شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   67 - أنت قدري - ليندسي آرمسترونغ - أحلام القديمة رومانسية جدا ورائعة (كتابة / كاملة*) (https://www.rewity.com/forum/t95388.html)

عيون2008 22-12-09 12:30 PM

5-السيده ماما والاسد


تزوجا بعد عشرةايام
كان احتفالا خاصا ....فمن الاسهل ؛كما قال كريس مبتسما ان يواجه الجميع بالامر الواقع ..ووجدت ترايسي نفسها توافقه
قررا التوجه الي منزل السيده نيوتن ليخبراها وكان كريس من قام بشرح الامر للسيد نيوتن قائلا انه وترايسي اتفقا علي الزواج .وقائلا ايضا بينما كانت يد ترايسي ترتجف في يده ان لا سبب يدعو لتاخير الزفاف؛فهما يعرفان بعضهما منذ ستة اشهر
بدا السيد ثيو مذهولا مرتبكا ؛ الا انه حين استدلر الي ترايسي ليتأكد ؛احمر وجهها برقه ؛وقالت له:
-اعرف ان هذا مفاجأة لك.. ولكن ؛ هذا ما اريده
اقنع السيد نيوتن كريس ان يترك ترايسي في منزله لتنتظر قدوم السيدة نيوتن الغائبه؛فتزف لها الخبر بنفسها . ثم قال بعد مغادرة كريس :
-والان ترايسي....يجب ان اعترف انك طالما اربكتني! هل انت واثقه مما ستقدمين عليه؟
ردت بهدوء ادهشه كما ادهشها:
-اجل
ولكن ربما لم يكن مدهشا الي هذا الحد فهي في اليومين الماضيين ناقشت كل شئ مع نفسها آلاف المرات وفي كل مره كانت تخرج باجوبه مدهشه.مثلا : اكتشفت ان املا صغيرا رقيقا قد استيقظ في قلبها ؛املا بانها يوما ما ستجعل كريس ينسي لينورا سنكلير .....ثم كان هناك مسألة الاولاد ولكنها رفضت فكرة ان يكون الهدف من الزواج انجابالاطفال لان ذلك سيجعل الاطفال كبش محرقه
وكان هناك الاوجه التي لم تكن عجيبه في الموضوع ؛وهي واقع حبها لكريس الذي لن يغيره شئ
ومما توصلت اليه اثناء مناقشة ذاتها انها لن تندم ابدا علي الزواج ولهذا السبب بالذات لم تجادله بشأن الزواج حين قال لها كريس انه يريد اطلاع السيد ثيو علي موضوع زواجهما
شعرت بعد ان اخبرت السيد ثيو بالامر بان حملا ثقيلا نزل علي كاهلها
سمعت ثيو نيوتن يقول:
-سامحيني عزيزتي ....انا اعتبرك الابنه التي لم ارزق بها ولذلك اشعر بان علينا ان نتحدث قليلا ..ففي بعض الاحيان تخوننا مشاعرنا ونقع في جاذبيه جسديه نظنها الحب ...فهل فكرت في هذا الامر؟
فكرت ترايسي قليلا ؛ثم قالت :
-لكن ؛ايمكن الفصل بين الجاذبيتين ؟ كما انني بعد اشهر اكتشفت ان كريس يجعلني غاضبه احيانا وحزينه اخري ولكن لم يحدث ان فعل ما افقدني الثقه به او يجعلني لا ارغب في ان اكون معه ...انا ...انا ...احبه كثيرا.
-لكنه ...اكبر منك بكثير ترايسي
-اعرف ...ولعل هذا خير لي ؛ فانا لا احب االشبان الصغار ....الا يعجبك؟
-في الواقع ... يعجبني ..لكنني اشعر بانني يجب ان اشير اليك ان الزواج لم يكن قط فراشا من ورود ...وفارق السن قد يصعب من الوضع.
ذعرت ترايسي داخليا ولكنها قالت بثبات:
-اعرف اننا في اوقات معينه سنج صعوبه في حل بعض المسائل؛
كما اعرف انني سأكون مصدر ازعاج للجميع .ولكنني مع كريس اشعر بالامان
-ترايسي...
ترددقليلا ثم اكمل:
-لا تنظري الي نفسك بازدراء ...فان كنت تحبينه حقا ؛فكوني فخورة بحبك...فعلي المتحابين ان يكونا متساويين ...فهل انت قلقه من الا تكوني ...كيف اقول هذا ...من الا تكوني متساويه معه في بعض الاوجه؟
نظرت الي يديها طويلا ؛ثم اعترفت:
