آخر 10 مشاركات
نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          376 - الزوجة العذراء - ماريون لينوكس (الكاتـب : monaaa - )           »          372 - هروب إلي ناره - ميلاني ميلبورن ... ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          130-كلمة السر لا-أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          31- المسافرة الى الحرية - ماغ وسغات - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          للأبلاغ عن الروابط والصفحات المعطلة (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-09, 02:52 AM   #11

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk




أخدت إيبرل كل مقرارات علم النبات التي كانت تؤمنها الكلية ، إضافة إلى المقرارات التي تبحث تصميم المناظر الطبيعية . وكانت تتراسل بانتظام مع إيان الذي أعطاها بالمراسلة الكثير من المعلومات التي تختص بالعمل الذي تحبه ، والذي لا تزال مصممة على القيام به في يوم ما .


حين كبرت إيبرل ، قامت الخالة مارغريتا ببيع منزلها في ساكرمنتو وسافرت للعيش في باريس ، تاركة إيبرل دون بيت يأويها.. بقي إيان في خدمة المالكين الإيجار الجدد ، وعندما تخرجت إيبرل لم تجد سوى إيان ملاذاً لها ورفضت دعوة خالتها الفاترة للانضمام إليها في شقتها الأنيقة في فرنسا.



ساعدها إيان كي تجد الشقة التي تسكنها الآن ، واتفق لها مع الإدارة أن تدفع نصف الإيجار مقابل عنايتها بالحدائق.. عملت إيبرل في الحدائق لسنتين تحت إشراف إيان ، وسرعان ما أصبحت تجني ما يكفي من مال ، وراحت توفر ما تسطيع لكي تلتحق بالكلية وتحصل على درجة في علم الأرض وهندستها ، وربما تنشىء شركة تصميم وعناية بالحدائق .



لكن الأيام الجميلة انتهت بسرعة ، إذ تعرض إيان لنوبة قلبية أفقدته حياته ، كان ذلك منذ أكثر من سنة.. وحزنت إيبرل عليه وعلى نفسها.. فهي الآن وحيدة ، ليس لديها قريب.. وجدت أنه دون دعم إيان العاطفي وتشجيعه ستخسر الكثير من طموحها.. ولكم تمنت أن تجد مركزاً كرئيسة للجنائنين في مزرعة ريفية ، لتجعل من تلك الأرض عائلتها ، وملاذها في الحياة ، كما جعل إيان من عزبة الخالة ملاذاً له.



جلست دون شهية أمام فطورها ، وراحت تتذكر كلمات الإعلان الذي أجابت عليه ، والذي قادها إلى مقابلة الأمس :" مطلوب جنائني خبير، للعناية و الأشراف على خمسة فدادين من الأملاك الريفية قرب التلال .. الراتب قابل للمفاوضة.. مع توفير سكن خاص.. مطلوب رسائل تعريف.. الرد على صندوق بريده".



بالنسبة لإيبرل ، بدا الإعلان استجابة لصلواتها. و استأذنت عدداً من زبائنها لتسجيل أسماءهم كمعرفين عنها ، مع رسالة الطلب ، والتعريف عن الذات، التي أرسلتها في اليوم التالي .. الجمعة ، تلقت مكالمة من سكرتيرة السيد بوكستر، التي حددت لها موعداً وأعطتها التعليمات للوصول إلى المزرعة ، والباقي.. معروف .



كانت تعلم أن عرض العمل هذا جيد بالنسبة لها ، كذلك لغرايغ بوكستر .. لو أنها فقط لم تنجذب إليه.. لاستطاعت حين استغفلها أن تضحك للأمر كما فعل هو.. على أي حال ، لا مشاعر لنا نحوه ، لا يملك سلطة على إيذائنا.. لو أنها لم تكشف هذا له لكانت على الأقل أنقذت ماء وجهها.. لكن وقد حصل ما حصل فقد جعلته يفهم من غضبها أنها انجذبت إليه.. وبكل تأكيد ، لو فكر بالأمر قليلاً ، لأدرك أنه وضع حرج بالنسبة لعلاقة رب العمل بالموظف ، فهي لن تستطيع استعادة احترامها أوالحفاظ على استقلالها في مثل هذه الظروف .


إضافة إلى هذا، سيكون من المؤلم جداً أن تلتقيه كل يوم ، وهي تعرف أن رجلاً مثله لن ينظر إليها سوى نظرته إلى موظف سخيف قليلاً.. فهو يظنها الآن غبية كما تثبت آخر كلماته لها .



قالت بصوت أجش : "حسناً.. كفاني أحلاماً فارغة" وبدأت بتنظيف صحون الفطور.. الوقت يقترب من منتصف النهار وقد حان موعد ذهابها إلى ليز لزيارة بعد ظهر يوم الأحد .


أخرجت "برنس" إلى الخارج ليقوم بجولته الصباحية المعتادة ، وذهبت إلى الحمام لتغتسل وترتدي ثيابها.. لقد وعدت بأن تصطحبها في زيارة إلى قلعة "ساتر" اليوم ، وهي مكان مفضل للفتاة الصغيرة .. لكنه يوم بارد ، وأملت إيبرل أن تتمكن من إقناع الطفلة بالبقاء في المنزل وقضاء الوقت في لعب الورق ومشاهدة التلفزيون وخبز البسكويت..

هكذا ارتدت ملابسها وقامت بتشغيل آلة الرد في هاتفها ، ثم وضعت معطفها فوق كتفها وخرجت من الباب .



كانت ليز ستاتون تعيش في ضاحية قديمة من ساكرامنتو، ليس بعيداً عن شقة إيبرل لكنه عالم مختلف تماماً .. يعيش ماكس وفاين ايفنز، والد ليز بالتبني ، في كوخ منطقة نادراً ما تصلها أشعة الشمس .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 02:58 AM   #12

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



ما كادت إيبرل توقف السيارة أمام باب المنزل ، حتى انفتح الباب وخرجت ليز ترقص فرحاً حافية القدمين ودون معطف ، إلى الشرفة الأمامية تلوح لإيبرل ، وابتسامة مشرفة على وجههاالصغير .


-إيبرل.. إيبرل.. أنا تقريباً جاهزة ! فاين طلبت أن تدخلي .

دخلت إيبرل غرفة الجلوس الصغيرة بأثاثها القديم ورائحة الطهي الطيبة التي تملأ الأرجاء ، حيث استقبلها ماكس إيفنز بعناق حميم وفاين بثرثرة متوترة حين لمحت الخدش الطويل على خد إيبرل :

- أنت لا تعتنين أبداً بنفسك! وجه جميل كهذا ويدين.. انظري كيف تسيئين العناية بهما!


قال ماكس مؤنباً:

- دعيها وشأنها يا امرأة.. ماذا تتوقعين من شخص يقوم بعمل جنائني؟ جهزئي الطفلة ، لايمكن لإيبرل أن تنتظرهنا إلى الأبد.


