آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          فرشاة وحشية ج1 من س تمرد وحشي-قلوب أحلام زائرة-للكاتبة: Nor BLack*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-13, 11:28 AM   #51

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الحلقه
75




نظر احمد الي مريم التي تتجول في طرقات القسم الذي يعمل به, اول مرة يراها بالعمل, تبدو اكبر قليلا في الملابس الرسمية, ومع ذلك وجهها كالطفلة الصغيرة, تمالك شجاعته وقام من مكتبه,وتوجه نحوها.


احمد: مريم, ازيك عاملة ايه؟.


التفتت اليه وعلى وجهها تعبير صارم.


مريم: استاذ احمد, اهلا,.......؟؟.


احمد: انا اول مرة اشوفك في الشغل,ولا بشوفك في الكلية خالص, انتي مابتجيش قسم الحسابات كتير, ولا ايه؟, اخبار الكلية أيه؟,امتحاناتك امتي؟.


نظرت اليه مريم في هدوء وقالت بصرامة لاتتناسب ووجهها رقيق الملامح.


مريم: افتكر الشغل مش مكان اننا نهذر ونرغي فيه, ولا حضرتك غاوي تهذر ؟, اتفضل على مكتبك يا استاذ احمد, وسيبني اشوف شغلي لوسمحت.


شعر احمد بكلماتها كالصفعات على وجهه , لاول مرة في حياته يتلقي اهانة من فتاة ,ويعجز عن الرد, وقف مدهوشا وهي تتخطاه ,لتكمل جولتها بالمكاتب.


بعد ثواني مرت كالسنين لملم احمد شتات نفسه ,وعاد لمكتبه محتقن الوجة, والشعور بالغضب والدهشة يملأه, من تظن نفسها؟.


قام زميله ينظر اليه ,من الحاجز الزجاجي الداكن بين مكتبيهما, وقال ساخرا.


سامي: كان غيرك اشطر.


رفع احمد بصره اليه بغضب.


احمد: نعم؟.


سامي: بقلك كان غيرك اشطر, انا مش عارف انت ازاي اصلا جاتلك الجرأة تكلم مريم, انت مش طبيعي.


اعتدل احمد والتف بكرسيه ,عاقدا ذراعيه على صدره في غضب.


احمد: وليه بقي ان شاء الله؟, سوبر وومن؟, ماهي بنت زي أي بنت.


جلس سامي علي مقعده مقهقها, وقام والتف ليدخل منطقة مكتب احمد, يقف بجانبه ويقول.


سامي: مين عبيط فهمك كده, اهي مريم دي الي مش زي أي بنت ابدا, انا عمري في حياتي ما شفت بنت زيها,وبعدين دي بنت صاحب الشركة انت كان ايه في دماغك؟, عايز تضيع نفسك؟.


احمد: ايه يعني؟, ماباباها صاحب ابويا, وبعدين هي معايا في الجامعة, وبينا كلام , ايه الي حصل يعني؟.


سامي: انت عارف هي بتشتغل هنا ايه؟.


نظراحمد اليه احمد في استغراب وقال مخمنا.


احمد: في الهيومان ريسورسيز اكيد مادام مش معانا هنا, ايه يعني؟.


سامي: مساعد مدير الادارة.


احمد: ناااااعم؟؟؟,ليه؟؟؟؟,دي حتة بت مفعوصة في بكالوريوس ألسن ,مكملتش اتنين وعشرين سنة.


سامي: اهي البت المفعوصة دي تفهم عني وعنك, شوف انا بشتغل هنا بقالي خمس سنين ,قبل ماتبدأ تتمرن هي هنا, كانت مفعوصة زي مابتقول, حتة عيلة, لقت انها مش فاهمة حاجة خدت دبلومة ادارة اعمال, تمام!! ,ايام ما كانت بتشتغل هنا في قسم الحسابات, واتنقلت قسم تاني, وبعدها خدت كورسات كومبيوتر, ودبلومة سكرتارية كاملة, جميل, كل دا في الدراسة وبعدها, وهي برضة بتيجي تتدرب هنا, وبعدين خدت دبلومة ترانينج, واشتغلت في قسم التدريب, واتنقلت بعدها فوق, عند ابوها ,ومن ساعتها ماشفناهاش, عرفنا انها لفت على كل الاقسام تتمرن ,اصل ابوها بيشغلها عشان تاخد مكانه بعدين, او تبقي ايده اليمين دلوقتي, بس البت زي النحلة, مابتهمدش, ماشفتش ابدا واحدة بالمنظر ده, شغل شغل شغل, وجد على طول, اشك اني شفتها بتضحك في الشركة هنا ابدا.


نظر اليه احمد مزهولا,من المعلومات التي سقطت عليه دون ان يطلبها.


سامي: ومع ذلك بت زي القمر, وميبانش عليها, انت عارف سمعت ان الحاجة الوحيدة الي مبتفهمش فيها هي الشئون القانونية, بس ايه, الكل بيترعب منها, لما بتدخل مكان بيقف على رجل, البت دي بميت راجل , والكل بيعملها الف حساب, دي يا بابا الي هتمسك الشركة دي بعد عمر طويل ولا قصير.


احمد: كل دا , في البت الصغيرة دي؟.


سامي: صغيرة ؟؟؟,دانت الي صغير, وجاي تستهبل وتكلمها , انا مش عارف عقلك كان فين, بيني وبينك , انا اسمع ان ناس كتير هتموت عليها, بس هي ايه , تقيلة اوي.


جاءت في هذه اللحظة سكرتيرة مدير القسم.


الفتاة: استاذ سامي, انسة مريم عايزاك في مكتب استاذ عبد الرحمن.


سامي: ااااه, جالك الموت يا تارك الصلاة.


وقام تاركا احمد يتخبط في حيرته, لم تبد هكذا ابدا, حين صدمها واسقط عليها كوب الشاي, كان يظن انها ابنة الخامسة عشر, يستطيع ان يمازحها مثلما يفعل في الكلية, مع أي بنت.


أ*يعني ساكت يعني, فين افكارك الجهنمية؟؟, مش كل بنت ليها دخلة؟, ولا انت ساعة الجد بتبيعني؟


ابيعك مين؟؟, انا معاك طبعا, بس انا كنت فاكر انك لسه بتفكر في مني؟


منكرش اني بحب مني, بس ايه المانع ؟,ماحنا سايبين بعض, يعني حلال اللعب


طيب قول كده من الاول, افكر انا كده معاك برواقة, طبعا كل بنت ليها دخلة, ومسيري اعرفلك دخلتها بس سيبني عليها شوية


بس دي صعبة اوي علينا , انت مسمعتش سامي ,ولا ايه؟


ولاصعبة ولا حاجة , وهو بيقع الا الشاطر يا ايمو , ولا انت نسيت؟


بس دي اكيد الي واقعين فيها كتير


المهم هي تقع في مين


صح ,المهم هي تقع في مين


*****************************


مؤمن: ايه يا مني؟, كلمتي سارة؟.


منى: ايوة يا سيدي, وقال ايه باباها مابيواقفش على عرسان الا لما تتخرج.


مؤمن: عنده حق.


منى: هو ايه دا الي عنده حق؟,ازاي يعني؟,طب افرض جالها حد قبل ماتتخرج وهي عايزاه؟.


مؤمن: يابنتي ابوها عنده حق, البنت فعلا بتبقي صغيرة في السن ده, لافاهمة ولاعارفة يعني ايه مسؤلية جواز وخطوبة وكده, بتبقي عايزة تحب وبس, ودا كمان بييجي على دماغها , لانها بتهمل دراستها, ومشاكل وجهاز, ولف وهدايا, حاجات كتير هي في عني عنها.


منى: يا سلام ياسيدي, يعني ايه؟, انا لو جالي عريس كويس, هترفضوه بسبب اني لسه صغيرة؟.


مؤمن: انا بفهمك وجهة نظر الراجل , وبعدين مش لما يبقي يجيلك عريس, ولا انتي عندك حد؟.


منى: ايه يا مؤمن الكلام دا؟.


مؤمن: متتعصبيش بس عليا,......... انتي مستغربة اني لسه مانستلكيش الحكاية القديمة؟.


صمتت مني في غضب مشوب بالاحراج, انها تعلم جيدا انه لازال يذكر ما فعلته, وان عادت المياة الي مجاريها قليلا , هذا لايعني انه نسي.


مؤمن: انا بس مبحبش اضايقك, واكيد انتي كمان مابتحبيش تضايقني ولا ايه؟, لسه ناوية تضايقني؟.


منى:انا كمان نسيت يا مؤمن, وياريت متعدش كل شوية تفكرني.


قبل رأسها وقال.


مؤمن: انا بعلمك, عشان تعرفي انك مش لوحدك ومينفعش تفكري ولا تتصرفي من دماغك, صحيح انا كنت دايما بشجعك على الاستقلالية برأيك وبقراراتك, بس الغلط نتعلم منه, مش نعيده, طبعا فاهماني.


منى: فاهماك.


مؤمن: يارب تكوني اتعلمتي من الي حصل , اكيد ماعداش عليكي الموضوع كده.


م*اتعلمت ايوة, واحمد كمان اتعلم, اهو الي انت عملته جاب نتيجة, وانا بشكرك اوي يا مؤمن, انك خلتني اعرف قد ايه احمد عايزني, ومستعد يعمل علشاني, وبرضة على افكارك ان البنت لازم تكون متخرجة قبل ما تفكر تتخطب, انا بحبك اوي, ولسه بحب احمد, يارب اقدر ارضيكو انتو الاتنين


*******************


وائل: مؤمن, بصراحة انا كنت عايز اكلمك في موضوع, .....بقالي مدة,....كنت عايز افاتحك.


مؤمن: اتكلم , فيه حاجة؟, قلقتني.


وائل: مفيش , انا بس كنت عايز, يعني , انا مكسوف منك جدا, بس والله مش عايزك تفتكر حاجة.


مؤمن: ماتنطق يابني, مالك؟.


وائل: انا بس .......كنت عايز اسألك, بس اوعي تفتكر حاجة, اختك بنت محترمة جدا, والله,......بس انا يعني, اصل انا بفكراخطب وكده, انت عارف, والواحد لما يحب يبني حياته, بيدور على واحدة كويسة وبنت ناس, تصونه ويكون بيستلطفها ,وعارف اهلها, ومني اختك , من ساعة ماخدت عندي درس وانا عارف, قصدي يعني حاسس انها بنت محترمة, وما شاء الله اصحابها محترمين, واهلها ناس طيبين, وبعدين يعني,.....انا بفكر, انت فاهم, انه ليه لأ؟, يعني هي , وانا, يعني وانت كده ...فاهم؟؟.


مؤمن: مع انك مبتقلش كلام مفيد اصلا, بس انا فهمت, من الاخر عايز تخطب اختي ,وبتسألني رأيي, ولا انا جمعت كلامك غلط؟.


وائل: لأ ,هو كده صح, تمام.


مؤمن: طيب , طبعا الموضوع دا ميخصنيش لوحدي, دا يخص مني واهلي كمان, فانا هشوف وابقي ارد عليك, انت مستعجل ع الرد يعني؟.


وائل: لأ خالص, خد راحتك , انا بس لقيت اني افاتحك انت الاول, اصل هيبقي شكلي بايخ اوي لو كلمت باباك على طول كده, منا لازم برضه افهم, ...انت فاهم...ولا ايه؟.


مؤمن: فاهم فاهم, متخافش هبقي ارد عليك ان شاء الله.


وائل: طيب.....متتأخرش,........ ولا..........خد راحتك, خد راحتك.


مؤمن:خلاص يابني , قلتلك هرد عليك.


********************


أ*يابني اتلم, ايه يعني عيد ميلادها؟, هو عيد قومي


مينفعش اعديه كده ,لازم ابينلها اني لسه فاكرها


مانت المفروض تنساها , مش هي الي كانت عايزة كده؟


بس انا مش ناسيها , اخليها تفتكر ليه اني نسيتها, وبعدين هتزعل اوي لو ماافتكرتهاش فيه


طيب يا عم الرومانسي ,هتطلبها , وبعدين؟, ولو قفلت في وشك؟


مش عارف


طيب , هتعمل ايه؟


ابعتلها ماسدج, كده , انا فاكرها ومش مستني رد, صح؟


ماشي, مع اني مش موافق ,لا يقع الموبايل في ايد اخوها ولا حاجة


انا معايا نمرة الخط الجديد بتاعها, هبعتلها عليه, ومش هقول حاجة غريبة , عشان لو اخوها شافها مايحسش


طيب فكر بقي ,هتبعت ايه


مممممممم, استني , هبعتلها كل سنة وانتي طيبة وهي هتفهم لوحدها


طيب يا سيدي, خلينا ورا مني, الي هتودينا في داهية


انا ماحدش بيوديني في داهية الا انت, انت لوحدك داهية










الحلقه
76




مني: وانتي طيبة يا سارة.


سارة: حد قبلي كلمك؟.


مني: لا, الساعة لسه 11 ياتحفة.


سارة: منا قلت الحق قبل ما حد يقولك, كل سنة وانتي طيبة.


منى: لحقتي طبعا.


سارة: مالك يا موني؟.


منى: مفيش.


سارة: ااااه, نكد العيد ميلادات دا انا عرفاه, متخافيش يعني 19 سنة مش حدوتة, كملتيهم قبلي, ايه يعني؟.


منى: ههه.


سارة: كمان ضحكتك بايخة ,....... فيه ايه؟.


مني:........


سارة: احمد؟.


منى: يعني ,...... السنة الي فاتت كان معايا, وكان عيد ميلاد حلو مع اننا اتخانقنا فيه شوية, عشان مرضتش اخد الهدية برضة, بس ......., هوووف,......معرفش انا متضايقة وخلاص.


سارة: متضايقيش نفسك, دا عيد ميلاد مش جنازة, وايه يعني الي فات كان حلو, دا الجاي هيبقي احلي واحلي, وكل سنة ان شاء الله هتبقي احلي.


منى: يارب يا سارة.


اكملت منى المكالمة مع سارة وعقلها شارد تماما, والشعور بالحزن والاختناق يقتلها, والحنين يكاد يجهز عليها,تري يا احمد, هل سيتذكر, ام سيتجاهلها كما فعل في الشهور الماضية؟.


بعد اغلاقها مع سارة تلقت عدة مكالمات تليفونية , وعدة رسائل تهنئة بعيد مولدها,ولكنها شعرت بالانقباض, حين تلقت رسالة من رقم هاتف تحفظه جيدا,عن ظهر قلب.


"كل سنة وانتي طيبة وتكوني فرحانة على طول )"


انه احمد, لقد تذكر, وعلى الرغم من احتياطها لعدم حصوله على رقم هاتفها, حصل عليه, وعلى الرغم مما بينهما من جفاف, ارسل لها رسالة يهنئها بعيد ميلادها.


م*ياحبيبي يا احمد, انا مكنتش متخيلة انك هتعمل حاجة, انت بجد بتحبني


ماتكلميه


لا طبعا, ايه الجنان دا؟؟, مؤمن هنا


اقفلي الاوضة ,وكلميه


مينفعش


يعني هو كتر خيره, افتكر وجاب نمرثك وبعتلك ماسدج , الراجل يعمل ايه اكتر من كده عشان يرجعلك, مش انتي الي قلتي لو حب يرجع انا موافقة؟, ولا انا الي قلت؟


ايوة ,انا قلت كده


طيب ,مالك بقي, اقولك, كلميه وباركيله ع الشغل


مينفعش


يعني ايه؟؟, هتطنشيه؟


معرفش ,اعمل ايه؟


طيب, ابعتيله ماسدج اشكريه


هو ينفع؟؟


جربي, انتي هتخسري ايه يعني؟


لو مؤمن عرف هيموتني


انتي مش احمد واحشك؟


جدا


طيب ابعتيله ماسدج, مش حاجة , قوليله شكرا بس


طيب هجرب


اكتبي" شكرا يا احمد"


فين الموبايل؟


***********************


أ* ايه يا موني؟, وصلتك ولا وقعت في ايد اخوكي؟


اكيد وصلت ,انت مش جالك انها دليفرد


ايوة, بس انا خايف اكون سببتلها مشكلة ولا حاجة؟, ياريتني ما بعت


انت مالك بقت خيخة كدة ليه؟, من امتي يعني الحنية دي, ماخلاص, بعت والي حصل حصل, اخوها بقي عرف ابوها عرف, دي مشكلتها


انا خايف عليها


يادي النيلة,يابني الي انت خايف عليها ولا هتعبرك, لانك خلاص مبقتش في دماغها, وانت بس الي شاغل بالك بيها


لا طبعا, مني اكيد لسه بتحبني


وايه الي اكده, هي من يوم ماسقطت حاولت تكلمك؟؟, حاولت تقربلك؟ , ولا كأنها كانت تعرفك


بس دا لاننا كنا متفقين


مين دا الي اتفق ؟,دا هي قررت لوحدها , وهي الي ساب.....


استني بس, اشوف ماسج من مين؟


"وانت طيب, شكرا"


مش قلتلك هتفتكر


بتعمل ايه يا مجنون, انت الفرحة طيرت عقلك؟


هطلبها ملكش انت دعوة


********************


ارتجفت مني من السعادة حين رأت احمد يتصل, وخافت في الوقت نفسه من مشاعرها ,التي اضعفتها امام الهاتف,وشعرت بالرغبة في الرد, احكمت اغلاق باب غرفتها , وردت بعد تردد.


مني: الو.


صمت احمد يبتلع المشاعر التي اجتاحته حين سمع صوتها خافتا , رقيقا كما اعتاد ان يسمعه, انما يشوبه بعض الحزن.


احمد: كل سنة وانتي طيبة يامني.


منى: وانت طيب يا احمد, شكرا انك افتكرت.


احمد: وتفتكري انا كان ممكن انسي.


خفق قلب مني في لهفة وهي تستمع الي كلماته المتهدجة,التي عبرت عما يدور في رأسه اكثر من أي كلام حب,وصمتت لتعذر خروج الكلمات من فمها.


احمد: انا ضايقتك اني اتكلمت؟.


أ*وحشتيني


منى: ابدا.


م*بحبك


احمد: يعني..., لو كنت سببتلك مشكلة؟.


أ*مكانش ينفع مكلمكيش


مني: لا ,ولا حاجة.


م*كنت هموت لو مكنتش اتكلمت


احمد: واخبارك ايه؟.


أ*لسه بتحبيني؟


مني: الحمد لله.


م*متدمرة من غيرك


احمد: .................


أ*انا لسه بحبك


منى:................


م*انا نفسي نرجع سوا


منى: سمعت انك اشتغلت, مبروك.


احمد: اه, دي حاجة كده لغاية ما اتخرج يعني, الله يبارك فيكي.


أ*عاجبك الي احنا فيه دا؟


منى: ...................


م*عقبال ما تنجح ,وتعمل مستقبلك بقي


احمد: ماشي يا مني , انا كنت بس بقلك كل سنة وانتي طيبة.


أ*انا كان بس نفسي اسمع صوتك


منى: وانت طيب .


م*انا ازاي كنت عايشة من غير ما اسمع صوتك؟


احمد: ماشي يا مني , عايزة حاجة؟


أ*انا عايزك تاني


منى:لا شكرا.


م*عايزاك ترجعلي


احمد: ماشي, سلام.


أ*بحبك


مني: سلام.


م*بحبك


********************


نظر مؤمن الي صديقات مني بحفل عيد مولدها يبحث عن سارة, حتى وجدها, فاقترب دون ان تلاحظ.


مؤمن: ايه ياسارة الهدية الي انتي جايباها دي؟, مش تجيبي حاجة ممكن استخدمها منها.


التفتت سارة مندهشة ,من وجوده خلفها ,وردت في سرعة.


سارة: المرة الجاية هبقي اجيبلها صفارات وبلالين, عشان تعرف تلعب بيهم معاها.


ضحك مؤمن.


مؤمن: وانتي بقي على طول لمضة كده؟, ولا دا لزوم العيد ميلاد؟.


سارة: لا دا لزوم الاعياد بقي, انت عارف, مبخرجش من البيت من غير لماضتي.


وانسحبت من جانبه في خفة وابتعدت, حتى وجدت ميرنا فوقفت بجانبها.


فقالت ميرنا في مكر.


ميرنا: الواد دا عينه منك.


سارة: مين دا؟.


ميرنا: الباشمهندس مؤمن.


نظرت اليها سارة في ذعر.


سارة: انتي بتهرجي؟, مؤمن ايه؟, لا طبعا.


قالت ميرنا,وهي تتلفت حولها.


ميرنا: شششششششش, ايه؟؟؟, انتي نسيتي نفسك, وطي صوتك , احنا في عيد ميلاد اخته.


خفضت سارة صوتها.


سارة: مانتي بتستهبلي.


ميرنا: طب والله العظيم , باين عليه جدا, هو يعني من امتي بيهذر مع حد؟, دايما يجي عليكي ويتكلم , خليتي الشيخ مؤمن ينطق.


سارة: انا؟؟؟.


ميرنا: ومالك مخضوضة كده ليه هو انا بشتمك؟, طب يا ريت, هو انتي ينفعك الا ده, حد يعدل دماغ الجزمة دي, ويعلمك الادب.


سارة: انتي بتقولي ايه؟.


ميرنا: هو انا قلت حاجة, انا بس بخليكي تاخدي بالك, لحسن تتصرفي زي الهبلة , وميخلصش من لسانك الدبش دا.


سارة: لا, مش ممكن يكون الموضوع دا بجد.


ميرنا: خدي بالك بقي, انا بقلك عشان تبقي عارفة, دانا كنت فاكراكي فهمتي, هو شكله واد قديم يعني, مش هيكلمك في حاجة, الا لما يبقي ناوي جد, فخليكي ريدي ,انه ممكن ييجي في مرة يتكلم.


سارة: مؤمن؟؟؟؟؟؟, مش معقول, دانا مكنتش واخدة بالي خالص.


ميرنا: ابقي ركزي بقي من هنا ورايح.


مني: ايه يا بنات؟, واقفين بتتوشوشو في ايه؟.


التفتت ميرنا وعلى وجهها ابتسامة عريضة.


ميرنا: في مزاجك الي معدول اوي النهاردة, وضحكتك الي من الودن للودن, الي يشوفك دلوقتي ميشوفكيش امبارح وانتي خلاص كنتي هتعيطي.


ابتسمت مني.


مني: مين كلمني امبارح؟.


ميرنا: وائل؟.


مني: احمد.


نظرت سارة رغما عنها, ناحية مؤمن في ذعر.


سارة: واخوكي؟.


ميرنا: انتي بتستهبلي؟, تاني يا مني؟؟؟.


منى: انا كنت عملت ايه يعني؟, دا بيكلمني يقولي كل سنة وانتي طيبة, مقلناش حاجة يعني.


سارة: انتي لو رجعتي لاحمد دا تاني , انا ماليش دعوة بيكي خالص, ولو رحتي في داهية حتى.


مني: وطي صوتك, وبعدين احنا اتكلمنا بس , مرجعناش لبعض, واحمد بقي انسان كويس, وبيشتغل, يعني يعتمد عليه,مش زي ماقلتي ,انا لو كان قالي لسه بحبك كنت قلتله وانا كمان, بس هو كان محترم , وخد باله من كلامه.


ميرنا: والله يا مني انتي مش ناوية تعدي الموضوع دا على خير, مش هتيجي الا لما تتطربأ فوق دماغك.


منى: مش مهم.


سارة: لا دانتي اتجننتي بقي.


ردت مني بغضب.


منى: ايوة اتجننت اني وافقت اسيب احمد لحظة واحدة, وهو بيحبني بالشكل دا, واهو طلع عكس ما كنتي بتقولي انتي ومؤمن, وان شاء الله هيخلص وييجي يخطبني.


وتركتهما غاضبة.


ميرنا: البت دي مش هتعقل ابدا؟.


سارة: ولا شكلها ناوية










الحلقه
77




مؤمن: مني ,كنت عايزك ضروري.


مني: فيه ايه؟.


مؤمن: تعالي بس موضوع مهم .


دخلت غرفته وهي تبتسم في خبث,وهو يغلق الباب خلفها.


منى: ايه؟؟, موضوع سارة تاني؟.


مؤمن: لا يا لمضة, مش عشان الموضوع دا.


فجلست وهي تقول.


منى: هيكون ايه يعني؟, وانت بتعرفني الا عشان مصلحة؟.


جلس قبالتها وهو يقول.


مؤمن: ياستي المصلحة المرة دي عشانك انتي.


منى:.................


مؤمن: من غير لف ولا دوران كدة,... بصراحة جايلك عريس.


دهشت مني بشدة من كلماته المباشرة, وتلجم لسانها لحظات.


مني: انت بتقول ايه ؟, عريس مين؟.


مؤمن: هو حد انتي تعرفيه, بس انا مش عايز اقلك الا لما تاخدي نفسك الاول وتركزي معايا, وبطلي تلعبي في الملاية.


تركت مني ملاءة السرير, التي كانت تقبض عليها في توتر, دون ان تدري انها تفعل ,وفكرت في قلق.


م*يارب استر, يارب مايكونش وائل


منى: مين العريس يا مؤمن ؟,انا هادية اهه.


مؤمن: وائل, الي كنتي بتاخدي عنده درس.


م*ليه كده بس!!!


صمتت مني ,ونظرت اليه في حذر.


منى: وانت رأيك ايه؟.


مؤمن: انتي كنتي عارفة حاجة؟.


منى: ابدا, والله العظيم ابدا ,وماليا دخل في الموضوع دا.


مؤمن: انا مش بسألك ليكي علاقة بيه, انا بسأل تعرفي حاجة ولا لأ, يعني كان مثلا معجب بيكي قبل ما اعرفه, ولا عايزك عشان اختي, عشان بس افهم.


منى:معرفش, انا ايه الي هيعرفني, اسأله؟.


مؤمن: ايه يا مني؟, عايزة تقنعيني ان البنت مبتعرفش الولد معجب بيها ولا لأ؟.


منى: انت عايز توصل لايه يا مؤمن؟, انا مش هتكلم معاك ,وانت بتتهمني بالشكل ده.


مؤمن: انا قلتلك حاجة؟, انا بسأل, طيب سيبك من السؤال ده, خليكي معايا,انتي رأيك ايه؟.


منى: انا طول عمري ببصله على انه استاذي, مببصش عليه حاجة تانية يعني,مش في دماغي اكيد.


مؤمن: ماهو اكيد مش هتتجوزو كده م الباب للطاق يعني, طبعا هتعدي معاه وتتكلمو, وتشوفيه كبني ادم, كعريس, مش كأستاذ, وتدي رأيك فيه, وساعتها تقرري, انا مبسألكيش عشان حاجة, وابقي غبي لو استنيت منك رد,من غير ماتتكلمو,بس انا بقلك عشان يبقي عندك فكرة.


منى: بس انا مش مستعدة ........ومش عايزة,...انا لسه صغيرة.


مؤمن: انا مقلتلكيش حاجة, انا بقلك شوفيه, وشوفي نفسك وفكري, متتسرعيش وتجاوبي اجابات غبية, وانا اوعدك مش هأثر عليكي برأيي, مع اني شايفه انه بني ادم ممتاز, بس المهم انتي تكوني مستريحة,انا ماقلتش لحد في البيت لسه, فكري وابقي ردي عليا.


قامت منى من امامه ممتقعة الوجة, وأومأت برأسها تفهما ,وهي تجر قدميها للخروج من الحجرة ,قبل ان يكلمها في شيء اخر, وقبل ان تصل الي الباب ,ناداها مؤمن.


مؤمن: مني,.....انتي لسه بتفكري في احمد؟.


امتقع وجهها اكثر,وهي تلتفت لتجيبه.


منى: لا طبعا.


مؤمن: اتمني متفكريش في الموضوع دا خالص وانتي بتفكري, واستخيري ربنا كده وابقي ردي عليا, عندك استعداد تشوفيه ولا لأ.


منى: طبعا.


واستدارت وخرجت من غرفته , قبل ان يري مدي كذب عينيها.


*********************


انتظر احمد امام مبني لجان امتحان كلية الالسن, بعد ان تأكد من مكان لجنة امتحان مريم, وشعر بالارتباك وكأنه ينتظر فتاة لأول مرة في حياته, لقد حيرته هذه الفتاة كثيرا, وشعر بالشك قليلا في وصف سامي لها, لا توجد فتاة بهذه المواصفات ابدا,وان كانت, فلا ريب انها فتاة مثل كل الفتيات, كلهن متماثلات, وهو لن يتواري عن التعرف عليها ,حتى ولو كانت رئيسته بالعمل.


لمحها تخرج وحدها من اللجنة , وتسير في شموخ, وجها الجميل يشرق بنصف ابتسامة ,وهي تحيي بعض من اصدقائها, وتتخطاهم, جمع شجاعته, ودفع نفسه للاقتراب منها.


احمد: مريم.


التفتت مريم في استغراب, وظهر على وجهها شيء من السأم ,حين رأت انه احمد.


مريم:...................؟.


احمد: انا كنت هنا عند جماعة اصحابي , عرفت انها امتحانات سنة رابعة,قلت مين اعرفه في رابعة , افتكرتك, قلت اجي اسلم عليكي, ايه؟,الامتحان كان ايه؟.


مريم: بتسأل ليه؟.


اندهش احمد من برودها الواضح في جوابها, وقال محاولا تبرير موقفه.


احمد: اااا...ابدا, ...انا كنت بطمن عليكي,... بس.


اعتدلت مريم, وعقدت ساعديها, وارتسم على وجهها نفس التعبير الذي رآه في الشركة, وبدأ يشعر بالقلق فعلا.


مريم: بص بقي يا اسمك ايه انت, احمد!!, انت شكلك من العيال الهايفة بتوع الجامعة باين, وانا مكانليش صبر اني اتعامل مع الاشكال الي زيك اربع سنين, عشان كده مكنتش باجي كتير, عشان اوفر على نفسي لعب العيال ده, يا احمد انت شكلك مفيش بنت هزأتك قبل كدة, بس انت فعلا محتاج حد يوقفك عند حدك, لو فاكر انك هتقرب مني بانك تجيلي في الامتحانات, وتعاملني كأننا اصحاب في الشركة, فتبقي غلطان اوي, انا مش عارفة انت بتحاول تثبت لنفسك ايه, ومش عايزة اعرف, بس لو فاكر انك بالشكل ده هتكلمني او تصاحبني , فواضح انك .......مش عارفة اقلهالك ازاي ,انت غلس, صح ؟, هي غلس!!!!,وفاكر نفسك ظريف, فانا بقي مش مستحملة غلاسة خالص, وخصوصا انك اكيد هتشوفني في الشركة كتير, فعشان توفر على نفسك احراج كبير بعدين, بطل تتعرضلي في كل مكان بالمنظر دا.


شعر احمد بالغضب الشديد, بعد ان تعرض للاهانة وللمرة الالف على يد مريم, وثارت حفيظته, ولم يخفي انفعاله, وقرر الرد عليها,فقال بانفعال.


احمد: انتي فاكرة نفسك مين يعني؟, عشان تكلميني بالطريقة دي, انتي فاكرة ان ممكن تقلي زوقك على الناس ويعدوهالك, ليه يعني؟,انتي واخدة في نفسك قلم, بس فوقي لنفسك, انتي متعرفيش انا مين ولا ايه؟.


مريم: لأ ,عارفة كويس انت مين وتطلع ايه, انت واحد فاشل بقاله ميت سنة في الكلية, كائن مستهلك, ومفيش امل يكون منتج, لان حتى الشغل الي وصله كان واسطة, مفيش اعتماد على النفس, من النوع الي تجيب الشغل ورا, مش تتقدم بيه, فاكر نفسك فالانتينو, عشان شكلك جميل وبتلبس حلو, وفاكر انك عشان بوبيولار في الجامعة, تبقي انت حاجة, عشان كدة مش عايز تخرج منها, لان لو خرجت, هترجع تاني لحقيقتك, صفر علي الشمال, مالكش قيمة في الدنيا, ومش عايز يكونلك قيمة, وبتحب انك تحس بقيمة نفسك, لما تعرف بنات , بس دي حاجة تقل من قيمتك, لانك انت الضعيف, انت الي محتاج ليهم عشان يحسسوك انك ليك لزمة, مش هما الي محتاجينلك, وبعدين انت متحبش انك تتغير, لانك مبسوط انك صفر علي الشمال, ومش عايز ابدا انك تكون على اليمين ويكونلك قيمة.


بهت احمد من الاهانات التي انهالت عليه من الفتاة, التي نظرت له بعد كلامها, كأنه حيوان ضعيف يستحق الاشفاق, وانصرفت تهز رأسها في استسلام, شعر بالحزن والغضب والاندهاش وراوده شعور مؤلم بأنها على حق, وظل متسمرا طويلا ,بعد ان ذهبت, وعقله متوقف.


أ*لااااااااااا, دي زودتها اوي


.....................


ايمو!!!


ايوة


البت دي مسحت بيك الارض, وانت ساكتلها


كنت هعملها ايه يعني؟


كنت تهزئها , تشتمها, ترد عليها, انت معملتش حاجة , انت اتخرست


البنت عندها حق


عندها حق ايه؟, دي مجنونة


لا, انا فعلا زي ما قالت , صفر على الشمال


انت فعلا صفر على الشمال دلوقتي ولانك معرفتش تسبتها,ولا حتى ترد عليها, حتة بت مالهاش لزمة تضايقك انت كدة, طيب طز فيها, شفلك اشتغالة تانية,انت هتغلب يعني؟, من امتي؟,دانت ايمو


بس سيبني في حالي ,انا متضايق اوي


اوعي تضايق نفسك, وشوف مصلحتك, شوفلك بنت ,متبقاش كده ايدك فاضية


"ايه دا؟, مش معقول؟, ايمو في الجامعة".


التفت احمد يواجة صاحبة الصوت ,فإذا بها نورا.


احمد: اهلا.


نورا: ياااه يا ايمو, دانا ماشفتكش من زمان, وحشتني...قصدي , وحشتنا .


احمد: اه, مكنتش باجي, امال رشا فين؟.


نورا: مجتش النهاردة, مفيش امتحان, انت متعرفش اختك امتحاناتها امتي؟.


احمد: لأ.


نورا: بس كويس اني جيت النهاردة ,عشان اشوفك,انت عندك امتحان؟.


احمد: لا,.....طيب يا نورا, سلام انا عشان عندي شغل.


واابتعد عن الفتاة لينصرف.


أ*انت هتمشي كدة محروق دمك؟,شوف شغلك


توقف قليلا عن السير, والتفت مرة اخري لنورا التي لم تتحرك من مكانها,ونظر اليها مليا ,قبل ان يقول.


احمد: انتي معاكي نمرتي؟.


نورا: لأ.


عاد اليها,وهو يخرج تليفونه.


احمد: انا ازاي مخدتش بالي, اني مش معايا نمرتك؟.


ونظر اليها مدققا بمزاح, قبل ان يقول.


احمد: انتي احلويتي؟, ولا انتي حلوة من يومك؟.


******************


سارة: وهتعملي ايه؟.


منى: معرفش, انا مقلتلوش ان وائل كان باين عليه جدا, وانا مش عارفة اعمل ايه؟.


ميرنا: تبقي مجنونة لو موافقتيش.


سارة: توافق ايه يا هبلة انتي؟, هي المواضيع دي بتتاخد كدة؟, مش لازم تشوفه وتقعد معاه.


ميرنا: يا سلام ؟, على اساس اننا مشفناهوش وقعدنا معاه ميت مرة, هيكون فيه ايه جديد يعني؟, دا وائل.


سارة: يابنتي , انتي عبيطة؟, هو انتي لما جيتي تتخطبي, اتقدم ووافقتي كده على طول؟, مش لازم تتكلمو الاول؟.


منى: خطوبة ايه؟, انتو بتتكلمو في ايه؟, انا بقولكو اعمل ايه عشان اخلص منه, عايزين تدبسوني؟؟.


سارة: انا بقلك المفروض تكوني عاقلة , وتعرفي انتي عايزة ايه الاول.


منى: انا عايزة احمد.


ميرنا: يخرب بيتك, انتي مش هتبطلي, احمد ايه وزفت ايه؟, شوفي حياتك بقي ومستقبلك, احمد دا .........


قاطعتها مني بحدة.


منى: يا ميرنا, انتي متعرفيش يعني ايه تكوني بتحبي واحد وهو بيحبك ,ومش عارفين تطولو بعض.


نظرت ميرنا خلف مني ,وقالت.


ميرنا: طب اتفضلي يا ستي الي بيحبك, ماشي مع نورا.


التفتت مني وقلبها يخفق, لتجد ماقالته ميرنا صحيحا, وجدت احمد يسير ضاحكا مع نورا ,وبدا انه يغازلها.


سارة: ودول ايه الي لمهم على بعض؟.


ميرنا: يعني هو هيغلب؟, اكيد مستحملش يعد فاضي.


قالت مني ,وهي شاردة تنظر ناحية احمد.


منى: ومين قال انهم مع بعض, اكيد بيكلمها عادي, انتو ايه؟, على طول شكاكين؟.


ميرنا: تحبي اروح اسألهولك؟.


ادارتها سارة بعيدا عن نظر احمد.


سارة: يلا بينا يا مني متنحيش له كده, هيشوفك.


اشاحت مني بوجهها بعيدا وهي تتألم, قد يكون ما يقولونه صحيحا, وقد يكون احمد مع نورا او مع أي واحدة, وهي لن تتحمل هذا, يجب ان تحدثه, يجب ان تتأكد.


سارة: انا بقلك جربي, مش هتخسري حاجة, ايه يعني لما تعدي مع وائل؟, شوفيه, دماغه ماشية ازاي, واكيد محدش هيغصبك على حاجة, معادش فيه بنات بيتغصبو على الجواز يعني, ولو معجبكيش قولي لأ, بس لسبب مقنع, لو قلتي لأ من دلوقتي اخوكي هيشك, وافقي مبدئيا انكو تتكلمو وبعدها تقرري, واستهدي بالله كده وصلي استخارة, ومش اخرالدنيا يعني , مانتيش اول واحدة تنزل تشوف عريس.


زفرت منى نفسا عميقا, وقالت.


منى: ربنا يسهل.


ميرنا: يلا نمشي عشان التحفة شافنا.


التفتت منى تنظر اليه.


م*هو ينفع؟, ينفع يعني اسيبك يا احمد؟, طيب هحبه ازاي وائل ده؟, وياتري هقدر انساك؟


نظر احمد الي مني وتأكد انها تنظر اليه هو, لا خلفه ولا بجانبه,توقف ووضع كفيه في جيبه يفكر.


أ* ايه يامني؟, بتبصيلي كده ليه؟, ايوة ماشي مع نورا, بحبك اه, بس هعمل ايه يعني؟, مش في ايدي اعملك حاجة دلوقتي, انا طلعت صفر على الشمال, انتي متنفعينيش, او انا الي منفعكيش, هتفضلي في قلبي, وربنا يستر بقي عليا وعليكي






الحلقه
78




لم تنم مني الليلة السابقة لموعدها مع وائل, لم تستطع اغماض جفن, وسيطر عليها الذعر, رغم محاولات سارة لطمأنتها, وافهامها ان الامر لا يعدو مجرد تجربة, وليس وعدا, ولكنها تشعر بالالتزام نحو وائل, لو كان شخصا لا تعرفه, او لا يعرفه اخوها, لكانت رفضته دون خوف, ولكنها شعرت بأن ذهابها, لن يجنبها الارتباط.


م*ياربي على الي بيحصلي, مكانش وائل دا عارف يستني طيب ,اشوف راسي من رجليا في موضوع احمد


انتي خايفة من ايه؟, انتي رايحة تنتحري ؟, دا عريس


ماهو دا الي انا خايفة منه


انتي لسه بتفكري في احمد, امال لو مكنتيش شفتيه بعينك مرتين ,كل مرة مع بنت مختلفة, كنتي عملتي ايه؟


انا بس خايفة اكون ظالماه , واتصرف على الاساس ده ,وبعدها اندم


هي مش سارة قالتلك محدش بياخد غير نصيبه؟, انتي قلقانة ليه؟


عشان انا لسه احمد في قلبي, ومش عارفة اخرجه, وخايفة من مؤمن موووت, لو عرف اني برفض عشانه


وانتي ايه يضمنك, ان احمد لسه عايزك زي منتي عايزاه؟


..........................


ردي


مفيش ضمان


وديل الكلب الي عمره ماهيتعدل ,له ضمان؟


لا........


طيب, مادام مافيش ضمان ومفيش اتصال بينكو, اتصرفي, شوفي وائل طريقه ايه


انا بفكر اتصل باحمد اسأله, او اسمع صوته حتى, ..........ياربي مش عارفة اعمل ايه


*********************


احمد: انا ابقي كداب لو قلتلك اني كنت واخد بالي منك زمان,انتي كنتي زيك زي رشا طبعا, بس انا دلوقتي مكنتش متخيل انك تحلوي في عنيا كدة.


نورا: بس انا نمرتك كانت معايا من زمان, وكنت مستنياك تاخد بالك مني, بس الي واخدة عقلك بقي.


احمد: قصدك مين يعني؟, منى؟؟.


نورا: هو كان فيه غيرها السنة دي؟, دانا حتى كنت مستغرباك, مش دا احمد الي اعرفه, ايمو الي كان بيعرف بالتلات بنات في الاسبوع.


احمد: مش اوي كدة.


نورا: لا, كان اوي كدة, بس بصراحة, انا بدأت اعجب بيك, لما رسيت على واحدة بس.


احمد: ياسلام؟, يعني مكنتش حلو زمان؟.


نورا: لأ طبعا يا ايمو, انت طول عمرك زي العسل , بس قصدي انك مش بتاع واحدة بس, الواحدة تخاف منك, لانك اكيد هتعرف عليها كذا بنت.


احمد: يعني فكرة الناس عني اتغيرت دلوقتي؟.


نورا: اه, لما كملت مع مني السنة ونص, الناس اتأكدت انك بني ادم طبيعي يعني.


أ*يعني دلوقتي البنات معجبين بيا اكتر؟


اهي حاجة استفدتها من حكاية مني بتاعتك دي


وبينما يتحدث, وجد اتصال على الهاتف , فنظر الي الرقم وجد اسم منى, اندهش وشعر بالسعادة في نفس الوقت,هل تتصل به؟, ام الامر مجرد خطأ ,فاعاد السماعة الي اذنه.


احمد: نونو, بصي, الشغل ع الويت, هقفل وابقي اكلمك تاني ,اوكي.


واغلق معها دون سلام, وتسمر امام اسم مني الذي لازال يظهر امامه, انها تطلبه حقا.


احمد: ألو,......منى؟.


منى: ايوة يا احمد, ازيك؟.


م*ياربي, ياتري الي بعمله دا صح ولا غلط؟


احمد:مالك؟,مال صوتك؟.


أ*شكلك معيطة


منى: عادي يا احمد, مفيش.


م* وائل متقدملي


احمد: اهي عادي دي يعني فيه حاجة, احكيلي ايه الي حصل؟.


أ*يا مني متقلقينيش حرام عليكي


منى: كنت مخنوقة شوية.


م*اقلك ولا اعمل ايه؟


احمد: من ايه؟.


أ*انتي رجعتي تشليني وانتي بتتكلمي تاني, انطقي


منى: اصل مؤمن,....جايبلي عريس,...وكدة يعني.


م*.....................


احمد: عريس؟؟؟؟.


أ*...............


منى:............


م*يارب استر


احمد: عريس مين؟, عريس ايه؟, انا مش فاهم, ودا وقته؟, انتي لسه صغيرة, ايه الاستهبال دا؟.


أ*اه بدأنا شغل البنات , انا جايلي عريس, تعالي اتصرف


اخرس بس اما اشوف ايه الحكاية


مني: منا قلت كدة والله, بس........


احمد: بس ايه وزفت ايه يا مني, بنات ايه دي الي بيجيلها عرسان في تانية كلية؟,انتي هتشتغلني, قوليلهم مش عايزة.


منى: منا مش عايزة فعلا.


احمد: طيب اتصرفي, اعملي حاجة.


منى: ااا...انت رأيك ايه؟.


احمد: رأيي ايه؟؟؟, انتي بتسأليني رأيي؟؟؟, هو انا واحدة صاحبتك يا مني, انا حبيبك, هيكون رأيي ايه؟.


انتبه احمد لزلة لسانه ولكن بعد ان قالها, وكذلك انتبهت مني, فصمتت تستوعب الكلمة.


م*بجد يا احمد احنا لسه حبايب؟


احمد: قصدي يعني....,الكلام دا مفيهوش اعمل ايه؟, انتي اصلا لسه صغيرة, ومينفعش يفكرولك في الحاجات دي دلوقتي.


قالت مني وهي تكاد تطير من الفرح.


منى: بجد يا احمد.


احمد: ايوة طبعا.


أ*ايوة , اشتغالات صافي, انا جايلي عريس والي يلحق الاول,امتي هتتقدم؟ ,واستلم يا معلم


ماهي البنت ساكتة اهي ماقالتش حاجة, هي بس بتعرفني


واشعرفك اصلا ان الموضوع بجد, مش يمكن يكون اشتغالة عشان تشوف ميتك ايه؟


لا, لا, مفتكرش مني تكدب, وتكدب ليه اصلا؟


طب اسألها كده يافالح ,مين العريس


احمد: صحيح, بيشتغل ايه العريس؟, ولا يطلع ايه اصلا؟.


م*ااااااه


منى: العريس,......العريس.


احمد: ايه يا مني ماتنطقي, هو ايه؟, ...حد انا اعرفه؟.


منى:.............


احمد: اوعي تقولي.....


منى:هو....هو وائل.


صاح احمد.


احمد: وائل يا مني ؟؟؟, وائل؟؟,وكنتي بتسأليني لسه يا مني؟, ايه؟, كنتي ناوية تنزلي تقابليه ولا ايه؟, دانا كنت اكسر رقبتك, انتي اتجنيتي, هو انا مش محذرك ميت مرة , كله الا وائل ده؟.


شعرت مني بالخوف وشرعت في البكاء.


منى: ممماهو.....ماهو انت مش فاهم, اصله بقي صاحب مؤمن و.........


احمد:كمان عرفتيه على مؤمن؟؟, دانتي مرتبة كل حاجة بقي, امال بتسأليني ليه يا ست مني؟.


منى: لا والله اقسم بالله, دول هما طلعو يعرفو بعض, واتصاحبو وهو سأل مؤمن, وجه قالي, انا ماليش دعوة بيه خالص, والله العظيم زي ماقلتلي.


هدا احمد امام دموع منى قليلا وزفر,ثم قال.


احمد: على العموم ملحوقة, انتي تقولي لاخوكي مش عايزاه, لا تشوفيه ولا يشوفك,وتخلصي من الموضوع دا ,انا بقلك اهه , انتي فاهمة؟, معادش الا وائل.


رشفت مني دموعها وهي تتمتم.


منى: حاضر.


احمد: ولو سمعت يا مني ,انك شفتي الواد دة ولا اتكلمتو, انتي حرة.


منى: حاضر.


احمد: يلا يا موني, روحي اغسلي وشك , وخدي بالك من نفسك, مش هطول عليكي عشان معملكيش مشاكل.


منى: حاضر, ماشي , سلام.


احمد: باي, قال وائل قال.


*********************


جلست مني قليلا في غرفتها تفكر, كيف ستفعلها ؟, كيف ستخبر مؤمن بعدم رغبتها في رؤية وائل؟,انها تخاف منه, ومن احمد, تخاف كليهما, وطغت تلك المشاعر على فرحتها بكلامها مع احمد ,وغيرته الواضحة عليها.


مؤمن: ادخل.


دخلت مني ببطء,فالتفت مؤمن يتفحص وجهها.


مؤمن: انتي معيطة؟.


مسحت مني على عينيها المتورمتين وقالت.


منى: لا.


مؤمن: طب اعدي, مالك؟.


جلست مني تجمع كلماتها فبادرها قائلا.


مؤمن: موضوع وائل الي معيطك؟.


اومأت برأسها ايجابا ,وهي تنظر الي الارض.


مؤمن: مش عايزة تشوفيه؟.


هزت رأسها نفيا .


مؤمن: مش مستعدة, ولا خايفة؟.


ردت بصوت خفيض.


منى: الاتنين.


مؤمن: طيب , انتي مش قلتي انك رايحة تشوفي بس؟.


منى: انا مش مستعدة اشوف حتى, انا مش عايزة , انت فاهم ؟, لسه مقفولة من المواضيع دي, مش عايزة, يعني, لو شفته دلوقتي ممكن اكرهه حتى, وانا مش عايزة كدة, ولو رفضته, هيكرهني هو , انت فاهم, هو برضه استاذي.


مؤمن: خلاص, خلاص, فهمت, من الاخر ,مش عايزة تروحي اصلا تشوفيه.


منى: اه.


زفر مؤمن وهو ينظر اليها مليا ,ثم قال.


مؤمن: ماشي يا منى, بلاش, انا هفهمه انك لسه صغيرة, وان لسه بدري, على اساس اني سألت بابا وقالي كدة.


رفعت عينيها اليه في سعادة.


منى: بجد يا مؤمن؟.


مؤمن: بجد.


قامت وقبلته وهي تقول.


منى: انت بجد مش كلام ,احسن اخ في الدنيا.


مؤمن: ياريت بس اكون بعمل لمصلحتك بجد





الحلقه
79




سارة: انتي بتستهبلي؟.


ميرنا: انا مش عارفة انتي ازاي تعملي كدة؟.


منى: فيه ايه مالكو؟,دا مؤمن نفسه معمليش الي بتعملوه فيا دلوقتي.


سارة: عشانه مش عارف السبب الحقيقي, بس احنا عارفين.


منى: وهي جديدة عليكو ,اني مش عايزة وائل؟.


ميرنا: لأ ,الجديد انك عايزة احمد, انتي مبتحرميش, لازم يبهدلك معاه تاني واهلك يعرفو يعني؟, بتموتي في المشاكل انتي.


منى: اعمل ايه ؟ كان لازم انهي موضوع احمد ,قبل مافتح موضوع تاني.


سارة: وانتي كدة نهيتيه؟, والله انتي الي بتجيبيه لنفسك, اديكي رجعتي تاني زي الاول, كأن كل الي عملتيه مالوش لزمة, ومكانش له لزمة تقوليله يشتغل ولا حاجة, قبل ماهو مايلتزمش بكلامه, انتي اول واحدة ملتزمتيش بكلمتها.


ميرنا: وبتنشني كل مرة على الامتحانات, نفسك تسقطي انتي كمان؟.


منى: فيه ايه؟, انتو مالكو اصلا, انا حرة, ولا انتي نسيتي يا ميرنا ايام مازن لما كنا بننصحك كنتي بتطلعي فينا ازاي؟, ولا عشان خلاص اتخطبتي, نسينالك القديم.


سارة: منى!!!.


ميرنا: خدي بالك يا مني من كلامك, عشان كلامك دا يزعل.


منى: ويزعل ليه؟, ولا عشان بقول الحقيقة, انا بقي قاصدة كلامي كويس,وعارفة انا بقول ايه.


نظرت اليها ميرنا كاظمة لغيظها لثوان, ثم التفتت لسارة وقالت.


ميرنا: انا همشي يا سارة ,ولما تعرف هي بتقول ايه تبقي تكلمني.


وانصرت في غضب, فنظرت سارة لمني في لوم غاضب.


سارة: عاجبك كدة؟.


وقامت تلاحق ميرنا.


زفرت منى بعد ذهاب سارة في غضب , وشعرت بقليل من الندم على ماقالته ,ولكن تفكيرها توقف حين اقترب منها احمد.


احمد: مالك؟, الامتحان كان وحش؟.


مني: لأ , كان كويس.


احمد: طيب مالك؟.


وتلتفت حوله.


احمد: امال البنات فين؟.


منى: مشيو.


احمد: عملتي ايه في موضوع العريس؟, قلتي لاخوكي؟.


منى: اه.


احمد: وخلاص؟, خلصتي من الموضوع دا؟.


منى: الحمد لله.


احمد: طيب كويس.


وصمت وكلاهما جالسان ينظر كلا منهما في الناحية الاخري, وكأنهما يخافان النظر لبعضهما البعض, وكل منهم افكاره تغرقه.


احمد: عاملة ايه يا منى؟.


منى: الحمد لله.


احمد: عندك امتحان تاني امتي؟.


منى: يوم التلات ان شاء الله.


احمد:.......................


منى:......................


احمد: طيب يا منى, انا هقوم عشان تروحي بدري.


منى: ماشي يا احمد.


احمد: خدي بالك من نفسك.


منى: وانت كمان.


وانصرف احمد ,وكلاهما يعجب من تعذر لسانيهما عن خلق حوار جديد, بعد ان كانت الاحاديث تنساب بينهما بلا حساب من قبل, وبدون كلفة, اما ذلك الحاجز الذي ارتفع بينهما الشهور الماضية, لم يستطع ايا منهما تخطيه.


******************


عادت سارة الي مني, ووجها يحمل تعبير غاضب.


سارة: عاجبك الي عملتيه ده؟, اهي زعلت وروحت.


منى: انا ماعملتلهاش حاجة,هي الي زعلت من غير داعي.


سارة: لا يامني انتي مبقتيش تاخدي بالك من كلامك, وبقيتي مش هامك بطريقة غريبة.


منى: سارة,..سارة,...انا مش ناقصاكي لو سمحتي, لو عندك كلام خليه لنفسك.


سارة: انا بس بعرفك ان محدش هيقف جمبك الا اصحابك الي انتي بتبيعهم عشانه, انتي خسرتي قريبتك قبل كدة, وشكلك مش هامك تخسري مين تاني.


منى: اوووف عليكي ياسارة, يعني عايزة ايه دلوقتي؟.


سارة: انتي اخوكي مأمني عليكي,ولو كلمني يسألني رفضتي وائل ليه, انا هقله الحقيقة, واديني بعرفك اهه.


منى: وانتي مالك باخويا ؟,ايه؟؟, بيكلمك من ورايا؟, دي حاجة حلوة اوي؟, وياتري بقي مرتبطين ولا ايه؟, منا زي الطرطور بينكو؟, بس عاملي فيها مؤدب, بيقولي اسأليهالي من غير متعرفيها, وانتو طلعتو مفيش بينكو تكليف اهه.


ثارت سارة بعد كلام منى, وصاحت بها.


سارة: لاااااااااااا,دانتي زودتيها بجد, انتي خلاص يا مني معادش هامك حد ولاحاجة, بقيتي ماشية تخبطي مش عارفة انتي بتعملي ايه؟, انتي ليه مش فاهمة اننا خايفين عليكي؟,وخايفين عليكي من نفسك اكتر من أي حاجة ,لان واضح انك مش عارفة انتي عايزة ايه,لازم لما ننصحك نكون عايزينلك الشر مثلا؟.


منى: و انا بقي مطلبتش النصيحة من حد.


سارة: طيب كويس, عموما يا ست منى ,احمد الي انتي بتخسري الناس كلها علشانه, واولهم اهلك, انتي مش في دماغه اصلا, حتى لو بيحبك مينفعكيش, انا عرفت من ميمي من اسبوع انه مصاحب نورا, ومرضتش اقلك عشان خايفة عليكي,و كان داير من اسبوعين يسأل في ألسن عن واحدة اسمها مريم في سنة رابعة, وبرضه مرضتش اقلك عشان كنت خايفة تزعلى, بس واضح انك كبيرة وعاقلة ومش محتاجة حد يخاف عليكي, وبتعرفي كل حاجة, انا بقي مش هخاف عليكي تاني , واللهم بلغت.


منى: ....مريم؟؟؟.


سارة: ايوة يا ستي, مريم, ادي احمد الي هتعدي تلفي وراه هنا وهناك تتأكدي بيكلم عليكي ولا لأ,وهتفضلي طول عمرك معاه لا مطمنة على نفسك ولا على مستقبلك, وبعدين خلاص انتي حرة, انتي ماشاء الله بتفهمي ومش محتاجة حد لا يفهمك ولا يوريكي, بس انا بجد ماليش دعوة, و لما تفوقي لنفسك ابقي تعالي كلميني, بس انا مش هحاول انقذك من موضوع احمد دا تاني خالص, لأني زهقت, وانتي حرة, اتفلقي, مادام مبتفهميش وغبية بالشكل دا.


وانصرفت بعيدا عنها كالصاروخ من الغضب,بينما بقيت منى مذعورة مما قالته لها سارة,بينما لمحت نورا تمر من امامها في نفس الوقت , ترمقها بنظرة احتقار من الاسفل للاعلي, ثم تنصرف في تعال.


**********************


شعرت مني بجسدها يفور من الانفعال, وشعورها بالخوف يقتلها, هل فعلت الصواب ام ما فعلته كان خطأ, هل احمد حقا مرتبط بنورا؟؟؟,دفعتها مشاعرها للبحث عن ميمي على الفور, يجب ان تتأكد قبل أن تقدم على أي عمل اخرق.


"ميمي".


التفت ميمي واشرق وجهه في بهجة ,حين رأي منى.


ميمي: موني, شفتك وانتي خارجة من اللجنة بدري, اخبار الامتحان ايه؟.


منى: ميمي, انا عايزاك.


وانفردت به ,وسألته دون مواربة.


مني: ميمي, من امتي عارف ان نورا مرتبطة باحمد؟.


اندهش ميمي للسؤال, وقال.


ميمي: من ساعة ما ارتبطو.


قالت بنفاذ صبر.


منى: يعني من امتي يعني يا ميمي؟.


ميمي: من بتاع اسبوع كدة, ليه؟, هو فيه حاجة؟, انتو مش سايبين بعض؟, والله انا مكنتش عارف انكو رجعتو, حتى انا قايل لسارة من ساعة ما عرفت, وهي قالتلي ماقلكيش عشان تنسي.


منى: شكرا يا ميمي.


وقبل ان تنصرف عادت لتقول .


منى: اه, صحيح, تعرف حاجة عن واحدة اسمها مريم في رابعة ألسن.


ميمي: اذا كانت مريم الي احمد كان بيسأل عليها, اقلك بقي مادام انتي عارفة كل حاجة, دي واحدة بتشتغل معاه باين في الشركة الي بيشتغل فيها, بس دي بت تنكة اوي, وشكلها مدتوش وش, عشان كده كلم نورا.


سمعت منى الكلام للمرة الثانية من فم ميمي, وشعرت بالغضب هذه المرة, ان الخبر اكيد, ميمي لا يخطيء في اخباره ابدا,اذا فاحمد مرتبط بنورا, يجب ان تكلمه وتواجهه وتعاتبه.


*****************


احمد: الو.


منى: الو.


احمد: ازيك يا مونى.


منى: الحمد لله يا احمد, انت عامل ايه؟.


م*دنا هطين عيشتك


احمد: وحشتيني.


منى: شكرا.


احمد: ايه يا منى مالك؟.


أ*ناشفة كدة ليه؟؟,ربنا يستر


منى: مفيش.


أ*يبقي فيه


احمد: هو مؤمن مش في البيت؟, ممكن تتكلمي براحتك يعني؟.


منى: لأ, مش في البيت.


احمد: في ايه يا منى؟,صوتك مش مظبوط, انتي كدة قلقتيني.


منى: انا كنت عايزاك في موضوع كدة.


احمد: اتكلمي يا حبيبتي ,انا سامعك.


م*حبيبتي يا كداب


منى: ايه حكاية نورا؟.


احمد: ايه حكاية نورا؟.


منى: انت هترد عليا سؤال بسؤال يا احمد؟؟, رد على سؤالي,ايه حكاية نورا؟, انت بجد مرتبط بيها؟.


شعر بلهجتها عدائية فرد بمثلها.


احمد: نورا دي حاجة طياري كدة, وبعدين حتى لو كنت, ايه الي حصل يعني؟.


منى: يعني انت مبتنكرش؟.


احمد: وانكر ليه ؟,ماهو كان رد فعل طبيعي يا مني, احنا كنا سايبين بعض.


منى: يعني ايه؟, يعني انا كان ممكن اعرف واحد تاني واحنا سايبين بعض, ولا ايه؟.


احمد: دنا كنت اقطم رقبتك.


منى: قول لنفسك, وبعدين انا مكنتش عارفة اننا سايبين بعض, انا كنت فاكرة ان احنا باعدين عن بعض مؤقتا, لغاية ماتنجح وتشتغل.


احمد: يا ستي والله العظيم نورا دي ,ولا حاجة بالنسبة لي, انتي عارفة اني بحبك انتي وبس.


منى: ولما انت بتحبني انا, بتكلم واحدة تانية ليه.