-احيانا ...اظن ان علي ان انضج بسرعه في بعض الامور ...واعلم انني لن ابدم ابدا علي الزواج به
صمت السيد ثيو ثم قال:
-هل انت واثقه من هذا؟
-اجل
-اذن اقدم لك تهاني الحارة
حين عاد كريس ليصطحبها نظر اليها متسائلا فقالت له وهما في السيارة:
-اطمئن ؛لم اغير رأيي
-وهل حاول اقناعك بتغيير رأيك؟
-لا...
-وهل شعرت بانك تخدعينه؟
صمتت ؛فامسك بيدها التي وضعها علي المقود مع يده:
-ثقي بي ...ترايسي
تلك الليله ؛مدت السيده نيوتن يدها تضئ نور المصباح القريب من السرير عندما سمعت زوجها يتمتم:
-ولكنني رغم هذا كله ما زلت لا اعرف.
وسألته :"لا تعرف ماذا عزيزي؟"
لقد علمتها سنوات من الخبرة الاتحاول دفع زوجها الي النوم اذا كان مشغول البال بشأن امر ما لانه من المستحيل عليها ايضا ان تنام قبل ان يفضي بكل ما في صدره.
-لا اعرف امورا كثيره عن كريس غاليهار؛ اعني انه يعجبني حقا لكن...
-قلت لي مره انه يعجبك كثيرا
-هذا قبل ان اعرف انه يريد الزواج بترايسي!
-واين الفرق في ذلك ؟ فانت بكل تاكيد لا ترغب في ان تتزوج ترايس ممن لايعجبك
-بالطبع لن ارغب في هذا!لكنني لااعرف مااذا كان الشخص المناسب لها
- الانه اكبرمنها سنا؟ لو سألتني لقلت ان هذا بالضبط ما تحتاجه ترايسي
-وهذا ما تظنه ترايسي ايضا!
-لا تسخر مني ثيو .ان الاباء جميعهم يواجهون المشكلع نفسها
-انا لست...
-اظنك تعتبر نفسك ابا ؛ ولو بالتكليف ..ومن المعروف ان الاباء لا يجدون ان هناك من هو مناسب لبناتهم..
-ما كنت لاناقشك في هذا الموضوع لوعرفت انك ستكونين لئيمه الي هذا الحد
-انا؟ انا لئيمة؟
وضحكت :
-لاباس عليك ؛سأتركك لتعود الي النوم
واستدارت ؛فصاح بها ضاحكا:
-اه ؛عزيزتي انا اسف ؛لكنني لا استطيع منع نفسي من الاهتمام والقلق ...اعني ؛ ان ما حدث كان مفاجأة لي !
-زلكنني اعترف بانه لم يكن مفاجأة لي
التفت اليها وهو لا يصدق ما سمعه :"هل اخبرتك ترايسي شيئا؟"
-لا...لكن المرء يستشف بعض الامور من خلال حديث الشخص الاخر .
-ولماذا لم الاحظ شيئا! حسنا....لا تقولي شيئا ؟ اظنني مجرد رجل لا يلاحظ شيئا ....اما انت فلا...الست قلقة بشأن الزواج مثلي؟
تاخرت السيده نيوتن في الرد ؛ثم قالت :
-ثيو...لا احد يعرف حقيقة ما يجري بين رجل وامراه . لذلك لا استطيع القول ان هذا الزواج مثالي ...الزمن وحده قادر علي ان يكشف ذلك. لكنني احب واحترم كريس غاليهار ؛ وانا اشعر بان ترايسي بين ايد امينه ...مع انني لا اشك ابد في اخلاقها ؛بل الواقع انني احس انها ضعيفه امام ضميرها ؛اتري هذا ...لاتطلب مني شرحا لانني لن استطيع !
فهذا ما احس به فقط .لذلك انا سعيده في زواجها من كريس فهي بامس الحاجه الي مرفأ امان
فكر ثيو طويلا ؛ثم قال:
-وهل المرفأ المناسب لها بحسب رايك؟
-اظنه راي نفسه ملاذها الامن والا لما رغب في الزواج بها .انه ليس باحمق او صغير
اتظنين ....اعني ؛اتذكرين متي وقعنا في الحب؟ اتظنين ان الامر مشابه لهما؟ فها نحن ما زلنا متحابين رغم مضي كل تلك السنوات؟
رق صوت السيده نيوتن .
-لا ادري ....ستكون فتاه مخظوظه ان كانا متحابين مثلنا ؛ انا مضطره لتحمل الكثير
ونظرت نظرة ذات دلاله الي الساعه الصغيره القابعه قرب السرير؛ فسارع ثيو يقول:
-ما رايك لو احضر لك فنجان شاي؟ وهل سيعوض ذلك عن بعض الامور التي تضطرين الي تحملها؟
-ربما ..هذا ممكن
****************

