه نحو الباب …
ولكن صوته جعلها تتسمرّ بمكانها برهبة ..!!
وقد قال بصوتٍ بارد و غليظ :- على وين العزم إن شاء الله ؟!
إستدارت ببطء لتنظر له بجمود إحتلّ وجهها ..
كان يجلس وحده جلسة متكاسلة في زاوية الأريكة يمد ذراعه على ظهرها ..
ويده الأخرى يستقر بها عود السيجارة البغيضة و الدخاخين تنتشر من حوله ..
فبدا كالأشباح لم تستطع أن تلمح وجهه ..
أو ربما كالمشعوذين بشكلٍ أدق وتلك الدخاخين تحيطه كالغلاف الجوي …
فمنذ قدومه للعيش معهم منذ أسبوع وهو يتسلط عليها في كل وقتٍ و حين …
ولا تعرف السبب ..!!
فترد بضيق وفمها مطبق بصرامة :- طالعه بفطر مع صديقاتي و أمي تدري ..
فيسألها بهدوء وقد اتضحت لها الآن ملامحة وعيناه غير مقروئتين أو هي لم تفهم لغة العيون :- وين النقاب ؟!
فترد بإنفعال غاضب وحاد :- من يوم كنت بأمريكا وأنا أتحجب وأبوي يدري وراضي والحين أمي راضية وتدري … لا أنت و لا أحد غيرك له دخل بالموضوع
فيقول بهدوء شديد و كأنها لم تنفعل بوجهه وتصرخ للتوّ :- طيب إدخلي داخل ما في طلعة و لا بغيتِ الطلعة تلبسين النقاب الدلع الماصخ الي قبل إنسيه ..
شهقت بقوة تضرب الأرض بقدمها بقهر ….!!
من يظن نفسه هذا الحقير ؟!
يأتي و يمارس عليها الأخوة البغيضة و هي حتى لم تتقبل كونه تحوّل كالقناع من ابن خالتها لأخيها ..
ما هذا الهراء ؟!
والآن يأتي ويتحكم بها بكل صفاقه وتعرف جيدًا أنها لن تستطيع أن تخالف أمره وسيمنعها عن الخروج …
فذرفت دموعها أنهارًا تركض حتى تشتكيه لوالدتها ..
في هذه الأثناء دخلت فاتن قاطبة حاجبيها بضيق ..
وتعرف أن الغامد قد تسلّط على مرام …
هي أرادت أن تتأدب و تتوقف عن دلالها ولكن ليس بهذه الطريقة المؤذية التي يتّبعها الغامد
فهي تعرف أنه أحن من هذا الشخص الغريب الذي يقف أمامها ..
نعم فهو غريب لم تعرفه ولم يعرفها …
فمرام مدللة العائلة ..
دللها والدها كثيرًا حتى يعوض بها إندثار إبنهم الثاني تحت الثرى …
وقد وُلدت هي حتى تواسي أبوته الملكومة إذ أن كل ما عاشوه لسنوات مجرد وهم وخيال …
وإبنها لم يندثر ..
وكل ماعاشوه من ألم كان هباءً منثورا ..
وأمّا الآن تغير إبنها كثيرًا ..!!
فقد عرفته لسنوات ولكنها الآن تتعرف إليه من جديد وكأنهم أغراب ..
لقد تغيّر الغامد كثيرًا بعد أن عرف هذه الحقيقة المرّة كمرارة العلقم ..
و شعرت ببعض الإستياء ..
وماذ عنهم هم ؟!
الجميع من حولهم تغيّر ليس هو فقط …
فلا شيء سيعود كما كان والجميع أصبحوا أغراب
وكأنهم احترقوا بوقود فتغيروا تغيير كيميائي ..
تغيرت كل خصائصه المعروفة و عبثت بتكوينه الأساسي …
كصدأ الحديد الذي شعرت به يسري في حلقها فالحديد لا يعود كما كان ..
لا يعود …!!
من الطبيعي أنه بعد شهر من الصدمة النفسية أن يتحسن بالتدريج …
ومضت ثلاث أشهر لكن ذلك لم يحدث معه ..!!
فالصدمة كانت صاخبة وقوية مما جعلهم يعطونه علاج مضاد للإكتئاب ودعمًا نفسيًا قويًا ..
ومع ذلك فقد أصبح أكثر هدوءً و انعزالًا ..
وقرر أن يخرج من المستشفى إلى مكة وبقي هناك بضعة أيام ..
ثم ذهب لجدّة حتى يستنشق رائحة اليود القادمة من البحر …
كل ذلك تحت مراقبة المثنى وهو يعرف ذلك ولم يمانع المهم أن لا يقترب منه ..