رفعت فاين يديها استسلاماً ، وركزت اهتمامها على إلباس ليز حذاءها، وأخذت تؤنب الصغيرة بصوتها الحاد والمرتفع :

- كان يجب أن تكوني جاهزة ومنتظرة منذ زمن، بدلاً من تجربة كل قطعة في خزانتك .

قال ماكس بخشونة لا معنى لها: اصمتي يا امرأة .. قبل أن تصيبنا جميعاً بالصمم .


كان الزوجان إيفنز في أواسط الستينات كلاهما ضخم الجثة ، وذوا شعر رمادي.. وهما متزوجان منذ أمد بعيد حتى أنهما أصبحا متشابهين في الذوق والطباع. وبسبب إخلاصهما لبعضهما، وخبرتهما في تربية عديد من الاولاد ، اختيرا خصيصاً لتربية ليز.. ولقد كان خياراً جيداً إذ لا أحد يصدق أن هذه الفتاة المشرفة المبتسمة لدى أسرة إيفنز، هي ذاتها تلك الفتاة الرثة المتسخة التي جاءت منذ سنة .

بعد بضعة أسابيع من وفاة إيان ، قرأت إيبرل نداء إنسانياً من جمعية اسمها " أصدقاء الطفولة " تعنى بالأطفال المشردين وتؤمن لهم أمر الأقامة مع أشخاص لا يوفرون المكان لهم فحسب ، بل الوقت والحب أيضاً.. وذهبت إيبرل إلى هناك في يوم ممطر بارد كهذا اليوم ، وتمعنت في الصور وقرأت تاريخ كل واحد بدوره ، إلى أن أحست أن قلبها يكاد ينفطر.. ولأجل ذكر إيان هيوشو ، اختارت ليز ستاتون لتصادقها ، فهي بالإضافة إلى وضعها الأسري الرهيب ، كانت طفلة هادئة تحب المنزل ، ضعيفة ، غير جذابة ، بحيث خشيت إيبرل أن لا يختارها أحد.


بينما كانت فاين تلبس ليز معطفها ، قال ماكس لإيبرل همسًا :
- جاء مات ليزورنا منذ أيام .. وقال إنه يرى أن الفتاة تتحسن بشكل ممتاز .. لم يروادها أي كابوس منذ شهر كامل .

مات مورهيد هو المصلح الاجتماعي الذي رتب أمر تبني ليز.. وردت عليه إيبرل :

- الشكر لك ولفاين ، ماكس .. قليل من الناس يستطيعون القيام بمثل هذا العطاء ، كما فعلتما .


ابتسم لها بمحبة :

-هيا الآن .. لقد فعلت ما هو أكثر .


هزت رأسها:

- لا.. أنتما من وفر لها الغذاء ، وأنا لم أقدم سوى اهتمام خاص مرة في الأسبوع .


- حسناً.. فليكن كما تشائين .. لكن العمل لم ينته بعد ، فتاتنا أمامها طريق طويل .. وهذا ما يؤرقني أغلب الليالي ، ولا أستطيع الإفضاء به للمرأة العجوز.. فتاتنا الآن في السابعة ، فماذا سيحل بها حين نشيخ أكثر ولا يصبح باستطاعتنا العناية بها.. أو حين حدوث الأسوأ.. وترك الجملة عالقة..


قالت إيبرل بعناد:

- اسمع ..ماكس لا يجب أن تقلق على هذا.. أنت تعرف أنني ومات سنعتني بها.


- هذا ما يقلقني إيبرل.. لقد مرت طفلتنا بمآسٍ كثيرة في سنواتها السبع بما يكفي لتحطيم رجل.. ولا أظنها ستتحمل مرة أخرى .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 03:02 AM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



لم يعد هناك وقت لحوار منفرد ، فقد جهزت ليز أخيراً، وأخذتها إيبرل من يدها بمرح ، ثم تبادلوا القبلات والتوديع جميعاً وتوجهت الفتاتان نحو السيارة الصغيرة الصفراء وسرعان ما انطلقتا .


سألت إيبرل :

- لماذا كنت تجربين كل ملابسك حبيبتي ؟ هل وجدت صعوبة في إيجاد ما يناسبك ؟


كانت إيبرل تتنبه دائماً لمثل هذه الأمور، فالراتب الذي يتقاضاه العجوزان من الوكالة لأجل ليز لا يكفي أبداً لتأمين احتياجات الفتاة التي تزداد نمواً يوماً بعد يوم .. وليس لديهما سوى دخل محدود من راتب ماكس التقاعدي ومن الضمان الاجتماعي .


ردت ليز بصوتها الواضح:

- أوه .. لا.. كنت ألهو فقط .


اغتنمت إيبرل الفرصة لتقول :
- بما أن أن الطقس سيء اليوم .. أترغبين بالذهاب إلى منزلي بدلاً من "القلعة "؟ نستطيع أن نلعب ما نشاء ونصنع البسكويت.. ونؤجل رحلتنا إلى يوم مشمس .وربما نأخذ معنا طعاماً أيضاً.

أدارت ليز وجهها بثقة نحو إيبرل:
- وأنا كذلك حبيبتي.

حين وصلت باب الشقة و جدتا "برنس" مبللاً وجالساً أمام الباب ، كان يلف ذنبه حول قائمتيه الأماميتين.. انحنت لبز لتحمله ودخلت به إلى المنزل وهي تقول:
- سأكون أنا الأم و"برنس" الطفل.. وأنت ماذا ستكونين إيبرل؟

ليست المرة الأولى التي تلاحظ فيها إيبرل أن ليز لا تعطي أهمية لدور الأب في حياتها، وهذا أمر مفهوم.. وفكرت أنه من الأفضل تجنب لعبة العائلة ، واقترحت تمثيل أدوار السيرك ، الأمر الذي لاقى موافقة متحمسة من الطفلة . هكذا اختارت إيبرل دور المهرج.. ورسمت بأحمر الشفاه دوائر كبيرة على كل خد وعلى مقدمة
أنفها. ولونت جبينه بطلاء الأحذية السائل .. ولأنها لم تجد شيئاً ترسم به نصف الهلال الأبيض حول فمها، استبدلته بفم ليلكي، مسخدمة أنبوباً كاملاً من ظلال العيون.. تحولت ليز إلى بهلونية باستخدام بلوزة بيضاء ضيقة لإيبرل، وإن كانت واسعة قليلاً وطلبت أن تضع بنفسها الماكياج.. ولم تشاهد إيبرل يوماً بهرجة توضع على وجه بمثل هذا الإسراف.

فرحت الفتاتان كثيراً بلعب دوري المهرج والبهلون، وأخيراً جاء دور تحضير الحلوى وهذا ما كان ينتظره برنس الذي كان طيلة الوقت الفائت مغمض العينين، لكن الآن، الأمر بات يعنيه كثيراً، فانتقل إلى مركزه المعروف في وسط طاولة الطعام مستمتعا بانتهاء
أوقات الجنون والانتقال إلى ماهو أكثر تسلية وإفادة ، إعداد البسكويت بالشوكولا، الحلوى المفضلة لديه.