فناوي 22-12-09 01:22 PM

مشكوووووووووووورة غلاتي يعطيك ألف عاااافية..

حراااام عليكم شوي شوي عالبنت اهي تسوي قد ماتقدر وإن شالله عيون ماراح تخذلنا وبتنزل الرواية كاملة بقد جهدها وماتقدر عليه..

الماضي المدفون 22-12-09 07:56 PM

بدايه رائعه للكتابه:icon30:وجهد مشكور

ЄҺểểяΨ 23-12-09 12:01 AM


يسلمووو ياقلبي عالرواية الحلوة
وعادي ياعمري خذي راحتك
مو لازم تضغطين على نفسك وترهقينها
وبعدين احنا عارفين ان الكتابة متعبة
منشان هيك بننتظرك ياقلبي
ومتأكدين انك راح تكملينها لنا =)

samaahmeds 23-12-09 12:04 AM

تسلمي يا احلي عيون

عيون2008 24-12-09 06:02 PM

اسفه ليكم جميعا علي التاخير لان الموقع بقي له يومين ما كان راضي يفتح معي
وكنت زعلانه علشان مش عارفه ادخل واكتب الباقي
واشكر كم جميعا علي تشيجعكم لي واعذروني لان عندي اطفال وبيجننوني هههههههه

عيون2008 25-12-09 12:36 AM

في الايام التي سبقت حفل الزفاف ؛ تابعت ترايسي حياتها كالسابق..
اولا لان كريس كان مشغولا بتنظيم امور شهر العسل المفاجئ مع ان ترايسي لم تعرف المكان الذي قرر قضاء شهر العسل فيه.
لم يلحظ احد اي تغيير في حياة ترايسي الا لولا التي قالت لها انها تبدو مشغوله البال ... فاحست ترايسي بالذنب ولكنها لم تستطع شرح الامر لها لان شرح الموقف بدا لها امر طبيعيا.
وجدت نفسها بسبب العجله في ترتيب الامور لا تري كريس كثيرا ولعلها غالبا ما كانت تراه حين تعمل معه . وكانت مسروره بهذا فقد اكتشفت ان اتخاذ القرار والدفاع عنه في نفسها امرا؛ ومواجهة زوجها العتيد الواثق من نفسه امر اخر,,,
في الواقع كانت متأرجحه بين الذعر وبين الاحساس باللاواقعية فهي لا تصدق
ان هذا يحدث لترايسي تشسترتون
والاسوء من كل هذا ؛ان محنتها المعنويه كانت تظهر عليها كما حدث في تلك المناسبه عندما كان كريس يملي عليها في مكتبه رساله وتوقف فجأه عن الكلام ؛وادار كرسيه نحو النافذه ...فانتظرت بصبر وقلمها جاهز ولكنه استدار ثانية وقال:
-لا اعتقد ان لديك جواز سفر؟
-بلي ......عندي
-ساري المفعول؟
-اجل ...كان ابي يخطط للسفر قبل ان يموت مباشره؛ لماذا تسأل ؟
نظر اليها مفكرا ؛ثم ابتسم :
-افكر ان نستخلص جواز اخر باسمك الجديد . كما اعتقد ان علينا تلقيح انفسنا في الايام القادمه ......اتمانعين ؟
-لا.....لكن لماذا؟
-حسنا ....كنت افكر في الابتعاد عن البلاد اقضاء شهر العسل
-اين؟
-لست واثقا ؛ان الامر منوط باشياء عديده والمهم ان تروق لك الفكرة ام تراك تنظرين الي زواجنا علي انه نوع من الابتعاد عن العالم ترايسي؟
لعقت شفتيها " لا ادري قصدكط
-انت لم تطرحي سؤالاعن شهر العسل او عن شئ عن حياتنا.... بل لم تتفوهي بما هو جديد
امتقع وجهها فجأة ؛وتسألت لماذا تحس انها خائفة من فكرة قضاء شهر عسل مع هذا الرجل
-كنت اظن اننا سنعيش حياة بسيطه كالحياة التي نحياها الان وبامكاني الاستمرار في عملي فانا اتمتع به حقا
نظر اليها بكسل ؛ثم قال:
-حسنا؛ في سياق شهر العسل ؛لماذا لاتخبرينني عما سترتديه اثناء حفل الزفاف ؟
-انا ...انا لم افكر في الامر
وتسألت بقلق عما سترتديه حقا
اتحبين الذهاب للتسوق بعد الظهر ؟لشراء ثوب الزفاف؟
سرعان ما تصورت ترايسي ثوبا ابيض ناصعا ؛ وعضت شفتها ؛ لتقول بارتباك:
-لا....شكرا لك...لا اعتقد ان علي ارتداء ثوب....اعني؛ ثوب زفاف حقيقي ...اليس كذلك؟
-لا بأس ان كنت لا تريدين ارتداءه .وان كنت متردده بارتداء اللون الابيض فليس عليك ذلك لانك برئيه طاهرة في اعماقك اكثر من اي فتاة تدعي البراءة
-لااظنني سأتمكن من هذا
-اذن ارتدي ثوبا ورديا
-اوافقك الرأي ؛ فهو افضل لونا من الابيض
-ترايسي ....لم يكن لاقتراحي مغزي....وما كنت لاتزوجك لولا ايماني بانك تملكين تعقلا كافيا لارتداء ما تحبينه منالوان للزفاف ؛وانت شامخه الرأس
نظر اليها فأسرت عيناه عينها ثم امتد بينهما شئ لم تستطع تسميته شئ اشبه بخيط فضي غير مرئي منحها شجاعة
فقالت بهدوء :"حسن جدا:
-عظيم وستعجبينني مهما ارتديت ...وبامكانك توضيب بعض ثياب النوم التي لن تحتاجي الا اليها....علي فكرة معي بعض الاوراق الرسميه عليك توقيعها ؛وسأحتاج الي جواز سفرك
فتحت فمهالترد ؛ولكن رنين الهاتف اصمتها وما ان انهي مخابرته حتي كانت فقدت الدافع للسؤال.فقد بدا لها ان تفكيره عاد الي العمل ثانية
بعد اربعة ايام ؛عادت الي الحيره من جديد ....ولكنها ساعتئذ كانت متزوجه وعلي متن الطائره المتجهة الي "بيرث" علي شاطئ استراليا الغربي المطل علي المحيط الهادئ وذكري حفل زفافها ما تزال حيه في عقلها
انما مع بعض التشوش الغريب ؛كانت ذكري ازهار الكنيسه وذكري الشموع المضيئة رائعه. لم تحدث المراسم علي عجله وتكتم كما توقعت بل كانت رزينه غير انها تحولت الي احتفال عندما دخلت جماعه من السواح الي الكنيسة وجلسوا بهدوء حتي انتهت ثم توسلو ليتصوروا مع العروسين

