آخر 10 مشاركات
صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حصريا .. الرواية السعودية الممنوعة .. بعت الجسد (الكاتـب : مختلف - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          وصيه ميت للكاتبه:- ميمي مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree39Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-02-24, 08:37 PM   #1

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي




دخلتُ لـ المنزل وأنا اسابق خطواتي ، ومن خلفي اعصارٌ بسرعة عالية ينوي قتلي .. توقفت وأنا افتح عيناي بـ شهقة ، لـ التفتُ خلفي وأشيرُ بـ سبابتي لها ..
سحبت طرف عبائتي ، أقصد عبائتها التي ارتديتها دون إذنها ، بـ فحيح نطقت : من سمح لك تلبسيها يا بقرة ، وهي جديدة بقراطيسها ما بعد لبستها
لأهمس لها بدلع : عجبتني وقلت البسها .. لأهمس : اسكتي يا الهيس في حديث شيق بين بابا وجدتي ، آآشششش
صمتت هي مؤجلةً ذلك الجدال لـ بعد التنصت على حديث والدي وجدتي ..
نظرنا كلتانا لـ بعضنا البعض بـ حزن لا نستطيعُ اخفاءه ، مسكينةٌ هي جدتي ..

لأشرح لكم الوضع .. لـ جدتي ابنان من والدان مختلفان ..
تزوجت جدتي بـ رجل لتنجب عمي نايف ، ليتوفى زوجها .. ثم ترتبط بجدي الذي سبق له الزواج ولديه ابناء وبنات ، لـ انجبت منه أبي ..
توفي جدّي قبل فترة قصيرة ، لم تنهي جدتي العدة بعد .. تبقى في منزلنا بعدما طُردت من منزل زوجها .. ويطالبونها الآن بـ التنازل عن كل شيء كما يطالبون والدي ..
المضحك .. جدتي ورثت من زوجها السابق الكثير ، ووالدي يعمل ويستثمر في ورثها .. وهم يطالبونهم به ..

سمعتُ والدي ينطق مُطمئنًا : لا تحاتين حبيبتي ، طالما رأسي يشم الهواء .. محد يقدر يسلبك حقك ، أبد .. واللي لك بتأخذيه ..
نظرتُ لها لأهمس : والله نبي نعيش حياة هادية .. رحنا براغ ورجعنا من هناك بمصايب وحدة وراء الثانيه
نطقت هي ضاحكة : تهقين روحتنا لـ براغ هي سبب كل شيء
ضحكتُ بخفة لـ انطق : نتوب ما عاد نروح لها
دخلنا بعد حديثنا القصير لـ صالة منزلنا ، لـ اركض لجدتي واحتضنها .. وأداعب وجنتيها كأنها طفلة صغيرة ، دمية بين يدي ..
تاليا : يا بعد عيني ورأسي أنتِ
ضربتني بخفة وهي تمسح دمعتها لـ تضحك : بعّدي عني وبلا عيارتك
نظرتُ لها بـ حزن : أفا ، أنا تاليا بنت ولدك حبيبك أحمد ، تقولين عنّي عيّارة ؟
لتضحك ثريا : عيارة ونص ، ونصابة وحرامية بعد
شهقتُ بتمثيل لأضع يدي على صدري : أفا أفا .. أنا بنت أحمد آخر عمري اصير حرامية ؟
ضحكت جدتي على أسلوبي لتكمل ثريا وهي تقترب من والدي : اايييي ، شوفها بابا سارقة عباتي ولابستها وأنا ما عندي خبر .. لا وجديدة بعد ما بعد جربتها
نطقتُ بسخرية : اسمها استعارة مو سرقة ، وبعدين كانت في غرفتي مو غرفتك فـ عادي
ثريا : لااااااااااااااا مو عادي وبلا كذب
مددتُ لها لساني لألتفت لجدتي دون الاكتراث لـ شكوتها لـ والدي ، أنا الأصغر وأنا المدللة وأنا المفضلة عند أبي ، لن يفعل لي شيئًا ..
قبل أن أسأل جدتي ، سأل والدي : أختكم وينها ؟
نظرنا لبعضنا ، أنا وثريا .. بتوتر طفيف ، لتنطق ثريا : مكلمتها قبل شوي وقالت طالعة من دوامها .. يمكن عالقة في الزحمة
لانطق بهمس داخلي ، بعدم رضى : إلا عالقة مع حبيب القلب الله يلوع كبده .. الغبي ، الله يهديها بس وتنتبه إنه لعّاب ويماطل وتفكنا منه
نظرتُ لجدتي بابتسامة : من مزعل حلوتنا اليوم ؟
مسحت على ظهري وبابتسامة جميلة : ولا أحد حبيبتي ، قولي لي كيف كانت جامعتك اليوم ؟ وكيف كان شغلك
تنهدت بتعب : والله يمه ، عاااادي .. خايسة نفس كل يوم الحمد لله
ابتسمت جدتي ، لتضحك بخفة : يلا حبيبتي باقي لك شوي وتخلصي وترتاحي
نطقت ثريا بسخرية : اييي شوي يمه ، سنة ونص كبر رأسها اللي باقي لها
مسحتُ على جبيني لانطق : تكفين انسي وخليني ناسية ، عاد اليوم خميس يوم الوناسة
ضحكنا معًا ، ليرن هاتف والدي ويخرج .. نطت ثريا بجانبنا .. كانت ستهمس بـ شيء .. ولكن عاد والدي ليخبرنا بكل هدوء وهو ينظر لـ جدتي ..
أحمد : حسبوا حسابكم ، الليلة بتجي عمتكم وسمية على العشا
نطقت ثريا بنبرة لم يفهمها والدي : هي وعيالها ؟
أحمد : ايي كلهم
همستُ بـ : يع
لتضربني جدتي بخفة ، ونطقت بابتسامة : حياهم الله
التفتت لي : قولي لـ العاملات يجهزون الأغراض حقّت الهريس ، بطبخ لهم أنا
نطت ثريا بسرعة : اااهههه يا لبييييييييييييييه هريس جدتي .. يا بختنا
ابتسمت جدتي لتقف بمساعدتنا وتأخذ عصاها : وبتسوون انتم الحلا واطلبوا خفايف من برا
نطق والدي : ابشري أنا بطلب بس لا تتعبين نفسك كثير
ابتسمت له : لا تحاتي ، أنا بعافيتي ..
نطقت ثريا : أنتم اسبقوني ، أنا بطل على بطتي وأجيكم ..
ضحكت جدتي لتقول : قبل شوي نامت
ابتسمت ثريا : ايي داريه كنت مكلمه داريا ، بس بعد بطل عليها ، جايتكم

مشت جدتي ونحن من خلفها صعدنا لغرفنا .. ثريا ترا ابنتها وأنا استبدل ملابسي ، كنت أحب شيئًا في والدي .. رغم تعب جدتي وسنها الكبير .. لم يكن يمنعها من القيام بـ شيء حين ترغب بذلك ..


..

الجدة ثريا ، لديها ابنان ..
1. نايف بن عُمر الـ *** .. 56 عام طبيب
2. أحمد بن عبدالله الـ *** ، يتيم الأب ، أرمل .. 52 عام ولديه 3 بنات .. رجل أعمال
ثريا : 28 عام ، علوم لوجستية .. أرملة ولديها طفلة .. لُجين 3 سنوات
نجلا : 26 عام ، صيدلانية ..
تاليا : 25 عام ، موارد بشرية .. قدّمت لدراسات عُليا
..

ليلًا ..

وصلت عمتنا الواشية ، هكذا نلقبها مع جدتي .. تلك التي ورثت والدتها في الخِلفة .. لديها الكثير من الأبناء – ما شاء الله - ، فـ أولادها 4 أما بناتها 6 كل واحدة غثيثة أكثر من الأخرى ..
دخلت لـ المنزل بضحكتها الخبيثة الماكرة ، لنقابلها نحن بهدوء وجمود .. لا مشاعر ، لا محبة .. لا شيء ، فقط احترام .. من أجل والدي فقط ..
ابتسمت لها جدتي وهي تنطق : أهلين وسمية حياك الله
عمتي : الله يحيك عمتي ، كيف صحتك ؟
جدتي : الحمد لله بخير
جلسنا جميعًا .. لـ نلتصق ثلاثتنا بجانب بعضنا البعض ، نطقت نجلا بهدوء : غريبة بناتها الكبار ما جو
تاليا من بين أسنانها : أحسن عشان لا أعضهم أنا
ضحكتُ بخفة وأنا امسح على شعر لُجين الملتصقة بي : لا يحوشك بس
نطقت هي محدثة جدتي : عاد البنات يسلموا عليك بس مشغولين بالدراسة .. وراهم اختبارات
لانطق بهمس : ااييي هين ، الله يستر على الجميع
جدتي بحسن نية : الله يوفقهم ويسهل أمورهم ، هم بالثانوي صح ؟
وسمية : اييي ، أميمة ثالث وبسمة أول
جدتي : اايي زين الله يوفقهم
وسمية : عاد أنا جايه عشان أقول لك .. عرس ولدي عامر بعد ما تطلعوا من العدة أنتِ وأمي بـ شهر إن شاء الله ، أهل العروس يبون العرس وبعدما شاورت أمي قالت حددوه ما في مشكلة
ابتسمت جدتي : الله يوفقه ويسهل أموره إن شاء الله .. الله يتمم لكم على خير
نظرت لنا ثم لجدتي : عاد ننتظر حضوركم ، بطرش التاريخ لك إن شاء الله
جدتي : إن شاء الله نجي أنا والبنات ..
ليعم الصمت مرة أخرى ، كانت تنظر لنا كثيرًا .. وتحاول أن تبحث في لسان جدتي عن أجوبة لـ أسألتها ، مثل .. هل خُطبت احدانا .. هل تحدثت امرأة عن واحدة منا ، هل جاء أميرٌ أو وزير لـ خطبة واحدة منا .. فـ هي حاسدة ، حاقدة .. لا تتمنى التوفيق لـ أحد ، لا أنسى شماتتها عندما توفي طلال (والد لُجين) ، ولا أنسى نظراتها الحاسدة عندما جاء صديق والدي يخطبني لابنه بعد الوفاة بـ 7 أشهر
لـ تصدمها جدتي : تعرفين وفاء الـ ***
شهقت هي ، كيف لا تعرف وفاء ، وهي أشهر من اسم على علم ؟
لتنطق : ايي اعرفها
ابتسمت جدتي وهي تنظر لنا ، ثم عادت لـ تنظر لها بـ فخر : قبل كم يوم كلمتني تبي تخطب نجلا لولدها ، وأنا شاورت أحمد وهو موافق .. وإن شاء الله بس يرجع ولدها من سفرته تتم الخطبة رسمي ..

كانت تلك القنبلة ، صدمة لنا جميعًا .. ليس لـ وسمية الحاسدة فقط .. بل لنا جميعًا ..
أنا ، نجلا وتاليا .. لننظر كلتانا لـ نجلا .. أنا وتاليا ..
رفعت تاليا حاجبها وابتسامة ماكرة ارتسمت على وجهها ، وأنا أعلم معنى تلك الابتسامة .. أعجبها الوضع ، وتلك تريد الفكّة من ذاك النرجسي الذي في حياة أختنا ..

.
.
.
.
.

نجـلا ..