احمد: اللهم طولك ياروح, ماحنا كنا سايبين بعض,وبعدين هي الي كانت بتلف عليا بقالها مدة.


منى: انت ليه متخيل انك ممكن تحب واحدة, وتكلم عليها مادام متخانقين.


احمد: منى, انتي طالبة تتخانقي ولا ايه؟, انا مش عايز اتخانق, ولو على نورا يا ستي, مش هكلمها من النهاردة, ومن دلوقتي حالا كمان.


منى: طيب ادي نورا, وايه بقي حكاية مريم؟.


احمد: مريم!!!, انتي اشعرفك بمريم؟.


منى: يعني فيه مريم؟!!.


احمد: منى, بقلك ايه بقي, انا حر, وكنت حر وقتها خالص, حتى منك, يعني اعمل الي انا عايزه, مش من حقك تحاكميني على وقت مكنتيش انتي معايا فيه.


منى: واشمعني انت ليك حق تحاسبني على الوقت ده, وبهدلتني لما عرفت ان وائل اتقدملي, ولا هو انت بس الي تعمل ,وانا يبقي ماليش حق.


احمد:ما هو دا الي خلانا نسيب بعض, عندك وغبائك دا ,وانك دايما حاطة راسك براسي.


منى: ماهو لما تعمل فيها راجل, ياريت تتصرف كأنك راجل.


احمد: احترمي نفسك يا منى, انا راجل غصب عنك.


منى: وغصب عني ليه, راجل على نفسك.


احمد: طيب يا مني خلى الرجالة الي تعرفيهم ينفعوكي, خلى وائل ينفعك.


منى: بقي هو كدة يعني.


احمد: اه هو كدة, مادام انا مش عاجبك, شوفيلك حد تاني.


منى: احمد , ماتطلعهاش في دماغي.


احمد: والله بقي انتي حرة.


منى: بقي كدة؟.


احمد: ايوة , كدة.


لم تنتظر منى ان يكمل احمد كلامه, واغلقت الخط في وجهه, ورأسها يعمل كالمرجل, وشعورها بالغضب قوي العند في داخلها, ودون ان تستطيع ايقاف نفسها ,اتصلت باخيها, وقالت له.


مؤمن: ايه يا مني؟, خير؟.


منى: انا موافقة على وائل يا مؤمن, كلمه وعرفه, انا موافقة اتخطبله






الحلقه

80




دخل مؤمن من باب البيت ,مباشرة على حجرة منى.


مؤمن: يعني ايه اكلم وائل؟, هو لعب عيال؟,انتي مش قلتيلي امبارح انك مش عايزاه ,ايه الي حصل؟.


نظر الي وجهها مدققا, لم يجده باكيا ولا حزينا, فقد طالعه وجه محتقن وغاضب.


منى: ايه الي حصل يعني؟, انت كنت قلتله اني مش عايزة اقابله؟.


مؤمن: لأ ,مقلتلوش لسه؟.


منى: طيب كويس, قوله اني موافقة.


قال في حدة.


مؤمن: هو جنان يا منى؟, ايه الي امبارح مش موافقة والنهاردة موافقة؟, انتي ايه؟,عيلة بميت رأي.


منى: انت مش كنت عايز رأيي, اديني بقلك رأي, انا موافقة يا مؤمن , ايه المشكلة بقي, انت ايه؟, انت الي غريب اوي, مش كنت عايزني اوافق؟.


مؤمن: ماهو انا مش ابن امبارح يا منى, ايه الي حصل خلاكي تغيري رأيك؟.


منى: مؤمن, انت مش قلتلي انه كويس, وانا بثق في رأيك , انا عايزة ارتبط بيه.


صمت مؤمن وزفر في نفاذ صبر, ثم قال بعد ان استعاد هدوئه نسبيا.


مؤمن: انتي صليتي استخارة؟.


منى: اه, اول ماقلتلي.


م*صليت على احمد مش على وائل


مؤمن: وحاسة بإيه؟.


منى: الحمد لله , مستريحة, وموافقة.


مؤمن:....................


ونظر اليها في عدم تصديق,فقفالت في حدة.


منى: ايه يا مؤمن؟, خلاص خلصنا.


مؤمن: بس المواضيع دي مافيهاش رجوع, ومفيهاش لعب ,ومفيهاش هزار.


منى: يووووووة يا مؤمن, منا عارفة.


قال في حزم مهددا.


مؤمن: منى,...انا لو خرجت من هنا هقول لماما وبابا ,وهبلغ وائل, وخلاص الموضوع هيبقي رسمي.


منى: ايوة,ماشي.


نظر اليها مليا,محاولا استشفاف ما يدور في رأسها ,ثم قال.


مؤمن:انتي متأكدة؟.


زفرت منى في انفعال, ثم قالت بهدوء.


منى: ان شاء الله.


مؤمن: على بركة الله.


ثم خرج من الغرفة, لاعلان الامر.


*****************


نظرت منى من بعيد صوب ميرنا وسارة ,اللتا جلستا في مكانهما المعهود , تتبادلان الحديث, وترددت قليلا قبل ان تجذب قدميها وتتوجه نحوهما.


منى: سلام عليكم.


تجمدت الابتسامة على وجة سارة, بينما اشاحت ميرنا بوجهها بعيدا عن منى.


سارة: عليكم السلام.


منى: عملتو ايه في الامتحان؟.


سارة: الحمد لله.


منى: ممكن اعد؟.


قالت ميرنا بحدة,وهي لا تنظر ناحيتها.


ميرنا: متعدي, يعني هناكلك مثلا!!.


لم تجب منى, وجلست في هدوء,وانقطع الحوارالذي كان يدور بين الفتاتين, وساد صمت محرج ,قطعته سارة؟.


سارة: حليتي كويس في الامتحان؟.


اجابت منى برأسها نفيا في صمت, وعاد الهدوء الممل يسيطر عليهم.


منى: انا.......وافقت على وائل.


اتسعت عينا سارة في دهشة, بينما التفتت ميرنا بحدة تهتف.


ميرنا: بتهرجي.


منى: لا مبهرجش ولا حاجة, انا قلت لمؤمن امبارح يقوله اني موافقة.


قامت ميرنا من مكانها ,تقول في فرح.


ميرنا: اخيرا عقلتي.


بينما نظرت اليها سارة في ريبة.


سارة: .....ايه الي حصل؟.


منى: مفيش.


سارة: ازاي يعني مفيش؟, انتي هتضحكي علينا, يوم السبت كنتي مش طايقة تسمعي اسمه ,ودلوقتي موافقة.


منى: مفيش يا جماعة , انا بس عرفت اني مينفعش اضيع وائل منى, علي قول ميرنا, بني ادم محترم وعايزني بجد.


ميرنا: اه والله, ده برقبة احمد دا.


لما اشاحت منى برأسها في غضب حين ذكر اسم احمد, قالت سارة في استفسار.


سارة: انتي صليتي استخارة؟.


منى: لأ, ....صليت على احمد.


سارة: ليه؟, وهو كان احمد اتقدم؟, فيه ايه يا مني؟, انتي هتنقطينا بالكلام, ماتتكلمي زي الناس, مش نص الكلام عايم, ايه الي حصل يخليكي توافقي على وائل؟.


منى: يووووة يا سارة, ماشي يا ستي, انتي عايزاني اقلك انك كنتي صح, واحمد فعلا بيكلم دي ودي ودي, ايوة يا سارة, انتي صح,خلاص؟؟, ارتحتي؟.


سارة: لا طبعا مارتحتش, انا ماكنتش بقلك كدة عشان تقوليلي انتي صح, احنا مش في حرب, هو انتي اصلا مكنتيش مصدقاني؟, استنيتي لما تتأكدي؟؟!!,.....ماعلينا , مش موضوعنا, ودا الي خلاكي توافقي؟.


ميرنا: لا طبعا يا بنتي, اكيد فاقت لعقلها.


نظرت اليها سارة في شك ,ثم قالت.


سارة: اوعي يا منى,...اوعي تكوني واخدة وائل عشان تغيظي بيه احمد.


لم تجب منى, وظهرت نظرة استياء على وجها.


سارة: انتي لو فاكرة انك بتغيظي احمد فانتي غلطانة, انتي بتضيعي نفسك مش اكتر,وهو مش يتأذي خالص, انتي الي هتندمي.


ميرنا: اه طبعا, هو هذار؟؟, دا اهلك واهله وتوريطة جامدة يا بنتي؟, دي خطوبة مش لعب عيال.


منى: انا مش عايزة اغيظ حد.


ميرنا: وبعدين لو كنتي فاكرة ان احمد دا هيتهز اويزعل, تبقي غلطانة, دا من خناقة عرف كام بنت, امال لو اتخطبتي هيقول ايه؟, هيقول في ستين داهية طبعا.


سارة: انتي فاهمة يا مني يعني ايه الي بتعمليه ؟, يعني خلاص,لو وافقتي على وائل مفيش احمد, وبجد ,هتبقي بتاعة واحد تاني, مينفعش تخونية حتى بالتفكير, دي امانة, وجواز يا منى , يعني العمر كله , انتي متأكدة من الي بتعمليه؟؟.


ادارت منى بوجهها في ألم وقالت.


منى: طبعا.


ميرنا: انتي هتشوفيه امتى؟.


منى: بكرة ان شاء الله.


ميرنا: طيب يا موني, انتي تصلي النهاردة استخارة ,وتروحي مش ناوية حاجة , سبيها على ربنا, وهو الي هيخليكي توافقي او ترفضي, متتسرعيش.


منى: انا خلاص موافقة.


سارة: ماهي المواضيع ماتتاخدش قفش كده, انتي لازم تعرفيه الاول.


منى: ربنا يسهل, متسبقوش الاحداث, اما اشوف بكرة ايه الي هيحصل.


********************


نظرت منى الي وائل الجالس امامها في النادي, بينما والدته ووالدتها واخيها بالمنضدة المجاورة غيرالبعيدة عنهما , وهي صامتة, ترد كل سؤال بجواب مقتضب, بينما مؤمن يختلس النظر نحوها هي كل دقيقة ,يحاول قراءة افكارها,بينما وائل هاديء وواثق من نفسه.


وائل: مش اسمها اشمعني انتي بالذات الي اختارتك, انا مكدبش عليكيو انا في الاول مكانش في دماغي, بس انا لما فكرت اخطب من فترة, كنت بقول انا عايز واحدة محترمة وجميلة وبنت ناس طيبين,واكون ميال ليها, بس سبحان الله ,انا لقيت اني كنت بتشد ليكي من زمان, من ايام ما كنتي في سنة اولي حتى.


منى: بس انا مكنتش واخدة بالي.


م*دانت كنت مفضوح, وباين عليك اوي


وائل: ماهو انا مكنتش ناوي حاجة وقتها, بس انا اول ما فكرت بجد اني اخد خطوة واخطب, انتي اول واحدة جت في دماغي, لقيتك نفس المواصفات الي كنت عايزها, وفوق كده لما عرفت اخوكي لقيت انك من بيت محترم وطيب, وانا متمناش اكتر من كده, ومتفتكريش اني هزعل لو محصلش بينا نصيب, بالعكس, انتي هتكوني زي اختى,بس انا اتمني اني اكون جزء من عيلتكو, انا مش بسبق الاحداث, انا فاهم ان النهاردة دا تعارف اولي كده, وعارف ان الوضع غريب برضه, انا برضه استاذك.


منى: ايوة.


وائل: بس سيبك منى انا, انا قاعد من الصبح بتكلم عن نفسي, انتي مبتسألنيش ليه؟, اكيد عندك اسئلة .


منى: مش بفكر في حاجة دلوقتي.


م*ايه الهبل الي بقوله دا؟؟


وائل: لا اسألي , عادي ودا حقك يا بنتي, انتي من حقك تعرفي عني زي ما من حقي اسألك.


م*اسأل ايه ؟؟؟,اسأله ايه؟؟؟, ياتري يا سارة عندك حق؟


منى: بتدخن؟؟؟.


وائل: الحمد لله لأ, مكدبش عليكي انا جربت وانا صغير , بس معجبتنيش الحمد لله.


منى: بتصلي؟.


وائل: اكيد يا منى, وهو مين مابيصليش؟.


م*دانت مش عايش في الدنيا بقي


منى: ..........


وائل: متقوليش انك هتقيميني على اساس السؤالين دول بس, مهما كنت بصلي ومبدخنش اكيد فيا عيوب,وممكن اكون بغلط حاجات تانية, اسألي يا بنتي , انتي مكسوفة ولا ايه؟.


نظرت اليه منى في حدة, ثم قالت دون مواربة.


منى: ارتبطت قبل كدة؟.


ابتسم وائل, وكأنه كان منتظرا هذا السؤال بالذات.


وائل: انا مش هخبي عليكي اكيد من اولها, انا ارتبطت وانا في الكلية بواحدة, وحبيتها اوي, بس مش عايز اتكلم عليها, هي راحت في حالها يعني, بس لو كنتي قلقانة ان كنت حبيتها او لسه بحبها, فأنا حبيتها وقتها , بس دلوقتي ,الحمد لله بقالي سنين متأكد اني مبحبهاش.


منى: ليه؟, ايه الي حصل خلاك تقطع علاقتك بيها.


وائل: كانت ,........,مكانتش بتحبني بجد يا مني, كانت بتحب انها تحب وبس, عند اول مشكلة مستحملتنيش, وبعد ما افترقنا بفترة قليلة جدا, كانت مع واحد تاني, فافتكر ان مكانش له لزوم اني افضل احبها, الواحدة الي متصنش حبي في فترة فراق قصيرة, يبقي مكانتش بتحبني اصلا, لان الي بيحب مبينساش حبيبه, حتى لو مش مع بعض.


م*ياه يا احمد لو تسمع الكلام دا, الي بيحب مبينساش حبيبه ويحب عليه, او حتى يتسلي,حتى لو مفترقين


منى:...............


وائل: عشان كده انا قلت لنفسي, عمري ما هربط نفسي بواحدة بايعاني, يعني ان شاء الله انا بدور على واحدة تصوني وتحافظ عليا, و عشان كده اول حاجة تهمني في البنت دينها واخلاقها,وتاني حاجة انها تكون مرتبطتش قبل كده, عشان الارتباط بيبقي عامل علامة على البنت, سواء خطوبة او صحوبية,بيأثر على علاقتها بالانسان الي بترتبط بيه, وبعد كده ان البنت تكون صريحة وعاقلة, لان الصراحة اساس كل علاقة سليمة, والعقل الحاجة الوحيدة الي بتربط الناس ببعض قبل ما الحب يكون موجود, والعشرة وكدة, انتي عندك حق لو فكرتي انه جواز صالونات, يمكن بالنسبة ليكي, بس انا مختارك بعينك, محدش قايلي عليكي, او لسه اول مرة بشوفك, ولسه هقرر اه او لا , انا قراري اني موافق الحمد لله, الموضوع في ايدك انتي يامني دلوقتي, ومتخافيش خدي وقتك وخدي قرارك, وانا مقدر في الحالتين,لان في الاول والاخر, الاختيار مش على اساس الانسان كويس ولا وحش, ماحنا اكيد كلنا كويسين, بس مدي توافقنا مع بعض ,اوالقبول زي ما بيقولو.


منى: اه طبعا.


وائل: بس لو وافقتي, انا يشرفني فعلا اني اناسبكو, واني اكون البني الادم الي ممكن يكون جوزك باذن الله ويكمل معاكي.


ارتجفت منى عند قوله هذا الكلام, وشعرت بهول الموقف وخطورته, انها "توريطة"حقا كما قالت ميرنا بالظبط.


***********************


قالت ميرنا في لهفة ,بمجرد ان جلست منى في المطعم .


ميرنا: هه عملتي ايه؟, كلمتك امبارح كان موبايلك مقفول ومكنتوش في البيت؟, يلا احكيلي بقي بسرعة.


سارة: ماتسبيها يا ميرنا تطلب حاجة طيب, احنا لسه قاعدين, هتاكلي ايه؟.


منى: الي انتي طالبة منه.


سارة:ماشي, استني متحكيش حاجة الا لما اطلب.


ونادت على الجرسون, وطلبت لها طعام.


ميرنا : قولي بقي.


منى: مفيش يا جماعة , رحت انا وماما ومؤمن,وهو جه هو ومامته.


ميرنا: كنتو فين؟.


منى: في النادي يا بنتي ,منا قلتلكو امبارح.


ميرنا: لأ مقلتيش, قلتي امتى؟.


سارة:المهم يعني, ايه الي حصل؟.


منى: مفيش؟, عريس , زي أي عريس, اتكلم في ظروفه ,وقالي انا كذا وعندي كذا,وقدامي كذا, وهنستني اكيد تكوني اتخرجتي,وحاجات من دي.


سارة: وانتي قلتيله ايه؟.


منى: زي ما بتقولي انتي دايما, سألته بيصلي وبيدخن؟.


سارة: بس؟؟؟.


ميرنا: وحاسة بايه؟.


منى: مش عارفة, بصراحة هو قال حاجة خوفتني, قال انا تاني اهم حاجة عندي بعد الاخلاق ان البنت تكون مرتبطتش قبل كده, وانا سكت متكلمتش ساعتها.


سارة: وهتعملي ايه لو وافقتي؟, هتقوليله؟.


ميرنا: اوعي ,انتي عايزاه يسيبك!!.


سارة:ازاي يا بنتي ,لازم يعرف, افرضي عرف بعدين هيبقي ايه منظرك؟.


ميرنا: انا بقول مالوش لزمة تعرفيه حاجة انتهت خلاص, انا عن نفسي مقلتش لخالد حاجة في الاول عن مازن,مع اختلاف الوضع يعني.


سارة: ولما عرف,... ايه الي حصل؟, اديكي شفتي بنفسك , كانت مصيبة.


ميرنا: بس عدت , كان ساعتها حبني شوية , وكان متمسك بيا وقبل مني غلطتي, بس وائل لسه في الاول وممكن يفكر بعقله فميغفرلهاش, لان لسه مافيش بينهم حاجة يتزعل عليها لسه.


سارة: وممكن لما يعرف في الاول يقدر صراحتها ويعديها, او خلاص يرفض ويبقي مفيش نصيب من اولها, احسن ما يكونو اتخطبو ويسيبها.


نقلت منى نظرها بينهما في حيرة, وكلام كلتاهما يدور في رأسها, تري ايهم على صواب.


ميرنا: انا بقول ما تقوليلوش, ولا انتي رأيك ايه يا مني؟.


منى: ......مش عارفة.


سارة: لا يا منى اوعي, مابني على باطل فهو باطل, اوعي تبني حياتك يا حبيبتي على كدبة.


شعرت منى بالدوار من كثرة تصارع الافكار في عقلها, وحيرتها, ماذا عساها تفعل؟.


منى: انا,.....ربنا يسهل ياجماعة, لما اوافق الاول يبقي ربنا يحلها.


ميرنا: بصي يا حبيبتي احنا مبنضغطش عليكي , انتي حرة, الي يرحيك اعمليه, عايزة تقوليله قوليله, مش عايزة متقوليش.


م*اهو انا مبحبش انتي حرة دي ابدا, انا عايزة اعرف مين قال اني حرة, انا عايزة حد يقولي اعملي كذا وانا اعمله, متسيبونيش لنفسي يا جماعة


سارة: ايوااة, ميرنا عندها حق, انتي شوفي الي يريحك واعمليه,على الاقل عشان تكوني مقتنعة بالي بتعمليه.


ميرنا: اه ,ومترجعيش تقولي حد الي قالي اعمل كدة.


منى: ربنا يستر يا جماعة.


م*ربنا يستر عليا وعلى الي بيحصلي








الحلقه

81





افلت احمد يد نورا في سرعة ,حين اقبلت رشا من داخل البيت نحوهما, فوقفت امامهما واضعة كفيها في خصرها.


رشا: يا سلاااام؟,على اساس اني مش هاخد بالي, ولما انتو متصاحبين, بتستخبو عني كأني مش هفهم؟ ,غبيه انا!!, منا شايفاكو من مراية الكونسول ياتحف.


احمد: وانتي مالك يا غلسة؟.


رشا: انا مبتكلمش معاك اصلا, انا بتكلم مع الست هانم الي كانت هتموت واصاحبك عليها, واول ما كلمتك بتقلبني انا.


نهرتها نورا.


نورا: رشا, اسكتي.


احمد: عايزة ايه يا زفتة؟.


رشا: تصدق, والله خسارة فيك الخبر الي كنت جاية اقلهولك.


احمد: خبر ايه؟.


رشا: مني خنقة بتاعتك.


ابتعد احمد لا اراديا عن نورا خطوة, وقال لرشا.


احمد: مالها منى؟.


نظرت اليه نورا في استنكار, لرد فعله التلقائي.


رشا: تدفع كام؟.


احمد: هتنطقي يا زفتة ولا اخنقك؟.


رشا: طيب , انا كنت ناوية مقلكش ,بس انت تستاهل بقي.


نورا: فيه ايه يا رشا؟.


رشا: عندي الي شافها مع واحد في النادي, قاعدين لوحدهم في الكافيتيريا.


قال احمد في عصبية.


احمد: واحد؟؟؟؟, واحد مين؟؟, انطقي يا رشا.


رشا: ايه؟؟؟, انت بتشخط فيا ليه؟؟؟, انا مالي, الي قالي قال واد في كليتكو معيد باين ,نسيت اسمه.


نظراليها احمد منزعجا.


احمد: وائل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.


رشا: ايواااااه, وائل, صح, هو وائل,انت عارفه ولا ايه؟.


ردد احمد في شرود غاضب.


احمد: وائل عبد الكريم.


عقدت رشا حاجبيها في استغراب.


رشا: مش داااا....., مش دا الي صاحبته رانيا صاحبة صافي, الي انت كلمتها عشان تغيظها , وهو معادش بيكلمك من ساعتها,هو نفسه وائل دا ولا حد تاني؟, ...احمد.


لم يجبها احمد انما تركهما ودخل غرفته ,يتصل بمنى ,ليجد الهاتف مغلق.


أ*الله الله, انت قلتلها روحي راحت, لا بجد, اول مرة تسمع كلامك


ششششششششششششش خالص سيبني في حالي


هي كدة وافقت بقي ولا اتخطبو ولا ايه؟


انا مش قلت اخرس


اخرس ليه ؟,مش افكر معاك؟


انت بتشوش عليا ,مش بتفكرلي


طيب انا هسكت اهه


وموبايلها مقفول ليه؟؟


عشان متكلمهاش


طيب انا افهم من كده انها خلاص؟, وافقت على وائل؟


وانت ايه الي يزعلك,دانت كده اتحررت يا معلم


بس متبقاش هي مع حد, انا لسه موافقتش


لا ,انت وافقت ,وقلتلها شوفيلك راجل مادام انا مش عااجبك, وبصراحة انا كمان وافقت,عشان البت دي بصراحة كده خنقاني


بس انا بحبها


يا اخي ارحم نفسك بقي


اروح اقول له لو خطبها ,انها بتحبني


تبقي حمار, عشان هيسيبها وتلزقلك تاني, واحنا ماصدقنا, يابني البنات دي كلها عينة صافي, امال انت فاكر ايه,ان منى دي مختلفة, انا ياما قلتلك , كله واحد, منى وصافي واي عفريت ازرق, انت الي مسمعتش كلامي, وادي التاريخ بيعيد نفسه, واستلم انت بقي


بس انا لازم اعرفها انا مين, واقدر اعمل ايه


مش لازم ,افرض احرجك؟, وقالك عارف وابعد عنها وفضل معاها؟, هيحصل ايه غير حرقة الدم وبس؟,انت غاوي ولا ايه؟


منا مش هعد ساكت كده


مين قال انك هتعد ساكت, هي مش خدت واحد ارجل منك زي مابتقول , خد لها بت احلي منها


لا, انا عايز اتأكد الاول من الموضوع


وهتتأكد منين؟


انا مش هستريح الالما اكلمها


*********************


مؤمن: يناسبك امتى؟.


منى: أي وقت يا مؤمن الي تشوفوه.


مؤمن: هو ايه الي تشوفوه هو انا بقلك ننزل نخرج, انا بسألك يناسبك ييجو يتقدمو امتى؟,يعني انتي الي ليكي الرأي في الاول وفي الاخر,يعني ييجو وانتي مثلا مالكيش مزاج؟.


منى: طيب اسأل ماما ,وبجد الي انتو عايزينه.


مؤمن: انتي غريبة اوي يا منى اليومين دول, مالك؟.


منى: مفيش يا مؤمن, مخضوضة شوية, يعني هو القرار الي خدته دا سهل؟.


مؤمن: انا شايف انك متعبتيش فيه يعني, دانتي حتى اتسرعتي,ومش عايزة تاخدي وقت.


منى:لا ان شاء الله ماتسرعتش, روح انت اتفق على المعاد مع بابا.


خرج مؤمن وهو غير مرتاح, ودخل معتز.


معتز: الواد دا ماله؟, مبوز ليه؟.


منى: معرفش.


معتز: وانتي مبوزة ليه؟.


منى: انتو هتشتغلوني؟؟؟ ,كل واحد يدخل يستلمنى شوية؟.


معتز: هو انا لسه قلت حاجة,فيه ايه يا منى؟,..... مين وائل دا؟.


منى: الي هيبقي خطيبي ان شاء الله.


معتز: انتي عايزاه بجد؟.


منى:.................


معتز: بصيلي وقوليلي انك عايزاه وانا هخرج ومش هسألك تاني.


منى: لا مش عايزاه, بس هتخطبله ان شاء الله.


معتز: انتي لسه بتحبي احمد ده؟.


منى: متجبليش سيرته يا معتز لو سمحت.


معتز: طيب....انتي فكرتي كويس؟.


منى: انا الي هتحمل نتيجة اختياري لو كان غلط يا معتز, مش أي حد فيكو.


معتز: طيب, كويس انك عارفة كدة.


منى: دلوقتي سيبني بقي ,عشان عايزة اعد لوحدي.


معتز: ماشي يا منى, بس متمناش اشوفك بعد كده زعلانة.


************************


جلست منى في بيتها تحاول الابتسام بالكاد, وتشعر بالامور تخرج عن سيطرتها ووالدها يقرأ الفاتحة مع والد وائل, وامه التي تبتسم لها في ود, لقد تفاقم الامر ,هاهي ترتبط بوائل , ولن تستطيع الافلات.


وبينما هي جالسة رن جرس هاتف المنزل, فقامت ترد من غرفتها,متوقعة ان تكون ميرنا او سارة يطمأنون عليها.


منى: الو.


...................


منى: الو.


اخترق اذنها صوت غاضب.


احمد: قافلة موبايلك ليه؟.


ارتعشت منى حين تعرفت على صوت احمد, وشعرت بالذعر.


منى: انت عايز ايه؟.


احمد: قفلتي موبايلك عشان مكلمكيش, صح, مكنتيش فاكرة اني هكلمك على البيت , انا متفرقش معايا, وانتي عارفة, فاكراني مش هعرف؟.


منى: منا ممكن اقفل في وشك السكة.


احمد: هتصل تااني.


منى:...............


احمد: وتالت ورابع لغاية ماتردي عليا.


استرقت السمع قليلا تطمئن انه لا يوجد احد قريب,واغلقت باب غرفتها,ثم قالت بغضب خافت.


منى: انت عايز منى ايه تاني؟.


احمد: انتي فاكرة اني مش هعرف حكاية وائل ولا ايه؟.


منى: طيب مانت اول واحد عارف , ايه الجديد يعني؟,انا مش كلمتك وقلتلك وقلتلي شوفي حالك بقي, اعملك ايه انا؟, اجري عليك واقلك , لا معلش انا بحبك, لا طبعا,عشان بعد كده تبقي أد كلامك, ولما اقلك اني هعمل حاجة يبقي هعملها.


صمت قليلا ,ثم قال في غضب مندهش.


احمد: يعني انتي خلاص هتتخطبي لوائل؟؟؟.


منى:ها؟؟؟, انا خلاص يا احمد, الناس عندنا برة دلوقتي, وقرو الفتحة خلاص, انا مش لسه ها, انا خلاص اتخطبت يا احمد.


واخترقت السماعة صوت زغرودة بعيدة, منطلقة من فم والدة منى, وكذلك اخترقت جسدها كله لتشعرها بالرهبة والحزن, وانتابتها موجة من الكآبة,قال احمد في دهشة عظيمة.


احمد: .....دا......دا الموضوع بجد!!,انتي بجد اتخطبتي؟؟, منى, انتي ,....خلاص؟؟؟.


شعرت بالوهن في صوته يؤلمها, وارتجفت قليلا, ثم قالت والدموع تترقرق في عينيها.


منى: امال انت كنت فاكرني بهذر؟, خلاص يا احمد, مبقتش اعرف اهذر, انت الي عملت كده, وياريت تستحمل نتيجة اعمالك.


قال بنبرة يائسة ,بعد ان تيقن من الخبر, وبتأكيد لا يحتمل الخطأ.


احمد: منى......., بس انا بحبك.


سالت دموع منى على وجهها, وقالت بضعف.


منى: منا كنت بحبك, اعمل ايه بقي , خلاص يا احمد, الي بينا راح, وانا بقيت مخطوبة, ياريت بجد تنساني وتسيبني في حالي, عشان انا مينفعش اكون ليك ابدا.


أ*...............................


منى: سلام يا احمد.


احمد: .....منى.


منى: معادش ينفع الكلام يا احمد خلاص.


احمد: يعني ايه؟, يعني انا مش هبقي معاكي تاني؟؟؟.


منى: احمد, بالله عليك ماتعذبني, انا مش ناقصاك, سيبني في حالي وابعد عني وارحمنى.


احمد:.......................


منى: انا هقفل.


احمد: ماشي يامنى, بس,...خدي بالك من نفسك.


منى:......وانت كمان.


احمد: سلام يامنى.


منى: سلام.


واغلقت السماعة في بطء, ثم جلست على سريرها واجهشت في البكاء, ثم قامت بعد ان سمعت خطوات تقترب من غرفتها, فمسحت دموعها في سرعة, وجدت معتز يدخل ,قائلا في مرح.


معتز: مون......


وتوقف حين لمح عينيها الدامعتين, وخفت صوته.


معتز: مالك يا منى؟.


واغلق باب الغرفة خلفه, مسحت منى عينيها وهي تتحاشى النظر في وجهه.


منى: مفيش.


توقف معتز قليلا ينظر اليها في اسى.


معتز: ولما انتي مش عايزاه , بتعذبي نفسك كده ليه؟, انتي لسه قدامك وقت.


ابتعدت منى وهي تعدل ماكياج عيونها الممسوح من البكاء.


منى: مين قال ان انا مش عايزاه؟.


معتز: امال بتعيطي ليه ؟, من الفرحة مثلا.


منى: خلاص يا معتز, الي حصل حصل, معادش ينفع ارجع فيه.


معتز: تبقي مجنونة, انتي بوظتي الدنيا, عملتي في نفسك كده ليه يا منى؟, وعشان مين؟.


التفتت اليه منى بعصبية وقالت.


منى: عشان نفسي, عشان انا استحق واحد كويس,ويخاف عليا ويحترمني,عشان انا عايزة ابعد عن كل الزعل والنكد والقرف, انا نفسي اعيش مطمنة شوية.


معتز: بس انتي كده بتصلحي غلط بغلط اكبر.


قاطعهم مؤمن حين ادخل رأسه من الباب متسائلا.


مؤمن: بتعملو ايه انتي وهو هنا؟, وسايبين الناس برة.


ونظر الي منى.


مؤمن: وانتي يا بنتي, سايبة الناس بقالك ساعة, هما جايين يخطبوني انا مثلا؟.


معتز: حاضر جايين اهه, روح انت.


ثم التفت الي منى بعد ذهاب مؤمن.


معتز: هتعملي ايه يامنى في الي انتي فيه دا؟.


رسمت على وجهها ابتسامة مصطنعة وقالت.


منى: هطلع اعد مع اهل خطيبي.


معتز: منى.


تخطته في طريقها للخروج من الغرفة, وهي تقول له.


منى: وانت كمان هتخرج وتضحك ومش هتجيب سيرة لحد اني كنت بعيط, انت فاهم.


معتز: لأ, مش فاهم.


تبعها صوته الغاضب, وهي تسير خارجة للضيوف والبسمة على وجهها تؤلمها, وقلبها منفطر, ليطالعها وجه وائل السعيد, وابتسامة ابيها الراضية, وزغرودة امها






*





سامي: انت خلصت الورق بتاع امبارح ؟, انا سمعت ان مريم بتلف النهاردة.


احمد: معملتش حاجة.


سامي: ليه يابني؟.


احمد: امبارح كان مزاجي وحش جدا.


سامي: انت مالك يا بني شكلك مش مظبوط فعلا, ايه الي حصل؟.


احمد: انا مكنتش ناوي اجي الشغل اصلا النهاردة.


سامي: ليه انت مش خلصت امتحانات؟, يا ابو حميد انت لازم تركز شوية في شغلك, عشان تتثبت بعد التخرج, عشان مينفعش كده, انت معاك فرصة مش عند حد, مين بيجيله فرصة يشتغل وهو في الكلية ويضيعها, وبعدين انا واخد بالي ان مريم مشددة عليك بقالها كتير وشكلها كده مستنيالك على غلطة, اوعي تكون لسه حاططها في دماغك.


احمد: ولا حاططها ولا نيلة, دي بت مغرورة فعلا زي مانت قلت, وشكلها متتعاشرش.


سامي: طيب , يبقي متديلهاش السبب الي ترفدك عشانه, اعد يا بن الحلال شوف شغلك وركز فيه, انت مش ناقص نكد , دانت شكل البنات مضيعينك خالص.


احمد: بلا بنات بلا قرف, ادي اخرة الحب, مبناخدش منه غير النكد ووقف الحال, انا كان مالي.


سامي: وله يا احمد, اوعي تكون بتحب مريم.


احمد: مريم ايه انت كمان, والله انت ولا فاهم حاجة.


أ*هو الواد عبيط صحيح بس عنده حق, فوق يا ايمو لنفسك وشوف شغلك, بلا بنات بلا وجع دماغ,اديك قلت بنفسك خدت ايه منهم


منا خلاص مش ناوي احب تاني


ايوة خليك خفيف ,وشوف مصلحتك ,ايه يعني منى اتخطبت ما في ستين داهية,تروح منى يجي عشرة مكانها,دانت ايمو برضة


صح


بس من غير ماتورط نفسك تاني,اديك اتعلمت اهه


ايوة اتعلمت, البنات دول مهما اختلفو كلهم واحد


*********************


دخلت سارة بيت منى ,وهي تبتسم لمؤمن الذي فتح لها الباب.


سارة: السلام عليكم.


مؤمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , ازيك يا سارة؟.


سارة: الحمد لله, منى موجودة؟.


مؤمن: ايوة , بس هي في الحمام اصلها لسه صاحية, ثواني وهتيجي اتفضلي.


دخلت وجلست ,وتبعها مؤمن, فارتبكت قليلا ثم قالت.


سارة: انا حاولت اكلمها امبارح تليفونها مقفول, واتكسفت اتصل على البيت , عشان كنا متأخر, ايه؟ قرو الفتحة الحمد لله؟.


جلس مؤمن قبالتها على ذراع الاريكة البعيدة عنها, وهو يقول.


مؤمن: اه الحمد لله, دول ناس طيبين اوي, ووائل بني ادم محترم فعلا.


سارة: ربنا يهنيها.


مؤمن: عقبالك.


شعرت بالحرج قليلا وتوترت لعدم ظهور منى او حتى والدتها للسلام عليها.


سارة: شكرا.


وساد صمت قليل قطعته سارة.


سارة: واتفقو على خطوبة ولا ايه؟, اصل منى كل ما بسألها تقولي معرفش.


مؤمن: لا , منى مش عايزة, قالت تلبيس دبل كده في البيت وحاجة على الضيق, مش عايزة دوشة.


سارة: منى دي اعوذ بالله, محسساني انها فضيحة.


في هذا الوقت خرجت منى مرتدية البيجاما , وعينيها منتفختان قليلا, وشكلها مذري, فاشار اليها مؤمن ساخرا.


مؤمن: اتفرجي يا ستي المنظر, دا شكل واحدة مقري فتحتها امبارح؟, ولا واحدة جاية من جنازة, الله يكون في عونه الي هيصطبح بالجمال ده كل يوم, امال لو مكنتيش لسه غاسلة وشك؟.


تمتمت منى وهي تقبل سارة.


منى: ايه الاستظراف ده؟.


سارة: مبروك.


منى: الله يبارك فيكي.


قام مؤمن يغادرهم وهو يقول لسارة مرة اخري.


مؤمن: عقبالك,بس متبقيش شبهها كده.


فابتسمت مجاملة ولم ترد هذه المرة, وبعد انصرافه جلست هي ومنى وهي تقول.


سارة: ايه يا بنتي؟, صاحية متأخر ليه؟, دا معادش حاجة والعصر يدن.


منى: انا نايمة 11 الصبح.


سارة: لا اله الا الله ,فيه ايه؟, كنتي بتعيطي؟, شكلك باين جدا, انتي عايزة اخواتك يفهمو ولا ايه؟.


مسحت منى على وجهها بكفها وهي تزفر ,ثم قالت.


منى: احمد كلمني امبارح.


سارة: لا.


منى: اه والله العظيم.


سارة: ازاي يا بنتي دنا نفسي كلمتك كان موبايلك مقفول.


منى:ماهو اتكلم على البيت.


سارة: يخرب بيت بجاحته, وايه الي حصل.


منى: مفيش , قعد يقولي انتي كنتي فاكرة اني مش هعرف موضوع وائل , فقلتله دا معادش موضوع دا بقي رسمي والناس عندنا اهم, اتخض وقالي بس انا بحبك وبتاع , قلتله سيبني في حالي , وقفلت.


صمتت سارة احتراما لمشاعر منى الحزينة ,والدموع التي ترقرقت في عينيها, وربتت على كتفها ,ثم قالت بعد ان استعادت منى هدوئها.


سارة: طيب يا حبيبتي, خير ما عملتي, والحمد لله انه متهورش وهددك او عمل حاجة, انتي بقي دلوقتي تاخدي بالك من نفسك قدام اهلك واخواتك, انتي خدتي قرار سليم, ومش هتندمي ان شاء الله, وكل يوم هتعرفي انك كنتي مضيعة نفسك مع احمد دا, وان الي انتي فيه دا احسن بكتير.


اومأت منى برأسها تصديقا لكلام سارة.


منى: منا عارفة ,الحمد لله.


ظهر معتز في اللحظة في طريقة للخروج من المنزل, فلمح شكل اخته المكتئب ,فاقبل يبتسم لسارة.


معتز: ازيك يا سارة عاملة ايه؟, عقبالك.


سارة: وانت كمان.


معتز: خدي بالك من منى, عشانها عايزة الي ياخد باله منها.


رفعت منى عينين غاضبتين لاخيها, قالت.


منى: انت مش كنت نازل؟, ايه الي وقفك؟.


معتز: كنت جاي اشوف العروسة بتعيط ليه؟.


نهرته منى.


منى: معتز.


معتز: يلا , عموما ادي صاحبتك اهي اكيد عارفة كل حاجة, ومش انا لوحدي الي شايف انك غلطانة.


وانصرف غاضبا,فقالت سارة مستغربة.


سارة: هو عارف حاجة؟.


منى: شافني امبارح وانا بعيط,بعد ما احمد كلمني.


سارة: يا مني, انتي لازم تسيطري على نفسك اكتر من كده,اوووف........انتو هتعملو شبكة ولا تلبيس دبل بس.


منى: لا, تلبيس دبل.


سارة: طيب يا منى, عايزاكي من هنا ورايح, تنسي احمد دا, وتفتحي قلبك لوائل, وتاخدي بالك من تصرفاتك قدامه, ومتحسسيهوش انك مغصوبة عليه, هو مش ذنبه ان احمد كلمك يوم ماجولك, واعرفي انك خلاص هتتحاسبي على امانتك معاه, في مشاعرك وفي تصرفاتك, فخدي بالك.


منى: حاضر, ان شاء الله.


سارة: لو عايزة ربنا يباركلك يا حبيبتي, عاملي ربنا فيه, عشان هو يعامل ربنا فيكي.


منى: ماشي يا سارة.


سارة: يلا بقي نقوم نصلي العصر, وهعد معاكي شوية وانزل.


منى: ماشي.


*******************


وائل: ماهو انتي لو فضلتي تقوليلي استاذ وائل ,هسيب صاحبتك.


قالت سارة وهي تمازح وائل ومنى في نهاية يوم الخطوبة, بعد ذهاب معظم الناس.


سارة: منا مش عارفة اقلك ايه؟, مش راضية الكلمة تطلع.


منى: دي منى الي نكتة , يوم ما كنا بنشتري الدبل , قالتلي قدام الراجل استاذ وائل, فقالي واضح ان الانسة بتحترمك اوي, كان فاكرها اختى في الاول.


ميرنا: انا هقولك وائل وعلى ضمانتك بقي, وبعدين احنا اصلا مش هناخد عندك دروس تاني.


وائل: ولو حتى كنت بدي تالتة مكنتش هديكو, انا ناقص وجع دماغ, وانتي بالذات يا ميرنا مكنتش هاخدك.


قاطعهم رجل جاء يسلم على وائل فاعتذر وائل منهم وذهب يسلم عليه, فلكزت ميرنا منى.


ميرنا: افردي وشك دا , واتلمي بقي الواد امه اخدت بالها,سمعتها بتسأل مامتك هي منى مالها,واتكلمي معاه انتي مش خرسة.


سارة: ماهو مؤمن سألني برضه, قلتله الماكياج مش عاجبها.


منى: منا بضحك اهه, مالكو بقي؟.


ميرنا: يا شيخة اتقي الله, دانتي ناقص تعيطي,هو حد طايل ولد زي العسل ومحترم واخوكي بيحلف بيه , وظريف مع اصحابك ومش مقفل,طيب دنا نفسي خالد ياخد على اصحابي بدل ماهو عامل فيها التقيل.


سارة: وعارف ربنا ,وداخل من الباب.


اخذت منى نفسا عميقا , واغمضت عينيها لحظة, ثم فتحتهما وعلى وجهها ابتسامة.


سارة: ايوة كده, اهو وائل راجع اهه, ربنا يستر.


وائل: انتو هتباتو هنا ولا ايه؟, يلا مش طالبة زحمة,باقيت الجاتوة في المطبخ ,خدوه ورحو.


ميرنا: دا ايه الطرد الي عيني عينك دا؟, امال لما هتجوزها هتعمل فينا ايه؟.


سارة: احنا هنيجي نتعشى معاكو.


منى: ليه؟, احنا هنلم؟,يلا يا حلوة انتي وهي, كل واحدة على بيتها يلا.


ميرنا: ايه دا كمان, حتى انتي بتطردينا, ماشي ياستي مردودالك.


سارة: احنا فعلا كنا هنمشي اصلا, عشان الوقت اتأخر ,بس مستنية بابا يجي ياخدني.


ميرنا: كلميه قوليله ميجيش ,انا وخالد هنوصلك.


سارة: طيب استني اشوفه في الطريق ولا لسه في البيت.


وابتعدتا عن منى ووائل,فنظروائل لمنى وابتسم.


وائل: انتي مالك يا منى؟, شكلك تعبان.


منى: مفيش انا بس مكلتش كويس طول اليوم.


وائل: لا انتي تاخدي بالك من صحتك ,مينفعش كده,عشان تفضلي زي القمر كده على طول.


ابتسمت له في حرج.


منى: شكرا.


وائل: انا مبقلكيش كده عشان تقوليلي شكرا,انا بقول الحقيقة.


منى: انت طيب اوي يا وائل.


وائل: يارب ابقي كده في عينيكي على طول, وافضل عند حسن ظنك.


منى: ياريت.


م*يااااااااااارب, يارب خليني احب وائل وانسى احمد يارب






*





ميرنا: وريني دبلتك كده يا منى اقيسها؟,هي بتلمع ليه عن بتاعتي؟.


خلعت منى الدبلة من اصبعها ,وناولتها لميرنا.


سارة: انتي يا بنتي بتقلعي دبلتك كده عادي, اوعي,مش كل شوية تقلعيها.


منى: يا ستي, يعني هي هينقص منها حاجة؟.


لبست ميرنا دبلة منى في يدها اليمنى ودبلتها في اليسرى.


ميرنا: بتاعتك احلى , بتلمع اكتر.


منى: روحي لمعيها.


ميرنا: ماهي كدة متلمعة.


سارة: لما كلمتك امبارح ,كان وائل عندكو ؟.


منى: ايوة.


سارة: هو جالكو كام مرة من ساعة الخطوبة؟.


منى: مرتين.


ميرنا: مخرجتوش مع بعض ,من ساعة ما رحتو تتعشو يوم الخطوبة؟.


منى: لا, مفتكرش مؤمن هيرضى, وبعدين كد احسن, هخرج معاه لوحدي اعمل ايه؟,دنا كنت في نص هدومي يوم الخطوبة دا.


ضحكت ميرنا.


ميرنا: يا سلام؟؟؟؟, وعلى كده بتعدو في البيت معاكو محرم؟,ههههههه.


منى: لا يا خفيفة, مؤمن بيدخل شوية ,بيسيبونا مع بعض شوية برضه نتكلم, وبعدين بصراحة انا حاسة ان وائل نفسه هو الي مطلبش اننا نخرج, اصل مؤمن مطمنله اوي, لو كان قاله نخرج كان وافق.


ميرنا: بس هو سايبك براحتك يعني, تخرجي عادي معانا اهه.


منى: اه هو قالي مالوش دعوة ,براحتى اخرج بس ابقي اعرفه ,وارجع بدري.


ميرنا: يجي خالد يسمع, بدل ماهو عاملني زي العيلة الصغيرة, منزلش من البيت الا ما يجي يوصلني, لو رايحة الصيدلية هيجي يوديني, حاجة تقرف.


سارة: شكله طيب اوي يا منى, ماستريحتيلوش لسه؟.


منى: يعني شوية, هو بني ادم كويس اوي اوي, يعني انا بحترمه جدا, بس مش مستعجلة يعني احبه.


ميرنا: ولا تقلقي, انا نفسي كان اول شهرين كنت لما بكلم خالد , وبابا يدخل عليا بقفل السكة, دلوقتي ناقص يبات عندنا.


سارة: ومعتز؟.


منى: معتز انا مش مستريحاله, حاساه متضايق منى اوي.


سارة: هو خايف عليكي.


منى: ليه ؟,انا مش الحمد لله مستقرة.


ميرنا: ماهو لو شافك مستقرة ومكانش قلق عليكي.


منى: دخل عليا الاوضة امبارح وانا بعيط.


سارة: انا مش فاهمة , انتي مخطوبة عشان تعذبي نفسك, كل يوم عياط, مادام كده يا ستي يا تخلصي من النكد, يا اما تحاولي تستقري بجد, عشان تتطمني والي حواليكي يطمنو.


منى: انا الحمد لله ناوية اني انسى احمد, وافوق لوائل بجد, الولد مابيعملش حاجة غير انه بيحترمني وبيقدرني, يعني انا الاسبوع الجاي ان شاء الله هبدأ التدريب في المكتب معاه ,ربنا يقربني منه.


سارة: بس يارب تقدري على كده, ميبقاش كلام وبس.


*********************


احمد: وانتي يا لينا بتشتغلي هنا ؟.


نظرت الفتاة الطويلة الجميلة الي احمد, وهي تبتسم.


لينا: انت شايفني انفع اشتغل هنا؟.


احمد: ايه؟, لسه في الكلية وبتتدربي اكيد.


مدت يدها تزيح شعرها عن عينيها الجميلتين , وهي تبتسم بخبث.


لينا: انت ايه رأيك؟, عندي كام سنة؟.


احمد: 20؟؟؟.


ضحكت الفتاة في شدة,ثم اعتدلت وهي تحرك شعرها الي الخلف في خفة.


لينا: انا .....في تالتة ثانوي.


نظر اليها احمد في عدم تصديق , وتفحص طولها وشكلها وقال.


احمد: مش ممكن ,تالتة ثانوي يعني عندك بالكتير اوي 16 سنة.


لينا: الشهر الجاي هكمل السبعتاشر.


احمد: شكلك مش باين عليه خالص.


لينا: ودي حاجة حلوة ولا وحشة؟.


احمد: انتي الي حلوة.


لينا: طيب منا عارفة .


احمد: وايه الي جايبك هنا؟.


لينا: عشان حظي حلو, اشوفك واتعرف عليك.


أ*لا ,دي واقعة واقعة


دوس ,انت يعني مينفعش تدوس في السن الصغير؟, ما البت طويلة وحلوة وواقعة اهي, خلاص عيش حياتك


احمد: وياتري يالينا معاكي موبايل؟, ولا لسه لما تكبري شوية؟.


اخرجت من حقيبتها تليفونين محمول.


لينا: عايز انهي نمرة؟.


احمد: يا سلام لو الاتنين.


لينا: طيب.


ونقل الارقام وهو يتحدث.


احمد: بس انتي بتتكلمي عربي بالعافية؟, ليه؟.


لينا: عشان انا في المدرسة اصحابي من وانا في كي جي, امريكان, وفي البيت بس بيتكلمو عربي, عشان كده, لولا اختى المملة الي مصممة تتكلم عربي في البيت, كان زماني ماليش فيه اصلا.


احمد: وبتعملي ايه هنا بقي؟, لما انتي مبتشتغليش ولا بتتدربي.


لينا: مستنية اختى, قالتلي افوت عليها, عشان توصلني , اصل انا لسه مش معايا رخصة, بس اول ما اطلعها, هخلص منها خالص,وهركب عربيتي بقي.


احمد: طيب دا حظي انا الي حلو انك معاكيش رخصة, مكنتيش جيتي ولا كنت شفتك.


لينا: انت مش البريك بتاعك خلص, اطلع على شغلك بقي, وعلى موبايلات.


احمد: يا ستي سيبك, بلا شغل, انتي اهم.


لينا: لا, عشان مريم لو عرفت ان انا الي كنت مأخراك وقفشتك, هتبقي مشكلة ليا وليك.


اندهش احمد وهو يقول.


احمد: مريم؟, وانتي اشعرفك بمريم؟.


لينا: يابني, مريم اختى الكبيرة.


شعر احمد بالصدمة , والذعر في نفس الوقت, ان لينا اخت مريم, لماذا يحدث هذا كله معه هو بالذات؟.


احمد: انتي اخت مريم؟.


لينا: ايوة.


احمد: طيب انا هسيبك واطلع بقي, واوعي تجيبيلها سيرة انك تعرفيني.


وابتعد عنها كالملسوع, لو عرفت مريم انه حاول التعرف على اختها سترفده حتما.


أ* يعني يوم ما اقول اعك في السن الصغير,واتعرف على بنت جديدة,تطلع اختها مريم


وايه يعني؟,البت جامدة, وعادي عندها, وصغيرة , انت عايز ايه تاني؟


اخت مريم بقلك, اخت مريم


وايه يعني؟, بالعكس دا كده احسن , معرفتش تجيب البت, توقع اختها


قصدك ايه؟


يعني هي مريم دي لا ترحم ولا تخلي رحمة ربنا تنزل؟, يعني لا تعرف تكلمها ولا تكلم اختها, طيب بالعند فيها كلم اختها


طيب وافرض عرفت؟


طيب ايه رأيك انها لو عرفت ,هتموت عليك هي نفسها


يا سلام؟؟؟


هو فيه حاجة تغيظ البنت ,غير انك تكلم اختها او صاحبتها


تصدق عندك حق


ايوة كده , شد حالك وانا معاك


تمام , وانا وراك


******************


سلم وائل على ميمي في الشارع المقابل لمنزله, وهو يقول.


وائل: ازيك ياميمي؟, وازي طنط فيفي؟.


ميمي: كويسين, ايه يابني الاخبار الحلوة الي دي الي سمعتها؟.


لوح وائل بيده التى بها الدبلة وقال.


وائل: عقبال ما اسمع خبرك.


ميمي: منى بنت زي العسل.


وائل: واخلاق جدا ومحترمة.


نظر اليه ميمي ثم قال.


ميمي: اه كويسة,تحسها استايلك اوي, .....بقيت بتحبها يا لولو؟.


وائل: شوف هي حلوة وجميلة وظريفة , بس اهم حاجة فيها انها متربية , يعني انا لغاية دلوقتي حاسس ان ادبها باعدها عني, بس انا عاذرها عشان اول مرة تتعامل مع ولد, خطيب وكدة.


رفع ميمي حاجبه الايسر وهو يستمع الي وائل, وتمتم لنفسه.


ميمي: انت متعرفش ولا ايه؟.


وائل: بتقول ايه؟.


ميمي: لا مبقلش, بس يعني منى اه عسولة اوي, ومش هتندم انك اخترتها, حتى لومكانتش زي مانت فاكر.


وائل: دي هي احسن مما كنت فاكرها كمان,البنت بتتكسف جدا.


ميمي: مممم,اه.


وائل: بس هتاخد وقتها وتتعود عليا, واكيد هتحبني ان شاء الله.


ميمي: ان شاء الله, ابقي سلملي على موني بقي ,عشان بكلمها اباركلها موبايلها مقفول.


وائل: امال انت عرفت منين؟.


ميمي: من ميرنا, كلمتني تقولي.


وائل: اصل منى عايزة تغير نمرتها ,مش عاجباها,هجيبلها خط جديد.


ميمي: هي مش لسه مغيراها من شوية؟.


وائل: انا عارف, اهي قافلاها بقالها كتير,يلا , معطلكش بقي, شكلك كنت خارج.


ميمي: ماتيجي معايا, رايح النادي.


وائل: لأ ,مرة تانية, ابقي سلملي على لما وطنط وعمو.


ميمي: ماشي يا لولو, يلا باي.


وائل: سلام










*





نظر وائل الي منى, وابتسم بهدوء ,وقال.


وائل: انا صحيح مستغرب انك عايزة تغيري النمرة , بس معنديش مانع طبعا, احنا بنبدأ على صفحة بيضا زي مانتي عايزة بالظبط.


منى: ميرسي اوي ياوائل على زوقك, وميرسي على الخط, الرقم جميل .


وائل: العفو ياموني.


وصمتا قليلا.


وائل: انتي كنتي متضايقة النهاردة في المكتب ليه؟.


منى: مفيش؟.


م*انت شفتني؟


وائل: انا كنت ناوي اجي اسألك بس مرضتش, قلت يمكن متضايقة من الصحيان بدري تاني.


منى: يمكن ,هو انا كنت مبوزة جامد؟.


م*شفت احمد في الشارع مع نورا امبارح بالليل


وائل:كأن ميتلك حد.


منى: ماهو انا بيبقي مزاجي كده الصبح بدري.


مد كفه برفق ليضعه على اصابعها, فتصلبت يدها في يده.


وائل: على فكرة يا منى , انا بدأت احبك فعلا.


ارتعشت خوفا وليس تأثرا مما قال, وشعرت بالحزن لرقته معها.


م*وانا بقي مش عارفة احبك خالص


منى:...............


ابتسم وائل حين رأى ترددها, وظنه خجل كالعادة.


وائل: انا مش مستعجل يامنى.


وكما لمس كفها في سرعة تركها في سرعة, بينما دخل مؤمن عليهما.


مؤمن: قريت الي في الجرنان النهاردة؟.


وائل:لا ,ليه؟.


وانخرطا في حديث سويا, بينما انتقل عقل منى الي صورة احمد ونورا ,ترى ماعلاقته بها الان, هل اتخذا صورة جدية؟, هل يحب نورا الان ؟,هل نسي حبه لمنى؟.


******************


منى: انتي عارفة ان الشيطان دا شاطر فعلا, يعني طول منا مع احمد, كنت شايفة ان اي حاجة غير احمد حلوة, كل حد غير احمد احسن منه, لغاية ماسبنا بعض, واول ما اتخطبت لوائل, كأن مفيش حد في الدنيا دي غير احمد, شايفاه ملاك يا ميرنا, كأن مكانش فيه مشاكل مابينا,كأنه كان معيشني في الجنة, مش قادرة حتى افتكرله حاجة وحشة.


ميرنا: اهو انا كنت كده في الاول, كان اي صرصار في الشارع بالنسبة لي احسن من خالد, بس دا في الاول بس, وشيطان زي ما بتقولي, دلوقتي, اديكي شايفة بنفسك بموت فيه ازاي ؟.


منى: بس دا احساس وحش اوي, انك مش عارفة تفكري في الي معاكي, وبتفكري في الي مع غيرك.


ميرنا: ولما هو انتي عارفة انه بتاع غيرك, بتفكري فيه ليه؟,وبعدين دا مش هو بس الي بتاع غيرك, انتي كمان بتاعة غيره يامنى, يامنى اعقلي واركزي ربنا يهديكي, انتي هتخوفيني عليكي تاني ليه؟.


منى: منا نفسي اهدا شوية, واعرف احب وائل.


ميرنا: هتحبيه, ان شاء الله هتحبيه, لانه يستاهل انك تحبيه.


منى: دنا حتى الدبلة مش طايقاها, بمشي حاطة ايدي في جيبي.


ميرنا: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم, انتي عايزة وائل ولا لا؟, ولما انتي قرفانه منه اوي كده, وافقتي ليه يا بنتي؟, كده معتز عنده حق,وسارة كمان عندها حق.


منى: بالله عليكي ماتقولي لسارة, عشان مش هتبطل تزعقلي.


ميرنا: مش هقولها, بس توعديني تبطلي الافكار الوحشة الي في راسك, وتركزي في حياتك بقي, وانسي احمد, دانتي لسه مبتشوفيهوش, امال لما نروح الكلية بقي هتعملي ايه؟.


منى: مش عارفة.


ميرنا: ولا تقلقي هتكوني نسيته ان شاء الله, وحبيتي وائل.


منى: يارب يا ميرنا.


******************


أ*هي منى؟, انا شفتها بعيني؟, كانت هي دي؟


انا اشعرفني؟


هي احلوت اوي كده ليه؟


عشان اتخطبت


لا, عشان انا مشفتهاش من زمان


عشان انت نفسك حلوة


ماتسكت بقي ,انت على طول قارفني كده,بطل تريأة


ماشي, اتغزل في جمالها براحتك


انا زعلان اوي انها اتخطبت


مممممممممم


انا مكنتش عارف اني بحبها كده


ماهي كانت معاك, مكنتش بتحبها كده يعني


كنت بحبها,بس انت الي كنت مبوظ عليا كل حاجة


وكمان طلعت انا وحش؟؟, يا حبيبي الممنوع مرغوب, منى دي لو كانت في ايدك؟, مكنتش بصيتلها بصتين على بعض, ويمكن كنت سيبتها من نفسك, انت الي حارقك بس ان هي الي سابتك


لا طبعا


انت هتضحك عليا انا؟, دنا عشرة اربعة وعشرين سنه يا راجل


قاطعه صوت هاتفه المحمول .


احمد: الو!!.


لينا: محدش قالك ان لما بنت حلوة تديك نمرتها , المفروض تتصل بيها؟.


احمد: دينا؟؟؟.


لينا: كمان ؟؟,you forgot my name؟؟.


احمد: سوري يالينا , والله الكلمة طلعت غلط.


لينا: انت شكلك نساي يا ايمو, عموما ولا يهمك, انا برضة بنسى.


احمد: هو انتي جبتي نمرتي منين؟.


لينا: i`ve got my ways.


احمد: دانتي شكلك زعلانة بجد؟, اعمل ايه عشان متزعليش.


لينا: اعزمنى ع العشا.


أ* ايه دا؟,دي ناقص تقولي نضرب عرفي


لينا: سكت ليه؟, مش معاك فلوس؟, اسلفك؟.


احمد: لا طبعا, بس انا كنت بفكر نروح فين؟.


لينا: ملكش دعوة, انت فوت عليا بس ,خدني من قدام النادي, وانا هوديك.


أ*الخروجة دي عايزة العربية


يعني خناقة مع ابوك تاني


لينا: اوكاي؟؟.


احمد: اوكي.


لينا: i`ll wait for you at nine, عند البوابة التانية.


احمد: حاضر يا لي لي.


لينا: باي


احمد: باي.


أ*باي يا واقعة


******************


معتز: انا هسيب أية.


منى: ليه كده يا معتز.


معتز: بصراحة كده بسببك.


منى: انا؟؟؟, ليه ؟.


معتز: بعد الي حصلك , انا مش عايز اجرحها, ولا اوعدها بحاجة وما اعملهاش, انا لسه طالب زيي زيها, وقدها كمان, مفيش في ايدي حاجة اقدمهالها دلوقتي, وهي بنت محترمة وبتحبني بجد, لو لينا نصيب في بعض هناخد بعض.