samaahmeds 25-12-09 03:37 AM

تسلم ايدك يا احلي عيون ومعلش هنسامحك عالتاخير
وصحيح المنتدي بقاله يومين كان واقع معرفش ليه


maya 101 25-12-09 05:29 PM

سلمت الانااااااااامل

رواية رائعة

بالانتظار

عيون2008 26-12-09 02:27 AM

زادت السيده نيوتن علي الاحتفال توزيع الشراب والحلوي والكايك المحشو بالفاكهة في غرفة الطعام الملحقة بالكنيسة.....
حين اصبحت الطائرة فوق "نولابور"سألته:
-لماذا بيرث؟
مد يده الي يدها اليسري التي حملت الخاتم الذهبي وخاتم الخطوبه الماسي وقال:
-ستعرفين لماذا.....لم اكن اعرف انك تأكلين اظافرك
-لا اكل اظافري عادة انما اعمد الي هذه العادة احيانا مع انني اعتقدت انني تخلصت منها .يوما ما سأتخلص منها
-ايعجبك الخاتم؟
-اوه...اجل ولا ادري كيف اشكرك.....هل عرف الجميع في المنزل؟
-اجل ....وهم يتوقعون عودتنا......استطيع تصور المكان في هذه اللحظات
كان الظلام قد ارخي سدوله عندما حطت الطائرة في "بيرث" عاصمة "اوستراليا الغربيه" وعندما انتقلا الي جناح في فندق فخم فكرت فجأة ان من الغرابه فعلا ان تقطع القارة الاوستراليه وهي لا تحمل سوي ثياب النوم وجواز السفر الجديد ....اين يمكن الذهاب من" بيرث"؟
ولكن كريس لم يمهلها حتي تفكر....فقد اتصل لحجز طاوله في مطعم وحين قالت علي عجل ان ليس لديها ما ترتديه طلب منها الا تقلق لانها تبدو في هذا الثوب رائعه .فاطرقت تنظر الي نفسها وتضحك
-ما الامر؟
-حين اشتريت هذا الفستان فكرت لايام وليال كثيرة خاصة....ولم يكن لدي فكرة ان هذا سيتحقق.
-اوه.....سنعتني بمسألة الثياب غدا .اما الان فتعالي.......... لا بد وانك جائعة ؛فانت لم تأكلي شيئا علي متن الطائرة
-اجل ....اجل.....لاشك انني جائعه
ولكنها كانت تشعر بانها غير جائعة فتةترها يشتد كرفاص مشحون باكثر من طاقته .ولكنها رغم ذلك تمكنت من التماسك ساعتين اخريين لا بل اقنعت نفسها بان تأكل شيئا يساعدها علي جو المطعم المعتم وعلي الموسيقي الهادئه ....وقد وبخت نفسها قائله لها انت لاتعرفين عن الامر شيئا ترايسي .فلماذا التوتر في ليلة الزفاف.....اهي غامضة الي هذا الحد؟
حين عادا الي جناحهما ذي الانوار الخافته وذي المنظر الرائع المطل علي سماء بيرث؛جف لسانها كما يجف الينبوع الصغير في صحراء واسعة ..ووقفت وسط الصالون ؛تلوي يديها بقلق
تقدم نحزها يحمل كأسين من العصير المثلج :"ما بك"؟
تمتمت :"لا؛لاادري"
واحمر وجهها بشدة تحت نظرته الممتعة ؛ثم قالت:
-ارجوك ...لا تظن انك مضطر...ل.....اعني.....
تحركت شفتاه في شبه ابتسامه:
-الاتريدين مني ان اظهر حبي لك ترايسي؟ اهذا ما تحاولين قوله؟
-لا....نعم....لاادري........
استدار ليضع كوبه من يده ثم استقام ؛فتراجعت عن غير وعي الي الوراء ولكنه لم يتقدم منها .....بل خلع ربطة عنقه ؛ ووضع يديه في جيبيه ينظر اليها بتعبير غريب.
قال اخير بصوت عادي:
-اخبريني ترايسي .....اهذا ما تحاولين قوله؟
همست محاوله استجماع شجاعتها :
-اذا كان هذا ما تريد ....لا ادري لماذا ؛لكنني اشعر بالخجل ...وكأن الامر حقيقي ....بطريقة ما
تقدم نحوها باخذ منها كوبها ويرفع ذقنها بيده :
-اسف لهذا....اسف لانك تشعرين بأن هذا غير حقيقي ؛اما انا فلست اسفا ابدا؛لانك خلابه في خجلك ؛علي اي حل يمكننا معالجة هذا.....تعالي نجلس هناك معا
حملها بين يديه وجلس علي الاريكه واجلسها قربه
-مستريحة ؟
حركت راسها بحركه ايجابا ؛فالتوت شفتاه وقال بصوت غريب لطيف:
-من المفيد دائما ان تفعلي شيئا بيديك في اوقات كهذه....لذلك عليك فيما افك ازرار ثوبك ان تفكي ازرار قميصي ! علي اي حال مجتمعنا مبني علي التساوي بين المراه والرجل ...اليس كذلك؟
ضحكت بدون ان تعرف السبب ؛وقالت اول ما خطر علي بالها:
-النساء في اليابان يفعلن شيئا كهذا
-هذا صحيح..... ولا يبدو انهن بسبب ذلك عرضة لخطر المهانه ربما يفهمن هذه الامولا اكثر مما نفهمها نحن ...لماذا لانجرب؟
ردت بارتجاف:
-حسنا ....لاادري لماذا اتغابي هكذا ....لم اقصد
-هل تظنين لانني لم احاول لمسك حتي الان انني غير مهتم بك؟

