آخر 10 مشاركات
دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          [تحميل] عقلي عنده ، للكاتبة/ لينا المنفي " ليبية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          صوتك يناديني ...!! *مكتملة* (الكاتـب : أمل سفر - )           »          [تحميل]الشيخ سلطان للكاتبه/ تبارك توتايه "عراقيه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مُدن لا ينزل فيها الغيث (1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة مرايا (الكاتـب : Asma- - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          215 - أرجوك افهمني - ديبي ماكومبر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          لو..فقط! *مميزة**مكتملة** (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          أثر تغزله النچمات (الكاتـب : Lamees othman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree155Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-23, 03:37 AM   #41

قلب من ورق

? العضوٌ??? » 351807
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 653
?  نُقآطِيْ » قلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم
صباح الخير روايه جميله وأسلوب ممتع
حبيت نهار ورقتها لكن ألغت كل حقوقها عشان حب رئفت وليت كان يستاهل
ضياء يارب يكون الضياء لحياة نهار
عائلة نهار محظوظه فيهم لأنهم من العائلات الي تحتوي بناتها وتساعدهم يبدؤون من جديد
ننتظرك بشوق يامبدعه

shezo and آمال يسري like this.

قلب من ورق متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-23, 11:08 PM   #42

قلب من ورق

? العضوٌ??? » 351807
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 653
?  نُقآطِيْ » قلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond reputeقلب من ورق has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا امال أتمنى ان تكملي الروايه لأنها جميله
خلتني ابحث عن كل اعمالك وابدأ بقرائتها
طبعا بدأت ب جئت لقلبك لاجئه
فننتظر تكملي تحفتك الفنيه

shezo and آمال يسري like this.

قلب من ورق متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 10:30 PM   #43

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة habiba banani مشاهدة المشاركة
الفصل كأنه طبطبة على الروح مشاعر جياشه وقلوب تاقت للسكينه.......
الخذلان بين المحبين من أصعب المواقف التي تمر في حياة كليهما......
ووجود حام مدافع من اجمل ما قد يمر في حياة أي امرأه.....
في انتظار الزفاف المرتقب ❤️????
أهلا بك غاليتي وأنا في انتظار رأيك ????????

shezo and Habiba Banani like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 10:31 PM   #44

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بت الجوف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله، قرأت البداية انهار مثال متكرر لكثير من الزوجات لنفس المعاناه ،محظوظه ان لها سند عائلتها، اتمنى لها العوض
بإذن الله تنال الأحداث اعجابك، في انتظار رأيك

shezo likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 10:37 PM   #45

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب من ورق مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
صباح الخير روايه جميله وأسلوب ممتع
حبيت نهار ورقتها لكن ألغت كل حقوقها عشان حب رئفت وليت كان يستاهل
ضياء يارب يكون الضياء لحياة نهار
عائلة نهار محظوظه فيهم لأنهم من العائلات الي تحتوي بناتها وتساعدهم يبدؤون من جديد
ننتظرك بشوق يامبدعه
أحيانا يصبح الحب أعمى فيغطي الكثير من العيوب حتى يأتي ما يزيل الستار ويكڜف الغمة وبإذن الله تنقشع العتمة عن عيني نهار

قلب من ورق and shezo like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 10:39 PM   #46

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب من ورق مشاهدة المشاركة
مرحبا امال أتمنى ان تكملي الروايه لأنها جميله
خلتني ابحث عن كل اعمالك وابدأ بقرائتها
طبعا بدأت ب جئت لقلبك لاجئه
فننتظر تكملي تحفتك الفنيه
أهلا بك جميلتي وبكلماتك الرقيقة التي أسعدتني، وبإذن الله تنال أعمالي اعجابك وأكون عند حسن ظنك، بالنسبة للنوفيلا هي بالأساس مكتملة لكن توقفت بسبب الأحداث الجارية وبإذن يتم التنزيل اليوم ، اهلا بك مرة أخرى وفي انتظار رأيك

قلب من ورق and shezo like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 10:48 PM   #47

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
1111 الفصل الرابع والأخير من انقشعت عتمة الليل