منى: وهتقولها كده في وشها؟.


معتز: ايوة, انا لو بحبها هسيبها, انا مرضالهاش ان لو محصلش بينا نصيب, تبقي عاملة زيك مع وائل كده, وتعيش زعلانة طول عمرها, لكن لو افترقنا دلوقتي , ممكن ربنا يباركلنا ويكتبلنا نصيب مع بعض.


منى: انت اتجننت؟؟, ازاي تفكر كده, انت بتحبها وهي بتحبك, وان شاء الله اول ماتخلصو هتتخطبو, حتى لو عندك جيش؟, متعملش كده فيها يا مجنون.


معتز: انا ابقي مجنون لو وافقت اني افضل مرتبط بيها, وبعدين ماخدهاش, لانا هرتاح ولا هي.


منى: انت مالك متشائم كده ليه؟.


معتز: بصراحة, الي حصلك ميرضيش حد, وميرضنيش اعمله فيها.


منى: انا مالي يا معتز؟؟, انا الحمد لله, مخطوبة لواحد ممتاز, ومش عايزة حاجة اكتر من انه يحبني.


معتز: لكن مش عايزة انتي تحبيه؟.


منى:.................


معتز: انا مش عايز أاذيها يا منى, انتي ليه مش فاهمة؟, انتي مش حاسة بالي انتي فيه, ولا بتستهبلي؟, وبعدين هي متفهمة جدا لانها بني ادمة عاقلة وهتعرف ان دا فيه الخير لينا, ونبقي نعرف اخبار بعض من بعيد, لو ليا نصيب فيها يا منى, هاخدها ولو بعد ايه؟.


منى: انت كأنك سارة بتتكلم؟.


معتز: سارة لو بتفكر كده ,تبقي بنت جدعة جدا.


منى: انت بتتكلم على مزاجك؟, يابني كلام الشعارات دا غير التنفيذ خالص, سارة بتتكلم عشان مجربتش, انما انت هتتعذب.


معتز: ربنا يعيني, وهبدأ من الاجازة ان شاء الله ,عشان يبقي الموضوع اسهل.


منى: انت حر, بس انا بقلك بلاش, متعملش فيكو كده.


معتز: انا بعمل احسن حاجة لينا احنا الاتنين.


منى: انت حر.


م*انت هتتعب كتير يا معتز, لما يكون بايدك بيبقي صعب,هو صحيح ونعم بالله لو ليكو نصيب في بعض هتاخدو بعض, بس ليه تتفرقو من دلوقتي؟, تقللو من الفترة الي ممكن تكونو فيها متفقين ليه؟, انا مش فاهماك يا معتز, ولا فاهمة سارة, ولا بقيت فاهمة حد





*



عقدت نورا حاجبيها في غضب وهي تسير مع احمد في النادي.


نورا: طيب تقوم متردش عليا؟, 15 ميسد ومقلتش اول ما شفتهم ,اما اكلمها اشوف عايزة ايه؟.


احمد: يا حبيبتي الموبايل اول ما روحت فصل, قلت اشحنه, وبعدين اكلمك , فنمت.


نورا: كنت فين؟.


احمد: يوووووة, هو انا بتاع كنت فين وجيت منين يا نورا؟, مانتي عرفاني ,انا حر, اروح واجي براحتى ,ومحدش يحاسبني , ولا انتي نسيتي؟.


نورا:مانسيتش يا ايمو, بس الموضوع فيه ريحة بنت تانية.


احمد: بنت تانية مين يا بنتي؟, وهو انا هخاف منك, لو فيه بنت تانية هقولك.


نورا: بس انا لو عرفت من نفسي ,مش هسكت يا احمد.


احمد: كمان بتقوليلي احمد كده, انتي زعلتي ولا ايه؟, يا نوني انا بهذر , وبعدين يا حبيبة قلبي حد يبص لواحدة تانية ,وهو معاه القمر دا؟.


أ*البت لينا امبارح هلكتني , بنت المجنونة ودتني ديسكو تك, ومبطلتش رقص


مانت مهما عملت برضه, ومهما وصلت برضة عمرك ما وقعت واحدة الاستايل دا


ولا كنت احلم اصلا, انا صحيح دفعت عليها دم قلبي امبارح , بس البنت دي جو تاني خالص, مرووشة بجد


بس الغريبة دي اخت مريم ازاي؟


اهو دا الي محيرني؟, يا اما مريم هي الي فلتة يا اما لينا هي الي طاقة


اكيد مريم الي مقفلة وخنقة, دي خنقة اكتر من منى ياراجل


بس المهم مريم متعرفش


يابني دي لو عرفت بكرة هي الي تجري وراك


ونورا دي بصراحة خنقاني, بدأت تغير وتشك وعاملة فيها مرات ابويا


لو خنقت هي كمان اخلع منها بالزوق


ولا من غير زوق , انا زهقت اصلا


نورا: مش دا ميمي؟.


اقبل ميمي مبتسما في دلع كالعادة.


ميمي: ايمو ونورا, ازيكو جايز.


احمد: ازيك؟.


أ*انا مبطيقش الي جابوك من ساعة ما شفتك


نورا: بتعمل ايه هنا؟.


ميمي: انا باجي هنا من قبل ما يطلعلك كارنيه اصلا, وبعدين انا جاي مع موني وخطيبها وميرنا وخطيبها وسارة واخوات منى واخوات ميرنا,وناس كتير كتير كده.


ارتعشت عينا احمد وصوته.


احمد: منى هنا؟.


نظرت اليه نورا في استنكار, وقالت.


نورا: مالك اتخضيت كده ليه؟.


احمد: هما فين؟.


نورا: الله؟؟؟, وانت بتسأل ليه؟.


ميمي: معرفش انا سبتهم عشان ماليش فيهم اوي, انت عارف كلهم عارفين بعض, رايح اعد مع اصحابي, وسبتهم سوا.


احمد: فين؟.


ميمي: ايه يا ايمو؟, انت عايز تروحلهم ولا ايه؟.


نورا: لا طبعا.


وجذبت احمد من يده بعيدا عن ميمي ,وهي تقول.


نورا: باي باي يا ميمي.


ثم قالت لاحمد في غضب, بعد ان ابتعدا عنه.


نورا: مالك؟, انت مالك من ساعة ماعرفت ان منى هنا؟,ايه ؟؟,لسه بتحبها وبتدورعليها؟.


نزع يده من يدها , وهو يقول.


احمد: لا طبعا مبحبهاش ولا حاجة, منى مين دي الي لسه بحبها؟.


نورا: طيب وشك جاب ميت لون ليه لما سمعت اسمها؟.


احمد: نورا, انا فهمتك ميت مرة اني مبحبش الخنقة واللك والغيرة و الاشتغالات , ارحميني.


وتركها منصرفا,في غضب وعيناه تبحثان عن منى في لهفة.


************************


قالت ميرنا في اذن سارة, وهم يجلسون جميعا سويا, منى ووائل, وخالد واخت سارة وزوجها ,واخو ميرنا وخطيبته واخت خطيبته.


ميرنا: بصي بصي , اهو هيبص عليكي دلوقتي تاني.


نظرت سارة بطرف عينها لتلتقي بنظرة مؤمن الخاطفة لها, فيحمر وجهها في غضب, وتقول لميرنا.


سارة: يا حمارة اتلمي بقي.


ميرنا: مانتي الي كل ما اقلك بتبصي زي العبيطة,برضة مبتتعلميش,هههههههه.


سارة: بطلي تقوليلي.


ميرنا: لما يبطل هو يبص من تحت لتحت, عامل نفسه ناصح.


سارة:حد يقومه من جمب اختى, قاعد يكلمها يقولها ايه؟.


ميرنا: يمكن بيقلها انا معجب باختك.


سارة: انتي من ساعة ماقلتيلي وانا مبقتش اعرف ابص في وشه اصلا, كل ما اشوفه اتحرج.


ميرنا: وهو وحش مؤمن يا سارة؟, انا مش عارفة انتي مكبراها ليه؟.


سارة: وهو انا قلت عليه حاجة؟, هو ولد عسل ومحترم وانا معنديش مانع,بس انتي عارفة المشكلة في بابا, مبيرضاش في الكلية.


ميرنا: يعني هو كان نطق اصلا, عامل زي ابو الهول, واخته خليها في الي هي فيه, مش فايقالنا اصلا, بصي قاعدة ازاي جمب وائل, كأنها خايفة ياكلها, ناقص تعد في اخر الترابيزة.


سارة: سبيها يا بنتي , يعني المفروض يبقو قاعدين لازقين في بعض.


ميرنا: مكنتيش بتشوفيها مع احمد, بيعدو ازاي.


سارة: اولا احمد دا سافل اصلا, تلاقيه هو الي كان بيعد يقرب منها وهي قاعدة, ثانيا, هي دلوقتي المفروض تبدأ على صفحة بيضا ويعني تنسي كل القديم بتصرفاته.


ميرنا: بس المهم تنسى القديم, مش التصرفات وبس.


في هذه اللحظة وجهت اخت خطيبة اخو ميرنا الحديث لمؤمن,فعادت ميرنا للهمس في اذن سارة.


ميرنا: قلتلك الحقي الولد قبل ما يضيع منك, اهي لاميس بتتكلم معاه, ولاميس دي مصيبة اصلا, لو لطشته مش هتعرفي ترجعيه تاني.


سارة: انتي ايه يا بنتي؟ ,خاطبة؟, ماترحمي نفسك شوية, وبعدين لاميس عايزاه تاخده.


ميرنا: طيب عيني في عينك,دا انتي من ساعة ما خليتك تاخدي بالك منه وانتي بتفكري فيه ,متنكريش.


سارة: انتي لو مخرستيش, انا هقوم من جمبك , اتلمي بقي وبصي في ناحية تانية,...كلمي خطيبك, انتي مش جاية مع خطيبك؟, كلميه, سايباه ومستلماني ليه؟.


*********************


وائل: ماتيجي نقوم شوية.


قالت منى بذعر.


منى: مؤمن.


ضحك وائل بشدة.


وائل: ايه يا بنتي ,هو انا واحد صاحبك؟, انا خطيبك يا مينو, وعادي اننا نحب نتكلم لوحدنا شوية, بدل ماحنا قاعدين في رحلة القناطر دي.


نظرت اليه في تردد, ثم قالت .


منى: زي مانت عايز.


التفت وائل لمؤمن , وقال وهو يقوم.


وائل: احنا هنروح نعدى على البسين , حد عايز يجي؟.


كادت سارة ان تقول "اه" لولا ان لكزتها ميرنا في ذراعها , فصمتت مرغمة, فاخذ وائل منى وانصرفوا, وكأن الجميع يقرون بحقهم في الانفراد ببعضهم قليلا.


سارت منى بجانب وائل, وهي تشعر بالحرج, وكأنه ليس خطيبها, واحترم وائل مشاعرها فلم يحاول الاقتراب منها كثيرا, انما بدأ الحديث لينساب الكلام بينهما في رقة, وتنسى منى خجلها وتقترب هي منه , وهي تتكلم وتضحك.


منى: بس انا مبطيقش الي اسمه زاهر دا ولا زهير.


وائل: زاهر؟؟, بالعكس بقي, دا اطيب واحد في المكتب, دا عشان انتي لسه مفهمتيهوش, دا خدوم جدا, واكتر واحد بيغطي مكانك في الشغل لما الواحد يحتاجله, يمكن عشان اكتر واحد بيشدد شوية على المواعيد؟, بس عنده حق.


منى: لا انا حاساه قافش كده على طول, مبحبش انا الي يكلمني وهو باصص في الارض.


وائل: عشان هو متدين شوية , فتلاقيه بيبص في الارض وهو بيكلم البنات.


منى: ماهو مش معقول انا مببقاش عارفة هو معايا ولا مش معايا ولا مش سامعني اصلا,ومادام هو كده خلاص بقى ميشتغلش مع بنات.


وائل: يا مينو كل واحد حر, يعني انتي لما مبتسلميش على ولاد, لما حد بيمد ايده مش بتحرجيه؟, ومبتسلميش عليه؟, وبعدها هو بيفهم لوحده, ما ممكن حد يقولك مادام مبتسلميش يبقي متشتغليش مع ولاد بقي.


منى: تصدق ,نظرية برضه.


م*انا بحب اتكلم معاك يا وائل اوي, دماغك عالية ماشاء الله, ومقنع


وائل: وبعدين, انتي مش بتيجي في معادك, وبتعملي شغلك؟, ماتحطيش حاجة بقي في دماغك غير كده.


منى: انت مبقتش تيجي المكتب كتير ليه زي الاول؟.


وائل: يا مينو انا كنت باجي الاول اطمن عليكي انتي, وارستأك في المكتب, دلوقتي انتي الحمد لله مش محتاجاني, وانا ورايا بقي ورق الكلية والحاجات دي.


ثم قال مبتسما.


وائل: انتي متضايقة اني مبقتش اجي؟.


منى: انت متضايق مني عشان بضيعلك وقتك؟.


ابتسم في رقة لعينيها وهما يسيران.


وائل: انا اتضايق منك ازاي اصلا؟, انا لو اطول افضيلك نفسي كنت هفضالك.


ضحكت منى في خجل.


منى: ماشي , شكرا.


وائل: انتي عارفة يا موني.


م*موني دي بتاعة احمد ,ابوس ايدك ماتقولهالي تاني


وائل: انتي طلعتي حالة.


منى: يا سلام للدرجة دي؟.


وائل: اه, يعني مرة لسانك طويل, ومرة بتتكسفي ومرة بتردي ومرة بتسكتي, والواحد ميعرفلكيش انتي ايه بالظبط مبسوطة ولا زعلانة ولا سرحانة اصلا ومش معايا,وساعات احس انك عبيطة جدا, وساعات تتزاكي عليا وتردي لي سؤال بسؤال زي ما عملتي من شوية.


منى: يا سلام؟؟, دنا مجنونة بقي.


م*منا اتعلمت التحوير, من استاذ التحوير كله


وائل: ماهو عشان كده انا بحبك.


توقفت منى عن الضحك, وارتعش قلبها قليلا, هذه اول مرة يقول لها وائل انه يحبها, لقد مضى على خطبتهما شهر واسبوعان, وهذه اول مرة يعترف لها بمشاعره, شعرت بالجمود قليلا, ولم تدر بم تجبه.


وائل: انتي مالك اتخضيتي كده ليه؟, انا مكانش قصدي ازعلك.


انتبهت منى في هذا الوقت على شخص قادم صوبهما في ثبات, وتعرفته على الفور, وشعرت بالشلل التام في ساقيها, ولم تستطع النطق,..... هذا ما كان ينقصها,...... احمد.


*****************


سار احمد كالمجنون في النادي, يبحث عن منى في كل مكان, انه لم يرها منذ الخطبة الا مرة عابرة, وكان يشك بانها هي اصلا, اما الان فحان الوقت لرؤيتها مع خطيبها , اليس وائل الان خطيبها؟, لربما يتقبل الامر و يهدأ , او على الاقل يخرج ما بصدره ويرتاح, او يجعلها تراه وهذا اضعف الايمان.


وحين لمحها توقف عن السير, هاهي منى كما عهدها , تمشي برقة, ونظراتها الي الارض, تسير متباعدة قليلا عن وائل,وهي تضحك, راقبها قليلا, وهي تتكلم ووجهها يشرق تارة ويظلم تارة, لكم اشتاق اليها, الي صوتها وضحكتها وعينيها, وشعر بألم في قلبه, انها ليست ملكه الان, وها هي مع شخص اخر, شخص هو يكرهه منذ ان عرفه, وازداد كرهه له, حينما بدأ يحوم حولها, افاق من ثباته, وقرر التحرك قبل ان يقتربا اكثر, ونظر وهو يسير الي وجه وائل وهو يكلم منى , ثم وجه منى الذي احمر من كلام وائل, فتوجه بخطوات اسرع نحوهما, فالتفتت منى ورأته , وتجمدت في ذعر , لم يتوقف هو واقترب منهما, وتوقف امامها.


احمد: ازيك يا وائل؟, ازيك يا منى؟








التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-04-13 الساعة 11:52 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-13, 12:27 PM   #52

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

*

تجمدت منى امام جرأة احمد, وتجمدت اكثر للقاءه, ولم تستطع النطق وان ارادت, بينما تجهم وجه وائل ما ان تعرف عليه, واختفت البسمة من وجهه, اما احمد فظل وجهه يحمل تعبيرا غريبا ,يجمع بين الالم والغضب والبرود.
قال وائل بلهجة معادية.

وائل: احمد امام!!!, يااه , ايه الصدفة ال...جميلة اوي دي؟,ماشفتكش من زمان.
احمد: ودي حاجة كويسة ولا وحشة؟.
وائل: انت شايف ايه؟.
شعرت منى بالشرر يتطاير بينهما, واستبد بها القلق, تري ماذا سيحدث؟, واخذت تدعو الا يفضحها احمد , او يتصرف بجنون كعادته, فالتفت احمد اليها.
احمد: ازيك يا منى؟, عاملة ايه؟.
شعرت باطرافها تثلج ,وخافت من تهور احمد, بالكاد تمتمت .
منى: الحمد لله.
نقل وائل نظره بينهما في دهشة.
وائل: انتو تعرفو بعض؟.
رد احمد في سرعة,بينما ارتجفت منى في رعب.
احمد: اه طبعا ,...دنا حتى الي معرفكو على بعض.
ازداد شعورها بالذعر,لدي الخبث في صوته.
وائل: يا سلام؟, ازاي بقي؟.
نظر احمد الي عيني منى في تحد ,وقال.
احمد: انا الي قايلها عليك , عشان تاخد عندك درس, مش كده ولا ايه؟.
نظرت اليه منى في رجاء صامت,وهي تقول.
منى: ايوة كدة.
فقال وائل.
وائل: اه,يعني انت بقي السبب في معرفتي بخطيبتي, كويس, انت ورايا ورايا على طول بقي.
احمد: مكتوبلك انا ؟, صح؟.
شعرت منى بالعداء بينهما يزداد, وارادت الخروج من هذا الموقف المحرج والمخيف, فقالت في توتر.
منى: ماشي يا احمد, كويس اننا شفناك.
احمد: وهو انا كنت اقدر اشوفكو, وما اقولكوش مبروك.
وائل: الله يبارك فيك, عقبالك.
احمد: في حياتك ان شاء الله.
وائل: ماشي يا....ايمو, سلام.
احمد: سلام.
وابتعدت منى شبه راكضة , تحمد الله على خروجها من هذا الموقف بدون خسائر,وبدون كوارث, بينما ظل وجه وائل متجهم ,فقالت بحذر بعد ان ابتعدا.
منى: مالك؟.
وائل: مفيش يا حبيبتي.
منى: لأ بجد ,مالك؟.
وائل: الواد احمد دا, سبحان الله
,شوفي انا عمري ما كرهت حد , بس بتضايق بجد لما بشوفه او بتعامل معاه.
قالت منى بحذر.

منى: ليه كده؟.
م*سبحان الله , ولا هو
وائل: فاكرة لما قلتلك اني كنت بحب واحدة ,واول ما سبنا بعض كلمت واحد, اهو احمد دا هو الواحد الي كلمته, وكان واد غلس, استغفر الله العظيم , بس هو فعلا كان كده, وكان بيلف حواليها من ايام منا كنت معاها اصلا.
قالت منى بدون تفكير.
منى: احمد عمل كده؟.
وائل: وبعدين اصلا مكملش معاها كتير ,وكسر قلبها وسابها كان بيكلمها عشان يغيظ صافي, الي هي صاحبته, كانت انتيمة رانيا الي انا بحكيلك عليها, وعشان يحرق دمي وخلاص.
منى: احمد؟؟؟.
وائل: ايوة, ميغركيش شكله انه طيب, والله الولد دا خبيث جدا, وانا شفت منه كتير.
صمتت منى تفكر في الكلام الذي قاله وائل, اذا فعداء احمد لوائل لم تكن هي السبب فيه, ولم يكن غيرة عليها مثلما ظنت, انما هو عداء قديم, و"تار بايت", واحمد كان يخفي عليها الامر, لهذا غضب حين عرف انه تقدم لخطبتها, انه يغار منه وليس عليها.
م*اااه , وانا الي كنت فاكراك بتحبني يا احمد , تقوم يطلع كل دا عشان انت اصلا مبتطيقش وائل, عشان كده مكنتش عايزني اتخطبله, عشان كده حاولت ترجعني, عشان كده كانت الدنيا كلها كوم ووائل كوم , يعني انت مبتحبنيش اصلا, وانا الي صدقتك
وشعرت بالهم يخيم على قلبها وروحها, وصعد الحزن لوجهها في ثوان.
وائل: صحيح انتي تعرفيه منين؟, هو فعلا الي عرفك بيا؟.
افاقت منى من شرودها ,وقالت.
منى: اه , اصله صاحب شيرين قريبتي, شيرين الي عنيها خضرا, شفتها انت في الخطوبة, كانت سألته على حد بيدي قانون, فهو الي جابلي المواعيد وحجزلي.
وائل: غريبة, اكيد مش هو الي اتصل بيا, لان بصراحة لو كان هو, مكنتش هاخدك.
منى: يا سلام للدرجة دي؟.
وائل: مكدبش عليكي, بجد لو كان هو الي كلمني عليكي, مكنتش قبلت احجزلك, انا مبطيقش أي حاجة من ريحته.
م*يادي النيلة ,وقال كنتي بتقوليلي اقوله الحقيقة يا سارة, دا كان سابني من غير ما يفكر حتى
منى: يا ساتر.
وائل: اه والله.
ثم زفر واردف, بعد ان عادت الابتسامة لوجهه.
وائل: بس منقدرش ننكر دلوقتي ,ان هو السبب الي عرفنا على بعض, يعني رغم اني مبطيقوش, فهو مشكور انه عرفني على احلى بنوتة قابلتها.
ابتسمت منى في شرود, ردا على كلامه.
م*الله يسامحك يا احمد
ثم مال على اذنها قليلا وهو يقول.
وائل: واحلى بنوتة بحبها.
التفتت اليه تبتسم متصنعة الخجل, وعقلها يدور بغضب.
م*وهو دا وقت بحبك وزفت انت كمان
****************
سارة: الحقي قوليله متبقيش مجنونة.
منى: اقوله مين يابنتي انتي مسمعتنيش ولا ايه؟, بقلك قالي لو كنت عارف انك من نحيت احمد مكنتش خدتك.
سارة: انتي نفسك قولتي , لو عرف هيسيبك, يعني عرف النهاردة هيسيبك, عرف بعد ماتتجوزو هيسيبك.
منى: مينفعش اقوله , هقوله ايه؟, اقله انا كنت بحب احمد, الي انت مابتطيقوش, مش عارفة ياربي اعمل ايه.
سارة: مانتي لازم تتصرفي تعملي حاجة, احمد مش مضمون, ولو سكت النهاردة ,يبقي عايز حاجة, انتي ازاي مفكرتيش في دا قبل كده, ان احمد ممكن يقوله ,وخصوصا انهم مبيطيقوش بعض.
منى: مش عارفة, انا خايفة اوي, وبعدين وائل طيب اوي, حرام اعمل فيه كدة, انتي رأيك ايه يا ميرنا اقوله؟.
ميرنا: والله منا عارفة اقولك ايه, يعني انا كنت الاول بقللك استني لغاية مايحبك وائل وبعدها قوليله , بس دا لو مكانش فيه مشاكل بينه وبين احمد اصلا, دلوقتي , انا مضمنلكيش رد فعله خالص.
منى: وبعدين مجاش يقولي بحبك الا ساعة ما اشوف احمد, انا كانت اعصابي سايبة ع الاخر,والله كنت هعيط لولا ربنا ستر.
ميرنا: بصراحة انتي موقفك زي الزفت.
منى: شكرا يا ميرنا, ربنا يطمنك.
سارة: بصي يا منى, انتي استخيري ربنا تقوليله ولا لأ, ولو دا خير هتقوليله, لو مش خير يبقي خلاص.
منى: يا سلام ؟؟, يعني هقول لربنا اقوله عن احمد ولا لأ.
سارة: وليه لأ, مش تشوفي دا هيوديكي لايه, مش يبقي ربنا سترك مثلا وانتي الي تفضحي نفسك, او يطلع مفيش احسن من الصراحة.
منى: وانتي يا ميرو؟.
ميرنا: لا, اجابتك مش عندي, انا ماليش دعوة, انصحك وتبوظي الدنيا وفي الاخر تزعلي مني,انا مالي.
فالتفتت منى الى سارة مرة اخرى.
منى: يعني انتي شايفة اصلي استخارة؟.
سارة: مفيش قدامك غير كدة؟.
*******************
منى: وائل....
وائل: ايوة يا حبيبتي , ايه الموضوع المهم الي كلمتيني عشانه الصبح؟.
م*يادي النيلة, انا مالي كده مخروسة, الصبح كنت مستعدة اقله اي حاجة ,وكل حاجة ومكنتش خايفة, دلوقتي ليه حاسة اني اموت احسن ومقولوش
منى: انت كنت مشغول الصبح في ايه؟.
وائل: كنت مع بابا في المرور بنخلص ورق العربية .
منى: ممممم.
م*اديني صليت استخارة اهه , والصبح كنت عايزة اقله , ودلوقتي مش قادرة, افهم من كده ايه؟, اقله ولا ماقولوش
وائل: منمن, لو ملحتقيش تقوليلي, اخوي هيطلع دلوقتي ويبوظ علينا الكلام.
منى: هو انت بتضايق ان مؤمن بيجي يعد معانا نص الوقت؟.
وائل: مخبيش عليكي, اكيد, لاني بحب اعد معاكي براحتي, واحب فيكي زي منا عايز, بس هو دا الصح, يعني هو المفروض اصلا ميسبناش مع بعض خالص, بس هو عشان مينفعش نتكلم قدامه فبيسيبنا, يعني احنا لما نبقي في الشارع, ادينا في الشارع وسط ناس بردو, بس في البيت كده, لازم حد يعد معانا, انتي لو كان ليكي اخ صغير كان زمانه قاعد على رجلي دلوقتي.
ضحكت منى بدون مزاج, وعادت تكمل.
منى: مانت صاحبه ,هتقول ايه غير كده؟.
وائل: انتي فاكراني بقول كده عشان صاحبه؟, يا بنتي انا واخوكي حاجة, وانا وانتي حاجة, انا بكلم في الصح والاصول ولا ايه؟.
منى: ايه.
وائل: هتقولي بقي ,ولا اخلي مؤمن يقولي؟.
منى: لا, انا الي هقلك.
وزفرت لتستجمع شجاعتها,ثم قالت.
منى: فاكر لما كنا في النادي؟.
وائل: فاكر طبعا, دا اول امبارح.
منى: يعني قصدي لما كنا هناك يعني.
وائل: اه ماشي , فاكر,....؟؟؟.
منى: لما قابلنا....احمد.
تجهم وجه وائل على ذكر احمد, وعبس وهو يقول.
وائل: يوم ما قابلنا استغفر الله العظيم احمد, كان ممكن تقوليلي فاكر اليوم, ومتفكرنيش بيه, منا قلتلك فاكر, لازم نجيبي سيرته يعني.
صمتت ,وشحب وجهها, كيف لها ان تخبره الان؟, كيف سيتقبل الامر؟.
منى:...............
وائل: المهم, ماعلينا, كملي كنتي بتقولي ايه؟.
م*اكمل مين بقي الله يسامحك
منى: يعني كنت حكيتلي على موضوع رانيا دي, ...........واضح من كرهك لاحمد دا, انك....,انك لسه بتحبها!!.
وائل: ...............
منى: ................
وائل: انتي بتسألي سؤال, انا رديت عليه من زمان,انا قلتلك مبحبهاش ونسيتها,مكنتش متخيل ان دا يكون سؤالك, وانا مش هكدب عليكي , لو كنت لسه بحبها كنت هقولك, مش هخبي عليكي, انا مش عايز يكون بيني وبينك اسرار وحاجات مخبيها, بس انا بكره احمد مش عشان رانيا, احمد, ......اقولهالك ازاي, ....يعني هو بني ادم مش من النوع الي الواحد يستريحله, خبيث وشرير, من النوع الي يضربك في ضهرك , وانا اتلسعت منه كتير مكانتش حكاية رانيا دي اول حاجة, خصوصا انه كان صاحبي, وكنا دفعة واحدة, يعني الموضوع بيني وبين احمد مش حاجة تانية.
م*يا سلام على الكلام الجميل, مبحبش يكون بينا اسرار, وبعدها انا بكره احمد عشان هو احمد, اقوله ازاي انا بقي انا دلوقتي؟
منى: ممممم.
وائل: هو دا الموضوع؟, انتي كنتي خايفة اكون بحبها؟.
م*لا طبعا يا فالح
منى: يعني.
وائل: انا كنت اتمنى ان يكون هو دا الموضوع, لان دا بيدل على حاجة حلوة اوي.
م*بيدل على نيلة منيلة بستين نيلة
منى: على ايه؟.
اقترب قليلا برأسه وهو يهمس.
وائل: ان في واحدة هنا بتغير
عليا.
تلفتت منى حولها, فقهقه وائل ضاحكا.

وائل: انتي بتدوري عليها ولا ايه؟, مش بقلك انتي حالة.
قالت في دهشة حقيقية.
منى: قصدك مين؟, انا يعني؟.
وائل: لا ,قصدي النجفة.
منى: وفيها ايه لو كنت بغير عليك؟.
وائل: كده يبقي يا اما هتحبيني, يا اما فعلا بتحبيني.
فغرت منى فاه ,وهي عاجزة عن الكلام.
م*يعني انا اتفهمت غلط,كمان مش كفايه مش عارفة اقوله, يفتكرني بحبه, حاجة جميلة خالص
وائل: انتي بقي بتحبيني ولا لسه ها تحبيني؟.
نظرت منى لعينيه.
م*ماهي بايظة بايظة, يلا بقي, زي ماتيجي تيجي.
منى: ها.
وائل: هتحبيني؟؟.
اومأت برأسها في رفق,وهي تشعر بطنين في اذنيها وصداع يكتنف رأسها.
وائل: وانا الي كنت فاكرك خلاص حبتيني!!, بس مش مهم انا مش هضغط عليكي, براحتك خالص وانا مش مستعجلك.
منى: انت زعلت؟.
وائل: لا يا بنتي, من حقك طبعا تاخدي وقتك لغاية ماتتأكدي من مشاعرك, بدل ماتقولي حاجة مش حاساها.
اقبل عليهما مؤمن, فاعتدل وائل مبتعدا قليلا عن منى ,مع انه كان بعيدا اصلا.
م*جميل جدا الي حصل دا, يعني بدل ما اقله على حكاية احمد, ورطت نفسي وقلتله هحبك, ايه الي بيحصلي دا؟,جميل... جميل جدا


الحلقه
82


احمد: الو ياميمي.
ميمي: ايمو؟, ازيك؟, عامل ايه؟.
احمد:الحمد لله يا ميمي, كنت عايزك في موضوع.
ميمي: انت تأمر يا حبيبي.
احمد: كنت عايز نمرة وائل عبد الكريم.
ميمي: وائل؟؟؟, ليه؟.
احمد: كنت عايزه في حاجة.
ميمي:................
احمد: كنت عايز احجز عنده ,لشوية عيال كده السنة الجاية.
ميمي: اه ماشي, استني اجيبهالك.
احمد: شكرا ياميمي.
أ*انت واد من الاخر بجد هتخدمني
دلوقتي نخدم احنا منى
واي خدمة, بان عليهم اوي لما شفتهم انه ميعرفش حاجة عن موضوعي
ودا احلى ما في الموضوع, ياتري هتعمل ايه يا وائل لما تعرف,ومن مين منك انت بالذات
انا مش عايز اقله ,انا بس هزلها شوية
لا احنا عايزين نخلص منها مرة واحدة, نعرف وائل وكده لا تبقي طالتك ولا طالته, وتضرب عصفورين بحجر
بس....متهونش عليا
ماتهونش مين يا راجل, انت ليه مش فاهم انها سابتك واتخطبت, انت معرفتش تنتقم من صافي, انتقم من منى
يعني انت شايف كده؟
وهو فيه غير كده
*****************
سارة: انتي عارفة انتي بتفكريني بايه دلوقتي؟, بوقت ما كنتي خايفة تقولي لمؤمن, فاكرة؟, فاكرة كنتي عاملة ازاي ومرضتيش ,وفي الاخر عرف من نفسه.
منى: بس مؤمن حاجة ووائل حاجة تانية.
سارة: بس الموقف واحد, انا بقول تلحقي تتصرفي.
منى: منا معرفتش يا سارة, اقسم بالله كنت ناوية اقوله, معرفش ايه الي مسك لساني, اترعبت.
ميرنا: يعني ايه اسوأ حاجة ممكن تحصلك يعني؟,هتسيبو بعض, مفتكرش يعني لحقتي تحبيه عشان تزعلي.
منى: الموضوع مش كده, بس انا اصلا..., يعني مفيش امل اكون مع احمد, ووائل خلاص انا بدأت اتعود عليه, ومقدرش هو يسيبني بالمنظر ده, كأني عاملة عاملة.
ميرنا: انتي عارفة لومكانش بينه وبين احمد دا قفش, مكانتش بقت مشكلة, بس مخبيش عليكي قوليله احسن.
منى: تفتكري كده؟؟؟.
سارة: وانا كمان شايفة كده.
منى: هتقفو معايا؟.
ميرنا: طبعا.
منى: لو سابني هتخرجوني كل يوم وتشغلوني؟.
سارة: هههههه, ان شاء الله.
منى: وتجيبولي حاجة حلوة, وتيجو تعدو معايا في البيت ,وتسيبوني اعيط براحتي.
ميرنا: ايوة يا طفسة, بس انتي ادعي بس ربنا يستر.
منى: انا بتكلم جد, اوعو تسيبوني.
سارة: هنسيبك ونروح فين, انتي مكتوبة على بطايقنا.
وصمتوا قليلا, فقالت منى.
منى: صحيح يا سارة ,انا كنت عايزاكي في موضوع.
ميرنا: مش قدامي؟؟, امشي؟؟؟.
منى: لا متمشيش, عادي.
سارة : ايه خير؟.
منى: بصراحة كده انا اخويا كان قالي من فترة اني اسألك , واشوف لو ممكن توافقي على عريس وكده, وانا عملت زي ماقالي وانتي قولتيلي لا مش ممكن, بس مكنتش جيبتلك سيرة مؤمن.
نظرت ميرنا لسارة وكأنها تقول لها "مش قلتلك".
سارة:..................
منى: انا عارفة ان الموضوع غريب عليكي شوية, بس والله انا مكنتش عايزة اقولك لاني كنت فاكرة اخويا بيقول كده وخلاص, يعني بيسأل وافتكرت لما اقوله ان باباكي مش هيوافق, هينسى , بس انا اخويا فعلا مهتم بيكي, ولقيته بيكلم اختك, ومامتك وكده, يعني الموضوع بجد في دماغه, انا صحيح متأكده ان مؤمن مش هيعمل حاجة في الموضوع دا الا لما يدخل من الباب,وشكله ناوي يستناكي, بس انا حبيت يكون عندك فكرة, عشان ميبقاش هو الموضوع في دماغه وانتي في دنيا تانية , للاتحبي حد ولا حاجة.
رفعت سارة حاجبيها في دهشة, وظلت على صمتها.
سارة:.................
منى: انا اخويا ميعرفش حاجة, وميعرفش اني هقلك و بس انا قلت احجزك بنفسي, لحسن هو هيشلنا على ما ينطق.
اخذت تضحك ميرنا ضحكات مكتومة, فلكزتها سارة في كتفها لتصمت.
منى: انتي بتضحكي ليه يابتاعة انتي؟.
ميرنا: بصراحة, اخوكي دا تحفة خالص, كان مفضوح جدا.
سارة: ميرنا.
منى: ايه دا؟, انتو خدتو بالكو؟.
ميرنا: اكيد يا بنتي, دا كان ناقص يجيب وردة ,ويقفلها تحت الشباك زي عماد حمدي.
سارة: الله يا ميرنا.
منى: منا عارفة ان اخويا نكتة اصلا , بس هو الموضوع في دماغه بجد, يعني انا بقول اخليه يفاتح اختك او يلمح لمامتك.
ميرنا: ايوه يا بنتي دي هبلة, فاكرة باباها مش هيوافق, بس هي بس تفاتحه, هيقول في ستين داهية, تغور من بكرة.
سارة: انتو بتقولو ايه؟.
ميرنا: دا شكلك انتي بقي الي مش عايزة, مش باباكي.
منى: لو مش عايزة بجد,مخليهوش يعمل حاجة.
سارة: انتو بتتكلمو في ايه يا جماعة, مش افكر طيب الاول.
منى: فكري طبعا براحتك , بس لو كده اخليه يا خد خطوة, ميعدليش كده عامل فيها كولومبوس ,بيجيب اخبارك من تحت لتحت.
سارة: طيب قفلو على الموضوع دا بقي وبطلو رخامة, وخلينا في مصيبتك انتي.
منى: منا قلت خلاص ان شاء الله هقوله اول ما يجيلنا البيت على طول, ومش هتأخر,..... ربنا يقويني.
*********************
ميمي: لولو بتعمل ايه هنا؟.
اشار وائل الى سيارة جديدة امامه في سعادة.
وائل: ايه رأيك؟.
ميمي: ايه دا ؟؟, مبروك.
وائل: الله يبارك فيك , عقبال بتاعتك.
ميمي: انا يا سيدي بابي قعد يقولي لما تطلع رخصة وبتاع, بقالي سنة مطلعها اهه, وبرضه سايبني اركب عربية مامي.
وائل: مش مهم , تعالي اوصلك, انت رايح فين.
ميمي: مش تستني لما تركب النمر يا معلم.
وائل: اركب ياد بلاش لماضة.
ركب ميمي السيارة مع وائل, واخذا يتجاذبا اطراف الحديث.
ميمي: يابني انا لولا انا عليك ,كان زمان نص الكلية بتروح لمحمد سليمان.
وائل: على اساس انك ماشي لابس يافطة, احجز عند وائل عبد الكريم.
ميمي: دنا حتى الناس بتطلبني اديهم نمرتك.
وائل: كمان بتوزع نمرتي , الله يفضحك.
ميمي: طب والله العظيم لسه ايمو متصل امبارح, ياخد نمرتك يحجز لناس عندك.
انتبه وائل في دهشة.
وائل: ايمو مين؟.
ميمي: ايمو.
وائل: ايمو؟؟....ايمو, احمد امام يعني؟.
ميمي: ايوه ايمو, ايمو, امام, ايوة هو.
وائل: ودا يتصل عايز نمرتي في ايه؟, عايزني ليه؟.
ميمي: عشان يحجز لناس عندك.
وائل: استحالة,عندي انا؟؟؟؟, هو عارف كويس اني استحالة اخد حد من طرفه ابدا.
صمت ميمي , ونظر الى وائل في تردد , ثم قال بحذر.
ميمي: عشان الموضوع اياه؟.
وائل: انت عارفه؟, دا موضوع قديم, بس اكيد طبعا عشان الموضوع ده, هيكون على ايه يعني؟.
ميمي: مش قديم اوي يعني.
وائل: قديم على انك تعرفه.
ميمي: دي نص الجامعة كانت عارفة, هو فيه اشهر من ايمو؟.
وائل: عندك حق, يلا الله يسامحه بقي.
ميمي: بس هي مالهاش ذنب.
وائل: منا عارف, بس انا ماليش دعوة , مبحبش اتكلم في القديم.
ميمي: برضة المفروض متزعلش منها.
وائل: انا مش زعلان منها, انا مالي , كل واحد حر في تصرفاته.
نظر اليه ميمي في استغراب كبير,ثم قال بدهشة.
ميمي: مع ان انت مش شكلك كده خالص, يعني انت لما قلت اهم حاجة الاخلاق, وانها متكونش تعرف حد قبلي, افتكرتك متعرفش, وقلت اكيد حاجة زي كده هتخليك تتجن, مش هتقول كل واحد حر.
وائل:................
ميمي: بس اكيد هي عمرها ما هتفكر فيه تاني, مش منى الي تتخطب لواحد وتفكر في واحد تاني, افتكر ان اخلاقها متسمحلهاش......حاسب يا وائل......كنت هتموتنا يا بني,....الراجل مدي اشارة شمال بقالو سنة




الحلقه
83


اخذت منى تزرع غرفتها ذهابا وايابا, وعقلها لا يهدأ, كيف ستقول له, ماذا عساها تقول, هل تخبره مباشرة؟, ام تمهد له؟, هل سيثور؟, ام سيتقبل الامر؟, شعرت بالحزن والتوتر والترقب يقتلاناها, انه قادم بعد قليل,وقد اقلقها صوته في التليفون, ما الذي سيحدث يا رب؟.
دخل وائل البيت عابس الوجة, القي عليها تحية مقتضبة , وسلم على اخيها وامها , وجلسوا يتبادلون الاحاديث ومنى عاجزة تماما عن الكلام , وتشعر بغصة بين الحين والاخر, وكأنها مقبلة على امر عسير, وكانت تسترق النظر الي وجه وائل كل دقيقتين, كيف عساها تخبره وهو في حالة غير مشرقة هكذا؟.
بعد ذهاب اخاها وامها, اعتدلت منى, ولملمت شجاعتها ,واستعانت بالله
.

منى: وائل,... مالك ؟, مزاجك وحش كده ليه؟.
وائل: مفيش يا منى ,كنتي عايزة ايه؟, موضوع ايه الي عايزاني عشانه؟.
منى:لا بجد قولي ,انت متضايق في الشغل؟.
وائل: لا , وقولي يلا موضوعك ,عشان انا برضه عندي موضوع اكلمك فيه.
منى: منا مش هعرف اكلمك ,وانت مزاجك وحش كده.
نظر اليها وائل في تماسك , ثم اخذ نفسا عميقا , وعاد ينظر اليها وقال بصوت هاديء.
وائل: ايوة يا منى, ايه الموضوع؟.
م*اقولك ايه بقي وانت مزاجك زفت كده؟
منى: انا كنت عايزة اقلك على حاجة من اول ماتقدمتلي ,بس سبحان الله معرفش ايه الي كان مخوفني كده, انت كنت قلتلي في الاول اهم حاجة عندك الصراحة.
وائل:.............
منى: فانا عايزة اكون صريحة معاك,انا صحيح اترددت كتير اوي قبل ما اقلك , بس بصراحة انا هقلك والي يحصل يحصل, عشان الصدق منجي زي ما بيقولو.
وائل:..............
م*بسم الله الرحمن الرحيم
منى: انا عارفة ان دي كانت اهم حاجة عندك وقت ماتقدمتلي, وانا كنت عارفة كده وبرضه خبيت, بس انا هريح ضميري واقلك عشان نبقي على صفحة بيضة زي مانت بتقول,ولو ربنا كاتبلنا نصيب في بعض يبقي نكمل واحنا مفيش بينا اسرار
ثم اخذت نفسا عميقا ,وقالت.
م*يااااااارب
منى:...........وائل,......انت مش اول واحد في حياتي.
اعتدل وائل في مقعده ورفع حاجبه الايسر,في تعبير غريب, يجمع بين الاندهاش والتأني, فانتظرت منى قليلا ان ينطق ,فلم يتحدث.
منى: وائل,...انت معايا.
وائل: كملي.
منى: والله انا كنت خايفة اقلك في الاول ,بس ......,المهم,... انا كان السنة الي فاتت فيه واحد , معجب بيا وكده وانا مكنتش بتعامل معاه غير اننا اصحاب, والله ماكنت بتعامل معاه غير كده الاول, بس هو جت عليه فترة, قالي انا بحبك, وانا مكنتش بعاملك كأنك صاحبتي ,وبدأ يتصل كتير, ويزن عليا, لغاية.......,لغاية ماوافقت,......لغاية ما وافقت يعني ...اني اكون معاه.
وائل:...........
منى: بس باحترام والله وفي حدود الكلية, انا ,........انا مع كل الي عملته ده بس والله ,انا ماتعديت حدودي معاه في حاجة, وكنت فاكرة وقتها اني ممكن اكون بحبه, بس دلوقتي الموضوع دا انتهي, خلاص, واتأكدت ان انا مبحبوش, بدليل اني وافقت اتخطبلك اهه, وعديت الموضوع ده, وانا بس كان لازم اقلك, واحنا لسه على البر,عشان لو عايز تنهي الي بينا ده, يبقي من بدري, وانا بعفيك من أي التزام.
وائل: ..........
منى: انت مبتردش عليا ليه؟.
وائل: بسمع.
منى: طيب قول حاجة.
وائل: لما تخلصي كلامك, انتي خلصتي كده؟.
منى: لسه فيه حاجة كمان.
وائل:............
منى: الولد دا, كان اسمه.......
وائل:.........
نظرت اليه منى في رعب ,ثم قالت بصوت يكاد يكون غير مسموع.
منى: احمد,..احمد امام.
عاد وائل بظهره الي الخلف, واستند الي ظهر الاريكة ,وهو لايزال صامتا.
منى: وائل, بقلك احمد امام, ايمو, ....الي شفناه,..انت ساكت ليه؟.
رد وائل في هدوء بارد.
وائل: منا عارف.
شحب وجه منى بشدة, وعجزت عن الكلام للحظات.
منى: يعني ايه انت عارف؟.
وائل: يعني عارف يا منى, وخلاص.
منى: وسيبتني اقولك ليه لما انت عارف؟.
وائل: حبيت اسمع منك.
م*عارف ايه بالظبط؟ ومنين؟, وازاي عرفت؟
منى: من امتى؟.
وائل: تفرق معاكي؟.
اومأت برأسها نفيا.
منى: وايه ردك؟.
استند بمرفقه على ذراع الاريكة, وقال في برود هاديء.
وائل: بصي يا منى, انا كنت جاي النهاردة اقلك ان كل شيء قسمة ونصيب, وان انا مينفعش اكمل مع واحدة كدابة وعرفت قبلي حد, تمام.
اختفى الدم من وجه منى تماما هذه المرة, وعجزت عن الكلام, فأردف هو.
وائل: وهو دا الموضوع الي كنت جاي اكلمك فيه,لانك كنتي عارفة كويس ان من اهم شروطي ان ميكونش فيه حد دخل حياة البنت الي انا اخترتها قبلي.
منى:..........
وائل: بس ربنا شاء اني اخليكي تقولي موضوعك الاول, ودا لحكمة ربنا طبعا, انك تقوليلي بنفسك, على الموضوع دا.
منى:............
وائل: وانا بقدر صراحتك اكيد, انتي على الاقل بقيتي غلطانة بس, ومبقتيش كدابة, ودي حاجة كويسة, انك حسيتي ان لازم نكون صرحا مع بعض.
منى: .........
وائل: بس,....ده مش كفاية.
منى: ......يعني ايه؟.
وائل: يعني, اعترافك ليا النهاردة دا خلاني اغير رأيي؟؟؟؟,......لأ.
ارتعدت منى ولم تجبه, انما اندفع الدم حارا في وجهها ورأسها ومما اصابها بشعور من الفوران, انه سيتركها حتما.
منى:............
وائل: يعني هسيبك؟؟؟,........لسه مش عارف والله, انا مش عارف, يعني انا كنت جاي , وكل حاجة فيا جاية تنهي علاقتي بيكي, بس انتي باعترافك, حيرتيني, انا مش عارف فعلا اعمل ايه؟.
شعرت منى بنفسها تفوق شيئا فشيئا.
منى: يعني ايه؟, برضه مش فاهمة.
وائل: يعني مش عارف, اذا كان ممكن اسامحك, او الي انتي عملتيه حاجة انا مقدرش اتعايش معاها, لدرجة اني مش هقدر اكمل معاكي, ودا محتاج اني ارجع اصلي استخارة تاني.
م*...............
منى: وبعدها؟.
وائل: وبعدها, لو لينا خير في بعض يا منى, مش احنا الي هنعمل , ربنا الي هيعمل.
وتركها وانصرف



الحلقه
84


صفت سارة السيارة امام منى, فركبت منى بجانبها في سرعة ,وانطلقتا.
منى: السلام عليكم.
سارة: عليكم السلام, اتأخرت عليكي؟.
منى: لا , انا لسه نازلة من المكتب حالا, ساعة مارنتلك.
سارة: كلمتي ميرنا؟.
منى: هتستنانا في المطعم .
سارة: اخبارك ايه؟.
منى: الحمد لله.
سارة: مكلمكيش من ساعتها؟.
منى: لا.
سارة: ولا انتي حاولتي تكلميه؟.
منى: حاولت كتير ,بس في الاخر ,كنت برجع وبقول يعني لو كلمته هقوله ايه ,ماهو قال كل حاجة خلاص, فمبحاولش تاني.
صمتت سارة مؤيدة.
منى: انا مبلوموش, هو عنده حق.
سارة: ولا انا بصراحة, بس انا متفائلة خير ان شاء الله.
منى: انتي عارفة المشكلة فين؟, ان انا مفهمتش وائل, يعني الفترة الي قضيتها معاه متخلنيش اتنبأ بتصرفاته, هو غامض كده على ادبه وهدوئه دا.
سارة: يعني تفتكري ممكن يقول لاخوكي؟.
منى: لا, مظنش, هو مش واطي, بس حتى لو حب يقوله ماهو عارف.
سارة: قوليلي بصراحة يامنى , انتي زعلانة؟, يعني لو سابك هتزعلي؟؟.
منى: .....اكيد, خطيبي برضه.
سارة: حبتيه؟.
منى: لأ,...بس مش عارفة ,من ساعة ماحسيت انه ممكن يسيبني ,وانا مش متخيلة ان ممكن ابعد عنه.
سارة: وهو؟, حاسة انه بيحبك بجد؟.
منى: معرفش, هو قالي بس معرفش برضة, بجد ولا مش بجد.
سارة: بصي يا حبيبتي ,لو ليكي نصيب فيه هتاخديه ,ولو سبتو بعض ميت سنة.
منى: ماشي يا ستي, مانتي زي معتز تمام.
سارة: والله انتي لو امنتي بكده, هتتطمني بجد, ومحدش بياخد رزق حد.
منى: منا عارفة, بس قلتلك ميت مرة الكلام غير التنفيذ, الموضوع متعب اوي ياسارة, انتي عشان برة الموضوع متعرفيش, الكلام النظري حاجة, والعملي حاجة تانية خااالص.
سارة: ماشي ياعملي,......معرفتيش عرف منين؟.
منى: اهو دا الي هيجنني, عرف منين؟؟؟, مين الي قاله؟, تفتكري يكون احمد؟.
سارة: ممكن, مش بعيد عليه.
منى: ويا تري عارف قد ايه عن الموضوع؟, ولو احمد ياتري قاله الحقيقة؟ ,ولا حور كالعادة؟.
سارة: اهو دا عيبه بقي, انك تعرفي واحد يكون مش امين عليكي بالشكل دا, تبقي متوقعة منه أي حاجة.
منى: يلا, الحمد لله على كل حال, انا هستنى رده ,والي ربنا يعمله هو الي هيكون.
وصمتتا قليلا ,حتى وصلتا للمكان المنشود.
سارة: هي قالتلك هتستني برة ,ولا هتعد؟.
منى: قالت هتدخل.
سارة: طيب.
منى: اركني هنا , الراجل دا شكله طالع.
صفت سارة السيارة واثناء نزول منى منها, توقفت قليلا امام السيارة التي بجانبها, ودارت حولها تتفحص الارقام.
اغلقت سارة الباب وهي ممسكة بحقيبتها والمفتاح ,وتحدثت الي منى التي وقفت مشدوهة امام السيارة الاخري.

سارة: مالك بلمتي قدام العربية ليه؟.
منى: دي عربية احمد.
اقبلت سارة تنظر معها في دهشة.
سارة: بتهرجي.
منى: هي والله, انا حافظة النمر.
سارة: يعني احمد جوة؟؟؟, نمشي ولا نعمل ايه؟.
منى: هي عربية باباه , ممكن ميكونش هو اصلا, وبعدين حتى لو هو , ايه يعني؟؟.
سارة: ايوة كده خليكي قلبك جامد, طول مانتي ماشية صح , محدش له عندك حاجة.
منى: يلا ندخل.
**************
احمد: يا بنتي انتي مصممة تعرفي اختك ولا ايه؟.
لينا: ايه يا ايمو ,معرفش اسلم عليك في الشغل يعني , as long as i`m here.
احمد: هو انتي مسافرة امتى؟.
لينا: اسبوع كده, الحر مش ممكن, انا عايزة اهرب من هنا باي طريقة, قلتلهم نسافر برة, مريم مرضيتش, قال ايه مينفعش تسيب الشغل دلوقتي فيه مشاكل,هنروح الساحل, نعمل ايه يعني.
احمد: ماهو فعلا فيه مشاكل الفترة دي ,عشان الازمة انتي عارفة,بس دا ميمنعش يعني انكو تاخدوها وتخف علينا شوية.
لينا: I don`t care,بس هي الي عاملة فيها business woman, بابا كان موافق الاول اني اسافر لوحدي بس عرف ان اصحابي مسافرين انجلند برضة ومرضيش, مبيحبهمش.
احمد: مممممممم.
لينا: مالك؟.
احمد: يعني اصحابك دول؟, صبيان ولا بنات.
لينا: بص, انا my best friends,تلاتة , ايمن, وارماند وفاتيما, فاتيما من اوكرانيا , وارماند من الstates, وايمن من مصر بس اهله كلهم في انجلند.
احمد: والبيست فريندز بتوعك دول, بيست ازاي يعني؟.
لينا: يعني بروح معاهم في كل حتة, وهما اصحابي يا ايمو؟؟,اصحابي.
احمد: المفروض يكون ليهم حدود برضة.
لينا: انت ايه؟, عايز تكون my boy friend, ولا ايه؟.
احمد: امال انتي معتبراني ايه دلوقتي؟.
لينا: you`r just afriend now.
أ*جست فريند , دنا بسهر معاكي تقريبا كل يوم, يخرب بيت دماغك
لينا: what??,did you think that we`re more than that???
احمد: افتكرت اني سبيشال عندك.
لينا: of course, every friend of mine,بحس انه حاجة مختلفة عندي.
احمد: بس يعني.
قالت بضحك.
لينا: ايه يا ايمو؟, بتحبني ولا ايه؟.
قاطعهم صوت مريم, وهي تقترب.
مريم: لينا , بتعملي ايه هنا؟.
لينا: مستنياكي تخلصي.
مريم: طيب , خدي المفتاح واسبقيني على العربية.
لينا: ok, bye emo,see you.
التفتت مريم لاحمد ,بعد ذهاب اختها.
مريم: انت بقي اشتغالتها الجديدة؟.
قال احمد بعدائية.
احمد: انا حر, انتي تقدري تتحكمي في اختك, بس ان لا.
قالت مريم في سخرية.
مريم: انت فاكر اني خايفة على اختي منك؟؟؟, دانا ممكن اخاف عليك انت منها.
احمد: انتي متعرفنيش بقي.
مريم: انا ماليش دعوة بلينا, هي حرة في حياتها واختياراتها.
احمد: يعني مش جاية تقوليلي ابعد عنها.
مريم: انا جاية اقلك انك تاخد بالك من شغلك, وكلام موثوق منه, احنا بنقلل العمالة زي مانت شايف, وافتكر ان اول ناس هيخرجو من الشركة, المستهترين والمقصرين.
بهت احمد ونظر اليها محاولا قراءة عينيها, هل هذا تهديد؟, لانه على علاقة بلينا , ام ان الامر حقيقي.
احمد: ان شاء الله انا مش من المقصرين.
مريم: هنشوف.
وانصرفت في هدوء كعادتها, بينما شعر احمد بالخوف على عمله المؤقت.
*****************
ظلت منى طوال جلوسها, تبحث بعينيها في قلق.
ميرنا: فيه ايه يابنتي؟, بتدوري على مين؟, روشتيني.
سارة: احنا مقلنالكيش؟,اصل عربية احمد برة , ممكن يكون هنا.
ميرنا: مش شرط, ممكن يكون في أي حتة تانية, وراكن هنا.
سارة: او ممكن يكون باباه اصلا, وبعدين يعني هو لو شافك ايه الي هيحصل يعني؟, عادي يا بنتي.
منى: معرفش انا متضايقة وخلاص.
ميرنا: كلمتي وائل؟.
منى: لا.
ميرنا: ماتكلميه يا موني.
منى: خايفة يقولي خلاص.
ميرنا: اصل انا عارفة القلق دا, لما تبقي قاعدة مش عارفة فيه ايه؟, جربته في خالد ايام ما مازن وقع, وحش اوي.
سارة: بس هي هتعمل ايه يعني؟, لازم تستنى.
منى: بس وقوع البلا ولا انتظاره يا سارة, انتي متعرفيش ازاي تبقي قاعدة مستنية كل رنة تليفون, كل حاجة قلقاكي ,مش عارفة ترسي على بر,كل ثانية بتعدي عليكي بتتعبك زيادة, دا لو حب يستني اسبوع هكون انا مت منه خلاص.
ميرنا: فاهماكي يا حبيبتي والله.
منى: انا هكلمه النهاردة باليل , انا مش قادرة خلاص.
ميرنا: اوعي يا هبلة, لحسن يتسرع وياخد قرار غلط, او يكون لسه مستقرش على رأي يرد عليكي رد مش حلو.
منى: وبعدين بقي انا تعبت كده.
*********************
اقترب احمد من سيارته مغادرا محل عمله, وهو يشعر بالقلق بعد مواجهته لمريم منذ دقائق, وشعر بشيء من الغضب, ان هذه الفتاة لا تفتأ تشعره بالعجز, انها تملك السلطة وتضع رأسه تحت قدمها, لقد كان هذا تهديدا مبطنا, اذن عليه ان يترك لينا.
ولدى اقترابه من السيارة لمح منى, متوقفة بجانبها تنظر اليه بذعر, ومعها ميرنا وسارة, هدأت خطواته قليلا ,وابتسم في غضب, وهو ينظراليها, وتوقف امامها.

احمد: منى؟؟, دا ايه الصدفة الجميلة دي؟.
نظرت اليه منى في غضب عظيم.
منى: انا عرفت انت عملت ايه؟, انت عايز مني ايه؟.
احمد: هعوز منك ايه يا منى؟, قوليلي انتي.
منى: معرفش, عايز ايه , استريحت دلوقتي لما عرف؟.
احمد: مين دا الي عرف؟.
منى: انا فعلا ندمانة على كل لحظة قضيتها معاك, انت طلعت بني ادم اناني, ومش امين , وانا غلطانة فعلا لو كنت حبيتك في يوم من الايام, انت متستحقش ان حد يحبك اصلا.
احمد: فيه ايه يا منى؟, انا معملتش حاجة.
شعرت منى برغبة في افراغ كل غضبها في احد, وشعرت بالانفعال والكلام يخرج بالدموع من عينيها.
منى: انت لو كنت حبيتني مرة واحدة في حياتك, مكنتش تفكر تأذيني, مكنتش هتجرحني بالشكل دا, عشان الي بيحب حد مبيجرحوش, وانا عمري ما شفت منك غير كل تعب وقرف واذية, قولي انت استفدت ايه لما قلتله, لو كنت فاكر اني كده هرجعلك تبقي غلطان,انا لو كان لسه في قلبي ليك حاجة, بعد الي انت عملته دا, خلاص , معادش عندي ليك حتى الكلام, يلا يا سارة.
وركبت السيارة في عنف, واحمد يهتف في دهشة.
احمد: هو مين دا الي قلتله؟, وائل؟؟, والله العظيم ماقلتله حاجة.
قالت قبل ان تنطلق سارة .
منى: انت فاكرني هبلة ولسه هصدقك, منى بتاعة زمان راحت يا احمد , ومعادش ليك أي تأثير عليها.
وانطلقت سارة في سرعة مبتعدة عنه, بينما تسمر احمد محدقا في السيارة, وهو يشعر بمزيج من الغضب والدهشة, والذعر.
أ*انا كنت ناقصك يا منى
مانت اشتغالة النهاردة, كل واحدة تستلمك تهزأك شوية
بس انا مقلتش لوائل فعلا
حد غيرك عملها, قشطة برضه ,المهم مني اتسلمت
تفتكر هيسيبها
ياريت
بس هي لسه لابسه الدبلة
بس اتعصبت عليك, يعني خلاص الموضوع مش هياخد وقت ,وهتلاقيها فاضية تاني , وترجعلك زاحفة على رجليها



الحلقه
85



زرعت منى غرفتها ذهابا وايابا للمرة الالف في هذا اليوم, لقد مر اسبوعان من نار عليها, اسبوعان وليس اسبوعا واحدا, وهي على هذه الحالة, ولم تعرف بعد قرار وائل, ومنعها خوفها من سؤاله, ولم تتصل , ولم يتصل هو ايضا, وشعرت بالامل يتلاشى, وشعرت ان هذه الفترة, ماهي الا تهيئة منه لتركها, وشعرت بالاحباط والحزن, وان كان رافقها الامل في باديء الامر ,الا انه لم يلبث ان فارقها بطول المدة, وشعرت بقرب النهاية , وشعرت بقلبها ينفطر.
مؤمن: ايه يا موني؟, هو وائل مش هيجي النهاردة برضه زي الاسبوع الي فات؟, ولا ايه؟.
منى: لسه معرفش يا مؤمن.
دخل كله الغرفة بعد ان كان معلقا رأسه من الباب, وقال.
مؤمن: هو فيه حاجة يا موني ؟, انتو متخانقين؟.
منى: لا مفيش حاجة.
مؤمن: يعني هيجي النهاردة؟.
قالت بعصبية.
منى: ماقلتلك معرفش.
مؤمن: ايه يا منى ؟, هو انا واحدة صاحبتك؟, بتزعقيلي؟.
منى: مبزعقلكش ولا حاجة, معلش انا اسفة.
مؤمن: انا بسأل عشان اعرف, لو مش جاي انزل باليل.
منى: انزل يا مؤمن.
مؤمن: يعني مش جاي؟.
ردت بعصبية مرة اخرى.
منى: ولو جه؟, هو لازم تعد في وسطنا يعني, ما ماما موجودة , ومعتز كمان.
مؤمن: لاااا, دانتي مش طبيعية خالص, انا غلطان اني سألتك اصلا.
وخرج في غضب من غرفتها, بينما تهاوت هي على طرف سريرها, انها حقا لا تعرف, واني لها تعرف؟, وكيف عساها تخبر احدا في البيت, لقد شعروا بالقلق حين لم يحضر وائل في موعده الاسبوعي الاسبوع الماضي, وهاهو الامر يتكرر ,وهي ليست لديها اجابة لتساؤلهم الدائم , ولا حتى لديها من الامر ما يريحها ويطمئنها.
******************
فتحت منى الباب وهي ترتجف في داخلها, لم تصدق نفسها حين اتصل بها يخبرها بقدومه, ولازالت تشعر بالخوف منذ ان كلمها, لقد حانت اللحظة, واقترب الامر من نهايته, ستعلم قراره , وسينتهي كل شيء.
دخل وائل بهدوء, وعلى شفتيه شبه ابتسامة, وبحث بعينيه عن مؤمن.