كانت إيبرل تضع أول صينية عجين في الفرن، بينما ليز تقف فوق كرسي لتتمكن من سكب المزيد من العجين في صوانٍ أخرى، وفجأة قرع جرس الباب.

كانت إيبرل تهم بالذهاب حين قفزت ليز من مكانها وخرجت من المطبخ وهي تركض.. ولحقتها إيبرل.. حين وصلت غرفة الجلوس، وقفت مسمرة لرؤية غرايغ بوكستر يسد الباب ويتحدث إلى الطفلة التي رمت برأسها إلى الوراء لتنظر إليه . همست إيبرل:
أوه.. لا.. مع إدراكها للمنظر المحرج الذي تبدو فيه، خرجت آهة خفيفة من بين شفتيها الليلكيتين، وبوضوح مخيف، لمحت عينيه البنيتين الدافئتين تنفتحان واسعتين وفمه يلتوي ثم تعلوه ابتسامة هادئة.. وقفت ليز تنقل نظراتها من أحدهما إلى الآخر، ثم ركضت لتلف ذراعيها حول ساقي إيبرل، ونظرت إليها






* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 03:08 AM   #14

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


بتقطيبة صغيرة على وجهها.. وهمست..
- من هذا الرجل إيبرل؟

انحنت إيبرل تلف ذراعها حول الفتاة وتطمئنها:
- لابأس عزيزتي.. إنه رجل أعرفه . لماذا لا تعودين لإكمال وضع البسكويت في الصينية ؟ لاتفتحي الفرن بنفسك.. أتسمعين؟

بهزة رأس صغيرة ونظرة شك للغريب الضخم ، عادت ليز راكضة إلى المطبخ . في رغبة منها لأن تصرف النظر عن مظهرها السخيف جمعت إيبرل كل شجاعتها، وقالت بلهجة باردة مهذبة:
- لدي انطباع بأن ما من شيء آخر نقوله لبعضنا.. كان يجدر بك أن تتصل هاتفياً لترى ما إذا كانت زيارتك مناسبة.. لكن من الواضح أن مشاعر الناس ليست في لائحة أولوياتك، أليس كذلك؟

أخفض عينيه وكأنه أخرج من هجومها:
- أنا آسف آنسة ساوندرز، إنني مدين لك باعتذار آخر.. لكن الواقع أنني اتصلت ، وتركت رسالة على آلة الرد الهاتفية.

- أوه.. ونظرت نحو الهاتف مقطبة ، وكأنه تآمر ضدها..

فأكمل:
- هل أسمعك الرسالة الآن ؟ أم تفضلين سماعها بنفسك لتتأكدي من قولي الحقيقة.. أعرف أنك لا تثقين بصدقي .

اعترفت إيبرل بصوت محبط:
_- لاتكن سخيفا.. أنا لم أتهمك بالكذب .. كنت أنوي الاستماع إلى الرسائل في المساء.. بعد أن أعيد ليز إلى منزلها.

قال باهتمام:
- أوه.. الصغيرة إذن ليست لك؟

صاحت : بالطبع لا..

رفع باستغراب حاجباً أسوداً ناعماً وتساءل:
- ولماذا.."بالطبع لا "؟ يخيل لي بأنك ستكونين
أماً رائعة . لا أذكر متى رأيت صورة حقيقة للحياة البيتية السعيدة كالتي أريتني إياها اليوم.. لعب أدوار السيرك ، تحضير البسكويت، منزل دافىء حميم في يوم بارد ممطر..

امتلأت بالغضب لإحساسها بأنه يسخر منها ، فهزت كتفيها وقاطعته بصوت متعالٍ :
- أنا لم أراك شيئاً سيد بوكستر.. لقد تطفلت على بيت لم تدع إليه .. أرجوك قل ما جئت لأجله ثم ارحل .

استطاعت أن تدرك من خلال النظرة التي استقرت في عينيه وتعابير وجهه المتجهمة أن كلماتها اصابته في الصميم وأنها حققت انتقاماً لعدم اكتراثه بمشاعر الآخرين.

حين تكلم ، كان صوته بارداً كالصوت ذاته الذي يكلم فيه السيدة أغريبا.
- جئت أسألك إذا كان بإمكانك إعادة التفكير والقبول بالعمل كرئيسة للجنائنيين في أملاكي .. لكنني أرى الآن أنك لن تفعلي .. لذلك سأغير طلبي و ماإذا كنت مستعدة فقط للعناية بالورود.. لقد أعطيتني الانطباع بأنها تحتاج إلى العناية فوراً.. على أي حال لقد بدأت بهذا.. أليس كذلك؟

نظرت إليه بتفرس لترى إن كان يسخر منها مجدداً.. لكنها لم تجد ملامح السخرية بادية على وجهه ولا أثراً للدفء في عينيه السوداوين..

فقالت بتصلب :
- لا سيد بوكستر..أنا لا أهتم أبداً بالعمل لديك سواءً أكان الأمر دائماً أم مؤقتاً.

هز كتفيه العرضين دون اكتراث ، وهز رأسه وكأنه كان يتوقع ردها .. استدار نحو الباب رافعاً معطفه الواقي من المطر إلى عنقه ، ولاحظت إيبرل أنه أفسد تسريحة بضع خصلات من شعره الأسود.. قال بابتسامة ساخرة:
- رد أنثوي مثالي.. لكنه غريب إن صدر عن لسان جنائنية تنظر إلي عملها بجدية.

- ماذا تعني بهذا بالضبط؟

قال :
- تميل النساء دائماً إلى ردات فعل هيستيرية حول أمور تافهة إنهن يفكرن بعاطفتهن بدلاً من عقولهن! كم من الرجال برأيك يمكن أن يغضبوا لأمر تافه مثل.. سوء التفاهم البسيط الذي حدث بيننا يوم أمس ؟


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 03:14 AM   #15

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk



لعنت إيبرل نفسها بغضب لظنها أنها كانت فظة معه أكثر من اللزوم.. تصوروا الجرأة والواقحة ! حاولت أن تفتح فمها لترد عليه ولكنها أحست أنه ينتظر متربصاً بها، وكأن في الأمر تسلية له ، فقالت لنفسها : مهلك.. لقداستغفلت نفسك بما يكفي .. ولن أسمح بإظهار نوع آخر من الهيستيريا حول أمر تافه كما يدعي ..

فابتسمت بخفة :
_- لا أعتقد أنك محق سيد بوكستر .. أنا واثقة أن قليلً من الرجال سيتصرفون مثلك.. ففي البداية "سوء التفاهم" حول هويتك الصحيحة ما كان ليحدث، لأنك لو أبديت تلك الملاحظة "الظريفة" حول.. وقفتي.. لرجل، لتكفل بإبقائك أسبوعاً كاملاً دون وعي .

بسرعة كبيرة ، انقلبت تعابير وجهه إلى المتعة والمرح..