السلام عليكن، اعلم تأخرت بتنزيل باقي النوفيلا لكن توقفت بسبب الأحداث الجارية رغم أن النوفيلا منتهية ومكتملة لدي لكن لم استطع المتابعة ورغم المي وحزني لما يحدث لأحبابنا في فلسطين لكنني وعدتكم بالاحداث كاملة وها أنا عند وعدي الحمد لله أن تمم الله وعدي وندعو لشقيقتنا بأن يفك الله كربها وينصرها اللهم أمين ????
إليكن الفصل الرابع والأخير
_____"___________
تجلس في محلها بلا أدنى ابتسامة، تنظر للطريق أمامها أملة أن يطل عليها ببسمة، فمنذ ذلك اليوم الذي أخبرته أنها قالت لها ماه واتصل بها ليلا يخبرها بأنه سيزور أهله لأنهم يشتاقوا لبسمة ..
_ طالت الغيبة؛ ماذا لو تضايق لقولها ماه لي؟
تقولها نهار حابسة دموعها بينما عينيها لا زالتا معلقتين بالطريق الذي بدا لها خاليا من الناس رغم الزحام، تقبض على هاتفها، تنظر لرقمه بتردد:
_ ماذا ستقولين له لو اتصلت، لا تزور أهلك
تنطق آخر كلماتها مستنكرة بينما تفتح شاشة الرسائل تكتب( بسمة، اشتقت لك)
ظلت تنظر لرسالتها تفكر هل ترسلها أم لا حتى قررت.. تضغط زر الارسال ثم تغلق هاتفها نهائيا نادمة على فعلتها..
★★★
( بسمة، اشتقت إليك)
يقرأها بعينين شاردتين للمرة التي لم يعد يحسبها منذ أرسلتها نهار، يمسح جبينه مفكرا في حل لتلك المعضلة لقد تحجج لها بزيارة أهله لكن إلى متى .. ؟
شعر بكف أخته على ساقه فالتفت لها راجيا أن لا تتحدث فمنذ جاء لهنا وهو يتهرب من حواره معها لكنها تكلمت غير عابئة برفضه غير المنطوق:
_ الرسالة منها؟!
أرخى الهاتف بينما يهز رأسه بنعم ثم يشيح بوجهه عنها كي لا تفضحه عينيه بينما هي تابعت:
_ رد عليها يا ضياء
هنا رد عليها بعد تنهيدة مريرة:
_ ليس لدي ما أقوله لها، ربما حان وقت الفراق
_ بل لديك الكثير لتقوله لها
همست بها بيقين فدلك بين عينيه ثم قال هامسا كأنه يحدث نفسه رغم أنها تسمعه جيدا:
_ جئت إلى هنا ظنا مني بأن المسافة ستكون حائلا بيننا وسوف تنساها بسمة وسأنساها أنا الآخر!
تقبضت كفه على الهاتف بينما يكمل:
_ في كل مرة كنت أراها تحتضن بسمة أشعر بالحياة تعود لي ولابنتي لكنني قاومت وركنت شعوري جانبا، خفت أن يكون هذا امتنانا لها كونها اهتمت بابنتي
سحب نفسا عميقا ثم زفره ببطء قبل أن يستقيم واقفا، يمشي نحو نافذة مقابلة لهما، يقف خلفها، يضغط بأنامله على حاجزها بينما عبير وقفت جواره لا تقاطع بوحه كي لا يعود لصمته ليتابع بذات الهمس الشارد:
_لكن البعد زادني وابنتي شوقا لها!؛ بسمة كل لحظة تنادي ماه..
ضغط بقوة على قلبه متابعا:
_ حينها أشعر بالذنب تجاه نهار لأنني منعتها عنها وأحس بالذنب تجاه المرحومة زوجتي لأنني سمحت لابنتها أن تمنح حقها بكلمة أمي لغيرها
انطلقت آهة قوية منه ثم تمتم:
_ لا استطيع التخيل أن…
لم يستطع إكمال ما يفكر به قلبه فأطرق برأسه يائسا من حاله لتربت عبير على كتفه قائلة بحنان:
_ ضياء، لا تبخل بالسعادة على نفسك، ابنتك في حاجة لنهار كما هي الأخرى في حاجتها وأنت أيضا لديك الحق أن يكون لديك عائلة، لا تحمل نفسك ذنب إنه قضاء الله وقدره ، أرسل لك نهار لتنير ظلمة حياتك فلا ترد هديته لك.
هنا أباح بمكنون قلبه حين التفت لها:
_ لا أستطيع تخيل أن يكون لبسمة زوجة أب
_ لن تكون زوجة أب، نهار ستكون أمها، ثق بذلك
تقولها أخته بثقة
فيهمس ببطء :
_ أنا دائما مطمئن وبسمة معها
ابتسمت عبير ثم قالت وهي تربت على قلبه:
_ افتح قلبك إنه يستحق
ابتسم شاردا ثم تمتم:
_ في كل مرة أحسست بقلبي ينبض نحوها كنت أؤنبه كطفل صغير أخطأ وأهمس له؛ أفق ثم أتيت هاربا من هذا الشعور لكنها جاءت معي
سحب نفسا عميقا ثم زفره ببطء شديد قبل أن يتابع:
_ أشعر بالضعف والألم يا عبير، حبي للمرحومة لم يمت معها، لازال ساكن داخل قلبي
زفر بعنف وقال بغضب من نفسه يخبط على قلبه:
_ كيف نبض لنهار وكيف لم ينس أم بسمة، كيف يصبح قلبي بوجهين.؟
قاطعته عبير:
_ حبك لزوجتك المرحومة لا يعني أن قلبك بوجهين بل بصدقه في حبها، هي الآن عند ربها وسعادة بسمة راحة لها، أزح الذنب عن صدرك يا ضياء وتقبل ما يمليه عليك قلبك..
صوت بسمة الباكي قاطع بوحهما فانتفض ضياء في وقفته ليلتفت كي يذهب لها لكن عبير أوقفته قائلة:
_ لا تحمل همها سأتفقدها لا تقلق وارتاح أنت
وتحركت تاركة إياه لشروده.
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 10:51 PM   #48