منى: مؤمن مش هنا, نزل من شوية, مكانش متأكد انت جاي ولا لأ.
جلس دون ان يتحدث,وجلست وهي تشعر بالقلق.
منى:.................
وائل: ازيك يا منى؟.
منى: الحمد لله.
وائل: ....وحشتيني.
شعرت بقلبها يخفق, مالذي يقصده؟.
منى: .....وانت كمان!!!.
وائل: كنتي فاكرة اني مش هاجي؟.
منى: معرفش , مكنتش متأكدة.
وائل: عاملة ايه؟.
م*منا قلت كويسة
منى: انت رأيك ايه؟.
وائل: قلقانة؟.
منى: انت قلت هتصلي استخارة, اكيد ربنا هيهديك للصح ,فمش من حقي اقلق.
م* طبعا بموت من القلق
وائل: تفتكري قررت ايه؟.
منى:.................
م*اخلص ,انا دمي نشف
منى: كل شيء قسمة ونصيب؟؟؟؟.
وائل: اكييد.
م*اوباااااااااا
وشعرت بالدم يهرب من عروقها.
منى:...........
وائل: عشان كل شيء طبعا قسمة ونصيب, والحاات دي بإيد ربنا, ...عشان كده انا اخترت اكمل.
منى: تكمل؟؟؟,.....معايا؟؟؟.
وائل: امال هكمل مع مين؟.
منى:.............
وائل: ايه؟, انتي كنتي فقدتي الامل فيا خلاص؟.
منى: معرفش.
وائل: بصراحة انا في الاول كنت محتار جدا , لاني كنت قبل ما تحكيلي مقرر نهاية بجد, بس بعد كده, بدأت اهدا, وفكرت ان صراحتك تستاهل مني اني اسامحك, وبعدين المفروض أقدر انك كنتي صغيرة وغلطتي, وصراحتك خلتني اتأكد انك عايزة تبدأي بداية جديدة, وعمرك ما هتبصي على القديم, انا عندي حق ولا...؟؟؟.
منى: ايوة, ايوة, طبعا, قديم ايه وزفت ايه.
وائل: وانا في المقابل عمري ما هعاتبك, ولا همسكلك الي حصل, طول مانتي امينة معايا, ومخلصة, لاني وافقت اني اكمل معاكي بالرغم من الي حصل, وانا بإذن الله هكون امين عليكي, مادام قبلت اننا نكون سوا, منا مش هاخدك ابهدلك معايا واعايرك, مادام اعترفتيلي وانا رضيت , يبقي كأن محصلش.
شعرت منى بعواطف جياشة تجتاحها, ودمعت عيناها قليلا, وهي تبتسم, انها تسمع منه كلام, غير الذي توقعته , بل وافضل مما كانت تتوقعه لو وافق العودة اليها, لقد قال ما ارادت ان تسمعه بالظبط ,دون ان تطلبه هي منه.
منى:.............
وائل: مش هو دا معنى السماح برضة؟؟.
منى:..........
وائل: انتي معايا يا منى؟.
منى: معاك طبعا, وان شاء الله هكون معاك, وهكمل معاك, وربنا يقدرني اخلصلك واراعي ربنا فيك, بس انت فعلا مسامحني؟؟؟.
وائل: مكنتش بقيت هنا النهاردة.
منى: وبجد الموضوع دا مش هيأثر علينا تاني؟؟.
وائل: اتمنى.
منى: بجد؟؟.
وائل: يا منى انا لما قلتلك بحبك مكنتش بهذر, او بقلك كده والسلام, انا برضة استنيت لغاية ماحسيتها عشان اقولها, عشان اكون قد كلامي, ولما استنيت اسبوعين عشان اقرر ارجعلك ولا لأ, كان عشان اتأكد ان عمر ما الموضوع ده هيأثر عليا في المستقبل, ويكون قرار مالوش رجوع ان شاء الله.
منى: انت عارف الاسبوعين دول عملو فيا انا ايه؟.
وائل: ...........
منى: موتوني, انا كنت اتأكدت خلاص انك مش عايزني, قلت خلاص, ربنا يستر بقي, بس كنت اتأكدت من حاجة تانية كمان.
وائل: .....؟؟.
منى: اني مقدرش اعيش من غيرك , ...ومقدرش ابعد عنك, اتأكدت اني بح.....
قاطعها وائل.
وائل: بس, اوعي تقولي حاجة وانتي متسرعة, حتى لو حساها دلوقتي ,متقوليهاش بالله عليكي يا منى.
منى:......., ليه؟؟.
وائل: انتي بتقوليها رد على الي انا عملته, او رد فعل للبعد مش اكتر, انا عايزك تكوني حساها وحباها.
منى: بس انا بجد حساها.
وائل: برضة , بلاش النهاردة, وبلاش دلوقتي,خلينا نرجع لبعض الاول, عشان احسها منك ,واعرف افرح بيها.
منى: حاضر.
وائل: بس يا منى, انا بحذرك تحذير اخير, لو عرفت ان الموضوع دا له امتداد لغاية دلوقتي, او له لسه تأثير عليكي, انا هيكون ليا تصرف تاني خالص.
منى: مفيش , صدقني مفيش.
وائل: يبقي ربنا يكرمنا ان شاء الله.
منى: وائل,.... شكرا.
وائل:...؟؟؟.
منى: انت وثقت فيا ,واحترمتني وحبتني, وانا مش قادرة اقلك على الي انا حساه, عشان انت مانعني, فمش قادرة اقلك غير شكرا.
وائل: انا مبعملش حاجة عشان تقوليلي شكرا, انا بعمل عشان انا بجد بحبك ,وعايز اعيش معاكي انتي, واكمل معاكي انتي عمري كله, وتكوني ام ولادي, ومش عايز غيرك , عشان كده قدرت اسامحك, وعشان كده انا عايزك تحبيني بجد, الحب الي يعمر بيت , مش بتاع المراهقين ولعب العيال.
م*انا شكلي فعلا بحبك يا وائل
منى: ان شاء الله, ربنا الي عالم بالي في القلوب يا وائل.
دخل معتز ليسلم عليه في حرارة, وهو يقول.
معتز: وحشتنا يا راجل, مجتش الاسبوع الي فات ليه؟.
وائل: كان عندي ظروف الاسبوعين الي فاتو دول,بس الحمد لله عدو على خير, ان شاء الله هنطلكو على طول.
معتز: انا كنت بجاملك بس عادي كده, مش قصدي انك تنطلنا كل شوية يعني, ناوي تزهقنا ولا ايه؟.
وائل: انت فاكر اني باجي عشان منى, انا باجي عشان ازهقك مش اكتر.
نظرت اليه منى وكأنها تراه لاول مرة, ان وائل حقا الرجل الذي يستحق ان تحبه, والذي تتمنى ان تقضي معه عمرها,وجال بخاطرها احمد, الا انها نفضته عن افكارها في عنف , وهي تدعو الله ان يقدرها على الاخلاص لوائل, وان ينسيها احمد تماما .
وبعد ذهابه شعرت بالرغبة في ان تقولها له حقا, حتى تؤكد ما تشعر به, وتصدقه,ويصدق هو نيتها للاخلاص, اتصلت به.

وائل: فيه حاجة يا منى؟, نسيتي حاجة يا حبيبتي؟.
منى: اه نسيت, او بمعنى اصح انت كنت مش عايز, بس انا غصب عنك هقولك.
وائل: فيه ايه ؟, خير؟.
منى: انا بحبك يا وائل.
م* انا بحبك
وائل: .....وانا كمان بحبك يا حبيبتي.
منى: خد بالك من نفسك.
وائل: وانتي كمان يا منى, عشان انتي مش لوحدك, انا معاكي , خدي بالك من نفسك عشاني وعشانك.
م* هاخد بالي كويس منك ومنى, وان شاء الله هتفضل معايا


الحلقه
86


منى: انا لغاية دلوقتي اصلا مش مصدقة نفسي حتى, انا من ساعة ما قالي كده و انا هتجن, عارفة ,حاسة زي الي طايرة.
قالت منى هذا الكلام لسارة وميرنا, بلهجة سعيدة وبوجه ضاحك.
ميرنا: مبروك يا موني يا حياتي, انا عمري في حياتي مافرحت لحاجة زي الخبر دا.
سارة: انا مش قلتلك, وائل طيب والله ويستاهل كل خير.
منى: بس بقى, انا من ساعتها وانا حاسة اني بحبه.
نظرت اليها سارة في شك.
سارة: بس انا مش مقتنعة بحكاية بقيت بحبه من ساعتها دي.
منى: والله العظيم يا سارة انا حاسة بكده فعلا, شوفي وانا معاه كنت بدعي ان ربنا يحببني فيه ومحصلش, بس اول ما بعدنا وحسيت انه هيضيع مني خلاص , كنت هموت عليه, ومكنتش متخيلة اني ممكن حتى اكمل مع واحد غيره,والاسبوعين الي سابني فيهم عدو عليا سنين وسنين, كنت بموت فيهم, بس انا حاسة ان ربنا عمل كده عشان اعرف احبه, واتأكد من مشاعري.
سارة: بس تفتكري دا مش رد فعل لطيبته وبس؟.
منى: وحتى لو, بقي بالله عليكي يستاهل يتحب ولا لأ؟, واحد غيره كان زمانه سايبني, او كان زمانه عاملهالي حدوتة في الرايحة وفي الجاية ,كأنه ماسكلي زلة.
ميرنا: هو مسألكيش في حاجة عن الموضوع دا خالص؟.
منى: سألني شوية تفاصيل كده, كنتو بتخرجو سوا , اخر مرة كلمتيه امتى, قعدتو قد ايه بتتكلمو, كده يعني, بس انا كنت في نص هدومي وانا برد.
سارة: ومكانش زعلان وانتي بتحكيله؟.
منى: هو كان وشه بيضلم كده شوية ,بس كان لازم نخلص من الكلام في الموضوع دا بقي,اصل فعلا انا مخرجتش مع احمد الا كام مرة بالعدد, كنا بنشوف بعض في الكلية, بصراحة انا قلتله كل الحقيقة, حتى حكاية ان احمد كلمني يوم قراية الفتحة, انا لازم انهي كل حاجة قديمة بقي, عشان اكمل مع وائل على نضافة.
ميرنا: بجد حاسة انك بتحبيه؟.
منى:ايوة, انا من ساعتها مبطلتش شكر لربنا اصلا.
ميرنا: اهو انا عملت كده في الاول, سبحان الله زي الي حصلي بالظبط, لما موضوع مازن دا حصل, فقت كده , وبدأت من ساعتها بقي احب خالد.
سارة: والله يا بنتي انا كنت بدعيلك دايما وعلى طول , ان ربنا يهديكي ليه, ويعقلك, الحمد لله ,انا فرحنالك اوي يا منمن.
منى: ربنا يخليكو ليا بجد, انا مش عارفة من غيركو كنت هعمل ايه, يعني لو مكنتش عملت بنصيحتكو وقلتله, مش عارفة ايه الي كان ممكن يحصل.
ميرنا: يلا يا ستي , اي خدمة.
سارة: طيب اسألك سؤال, هو لو كان بعد الشر وائل سابك , كان ممكن تعملي ايه؟, ممكن ترجعي لاحمد؟.
منى: لا طبعا, احمد ايه, لا , ولا عمري ان شاء الله افكر في احمد دا تاني, قال احمد قال, انتي بتجيبلي السيرة الفقر دي ليه دلوقتي.
سارة: دا ايه دا كله, ربنا يهدي.
ميرنا: المهم هو ينساكي بقي, زي مانتي نسيتيه.
******************
منى: سرحان في ايه؟.
وائل: مفيش يا موني.
منى: لا بجد, قولي مالك؟.
نظر اليها وائل في صمت قليلا, قبل ان يقول في هدوء.
وائل: انتي قولتيلي ان احمد امام عايد السنة دي, صح؟.
م*انت لسه دماغك بتجري في الموضوع؟؟,يادي النيلة, ربنا يستر
منى: ايوة.
وائل: طيب هيبقى ايه الوضع؟.
منى: وضع ايه يا وائل؟.
وائل: الوضع معاكي, انتي قلتيلي انه صاحب اصحابك, يعني هتشوفو بعض.
منى: لا , قلتلك انه كان صاحب شيرين, مش صاحب اصحابي, وبعدين شيرين اتخرجت خلاص, وانا ماليش اصحاب غير سارة وميرنا,وانت عارف دا, واكيد مش هيكون ليا اي احتكاك بيه.
ثم نظرت اليه بلوم , يحمل شيء من خيبة الامل.
منى: انا كنت فاكرة انك واثق فيا.
نظر اليها وائل بنفس تعبيره الهاديء.
وائل: انا واثق فيكي , الحمد لله, ودا مش رجوع في كلامي الي قلتهولك قبل كده, لا سمح الله, بس انا مش واثق فيه هو, وعمري ما هثق فيه ولا هطمنله, وانتي معاه في الكلية.
قالت منى بسخرية غاضبة قليلا.
منى: يعني ايه يعني؟,احول من الكلية؟.
قال وائل ردا على لهجتها الساخرة.
وائل: انا مبهزرش يا منى, بس انا الي اتعاملت مع الولد ده في موضوع شبه الي احنا فيه, وانا الي اعرف هو ممكن يعمل ايه, ومش عيب اني افكر في حاجة معرضين ليها, رغم وعدي ليكي باني مش هناقشك في الموضوع دا تاني, بس انا مش بكلمك في الماضي, انا بكلمك في حاجة في مستقبلنا مع بعض.
نظرت اليه في توتر.
م*طبعا, وهو انتي كنتي فاكرة ايه؟,كنتي فاكراه هيدوس على زرار ينسي, دا ولد يا بنتي, زي اي ولد, يعني طبعه يشك ويغير ويضيق عليكي الدنيا
بس وائل مش كده
وليه بقي مش كده ان شاء الله ,ليه؟, هو مش راجل؟
بس هو عنده حق
هو مش قالك مش هلومك ولا اعاتبك ولا حاجة
هو مقالش حاجة, هو بيفكر بس
يعني واخرة تفكيره دا ايه؟
نحل المشكلة دي بس وهتعدي, عادي
طيب يا ستي,لما نشوف حله هيبقي ايه
منى: طيب انت في دماغك ايه؟.
وائل: انا معنديش حل يا منى, عشان كده انا كنت سرحان, لو كان عندي حل كنت قلتلك عليه من غير حيرة.
منى: وانا كمان معنديش حل, كنت بتقولي ليه بقى من الاول.
وائل: مانتي الي سألتي, انا مكنتش عايز اقلك, كنتي عايزة تعرفي ايه الي مضايقني.
م*اهلا اهلا, انت رجعت تفكر في الموضوع دا تاني بجد, اتفضلي يا ستي, اصلك كنتي بتقولي عنده حق
ماهو فعلا الموضوع كده اتحول لمشكلة
وهو ايه الي مسكته من يوميها, قاعد يفكر في الموضوع وحاطه في دماغه, وشاغل دماغه بيه
يمكن لسه فاكر دلوقتي
حرام عليكي, دا الراجل مقلوب بقاله مده, وانتي ولا انتي هنا, اتاريه بيفكر, وتعبان من التفكير كمان
مادي حاجة تخليني احبه اكتر, يعني اولا بيغير عليا, وثانيا مكانش عايز يضايقني بالموضوع , لولا اني سألته
ولما مكانش عايز يضايقك, كان قاعد مكشر ليه
يووه بقي, انا مش عايزة افكر فيه انه خنيق وغيور , هو عمره ماعملي حاجة تبينلي كده
امال هو بيعمل ايه دلوقتي, اتفضلي يا ستي اهو بيثبتلك رجولته
وائل مش محتاج يثبتلي حاجة,انا شفت قمة رجولته لما قالي انا مسامحك, هو ايه الاصعب, ان الواحد يكون يعمل راجل ويسيب واحدة بيحبها عشان غلطت؟, ولا الرجولة انه يسيطر على نفسه ؟, ويقدر يتحكم في مشاعره, ويقدر يسامح, ايه الي اصعب؟
كمان هتعلقيله وسام, دا طلع ملاك بقي, طيب لما نشوف الملاك دا هيعمل فيكي ايه
مش هيعمل حاجة, ان شاء الله هيكون اكتر بني ادم متفاهم وحنين وعاقل
ماشي, وادينا بنتفرج, انا هروح منك فين يعني
*****************
شعر احمد بالفارغ بعد سفر لينا, وانقلاب نورا عليه بعد معرفتها بعلاقته بأخرى, ودفعه ذلك الشعور للتفكير في منى, وشعر بالحنين الشديد اليها, منذ رآها اخر مرة وهي غاضبة وهو يريد ان يحادثها.
أ*يعني عدا شهر اهو من ساعة ما شفتها, لا كلمتني ولا سمعت حتى خبر
وانت عايز تسمع منها ليه؟
انت قلتلي انه هيسيبها, وهترجعلي
وانت عايز منها ايه لسه؟, هتفهمها امتى بقي, لما بنت تسيبك وتتخطب, تبقي مش عايزاك
بس هي فاكرة ان انا الي قلت لوائل
دي تلاكيك يا حبيبي, تلاقي حد حب يقوله ,وهي ماصدقت تشيلك انت زنبها
بس هي واحشاني اوي
يا ايمو لو مضايقك ان لينا سافرت , شوفلك حكاية تانية, وبطل تفكير في القديم
انت برضه مش فاهم, انا لما كنت مع منى, سبحان الله مكنتش بفكر في حد تاني, يعني انا عمري ما صاحبت عليها,ولا كنت عايز غيرها اصلا, مع اننا كنا بنتخانق تقريبا كل يوم
قصدك ايه, انك كنت كويس معاها يعني؟
ايوة,يعني الاحساس بالاستقرار الي كنت حاسه معاها انا مش لاقيه مع حد دلوقتي, انا ايام صافي ....
اوعي تتكلم عن صافي, اهي دي الي كانت هتضيعنا, دنتا دخلت بسببها المستشفي ياراجل
ايوة , انا كنت بحبها, بس هي دوختني معاها, بس منى, كانت كل الي بتمناه في بنت, معرفش ايه الي بوظلنا الدنيا كده
يابني دي كانت خنقة دانت مشفتش معاها يوم كويس
بس معرفش ليه واحشاني بالشكل دا
متشوفش وحش,انت لو زهقان كلم واحدة واتنين وتلاتة, انا مش عارف انت ايه لي كان عاجبك في الاستقرار كده يعني, هو فيه احلى من انك تكون حر
انا لازم اكلم منى
شوف اقله ايه يقولي ايه
معرفش ,ماليش دعوة , انا عايز اكلمها تاني, البنت دي لسه بتحبني, اكيد لسه بتحبني, ازاي تنساني بالسهولة دي؟
بقلك ايه متجبش لنفسك مشاكل, انت اتجننت , وائل عبد الكريم تاني
انا مش معايا نمرتها الجديدة, انا هكلمها ع البيت , لا اقلك, هخلي رشا تجيبلي نمرتها من حد من اصحابها
هتكلمها تقولها ايه بس؟
معرفش, المهم اكلمها, وهثبتلك انها لسه بتحبني
انت حر, بس انت بقي الي غاوي مشاكل


الحلقه
86



اندهشت منى لرقم الهاتف الغريب الذي ظهر على شاشة هاتفها, انها لا تعرفه, من الذي يتصل بها في منتصف الليل؟, اعتدلت في سريرها وهي تضيء نور الاباجورة بجانبها, وقامت من نومها متذمرة قليلا بمزاج عكر.
منى: يعني اليوم الي انام فيه بدري عشان اصحي للشغل فايقة, حد يصحيني, دا ايه القرف دا.........الو.
لم تسمع صوتا من الطرف الاخر, فقالت بلهجة غاضبة قليلا.
منى: مين معايا....الو.....هترد ولا اقفل؟.
احمد:........منى!!.
تسمرت منى لدي تعرفها على الصوت.
احمد: انتي ساكتة ليه يا منى؟.
افاقت قليلا من دهشتها ,وقالت بحدة.
منى: انت جبت نمرتي منين؟.
احمد: مش مهم, المهم اني جبتها.
منى: ممكن متطلبنيش تاني.
احمد: منى متقفليش لو سمحت, انا عايز اتكلم معاكي.
منى: انت عايز ايه مني تاني؟.
احمد: انا عايز اكلمك, عايزك انتي, انا ...انا لسه بحبك.
احمر وجه منى من الانفعال, وشعرت برأسها يدور.
منى: وبعدين؟؟.
احمد: معرفش, وبعدين؟, انا معرفش, بس انا بحبك لسه , واكتر من الاول, انتي غلطتي انك اتسرعتي يا منى, ليه اتخطبتي؟, ليه سبتيني؟, انا كنت محتاجلك اوي.
خفت الحدة قليلا من صوت منى.
منى: انت مش عارف انا ليه سبتك ولا بتستعبط؟, انا سبتك عشان انت السبب , انت الي عملت كده, وبعدين خلاص, الكلام معادش يغير حاجة, يا احمد انا دلوقتي مخطوبة وبحب خطيبي.
احمد: كدابة, انتي عارفة كويس انك بتحبيني.
منى: انا منكرش اني كنت, بس اسمها كنت يا احمد, انا دلوقتي في وضع ميسمحليش افكر فيك, ميسمحليش حتى اني اكون بتكلم معاك دلوقتي, انا برد عليك بس عشان العشرة الي بينا.
احمد: طيب والعشرة الي بينا دي هانت عليكي كده ازي؟, يا منى انا ضايع من بعدك, انامش عارف اركز في شغلي, ولا عارف اعيش.
منى: انت جاي تقولي الكلام دا ليه؟, انت مثلا عايزني اسيب خطيبي؟,حتى لو دا حصل وعمره ما هيحصل ان شاء الله, انا مش هفكر اني اغلط الغلطة دي تاني, يا احمد انت ليه مش فاهم, انت الغلطة الوحيدة الي في حياتي, يعني ازاي هفضل احبك بقي بعد كل دا؟.
احمد:انتي بتقوليلي الكلام دا من ورا قلبك, انتي عمرك ما حبيتي وائل ولا عمرك هتعرفي تحبيه, لانك بتحبيني انا.
زفرت منى , وهي تشعر برأسها يغلي, وعينيها تدمعان.
منى: لا يا احمد, انا بحب وائل دلوقتي يا احمد.
احمد: كدابة, ولو انتي عايزة تصدقي كده, انا مش هصدق, يا منى انا عارفك اكتر من نفسك, انتي طيبة وعايزة تبقي صح عشان تمشي في السليم, بس قلبك عارف انتي بتحبي مين.
شعرت منى بالوهن في صوته يقتلها, وترقرت الدموع من عينيها في صمت ولم تجب عليه.
احمد: بقي بتحبيه زي ماكنتي بتحبيني؟,حتى لو كده, انا بقي بحبك اكتر منه, لاني عارفك اكتر منه .
قالت منى بصوت خنقته الدموع.
منى: احمد , لو بتحبني بجد زي ما بتقول, سيبني في حالي, ابعد عني, سيبني اعيش حياتي, انا مش عارفة اعيش حياتي وانت بتراقبني, مش عارفة اتنفس وانا حاسة انك لسه موجود حواليا, مش عارفة احس براحة, وانا عارفة انك مستنيلي غلطة, ابعد عني بقي, اطلع من حياتي وريحني, احنا تعبنا بعض كتير اوي يا احمد, لو دا مش مبرر اننا نبعد, يبقي فكر فيا كأني اختك, واتمنالي الخير, وسيبني في حالي عشان ارتاح وانت ترتاح.
بهت احمد من كلام منى الشديد.
احمد: بس انا مش قادر ابعد عنك.
منى: لازم تبعد, لازم تختفي كمان من حياتي, عشان انت تعرف تعيش, اعتبر الي بينا كان غلطة كبيرة ومحصلتش, مش الي بيغلط يا بيتوب يا بيندم, انا مش عايزة اندم, انا عايزة اتوب واخلص من الي حصل, انت كمان لازم تشوف طريقك, وتشوف واحدة تحبها بجد, وتخلصلها, وتعيش عشانها, وتراعي ربنا فيها عشان ربنا يكرمك.
شعرت منى بالدموع حارة على وجنتيها بعد قولها هذا الكلام, والمها قلبها.
احمد: بس انا مش عايز غيرك, انا لو مع واحدة تانية هبقي معاكي بروحي,..انا بحبك.
هتفت به من بين دموعها.
منى: يا احمد حرام عليك, ارحمني بقي.
صمت احمد وشعر بقلبه يعتصر, وتلألأت الدموع بعينيه,وهمس بصدق.
احمد: مش هعرف احب غيرك.
منى:...........
اخذت تبكي للحظات, ثم تمالكت نفسها قليلا, وقالت.
منى: يا احمد, بالله عليك انساني, انا خلاص خرجت من حياتك, متدخلنيش تاني, وهتحب ان شاء الله,مين قال انك مش هتعرف تحب, ان شاء الله ربنا يرزقك بواحدة كويسة تحبها وتحبك.
احمد: يعني خلاص يا منى.
منى: احنا قلنا خلاص من زمان يا احمد, وقلناها كتير, بس المرة دي بجد, مع احترامي ليك, انا مش عايزة اسمع صوتك ولا اشوفك تاني.
احمد:....يعني دا اخر كلام عندك؟؟.
قالت وبكاءها الصامت يزداد.
منى: اه.
احمد: ماشي يامنى, زي مانتي عايزة.
منى: سلام يا احمد, سلام اخير بجد.
احمد: سلام يا احلى حاجة حصلتلي في حياتي.
واغلقت الخط, وانفجرت في البكاء.
م*ليه يا احمد,’ ليه؟, ليه؟, ليه؟, ليه بتتصل بيا تاني؟, بتوجعلي قلبي تاني ليه حرام عليك, ليه كلمتني؟, انا بحب وائل, انت عايز منى ايه, منا كنت بحبك,وكنت معاك , انت الي وصلتنا لكده مش انا ,انت الي كنت بتتحكم وبتتغير مشاعرك وبتقسي عليا, وفي فترة قليلة سبنا بعض فيها كنت عارف عليا اكتر من واحدة, ولا عمرك حبيتني, ولا عمرك شجعتني على اني اعيشلك حياتي, كنت كل ما اقرب منك انت بتثبتلي اني غلطانة اني بسمع كلام قلبي وبجيلك, وبرضة جيت على نفسي واستنيتك, وانت الي مجتش, انت الي مكنتش عايزني مش انا, راجعلي ليه دلوقتي, مش هاين عليك تشوفني مع حد غيرك, لانك لسه اناني, وعمرك ما فكرت فيا حتى وانا معاك, كنت بتفكر في نفسك طول الوقت, حلوة اوي دي, انت الي تعملها وتيجي تلومني, وتيجي تقولي بحبك, وليه سبتيني, جاي تحاسبني على غلطاتك يا احمد, انا كنت بعمل عشانك, كل الي بتقولي عليه برضايا او من غير, بس كان المهم اريحك ولا كنت بتقدرني وقتها, ولا حتى دا شفعلي عندك وقت ما قررت انك تبعدني عنك, وتسيبني, المفروض انا كنت اعمل ايه؟, وطالبني دلوقتي , المفروض اعمل ايه؟, اسيب خطيبي واجري اقلك انا بحبك, رجعني لو سمحت, لا يا احمد, انت خلاص, خلصت كل فرصك معايا, ومش مستعدة اعيده تاني, انا مصدقت هديت وعرفت اعيش, راجعلي تاني, عايز تشقلبلي حياتي, زي ما بتعمل في كل مرة برجعلك فيها,ياريتني ما عرفتك, وياريتني ما حبيتك, وياريتني ما سبتك تأذيني بالشكل دا, ابعد عني يا احمد الله يخليك, وسيبني بقي اعرف اتنفس هوا نضيف, واعيش بجد بقى



الحلقه
87



عدلت منى من وضع سماعة الهاتف على اذنها في عصبية.
منى: حاضر يا وائل ...,حاضر.
وائل: تخلصي السكاشن الي عندك وتروحي على طول, متعديش مع اصحابك, مش لازم يعني.
منى: حاضر يا وائل, دي عاشر مرة تقولي الكلام دا, فهمت حاضر.
وائل: لو خلصت بدري هكلمك نروح سوا.
منى: حاضر ان شاء الله.
وائل: ماشي يا حبيبتي, خدي بالك من نفسك.
منى: مش هتوه نفسي حاضر.
وائل: طيب يا ظريفة, يلا,..سلميلي ع البنات, سلام يا موني.
منى: سلام يا حبيبي.
اغلقت الخط والتفتت لسارة وميرنا اللتان كانتا تتنظراها وهما تتحدثان.
منى: اووف, ميت مرة يقولي ويأكد عليا, خلصي يا منى وروحي على طول ,خلصي يازفتة وروحي, منا سمعتك اول مرة.
ميرنا: طيب هو مش هنا في الجامعة, مجتيش معاه ليه؟.
منى: اصله جاي من بدري, انا قلت اجي براحتى, وبعدين ييه, حرام عليكي, عايزاني كنت اسمع الموشح الي اتقالي في التليفون دا طول الطريق, وتروحي بدري, ولو شفتي حد من اصحابك الصبيان سلمي وامشي على طول متقفيش, وبطلي الضحك والدلع بتاع البنات في الجامعة دا, ناقص يقولي متعديش الشارع لوحدك, كأني جاية اول يوم مدرسة.
ميرنا: ماهما كلهم كده, يعني عندك خالد يقولي متسلميش على رجالة خالص, اقوله طيب واصحاب بابا الناس الكبيرة دي الي بتمد ايدها وتحرجك, يقولي ابدا, اقوله دا راجل اد ابويا يقولي برضة.
سارة: طيب ماهو عنده حق.
ميرنا: اه ,على الناس بس, لكن لما يجي يمسك ايدي واقوله حرام , يعملهالي حكاية, يعني انتي تسلمي على الرجالة الغرب, وتيجي تقوليلي انا حرام,ويزعل ويتقمص وتبقي ليلة, المباديء مبتتجزأش, مش على الناس كل حاجة حرام, وعليه حلال يعني.
منى: بس انا عارفة وائل بيعمل كده ليه؟.
سارة: عشان احمد يعني؟.
منى: اه, يعني وهو احمد مثلا لو شافني هييجي يسلم عليا.
سارة: انتي مكنتيش قلتيله انه كلمك؟.
منى: لا طبعا, انتي مجنونة, دا لو عرف خلاص بقي , يسيبني ويريح دماغه مني.
سارة: ليه يا بنتي ؟, انتي مش ممشياها معاه صراحة؟.
منى: بس الحاجات دي بقي متتقالش, يعني انا لو رحت قلتله ان احمد كلمني, كأني برجع الموضوع دا تاني ينط في حياتنا, وبشككه فيا بنفسي, ومهما افهمه اني هزأته وبهدلته مش هيصدق,يا سارة مش كل حاجة تتقال كده.
ميرنا: المهم ميكونش الزفت سجلك ولا حاجة.
منى: حتى لو سجلي, انا مقلتش حاجة غلط, انا كل الي قلته انه يبعد عني بقي وانا بحب خطيبي.
ميرنا: تفتكري ممكن يكون في الكلية النهاردة؟.
منى: مفتكرش , احمد معادلوش اصحاب كتير هنا خلاص, عشان قطع من الكلية السنة الي فاتت, وعشان بيشتغل, مفتكرش هييجي في تاني اسبوع كده, اكيد هيعدله شهر في البيت.
ميرنا: والله انتي ادرى.
توقفت سارة امام المبني الذي به السيكشن.
سارة: تصدقو بالله, انا ماليا مزاج ادخل السكشن دا اصلا.
منى: لا, بقلك ايه, ليطلع وائل كده ولا كده يتمشي يلاقيني قاعدة, يقولي مدخلتيش ليه امال انتي جاية ليه, تعالي يا بنتي ندخل, انا مش ناقصة كلام من حد.
ميرنا: هما هياخدو الغياب؟, انا حاساهم السنة دي سخنين علينا اوي.
سارة: لا احنا الي خدنا علي الاستعباط.
منى: لا حول ولا قوة الا بالله.
سارة: خير.
منى: لفو وشكو , رشا قدامي اهي.
اشاحتا بوجيههما بعيدا وسارة تقول.
سارة: ودي ايه الي لسه بيجيبها هنا دي؟.
منى: انا اسمع انها لسه مع عبد الحميد, تلاقيها جياله.
سارة: ربنا يهديها بقي وتعقل.
ميرنا: يهدي مين؟, رشا عادي؟؟, دي ماركة مسجلة.
سارة: بس يا ميرنا متتكلميش على البنات.
منى: ياربي , دنا مش هخلص من وائل, لو جت وكلمتني.
نظرت سارة تبحث عنها.
ميرنا: لا هي مش واخدة بالها مننا اصلا,فيه واحدة وقفتها هناك , مديانا ضهرها.
منى: انا مش عارفة انا هخلص امتى من الحكايات دي بقي.
سارة: ماهو على قد ما دخلتي في علاقتك باحمد, على قد ما هتاخدي وقت تخرجي منها.
منى: يانهاري؟, يعني هعد سنة ونص اعصابي مشدودة كده؟؟.
سارة: ههههههه, يعني مش اوي كده, يعني لو شيلنا منهم اول كام شهر الي كان لسه بيظبطك فيهم, يبقي هتصفصف على سنة.
منى: انتي بتهذري انتي كمان, دنا والله هتجن من الموضوع دا, حاسة ان وائل مش مرتاح رغم انه بيحاول ميبينليش دا.
سارة: اصل هو معذور, يعني انا بيتهيألي ان اي حد عنده هيكون اهون من احمد.
ميرنا: طيب بس الي حصل بقي , نعمل ايه في حظ البنت الغلبانة دي.
منى:حظي انا وحش؟؟, طيب دنا حظي بالدنيا اني وقعت في واحد زي وائل ميتقدرش بمال, عقل ايه واخلاق ايه, وبيحبني بطريقة عمري ما حستها حتى مع احمد, بيحبني بالافعال مش بالكلام, انا فعلا بقوم وانام احمد ربنا عليه.
سارة: ايه دا كله؟؟, الله يرحم زمان , مكانش حد بيعرف يقول كلمه حلوة في حقه قدامك.
منى: والله يا سارة, انا نفسي مستغربة, صحيح احنا على طول بنشد مع بعض, بس كل دا ولا ييجي حاجة في خناقاتي انا واحمد, يعني وائل عمره ما جرحني ولا غلط فيا حتى وهو غضبان,ولا اتهور واتعصب زي احمد, والله انا حاسه اني بحبه بجد واتعلقت بيه اوي, ربنا يخليه ليا.
سارة: انتي مش عارفة بجد انا مبسوطالك قد ايه.
ميرنا: وانتي بقي مش ناويين نفرح فيكي ؟؟.
سارة: ايه؟, عندك عريس؟.
منى: اه صحيح يا بت انتي, انا مش كنت كلمتك على موضع اخويا؟, لا كلمتي مامتك ولا عملتي حاجة.
سارة: منا كلمتها , انا مش قلتلك يا ميرنا, قالتلي اني مينفعش افاتح بابا في دا وانا لسه في تانية ولا تالتة, يا اما هفتح عنين بابا عليا, واخليه ياخد باله مني ومن علاقتي بيكي يامنى, هيفتكر ان فيه حاجة بيني وبين اخوكي.
ميرنا: انتي باباكي مخنق عليكو كده ليه؟, مشافش بابا الي كان هيخطبني لمازن وناقص يجيبله الشبكة والشقة كادو, كأني قاعدة على قلبه.
سارة: اصل بابا بيحبنا اوي ,وبيغير علينا اوي.
نظرت ميرنا خلف منى في حذر, ثم قالت.
ميرنا: ااااه, يلا بقي ندخل بسرعة عشان مطلعتش جاية لعبد الحميد.
فالتفتت سارة تنظر , رأت احمد يقترب من اخته ,فقالت في ذعر.
سارة:طيب يلا بقي عشان انا كنت حاسة ان النهاردة مش هيعدي على خير.
لم تنظر منى لتتحقق من كلامهما, انها لاتريد ان ترى احمد, لا تريد حتى ان تلمحه, فبمجرد ان علمت بوجوده, وجهت نظرها للارض, وفارقتهما في سرعة تسبقهما للداخل.
م* يارب استر يا رب
**************************
قالت رشا بمجرد ان اقبل عليها اخاها.
رشا: ايه مشفتش خنقة؟ , كانت واقفة هنا من شوية.
التفت احمد يبحث بعينيه في سرعة عن منى, فلم يرها.
احمد: فين؟؟.
رشا: هناك عند السلم, معرفش كنت لسه شايفاها حالا ,تلاقيها مشيت على ما كلمت هدي.
احمد: تفتكري تكون طلعت ولا مشيت؟.
رشا: طالعة المدرجات يعني؟, معرفش, مشفتهاش بجد.
فنظر مرة اخرى يبحث عنها في وجوة الفتيات, فلكزته اخته.
رشا: ايه ياعم الحبيب, دنا كنت ما صدقت انها اتخطبت وغارت, ايه سابت خطيبها ولا ايه؟.
احمد: معرفش, متعرفليش انتي؟.
رشا: لا ياسيدي, بس لو عايزني اطقسلك.
احمد: لا مالوش لزوم, مش عايزها تعرف اني بسأل عليها لسه.
رشا : انت ايه نظامك؟,قلبت رشا ولا ايه؟.
احمد: هي الي قلبتلي دور خنيق كده, انا مش ناقص.
رشا: احمد , انت بتستهبل, انت عايز تخسرني صاحبتي؟؟.
احمد: هي مبتحكلكيش ولا ايه؟, انتو بقكو في ودان بعض دايما, روحي اسأليها, والله هي واخداني وعارفة انا ايه, مترجعش تشتكي بقي.
رشا: متستندلش, انت كده هتخليني اخسرها.
مال عليها احمد وقال بلؤم غاضب .
احمد: يعني مكانش حد قالك حاجة لما خسرتيني كريم ,ولا نسيتي؟.
رشا: دانتا رخم رخامة, انا اصلا هسيبك وهمشي, هتروح فين دلوقتي؟.
احمد: انا؟؟,لا انا قاعد هنا شوية.
أ*لما اشوف منى راحت فين
واشعل سيجارة وجلس في مكانه المعهود الذي يطل على الكلية بأكملها.
******************
استبد باحمد الملل وهو ينتظر ظهور منى, وشعر بالغضب اكثر اذ لمح وائل يتنقل في ارجاء الكلية,ولولا تأكيد اخته له انها رأتها لانصرف منذ فترة, وجال بخاطره ان يتصل بها لكنه تراجع ماذا لو لم تجب عليه؟,انه يريد ان يفاجئها , فالمفاجأة نصف المعركة, وقاوم رغبته الملحة في الجلوس بعد فترة, وقرر الانصراف, لربما لم تكن منى من رأتها رشا, او ربما انصرفت, وقبل ان يذهب لمح اخر شخص كان يتوقع رؤيته في الكلية, لمح مريم, فاقبل عليها من بعيد مبتسما.
أ* مريم تاني,رايح فين يابني؟, انت مبتحرمش؟؟
مشفتهاش بقالي كتير في الشغل, والله ليها وحشة
انت يا بني اهبل, مش كنت جاي تشوف منى, اوام غيرت دماغك
منى ابقي اكلمها باليل ولا حاجة, بس ساعة الحظ متتعوضش, من امتى كنت بشوف مريم في الكلية عندي, الحاجات دي فرص
يعني هتروحلها تقولها ايه,انت عايزها تفرج عليك الكلية
معرفش , هقولها اي حاجة والسلام
طيب خد بالك, ومتضيعش نفسك
متخافش عليا,...جايلك يامريم




الحلقه
88



نظرت مريم الي احمد المقبل عليها من بعيد في دهشة, وابتسامة شبة ساخرة على شفتيها.
مريم: اعوذ بالله من غضب الله.
احمد: ايه؟, شفتي عفريت؟.
مريم: انا نفسي اعرف انت ليه بتطلعلي كل شوية زي عفريت العلبة, بلاقيك في كل مكان.
احمد: دا بس من حظي الحلو.
مريم: مممممم, وحظي انا الوحش جدا.
احمد: انا نفسي اعرف انتي بتكرهيني كده ليه؟.
مريم: انا مبكرهكش, لاني لو كرهتك يبقي انت في دايرة اهتماماتي اصلا, والحمد لله انت مش فيها.
احمد: انتي بتعملي ايه في الجامعة ؟, انتي مش اتخرجتي خلاص؟.
مريم: بطلع شهادتي, عقبالك بعد عمر طويل ان شاء الله.
احمد: وطويل ليه؟ , ان شاء الله دي اخر سنة, انا مش عايز اعتب الجامعة دي تاني بقى.
مريم: ايه ؟, شايفلك شغل؟.
احمد: لا ان شاء الله , سفرية.
مريم: ايه دا كله!!, انت عايز تسافر بقي.
احمد: انا لو عليا اهاجر.
مريم:عشان كده هتفضل طول عمرك فاشل.
احمد: انا الحمد لله مش فاشل.
مريم: قول الكلام دا للادارة.
احمد: الادارة؟؟؟, انتو ايه؟, هترفدوني؟؟.
مريم: لا , احنا بس بنعمل اختبارات وابحاث على العاملين قبل مانقدر نصرف منهم, لما تعدي الحاجات دي اقدر اقول عليك بدأت تكون مش فاشل.
نظر اليها احمد في يأس,ثم قال باستياء.
احمد: هو انتي مش شايفاني انفع خالص اكون ناجح؟.
نظرت اليه في عطف وقالت.
مريم: يا احمد لما تعوز تتغير , انت اول واحد هتحس بانك ناجح ومش هتحتاج تحاول تثبتلي او لغيري انك مش فاشل, وساعتها هترتاح ومش انا بس الي هشوفك ناجح , كل الناس هتشوفك كده.
احمد: بجد؟؟.
مريم: هو ايه الي بجد؟, طبعا بجد, بس انت انوي تكون احسن وتتغير , وربنا هيساعدك اكيد, ربنا مبيضيعش جهد حد خالص.
نظر اليها في دهشة ,ثم قال.
احمد: انتي غريبة اوي, انتي غير لينا خالص,انتو عاملين زي الشرق والغرب.
ضحكت مريم.
مريم: اه صحيح, انا سمعت ان لينا بتقول عليك رخم خلاص, انتو معدتوش اصحاب خلاص ولا ايه؟.
احمد: لا يا ستي لينا اختك دي غريبة, ليها جو تاني خالص.
مريم: ممممم, عموما يلا, ربنا يهديها ,ويهديك انت كمان بالمرة.
احمد: كمان بتدعيلي؟؟, ايه دا كله؟, انا ربنا راضي عني بقي, مش كفاية اليوم عدا من غير ما تشتميني.
مريم: يلا , انت محتاج دعاوي كتير اوي اصلا عشان يأثر فيك.
احمد: يامريم مينفعش كده ,طيب حتى راعي الكام سنة الي بينا.
ضحكت وهي تبتعد عنه.
مريم: الاحترام له ناسه يا احمد, يلا بقي انا همشي عشان الحق شئون الطلبة.
هتف من خلفها.
احمد: يارب ابقي ناسه بقي.
أ*البت دي شاربه ايه النهاردة؟, ايه الرضا دا كله
******************
م*احمد ,تاني, والمرة دي من رقمه, عايز ايه بقي؟؟؟؟
اعمل ايه انا ؟؟؟,ارد عليه ولا اعمل ايه؟؟, هي شغلانة بقي؟
ردي شوفي عايزك في ايه؟
لا انا المرة الي فاتت رديت عشان مكنتش عارفة انه هو, المرة دي من رقمه,لو رديت يبقي انا قاصدة
وايه المشكلة؟, لو مرديتش مش هيبطل يتصل, بس لو رديتي ووقفتيه عند حده, هتخلصي منه خالص
هو عايز مني ايه تاني؟, انا مش خلاص قلتله سلام اخير
ردي اعرفي, مش لازم وائل يعرف
ولو عرف؟؟؟
مش هيعرف
لا انا خايفة
.............
منى: ممكن اعرف انت بتكلمني ليه تاني؟.
احمد: طيب قولي سلام عليكم الاول.
منى: مفيش سلام, انت عايز تعملي مشاكل يا احمد, احنا مش قلنا سلام؟؟.
احمد: انا مش عايز اعملك مشاكل ابدا, انا بس محتار وملقتش حد غيرك اكلمه.
منى: فيه ايه؟.
احمد: انتي عارفة انك كنتي اقرب واحدة ليا, وانا خسرتك كحبيبة, مش عايز اخسرك كصديقة يا منى, ياريت متحرمنيش من ده.
منى: مينفعش ابقي صاحبتك ,احنا مكناش اصحاب, وبعدين دلوقتي انا مخطوبة.
احمد: انا مقلتش هنعمل حاجة غلط, بس انا فعلا ساعات ببقي محتاج حد ينصحني , وانتي الوحيدة الي بثق في رأيها, انا بس بقلك لما ابقي عايز حد ينصحني, ممكن يكون انتي؟.
منى: لا مش ممكن.
احمد: بالله عليكي يا منى ماتصديني.
م*وبعدين بقي, قول بس خلصني
منى: ماشي يا احمد, بس المرة دي بس, فيه ايه المشكلة؟, قول بسرعة.
احمد: اصل انا.....معجب بواحدة.
م*نعم ياخويا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
منى: مممممم.
احمد: يعني, هي بنوتة حلوة, بس هي المشكلة بنت مديري في الشغل, وهي محترمة اوي ما شاء الله.
منى: ممممم.
م*وانت بتسألني انا ليه يا ظريف
وشعرت بشيء من الغيرة يتسلل الي قلبها.
احمد: وذكية.
منى: ....طيب فيه ايه المشكلة؟.
احمد: المشكلة ان انا.... عايز اخطبها.
م*.....................................
منى: ممم.
احمد: بس هي بنت ناجحة اوي وانا لسه في الكلية, فانا قلت استني لما اخلص السنة دي ان شاء الله, بس المشكلة بقي, افاتحها دلوقتي واعرفها, ولا استني لما ابقي جاهز اتقدم؟.
م*مممممممم ,وانت بتسألني انا ليه , هو انا امك؟؟
منى: معرفش, انت مش بتقول انها محترمة؟؟.
احمد: جدا يا منى, جدا.
م* طب بالراحة علينا شوية
منى: يبقى استني لما تيجي تتقدم, وهي مش هتطير يعني.
أ*اه يا ناصحة, اجي اشتغلك تشتغليني
احمد: يعني انتي شايفة كده؟؟.
منى: انا بقلك رأيي, وانت اعمل الي يريحك,بس انا شايفة انك متكلمهاش الا لما تبقي جاهز.
م* انت بتردهالي مثلا ؟,جاي تسألني؟؟, هو انا خاطبة؟
أ*اه يا موني , والله وحشني اشتغالاتك
احمد: بجد, يعني هما البنات كده؟؟.
منى: بتسألني انا عن البنات ليه؟,اسأل نفسك, انت مش خبير؟.
احمد: يا موني انتي خلتي فيها خبير.
شعرت منى بالحنين بعد كلمة موني, والضحك الذي بدا في صوته, فأفاقت سريعا لتقول في جدية.
منى: يلا بقي انا مش نصحتك؟, يلا مع السلامة بقي.
أ*ماشي يا موني ,مش هتقل عليكي كفاية انك رديتي,نكمل مرة تانية
احمد: ماشي يا منى, انا متشكر اوي انك رديتي عليا و نصحتيني.
منى: انا زي "اختك" برده.
احمد: طبعا واعز من اختي كمان.
منى: يلا سلام.
احمد: مع السلامة




لحلقه
89




مريم: صباح الخير, جاي بدري النهاردة.
قالت مريم هذا لاحمد دون ان ترفع عينيها عن الملفات بيديها, وهي متوقفة بالقرب من مدخل قسم الحسابات.
احمد: سمعت ان فيه تشديد على الموظفين اليومين دول.
مريم: فعلا, خد بالك بقى.
احمد: ادعيلي بقى.
رفعت وجها ضاحكا له, وهي تتحرك في اتجاة اخر.
مريم: انت طمعت ولا ايه ؟,دي كانت مرة كده على الماشي.
وانصرفت في سرعة ,وهو يبتسم خلفها.
أ*داحنا اتغيرنا خالص, يعني المرة الي فاتت مكانتش شاربة حاجة, دي بجد بتتعامل معايا كويس
يلا ,يمكن يتحقق الي انت قلته لمنى
مين؟؟انا ومريم؟؟؟, مش ممكن!!
ومش ممكن ليه؟انا مش قلتلك لما تكلم اختها هي هتغير
لا تغير مين دي مريم ,دي تلج ياراجل
مفيش حد تلج, وبعدين النار بتسيح التلج
يعني تفتكر؟؟؟؟؟
بس خد بالك دي سكتها رسمي
رسمي ازاي يعني؟؟؟؟, وانا اقدر ع الرسمي منين؟
الحب بيعمل اكتر من كده
الحب؟؟؟,تفتكر ممكن تحبني؟؟؟
بس الحب دا عايز شغل
يعني ايه؟, اخد بالي منها؟؟
شد حيلك وانا معاك
**********************
سارة: ممكن افهم ايه الي اخوكي عمله دا؟.
منى: يعني عمل ايه يعني؟ هو دخول البيت من بابه بقي عملة دلوقتي؟.
سارة: طيب كنتي قوليلي ,عرفيني انه هيعمل كده.
منى: انا نفسي معرفتش الا بعد مارجع انه راح لباباكي في الشغل يكلمه, هو شكله زهق من التطويح الي انا قاعدة اطوحوله دا.
ميرنا: بجد والله؟, اخوكي راح لابو سارة في الشغل؟؟,قاله ايه؟, ومقلتليش ليه يا سارة؟.
منى: راح قاله انا اخو منى صاحبة سارة, وسألت عليكو وعايز اخطب بنتك.
ميرنا: بجد؟؟, وباباكي عمل ايه يا بت انتي, محكتليش ليه؟؟.
سارة: بابا من امبارح مبيكلمش قاعد يمخمخ, وساكت كده ومش مطمناله خالص.
منى: والله الي عمله مؤمن ميتعيبش خالص.
ميرنا: ايوة فعلا.
سارة: بابا قاله هرد عليك.
ميرنا: طيب قشطة, كويس.
منى: ماهو يا بنتي انتي قاعدة تتكلمي نظري وبس, بابا بيغير ومش هيوافق, كل دا عشان لسه الموقف مبقاش جد, لما يبقي بجد, باباكي اكيد هيتصرف صح.
سارة: يلا ربنا يستر بقي.
ميرنا: اعوذ بالله , بتتكلمي كأنك في مصيبة, ومقلتيلناش رأيك انتي يعني يا هانم.
سارة: انا رأي بابا هو رأيي.
ميرنا: من امتى؟؟, هو فيه حد رأي باباه رأيه برضه.
سارة: منا قلتلكو , الخطوبة اصلا معمولة عشان الناس تعرف بعض, مش اخر الدنيا يعني .
منى: عموما يا سارة انا ماليش دعوة بالموضوع دا اصلا, وافقتو او موافقتوش, انا ماليش دعوة, وكمان مؤمن محبش يدخلني عشان ميبقاش فيه حساسية بينا, وتقدري تردي براحتك.
سارة: طيب طيب,متسبقوش الاحداث.
وبعد تغيير الموضوع, سرحت منى بأفكارها قليلا.
م*هو انا مش هقولهم بقي؟؟
على ايه؟
ان احمد بيكلمني بقاله مدة وبيستشيرني
انتي بتهرجي؟؟,لا طبعا دول كانو موتوكي
بس انا مخنوقة ولازم اعرف حد , انا حاسة ان الي بنعمله دا غلط ,مع ان والله ما بنقول حاجة خالص, دا هو تلات تربع المكالمة بيعد يكلم على صاحبته دي ولا البنت المعجب بيها
اديكي قلتيها اهه, يعني مفيش حاجة اصلا عشان تحكيها
بس انا خايفة ,لو وائل عرف يفهم غلط
هيعرف منين؟, الا اذا انتي قلتي لحد
وافرض احمد قال لحد
احمد بيفكر في واحدة تانية خالص, لو كان عايز يأذيكي كان أذاكي من اول مكالمة, وبعدين انتي مش مستريحة دلوقتي ان علاقتك باحمد طبيعية , على الاقل انتي كده ضامنة انه مش هيشغل جنانه عليكي عشان هو مش في باله انتي دلوقتي
يعني ما اقولهومش؟؟؟
ولا تجيبي سيرة خالص
********************
نظر سامي الي احمد نظرة جانبية, وهو يضحك مع مريم ويتحدث في منطقة تقديم القهوة بالشركة, وشعر بالدهشة, وانتظر ختى انهى احمد حديثه معها وعاد اليه.
سامي: ايه الي بيحصل دا؟, انا مش فاهم حاجة.
احمد: عيب يا بني ,انا مش قلتلك عارفها.
سامي: ماشي عارفها, ماكلنا عارفينها وهي عارفانا واحد احد, بس ايه الضحك والهذار دا كله؟.
احمد: انا كنت متأكد انها مش رخمة, وانها زي العسل, وجميلة بالشكل دا.
سامي: الله !!!, كمان زي العسل؟؟, لا يا حلو فوق, دي مش زينا.
احمد: يعني ايه مش زينا؟.
سامي: يعني مريم دي بنت ناس نضيفة اوي, ومش عشان الراجل يعرف ابوك يبقي ممكن تاخد بنته, متتعلقش بحبال دايبة يا احمد.
احمد: دايبة؟؟.
سامي: بص يا ابو حميد, انا سمعت انها كانت هتتخطب السنة الي فاتت , وخلاص كانو مرتبين كل حاجة, بس الواد اترفض في الاخر, مش هي دي المشكلة, الواد الي كان هيخطبها ابن وزير يا احمد, دي ناس واصلة ياعم, انا خايف عليك يا بني , اوعى تعشم نفسك.
احمد: انا ؟؟؟, اعشم نفسي بايه؟؟, انت بتهذر يا بني, انا اصلا مش بتاع تدبيس,لا طبعا, انا مش في دماغي اصلا, مريم ايه الي افكر اخطبها دي.
أ*شفت بقي, اديني مجبتش حاجة من عندي , الولد قالك بنفسه, دي مستوى تاني خالص
طيب منا عارف, منا قلتلك من الاول, هي لو عايزاك هتتحل كل حاجة
ودي اخليها عايزاني ازاي دي؟, داحنا يادوب بنهذر شوية في الشغل لما بشوفها, حتى نمرتها من ساعة ما اخدتها وانا مش عارف اتصل بيها بحجة ايه؟, اهي دي الي مش عارفلها مدخل خالص, حتى بعد ما اتغيرت وبقت بتديني وش
اشتغل انت بس عليها والفرصة هتيجي معاك, متستعجلش,خليها بس قلبها يتفتحلك, وانت مش هتعمل حاجة, هي الي هتعمل كل حاجة
ربنا يسهل
*****************
دخل مؤمن غرفة منى مبتسما.
منى: خير ؟؟.
مؤمن: خير اكيد.
منى: يارب.
مؤمن: بابا سارة كلمني.
منى: بجد؟؟, وبتضحك؟؟, يبقي وافق.
جلس على كرسي المكتب امامها , واكمل حديثه.
مؤمن: هو قالي اني لازم اعد معاها نتكلم طبعا,وبعدها يقررو وكده, ومش هينفع ادخل البيت قبل ما يوافقو, فهما هيبقو عاملين كده قعدة في بيت عمها وهنروح انا وماما وانتي, بلاش بابا دلوقتي عشان الاحراج ونعد نتكلم , ولو هي وافقت يبقي خلاص نحدد معاد نروحلهم البيت بقى رسمي.
منى: وليه اللفة المهببة دي؟, ما تتقابلو برة وخلاص, زي ما عملت انا ووائل, وزي ما كل الناس بتعمل.
مؤمن: معادش ينفع بعد ما دخلت باباها اعدل على كلامه واقله لأ ننزل نشوف بعض برة, دا كان يبقي لو قبل ما كان يقترح هو, ثانيا انتي مش بتقولي انه راجل شديد وبيغير على بناته, خلاص, خلينا نريحه لغاية ما اعرف اكسبه.
منى: طيب كويس اصلا انه وافق مبدئيا تتكلمو, دي سارة كانت محسساني ان مش هيوافق ابدا.
مؤمن: انا نفسي حسيت كده لما كلمته, انا حسيت اصلا انه شوية كده وكان هيقوم يضربني.
منى: بس مامتها عايزاك لسارة, واضح انها اثرت عليه شوية.
ثم صمتت منى ونظرت اليه في دهشة.
منى: بس انت من ساعة ماقلت لباباها لا قلتلي اسألي سارة عن رأيها , ولا سألتني هي موافقة ولا لأ.
مؤمن: انا مش عايزك تتدخلي انتي في الموضع عشان ميبقاش فيها حساسيات بينكو, وبعدين لو كنت انا اتقدمت لاي واحدة من برة , مش صاحبتك, كنت هعرف رأيها منين يعني.
منى: بجد يا ميمو انا فرحانالكو اوي, يارب يارب يارب يوفقكو سوا, وتاخدو بعض.
وقامت وعانقته, فقال.
مؤمن: يعني مش هتزعلي مثلا؟.
ابتعدت وهي تقول.
منى: انا ؟؟؟,ابدا, والله دانت مش هتلاقي زي سارة دي ابدا, وانا ماتمنالاكش حد احسن منها.
مؤمن: وانتي؟, ايه اخبارك مع وائل؟.
م* ممم بتسأل ليه؟
منى: الحمد لله كويسين.
مؤمن: وائل, ولد ميتعوضش يا منى, وانا الي بجد مبسوط ان ربنا وقعك فيه.
منى: الحمد لله.
مؤمن: وانتي المفروض تحافظي عليه بجد, وماتحاوليش تزعليه او تضايقيه, لانك لو لفيتي مصر كلها مش هتلاقي حد احسن منه.
منى: مممممممم, منا عارفة.
م*منا عارفة يا مؤمن, لزمته ايه الكلام دا دلوقتي؟, انت دايما بتبقي حاسس بيا لما بعمل مصيبة,ربنا يستر ومش انت الي تعرف ,ماهي مصيبة في الحالتين لو انت عرفت او وائل عرف, يارب ما حد يعرف, لاااا انا لازم احط حد للموضوع دا ,انا مش هكلم احمد دا تاني خلاص,لما يكلمني المرة الجاية هقله متكلمنيش تاني, انا مش ناقصة قلق دانا مصدقت كنت خلصت من القلق