كانت صدمتي أكبر من أن توصف أو اتخيلها ، فور مغادرة عمتي وسمية صعدتُ فورًا لـ غرفتي .. لأقفل الباب قبل دخول اخواتي ، لتسقط دمعتي المصدومة وتتبعها دمعات أخرى .. اخذتُ هاتفي لـ ارسل له .. " في شخص تقدم لي وأهلي موافقين "
ليأتيني الرد سريعًا " الله يوفقك "
رميتُ الهاتف على السرير بقهر شديد وأنا اتحسب عليه .. تعبتُ من تلك العلاقة السامة التي اتمسكُ بها بسبب غبائي .. ورغباتي الغريبة في البقاء في علاقة مع أحدهم لـ ارضاء دواخلي وغروري ..
بكيتُ كثيرًا في مكاني ، حتى غفوت دون شعورٍ منّي ، وأعلم بـ أني سـ أصحى صباحًا وأنا مُصابة بصداعٍ شديد .. وغدًا الجمعة سيكون عمي نايف هنا ..!

.
.
.
.
.

يوم الجمعة ، يوم التجمع في منزل الجدة الكبير .. وبما أنها في عدتها لا تخرج من المنزل فـ يأتي لها الجميع ..
وكانت وسمية أول الواصلات من الجميع ، لتصل من خلفها أخواتها الثلاث وأختهم الصُغرى من الأساس تجلس في المنزل مع والدتها ..
لتجلس أمام والدتها : وفاء الـ *** خاطبه نجلا لولدها
لترفع الكُبرى حاجبها – زكية - : من متى ؟
وسمية : أمس قالت لي أم أحمد لما رحت لهم أقول لهم عن عرس عامر
لتنطق الصغرى بمكر – منى - : أكيد يعرفوا بعض من قبل ، يعني على علاقة ببعض ، بنات أحمد دوم على راحتهم وما في أحد وراهم وينتبه لهم
وداد ، أحد العمات : حرام تاكلوا بلحمهم خلاص ، الله يوفقهم ويكتب الخير لهم
العمات دون رضى : آمين ..
لتنطق أحد بنات زكية المتزوجة ولديها 3 أطفال : ما قالت لك أي ولد ؟ هي عندها أكثر من ولد
وسمية : لا ما قالت بس قالت ، عبالي عندها ولد واحد
هدى ابنة زكية : لالا عندها أولاد ، 2 متزوجين وثلاث لا .. وولدها الثاني زوجته ما تخلف
وسمية بشماته : يمكن تبيها للي ما تخلف زوجته
كان ذلك الاحتمال يرضي الأغلب .. ليبتسمن ويضحكن بشماته لـ حال نجلا ..
اكتمل يومهم ذاك ، وهم يضعون احتمالات لـ علاقة نجلا مع ابن وفاء المجهول ..
كانت تلك الجلسة مليئة بالحسد والغيرة لـ تلك الفتيات الثلاث ..

..

أخوة وأخوات أحمد ..
لديه 5 أخوه و5 أخوات ..
علي لديه ابنان و 4 بنات + حاتم لديه 3 ابناء (أحدهم متوفي) و 4 بنات + وليد لديه 3 ابناء وابنتين + ناصر لديه 3 أبناء وابنتين + خليفة غير متزوج ..
زكية (أرملة) لديها 4 بنات وابن + وسمية (سبق التعريف) + وداد لديها 5 ابناء + نائلة لديها ابنين وابنتان + منى لديها ابنة واحدة (مطلقة)

..

.
.
.
.
.

يوم الجمعة بالنسبة لنا يوم نتجمع فيه نحن الخمسة معًا ، بحضور عمنا نايف .. عمي هذا لا نراه كثيرًا بسبب طبيعة عمله وتنقلاته وسفراته الكثيرة بسبب المؤتمرات وغير ذلك ..

ابتسمتُ فور رؤيتي له ، لتقفز لُجين في حضنه .. دلل هو لُجين كثيرًا بعد وفاة والدها ولا استطيع منعه أبدًا ، فـ لجين صغيرة وتحتاج لـ ذلك الدلال كثيرًا
قبلت رأسه عندما اقترب مني : هلا عمي ، وش أخبارك ؟
ابتسم لي ليجيب : الحمد لله حبيبتي أنتِ وش لأخبارك ؟
ثريا : طيبين طاب حالك ، إلا وين البنات ؟
ضحك عمي لينطق : جايين بسيارة لحالهم ، صليت الجمعة بالجامع القريب اللي هنا ولما طلعت ما كانوا جاهزين
ضحكت بخفة على جملته التي تنص على (انتم البنات ما تجهزون بالوقت المحدد) .. لأدخله عند جدتي ووالي ثم توجهت لـ تاليا التي كانت في المطبخ تتفنن في الغداء .. فـ تاليا كانت ملتصقة بجدتي منذ فقداننا لـ والدتي وتعلمت منها الطبخ جيدًا ..
سألتها : تالي ما جهزتي ؟
التفتت لي بعدما كانت منغمسة في إعداد السلطة : تحممت وصليت ونزلت أشوف إذا كل شيء تمام
أخذتُ منها الخيار والسكين لأحثها : زين أبوي روحي انجزي عمي وصل
نظرت لي : وزوجته والبنات ؟
أومأتُ بـ لا وأنا أُقطع الخيار كما كانت تفعل : ما بعد جو ، روحي .. وقولي حق المُكتئبة تنزل
تنهدت هي بسخرية لتنطق : يا ريت وفاء خطبتني أنا لولدها ، وخلّي ذي لـ المعفن اللي أبوه ما يرضى فيها
ضحكتُ على تعليقها لـ اركلها بخفة : أختك يا حمارة ويلا انجزي
تحركت لـ تذهب وأنا أكملتُ عملي بسرحان .. كنتُ اتذكر مكالمة عمتي – والدة طلال – تلك المكالمة التي ازعجتني كثيرًا .. أكثر من انزعاجي من عمتي التي اتصلت مرارًا وتكرارًا لـ تتساءل عن وفاء ونسبها وما إلى ذلك ..
سمعتُ صوت والدي في المطبخ ، نظرتُ له .. كان يأخذ كأس ماء لنفسه ..
سألته : ايش في بابا ؟
ليجيبني بحنّية : أنتِ اللي وش فيك بابا
تنهدت ، ليردف هو : كلموك ؟
أخذتُ نفسًا عميقًا ، وعندما زفرت .. سقطت دمعتي .. ليقربني والدي منه ثم قبّل جبيني بحنان لينطق بهمس : أمك قبل تموت قالت لي ، بناتي يا أحمد .. لا تسمح لأحد يقهرهم ، تتوقعين ما أنفذ وصيتها ؟
نظرتُ له ، ليكمل : ما في أحد يحق له يهددك بالشكل هذا بابا ، وما في أحد بمقدرته يمنعك من الارتباط مرة ثانية ويهددك كذا .. مش فوضى ، بنتك أنتِ الوصية عليها ، وحياتك لو تعيشيها مع مين ما كان هذا شيء يخصك بنفسك
تحولت نظرتي لـ استغراب ، كيف عرف عما دار بيني وبين عمتي من حديث ؟
ليبتسم وينطق : أدري بابا .. كلمني عمك قبلها ، نكمل كلامنا في وقت ثاني حبيبتي بس أنتِ لا تحاتي شيء .. وخلينا نطلع لـ الصالة زوجة عمك والبنات وصلوا وما في إلا جدتك ..
وضعتُ طبق السلطة جانبًا بعدما انهيته ورتبته كما طلبت تاليا ، لأخرج وذراع والدي ممدودة على كتفي ..
رحبتُ بـ زوجة عمي وبناتها الثلاث وجلسنا معًا .. كانت زوجة عمي كـ البلسم على الجراح .. نحبها كثيرًا ، وهي كذلك ..
أشعر أنها عوضتنا حنان العمّة الذي لم نذقه من عماتنا ..
..

نايف بن عُمر ..
نور طليقته ، لديه ابن منها .. عُمر 29 عام
الثانية ، منال .. 50 عام .. ربة منزل ..
حنين .. 20 عام ، تدرس تمريض
رهف .. 18 عام
زينه .. 14 عام
عمّار .. 11 عام

..


نظرتُ لـ عمار الذي يحتضن لُجين ويلعب معها ، لأنطق بمزح : ها عمار .. جهز مهرك على كذا
لتضحك زوجة عمي ، منال : إذا بتطلبين كثير خلي بنتك عندك
حنين : لا ماما لحظة ، إذا طلعت نفس خالتها تاليا طباخة أخذناها وكرفناها طبخ ، بس إذا طلعت نفس نجلا ما تعرف للطبخ خليها عند أمها
نظرت لها نجلا التي كانت بمزاج سيئ : ههههههههههههههههههه حرام عليك ، فكري فيها بتطلع انيقه وكشخة ، تتباهو بها عند العرب
حنين : ههههههههههههههههههههههههه هههه لا ماله داعي بنعلمها حنّا على الكشخة ، بس الطبخ ما نقدر والله
نجلا : ايي البلا كلكم رفلات ، الله يعين عمتي منال عليكم
منال : والله كلكم نفس بعض يا نجلا .. الله يعين أمي ثريا عليكم
ضحكت جدتي : وأنتِ الصادقة .. السنع كله جاء في تاليا وثريا
نطقت أنا : الحمد لله ، الحمد لله جاء شوي من المدح لي ..

ضحكنا جميعًا ليتنحنح أبي ، ونطق بجدية وهو ينظر لعمي نايف : تعرف فيصل الـ *** ؟
عقد عمي حاجباه وهو ينظر بعمق في الفراغ .. لينظر بعدها لـ عمتي منال : هذا اللي متزوج وحدة تقرب لكم ؟
ابتسمت عمتي وهي تنظر لي ، لتجيب : ايي زوج وفاء بنت خالتي
همستُ لها : ايييي طلعتي تعرفي عن الخاطب
ضحكت عمتي : شاورتني وقلت لها توكلي ، وما حبيت أقول لعمتي قبل لا تكلمكم هي
أومأتُ برأسي وأنا اتفهم كلمتها ..
لينطق بعدها والدي : ايي نسايبنا يعني ، ما علينا .. فيصل مكلمني يبون يجونا ، عنده ولد يقال له خالد
رفع عمي حاجباه بتعجب : خالد ! وأخيرًا قرر يتزوج
ضحك والدي لينطق عمي : حياهم الله ، متى جايينك ؟
والدي : والله أنا قلت لهم يجوني الخميس عشانك بـ إجازة
ضحك عمي ليربت على كتف والدي : وأنا أقول ليش يسأل عن إجازتي الأكيدة
لتضحك عمتي منال : ما ألومك الصراحة يا أحمد
لتنطق زينه بطفولة : عمي ترا أنا زعلانة منك لأنك بتأخذه مني الخميس ، كان مواعدني يوديني لمكان
اقترب والدي منها ليقبل خدها : أفا يا عين عمك ! خلاص أخذيه حلال عليك
ابتسمت بخجل ، يليق بها : لا عمي أمزح معك ، أنا زعلت لما قال بنشغل بس لما قال عشانك عادي
نظر لها أبي : أكيد ؟
قبّلت خده : أكيد عمي ، بس بالاجازة الجاية أنت قول له يطلع معي أنا بس مو يأخذ رهف وحنين
حنين : يا ويلي
زينه : هم دايم يلزقون عمي
رهف : هههههههههههههههه الظاهر بتشكي لكم مننا
لتنطق تاليا : حبي ، إذا بتطلعين مع عمي دقي عليّ .. أنا أخذهم عنك وأفضّي لك الجو أوك ؟ (ثم غمزت لها)
لتنطق بفرح : زيييين وخذي عمار بعد
نطقت تاليا بمزح وهي تشير لي : قولي لعمته تشغله بـ لجين
ضحكنا معًا أنا وعمتي منال ، عندما التفتنا لـ عمار .. كان يحمل لجين لـ الخارج ليلعبان معًا
منال : هههههههههههههههه لا الظاهر بندفع لك المهر مهما كان
ضحكت لانبهه : عمار حبيبي العبوا تحت المضلة لأن الشمس حامية لا تأذيكم
نطقت زينه : أنا بروح معاهم
عمتي منال : انتبهي يمه لا تعورون بنت الناس
ضحكت لها : عادي عمتي خليهم ، إن ما تعورت ما راح تتعلم