ورغماً عنها، أحست إيبرل بالبهجة لسماع ضحكته القوية.. وقال بإعجاب :
- أنت قوة يحسب حسابها آنسة ساوندرز..

لقد كسبت نقطة.

- إيبرل؟ سمعت صوت الصغيرة الضعيف ، فاستدارت لترى ليز تتكلم من وراء زواية المطبخ.

- لقد انطلق جرس ساعة التوقيت في الفرن.

- سأكون معك فوراً عزيزتي . ثم استدارت إلى الرجل المبتسم:
- حسناً.. إذا كان هذا كل شيء.

أشار إلى المطبخ :
- لا تدعي البسكويت يحترق .. سأنتظر إن لم يكن من إزعاج في هذا؟

وقفت لحظة مترددة بين ذهابها إلى ليز والسماح له بالبقاء في شقتها ، ثم استدارت واتجهت نحو المطبخ .. غسلت وجهها ومسحته بمنديل ورقي .. ثم تنهدت:
- أوه .. الأمر ميؤوس منه!

نقلت البسكويت بسرعة من الفرن إلى رف المغسل ، بينما ليز تدور حولها وتقف في طريقها ، وهي تضع الصينية الثانية:
- إبقي هنا صغيرتي ، وانتظري ساعة التوقيت مجدداً.. سأعود بسرعة .

عادت إلى غرفة الجلوس وأحست بداخلها أنها مسرورة ، لقد التقيا منذ دقائق فقط وهاهما غاضبان بمرارة من بعضهما.. وهذا يدل على .. لكن لا شيء تغير حقاً سيخرج الآن وستكون النهاية بينهما.

وجدته يقف قرب النافذة ينظر إلى الخارج مراقباً حديقتها الخلفية .. قال:
- يالها من حديقة رائعة ساحرة.. هل عملت عليها ؟ أم أنها مع الشقة؟

- لا.. إنها من تصميمي بمساعدة صديق . كانت الحديقة في غاية الجمال والذوق، شجيرات ثلاثة من صنوبر" الموغو" المشذبة بذوق وفن تحتل الزاوية اليسرى منها، مع صخور صغيرة رمادية في الجانب الآخر.. باقات من النرجس البري تزهر ببهجة.. مساحة مغطاء بالعشب الأخضر، بالأضافة إلى أشجار الكاميليا اللماعة
العابقة بورود زهرية اللون.

قال غرايغ وهو ينظر إليها مفكراً:
- أنت فعلاً فنانة..

ابتسمت بتواضع، وتمتمت:
- لطف منك قول هذا ..

هز رأسه قليلاً وكأنه يعود إلى الحاضر ، ثم استدار عن النافذة:
- حسناً.. لقد أخذت الكثير من وقتك .

اتجه نحو الباب وهمّ بفتحه ، لكنه لم يفعل ، استدار نحوها مجدداً وبدت ابتسامة ساحرة على شفتيه ، ثم قال:
- أعتقد أنني قادر بنفسي الاعتناء بتلك الورود.. ألا تعتقدين ؟ إنها
مسألة تشذيب قدم أو ما يقارب من ارتفاعها.. أليس كذلك؟

ارتعدت لمنظر القطع الذي سيقوم به، فصاحت:
- لا تجرؤ أن تفعل هذا !

ثم تذكرت أنها وروده ولا تخصها..
فتراجعت:
- أعني.. أعتقد أن عملك هذا سيضرها أكثر من تركها كما هي
ألا يمكنك استخدام شخص آخر لهذه المهمة؟

قال:
- يبدو أنني مضطرا لهذا.. لكن قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً . لقد سأجد الشخص المناسب من بينهم ، لذلك ألغيت الإعلان.. وبالطبع كنت على حق . فقد وجدت شخصاً مناسباً تماماً .. لكن يبدو أنني مضطر لإعادة الإعلان والعودة إلى ذلك الروتين مجدداً . وقد تمر أسابيع قبل أن أحل المشكلة .. وفي هذا الوقت ، قد تموت الورود من الإهمال .. لقد أخبرتني هذا بنفسك إن كنت تذكرين.


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 03:22 AM   #16

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


كانت على وشك الرد حين دخلت ليزبخجل حاملة طبقاً من البسكويت المحلى ..
نظرت إلى الرجل الغريب وقالت:
- لقدأخرجتها بنفسي من الصينية .

قال غرايغ رداً على عرض الصغيرة الواضح دون كلام :
- سأحب تناول بسكويتة يكل تأكيد .. في الواقع كنت أتمنى أن تقدميها لي .

تناول بسكويتة من الطبق، وبدأ كأنه لم يلاحظ أنها كسرت ووقع فتات إلى السجادة ، حيث قفز برنس من تحت المقعد يلتهمها كأسد متربص .

قضم السيد بوكستر البسكويتة مفكراًوعيناه نحو السماء ، ولاحظت إيبرل أنه متذوق خبير..
أما ليز فراحت تنظر إليه بترقب وفم مبتسم، حين ابتلعها نظر إليها وقال بوقار :
- اتعرفين.. هذه تبدو من أفضل أنواع البسكويت الذي تذوقته في حياتي؟

ابتسمت ليز فأخذ يدها وطبع قبلة عليها:
- والأكثر من هذا .. أنا لم ألتق قط بخبازة أجمل وأكثر سحراً.

أطلقت ليز ضحكة وركضت نحو إيبرل لتخبىء وجهها في تنورتها.. نظرت عيناه إليها وأحستبه يداعبها.. وتمتم:
- إنها تحبك كثيراً

- وأنا أحبها أيضاً كثيراً.

أحست إيبرل بالحمرة تعلو خديها ، فانتزعت نظرها عن عينيه.. فتنحنح قائلاٌ :
- أجل .. لقد أخذت مايكفي من وقتك.. أم أنني قلت هذا سابقاً؟ سأذهب الآن ..
على الأرجح لن أستطيع العناية بالورود قبل أيام ، لذا إذا غيرت رأيك اتصلي بي.

ضحكت إيبرل بنعومة:
- وكأنك تعني هذا حقاً.. أقصد تشذيب الورود.

- أنا أعني هذا.. بعد يوم أوأثنين. وأشار بيده بحركة عنيفة:
- سأقطع رؤوسها.. أوه على فكرة لم أسجل رقم هاتفي في الإعلان، لكن إذا قررت الاتصال ستجدين الرقم مسجلاً على آلة الرد في هاتفك. وخرج بابتسامة مغرية.

حين أقفل الباب خلفه ، استدارت إيبرل لترى تعبيرالرضى مرتسماً على وجه ليز..

بعد لحظات من الصمت قالت الصغيرة :
- هل سمعت ماقاله عن البسكويت؟

ابتسمت إيبرل:
- أجل.. وماذا عن الأشياء الأخرى التي قالها ؟ ألم أقل لك دوماً إنك طفلة جميلة ؟

ابتسمت ليز بشيطنة.... وأدارت عينيها الزرقاوين الصافيتين نحو إيبرل ، ثم قالت بلهجة تفسيرية لتصحيح كلامها:
- لا..إيبرل.. حين قال هذا.. لم يكن يعنيني حقاً.. بل كان يعنيك أنت.