الحلقه
90


منى: احنا بس رايحين نتعرف على العيلة , ومؤمن يعد مع سارة بس.
احمد: تتعرفو على مين يا بنتي ,دانتو دايسين بعض.
منى: يابني مش لازم يعدو يتكلمو شوية, ويفهمو دماغ بعض, المواضيع مبتاخدش قفش كده.
احمد: والله انتي ادرى, انا مخطبتش قبل كده.
منى: ولما انا ادرى بتقاوح ليه؟.
احمد يا موني انا مقدرش اقاوح معاكي اصلا.
منى: ايوة كده.
احمد:...........
منى:............
احمد: وانتي اخبار وائل ايه؟.
منى: الحمد لله تمام.
احمد: مرتاحة معاه؟.
منى: ايوة جدا.
احمد: ربنا يوفقك.
منى: بقلك ايه يا احمد, انا معادش ينفع اكلمك تاني, مش عشان حاجة والله بس لو وائل عرف, او مؤمن هتبقى مشكلة.
احمد: ومشكلة ليه اصلا يا بنتي؟,احنا مبنعملش حاجة غلط, احنا اصحاب يامنى, عادي.
منى: ماهو محدش هيفهم حكاية اصحاب دي, مش هيصدقو ان فعلا مفيش بينا حاجة, وكل ما في الموضوع اننا بنسأل على بعض وبس.
احمد: يابنتي طول مانتي واثقة من نفسك ,وعارفة انك مبتعمليش حاجة غلط, ميهمكيش حد, وبعدين ربنا عارف الي بينا ايه؟.
منى: معلش يا احمد عشان خاطري , بلاش طيب نتكلم كتير, ممكن كل فترة بعيدة نسأل على بعض, بس بالله عليك كفاية كده, عشان انا مش مطمنة.
احمد: براحتك, بس احنا مفيش بينا حاجة, ومبنعملش حاجة غلط يا منى, بالعكس احنا بنستريح لما بنتكلم,وانا عن نفسي مش عايز ابطل اكلمك.
منى: معلش يا احمد.
احمد: خلاص براحتك, انا عمري ما هكون قاصد ااذيكي ابدا.
منى: طبعا يا ايمو منا عارفة.
احمد: ماشي يا ستي, مادام قلتيلي ايمو يبقي عايزة تقفلي, خلاص, يلا , ابقي خدي بالك من نفسك.
منى: وانت كمان يا احمد.
احمد: ماشي يا موني سلام.
منى: سلام.
*****************
بعد عودة منى ومؤمن ووالدتهما من بيت عم سارة, اختلى مؤمن بأخته في غرفته , بعد نوم الجميع.
منى: وانت حسيت منها ايه؟.
مؤمن: كانت مكسوفة اوي , بس انا كنت مكسوف اكتر منها اصلا, باباها يا بنتي منزلش عنيه من علينا من ساعة ما قعدنا انا وانتي وهي, امال لو مكنتيش قاعدة جمبنا كان عمل ايه؟.
منى: مانت عارف باباها شديد, معلش, المهم, اتكلمتو في ايه؟.
مؤمن: قلتلها ظروفي , واني عايز في نص رابعة مثلا يبقي كتب كتاب ونتجوز ان شاء الله اول ماتخلص, قالتلي لا, احنا ننسي حكاية كتب الكتاب دي دلوقتي خالص, لانه مش امان, وبعدين هي لسه صغيرة على كتب كتاب ,حتى لو كان في رابعة, قلتلها بس انا مش صغير, و بعدين وقتها يحلها حلال.
منى: وهي سألتك في ايه؟.
مؤمن: مسألتش كتير, قالتلي انا اعرف عن طريق منى الي يكفيني, والباقي مالوش لزمة الاسئلة لان الحاجات دي بتبان من العشرة , ومع الايام وكده, هي كانت غامضة شوية بصراحة, انا معرفتش اقرا دماغها.
منى: هي مسألتنيش على حاجة والله.
مؤمن: يا زكية ,هي قصدها على الي لازم تعرفه عن اخلاقي وعن عيلتي مثلا, عرفته منك, والباقي زي مثلا انا بخيل, عصبي, كده الصفات الشخصية دي من الايام, مش لما تسألني يعني هتعرف, دا الي انا فهمته من كلامها.
منى: خد بالك لان سارة ذكية جدا, انا نفسي لغاية دلوقتي مفهمتهاش برضة.
مؤمن: ربنا يسهل بقى, ولو فيه خير يكتبهولنا.
منى: انت مش مبسوط ليه؟.
مؤمن: لا والله انا مبسوط بسارة جدا, بس باباها, شكله هيطلع روحي.
منى: بس البنت تستاهل .
مؤمن: انا مقلتش حاجة, بس في الفترة الطويلة للخطوبة دي ربنا يستر, انا اصلا مبحبش الخطوبة تتطول,عشان المشاكل , بس انا وافقت في حالتك انتي عشان وائل ميتعوضش.
منى: طيب مانت متتعوضش يا ميمو برضه, وبعدين طول مانت كويس مع باباها, ان شاء الله مش هيحصل حاجة.
مؤمن: ربنا يسهل يا موني.
******************
نظر وائل لمنى في شك.
وائل: طيب وايه الي خلاكي تعدي ترغي معاها في الموبايل, وتليفون البيت موجود.
منى: اصلها كانت قلقانة وكده يعني قبل ما نروحلها , انت عارف سارة, فكانت مش عايزة باباها يحس انها بتكلمني في حاجة.
وائل: انا بلاقي موبايلك مشغول باليل كتير يا منى؟, ليه كده؟.
منى: انا؟؟؟, ابدا, تلاقي الخطوط دخلت في بعض, انت عارف الشبكة بتهيس بقالها مدة, دانا حتى بنام بدري عشان بقي بيجيلي صداع في الامتحانات من السهر.
م*انت مش بتقولي انك نمت بتتصل بيا بليل بعدها ليه بقي؟؟, انا بكلم احمد لما انت بتنام
نظر اليها مطولا ,محاولا تبين الصدق في صوتها.
وائل: ماشي يا موني, بس لو كده اجيبلك خط تاني , شبكة تانية مبتهيسش.
منى: انت هتهذر يا وائل؟, وبعدين لو مش مصدقني انت حر بقي.
وائل: لا يا موني مش بهذر, بجد لو عايزة نمرة تانية اجيبلك.
منى: لا يا حبيبي ميرسي, انا مصدقت ثبتت على نمرة فترة , مش كل شوية اغير نمرتي الناس تقول عليا ايه؟, مرووشة؟.
وائل: ماشي يا حبيبتي, انا بس يهمني راحتك.
منى: انا راحتي طول مانت مرتاح معايا, انت بتحبني بجد يا وائولتي؟.
وائل: طبعا يا موني , انتي لسه مش مصدقاني ولا ايه؟.
منى: اصل انا بحبك اوي , ومش متخيلة حياتي من غيرك.
وائل: وايه الي هيخلي حياتك من غيري؟, ان شاء الله هفضل جمبك يا حبيبة قلبي ومش هسيبك ابدا.
منى: يارب يا وائولتي تفضل معايا عمري كله.
وائل: يا موني يا حبيبتي انا مكنتش اتمنى واحدة غيرك لحياتي كلها.
م*يارب يا وال ما تشك فيا ابدا ,وتفضل تحبني بالشكل ده على طول عشان انا بحبك
***********************
قالت مريم لاحمد عبر الهاتف.
مريم: على فكرة , لينا بتسلم عليك.
احمد: ياااه, والله البنت دي ليها وحشة.
مريم: بيسلم عليكي يا لينا.
لينا: قوليله لسه اهبل زي ما هو ولا عقل؟.
رد احمد بعد سماع كلامها.
احمد: هي عشان دخلت كلية خلاص, نسيت اصحابها القدام.
مريم: دي والله مشغوله جدا, عندها ريسيرشز وبريزنتيشنز,وحاجات قاعدة مطحونة فيها بقالها شهر اهي في الامتحانات.
احمد: ربنا بيخلص, دي ذنوب ناس في رقبتها.
مريم: وانت عامل ايه في امتحاناتك؟.
احمد: لا ان شاء الله هعدي السنة دي واخلص بقى.
مريم: ربنا معاك, المهم يا احمد, انا كنت بكلمك عشان كنت عايزاك تبعتلي السي بتاعك على الميل دلوقتي.
احمد: السي في ؟؟, ليه.
مريم: حاجة كده كنت عايزة اعملهالك , بس ادعي انت تكمل.
احمد: هي ايه يعني؟.
مريم: سفرية يا احمد, واحد صاحب بابا في الكويت , وعايز ناس في الاتش ار وكده,مالكش دعوة انت, المهم ابعتلي السي في, وان شاء الله هقدملك, واشوفلك الموضوع دا.
احمد: بجد يا مريم؟.
مريم: ايوة بجد, بس المهم يكون معاك كمبيوتر ولغة, وانا هظبطلك شهادة من عندنا.
احمد: انا معايا كمبيوتر , واللغة انزل اخد كورس من بكرة.
مريم: انا مبوعدكش ان الموضوع يتم, بس ان شاء الله انت اعمل الي عليك, وربنا يوفقك.
احمد: مريم,....انا مش عارف اقلك ايه,...انتي بجد, احسن واحدة في الدنيا, انتي مفيش بنات اجدع منك في الدنيا كلها,....بجد,...لو الموضوع دا كمل, بجد, عمري ما هنسالك الجميل ده.
مريم: يابني اهدا بس مفيش حاجة لسه, بس ادعي انت بس.
احمد: حاضر, انا هبعتلك السي في حالا, اديني ايميلك




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-13, 12:35 PM   #53

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الحلقه
91


منى: انا مش عارفة باباها محبكها كده ليه؟, يعني ايه قراية فتحة تعد كذا شهر من غير دبل , طيب ما يلبسو دبل على الاقل.
ميرنا: يا بنتي هو دماغه كده انه حجز بنته, بس مش هيبقى داخل طالع رايح جاي عليهم دلوقتي,هتبقى يادوب على القد, بس يبقى معروف ان البنت دي مقري فتحتها, لغاية قبل الامتحانات بتاعة اخر السنة كده بشهر شهر ونص تتعمل خطوبة, على اساس ان متبقاش الخطوبة سنتين بالمنظر دا, تقل المدة شوية, وكده يطمن عليها.
منى: لا كده يخنق الولد بالمنظر دا, مؤمن ممكن يزهق.
ميرنا: لا مش هيزهق ولا حاجة, اخوكي عايزها ومعجب بيها, ولا انتي هتعملي فيها حما من اولها.
منى: بلا حما بلا بتاع انتي كمان, بس ايه لزمته المط دا ؟.
ميرنا: انتي كان حد جه اتشرط على باباكي لما قال انتي ووائل متطولوش عن سنتين خطوبة؟, لا , الولد قال الي تشوفه يا عمو, محدش قاله انت بتقول ايه, كل اب بيشوف الي يقدر يحمي بيه بنته من وجهة نظره وبيتصرف على اساسه, وبعدين اخوكي مشتاكاش, انتي مالك بقى متنرفزة ليه؟.
منى: مش متنرفزة ولا زفت.
ميرنا: ابدا .
منى: اووووف, بصراحة بقى, انا متضايقة من حاجة تانية, وهموت واقول لحد اصلا, ومش عارفة اكلم سارة من ساعة ما قرينا فتحتها , حاسة اننا بعدنا عن بعض شوية.
ميرنا: وانا مثلا خيال مآتة؟ , مش عايزة تقوليلي, منفعش؟؟.
منى: لا يا ميرو والله, بس انا كنت محتاجة حد يضربني قلمين يفوقني, وسارة الي بتعمل كده دايما.
ميرنا: فيه ايه؟.
منى: احمد بيكلمني.
ميرنا: يخرب بيـــــتك.
منى: والله مابنتكلم نعمل حاجة, احنا بس , يعني هو بس ساعات بيتصل كدة يسألني في حاجات في حياته, يعني هو بيحب واحدة بتشتغل معاه, وعايز يخطبها وكده, وبيحكيلي, مبنعملش اكتر من كده, مجدر تبادل اخبار بس.
ميرنا: الله يحرقك يا شيخة, انتي بتستهبلي يا بت انتي,انتي عايزة وائل يسيبك بجد بقى, بتتلكي,انتي بتتغابي يا مجنونة انتي؟.
منى: والله ما بينا حاجة ولا هو عايز حاجة. احنا بس بندردش عادي يعني.
ميرنا: انتي عارفة لو وائل عرف ايه الي هيحصل؟؟؟.
منى: هيسيبني.
ميرنا: انتي مبتحبيهوش؟, عايزاه يسيبك؟.
منى: لا والله بحبه, ومش عايزاه يسيبني خالص.
ميرنا: امال بتعملي كل حاجة ممكن تخليه يسيبك ليه؟.
منى: معرفش؟, انا كنت بحاول امنع نفسي كتير مردش عليه , بس مبقدرش.
ميرنا: انتي مبتحرميش بقى.
منى: بس والله في الاخر قلتله منتكلمش تاني, ومتكلمنيش تاني وهو سمع الكلام, بس كنت محتاجة احكي لحد.
ميرنا: اوعي يا منى, اوعي تضيعي وائل منك بغبائك الي على طول شغال دا.
منى: منا قلتله خلاص بقى وخلصنا.
ميرنا: خلصت روحك يا غبية, انا مش عارفة انتي مخك دا فيه ايه؟, بطيخ؟؟.
منى: شفتي, شفتي, عشان كده انا مبحكيلكيش, بتعدي تشتميني وبس, مبتفيدينيش بحاجة.
ميرنا: عشان انتي عايزة كسر دماغك, مش عايزة حد يفيدك.
منى: منا خلاص, ان شاء الله عمري ما هرد عليه تاني.
*******************
منى: يا احمد انا مش قلتلك متكلمنيش تاني؟.
احمد: والله انا كنت موافق, بس الخبر دا ميستحملش تأجيل.
منى: خير؟؟.
احمد: انا بشوف سفرية.
منى: بجد؟, فين؟.
احمد: الكويت ان شاء الله, مريم الي جابتهالي.
منى: بجد , طيب مبروك.
احمد: ادعيلي يا موني ربنا يوفقني.
منى: حاضر طبعا, ربنا يكرمك, بس ازاي هتسافر قبل ما تخلص الكلية؟.
احمد: اه صحيح, تصدقي انا ما استفسرتش في الموضوع دا.
منى: طيب, اسأل كويس قبل ما تعشم نفسك.
احمد: صح انتي عندك حق.
منى: مشي يا احمد, يلا بقى سلام, وكفاية زي ما اتفقنا.
احمد: ماشي ياموني, انا كنت فرحان بس وكنت عايز اقلك.
منى: ماشي يا احمد, يلا سلام.
احمد: سلام.
*****************
قال احمد لمريم في قلق وهما يشربان القهوة في الكافيتريا.
احمد: طيب انا لسه اصلا مش معايا شهادة, يعني هعمل ايه لو طلبوني دلوقتي؟.
مريم: متخافش مش هيطلبو دلوقتي هي لسه الشركة جديدة, ومش هيبدأو الا على شهر تسعة الجاي كده, تكون انت نجحت وطلعت شهادتك وجهزت ورقك كله بإذن الله.
احمد: لا ان شاء الله, اكيد نجاح السنة دي, دانا ممكن ابويا يروح فيها لو منجحتش.
مريم: دانتا المفروض تعمل فرح لما تتخرج من الكلية, محدش قعد في كليات قد مانت قعدت بتهيألي.
نظر اليها احمد مستغربا ,وقال.
احمد: انتي ليه بتعملي معايا كده؟, ليه طيبة معايا بالشكل دا؟.
مريم: عشان انت محتاج حد يقف جمبك, مع انك متستاهلش, بس انت لما قلت قدامي انك نفسك تسافر, مع اني مش مع الموضوع دا, اول ما انكل فتحي اتكلم على موضوع الشركة, جيت انت على بالي على طول,وقلت اما اساعده.
احمد: انتي طيبة اوي.
مريم: دي مش طيبة, دي خدمة, واكيد مسيرك تردهالي في يوم من الايام.
أ* تفتكر قلبها بدأ يحن عليا شوية؟
ايوة ياعم محدش قدك, مريم بجلالة قدرها بتدورلك على سفرية, تبقي خلاص وصلت, شوف نفسك بقى
طيب هي بتدورلي ليه؟
عشان تروح وتشتغل, وتكون نفسك, وتبقى مناسب
تفتكر؟؟؟؟
وليه لأ, كل حاجة بتقول ان البنت معجبة بيك, بتهذر معاك, وتكلمك في التليفون تعملك خدمات, عايز ايه اكتر من كده؟, دي مريم يابني الي مبتديش فرصة لحد ينطق معاها, وانت بتتعامل معاملة خاصة, يبقى ايه بقى؟
يبقى هتحبني
يبقى هتحبك
*******************
جلستا منى وميرنا بجانب سارة وهي تتفحص فساتين الخطوبة في الكتالوج امامها.
منى: دا حلو اوي يا ساسو.
سارة: بس لونه غبي , هيخليني سمرا.
ميرنا : يابنتي سمرا مين يا حبيبتي, انتي هتبقي مدهونة تلات طبقات فاونديشن.
سارة: لا برضة, شكله مش مريحني.
قامت منى من جانبها وهي تقول.
منى: اوووف, انتي زهقتينا اصلا, مترددة على طول, انا هقوم اتفرج في الكتالوجات الي هناك دي, ولو لقيتي حاجة ابقي اندهيلي.
وقامت وجلست على اريكة بعيدة تتفحص الكتالوجات الاخرى, فقامت ميرنا تجلس بجانبها , وتلتقط كاتالوج اخر, ثم مالت عليها وهمست.
ميرنا: عملتي ايه؟.
منى: في ايه؟.
ميرنا: متتغابيش عليا, انا مش خطيبك.
منى: اه, قصدك في حكاية احمد؟.
ميرنا: ايوة يا فالحة.
منى: مفيش, كلمني تاني, رديت بقى عشان اوقفه عند حده, قلتله متكلمنيش تاني, قالي بس انا من فرحتي كلمتك, اصله لقى فرصة يسافر.
ميرنا: احسن ,اهو يغور ويحل عننا بقى.
منى: منا قلتله مبروك وكده, بس متتكلمش تاني زي مااتفقنا.
ميرنا: شاطرة.
جاءت سارة لتجلس بجانبهما لتريهما الفستان الذي اختارته.
منى: الله دا جميل اوي.
ميرنا: بس شغله كتير, تفتكرو هيخلص على الوقت؟.
مرت امامهما في هذه اللحظة المرأة التي تصنع الفساتين, فنادتها منى.
منى: مدام سهام, هو الفستان يلحق يخلص في خلال قد ايه كده؟.
سهام: انتو عايزنه امتى؟.
سارة: في نص شهر تلاتة كدة.
سهام: مممم, ان شاء الله هيجهز.
ميرنا: بجد يا مدام سهام؟.
سهام: انا كنت اخرت عليكي فستان خطوبتك ياميرنا؟, عيب عليكي, ان شاء الله هيجهز في معاده, المهم استقريتو على فستان؟.
سارة: اهو دا.
سهام: ماشي , تعالي بقى اخد مقاساتك, انا مكنتش عارفة انك متعبة كده, ساعتين على ما قررتي انهي فستان.
فضحكت سارة وهي تتبعها بعيدا عن ميرنا ومنى.
ميرنا: انتي هتقولي لوائل على ان احمد كان بيكلمك.
منى: يا نهار اسود, دا كان يقتلني.
ميرنا: ولو عرف من برة هيقتلك برضة.
منى: وايه الي هيعرفه من برة؟.
ميرنا: حظك الي زي الزفت الي كل مرة بيفضحك دا.
منى: لا يا ستي, اخاف من رد فعله المرة دي.
ميرنا: ولما انتي خوافة كده بتغلطي ليه من الاول.
منى: خلاص بقى يا ميرو,الي حصل, هتعدي تزليني عشان قلتلك يعني.
ميرنا: انا بقلك تعمل احتياطك عشان لو حصل اي حاجة زي المرة الي فاتت.
منى: حاضر ان شاء الله.
م*لا طبعا مينفعش اقله, طب اول مرة وقلتله وربنا ستر وعدا الموضوع, المرة دي ممكن ايه يحصل بقي, لا طبعا مضمنش, وهقولهاله ازاي اصلا, اقله يا وائل انا كنت بكلم احمد , وجاية اعترف بنفسي؟؟, طيب افرض انه سابني بجد المرة دي؟,لاااااااا, مينفعش طبعا اقله, ميرنا دي هبلة اصلا, دنا لو قلتله يبقي بقوله سيبني بنفسي, طبعا مش هقوله


الحلقه
92


اعتدل وائل في جلسته وهو يضع "اللاب توب" على ساقه في بيت منى, ويوصل به كاميرا.
وائل: بس الفلاشة دي متفيرسة يا منى, انتي مبهدلاها كده ليه؟.
منى: اصلي كنت اديتها لميرنا تجيبلي عليها بقيت الصور بتاعة خطوبتنا الي عندها, ومن ساعتها مشغلتهاش, هي معملتلهاش اسكان باين.
وائل: استني بقي مش هنزل حاجة عليها الا لما اعملها اسكان الاول.
منى: طب استني اجيبلك موبايلي كمان عشان تنزلي الصور الي عليه, انا مصورتش كتير في الخطوبة, كنت ملبوخة مع سارة, عاملة فيها ام العروسة.
وائل: منا استغربتك برضه, هي مش عندها اخوات بنات, ليه كنتي انتي الي واقفة معاها على طول؟.
منى: اخواتها متجوزين وقاعدين جمب اجوازهم, وبعدين هي في يوم خطوبتي مسابتنيش, دا اقل واجب اعملهولها.
وائل: ماشي ربنا يخليكي للشعب يا ستي, ادخلي بقى هاتي الموبايل والريدر.
منى: حاضر.
احضرت الهاتف واعطته اياه.
وائل: دانتي موبايلك كمان متفيرس, انتي هتبوظيلي اللاب النهاردة.
منى: كل دا عشان صور سارة ومؤمن, لا يا سيدي انا ماليش دعوة.
وائل: يلا هعمله اسكان دا كمان , لما نشوف اخرتها.
وبينما هي تناوله اياه ,رن الهاتف في يده, فنظر للرقم الظاهر امامه على الشاشة, وقال في اندهاش.
وائل: رقم غريب.
فامسكت منى الهاتف من يده في توتر .
منى: وريني كده.
وتعرفت على رقم هاتف احمد, وارتعشت, ما الذي يجعله يتصل في هذا الوقت؟, ثم ما الذي يجعله يتصل بها اصلا؟, الم ينهيا الامر؟؟؟.
وائل: ردي.
منى: آآ...لا...دي نمرة كده, نمرة مروة باين , كانت عندي ومسحتها, لتكون هي, مش عايز افتح عليها.
وائل: يا بنتي دي حد بيتصل, يمكن عايزاكي في حاجة.
منى: لا ,لا مش هرد, هي اكيد مروة, هي بترن كده للاخر, وبعدين كمل انت نقل الصور على الفلاشة, انا هروح اشحن الموبايل دا شوية, عشان مبقاش فيه الا شرطة, وهجيبلك الميموري تنقل الي عليها.
وقامت في سرعة, بينما صمت الهاتف لحظة, ثم عاد الرنين وهي تسرع لغرفتها, فسارعت باغلاق صوت الهاتف, واغلقت باب حجرتها عليها.
احمد: هاي يا موني.
منى: احمد , كنت هتوديني في داهية حالا, الموبايل كان في ايد وائل.
احمد: انا اسف , مكانش قصدي طبعا, وايه الي حصل؟.
منى: اخدته وجريت على جوة, ينفع كده؟, كنت عايز ايه؟.
احمد: مفيش يا منى , كنت عايز اسأل عليكي.
منى: احنا مش قلنا خلاص مش هتكلمني تاني, انت مصمم توقعني في مشكلة.
احمد: ابدا والله, انا كنت بس بسأل اصل انا سمعت ان سارة اتخطبت ,انتو بجد عملتو الخطوبة خلاص؟.
منى: ايوة يا احمد, ويلا بقي سلام , عشان وائل ميشكش.
احمد: ماشي حاضر, سلام, سلام.
أ*ايه البت الهبلة دي؟
خرجت منى لوائل بعد ان هدأت قليلا, وفي يدها الهاتف, وقد نسيت انها قالت له انها ستشحنه, فنظر وائل للهاتف متسائلا.
وائل: مشحنتيش الموبايل ليه؟.
نظرت منى الي الهاتف وتذكرت.
منى: اه, ...آآآ...اصل لقيت ماما حاطة موبايلها في الشاحن, قلت لما تخلص بقى.
نظر اليها في شك, لقد سمع الهاتف وهو يرن في المرة الثانية, ان منى تتصرف بريبة, وتأكد انها تخفي شيئا ما.
وائل: طيب هاتي الموبايل, هنزل كل صور الخطوبة الاول على اللاب, وبعديها ابقي انقلهم كلهم على بعض على الفلاشة.
اعطته منى الجهاز في توتر, فلمح هو في مكان الشحن بالشاشة ان البطارية مشحونة, وتأكد ان منى كانت تكذب, فقال لها في رفق.
وائل: منى, فين القهوة يا حبيبتي؟, انا هنام منك وانا قاعد, مش قلتي هتعمليلي واحدة, نسيتي؟.
منى: اه صحيح, معلش, انا دماغي مش فيا خالص اليومين دول.
وائل: الي واخد عقلك.
منى: انت طبعا يا حبيبي.
وائل: ماشي يا فشارة, انا بشربها مظبوط.
منى: طيب منا عارفة.
وائل: متتأخريش بقى لتطلعي تلاقيني نايم, انا نازل لف من الصبح, ومش نايم من امبارح.
منى: حاضر, حاضر.
قامت منى في سرعة, وشعرت بالراحة, انها ابتعدت عنه قليلا, كي تتمالك نفسها وتشعر بالهدوء مرة اخرى, بعد التوتر الذي اصابها باتصال احمد, بينما بمجرد ما خرجت منى من الصالون, امسك هاتفها, وبحث في المكالمات المفقودة عن رقم الهاتف الذي اتصل منذ قليل, ونظر اليه قليلا, ثم طرأ برأسه ان ينظر الي المكالمات المستلمة فوجد نفس الرقم في القائمة, بتواريخ واوقات مختلفة, اخرها منذ لحظات, وشعر بالغضب, انها لم تكذب مرة واحد, فقام بنقل رقم الهاتف على هاتفه, وقرر ان يكتشف لمن هذا الرقم الذي اخفته عنه منى, وكذبت بخصوصه.
*******************
بعد تقديم سيرته الذاتية لمريم, شرع احمد في ترتيب اوراقه, وتحضير اهله نفسيا لاحتمال سفره, ولكن ظل شيطانه يدفعه ناحية مريم, لقد اندهش من تغيرها المفاجيء نحوه, وقرر مصارحتها بشكوكه,بل وربما الاعتراف لها باعجابه بها.
مريم: واقف كده ليه يااحمد؟,انت مش عندك شغل؟.
احمد: ثواني يا مريم هخلص السيجارة وهدخل حالا.
مريم: البريك خالص بقاله خمس دقايق, اطفي السيجارة واتفضل على مكتبك.
احمد: فيه ايه يا مريم , ما قلتلك ثواني.
مريم: احمد لو سمحت, الشغل شغل, احنا صحيح بنهزر ونضحك, لكن لو قصرت في شغلك انا لسه مديرتك برضة, خد بالك.
احتقن وجة احمد, واطفأ السيجارة بعصبية.
احمد: انا هروح اهه, بس انا مش فاهم انتي بتكلميني كده ليه؟.
مريم: انت الظاهر انك اتدلعت شوية فبدأت تهمل في شغلك,ومش عشان طمنتك انك في الامان من اللجنة الي بتفصل الموظفين يبقى خلاص, حافظ على شغلك يا احمد, انت مش احسن من اي حد هنا.
وانصرفت في صرامة , بينما تعجب هو بغضب, مابالها تتصرف معه بهذا الشكل؟.
أ*الله؟؟, دي مالها دي بقى ان شاء الله؟, يوم كويسة ويوم لا, ايه شغل الجنان دا؟, دنا كنت لسه بقول مالها حلوة معايا بقالها مدة
سمع صوت هاتفه يرن في جيبه , فنظر الي رقم الهاتف المتصل, ولم يتعرفه.
احمد: الو.
لم يسمع ردا من الجانب الاخر , فانتظر لحظات ثم قال بحدة.
احمد: الو.
رد الصوت :"امام؟؟؟."
احمد : ايوة انا.
سمع بعدها صوت اغلاق الخط في وجهه.
احمد: ايه الغباء دا؟, هو انا ناقص.
واغلق الهاتف في سخط, وذهب مسرعا الى مكتبه.
**********************
تسمر وائل امام هاتفه عاقدا حاجبيه, لقد انتظر فترة قبل ان يقرر ان يتصل برقم الهاتف الذي وجده على هاتف منى, لعلها تخبره من نفسها مثلما فعلت في المرة السابقة ولكنها لم تفعل, وتضاخمت شكوكه , واتجهت كلها بدون تردد الى احمد امام, انه هو لاريب, حتى مل انتظار اعترافها, فاتصل به وتأكد انه هو , شعر بالغضب والحزن يملآن كيانه, لماذا فعلت به منى هذا؟, لقد ظن انها تحبه حقا, واخذ يفكر طويلا واخذ التفكير منه مأخذه قبل ان يتصل بمنى.
منى: ايه يا لولو انت فين من الصبح, انا بتصل بيك مبتردش.
وئل: بجد؟.
منى: ايوة, انت مكنتش سامع الموبايل ولا ايه؟.
وائل: ممكن.
منى:.......انت فيه ايه؟, مالك؟, فيه حاجة؟.
وائل: انا عايز اشوفك يا منى ضروري.
منى: .....انت مش جاي البيت يوم الخميس؟.
وائل: لا, قبل الخميس, عايز اشوفك برة, مش عايز اشوفك في البيت.
منى: طيب يا حبيبي بس قولي فيه ايه.
وائل: مفيش يا منى, اعدي عليكي بكرة بعد الامتحان نعد في اي حتة.
منى: بس انا كنت رايحة مع ميرنا نذاكر في بيتها بعد الامتحان.
وائل: بس انا لازم اشوفك بكرة, الموضوع مينفعلوش تأخير يا منى.
منى: انت كده قلقتني, حصل حاجة ؟, فهمني بس فيه ايه؟.
وائل: هتفهمي لما اشوفك, روحي الامتحان بكرة وانا هفوت عليكي بعده ان شاء الله, ذاكري انتي بس متشغليش دماغك.
منى: طيب يا حبيبي انت زعلان من ايه كده؟, فيه حاجة حصلتلك في الشغل؟.
وائل: بكرة نتكلم يا منى.
منى: طيب وايه الي يمنع نتكلم دلوقتي؟.
وائل: اصل انا جاي النهاردة تعبان وشكلي داخل على دور برد, فأخدت دوا ومنيمني ع الاخر, فانا هدخل انام دلوقتي ونكمل كلامنا بكرة.
منى:...... ماشي يا لولو, تصبح على خير يا حبيبي.
وائل: وانتي من اهله.
واغلق الخط في سرعة.
م* ماله وائل؟, صوته متغير خالص, ايه الي حصل؟, يكون عرف حاجة؟
دا حتى مقالش بحبك قبل ما يقفل
انا مش مطمنة
بس هيكون عرف منين يعني؟
معرفش
لاااا ,دا اكيد موضوع تاني , انتي عارفة وائل يحب المفاجآت كده
مانا خايفة من المفاجآت بتاعته دي تودينا في داهية
لا ان شاء الله خير ومفيش حاجة
يارب استر, انا بخاف من ايام الامتحانات دي , دايما المصايب كلها تحصل فيها


الحلقه
93



خرج احمد من بيته غاضبا , واشعل سيجارة في عصبية ونفثها في غضب, لقد تشاجر مع والده منذ قليل , لانه اخبره برغبته في خطبة مريم, وثار اباه بشدة, وعنفه لانه غير مستعد ان يخطب بعد لانه لازال في الكلية ,حتى لو نجح, مالذي يؤهله لخطبة فتاة مثل مريم, اغنى من عائلته كلها, ثم انه يجب ان يعتمد على نفسه قبل ان يفكر في الدخول في مشروع زواج, وهو غير قادر على تكاليفه.
أ* دانت ابوك دا خنيق خنقة ياراجل , انا مش عارف انت مستحمله ازاي
انا مش ناقصك انت كمان
يعني ايه مينفعش تخطب دلوقتي؟, انت مش بتشتغل وهو هيساعدك, واخيرا هتنجح وهتريحه, وهتسافر اهه, ماله بقى؟,ودي خطوبة بس يعني, وبعدين هو مش المفروض يساعدك؟, هو مش ابوك؟
سيبك منه, حتى لو مرضيش هخلي ماما تساعدني
مامتك ماشي ممكن تساعدك في الخطوبة, باباك بقى هيوافق يروح يخطبها ازاي اصلا,هو مش قالك مش ههزأ نفسي مع صاحبي
اهلي انا عارفهم, هقنعهم وهعد ازن عليهم لغاية ما يعملولي الي انا عايزه, المشكلة دلوقتي حاجة تانية خالص , مريم نفسها , انا عايز اعرفها بقى, عشان تكون مظبطاهم في بيتها كمان
انت متأكد من مريم اصلا؟
يعني ايه؟, انت مش قلتلي انها اكيد معجبة بيا, امال ايه الي يخليها تشوفلي سفرية؟
بس انتو عمركو ماتكلمتو في حاجة, انتو لازم تتكلمو اصلا على الموضوع مرة على الاقل
يعني ايه؟, اكلمها؟, ودي هفاتحها ازاي اصلا؟
انت هتغلب يا ايمو , اتصل بيها او كلمها في الشغل, اتصرف
اتصرف؟؟, ....اوفف , طيب هبقى اكلمها النهاردة في الشغل وربنا يستر بقى
*******************
ركبت منى سيارة وائل في قلق, انها اول مرة تذهب معه في مكان دون علم اهلها انها ذاهبة معه, بعد ان طلب منها هو ذلك, حاولت ان تمزح معه عدة مرات منذ رأته, ولكن رد فعله كان باردا, وبدأ الشك يتسلل الى قلبها, ما الامر الكبير الذي يؤرقه بهذا الشكل؟.
منى: احنا هنعد فين؟.
رد باقتضاب.
وائل: اي كافيه يا منى.
منى: حبيبي انت فيك ايه؟, مالك؟.
وائل: مفيش.
صمتت بعد رده البارد, واخذت تدعو الله الا يكون الامر بسببها, وارتجفت حين تخيلت انه قد يكون علم بأمر احمد, حتى بعد جلوسهما في الكافيه, ظل وائل صامتا فترة.
منى: انت هتفضل ساكت كده كتير؟, مش هتقولي مالك؟.
نظر اليها وائل في برود, ثم قال في لهجة غاضبة متماسكة الي حد ماقال.
وائل: انا عايز اكلمك بس مش عارف اكلمك ازاي ؟, وانتي قدامي كده وبتخدعيني , وبتقوليلي بحبك ويا حبيبي عادي كأن مفيش حاجة, اذا كنتي انتي مش حاسة انك عملتي حاجة, هحسسك انا بكدة ازاي؟.
سقط قلب منى في قدميها, انه يعلم.
منى:...., حاجة ايه يا وائل؟,.... بخدعك ازاي يعني؟؟.
بدأ غضبه يتصاعد.
وائل: والغريب انك بترسمي على وشك تعبير البريئة عادي جدا, ومش حاسة بانك عاملة مصيبة, انا لو كنت اتخيل ان اي حد في الدنيا ممكن يكون خاين , عمري ما كنت اتخيل انك انتي ممكن تعملي كده وتمثلي عليا, يعني لما كنت فاكر اني اول واحد في حياتك, وبعدها اكتشفت ان كان ليكي قبلي تجربة وسامحتك, كانت غلطتي مثلا اني وثقت فيكي وافتكرت ان ممكن تصونيني وتحافظي عليا؟, بس انتي طلعتي مش اهل للثقة اصلا, انتي خنتي ثقتي فيكي, وخنتي نفسك واهلك وكل حاجة, يعني ايه لما اقلك اي حاجة ليها علاقة بالماضي تنسيها , وتقوليلي موافقة, ارجع الاقيكي بتكلمي احمد امام تاني؟, ومن ورايا بتكلميه بالساعات على التليفون وبقالك كتير بتضربيني في ضهري وانا نايم على وداني, هو انا مش راجل يا منى؟, ولا انا واحد ماشية معاه مثلا مش خطيبك؟.
تدفقت الدموع من عيني منى من كلامه, وشعرت بالخوف والذعر يملآنها , وشعرت بالذنب الشديد.
منى: ...لا... يا وائل ابد ا,...مفيش حاجة,..انت بس مش فاهم,..والله العظيم...
وائل: اوعي تحلفي , انتي فاكرة اني ممكن اصدقك تاني؟, تبقي بتحلمي, انا اتعلمت الدرس خلاص, على كده بقى كنتي طول الوقت بتضحكي عليا, ولا كنتي بتحبيني ولا حاجة, بقالي سنة خاطب واحدة كدابة.
انفجرت منى في البكاء.
منى: لا يا وائل,....متقلش كده,.... والله العظيم ابدا, انا بحبك بجد.
قاطعها بغضب.
وائل: اسكتي , بطلي كلام خالص, بتضحكي عليا بقالك اد ايه ؟, فاكراني مغفل ومش هعرف, انك لسه بتكلمي صاحبك القديم, انا غلطتي اني اديتك فرصة تانية, تقومي تستهوني بيا وبرجولتي, انتي بني ادمة خاينة وعمرك ما هتتغيري.
منى: لا يا وائل , ...بالله عليك ماتقول كده.
وائل: انتي كنتي عايزة مغفل بس تستعبطيه, واحد مالوش لزمة, تضحكي عليه وبس تقوليله بحبك , واهو كلام وخلاص, تقضية واجب, والصراحة والصدق والحاجات الهايفة دي معادلهاش مكان عندك, انا مش عارف انتي ازاي قدرتي تثبتيني انك بريئة بالشكل دا؟, دانتي خلتيني احبك فعلا.
منى: والله انا بحبك انت بجد, داهو بس كان بيكلمني يقولي احنا اصحاب, ويحكيلي على البنت الي بيحبها, وبس والله العظيم ما فيه بينا حاجة.
وائل: والكلام دا قالهولك في اول ولا تاني ولا عاشر مكالمة يا هانم؟, ولا بتتكلمو بالساعات في ايه اصلا, ولما هو بيحب بنت مبيكلمهاش هي ليه, بيكلم خطيبتي انا ليه؟, مالهاش راجل يحكمها؟.
سالت الدموع من عيني منى ساخنة على وجنتيها , وكلامه يحرق قلبها.
منى: والله اصحاب.
وائل: وهو انا كنت واخدك باصحاب يا منى؟, انا خاطب واحدة مالهاش صحاب صبيان يكلموها نص الليل بالساعات,من ورايا ,ايه الي يخلي ولد كنتي ماشية معاه يا منى يكلمك بالليل وانتي مخطوبة, اصحاب ايه يا منى وزفت ايه؟, مش هو دا الي قالك احنا اصحاب في الاول وبعدها رجع قالك انا عمري ما عاملتك على اننا اصحاب.
قالت بصوت متألم.
منى: ....وائل.
وائل: اسكتي خالص, اذا كنتي انتي بقى مبتتعلميش من غلطاتك , والي تعمليه تقعي فيه تاني, فانا بقى بتعلم, وان كنت سامحتك مرة وكنت قد كلامي وقتها, وقلتلك لو عرفت ان فيه حاجة لسه بتربطك بالماضي يا منى, هيكون تصرفي شكل تاني, فانا قد كلامي دلوقتي, وبقلك اهه يا بنت الناس, انا راجل وقد كلمتي, وانتي مصنتنيش ولا كنتي قد المسؤلية من دلوقتي, فانتي في حالك وانا في حالي.
قاطعته منى بذعر.
منى: لا, وائل, لا.
وائل: اسكتي يا منى عشان انا في قمة غضبي عليكي, وانا مش هقدر استحمل اعيش مع واحدة خانتني, انا فكرت كتير قبل ما اقلك الكلام دا, مع ان الموضوع المفروض مش محتاج تفكير, واحد زائد واحد بيساوي اتنين, وانا عارف نفسي كويس لما كنت قادر اسامحك قلتلك هسامحك, وانا دلوقتي مش قادر اسامحك, ومفتكرش ان فيه حاجة ممكن تغفرلك الي عملتيه, وبالشكل دا عمرنا ما هنقدر نكمل مع بعض.
صاحت تمنعه.
منى: يا وائل ,لا.
وائل: انتي في طريق يا منى وانا في طريق.
منى: يا وائل انا بحبك.
وائل: ورغم كده دا ممنعكيش تضحكي عليا, امال لو مكنتيش بتحبيني كنتي عملتي ايه؟, وبعدين انا بحبك يا منى ومانكرتش, بس انتي متنفعيش تكوني مراتي, ومفتكرش هقدر اامنلك تاني.
منى: انت بتقول ايه؟.
وائل: دانتي حتى معندكيش مبرر للي عملتيه, يعني لو كنتي جيتي تقوليلي اول مرة كلمك فيها , يعني كنتي تجربي, شوفي رد فعلي هيبقى ايه؟,صارحيني, لما هي حاجة عادية واصحاب زي مابتقولو, لكن انتي فضلتي انك تقرطسيني, بس غلطتي يامنى, مش انا الراجل الي ممكن تقرطسيه.
منى: انت بتسيبني؟.
وائل: انتي الي سبتيني وقت ما وافقتي تردي على احمد امام, وترجعي تكلميه تاني من ورايا,مش انا الي سبتك.
منى: سامحني .
وائل: مش قادر, صدقيني حاولت,بس انت جبتي اخري.
وصمت ليسترد انفاسه التي تقطعت بعد ثورته السابقة, ومنى تبكي دون توقف, ثم قال بصوت اهدأ قليلا, وبنبره اخفض.د
وائل: تقري تقولي عندك في البيت ان انتي الي سبتيني وانتي الي مش عايزاني, انا مش عايز اصدم اخوكي فيكي, قوليلهم اي حاجة, اخترعي, الفي, وانتي ماشاء الله شاطرة في الحوارات, وحاجتك عندك, انا مش عايز منها حاجة, بس انسيني بقى يا منى, وشوفيلك حد تاني, يمكن ربنا يهديكي على اديه, انا مش ندمان على الوقت الي ضاع معاكي ابدا لا, اديني بتعلم, واذا كنت لسه بحبك , فدا ربنا يعيني عليه ويشيله من قلبي, انا بس زعلان عليكي, عشان انا كنت فاكر انك مختلفة عن البنات, بس طلعتي اسوأ منهم كمان, الحمد لله على كل حال, على الله بس تكوني اتعلمتي حاجة من الي حصلك دا.
واشار الى الجرسون ليدفع الحساب, بينما منى غارقة في دموعها في انهيار.
وائل: يلا, روحي اغسلي وشك وتعالي, هوديكي بيت ميرنا ,بس اتمنى دي تكون اخر مرة اشوفك فيها يامنى, وربنا يسامحك



الحلقه
94




لم تستطع منى السيطرة على بكائها امام ميرنا, ولم تستطع ميرنا تهدئتها.

ميرنا: اهدي يامنى, الي انتي فيه دا مش هيحل حاجة.
قالت من بين دموعها.
منى: م...مش...قادرة.
ميرنا: طيب خدي نفس بس , وحاولي تبطلي عياط.
منى: ه...هعمل.... ايه؟؟....ه...قول...لبابا ايه؟.
ميرنا: طب اسكتى بس عشان تعرفي تتكلمي.
منى: مش....قادرة.
فصمتت ميرنا في انتظار توقف منى عن البكاء,حتى توقفت بعد فترة.
ميرنا: هو قالك ايه؟.
منى: قالي انتي في طريق وانا في طريق, و وقالي قوليلهم في البيت ان انتي الي سايباني, ودي اخر مرة اشوفك, مش عايز ...اشوفك....تاني.
وعادت تبكي بهيستيرية مرة اخرى, فتمتمت ميرنا.
ميرنا: لا حول ولا قوة الا بالله.
منى: انا ...استاهل....بس...مكنتش ...فاكرة ....انه هيسيبني.
ميرنا: ازاي يعني مكانش هيسيبك, ما اي واحد تاني كان هيبقى دا تصرفه برضه, انتي كنتي فاكرة ايه؟.
منى: هقول لمؤمن ايه؟, هقول ...لماما ايه؟.
ميرنا: قوليلهم الحقيقة.
منى: م...مقد...رش.
ميرنا: طيب فكري في حاجة .
منى :مش عارفة افكر اصلا, انا بموت من ساعتها, هو فعلا سابني, انا مش مصدقة.
ميرنا: يامنى انا مش عارفة اواسيكي, عشان هو عنده حق.
منى: بس ميسبنيش لا, يزعق ويخاصمني ويعمل كل الي هو عايزه , بس هو بيحبني ,يبقى ميسبنيش.
ميرنا: يامنى انتي فاكراه احمد عشان يعمل كده, وائل راجل وعاقل كمان, وانتي جرحتي كرامته, ومسمعتيش كلامه, كنتي عايزاه يعملك ايه يعني؟.
منى: معرفش.
ميرنا: بصي يا منى يا حبيبتي , والله لو ليكو نصيب في بعض هترجعو لبعض ولو بعد ايه؟.
منى: انا مش عايزاه يسيبني اعمل ايه؟.
ميرنا: دا مش بايدك يامنى, انتي كان بايدك وقت ما كلمتي احمد من وراه, دلوقتي انتي ضيعتي حقك في ان يكونلك اختيار اصلا في علاقتكو.
عادت تبكي.
منى: هقول في البيت ايه؟, وهقول لسارة ايه؟, دي ممكن تقول لمؤمن.
ميرنا: لا يا منى طبعا, سارة عمرها ما تعمل كده ابدا, انا مش عارفة انتي واخدة جنب منها من ساعة ما اتخطبت لاخوكي.
منى: هتقول لمؤمن , وهيموتني.
ميرنا: لا طبعا, المهم, خليكي في مشكلتك انتي دلوقتي, بصي ,اصبري الاول على وائل لغاية ما تتأكدي ان دا قراره الاخير, وفي نفس الوقت تفكري في حاجة هتقوليها لاهلك, احتياطي لو مرجعش في كلامه, وتصلي استخارة برضه, والي ربنا هيعمله هو الي هيكون يامنى, ويا حبيبة قلبي الحاجات دي نصيب.
استمرت منى تبكي بلا انقطاع.
ميرنا: ياربي كان لزمته ايه وقت الامتحانات دا دلوقتي؟, انتي متفكريش دلوقتي, انتي تذاكري وتركزي محدش هينفعك لو سقطتي, يا منى خليكي معايا , بصيلي, احنا لازم نذاكر عندنا امتحانات ,وربنا يستر بقى.
لم ترفع منى عينيها انما استمرت تبكي , وهي ترتعش.
*******************
مريم: عايزني وموضوع مهم, وزن زن من الصبح,فيه ايه؟, خير؟.
احمد: انتي مكنتيش عايزة تكلميني ولا ايه؟, بتحلقيلي من اول اليوم.
مريم: "احلقلك"؟, ايه الكلام دا؟, ايه الي هيخليني "احلقلك"؟.
احمد: معرفش , بقالك مدة بتشوفيني و تدوري وشك.
مريم: اكيد مأخدتش بالي, يعني هدور وشي منك ليه؟.
احمد: معرفش, هو انا مزعلك في حاجة؟.
مريم: ليه يابني ؟,هو فيه ايه حصل اصلا؟.
نفث احمد وهو يهز رأسه,وقال بحدة.
احمد: انتي متغيرة معايا ليه يا مريم؟.
مريم: ولا متغيرة ولا حاجة.
نظر اليها في تردد , ثم قال باندفاع.
احمد: مريم,...بصراحة كدة,...هسألك سؤال وتردي عليا, انتي رأيك فيا ايه؟.
مريم: من ناحية ايه؟.
احمد: من كل النواحي, انا كولد رأيك فيا ايه؟.
مريم: ويهمك رأيي في ايه؟.
احمد: م الاخر كدة يا مريم, انا لو عريس واتقدمتلك تعملي ايه؟.
نظرت اليه مريم في دهشة.
مريم: عريس؟؟؟, معرفش, ليه؟, انت ناوي تخطب ولا ايه؟.
احمد: مريم, متلفيش وتدوري عليا, ومتحرجنيش اكتر من كدة, انا حاولت اكلمك في الموضوع كذا مرة, واتكسفت ,متقفليش عليا, انا بصراحة كدة, لو جيت اتقدملك فعلا, توافقي ولا لأ ؟, رأيك فيا كعريس ليكي ايه؟.
مريم: انت بتقول ايه يا احمد؟, انت بتتكلم بجد؟, انت عايز تتقدملي؟.
احمد: ومالك بتقوليها باستغراب كده ليه ؟, فيها ايه يعني؟.
مريم: انا عمري ماتخيلت ان ممكن تكون بتفكر في حاجة زي كدة, ليه ؟, انت عمرك حتى ما لمحتلي او كلمتني في حاجة.
تعجب احمد من ردها.
احمد: امال احنا الي بينا دا كان ايه؟, انتي كنتي بتعامليني على اساس ايه؟.
مريم: ايه يا احمد, احنا اصحاب , وانا عمري ما عاملتك على اننا غير اصحاب.
احمد: جرى ايه يا مريم, مفيش حاجة اسمها اصحاب بين ولد وبنت.
مريم: لا طبعا فيه, فيه صداقة محترمة وبحدود, انا كنت فاكراك فاهم.
احمد: لا طبعا, صداقة محترمة دي كنا الي بنضحك بيها على البنات, لكن انتي عارفة كويس ان مفيش حاجة اسمها صداقة فيها ولد وبنت وتليفون , امال انتي كنتي بتتعاملي معايا على اساس ايه؟, كنتي بتكلميني وتهذري معايا في التليفون, وبتشوفيلي سفرية ليه؟, كل دا والي بينا صداقة بس يا مريم؟؟.
مريم: انت هتتعصب عليا ليه؟, خد بالك من كلامك يا احمد, ووطي صوتك لو سمحت, انا مش واحدة مصاحبها عشان تزعقلي, انا لما كنت بتكلم معاك كويس, دا عشان انا افتكرتك انسان محترم وتستاهل, ولما شفتلك السفرية, كانت خدمة لصديق, بس لو كنت عارفة ان معاملتي الكويسة معاك هتخليك تفتكر ان ما بينا حاجة تانية, مكنتش فكرت اتعامل معاك اصلا, بس انت الظاهر من كتر ما اشتغلت بنات, افتكرت خلاص ان اي بنت عشان بتكلمك حلو تبقى دايبة فيك, انت عايز حد يصححلك افكارك دي يا احمد.
احمد: يعني ايه؟, يعني انا مش في دماغك خالص؟.
مريم: انت ازاي اصلا تفكر تحطني في دماغك, وتفتكر اني ممكن اكون بتعامل معاك على اساس اني معجبة بيك, كان المفروض تكون صريح معايا من الاول وانا كنت هاخد بالي من تصرفاتي معاك, يا احمد, انا مش متخيلة انك طول الوقت كنت فاكر اننا مش اصحاب.
بهت احمد من طريقة كلامها, واستنكارها للامر بشدة وكأنه وصمة عار.
احمد: انا مش طول الوقت كنت فاكر كده, انا لما لقيتك جبتيلي السفرية, وبقيتي بتساعديني في مستقبلي افتكرت....
مريم: افتكرت ايه؟, اني بحبك؟, انت مجنون يا احمد؟, هو اي حد يساعدك يبقي عايز منك حاجة, اكبر بقى وخليك عاقل, وفكر صح, انا كنت افتكرتك اتغيرت.
قال بصوت خفيض يشوبه حزن.
احمد: وهو انا متغيرتش يا مريم؟, انا جاي اقلك عايز اخطبك, انا عمري ما قلت لبنت حاجة زي كدة,حتى منى لما كنت بحبها مقلتلهاش كده, انا اخترتك انتي عشان اكون معاكي, انا حتى ما حاولتش اعمل معاكي اي حاجة من الي كنت بعملها مع البنات قبلك, كنت بحترمك وبقدرك.
هدأت مريم قليلا, وخفت نبرة صوتها.
مريم: ودي حاجة مش وحشة يا احمد, بس افتكر كويس انت فكرت تخطبني ليه؟, لانك لقيت ان ماليش سكة تانية, معرفتش توصلي, قلت تجرب سكة الرسمي, دا لا هو حب ولا اهتمام ولا احترام ولا حاجة, دا حل عشان تحافظ على كرامتك , باعتبار اني اكيد هرفض اني اصاحبك ,يا احمد انا كنت فاكراك فعلا اتغيرت من جواك.
صمت احمد ووضع وجهه بين كفيه, هاهي للمرة الالف مريم تشعره بأنه لاشيء, وبأنها افضل منه دون ان تتطرق حتى لموضوع فارق المستوى الاجتماعي, وهاهو يتجرع من الكأس الذي اداره على العديد من الفتيات بحجة الصداقة, وكيف كان يتعرف اليهن بهذه الطريقة, او كيف كان يتملص منهن بحجة انهما "مجرد اصدقاء".
مريم: يا احمد انا مش قصدي ازعلك, انا فعلا كنت مذهولة انك فكرت بالطريقة دي, بس اديك على الاقل فكرت صح, من هنا ورايح, لما تلاقي بنت تحبها وتحترمها, اوعى تضيعها من ايدك, وخلى طريقك الوحيد يبقى طريق الرسمي والصح, عشان تقدر تلاقي الي تقدرك وتحبك بجد, بس انا مش عارفة انت ازاي مسمعتش الخبر, دانا تقريبا هتخطب قريب, ازاي نسيت اقلك على الموضوع دا, هو صديق العيلة من زمان, وكنت مستنية يرجع من برة ويستقر هنا, عشان نرتبط رسمي باذن الله.
نظر اليه احمد في يأس.
أ*كمان هتتخطبي انتي كمان!!
مريم: متزعلنيش منك يا احمد, قوم يلا وفوق كدة,...ومتبصليش كدة, متحسسنيش اني قتلتك يعني, منا عارفة الي فيها, انت لابتاع حب ولا كلام من ده, خليك بس انت ركز في شغلك , ومستقبلك, وان شاء الله ربنا هيكرمك.
قال بصوت واهن.
احمد: بتحبيه؟؟.
ابتسمت مريم, ورفعت حاجبها الايسر.
مريم: مع انك ميخصكش بس ايوة, بحبه, وانا الي ساعدته انه يسافر ويعمل نفسه, ويرجع احسن من الاول, وعشان كده انا كنت مستنياه, لانه عدى توقعاتي ليه حتى, واختار انه ينجح ويثبتلي انه يستاهل ثقتي فيه واني كان عندي حق اني استناه.
قال بحزن.
احمد: هتتخطبيله امتى؟.
مريم: هو راجع مصر ان شاء الله قريب عشان يستقر هنا على طول بقى, عشان شغلي انا هنا وكده, وبعدين انا مش عايزة اسافر, فأول ما نحدد معاد, متخافش,اكيد هتكون اول واحد يتعزم.
احمد: ربنا يوفقك.
مريم: خلاص بقى, شيل وش الدراما دا من وشك, وعادي يا احمد, بكرة ربنا يكرمك انت كمان, وتبقى تعزمني.
أ*اه ابقى اعزمك, ظريفة اوي حضرتك
حتى مريم طلعت مظبطة برة
انت تسكت خالص, انت الي علقتني بيها, وعشمتني وقلتلي اكيد معجبة
انا مالي, انت هتعلق غلطاتك عليا؟؟
ولا اعلق ولا اتنيل خلاص, هو الظاهر ان انا الي حظي كدة, كل ما تعجبني واحدة, انا معجبهاش, ما البنات كلهم كدة, اول ما البنت يجيلها عريس , تنسى اوام احمد, كأني كنت حاجة بيسلو بيها وقتهم
ولا يهمك, بكرة تلاقي احسن منها
لا احسن منها ولا اقل منها, انا مش عايز منها ولا من غيرها حاجة, كفاية عليا كدة ضربتين في سنة واحدة, منى ومريم, البنات كلها بتتخطب , حاجة تقرف


