آخر 10 مشاركات
رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          الثأر أو العشق ـ قلوب شرقية(105) ـ للكاتبة::واثقة الخطى*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : واثقة الخُطى - )           »          [تحميل] وصفها بين العجب والمستحيل أخجلت عذب القصايد والأدب ، لـ rwaya_roz (الكاتـب : Topaz. - )           »          دموع الماس (44) -الخطيئة3من سلسلة خطاياي السبع- للواعدة: السسسيم [مميزة]*كاملة&روابط* (الكاتـب : السسسيم - )           »          خيانة لا تغتفر (43) -الخطيئة الثانية من سلسلة خطاياي السبع- للرائعة: السسسيم *كاملة* (الكاتـب : السسسيم - )           »          الحب بلا مقابل(42)الخطيئةالأولى من سلسلةخطاياي السبع للواعدة:السسسيم*كاملةروابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لحظات الحب (36) -شرقية- للكاتبة الواعدة: mema ameen *كاملة * (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة الفجر(82)-قلوب شرقية[حصرية]-للمبدعة عشق الياسمين{مميزة}**مكتملة& الروابط** (الكاتـب : عشق الياسمين - )           »          رغم وجود الحب(81)-قلوب شرقية-للجميلة: Asmaa Ahmad~مميزة(حصرياً)[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          إلا نسيانك..! (50) -قلوب شرقية-للكاتبة الرائعة:حكايا شهرزاد *مميزة & كاملة بالروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-23, 05:45 AM   #1

The aquaris

? العضوٌ??? » 463478
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » The aquaris is on a distinguished road
افتراضي اغاني الحب والحرب


المقدمة :

اليك يا ابني مني واليك:

100 عام من الأغاني في الحب و الحرب، والسلم والشرف والواجب .. فنحن في عصر الحروب حيث

الواجب أولا والسلم ثانيا والشرف حاجتنا والحب مهلكنا.. امراء الحروب هم من لبسوا رداء الشرف

وملوك السلم من وضعوا تاج الواجب وعصا تطرق موسيقى الدعوة الى حمامة السلام.. ابطال

الحروب من ارتدوا دروع الحب والهوى فوقعوا على رؤوسهم فلم يتبقى منهم سوى اغنية من بطل

واغاني من ابطال تروى بلسان امير الحرب وحكمة ملوك السلم.. فتذكر المغنون يغنون للأبطال

والتاريخ يذكر الامراء والحكمة تذكر ملوك السلم والسلام.....


The aquaris غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-23, 06:24 AM   #2

The aquaris

? العضوٌ??? » 463478
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » The aquaris is on a distinguished road
افتراضي تابع المقدمة

حكواتي من سوريا

الفصل الاول

( العوائل الدمشقية)

الباب الرابع ( عائلة الاتاسي)

اقتباس الباب الرابع

استكمالا لتواريخ العائلات الدمشقية القديمة، تنضم عائلة الاتاسي رفقة العوائل القديمة، لا يعلم

بالضبط أصلهم وموطنهم، سوى انهم منذ القدم، وسجل اول شخصية شهيرة لهم هو

"سفيان الاتاسي" ضابط من الباب العالي، قدم الى الشام بسنة 1800 في عهد السلطان عبد الحميد

الأول رفقة زوجته البانية الاصل فروديت وحسب ما سجل إنها ابنة علي باشا من يوانينا حاكم

البانيا وهذا ما سبب لهم جدل كبير حول اصولهم، ولكن أسماء بناته الاربعة

هدى، فريال، بدور، افتكار، ذو الطابع العربي اجهضت هذه الاقاويل، بطبيعة الحال ما اتى بعد

عصر جعفر الاتاسي وزواج الصغيرة افتكار من ابن عمها جعفر الاتاسي القادم من حدود كسب

ضمن ولايات العثمانية، أدت الى الثقة بالبذور والاصول العربية، وهذا لا يخفي حقيقة انه الدماء

التركية والارمينية والبانية واليونانية هي الأقوى والاساس في دمائهم ولو كان الأصل عربي كما

يدعون حسب التاريخ، رغم هذا بقي السؤال محل شك الى الآن، لماذا نشأ جعفر وتربى في

أحضان مدينة بورصة التركية واستطاع الوصول الى منصب عالي والزواج من ابنة علي باشا

الالباني، على أنه التاريخ لم يكشف الحقيقة، لكنه بين لنا جزء لا بأس منه، فبعد زواج افتكار

جعفر و إنجاب عدد لا بأس به من الأبناء، أصبح بسن الاربعين واليا على دمشق، بسبب نفوذ عائلة زوجته ورغم كل الاقاويل عنهم، بأنهم تسلقوا على اكتاف الزوجات، الا أنه جعفر الاتاسي والي

دمشق، كان خير والي ومصلح، لقد احبه الجميع وعلى العكس من عمه سفيان، طغى على الوالي

جعفر التواضع والهدوء والتقبل والاستماع، وجالس العلماء ولعل من اهم ما انجز في عهده خلال

السنوات العشر القليلة، هو ازدياد الأطباء في دمشق، لقد أحب الطب الحديث والتقنيات الطبية،

وأرسل على نفقته الخاصة العشرات منهم الى اسطنبول وباريس بهدف دراسة الطب، وحتى على

مستوى الشخصي لم يذهب حب هذا الوالي للطب عبث، فقد التحق أحد ابناءه في جامعة

سوربون الفرنسية وهو الطبيب سليم والذي استمرت السلالة القديمة منه، وقد كان لسليم قصة

أخرى، فحسب ما قيل كان أحب الأبناء واكثرهم شبه بالأب وكانت له نهاية حزينة تشبه

بمنظورها القصص الشاعرية، فحسب ما تداوله البشر إلى الان، وهو انه بعد عودة سليم من باريس

طبيب شابا، بهي الطلعة وساحر الابتسامة، وقد حلم نصف بنات الباشوات في الزواج منه بينما

الاقل حظ وجمالا رغبوا في رؤية ابتسامته، ومن القصص القذرة التي شاعت عنه، وهي بائعة هوى

شهيرة تركية تدعى مليكة قدمت من طرابلس، تلاحقه لليالي طويلة، بسبب هذه القصص

والاشاعات التي لحقت به، رتب والده والدته زواج من ابنة ضابط سوري، وقيل في ذلك الوقت

انها أكثر البنات حظ وجمالا في الظفر بالزواج من ابن الوالي الطبيب، لم تستمر هذه القصص

والاشاعات سوى ثلاث سنوات من عودة سليم طبيبا الى غاية خطوبته، حسب ما وصل الينا وقبل

زواج سليم بليالي معدودة، قتل ابنهم الأكبر المعروف باسم يوسف على إثر اضطرابات "مقتلة

الدروز والموارنة"، يوسف أحد الضحايا لا أكثر، وعلى إثر تعقد الوسط وتورط اسم أبن الوالي

جعفرالاتاسي من تفاصيل نجهلها، تمت على أثره عزل جعفر الاتاسي، وتعددت الاقوال منهم من

قال أن الوالي جعفر من طلب ذلك بينما ذهب الاخر على انه العزل اتى من الصدر الاعظم بنفسه

دون طلب من والي دمشق، رغم تعدد الاقاويل بقى القول الثاني ضعيف، إذا حب الباشوات

والشيوخ والمساكين والفقراء للوالي طمس الحقيقة، وقد اتفق الاغلبية حول عزل جعفر الاتاسي

على انه اولوية ضرورية مطلوبة بسبب تورط ابنه بما حدث، وكان سليم ابن الوالي هو من حصد

من هذه الأحداث، فبعد وفاة الأخ وحزن الاب والام والزوجة والابناء ومضى ما يقارب السنتين،

قررت العائلة وجوب زواج سليم الشاب من أرملة يوسف الاتاسي، لكم أن تعلموا فارق ما بينهم

هو عشرة سنوات، يقال انه أرملة يوسف على مشارف الاربعين من عمرها، ولديها ثماني من

البنات، وفي يوم ما بعد انتهاء العزاء، اتى شقيقها وأصر على العودة على منزل والدها ومن ذلك

اليوم، البنات الثمانية يعيشون بؤس من اليتم، اكبرهم بسن 22 وقبل وفاة والدها، كانت مخطوبة

من رجل ما وبعد ما وفاة والده وتورط والدها وسمعة الاتاسي فسخت الخطوبة بينما الصغيرة

بسن الثلاث سنوات، بسبب وفاة الاب ورحيل الام، تراجع نمو العقلي والادراكي للطفلة، وفي

سنوات الخمسة سنوات لا تتكلم ولا تخطو وقد اصابهم اليأس منها، وامام هذه المعضلة لم يكن

هناك سوى سليم الابن العازب، والذي تورط بحب امرأة لم نعرف عنها شئ دفع به الى هجر

خطيبته من اجلها بعد وفاة شقيقه بسنة، على حدث وما حدث في النهاية وما اصابهم من احزان

ومفاجع، قرر تقديم الواجب على الحب، رغم ما يشاع من واجب عظيم قام فيه، لم يستطيع احد

انكار مدى جمال أرملة شقيقه والتي أصبحت زوجته رسميا، بعودتها، ابتهجت البنات الثمانية

وابتسمت الست افتكار وضحك الوالي جعفر، وعرف الناس انذاك، انها الكنة المميزة، ومقابل كل

هذا ازداد سليم بؤس وحزن وكآبة، لا نعلم هل هو على فراق حبيبته او زواج من أرملة شقيقه او

وفاة الأخ الكبير المقرب ام الاسباب جميعها، بعد هذا الزواج لمدة سنتين لم يحدث حمل مما عزز

من الاشاعات واحزن الاب والام، حيث قيل بين نساء الشام انه يرفض الاقتراب منها، فالجميع من

الجيران يراه يخرج فجرا ويعود ليلا، يقال عرض عليه والده والدته الزواج من أخرى ولم تتباطئ

أرملة يوسف في العرض عليه امامه وامام نساء الشام علانية انها تبحث عن زوجة لشقيق زوجها

والذي أكد الاشاعات أكثر فما زالت تلقبه "سلفي" ومن بين حكاوي العائلة ما بينهم انهم اتخذ

غرفة في الدور الأرضي كغرفة نوم له على مرأى من الجميع ولم يستطيع أحد منهم التدخل، وفي