ثم عاد لشقته المحترقة دون أن يحاول إصلاح أي شيء بها ورفض المكوث عندهم ..
فتركوه على راحته قليلًا فقط فلقد أضناهم البعد و الشوق ..
بالكاد استطاع المثنى إقناعه قبل أسبوع ان ينتقل لهنا فقد تعبت كثيرًا في بُعده عنها …
فأصبح كالقريب البعيد ..
فلا تستطيع الإقتراب وعناقه تحاول أن تعطيه مساحته التي يحتاجها ..
لقد تركوه على راحته أمام أعينهم و حسب ..
لكنه أطال الغياب ..
أما الغامد فقد فكر بأنه منذ خروجه من المشفى فهم لا يتركون ياقته …
ويلتصقون به كالعلقة خوفًا أن يؤذي نفسه وكأنه طفلٌ ذو عامين ..
لم يسمحوا له أن يتنفس وهم يحاصرونه من كل جانب …
فقط رباب ووالده وسحاب هم من تركوه حتى يستشفي ويلعق جراحه ..
لقد قطع عنهم سُبل الوصول إليه و ربما لو استطاعوا الوصول إليه لما تركوه …
ولكنه يحتاج لهذه الوحدة بينما الوجع يتسربل على جسده و روحه ..
فيشعر أينما ذهب أنه غريب في أرضٍ واسعة لا قرار لها و لكن الأرض على اتساعها تضيق به و لا تسعه وتلفظه من عليها ..
الجسد في أرض و الروح في أرض ..
يا وحشة الروح بل يا غربة الجسد ..
إن تبكي عيناك لي فهما سهمان في كبدي ..
عرف مع الوقت أن الحياة تسعى وتستمر بشكلٍ ما مهما كان الألم صاخبًا و مُعذبًا ..
ك****ب الساعة فلا شيء يبقى بمكانه فمرور الوقت والإرادة هما الحل ..
هو مدرك بأنه إن لم تعثر على نفسك ..
فلا يمكنك أن تصبح نورًا للذين من حولك …
ولهذا ترك سحاب وحررّها فهي لن تتحمل كل هذا الأذى النفسي الذي يسممّ جسده …
بروحها المعطوبة كان يجب أن يدوس على قلبه فيحررها لتُشفى و يُشفى هو …
و قد يجمع بينهما الله في يومٍ ما إذا أراد ..
همست فاتن بغصّة مسننه في حلقها :- الغامد يا حبيبي أنت خفّ على أختك لين تتعود عليك ترى حتى هي مصدومة للحين …!!
أدري إن هاذي الصدمة ما هي سهلة على أحد ..
زم شفتيه بغضب ليقول ببرود :- ماحد قال لكم تجبروني على الجيه و بما إني موجود هنا فغصب تسمع الكلام لأني ما حب اللف و الدوران ..
أزاح وجهه بألم ليته يستطيع التقبلّ و معانقتها عناقها في السابق كخالته كان أسهل من الآن …
لقد تجاوز مرحلة الإنكار من الصدمة ..
تلك الفاجعة التي فُجع بها فتخدّر جسده الأيام الأولى ..
وقد كان يدرك بعقله هذه الفاجعة يدركها ..
ولكن التصديق كان صعبًا ..!!
زيارته لبيت الله أراحت قلبه و وجدانه ..
و زيارة والبحر أنعشت بعضًا من روحه الملكومة ..
ثم عاد لتبدأ مرحلة الغضب
و عاد لعمله لقد احتاج لذلك أن يغرق بالعمل حتى لا يفقد عقله ….
هناك أفرغ كبته وقهره وغضبه في سلاحه أثناء التدريبات المعتادة كل يوم ..
فهو الآن في مرحلة الإكتئاب كما قال الطبيب ..
ليعطيه بعض العلاج الدوائي ليتخطى ..
فلعلّه يتخطى ..
بتوقيت طعام العشاء …
كالعادة منذ أسبوع تجمّع الجميع حول طاولة الطعام العائلية الملمومة ..
فشعر الغامد بالغربة كالعادة ..!!
وهم يشعرون بنفس هذه الغربة نحوه و كانوا ينظرون له كالغريب ..
على الأقل ليس والدته أو أخيه ….
فكّر بسخرية مريرة بل تلك التي كان سيتخذها زوجة …!!
كانت تنظر له وكأنها تقول ماذا تفعل هنا ؟!
هنا ليس موطنك و لا أرضك ..