حلقه
95



قال مؤمن لمنى بغضب.
مؤمن: انا كنت عارف انك هتضيعيه, كنت متأكد.
نظرت اليه منى من بين دموعها, وقالت.
منى: بالله عليك تسيبني في حالي يا مؤمن, انا مش ناقصة.
مؤمن: اصل ايه الي يخليكو تسيبو بعض في عز امتحاناتك, انا اعرف ان وائل عاقل , اكيد انتي عملتي مصيبة مخلتوش قادر يستنى حتى.
حاولت منى مسح شلالات الدموع التي انسابت على وجهها دون جدوى.
منى: منا قلتلك انا الي مش عايزاه, انا الي سايباه.
مؤمن: وانا بقى متأكد ان هو الي سايبك.
منى: انت مع الغريب عليا؟, المفروض انا اختك يا مؤمن.
مؤمن: ماهو عشان انتي اختي, عارف ان انتي السبب, مانتي لو تنطقي بس تقوليلي عملتي ايه؟.
هتفت به منى في سخط وهي تبكي.
منى: ماتروح تسأله.
مؤمن: منا الي هيجنني انه قالي ان انتي الي مش عايزاه وان هو غلط في حقك, والحاجات دي بتحصل في الافلام بس, لان في الحالات دي حتى لو كان الواحد غلطان, مبيقلش انه غلطان.
منى: وانا اشعرفني, هو مش صاحبك, وانت بتصدقه, بتصدق كل الناس ماعدا اختك.
مؤمن: ولما انتي الي سايباه, مالك هتموتي نفسك بقالك اسبوعين ليه, لابتاكلي ولا بتنامي ومبتبطليش عياط, انا عايز اعرف ايه الي حصل بالظبط يا منى.
صرخت منى.
منى: يوووووه, انت مبترحمنيش ليه؟, انتو مبتسيبونيش في حالي ليه؟, اخرج برة يا مؤمن انا مش عايزة اشوف حد.
وانفجرت في بكاء عنيف, ارتج له جسدها كله, بينما اقبل معتز وامها على صوت الصراخ, فرأت الام منى على هذه الحالة بينما مؤمن متسمر امام الباب مندهش من رد فعل منى,فركضت عليها تهدئها, ومعتز يسأله.
معتز: فيه ايه يا مؤمن؟.
قال مؤمن مذهولا.
مؤمن: معرفش, كنا بنتكلم و لقيتها بتصرخ بالشكل دا, انا عمري ما شفتها بتعمل كده.
صاحت بهما الام.
الام: روح يا مؤمن هات كباية مية لاختك بسرعة,....اتحرك انت لسه واقف.
افاق مؤمن من ذهوله وذهب بالفعل ليحضر الماء, بينما حمل معتز منى وارقدها على سريرها في رفق.
م*يارب اموت, انا مبقتش عايزة اعيش خلاص
*****************
سارة: طب والله العظيم ما بتحكيلي حاجة ابدا, انا بقالي كتير معرفش حاجة عن اختك, مش مصدقني ليه؟.
مؤمن: ازاي يعني , اكيد عرفتك سبب المشكلة.
سارة: لا, وحتى ميرنا مش راضية تقولي , منى شكلها محلفاها ما تقول.
مؤمن: منا مش فاهم يعني ايه مش متفاهمين دي الي وائل قالهالي, ومنى كل ما حد يكلمها تتعصب وتعيا, مبقاش حد بيكلمها خلاص, عدينا امتحاناتها بالعافية , وبيعاملوها في البيت كأنها طفلة, خايفين يحصلها حاجة.
سارة: مانت اخر مرة ضغطت عليها جامد يا مؤمن, بالراحة عليها شوية, يعني لما تتعصب عليها هترجع الي حصل يعني, هو واضح خلاص ان الموضوع مفيهوش رجوع, مش عدا خلاص, وهي ماشية من غير دبلة بقالها تلات اسابيع خلاص يعني, هنعمل ايه بقى, نصيب ربنا كدة.
مؤمن: انا بس عايز افهم ايه الي حصل, انا متأكد ان وائل مخبي حاجة, الولد بيحبها انا شايف بعيني ,انا مش اهبل.
سارة: خلاص بقى يا مؤمن, الي ربنا عايزه الي بيحصل, بطل انت حرق في اعصابك واهدا عشان منى كمان تهدا, ربنا يكون في عونها اصلا على الي هي فيه, هو بالساهل كدا يعني انها تفسخ خطوبتها, متبقاش انت والي حصل عليها يامؤمن.
****************
القت منى بهاتفها بعيدا عنها في سخط, للمرة الالف تمنع نفسها من الاتصال بوائل, وفردت اصابعها تتحسس مكان الدبلة في حزن, وشعرت بالغضب منه .
م* يعني خلاص يا وائل كدة اهون عليك؟ , شهر ومفيش كلمة حتى, امال كنت بتحبني ازاي؟
وشعرت بألم في قلبها, وبدأت تبكي, ثم هدأت قليلا, وسمعت طرق على باب حجرتها.
منى: مش عايزة اكل يا ماما.
سمعت صوت سارة.
سارة: دي انا يا منى, افتحي الباب.
مسحت منى عينيها في سرعة , وهي تقوم لتفتح الباب, عانقتها سارة ودخلت في هدوء, فأغلقت منى الباب خلفها في احكام.
سارة: انتي على طول كدة قافلة على نفسك ولا ايه؟, ماتفتحي يابنتي الباب والشبابيك, خلي نور ربنا يدخل.
منى: مش عايزة.
قامت سارة تفتح نوافذ غرفة منى نفسها, وهي تقول.
سارة: يعني عاجبك الكآبة الي انتي فيها دي مثلا؟, دانتي بقيتي شبة الميتين, عموما انا اتفقت مع ميرنا وهتيجي ناخدك وننزل.
تذمرت منى في غضب.
منى: يووووة, وهو انا قلتلك انا عايزة انزل, انا مش طايقة نفسي, ومش عايزة اروح في حتة.
سارة: مانتي لازم تخرجي من الجو الي انتي معيشة نفسك فيه دا, يا حبيبتي من حقك تحزني, بس الدنيا مبتقفش, دانتي من اول الاجازة منزلتيش من البيت, اهلك قلقانين عليكي, واحنا كمان قلقانين عليكي, هتكوني يعني اول واحدة سابت خطيبها, ماخلاص ,بتعدي وكله بيعيش.
منى: وانتي بقى مؤمن الي باعتك عشان يعرف الي حصل ؟, ولا ايه بالظبط؟.
سارة: لا حول ولا قوة الا بالله, انا مش هاخد على كلامك عشان الي انتي فيه دا, ودلوقتي قومي اغسلي وشك, وصلي العصر شكلك لسه مصليتهوش, ويلا شوفي هتلبسي ايه , وانا هخلي ميرنا تيجي من دلوقتي.
قامت منى متثاقلة.
منى: انا هقوم اصلي العصر بس, ومش هخرج, متكلميش ميرنا ولا حد.
*************************
تأففت منى للمرة العشرة منذ جلوسهم في "الكافيه", فنظرت سارة الي ميرنا, ثم الي منى, وقالت.
سارة: ماحنا منبقاش عاملين كل دا عشان نخرجك من الي انتي فيه, ونلاقيكي قاعدة كده مكتفه اديكي, وبوزك مترين, وقاعدة تنفخي في وشنا.
منى: انا قلتلك اصلا مش عايزة انزل.
قالت ميرنا برفق.
ميرنا: واحنا عايزين ننزل معاكي يا موني, وبعدين لو القعدة مش عاجباكي , نطلبلك شيشة ولا انت مبتشربيش الا مع رشا عادي بس؟.
منى: انتي هتهزري انتي كمان يا ميرنا.
ميرنا: ومهزرش ليه؟, خلاص سبتي وائل, وايه يعني؟, يروح وائل يجي غيره, انتي ناقصة ايد ولا رجل؟, انتي كويسة واتعلمتي من غلطك ومش هيحصل تاني وخلاص, الحمد لله على كل حال, فكي بقى.
واخذتا سارة وميرنا تحاولان اخراج منى من كآبتها , ونجحتا قليلا, فابتسمت بعض الشيء.
ميرنا: قومي معايا التواليت.
منى: ماتروحي لوحدك.
ميرنا: ايه الغلاسة بتاعتك دي, سارة بتتكلم في التليفون, تعالي معايا انتي.
منى: اوففف , حاضر.
ميرنا: انتي هتأفأفيلي, لا يا ستي, خليكي قاعدة, هروح لوحدي.
وقامت في سرعة واختفت, فقامت منى, وهي تشير لسارة.
منى: لما اقوم الحقها, لحسن تزعل, هروح معاها وامري لله.
وبينما هي تتوجه لتلحق ميرنا, سمعت صوتا ينادي عليها, فتوقفت وهي تلتفت في دهشة.
منى: احمد؟؟.
اقترب احمد من منى مبتسما, وقال.
احمد: انا شفتك من بعيد وانتي ماشية, شكيت الاول ان تكون انتي, بس بصيت كويس اتأكدت, ازيك يا منى؟.
منى: احمد!!.
احمد: انتي مرعوبة كده ليه؟, هو وائل معاكي؟, امشي ولا ايه؟.
ظلت منى تنظر اليه وعلى وجهها نفس التعبير الجامد, ثم رفعت كفها اليمنى في رفق, فلمح اصبعها خاليا من الدبلة, فاندهش احمد.
احمد: ايه دا؟, فين الدبلة؟.....,انتووو....؟؟.
اومأت منى برأسها في بطء,فاقترب منها اكثر, وهو يسأل.
احمد: من امتى؟.
منى: من شهر وشوية.
احمد: والله العظيم؟؟.
منى: ايوة.
احمد: ليه كده ايه الي حصل؟.
ارتفع جانب فمها في سخرية, وقالت.
منى: النصيب بقى.
احمد: لا بجد ايه الي حصل؟.
منى: مفيش, شاف نمرتك على موبايلي وعرف اننا كنا بنتكلم, قالي خلاص بقى.
احمد: ايه دا؟, هو انا السبب؟.
قالت بوهن.
منى: لااا, مش انت, هو انا السبب.
احمد: ولا يهمك يا موني, انت تستاهلي احسن منه بكتير.
قالت بسخرية للمرة الثانية.
منى:...آآه.
اقترب اكثر وهو يسأل في رفق.
احمد: وانتي عاملة ايه دلوقتي؟.
منى : الحمد لله.
احمد: انتي هنا مع مين؟.
منى: مع ميرنا وسارة.
احمد: دنا كنت جاي مع اصحابي في الشغل, وقال ايه مكنتش عايز انزل ,دي صدفة حلوة اوي اني شفتك.
ابتسمت بالكاد, بدون مشاعر.
منى: مممم.
قال بصوت خفيض.
احمد: انتي خسيتي اوي.
ردت بسخرية.
منى: من السعادة الي انا فيها.
ظهرت ميرنا في هذه اللحظة أثناء خروجها من دورة المياة, في طريقها لطاولتها, فرأت احمد مع منى, فتوقفت امامهما مندهشة قليلا , ثم قالت.
ميرنا: ازيك يا ايمو؟, عامل ايه؟.
احمد: ازيك يا ميرنا؟,انا الحمد لله.
منى: ماشي يا احمد, مع السلامة بقى.
احمد: ماشي يا منى, سلام, سلام يا ميرنا.
وابتعد عنهما في هدوء, بينما جذبت ميرنا يد منى.
ميرنا: ايه دا الي بيحصل؟, فهميني, انتي كنتي عارفة انه جاي؟.
منى: وهو انا كنت عارفة ان انا جاية اصلا.
ميرنا: امال ايه الي حصل؟.
منى: مفيش, شفته صدفة.
ميرنا: اعوذ بالله , اهو انا مبحبش الصدف بتاعة احمد دي مبيجيش من وراها الخير ابدا.
منى:ممممم.
ميرنا: عرف حاجة؟؟.
منى: اه.
ميرنا: قالك حاجة؟.
منى: قالي خسيتي.
ميرنا: هتقولي لسارة؟.
منى: اوعي.
ميرنا: طيب.
وعادتا حيث تجلس سارة.
سارة: كل دا؟؟, بقالكو سنة في التواليت.
ميرنا: معلش يا ساسو.
سارة: البنت دي مالها راجعة متنحة كدة ليه؟.
م* انا ناقصة اشوفك يا احمد؟, ياربي انا ايه الي بيحصل فيا دا؟؟
لكزت ميرنا قدم منى برفق, فأفاقت منى من شرودها,وقالت.
منى: ابدا, كنت بفكر بس, احنا هنعد هنا كتير؟؟, اصل انا عايزة امشي بقى




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-13, 01:03 PM   #54

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلقه
96



سارة: انا خايفة على منى اوي.
ميرنا: يابنتي بكرة ترجع تاني, واحسن من الاول كمان, بس سيبيها تاخد وقتها , هي بس عرفت قيمة وائل لما ضاع منها.
سارة: بس شكلها بتحبه.
ميرنا: ياستي, بيحصل اكتر من كده وبتعدي, يعني هتكون اول واحدة تسيب خطيبها.
سارة: لا يا ميرنا متستهونيش بالموضوع , بعد الشر لو حصلك دا ممكن تعملي ايه؟.
ميرنا: لأ ,فيه فرق ,انا بحب خالد, منى ملحقتش تحب وائل اوي, دول قربو على السنة بالعافية, ونصها الاولاني كانت لسه بتفكر في احمد والنص التاني كانت بتكلم فيه احمد, يعني حالة تانية خالص ,انتي اديكي اهو اتخطبتي لمؤمن وانتي متعرفيهوش, ممكن عمرك تعملي فيه حاجة زي كده؟.
سارة: لا طبعا, انتي عارفة يا ميرنا, ان انا بحب مؤمن.
ميرنا: ايوة طبعا.
سارة: لا انتي مش فاهمة, انتي عارفة انا بحبه من امتى؟, من ساعة مانتي خلتيني اخد بالي انه بيبصلي.
ميرنا: نعم؟؟.
سارة: اه والله, انا كنت الاول بقاوح, وتلاقيني كنت اتعصب عليكو كل ما تقولولي حاجة عنه, وفعلا مكنتش عايزاه يجي يتقدم, لاني كنت خايفة لاكون بيتهيألي, ودا هيخليني اوافق عليه من غير شروط, لاني لما خليتيني اخد بالي , اتشديتلو اوي, ومعرفتش اخليني ماحبوش ,والحمد لله دلوقتي انا مستريحة معاه اوي, وبحبه بجد.
ميرنا: ياسلام يا ست سارة, ومقلتليش ليه؟.
سارة: عشان مكنتيش هتفهميني, ازاي يعني هحب واحد ماشفتوش مرتين على بعض, ولا عمري قعدت معاه لوحدي, ولا اتكلمنا, انا نفسي مكنتش مصدقة نفسي, بس سبحان الله , زي الي ما يكون حط في قلبنا الحب الي بينا دا كله في لحظة.
ميرنا: وهو كمان بيحبك؟.
سارة: الحمد لله, انا حاسه حبه في كل لحظة, ربنا يخليه ليا.
ميرنا: طيب كنتي ليه مأخرة الخطوبة؟.
سارة: بصراحة, كنت خايفة اخسر منى, اديكي شايفة من ساعة ما اتخطبنا انا ومؤمن ووهي متغيرة معايا, بتخاف تقولي على حاجة, كأني هقول لمؤمن, بقت غريبة.
ميرنا: ربنا يهديها ويطلعها من الي هي فيه, ماهي الي مبتسمعش الكلام, ومبتبطلش تلبيخ.
*****************
مسحت منى دموعها وهي مستلقية على سريرها في صمت تحدق في الفراغ, لم تعد تشعر بالسعادة مثلما كانت فيما مضى, وكأن هناك ما ينقصها ويؤرقها, وبالاوقات تمر عليها طويلة, بدون هدف ولا جدوى, وشعرت بيء ينغز قلبها كلما تذكرت وائل وان لم تعد الذكرى طيبة مثلما كانت, بل لم تعد تذكر له سوى كيف تركها دون رأفة بها وبدموعها.
م* منى, اصحي التليفون بيرن
ايه دا بجد؟,.......... دي نمرة احمد,اوووووووووووف, عايز مني ايه يا احمد؟
ردي
لأه, مينفعش
انتي خايفة من ايه؟, ما خلاص, الي كنتي خايفة على زعله راح, ومش راجعلك تاني , ردي بقى
لا , مش كفاية الي جه من تحت راسه
انتي مكنتش بتعملي حاجة غلط, الي زعل وائل منك, انك كنتي مخبية عليه بس, لكن انتي واحمد اصحاب عادي, ردي عليه يا بنتي
مش عايزة ارد عليه
خايفة من ايه؟, لحسن وائل يرجعلك ويزعل لو عرف انك رديتي على احمد؟, متخافيش يا ستي, وائل راح وقال عدولي, وولا عمره هيرجع ,ولو رجع مش لازم يعرف, ردي بقي
اهو قفل
بيتصل تاني, ردي عليه متكسفيهوش
هههف
منى: ايوة يا احمد.
احمد: ايوة يا منى, ازيك؟.
منى: الحمد لله,.......
احمد: كويسة؟.
م*ماقلنا الحمد لله
منى: الحمد لله كويسة.
احمد: ..........
منى:............
احمد: واخبارك ايه؟.
منى: تمام.
م*فيه ايه؟, انطق, عايز ايه؟
احمد: ........
منى: خير يا احمد فيه حاجة؟.
احمد: انا...., انا كنت عايز اكلمك من يوم ما شفتك بصراحة, بس مكنتش متأكد هتردي عليا ولا لأ, انتي كان شكلك تعبان اوي, بس......
منى: فيه ايه يا احمد مالك؟.
قال احمد بعد تردد فترة, بلهجة متهورة.
احمد: منى, تتجوزيني يا منى.
م* ناااااااااعم يا اخويا
منى:.................
احمد: انتي سمعتيني يا منى؟, تتجوزيني؟؟؟, انا عايز اتجوزك.
منى: احمد....., انت اتجننت؟؟.
احمد: اجننت اني بقلك تتجوزيني, انا اخر مرة كنت اتجننت فيها اني مكنتش عايز اكلم اخوكي.
منى: احمد افهم, احنا الي بينا خلص من زمان.
احمد: انا مبقلكيش نرجعه, انا عايز حاجة تانية خالص, منى....., انا عايزك, انا عايز اخطبك, وتكوني مراتي, احنا نعرف بعض بقالنا قد ايه, متفكريش في قلبك, فكري بعقلك, انا تعبت خلاص يامنى وعايز استقر.
منى: انا مش فاهمة,انت..., انت مش بتحب مريم؟؟.
احمد: مريم ربنا يكرمها هتتخطب قريب, موضوعنا منفعش, انا مبفكرش فيها, انا بفكر في اني عايز استقر,والبنت الي انا عايز اتجوزها, هيكون فيها ايه, وصفاتها ايه, المواصفات دي فيكي يا منى, واكتر من كده ان احنا اقرب لبعض , يعني, احنا جربنا الارتباط, وجربنا الصحوبية.....
قاطعته قائلة بسخرية.
منى: نقوم نجرب الخطوبة.
احمد: انا مبتريأش يا منى, انا بتكلم جد, متفكريش كنا بنحب بعض ازاي او سبنا بعض ليه, فكري فينا دلوقتي, ارجعيلي يا منى, انا محتاج تكوني جمبي, انتي البني ادمة الوحيدة الي ممكن تفهمني.
منى: انت مجنون.
احمد: انا مش مجنون يا منى, مش عشان بكلمك بالعقل ابقى اتجننت, لو كنتي فاكرة ان السنة الي اتخطبتي فيها انا نسيتك فيها تبقي غلطانة, انا بس حبي ليكي هدي شوية, بس انا لسه على كلامي ليكي, احنا كنا صحيح مختلفين, بس دا ميمنعش اننا نفكر في بيت وجواز , حاجة مختلفة خالص عن الي كنا فيه.
منى: منا فاهمة يعني ايه جواز, انا بقلك انك مجنون, انا لسه سايبة خطيبي.
احمد: وايه يعني يا منى, هو احنا لسه هنتعرف, داحنا عشرة عمر, انا بقلك فكري وردي عليا, خدي وقتك يا حبيبتي وفكري براحتك.
هتفت به.
منى: متقوليش يا حبيبتي.
احمد: ماشي انا اسف, بس اوعديني , اوعديني تفكري يا منى, سيبي قلبك يدلك, ولا اقلك بلاش قلبك, فكري فيا بعقلك, انا خلاص الحمد لله هتخرج اهه, بس النتيجة تطلع, وهسافر ان شاء الله, واتغيرت يا منى, انا غير احمد الي عرفتيه من 3 سنين, وانتي اكيد حاسة بكدة, وبعدين مش خسارة الذكريات الي مابينا دي كلها تروح كدة,....معلش معلش, انا برجعك لقلبك تاني, سيبك منه, فكري يا منى وابقي ردي عليا, انا مش هزن عليكي اكتر من كدة, ابقي فكري بجد.
منى: آآ...أحمد.
احمد: متقوليش حاجة, قبل ما تفكري, والله مانتي قايلة حاجة, منى, ربنا يهديكي وتوصلي لقرار, انا هقفل وهسيبك تفكري براحتك انا مش عايز الخبطلك دماغك, بس والله ما هتندمي, والله انا لسه بحبك.
صاحت به.
منى: احمد.
منى: خلاص خلاص, مش هتكلم تاني, وكمان هقفل اهه, بس بصي, اهدي كده وانتي بتفكري, ومتفكريش في حاجة وحشة بينا, فكري في الخير, وان شاء الله هتوافقي.
منى:.........
احمد: خلاص يا منى؟؟.
منى:.......
احمد: انتي مبترديش عليا.
منى:....هههف, خلاص يا احمد ان شاء الله.
احمد: ماشي يامنى, ماشي وانا هستنى, سلام يا موني, سلامو عليكو.
واغلق الخط في توتر



الحلقه
97



منى: هوافق.
صاحت بها ميرنا.
ميرنا: ايه؟؟؟, تبقي اتجننتي, لو عملتيها ولا هعرفك تاني اصلا, انتي هبلة؟؟, احمد تاني؟.
منى: بس متصرخيش, مؤمن في البيت.
خفتت ميرنا صوتها وهي تقول بنفس اللهجة المصدومة.
ميرنا: احمد ايه وزفت ايه تاني؟, انتي عايزة تشليني؟.
منى: مهو لو فضلتي تكلميني كده, هسكت ومش هحكيلك حاجة تاني.
ميرنا: امال عايزاني اكلمك ازاي وانتي بتقوليلي هوافق على احمد؟, انتي يا بت اتهبلتي ولا دماغك اتمسحت, انتي نسيتي احمد دا ايه وعمل ايه؟.
منى: انا مبفكرش في احمد القديم, ومبفكرش بقلبي, انا بفكر بعقلي زي ما قال.
ميرنا: عقلك دا يبقى جزمة قديمة لو كان قالك انك توافقي.
منى: قلتلك وطي صوتك,....وبعدين يا ميرنا انا موقفي بقى صعب, يعني انا اتخطبت لوائل وانا معرفوش, يمكن مكنتش فاهماه , يمكن هو دا سبب المشاكل, يعني,... احمد , انا اعرفه من زمان, والي نعرفه احسن من الي منعرفوش.
ميرنا: انتي ازاي تفكري كده اصلا؟, وبعدين اتقي الله,سبب انك تسيبي وائل مكانش انك مش فاهماه, كان السبب انك لسه بتكلمي احمد امام يا منى , يا منى اعقلي,.... انتي لسه بتحبيه يا بت ولا ايه؟.
قامت منى تغلق باب غرفتها في قلق بعد ان علا صوت ميرنا للمرة الثالثة, وعادت اليها, فأردفت ميرنا.
ميرنا: ياريته يسمع ويجي يكسر دماغك دي.
منى: اخرسي بقى واسمعيني .
واعتدلت في جلستها.
منى: اولا انا كنت في اول ما سبت وائل زعلانة ليه؟, لانه ضاع منى, بعد ما كنت اتعودت عليه....
ميرنا: دلوقتي طلعتي كنتي متعودة عليه بس, امال كنتي بتحلفي بالله انك بتحبيه ليه؟.
منى: انا مش قلت اخرسي, اقفلي بقك دا بقى.
واخذت نفسا عميقا ثم قالت.
منى: بس كان سبب زعلى اكتر وقتها ان مش معايا وائل, ومش معايا احمد, لاني كنت عارفة انه بيحب مريم, يعني انا كنت زعلانة مرتين, ولما شفت احمد في الكافيه, محستش بحاجة جديدة يعني,كنت فاكراه لسه مع مريم, بس لما كلمني, وقالي فكري بعقلك, انا اتغيرت, لقيت فعلا, ليه لا؟, يعني هو بقى دلوقتي بيشتغل, وهيتخرج السنة دي ان شاء الله, وربنا يكرمه ويسافر, يعني كل ظروفه اتعدلت, وفي الاول والاخر كان بيحبني, وهو قالي انه لسه بيحبني...
ميرنا: اللهم طولك ياروح, احمد يا بنتي عمره ما هيتغير, هو كده وهيفضل كده, دا معملش حاجة اجابية واحدة في حياته الا لما انتي قلبتيه بجد, واحد بيمشي بالزق, انتي بتحبي تيجي للقرف وتربطي نفسك بيه ليه؟, دنا كنت مصدقت اختفى من حياتك.
منى: بصي بقى يا ميرنا, انا سمعت كلامكو مرة في وائل, ومحدش اتحمل نتايج الاختيار دا الا انا, دلوقتي سيبوني انا بقي اتحمل نتايج دا, على الاقل هيكون اختياري انا المرة دي.
شهقت ميرنا في دهشة.
ميرنا: يا سلام يا منى؟, وهو في وائل كان حد غصبك؟؟؟, داحنا قلنالك فكري مرة واتنين وتلاتة قبل ما تتسرعي,وانتي الي اتغابيتي ووافقتي عند في سي احمد بتاعك.
هتفت بها منى.
منى: بصي بقى يا ميرنا, انا مكنتش بسألك رأيك , انا بعرفك بس بقراري, انا ان شاء الله هوافق على احمد, وانا حرة, وبعدين لما اسيبه مش هجري على حد فيكو اعيطله,خلاص.
قالت ميرنا بغضب.
ميرنا: طيب اتفلقي مادام انتي غبية كده, وابقي قابليني لو اهلك وافقو.
*****************
مؤمن: ايــــه؟؟؟؟.
صاح مؤمن بمنى في عنف , بينما انكمشت هي امام رد فعله العنيف, لدى اخباره برغبتها في الارتباط بأحمد, لقد توقعت هذا , ولكن مواجهة الرد الذي توقعته اصعب من توقعه.
مؤمن: احمد مين يا منى؟, احمد الي انتي كنتي تعرفيه؟, عايز ايه ؟, عايز يخطبك؟.
قالت بصوت ضعيف مختنق.
منى: ايوة يا مؤمن وفيها ايه دي؟.
مؤمن: ودا مش عارف بقى انك لسه سايبة خطيبك؟.
منى: عارف.
قال مؤمن وكأنه تذكر شيئا.
مؤمن: اههه, انا كده فهمت, عشان كده سبتي وائل يا منى, ولا انا غلطان؟.
منى: لأ غلطان, وائل سابني عشان......, قصدي ان سبته عشان مش فاهمين بعض, واحمد مالوش دعوة بالموضوع دا بقى خالص.
مؤمن: امال ايه الي جايبه دلوقتي؟, ايه؟؟, نجح؟؟.
منى: ان شاء الله انتيجه هتطلع , ودي اخر سنة,وهو بيشتغل خلاص, وناوي يسافر,و...
قاطعها بغضب.
مؤمن: ودا كلمتيه فين دا عشان تعرفي كل دا؟, انتي رجعتي تكلميه تاني؟.
منى: ابدا يا مؤمن, دا هو بس عرف من بعيد اني سبت خطيبي, قام سأل وجاب نمرتي, واتصل يفاتحني في الموضوع, وانا مكنتش عارفة مين الي بيتصل, يامؤمن اهدا بس عشان خاطري, عشان نعرف نتكلم.
مؤمن: نتكلم في ايه يا هانم؟, واضح انك كنتي مظبطة كل حاجة, من قبل ما تسيبي وائل اصلا.
قالت منى بعصبية.
منى: لو سمحت يا مؤمن, متقولش كده, انا برضه اختك ومحترمة, عيب,انا بس حبيت اقلك عشان تعد معاه وتكلمه, قبل ما يجي البيت, انا مرضتش الغي وجودك , واقول لبابا على طول.
نظر اليها مؤمن في دهشة.
مؤمن: تلغي وجودي يا منى؟, طيب ايه رأيك بقى ان انا ماليش دعوة بالجوازة دي خالص, لاني من غير ما اكلمه مش موافق, وعندك بابا اهه, كلميه وخليه يجي يفاتحه, وانا ماليش دعوة بيكي خالص, لاني جبتلك واحد محترم طفشتيه, اتفضلي انتي بقى اشربي اختيارك دا.
منى: يعني ايه يا مؤمن؟, مش هتنزل تكلم احمد؟.
مؤمن: احمد بتاعك دا انا مش هكلمه, وخليه يجي البيت لو راجل, اصلك بتصدقي وبس اي حاجة,فاكراه هيجي بجد, ولما ييجي يبقى يتكلم مع بابا , انا ماليش دخل فيكي يامنى, لانك باين انك موافقة, مكملتيش شهرين وعايزة تتخطبي تاني, تبقى اكيد موافقة, وانا مش مستعد اركب الاريال ,واقلك مبروك, عندك بابا ربنا يخليه, عشان هو قاعد بيلومني انا اني خطبتك لوائل, خلاص اهي بنته عنده يجوزها هو, وانا ماليش دعوة بيكي خالص, ان شالله تتجوزي احمد دا بكرة,في ستين داهية انتي وهو.
********************
منى: لا تعقليني ولا اعقلك, خلاص يا سارة, احمد اخد معاد من بابا, وهيجي يوم الخميس ان شاء الله.
سارة: يعني انتي خلاص مش عايزة تسمعي نصيحة حد, بقيتي غبية اوي كده؟, انتي نسيتي احمد ولا ايه؟.
منى: بقولكو ايه, مش كل واحد يجي يقولي كلمتين, الي عنده كلمة يخليها لنفسه, وطمني مؤمن, مش هو الي مش عايز يتدخلي في حاجة, انا بقى كمان مش عايزاه يتدخلي.
سارة: شفتي, شفتي بتبقي عاملة ازاي اول ما احمد بيرجع في حياتك, بتخسري كل الدنيا عشانه , وياريته يستاهل.
منى: سارة, لو سمحتي, الي بتتكلمي عليه دا احتمال يبقى خطيبي, معلش خدي بالك من كلامك.
سارة: انا كأني مش عارفاكي, انتي بقيتي لاغية دماغك كدة ازاي؟, وبعدين, دا احمد يا منى, الي انتي بنفسك قلتي انك بطلتي تحبيه.
منى: انا مقلتش اني واخداه عشان بحبه يا سارة, انا دلوقتي بفكر بعقلي, انتو ليه مش قدرين تفهمو ان انا اتخطبت مرة, ودي حاجة مش سهلة, اني افكر اني ممكن ارتبط بواحد تاني واتعود عليه من تاني, ويا انجح يا افشل, على الاقل احمد انا عارفاه, عارفة ايه بيزعله وايه مبيزعلوش, ومخبيش عليكي انا فعلا لسه بحبه شوية.
سارة: ماهو لو انتي واخداه على اساس انك اتخطبتي مرة , وخلاص مش هتلاقي تاني عرسان, تبقي عبيطة, يا بنت الحلال الي نعرفه احسن من الي منعرفوش دي لو كان الي نعرفه حاجة كويسة, مش احمد, احمد يا منى؟؟؟, احمد؟؟؟, والله حرام عليكي.
منى: ســـارة, خلاص, انا مش عايزة حد يكلمني في الموضوع دا تاني, انا اخدت قراري خلاص.
سارة: دا انتي دماغك دي بتبقى جزمة لما بتقفلي, استغفر الله العظيم يا رب, طيب ورأي معتز ايه؟.
منى: هو قالي انتي حرة, بس حسيته موافق, عشان انا كده اديته امل انه ممكن في الاخر يخطب أية في يوم من الايام.
سارة: طب صليتي استخارة؟.
منى: الاستخارة دي لو كنت محتارة, انا مش محتارة, انا عايزة احمد.
سارة: مين حمار قالك كدة, الاستخارة دي في كل حاجة ولأي سبب, بس تكوني مسلمة الاختيار لربنا.
قالت منى بلهجة من تريد انهاء الحديث.
منى: ماشي حاضر, هبقى اصلي استخارة, حاجة تاني؟.
سارة: خلاص يا ستي, انا مالي, انتي حرة.
*****************
نظر والد منى اليها في تمعن, وهي جالسة محاولة عدم ابداء اي مشاعر على وجهها,وقال بصبر.
الاب: يعني انتي رأيك اية؟.
منى: حضرتك رأيك ايه؟.
الاب: حضرتي يهمه رأي حضرتك, لان حضرته الي متقدم, لسه كل حاجة عنده في علم الغيب, سواء التخرج ولا السفر ولا الشغل, كله كده توقعات لسه, مفيش حقيقة ملموسة, ولا شقة ولا حاجة, بس اكيد انتي عارفة ظروفه دي كلها لاني فهمت انه معاكي في الكلية, يبقى انا عايز اعرف رأيك.
تدخلت الام في الحديث,وقالت لمنى بلهجة لطيفة.
الام: يعني مثلا يا حبيبتي رأيك في ظروفه ايه؟, يعني انتي كنتي مخطوبة لواحد جاهز, عنده شقته وشغلته , وعربيته, وكل حاجة مترتبة, باباكي عايز بس يعرف, انتي ممكن توافقي على انهي وضع مع احمد دا مثلا.
ازدردت منى لعابها وقالت في توتر.
منى: انا...., انا شايفة اني لسه في الكلية,....وممكن يعني,...ممكن نعمل مثلا قراية فتحة لغاية اول الدراسة نبقى لسه نلبس دبل, يكون هو اتخرج وبيحضر للسفر مثلا, وبعدها مثلا بسنة لما او سنة ونص يكون ظبط نفسه هناك, يرجع , نتجوز واسافر معاه , ولا ايه؟.
الاب: انتي الي ايه؟, الكلام دا يناسبك انتي؟, ممكن تجازفي يامنى معاه؟, دا واحد مستقبله على كف عفريت.
منى: انا شايفة ان اي حد مستقبله على كف عفريت, مفيش حاجة مضمونة, الحاجات دي بتاعة ربنا, ولا ايه؟.
الام: يا بنتي لو كنتي بتوافقي عليه, على اساس انه عريس وخلاص, فكري تاني, يا حبيبتي مانتيش اول واحدة تسيب خطيبها وممكن يجيلك الي احسن منه والله.
ردت بعصبية مكتومة.
منى: ماما, لو سمحتي مش عايزة اسمع سيرة وائل في موضوعنا دا دلوقتي, وياريت متتكلموش عليه تاني خالص, موضوع وائل انتهى, واحنا بنفكر في حاجة تانية, وبعدين انتو عاملينلي محكمة ليه؟, مش عايزين اتخطب دلوقتي قولو, مش مستعدين تعملو خطوبة تاني دلوقتي قولو برضه, متعدوش تحيروني, انتو مقعدتوش معايا كده ايام وائل, دانتو خدتو رأي مؤمن مش رأيي كمان ساعتها.
قالت الام بعطف.
الام: يا منمن احنا مبنحيركيش, احنا بس عايزين نتأكد انك عارفة انتي بتعملي ايه كويس.
منى: انا عارفة انا بعمل ايه؟.
قال الاب مؤكدا,وقد اكتفى من حديث زوجته وابنته.
الاب: يعني انتي موافقة على الكلام الي قلتيه من شوية دا؟, لان دا كان هو الي الولد قالهولي, بتاع خطوبة سنة ونص وبعدها ياخدك وتسافرو؟.
قالت منى بتصميم.
منى: اه.
صمت الاب ونظر اليها يتمعن انفعالاتها مليا, ثم هز رأسه في استسلام.
الاب: ماشي يا بنتي, على بركة الله


*


جلست منى بجانب احمد في المطعم بعد حفل خطوبتهما , وهي تبتسم في شيء من السعادة, لقد وافق والدها على اقامة حفل خطبة صغير بالبيت, وارتدائهما دبل الخطوبة به, فهو لم يرض بان تتم قراءة الفاتحة دون دبل, مع ان والدتها اعترضت قليلا على عدم وجود شبكة, الا ان والد منى اصر على الدبل, فتم الامر بهدية خطبة صغيرة, اما مؤمن فلم يتعرض لها نهائيا طوال الترتيبات, واعرض عن التدخل في اي تفصيل من تفاصيل الخطبة , اعراضا منه عن المشاركة في هذا الامر, وسارة لم تعد تحاول التأثير على منى بتحريض من مؤمن, لانه لا يريدها ان تعاديها بسبب عدم رضاها عن احمد, وساعدتها بكل تفاني في ترتيباتت خطبتها الثانية, ووان لم يكن بحب مثل المرة الاولى.
اما ميرنا, فاتخذت موقفا معاديا من احمد, واظهرت له هذا في كل مرة يتقابلا فيها, ولم تخف استهجانها عن منى, ولكنها حضرت الخطبة , ومعتز كان شبه سعيد لسعادة اخته, ولكنه كان متضايقا من موقف اخيه السلبي .
ابتسمت منى لاحمد, وهو ينظر اليها بحب.

احمد: انا فرحان اوي يا حبيبتي, انك اخيرا بقيتي معايا, ربنا يخليكي ليا.
منى: بجد يا احمد, انا فرحانة انا كمان.
احمد: بس مؤمن كان مبوز طول الخطوبة , ايه؟, حاضر جنازة؟؟.
منى: متاخدش في بالك ,هو مؤمن كده.
احمد: لأ مش كدة, هو معايا انا بس كدة, ولا سارة دي كمان, الي كانت عملالنا زي عسكري المرور في الاستوديو, كل منظر تيجي تبعدنا عن بعض.
منى: ماهو المصوراتي كان مستفذ هو كمان, مختارلنا مناظر فرح مش خطوبة.
احمد: طيب وهي مالها , اهو انا اصلا مبحبش سارة دي من زمان اوي.
منى: احمد, متتكلمش عن اصحابي الله يخليك.
احمد: ماتكلمش عن اصحابك؟؟, دنا كنت هتشل منهم, ميرنا وسارة, وقفنلي زي اسدين قصر النيل كل واحدة ناقص تضربني بالجزمة, هو ايه يعني ؟, مستكترين عليكي انك اخدتي الي بتحبيه, عشان كل واحدة منهم اتخطبت عمياني؟.
منى: قلتلك يا احمد قبل كدة, انا اصحابي مبيغيروش منى.
احمد: يعني انا مثلا مش خايف على مصلحتك, وهما الي خايفين عليها؟.
وعقد حاجبيه في غضب, واخذ يقطع طعامه في عصبية, فتأففت منى قليلا.
منى: خلاص بقى يا احمد, انت هتبوز ليه؟.
لم يرد عليها, فمدت يدها في رفق , توقف تقطيعه لطعامه, وهي تقول في دلال.
منى: خلاص بقى يا لولو , بالله عليك ماتبوظ اليوم.
انتبهت منى لزلة لسانها , فشحب وجهها بشدة, وتمنت الا يلاحظ, الا ان احمد القى بالشوكة من يده على الصحن في عصبية مكتومة, ثم فقال بصوت غاضب خافت,وهو ينظر اليها والشرر يتطاير من عينيه.
احمد: انا اسمي احمد يا هانم.
قالت منى بأسف,محاولة تدارك الغلطة في سرعة.
منى: انا اسفة يا احمد, والله ما خدت بالي, الكلمة طلعت من بقي كدة من غير ماخد بالي, انت عارف.
قال بغضب .
احمد: لأ , مش عارف, ومن هنا ورايح تاخدي بالك, انتي فاهمة, لو لخبطتي في اسمي تاني يا منى, بجد مش هعديها عليكي ابدا.
منى: خلاص يا احمد, والله العظيم اسفة, حاضر , هاخد بالي, ان شاء الله مش هتحصل تاني.
قال من بين اسنانه.
احمد: ايوة مش هتحصل.
منى: خلاص قلت ان شاء الله.
قال بوعيد مؤكدا.
احمد: مش هتحصل يا منى.
منى: ايوة خلاص يا احمد.
عاد هو متظاهرا بالهدوء, وهو يأكل طعامه بصمت, بينما خيم عليهما الصمت المشحون بالتوتر, منعهما من الاستمتاع لا بالمكان ,ولا بالمناسبة التي يحتفلان بها.
****************
دخل مؤمن غرفة منى , بينما هي نائمة, ليأخذ شاحن الموبايل من على المكتب, فتململت منى في قلق, والتفتت تناديه.
مؤمن: ايوة؟؟.
منى: انت نازل؟.
مؤمن: مش دلوقتي, عايزة حاجة من تحت؟.
منى: كنت عايزة اتكلم معاك شوية.
دخل مؤمن الغرفة بعد ان كان نصفه خارجها.
مؤمن: خير؟؟.
اعتدلت منى , وهي تدعك عينيها.
منى: انت فيه ايه مالك؟, مبتكلمنيش ولا ايه؟.
مؤمن: ليه يا منى؟, منا بكلمك اهه.
منى: مش قصدي, يعني ليه بتتكلم معايا بغلاسة كده زي دلوقتي, مبقتش تدخل اوضتي تعد معايا زي زمان, واخد منى موقف ليه؟, ولا خلاص مين لقى احبابه.
مؤمن: اذا كان قصدك على سارة, فانتي عارفة كويس ان علاقتي بيها مالهاش دعوة اصلا بعلاقتي بيكي, ولو كان قصدك انك مش فاهمة انا بتعامل معاكي كدة ليه, تبقي بتتغابي عليا يا منى, وانا معنديش وقت للغباء.
منى: الله يا مؤمن, هو انت مثلا هتفضل طول عمرك معايا ومع خطيبي بالشكل دا, دانت بالعافية طلعت تسلم عليه لما كان معزوم عندنا, ومورتوش وشك تاني, ماهو مش ممكن تبقى العلاقة كده على طول , دي هتبقى عيشة لبقيت العمر.
مؤمن: طيب يا منى, انتي هتعيشي بقيت عمرك معاه هو, عايزة مني انا ايه بقى؟.
ترقرقت الدموع في عينيها بغضب , وهي تقول بعصبية حزينة.
منى: متنرفزنيش يا مؤمن, يعني ايه عايزة ايه منك, انت اخويا, و ولا خلاص, كنت بتحب صاحبك للدرجة دي , انا اختك برضة يا مؤمن.
مؤمن: بصي يا منى, متفكريش كده عشان متتعبيش, انا بحبك طبعا, وانتي اختي الوحيدة, بس آن الاوان بقى تمشي انتي حياتك, مش انا الي هفضل مشيهالك, عشان تعرفي تتحملي وزر نفسك.
بكت منى.
منى: يعني بقت كده, يا اما اخويا يا خطيبي؟؟.
مؤمن: انا عمري ماقلتلك كده, بس انا علاقتك باحمد انا ماليش دعوة بيها, ومخلي سارة كمان متتدخلش, يعني انتي فيها لوحدك يا منى, وانا بتمني تخيبيلي ظني وتنجح علاقتكو.
وقام ينظر في ساعته ومنى تبكي.
مؤمن: يلا بقى سلام عشان انا هنزل, حتى مش هلحق اشحن الموبايل.
وانصرف تاركا اياها تبكي, وهي تفكر فيما قال.
م*انا حاسة فعلا اني لوحدي
انتي مش معاكي احمد؟
بس احمد مش كفاية, انا محتاجة اصحابي واخواتي , ماهو احمد صحيح المفروض يبقى كل حاجة في حياتي, بس انا مش على طول معاه, عشان استغني بيه عن الدنيا بالشكل دا
بس كل البنات كده, كل واحدة بتستغني عن الدنيا بحبيبها وبخطيبها, انتي عايزة ايه من الناس بقى؟, دا وضع طبيعي, وبعدين اخوكي اصلا متغير من ساعة ما خطب سارة, من قبل ما تتخطبي لاحمد بكتير يا منى
بس انا زهقانة اوي , وميرنا مش مدياني وش, وسارة حاسة انها بتتعامل معايا رسمي, يعني ايه تتعامل معايا من غير ما تتدخل في خطوبتي امال نبقى اصحاب ازاي؟
ما قلتلك سيبك من الاصحاب, اهم حاجة عندك احمد
ماهو فعلا بقى اهم حد في حياتي, بس ربنا يرضيه عني بقى
*****************
جلس احمد متجهم الوجة في بيت منى,فقالت محاولة التسرية عنه.
منى: خلاص بقى يا احمد, فكها يا حبيبي.
احمد: ماهي حاجة تقرف يا منى, يعني ايه النتيجة تطلع وتتأخر الشهادة بالشكل دا, انا لازم اطلع الشهادة عشان اكمل ورق السفر, والكلية المملة دي بتعند معايا.
منى: ان شاء الله هتلحق تطلع الشهادة والورق وكل حاجة في الوقت.
ارخى احمد رأسه للخلف ,وهو يزفر في ضيق.
احمد:انا قرفاااااااان ع الاخر, ما تيجي ننزل؟.
منى: لأ ,مينفعش, بابا مش هنا .
احمد: وايه يعني متستأذني مامتك.
منى: مينفعش يا احمد لازم اكون معرفة بابا من بدري, وبعدين الساعة عشرة, لو نزلنا دلوقتي هنرجع امتى.
احمد: يوووة, طيب.
فجلست منى بجانبه على الاريكة التي يجلس عليها, وهي تبتسم.
منى: خلاص يا حبيبي , انت مزاجك وحش من اول ما جيت, هتفضل مكشر كده كتير, وبعدين المفروض تتبسط انك نجحت الحمد لله اخيرا وهتتخرج.
احمد: مهو دا الي كان ناقص, ماتخرجش كمان.
دنت منه برقة وهي تحاول امتصاص غضبه.
منى: يا حبيبي الف مبروك الاول ,وان شاء الله الورق كله هيخلص في وقته ان شاء الله.
نظر اليها احمد وخف تعبير الغضب عن وجهه.
احمد: وريني موبايلك كده؟, انتي بعتي للناس رقمك الجديد؟.
منى: اه و للناس المهمة بس زي ما قلتلي.
احمد: ايوااااه, رقمك الي كان اي حد بيجيبه ده مش عايزه يحصل تااني.
منى: ما خلاص يا احمد, قلت حاضر.
احمد: وهاتيلي بقى خطك القديم.
التفتت اليه منى في استنكار.
منى: ليه بقى؟؟, انا مش غيرت الرقم خلاص؟.
احمد: انتي تغيريه زي مانتي عايزة, وانا الي عايزه اعمله,والي اقول عليه يتنفذ , وبعدين انتي خايفة كده ليه؟, فيه حد بيكلمك عليه؟.
نظرت اليه في ضيق,وارادت ان تصيح به, ولكنها لم تشأ ان تتشاجر معه في بيتها, فقالت بهدوء متجنبة ابداء الغضب.
منى: حاضر يا احمد هجيبهولك.
وقامت تحضره, وتوقففت في حجرتها قليلا, تلتقط انفاسها الغاضبة, وتحاول تهدئة نفسها.
م*اهدي يا منى واصبري عليه, معلش هو كده عشان مزاجه وحش, بيبقى كلامه غبي, بس لما بيهدا انتي عارفة اد ايه بيحبك, استحمليه , معلش, وبعدين انتي مفيش حاجة تخافي منها على الخط بتاعك, يا ستي اديهوله وريحيه,متعمليش مشكلة على الفاضي
احضرت الخط وتوجهت الي احمد, وهي ترسم على وجهها شبه ابتسامة,وجلست بجانبه.
منى: اتفضل الخط.
قال احمد وهو يرتشف الشاي.
احمد: حطيهولي في جهازي يا موني.
قالت بغيظ مكتوم .
منى:حاضر.
لاحظ احمد غيظها, فابتسم بطرف فمه في خبث, ثم دنا منها, بينما هي تضع خطها في جهازه المحمول, وفرد ذراعه في خفة, وارخاها علي كتفها في هدوء, فانتفضت منى من جانبه, والتفتت تنظر اليه في دهشة وهو يبتسم, وحاولت ان تقوم.
منى: احمد!!, فيه ايه؟.
اجلسها احمد بيده الاخرى, وهو يقول .
احمد: ايه الي فيه ايه يامنى؟ , عادي.
حاولت التملص من يده, فافلتها هذه المرة ولكن بغضب.
منى: انت اتجننت يا احمد؟, ماما , ومؤمن, لو حد دخل علينا.
احمد: وفيها ايه يا منى؟, انتي خطيبتي ,وبعدين مؤمن عمره مابيدخل وانا هنا, عشان مبيطقنيش, ومامتك معاها تليفون ومش هتخلص رغي دلوقتي,انتي عارفة, مالك انتي بقى؟.
جلست منى على اريكة بعيدة عنه.
منى: بس يا احمد لا, كده اوفر, عيب,وحرام.
احمد: ااااه, انتي رجعتي تقفلي تاني, ايه يا منى يا حبيبتي؟, احنا مخطوبين يا ماما وعادي الحاجات دي, كل حاجة بتحصل في الخطوبة.
قالت بحدة.
منى: ليه بقى؟, يعني هو انا معرفش ناس مخطوبين, ما ميرنا وسارة مخطوبين وعمر ما حد فيهم عمل كده.
احمد: عشان لما اقللك انتي هبلة تصدقيني, وهو في بنات بتحكي لبعض يا موني؟, دا انتي بس عشان طيبة فاكرة كده, يعني اقنعيني ان ميرنا دي بقالها سنتين مخطوبة, ومعملتش حاجة يعني؟؟؟.
صاحت به.
منى: احمد, متتكلمش على البنات.
رد احمد بسخرية.
احمد: منا بقلك, انتي بس الي طيبة يا روح قلبي, ربنا يهديكي كمان وكمان.
م*انت شكلك هتجنني,ربنا يهديك انت بقى , ايه النكد الي انا فيه دا ياربي

*
الحلقه
98



شعرت منى بالحرج , بينما سيطر صمت متوتر بينها وبين سارة, لم يكن الحال هكذا فيما مضى, لم يكن هناك فترات من الصمت المحرج, او الاسئلة الساذجة عن الحال والاخبار, ولكن كل شيء تغير الان, وصارت المعاملات محرجة بين الطرفين.
سارة: انا اسمع ان الناس بتطلع في الشهادات خلاص, احمد طلعها؟.
منى: دا احمد هيتجن, رايح يطلع الشهادة لقى غلطة في اسمه, هيتشل , لسه هيصلح الغلطة ويطلع نسخة من شهادة الميلاد,ويصلحه في شئون الطلبة, لحسن الشهادة تطلع باسم احمد محمود امام, بدل احمد محمد امام, وحاجة تقرف يعني.
سارة: على كده هيلحق يخلص ورق السفر؟.
منى: ماهو دا الي هيجنه, لان خلاص معادش وقت, قدامه اسبوعين.
سارة: يا خبر ابيض!!, كده ممكن ميسافرش.
منى: ماهو دا الي انا خايفة منه, انتي عارفة لو مسافرش بابا هيموتنا, لان احنا الخطوبة دي كلها معتمدة على سفره.
سارة: طيب ربنا يكرمه بقى ويلحق.
منى: والله ما عارفين لو مسافرش هيحصلنا ايه.
سارة: ولا يهمك, ان شاء الله ربنا يستر.
وعاد الصمت يخيم عليهما, فقالت سارة لكسر حاجز الصمت.
سارة: تيجي نخرج بكرة؟.
منى: لا , مينفعش, احمد جايلي بكرة, ابقى اسأله نخرج بعد بكرة.
سارة: بعد بكرة برضة مينفعش, انا ومؤمن رايحين كتب كتاب........
ابتلعت سارة بقيت كلامها بغتة, ونظرت الي منى لا تدري ما تقول.
منى: ايه؟, كتب كتاب مين؟؟.
ارتبكت سارة لحظة, ثم قالت.
سارة: كتب كتاب وائل.
منى: وائل مين؟.
سارة: وائل....
فهمت منى على الفور, وشعرت بغصة صغيرة بقلبها, ثم قالت, بعد ان سيطرت على ملامحها.
منى: بجد؟؟, بعد بكرة ؟؟, كويس, مبروك.
وصمتت قليلا, ثم قالت بلهجة حاولت ان تبدو غير مبالية.
منى: مين؟, العروسة مين؟.
سارة: معيدة في اداب ,اسمها ياسمين.
منى: ربنا يكرمه.
وصمتت تفكر.
م*يعني هو لحق؟, كمان كتب كتاب مش خطوبة؟, دا مكدبش خبر بقى, يلا ربنا يكرمه, انا هعوز منه ايه يعني؟, ....ودي عرفها منين دي؟, اكيد من الجامعة, وبعدين معيدة , يعني اكبر مني بكام سنة, يلا... ,... انا مالي, ربنا يكرمه,...ياسمين؟؟ياسمين؟؟, ياربي انا اعرف مين في اداب يعرفها مثلا, الله, انا مالي, ماليش دعوة, ربنا يكرمه, مع ياسمين مع نيرمين , انا ماليش دعوة
********************
احمد: ماهو انا مش عارف يا بنتي, انتي عارفة الروتين والقرف الي مالي البلد, وطبعا مينفعش أأخر خالص المعاد.
ردت مريم على احمد في الهاتف.
مريم: لا , طبعا مينفعش, انت عارف فيه ديدلاين, دا انت كمان هتسافر على اخر الدفعة الي هيعملولها انترفيوز, مش عارفة اقلك ايه بجد, حاول انت على قد ما تقدر تسرع في الاجراءات, عشان تلحق.
احمد: والله يا مريم انا خلاص هتجن, مش عارف ليه كل حاجة قفلت كده مرة واحدة.
مريم: خلاص يا احمد, حتى لو ملكش نصيب في السفر, ان شاء الله تكمل زي مانت وشد حيلك, واكيد ليك نصيب في حاجة احسن, ان شاء الله.
احمد: لا , دانا لو مسافرتش اموت, انا ظبطت حياتي كلها على السفرية دي.
مريم: ربنا يوفقك ان شاء الله, الي ربنا عايزه هو الي هيحصل يا احمد, بس جهز نفسك برضة لاحتمال ان ممكن متلحقش, عشان متزعلش جامد لو مسافرتش.
احمد: لا, ان شاء الله هخلص في المعاد.
مريم: ماشي يا احمد, ابقى طمني عليك.
احمد: ماشي يا مريم, شكرا على كل حاجة.
مريم: عيب يا احمد داحنا اخوات.
احمد: ربنا يخليكي, سلام.
مريم: في رعاية الله.
انهى احمد الاتصال, والتفت في عصبية الي منى التي كانت تجلس بجانبه.
منى: مفيش معاد تاني؟.
احمد: لا مفيش, انا مش عارف ايه الي بيحصلي دا؟,دنا بالشكل دا مش هعرف اطلع الباسبور, انا هتشل يا منى , هتشل.
منى: انت عارف لو مفيش سفر, ايه ممكن يحصل؟, وبابا ممكن يعمل فينا ايه؟.
احمد: يا منى هي المشكلة كدة بس, انا خلاص, حلمي كده هيروح, انا كل حاجة كانت واقفة على السفر.
منى: دي مصيبة يا احمد.
خلل اصابع يديه في شعره في توتر شديد.
احمد: منا عارف انها مصيبة, مش محتاج تقوليلي.
منى: خلاص بقى يا حبيبي, ربنا ان شاء الله هيستر وهتكمل الورق بدري.
احمد: بدري ايه بس, دانا لسه هروح ادور على رجليا الصبح اغير الاسم, وبعدين اروح الف في الجوازات بعد بكرة ان شاء الله, على الله ما يطلعولي غلطة تانية هما كمان, انا مش عارف بيحصل معايا كدة ليه؟, ايه الفقر ده؟؟.
منى: معلش يا حبيبي, والله انا بدعيلك كل يوم, وان شاء الله ربنا هيكرمك , وهتشوف.
******************
ارجح احمد كرة البولينج قليلا في يده, مصوبا اياها نحو الزجاجات ثم اطلقها في قوة, والتفت الي سامي.
سامي: انا مسافر بعد اسبوعين خلاص ان شاء الله, جهزت التذكرة وكل حاجة.
احمد: انا هتجن يا سامي, مش عارف اعمل حاجة زي الي اديا متربطة, وكل الناس الي كانو بيحضرو ورقهم معايا خلاص قربو يسافرو, وانا بس الي متثبت مش عارف اعمل ايه.
سامي: ان شاء الله هتكمل متخافش, ماهو مش معقول, دانت اول واحد عارف بالفرصة دي وانت الي قايلنا كلنا عليها, واحنا قدمنا على حسك, مش معقول يا راجل.
احمد: حظوظ.
والقى الكرة الثانية في عصبية هذه المرة, ففلتت الكرة من الجانب ولم تسقط ولا زجاجة, وبينما يرفع رأسه لمح فتاتين تدخلان, فالتفتت سامي بنظره خلف الفتاتين, فاعتدل احمد.
احمد: النهاردة الجو هنا حلو يعني, المرة الي فاتت كانت الصالة مترشقة غفر.
سامي: انت مش عارفهم؟؟.
احمد: مين؟, المزتين دول؟, هو المفروض اعرفهم؟؟.
سامي: الطويلة ندي, بتشتغل سكرتيرة في الادارة فوق عندنا في الشركة, والقصيرة ام حسنة في وشها دي بنت خالتها, فوزية, على طول مع بعض هنا, مش معقول مسمعتش عنهم, ندى وفوزية.
احمد: فوزية؟؟, يعني الحلوة يبقى اسمها وحش كده, يدلعوها يقولولها ايه؟, يا فوزي.
سامي: ماتيجي نتعرف.
احمد: لا ياعم انا خاطب.
سامي: وايه يعني؟, عادي يا بني انا بقولك تعالي نتجوزهم.
احمد: لا يا سيدي, هما اتنين , وانت هتستعبطني وتسيبلي الوحشة.
سامي : خلاص يا ايمو , خش انت على الحلوة, وسيبلي ندى, اهي بتقبض على قلبها قد كده, يمكن تظبطني.
احمد: طب استني بقى, مادام كده.
وخلع الدبلة من اصبعه, ثم تردد قليلا, واعادها لمكانها.
أ*وايه يعني؟؟, ما نص الشباب بيلبسو دبل وهما مش خاطبين
**********************
اغلقت منى التليفون مع احمد , وهي تشعر بالذعر, كلمها وهو مليء بالاحباط, لقد ايقن ان الوقت الذي يتطلب تحضيره لاوراقه , اكثر من الوقت المحدد لاخر معاد لسفره, وتأكد كلاهما من استحالة سفره, وعلى الرغم من شروعه في استكمال للاجراءات, الا انه علم ان هذا الامر لن يكتمل, ولن يسافر, وحاولت منى امتصاص غضبه, الا انها شعرت بالحزن هي الاخرى, ترى ماذا سيكون موقف والدها منها ومنه؟؟, وشعرت بخيبة الامل الشديدة تسيطر عليها, ولم تستطع ان تتصل بأيا من صديقتيها لتشتكي لهما, واحست بالعجز يكاد يخنقها, فانفجرت في البكاء.
م*يا ترى هقول لبابا ايه؟؟,.... يا شماتة مؤمن وسارة فيا
*********************
تأنق مؤمن وارتدى بدلته , واستعد للنزول وهو يطمئن على مظهره امام المرآة, انبرت منى خلف باب حجرته تنظر اليه, فلمحها والتفت اليها.
مؤمن: ايه يا منى؟.
منى:... بتفرج.
فابتسم.
مؤمن: وايه رأيك؟.
منى: مش اخويا؟؟, زي القمر طبعا.
اكمل مؤمن رش العطر, وهو يسألها في اهتمام.
مؤمن: هو خلاص مفيش سفر لاحمد؟.
هزت منى رأسها نفيا في حزن وهي تقول.
منى: لا, خلاص, الاجراءات بتاعة الورق هتاخد وقت كبير.
مؤمن: عشان كده بابا متنرفز ؟,وطالب يعد مع احمد وباباه قعدة تانية؟.
منى: اه, ومش عارفة هيعمل ايه؟, ربنا يستر.
صمت مؤمن ولم يجب, فلم تتبين حقيقة مشاعره من الامر بالظبط, فقالت تسأله في حذر.
منى: هو ماقلكش حاجة عن الموضوع دا؟, او اتكلم قدامك؟.
رد مؤمن باقتضاب.
مؤمن: لا.
فعاد الحزن لوجهها, انهى مؤمن ارتدائه لملابسه, ونظر في ساعته,وهو يقول.
مؤمن: انا كده هتأخر على سارة, كل مرة اعملها فيها.
مر من امامها في طريقه للخروج, وهو يسألها.
مؤمن: عايزة مني حاجة؟؟.
قالت متسائلة بصوت خافت.
منى: كتب كتاب وائل؟؟.
تجمد وجه مؤمن دون تعبير وهو يقول.
مؤمن: اه.
منى: قوله اني بقوله مبروك.
مؤمن: مينفعش اقوله , وانتي عارفة.
والتفت ينصرف , فاستوقفته قائلة.
منى: مؤمن,.....متزعلش منى.
التفت اليها في هدوء.
مؤمن: مفيش زعل يا منى, الحاجات دي نصيب , وانتو مكانلكوش نصيب في بعض.
وانصرف, بينما شعرت منى بغصة في حلقها تحرقها.
***********************
احمد: بس انتي اسمك مميز, بجد جميل.
أ*فيه حد لسه اسمه فوزية برضة يا شيخة
فوزية: طيب منا عارفة.
تأمل احمد وجة الفتاة الممتلىء , وشعرها المنفوش حول ووجهها في انسيابية, والخال المميز تحت شفتها السفلى, وملابسها الضيقة, وقال.
احمد: بس انتي شكلك برضه مميز اوي, ازاي ما شفتكيش قبل كده؟.
فوزية: اكيد شفتني, بس حركة انك جاي عامل انك عارف ندي, كانت مفضوحة اوي.
احمد: انا فعلا معرفش ندى, بس سامي يعرفها.
فوزية: ولا سامي يعرفها, بس احنا عديناها, بس...انت, لابس دبلة يعني, ايه دي؟.
قلب احمد يده وهو ينظر الي الدبلة .
احمد: دي؟؟,....عادي, منظر يعني.
رفعت فوزية حاجبها الايسر في شك, ثم ضحكت في غنج وقالت.
فوزية: ماشي, برده هعديهالك, انت بقى بتيجي تلعب هنا كتير؟.
احمد: والله انا كنت ناوي ابطل, بس محصلش نصيب.
فوزية: ليه؟, ايه الي حصل؟.
احمد: كنت مسافر, وباظت.
فوزية: ليه كده؟, دا سامي مسافر.
احمد: ربنا يكمله على خير., يعني هو رايح, وانا بس الي باقيلكو.
فوزية: طيب يا ايمو يالي باقيلنا, تلعب شوية معايا على ما ندى ترجع.
احمد: عنيا الاتنين.
أ* ااااه يا منى لو عرفتي,.... بس انا مبعملش حاجة, اديني بقضي وقت بس يا حبيبتي, بس انا بحبك, انا متأكد من كده, دي صاحبتي مش اكتر, انا بحبك انتي, مفيش حاجة تخوف في كده يعني


لحلقه
99



وضع احمد ذراعه على كتفي منى, وهو جالس بجانبها عل الاريكة في بيتها, فالتفتت اليه في تهديد.
منى: احمد, لو مبطلتش حركاتك دي, انا مش هعد جمبك تاني.
شدد قبضته عليها وهو يقول ممازحا.