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

_ ألم تتعبي من الصراخ؟
تقولها زوجة رفعت بضجر بينما الأخير وقف عند باب الغرفة يراها ضائقة الوجه تتابع:
_ سئمت من صراخك، حرمتني من الخروج، هذا خطأ أبيك لم يأت لي بمربية، صاحب القصر؛ بخيل.
_ وهل اهتمامك بابنتك وعدم قبولي بمربية في وجودك بخل!؟
قالها رفعت مستنكر بينما يدلف للغرفة فصرخت به زوجته:
_ بلى بخل، لديك المال لتجعلني ملكة وتأتي بمن يخدم ابنتك
_ ابنتي، أليست ابنتك أنت الأخرى؟
هتف بها مستنكر بينما يتقدم نحو سرير سمراء الباكية يأخذها برفق ويضمها لترد بنزق:
_ بلى ابنتي، لكن لا يمنع أن أعيش حياتي فما فائدة مالك إذن؟
هز رأسه ضائقا بينما يقول:
_ الأمر ليس بالمال لكن هل ستمنحها المربية الحنان والحب؟
_ هذا عملهن، لا تهتم ولا تفكر، كل ما عليك احضار مربية
_ ألا تخافين أن يسحب الله نعمته منك؟
قالها بينما يتبادل النظر بينها وبين سمراء التي يهدهدها يحاول استمالتها لكنها أشاحت بوجهها متجاهلة قوله لترد:
_بما أنك ترفض تنفيذ طلبي فاهتم بها أنت وسأذهب للقاء صديقاتي لأرتاح قليلا
حاول جاهدا أن لا يصرخ بها ثم فكر لوهلة بأن خروجها ربنا يهدأ بالها وتصبح أقل عصبية لذا قال:
_كما شئت لكن لا تتأخري فقد تحتاج للرضاعة
تأففت مع قولها:
_ سمح لها الطبيب بأن ترضع صناعي
صرخ بها محذرا:
_ إياك وفعلها، ستندمين
قالت تنهي الحديث:
_ حسنا، حسنا، دعني أرتدي ملابسي، سأتأخر
★★
تقف خلف نافذة غرفتها، تنظر حيث الفراغ ، الشارع الساكن بعدما حل الليل الذي بات يقشعر بدنها، تحس بالوحدة فيه لولا صوت بسمة النابع من قلبها الذي يؤنسها، صوتها الذي أصبح كتعويذة تسكن فؤادها، ترنو بنظرها لأختها التي نامت تاركة كتاب كانت تذاكر به على السرير ليزداد احساسها بالوحدة،. تلك الأيام التي فارقها فيها ضياء وبسمة باتت أكثر ظلاما..
هنا التقطت هاتفها من على الكومود، تفتح المحادثة حيث الرسالة التي أرسلتها له، رآها لكن لم يجب، تراه مل من هنا وعاد لسكنه السابق أم هي لم يعد لها أهمية ..؟
هنا وعند هذا الخاطر تألم قلبها هامسة بحشرجة:
_ لا تفعل يا ضياء، أرجوك لا تجعلني أنت الآخر على الهامش
اتسعت عيناها على قولها، تعي ما نطقت به تفكر بضيق بينما تحتضن نفسها بذراعيها( وماذا لو كنت بالنسبة له على الهامش، ما الذي يضرك!؟؛ إنه عابر وسيرحل)
هزت رأسها ترفض ما تفكر فيه تهمس راجية:
_ لا ترحل
أما هناك حيث منزل عائلة ضياء كان الأخير هو الآخر يقف خلف النافذة ، يشبك أنامله خلف ظهره، يراها بعين خياله يوم مرضت بسمة عندما صعد مع الطبيب، كانت هناك، على سريره، تضم بسمة لحضنها، تهدهدها، تسيل دموعها بينما تمسح وجنتي ابنته بكفها الحامي
التوت شفتيه ببسمة من قلبه مفكرا بأنه نزع عينيه عنها بصعوبة لقد كانت جميلة رغم أنها قامت من النوم لتوها ورغم أن بيجامتها ساترة لكنها أظهرتها كملكة تخطف القلب وعندما همت لترحل حينها يذكر همسه الصامت( مكانك هنا، ابقي)
★★
_ تأخرتِ!؟
هتف بها رفعت بغضب شديد يحدث زوجته التي عادت من الخارج بكل برود بينما ابنتها تنفطر من البكاء
_ اهدأ يا رفعت، الدنيا لم تطير بعد
_ من أي طينة أنت؟!؛ أنت بلا قلب
قالها هادرا لترد زوجته تخلع ملابسها ذات الماركة المعروفة
_ من نفس طينتك، لا ترسم علي الطيبة يا رفعت، نحن نشبه بعضنا، أم تريد أن أذكرك كيف هدمت حياتك لأجل سمراء، عليك التحمل يا عزيزي.
كلماتها أخرسته وكأنها وضعته أمام مرآة نفسه، ظل يحدق بها مصدوما بينما تنظر له ببرود فمنحها الطفلة قبل أن يرحل من الغرفة بل من القصر كله باحثا عن الهواء.
وقف يستند على حائط البيت القديم كعادته قبالة محل نهار التي تغلقه منذ أيام ولا يعلم السبب، هل هي مريضة، ربما أختها أو أمها؟!؛ كانت تلك الأفكار تراود عقله بينما ينظر لبيتهم الساكن حتى لمحها تقف خلف النافذة، شعرها يتطاير حول وجهها فشهق بلوعة، قلبه ينبئه بأنها هي رغم الإضاءة الخافتة التي تنعكس عليها من عمود الكهرباء في الشارع..
دمعة سالت على وجنته، يرجو أن يهرول نحوها، يطرق بابها، يطلب مسامحتها، لكن أيحق لك؟!؛ كان هذا رد عقله الذي أعاده خطوة للوراء بعد أن تقدم بالفعل يهم بالذهاب لها
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 10:54 PM   #49