ليست المرة الأولى التي يتجمع بها على طاولة الطعام معهم فمنذ سنوات و بالإجازة كانوا معتادين …
ولكن أن تنقلب الأدوار بهذه الطريقة وكأن الأرض تدور بهم بسرعة رغم أنها تدور ببطء …
فيصبحون أغراب عن بعضهم البعض فأصبح الأمر كغصّة في حنجرته …
كانوا يأكلون الطعام بصمت …
لكن اللُّقم دائمًا ما تمر بصعوبة إلى حناجرهم فتغصّ في طريقها إلى عصارة المعدة الحمضية …
كحموضة أيامهم هذه …
فيكتفون بالقليل الذي يسد ذلك الجوع و لا يجعلهم ينهارون تعبًا فأنفسهم وشهيتهم مسدودة عن هذا الطعام …
وكأنه لم يعد يثير الشهوة للأكل كما كان في السابق ..
يشعر الغامد بطعمِ صدأ لاذع في الحلقوم ..
هذا غريب أيضًا …!!
انحدرت نظراته للطعام الذي صنعته والدته إنه من أحد أنواع الطعام المفضلة لديه وخاصّة من صنع يديها ..
و شعر أنه فقد قدرته على تمييز نوع اللحم وفصيلته وكأن كل اللحم أصبح متساوٍ بالطعم المُرّ اللاذع ..!!
تنهد الغامد بعمق مملوء بالضجر و يترك الملعقة و الشوكة …
فانحنى قليلًا للأمام حتى يستعد للنهوض ..
فيقاطعه المثنى ببرود شديد ..
و قد حان أن يفتح معه هذا الموضوع دون أن ينظر إليه :- لازم نبدأ إجراءات إثبات نسبك يا أخوي وتغيير هويتك لإسم أبوي و خلّ الخالة المبجلة تاخذ جزاها بالسجن بس يعرفون الحقيقة وخباثتها ويثبتون عليها التهمة ..
ابتلع الغامد ريقه و أعاد جذعه لظهر الكرسي و قد لفت انتباهه حديث أخيه …
وفاتن تنظر بصمتٍ مطبق لما يحدث دون أن تتدخل فهي لن تسامح أختها مطلقًا على تدميرها لحياة الجميع ..
فهي مهما كانت متسامحة لا تستطيع تخطي هذا الأمر ..
فيقول الغامد بهدوء بعد تفكيرٍ عميق :- ما رح أغيّر شيء و حتى هويتي بتبقى مثل ما هي ..
اتسعت عينا فاتن و المثنى معًا بصدمة فهذا خلط للأنساب ولا يجوز ..!!
بينما ابتسمت مرام بسخرية و أطلقت صوتًا ساخرًا ..
فيسأله المثنى بحدة :- وليش إن شاء الله ؟! لا يكون ناوي تسامحها بعد سواتها ؟!
تنهد الغامد وغامت عيناه أمامه للفراغ فيقول بهدوء شديد الضيق ومُقيت وكأنه يطعن نفسه بخناجر مسمومة :- مستحيل أسامحها بأي يوم من الأيام بس مهما كان هي ربتني واهتمت فيني وحبتني أكثر من بنتها و لو كان بدون وجه حق … وبنفس الوقت هي أم أختي مستحيل أعذب رباب و أخليها تشوف أمها تدخل السجن بسببي …
تابع بنبرةٍ متهكمة :- وبعدين أكثر من ثلاثين سنه عايش بذا الهوية ما بقى من العمر كثر الي راح فأشوف الموضوع ماله داعي ..!!!
هذه المرة نهض عن الطاولة منهيًا الموضوع بحزم و إصرار ..
بينما المثنى زمجر بخشونة ولم يعجبه ذلك و قرر أن يمنحه بعض الوقت ليتقبل الحقيقة ..
أمّا الغامد فقد فكّر بأخته ..
ليس أنانيًا ليتركها غارقة بذنب والدتها حتى وإن تركها هذه الفترة لابد أنه سيعود ..
لقد عرف بعض الناس من جماعتهم هذه القصة وبدؤوا يسيئون إليها رغم أن لا ذنب لها في ذلك و يُحاسبونها بما فعلته والدتها ..
لم يتواصل معها مباشرة منذ زيارتها له في المستشفى ولكنه عرف بذلك وتضايق لأجلها ..
" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " ..
ولن يستطيع تغيير الماضي بالطبع فقدّر الله و ماشاء فعل ..
اللهم لا إعتراض على حكمك وقدرك …


