- بيرت هذا جبان . وضعت جويندولين يدها على المكتب وتفرست فى غضب : - جاك كف عن فعل هذا بنفسك يا جاك . - القفز بالمظلة لهو فى وقت الفراغ بالنسبة لى يا جويندولين وليس عقابا . - أنت تفهم قصدى جيدا فلا تدع العكس . عبرت الحجرة وملأت قدحين من القهوة السادة التى يحبها الكل : - لا يمكن ان تستمر فى لوم نفسك هكذا على موتهما انك اعقل من هذا اليس كذلك ؟ لأن جاك كان يرفض متابعة المحادثة على هذا النحو اكتفى بتناول قهوته على جرعات . - الهروب امر سهل اليس كذلك يا جاك ؟ - لقد ذكرتنى به منذ خمسة عشرا يوما . - ليس هذا ما فعلته لقد قلت لك فقط لا تستخدم الطفلة كبديل هناك فارق كبير . راح ينظر الى جويندولين فى جمود لفترة طويلة . قال اخيرا : - الهروب امر سهل لكنى لا اجد افضل منه الان . - لوعرفت ما افكر فيه ... قاطع حديثهما وجود ساعى على الباب يحمل عبوة فى يده ويمسك قبعته بيده الاخرى : - سيد فريمن ! ماذا تفعل هنا . هل هناك مشكلة فى صندوق بريدنا ؟ - كلا لا شئ من هذا . جلا صوته وازدرد ريقه بصعوبة قبل ان يقول : - انه غالبا اجراء غيرعادى لكنها عرفت ان تنفذه انها جميلة جدا . استدار جاك الى الساعى فجأة قال الرجل : - انها السيدة وايتمان . قطب جاك حاجبيه وتنهد : - سارة وايتمان؟ - نعم تلك السيدة الجميلة التى تسكن فى مدخل المدينة . قالت لى ادى لى خدمة ولم استطع الرفض . سأله جاك الذى تغلبت عليه غريزته الحامية : - هل تواجهها متاعب ؟ - كلا لقد طلبت منى فقط ان اوصل اليك هذه اللفافة وهذا الخطاب اتمنى ان لا اكون اخطأت الشخص . قال جاك وهو ياخذ الاشياء : - ابدا شكرا يا مستر فريمن . - حسنا نهاركما سعيد . ارتدى الساعى قبعته وانصرف . نظر جاك الى جويندولين : - لا تتلفظى بكلمة . - من انا؟ امسكت بقدحها واتجهت الى الباب . قالت وهى تحبس ابتسامتها: - سأنصرف . انتظر جاك انصرافها كى يفتح العبوة وجد فيها المعطف الذى اعاره اياها والثوب الازرق الذى مازال يحمل عطرها . اغلق العبوة بعنف حتى انها تمزقت ونظر الى الخطاب طويلا قبل ان يفتحه : - عزيزى جاك . اغلق عينيه لحظة محاولا ان يتذكر صوتها ثم جلس وقرأ الرسالة : - لا أريد ان ابدو ناكرة للجميل لكنى اعتقد انه من الافضل ان اعيد اليك معطفك والثوب ايضا بعد كل ما حدث لا اعتقد انه من اللائق الاحتفاظ بهما تمتم جاك : - اوه سارة . رن الاسم فى الحجرة مثل نسمة صيف . احس فجأة انه فقد شخص عزيز . على الاقل هى حرة لقد تخلصت منى : - لا تحزن ولا تشعر بالذنب لمغامرتنا الصغيرة انا ايضا مسئولة عن ذلك انا راشدة قادرة على الاختيار ولقد اخترت ان اكون معك لا تنسى هذا يا جاك لقد اخترت ذلك . وقعت الخط ابسارة فقط . مرر اصابعه فوق الخطاب التى كتبته بالحبر الازرق ثم تنهد . اخيرا طوى الخطاب بعناية وفتح احد ادراج مكتبه ووضعه فيه ثم اغلقه بالمفتاح قبل ان يضغط زر الهاتف الداخلى فى غضب : - لدينا عمل يا جوبندولين هل نسيتى اسرعى تبا . |