بعد خروجهم نطق والدي ليكمل حديثه وهو ينظر لي : تسمحين لي أتكلم بالموضوع ؟
توترت من نظرته ، لأنطق بتوتر ملحوظ : شالسالفه بابا !
نظر لي : الموضوع يخصك
لم أعلم ما الذي عليّ فعله ، لتنقذني تاليا من كل ذلك وهي تنطق : احنا ننسحب وأنتم خذوا راحتكم
وقفت لتأخذ معها حنين ورهف ، اللاتي غادرن معها بسرعة .. وسمعتُ همس حنين المازح : والله أشكرك لأن كنت ببكي بدال ثريا
تاليا : ههههههههههههه والله أنا اللي طاح قلبي بالأرض ، يعني لو كلمها بابا لحالهم وبعدين يجي يفتح كل الموضوع قدام عمي


والدي بعدما أخذ نفسًا عميقًا : فيصل مكلمني عشانك ، يبيك لـ والده خالد .. وتكلم هو مع أبو طلال الله يرحمه ، واتصل لي ثاني يوم يقول إذا بتزوج بنتك أنا باخذ حفيدتي ، أو لا تزوجها أو يتزوجها واحد من عيالي .. وأنا بنتي مو سلعه ولا هي ناقصة شيء عشان يقول واحد من عيالي
قاطعه عمي بغضب : حلوه ذي ! لو إن العكس صاير والعياذ بالله لها طولت العمر تزوج ولده وحده ثانيه والبنت في حضنها وتقول لها أمي .. بس البنت لا تقعد بشروطهم
وضع أبي يده على كتف عمي ليكمل : هذا اللي قلته له ، قلت له البنت تبقى عند أمها إذا تبغى الزواج أو ما تبغاه .. هي حرة ، ما راح نحرمها من بنتها عشان أحد ، ولا راح أسمح لها تضيع عمرها عشان أحد .. وإذا تبونها محاكم .. سرينا
منال بهدوء : والعياذ بالله يا بو ثريا
لتنطق نجلا بهدوء : الحين وفاء مكلمتكم عشان ثريا مو عشاني
نظر لها أبي لأضربها بخفة ، لتبرر جدتي : أنا عبالي مكلمتنا عشان نجلا ..
فتح والدي عيناه بدهشة لينظر لكلتانا ، لتنطق نجلا بفرحة : لا بابا ما عليك ، كنت أقول لهم هذا كبير عليّ مرة والله
ابتسم والدي وهو ينظر لي ، لينطق بحنان : بابا ، فكري بالموضوع .. العايلة عايلة زينة .. وعيالهم متربين عدل ، والرجال ملتزم وطيب وعندك زوجة عمك تسألين عنه .. أنتِ حرة يا بنتي ، ولا تشيلين هم أحد ، يحق لك تعيشين حياتك وتسوين اللي تبي ، أنا لما كلمني فيصل قلت له بنتي أرملة وعندها بنت .. وبنتها تعيش معها وين ما راحت ، وقال أدري والولد راضي
تنهدت لتكمل عمتي : يمكن في شيء ما تعرفونه ، خالد كان متزوج ومنفصل عن زوجته
رفع والدي حاجبه بدهشة ليسألها : وش سبب انفصالهم ؟
اعتدلت عمتي منال في جلستها لتكمل : اللي عرفته من وفاء إنهم ما اتفقوا
سألتها بتردد : مخلف ؟
أومأت بـ نعم ، وهي ترفع اصبعين : توأم .. وأتوقع إنهم بعمر لجين أو أكبر بسنة كذا
نظر لي والدي ، أشعر بـ أنه يفهم ما يجول في داخلي ..

توفى طلال بعد ولادة لجين بـ 3 أشهر .. ومنذ تلك اللحظة أشعر بالفراغ والوحدة .. تقدم لخطبتي 3 أوو 4 بعد ذلك .. وكنتُ أرفض في كل مرة .. لأسباب عديدة .. الأول رفضته لأني كنتُ في حزني ولم اتجاوز طلال بعد ، وأحدهم رفضته لأنه نطق بـ (استر عليك) ولم تعجبني تلك .. وآخر رفضته لأني سأكون الثانية وذلك لا يرضيني .. لستُ ناقصة ولستُ هنا لأكمل أحد .. أريدُ حياة كـ الأخريات .. لا ينقصني شيء أبدًا ، وقد اخبرتُ أبي ذلك .. ذات مرة ..
أخبرته بـ أني قد ارتبط بـ أحدهم ولكن سأفعل ذلك إن كان يريدني لـ ذاتي ، لا لـ يستر عليّ ولا لأكون الثانية البديلة ، ولا ليُشعر لُجين بـ الأبوة .. أريدُ شخصًا يريدُ الارتباط بي ، و فقط ..

غادرا ، عمي وأبي بعدما طلبا مني التفكير جيدًا .. لتلتفت عمتي منال على نجلا وتنطق بسخرية
عمتي منال : أجل كبير عليك ! كم عمرك أنتِ ؟ بعمر رهف ولا زيون ؟
ضحكتُ لأبعد توتري : شدعوة عمتي ، مولودة بعد عمار بـ 5 أيام
عمتي منال : ههههههههههههههههههههههههه هههه الله يرحمنا برحمته
عادت طاقة نجلا لتنط بجانب عمتي : قولي لي كم عمره ؟ دام عمي قال باستغراب غريبة قرر يتزوج
ضحكت عمتي لتنطق بهدوء وجدية طفيفة : طليقته خلته يكره الزواج ، هم تزوجوا تقريبًا قبل لا تخلف بـ 3 سنوات .. طول هالثلاث سنوات وهم في جدال .. وكان يجبرها تأخذ موانع ما كان يتحملها ، بس ساكت وصابر عشان وفاء .. بعدها بأمر الله حملت ، وعرف إنها وقفت عن الحبوب قبلها بـ 6 سنوات .. وطول فترة حملها وهم طق ومطاقق .. على آخر 3 شهور من حملها ما تحملها وطلقها
نطقتُ بخوف : يا ويلي
ضحكت عمتي وهي تمسح على كتفي : ما تتقارن بك ثريا .. خالد صحيح صبره قصير شوي ، بس معك أنتِ بيكون غير صدقيني ، أنتِ حليلة ومعاشرتك سهله .. وتقدري تمتصي غضبه بسرعة
تنهدت لتكمل هي وهي تنظر لـ نجلا : مو كبير مرة ، عمره مناسب لـ ثريا .. تقريبًا عمره 33 أو 34 كذا
نظرت لي وهي تمسح على كتفي : ثريا يا ماما ، فكري زين .. أنتِ صغيرة ، اعطي نفسك فرصة وعيشي .. ومثل ما قال أبوك ، ما عليك من أحد
همستُ لها : يصير خير إن شاء الله

.
.
.
.
.

بعيدًا في أحد الأراضي الغربية .. كان يجلس في أحد المقاهي وأمامه امرأة ..
احتسى القليل من القهوة لينطق : مو مصدق يا مها ، كنت عايش كل هالفترة تحت كذبة جدي !
نظرت له دون أن تنطق بكلمة ، لا تستطيع لومه بكلمه واحدة أبدًا .. ليكمل بعدها وهو يمسح على وجهه : ما أدري وش أسوي مها ، ما أدري .. مالي وجه بعد
أجابته بهدوء : وش يمليه عليك عقلك ؟
نظر لها : افتح قبر أبوك وانهش فيه نهش
ضحكت مها وهي تمسح على وجهها : استغفر الله ، الله يرحمه ويرحم جميع الموتى
تنهد ليمسح هو على وجهه : قلبي وعقلي يقولون ، اللي سويته مع أبوك والكلام اللي قلته قبل 10 سنوات بالضبط كانوا ثقال ، وغلطتك ما تنغفر .. وو …
وضعت يدها على كفه لتضغط عليه ، ثم نطقت بهدوء : لا عمر .. كل غلطة تتصلح .. ولا تسمح لنفسك تبتعد أكثر من كذا .. تذكر ، كنت دايم أقول لك يا عمر كل مشكلة ولها حل ، ولا تسمع لموضوع من طرف واحد ، اسمع من طرفين .. ارحم حالك عمر ، اللي صار صار ، وأنت كنت مشوش .. وأبوي الله يسامحه ويغفر له ، شوشك بما فيه الكفاية
نطق بقهر وسخرية : وخالتي ما قصرت
اخفضت عينيها ، لتنطق بهمس يسمعه عمر : أنت عارف .. خالتك وش كانت غايتها ، ماله داعي نفتح مواضيع مسكره عمر
ارتشفت من قهوتها لتنطق : وش ناوي تسوي ألحين ؟
تنهد عمر ، لتحثه : خلص بحثك ، وقدّم استقالتك .. وتوكل ، تقدر تتوظف هناك .. عن طريق أبوك
نظر لها بسخرية ، لتكمل : عمر ، توكل على الله .. لا تترك نفسك لأفكارك ، العمر يمضي حبيبي .. توكل ، وخذها مني أقولها لك (رفعت سبابتها وتحولت نبرتها لنبرة جادة) : سووا كل شيء بدون لا تشاور خالتك ، بدون لا تقول لها وش خطوتك الجاية .. قبل روحتك بشوي ، قول لها .. مش نقاش ، لا .. قول لها أنا بكره بسافر بروح لأبوي ونقطة .. الموضوع مش قابل للنقاش
عمر بحيرة : بس مها ، لو ايش .. خالتي ربتني ، أنتِ عارفة وضع أمي ووش عشنا .. خالتي ما قصرت معي
مها : أدري ، شالتك على كفوف الراحة وشالتني معك .. بس لا تسمح لأي شخص يا عمر ، يحسسك إنه أحسن لك .. ما تزوجت وربتك ؟ هي اللي اختارت هالشيء .. انفصال أمك وأبوك ! أبوك كان مستعد إنه يأخذك ويربيك ، أنت الحين عارف كل شيء ، وايش اللي صار ، كل صغيرة وكبيرة أنت عارف سببها ..
هزّت كتفه لتنطق ، مها : عمر .. لا تسمح لأفكار جود وكلماتها يأثروا عليك ، خلاص حبيبي عيش لنفسك مو عشان ترضيها ، هذه حياتك عمر .. عيشها
همس عمر : طيب ، طيب
مها : مو طيب طيب وبعدها تمشي على شور خالتك ، بذبحك
ضحك هو : زيييييين يه ، اشربي قهوتك بردت .. دافع عليها أنا
أخذت فنجانها لتنطق بضحكة : بشرب يا البخيل
ضربها بخفة : مو بخيل يا حمارة

..

عُمر بن نايف .. 29 عام .. مُدير تنفيذي في أحد الشركات العالمية

نور عبدالمجيد .. 49 عام
جود عبدالمجيد .. 47 عام .. ورثت الشركة من والدها وتديرها الآن
مها عبدالمجيد .. 31 عام .. رسّامة

..