====================


وقفت سحاب في المطبخ لفترةٍ طويلة مستندة بكفيها إلى رخام المطبخ ...
محنية رأسها و قد سمحت أخيرًا لبعض دموعها بالتحرر بنعومة و صمت فرفعت يدها تمسح دموعها ...
و هي تطرق برأسها من جديد لا تستطيع إيقاف هذا الدمع العصيّ ...
ولكن عليه أن يتوقف مجبرًا ..
ارتجفت شفتيها ثم سحبت شفتها السفلى تحت أسنانها تسحقها ..
لقد انتهت عدتها منذ بضعة أيام ولم يُعيدها
و لا تظن بحالته النفسية هذه أنه سيفعل ..
و قد حُرّمت عليه للأبد ..
للأبد …!!
فالآن بالذات لا يحق لها أن تفكر بأي شيء بخصوصه ..
لا أن تسأل عن حاله ..
لا تشتاق إليه …
لا تراه حتى لو بشكلٍ عابر فعليها أن تغض البصر ..
أجفلها صوت رباب تقول بدلال :- يع يا سحاب يع مانيب قادره والله أمسكها نيئة مرّة و مقرفة ..!!
نظرت سحاب للدجاجة المسكينة بين يديّ رباب تمطّ جناحها بإصبعيها السبابة و الإبهام دون أن تنجح في محاوله تقطيعها ..
رباااااه ….
إنها تحاول معها منذ عدّة أيام حتى تقطّع دجاجة ولا فائدة ..
فتقول سحاب بهدوء وصوت واهن :- إلبسي كلفز يا رباب ..
فترد رباب بتقرّف :- إذا لبست تتزحلق من يدي تكفين قطعيها أنتِ و علّمي جدتي إني تسنّعت ..!!!
تنهدت سحاب ببطء وملامحها يتضح عليها الحزن لترتدي القفازات وتبدأ بتقطيع الدجاجة بكل سهولة ..
ثم نظرت لرباب التي ذهبت لتفرك يديها بالصابون وقد كانت مستاءة من جدتها التي طلبت من سحاب أن تعلمها الطبخ …
قائلة “ تكفين علّميها الطبخ يا سحاب كود تتسنع هالبنت و لا تفضحنا لا تزوجت “ ..!!
لاحظت رباب نظرات سحاب الشاردة لها فابتسمت لها وكأن سحاب حملت عن عاتقها الكثير بتقطيع الدجاجة ..
في الحقيقية هذه الفترة بالذات إزدادت علاقتها مع سحاب تعمقًا أكثر من قبل …
لقد مرت بالكثير من نوبات البكاء و الهلع للمأساة التي حصلت ولم تجد بجانبها إلا إبنتيّ عمها أفنان و سحاب و بالأكثر السحابة الغائمة لأنها تعيش معهم …
سمعت رباب صوت هاتف سحاب يرن فتجيب الأخيرة على أختها أفنان …
ثم صرخت سحاب مما جعل رباب تنتفض بذعر من صرختها وشعرت بتوجس سحيق …!!
قالت سحاب و الفرحة لا تسعها :- ألف مبروووك يا حبيبتي ألف ألف مبروك الله يقومك بالسلامة ..!!
أبعدت سحاب الهاتف عن أذنها وهي تضحك بسعادة قائلة لرباب :- فنو حامل …
ردت رباب تتنهد براحة :- حسبي الله على ابليسك روعتيني بصرختك ..
و قفزت رباب تلتقط منها الهاتف وتبارك لأفنان بحب ..
ثم أبعدت الهاتف عن أذنها فتقول بنبرةٍ متعجبة لسحاب :- أنا آسفه يا سحابة بس أختك خبلة ..
تقول شلون أعلم طراد مستحية ؟!
ضحكت سحاب بإنشراح غمر قلبها و تعرف بلاهة أختها في هذه المواضيع بالذات …