سنة 1866، اعلنت "غادة البوقلي" وبسن 42 حملها معلنة بكل فخر انها حامل بذكر وبذلك

انتهت معه الحكايات والحكاوي والقصص وفي نهاية سنة 1866 وضعت طفل ذكر كبير الحجم،

اتفقت نساء الشام جميعهم على صحة وقوة الطفل وأطلق عليه اسم يوسف ويقال بعد ذلك

ولأول مرة منذ سنين رأى الجميع سليم يبتسم ويضحك، وقد أصبح لبنات يوسف أخ ذكرا

يوسف ولوالد يوسف وام يوسف حفيد يدعى يوسف وروح يوسف التي عادت لأرواح فقدوه أبا

واخ وابنا، عاد هذا الطفل ابنا واخ وحفيدا، وعلى عكس بنات يوسف ووالدته غادة لم يرث اللون

الاحمر للذين امتازوا به عائلة "البوقلي" فقد ورث جمال وحسن والده بشعره الأصفر والعيون

الصفراء الصغيرة، كانت لتكون نهاية سعيدة او ترضية لبنات وارملة يوسف لكن القدر اشاء لها

من العطايا الكثير فبعد ولادة يوسف بسنة تزوجت الثلاث الكبار بسنة واحدة وفي السنة التالية

تبعهم اثنتين وفي السنة الثالثة تزوجت فتاة وفي السنة الرابعة او الخامسة تبعها زواج الابنة قبل

الاخيرة وفي حلول زواج السبع بنات باتت جدة لعشرة أحفاد في غضون خمس سنوات، في

اعقاب هذه الفرحة، أتت قصة مدهشة تروى، غادة برقلي بسن 49 حامل، الحمل الذي سبب لها

احراج كافي، فهي جدة لعشرة أحفاد وتقدم بها السن كفاية انجبت تسعة من الأبناء، وكانت قبلها

في الخمس سنوات الماضية تقنع سليم في الزواج بشابة ففي حملها الثاني، بلغ سليم من العمر40

عاما ولولا زواج بنات شقيقه المتتابع تزوج، بقدر ما كان خبر الحمل محرج وثقيلا على نفسها

وعلى من حولها، أيضا متعب ومجهد لها فخلال تسعة أشهر لم تفارق المنزل ولا الفراش،

ولم يرى أحد ما بطنها المنتفخة ولا أصغر بناتها التي بقيت الى جانبها، على قدر تعاستها فرح

الطبيب سليم بحملها، ولم يستطيع يوما الاقتراب منها او معاينتها، في عصر الأحد من سنة 1871

ولد "بهاء الدين سليم جعفر الاتاسي" طفل صحيح البدن وقوي واسم بهاء الدين من اختيار الاب نسبة الى بهاء وجه المولود، ولم يختلف عن والده سليم او شقيقه يوسف في الشكل

والجسم،عانت غادة من تعب لأيام بسبب ولادة الطفل، لكنها نهضت بعدها قوية اقوى مما كانت

قبل الحمل، على كلام أكبر كبار الاتاسي، عاشت "غادة برقلي" لعمر 100 ورأت أحفاد وأبناء

يوسف وبهاء الدين وقد كانوا حفيداتها واحفادها من ابنائها الذكور ورثوا سمة "البرقلي" الشعر

الأحمر والذي أصبح بمرور السنوات سمة الاتاسي بدلا من الشعر الاشقر، أما سليم الاتاسي لا

نعلم وفاته بالضبط يقال انه توفي ما بين 1890 الى 1900، وله ديوان عربي يدعى

" السمي والسمية"

بسرد به قصص حب العشاق الضائعة ولغة الاقدار، وعلى العكس منه تميز ابناءه يوسف وبهاء

الدين في حياة أكثر استقرار وهدوء من والدهم وتزوج بهاء الدين من فتاة أحبها وانجبت له عشرة

أبناء ذكور واناث ولم يختلف يوسف عنه بشئ ، ويقال الان نصف أبناء يوسف من الذكور هاجروا

الى أوروبا بسنوات 1920 و2000 ولم يبقى منهم احد بينما سلالة الاتاسي في الشام هي سلالة

بهاء الدين ومن ابنائه مطر وابرزهم، واحد مقاومين الاحتلال الفرنسي، واحد مؤلفي دستور

السوري بعد الانقلاب، ومن أبناء بهاء الدين "غواث" وهو شاب بسيط الهيئة والعقل ويقال عنه

مسحور ومجنون بسبب زواجه من ارمينية يقال عنها نوارت، حيث لا هوية ولا أصل لها ويقال

انها فقدت عائلتها ابان مذابح الارمن تربت عند غادة برقلي كخادمة بمكانة حفيدة تم الأحسان

اليها وزواج ابن بهاء الدين غواث منها لم يعجب العائلة، إذا قرر الاب طرد الابن لعل عقله يعود

ولكن غواث اثبت انه مجنون مسحور بلا عقل، ويبدو انه الطرد من العائلة نال استحسانه بشكل

ما، رزق بالابنة الاولى بساقين ضعيفة وراس كبير وشفة أرنبة والجميع اتفق على انها حساب الله

للساحرة الارمينية نوارت وقد اطلقت عليها اسم ارميني وهو "انزا" بمعنى الهبة او العطية

، وبعد خمس سنوات رزقت بفتاة تدعى ياسمين بجمال لا يضاهي ولا

يجادل، قيل عن شعرها الذهبي، "مثل السنابل الذهب في الليل اذا ما رقص" وعن عينيها الزرقاء

"تخادع التقي في محرابه"، كانت عائلة غواث الاتاسي شوكة كافية في خصر والده بهاء الدين

وبقية اشقاءه من السخرية والاستهزاء، وقرر الاب وجوب عودة غواث بعد ما اكتشف انه يعاني

من حالة عقلية مريرة فاصبح يطرق الأبواب ويطلب المال، ورغم عودة نوارت وبناتها لمنزل الجد

بهاء الدين استمر جنون غواث والذي نسب الى الارمينية نوارت حتى قرر الاب سجنه في القبو

وما لبث في القبو يأكل ويشرب وينام الى ان مات، وقد شهد اهالي الشام بكاء الاب على وفاة ابنه

والجميع اتفق على انه نصف البكاء الى ما حال عليه الابن من جنون وهذيان، عاشت نوارت وانزا

وياسمين بهدوء وقرر الجد معاملتهم بإحسان احترام للابن المتوفي، وقد وجد في اواخر حياته

سلوانا كبيرا في الابنة الكبيرة "انزا" والذي بداعبها بلقب "نسا" وكانت على وشك الموت بهدوء

لولا جنون حفيده ناصر ابن مطر، زير النساء والخبيث والمتلاعب، وقد وجد فريسة جديدة له

وهي ياسمين الجميلة الفاتنة، فأصبحت المغامرات الفاجرة واللقاءات تحدث من على مرأى الجد

وفي ذات مرة أمسك بهم يقبلون بعضهم، ضعف ووهن الجد من رغبة تزويج ناصر بياسمين أمام

اصرار ورفض مطر احال بهم الى طرق خطرة ملتوية، فلا احد منهم يرغب بدماء غواث المجنون

ولا دماء الساحرة نوارت، فحتى جمال ياسمين يعتبرلوحة محرم النظر إليها، لكن ذات يوم اعلن

ناصر بكل بجاحة وثقة انه يرغب بالزواج من "نسا" الكسيحة والصامتة، وبرر هذه الرغبة بوقاحة تشهد له

" انه يرغب بزوجة للفراش وتنجب الأبناء دون لسان او حركة" لم يكن سبب مبرر فهو يستطيع

الزواج من اي فتاة بهذه المواصفات كاملة الجمال والجسد، الرغبة تمت الإعلان عنها أمام

والام فقط، واستمرت الحروب داخل منزل مطر لشهر حتى رأى ناصر انه يغوض حرب غبية،

فقرر الذهاب الى جده والذي وافق بكل رحابة صدر والذي رأى في الحفيدة "نسا" استحقاق لها،

فرغم العيوب الخلقية والشكلية فما زالت امرأة، الخبر الذي وصل الى آذان ياسمين استقبلته

ببرود، وهذا ما فاجئ الجميع، ومن بين هؤلاء الاطراف، أتى رفض "نسا" فهي رغم المشاكل في

جسدها مازالت تملك عقلا كبيرا داخل رأسها، رفضها الجاد تسبب في صدمة الجميع، حتى طلب

ناصر من جده الانفراد بها وحدها لمدة ساعة وتم له ما طلب وفي ما كان الجميع في الساحة

الخارجية ينتظرون نهاية لقاءهم خرجت نسا على كرسيها الخشبي وبوجه متخشب من الغضب

اعلنت موافقتها، وقد شهد في ذلك الزمن أعظم انتصارات الساحرة نوارت، لم يجد

مطرو زوجته رغدة أي مقاومة تجدي، فتم الزواج امام صدمة ودهشة الجميع بقيت روايتهم تروى الى اليوم بعد زواج ناصر ونسا اختفت ياسمين من المشهد دون عودة ووسط ظروف غامضة

وعلى إثر هذا الاختفاء توفى الجد بهاء الدين الذي عاش طفولة وشباب وكهولة سعيدة وأصبحت

تعيسة وحزينة في اواخر عمره بسبب احفاده انجبت نسا الكسيحة 9 ذكور و3 اناث جميلين

الشكل والبدن تماما كوالدهم لم تظهر سمات الارمن او سمات نسا عليهم، فلقد ورثوا جينات

غادة برقلي الشعر الأحمر، وبعد زواجهم ازداد ناصر الاتاسي ثراء وقوة وكان من الاقطاعيين

وامتلك نصف الأراضي في ريف الشام وبقدر ما احبته النساء، أحبوه الملاك والتجار، بقدر ما

أحب النساء أحب المال والقوة، ناصر الاتاسي، الرجل الذي أحب القوة والمال والنساء ومن

الرجال الذي اتبعوا شهواتهم ورغباتهم وجميعها مفهومة، ولكن زواجه من نسا بقى لغز الى الان

يروى، لم يستطيع أحد ادعاء الحب او العشق فهو يخونها بشكل علني امام نسا والاولاد، فهو

يستطيع الزواج من امرأة جميلة صحيحة البدن قوية تنجب له أبناء وحتى حجة الخيانة علنيا دون

الشكوى ليس مبرر فالرجال يمارسونها أمام زوجات كاملات الحسن والمال، لم يكن برأيهم السبب