تنهدت بعدما عُدنا أنا ومها من جولتنا .. وكنتُ أفكر في كلماتها .. قطع عليّ تفكيري ، طرقات العاملة التي تخبرني بـ أن أمي تريدني ..
أجبتها بـ أني قادم .. نزلتُ لـ الأسفل ، لأمر من الممر الذي به غرفة أمي .. كان ممرًا أشبه بـ بيت الرعب ، بسبب اضاءته الخافته دومًا وذلك بسبب مرض أمي ورُهابها الغريب ..
دخلتُ لغرفتها لأسمعها تنطق بسرعة وخوف : سكر الباب ، عمر .. سكر الباب ..
نطقت جملتها تلك ، بلهجة صعبة جدًا .. بالكاد يفهمها الناس المحيطون بنا ، لا يتطيع فهم أمي سوى 4 .. عاملتها ، جود .. مها ، وأنا
اقتربت لأجلس أمامها ، وأمي ايضًا .. لا تحب أن يلمسها أحد ، هي فقط من تقترب لـ تلمس ..
اقتربت عندما جلست ، لتجلس بجانبي .. مدّت يدها لي ، بتردد شديد .. كنتُ أنظر لها بترقب .. احتضنتني ، بل أنا احتضنتها .. فـ جسدها صغيرٌ جدًا مقارنةً بي بُنيتي الكبيرة ..
نطقت بحزن وبكاء : أبوي مات عمر ، أبوي مات عمر
كانت تردد تلك الجملة وهي تبكي ، كانت ترددها منذ 4 أشهر تقريبًا ، منذ أن توفي عبدالمجيد بعظمته وجبروته ..
همست وأنا امسحُ دمعتي المقهورة : أحسن ، ريّح الكل يمه وأنتِ ما تدرين
مسحتُ على رأسها بحذر ، خوفًا من أن تذعر .. ولكنها لم تعطي ردة فعل ، لذلك كررتُ ما فعلت حتى تجرأتُ واحتضنتها .. وضعتُ رأسي على رأسها
لأسألها : يمه ، تهقين أبوي بيسامحني ؟
نظرت لي لتسألني : من أبوك ؟
نظرتُ لها بحزن ، لتهمس وهي تشيرُ بسبابتها على صدري : أنت لي أنا بس ، ما في أبوك .. بيسرقونك مني أدري .. أبوي قال ما يقدرون ، أنت حقي عمر ، لي أنا بروحي عمر .. ما عندك أبو ، من أبوك ؟
تنهدت بحرقة قلب ، وأنا أرفع رأسي لـ الأعلى أمنع دمعتي .. ضغطتُ على الزر بجانبي .. لتدخل عاملتها بسرعة ..
همستُ لها بـ : آسف
لتومأ برأسها وهي تحثني على الخروج بسرعة ، جملتي تلك جعلتها تججن كثيرًا .. كنتُ انظر من خلف الباب .. كيف تحاول الممرضة السيطرة على اضطرابها ، لتضطر في النهاية أن تحقنها حقنة مُهدئة .. جعلتها تنطق بـ
نور : يبه لا يأخذونه مني ، لا يثبتون إني مريضة .. جود جيبيه ، ما أقدر أعيش بدون عمر .. جيبيه جود ، الولد هذا حقي .. حقي أنا وبس .. جيبيه جود ، يبه لا تسمح له يأخذه ، عمر عمري أنا ..

غادرتُ مسرعًا ، دون أن التفت لنداءات خالتي جود ، كان قلبي يتآكل قهرًا .. لكل شيء عشته ، وكل شيء جهلته ولم أعلم منه إلا عندما توفى عبدالمجيد ..

.
.
.
.
.

ما عرفت شيء عن عمر ؟

كان ذلك سؤال جدتي لعمي بعدما خرجنا لـ الجلسة الخارجية في منزلنا .. كانت نظرة عمي مكسورة جدًا ..
لينطق بنبرة تؤلم القلب : والله يا أمي ، ما عاد سألت عنه بعدما قال اللي قاله
نطق أبي : اعذره .. عقله محشو ، مراهق
أومأ عمي برأسه : أدري ، معذور يا أحمد .. ومسامحه ، بس دام إنه عند جده وتحت رحمته .. ما بيدي شيء أبد ، هو أكبر من إني أمشي للمحاكم وأطالب به ..
صمت للحظة ليكمل بعدها : وأمه المسكينة ، ما أقدر أحرمها منه .. أنت عارف بوضعها وحالها .. اللي عرفته من عمر بذيك الفترة إنها ما تعالجت وبقت في البيت محبوسة .. صعبة يا أخوك
لتنطق جدتي : وقلبك يبقى كذا محروق على ولدك ؟
سألتُ عمتي منال بهمس : شالسالفة قولي لي ، جلدري يحكني
ضحكت عمتي وهي تضربني : تاليوه ، وش هالفضول ؟
ضحكت نجلا لتسأل بفضول : من جد عمتي
عمتي منال : أنتم تعرفون ولده عمر ؟
ضحكت ثريا لتغمز : أكيييييييد
ضربتها بخفة ، لتنطق عمتي منال دون أن تنتبه لنبرة ثريا : وتعرفون إن عمكم حاول يتواصل معه ؟
ثريا : ايي أذكر وكرّش عمي ومدري وش صار بعدين
عمتي منال : ايي ، عمك لسنتين بعدها حاول يتواصل معه بس ماش الولد مو راضي ، يقول له أنت السبب باللي في أمي وكلام كثير والله ، وخلاص عمك تركه
نطقتُ بحزن وأنا انظر لعمي الذي يتناقش مع والدي : حبيبي عمي ، أذكره دايم كان يشغل نفسه عشان ينسى
تنهدت عمتي منال : دايم يفكر فيه ، وقلبه معه .. بس مدري والله عن شيء .. ودي أريحه بس مو بيدي
حنين : يدلع عمّار كثير ، لما أعترض يقول خليني .. ولدي الأكبر بذا العمر ما أدري شلون كان عايش خليني أعوض كل شيء في عمّار
ابتسمت عمتي منال وهي تنظر لعمار : من جد والله ، الله يحنن قلب ولده عليه
رهف بقهر : والله لو حن قلبه بذبحه أنا ، حارق قلب أبوي
حنين : هههههههههههههه خبلة أنتِ ؟ أنا بستانس أحس زينوه بتتخبل عليه وتخلي لنا أبوي شوي
نطقتُ بسرحان : أثر زيون حارتكم ؟
حنين : مثلك بالضبط مسويه الصغيرة وأبوي لي
نطقتُ بدلع : أماااانة ، أنا يحق لي بس زيون لا هي مو الأخيرة
رهف : بس إنها أصغر البنات مسويه كل هذا ، لو تصير الصغيرة فعلًا بنأخذ منها الأذن عشان نكلم أبوي بس
عمتي منال : ههههههههههههههههههههههه حرام عليكم
حنين بضحكة : والله ماما بنتك تسوي كذا وأكثر ، خلينا ساترين عليها بس
ضحكت لأعود لـ سرحاني من جديد.. وأنا أفكر فيما يحصل في حياة عمي وما واجهته في آخر فترة من حياتي ..
أخذتُ نفسًا عميقًا لأهمس لـ نجلا : قلتي له الثور حقتك إن الخطوبة مو حقك
نجلا : هههههههههههه حماره
همستُ لها : جاوبي
تنهدت نجلا : قلت له
كششتُ في وجهها : مالت عليه بس
همست لي : كملي سرحانك ، كملي ..



انتهـــى .. ~









غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-24, 02:57 PM   #2

باسيليو

? العضوٌ??? » 504310
?  التسِجيلٌ » Jun 2022
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » باسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond reputeباسيليو has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام الله عليكِ ،،،، غيم الجمال ،،،


كنت افكر فيك قبل ايام متى تعود الينا بالجديد واخيرا عدنا معكِ والعود احمد ،،،، واضح من جديدتك ستكون حافله بالانجازات الرائعه والجميله وكما سابقتها (كنت انت) بالخفه والجمال ،، متحمسه جدا للشخوص الجديده والتي من الواضح غنيه بالتفاعلات والخطوب ،،،

الجدة ثريا واولادها المختلفين بالاب مع الفروع من الاخوات والاخوه الى احفاد الجده غنية بالكثير كما ان شخصية وفاء واولادها لم تظهر بعد للساحه ،،، كل شوق لاكتمال النصوص ،،،


كوني بخير عزيزتي غيم السعد ،،، باسيليو


باسيليو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-24, 10:16 PM   #3

آلنـور
 
الصورة الرمزية آلنـور

? العضوٌ??? » 488988
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » آلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond repute
افتراضي

عودًا حميدًا حبيبتي غيم ????????????

اهلًا بك وبأبطالك الجديدين متأمله انهم حلوين وخفيفين على القلب مثلهم مثل اللي قبلهم

غِيْــمّ ~ likes this.

آلنـور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-24, 01:14 AM   #4

shoagh

? العضوٌ??? » 340962
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 419
?  نُقآطِيْ » shoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond reputeshoagh has a reputation beyond repute
افتراضي

عوده حميده غيم
غِيْــمّ ~ likes this.

shoagh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-24, 02:57 AM   #5

ام منار

? العضوٌ??? » 296157
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,485
?  نُقآطِيْ » ام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله موفقه
غِيْــمّ ~ likes this.

ام منار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-24, 09:32 PM   #6

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسيليو مشاهدة المشاركة
سلام الله عليكِ ،،،، غيم الجمال ،،،


كنت افكر فيك قبل ايام متى تعود الينا بالجديد واخيرا عدنا معكِ والعود احمد ،،،، واضح من جديدتك ستكون حافله بالانجازات الرائعه والجميله وكما سابقتها (كنت انت) بالخفه والجمال ،، متحمسه جدا للشخوص الجديده والتي من الواضح غنيه بالتفاعلات والخطوب ،،،

الجدة ثريا واولادها المختلفين بالاب مع الفروع من الاخوات والاخوه الى احفاد الجده غنية بالكثير كما ان شخصية وفاء واولادها لم تظهر بعد للساحه ،،، كل شوق لاكتمال النصوص ،،،


كوني بخير عزيزتي غيم السعد ،،، باسيليو


أهلًا حبيبتي باسيليو وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته ..

حبيبتي .. سعيدة جدًا لوجودك معي في الروايه الجديدة ، وإن شاء الله تكون نفس سابقاتها بالنسبة لك شيقة وجميلة وخفيفة بشخوصها وحواراتها

انرتِ حبيبتي ❤️

باسيليو likes this.

غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-24, 09:33 PM   #7

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلنـور مشاهدة المشاركة
عودًا حميدًا حبيبتي غيم ????????????

اهلًا بك وبأبطالك الجديدين متأمله انهم حلوين وخفيفين على القلب مثلهم مثل اللي قبلهم

أهلًا حبيبتي النور ❤️

حبيبتي .. يسعدني مرورك وكوني بالجوار دائمًا

نورتِ ❤️❤️


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-24, 09:34 PM   #8

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shoagh مشاهدة المشاركة
عوده حميده غيم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام منار مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله موفقه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

شكرًا لكم والتوفيق للجميع يا رب ❤️

انرتوا


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-24, 07:53 PM   #9

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الثاني ..





بعد يومين ..

كنتُ اتجهز لـ الذهاب لـ مناوبتي ، وأنا في حالة سرحان عجيبة .. كانت كلمات ثريا ترن في رأسي ، ولأول مرة منذ بدأتُ علاقتي مع سعد.. أفكر بكلماتها بهذا الشكل ..

في علاقتي مع سعد، لم يسعدن ثريا وتاليا بذلك .. ولطالما كانت تاليا تصفه بـ صفات سيئة ، وتسمية تسميات غريبة .. عادةً ما كُنت أزعل من كلما تقوله لي ، فـ تاليا صريحة جدًا وتقول كل شيء دون أن تتردد، رغم أنها لا تحب المصارحة حتى لا يُجرح الشخص الذي أمامها ، نعم تلك المتناقضة هي تاليا ..