كان طوال الوقت الذي يتحدث فيه يكمل ما يفعل؛ ثم تسللت يده الي كتفيها ليعانقها فجعلته لمسته ترتجف ووجدت نفسها غير قادره علي الرد؛ لان هذا بالضبط قد يكون سبب توتر بينهما .. في اعماق قلبعا ؛ تمكنت من كبح فكرة تثير البرد في اوصالها ؛وهي انها وفي صدمة قبولها بالزواج به ؛وسعيها الوجل الي بعض الدفء والسلوان والارتياح والرفقه علي صدره جعلته لا يرغب في مغازلتها
-ترايسي.....اهذا ما ظننته ؟ (قطع عليها افكارها)
مرر اصابعه علي جانبعنقها علي البشرة الرقيقه وراء اذنها ؛ فحركت رأسها موافقه ولكنها انتفضت حين ضحك:
-ليس السبب عدم اهتمامي بك بل اعتقادي بانك تفضلين البقاء علي عفتك حتي ليله الزفاف ...اضف الي هذا انني فكرت في ان هذا الامتناع سيفيدني روحيا ... ثم هذا يعني انه ستكزن هذه الليله اول ليله زفاف فانا لم اعانقك قط كما ينبغي ؛اتدركين هذا؟
اترغبين في التجربة ؟اعدك الا يكون عناقنا كالذي اختبرته معي يوما....
نظرت اليه مذهوله ؛وعينها دهشتان فقد تذكرت غزو دان رانكين الخشن العنيف......وعرفت لماذا لم يحاول كريس ان يقبلها او يغازلها تلك الليله
ردت غير واثقة من قرارها:"انا...."
لكنه اسكتها بحزم ؛واحست باصابعه تتسلل الي شعرها فعنقها ثم جذب رأسها اليه ليقبل جفنيها فوجنتيها واخذت نبضات قلبها تبطئ وكأنما لمساته الناعمه تبعث اليها الهدوء
فيما بعد ؛وفيما بدا انه دهر ؛رفع رأسه ينظر اليها ؛وابتسم لعينيها الناعستين ...ففكرت باستغراب في كل مشاعرها نحو كريسبن غاليهار
كانا وكأنهما علي ارض متساويه وهي تتعلم منه ؛حتي تلاشي كل شئ اخر كل مخاوفها ؛كل قلقها
كانت غرفة النوم مظلمة قليلا ؛لا تنيرها سوي الانوار الخارجيه ؛ والقمر المشرق الذي حول الشرفه خلف الابواب الزجاجيه الي ملاءة فضيه . كانت انفاسهما قد بدات تسكن ؛واستلقبا اخيرا بهدوء فاستدار اليه تضع راسها علي كتفه لتنام
*************
صاحت ترايسي :"افريقيا"
هبت من فراشها ولكنها لم تلبث ان عادت اليه لتشد الغطاء الذي انزلق بسبب حركتها المفاجئه تلك
كان يوما براقا مشعا والشمس المنيرة تصب اشعتها علي الشرفه زكانت قد استيقظت منذ دقائق فقط ؛فوجدت انها وحيده في الفراش ولكنها سمعت خرير المياه الاتيه من الحمام
تمطت بكسل ؛وفكرت ان تعود الي النوم ثانيه لانها تحس بنعاس وكسل غريبين ؛وكان اطرافها مخدرة .ثم انقطع خرير المياة في الحمام ودلف كريس الي الغرفه وهو لايضع سوي منشفه علي خصره . وكان شعره الاسود شديد اللمعان ؛تتقطر منه المياه الي كتفيه فتسمرت ترايسي وعرفت ان وجنتيها توردتا بدون ان تستطيع فعل شئ بهما
جلس علي حافة السرير ثم راحت عيناه تمازحانها بانزعاج
لم يلبث ان وضع يديه علي خصرها وطبع قبلة خفيفة علي رأسها وقال :