فتأخذ هاتفها من رباب وتعطي بعض النصائح لأفنان التي لا تأخذها على محمل الجد بالطبع ..!!
فآخر من يُأْخذ منها النصائح هي السحابة الفاشلة ..!!
التي لم تستطع الحفاظ على زوجها و مع ذلك مستمرة باستبداد بنثر النصائح ..
بعد مدة من الوقت ..
انتفض قلب رباب وقد رأت الإتصال الذي وصلها من أخيها الوحيد …
لقد طلب منها قبل أشهر أن تمنحه الوقت و قد فعلت ..
ولكن يومًا بعد يوم ظلّت تذوي وقد ظنت أنه قد نسِيَها ..
وسحاب تقوم بتهدئتها وتؤكد لها بأنه سيعود ..
هتفت رباب بفرحة وقد انتفضت في مكانها :- سحاب الغامد اتصل … اتصل و أخيرًا ما بغى ..
أغمضت سحاب عينيها بألم خوفًا من أن تفضحاها و يفضحها الشوق الغادر فيهما …
و لا يحق لها الشوق …
لا يحق ..!!
ثم فتحتهما و ردت بهدوء :- خذي نفس عميق وكلميه وقولي كل الي في خاطرك وإجبري خاطره ..
هزت رباب رأسها على عجل و فتحت الهاتف حتى لا يُغلق الخط …
لتركض نحو غرفتها فتحدثه براحتها و قد تطول هذه المكالمة أكثر مما تتوقع ..
غافلة عن تلك النظرات الموجوعة التي تُلاحقها حتى خرجت من باب المطبخ ..
نظرت سحاب بإثرها وشعرت أن الأكسجين يختنق في رئتيها ..
لقد تحسنت نفسيتها كثيرًا و شعرت بأنها أكثر ثقة
لا ..!!
ليست تلك الثقة الوهمية و الواهية التي كانت تشعر بها ..
بل ثقة تنبع من أعماقها وكأن جذور قلبها قد تعافت من تلك السموم المتراكمة عليه ..
أصبحت أكثر هدوءً وسكينة غمرت قلبها ..
الجميع تغيّر ليس هي فقط ..
عملها يزدهر بشكلٍ لم تتوقعه أبدًا ..
الطلبات أصبحت تتكاثف بشكلٍ مهول وكأن أحدهم أعلن لها ولكنها لا تعرف المصدر مما جعلها توظف المزيد من العُمال ..
و أصبحت مشغولة جدًا ..
و فتحت مسلخًا بجانب المطعم حتى يصبح العمل أسرع وتنظر لجودته بنفسها ..
دراستها تسير بشكلٍ رائع …
وبدأت تتعالج من البهاق ولكن العلاج يطول وتحتاج للمزيد من الوقت ..
كل شيء في حياتها تغيّر للأفضل …
ما عدا زواجها وكأنها بخسارتها هذه ربحت كل شيء آخر من حولها …
بل وكأنها وقعت في ميزان ذا كفتيّن ..
دراستها ومطعمها وعلاجها في كفة ..
والغامد في كفة ..
وبالطبع الواضح لها أي كفة هي الأثقل ..
ارتجفت شفتيها ولم تقاوم أن تذرف دموعها لتعود و تمسحها سريعًا …
و لامست جوفها بشوق وكم تمنت لو أن هناك بذرة تنمو في أحشائها فيبقى ذكرى تربط بينهما للأبد ..
مهما طال الغياب بينهما ..
آآه نعم …..!!
نسيت أن تقول أنها أصبحت أكثر حساسية ..
وكأن بعد إنفجارها النفسي لم تعد تنضب الدموع من عينيها ..
دموع عينيها السحابتين أزالت وغسلت الطين الذي احتشد على قلبها ..