احمد: تقدري؟.
منى: بجد يا احمد, شيل ايدك, بابا في البيت.
رفع احمد يده عن كتفيها في سرعة.
احمد: صحيح, وانا مش ناقص ما يطقنيش, كفاية يوم ما عرف ان مفيش سفر, وجينا نتكلم تاني, كان عايز ينفخني.
منى: بس اهو في الاخر وافق, على نفس مدة للخطوبة, بس متزيدش عن كده,الحمد لله, احنا كنا فين.
احمد: وانا هلحق اعمل ايه في سنة ونص هنا, على الاقل هناك, كنت هظبط حالي وانتي تجيلي, ونبقى نعمل نفسنا هناك, هنا لازم اكون جاهز من كله, ربنا يستر بقى.
قالت منى بهدوء تطمئنه.
منى: يا حبيبي انا معاك في كل حتة, حتى لو في مدغشقر, والي نعمله هناك نعمله هنا, وبعدين انت ادعي ان تجيلك فرصة سفر تانية, يعني هي دي كانت اخر فرصة, اكيد ربنا هيرزقك.
احمد: يـــــارب.
ترددت منى قليلا , ثم قالت.
منى: صحيح يا احمد, فكرتني بموضوع, كنت عايزة اكلمك فيه.
مرر كفه على وجهها في رقة, فارجعت هي رأسها للخلف في استياء.
منى: بس بقى يا احمد, انت متعرفش تعد كويس ابدا؟؟.
وضع كفيه بجانبه , وهو يقول في سخرية.
احمد: خلاص, اديا جمبي اهه ,مش هلمسك تاني,... انا مش عارف انتي مكبراها ليه؟, يا حبيبة قلبي, انتي خطيبتي , يعني هتبقى مراتي, يعني عادي, انتي بس الي مش بتحبيني عشان كده مش عايزاني اجي جمبك.
منى: ابدا يا احمد, والله بحبك, بس دا مالوش علاقة بالحب.
احمد: ازاي يعني؟, مش الي بيحب حد بيبقي عايز يلمسه ويحضنه ويفضل جمبه طول العمر.
منى: بس يا احمد كده حرام,.....انت ترضى حد يعمل لاختك كده؟, حتى لو كان خطيبها؟.
احمد: لأ طبعا.
منى: طيب, وانا مثلا مش زي اختك؟.
احمد: يا موني يا روح قلبي, انتي اختي وخطيبتي وحبيبتي ومراتي ان شاء الله, متقفليهاش علينا بقى احنا مش قاعدين في جامع.
تضايقت منى من حديثه الغير مبالي, وعدم تقديره لارادتها, بل وتصريحه انه لايرضى لاخته مايرضاه لها, ولكنها آثرت الصمت حتى تحادثه في الموضوع الذي يؤرقها.
منى: طيب اتلم بقى, واسكت وخلينا في موضوعنا.
لمس انفها باصبعه,مستمتعا بمضايقتها , وهي تعود برأسها بعيدا عن متناول يده,وهو يقول.
احمد: قولي يا حبي.
ترددت منى قليلا , قبل ان تستجمع شجاعتها وتقول.
منى: كلموني في المكتب امبارح, وقالولي ان ممكن اتدرب عنهم السنة دي كمان.
احمد: مكتب ايه؟.
منى: مكتب المحاسبة يا حبيبي الي كنت بتدرب فيه السنة الي فاتت.
بدأ احمد يفهم شيئا فشيئا, فاعتدل في جلسته, وبدأ يظهر على وجهه تعبير الاستنكار الذي تخشاه.
احمد: المكتب الي كنتي بتتدربي فيه مع وائل؟.
منى: لا يا احمد, انا مكنتش بتدرب مع وائل, وائل مش هناك في المكتب اصلا من زمان, وبعدين ايه المشكلة؟.
احمد: لا طبعا يا هانم, انتي بتستهبلي؟؟, وكمان جاية تسأليني, مكتب ايه وزفت ايه, انتي لسه في الكلية , مالكيش شغل, ولزمته ايه اصلا ,عايزة ترجعي تاني , ولا انتي خلاص هتموتي وتشوفي وائل.
انزعجت منى من طريقة تفكيره الذي انحصر في وائل,فقالت في دهشة.
منى: احمد, خد بالك من كلامك, اولا وائل مش هناك اصلا, ثانيا هو كتب كتابه خلاص, وبعدين انت مش واثق فيا ولا ايه؟.
احمد: انتي بقى بتجمعي اخباره, دي حاجة جميلة خالص خالص, ولما هو كتب كتابه عايزين ايه مننا بقى؟.
ردت بعصبية ونفاذ صبر.
منى: هما مين الي عايزين مننا؟, بقلك ايه يا احمد, المكتب كلمني وانا عايزة انزل اشتغل انا زهقانة من قعدة البيت, سيبني اروح لحد الدراسة طيب, ومش هكمل الشهر التاني, بالله عليك يا احمد توافق.
استشاط احمد غضبا.
احمد: ولما انتي مرتبة ومخططة كل حاجة, بتسأليني ليه يا هانم؟, ولا كأن فيه قرطاس له كلمة عليكي, طيب ايه رأيك بقى, مفيش شغل خالص, لا هنا ولا هنا ولا في اي حتة لغاية ما تخلصي الكلية دي خالص, انتي مش محتاجة اصلا, كفاية عليكي سنة رابعة, ولما تبقي تخلصي تبقي تشتغلي, مش مزنوقة في فلوس يعني, عايزة ترجعي تاني تشوفي وائل بقى والناس الي عارفينكو هناك.
قالت منى بغضب.
منى: احترم نفسك يا احمد, ومتزعقليش, انا اهلي عارفين انا ايه وبعمل ايه, وموافقين اني اروح.
احمد: الله ؟؟؟, كمان , طيب يعني انا ماليش لزمة بقى؟, دي حاجة حلوة خالص, ولما انا ماليش لزمة مخطوبالي ليه ياهانم, طيب اقسم بالله العظيم لو فضلتي تتكلمي في الموضوع تاني يا منى, لاكون انا في طريق وانتي في طريق , ايه رأيك بقى؟؟؟.
منى: احمد؟, انت بتقول ايه؟.
احمد: الي سمعتيه, انا كنت عارف انك هتتعبيني وتطلعي روحي, بنكدك وقرفك, بس انتي لو فاكرة انك هتمشي كلامك عليا تبقي غلطانة, انا محدش بيمشي كلامه عليا, واتفضلي يا ست منى اختاري بقى, انا ولا الشغل بتاعك دا؟, اما اشوف اخرتها معاكي.
وقام غاضبا وامسك بمفاتيحه وتليفونه المحمول بعصبية, واندفع خارجا من البيت في ثورة , تاركا منى مصدومة كلية من رد فعله, وطريقة تصرفه.
*******************
راقبت رشا بتشف منى الجالسة وحدها من بعيد, وهمست في اذن نورا.
رشا: والله ماكانت جاية, بقلك متخانقين هي وهو, مبيتكلموش بقالهم يومين, منا لو كنت عارفة انها جاية كنت قولتلك.
نورا: امال ايه الي جابها؟, ناقصين قرف احنا.
رشا: وبعدين هو المفروض يسألني قبل ما يجيب حد عيد ميلادي, مش انا صاحبة العيد ميلاد.
نورا: هو قاصد يحرق دمي يعني.
ردت رشا وهي تتلفت بحثا عن اخيها .
رشا: لا داهو جايبها يحرق دمها هي باين, لانه مقعدش معاها دقيقتين على بعض , وسايبها من ساعة ما جابها.
في نفس الوقت جلست منى تفرك في يديها في غضب, واحمد مختف منذ ان وصلا, لقد تشاجرا بعد رفضه عملها , وبعدها استجابت لرفضه على مضض, ولكنها اقسمت ان تجعله يندم على معاملته لها بهذه الطريقة, فصارت تعامله ببرود, وبغضب , كرد فعل لما فعله, الا انه لم يعجبه الامر فاصبح يعاملها بلا مبالاة, واستهزاء, وقلب المائدة على رأسها , حين واجهته بطريقة معاملته, رد بأنها رد فعل طبيعي لما تفعله هي معه من مجادلة وعدم احترام له, فتشاجرا للمرة الثانية, ولم يتحدثا الا حين كلمها هو يدعوها لحفل عيد مولد اخته, فوافقت هي عسى ان يتصالحا, ولكن لايبدو الموقف مبشرا بخير, فلقد لاقت منه برودا كبيرا منذ رأته, فبادلته البرود, فما كان منه الا ان تركها وحدها في الحفل, تكاد تستشيط غضبا, وما ان استبد بها الغضب, اخرجت هاتفها لتتصل به, فسمعت صوتا من خلفها.
ميمي: موني, ازيك يا ندلة.
التفتت ترد في سعادة ان وجدت احدا تعرفه.
منى: ميمي, ازيك انت يا بني اخبارك ايه؟.
التف ميمي حول المنضدة التي تجلس عليها وجلس قبالتها.
ميمي: انا تمام الحمد لله, مش هتبطلي انتي بقى ندالة وتغيير ارقام, بس المرة دي الواحد مش عارف يوصل لرقمك.
منى: والله يا ميمي لسه مغيرة الرقم مبقاليش 3 اسابيع, متزعلش مني بجد.
ميمي: لا يا ستي ولا زعل ولا حاجة, بس كنت عايز اباركلك يعني على الخطوبة.
منى: الله يبارك فيك , عقبالك.
ميمي: ربنا يخليكي, واخبار ايمو ايه؟.
منى: تمام الحمد لله, هتلاقيه هنا بس مش عارفة واقف فين.
ميمي: اكيد هشوفه, واخبار البنات ايه؟, انا بكلم ميرنا على طول, بس سارة مختفية زيك كده بالظبط.
منى: الحمد لله هي كويسة, هبقى اسلملك عليها.
ميمي: اهي احسن حاجة فيكي انتي وسارة انها اخدت اخوكي, كده هتفضلو اصحاب طول العمر.
ردت بسخرية.
منى: اه.
ميمي: انا اخر مرة شفتها كانت في....
وتردد قليلا وابتلع كلامه, فاكملت منى.
منى: في كتب كتاب وائل, عارفة, قالتلي.
ابتلع ميمي احراجه في سرعة, واكمل كلامه و كأن لم يكن.
ميمي: وسألتها عليكي.
منى: ماهي قالتلي.
قاطع حديثهما صوت احمد البارد.
احمد: اهلا.
التفت كلاهما للصوت, وقال ميمي في مرح.
ميمي: اهلا يا ايمو, ازيك اخبارك ايه؟.
رد احمد ب"غلاسة".
احمد: انت بتعمل ايه هنا؟.
شعر ميمي بشيء من الحرج وقال.
ميمي: جيت مع نورهان, كل سنة ورشا طيبة.
احمد: مش قصدي في العيد ميلاد, قصدي بتعمل ايه هنا؟, اصلك قاعد مكاني.
شعرت منى بالانزعاج من طريقة كلام احمد, الغير مبالية بمشاعر ميمي الذي تغيرت ملامحه على الفور, وقام من مقعده في سرعة, وقال محاولا اخفاء احراجه بالمزاح.
ميمي: مانت مكنتش قاعد, وبعدين ملقتش عليه اسمك,ههههه.
وابتلع باقي ضحكته مع تعبير وجه احمد المستفز,فوجه الكلام لمنى هذه المرة, وقال.
ميمي: ماشي بقى يا موني, كويس اني شفتك النهاردة, عايزين نبقى نسمع صوتك بقى,سلام ياايمو.
وانصرف في احراج, فقال احمد بمجرد ان ابتعد ميمي.
احمد: ايه نسمع صوتك دي؟, اوعي تكوني اديتي الواد المقرف دا نمرتك.
قالت منى بعصبية بمجرد ان نطق احمد.
منى: ايه يا احمد دا الي انت عملته ؟, انت اتجننت, انت قليت زوقك مع ميمي جامد, الولد معملش حاجة, مش تاخد بالك من تصرفات.
رد احمد بغضب.
احمد: انا اخد بالي من تصرفاتي؟, ليه؟, هو انا الي قاعد معاه من غير ما خطيبي يعرف, كأننا حبيبة.
منى: احمد, ايه الي انت بتقوله دا؟, دا ميمي.
احمد: يعني ايه ميمي يعني؟, محرم مثلا؟, مش راجل دا ولا ايه الي انتي قاعدة معاه يا ست الشيخة , يابتاعة عيب وحرام.
قالت منى في انزعاج.
منى: احمد, انت بتقول ايه؟, انا كنت قاعدة مستنياك هنا من اول العيد ميلاد وانت الي سايبني قاعدة لوحدي, وماصدقت لقيت حد اعرفه, عشان ما اطقش, وقاعدين وسط الناس, وفي عيد ميلاد اختك, تقول الكلام الغبي دا.
احمد: دا مش كلام غبي يا منى, دا الي انا شفته بعيني.
قامت منى من جلستها وهي ترتعش انفعالا.
منى: لااااااا, دانت بقيت غريب , انا مش قادرة استحمل كلامك دا اكتر من كده, انا ماشية يا احمد.
قام احمد في سرعة ,وجذبها من ذراعها موقفا اياها في سرعة, وهو يقول.
احمد: رايحة فين لوحدك يا هانم؟, انا زي ما خدتك من بيتكو, لازم ارجعك بيتكو.
التفتت اليه وهي تنزع ذراعها من يده في حدة, وقالت وعيناها تدمعان.
منى: ماهو هوا دا الي انت فالح فيه, رايحة فين وجاية منين, واجيبك واوديكي, لكن اي حساب لاي حاجة تانية, معادش فيه, احمد بتاع زمان خلاص راح, بقى شوفير وبس, كويس انك لسه بتفهم في الاصول .
وضع كفه في ظهرها يدفعها امامه في رفق.
احمد: بطلي لماضة, واتفضلي قدامي, انتي مش عايزة تروحي, يلا.
سارت منى بسرعة غاضبة امام احمد, وهي تفور من الغيظ, بينما سار هو خلفها في برود, فقالت رشا في هذه اللحظة مخاطبة نورا.
رشا: انا مش قلتلك, على طول متخانقين, مبقوش يطيقو كلمة لبعض, كل يومين بشغلانة, انا قلتله منى خنقة دي مش هتنفعك.
نورا: احسن, يارب يسيبها.
************************
اخذت منى تدور في غرفة ميرنا ذهابا وايابا في عصبية, وهي تبكي,قالت ميرنا بحذر.
ميرنا: انا مش عايزة اقلك ان انا قلتلك ان دا هيحصل.
منى: لا, قولي, انا خلاص هتجن, مبقتش عارفة اعمل ايه, احمد, خلاص, بقى واحد تاني, مبقتش فاكراله حاجة كويسة ابدا, كله نكد نكد نكد, مبيبطلش خناق, مبقيناش نطيق نعد مع بعض كويسين ابدا, انا خلاص مبقتش قادرة استحمله.
قالت ميرنا محاولة تهدئتها.
ميرنا: ماهو يمكن انتي بتتخني دماغك معاه شوية؟.
جلست منى وهي تقول.
منى: بتخن دماغي مين, دنا من ايده دي لايده دي, من ساعة ما اتخطبنا, وانا بسمع كلامه هو بس, ومبقياه على كلام اهلى, يعني ساعة الشغل مثلا, ولا لما بيمنعني اخرج مع ولاد خالاتي, قال ايه عشان علاء كان بيحبني واحنا صغيرين, وعملي فيها شغلانة, دنا مخطوبالك انت يا بني ادم,انت مش واثق فيا؟,واخويا يقولي, انزلي واقله لا , عشان خاطر الاستاذ يستريح, ولا الشارع الي مبقتش اشوفه الا معاه, والقرف الي هو معيشني فيه ليل مع نهار, لا بقى عندي اصحاب ولا حتى ينفع اشتكي لحد, الكل هيشمت فيا وهيقولولي تستاهلي, دنا خسيت النص من الي بيعمله فيا, هو كنت كده ياميرنا, هو ايه ,بيستريح لما بيدمرني بالشكل دا؟.
ميرنا: متفكريش كده بس يا منى, كلنا بنحبك وهنقف جمبك, محدش هيشمت فيكي.
منى: انتي عارفة يا ميرنا, انا ساعات كتير بفكر اسيبه, مببقاش قادرة استحمل خلاص, ببقي عايزة اي حاجة تبعدني عن البني ادم دا, دا بقى واحد تاني, فاكرة ايام الحب ايام الكلية, كل دا راااااح خلاص, بقى غريب, اهم حاجة عنده اني منزلش لوحدي واني اسمع الكلام وبس, مبقتش اشوف منه معامله حلوة, مبقتش اسمع كلمة حلوة زي زمان, كأن خلاص, اشتراني وحطني في البيت واطمن على كده, حاطط تمثال بيسمع كلامه, متأكد اني مش هقدر استغنى عنه, حتى انا لما بفكر اسيبه, بفكر في اهلي, يعني انا كده هكون اتخطبت مرتين,و......
ولم تستطع اكمال حديثها, بعد ان خنقتها الدموع, وانفجرت في البكاء, فقالت ميرنا.
ميرنا: لا حول ولا قوة الا بالله, اهدي يا مني طيب, وان شاء الله كل حاجة هتتحل, يمكن الوضع الي انتو فيه دا عشان حكاية السفر الي راحت عليه, واعصابه التعبانة, استحمليه الفترة دي , يعني هو سهل عليه ان اصحابه يسافرو وهو لا!.
منى: منا كنت معاه, ووقفت جمبه, لا واتخانقت مع اهلي ميت خناقة عشان خاطره, وعشان ادافع عنه, ولا دا كله مالوش حساب عنده؟.
ميرنا: معلش يا موني, كل دا هيعدي, بس انتي اصبري شوية, واستحملي وعديله.
وضعت منى وجهها بين كفيها , وهي تبكي.
منى: انا خلااااص, مبقتش قادرة اتنفس اصلا, المشاكل هتموتني خلاص.
ميرنا: ياستي سبيها على ربنا,وربنا يستر عليكو بقى يا منى


الحلقه
100



قال احمد لمنى وهو جالس بجانبها في "الكافيه".
احمد: هتفضلي مبوزة كده كتير؟, احنا خارجين عشان نتبسط ولا عشان نقرف نفسنا؟.
قالت منى بحدة.
منى: والله بقى مش انا الي غاوية نكد.
احمد: ولما انتي مش غاوية نكد, بتقولي شكل للبيع ليه؟, ايه؟, خير ؟, مالك؟؟.
منى: ولا شكل ولا حاجة, انا مبقتش حمل خناقات اصلا.
احمد: وانتي يعني مفكرتيش احنا بنتخانق كتير ليه؟, ماهو علشان دماغك الي زي الجزمة الي مبتسمعش الكلام دي.
نظرت اليه منى بدهشة, وقالت بغيظ.
منى: انا؟؟, انا مبسمعش الكلام؟, امال مين الي بيسمع الكلام؟, دنا من يوم ما خطبتني وانا عاملة زي الخاتم في صباعك, لا يوم كدبت عليك,ولا يوم خرجت من غير اذنك, وكلامك بيمشي عليا زي ما بيتقال؟, مبسمعش الكلام في ايه بقى؟.
احمد: انتي؟؟,دانتي على طول بتعندي معايا وحاطة راسك براسي, مفيش حاجة اقلهالك تعمليها الا لما تحسسيني ان انا بقلك ارمي نفسك في البحر, كأن مش الطبيعي ان اطلب منك الطلبات دي, وعلى طول تكشري , وتبوزي زي مانتي عاملة دلوقتي, لما بقيت خلاص, مبشوفكيش بتضحكي ابدا.
منى: وانت بقى مش شايف انك بتطلب مني اي حاجة اوفر مثلا؟, كأن انا مجنونة, ببوز على الفاضي على طول, المفروض تبقى قارفني ومطلع روحي واضحك في وشك كمان؟.
احمد: انتي المفروض تتعلمي حاجة زي كده, لان الزوجة الذكية, هي الي تعرف تمتص غضب الراجل, وتتعلمي تضحكي, متضحكيش ليه يعني, وبعدين انا مبطلبش منك حاجة غير العادي, واسألي اي حد, انا ليا حقوق عليكي, ولازم تنفذيها من غير عند, الطبيعي ان الراجل الي كلمته تمشي ولا الست.
منى: وانا اسأل ليه؟, انا اسأل نفسي, لما ابقى بعملك كل الي انت عايزه وفي الاخر اطلع مجنونة و بعند وحاطة راسي براسك,.... حرام عليك يا اخي, انت ايه؟, مبتحسش؟, واحدة زيي المفروض تكون واثق فيها ثقة عمياء, دانت اول واحد عرفته في حياتي, واول غلطة ليا كانت معاك, والوحيد الي حاربت الدنيا عشانه, وخسرت الناس كلها عشان ابقى معاه, دنا حتى لما اتخطبت كنت انت السبب في اني اسيب خطيبي, عشان انا كنت لسه عايزاك وبحبك, وانت ايه؟, مفيش, مبتقدرش حاجة ابدا, وفي الاخر بطلع مقصرة ونكدية, انا بجد بجد, بقيت مش عارفة ارضيك ازاي.
احمد: , مانتي بتعمليلي الحاجة يا منى وتفضلي تفكريني بيها على طول, كأنك بتزليني او انا مستهلش منك انك تعمليلي حاجة,وبعدين هو لما تسمعي كلامي ابقى مش واثق فيكي؟, انا كده بحميكي يا هبلة ,وبعدين انا مبعملش حاجة غريبة يعني.
قالت باستسلام يائس, والدموع تتسلل لعينيها.
منى: انت عارف يا احمد, انت فعلا الكلام معاك معادش بيجيب نتيجة, فانا مش هتكلم, انا هعمل الي عليا وبس, وهستني في يوم من الايام تعرف قيمتي.
نظر احمد اليها قليلا, وفكر ان يرد, ثم تراجع, وصمت, وبعد قليل قال بصوت هاديء.
احمد: منى, انتي عندك شك اني بحبك جدا؟.
نظرت اليه بعينين دامعتين.
منى: انا مبقتش عارفة احنا ليه بقينا كده, مع اني انا بحبك وانت بتحبني.
احمد: واضح ان الحب لوحده مش كفاية.
منى: طب وايه الحل؟.
احمد:................
منى: يمكن احنا محتاجين نتفاهم اكتر من كده,محتاجين نعدي لبعض.
احمد: الكلام دا تقوليه لنفسك يا منى, انتي الي مبقتيش قادرة تعديلي خلاص, صبرك عليا خلص باين.
منى: انا بحبك يا احمد, ومبقتش عارفة اعامل ايه في الي احنا فيه دا, ازاي نكون بنحب بعض, ومش قادرين نستحمل بالشكل دا.
احمد: انتي شايفة الحل ايه؟.
منى: معرفش.
احمد: نبعد عن بعض فترة نريح بعض.
منى: لا يا احمد دا مش حل, دا صحيح هيرجعنا لبعض كويسين بس دا مش هيدوم الا فترة قليلة, لان هنبقى واحشين بعض, وبعد ما تعدي الفترة دي هنرجع زي ما كنا لان احنا ماحليناش المشكلة ,احنا بعدنا بس.
احمد: طيب انتي شايفة ايه؟.
صمتت منى ثم قالت.
منى: انا شايفة ان خلاص, مفيش حل الا اننا نتغير,انا وانت نتغير, نحاول ننجح بعلاقتنا دي بقى.
احمد: بس انا مضمنش اني اتغير يا منى.
منى: ولا انا, بس على الاقل اوعدك اني احاول,وانت كمان لازم تحاول, لو لسه بتحبني زي ما بتقول لازم تحاول يا احمد, يا احمد احنا بقينا بنتخانق مرتين في اليوم على الاقل, دي مش هتبقى عيشة دي.
احمد: ماهو السبب...
وضعت اصابعها على فمه تسكته.
منى: مفيش حاجة السبب, احنا مش عايزين نتكلم في الي فات, احنا عايزين نعدي مشكلتنا دي, ونغير من نفسنا عشان نكون احسن,, وانا ليك عليا اكون واحدة تانية, واحاول اكون البنت الي انت عايزها, وانت كمان, مش عايزاك تتغير كتير, بس عايزاك تتعلم تقدر الي بيتعمل عشانك.
انزل احمد اصابعها من على فمه, وامسك يدها بيده في رفق.
احمد: ماشي يا منى, انا موافق, وانا كمان عايز نبطل خناق, وهقدرك وهحبك زي زمان واكتر.
ابتسمت منى.
منى: وانا مش عايزة منك اكتر من كدة, انا بحبك يا احمد ومش عايزة نبعد عن بعض لا بالمسافة ولا بالمشاعر.
رفع كفها الي شفتيه في رقة وهو يقول.
احمد: ان شاء الله عمرنا ماهنبعد عن بعض.
*********************
قالت ام منى لشيرين في اهتمام.
الام: وانتي كده يا حبيبتي خلاص خلصتي حاجتك, وفرشتي ؟.
شيرين: لا والله يا طنط, دنا لغاية دلوقتي مستلمتش السفرة, وطبعا لسه مركبناهاش, وكل يومين سفر عشان ارتب في الشقة انا وماما, وبرجع هنا عشان بروفات الفستان والكوافير, انا فعلا اتطحنت اليومين دول.
الام: ماهو باين عليكي يا حبيبتي , انتي خسيتي فعلا, ومحمود بقى هناك في اسكندرية؟.
شيرين: اه ,ماهو الي استلم العفش, وهيستني يستلم السفرة, ويجي بعد ما نخلص خالص ان شاء الله.
الام: ربنا يكرمك يا حبيبتي ويتمملك على خير انتي وكل البنات, ولو اانك هتبعدي عن مامتك يا حبيبتي , بس اسكندرية جميلة, بيني وبينك يا بنتي انا فرحانة ان منى مش هتسافر الكويت, بلا سفر بلا قرف, بقى انا اقدر بنتي تبعد عني كل دا!,دي بنتي الوحيدة برضة, انا كان نفسي باباها ميوافقش, بس الحمد لله اهي جت من عند ربنا.
دخلت منى في هذه اللحظة مقاطعة كلام الام وشيرين, التي سلمت عليها في حرارة.
شيرين: عشان تعرفي انك ندلة, كالعادة, في عز مانا مشغولة اهه, وجيت اجيبلكو كروت الفرح بنفسي عشان انا عندي دم.
جلست منى بجانبها, وامسكت بالكارت بينما قامت الام وغادرتهما وهي تقول.
الام: ربنا يهنيكي يا حبيبتي ويتمملك بألف خير.
شيرين: ربنا يخليكي يا طنط , وعقبال منى بقى.
منى: وريني كده شكل الكارت, الله , دا رقيق خالص, ما شاء الله.
شيرين: انتي يا بنتي واطية؟, تغيري نمرتك ومتعرفنيش, وادوخ انا ادور على نمرة منى هانم المختفية, واما جيبها الاقيها مقفولة.
منى: مقفولة ازاي؟, وهو انا ممكن اقفل موبايلي, دانا كنت اتقتل.
شيرين: امال لقيتها مقفولة ازاي امبارح باليل, مش الي اخرها 770؟.
منى: اااااه, لا دي النمرة الي قبل دي, استني اديكي الجديدة.
ومدت يدها تسجل الرقم على هاتف شيرين.
شيرين: يعني غيرتي النمرة مرتين كمان , ومفكرتيش تعرفيني ولا مرة.
رفعت منى الهاتف امام عينيها تخفي حرجها,وهي تقول.
منى: اصل النمر الي على الشريحة راحت.
شيرين: خلاص, خلاص , متبرريش, طول عمرك ندلة, دا العادي يا بنتي,.....ايه دا ؟, انتي غيرتي دبلتك؟.
وامسكت يد منى في دهشة, وهي تكمل حديثها.
شيرين: ليه كده؟, التانية كانت احلى, واتقل كمان, ايه انتي جبتي توينز؟ , ولا انتي شبكتك صحيح كان فيها توينز, امال غيرتي الدبلة ليه؟, اقلعيهالي كده اشوفها,على فكرة لسه صور خطوبتك عندي.
واخذت الدبلة من يدها ,ووضعتها في اصبعها تتأملها,وهي تكمل حديثها.
شيرين:دنا شفت وائل من كام يوم في الشارع, هو غير عربيته؟, ولا دي عربية باباه ,السودة؟, بتاعة باباه صح؟,هو بيحضر ماجستير دلوقتي ؟,وايه حكاية سفرية الكويت الي مامتك بتقول عليها؟, انتي.......
قاطعت منى سيل الكلام الذي خرج من فم شيرين دون توقف, بعد ان ايقنت ان شيرين لا تعرف شيئا عن خطبتها لاحمد.
منى: شيرين,... انا سبت وائل من زمان.
توقفت شيرين عن الكلام بغتة, ونظرت الى منى في دهشة ولم تستطع النطق.
شيرين:............
منى: انا سبت وائل, واتخطبت لواحد تاني.
خلعت شيرين الدبلة من يدها في احراج, وهي تعيدها اليها في سرعة وتقول.
شيرين: مش معقول, وسايباني اتكلم كل دا, امتى دا حصل؟, انا والله ماسمعت, واتخطبتي تاني كمان, والله ماكنت عارفة يا منى.
منى: عادي يا بنتي ولا يهمك, دا الموضوع قديم اوي بقاله شهور, وهو كتب كتابه قريب كمان.
شيرين: ياخبر, طيب ان شاء الله خير, والحمد لله على كل حال, مانتي لو مكنتيش واطية كنت عرفت كل اخبارك, انتي اتخطبتي لمين بقى؟.
وعادت تأخذ الدبلة من يد منى, لتقرأ الاسم المكتوب عليها.
منى: لاحمد.
شيرين: ماهو مكتوب قدامي احمد, بيشتغل ايه احمد دا يعني؟.
منى: لاحمد يا شيرين.
شيرين: احمد مين؟.
منى: احمد ايمو يا شيرين.
نظرت اليها شيرين لحظة واتسعت عيناها, ثم قالت بصوت عال.
شيرين: نــــــــــــعم؟؟؟؟؟؟.
منى: اه والله.
شيرين: انتي يا بت انتي مجنونة؟ حد يتخطب لايمو, انتي مش كنتي عقلتي وسبتيه, ايه الي حصلك, ايه الي رجعك تاني؟.
منى: ياشيري الي حصل بقى,بعد ماسبت وائل خلاص, احمد كلمني قالي انا لسه بحبك, وانا اتغيرت , ونجحت وبشتغل وكان مسافر كمان الكويت, بصراحة انا حنيت تاني, وقلتله اثبت وتعالى كلم بابا, فجه فعلا ومكدبش.
شيرين: انا بجد مش عارفة اقلك ايه, يعني انتي الايام الي قضتيها معاه في الجامعة دي معرفتكيش مين هو احمد, قلتي تتأكدي وتتخطبيله, وطبعا اكيد مطلع روحك.
انكرت منى بكذب, ووجهها يحمر قليلا.
منى: لا يا بنتي, احمد اتغير خالص, انتي متعاملتيش معاه من زمان, بقى مهتم بمستقبله, وبقيت انا اهم حاجة في حياته.
نظرت اليها شيرين لبرهة, تستبين صدقها ثم قالت.
شيرين: ياريت,.... انا اتمني يكون اتغير, لان انتي لو مخطوبة لاحمد امام وهو لسه زي ما كنت انا اعرفه, فالله يكون في عونك, مش هقولك غير كدة.
م*مممممممم, ربنا يكون في عوني
*******************
اقبل صديق احمد في الشركة منه وقال ضاحكا.
اشرف: ابو الامائيم, كنت قاصدني في حاجة كده, وجبتهالك, بس على الله يطمر.
نظر احمد الي الشاب في دهشة, وهو يحاول تذكر ما طلبه من اشرف , ثم قال.
احمد: اكيد مردودالك يعني, وانا خيري سابق يا شيرو, بس انا كنت طالب منك ايه بقى عشان انا نسيت.
همس اشرف وكأنه يقول سر.
اشرف: نمرة المزة, انا كنت سامع انها تقلانة ومادتهالكش لغاية دلوقتي, وانت حبيت تجيبها, جبتهالك انا بقي بطريقتي.
احمد: المزة؟؟,.....ااااه, فوزية؟؟.
اشرف: ايوة يا سيدي, اي خدمة.
احمد: لا ماخلاص, مش عايزها, انا ناوي استقيم خلاص.
اشرف: وانت مالك ومال الاستقامة؟, ولا الحكومة بقت بتفتش الموبايل يا سيطرة؟.
هتف احمد في استنكار.
احمد: ولا تقدر ولا حد يقدر, قال تفتش قال,بس انا بقيت ناوي خير يعني.
اشرف: ودا شر يعني؟,ولا انت جبت النمرة من برة؟ , ومش عايز مني خدمات خلاص.
احمد: مستغناش يا شيرو, بس بجد انا نويت ابطل عك بقى, واركز مع الحكومة بقى.
اشرف: طيب خدها على موبايلك مدام مبيتفتش, مش هتخسر.
احمد: ...................
اشرف: خدها يا بني, ومتعمليش فيها ابو زيد الهلالي, متعملش بيها حاجة , خليها معاك وخلاص.
تردد احمد قليلا, ثم قال.
احمد: ماشي,.... هاتها.
قال اشرف مازحا وهو يملي عليه الرقم.
اشرف: ابقى اكتبها بسيم عشان الحكومة, اكتبها فوزي.
احمد: ظريف اوي حضرتك.
اشرف: بس ابقى افتكرني في الاستقامة.
احمد: ماشي يا خفيف.
وفكر بينما اصابعه تكتب اسم فوزي بدلا من فوزية , بعد ذهاب اشرف.
أ* ايه يعني لما يكون معايا نمرة فوزية؟, انا مش هعمل بيها حاجة, انا بحب منى واتفقت اني اكون كويس معاها, وان شاء الله انا كويس اهه, انا كنت عملت ايه يعني؟؟؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-13, 01:11 PM   #55

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الحلقه
101




جلست منى في سيارة احمد, اثناء عودتهما من حفل زفاف مريم, وهي صامتة تماما, عاقدة لحاجبيها بينما احمد يتحدث بحماسة كبيرة , لدرجة انه لم يلاحظ صمتها.

احمد: ولا يا بنتي القاعة شفتي وهم ازاي, وكل حاجة كانت فظيعة, مريم دي بنت ناس جامدينجدا, منا قلتلك , هيبقى الفرح وهمي.
لم تجبه منى ولم تلفتت حتى اليه, بينما اكمل هو بنفس الاندفاع.
احمد: ولا شفتي قرايبها , ناس تانية خالص.
منى:....................
احمد: بس انا متأكد ان ابوها الي عاملها الفرح, لان العريس غني, بس مش اوي كده, وبعدين ابوها ميفرقش معاه, ايه يعني لما يعملهولها.
لاحظ صمتها لاول مرة منذ ركوبهما السيارة, فنظر اليها بطرف عينه بحذر, ثم قال.
احمد: عقبال فرحنا يا حبيبتي.
وامسك يدها وقبلها في رقة وتركها ثانية, لم تتكلم منى , فعقد احمد حاجبيه في ترقب.
احمد: مالك؟.
منى: مفيش.
احمد: ساكتة ليه؟.
منى: مستنية تخلص كلام عن فظاعة القاعة والبوفية والعربيات و الناس الي كانو في الفرح.
احمد: ااااه, انتي غيرتي يا روح قلبي, والله انا بحبك انتي, مريم دي مكانش بيني وبينها حاجة, بس كنت معجب بيها مش اكتر, اوعي تحطي في دماغك حاجة.
التفتت اليه منى تقول بهدوء ما قبل العاصفة.
منى: وانا احط في دماغي العروسة ليه؟,ماهي خلاص اتجوزت, مش كفاية عليا بقيت البنات الي في الفرح.
شعر احمد بهبوب العاصفة , فقال في قلق.
احمد: بنات ايه يا منى؟.
منى: البنات, الي كانو هناك, يعني مثلا البنت الطويلة ام شعر اصفر , الي قعدت ترغي معاك اول ما وصلنا مثلا.
احمد: مين؟, لينا؟, دي اخت مريم, دي عيلة رايحة تانية كلية, انا اعرفها من وهي في ثانوي,على طول كانت بتيجي الشركة, اوعي تكوني اتضايقتي, يا منى دي بت صغيرة.
منى: صغيرة ولا كبيرة, انت عادي انك تعمل, بس انا لو عملت حاجة من غير قصد تبقى حكاية.
قال بحدة.
احمد: قصدك ايه يا منى؟, ايوة انتي متعمليش حاجة بقصد او من غير , ولا انتي ناوية تعملي؟.
اكملت منى وعصبيتها تتصاعد.
منى: دانت فضحتني لما قعدت مع ميمي في عيد ميلاد اختك, وبعدين انت عارف كويس ان دي مش البنت الوحيدة الي انت وقفت معها النهاردة.
احمد: بنت ايه تاني يامنى؟ , اللهم طولك ياروح.
منى: البنت الي شعرها كيرلي , وعندها حسنة تحت بقها.
شعر احمد بالقلق, لقد رأته مع فوزية.
احمد: مين البنت دي؟.
منى: متستهبلش يا احمد, انا شفتك خارج برة القاعة, قمت اشوفك رايح تعمل ايه, لقيتك واقف معاها في الهول برة, ونازلين ضحك وهزار.
احمد: دي؟؟ , دي واحدة بتشتغل معانا في الشركة.
قالت منى بحدة اكبر.
منى: انا مش هبلة يا احمد عشان تستغباني, ممكن افهم بقى انت خدتني معاك الفرح دا ليه؟, لما انت كنت متضايق مني للدرجة دي وسايبني طول الفرح قاعدة لوحدي, ورايج جاي تكلم في صاحباتك واصحبك, انا كان لزمتي ايه؟, ولا عشان تثبت لمريم انك خلاص خطبت ونسيتها.
قال احمد متظاهرا بالغضب, حتى لا تعود منى على ذكر فوزية مرة اخرى.
احمد: يادي مريم الي هتوجعلك دماغك, يامنى طلعيها من دماغك بقى, انا مش فاهم انتي بتحبي الخناق كده ليه, مبيعديش عليكي يوم الا ما تتخانقي معايا فيه, ارحميني بقى.
منى: بص بقى يا احمد, من هنا ورايح لما تاخدني في مكان, تفضل قاعد معايا , متسبنيش بالشكل دا قاعدة لوحدي, عشان دي مش اول مرة تعملها, وحكاية البنات دي , انا مش هعديها مرة تانية يا احمد, اذا ما كنتش بتحترم وجودي وانا معاك, امال بتعمل ايه من ورا ضهري؟.
أ*انتي ايه كنتي مستنيالي غلطة عشان تأمري وتتشرطي عليا
خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكو يا ايمو, اعمل غضبان, حسسها انها هي الي غلطانة
افتعل احمد تعبير الغضب على وجهه.
احمد: وهو انا هخاف منك مثلا, عشان اعمل حاجة من ورا ضهرك, البنات دي ناس انا اعرفهم من الشغل, ولما سألتيني هما مين قلتلك, مخبتش عليكي يعني, وهو انا لو عايز اعمل حاجة غلط هعملها قدامك يا عبيطة, انتي بس الي مكبرة الموضوع, انا بتعامل عادي, انتي بس الي شكاكة, وبقيتي عايزة تمسكيلي اي حاجة وخلاص, عشان ترديلي حركة ميمي, بس انا بقى الي مش هعديهالك يا منى, لغاية ما تتعلمي تتكلمي معايا ازاي, انا راجل يا هانم, ميتقاليش اعمل ايه ومعملش ايه, ولو مش عاجبك معاملتي برة, متجيش معايا في حتة تاني, هو انا كده واذا كان عاجبك, انتي فاهمة ولا لأ؟.
شعرت منى بالغضب والانزعاج الشديدين, لقد صاح بها احمد بوقاحة,وكأنها هي التي اخطأت, ولم تستطع النطق لبرهة, من وقع الكلام عليها ومن شدة الدهشة, وحين استطاعت النطق ,خرج الكلام مرتجفا من شفتيها ,مخنوقا بالغضب ودموع الغيظ.
منى: احمد, نزلني هنا, اقف يا احمد.
زاد احمد من سرعة السيارة وهو يقول.
احمد: تنزلي فين يا مجنونة؟, انا زي ما اخدتك من البيت ارجعك.
قالت منى بتصميم غاضب.
منى: قلتلك نزلني.
وفتحت باب السيارة , فمد هو ذراعه يغلقه في عنف,وجذبها الي الداخل بعيدا عن الباب في شدة, وهو يصيح بها.
احمد: بتعملي ايه يا مجنونة انتي؟. متجيش جمب الباب دا, انا بقلك اهه.
التفتت اليه في غضب شديد ,وهي تصيح والدموع تتطاير من عينيها.
منى: سيبني انزل, انا مش طايقاك, ومش طايقة اكون معاك في مكان واحد, انت مجنون, ومبتحسش, انا مش عايزاك يا احمد, ومش عايزة اشوف وشك تاني, عشان كدة نزلني.
وخلعت دبلتها والقتها في تابلوة السيارة, وهي تكمل.
منى: قلتلك نزلني.
اغلق احمد باب السيارة اتوماتيكيا, حين حاولت هي فتحه مرة اخري, وصاح بها.
احمد: وطي صوتك دا, الناس بتتفرج علينا.
منى: بقلك انا مش عايزاك ومش طايقاك , سيبني انزل.
احمد: مينفعش, لازم ارجعك البيت, هتنزلي تروحي فين بالسواريه الي انتي لابساه.
منى: ملكش دعوة بيا, انت فاهم,انت هتروحني دلوقتي وبعدها مش عايزة اشوفك خالص.
احمد: ولا انا كمان عايزك يا منى, ايه رأيك بقى.
منى: احسن برضة.
احمد: انا اصلا تعبت منك ومن قرفك ومن غيرتك ومشاكلك, عمرك ما ريحتيني, ولا سمعتي كلامي زي الناس, على طول شكاية وزنانة وغبية, ولا عمرك فهمتيني ولا عمرك هتفهميني, دنا الي هستريح منك مش انتي,على الاقل اخلص من قرفك.
منى: طب اديني بريحك اهه, وبقلك اتفضل شوف واحدة بقي تانية تعرف تفهمك.
احمد: في ستين داهية, يعني انا الي هموت عليكي.
منى: وابقى كلم اهلي عرفهم.
احمد: من عنيا الاتنين.
تدحرجت الدبلة من على التابلوة لتسقط على ساق منى, فامسكتها ووضعتها في درج التابلوه بعنف, بينما اسرع احمد بجنون حتى يوصلها بيتها قبل ان تنفجر السيارة من شدة غضبهما.
*****************************
منى: مش طايقاه يا سارة خلاص, ومش عايزة اشوف وشه تاني.
قالت سارة في هدوء , وهي تجلس في غرفة منى.
سارة: يا منى استهدي بالله, يعني هي دي اول خناقة مابينكو مثلا, مانتي عارفة احمد بيطلع بيطلع وبينزل على مفيش.
منى: لا, دا بقى مش ممكن, مبقتش قادرة استحمله, هعديله ايه ولا ايه ياربي؟, يعني قلة ادبه عليا, ولا احراجي على طول في كل مكان سايبني لوحدي, ولا تحكمه فيا الي بقى لايطاق, وشكه, شكه الي على طول قارفني بيه, الاستاذ بيعايرني, قبل كده قالي وانا اثق فيكي ازاي, مانتي كنتي مخطوبة وبتكلميني.
شهقت سارة في خفوت, وتداركت نفسها ثم قالت.
سارة: معلش يا منى, دا بس تلاقيه في ساعة غضب.
منى: ماهو على طول في ساعة غضب, هو انا بقيت اشوفه كويس ابدا, على طول نكد وعلى طول خناق انا زهقت, بقالي معاه كام شهر ومبقتش طايقة نفسي, احمد بيدمرني يا سارة, انا مش فاهمة بيعمل كدة ليه, هو بيعاقبني مثلا على اني كنت بحبه, دنا قعدت مع وائل سنة, متخانقناش فيها خمس مرات على بعض.
سارة: بس اكيد كنتو بتختلفو.
منى: بس مش بالشكل دا, انا واحمد مش بنختلف, احنا بنحارب بعض, عاملين زي الكبريت والبنزين,دي مش عيشة دي يا سارة, انا بجد اتخنقت, ماكل الناس ماشية كويس, اشمعني هو؟.
سارة: يا منى يا حبيبتي, كل الناس عندها مشاكلها برضة, بس الذكاء بيبقى ازاي تحليها من غير شوشرة, لو انتي مثلا كنتي فاكرة ان انا واخوكي مبنتخانقش تبقي غلطانة, احنا بنختلف كتير, بس بتعدي والواحد لو كان غلطان بيتأسف, وخلاص عشان المركب تمشي, انتي بس الي محتاجة تفهمي احمد دماغه عايزة ايه, وتعمليه من غير ما تضيعي كرامتك, وهو ساعتها هيعملك كل الي انتي عايزاه, الولد لما بيلاقي البنت بتريح دماغه, بيبقى مش عارف يعملها ايه ولا ايه, صدقيني.
منى: لا, الكلام دا ممكن تقوليه على مؤمن اخويا, خالد خطيب ميرنا, لكن احمد لا,احمد غير الناس, دانتي تعمليله الحاجة, يسوق فيها, يبدأ يطلب غيرها, ويفضل يفكرك بالقديمة كأنك هتعمليها برضه, يعني حاجة اخر قرف يا سارة, انا طهقت, دا عمره ما اتأسف ,وعلى طول بيخليني انا الي اعتذر وهو يبقى الغلطان,انا مبقتش عارفه اريحه حتى عشان اريح دماغي, بني ادم غريب, انا مش عارفة ازاي اتقلب 180 درجة بالشكل دا, اتغير تماما من ساعة ما اتخطبنا يا سارة,دا بيشتمني يا سارة, قاعد يقولي انتي مقرفة وغبية وزنانة, بكرة يضربني بقى كمان , انا مبقتش اضمن, انا خايفة منه,......يا سارة انا تعبانة اوي ومحدش حاسس بيا.
سارة: لا حول ولا قوة الا بالله.
منى: بس خلاص, انا مش عايزاه فعلا, ورمياله الدبلة من ساعتها , خلي مؤمن يكلمه يجي ياخد حاجته في ستين داهية,انا ماما قالتلي الي انتي عايزاه اعمليه, انتي شكلك شبة الميتين من ساعة ما اتخطبتي لاحمد دا اصلا.
سارة: يعني خلاص دا اخر كلام.
منى: معنديش كلام تاني,.
********************
قالت منى بعناد غاضب.
منى: لأ يا ماما مش طالعة.
الام: معلش يا منى, اطلعي بس شوفيه عايز ايه.
منى: لا , انا مش عايزاه خلاص, يا ماما ادوله حاجته ومشوه بقى.
الام: طب يا ستي اطلعي كلميه الاول, وبعدين اديله حاجته ومشيه, بس ريحيني واطلعي, هو مش راضي يا خد حاجة, ومش عايز يمشي الا لما يشوفك الاول.
منى: وانا قلت مش عايزة اشوفه.
الام: معلش يامنى, علشان خاطري, وبعدين باباكي قالي اطلعك, يلا يا بنتي ربنا يهديكي.
التفتت منى لامها وهي تقول في غضب.
منى: انا هطلع بس مش هرجعله, انتو فاهمين.
خرجت منى على مضض وعلى وجهها تعبير ساخط, وجدت احمد جالسا على اريكته المعهودة, ينظر اليها في هدوء, فنظرت اليه بغيظ, وهي تجلس بعيدا عنه, وقالت بحدة.
منى: نعم؟.
قام احمد من اريكته, وجلس قريبا منها.
احمد: منى,.... انا اسف.
اتسعت عيناها في دهشة.
احمد: انا زودتها شوية اخر مرة, بس انا مينفعش اعيش من غيرك.
منى:...................
احمد: بصي يا منى, احنا كن اتفقنا نتغير وانك تستحمليني, بس انا في ساعة غضب, اتعصبت عليكي, وانتي مقدرتيش تستحمليني, بس ده مش معناه ان احنا نسيب بعض, انا مش هسيبك يا منى مهما حصل.
منى: ..........
احمد: انتي مش هتردي عليا؟.
منى: لا.
احمد: مش مهم, انا جبتلك دبلتك اهي , خليها معاكي, وفكري في الي بينا , ومتضيعيهوش يا منى, ولما تحسي ان حبك ليا اكبر من المشاكل الي بينا, البسيها تاني, وكلميني, وان هستناكي.
منى:.............
احمد: احنا محتاجين فرصة تانية مع بعض, احنا كنا كويسين سوا لغاية الخناقة الاخيرة دي, تعالي ننساها, عديها , امسحيها من دماغك خالص, الي حصل كان غباء مننا احنا الاتنين, اوعي تفكري ان الغلطة غلطتي لوحدي يا امنى, انتي كمان غلطتي فيا, بس بلاش نتكلم عنها, انسي, انا لسه بحبك يا منى, وعندك الدبلة اهي, ولحد ماترجعي تلبسيها تاني, خليكي متأكدة, ان انا لسه خطيبك الي بيحبك.
منى:..........
احمد: فكري يا منى, وارجعيلي, وانا هستناكي


الحلقه
102




منى: صعب يا ميرنا , صعب, الي ايده في المية مش زي الي ايده في النار, يعني انا فعلا نفسي اسيبه, الحياة معاه مستحيلة, بس لما برجع بفكر في اهلي, واني كده هبقى اتخطبت مرتين, ولسه تاني, هعرف واحد تالت من اول وجديد وهتعرف على طباعه, ويا يعجبني ويا ميعجبنيش بترعب, وبعدين ارجع واقول ما انا واحمد كده مش هننفع مع بعض, انا بجد محتارة اوي مش عارفة اعمل ايه, الاختيارين اصعب من بعض.
ردت ميرنا وهي تعتدل في جلستها على سرير منى.
ميرنا: لا والله ,ولا اصعب ولا حاجة, انا شايفة ان احسن حل تسيبي احمد, لان لو فضل معاكي بالمنظر دا, مسيرك هتسبيه في يوم من الايام, والنهاردة احسن من بكرة, وانتو مخطوبين احسن من وانتو متجوزين ,ولا ايه رأيك يا سارة؟.
سارة: انا محتارة زي منى بصراحة, مش عارفة انهي اختيار هيكون اصعب.
منى: انتو عارفين انا حاسة بإيه؟, انا نفسي في معجزة تيجي تحل الموضوع دا من اوله لاخره, اعمل ايه ياربي!!, ياريتني ماعرفتك يا احمد من الاول, ياريتني ما كلمتك وانا مع وائل, وياريتني مارجعتلك تاني.
ودمعت عيناها, فقالت لها سارة .
سارة: يا منى ,ياريتني دي من الشيطان, سيبك منها, فكري في ايه ممكن يتعمل دلوقتي, انتي عندك حل من اتنين, يا اما تخلصي من الموضوع دا من جذوره زي ما ميرو بتقول, يا اما تفكري في اهلك وفي وضعك مع احمد, وتشوفي ممكن تكملي معاه بالشكل دا, طب لو اتحسن ممكن تعملي ايه؟.
منى: انتي عارفة يا سارة, انا كان ممكن يبقي كفاية عليا انه جه اتأسف من نفسه, واعتذر ليا ولاهلي على الي حصل, عشان الموضوع كبر, ومامته كلمتني تراضيني برضه,دا خلا حتى رشا تكلمني, يعني حس اني ممكن اضيع منه بجد, بس برجع وتصعب عليا نفسي, من البهدلة الي شفتها, ليه يعني؟,هو فاكر ايه ,ان اسف ممكن تمسح الكلام الي قاله, ولا تنسيني الاهانة وقلة الادب.
ميرنا: لا طبعا, انتي ممكن تسامحيه الا في الحاجات دي, لان الي فيه طبع مبيغيروش وهيفضل يغلط فيكي طول عمره ويقولك لحظة غضب, وزي مابتقولي ممكن يزيد فيها كمان واذا كان النهاردة بيعتذر, بكرة هتبقي مراته وبالجزمة تسمعي الكلام.
وقامت تعدل حجابها وترتدي حقيبتها , وهي تكمل.
ميرنا: اوعي يامني ترجعيله دا واد واطي وزبالة, اسمعي كلامي مرة في حياتك بقى.
وقبلتها وهي تقول.
ميرنا:انا هنزل وانتي عاقلة اهه, مش عايزة اشوفك في الكلية بكرة الاقيكي اتهبلتي.
وبعد انصرافها, نظرت سارة الي منى في هدوء ثم قالت.
سارة: انتي مالك؟, عايزة تسامحيه, صح؟.
نظرت منى في الارض, وقالت بيأس وحزن.
منى: مش قادرة اسامحه, صعبانة عليا نفسي اوي ياسارة,اوي ,احمد بيعاملني زي الزفت, بس انا بجد خايفة, هعمل ايه لوسبته, تفتكري هاعرف احب تاني؟.
ضمتها سارة في رفق ,وهي تقول.
سارة: اسمعيني يا منى كويس, لو كنتي مش عايزة تسبيه عشان خايفة لا متعرفيش تحبي تاني او تتجوزي مثلا, فدا يبقى هبل, لان الحاجات دي نصيب اصلا, وبتاعة ربنا في الاول والاخر,مالناش يد فيها, ولو مكتوبلك تتخطبي لمليون واحد قبل ما تتجوزي البني ادم الي هو نصيبك فعلا هتتخطبيلهم, فدا متقلقيش منه, انما بقى لو عشان انتي عايزة احمد او لسه باقية عليه,فدا موضوع تاني.
بكت منى.
منى: انا مش عارفة , انا خايفة اوي يا سارة, الكلام مش زي الفعل, انا اتبهدلت جدا لما سبت وائل واهلي تعبو معايا, تخيلي لو سبت احمد كمان,شكلي وسمعتيو واهلي شكلهم.
سارة: يا حبيبة قلبي متفكريش الا في مصلحتك انتي, مش اهلك الي هيتجوزو احمد وهيفضلو معاه طول العمر, انتي فعلا لو شايفه انه مش مناسبك, سبيه , واهلك عمرهم ما هيقولولك حاجة, بالعكس, هما اهم حاجة عندهم راحتك انتي مش شكلهم, يعني هما هيبقو مبسوطين لو اتجوزتي احمد على قول ميرنا وفضلتو كل يومين خناق, وبعد الشر الموضوع انتهي نهاية وحشة, وبعديم ماياما بنات اتخطبو مرة وواتنين وتلاتة وعشرة,وربنا بيرزقهم بعد كده برزق احسن كتير من الي كانو فيه,.....انا برضة مش هضغط عليكي, الي انتي عايزاه اعمليه, وقبل ما تقرري اي حاجة صلي استخارة, وتوكلي على ربنا كده, وشوفي هتعملي ايه, ربنا يهديكي.
منى: يارب ساعدني, انا تعبت.
********************
سارت منى في باحة الكلية شاردة, تفكر فيما ستقوله لاحمد, لقد صلت استخارة بالامس, ولكن شيئا لم يحدث ليساعدها بقرارها, وحتى الان لازالت لا تعرف كيف ستتصرف, وبينما هي تسير الهويني, وجدت امامها رشا ونورا, فتسمرت, فنظرت اليها نورا شذرا, بينما سلمت عليها رشا, وهي تتحسس بخفة مكان الدبلة الغير موجودة بمكانها.
رشا: ازيك يا موني , عاملة ايه؟.
منى: الحمد لله, ازيك يا نورا؟.
ردت نورا ببرود.
نورا: تمام.
رشا: هو ايمو جايلك الكلية النهاردة؟.
منى: ايوة.
رشا: وانتي اخبارك ايه؟.
منى: الحمد لله.
وساد صمت محرج قطعه صوت رنين هاتف رشا, فردت وهي تبتعد تاركة منى مع نورا, وقبل ان تستأذن منى للانصراف, قالت نورا باستفزاز تستوقف السلام على شفتيها.
نورا: انتو بقى متخانقين علشان فوزية؟.
نظرت اليها منى باستغراب.
منى: نعم؟.
نورا: انتي وايمو, متخانقين عشان حكايته مع فوزية؟.
نظرت اليها منى بدهشة.
منى: فوزية؟, مين فوزية؟.
قالت نورا ,وعلى شفتيها شبة ابتسامة ساخرة.
نورا: فوزية , لاااا ...متقوليش, انتي اصلا متعرفيش الموضوع, دي الناس كلها عارفة ان ايمو اليومين دول بيلف مع فوزية بتاعة نادي الصيد.
قالت منى بقلق , وهي تحاول التملص من نورا وسخافاتها.
منى: انا مش عارفة انتي بتتكلمي عن ايه اصلا, بعد اذنك.
اوقفها صوت نورا المستفز مرة اخري.
نورا: انتي فاكراني بكدب عليكي ولا ايه؟, مش مصدقاني؟,فاكراني عايزة حاجة من ايمو؟, ايمو دا انا نسيته من زمان, الموضوع بس انك صعبانة عليا.
التفتت منى اليها ترد ببرود.
منى: انا؟؟.
نورا: ايوة, عشان المرة دي الوقعة الي هو واقعها مش سهلة, ومش هيعرف يخرج منها, مش زي كل مرة, اما بتسيبو بعض وبيرجعلك, انا معرفش ايه الي وقعه في فوزية دي بالذات, اصل انتي متعرفيهاش, دي اشهر من نار على علم, بس هي سايقة عليه الادب, وعاملاله فيها دور المحترمة, معرفش ليه, بس بالشكل دا, يبقى شكلها راسمة على جواز, لانها كبرت واتعرفت, بس هي صايعة يعني ومعدية.
نظرت اليها منى في دهشة مصدومة, وهي تحاول استيعاب الكلام.
منى:..........
اقتربت نورا من منى , وهي تكمل.
نورا: اصل انا اسمع عنها من ساعة مانزلت مصر,دي كانت عايشة في ابو ظبي ورجعت عشان الجامعة , واهلها لسه هناك, واتخطبت مرتين واتكتب كتابها مرة, وهي اصلا اكبر من ايمو, يعني وقعة سودة يعني.
بدأت منى تسأل في قلق حقيقي.
منى: وانتي عرفتي منين؟.
نورا: عرفت منين انهم ماشيين مع بعض؟, ولا عرفت منين حكاية فوزية؟.
منى: الاتنين.
ابتسمت نورا وهي تسترسل.
نورا: انا اسمع عن فوزية الجندي دي من زمان اصلا, بس مكنتش متخيلة انها ترسم الدور على ايمو وكمان يصدقه, بصراحة ايمو على كل شقاوته, مياخدش غلوتين في ايد فوزية دي.
شعرت منى بالدم يفور في جسدها فقالت بحدة.
منى: انتي بتقوليلي الكلام دا ليه,انتي مالك؟ يهمك في ايه؟.
نورا: انتي فاكرة اني ممكن اغير منها مثلا؟, لاااا دي مستوى زبالة جدا, معاها فلوس بس زبالة يعني, كفاية سمعتها, وبعدين انا احلى منها اصلا, تلاقيكي شفتيها فبل كده, قصيرة كده وشعرها كيرلي وعندها حسنة غبية في وشها.
قرع جرس انذار في رأس منى بعنف, انها الفتاة التي رأتها مع احمد في حفل الزفاف, وظهر على وجهها تعبير الصدمة , فقالت نورا.
نورا: شكلك شفتيها فعلا, شفتي عشان تعرفي اني مبكدبش عليكي, وان الموضوع بجد.
م*ايوة شفتها,هي دي الي اتخانقنا بسببها يوم الفرح
..........................
قالت نورا باستفزاز اقل وربما باشفاق, بعد ان اختفى الدم من وجه منى, وشعرت انها ستسقط مغشيا عليها.
نورا: انتي بتحبيه بجد بقى, وشكلك مكنتيش تعرفي فعلا.
نظرت اليها منى دون ان تتكلم, فأكملت.
منى: انتي يمكن صعبانة عليا, لانك غير كل الي عرفهم ايمو, يعني انا نفسي وقت ما ارتبطنا, كنت عارفة كل حكاياته من وانا صغيرة يعني استاهل كل الي يجرالي, بس انتي...., يعني انتي شكلك حبتيه بجد, بس هو ايمو كده وعمره ما هيتغير, لو كنتي فاكرة انك ممكن تغيريه بعدين, تبقي بتحلمي, لان لو كان ممكن يتغير مكانش اتعرف على واحدة وهو خاطب.
قالت منى وهي تشعر بالدوار.
منى: نورا, بعد اذنك انا همشي.
وضعت نورا يدها على كتفها في اهتمام حقيقي هذه المرة.
نورا: ماشي يامنى, بس فكري في كلامي كويس, وخدي بالك من نفسك, انتي تستاهلي احسن منه.
ابتعدت منى عنها وكأنها تبتعد عن حريق, وجسدها كله يرتجف.
م* افتكر مفيش اشارة اوضح من كده, هو كده يعني ايه؟
معرفش
هتسبيه
معرفش
مين فوزية؟
منا معرفش
طيب هتعملي ايه؟
..............
احمد: منى.
استوقفها نداء احمد ,فالتفتت منى الي احمد الذي اسرع خلفها يلحق بها من بعيد, وفي رأسها الف سؤال وسؤال.
م*ياترى يا احمد, هقدر اسيبك؟؟؟؟, ياترى هقدر؟, يا ترى؟