رن هاتفي برنة مميزة وتلك رسالة من سعد ، الذي كتب رسالة طويلة جدًا أشعر بالعجز في قراءتها .. لذلك مررتُ عيني على الرسالة سريعًا لأرى بـ انه يحبني وبـ أنه سيحاول جاهدًا في أن يناقش والده عن الزواج مني ..
ما يُعاني منه سعد شيءٌ غريب جدًا ، هو يخشى والده بشرة ، غريبة جدًا .. والمضحك أنه لا يستطيع أن يتخذ قرارات تخصه ، عليه مناقشة والده في كل شيء يخصه وما عليه فعله ، وإن كان يرغب في أن يفعل شيء لـ نفسه ولـ حياته الخاصة على والده أن يوافق وإلا سـ يتخلى عما يريد..
تنهتُ وأنا أرتدي رداءي الابيض ، وأرى نفسي في المرآة .. من شجعني على الصيدلة هو والدي ، وألزم الجميع حده .. ويسمح لي في الخروج ليلًا حتى أذهب لـ مناوبتي دون أن يشكك في أخلاقي كما فعلوا أخوته من قبل ..
أخذتُ عباءتي وأنا أنزل لـ الأسفل .. وأنا أنادي العاملة : روزا ، في عشا ؟
لتجيبني من غرفة الطعام : يس مس نجلا، عشا ريدي
توجهتُ لـ الغرفة لـ أرى أبي وبرفقته تاليا يتناقشان في أمور بحثها العلمي .. لأقبل رأسه وأجلس في مكاني .. لأنغز تاليا بكلمة : الظاهر اللي كلمتيهم ما يفهمون
نظرت لي بفوقيه لتجيب : إلا وبابا يراجع لي ويقول إنه شغل عدل
ليخلع والدي نظارته ويجيب : من جد مضبوط ، وساعدوك زين .. منهم هذول تالي ؟
رفعت كتفيها لتنطق : ما أدري بابا، كنت أبحث ودلتني دكتورتي على شركة الـ *** إذا تعرفها ، وعطتني ايميل مديرهم وقالت حاولي تسوي بحثك معهم عشان هالبارت بس
رفع والدي حاجبه بتعجب ، ليسألها بهدوء : تعرفي اللي كلمك ؟
نطقت تاليا : والله بابا مدري ، هم عطوني رقم عشان التواصل وكل شيء سويته بالواتساب بس ما سألت .. أحيانًا أحس الأسلوب أسلوب بنت وأحيانًا ولد بس مدري ، تعرف النقاش بالانجلش صعب تحدد الجنس ، بس أحس انه شاب
أومأ أبي رأسه ليقف وهو يهمس : بغسل ايدي وأشوف جدتكم ، نجلا تعشي أبوي
أجبت بابتسامة : لا عادي بابا أنتظرك
لالتفت لتاليا بعد مغادرته، وبحاجب مرفوع : وراه ما قلتي له إنه عمر ولد عمك ؟
رفستني بخفه وبنبرة غاضبه طفيفة : بذبحك والله ، أولًا ماله دخل .. ثانيًا مش متأكدة قلت لكم لما بحثت شفت إنه هو سي اي او للشركة ذي بس مو متأكدة إذا هو اللي يكلمني أو لا .. وأنتِ حقيرة على فكرة .. خالطة كل شيء في بعضه بس تذكري ، الكلب اللي تكلميه كلب غريب جايك من الشارع .. أما أنا أختك من لحمك ودمك سترك وغطاك واللي يمسك يمسني .. وبلاها حركات أرد فيك الحركة عند أبوي .. اصحي يوووه ! أبوي ما راح يشك ويقول لا تكلمي شباب هو عارف طبيعة شغلي وطبيعة دراستي ، خبلة أنتِ ولا عقلك مضروب ولا وش صاير !!
نظرت لي بغضب واضح ، لأشعر بالندم الشديد .. أعلم بأنها حركة طفوليه ولكن كلماتها في ذلك الوقت قهرتني ليلعب الشيطان برأسي .. اقتربت منها لأحتضنها وأنا اعتذر منها .. ثم قبلت وجنتها .. لأبدأ بدغدغتها حتى صرخت
تاليا : يا وسخة خلاص بموت
ضحكت بسبب احمرار وجنتيها وسقوط دمعاتها وهي تضحك بشدة .. أراحني ذلك ، لا أحب أن تزعل أحد أخواتي مني ..
لتدخل لُجين لـ الغرفة وتنظر لـ تاليا لتركض نحوها وتلك احتضنتها ..
لتنطق : وحشتيييينيييييييييي
لتبتسم لجين وتقبلها ، سألت تاليا بهمس : وش قالوا لها ؟
أجابت تاليا : بابا قال لهم تبونها محاكم يلا محاكم .. ووكل محامي شركة عمي ، وعاد مدري بعدين .. اليوم لما وصلت لُجين سمعت لها كلمتين ، وركبت رأسها وقالت لبابا إنها موافقة وتبي الملكة بدون زواج ووو… وأحسها شوي تهورت ، هذا زواج مو تحدي
رفعتُ حاجباي بتعجب لأنطق : شوفي تالي ، ما تنلام هي ومن حقها ترتبط والصراحة ، لما شفت بابا مرتاح للموضوع وخالة منال تمدح فيه أحسه رجال كويس ، أنتِ عارفة خالة منال ما تمدح أحد أبد .. تقول الصدق على طول
تاليا وهي تحشو فم لُجين بـ البطاطس : بس برضو ، هذا زواج .. لو إنه كويس ، هي استخارت ؟ فكرت بمنطق ! لو ايش .. هذه حياة ، احنا مستسهلين ونقول عادي ما اتفقوا تطلق .. بس فكري وش يسوون فيها الناس ! يلوعون كبدها .. أرملة وتطلقت .. ما راح يخلون كلمة ، أنا ما أشوفها بالنظرة هذه .. وأدري تعودنا نطنش ونعيش حياتنا ، بس نجلا يعور .. لو تسوين نفسك عادي ، داخليًا تموتين ألف مرة .. أنا أعرف ..
تنهدت لتصمت لفترة ثم أكملت بنبرة حزينة وهي تحاول منع دمعاتها : نجلا أنا جربت .. كنّا حنملك .. أنتِ عارفة وش صار .. أنا طنشت وكملت شغلي وبابا جاهد عشان أكمل دراستي وانشغل وهذاني شوفيني .. بس كلما شفنا أهلك وش يصير ؟ شيقولون ! أطنش واتجاهل .. بس هذا (أشارت على قلبها) ، يحس نجلا ، يتألم .. يبكي ، محد يقدر يمنع ألم قلبه صدقيني ..
أخذت نفسًا عميقًا لتكمل : عشان كذا أقول لك ، هذا مش تحدي .. يحتاج تفكير .
توقفت بعدها عن الكلام ، لتكمل اطعام لُجين .. وبدأت تأكل لـ آكل أنا .. ليدخل بعدها والدي ومن خلفه ثريا ..
كان ذلك العشاء أغرب عشاء تناولته في حياتي ، لأن الجميع كان صامتًا دون استثناء .. وتلك عادة لم نعتادها يومًا ..

.
.
.
.
.

أتى الخميس سريعًا .. كنتُ ارتدي فستانًا بسيطًا جدًا ، وردي اللون .. اشترته لي نجلا ، لـ تتولى تاليا أمر مكياجي البسيط ، لأصفف أنا شعري بنفسي ..
سألت نجلا : وش راح تلبسي مجوهرات ؟
نظرتُ لعا : ترا ذي شوفة مو عقد زواج شفيكم ؟
تاليا بهدوء : هو راح يكون موجود يعني ؟
رفعتُ حاجبي : أكيد ، الشوفة له
تاليا : طيب تحجبي ، حرام يشوفك رجال غريب كذا
تنهدت ، أعلم بـ أن تاليا غاضبة مني .. لأخبرها بهدوء : تالي لا تزعلين وتصيري كذا .. أنا استخرت وتوكلت .. أدري تهورت لما وافقت بدون تفكير وأنا كنت مقررة أرفض ، بس بعد تهوري خفت .. استخرت وتوكلت على ربي ، وأدري لو قلت لبابا لا وما ارتحت ما راح يجبرني ويتفهم
تنهدت هي لتقترب وتحتضنني : مو زعلانة والله بس مدري .. (تنهدت) : الله يوفقك بس برضو تحجبي حرام يشوفك كذا
ضحكت بخفة : أعرف شفيك وبتحجب شوفي حجابي موجود ، وفكري يعني ترا قلت لـ نجلا أبغى لبس أقدر اتحجب معه
نظرت لي من بعيد : ايي زين وشكلك حلو بعد ، أوعدك يخق عليك من أول نظرة ويقول أبغى العقد بكرة بس قوليله مش بوزك ، 3 شهور وبعدها نعقد تالي بتسلم بحثها
ضحكت نجلا : ايي هيّن بيقول عشان خاطر الشيخة تاليا بوقف حياتي
ضحكنا جميعنا لأنطق بهدوء : بابا قال لي هو بيرجع يسافر شهر ونص بعدها نعقد .. بس نشوف بعد هاللحظة وش يصير
تاليا بدراما : يا ربي صبرني ، إن شاء الله تختاروا يوم ويكند على الأقل
نجلا : تخيلي يصير ويكند مناوبتي المسائية
تاليا بمزح : يكون أحسن عشان ما تنكب ليلة أختي
نجلا : حيوانه
ضحكنا جميعًا ، لتنطق تاليا وسط ضحكاتها : بنات بنااات صبر ، ودي أشوف وجه وسمية .. لما جدتي قالت وفاء الـ *** خطبت نجلا بغت تموت ، أبي أشوفها وهي تعرف أن ثريا مو نجلا
ثريا : احتمال يركبوا لها اسطوانة اكسجين من الاختناق
تاليا ونجلا : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
ثريا : من جد والله فيها حسد مو طبيعي
اقتربت نجلا وهي ترش عليّ من العطر : الله يحرسك من عيونها وحسدها وحسد العائلة المريضة ..
سألت تاليا : عمتي منال ما راح تجي ؟
ثريا : إلا السميّة قالت بتجي
عند انتهائها لجملتها سمعنا طرقات على باب ثريا ومن خلفه صوت حنين وهي تنطق : نجي بنات ؟
ابتسمت تاليا : ادخلوا
لتنطق نجلا : لو إني قايله الف ترليون مليون ريال أبرك
اقتربت حنين لتلقي عليّ السلام وهي تضحك : شدعوه ؟
لتجيب تاليا : توّي أسأل عن عمتي منال وأنتوا تدقون الباب
ضربت حنين نجلا بخفة : يا حمارة ، تقارنيني بفلوس ؟
نجلا : معليه حبيبتي ، أنا تاليا أبيعها لو قالوا لي نعطيك ترليون .. تبين ما أقارنك ؟
ضحكت تاليا وهي تضربها بخفة : صدق خبله أنتِ
رهف : ما يشره عليها ، ما علينا .. عروستنا طالعة باربي اسم الله
تاليا بفخر : تكفين قولي مكياجي حلو ؟
رهف : ما أشوف نتفه مكياج ، ثريا حلوة من الله
تاليا : صدق طلاب ثانوي ما ينعطون وجه
ضحكنا جميعًا ، لتقترب حنين .. تنظر لي بتفحص ، وذلك أقلقني .. لتنطق مازحة
حنين : شفيك توترتي ترا أنا مو خالد .. بش شدني خط الكريس مضبوط مرة ، علميني أمانة تالي كيف سويتيه
تاليا بفخر : حياتي حنووو ، من عيوني بس لا تعلمي طلاب الثانوي
رهف : ههههههههههههههههههههه يا ربي بتمسكها عليّ .. وروني خلوني أشوف
تاليا : ثريا غطي عيونك لا تخليها تشوفه
حنين : ههههههههههه لا مرة حلو ما شاء الله ومو موضحته أبد
تاليا : اييه هي تبي كذا خفيف ، أنا خاطري من زمان ألعب بوجهها والله وأحس الكت كريس لايقه على عيونها وحسيت فرصة تهوري وسوي ، بس بغت تذبحها
حنين : لا تحجزين ميك أب ارتست لزواجك ، عندك تاليا
شهقت تاليا : اذلفي ، أنا بروحي بحجز أقوم أسوي لها ؟
رهف : هههههههههههههه يووه تالي ما يحتاج ، هي تقول لك أبي حفله ملمومه ماله داعي التكليف وأنتِ تعرفين .. أنا معتمدة على قدرات حنين المبتدئة
التفتت حنين لـ تاليا : ذي تغلط مرة صح ؟
تاليا : مرة صح ، انتوا تعالوا تجهزوا عندنا ، نتعاون عليهم ونخلص ، وذي خليها بخلاقينها يفكروها شغاله مستأجرة .. لأن حتى روزا وألين كشخة أكثر منها .. الهندية
رهف : ههههههههههههههه سخيفة والله ، عادي أروح لـ هديل تضبطني
حنين : ترا هديل من المعازيم بتكون يا خبلة
نطقت بتوتر : تكفون خلاص خططتوا للعرس واحنا ما بعد شفنا بعض ، ذبحتوني توتر
نجلا : أمانة ثريا ، تحسين نفس ما حسيتي أول مرة ؟
رأيتُ تاليا تضربها بخفة وكأنها تمنعها .. وأنا التي قارنت كل شيء بيني وبين نفسي مسبقًا ..
لابتسم : لا وين ، يعني طلال الله يرحمه كنت أعرفه بحكم دراستنا وقال لي قبل يجي وأشياء كثير ، هذا ما أعرفه أبد .. يخوف أكثر من شوفتي لـ طلال
حنين بسخرية : على قد علمي وشوفتك لطلال ما كانت شوفة صدقية ، نظرة وهربتي
ثريا : هههههههههههههههههههه يا بنت .. كنت صغيرة وفيني حماس وكذا يعني متشوقة ، ألحين غير .. كبرت وركدت ..
نجلا : خير إن شاء الله
دخلت علينا زينه بعدما طرقت الباب ، لتنظر لـ ثريا : ماما تقول لك تعالي للصالة
ثريا بتوتر : أعوذ بالله
نجلا : تبين ننزل كلنا ؟
حنين : لا وين أمي بتذبحنا ، محذرتنا ألف مرة ولا وحده فيكم تجي
تاليا : ههههههههههههههههههههه ما عليه ننزل ونقعد بالصالة الداخلية ما نكمل معها لصالة الضيوف
رهف : ما راح نمر منها ؟
تاليا : لا وين .. أنتِ تشوفين اللي فيها ، اللي فيها ما يمديهم يشوفونك وأنتِ نازلة بس إذا جيتي تطلعين للباب الخارجي يلمحونك
حنين : أجل يلا نزلنا
نزلن معي ، ونجلا تحصنني ، وتهمس لي لتطمئنني .. نظرتُ لـ لُجين ، التي ابسمت فورًا عندما رأتني والتصقت بي .. لتحملها تاليا وهي تهمس لها : خلي ماما ، نروح ناكل شوكلت
تركتني فورًا عندما سمعت اسم الـ " شوكلت " لتلتصق بـ جسد تاليا ..