سوى إثارة الجدل ولفت النظر والشهرة، امتلك ناصر اساسيات الشهرة، ولكنه سعى الى حكاية

تحكى الى وقت طويل عن رجل وسيم تزوج من كسيحة معاقة، حكاية بها من الامل والنور كغطاء

لإثارة الجدل، وهذا الرأي هو الاصدق قولا ويناسب هذا الرجل، مع هذا بقي

قول يناسب من سودواية هذه القصة وهي انه زواج ناصر من الكسيحة نسا بسبب دماء والدتها

الساحرة نوارت حتى يزداد شأنه وهذه الشائعة بها من الصحة الكبيرة إذا ما لبث بزواجه من نسا

ازداد قوة ومال وأبناء ويقال إنجاب 13 ابن وابنة من امرأة كسيحة هي من اعمال والدتها المشعوذة

وان كل ما حصل هو ترتيب سحر الارمينية، ولكنها تبقى قصص أصبحت اساطير حول هذا الرجل

وما ازداد غرابة حوله هو مدى حب ابناءه له ودفاعهم المستميت عنه، فحتى بعد وفاة الرجل

استمر هذا الدفاع، ومن المصادفات

المدهشة، احدى ابناءه يدعى عابد خريج الأزهر وله مكانة عظيمة كشيخ ومن أحد بنات ناصر

هي عايشة، امرأة مستقلة وقوية ترشحت في الاحزاب السياسية ومن مناهضي الفكرة الليبرالي،

وأكبر ابناءه مصطفى وهو سفير سوري في فرنسا تزوج من فرنسية عاش ودفن هناك ولم يرى

اولاده مرة واحدة في صيف 1998 في اللاذقية، والبقية من الأبناء لا ذكر لهم في السجلات، والان

في يومنا هذا تعيش ذرية

محمد خير بن عابد بن ناصر

وهي العائلة الوحيدة حاليا في دمشق من أبرز شخصياتها اللواء سفيان والعالم الفقهي عبدالصمد و

البرفيسور في علم الاثار حكيم محمد خير الاتاسي في جامعة ألبرتا وهو أحد مؤسسي هذا الكتاب

ومن زودنا بهذه الحكاوي حول تواريخ عائلة الاتاسي"

المصادر/

الغيثي.ابراهيم/ حكواتي من سوريا/ 2018/ دار الشروق للنشر والتوزيع/ دمشق/سوريا


The aquaris غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-23, 06:30 AM   #3

The aquaris

? العضوٌ??? » 463478
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » The aquaris is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة the aquaris مشاهدة المشاركة
حكواتي من سوريا

الفصل الاول

( العوائل الدمشقية)

الباب الرابع ( عائلة الاتاسي)

اقتباس الباب الرابع

استكمالا لتواريخ العائلات الدمشقية القديمة، تنضم عائلة الاتاسي رفقة العوائل القديمة، لا يعلم

بالضبط أصلهم وموطنهم، سوى انهم منذ القدم، وسجل اول شخصية شهيرة لهم هو

"سفيان الاتاسي" ضابط من الباب العالي، قدم الى الشام بسنة 1800 في عهد السلطان عبد الحميد

الأول رفقة زوجته البانية الاصل فروديت وحسب ما سجل إنها ابنة علي باشا من يوانينا حاكم

البانيا وهذا ما سبب لهم جدل كبير حول اصولهم، ولكن أسماء بناته الاربعة

هدى، فريال، بدور، افتكار، ذو الطابع العربي اجهضت هذه الاقاويل، بطبيعة الحال ما اتى بعد

عصر جعفر الاتاسي وزواج الصغيرة افتكار من ابن عمها جعفر الاتاسي القادم من حدود كسب

ضمن ولايات العثمانية، أدت الى الثقة بالبذور والاصول العربية، وهذا لا يخفي حقيقة انه الدماء

التركية والارمينية والبانية واليونانية هي الأقوى والاساس في دمائهم ولو كان الأصل عربي كما

يدعون حسب التاريخ، رغم هذا بقي السؤال محل شك الى الآن، لماذا نشأ جعفر وتربى في

أحضان مدينة بورصة التركية واستطاع الوصول الى منصب عالي والزواج من ابنة علي باشا

الالباني، على أنه التاريخ لم يكشف الحقيقة، لكنه بين لنا جزء لا بأس منه، فبعد زواج افتكار

جعفر و إنجاب عدد لا بأس به من الأبناء، أصبح بسن الاربعين واليا على دمشق، بسبب نفوذ عائلة زوجته ورغم كل الاقاويل عنهم، بأنهم تسلقوا على اكتاف الزوجات، الا أنه جعفر الاتاسي والي

دمشق، كان خير والي ومصلح، لقد احبه الجميع وعلى العكس من عمه سفيان، طغى على الوالي

جعفر التواضع والهدوء والتقبل والاستماع، وجالس العلماء ولعل من اهم ما انجز في عهده خلال

السنوات العشر القليلة، هو ازدياد الأطباء في دمشق، لقد أحب الطب الحديث والتقنيات الطبية،

وأرسل على نفقته الخاصة العشرات منهم الى اسطنبول وباريس بهدف دراسة الطب، وحتى على

مستوى الشخصي لم يذهب حب هذا الوالي للطب عبث، فقد التحق أحد ابناءه في جامعة

سوربون الفرنسية وهو الطبيب سليم والذي استمرت السلالة القديمة منه، وقد كان لسليم قصة

أخرى، فحسب ما قيل كان أحب الأبناء واكثرهم شبه بالأب وكانت له نهاية حزينة تشبه

بمنظورها القصص الشاعرية، فحسب ما تداوله البشر إلى الان، وهو انه بعد عودة سليم من باريس

طبيب شابا، بهي الطلعة وساحر الابتسامة، وقد حلم نصف بنات الباشوات في الزواج منه بينما

الاقل حظ وجمالا رغبوا في رؤية ابتسامته، ومن القصص القذرة التي شاعت عنه، وهي بائعة هوى

شهيرة تركية تدعى مليكة قدمت من طرابلس، تلاحقه لليالي طويلة، بسبب هذه القصص

والاشاعات التي لحقت به، رتب والده والدته زواج من ابنة ضابط سوري، وقيل في ذلك الوقت

انها أكثر البنات حظ وجمالا في الظفر بالزواج من ابن الوالي الطبيب، لم تستمر هذه القصص

والاشاعات سوى ثلاث سنوات من عودة سليم طبيبا الى غاية خطوبته، حسب ما وصل الينا وقبل

زواج سليم بليالي معدودة، قتل ابنهم الأكبر المعروف باسم يوسف على إثر اضطرابات "مقتلة

الدروز والموارنة"، يوسف أحد الضحايا لا أكثر، وعلى إثر تعقد الوسط وتورط اسم أبن الوالي

جعفرالاتاسي من تفاصيل نجهلها، تمت على أثره عزل جعفر الاتاسي، وتعددت الاقوال منهم من

قال أن الوالي جعفر من طلب ذلك بينما ذهب الاخر على انه العزل اتى من الصدر الاعظم بنفسه

دون طلب من والي دمشق، رغم تعدد الاقاويل بقى القول الثاني ضعيف، إذا حب الباشوات

والشيوخ والمساكين والفقراء للوالي طمس الحقيقة، وقد اتفق الاغلبية حول عزل جعفر الاتاسي

على انه اولوية ضرورية مطلوبة بسبب تورط ابنه بما حدث، وكان سليم ابن الوالي هو من حصد

من هذه الأحداث، فبعد وفاة الأخ وحزن الاب والام والزوجة والابناء ومضى ما يقارب السنتين،

قررت العائلة وجوب زواج سليم الشاب من أرملة يوسف الاتاسي، لكم أن تعلموا فارق ما بينهم

هو عشرة سنوات، يقال انه أرملة يوسف على مشارف الاربعين من عمرها، ولديها ثماني من

البنات، وفي يوم ما بعد انتهاء العزاء، اتى شقيقها وأصر على العودة على منزل والدها ومن ذلك

اليوم، البنات الثمانية يعيشون بؤس من اليتم، اكبرهم بسن 22 وقبل وفاة والدها، كانت مخطوبة

من رجل ما وبعد ما وفاة والده وتورط والدها وسمعة الاتاسي فسخت الخطوبة بينما الصغيرة

بسن الثلاث سنوات، بسبب وفاة الاب ورحيل الام، تراجع نمو العقلي والادراكي للطفلة، وفي

سنوات الخمسة سنوات لا تتكلم ولا تخطو وقد اصابهم اليأس منها، وامام هذه المعضلة لم يكن

هناك سوى سليم الابن العازب، والذي تورط بحب امرأة لم نعرف عنها شئ دفع به الى هجر

خطيبته من اجلها بعد وفاة شقيقه بسنة، على حدث وما حدث في النهاية وما اصابهم من احزان

ومفاجع، قرر تقديم الواجب على الحب، رغم ما يشاع من واجب عظيم قام فيه، لم يستطيع احد

انكار مدى جمال أرملة شقيقه والتي أصبحت زوجته رسميا، بعودتها، ابتهجت البنات الثمانية

وابتسمت الست افتكار وضحك الوالي جعفر، وعرف الناس انذاك، انها الكنة المميزة، ومقابل كل

هذا ازداد سليم بؤس وحزن وكآبة، لا نعلم هل هو على فراق حبيبته او زواج من أرملة شقيقه او

وفاة الأخ الكبير المقرب ام الاسباب جميعها، بعد هذا الزواج لمدة سنتين لم يحدث حمل مما عزز

من الاشاعات واحزن الاب والام، حيث قيل بين نساء الشام انه يرفض الاقتراب منها، فالجميع من

الجيران يراه يخرج فجرا ويعود ليلا، يقال عرض عليه والده والدته الزواج من أخرى ولم تتباطئ

أرملة يوسف في العرض عليه امامه وامام نساء الشام علانية انها تبحث عن زوجة لشقيق زوجها

والذي أكد الاشاعات أكثر فما زالت تلقبه "سلفي" ومن بين حكاوي العائلة ما بينهم انهم اتخذ

غرفة في الدور الأرضي كغرفة نوم له على مرأى من الجميع ولم يستطيع أحد منهم التدخل، وفي