-تبدين وانت نائمه ابنه خمسة عشرة عاما ترايسي....
اتعرفين هذا؟ لقد شككت في انني ممن تستهويهم الفتيات المراهقات .....
-لكنني لا اشعر بانني في الخامسة عشره.....
ابتسم وكأنه يضحك علي سخرية ما ؛ثم قال:
-ككيف تشعرين؟ تملكين القوة الكافيه للسفر الي افريقيا؟
ووقف فصاحت:
-افريقيا ؟هل ....قلت ؛افريقيا ؟
ثم جلست مرة اخري ولكنها في هذه المرة كانت تمسك بالغطاء
رد بتكاسل :
-حسنا ....اظن ان هذا ما قلته...لكن الطريقه التي ترفعين فيه هذا الغطاء توحي الي بفكرة اخري
ردت بارتباك:"اه..."
واخفضت الغطاء انشين ثم اردفت :
-لكن ....اكنت.....هل انت....جاد
-جاد كل الجد .تبدين تعبه ومتزمته وشديده التكلف....وهذه دعوه للتخلص من كل هذا
قالت مقطوعة الانفاس :"كريس؛انا...."
رفع حاجبيه وعاد للقعود قربها:
-انت ماذا ؛ترايسي ؟اتظنين ان المعاشرة الزوجيه تتم فقط في ساعات الليل المظلمه ؟اتجهلين مدي جمالك ؟الا تعلمين ان الازواج يحبون النظر الي زوجاتهم في اي ساعة من ساعات اليوم؟
احمر وجهها ؛وقالت مرتجفه:
-ربما هذا ما علي ان اعتاد عليه
لمعت عيناه ....ثم التقط يدها يلثمها ويقول:
-ربما ....عم كنا نتحدث ؟
-عن افريقيا....سألتني ان كنت املك القوة الكافيه للسفر الي افريقيا لكنني ظننتك تمزحني
ابتسم :
-في الواقع كنت امازحك وانما ليس بشأن السفر .قبل استيقاظك تلقيت مخابرة تنصحني بان امامي ثلاثة ايام فقط قبل ان يلغي حجز مقعدين علي خطوط افريقيا الجنوبيه الي جوها نسبرغ ...وان كنا محظوظين تمكنا من انهاء المعاملات الرسميه في الوقت المناسب ...ويمكننا بعد جوها نسبرغ السفر الي نيروبي ومن هناك يمكننا استكشاف اماكن مثل مومباسيا؛ماليني. زانجبار؛دار السلام...انا لااعرف شيئا عن "السيشل "واسف لاننا لن نسافر الي الهند .....وما اسمها.
توسلت اليه:
-توقف ....لا تفعل بي هذا .....لا استطيع ان اصدق اتعني اننا جئنا الي بيرث علي امل ان نحصل علي رحله؟
-صحيح .....لكن بيرث ليست مكانا رديئا علي اي حال
-اعرف ....الهذا لقحنا تلك اللقاحات ....؟
-قلت لك اننا قد نسافر الي الخارج
-صحيح ؛لكنني فكرت في مكان قريب ؛مثل فيجي
-اتفضيلينها....
-لا ....اه كيف يمكنني ان اشكرك
تمتم ينظر الي شفتيها :"لا تقولي هذا"
احست بذراعيه تضمانها فرفعت رأسها اليه
كادت تذوب ثابيه بين ذراعيه ؛ولكنه سارع الي رفع رأسه قائلا:
-ربما من الافضل ان نسرع ...امامنا امور مثيرة نفعلها في اليومين القادمين....ما رايك؟
ردت ببطء وبجد:
-اظن....اظن انك عل صواب؟
انسلت من بين ذراعيه وانتقلت الي جانب السرير الاخر ولكنها تعثرت بثوبها الملقي علي الارض وانتهي بها الامر ان اصبحت كتله ضاحكه فوق السجاد ....ثم شهقت قائله:
-لن اتمكن يوما من الفرار منك فرار مشرفا
*************************