توجهت لـ الداخل ، جدتي ، عمتي منال ، والدة خالد .. وأحد خالاته وأحد عماته ، فقط ..
أذكر بـ أن جدتي طلبت من أحد خالاتي القدوم ولكنهن تحججن .. لـ خالاتي موضوع آخر ..
القيتُ التحية عليهن جميعًا ، لتبتسم لي والدة خالد ، وخالته .. أما عمته ابتسمت مجاملة ذلك واضح .. وكانت تتفحصني كثيرًا ..
نطقت وفاء : كيفها عروستنا ؟
نطقتُ بهمس بالكاد يُسمع : طيبة طاب حالك خالتي
لتسأل عمته : تشتغلين ؟
ابتسمتُ لها : ايي ، في شركة الـ ***
لتنطق خالته : هذه اللي حقت الخدمات اللوجستية صح ؟
ابتسمتُ لها : أيوه ، اشتغل بالفرع اللي بمنطقتنا
نطقت وفاء بهدوء : بعد الزواج ما راح يكون بعيد عليك ؟
أجبتها بخجل : لا ، وعادي .. منها أقدر أجيب لُجين لجدتي هنا وأمر أخذها
ابتسمت وفاء : لا تحاتين بنتك ، بنتنا بعد ما ربي يتمم لكم على خير إن شاء الله .. تجلس عند أخوانها إذا ربي أراد
ابتسمت دون رد ، لأقول في داخلي " ايي هين ، لو تدري أم طلال ذبحتني وفجرت فيكم"
لنسمع بعدها صوت نجلا وهي تنطق : خالتي أم عمار
ذهبت خالتي لـ نجلا ثم عادت بـ ابتسامة لتهمس لي : يلا ثريا وقت شوفتك ، أبوك يبيك
وقفتُ بتوتر شديد ، كان ملحوظًا لأسمع العمة تنطق بهمس واضح : كأنها تتزوج أول مرة
لتجيبها وفاء : عيب يا أم شافي ، بعدين يحق لها لو كان زواجها الألف ..

مشيتُ مع عمتي منال متوجهه لـ والدي الذي ابتسم عندما رآني بتلك الحلة ، همستُ له بوضوح : لحظة بابا أضبط حجابي
أحمد : خذي راحتك أبوي
بعدما عدّلت حجابي ، أخذتُ ثلاث دقائق لـ اتهيأ نفسيًا ، ثم نظرتُ لـ والدي نظرة (أنا جاهزة أدخل) .. امسك بيدي ليجرني خلفه بخطوات هادئة جدًا .. وبابتسامة مرتسمة على وجهه ونبرته الحنونة نطق ، أحمد : هذه بنتي ثريا

.
.
.
.
.


رفعتُ رأسي على صوت وهو يقول : هذه بنتي ثريا ..
نظرتُ لها وإذا بها (ثُريا) بـ حق ، وجهها جميل .. مُريح لـ الأعين ، ومُنير .. وكأن انارة وجهها أنارت فتيل في قلبي المظلم ، الموحش ..
ابتسمتُ لها ، لها هي فقط دون والدها ، لانطق بهدوء : هلا ثريا
أجابتني ، بهدوء وهمس وصل لقلبي لا مسمعي : أهلين ..
نطق والدها بعقلانية : يحق لكم تتناقشون مع بعض على راحتكم ، بس راحتكم 5 دقائق ، بطلع للرجال بس الباب مفتوح ، (ثم نظر لها) : يناسبك كذا أبوي
أومأت لتنطق بهدوئها : ايي بابا يناسبني

خرج والدها ، لترفع نظرها لي .. ثم سألتني : ما في احراج لو قلت لي عن سبب طلاقك ؟
ابتسمتُ لها لأجيب : ما قدرنا نتفق مع بعض ، وما أبي أذكر شيء يخص أنثى .. أنا عندي بنات
عقدت حاجباها : بنات ؟
ابتسمتُ لها ، وأنا أُديرُ الخاتم الذي باصبعي .. كان هدية من جدي .. خالد : ايي بنات ، ما تدرين ؟ عندي بنتين توأم ، عمرهم 3 سنوات ونصف .. هم حضانتهم عند أمهم بس يجوني أي وقت أبي
ابتسمت لي : الله يحفظهم بس عبالي بنت وولد ..
ابتسمتُ لها : آمين ويحفظ لك بنتك
همست بـ : آمين .. (لتردف بتردد) : اذا الله كتب ويسر لنا ، أنت عارف شروطي ؟
اجبتها بابتسامة وأنا استريح في جلستي : ابي اسمعهم منك
لأشرح ، كانت تجلس أمامي .. دون أن ترفع عينيها .. تفرك يديها ببعضهما البعض ، بتوترٍ ملحوظ .. وصوتها هادئ ، هادئ جدًا .. اسمع صداه في قلبي الفارغ جدًا
نطقت وهي ترفع عينيها لي ، عينيها التي أصابت جرحًا عميقًا في قلبي ، كانت سببه تلك التي أحببتها وفضّلت اهانتي وخيانتي ..
ثريا : أبي أقعد في بيت لحالي وبنتي معاي ، ما عندي مانع إن عيالك يكونون موجودين في بيتي .. بس أتمنى تكون معطيني خبر مُسبق .. أنا ما راح أكلفك في لجين أبد راح تكون مسؤوليتي 100% واللي راح يجي من قلبك لها أنا ما راح أمانع ، وأبي العكس يصير مني لعيالك ..
صمتت لتأخذ نفسًا ثم تكمل : أنا مو شريرة ولا إني إنسانة ما عندي رحمة ورأفه بس الأفضل إني أكون واقعيه ومنطقية ، بدون نفاق .. ما في أحد يقدر يتحمل يربي عيال غيره ووو… الخ بس كل اللي أقدر أسويه بسويه بدون تكلف أو ضغط ..
نظرت لـ عيني ، وكأنها تبحث عن إجابة ، لتنطق بهدوء : إذا منت موافق أو مو عاجبك ، تقدر تقول لأبوي وننسحب خلاص
همستُ لها بـ : طيب .. والغريب أني ما زلتُ مبتسمًا ..
تثيرني شخصيتها ، تلك التي تجلس أمامي .. أصبحتُ أريدها بـ شغف وكأنها مغامرة .. ليأتيني صوتٌ من داخلي ، يبدو ذلك بـ أنه خالد العاقل جدًا .. ليخبرني بـ أن هذا زواج ، وهذه تجربتي الثانية في العلن .. لـ أتنهد وأنا اتذكر ما قد أخفيته ..
نظرتُ لها ، لأنطق بهمس : طيب ثريا ، اتفقنا .. بيكون في كلام بيني وبين أبوك خلال هالأسبوع
أومأت بـ الايجاب وكأن ذلك ارضاها ، لتسألني : تبي شيء قبل لا أروح
نظرتُ لها دون نطق ، وقفت وعيني تتبعها ، ثم نظرت لي .. اتسعت ابتسامتي لأنطق بـ : سلامتك
همست هي بـ : الله يسلمك ..
ثم غادرت ، غادرت وهي قد سلبتني فكري .. لم تسلبني قلبي بعد .. لستُ بـ تلك السرعة ، أبدًا ..

لأغادر بعدها ، متوجهًا لـ مجلس الرجال حيثُ والدها ، عمها ، والدي وأخويّ .. جلستُ بجانب محمد ، أخي .. الذي همس : ها خشّت دماغك ؟
همستُ له وأنا ابتسم لعمها : 70% وانطم
محمد : أشوووه ما راح تقعد مطلق في كبد أمي
ضحكتُ بخفة ، فدائمًا محمد كان يحاول اقناعي بالزواج ويردد تلك العبارة بسخرية واضحة ..

..

وفاء الـ *** & فيصل الـ ***
كلا الشخصين من الأشخاص المعروفين والمرموقين في المجتمع .. لديهما 5 أبناء
محمد 35 متزوج
خالد 33 (لديه ابنتان ، جوان & أرجوان .. 3 سنوات ونصف)
وليد 28 متزوج
حسن 25 عام
حسام 23 عام

..