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 03:28 AM   #17

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

( نهاية الفصل الثاني )


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 02:40 PM   #18

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


3- حق رجلٍ في الفتاة


لم تكن إيبرل تعتزم العمل لدى السيد بوكستر ، ولكنها لم تفهم السبب الذي جعلها تهتم بالاحتفاظ برقم هاتفه المسجل على آلة الرد بحيث لم تعد تفكر ، بعد أن أوصلت ليز ذلك المساء، سوى باسمه .

كانت الرسالة على آلة الرد رسالة عملية.. مع ذلك ، فقد شعرت بإحساس لذيذ لدى سماعها صوته:"غرايغ بوكستر يتكلم :
آنسة ساوندرز.. لدي مسالة هامة أريد بحثها معك.
سأكون في ساكر امنتو بعد ظهر اليوم .. وساسمح لنفسي بزيارتك على أمل أن أجدك .. إن أردتي الاتصال بي يمكن الوصول إلى في المزرعة ثم أعطى رقم الهاتف .


مسألة هامة ..كيف يكون أمر إيجاد جنائني مسألة هامة لرجل مثله؟ رجل وسيم ناجح كما هو واضح ، وفي الثلاثين من عمره مثل غرايغ بوكستر، لديه دون أدنى شك أشياء أخرى أكثر أهمية
بكثير .

استخلصت إيبرل ، أن الأهمية الملحة للأمر، ومن وجهة نظره ، هي رغبته بالخلاص مما يعتبره عملاً مزعجاً. أجل .. هذا هو الجواب الواضح..إنه مثل أغلبية الرجال اعتاد الحصول على مايريد.. فبالنسبة إليه لا شك أنه أمر ملح له أن يتخلص من هذه المشكلة كي يتمكن من متابعة عمله.. حسناً، تتمنى له إيبرل الحظ في ذلك .

من وجهة نظرها ، حالة الأرض المزرية تستدعي عملاً كثيراً.
واذا لم تُرش بمبيد للأعشاب الضارة ، فستنمو وتتكاثر ولن يبقى أي سبيل لإنقادها سوى حرث الأرض و تسميد التراب ، قبل زراعة مرجة جديدة .. وتلك الورود المسكينة! بالرغم مما قال ، فهو لن يشذبها وكانها سياج أشواك على حافة الطريق.. هل يفعل؟


مرت الصورة مخيفة في خيال إيبرل فعقدت العزم على الاهتمام بالورود في الصباح التالي .. لكن ، هذا فقط ! إنها مصممة على عدم العمل لديه بالرغم من حاجته الملحة لجنائني.. كانت تدرك أنه قام بابتزازها للوصول إلى هذا القرار.. لكن فكرة الهلاك الذي ينتظر الورود أزعجتها كثيراً لدرجة أنستها خيبة أملها..

ترددت إيبرل قليلاً قبل أن تقوم بطلب الرقم.. أرادت أن تسمع صوته ، أن تكون على صلة ما معه، ومع ذلك لا تريد . هكذا أحست بمزيج من الارتياح والخيبة ، حين أعلمتها السيدة أغريبا أن السيد بوكستر غير موجود.

- أوه.. هكذا إذن .

وتسألت ما إذا كانت هذه فرصة لها لتنسى الأمر كله ، وسألت
السيدة أغريبا:
- من المتكلم؟

- أنا إيبرل ساوندرز.. قابلتك بالأمس..

قاطعتها المرأة ساخرة:
- وكأنه يمكنني النسيان.. قال السيد بوكستر إنك إن اتصلت بخصوص الورود ، فبإمكانك المجىء متى شئت .

لاحظت إيبرل أنه كان واثقاً أنها ستتصل . وبطريقة مماثلة ، باردة ، ردت على المرأة.
- شكرا لك، سأكون هناك بعد قليل .

أقفلت الخط قبل أن تقوم المرأة بذلك قبلها.. من أين تعلمت هذه المرأة أن تتصرف بمثل هذه الطريقة الفظة شخص لم يسبب لها ضرراً ؟

وصلت إيبرل إلى المزرعة بعد أقل من ساعة .. قامت بارتداء
قفاز عمل وجدته في صندوق أدواتها ، وباشرت فوراً بعملها. كان الطقس ممتعاً أكثر من الأمس .. يوم وصافٍ ومشمس ومرتفع الحرارة قليلاً.

قاربت الساعة الحادية عشرة ، فتوقفت إيبرل عن العمل بعد أن أنهت نصفه تقريباً لإحساسها بالجوع ، وتناولت الغداء الذي أحضرته معها . فجأة اخترق سكون الريف صوت هدير محرك سيارة ، ورفعت إيبرل رأسها لترى جاغوار بلون فضي تتقدم في
الممر الداخلي الوعر، وتتوقف أمام المنزل..

لم تستطيع إيبرل أن ترى المرأة التي نزلت من الجانب الآخر بوضوح ودخلت المنزل دون قرع الجرس ، لكن بدا واضحاً أنها شقراء ، أنيقة الملبس .. من هي؟ لا بد أنها مقربة من غرايغ
بوكستر لتدخل منزله وكأنها من العائلة .. ربما تكون كذلك؟

أحست إيبرل بالحرج لفضولها الغريب ، ولتفكيرها العدائي الواضح ..
وقالت لنفسها : واجهي الواقع ! رجل مثل غرايغ بوكستر لا بد أن تكون امرأة كهذه في حياته.. امرأة مقربة وكأنها من العائلة ، أو ربما أكثر .. ثم هناك احتمال آخر .. لكن إيبرل رمت بالفكرة بعيداً وانكبت تتابع عملها .. فلاشيء يعنيها من أمور السيد بوكستر.

من المثير للقلق أن تستمر بالتفكير بذلك الرجل المثير للسخط والحيرة معاً ..
عرفت إيبرل عدداً من الرجال في حياتها وأغرمت بالبعض منهم.. وهي حالياً معجبة بمات مورهيد المسئول الاجتماعي عن ليز .. لكن أفكارها لم تتجه بإلحاح نحو رجل ، ولم تتجاوب من قبل للمسة منه أو لسماع صوته بمثل هذه الطريقة المثيرة للخوف.. هذا أمر سخيف ! لم تكن تعتقد بأنها من النساء اللواتي يفقدن عقولهن
لأجل رجل.. ورجل أبعد بكثير من منالها.. ولم كل هذا.. إنها تتصرف كمراهقة!

وفي الحقيقة ، إنها ليست معجبة بطراز غرايغ العابث الذي لا يقيم وزناً للعلاقات الجدية.