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

لم تنم تلك الليلة كما قبلها وقبلها، تظل على وقفتها دون تعب تحدق في الطريق ترجو عودتهما
_ ألن تفتحي المحل يا نهار؟
التفتت نهار لصوت أمها تستند على النافذة مع قولها المرهق:
_ليس لي مزاج
تقدمت منها والدتها تقول:
_ نهار، أنتِ تغلقين المحل منذ أيام، عليك ممارسة حياتك، ابنتي قلت لك سابقا أفيقي ولكن لم تسمعي كلامي، ها هو رحل
قاطعتها صارخة:
_ لم يفعل، أثق به، سيعود، لن يحرمني منه!
اتسعت عينا والدتها إثر كلماتها الأخيرة الواضحة جدا بلا تأويل آخر لكن نهار أعادت شعرها خلفها أذنها بتوتر تتدارك قولها بنبرة عصبية:
_ أقصد لن يحرمني من بسمة
ثم استدارت عن والدتها، تتهرب من النظر لها، تحدق في الشارع هامسة:
_ ماذا تقولين يا نهار، بت كالمجنونة في غيابه… غيابهما
هنا ضغطت بكل قوتها على حاجز الشباك بينما تسمع والدتها تهمس باسمها
_ عاد، عاد يا أمي، رجعا لي
كان هذا صوت نهار التي التفتت فجأة لوالدتها صارخة بكلماتها تتمسك بذراعيها تعيد كلماتها بنبرة ممطوطة مسموعة حتى أن ضياء الذي يحمل بسمة في حضنه رفع رأسه باحثا عنها فلم يجدها لكن بسمة ارتسمت على شفتيه.
هرولت نهار تجاه باب الشقة تفتحه لتجده أمامها، وقفت لاهثة بأنفاس عالية فتعلقت عينيه بها، كانت تشبه تلك الليلة يوم مرض ابنته مع اختلاف؛ نحولها الواضح، وجهها الشاحب، اهتزاز مقلتيها مما أشعره بالذنب الشديد فأطرق برأسه عنها حين باغتته تسحب الصغيرة التي تمسكت بخصلة من شعرها المشعث تنطق.. ماه فتضمها نهار لصدرها، تتنشق عبقها، تهمس بصوت مسموع ( روح ماه)
ثم تعود لضمها هامسة بذات الصوت المسموع:
_ اشتقت لكما
قالتها بتلك الصيغة الثنائية دون انتباه منها لتتبسم شفتي ضياء الذي أدرك صواب قرار عودته حين تلاقت عينيه بنظرات والدتها العاتبة التي وكأنها تسأله لما عدت فتهرب من النظر لها ثم ما لبث أن عاد بعينيه حيث تقف وقال:
_ كيف حالك يا خالة!؟
ردت عليه بجفاء:
_ بخير
صوت نهار يقاطعهما :
_ هل تسمح بأن تقضي بسمة معي باقي اليوم؟
_ تظل معك دائما لو أردتي
قالها بنبرة ثقيلة يتأملها بشغف لم تنتبه له بينما ترد بلهفة وهي تعانق بسمة
_ بالطبع أريد.. أريد
هنا قال :
" يا خالة، لم أفطر بعد
لم يكمل كلامه لترد بطيبة وكأنه لمس روح أمومتها:
_ ونحن يا ابني لم نفطر بعد؛ تفضل معنا..
حينما دخل المنزل، مالت نحو ابنتها هامسة بصرامة:
_ بدلي ملابسك
شهقت نهار تنتبه لزلتها التي باتت لازمة لها لتتجه لغرفتها وبين يديها بسمة بخطوات سريعة ليبتسم ضياء بخفة يطرق بوجهه شاعرا بأن ما جاء له سيتحقق.
كانت أول مرة يتناول طعاما معهم، أسرة صغيرة الطيبة تحيطها جعلت الفرحة الغائبة عنه تقتحم روحه، والدة نهار رغم معرفته لضيقها من قربه لنهار لكن هذا لم يمنعها من كرمها معه بينما تقرب منه الطعام، تسأله بلهفة لو أعجبه ثم تصب العصير قائلة بطيبة:
_ تفضل يا ابني العصير طازج
فيبتسم لروحها الطيبة يومأ برأسه بينما يتناول كأس العصير.
بعد وقت كانت نهار قد أعدت الشاي بنفسها وهي تحمل بسمة التي خطفتها أختها تناوشها:
_قدمي الشاي وأنا سأخطف السكرة.
فتضحك نهار بينما تصب الشاي قائلة :
_ لا تطمعي في ابنتي
صوتهما كان يصل حيث تجلس والدتهما وضياء في الصالة لتتبدل ملامح كلا منهما؛ ضياء تبتهج ملامحه رغم حفاظه على وقاره وأمهما تتجهم متقبضة الكفين..
احتسى ضياء الشاي ثم قال:
_ خالتي
رفعت السيدة وجهها له فأكمل دون مراوغة:
_ أطلب منك يد نهار على سنة الله ورسوله فهل توافقوا؟!
توقف كوب الشاي في الهواء و الذي كانت تشربه نهار وعم الصمت والصدمة على وجوههم
وضع ضياء كوب الشاي من يده يتفهم صدمتهم ثم تابع:
_ أنا لم أطلب نهار لأجل بسمة فقط كي لا تظني بي السوء والأنانية
أطرق بوجهه لوهلة بينما الأعين حوله مترقبة لينطق صراحة:
_ أطلبها لأجلي، زوجة تملأ حياتي وأرجو من الله أن أستطيع اسعادها
صمت لا يعلم ماذا ينطق بعد ذلك، يحس بالكلمات تهرب منه خاصة مع صمتهم الذي لا يقطعه سوى همهمة بسمة، لقد قرر مصارحتهم ووضع النقاط على الحروف وإن لم يفعلوا ربما رحل أو ربما ظل حتى ترضى
قطعت والدتها الصمت قائلة بترحاب:
_ عن نفسي أوافق فلن أجد لابنتي أفضل منك
تهللت ملامحه بينما تتابع:
_ لكن المهم رأي نهار