تدّخل وليد لينطق بهمس : حمود اسكت تكفى عيب قدام الرجال ، نستلمه بالبيت
ضحكتُ بخفة : يا اللي ما تستحون ، إن شفتوا ظلّي بالبيت ..

.
.
.
.
.
.

نطقت بـ قهر يخنقها : تشوفه ! تشوفه وش مسوي ؟
لترمي بـ القاعدة التي كانت تحاول تثبيتها لتردف : بيتزوج بالعلن ، وأنا يقول لي بنفصل عنك
خلعتُ نظارتي لأضعها جانبًا وببرود أجبتها : بروحك رضيتي ، من البداية قال لك زواج بالسر وبدون عيال ورضيتي .. ولما حملتي رحتي اجهضتي
ضربت الجدار بقبضه يدها : الحقير ، هو اللي اجهضني .. ما اجهضت من كيفي
نظرتُ لها ، بعدم تصديق .. لانطق بهدوء وأنا أشيرُ لها باصبعي : عشان ترضيه أخذتي موعد وهو وقع وتم الاجهاض ومن بعدها صرتي تأخذي موانع عشان خاطره ..
تنهدت لأكمل : مها ، ليشت زوجتيه من الأساس ؟ هو يجي هنا ويتذكر إنك زوجته ويروح من هنا وينساك .. كأن يجي هنا يبغى يحفظ نفسه من الحرام ..
نظرتُ لها وأنا ابتر كلامي .. سأقول شيئًا سيجرحها كثيرًا ، ولكن زواجها كان برضاها التام رغم رفضي ورفض خالتي جود .. ولكنّها تقول بـ أنها احبته
نطقت بقهر ، مها : ودي أذبحه ، ودي اروح له هنا بوسط بيته واخنقه بـ ايدي الاثنين
ابتسمت وأنا أعود لـ عملي ، دون اكتراث .. تعزُّ عليّ مها ، ولكن لا يوجد شيء استطيعُ فعله من أجلها .. لا أستطيعُ التدخل في رغبة رجل .. لدّي قناعة .. إن رفضك شخص ، لا تتودد له .. اتركه وشأنه ..
سمعتها تصرخ وهي تضع هاتفها على أذنها : خالد أنت أوسخ إنسان عرفته في حياتي .. الله يعين اللي رضت فيك ورضت تتزوجك ، روح الله لا يوفقك في حياتك
لتغلق الهاتف ، ثم ترميه جانبًا .. ليُكسر تمامًا .. ثم رمت تلك اللوحة التي بدأت برسمها .. كنتُ فقط انظر لها وأنا أجلس في الجانب الآخر من مرسمها ..
وقفت وأنا أرفع جهازي اللوحي لأغادر غرفتها وأنا ادعي في داخلي أن تستقر نفسيًا ..

دخلتُ غرفتي ، لتسقط عيني على برواز به صورة .. تلك صورة تجمعني بـ أبي وأمي ، تلك اليتيمة الوحيدة لدي ، تجمعني بوالدي ..
وضعتُ الجهاز لأتوجه لـ سريري ، وضعتُ جسدي عليه وعيناي تنظران لـ السقف ، كلمات مها في الأمس لامستني وكثيرًا .. بقي القليل لأنهي عملي ولكنّي لا استطيع ترك مها في هذه الحالة ، وأيضًا عليّ اخبار والدتي التي اخبرتني الممرضة بـ أن حالها أصبح أسوء بعد آخر لقاء بيننا .. تنهدت لأتذكر خالتي جود ، سـ أعمل على ما قالته مها .. لن اخبرها حتى النهاية ، وسيكون فقط اخبارها وليس أخذ المشورة منها ..
سقطت دمعتي ، المقهورة جدًا .. والدي أتى إلى هنا ، كانت اللهفة في عينيه ، وفي جسده أيضًا .. تقدم ليحتضنني لأبعده بقسوة وكلمات جدي وخالتي جود قد سممتني ..
شددتُ على شعري وأنا أُغمضُ عيني ، بقوة .. وكأنني أحاول مسح تلك الذاكرة من عقلي ، وأن أمسح كل ما عرفته عن جدّي بعد وفاته ..
كان هو الشيطان بينما وصف والدي بالشيطان ..
كان هو سبب انتكاس والدتي بعدما غرس في عقلي فكرة أن وضعها ذاك بسبب والدي وزواج والدي الثاني ..
وكان هو سبب الفراق بيني وبين والدي ، بينما أخبرني بـ أن والدي تخلى عني وعن توفير النفقة لي ..
خرجت مني آه ، من أعمق بقعة في قلبي ، آه جعلت قلبي ينقبض فجأة وكأن أحدهم ضربني على صدري ضربه قويه ..
لأدخل في نوبة سعال شديدة ، جلستُ مكاني وأنا اسعل بشدة ..
لأسمع صوت خالتي جود بجانبي وهي تمسح على ظهري : بسم الله عليك حبيبي وش فيك ، شوي شوي أبوي ، عمر حبيبي وش فيك ؟ بسم الله عليك
حاولت النطق وسط سعالي : يمه خلاص خلاص ما بي شيء
ناولتني كأسًا به ماء : اشرب أمي ، شوي شوي
أخذته لأشربه دفعه واحده وأنا اغمض عيني برفق ، لأتنفس بعدها براحة .. سألتني بقلق : عمر أبوي وش فيك ؟
أجبتها بصوتٍ مبحوح : ولا شيء يمه شرقت بس
بقلق نطقت وهي تمسح على رأسي : بسم الله عليك
لم افتح عيني بعد لأهمس لها : يمه أنا بنام شوي ، خليني
ابتعدت عن سريري لتخرج ، خالتي جود : زين أمي ، إذا بك شيء نادي عليّ .. بقعد هنا بالصالة اشتغل
أومأتُ بالايجاب ، لا استطيع مناداتها بـ خالتي ، فقد اعتنت بي جيدًا .. بعدما نجحت هي وجدي بـ أخذي من والدي ، بالحيلة ..
حتى بعدما عرفت كل تلك الحقائق ، لم استطع معاملتها بسوء أبدًا .. فقد احتضنتني بحب .. وكأنني خُلقتُ منها وخرجتُ من رحمها ..
ومع أنني شككتُ في حبها ، فـ كانت نواياها أن تحصل على والدي الذي علمتُ بـ انه رفضها علنًا وانتقمت منه بـ ابعادي عنه وساعدت جدي ..

خرجت مني آه أخرى وبدأ الصداع يتغلب عليّ .. شعرتُ بـ أني في دوامة ومعمعه .. ولا استطيع التفكير في الطرف الآخر ..
والدي ، هل سيقبل بي ؟ هل أُحادثه قبل ذهابي ! أم أذهب له هكذا ؟
هل سيتقبلني هو وابناءه وزوجته ! أم سـ أكون دخيلًا لتلك العائلة وأحصل على زوجة أب شمطاء وأخوة لا يتقبلوني أبدًا ؟
الكثير من الأسئلة التي جعلت الصداع يتمكن مني أكثر .. ولكن كل ما أعلمه ، وجيدًا .. تلك العائلة إن رفضتني ، لا استطيع لومهم ، أبدًا ..


.
.
.
.
.

كنّا نجلس في حديقة لُجين .. هكذا نُسميها وإلا ستغضب علينا لُجين .. وكانت تلك جزء من ساحة منزلنا الواسعة ، تلك الحديقة مليئة بالزرع الذي زرعنه جدتي ولُجين ..
نظرتُ لـ ثريا لأسألها : وش صار على الموضوع ؟
ثريا بهدوء : أبد حبيبتي ، ما بعد كلمني بابا يعني الباش مهندس ما بعد رد عليه
ضحكت لـ أسألها : هو مهندس ؟
ثريا : لا والله ، ما أدري وش يصير بس كثير السفر
نظرتُ لها بعمق ، لأسألها وأنا أعرف أُختي جيدًا : لولو (هكذا كنتُ اسميها منذ صغري ولا علاقة لـ الاسم باسمها أعلم) ، ليه احسك مرتاحة ومو مرتاحة ؟
التفتت لي لتنطق بهدوء وعقلانية : تالي ، قلت لك استخرت وتوكلت مو ؟
أومأتُ بنعم وبنظرتي حثثتها لتكمل ، اردفت : الاستخارة مو معناها استخير وأقول موافقة ومو موافقة .. معناه استغير واتوكل وأوكل أمري لله ، إن كان خير اكتمل وإن كان شر وقف
نظرتُ لها بتمعن بعدما صمتت : طيب !
رفعت كتفيها لأعلى : مدري تالي ، أحس إني مابي أكمل ، مو مرتاحة له .. مو مرتاحة لنظراته لي ، طريقته .. ابتسامته ، احسه إنسان خبيث .. مرررررررررةةةة
ضحكت عليها ، لتضحك بخفة معي .. ثم اكملت : والله تالي ، كذا نظرته توضح إنه لعاب .. راعي بنات .. مع إن عمتي منال مدحتهم كثير .. بس مدري ، أنا ما ألومها بالعكس .. هي ما عاشت معهم وأكيد مدحت عشانها شافت تعاملهم السطحي معاها
تنهدت لـ اخبرها : تدرين ! لما شفته من البلكونة ، ما ارتحت له بعد .. في واحد معه ، ما شاء الله يا لولو .. تحسين هالإنسان يا بخته بنفسه .. كذا وجهه منور تحسيه صحيح الدنيا أغرته بس يعرف ربه .. أما هالخالد ماش ، قلبي ما ارتاح له
مع انتهاء جملتي ، انتبهنا لمشي والدي نحونا .. نطقت باقتناع : ننهيه قبل لا يبدأ أحسن
بسرعه وبقلق نطقت : لا لولو تكفين مو عشان رأيي
ضحكت ثريا : لا وين ، بقول لك بس خليني اتناقش مع بابا بالأول
همستُ لها بـ : طيب

تحدثت مع والدي ، كنتُ أشعر بخوفٍ شديد من أن يغضب والدي ويجرح ثريا .. والدي ليس بذلك الشخص ولكنّه رجل ، ولا تستطيع أي أنثى أن تخمن ما هي حركة الرجل القادمة
مسح والدي على رأس ثريا ليقبله ونطق بهدوء : خلاص بابا ما يصير خاطرك إلا طيب ، أكلمهم الآن وأقول لهم ما في نصيب ..
ابتسمت هي ، ليجري والدي اتصاله في تلك اللحظة لـ يُريح قلب ثريا القلق ، ثم نهض وهو ينطق : تاليا .. قبل الأذان بـ ربع ساعة قوميني
اجبته : حاضر بابا
وقف ليسألنا : ثريا الكبيرة وينها ؟
ثريا : تمددت شوي بابا ، اليوم سوت الغداء وتعبت .. دهنتها داريا ونامت شوي
أحمد : بطل عليها أجل
ذهب والتفتُ لثريا : يلا قولي لي وش البلا ؟

تنهدت لتنظر لي : شوفي مر أسبوع وهو ما بعد رد هذه اشارة ، من بعد ما شفته ونظراته وابتسامته وتأمله لي من رأسي لرجليني .. خوفني مرة تاليا .. مو مريح ، أنا مو محرم له ويطالع فيني كذا .. شبيسوي في بنتي !!
صمتت لتكمل : وبديت اقتنع في كلام عمتي الصراحة ، وأحس إن عندها منطق .. أنا إذا تزوجت .. لُجين ما راح ترتاح بوجود زوج أم مو محرم لها وبيطالعها بـ …
قاطعتها بغضب : عادي حتى عمها ممكن يتحرش فيها
تنهدت لتصمت وبضياع نطقت : مدري تاليا ، بس أنا خفت على نفسي وعلى لُجين من الرجال هذا
نطقتُ بتردد : وسيف ؟
تنهدت ثريا ، سيف أخ طلال الأكبر .. لم يسبق له الزواج ، وهو المُرشح من قِبل عمتها (والدة طلال) ليتزوجها لـ تكون حفيدتهم أمام عينهم .. كما يظنون
نطقت ثريا : مدري تاليا ، بعد وفاة طلال .. أحس أهله اللي كانوا حطوني بعيونهم تغيروا عليّ مرة .. آآههه تاليا ما أدري ، أحس إني ضايعة وتايهه في الدنيا ذي
احتضنتها ووضعت رأسي على رأسها ، ثم مسحتُ دمعتها الحارة التي سقطت من عينها ..
ورددتُ بالحمد في داخلي ، تخلصت من ذاك الذي عرفتُ ماضيه في هذا الأسبوع ، ولم استطع الوشاية به لديها .. لم تسعفني أبجديتي ..