الحلقه
103



دنا احمد من منى راسما وجهه نفس التعبير الحزين الذي كان عليه في بيتها, والقى نظرة خاطفة الى يدها, وبدا السأم عليه حين لم ير الدبلة.
احمد: انتي لسه مش لابسة الدبلة؟.
نظرت اليه منى بحزن, ثم قالت.
منى: تعالي نعد يا احمد.
توجه معها الي مقعد جانبي بباحة الكلية ,وجلسا,قال احمد بحزن.
احمد: وحشتيني.
نظرت اليه منى طويلا ثم قالت.
منى: ازيك يا احمد؟, اخبارك ايه؟, بتصلي الصلاة في مواعيدها؟.
قال احمد في دهشة.
احمد: طبعا يا منى.
قالت بتأن.
منى: احلف.
قال في سرعة.
احمد: اقسم بالله.
لم تعلق ,انما قالت بعدها.
منى: وشربت سجاير من ساعة ماقلتلي انك بطلت؟.
قال مؤكدا.
احمد: اقسم بالله ما حصل.
منى:.....مممممم,....طيب يا احمد ,...حصل وعرفت وانت خاطبني بنت ؟, او اتعرفت على بنت وصاحبتها , وانا معرفش؟.
قال احمد متصنعا الغضب.
احمد: انتي ازاي تسألي السؤال دا اصلا, فيه ايه يا منى؟.
قالت منى بثبات.
منى: رد على سؤالي يا احمد لو سمحت.
احمد: لأ طبعا.
نظرت اليه في ترقب وشفتيها ترتعشان, ثم همست.
منى: ....احلف.
قال بقوة.
احمد: اقسم بالله ما عرفت بنت بعد ما خطبتك, ولا صاحبت ابدا.
اشاحت بوجهها عنه في ألم وقالت بوهن, وهي تشير اليه بيدها ان يصمت.
منى: اسكت يا احمد,...بالله عليك تسكت .
احمد: جرى ايه يا منى؟, انا مش فاهم حاجة.
التفتت اليه وهي تقول بمرارة.
منى: مين فوزية يا احمد؟, فوزية بتاعة نادي الصيد؟.
بدت الصدمة على وجه احمد, وتلعثم قليلا , ثم قال.
احمد: فوزية؟, ...اه...,فوزية, الي هي بتروح نادي الصيد دي؟, اه كنت شفتها مرة هناك, ليه؟, فيه ايه؟.
منى: وماشفتهاش تاني خالص.
احمد: ابدا ماشتفهاش تاني,واحلفلك على مصحف كمان.
ترقرقت في عيني منى الدموع ,وهي تنظر اليه في اسف وندم.
منى: دا انت فعلا مبتتغيرش.
دهش احمد من موقفها وشعر بالقلق.
احمد: انتي مالك يا منى؟.
منى: مفيش, مفيش حاجة ابدا, عرفت بس ان خطيبي كداب, انا دلوقتي متأكدة يا احمد, انك لا بتصلي, ولا بطلت سجاير, وبتحلف كدب, ومتأكدة ميت مرة انك تعرف عليا بنات, وانك متغيرتش, مش فوزية دي الي كنت واقف معاها في فرح مريم؟.
قال احمد وكأنه تذكر للتو.
احمد: اه صحيح, كنت سلمت عليها في الفرح باين.
منى: بطل بقى يا اخي بقى ,حرام عليك بطل كدب بقى.
احمد: انتي بتقولي ايه يا منى؟.
منى: انا بقلك الي كان لازم اقولهولك من زمان, انا فعلا مستغربة ازاي كل الناس كانت شايفة حقيقتك وانا كنت معمية بالشكل دا, دا مطلعش كلام افلام, دا طلع بجد, ان الواحد بيكون معمي عن الي بيحبه, دنا ...دنا حتى مش فاهمة انا ازاي حبيتك اصلا وانت كنت بالشكل دا معايا من زمان.
نظر اليها احمد مدهوشا مما تقول, فاسترسلت في الم.
منى: انا كان لازم اعرف من اول يوم,... كان لازم افهم, انك متغيرتش ولا حاجة , وانك زي مانت, زي ما كنت وزي ماهتكون ,معايا ومع غيري ومع غيري, دانت ماكنتش حتى امين عليا ولا بتحترم نفسك ولا بتحترمني, دانت حاولت تبوسني اكتر من مرة وفين ,في بيتي, مراعتش حرمة البيت الي دخلته, ولا احترمتني ولا قدرتني ولا خفت عليا, وكان لازم افهم برضه لما بدأت تعايرني باني زي ماكلمتك وانا مع وائل , هكلم غيرك, ولما كنت بتهددني انك هتسيبني مرة واتنين وتلاتة, وكأني مش فارقة عندك, ولما شتمتني وهزأتني , كان لازم اعرف انك مش انت الانسان الي ممكن تحافظ عليا وتصوني, ومش انت الي اتمناه يبقى جوزي وابو ولادي, مش انت الي ممكن أأمنه على نفسي وعلى حياتي.
والتقطت انفاسها في توتر ,وهي تكمل امام احمد المصدوم كلية لموقفها الحاد.
منى: انا الي مستغرباله اكتر انك وانا مش في اديك لسه كنت احسن من كده شوية, على الاقل مكنتش تعرف بنات عليا,ومن ساعة ما خطبتني كأنك بتنتقم منى, كنت بتخلص الي انت كنت بتعمله كويس علشاني, بس انا الي واجعني اني كنت بشوف في عنيك انك بتحبني, ومكنتش فاهمة ان كل دا تمثيل.
قاطعها احمد.
احمد: انا فعلا بحبك يا منى.
قالت بألم.
منى: امال لو مكنتش بتحبني كنت عملت فيا ايه؟, كنت تتخانق معايا وتشك فيا وتخوني بالشكل دا؟, كنت تبهدلني معاك وتشتمني وتمسح بكرامتي الارض كأن ماليش اي قيمة عندك؟, فهمني عشان انا مش فاهمة, ازاي بتحبني وبتعمل فيا كل دا؟, انت رجعتني ليك ليه يا احمد؟, كنت عايز تخطبني ليه؟, عشان حسيت اني ضعت منك لما اتخطبت؟, ولا عشان واحدة والسلام وعروسة والسلام, واحدة بتحبني واكيد هتستحملني مهما عملت فيها.
قال احمد محاولا تهدئتها ,امام شلال الدموع الذي انساب من عينيها وهي تتكلم.
احمد: منى يا حبيبتي انتي اعصابك تعبانة, قومي روحي ونبقى نتكلم وقت تاني, لما تهدي.
صاحت به.
منى: مفيش تاني, مفيش تاني يا احمد, معادش ينفع يبقى فيه تاني, انت خلاص, ضيعت كل فرصك معايا, انت في كام شهر خلصت صبري كله عليك, انا تعبانة معاك اوي يا احمد, انت تعبتني لدرجة اني مبقتش عايزة اسامحك خلاص, كل مااحاول افتكرلك حاجة كويسة ملاقيش, نفسي بتصعب عليا , ازاي انا كنت بسمحلك تعاملني كده, انت ازاي خلتني اضيع عمري وكرامتي معاك بالمنظر دا, دانت وصلتني اني ندمت على كل لحظة حبيتك فيها, انت مكنتش تستاهل حبي ليك فعلا.
قال احمد بقلق.
احمد: منى انتي تعبانة يا حبيبتي دلوقتي, بس كل حاجة هتتصلح.
منى: انت مش هتتصلح.
احمد: يا منى انا معملتش حاجة, لما تهدي هتتأكدي انك ظالماني.
ردت بقهر.
منى: انا ظلمت نفسي اني استحملت معاك كل دا, وكنت بقاوح وباجي على كرامتي ونفسي عشان نعدي المشاكل كل مرة, بس الظاهر انك اخدت على ان انا الي المفروض اتنازل كل مرة, بس المرة دي, انا متبقتش عندي كرامة عشان افرط فيها عشان خاطرك.
احمد:....منى.
منى: انا بحبك, متفتكرش اني مبحبكش, بس يخرب بيت الحب الي يعمل في البني ادم كده, يضيع حقه ويخنقه ويخليه ميسواش بالمنظر دا, دنا الي بهدلني معاك اني بحبك.
احمد: ماحنا متفقين ان الحب لوحده مكانش كفاية يا منى.
منى : سبحان الله , يعني الحاجة الوحيدة الي متفقين فيها ان احنا مش ممكن نتفق, طب وعلى ايه بقي, نتعب نفسنا ونقاوح في علاقة فاشلة.
احمد: يامنى, انتي ليه يائسة من علاقتنا كده.
منى: انا يائسة منك انت, معادش عندي امل فيك زي زمان, انت مش عايز تضحي عشاني بانك تتغير شوية ,وانا زي العبيطة, كنت مصدقة انك فعلا بتحبني لدرجة انك تخلصلي, ماهو مش معقول ابقى انا الوحيدة الي عايزة علاقتنا تنجح ,وانا الوحيدة الي بحاول انقذها.
قال احمد في استنكار وصوته يعلو.
احمد: بقلك ايه يا منى, انتي الظاهر اليومين الي بعدتي عني فيهم حد لعب في دماغك وغيرلك حالك, مالك يا منى؟, مقلوبة عليا ليه؟, ايه الشعارات الكبيرة عليكي اوي دي؟, علاقتنا وننقذها, وانا بس الي بضحي وانت لأ,هي دي اول خناقة نتخانقها يعني, فوزية ايه وزفت ايه الي بتتلككي فيها؟, انتي شكلك عايزة تسبيني, ومش لاقية كلام تقوليه, ولا انتي شايفالك شوفة تانية يا هانم؟.
نظرت اليه منى في صدمة مما قال, ثم افاقت بعد فترة.
منى: دانت فعلا مش ممكن.
وقامت تبتعد عنه وهي تمسح دموعها عن وجهها في غضب,فلحق بها احمد في سرعة وجذبها من ذراعها يوقفها في عنف, فابعدت يده عنها بحدة وهي تهتف به.
منى: ابعد عني يا احمد بدل ما اندهلك أمن الكلية؟.
عاد يمسك ذراعها ثانية.
احمد: لا يا منى مش هسيبك الا لما اعرف ايه حكايتك,ايه الي غيرك عليا بالشكل دا؟.
صاحت به, وهي تدفع يده .
منى: انت حتى مش حاسس بنفسك, يا احمد انت الي غيرتني, انت الي موت فيا كل حب ليك لدرجة اني مبقتش عايزة اسامحك اصلا, ولا اديك فرصة, ولاحتى عايزة اشوف وشك, ابعد عني يا احمد,ابعد عني انا بكرهك, انت مجنون, دانت بتقلب الحقايق, انت ايه يا اخي, مبتفهمش ولا بتقدر؟؟,مبتعرفش تنضف ابدا.
صاح هو الاخر.
احمد: انتي الي بقيتي قماصة وغبية ومبقتش عارف اتعامل معاكي ازي, على طول خايف لا تبوزي وتقلبي وشك,وتعمليلي حدوتة زي كل مرة, فوزية دي يا ستي واحدة صاحبتي عادي يعني, مفيش ما بينا اي حاجة.
ردت بحدة.
منى: انت عارف كويس ان مينفعش تبقى فيه واحدة صاحبتك عادي وانت خاطب.
قال بسرعة.
احمد: مكانش دا رأيك يعني واحنا بنتكلم وانتي مخطوبة.
الجمتها كلمته الجارحة للمرة الثانية, وتوقفت الكلمات على شفتيها, الى ان استطاعت ان تقول بغيظ.
منى: تصدق بالله انت حيوان ولا تستاهل ان الواحد يرد عليك اصلا.
احمد: لا احترمي نفسك, وخدي بالك من كلامك, متنسيش نفسك يا منى,دانا اصلا الي مبقتش طايق اعد ثانية واحدة معاكي, وانتي غبية ومبتفهميش بالشكل دا, عايزة تمشي, غوري في ستين داهية, بس اعملي حسابك مش هتشوفي وشي تاني فعلا.
منى: ريحتني يا شيخ.
احمد: انا الي استريحت منك, انتي كنتي عاملة زي الهم على قلبي.
منى: ربنا يريحك يا احمد زي ما هيريحني منك, انا بكرهك , انت فعلا خلتني اعرف اكرهك, لانك متستاهلش غير ان الواحد يكره كل حاجة فيك.
احمد: وانا كمان بكرهك, وبكره نكدك وعندك وغبائك, انا مش فاهم انتي شايفة نفسك على ايه؟, ما البنات مالية الدنيا, انا عارف كان ايه الي وقعني فيكي.
شعرت منى بالدموع تنساب من عينيها امام اهاناته المتكررة, وارتعشت الكلمات على شفتيها.
منى: الحمد لله ان ربنا خلصني منك بدري, وعرفتك على حقيقتك, قبل ما اطول معاك, الحمد لله ان انا شفت وشك الحقيقي, كل شيء قسمة ونصيب يا احمد, والحمد لله, الحمد لله ميت مرة, ان قسمتي مش هتبقى معاك.
والتفتت تبتعد عنه في سرعة وجسدها كله يرتعش ,وعيناها غارقتان بالدموع وقلبها مليء بالالم, وسار هو في الاتجاه الاخر بنفس سرعتها واكثر,وبينما هي تسير, لمحت وائل واقفا متسمرا امام ما كان يحدث منذ قليل, وعلى وجهه تعبير دهشة, فابعدت عينيها عنه , لا تستطيع رد نظراته حتى, فقال بدهشة.
وائل: فيه حاجة يا منى؟, فيه حد مضايقك؟.
ونظر في الناحية التي اختفي فيها احمد بغيظ.
اومأت برأسها نفيا وهي تخفي عينيها المنتفختين عنه, فعاد ليقول.
وائل:مفيش حاجة اقدر اعملهالك؟.
اومأت برأسها نفيا ثانية وهي تقول.
منى: لا شكرا ربنا يخليك, عن اذنك.
فتعلقت عيناه باصبعها الخالي من الدبلة في تساؤل, ولم يتكلم, فابتعدت هي تسير قبل ان يسأل ثانية,وسارت مكسورة القلب , حتى خرجت من باب الكلية



الحلقه
104



جلست منى امام سارة وميرنا في بيتها صامتة ,تنظر اليهما في هدوء, فنظرتا الي بعضهما البعض في صمت, ثم قالت سارة.
سارة: يعني مش هتخرجي؟.
ميرنا: طيب خلاص بقى, هنعد احنا معاكي.
منى: لا ,انزلو انتو.
سارة: ماهو مش معقول هتفضلي كده على طول يا منى, دانتي من يوميها لا كلمتي حد ولا خرجتي,.. دانتي حتى معيطتيش.
نظرت منى في هدوء الى سارة.
منى: واعيط ليه؟, مش لما يبقى يستاهل اعيط عليه ابقى اعيط.
قامت ميرنا تجلس بجانبها وهي تنظر الي سارة بقلق, وقالت منى.
ميرنا: بس يا حبيبتي مينفعش تكتمي في نفسك كده, طلعي مشاعرك عشان تقدري تكملي حياتك.
ردت بحدة هادئة.
منى: انا حياتي موقفتش اصلا, هو الي كان موقفلي حياتي , ورابطني جمبه, انا مصدقت خلصت منه.
سارة: طيب وهو محاولش يكلمك من ساعتها؟.
منى: معرفش, انا قافلة موبايلي من ساعتها اصلا, والنمرة دي انا هرميها ولا هحرقها, لو نازلين هاتولي خط جديد.
سارة: طيب ماتقومي تنزلي معانا.
منى: لأ ,قلت مش هنزل.
رن هاتف ميرنا , فنظرت اليه مندهشة, ثم ردت.
ميرنا: الو....., ايوة,...مين معايا؟؟....
ثم ارتبكت واحمر وجهها ,وهي تنظر الي منى, ثم قالت بحدة.
ميرنا: ايوة,....نعم؟؟.....عايزها في ايه؟, وجبت نمرني منين اصلا,.....ميمي دا انا هقطع لسانه,....معرفش, .....يعني واحدة قفلت موبايلها معناها مش عايزة تسمع صوتك , مش تحس يا بني ادم...
التفتت منى اليها تهمس.
منى: مين دا؟,احمد؟.
فأومأت برأسها ايجابا, لتكمل اهانته,فجذبت منى الهاتف من يدها.
منى: نعم يا احمد؟, عايز ايه؟, بتطلب على ميرنا ليه؟.
فوجيء احمد للحظات بصوت منى, فصمت , ثم تحدث بصوت هاديء.
احمد: ازيك يا منى؟.
منى: احسن منك, عايز ايه؟.
مع انه توقع حدتها, لكنه ارتبك حين واجه صوتها عبر الهاتف.
احمد: انا كنت عايز اكلمك.
منى: مانت بتكلمني اهه يا احمد, اتكلم, اتفضل.
صمت قليلا من موقفها الحاد, ثم قال بصوت واهن.
احمد: .....انا مش قادر اعيش من غيرك.
منى: اااااه, دانت متصل بقى تقول نكت, والله ماليش نفس اضحك.
احمد: انا عارف ان الموضوع خلاص, بس,...انا تعبان بجد وانا بعيد عنك.
منى: وعايز ايه يعني مني دلوقتي؟.
احمد: ماهو يا منى متحاسبنيش على كلام قلته وانتي منرفزاني , وبعدين انتي عرفاني لما بتعصب.
منى: عرفاك؟, لا معلش بقى , انا مطلعتش اعرفك خالص يا احمد, وتصدق كويس لاني مش عايزة اعرفك,انت مبيجيش من وراك غير وجع القلب.
احمد: منى ,دا رد فعل لخناقتنا بس يا منى, انا عارف انك هترجعيلي.
منى: ومالك واثق اوي كدة؟, خلاص اتعودت انك رابطني بخيط, كل ما ابعد عنك تتصل بيا تتمسكن شوية ارجعلك, لا معلش يا احمد خلاص, الي انت عملته غير فيا حاجات كتير قوي, قستني عليك يا اخي, انت ايه مبتفهمش؟, مبقاش اعتذارك يأثر فيا زي زمان لاني اكتشفت انه مالوش اي معنى عندك, ولا صوتك بقى بيحرك فيا حتى شعرة.
احمد: للدرجة دي يا منى؟؟؟.
منى: للدرجة دي وزيادة.
قال بصوت حاد.
احمد: ماشي يا منى يعني خلاص كده؟, اكلم باباكي رسمي؟.
منى: انت ايه فاكر انك هتخوفني مثلا؟, متقلقش يا احمد مش محتاج تكلمه انا قلتله خلاص.
صمت احمد قليلا ثم قال بوقاحة.
احمد: طب والحاجة؟.
صمتت منى لحظة تستوعب ما قال , ثم ضحكت بشدة, ووجهها يشتعل بالسخرية والمرارة.
منى: ههه...هههه....لا متخافش عليهم ....ههههه, مؤمن عندك كلمه خد منه معاد, وهو هينزل يديهملك.
دهش من رد فعلها.
احمد: ....انا مقلتش حاجة تضحك لكل دا يعني.
منى: هههه,....ايه يا احمد مبقتش عايز تشوفني بضحك ولا ايه؟.
احمد: لا وانتي الصادقة مبقتش اشوفك بتضحكي اصلا.
منى: اديك شفت, يلا يا احمد عشان موبايل ميرنا هيفصل, مع السلامة, ربنا يوفقك بعيد عني.
احمد: .......ماشي يا منى, سلام.
اغلقت الخط بقرف دون ان ترد السلام, ودفعت بالهاتف لميرنا وهي تقول.
منى: الزبالة فعلا هيفضل زبالة.
سارة: كنتي بتضحكي اوي على ايه؟.
قالت بسخرية.
منى: البيه متصل يتأكد لوكده خلاص خلصنا, هياخد حاجته ولا لأ؟.
قالت ميرنا بدهشة.
ميرنا: حاجته الي هي ايه؟.
قال منى بسخرية.
منى: حاجته الي هي الي جابهالي في قراية الفتحة.
قالت ميرنا بعد ان فهمت في استنكار.
ميرنا: ايه , يخرب بيــــــــــته, وكمان له عين يطلبها, لااااااا, الواد دا خنقني منه خلاص, اوعي يا منى , اوعي ترجعيله حاجة الواد الزبالة الواطي دا, دي هديتك يا بنتي ,حاجة قراية الفتحة مبترجعش.
بينما قالت سارة بتساؤل.
سارة: ومؤمن هيرضى؟.
منى: على الجزمة القديمة , ياخدها ,يشربها, انا لا طايقة اشوفها ولا المسها.
صاحت بها ميرنا بغضب.
ميرنا: ايه ؟؟, اوعى ,قال على الجزمة القديمة قال, ولا ترجعله فتفوتة, هي صحيح شوية زبالة ,بس ولا يستاهل يشمها تاني.
سارة: اهدي بس واعدي يا ميرنا,انتي بتتعصبي لما بتتكلمي ليه؟, سبيها تاخد قراراتها هي بنفسها.
منى: يا ميرنا انتي يرضيكي اني اسيبها عندي وانا مش طايقاها؟.
ميرنا: بس متديهالوش, لأ.
منى: يعني هما شوية الزبالة دول زي ما بتقولي, هما الي هيرجعولي حقي, وهيرجعولي عمري الي فات, الي هيعوضوني ويحفظولي كرامتي؟, حتى لو كانو بمليون جنية؟.
قالت ميرنا.
ميرنا: لأ طبعا.
منى : يبقى على ايه بقى, هو عايزهم في ستين داهية زي ما كان دايما بيقول.
قالت ميرنا بغيظ.
ميرنا: انا لو مكانك ارجعهاله ستين حتة, ادقها بايد هون واديهاله فتافيت.
ضحكت سارة, بينما ابتسمت منى ابتسامة خفيفة, ثم قالت.
منى: انا اخر حاجة بفكر فيها دلوقتي هي الحاجات دي, الحمد لله على كل حال.
سارة: انتي زعلانة عليه يا منى بجد؟.
منى: عليه هو؟؟, لأ طبعا, انا بس زعلانة على نفسي, انا عارفة اني استاهل كل الي يجرالي, وان ربنا بيعاقبني عشان الي عملته في وائل, بس مكنتش عارفة ان العقاب هيكون صعب اوي كدة, تفتكري ربنا ممكن يرضى عني تاني؟.
قامت سارة تجلس بجانبها وهي تقول.
سارة: طبعا, ممكن ربنا يرضى عنك ويسامحك كمان, دا انتي ربنا بيحبك ,تخيلي؟, يا حبيبتي اذا احب الله عبد ابتلاه, صحيح انتي ابتلائك كان نتيجة غبائك, بس المهم انك تستفيدي من الي حصل , ميعديش عليكي كده, انتي فاكرة ان عمرك والكام سنة الي فاتو دول ضاعو عليكي كده, ابدا, دا انتي اتعلمتي فيهم حاجات كتير اوي, اتعلمتي ازاي تاخدي وقتك قبل ما تقرري, اتعلمتي ايه شكل ومضمون البني ادم الي يصلح ان الواحدة تربط حياتها بيه, اتعلمتي انك متخونيش ابدا امانة راجل ربط اسمه بيكي حتى لو كنتي شايفة ان عادي , اتعلمتي ان مفيش حاجة اسمها حب ميكونش فيه وضوح واعلان واهل مباركين ويكون ربنا راضي , دا يبقى عذاب مش حب, اديكي عرفتي في فترة قليلة حاجات كتير ناس بتتعلمها في عمرها كله, يعني تحمدي ربنا انك مخدتيش عمرك كله فيها.
قالت منى ووجها يشرق قليلا.
منى: تفتكري بجد؟.
سارة: اه طبعا.
منى: بس انتي عارفة, انا ساعات برجع واقول اشمعنى انا, ما هو اكيد انا وحشة اوي عشان يحصلي كل ده.
سارة: يا عبيطة انتي, هما الناس الوحشين بس لي بيحصلهم حاجات وحشة؟, الحاجات الوحشة دي نسبية, وبتحصل للناس كلها وحشين وحلوين, زي الموت كدة, بس الناس الكويسة هما الي بيعرفو يصبرو عليها ويستفيدو منها, وبعدين انتي مفكرتيش ان اي واحدة فينا كان ممكن تبقى مكانك, يعني مثلا لو كان احمد اعجب بيا انا او بميرنا, الله اعلم كان ممكن يبقى رد فعلنا ايه قدام الزن بتاعه, كان ممكن نضعف, وممكن يكون رد فعلنا اسوأ منك كمان, بس هو ربنا ابتلاكي انتي بيه, وقسملك انك تحبيه.
منى: والله انا مبقتش عارفة انا كنت بحبه اصلا ولا لأ, انا مش عارفة انا ايه الي هبلني وخلاني ارجعله اصلا, يعني لما بفتكر كده بقول انا حبيت فيه ايه من اساسه, معقول كل الحب يروح كده مرة واحدة؟, اكيد مكانش فيه حب من الاول عشان يهون عندي وعنده بالشكل دا.
سارة: طبعا يا منى مكانش فيه, وان شاء الله ربنا يرزقك الحب الحقيقي الي في الحلال طبعا.
منى: بس ربنا ممكن يسامحني بعد الي عملته دا كله؟, ياريتني مااتخطبتلك يا احمد تاني, انا نفسي الزمن يرجع بيا ورا ومكنتش هرجعله ابدا.
سارة: تخيلي يا منى ان ربنا عمل كل دا عشان مصلحتك, وبجد, يعني تخيلي كده لو كنتي فضلتي مع وائل, او حتى كنتي مع غيره, من غير ما كنتي رجعتي لاحمد,كنتي هتفضلي طول عمرك شايفة ان احمد هو الفارس ابو حصان ابيض, الي مفيش منه, والحب الحقيقي, وكنتي هتبقي دايما عين في الجنة وعين في النار, ودايما تفكري, لو كنت اخدت احمد كان ايه الي حصل؟,ومكنتيش هتعرفي تحبي الراجل الي معاكي ابدا, من حكمة ربنا انه خلاكي اتخطبتي لاحمد, كان لازم تجربي, كان لازم تتخطبيله عشان تقرري تبعدي عنه بإرادتك, وتعرفي ان اي صرصار هيبقى احسن منه, عشان تعرفي تبدأي على صفحة بيضة جديدة, مع البني ادم الي ربنا قاسمهولك ان شاء الله.
نظرت اليها منى في تساؤل.
منى: تفتكري؟.
سارة: طبعا يا بنتي, دانتي المفروض تحمدي ربنا كل ثانية على انه قدرلك الي حصلك دا, لا وخلصك منه قبل ما تتورطي في جواز, وتقوليلي بعد كده ربنا مبيحبنيش, يا ستي دا ربنا كريم ورحيم اوي.
اغرورقت عينا منى بالدموع وهي تقول.
منى: بجد يا سارة, انا فعلا ارتحت دلوقتي, يعني انا ممكن فعلا ابدأ صفحة جديدة بيضة, مفيهاش احمد , واقدر اعيش حياتي بقى.
سارة: تعيشي حياتك زي مانتي عايزة مش زي ما احمد عايزلك, ترجعي تاني صاحبة اخواتك, وتفوقي لمستقبلك, وقلبك كده يرجع لربنا, انسي كل القذارة الي كان بيعملها احمد, يا منى دا ربنا خلا حتى النسيان نعمة, انتي كنتي يائسة ليه بالشكل دا؟.
رفعت منى عينيها لاعلى.
منى: يارب , انا نفسي انساه ويتمسح من راسي, يارب اغفر لي يارب كل الي عملته غلط, والي كانت نتايجه عليا وحشة, وسامحني انا عارفة اني غلطت, بس ان شاء الله مش هتحصل تاني, والحمد ليك انك انقذتني منه .
والتفتت الي سارة وميرنا وامسكت بايديهما في حب حقيقي.
منى: انتو عارفين اكتر نعمة ربنا انعمها عليا, انه خلالي اصحاب زيكو, عمركو ما سبتوني ولا نافقتوني, بالعكس كنتو وقت ما اغلط بتحاولو تفوقوني ,انا غلطانة اني مكنتش بسمع كلامكو, انا بجد بحبكو اوي.
قامت سارة تقبل رأس منى في رفق, بينما قالت ميرنا.
ميرنا: واحنا بقى مبنحبكيش ولا بنطيقك, عشان مثبتنا جمبك من الصبح في البيت, قومي يا بني ادمة البسي بقى, عايزين ننزل.
نظرت اليها منى في سعادة.
منى: مع ان لسانك طويل, بس متزعليش انا يا ستي هقوم البس حاضر, انا فعلا محتاجة اخرج بقى واشم نفسي


الحلقه
105
(قبل الاخيره)


سارت منى بهدوء في المول, تدفع امامها طفلتيها التوأم في عربة اطفال مزدوجة , وهي تبحث بعينيها عن صيدلية, لقد مرت سنين وسنين منذ تركت احمد, ومرت الايام كما قالت سارة, ونعمة النسيان شملتها , صحيح ان الايام مرت كالسنين عليها, وتارة تفكر به وتارة تشتاق اليه, وتارة اخرى تكرهه كرها شديد, لكنها استعانت بالله عليه وعلى ذكراه, وتخطت الامر وانهت دراستها, وعملت في شركة توكيلات, بينما تزوجت ميرنا بمجرد الانتهاء من الدراسة, وبعدها بشهور تزوجت سارة, وعادت هي وسارة صديقتان اقوى من الاول, بعد ان تأكدت ان لاشيء يستحق ان تخسر صديقتها من اجله خاصة احمد, وساعدها افراد اسرتها على تخطي ايامها الصعبة بأن تكاتفوا معها وشجعوها على العمل والخروج للحياة مرة اخرى لتشغل وقتها وعقلها, وسبحان الله لقد شعرت بعد كلام سارة بأنها خفيفة وكأن كل العبء والهم انزاح عن كتفيها حين اوضحت لها ان ماحدث لها كله كان لحكمة الله فيها, واستطاعت استعادة حياتها شيئا فشيئا وكأن شيئا لم يحدث.
وتعرفت على زوجها عن طريق العمل, فهو اخو زميلتها بالشركة ,اعجب بها وبأخلاقها, وهي ايضا اعجبت به, وقدر لها الله ان تتزوجه, صحيح ان شريف ليس مثاليا, ولم يكن كما تخيلت ان يكون في الرجل الذي طالما حلمت به, الا انه حلو المعشر, هاديء الطباع , مع انها ترى في بعض الاوقات في هذا الطبع مبالغة امام عصبيتها ,ولكنها حمدت الله عليه ,فالبرود ارحم بكثير من العناد والعصبية, لانه لو كان عصبيا امام عصبيتها لما احتملا الحياة سويا, وهو كريم وطيب حنون,وما الذي قد تتمناه بعد هذا, ثم انعم الله عليها بعد ذلك بان انجبت ابنتيها,وسارت حياتها كما ينبغي.
وبينما هي تسير وجدت صيدلية امامها فاتجهت اليها تدفع العربة امامها, وبينما هي تحاول الدخول بعربة الاطفال الكبيرة, امتدت يد لتساعدها, فالتفتت الي صاحب اليد لتشكره, واندهشت, ...انه احمد.
اصمت كلاهما قليلا ,ثم تفحصت منى احمد من اعلى لاسفل وهي تبتسم,وقالت.

منى: ايه دا؟, احمد ؟, مش معقول ,ازيك؟.
عدل احمد من وضع طفله الرضيع على كتفه وهو يهدهده, والطفل يبكي وابتسم هو.
احمد: الحمد لله تمام, ازيك يا منى اخبارك ايه؟.
منى: الحمد لله,.. هو ماله؟.
حاول احمد تهدئة طفله وهو يجيب.
احمد: تعبان ورجع مننا مرتين.
منى: اه يا حبيب قلبي, اصل هو الدور ماشي في البلد في الوقت دا, العيال كلهم بيعيو دلوقتي, اديله حقنة كورتجين و متأكلوش ساعتين, وهو هيبقى كويس ان شاء الله.
احمد: اه ماهي مامته, نزلت تجيب الروشتة من العربية, وهو مش راضي يسكت من ساعتها.
بينما ارتفع صراخ الطفل, فوضعت هي عربة طفلتيها في احد الاركان, وقالت.
منى: هاته, هاته.
واخذت الطفل منه في هدوء, وفي لحظات, صمت الطفل واستكان, فابتسمت وهي تقول.
منى: هو اسمه ايه؟.
احمد: اياد.
منى: دا صغنون اوي, عنده قد ايه؟.
احمد: 9 شهور.
منى: ماشاء الله.
ونظر الي ابنتيها اللتان تفحصتاه في فضول ,وهما تضحكان بشقاوة.
احمد: والقمرات دول بناتك؟.
منى: اه, حنين وحبيبة.
نزل احمد الى مستوى نظريهما يداعبهما , فامسكت احداهما بانفه وهي تتمتم.
حبيبة: خيرو...دي,....هممممم.
فضحكت منى.
منى: دي قصدها انها عايزة تاكل مناخيرك.
فضحك احمد,واعتدل وهو ينظر اليها نظره نافذة يتفحصها بشغف.
احمد: اخبار الدنيا معاكي ايه يا موني؟, عاملة ايه؟.
ابتسمت منى لذكرى "موني" من بين شفتيه, وقالت.
منى: الحمد لله, تمام.
احمد: اتجوزتي امتى؟.
منى: من تلات سنين كده.
خفت صوته وهو يسأل.
احمد: ممممم,..حد نعرفه؟.
ردت باقتضاب.
منى: لا.
ولم تتحدث فصمت هو, ولم تشعر بالرغبة في ان تسأله اي سؤال عن حياته الشخصية, فقالت.
منى: ممكن يا احمد لحظة بس هدخل اجيب الدوا من جوة وخليك معاهم, لحظة واحدة عشان مش هعرف ادخل عربيتهم الصيدلية.
احمد: , اه طبعا, طيب هاتي اياد عشان تعرفي تدخلي.
منى: لا , متخافش خليه معايا, انا ثواني وهطلع.
وبالفعل دخلت منى واشترت الدواء, وخرجت في سرعة لتجد ابنتيها تلهوان بأحمد وليس العكس.
منى: ميرسي اوي يااحمد, طبعا دوخوك.
احمد: لا دول عسل خالص, ربنا يخليهملك.
ناولته ابنه وهي تقول.
منى: هتعرف تسكته ولا استنى معاك لغاية ما مامته تيجي؟.
بدا الارتباك على وجه احمد وهو يقول بسرعة.
احمد: لا,...ااا,..مالوش لزوم روحي انتي, عشان متتأخريش.
منى: لا , ولا تأخير ولا حاجة انا هنا مع سارة, بنشتري حاجات للولاد, انا سبتها في المحل وجيت اجيبلهم الدوا, وهي هتحصلني.
احمد: طيب ابقى سلميلي عليها.
وقبل ان تتهيأ للانصراف, وجدت امرأة قصيرة ممتلئة القوام تقترب من احمد, ذات خال مميز تحت شفتيها, ترتدي حجابا صغيرا لا يتناسب وملابسها الضيقة ,امسكت بإياد من يد احمد, وهي تنظر اليها في دهشة يشوبها بعض الاستنكار, بينما ارتبك احمد حين وصلت, فقالت مباشرة.
فوزية: ايه دا هو سكت؟.
احمد: اه , كان فاضحني من ساعة ما سبتيني.
وقال في سرعة يعرفهما على بعضهما البعض في شيء من الاحراج.
احمد: فوزية مراتي, منى.......كانت معايا في الكلية.
م* ممممم,...فوزية بتاعة نادي الصيد
ضحكت منى في رأسها للتعبير الذي استخدمه احمد لوصف علاقتهما السابقة,بينما ابتسم وجهها وهي تسلم على فوزية التي سلمت عليها ببرود, وهي تنظر الى احمد في شك.
فوزية: اه اهلا.
احمد: جبتي الروشتة؟.
فوزيه: اه, دانت راكن غلط خالص, انا مش هخليك انت الي تسوق تاني على فكرة.
ارتبك احمد, بينما شعرت منى بان حان وقت انصرافها, وقبل ان تستأذن التصق بساقها طفل يركض من الخلف وهو يهتف.
الطفل: مسكتك.
فالتفتت تقول.
منى: ايه دا يا ميزو , فين ماما؟.
اشار الطفل خلفه وهو يقول.
معاذ: اهي, جاية.
فالتفتت الي سارة التي اقتربت في غضب, وجذبت ابنها بعيدا عن ساقي عمته, وهي تقول له. سارة: انت لو جريت كده تاني من غيري, انا هقول لباباك يضربك, انت فاهم.
ورفعت رأسها اليهم, وبسرعة تعرفت على وجه احمد, فنظرت في دهشة الى منى, ثم اليه.

سارة: ازيك يا احمد.
وأومأت برأسها الى زوجته وهي تبتسم.
احمد: ازيك يا سارة, اخبارك ايه؟.
سارة: الحمد لله.
منى: انتي خلصتي؟.
سارة: اه.
جذب معاذ ملابس امه وهو يقول.
معاذ: ماما, ماما , عايز ايس كريم.
سارة: لا مفيش , هتبهدل نفسك, احنا خلاص هنروح اهه, هعملك في البيت.
فقال احمد.
احمد: انتو لو مروحين, استنو شوية ندي لاياد الحقنة ونوصلكو معانا, مش كدة يا فوزية؟.
فنظرت اليه زوجته نظرة جانبية بغيظ, بينما قالت سارة.
سارة: لا معلش , اصل مؤمن وشريف مستنيينا تحت عشان نروح.
منى: هما وصلو؟.
سارة: اه مؤمن كلمني.
فقالت فوزية في سرعة, بينما نام الطفل على كتفها فأعطته لاحمد.
فوزية: طيب فرصة سعيدة بقى, يلا يا احمد عشان ياخد الحقنة.
ودخلت الصيدلية بينما احرج احمد من اسلوب زوجته , وقال مبتسما.
احمد: ماشي يا جماعة , صدفة حلوة اني اشوفكو.
منى: واحنا كمان.
احمد: مع السلامة.
منى: سلام.
ولحق بزوجته في سرعة, فالتفتت سارة تهمس لمنى.
سارة: فوزية ؟؟؟, هي دي؟؟؟.
وضعت منى يدها على فمها تقول.
منى: هشششششششششش, ايوه هي.
وبينما هي تعدل عربة طفلتيها المركونة بجانب باب الصيدلية , سمعت.
فوزية: هي دي بقى منى الي كنت خاطبها؟.
احمد: لا يا ستي مش هي, منا قلتلك , دي واحدة كانت معايا في الكلية.
فوزية: هتكذب عليا تاني؟.
احمد: وانا اكذب ليه يعني؟, خايف من ايه؟.
فوزية:انا مش عارفة هنخلص امتى منك ومن الكلية بتاعتك دي, كل شوية نطلع بشغلانة.
احمد: جرى ايه يا فوزية, انتي عايزة تتخانقي ولا ايه؟.
فوزية: ايه الي عايزة تتخانقي دي, امسك الولد بس كويس وصحيه عشان الحقنة.
احمد: حاضر.
فوزية: واعمل حسابك بكرة نروح نجيب ماما من المطار, كلمتني وانا نازلة اجيب الروشتة.
احمد: ايه دا هي امك راجعة بكرة؟.
فوزية: ايه عندك مانع؟.
احمد: لا معنديش.
فوزية: اه, افتكرت عندك اعتراض يعني.
احمد: هو انا قلت حاجة ييا ستي منا قلت حاضر.
فوزية: ماهو كان ناقص تقول حاجة تانية.
فدفعت منى عربة الطفلتين وهي تبتعد مع سارة وعقلها يضحك بسعادة.
م* الحمد لله يارب, الحمد لله يا احمد انك مش نصيبي



الحلقه
106
(و الاخيره)



جلست منى بجانب زوجها في السيارة, وهي شاردة الذهن تماما, فنظر اليها نظرة جانبية متعجبا هدوئها على غير العادة, فلطالما تحدثت كالمذياع ولم يعهدها بهذا السكون.
شريف: مالك يا منى؟.
التفتت اليه تقول.
منى: مفيش يا حبيبي.
شريف: لا شكلك مش طبيعي.
منى: ولا حاجة يا شريف ,بفكر بس.
قال في دهشة ضاحكة.
شريف: خير؟, بتفكري؟, اللهم اجعله خير, اهو انا مبقلقش منك الا لما بتفكري.
ابتسمت لمزاح زوجها في هدوء, وارخت رأسها للخلف مرة اخرى , وهي تتابع الطريق من النافذة بعينيها,وعادت تسرح بأفكارها, التى حملتها بعيدا, اخذتها لسنين مضت, لوقت دخولها الجامعة ,لاول مرة رأت فيها احمد مع شيرين, وكيف تقرب منها شيئا فشيئا, دون ان تشعر ليجذبها اليه, ويشغل بالها باهتمامه وغرابة تصرفاته معها, وارتجفت لذكرى أول مرة اعترف لها بحبه, وكيف ساومها لتعترف له بحبها, مع الضغط والتهديد.
ثم تذكرت قصة حبهما في بدايتها, وكيف بدأ الامر في الخفاء وكان له لذة السر,وكيف تمتعت في البداية,ثم استعادت ذاكرتها احداث اكتشاف سارة وميرنا الامر, و غضب شيرين عليهما ,وقلقها هي من اعتراض صديقاتها على علاقتها به, وتحذيرها منه اكثر من مرة.
وكيف بدأ احمد بالتغير من محب لطيف الى شخص متحكم وغيور بشدة, وكيف بدأ يطوقها بحصاره ,ويسأمها من تصرفاته, كيف كان يغار عليها حتى من اولاد خالاتها, وكيف تصرف بجنون حين حاولت الاعتراض على تصرفاته ذات مرة,وجاء تحت بيتها ينتظرها ويتوعدها, وكيف كان يغار حتى من صديقاتها ويحاول ابعادها عنهم, وحين كان محبطا لرغباتها بالعمل والتغيير, وكيف كان يجبرها على رؤيته والنزول لمقابلته, وكيف كان يشككها في شيرين صديقتها وصديقته ,ويحاول اقناعاها بانها تحبه, وكيف كان يحاول السيطرة عليها ,وتذكرت كيف بردت علاقتهما بعد فترة من مشاجراتهما المستمرة.
ثم تذكرت حين رآها معتز لاول مرة مع شيرين ومعه امام احدى المطاعم ,حين دعتهما شيرين لخطبتها, ثم كيف احرجها في الخطبة امام معتز, وحينها فهم معتز انه لم يكن خطيب شيرين ,وبدأ يشك فيها لاول مرة, وبدأت هي الكذب بشأنه لاول مرة.
وتنهدت وهي تتذكر كيف بدأ صبره ينفذ عليها , حين اخبرته بشكوك اخاها ,وبدأ بإثارة غيرتها بالتقرب من نورا, وفي نفس الوقت بدأ وائل بالتقرب منها هي , ودفع احمد اخته دفعا لمصادقتها, وحين بدأت شجاراتهما بسبب وائل بينما حاولت هي التملص من صداقتها لرشا التي كانت كالقنبلة الموقوتة, وضحكت وهي تتذكر كيف تعرفت على جميع غرامياتها السابقة في جلسة واحدة, وشعرت بالخطر القادم من ناحيتها.
ثم شعرت بالحزن حين تذكرت كيف بدأ مؤمن الشك بها, مع تصرفات احمد المجنونة, وتقرب وائل منها ,الامر الذي جعلها تقرر الابتعاد عن احمد فترة, ولكنه لم يكن ليتركها , كان يعود اليها كل مرة مهددا اياها بعدم تركه مرة اخرى, وكيف قاوم بشدة فكرة تدريبها في مكتب المحاسبة مع وائل, الامر الذي جعلها تفكر في تهديده بان يتقدم لاخيها , لاثبات حسن نيته على الاقل, وبتشجيع من صديقتيها عرضت عليه الامر, وتذكرت رفضه وقرارها الاول الاكيد بتركه , ومعاداة صديقاتها الصريح له.
واحست بقلبها ينقبض لذكرى معرفة اخوها بالامر, بينما هي منفصلة فعلا عن احمد وغضبه عليها, وطلبه مقابلة احمد ومنعها هي من رؤيته, وموقفه شديد الحزم منها بعد هذا كله وبروده معها , على الرغم من عدم تسرعه وانفعاله عليها, وشعورها بالحزن والندم لفقدانها ثقة اعز اخ لها, ثم على النقيض موقف احمد من اخته بعد علمه بارتباطها بكريم صديقه, الامر الذي جعلها تشعر بشيء من الخزي, اعقبه رسوبه بالصف الرابع, بعد ان كانا بنيا سويا امالا على هذا النجاح, لعلهما يعودا الى بعضهما البعض بعد الفراق الذي حال دون علاقتهما.
تصادق مؤمن في نفس الوقت مع وائل, ثم تذكرت حنينها لاحمد في الوقت الذي طلب وائل يدها من اخيها, فاتصلت هي بأحمد تعلمه ,فغضب منها, وتذكرت رفضها المبدئي لوائل قبل ان تعلم ان احمد ارتبط بنورا ,وكان يبحث عمن يعرفه على مريم, وحين صارحته بالامر غضب عليها , وتحداها ان تفعل ما يحلو لها , فتصرفت بعناد ووافقت على الارتباط بوائل.
وشعرت بغصة في قلبها وهي تتذكر وائل ,وكيف كان امينا معها منذ البداية, وكيف اختارها ووافق عليها, وظروف موافقتها الغريبة عليه ,وشعرت بالغضب حين ذكرت مكالمة احمد لها ليلة قراءة الفاتحة, وكيف خطبت لوائل وهي لم تنس احمد بعد.
وتذكرت خطبتها الهادئة الخالية من المشاكل العظيمة لوائل ,ودهشت لعقلها كيف نسيه اصلا, وعملها بالمكتب تحت اشرافه, ثم عودة احمد لاقتحام حياتها وخوفها من كشفه علاقتهما القديمة لوائل, خاصة ان صديقتيها اختلفتا في نصحها , لتخبر وائل ام لا , ثم اكتشافها للعداء القديم بينه وبين احمد, وترددها في اخباره.
وشعرت بالالم مع تذكرها معرفة وائل بالامر قبل ان تخبره, وانتظارها المتعب لقراره بعد معرفته الامر, ثم ارتياحها مع تقديره لصراحتها ومسامحتها على خطئها, وتذكرت كيف شعرت بانها تحبه لاول مرة, وحين اخبرته بهذا, وحياتها التي استقرت نسبيا بعد هذه المواجهة.
وارتطم برأسها ذكرى اول مكالمة لاحمد بعد كل هذا , المكالمة التي كانت اول المشاكل, وشعرت بغصة في قلبها, على الرغم من مرور السنين, كيف أني لها ان تنسى كل هذه الذكريات ؟, صحيح كما قالت لها سارة ان الزمن يمحو الذكريات,الحلو منها والمر, وتذكرت ضعفها لمكالمات احمد مرة واثنان وثلاثة, مع استمرار اقناعه لها بانها مجرد صديقة, ووقوعها تحت تأثيره , وبدأت شكوك وائل بها, بينما لا تستطيع البوح بشيء لسارة لانها اصبحت خطيبة اخيها, وكيف كانت تقرر في كل مرة عدم الرد عليه, ثم تعود للرد عليه دون تفكير.
ثم تذكرت المصيبة الكبيرة,وهي علم وائل بالامر ومواجهته العنيفة لها ,وتركه لها شر تركة.
وشعرت بالغم وهي تتذكر الايام السوداء التي مرت بها بعد انفصالها عن وائل ,والتي لم يرحمها بها احمد, بل عاد ليحوم حولها مرة اخرى طالبا خطبتها هذه المرة, وبغباء منقطع النظير هذه المرة وافقت.
وتذكرت جيدا غضب صديقاتها وغضب اخوها عليها, ثم شعرت بالاختناق حين بدأت ذكريات خطبتها لاحمد تنساب الى ذاكرتها وكانت قد نسيتها تماما, سبحان الله.
تذكرت شجاراتهما المستمرة, وتصرفاته الغير مراعية لمشاعرها لا معه ولا امام الناس, وتعارضه دائما مع مصلحتها, وعدم اهتمامه بها, بل ووقاحته الدائمة في التعامل معها, وشعرت بالغضب وهي تتذكر كيف كان يقلل من شأنها ويحاول فصلها عن كل شخص في العالم سواه, ثم اهماله لها وتعرفه على اخرى دون علمها, وكيف بدأ يضيق عليها الحصار, ويشعرها بالذنب دائما, وشعرت بقشعريرة في جسدها حين تذكرت تحرشه الدائم بها, وشعرت بالقرف, ونفضت من عقلها تلك الذكريات, وعادت لتذكر غضبها عليه, وشعورها بالحب يموت شيئا فشيئا من قلبها.
وتذكرت كيف كانت تنتهي شجاراتهما دائما باستسلامها لكلامه, ومنحه فرصة ثانية,ثم لاحت في رأسها ذكرى اخر شجار لهما وكيف تخلت عنه ورفضته, بسبب رؤيته مع فوزية في حفل زفاف مريم, وكيف انكر الامر واستشاط غضبا امام ثورتها, وقرارها بانها لاتريده, الذي جاء احمد على اثره لبيتها يعتذر, ولكن ما مات في قلبها من ناحيته كان قد مات.
وبعد تفكيرها وترددها بعض الشيء في رفضه, صادفت نورا التي اوضحت لها كل شيء عن علاقته بفوزية, ولم يكن هناك بدا من الفراق بعد هذا, فبعد ان اقسم بالله كذبا على عدم معرفته بها, كان يجب ان تتركه منى, ولكنه لم يدعها تتركه دون ان يتشاجر معها للمرة الاخيرة, ويهينها ويثبت لها ان ابتعادها عنه كان افضل قرار لها على الاطلاق.
واخذت دقات قلبها تسرع وهي تتذكر بحزن كيف مرت الايام عليها متثاقلة, وحزينة ومتعبة, تكاد تميتها, وشعرت بأن مقولة "ثانية المظلوم بسنة" بكل معانيها في كل لحظة تمر عليها, مع صدمتها فيه و حزنها عليه, لم يكن هناك بدا من نسيانه الذي صار لزاما لتكمل حياتها, ومع ان الامر لم يكن سهلا ابدا الا انها نجحت فيه تماما, حتى انها لعجبت كيف نسيت كل تلك الاحداث التي مرت بها بوقت ليس بالبعيد, وكأن رؤيته فجرت فيها كل تلك الذكريات التي طوتها ذاكرتها مع السنين.
واندهشت للنعم التي انعم الله بها عليها ,واولها القدرة على نسيان احمد , بكل اخطائها معه لتشعر بأنها نظيفة مرة اخرى منه ومما حدث لها بسببه,وقد بررت لها سارة هذا بأنه نتيجة لتوبتها لله, ووعدها لله ولنفسها بأن تتغير.
وتذكرت حديثها مع سارة في المول بعد رؤيتهما لاحمد.

منى: هو شريف طيب والله يا سارة, بس هو يعني, ممل شوية , يعني هادي كده, انا مش كده, يعني حتى لما بتعصب والاقيه بارد, دي بتبقى حاجة تحرق الدم.
سارة: يا ستي انتي جاية تشتكي من انه هادي, يعني الناس كلها تشتكي من ان جوزها مجنون او على طول بيزعق, انتي تشتكي انه مبيزعقش.
منى: بس انا مش طايقة كدة.
سارة:....طب انا....هسألك سؤال ,..وتجاوبيني بصراحة, انتي شايفة مثلا ان شريف احسن , ولا مثلا , مثلا يعني كنتي اتجوزتي احمد؟.
منى: إخيه, لا طبعا, احمد ايه وقرف ايه؟, لا يا بنتي, دا شريف ربنا يخليه بجد, بني ادم محترم جدا, ومؤدب اوي, بيحترمني قبل ما بيحبني, بيراعي ربنا فيا, قبل ما بيدور على حقوقه, دا جنة يا بنتي, دا شريف على بروده وهدوئه دا كله, احمد زفت دا ميجيش فيه صباع, دانا يا بنتي ربنا كان باليني فعلا, وانا الحمد لله ولا كنت اتمنى واحد احسن ولا أأدب ولا اجدع من شريف, انا بتكلم بس معاكي في حاجة بتفقعني منه, بس دا طبع مايعيبوش, لكن احمد , اعوذ بالله, دا بني ادم كان كله عيوب.
ضحكت سارة.
سارة: طب خلاص خلاص, مالك طلعتي فيا كده زي الصاروخ, بالراحة, معلش انا عارفة ان السيرة هتنرفزك, بس كنت عايزة اعرف, بس اهو, اديكي شفتي, لما انتي حبيتي تختاري لنفسك بني ادم, اختارتي غلط, كل دا عشان مسبتيش نفسك لاختيار ربنا الي كاتبهولك, وحبيتي تتفزلكي, وتقولي انا عايزة من دا يا حزومبل, لو كنتي صبرتي واستنيتي نصيبك, مكانش دا كله حصل, ولا كنتي زعلتي ولا اتبهدلتي, ولا عيطتي واكتأبتي, كنتي حبيتي شريف برضه, ماهو دا عامل زي المثل بتاع " لو صبر القاتل على المقتول كان مات لوحده", لو كنتي صبرتي على رزقك كان بقى شريف برضه مش حد تاني, ولو كنتي عرفتي ميت ولد.
منى: والله عندك حق, الحمد لله اني اتعلمت ,بس اتعلمت بعد ايه.
سارة: وبعدين دا كله ميجيش في ضحكة واحدة من بناتك ,ربنا يخليهملك, دا كان احمد دا جنك انتي وهما.
منى: الحمد لله يا سارة.
سارة: بس انتي فاكرة لما قلتيلي ان ثانية المظلوم بسنة, وانا قلتلك ان ربنا قايل ولننصرنك ولو بعد حين, يمكن انتي متشوفيش, ومتحسيش ان ربنا بينتقملك, وممكن كمان تكوني انتي نسيتي, ومبقتش تفرق معاكي ربنا ينتقم منه او لا, بس ربنا عمره ما بينسى الي حصل فيكي, يمهل ولا يهمل ,ولو بعد حين.
منى: قصدك ايه؟.
سارة: يعني شفتي في الاخر هو اتجوز ايه؟, فوزية بتاعة نادي الصيد, انتي شفتي يا بنتي عاملة ازي, ولا طريقتها معاه عاملة ازي, ما افتكرش ان فيه عقاب اكتر من كده من ربنا, يعني انتي نفسك ولا حاسة بيه, بس هو اكيد مش مستريح ,وباين عليه كمان.
منى: يا ستي, والله ما يفرق معايا, ربنا يهديه ويهديله مراته, دا ابنه زي العسل, ربنا يخليه يا رب, انا بس الي مستغرباله, ازاي احمد اتمسح كده من دماغي بالشكل دا, على كل الذكريات الي كانت لينا سوا, تصدقي بالله يا سارة انا مش فاكراه, ولا فاكراله حاجة.
ساره: مش قلتلك النسيان دا نعمة من ربنا, ودليل كمان على قبول التوبة ,ان ربنا بينسيكي الذنب نفسه عشان ميفضلش ينغص عليكي حياتك.
منى: والله يا سارة, شوفي انا مكنتش اعرف شريف ولا هو يعرفني, وظروف خطوبتنا كانت عجيبة جدا, اني اشوفه في وقت هو كان بيدور فيه على عروسة, وتطلع اخته زميلتي في الشغل, وتكون بتحكيله عليا, وتقوله تعالى شوفها,وهو يقولها لأ انا عايز اشوف الي انا شفتها في محطة السوبر جت, والي شكلها كذا ويطلعو الاتنين كانو بيتكلمو عليا انا, دي حكمة ربنا بقى,وعلى قد ما كنت محتارة جدا في اول الجواز, الا انه دلوقتي اهم حاجة في حياتي, صحيح حبي ليه هادي مش مجنون زي ما كنت بحب احمد, بس نعمة الاستقرار والولاد دول بيخلو الحب حاجة تانية خالص, تحسي ان فيه حاجات كتير اقوى بتربطك بالبني ادم دا, الي انتي مسئولة عنه ادام ربنا.
سارة: منا قلتلتك ومصدقتنيش, فاكرة لما كنتي لسه مخطوبة لشريف, وانا جبت معاذ, وقلتلك سبحان الله انا حاسة اني بقيت بحب مؤمن اكتر لما خلفت, قلتيلي دا كلام افلام , اديكي جربتي بنفسك.
منى: صدقتك والله, ان فعلا لما يبقى ربنا راضي بتفرق كتير.
سارة: ربنا يهنيكي يا منى يا حبيبتي مع شريف, وتبطلي تدوريله على عيوب, عشان جوزك ربنا يخليهولك ابن حلال, ومفيش حد مفيهوش عيوب, وعيوبه البسيطة دي ما تضركيش في حاجة.
منى: الحمد لله يا بنتي, دا شريف دا نعمة من ربنا, دنا المفروض انام واقوم احمد ربنا عليه.
وشعرت منى بالكلمات التي قالتها لسارة تتغلغل قلبها, فالتفتت تتأمل زوجها بشغف, فالتفت ينظر اليها.
شريف: فيه ايه يا حبيبتي؟, انتي مش مريحاني؟, مالك؟.
ابتسمت منى وهي لازالت مستندة برأسها الي مسند مقعدها.
منى: مفيش ياحبيبي, ببصلك.
شريف: ماهو دا الي قالقني.
منى: انت عارف يا شريف اني بحبك اوي.
نظر اليها مندهشا, ثم ضحك وهو يضع كفه على كفها في رقة.
شريف: وانا كمان يا حبيبتي, بموت فيكي, انتي والبنات.
منى: انا مبهذرش, ربنا يخليك ليا على طول.
شريف: وراكي وراكي, هتروحي مني فين يعني؟.
وقبل يدها في مزاح, فشعرت بسعادة عجيبة تغمرها, ربما لو لم تر احمد هذا اليوم لما شعرت بقيمة النعمة التي هي فيها, ولما شعرت بحبها لزوجها يطغا بهذا الشكل, ولا بقيمة حلاوة رضا الله عنها وعن عائلتها, فنظرت الى ابنتيها في المقعد الخلفى للسيارة , وهما نائمتان, وابتسمت, ثم عادت تمسك بيد زوجها في حب.
شريف: لا, احنا كده مش هنوصل البيت, هسوق ازاي, خلى الحنية دي لما نبقى نروح.
لم تغضب عليه لمزاحه معها, انما ابعدت يدها عن يده, وهي تبتسم, وعادت تنظر الى الطريق وهي تفكر.
م* الحمد لله يارب على جوزي وبناتي, والحمد لله على اني احسن من ناس كتير, والحمد لله اني نسيت احمد, والحمد لله كمان على اني شفته النهاردة, انا صحيح مكنتش فاهمة حكمتك في كل الي كان بيحصلي, بس انا دلوقتي فهمت كل حاجة, وانا متمناش اكتر من الي انت كاتبهولي يا رب, لان اي حاجة بتعملها بتكون خير ولو بعد ايه, بس احنا الي عندنا قصر نظر مبنبصش الا تحت رجلينا, وانت يارب قاسملنا وكاتبلنا كل حاجة من بدري, واحنا الي قال ايه كنا بنقاوح, لو كنت سلمت من الاول ان رزقي لن يأخذه غيري , فعلا كنت اتطمنت ووفرت على نفسي حاجات كتير اوي حصلتلي, بس الحمد لله على كل حال
الحمــــــــد للـــــــــه


،



تمت بحمد الله

يوميات منى و احمد فى الصحوبيه

آخر البنات المحترمات




،
،


كده القصه خلصت خلاااااص

ولو عايزين نتناقش في احداثها يبقي ياريت يعني

انا مش عايزانا نتعاطف مع مني ولا يصعب علينا وقعة احمد المنيله اللي في الاخر

عشان لازم اللي يعمل حاجه وحشه ياخد جزاءه سواء كان في الدنيا او الاخره




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-13, 10:57 AM   #56

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم بحمد الله استكمال هذه اليوميات

متمنين أنها تحوز على رضاؤكم

في أيام نيسان التي لا تنسى

شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم مني أجمل تحية .

موفقين بإذن الله ... قراءة ممتعة لكم




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-13, 12:54 PM   #57

amanym7md

? العضوٌ??? » 292592
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 423
?  نُقآطِيْ » amanym7md is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


amanym7md غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-13, 04:33 AM   #58

فقدت غالي

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 288083
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 893
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond reputeفقدت غالي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك nicklodeon
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فقدت غالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.