سنة 1866، اعلنت "غادة البوقلي" وبسن 42 حملها معلنة بكل فخر انها حامل بذكر وبذلك

انتهت معه الحكايات والحكاوي والقصص وفي نهاية سنة 1866 وضعت طفل ذكر كبير الحجم،

اتفقت نساء الشام جميعهم على صحة وقوة الطفل وأطلق عليه اسم يوسف ويقال بعد ذلك

ولأول مرة منذ سنين رأى الجميع سليم يبتسم ويضحك، وقد أصبح لبنات يوسف أخ ذكرا

يوسف ولوالد يوسف وام يوسف حفيد يدعى يوسف وروح يوسف التي عادت لأرواح فقدوه أبا

واخ وابنا، عاد هذا الطفل ابنا واخ وحفيدا، وعلى عكس بنات يوسف ووالدته غادة لم يرث اللون

الاحمر للذين امتازوا به عائلة "البوقلي" فقد ورث جمال وحسن والده بشعره الأصفر والعيون

الصفراء الصغيرة، كانت لتكون نهاية سعيدة او ترضية لبنات وارملة يوسف لكن القدر اشاء لها

من العطايا الكثير فبعد ولادة يوسف بسنة تزوجت الثلاث الكبار بسنة واحدة وفي السنة التالية

تبعهم اثنتين وفي السنة الثالثة تزوجت فتاة وفي السنة الرابعة او الخامسة تبعها زواج الابنة قبل

الاخيرة وفي حلول زواج السبع بنات باتت جدة لعشرة أحفاد في غضون خمس سنوات، في

اعقاب هذه الفرحة، أتت قصة مدهشة تروى، غادة برقلي بسن 49 حامل، الحمل الذي سبب لها

احراج كافي، فهي جدة لعشرة أحفاد وتقدم بها السن كفاية انجبت تسعة من الأبناء، وكانت قبلها

في الخمس سنوات الماضية تقنع سليم في الزواج بشابة ففي حملها الثاني، بلغ سليم من العمر40

عاما ولولا زواج بنات شقيقه المتتابع تزوج، بقدر ما كان خبر الحمل محرج وثقيلا على نفسها

وعلى من حولها، أيضا متعب ومجهد لها فخلال تسعة أشهر لم تفارق المنزل ولا الفراش،

ولم يرى أحد ما بطنها المنتفخة ولا أصغر بناتها التي بقيت الى جانبها، على قدر تعاستها فرح

الطبيب سليم بحملها، ولم يستطيع يوما الاقتراب منها او معاينتها، في عصر الأحد من سنة 1871

ولد "بهاء الدين سليم جعفر الاتاسي" طفل صحيح البدن وقوي واسم بهاء الدين من اختيار الاب نسبة الى بهاء وجه المولود، ولم يختلف عن والده سليم او شقيقه يوسف في الشكل

والجسم،عانت غادة من تعب لأيام بسبب ولادة الطفل، لكنها نهضت بعدها قوية اقوى مما كانت

قبل الحمل، على كلام أكبر كبار الاتاسي، عاشت "غادة برقلي" لعمر 100 ورأت أحفاد وأبناء

يوسف وبهاء الدين وقد كانوا حفيداتها واحفادها من ابنائها الذكور ورثوا سمة "البرقلي" الشعر

الأحمر والذي أصبح بمرور السنوات سمة الاتاسي بدلا من الشعر الاشقر، أما سليم الاتاسي لا

نعلم وفاته بالضبط يقال انه توفي ما بين 1890 الى 1900، وله ديوان عربي يدعى

" السمي والسمية"

بسرد به قصص حب العشاق الضائعة ولغة الاقدار، وعلى العكس منه تميز ابناءه يوسف وبهاء

الدين في حياة أكثر استقرار وهدوء من والدهم وتزوج بهاء الدين من فتاة أحبها وانجبت له عشرة

أبناء ذكور واناث ولم يختلف يوسف عنه بشئ ، ويقال الان نصف أبناء يوسف من الذكور هاجروا

الى أوروبا بسنوات 1920 و2000 ولم يبقى منهم احد بينما سلالة الاتاسي في الشام هي سلالة

بهاء الدين ومن ابنائه مطر وابرزهم، واحد مقاومين الاحتلال الفرنسي، واحد مؤلفي دستور

السوري بعد الانقلاب، ومن أبناء بهاء الدين "غواث" وهو شاب بسيط الهيئة والعقل ويقال عنه

مسحور ومجنون بسبب زواجه من ارمينية يقال عنها نوارت، حيث لا هوية ولا أصل لها ويقال

انها فقدت عائلتها ابان مذابح الارمن تربت عند غادة برقلي كخادمة بمكانة حفيدة تم الأحسان

اليها وزواج ابن بهاء الدين غواث منها لم يعجب العائلة، إذا قرر الاب طرد الابن لعل عقله يعود

ولكن غواث اثبت انه مجنون مسحور بلا عقل، ويبدو انه الطرد من العائلة نال استحسانه بشكل

ما، رزق بالابنة الاولى بساقين ضعيفة وراس كبير وشفة أرنبة والجميع اتفق على انها حساب الله

للساحرة الارمينية نوارت وقد اطلقت عليها اسم ارميني وهو "انزا" بمعنى الهبة او العطية

، وبعد خمس سنوات رزقت بفتاة تدعى ياسمين بجمال لا يضاهي ولا

يجادل، قيل عن شعرها الذهبي، "مثل السنابل الذهب في الليل اذا ما رقص" وعن عينيها الزرقاء

"تخادع التقي في محرابه"، كانت عائلة غواث الاتاسي شوكة كافية في خصر والده بهاء الدين

وبقية اشقاءه من السخرية والاستهزاء، وقرر الاب وجوب عودة غواث بعد ما اكتشف انه يعاني

من حالة عقلية مريرة فاصبح يطرق الأبواب ويطلب المال، ورغم عودة نوارت وبناتها لمنزل الجد

بهاء الدين استمر جنون غواث والذي نسب الى الارمينية نوارت حتى قرر الاب سجنه في القبو

وما لبث في القبو يأكل ويشرب وينام الى ان مات، وقد شهد اهالي الشام بكاء الاب على وفاة ابنه

والجميع اتفق على انه نصف البكاء الى ما حال عليه الابن من جنون وهذيان، عاشت نوارت وانزا

وياسمين بهدوء وقرر الجد معاملتهم بإحسان احترام للابن المتوفي، وقد وجد في اواخر حياته

سلوانا كبيرا في الابنة الكبيرة "انزا" والذي بداعبها بلقب "نسا" وكانت على وشك الموت بهدوء

لولا جنون حفيده ناصر ابن مطر، زير النساء والخبيث والمتلاعب، وقد وجد فريسة جديدة له

وهي ياسمين الجميلة الفاتنة، فأصبحت المغامرات الفاجرة واللقاءات تحدث من على مرأى الجد

وفي ذات مرة أمسك بهم يقبلون بعضهم، ضعف ووهن الجد من رغبة تزويج ناصر بياسمين أمام

اصرار ورفض مطر احال بهم الى طرق خطرة ملتوية، فلا احد منهم يرغب بدماء غواث المجنون

ولا دماء الساحرة نوارت، فحتى جمال ياسمين يعتبرلوحة محرم النظر إليها، لكن ذات يوم اعلن

ناصر بكل بجاحة وثقة انه يرغب بالزواج من "نسا" الكسيحة والصامتة، وبرر هذه الرغبة بوقاحة تشهد له

" انه يرغب بزوجة للفراش وتنجب الأبناء دون لسان او حركة" لم يكن سبب مبرر فهو يستطيع

الزواج من اي فتاة بهذه المواصفات كاملة الجمال والجسد، الرغبة تمت الإعلان عنها أمام

والام فقط، واستمرت الحروب داخل منزل مطر لشهر حتى رأى ناصر انه يغوض حرب غبية،

فقرر الذهاب الى جده والذي وافق بكل رحابة صدر والذي رأى في الحفيدة "نسا" استحقاق لها،

فرغم العيوب الخلقية والشكلية فما زالت امرأة، الخبر الذي وصل الى آذان ياسمين استقبلته

ببرود، وهذا ما فاجئ الجميع، ومن بين هؤلاء الاطراف، أتى رفض "نسا" فهي رغم المشاكل في

جسدها مازالت تملك عقلا كبيرا داخل رأسها، رفضها الجاد تسبب في صدمة الجميع، حتى طلب

ناصر من جده الانفراد بها وحدها لمدة ساعة وتم له ما طلب وفي ما كان الجميع في الساحة

الخارجية ينتظرون نهاية لقاءهم خرجت نسا على كرسيها الخشبي وبوجه متخشب من الغضب

اعلنت موافقتها، وقد شهد في ذلك الزمن أعظم انتصارات الساحرة نوارت، لم يجد

مطرو زوجته رغدة أي مقاومة تجدي، فتم الزواج امام صدمة ودهشة الجميع بقيت روايتهم تروى الى اليوم بعد زواج ناصر ونسا اختفت ياسمين من المشهد دون عودة ووسط ظروف غامضة

وعلى إثر هذا الاختفاء توفى الجد بهاء الدين الذي عاش طفولة وشباب وكهولة سعيدة وأصبحت

تعيسة وحزينة في اواخر عمره بسبب احفاده انجبت نسا الكسيحة 9 ذكور و3 اناث جميلين

الشكل والبدن تماما كوالدهم لم تظهر سمات الارمن او سمات نسا عليهم، فلقد ورثوا جينات

غادة برقلي الشعر الأحمر، وبعد زواجهم ازداد ناصر الاتاسي ثراء وقوة وكان من الاقطاعيين

وامتلك نصف الأراضي في ريف الشام وبقدر ما احبته النساء، أحبوه الملاك والتجار، بقدر ما

أحب النساء أحب المال والقوة، ناصر الاتاسي، الرجل الذي أحب القوة والمال والنساء ومن

الرجال الذي اتبعوا شهواتهم ورغباتهم وجميعها مفهومة، ولكن زواجه من نسا بقى لغز الى الان

يروى، لم يستطيع أحد ادعاء الحب او العشق فهو يخونها بشكل علني امام نسا والاولاد، فهو

يستطيع الزواج من امرأة جميلة صحيحة البدن قوية تنجب له أبناء وحتى حجة الخيانة علنيا دون

الشكوى ليس مبرر فالرجال يمارسونها أمام زوجات كاملات الحسن والمال، لم يكن برأيهم السبب

سوى إثارة الجدل ولفت النظر والشهرة، امتلك ناصر اساسيات الشهرة، ولكنه سعى الى حكاية