rayadeeb 26-12-09 08:52 AM

روايه كلش حلوه تسلمين عله المجهود الرائع

عيون2008 26-12-09 11:16 PM

افريقيا!
قالت ترايسي بحماس:
-دفتر مذكرات ....احتاج الي دفتر مذكرات وكاميرا .....لا استطيع التصديق .....اوه......اعرف ارن بما شعر به الدكتور ليفنغستون والسيد ستانلي هنا!
-صحيح؟
-حسنا ....القليل
-اذن سنري دون شك كيف ستحصلين عليهما .......في الواقع ؛انا لااسافر بدون كاميرا ولكن....يبدو انني نسيتها ؛لانني كنت مشغولا باشيئاء اخري.
ضحك ؛ثم لما لاحظ تضرج وجنتيها لف ذراعه حول كتفيها
-متي ستتوقفين عن الاحمرار كلما تفوهت بكلمات كهذه؟ قد ابدا بمناداتك "الورده الحمراء" قريبا
ردت ساخطه:
-اياك ومناداتي بهذا اللقب ابدا
لكن ؛في اعماق قلبها ...كانت تتساءل عما اذا كان قادرا الي الابد علي دفع الاحمرار الي وجنتيها انها حتي الان لاتصدق ان هذا الرجل الوسيم المديد القامه الذي يظهر لها حبه ليلا ؛ ويعاملها معاملة طفله نهارا هو زوجها
كانت تفكر في هذا دائما . ولم تكن تعارض معاملته لها معاملة طفلة صغيره
لانها بذلك تستطيع التصرف بحريه كما انها تخشي ان تخسر نفسها ؛جسدا وفكرا ؛وروحا امام كريسبن غاليهار....... السبب انها مازالت لا تصدق انه يرغب في ان يمضي عمره معها .احست باصبع باردة تلامس قلبها .وهذا الشعور هو ما ستشعر به حين ياتي ذلك اليوم.....
كانت تهز دائما رأسها لتبعد عنه هذه الافكار ؛ولتدفع نفسها الي كسر حواجز الخجل الذي ما زالت تحس به
شعرت وهي تجول افريقيا بان ما قرأته عنها خيالا شاحبا اذا ما قورن مع الواقع وهذا ما جعلها تتصرف كطفله مسحوره تركت طليقه في عالم اخر .....وهل هناك من لايسحره مثل هذا المكان ؟ كانت زانجبار مثلا ؛ اشبه بجوهرة وسط المحيط الهندي ؛ بشواطئها المرجانيه البيضاء واشجار "الفرانجيباني" الرائعه الاريج ؛وماضيها القاسي الغامض من تجارة العبيد ومزيجها من الاعراق المختلفه .....ولذا من الصعب الا تتأثر بها اوتنساها
هناك بلغت ذروة السعاده ؛التي لاحت لها بشكل غامض ليلة زفافها
كان قد استأجر مركبا لقضاء اليوم في البحر ؛ووجدا شاطئا معزولا مهجورا ؛سبحا فيه وتناولا الطعام؛ ونام عند الهاجرة ولكنها استيقظت علي يده التي ضمت خصرها ثم نظرت اليه.
قالت لنفسها من بين اسنانها فيما كان كريس نائما الي جانبها:
-لم اكن اعلم ما الامر......كنت كمن يكبر فجأة في يوم واحد وكأن ما حصل لي يضع الختم الفعلي علي حبي له.....واعرف الان ان لا طريقة اخري امامي للحياة سوي في حبه......ولكنني عندما اكون سعيدة ؛ اكون اكثر سعاده مما اظن.....وعندما اكون حزينه ؛اكون اكثر حزنا......وكأنني لم اكن حيه قبله .....ولم يهيئني احد لهذه الحياه....لم يذكر احد امامي شيئا عن عذاب الحب ؛وعنالعذاب الناتج عن عدم معرفة ما اذا كنت محبوبه فعلا ام غير محبوبه
راقبت القمر الذهبي ......المبحر في سماء متنهدة لم تخفف حالتها الجديده من التبصر الذهني عن قدرتها علي الوقوع في المتاعب . ووجدت نفسها تتساءل عما اذا كانت ستخسر يوما هذه القدرة المزعجه ؛ فما حدث لها جعل ما سبق ان حدث لها غير مهم ابدا ودفع بكريس الي فقدان صوابه معها للمرة الاولي منذ زواجهما
بدا ذلك اليوم كسائر الايام بل كان افضل من غيره ؛ولماذا لايكون جيد وانت في رحلة "سافاري" الي قلب افريقيا الشرقيه؟
قالت ترايسي لنفسها بصوت مرتفع :
-اوه .....كأنني في حلم تحقق
نظرت الي موقع المخيم الواقع علي جرف مرتفع يطل علي سهول "سيرنجيتي " وكان الجو رطبا ضبابيا تحتهم ؛ والسحب البيضاء تقف ثابته بكسل فوق الارض التي يلونها القمح الذهبي والورود
ستحل بعد ايام الحرارة محل الرطوبه الضبابيه
كانت الرحله الي"السافاري" فكرة كريس ؛وقد سلبت لبها منذ البدايه .قال لها هناك طريقتان للسفر اما الانضمام الي رحله منظمه تؤمن كل وسائل الراحه مثل المياه الساخنه للاستحمام ؛الي المياة الباردة علي العشاء؛ او كما وصف .... الطريقه التي يجب ان تكون .....الطريقه الشاقه
قالت ضاحكة :
-اه لتكن الشاقه رنني افضلها ؛اضف الي هذا انني معتادة علي السفر الشاق...ولطالما سافرت من "كايب يورك" الي "بيروزفيل" مع ابي
نظر كريس الي وجهها المشرق المتحمس بدون ان يبتسم وقال:
-ثمة مخاطر كثيره ستحدق بنا
ظنت ساعتئذ ان ملاحظته غريبه ولذا نسيتها .وكان ان استاجرا دليلا من معارف كريس وهو رجل هادئ مرح ؛يملك معرفه كبيره عن افريقيا وحيةاناتها ....استاجرا سيارتا لاندروفر وادوات المخيم اضافه الي مساعدين افريقيين ....وفي غضون ثلاثة اسابيع تمكنا من رؤيه مناظر خلابه ليس فقط غي البراري بل في القري والناس .
وانطلقت الكاميرا مع ترايسي بلا حدود ..وكذلك سعادتها ...وكانت تضطر احيانا الي انقرص نفسها عندما تلتقط الصور لجبال كينيا ؛وكامانجارو وكانت مسيرتهما تكمل طريقها نحو "ريفت فالي" وحول "نيغورنغو كارتر" والي شواطئ بحيرة فيكتوريا.....
كانت في كل الامكنه التي يتوقفون فيها تصادق المحليين وتصورهم وتصر علي ان تجمع الاولاد حولها ليصورهم كريس معها