.

.


انتهى الفصل
====================



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-01-24 الساعة 08:55 AM
Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-23, 09:33 PM   #1363

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-01-24 الساعة 08:56 AM
Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-23, 09:34 PM   #1364

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 29-01-24 الساعة 08:57 AM
Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-23, 10:03 PM   #1365

أم عهد

? العضوٌ??? » 507917
?  التسِجيلٌ » Oct 2022
? مشَارَ?اتْي » 262
?  نُقآطِيْ » أم عهد is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


أم عهد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-23, 01:46 AM   #1366

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 862
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

جمييل البارت ابدعتي كالعادة

قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-23, 02:46 AM   #1367

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 535
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

ي عمري ي سحاب
ي شين الشوق والوصل مقطوع
ننتظر جمعتهم هي والغامد
اتوقع المثنى يتزوج رباب
وكذلك اتوقع انه رداد يطول في الطبيب
يبغى له كذا شهر تعبان
في انتظار جديدك عزيزتي


nmnooomh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-23, 08:24 PM   #1368

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قيد التسجيل مشاهدة المشاركة
مساء الخير
كالعادة أجزاء جميلة أبهرتينا فيها فعلاً محظوظين بوجود هالقلم الرائع وطبعا خبر النهاية مُحزن لأننا بنفتقد هالإبداع.
طبعا أنا قرأت آخر الأجزاء مع بعض وماحسيت بالوقت أبدًا للأمانة مجهودك رائع جدًا وخصوصًا آخر الأجزاء كانت صعبة بحياة الأبطال فيه أشياء كثير انكشفت ودوامة مشاعر وعقد نجحتي بتوصيلها لنا، بالنسبة لتعليقي على الأجزاء؛
أول شي لفت انتباهي سيف ورغد وطبعًا حياتهم قائمة على امتنان لمعروف ماهو موجود أصلاً، حياة كاملة مبنية على كذبة وفوقها تخللها خلافات وصلتهم للنهاية مرتين على الرغم من إنك وضحتي مبدأ سيف وعائلته ضد الطلاق معناها سيف مالقى اي شي يخليه يصبر ويكمل معها الا هالمعروف الوهمي؛ برضو نقطة الأطفال ما أدري ليه احس رغد ماكان يهمها الأطفال من البداية وكانت مستغلة هالنقطة على سيف ولذلك لما طلقها مرة ثانية رجعت له وحملت بالتوأم وبعدها كل حياتهم ومشاكلهم قائمة على انها تبي ترجع تعيش زي حياتها قبل بدون مسؤوليات، مرات أحسها تبي تلغي وجودهم من حياتها عشان وناستها للأمانة أشوف أمهات كثير يتحلطمون من المسؤولية ويقارنون بين حياتهم قبل وبعد بس إذا جينا للصدق أمومتهم تغلبهم ويشوفون حياتهم أفضل وأجمل بوجود أبناءهم يمكن رغد تكون منهم مع إني أشوفها تسعى للعكس.
عمومًا شخصية رغد انتهازية لكن اللي كرهني فيها موضوع تركي أشوفها شخص غير متزن اللي يحاول يضر طفل ماله ذنب هذي وش بتسوي بعيالها بعدين!