تحكى الى وقت طويل عن رجل وسيم تزوج من كسيحة معاقة، حكاية بها من الامل والنور كغطاء

لإثارة الجدل، وهذا الرأي هو الاصدق قولا ويناسب هذا الرجل، مع هذا بقي

قول يناسب من سودواية هذه القصة وهي انه زواج ناصر من الكسيحة نسا بسبب دماء والدتها

الساحرة نوارت حتى يزداد شأنه وهذه الشائعة بها من الصحة الكبيرة إذا ما لبث بزواجه من نسا

ازداد قوة ومال وأبناء ويقال إنجاب 13 ابن وابنة من امرأة كسيحة هي من اعمال والدتها المشعوذة

وان كل ما حصل هو ترتيب سحر الارمينية، ولكنها تبقى قصص أصبحت اساطير حول هذا الرجل

وما ازداد غرابة حوله هو مدى حب ابناءه له ودفاعهم المستميت عنه، فحتى بعد وفاة الرجل

استمر هذا الدفاع، ومن المصادفات

المدهشة، احدى ابناءه يدعى عابد خريج الأزهر وله مكانة عظيمة كشيخ ومن أحد بنات ناصر

هي عايشة، امرأة مستقلة وقوية ترشحت في الاحزاب السياسية ومن مناهضي الفكرة الليبرالي،

وأكبر ابناءه مصطفى وهو سفير سوري في فرنسا تزوج من فرنسية عاش ودفن هناك ولم يرى

اولاده مرة واحدة في صيف 1998 في اللاذقية، والبقية من الأبناء لا ذكر لهم في السجلات، والان

في يومنا هذا تعيش ذرية

محمد خير بن عابد بن ناصر

وهي العائلة الوحيدة حاليا في دمشق من أبرز شخصياتها اللواء سفيان والعالم الفقهي عبدالصمد و

البرفيسور في علم الاثار حكيم محمد خير الاتاسي في جامعة ألبرتا وهو أحد مؤسسي هذا الكتاب

ومن زودنا بهذه الحكاوي حول تواريخ عائلة الاتاسي"

المصادر/

الغيثي.ابراهيم/ حكواتي من سوريا/ 2018/ دار الشروق للنشر والتوزيع/ دمشق/سوريا



ملاحظة مهمه هذا ليس الفصل الاول بل هذا جزء من المقدمة من كتاب اخر من كتاباتي يتضمن مع المقدمة..الفصل الاول الى الان لم ينزل بعد


The aquaris غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-08-23, 04:07 AM   #4

The aquaris

? العضوٌ??? » 463478
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » The aquaris is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول
__________________________________________________ __________________________


الغريب
دمشق_ سوريا _ الأربعاء
دعوني انقل لكم هذا المشهد من داخل إذن شخص غريب يستمع إلى الصراخ الصادر من أحد القصور القريبة، في زاوية
الحارة، لم يكن فعل متعمد من الغريب، لأنه يجلس على مسافة بعيدة كافية لا تتيح التنصت سوى أنه الأصوات الصادرة
هي من تتحمل المسؤولية ولو انها غير مفهومة، من في الحارة كاملة لم يوجد سوى شخص واحد غريب يستمع من ثم ما
لبث حتى أصبحوا غرباء، خرجوا من المنازل على إثر إرتفاع حدة الصراخ والبكاء، همهم بعض الغرباء منهم رجال
وشبان في التدخل، لكن الإسم صنع حائط كبير بينهم، كيف سيدخلون على قصر اللواء "آصف الأتاسي" لواء الفرقة
الخامسة التي تحيط بكامل حدود دمشق، بدأ البعض في التفرقة بسرعة، عندما رأوا دخول سيارة عسكرية رمادية اللون
تحمل العلم الوطني، شعر البعض بالارتياح والآخر بالخوف والأغلبية بالبغض، على ترجل ذلك الرجل من السيارة،
يدعى "ناصر الأتاسي" ضابط برتبة مقدم في وزارة الداخلية، والإبن الرابع للواء "آصف الأتاسي" من زوجة الثانية
تدعى مياسة، يقضي كامل أوقات عمله في الشرق السوري و الشمال لم يكن يرى في السنوات السبعة من الحرب الأهلية،
وبات يرى بكثرة اخر ثلاث سنوات والآن سنرى المشهد من خلال عينيه عندما فتح البوابة الحديدية الضخمة أمامه، اندفع
بعبوس إلى البوابة الداخلية الزجاجية وتوجه نحو المصدر الأصلي للصوت ، يأتي من مكتب والده من الجهة الخلفية
المطلة على الحديقة، فتح الباب بدون استئذان، قرأ ملامح المشهد بدون شرح، أنتبه الجميع إلى حضوره حتى والدته التي
نهضت بقلق ووقفت إلى جانبه، تنظر إليه بحزن وكدر، دقائق طويلة ينظر إلى إنهيار زوجة والده الثالثة "انتصار" على
إثر تلقي خبر وفاة ابنها "علي" في الخطوط الأمامية في مدينة عفرين على إثر رصاصة تركية في قلبه، المشهد طبيعي
تكرر جدا ولا يثير في الحضور الدهشة سوى الحزن والبكاء، إلى أن نطقت الأم كلمات متفرقة متألمة، لم يفهم أحد سوى
أنه تتهم الأب جالس فوق مكتبه وينظر بعبوس شديد، قطع صمت المشهد الثقيل ناصر يسأل والده دون مقدمات وبنبرة
غامضة: هل انت من أمرا قائد الكتيبة الثالث بوضع علي في مهمة فتح حدود عفرين..
انتبه القليل منهم إلى سؤال ناصر الهادئ، قال الوالد بنبرة عالية معتادة منه، تجبرا لجميع الى التركيز بشكل ما: كان
يرغب في اللحاق بك و القتال معك في حلب.. ورفضت بعد الحاح منه و وافقت بشرط اللحاق بصفوف الامامية..كانت
نيتي الأساسية هي احباط عزيمته..لكنه اظهر روح قتالية فريدة..عند ذلك امرته باللحاق أولا الى عفرين مع الكتيبة
الثالثة..ان اظهر ضبط نفس جيد..ساعدته في دخول صفوف الفرقة السادسة.. مع العقيد أبو رياض.. لا اعلم ما حدث بعد
ذلك..مات رغبة في اللحاق بك..
اعطى نظرة الى ناصر لم يفمهما الا هو, قال بدون تعبير: بأي خط من الخطوط الامامية استشهد..
: في الصف الأول
منير الإخ الأكبر هو من أجاب على سؤال ناصر ، وأكمل بنبرة لؤم: لقد.طلب منك مرارا الذهاب معك قبل رحيلك
ورفضت.. كان طلبه الأخير منك ورفضت...
تدخل الأخ الأصغر بسنة "ماهر" شقيق سمير وقال باستهجان: منير هل تتكلم بجدية ؟!
قال منير بجنون ومشهد رجاء علي لناصر بالذهاب معه ورفضه الشديد، يرسم بداخله كل أنواع القهر والبغض: هل تعلم
أنه عصى كلمة والدتي ووالدي والقائد وغادر منذ شهر نحو اعزاز بعد معرفته بموقعك
توجه اهتمام الجميع نحو ناصر، وقال بدون تعبير: من أخبره أنني ذاهب إلى اعزاز
: رأى رسالتك في الواتساب..
أجابت إنتصار بلهجة متهمة
قال ناصر بحنق: لكني لم أرسل له.. لا يعلم أحد سوى ابي والعقيد "ابو رياض" أنني بمهمة في اعزاز
نطق ماهر براحة: لقد توقعت ذلك..رغم أنه بعض من أفراد كتيبة الخامسة توجهت الى اعزاز
منير بسخرية وقحة: هل كنت لا تعلم أيضا بتوجه العقيد ابو رياض و مجزرة دير البشارة في حلب ؟!
رد الأب بقسوة على منير: ليس و كأنك مهتم عندما أتى خبر وفاة علي.
صمت منير بتوتر وأكمل الأب بوجه متغصن: حتى لو أننا لا نملك دليل على تواجد علي في مجرزة دير البشارة قبل
معركة عفرين..