هنا التفت ينظر لنهار التي أطرقت برأسها، تغمض عينيها، يلمح احمرار خديها ثم تفتحهما ببطء تلتفت له بوجل ثم ترنو بنظرها نحو بسمة التي تحملها أختها
الآن عندما لمح أين تنظر قال:
_ لديك كل الوقت للتفكير يا نهار وأعدك حتى لو لم توافقي لن أحرمك من بسمة، ربما أضطر للرحيل لكن وعد رجل ستكون بسمة بين ذراعيك كل يوم.
هنا التفتت له، تتأمله كأنها أول مرة تراه فتابع برضا لم يظهره لها خاصة وهو يتفحص تغيرات ملامحها عقب كل كلمة ينطق بها:
_ أعلم بأنك تكملين تعليمك؛ لن أمنعك منه، سأساعدك لو أردتي، أنا معك خطوة بخطوة
هنا قسرا شردت لسنوات مرت حين وعدها رفعت ثم سحب وعده، الذكريات تتوالى أمام عينيها التي زاغت وفور أن أحس ضياء بذلك خاصة لمعرفته بعض مما حدث لها من خلال والده فقال مؤكدا:
_ وعد شرف لا تخافي يا نهار
وعده مس روحها، تصدقه، شيء داخلها ينطق بنعم وآخر يسحبها خائفا، تنظر لأمها فترى البسمة تعلو ثغرها فتلتفت لأختها فترى النظرة المشجعة أما بسمة فتنادي ماه فيبتهج قلبها لتلتفت حائرة لضياء الذي قال لها:
_ لا تضغطي على نفسك، كما قلت لك لديك وقت كافي
استقام واقفا ثم تابع:
_ بسمة ستكون معك اليوم لو أبقيتها تبيت معك سأعلم أنك موافقة وإن طلبت مني أن تبيت عندي فسأعلم ردك
تنهد ثم قال ببسمة متوترة:
_ أقول هذا لأعفيك من صعوبة قول لا..
★★
الساعة دقت العاشرة ولم تحضر نهار بسمة ولم يصله منها أي رسالة، ظل يحدق في الساعة المقابلة له بينما ****بها تمشي ببطء كطالب في انتظار نتيجته المصيرية، التقط هاتفه ينظر لرقمها ثم يتراجع لقد وعد نفسه لن يضغط عليها، تحركت أنامله على شاشة الهاتف ليصل لصفحتها على الفيسبوك والتي بات صديقا لها منذ أن أصبحت بسمة في رعايتها..
ما إن فتح الصفحة حتى اعتلت ملامحه الصدمة…
كانت صورة نهار وهذا على غير عادتها لكن ما زاد صدمته صورة بسمة التي تعانقها دون أن تظهر وجهها للشاشة واضعة صورة لقمر عليه قائلة كتعليق على صورتهما:
_ القمر هبط من سمائه ليبيت معي فانقشعت عتمة الليل
انتفض ضياء واقفا يتحرك في حيرة داخل غرفته لا يدري ماذا يفعل ؟!
وبعد لحظات قرر يكتب لها تعليق يتمنى لو لم ينتبه له أحد إلا هي
( القمر يبيت في المكان الذي يستحقه)
عندما أعجبت بعلامة قلب على تعليقه اتصل بها ليهمس ما إن سمع أنفاسها المتوترة:
_ مرحبا بك يا نهار في قلبي وقلب ابنتي
أجابه الصمت لوهلة حتى نطقت:
_ مرحبا بكما في قلبي يا ضياء
ثم أغمضت عينيها تتذكر نفسها منذ لحظات حين قامت بنشر صورتها تعلن موافقتها لقد ترددت لفعل هذا حيث قد لا يرى ضياء ما نشرت لكن فؤادها أخبرها بيقين؛ سيبحث عن ردك بأي طريقة، إنه حولك بكل مكان
وصدق حدسها
هنا تنهدت بخفوت ليرد قائلا بهمس:
_ كنت في انتظار ردك يا نهار، شكرا لأنك أرحتي قلبي.
_ ضياء
همست بها نهار بخفوت فرد عليها ببطء يحس بأنه تتردد بقول شيء:
_ أسمعك
ظلت صامتة تصله أنفاسها اللاهثة، ودقات أنامل بعصبية كأنها تحرك أصابعها على شيء صلب لذا قاطع توترها بقوله:
_ نهار أنا أنتظر
ابتلعت ريقها ثم همست:
_ ألن تسألني عن سبب طلاقي؟
_ طالما لم تخبريني بنفسك فهو خاص بك
يقولها بتلك النبرة الصادقة التي تمس جروحها فترممها فتتبسم بشجن تهمس:
_ بل حقك طالما سبب طلاقي الإنجاب
ساد صمت بينهما جعلها تتوتر أكثر لكن رده جاء بلسما لألمها:
_ بسمة معنا يا نهار، ألا تكفي
_ بالدنيا وما فيها يا ضياء
قالتها بنبرة أمومية جعلته يرتاح أكثر فيتنهد بخفوت، متفهما توترها وحالتها التي لم تصدمه، لقد كان يعلم بعض من تفاصيل طلاقها، في أول مرة ترك لها بسمة، ذهب لوالده بعدما أنهى عمله، كي يطمئن منه أنه ترك ابنته في أيدي أمينة وبالفعل طمئنه أبيه وفوق ذلك أخبره بأن الجيران يثرثرون بأن زوجها طلقها لأنها لا تنجب
قاطعت نهار لحظة الصمت تتابع بلهفة:
_ لكنني لست عاقر يا ضياء ، كل طبيب زرته كان يخبرني أنها مسألة وقت وبأنني لا أعاني مانع من الحمل
ابتسم حقا من قلبه ثم همس قائلا بصوته الرخيم:
_ إذن ما رأيك لو اخترنا أسماء لإخوة بسمة
احمرت وجنتيها تهمس باسمه بخجل بينما هو أضاف :
_ ما رأيك في اسم باسم أو أمل…
وهنا تجدد الأمل في روحها العطشى لطفل فنست خجلها تشاركه الأسماء التي تتمناها و تعيش ما لم تعشه قبل..
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-23, 11:03 PM   #50