لكن هل رغد بتتغير بعد كل هالسنوات؟ شخصية استغلالية وتبي كل شي لها على حساب الجميع!
مرات نهاية هالعلاقات بالنسبة للأطفال أفضل من استمرارها بكثير .

بانتظار شلون بتحلين هالمعمعة وشفت دخول ريناد على الخط ومدري ليه ربطتها مع سيف يمكن نظرة أم سيف لها كزوجة ابن خلانا نعتبره تلميح!

بالنسبة للغامد مو شي سهل اللي صار له كل ذكرياته وطفولته وشبابه وحتى الأشخاص اللي حوله وعاش بينهم كلها ماهي حقيقية على الرغم إن مشاعرهم وحبهم له حقيقي عمومًا هو ضحية خطأ وغيرة عمياء ومو بس هو الضحية حتى أبوه وأخته وبرضو أهله الحقيقيين اللي انحرموا منه،
وبعز هالأزمة وعدم الاتزان النفسي اللي هو عايش فيه بين حياته الماضية وحياته الحقيقية كلهم قاعدين يدورون مكانهم عنده بحياته الجديدة؛ أشوف إنه يحتاج وقت وممكن مساعدة نفسية عشان يتقبل لان مثل هالموضوع محد يقدر يتخطاه وأنا أشوف الوقت كفيل بكل شي.
بس شلون خطأ واحد دمر أسرتين كاملة مو بس شخص ماني قادرة اعطيها أي عذر وماأعتقد الغامد وأختها بيسامحونها.
بالنسبة لسحاب وضعها صعب جدًا تزامن انفصالها مع مشكلة الغامد أعتقد لو انكشف الموضوع وعلاقتهم كويسة كان بيكون عامل مساعد يخفف على الغامد أزمته.

بالنسبة لأفنان وطراد أنا قاعدة أشوف تطور كبير بعلاقتهم والسبب الأول قرار المصارحة واللي كان بسبب مراجعة أفنان للطبيبة النفسية، النقاش والمصارحة بالعلاقات دائمًا أفضل من إن كل شخص يعاني لحاله.
عمومًا كل واحد فيهم صار فاهم الثاني وعارفين وش يبون وهذا أساس التغيير.
بالنسبة لسفرة جدة اللي جت مع سالفة انه يسفر العاملة شكلها لعبة من طراد عشان يكشفهم أو إنه طراد رجع بالوقت الضائع وأنقذها.

بانتظار الجزء القادم بشغف أكيد????

مسااااء النور

والف شكررر لكلامك الجميل المشاعر متبادله حتى انا ازعل بس أنهي شي
تعودت عليه لفتره

سيف ورغد لفتوا انتباه الجميع ههههههههه
وفعلًا كلامك كله صح عن حياتهم ومعمعتهم نشوف كيف
بيتصرف سيف

ريناد سبق وقلت يمكن انها طعم بس

يا الله كلامك عن الغامد الكل حوله يدور عن مكانه بحياته الجديده
تنطق عليه طبق الاصل
وبالنسبه لسحاب وانفصالها عن الغامد كان ضروري
اذا هو معطوب وهي معطوبه بيغرقوا مع بعض
واذا برجعها تكون الامور واضحه وصريحه بينهم
من البدايه

الف الف شكر لوجودك وتعليقاتك الجميلة انعشت روحي ????????