كان الوقت ظهراً حين نظرت إيبرل برضى إلى كميات الأغصان المشذبة حول الورود ، وعادت إلى سيارتها الصغيرة لتفتح لفافة طعامها.. أكلت سندويش الدجاج ، وكانت تقضم تفاحة ندية حين لمحت من خلال زجاج سيارتها باب المنزل ينفتح لتخرج منه
السيدة أغريبا متجهة نحوها ونظرة معاناة على وجهها..

قالت:
-السيدة بوكستر تريد أن تراك.



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 02:50 PM   #19

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


أحست إيبرل بقلبها يقع بين قدميها . جف حلقها بسبب الخيبة و الإحباط حتى إنها كادت تختنق.. كم كانت غبية لظنها أن عدم
وجود خاتم زواج يعني شيئاً في هذه الأيام .. بالطبع هو متزوج.. وأجبرتها كرامتها على استعادة تماسكها أمام المرأة..

وتنحنحت لتسأل بخشونة:
- الآن؟

- أجل .. الأن.

أعادت إيبرل التفاحة إلى صندوق الغداء وراحت تفكربمظهرها المشعث والمتسخ بعد صباح عمل . أحست بالنظرة الخبيثة التي علت وجه السيدةإغريبا.. ثم تبعتها إلى داخل الردهة وهناك لاحظت وجود نباتات عليلة وكأنها تحتاجإلى غذاء .

تقدمت السيدة أغريبا أمام إيبرل في الردهة نحو الحمام الذياستخدمته منذ أيام ، ثم تخطته نحو ما يبدو أنه جناح من الغرف المتصلة ببعضها ،وتوقفت عند باب مقفل لتقرعه ولدى سماعها كلمة "ادخل" دخلت تتبعها إيبرل علىمضض .

وقعت عينا إيبرل فوراً على امراتين جالستين في مواجهة بعضهما البعض على مقعدين مزدوجين بيضاوي اللون وموضوعين على جانبي مدفأ مصنوعة من حجارة بيضاء ، وبينهما طاولة وضعت عليها صينية بدت فيها بقايا غداء .

كانت الشابة التي شاهدت إيبرل وصولها تجلس مسترخية على المفرش الناعم للأريكة .. كانت نظرة عينيها الزرقاوين حادة ومتفحصة ..أما المرأة الأكبر سناً فقد كانت تجلس مستقيمة ، مظهرها يدل على وقار واثق .. خصلتان من الشعر الأبيض مرتدتان إلى الخلف عن وجه وسيم قوي البنية ، لتنتهيا خلف رأسها بتسريحة على الطراز الفرنسي .

لكن العجيب في الأمر أن النظرة الباردة للسيدة أغريبا انقلبت إلى أخرى ذات تقدير، وأصبحت لهجة صوتها عذبة وهي تقدمها بلباقة :
- آنسة ساوندرز..سيدتي .

أربكها هذا التحول في تصرفات المرأة ، وازداد حين مدت المرأة
المسنة يدها لمصافحة إيبرل وابتسامة لطيفة تعلو وجهها:
- أنا سعيدة بلقائك ، آنسة ساوندرز.. هذه ريبيكا ماونتن.

وأشارت إلى الشابة الأنيقة ، التي أومات لإيبرل بهزة رأس كسولة .. وأكملت المرأة المسنة:
- سيدة أغريبا .. أعتقد أن الآنسة ساوندرز ستكون مسرورة إن قدمت لها شراباً ساخناً .. أتفضلين الشاي أم القهوة عزيزتي؟

ردت إيبرل وهي تحاول جاهدة استرجاع هدوئها:
-أوه!شكراً لك .. سأخذ فنجان قهوة.

- وأنت ريبيكا؟

- لا شيء لي ماريان .. يجب أن آكل وأسرع في الذهاب فأنا أتوقع زيارة غرايغ لشرب القهوة بعد الظهر.. ثم لدي بعض المهمات التي أنجزها في هذه الأثناء .

شعرت إيبرل بارتياح كبير، فلا بأس أن يكون غرايغ على علاقة حميمة مع هذه المرأة طالما ليسا متزوجين .. مع أن الأمر لا يعنيها على أي حال .

وقفت ريبيكا ماونتن برشاقة ، وطبعت قبلة خفيفة على خد المسنة.. ثم استدارت نحو إيبرل بابتسامة خبيثة ، وقالت بصوت أجش:
- أمر ساحر أن ألتقي بأمرأة تقوم بأعمال جسدية.. لكن لكل امرىْ ميوله كما أعتقد .

قالت السيدة أغريبا بإبتسامة نصر:
- سأرافقك إلى الخارج .

رفعت صينية الطعام ولحقت ريبيكا بمشيتها التي تشبهه مشية عارضات الأزياء ، ثم أقفلت الباب وراءهما.

قالت السيدة بوكستر:
- اجلسي أرجوك ، آنسة ساوندرز.

وأشارت إلى أريكة التي كانت تحتلها ريبيكا.. أجالت إيبرل نظرها في الغرفة بحثاً عن كرسي خشبي لا يتسخ من ملابسها الملطخة ، لكن السيدة بوكستر فهمت نيتها وقالت :
- لا تقلقي عزيزتي ، ثيابك تبدو نظيفة..
على أي حال .. أغطية الأراك يمكن غسلها.. فأنا امرأة عملية ، لن اختار هذا اللون الفاتح لو لم يكن من السهل غسله .

جلست إيبرل بحذر شديد وهي تحاول أن تستخلص جاهدة السبب الذي استدعيت من أجله .. ربما سيتضح الأمر بعد إدخال
السيدة أغريبا للقهوة.

قالت السيدة بوكستر بخفة:
- لهذا اشك أنك لاحظت أن الحدائق الخارجية في حالة
فوضى.. لقد اشترى ولدي هذا المنزل مؤخراً، وأنا وصلت إليه في نهاية الأسبوع الماضي .. كان لدى المالكين القدامى مشاكل كثيرة منعتهم من الاهتمام بأمور المنزل .
وكانوا يعتبرونه مجرد منزل ريفي لهم .. لكنني أنوي وولدي أن نجعله منزلنا الرئيسي.. هكذا ، وكما ترين ، أمامنا عمل كثير ملزمان بإنهائه.

تمتمت إيبرل بأدب توافق على كلامها ، ثم امتنعت عن التعليق مع دخول السيدة إغريبا التي وضعت الصينية فوق الطاولة الصغيرة وأحست إيبرل بأنها تتصرف نحو المرأة المسنة بولاء كبير.

وابتسمت لها كذلك بانحناءة خفيفة وهي تخرج من الغرفة مجدداً.

قالت السيدة بوكستر تتابع الحديث ، وهي تصب القهوة:
- سيصبح هذا المنزل مميزاً جداً كما أعتقد.. وأعرف أن على المرء أن يحب ويحترم المنزل العائلي .. لكن يجب أن أعترف أنني سعيدة لخلاصي من منزلي.. لقد عشت طويلاً في واحد من تلك البيوت القديمة الضخمة قرب " ما كنلي بارك".. أتعرفين المنطقة؟

ذهلت إيبرل للمصادفة وقالت:
- أوه بالتاكيد أعرفها .. لقد تربيت هناك.