أردف ماهر يشرح لي ناصر وقد لاحظ نفاذ صبره: بعد رحيلك.. ورحيل علي بشهر الى اعفرين اخبرنا انه تلقى رسالة
منك انك في اعزاز وطلبت منه اللحاق بك.. ولم نكن نصدق ذلك لولا لم نرى رقمك الشخصي ورغم هذا رفض أبي
ونحن التصديق خوفاً من اي منتحل لشخصك.. رغم هذا هرب علي من الكتيبة ..بعدها انقطع اي اشارة للتواصل معه..
بعد شهر اتصل بنا من رقم فضائي وأكد لنا أنه مازال في حدود اعزاز ..لكن قبل اتصاله وقعت مجزرة دير البشارة مع
الفرقة السادسة بقيادة ابو رياض..كانت الإخبار تشير إلى وجود تكتل كردي وبعد تفجير الدير..كان هناك مجموعة من
الراهبات بالقبو..ولا آثار لأي كردي أو تكتل.. الاخبار والمعلومات كاذبة.. والآن القيادات العليا والعقيد ابو رياض في
السجن والاسوء من ذلك من بين الموتى ابنة جورج الدولباني وهي راهبة مهمة... المشكلة في ان دولباني من أشد
العوائل الموالية والمساندة للنظام..
صمت ماهر يبحث عن أي ردة فعل من ناصر او أي احتمالات تخفف من وطأة الخبر القادم، نظر إلى منير والى والده
ونظر إلى زوجات والده والجميع باستثناء ناصر وأكمل بصعوبة: كل هذا ابسط بكثير .. لأنه ببساطة وصلت معلومة من
المخابرات أنه صاحب المعلومة الكاذبة هو علي وكان في مجزرة دير البشارة.. مع الفرقة السادسة..وليس في حدود كما
اخبرنا..الاسوء من ذلك علي لم يتواجد حتى في عفرين..لقد هرب فورا من الكتيبة..الوضع سيئ..ابو رياض على حافة
الإعدام ورتبة ابي في خطر وقائد الكتيبة الثالثة مفقود.. أبو رياض يؤكد ان على لم يكن معهم وبقية الافراد تؤكد على
وجود علي معهم منذ ثلاثة اشهر.. كل شي فوضوي..حتى..صمت للحظة للألم من تلك الجلمة واكمل: جثة علي مفقودة
صمت ماهر اخيرا يلهث بتشتت وكأنه يحاول جمع جميع الأوراق الملخبطة والى ما سيحدث الآن وفي الغد، وهل علي
قاتل الشعب ام قتل للشعب، أو مجرد مؤامرة حسب قول منير الذي ينظر إلى ناصر، وقد بدأ اخيرا في إظهار ردة فعل
بين الدهشة والاستغراب وبعض من الابتسامة المستفزة، قطع ناصر الهدوء الصامت وقال: الفاعل هو الغريب..
رد منير بسخرية: الغريب هو الشيطان
أردف ناصر بتصحيح مشدداً على كل كلمة: الغريب هو الحرب والقاتل هو الحرب والقاضي هو يعقوب دولباني..
تحفز الجميع ينظر إلى يحيى الذي وجه كلامه الى والده: أستطيع معرفة ماذا يحدث اذا قابلت ابو رياض..
رد الأب بهم: مستحيل إلى الآن أستغرب من تأخر مكالمة تعلن تحويلي إلى التحقيق..
: ذلك لأنه لا يعلمون من هو الفاعل ولعل حتى الأقوال تختلف عندهم.. هذه هي اثار الغريب.. وأكمل دون اهتمام من
عبوس الحضور من كلامه: مازالت تمتلك الصلاحية.. احجز لي لقاء مع ابو رياض..من بعدها سنتجه إلى حلب ومقابل
يعقوب الدولباني.. ابو رياض هو الحادث ويعقوب هو القاضي.. ومن ثم نظر إلى زوجة والده أنتصار وقال بنبرة حزينة:
من الممكن أو الأكيد اتحمل مسؤولية ما حدث لعلي..كان اخي في الدم.. من الأب ومن الاسم المشترك..احببتى ذلك الأخ
وبشدة.. من شدة حبي رفضت المصير الذي ينتظره من الموت والخوف لذلك سأعمل من الآن على تبرءة علي في عيون
كل قريب ولن أحاول مع اي غريب..لانه في زمن الحرب الضحية هو القاتل والعكس صحيح.. علي بريئ..لا أزال اذكر
أنه القلب الرحيم والعقل الرشيد.. ولكن من الآن اقول..قبر علي معلوم السماء ومجهول الأرض.. هذا شئ لا استطيع
الوعد به..وعدي لك هو المحاول
وخرج ناصر بعد ما سمع نبرة مزقت الحبال الصوتية، صرخة فقدان الإبن من الأرض...
"آصف الأتاسي" 62
منير 40
ماهر 37
ناصر 35
علي 22

______
فصلت الشاحن عن الجوال ودخلت على تطبيق سناب، خرجت من الحساب الرئيسي لصاحب هذا الجوال، ودخلت الى
حساب اخر، بحثت بعينيها بشغف عن أي ستوري جديد لشخص ما، لم تجد أي تحديثات جديدة للمضافيين، خرجت من
الحساب وعادت الى الحساب الرئيسي لصاحب الجوال، خرجت على نداء الرجل من الغرفة الى باب الشقة المفتوح،
أخبرها البواب بالمهم وعاد ادراجه الى الدرج، تنهدت بتعب، وعادت الى المطبخ حملت أدوات التنظيف الى خارج الشقة،

وعادت مجددل تتجول بإنحاء الشقة متفحصة بنظرة ثاقبة، ثم اغلقت الباب، اغمضت عينيها تكرر ما قاله البواب بتركيز
"اصعد الى الملحق.. الباب مفتوح نظفي الصالون والمطبخ واملائي الثلاجة باغراض موجودة على طاولة بعد انتهاءك..
ده باب الشقة مفتوح..حتى تخرج كل روائح كل المنظفات من الملحق.." ، مجرد التفكير بتنظيف شقة اخرى بعد عشرين
شقة خلال 12 ساعة يثير بداخلها الرعب، و تنظيف الملحق في الطابق العاشر، الذي لم تطأه أرض بشري، يثير
بداخلها كل الالام الظهر والحساسية، خرجت من المصعد، دفعت الباب بخفة، تنظر بحذر كعادة خاصة فيها، تتم عن عدة
مصادر و ابرزها تقييم مستوى الفوضى والغبار، وحصل الملحق على اعلى المراكز في تاريخ حياتها في تنظيف
الفوضى ومسح الغبار، لم تكن الشقة ذات هم كبير بعد أن تجولت لمدة دقائق بها، صالون طويل يمتد من الباب الى باب
الشرفة الكبيرة، في جهة اليمين غرفة نوم والى جانبها غرفة صغيرة تطل بنافذة صغيرة على الشرفة وفي اليسار مطبخ
أمريكي صغير مطل على الصالة، والحمام الذي يبعد امتار بسيطة عن المطبخ، خالي من اي اثاث باستثناء اجهزة المطبخ
الكاملة، تنظيف هكذا نوع من الشقق لا يكلف عليها الوقت ولا التعب، يتيح لها التنظيف بسرعة والتنقل بحرية، فلا
صاحب الملحق يشرف عليها يقلقها، ولا اثاث كثير تخشى إفساده، حركت أكياس الطعام بحسد، الممتلئة بطعام صحي من
مختلف اللحوم والدجاج، حتى السمك النادر والمستحيل على جيب الغني في سوريا، لم تتفاجئ سوى من كمية السمك،
اعتادت بشكل ما على اختلاف مستوى المادي الكبير في سكان هذه العمارة، بدأت بتنظيف الثلاجة أولا، وافرغت كل
محتويات بسرعة، ازالت بقع السوداء من ارفف المطبخ والبلاستيك المحاط فيها، عقمت بلاط المطبخ بكمية كافية من
الكلور، ودفعت مياه سيراميك المطبخ الى الصالة، فركت جدران الصالة بهمة متعبة، ودفعت المياه الى الشرفة الكبيرة
المطلة على حديقة صغيرة، دفعت موجة المياه نحو سرب مستطيل، جففت الصالة والمطبخ والشرفة بخرقة قماشية، ما
زال فكرة الاستيقاظ صباحا بفنجان قهوة على الشرفة، فكرة مغرية، قادتها الفكرة على الاستناد على الحديد ومراقبة خط
السير من السيارات والبشر، تكره المرتفعات، لكن هذا الارتفاع فاتن وجميل، و رائحة الطبيعة القوية المنبثقة من الحديقة
مع روائح شرفة الطابق الرابع، لمح لها أن في الارتفاع جمال وقليل من الفن، لسوء الحظ لا تتيح لها الحياة فرص لهذا
الجمال، جرت قدمها بثقل الى آخر محطة وهو المحام، استهلكت بعض القوة الموجودة وكمية قليلة من الكلور في الحمام
الصغير المؤلف من تواليت افرنجي وبانيو ابيض، أنتهى عملها بعد مدة ساعة و 15 د و الدقائق ما بعد الساعة هي مدة
وقوفها أمام الشرفة، نقلت الأغراض الى المصعد وحرصت على فتح جميع أبواب الشقة على بعضها وتشغيل مروحة
الصالون على اعلى درجة ممكنة، ابتسمت برضا على عملها وهي مكافأة صغيرة بعد نهاية ساعات طويلة مهلكة من
استنشاق الكلور ونفض الغبار، خالطتها مشاعر الحسد والفضول والغيرة من الساكن الجديد، وهي مشاعر معتادة بعد
تنظيف وتجهيز كل شقة، أما الخطوة التالية هي الدعاء بأن يكون شخص جيد امرأة او رجل او عائلة، فهي الى الأن تعتبر
محظوظة بسكان هذه العمارة، البعض جيد والاخر حانق وقلة متحفظين وشقة منهم متكبرة بشكل لا يحتمل، انفتح المصعد
في الطابق الأرضي، حملت اغراضها ونزلت درجتين صغيرة، وضعت الأغراض أمام باب حديد، فتحت الباب ودخلت
الشقة تتنفس بقوة، دخلت الحمام، وتفحصنت دقنها ووجها بتركيز، في الحقيقة لا تحتاج الى مراجعة تنكرها كرجل،
ارتفاع هرمون السوستيرون في جسدها، قدم لها خدمة مجانية في التنكر، لقد تكفل شعر الدقن بكل شي حتى أصبح لحية
سوداء من اثر الشفرة بعد أن كان مجرد شعيرات متفرقة في رقبتها، كثافة سعرها الأسود القصير، ألتهاب حبوب
الحساسية في وجهها حتى أصبحت دمامل حمراء، وجسدها النحيل الخالي من اي علامات انثوية، وطولها المميز عن
غالبية النساء، أذ يبلغ طولها 170، كانت نتيجة مرضية لي فتاة وحيدة مع صغيرات السن، يتراوح عمرهم بين 12
و17، مع هذا ما زال عرض وركيها المختلف عن جسدها وعينيها تشكل رعب من كشف أمرها، لقد لاحظت بالفعل
بعض من نظرات الغريبة من رجال والنساء، لم تفهم منها شئ على حد سواء غير التشكيك، لكن صوت شقيقتها سما،
أخبرها بسخرية " لو كانت رجل حقيقي لغضب او لما اهتم" و أضافت الشقيقة الأصغر اسراء " في هذا الزمان اصبح
الرجال يعشقون الرجال" و الأصغر سنا وهي سناء وكان جوابها الأكثر عقلانية " نظراتهم هي تدقيق في مصطلحات
الرجولة لا أكثر.. أذ من الواضح باتت كسيرة ومعاقة.. تكفي لحيتك البسيطة وهذا هو معيار الذكوري في الشرق
الأوسط"، هذا ما بعث الراحة فيها وهي في كل مرة، تجلب الى عقلها قول سناء الحكيم، لو أخبرها احد قبل عشر سنوات
انها ستمتن الى فوضى هرموناتها فيما بعد، لكانت قتلته، لأنه الآن هي ممتنة لما توفره هذه الهرمونات لها من معيشة
كريمة وامان أكبر، لم تعود تتهم المجتمع بحب الذكور، ما يوفره مزايا الذكر في مجتمع شرقي يفوق الأنثى بمراحل،
قالت وهي تدخل المطبخ بحسرة: لو ولدت ذكرا.. لكان الأفضل للجميع...
بوران 27
__
أغلق الباب من خلفه وجلس على الأريكة، رفع بصره نحو الصوت الناعم الحزين: يسلم الدين والايمان
عقد حاجبيه بشرود ورد بتلقائية: البقاء لاحبابك واصحابك
وضعت يدها على رأسه وقالت: تذكر أنه لا يد لك في الموضوع..
تحفز محيا ناصر وقال بادراك: كيف عرفتي بوفاة علي ؟!