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

_ ألن تتناول العشاء يا رفعت؟
تقولها والدته بينما يخرج من باب القصر ليقول بصوت سمعته.. لا
فتهز رأسها بأسى بينما يصلها صوت زوجته العصبي وهي تهبط السلالم تتحدث عبر الهاتف:
_ ابحثي لي عن مربية
_ نعم وافق، هل سأعيش حياتي خادمة!؟
_ إذن ما أهمية هذا المال الذي ينعم به وأهله
تجاهل قولها ولم يلتفت ليتابع طريقه حيث الهواء النقي وهناك عند الحائط حيث البيت القديم استند رفعت لكن بعينين مصدومتين، تصله الزغاريد والإضاءة تزين منزل نهار ونوافذه مفتوحة تنطلق منه الزغاريد والأغاني
أنامله تقبضت يضغط على الحائط يهمس بأمل:
_ ربما خطبة أختها!
لكن قوله وئد في مهده حين لمحها تخرج من باب البيت بفستان أبيض رقيق ناعم جوار هذا الرجل الذي كان دوما يزورها مع ابنته التي يحملها الآن
آهة فلتت من صدره، محملة بمرار الدنيا .
صوت الزغاريد تعالى بينما يودعون العروس والعريس الذي قاد السيارة يلتفت لنهار:
_ مبارك يا نهار
تبسمت بخجل قائلة:
_لم تقل لي بأننا سنخرج
ضحك بينما ينظر للطريق ثم لها حين لامس فجأة كفها يسحبه له فشهقت نهار بوجل بينما تراه يقرب كفها لفمه يلثمه قائلا :
_ نحن في طريقنا لشهر العسل يا عروس.
أما رفعت رجع للقصر بكتفين مدلين، يدلف عبر بابه الواسع ثم وقف وسط البهو الواسع يضع يديه في جيبي بنطاله، يدنو لسمعه صوتها الحبيب فينظر بلهفة حيث مصدر الصوت لتراها عيني قلبه فيبتسم بشجن بينما تشرب فنجان القهوة معه، تختلس النظرات المحبة له فيرمقها بذات النظرة المسروقة الممزوجة ببسمة يتخفون من نظرات والدته الرافضة لهذا الدلال، صوتها يتلاشى رويدا رويدا فتختفي معه بسمته لينكس رأسه بأسى حين عاد صوتها الحبيب فارتفع رأسه بسرعة نحو أعلى الدرج المقابل له، يتخيلها تهبط بفستانها الرقيق وبسمتها الناعمة تدنو نحو، تستقبله بعناق هامسة له( اشتقت لك)
ثم تبتعد ..
تلفت حوله، يبحث عنها، يدور ويدور ولا يجدها فينادي بصوت مكتوم ( نهار ) ليتوقف لاهثا ينظر عبر باب القصر الذي لا زال مفتوح، كانت هناك ترتدي فستان أبيض جوارها رجل أنامله تعانق أناملها فيرفع يده يحاول مناداتها مرة أخرى فيختنق صوته في حنجرته مختنقا تنزل دمعاته على وجنتيه فلا يمسحها هامسا بعد وقت ( وداعا، وداعا يا نهار)
★★★
_ ضياء؛ ألن تساعدني في اختيار فستان؟
قالتها نهار بينما تقف حائرة أمام خزانة ملابسها في غرفة نومها حيث المنزل الأنيق الذي أهداه لها ضياء بعد عودتهما من شهر العسل.
تبسم ضياء الذي يجلس على الأريكة في الصالة، يضع ابنته على ساقيه يناغشها، وضع بسمة على وسادة ناعمة، يمنحها ألعابها فتضحك ببراءة فيما ضياء يربت على وجنتها يقول لها بحنان:
_سأرى ماما ماذا تريد وأعود لكِ يا حلوتي
وتبسمت حلوته تمنحه عناق قبل أن يستقيم يتوجه حيث غرفته وهناك وقف عند الباب يتأملها بشغف لم ينضب أبدا منذ تزوجا.
تقدم نحوها، يلمح بسمتها التي ارتسمت على ملامحها ما إن أحست به لكنها لم تلتفت، وقف خلفها يحيط خصرها بذراعيه، يضع يديه على بطنها أما ذقنه فارتاحت على كتفها لتحس بأنفاسه الحارة، استدارت له بوجهها لتتقابل مع ملامحه الحبيبة قائلة تدعي الفزع:
_ أخفتني يا ضياء، تنحنح وأنت تدخل الغرفة
ضحك يرفع يده، يداعب شفتيها بأنامله قائلا:
_ وتلك البسمة التي ارتسمت عندما دخلت الغرفة ما سببها!؟
_ بسمة، لم يحدث
تقولها بدلال يلامس قلبه فيقابل دلالها بقبلة على جانب عنقها قائلا:
_ مراوغة وأحب مراوغتك ودلالك
ثم تابع غامزا بينما يتأملها بشغف:
_ هذا القميص الناعم في حاجة للدلال، ما رأيك لو لغينا الخروج
ضحكت نهار قائلة:
_ لكنك قلت بأن الحفلة لعميل مهم
_ لا يوجد أهم منكم يا أم الأولاد
قال كلماته يمسد بطنها البارز التي رفعت قميصها الحريري ذات الحمالات الرفيعة ليصل لركبتيها..
هنا تلاشت ضحكتها رويدا، تتنهد بخفوت بينما تتكاثف دموعها فيديرها برفق حتى وقفت قبالته، يتمسك بذراعيها قائلا بحنانه الذي يخصها:
_ كلما وضعت كفي على بطنك أو ذكرتك بحملك تبكين، ألا يفترض أن تضحكي يا أم الأولاد؟
نزلت دموعها تهمس:
_ أبكي فرحا يا ضياء
وضعت كفها على بطنها تتابع بينما تنظر في عمق عينيه:
_ هنا قطعة منك ومني، وكأنه حلم
ضمها بحنان يهمس في أذنها
_ واقع يا أم باسم
أراحت رأسها على كتفه تعود بذاكرتها عدة أشهر..