.
.

قبل ثلاثة أيام ..

كُنتُ أكمل في بحثي ، لتصلني رسالة من رقمٍ دولي .. لم يكن مُخزن في هاتفي ولكنّي أعرفه ..
كان محتواها (ممكن أكلمك)
رفعتُ حاجباي بدهشة ، هذه المرة الأولى التي يحادثني بها هذا الشخص بالعربية .. رغم شكوكي ولكن اجنبيته كانت قوية ، لدرجة أني ابعدتُ من بالي فكرة أنه عربي
لأجيب (تفضل)
(أبي أتكلم مع شخص غريب عن موضوع شخصي)
دُهشت ، لأجيب بتردد (طيب ..!)
(أولًا ، أحب تعرفي إن أنا مو عمر)
إذًا .. من ساعدني في بحثي ، كما شككت .. "عمر" ولكن هل هو "عمر" المنشود !
لأكتب (منهو عمر ؟)
كتبت (اللي كان يساعدك في بحثك عمر ، وأنا مو هو)
تاليا (طيب ..!)
كتبت (أنا تعبانة نفسيًا وأبي أكلم أحد غريب ، وبما إنك شخص غريب وعربي بكلمك إذا ما أثقل عليك)

شعرتُ بالرأفة ، عندما رأيتُ بأن الوضع ، نفسي ، لأجيبها (خذي راحتك)

وصلتني رسالة منها (أنا أعيش مع اختين ، وحده مريضة ما أقدر أتواصل معها بشكل عادي والثانية مو فاضية لي مهووسة شغل ، تعرفت على شخص حبيته من قلبي وحسيت إنه هو الشخص المناسب لي وعوضني عن كثير .. عرض عليّ الزواج بس بـ شرطين.. يتم بالسر وما نجيب عيال)

توقفت عن الكتابة ، لـ ارفع حاجبي .. ثم كتبت (رفضتي ؟)
هي (لا وافقت ، تم الزواج .. من سنتين تقريبًا أو ثلاثة .. صار وحملت ، اجبرني اجهض ومن بعدها صرت آخذ موانع .. بس الحين طلقني ، عشانه بيتزوج زواج علني)
فتحتُ عيناي بوسعهما ، لاشتمه في داخلي بـ آلاف الشتائم ، رأيتها تكمل (قهرني ، حرق قلبي .. مو حاس فيني أبد .. كل همه نفسه ، كل ما شكيت لأحد قال لي جبتيه لنفسك وحذرناك وقلنا لك بس ما عزيتي نفسك وكل أنواع الملامة ، مرة تعبت والله .. ما في أحد فاهمني .. كنت متأمله إن يعلن زواجنا ، إن ممكن يحبني أكثر ويعترف بي)
سألتها (صار الطلاق الرسمي ؟)
أجابتني (لا بعد)
تاليا (تقدرين توصلين للبنت اللي بيتزوجها ؟ قولي لها .. عشان تنسحب من حياته ، وأنتِ تطلقي .. عشان كذا يبقى بدون مرة ، ويتحسف إنه خسر ، خسر وحده تحبه .. وخسر وحده ترضى فيه المريض)
كتبت لي (عشان كذا جيت أكلمك)
عقدتُ حاجباي ، لـ أُدهش بما كتبت (هم عائلة معروفة ، نبشت وراه ودريت إنه خاطب اختك .. إذا ما تهون عليك أختك ، اسحبيها من حياتنا .. وأنا أعرف شلون ارجع خالد لي)
شهقت لأنطق بيني وبين نفسي : الوسخة
أجبتها (أختي واجد على خالد حقك ، وتهني فيه .. أختي أشرف من إنها تتزوج واحد واطي نفس هذا)
انهيتُ المحادثة ، بإرادتي .. حذفتها من هاتفي وحجبت الرقم حتى لا تصلني رسائلها ، وأخذت هاتف ثريا بالسر لأقوم بالشيء ذاته ..
لم ارتح له من النظرة الأولى وكذلك نجلا .. وما حدث ، ما كان سوى تأكيد لـ شعورنا كلنا ، ثريا .. نجلا ، وأنا ..
.
.

فقتُ من سرحاني ، لأنظر لـ نجلا التي انضمت لنا .. نطقتُ بهدوء : بقول لكم عن كم شيء ..
نظرتا لي ، مسحتُ دمعه أخرى كانت عالقة بعين ثريا : اللي ساعدني بـ البحث ، عمر .. بس مدري إذا هو ولد عمي نايف أو لا .. لما بحثت عن الشركة كان اسمه مكتوب عمر عبدالمجيد الـ ***
عقدت حاجبيها ثريا : اتوقع هذه عائلة أمه ، أذكر كذا .. يمكن هذا أخوها ؟
نجلا : بس عمر سموه على جده مو خاله
تاليا : ما أدري مو مهم الصراحة ، مالي نفس انبش وراه .. لو هو بقول له مالت عليك تارك أبوك يتحسف وأنت مو داري
ضحكت نجلا لتنطق : متأكدة ! الظاهر نسيتي طفولتك وأنتِ تقولي ما راح أتزوج إلا عمر
تاليا : هههههههههههههههههههههههه هذا زمان ، الآن بتفل في وجهه .. ما يهون عليّ عمي نايف هذا حاله وهو لاهي
ضربتني نجلا بخفة وبمزح : الحمارة .. عيل ليش ضيعتي عليّ بطفولتي ؟ كنت بمثل معه دور المعرس والعروس وبتزوجه ونخلف بس تنازلت لك عنه
تاليا : ههههههههههههههههههههههههه هههههههه خلاص خذيه اتنازل أنا في الكبر
نجلا : ايي شكرًا ، وش الشيء الثاني ؟
تنهدت وأنا انظر لـ ثريا بأسف ، لأخفض رأسي .. ثم نطقت بكل ما حدث بيني وبين تلك الفتاة الغريبة
نجلا بغضب : وتوك تقولي ؟ قدهم حددوا الملكة و…
قاطعتها ثريا بهدوء : قلت لبابا إني رافضة أساسًا (ثم نظرت لي وبنبرة عتاب) : لو قلتي لي على طول
نطقتُ بندم : والله آسفه مو قصدي .. كنت محتارة ومصدومة من وصاختها ، استحي شوي الرجال عايفك جايه تقولي لي ؟ وتقول لي لأنك غريبة .. حيّة من تحت تبن .. من زين وجهك وزين التبن اللي تبيه
ضحكت نجلا : شفتيها ؟
تاليا : لا وع ، لو شفتها بتفل فيها مع عمر حقتها
ثريا : هذه مها يمكن .. أتوقع أخت خالة نور ، الصغيرة .. هي ذي
تاليا : وش دراك ؟ يمكن تطلع وحده من اللي يعرفهم الـ عمر هذا
ثريا بعمق : لا لا هي ، من أسلوب الكلام اللي قلتيه هي .. من صغرها زي ما هي ما تغيرت ، هي طيبة وتنحب بس أنانية تبي كل شيء لها
رفعنا حاجبينا ، أنا ونجلا .. لتضحك : كنتوا أصغر من عمري بكثير بس أذكر .. يمكن كنت أنا بعمر لجين ، بس والله ذاكرتي ما شاء الله .. كانت ذيك السنة نفسها اللي انفصلوا عمي وخالة نور ..
كان عمي مسوي عشا في بيته وكلنا فيه ، ماما الله يرحمها كانت حامل بوحده منكم .. وأنا وعمر بيننا سنة ، نلعب سوى .. جات مها ما عجبها إنه يلعب معي وأخذته غصب وهو يبكي .. تقول له ذي بيبي بتعورك تعال أنا اهتم فيك
نطقت بسخرية : خليها تهتم فيه مالت عليها ، حقدت يا بنات وقحة مرة .. وجع مرة تقول غريبة وبتكلم معك ومرة تقول أخذي اختك .. أنا الحمارة اللي تعاطفت معها لما قالت وضع نفسي .. من جد وضعها النفسي رايح فيها السايكو
نجلا وثريا : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه
ثريا لـ نجلا : لا واضح شخصنت
نجلا : مممرررررررررررررة والله ، الله يعين هالبنت لو تقابلوا هي وتاليا في يوم
نطقت وأنا انظر لـ لُجين : بنتف شعرها
ثريا : حبيبتي ، اللي كلمتك مو بنتي .. شيلي عيونك عن بنتي
تاليا : ههههههههههههههههههههههههه ه لا حبيبتي ، بنت قاعدة اخطط كيف اعض خدودها بدون ما تهاوشيني ، بسم الله عليها خدودها قابله لـ الأكل
ثريا : بسم الله على بنتي
نجلا وتاليا : ههههههههههههههههههههههههه هه
ناديتها : لوجي ، تعالي خالتوو آعض خدودك
ركضت لجين نحوي لتنطق ثريا بسخرية : خلف الله عليك يا بنتي ، في أحد يركض للموت برجلينه
نجلا : ايي ، لجين
ضحكنا وأنا اداعب لجين لتنطق نجلا بهدوء : سعد قرر يجي يخطب ، أخذ رقم بابا وقال ابوه بيكلمه خلال هالأيام
نطقتُ بسخرية : ما بغى البيبي ، شكله البيج بابا رضى وقال له أبارك لك في العلاقة هذه
نجلا بحدة : تاليا
لم أكترث لأجيب : زين الله يتمم الفرحة ، إذا مو بـ ثريا .. بك ، أوعدك البس أفخم فستان أعبر به عن فرحتي
ذهبت لم يعجبها ما قلت لتنطق ثريا بعتب : تالي وش اللي قلتيه
نطقت بصراحة : عبرت بمشاعري بأقل أسلوب ممكن يكون جارح ، لأن سعد حقتها مو رجال .. وبتشوفي إن كلامي صحيح 100% ..
تنهدت ثريا التي همست بـ : ما ألومك لأن نظرتي نفس نظرتك ..

لنصمت كلتانا وتغرق كل واحدة بعالمها ، أنا بـ لجين الجالسة في حضني وثريا بـ أفكارها ، نظرتُ لها .. لا اتمنى أن تدفن نفسها بتلك القناعة التي اقنعتها بها عمتها .. ولكن هي أدرى بـ مصلحتها ومصلحة طفلتها التي تجلس في حضني ..



انتهـــى ~





غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-24, 09:21 AM   #10

عقل

? العضوٌ??? » 495093
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 117
?  نُقآطِيْ » عقل is on a distinguished road
افتراضي

‏مراحب فيكي غيم
طرح متميز كالعاده ابتداءا من العنوان
راقت لي الاجزاء المطروحه
معاكي للنهايه بإذن الله

غِيْــمّ ~ likes this.

عقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.