قالت بثقة المعتادة منها: منذ ساعة 7 صباحا..انتشرت خبر مذبحة دير البشارة.. كان من بين بوستات الفيسبوك.. انه
الفرقة السادسة مسؤولة عن المذبحة..
مازال يرفع حاجبه بحثا عن إجابة، زفرت بتشتت وتعلم حق المعرفة لن يخفي الأمر عنه، أكملت بترقب: اتصلت على
ابن خالتي "معاذ".. أسأل عنك..اخبرني انه لم تكن معهم وتوفى علي أثناء المهمة..
أبعد رأسه للجهة الآخرى بصمت، حتى تذبل اكتاف تلك المرأة، الصراخ والغضب هو أفضل بمراحل من صمت هذا
البشري، الاسوء منها صدمة موت علي، رغبت ان تكون واضحة معه كما يرغب هو أيضا، لولا خشيتها عليه لما
اتصلت على معاذ ، الخشية منه جعلتها تسحب نفسها بدون صوت، بينما هو على نفس الجلسة، متصلب الملامح والهيئة،
رن الهاتف بإسم والده رد بجمود: وعليكم السلام.. في المنزل.. لماذا بحلب تحديداً....الفرقة سادسة موقعها الشام........
افكر بالغاء الفكرة نفسها ....... ألا ترى أن خلف كل تلك الأمور فخ كبير.......... م اتفاجى من موافقتهم وأنت اللواء
آصف........لحظة......لم يمضي على المذبحة اقل من 24 ساعة حتى الدلائل ضعيفة جدا....... ماذا بشأن باقي الضباط
العقيد أبو رياض منفذ لا أكثر......حسنا سأذهب إلى حلب غدا...
رمل الهاتف جانبا بعد أن أغلق وجملة والده تتردد بعقله " بعد يومين سيحكم عليه بالاعدام"، كل شي كان يسير وفق قوته
الذهنية، لكن هذا الخبر، شكك بالقوة هذه وبمدى قدرة احتواء الموقف، هناك مظلومين وليس ابو رياض، ومنهم الشاب
الصغير علي، حكم الاعدام يوحي الى مؤامرة بشباك من سمك، وهذه المرة داخل نفط أسود وليس بحر صافي، فتح
الهاتف واتصل على رقم معين ، تحدث كلمات مختصرة ، انهى الاتصال بسرعة ،واتصل على رقم ثان وكان أطول لمدة
عشر دقائق، أنهى الاتصالات والتفت بعفوية و رأى العيون الحزينة والجسد الهزيل، نهض مقبلا رأسها وغادر الشقة
بهدوء..
حنان عطية 31
__
نزلت ماري الى القبو بدوخة، تحاول التوازن ما الايعاء والاستيعاب ، فتحت الباب ورأت عمتها مشغولة في الصلاة،
انتظرت طويلا حتى يئست، قبل إغلاق الباب سمعت اسم شقيقتها
: لوسى ؟!
عادت ماري الى مكانها وقالت برجفة والدموع تهطل من عينيه الحمراء : مازال الخبر غير صحيح.. اتصلت على ميلاد
واكد لي... احتمالية نجاتها..
: حذرتها مرارا.. المحراب بكل مكان حتى بغرفتها في منزل والدها.. وصمتت لثواني و أكملت بكدر محذرة لها: أبكي
على مصابك قبل مصابها...
عادت تصلي أمام الصليب بخشوع، خرجت ماري بهدوء مثل دخولها متجاهلة كل احاديث عمتها، بدون وعي او عن عمد
والاثنين يقع عليها، خبر احتمالية موت شقيقتها لوسى في مذبحة دير البشارة لا تطاق، الالاف من الصور العقلية تدور
بمطحنة داخل عقلها، تتمنى خبر موتها السريع دون ألم او نجاتها الكاملة دون فقدان أي جزء، جلست أمام الشرفة تتجاهل
أنواع الأصوات من الجوال، الواتساب وسناب شات الفيسبوك والمكالمات لا تهدأ، كانت مجرد مكالمتين واحدة مع
والدتها والاخرى مع صديقة لها واخر مكالمة تسببت بإنهيار كبير لها، مضى يوم كامل، مازال كل شئ مجهول، وهي هنا
بعيدة عن منزل عائلتها ومع عمتها الوحيدة غادة، تتجلد بالصبر وتبكي بهدوء وتقرأ من الكتاب المقدس، تتنقل بين
الشرفة البسيطة و المحراب للاطمئنان على عمتها، فهي منذ وقت الخبر تلتزم الغرفة وحيدة تدعوا بالسلامة باسم الرب
وبعون المسيح ومريم، وتثرثر بكلام لا تستطيع فك ألغازه و لا استيعابه سوى تحذيراتها الشديدة لي حنا من الذهاب الى
الدير قبل سنة ، عادت الى المحراب من جديد ودخلت تصلي وتدعو بخشوع السلامة لي لوسى
ماري دولباني 22
غادة دولباني 58
حل الليل ومازال اثر نزول خبر المذبحة يغلي بجنون في سوريا وخصيصا الشام، في الشوارع والبيوت وفي المقاهي
وداخل قلب كل شاب نار أكبر والجحيم الأكبر انطوى داخل الشباب المسيحيين السوريين او من العرب من إثارة المشاكل
في الفيسبوك و تويتر ووقع على عاتقه هو الدفاع عن الاسلام وباقي الطوائف باستماتة غاضبة الى أن كتب بحقارة بعض
الكلام الذي مس طائفة مسيحية تسبب بطرده من القروب وحضر حسابه رسميا، شتم بغضب يبحث عن أي شخص يفرغ
عليه ذلك الجنون في عقله ولكن استوعب أخيرا انه في داخل سوريا والعسكر يحيط به من كل مكان، كان يرغب في شتم

كل شي دخل وغير هذا الواقع الجميل الى جحيم، حتى هو تحديداً مشكوك في كل تصرفاته، خوفا لا تثير أي شكوك
خيانة حول عائلته، لن ينتظر طويلا وتوقع رسالة من ماهر شديدة اللهجة في الواتساب
"حذفت كل كلامك وحساباتك..أذ كنت ترغب في معرفة والدي بإمرك فلا مانع لدي" ، ختم الكلام بفيديو عن نقاشاته في
سوشيال ميديا، رمى جانبا الجوال بغضب، تسبب بلفت الانظار نحوه، منظره يوحي في الهدوء والبرود على عكس قلبه
وهذا ما يتسبب بمواقف سهلة ويسرة عليه في النقاش او الغضب او استفزاز الخصم، من الممكن هي إستراتيجية تعلمها
من والده هو وشقيقه الآخر، نهض من الطاولة، وابتلع الاسبريسو على عجل، وخرج الى السيارة يفكر بأسهل طريقة
باخراج غضبه، والطريقة الأبسط معروفة له دون التسبب بأي خراب له أو لأحد....
شوكت 32
____
الخميس_ الساعة 11 صباحا
لمست وجهها ببهجة مع زاوية ابتسامة وبعض التجاعيد حول العين على شحوب وجهها، لأول مرة ترى بعض من
الاصفرار حول عينيها والاحمرار في خدها، يدل على مدى تقدم مستوى جودة دمائها، والرغبة في طبخة يفوح من صور
عقلها الى أنفها، ترغب في الطبخ كمكافأة على على تقدم الدماء في وجهها، رغم ثقل جسدها الواضح، خرجت من الغرفة
وراسلت ناصر على الجوال، أنتظرت دقائق ولا استجابة، وضعت الجوال جانبا ودخلت المطبخ تبحث عن مكونات
الطبخة، وتشعر بقلق مضحك، المسمى يليق بما تشعر به، غياب ناصر منذ ظهر أمس يقلقها، رغم مضي سنتين وهي
بفراش المشفى غائبة عن العالم، عندما استيقظ وعيها رأت حال البلد أصعب، وناصر مازال كما هو وتطور الى ما هو
أصعب، يغيب أيام كثير دون خبر، قليل الكلام وجدي، وهي صفات اعتادتها منه سابقا، لكنها باتت كثيفة أكثر، كانت أحد
امنياتها العودة إلى غيبوبة السرطان مجددا والعودة عند انتهاء الحرب، هي أمنية تمنتها سابقا وتحققت واستيقظت على
واقع أصعب والان تتمنى بعضها، تشعر بعدم أحقيتها بسؤاله عن ماذا يفعل، من منطلق التغيير الجديد في حياتهم، حاولت
التركيز مع طبق كوسا بلبن، وهي الطبق الذي لم تنساه ولا تستطيع أي ذاكرة محوه، تمنت وجود ناصر ليشاركها فعلى ما
يبدو لن يعود اليوم، وهو شعور يشارك عقلها، فلا موعد محدد له، وضعت الإطباق فوق السفرة وجلست امامها، نسيت
كل شي في هذه اللحظة لولا رنين الجوال، تحفزت من اسم المتصل وردت بلهفة: ناصر ؟!..أنا بخير....في حلب ؟!.....
حتى ملابسك في الدولاب ...متى ذهبت.... كيف عرفت... شعرت نفسي بحالة أفضل وطبخت...سأبقى لك حصة كبيرة
في الثلاجة خصيصا لك.....مع السلامة...
تنفست بقوة، و بين الحزن والبهجة مترددة، البهجة سيطرت في النهاية على الحزن من ذهابه دون اخبارها، ملابسه
التي اخذها من منزل والدها دون العودة إلى الشقة يلمح إلى فجوة حتى في الاستقرار الطبيعي في منزل واحد، الى أن
التقاط رائحة الطبق من الاتصال هو ما أسعدها، تميز ناصر بشم أي رائحة ممكنة خارج منها او من اي شخص اخر عبر
الهاتف، دائما ما وضعت بمواقف محرجة بسببها، قد نسيت منذ مدة طويلة ذلك النوع من المداعبات والضحك والتودد،
كادت تقفز من مكانها من اشعار رسالته "سأعود غدا وسنذهب سويا الى منزل عائلتي" ، بلعت ريقها بمرارة من حال
ذهنها الغائب، لقد توفى علي في الأمس، كان طفلاً يتودد لها في البارحة واليوم هو شاب ميت لا تعلم مدى أحقية أطلاق
كلمة شهيد عليه، كل ما حدث من أمس من أخبار مفجعة تناستها، كل ما تفكر به حال بشرتها وشكلها، تخشى من أنانية
تتبلور داخلها كحبة الجوز، موجود العقل وغائب الذهن، كتبت بتردد رسالة قصيرة الى ناصر وعادت تأكل بمرارة...
__
لاحقاً في حلب
أغلق جواله واختفت ابتسامته، عاد ببصره للزجاج، يرى امامه اشتباك لفظي بعد مظاهرة سلمية من المسيحيين رافعين
لافتة " القصاص القصاص من رقبة احد المسلمين" عبارة اقرب الى الاستهزاء والسخرية من المذبحة الكبرى والمطالبة
بحق شهداء الدير من الراهبات والقساوسة، وعلى ما يبدو أنهم قريبين من مذبحة أخرى، فما لبثت وتداخل المسيح مع
المسلمين لولا تدخل الأمني السريع، لسقط المئات من القتلى، الوضع أصعب في حلب مما هو بالشام، هذا بحد ذاته خطر
كبير، حلب مركز تجاري وحدودي مع الأتراك و ضمر أي فتنة مع كم الفتن والحرب في سوريا يؤدي الى ضحايا أكثر،
حرك السيارة مبتعدا نحو سجن حلب المركزي، على وعد اللقاء مع العقيد ابو رياض بعد تأمين اللقاء من قبل والده، كل
ما هو حوله يشير الى مؤامرة، تبدو مؤامرة خرجت عن سيطرة المسؤولين، بات وحش مرعب يبلع كل شي سريعا، فقط
35 ساعة مضت والوضع في حدة اكبر في الشام وحلب خصيصا ,يزداد مستوى رفع الأمان والاحتياطات من داخل
دوائر الامن في حلب ، هناك غريب يسعى الى فتنة بين الطرفين والذهاب بهذه الفتنة الى مركز اعلى، يحتاج إخراج
بعض معلومات او مجرد تلميحات من أبو رياض، عندها من الممكن سيكون كل شي افضل