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-23, 08:46 PM   #1369

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منو6 مشاهدة المشاركة
مرحبا بالحلوين
مستغربه من رغد وقصتها في الاول كاتبتنا الحلوه اظهرتها سيئة الاخلاق وتافهه وفي بارت تحدثت عنها كيف تحب زوجها وكيف صبرت عليه وتحملت عشانه وتعرف كيف تتعامل معاه وبعدين في البارتات الاخيره شنت الحرب عليها وكون انها عشان اولادها مافي احد يمسكهم ولاتبغاهم مع العامله لوحدهم كانت تتمنى زواج رجال ونساء فهذا حقها ولمن رفضوا خلاص ماراحت الزواج وهذا تصرف انا كنت اسويه لمن مااحد عند عيالي وكل ام تسويه مو من حقهم يزعلون ويعاقبها وفي البارت الاخير صارت تفكر انها طفشت من العيال وان سيف اللي كان يجبرها على انها تبقى معهم
اعذريني ياقلبي بس حسيت مو فاهمه
مرحبا حبيبتي

رغد مثلها مثل اي شخص له جانب كويس وجانب لا ما في انسان كامل
بالحياه هاذي قاعده
حتى سيف اخطاءه واضحه

ورغد في البداية ذكرتها بدون أي ظهور لها
انها تحب المظاهر والماركات ماجبت انها سيئة خلق
بعدها أظهرت حسناتها
وبعدها بدت تظهر شخصيتها مع الناس مثل فرح
وحتى سبق وذكرت انه زوجه معن الاولى تغار منها يعني نفس
الحركات تستفزها ..

الحكايه نفس ما سويت بالغامد أطىظعرت جانبه السيء
ثم بدأ يظهر كشخصيه مختلفه مع الي حواليه


اما سالفه العرس والأطفال مو من حقها تحدد عرس الرجال بيوم
والنساء بيوم مختلف
الناس ما يمشوا بمزاجها هي اقترحت وكلمت زوجها
واقترح على اخوه
وما حد رضى اكيد لأسباب مو كل الناس يناسبهم
يفصلوا زواج الرجال والنساء كل واحد بيوم
ولما زعلت ورفضت تروح العرس سيف اعطاها خيارات عشان
يساعدها وقالها خذي الخدامه للعرس تعاونك
وقالها بعد بياخذ معه الولد يخفف عنها
في النهايه العرس عرس اخو زوجها من العائلة ومهم انها تحضر

والعقاب الي صار لما خلا الخدامه تطلع
زي ماتقولي انها تراكمات
هو يشوف ويعرف طبعًا انه الخدامه تسوي كل شي
تطبخ وتنظف وتلبس الاطفال وتوديهم وتجيبهم المدرسه
فكانت سالفه العرس القشه القسمت ظهر البعير عشان تنتبه
لعيالها واول شي سوته راحت لاهلها وزعلت
غير السوالف القديمه والي صارت بينهم ادت لحالتهم
وما قلت انها طفشت من العيال
لا بس هي ما تقدر تنتبه على ثلاثه بنفس العمر بدون مساعده
وحتى سيف ما انكر انها كانت كويسه معه وتدور راحته
بس مقابلها كانت تستنزفه اكثر

اتمنى وضحت لك الفكرة يا حلوة


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-23, 10:08 PM   #1370

منو6

? العضوٌ??? » 404248
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 516
?  نُقآطِيْ » منو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond repute
افتراضي

وضحت الفكره يالحلوه????
طلاق سحاب كان طلاق بائن او طلاق ممكن بمهر جديد وعقد جديد لانها تفرق اذا كان ثلاث طلقات فهذا بائن وتحرم عليه حتى تنكح زوجا غيره اما اذا طلقه واحده وانتهت عدتها ومارجعها فهنا ممكن يرجعها بعقد جديد ومهر جديد
عجبني جدا منطقية تفكير ام سيف انها ماتزوجه ريناد وتسبب مشاكل وعجبهي انك خالفتي التوقعات هذا يخلي الموضوع واقعي اكثر


منو6 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.