كانت قد نست زيارة أطباء النساء بعد زواجها من ضياء الذي رفض طلبها بمتابعة عند أي طبيب يخبرها بأنهما في أول زواجهما فليستمتعا بتلك الأيام ورضخت لطلبه، وقد اكتفت برعاية بسمة واهتمامها بها ليغادر التوتر عقلها وجسدها، تنسى الحسابات الشهرية والبكاء على مخدتها كل شهر في ذات الميعاد، لم يعد هناك من يسألها هل هناك طفل في الطريق!؟ ولم تعد تسمع أنت عاقر حتى ذاك اليوم الذي شعرت بوعكة صحية يصاحبها غثيان شديد
حملها ضياء بأنفاس لاهثة قلقة، يذهب بها للطبيب..
_ المدام حامل
يقولها الطبيب بينما يحرك الجهاز على بطن نهار التي تتمسك بكف زوجها بقوة، تتسع عينيها مع شهقة بانت لهما حتى أن الطبيب التفت لها يطمئن أنها بخير ثم تابع:
_ هل تريدين سماع نبضات قلبه؟
كأنها نست كيفية الكلام، ظلت معقودة اللسان وكأنه يحدث غيرها لولا ضياء الذي تولى الحديث عنها :
_ بالطبع نريد يا دكتور
صوت نبضات القلب يصلهما فيهز كيانهما فيربط ضياء على كتف نهار بينما يده الأخرى تحتوي كفها المرتعشة ثم يمسح دموعها الصامتة بحنان شديد فتتلاقى نظراتهما فتسأله بنظرة عينيها ( أحلم؟!)
فيردها ببسمة وكلمة مبارك بحركة شفتيه ليقاطعهما صوت الطبيب:
_ مبارك يا مدام
فتشهق بقوة لا تصدق ما تسمع وتنهمر دموعها كالشلال
وقف الطبيب يتجه صوب مكتبه، يجلس خلفه بينما نهار اعتدلت تضبط ملابسها بمساعدة زوجها ثم سارت بسرعة نحو الطبيب حتى كادت تتعرقل لولا ذراع ضياء التي التفت حولها تحميها يساعدها لتقف أمام الطبيب تسأله:
_ من الحامل؟؛ أنا..
تنطق بها بنبرة مرتجفة متشككة فنظر لها الطبيب متعجبا حيث تلك الزيارة الأولى لهما لديه ورغم ذلك رد بعملية بينما يرتدي نظارته:
_ ألم تسمعي نبضات قلب الجنين؟
هزت رأسها قائلة ( بلى) بينما جسدها كله يرتعش لولا ضياء الذي يدعمها كانت ترنحت والذي قال للطبيب يفسر حالتها:
_ تأخر الحمل لذا تفاجأت
هنا تبسم الطبيب قائلا:
_ طالما لا يوجد مانع فنتوقع الحمل في أي وقت
جلست نهار بعدما أحست بأن قدميها لا تحملها لكن كف ضياء لم تفارق يدها بينما الطبيب يتابع:
_ في مهنتي قابلت الكثير من الحالات التي ظننا بأن لا أمل في حملها لكن رحمة الله وسعت كل شيء
ما إن أنهى حديثه كتب في الروشتة أمامه ثم أعطاها لها قائلا:
_ ستأتين لزيارتي يوم… وعليك متابعة الأدوية حتى ميعاد الكشف
هزت نهار رأسها، تمسح وجهها بظهر يدها الممسكة بالروشتة مع قولها المرتعش:
_ نعم، نعم سأفعل..
_ واضح بأن الفكرة راقت لكِ يا نهار
كان هذا صوت ضياء الذي أعادها من شرودها فرفعت وجهها له تسأله بتشوش:
_ أي فكرة؟
مسح وجنتيها اللتين ابتلتا من دموعها ثم قال بمكر وهو يتمسك بحمالة القميص ينزل بها من على كتفها:
_ ستكون ليلة كالأحلام
تمسكت نهار بحمالة قميصها قائلة بحزم مصطنع:
_ لدينا حفل مهم، كل شيء له توقيته
ضحك ضياء يتمسك بخصرها يميل نحوها هامسا بأذنها:
_ أحب اهتمامك بالمواعيد؛ إذن ليلتنا بطعم السكر؟
أجابته بقبلة طويلة على خده ثم همست بدفء رهيب :
_ نعم يا ضياء
ثم رسمت الجد على ملامحها، تبتعد خطوة قائلة:
_ اختر معي فستان
فنظر للخزانة للحظات، يبعثر بخفة في الفساتين المعلقة ثم يتناول فستان أعجبه يفرده أمامها ليرى نظرتها الراضية وحين مدت يدها تأخذه سحبه فورا قائلا:
_ ألن أنال تصبيرة حتى عودتنا ؟
ولم ينتظر الرد فكان كافي له بسمتها التي تذوقها قبل أن يعطيها الفستان.
★★★
_ ليتني أتيت وحدي
يقولها ضياء لنهار التي نظرت له بقلق ليوضح متابعا:
_ الكل ينظر لنا
_ لديك حق، لقد ازداد وزني
تقولها بحزن فيهمس لها:
_ بل ازددت جمالا يا أم باسم
احمرت وجنتيها قائلة:
_ كلما قلت لي أم باسم، أريد عناقك ونحن الآن في الحفل ماذا أفعل؟!
_ إذن عدي معي من الآن عدد المرات التي قلتها لأنكِ ستردينها أحضان في البيت يا أم باسم
ضحكت من قلبها، تضع كفها على فمها قائلة :
_ يا ضياء نحن في الحفل ولا استطيع اخفاء ضحكتي
_ دامت الضحكة يا أم الأولاد
التوت شفتاه ببسمة ماكرة يتابع:
_ إياك ونسيان العد
ابتسمت من قلبها تنظر له بتحذير مصطنع أن يكف عن مزاحها ثم تتهرب من النظر له تلتفت لبسمة التي بدأت تخطو خطواتها الأولى وتتمسك بكف والدها لتقول لها:
_ حلوتي، هل جعت؟
فتهز بسمة رأسها بلا ثم تجذب كف والدها الذي نظر لها فترفع ذراعها بعلامة احملني، فينحني فورا يحملها قائلا:
_ طلباتك أوامر
_ هنيئا لكِ يا حلوته الدلال
تقولها نهار ببسمتها البشوش فيقول ببراءة:
_ اقترحت عليك الدلال ونلغي الحفل لكنك رفضت
احمرت وجنتيها وكادت ترد عليه لولا الصوت الرجولي من خلفهما الذي جعل بسمتها تنقطع كما كلماتها وتتبدل ملامحها للحزن الممزوج بالامتعاض، مما جعل ضياء يقول لها بقلق حين سمع صوته هو الآخر والذي يعرفه من آخر لقاء لهما معا:
_ نعود للبيت؟
حاولت الراحة أو الابتسام فلم تستطع ولكنها قالت :
_ أنا بخير يا ضياء لا تقلق
كان رفعت يتحدث عبر الهاتف أثناء دخوله الحفل الذي جمع مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين حين اصطدمت نظراته بظهر سيدة جعلته يتجمد للحظة مكانه، يهيأ له أنه يعرفها، قلبه اهتز لمجرد التوقع لكن هز رأسه ينفض تلك الفكرة، أغلق الاتصال يتابع سيره حيث صاحب الحفل، سلم عليه وتحدثا دقائق بينما فضوله لا يكف عن جذبه للالتفات حيث تقف تلك السيدة التي جعلت قلبه يخفق لمجرد توقع قد يكون خاطئ، ظل تردده لثوان قبل أن يستجيب لفضوله فيتجمد في مكانه باهت الملامح..
كانت هي نهار لكن غير التي كان يعرفها فتلك؛ امرأة ذات وجه بشوش، وجه متورد، بطن متكور تتمسك بكف زوجها، تنظر في عينيه، تحدثه بهمس كأنهما في عالم وحدهما.. تماما كما كان يتمناها، تكاثفت الدموع في عينيه فسحب نفسا عميقا وزفره ببطء، يحاول استعادة ثباته دون فائدة بينما عينيه مسمرتين عليها وصوت أمه يدوي في أذنيه( يا ست الحسن)
يعلم كانت تناديها ساخرة لكنه كان يدرك بأنها حقا ست الحسن كما كانت والدته متأكدة من ذلك وهنا طفت الحسرة على ملامحه، يهمس في نفسه بوجع:
_ ست الحسن ازدادت حسنا يا أمي..
لم يحس أنه شرد طويلا فيها حتى التقى بنظرات ضياء الصارمة المحذرة فسعل يلتفت عنهم، يحس بفقدانه لهيبته، يبحث عن حجة للهروب حين سأله صاحب الحفل عندما لاحظ تغيره:
_ هل هناك ما يضايقك رفعت بك؟
تنحنح الأخير قائلا:
_ لا يوجد شيء
ثم نظر لساعته قائلا:
_ لكن لدي موعد
توقف مكانه بعدما سلم عليه يفكر بأنه في حاجة لأضعاف طاقته للمرور جوارها دون أن ينظر لها، صوت الهاتف أنقذه من هلاوسه فحمد الله أن وجد مخرج مما هو فيه وعندما لمح الاسم أطرق برأسه يرد بخفوت بنعم وهنا جاءه الصوت الحاد بينما يتحرك نحو الخارج..
_ تركتني وذهبت للحفلة يا رفعت!؟
_ طلبت منك المجيء ورفضت
_ لا أحب تلك الحفلات الباردة
_ ما الحل؟
_ مربية، حتى أستطيع الخروج
توقف مكانه يقول من بين أسنانه:
_ تركت المربية مع سمراء منذ ساعات
_ رحلت
تقولها زوجته ببساطة فيتابع سيره البطيء قائلا بخفوت:
_ أتعلمين عدد المربيات الهاربات من القصر؟
_ وهل هذا ذنبي، كلهن لا يصلحن لهذا العمل، أريد مربية جديدة فلا قدرة لي للمكوث في القصر
تقول كلماتها صائحة فيبعد الهاتف قليلا عن أذنه هامسا :
_ وهل سأجد من يتحملك؟
_ تقول شيء
_ سلامتك..
يقولها بنزق ويغلق الخط دون سماع المزيد يمر جوار نهار وزوجها فيشيح بنظراته عنهم يحدث نفسه:
_ سامحك الله يا أمي وسامحني
عندما أحس ضياء بخلو المكان مما يضايقها وقد دنا سمعهما الموسيقى الهادئة، مد يده قائلا:
_ أتسمحين لي سيدتي؟
نظرت له نهار بخجل قائلة بينما تتلفت حولها:
_ يا ضياء، الا ترى بطني أمامي، كيف أرقص هكذا أمام الناس؟
تناول كفها بينما يحمل بسمة غير عابئ برفضها، يجذبها برفق للرقص لتتناغم الخطوات تلقائيا بينما يهمس لها:
_ أنتِ اجمل الحضور اليوم
ردت بثقة:
_ لكن عيناك لم ترى سواي اليوم، كيف عرفت أنني أجمل الحضور ؟
ضحك يناغشها:
_ وكيف علمت أنني لم أختلس النظر هنا أو هنا..؟
ورافق قوله فعله لكن كفها الرقيق ارتاحت فورا على وجنته قائلة بيقين:
_ عيناك لم تفارق عيناي منذ التقينا
التمعت عينيه إثر همسها بوهج محب لأجلها، دقات قلبه تتراقص في صدره فيهمس لها:
_ أحبك يا نهار
فتردها له بعشق :
_ وأنا أحبك يا ضي النهار
صوت بسمة يقاطعهما هامسة، بابا، ماما تصفق بيديها تحتفل برقصتهما الثلاثية
أما هناك حيث سيارته، وقف رفعت ينظر لساحة الرقص التي خلت إلا من نهار وعائلتها فينكس رأسه، يفتح باب سيارته يبحث عن مصدر للهواء الذي وكأنه نفذ من كل مكان حوله..

_ أريد مانجو
تقولها نهار حين انتهوا من الرقصة فيرد ضياء يناوشها:
_ وحم متأخر، لسنا في موسمها
فترد بدلال تعلمته على يديه:
_ ماذا أفعل لم أتوحم كباقي النساء في شهوري الأول فعليك تعويضي
تمسك بكفها قائلا :
_ عيناي لك يا أم الأولاد
ثم ضحك يتابع:
_ نسيت العد؟
فترد بلهفة :
_ لك بكل حرف عناق

البداية
تمت بحمد الله وتوفيقه
دائما ما أحب أن اكتب اهدائي في نهاية العمل حيث أهديه لأمي وأبي رحمهما الله تعالى ولا أحب اهدائهما شيء ناقص ..
شكراً لكما أبي وأمي بعدد لحظات العمر والهواء الذي اتنفسه
أتمنى أن تنال إعجابكم وفي انتظار رأيكن فلا تنسوني منه فمؤكد سيسعدني ويروي شغفي للقادم بإذن الله


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.