لاحقاً في احد غرف سجن حلب المركزي، يجلس ناصر امام طاولة خشبية يقابله كرسي صغير من الجهة الأخرى، مضى
ساعة كاملة منذ وصوله الى السجن، احتاج لما يقارب 20 دقيقة امام الباب وسط توتر الجندي من رتبته ومن الاوامر
العليا، رغم هذا فضل الانتظار، فلن يضع أي جندي امام ضغط وخوف بحجة العنجهية العسكرية السورية، بعد
اتصالات عديدة مع الجندي و رئيس السجن "محمد البشار"، نقيب مغترب من الساحل السوري، دخل أخيرا وجلس ما
يقارب 30 د، مقابلة متوترة من جهة النقيب ومتحفظة من قبله هو، لهم ماضي من المقابلات سابقة بين الشد والجذب و
ذروتها في احد الدورات الصيف بقبرص سنة 2008، مع مرور الزمن الطويل عليهم، والحرب الأهلية، أضافت لهم
بعض من الهدوء والمجاملة، في النهاية اشار له بالجلوس في الغرفة وانتظار أبو رياض، مضى 10 د، ضجة من الحديد
ودخل ابو رياض مقيد اليدين بسلاسل من الحديد ، عبس ناصر من الهيئة واقبل محيا له بحرارة، نظر له باهتمام، ضحك
ابو رياض من اهتمام ناصر وقال بسخرية: لقد حرموني من الطعام لمدة 24 ساعة..
سرعان ما ندم على بعد رؤية وجهه ناصر جلس وقال بتلقائية: كيف حال معلمنا ابو سفيان ؟!
أردف ناصر بعد الجلوس: يبحث عن أي جواب لديك ؟!
هز رأسه بضحك وقال بخبث: أنت من تبحث و والدك من يسأل..، صمت متنهدا وقال بضيق: لاتنظر هكذا لي..لا يوجد
لدي اي كلام كل شي يسير كما هو مخطط له..حتى دخلنا بعد التفجير ورأينا الجثث المتفجرة...
هز ناصر رأسه بتفهم ورد: عندما سماع الخبر لم افكر سوى بمؤامرة وهذا أنا متأكد منه...في معارك حلب ودير الزور
وجوبر و قص المد التركي... كلها من مجهودك والان انت العقيد أبو رياض تخبرني بوجود خطأ استخباراتي وقتل
العشرات من الأبرياء..و بعد هجر دام عشر سنوات الدير يعود يمتلئ بالقساوسة والراهبات خلال اشهر...ماذا عن مقتل
علي في التفجير.. بينما من المفترض ان يكون في الكتيبة الثالثة.. ماذا يحدث معكم... ؟!
ابتسم ابو رياض على النثر القاسي من فم ناصر وقال بكتمان: هل سألت والدك ؟!
رد ناصر باختصار: نعم
: من برأيك هو الحق أنا أو هو ؟!
الرد المنتظر من ناصر مهم جداً بالنسبة الى ذلك الرجل، قال ناصر بسرعة: الحق هو يسر القول من الحقيقة... وأكمل:
هذا هي عبارتك دائما..
ضحك ابو رياض بمسرة ورد ببطئ: ما يحدث الان هو خارج عن يدي..ويد والدك ويد شقيقك.. الوضع طبيعي جدا الى
ان اتى شقيقك علي هاربا من عفرين بحثا عنك..كنت آنذاك في قربة برج القاص..علي ابن اللواء اصف واخ البطل
ناصر..فلم يكن مني سوى إعطاءه وعد في اللحاق بك..لم استطيع مراسلة والدك لحساسية موقعي..لذلك اخذت علي في
الفرقة مخالفا الأنظمة وبصعوبة سيطرته عليه..كان من المقرر ان ارسل به الى والدك بعد مهمة دير البشارة..لكن
تصرفات على أدت بنا الى طرق أخرى..اصر على المشاركة في المهمة..ووافقت وارسلته مع دائرة صغيرة للتأكد من
الموقع..فلم يعد الا هو اكد معلومات وصحح بعض أخرى البقية توفوا اثر انفجار قوي في المهمة الى حلب..الوضع
طبيعي الى ان دخلنا حلب و ضبطنا التوقيت وتم تفجير الموقع..لنكتشف بعد ذلك تفجر علي داخل الكنيسة ووالعشرات من
المسيح في القبو ولا تفسيرات أخرى محتملة..بسرعة كبيرة قادوني الى السجن..والحبل البني يهدد عنقي..
ناصر بخشونة: كم المدة ببين تفجير الكنيسة وخبر اعتقالك...
ابو رياض بتلقائية: 30 دق
ناصر بتفكير: لم يسبق ان تعرضنا الى وسط مبعثر الى هذه درجة..
أبو رياض بمقت ساخر: ذلك لانه نعمل ضد بعضنا..
ناصر بتساؤل: هل علي تكلم عن رسالة مني اثناء وجوده معك..
أبو رياض: قال لي انه أتت له رسالة انك في اعزاز..
ناصر بسرعة: هل أتت رسالة أخر اثناء ذلك..
أبو رياض بعبوس: لا ظن ذلك.. كان يتصرف بثقة مفرطة..
لوى ناصر فمه وقال بصوت قريب: كيف ذلك ؟
أبو رياض يفرد يديه بشرح: يتصرف بثقة كاملة أنه انت رغم انكاري عليه..لولا حساسي الوضع لكنت اتصلت بك..

ناصر: ماذا أيضا ؟
: جورج دولباني داخل المسألة ةهذا سيعمل ضدنا
: من الغريب جدا تواجد ابنة هذا الرجل بمثل هذه الواقعة
أبو رياض المهموم جدا من دخول اسم هذا الرجل في المسألةو ومسألة حساسة جدا: ليس بغريب لو تفكر بعمق اكبر ترى
خيوط كل هذا..وجود ابتة دولباني ليس صدفة ابدا..وداخل كنيسة..ابنة اهم رجل مسيحي في سوريا والداعم الأول للأمن
الداخلي..من يستهدف كل هذا مقرب جدا حنى يعلم بحساسية تحركات العسكرية هذه..
ناصر بلا تعبير: ماذا أيضا ؟
أبو رياض ببعض العبوس: بخصوص ابنة الدولباني.. ليست فتاة طبيعية..خبر وفاتها سيزلزل الوسط المسيحي
ناصر بتساؤل: سمعت عن علاج بعض المرضى على يدها
: ليس كذلك..بل هو أعظم من هذا كثير...ابنة جورج تمتلك حكايا لا تصدق..من بينها شفاء فتاة من البكم واخرى من
البرص..والسبب الآخر من عدم اعلان وفاتها الى الان هو الخشية من زيادة عنف الوسط الديني...
ناصر بتلقائية: يوجد منها في وسطنا الديني أيضًا..
: لكن ليس مثلها...، زفر من نظرة ناصر وقال: هي الوحيدة من بين قلة من المسيح تمتلك تلك الهبة.. وجودها رفع من
اسم عائلة دولباني ونفوذ والدها...سمعت أيضا عن وجود عمة مشابه لها..لا تظهر كثيرأ بعكسها..متعصبة دينيا.. إشارة
منهم كفيلة في وهج مزيد من النار فوق قريح الجرح السوري... هذا الموقف يساعد على دخول ايادي أخرى الى الازمة
الأهلية وهذا أصعب ما يواجهنا... واخشى كثيرا من الضربة الأخيرة
استرخى ناصر في المقعد: تقول كل هذا هو لزعزعة الوسط ديني في سوريا
: هو كذلك
: أي يعني عبر تصادم الدولباني مع جبهات العسكرية
: رأس هذه العائلة يقف معننا منذ زمن
ناصر: هو فقط...على حسب معرفتي يوجد اشقاء في الامارات وكندا نشطاء وكانوا جزء من مجلس الائتلاف السوري...
أكد بقلق: نعم بالضبط..نريد بقاء ذلك الرجل في صفنا مهما يكن ذلك... مهما كان الثمن.. جميع ورق الطوائف ضدنا..
تحرك واحد منهم يعني انهيار سوريا المؤلف من اعراق وطوائف...
مسح ناصر لحيته السوداء بشرود: ينتظرنا مؤامرة كبيرة..
: نستطيع اجهاضها قبل الولادة..
اعتدل ناصر بجدية وقال ابو رياض ببساطة: تتزوج من إبنته الوحيدة المتبقية...
نهاية الفصل الأول...........


The aquaris غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.