- حقاً ! ستفهمين إذن كيف أن امرأة مسنة مثلي، تعيش بمفردها تفضل منزلاً ظريفاً دافئاً كهذا .. وأنا ممتنة جداً لغرايغ لإصراره على أن أسكن معه هنا.. فليس كل ابن أعزب يرغب بأن تكون أمه العجوز بين يديه.

اعترضت إيبرل على قول السيدة بوكستر بأنها امرأة عجوز.. لكنها وافقت في سرها على أن بقاء أم مع ابنها الأعزب ، بغض النظر إن كانت عجوز أم لا، هو أمر قد لا يرحب به الكثير من العزاب.. وهذا أمر يظهر جانباً انسانياً من نفسية الرجل لم تقدره إيبرل أبداً.

وتابعت المرأة :
- بالطبع ، أريد أن يفيده وجودي معه ، فبسبب أعماله لديه مكان سكن في ساكرمنتو، وشقة في سان فرانسيسكو..، لكنه الآن وقد تجاوز الثلاثين ، يبدو أنه شعر بالحاجة إلى بيت حقيقي ، ألأ توافقينني الرأي؟ وإلى أن يتزوج ويكون له زوجة تصبح محور حياته، أتمنى أن أساعده قدر استطاعتي .

قالت إيبرل :
- أفهم هذا.

ربما لهذه المرأة علاقة بتصميم ابنها الملح على إصلاح الحدائق وراودتها فكرة أن الحديقة منزل السيدة بوكستر السابق لا بد كانت مرتبة ومعتنى بها مثل حدائق الخالة مارغريت.. قد لا تعترض أمه على منزل ريفي بسيط لكنها لن تقبل العيش بالتاكيد وسط هذه البرية .. وبكل تأكيد ، ريبيكا المتكبرة التي أحست إيبرل أنها المرشحة الأولى لمحور حياة غرايغ المستقبلية ، ستتوقع محيطاً
يناسب جمالها..

وعاد انتباه إيبرل إلى السيدة بوكستر وهي تسمعها تقول:
- أرى ، حسب كتاب تعريفك ، أن إيان هيوشو هو الذي دربك.. وفي ساكرمنتو، لا يستطيع أحد سوى التفاخر بشرف كهذا.

أحست إيبرل بالاعتزاز لمعرفة أن اسم إيان العزيز وشهرته يعيشان بعده ، وسألت:
- أوه..أتعرفين إيان؟

- أجل ..قد كانت حدائق مارغريت باون مثار حسد كل أهالي ساكرمنتو.. وعرض عليه كثيرون رواتب مغرية جداً للعمل لديهم ولكنه لم يقبل تركها.. وما من أحد فهم السبب ، فهي لم تكن تقدره كما يجب وكان بإمكانه العمل لحساب غيرها وتحسين وضعه.



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-09, 03:03 PM   #20

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk


أحست إيبرل بالاحراج لما سمعته من السيدة بوكستر، ومع أن معظمه كان جديداً على مسمعها ومذهلاً ، إلا أنها أحست أن عليها أن تتكلم فوراً قبل أن تتفوه العجوز عن الخالة مارغريت قد تجده كلامها محرجاً .


أكملت السيدة بلهجة من يتذكر:
- أذكر حفلة أقامتها مارغريت في الحديقة..

قاطعتها إيبرل بسرعة:
- مارغريت باون هي خالتي سيدة بوكستر .. لقد ربتني ، وهكذا دربني إيان..

بدت الصدمة على وجه المرأة :
- أوه.. يافتاتي العزيزة .. ماذا فعلت ! هل قلت شيئاً أساء إليك؟

سارعت إيبرل تطمئنها بصوت لطيف:
- بالطبع لا .. فأنا كذلك كنت أدرك أن خالتي لا تقدر إيان
حق قدره.

لكن السيدة بوكستر بدت محرجة ، ربما من الافكار التي روادتها بشأن السيدة مارغيت وكانت تهم بقولها ، لو لم تتدارك إيبرل الموقف . رق قلبها للمرأة المسنة التي بدت تائهة ، فاختارت كلماتها بحذر في محاولة لتلطيف الجو، وكي لا تكون جاحدة لجميل خالتها.

قالت للسيدة بوكستر بخفة وصوت مرح:
- أتعرفين؟ .. لقد شرح إيان لخالتي عدة مرات أن قطع الورود يجب أن يتم من فوق خمسة عقد للبراعم .. لكنها كانت تصر على قطعها بشكل عشوائي حتى يتناسب طول سيقانها مع الفازة التي تفكر بها.. حتى أننا اضطررنا، هو وأنا ، إلى منعها من قطع الورود.

ارتاحت إيبرل لاسترخاء وجه السيدة بوكستر وضحكت وهي تعيد ملء فنجاني القهوة ، أصبح تعبير وجه السيدة مفكراً:
- إذن أنت هي ابنة الأخت الصغيرة التي ربتها مارغريت بعد وفاة أختها.

وكأنها رجعت إلى ماضٍ مليء بالذكريات الجميلة ، رفعت رأسها مبتسمة بحياء.
ورأت إيبرل ابتسامة غرايغ الفاتنة مرتسمة على وجه أمه ، لا شك أنه ورثها عنها.

-أعتقد أننا التقينا من قبل ، مع أنك كنت صغيرة جداً لتتذكري . لقد زرت مارغريت يوماً، وخلال الزيارة ذكرت أن صديقة لنا تحدثت بإعجاب عن الورود رائعة في حديقتها ، وسألتها إن كان بإمكاني رؤيتها .
فاصطحبتني إلى الحديقة.. وهناك وجدت إيان يعتني بالورود كالعادة ، وفتاة صغيرة تلعب إلى جانبه.. وهناك وقفت
السيدة مارغريت مرتبكة أمام مجموعات الورود المختلفة ، ولاحظتُ وقتها أنها لا تعرف أي من الأنواع هو ورد السلام الأبيض .. ثم مدت يدها إلى وردة بيضاء ، فناداها إيان وتقدم نحونا بسرعة فائقة وهو يلهث ، ثم ابتسم وانحنى أمامنا قائلاً إن الآنسة إيبرل ستكون مسرورة بأن تقطف لنا الورود التي نريدها ، فأخبرتها مارغريت بأن السيدة بوكستر ترغب في وردة سلام .. ومع أنك لم تتجاوزي الثامنة يومها ، فقد تناولت المقص من إيان، ودون أي تردد، تقدمت نحو الورود المطلوبة، وقطعت ثلاث زهور بدرجة متساوية من الطول.. هل تذكرين هذا؟

ابتسمت إيبرل والحنين يملأ قلبها. وقالت:
-لا ..أنا آسفة ، لاأذكر هذه الحادثة بالذات ، فقد كان هذا الأمر يحدث دائماً..

امتنعت إيبرل عن تناول فنجان قهوة آخر، وقالت:
- كان هذا لقاء ساراً جداً سيدة بوكستر.. لكنني يجب أن أنهي عمل.. هل تمانعين الآن.

- بالطبع .. لقد كنت أنانية.. امرأة عجوز ثرثارة . لكن قبل أن تذهبي .. أتساءل إن كان بإمكانك الإصغاء إلى قصتي المؤسفة ، إيبرل .. هل تمانعين في أن أناديك باسمك؟

فقالت إيبرل :
- بالطبع لا . أرجوك.

- شكراً لك عزيزتي.. الواقع أنني تسرعت ووعدت منظمي جمعية أنتمي إليها بأنهم يستطيعون استخدام هذه الحدائق لحفل خيري صيفي.. سيكون ذلك في حزيران (يونيو).. ولقد حاول غرايغ العزيز استخدام جنائني لمركز دائم.. لكن ، كما تعرفين..وبدأت عيناها تلمعان فأكملت .. لم ينجح . لطالما كان لغرايغ طبيعة
متقلبة ، لكن بجب أن أعترف أنني نادراً ما رأيته ضجراً ومحبطاً كهذه الأيام..
حين عودته بعد ظهر الأحد مباشرة ، كان شديد الحيرة والتفكير.

قال إنه وجد جوهرة بين النفايات.. لكنها رفضت العمل. وقال:
لقد فعلت ما بوسعي .. والباقي عليك.. وحين سألته أكثر قال لي على مضض إن هذا حدث يوم جئت لمقابلته.

أحست إيبرل بحرج رهيب لمعرفة السيدة بوكستر بتفاصيل ما حدث ، وكم تمنت أن تعرف كيف شرح لأمه تصرفه الخشن معها. ولكنها حاولت ولأجل العجوز، أن تستخف بما حصل.

- كان مجرد سوء تفاهم سخيف سيدة بوكستر .. أعتقد أنني كنت متوترة أكثرمن اللازم.

- ربما ، وربما لا عزيزتي .. فغرايغ يميل إلى التصرف بحرية كبيرة في بعض الأحيان .. لكن المهم في الأمر أنني أخذت على عاتقي أن أجد جنائنياً لأنني أنا المستعجلة . لذلك سيكون موظفاً عندي ولا علاقة لغرايغ به فهل لهذا فرق في مسألة قبولك العمل أم لا؟

ترددت إيبرل تفكر.. كم ستؤثر عليها هذاالتغيير؟ لا مجال للسؤال أنها بحاجة إلى العمل .. وبكل تأكيد ستكون سعيدة بالعمل مع امرأة تعرف فعلاً أن هناك قواعد وأوقات معينة يمكن قطع الورود خلالها.. وإذالم تكن على اتصال مع ذلك الرجل ..

قالت مبتسمة:
- أجل سيدة بوكستر أظن لهذا فارق كبير.

ابتسمت السيدة بارتياح:
- أوه..أنا مسرورة جدلً إيبرل . سنقضي أوقاتاً ممتعة لجعل هذا المكان كالجنة.. وأريدك أن تعلمي أنني أكن كل الإعجاب لخيارك
العملي .

أحنت إيبرل رأسها لتخفي دموع العرفان بالجميل التي لسعت عينيها ..فعدا عن إيان ، كانت السيدة بوكستر الوحيدة التي أعطتها التقدير لخيارها بأن تكون جنائنية.

تكلمت السيدة بصوت منخفض وكأنها تسر لها:
- ألست ممتنة لأنك شابة في زمن تستطيع الفتاة فيه أن تقوم بالعمل الذي يثير اهتمامها ؟ أتعلمين ، لو كنت فتاة شابة اليوم لرغبت في أن أمتهن قيادة الطائرات.

ضحكت إيبرل:
- أتمنى لو أن معظم الناس ينظرون إلى الأشياء كنظرتك سيدة بوكستر.

قالت السيدة :
- أوه .. تباً عزيزتي ..إنهم تافهو العقول ودون إبداع ، يخافون
المغامرات وحياة المخاطرة .. يجب أن تتعلمي عدم الاهتمام بهم.

أحست إيبرل بالنشاط لكلام السيدة بوكستر، ووضعت الأخيرة معطفها فوق كتفيها استعداداً لأن تريها مكان نومها.. الراتب الذي اتفقتا عليه كان أكثر من سخي ، وستتمكن الآن من مساعدة الزوجين إيفنز مادياً .. مرت المرأتان عبر غرفة الجلوس الكبيرة المواجهة للمدخل ، وقالت السيدة بوكستر إن بإمكان إيبرل أن
تهتم بالنباتات الداخلية الاستوائية ، اتجهتا عبر الشرفة نحو المنزل التابع لبركة السباحة و قالت إيبرل للسيدة:
- لدي قط سيدة بوكستر.. آمل أن لا يكون هناك إزعاج في هذا.

-لا بأس أبداً .. أنا مغرمة بالقطط .لا تبدو هذه السيدة كغيرها من العجائز!

كانت تسير متمتعة بجو الريف النقي.
- مااسم قطك؟

- برنس.

أحست إيبرل بصحبة حميمة وبرغبة كبيرة في احتضان السيدة بوكستر.
- لقد أسميته برنس ، لأنه قوي المظهر ولطيف المعشر.

وصلتا إلى المنزل ضاحكتين، ودفعت السيدة بوكستر الباب لينفتح، ثم أشارت إلى إيبرل بالدخول.. كان تصميمه أكثر دقة.. الغرفة الرئيسية كبيرة ، بمدفئة من الحجرالأسود. النوافذ العريضة من الخشب الأبيض.

دعتها السيدة بوكستر:
- تعالي لتشاهدي المطبخ . كان المطبخ الأكثر جمالاً الذي رأته إيبرل في حياتها ، مكتملاً بكل الأدوات التي تم اختراعها.

سألت السيدة بوكستر:
- هل تحبين الطبخ؟

فقالت إيبرل:
- أجل ، وأنا بارعة فيه..

قالت المرأة المسنة بحماس:
- حقاً! ربما تقومين بدعوتي يوماً للغداء.

تممت إيبرل أنه يشرفها هذا، لكنها تساءلت عما إذا كانت ستجد صعوبة في المحافظة على هذه العلاقة بين رب عمل وموظفه.

محاولة تغييرالموضوع :
- بما أن هذا المنزل تابع لبركة السباحة ، ألن ينزعج ضيوفكم صيفاً؟

- أوه..لا.. فغرف الضيوف في الجانب الآخر الأقرب إلى المنزل .. وماهو أهم ، أرجو أن لا تنزعجي أنت من الضيوف ! على أي حال ، سنستقبل الناس في نهايات الأسابيع وأتوقع أن تكون لفتاة جميلة مثلك اهتمامات أخرى لقضاء أوقات فراغها الأسبوعية بدلآً من إمضائها في المنزل.


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.