حتي اطلق عليها الافريقيان المسافران معهما اسم"السيده ماما"
زكان هذا هو اليوم الاخير فراحت توضب صندوق الطعام بعد الفطور غدا سيعودون الي نيروبي للبدء برحله العوده الي الوطن ...اما الليله فمدعوان الي "برايي فيلز "التي تعني بالافريقيه حفل شواء
ايمكن ان ينسي المرء ابدا سحر "برايي فليز"؟ هل من الممكن ان ينسي المرء الشجيرات المتناثره ورائحه اللحم المشوي فوق النار المفتوحه التي تعطي طعما مختلفا عن شوائه علي صفيحه "الباربكيو "المعروف .كان يحدق بهما قطعان الحمير الوحشيه ولكنها كانت مختبئه كما كانت قطعان الغزلان والزرافات وافراس النهر وكان يعبق حولهم رائحة حيوانات لم تصدق انها موجوده ولكنها كانت تعرف انها لن تنسي نظرتها الاولي لفهد كان مستلقيا علي جذع شجرة او القردة او النمر الذي شاهدوه في الصباح الباكر ....ثم الفيله والاسود والثيران البريه ووحيد القرن لذا اضطر توم ومساعداه للقيام بحراسه الليله ليلتين متواليتين اتقاء لشرها
قطع كريس حبل افكارها:
-هل ترافقيينا ترايسي؟ام نتركك هنا
تنهدت مبتسمه :"اتيه"
ودست يدها في يده الممدوده
وفيما كانوا في الطريق انثقب اطار فاطاح بنشاط ترايسي فرأت الرجال الاربعه ياخذون ادوارهم يلهثون ويشدون . ويستخدمون لغه لا يستحب سماعها فقد انكسر مقبض المفتاح ولم يبق امامهم سوي استخدام مفتاح عادي صغير...
اخفت ترايسي ابتسامتها ثم ابتعدت عن الرجال مقررة ان من الافضل استغلال الكاميرا لتصوير المناظر ....وهكذا راحت تتجول .....وفي خضم هدوء الدغل وحرارته نسيت الرجال وتوترها .انه اخر يوم تقضيه هنا فغرقت في هذا العالم الساحرولم تنتبه الي ابتعادهاعن اللاندورفر ....كانت تخفض الكاميرا حين كادت تتعثر بشبل اسد ..شهقت ثم حدقت الي فرائه الناعم وفمه الواسع واسنانه الحادة ةلسانه الوردي
فجأة توقف العالم من حولها وصمت فشعرت ببرد قارس لانها ادركت معني هذا .....نظرت الي الاشجار الصغيره الشائكه ؛واحست بشلل تام وهي تحدق الي عيني اللبوءة الضخمه الواقعه علي بعد عشرة اقدام
ابتلعت ريقها .....يالله ! ادهشها ان تقدر علي ابتلاع ريقها ....وعلي الهمس ياللله ماذا فعلت بنفسي جاء صوت كريس من خلفها
-ترايسي ....ارتدي الي الوراء كما انت ببطء
نضج العرق البارد من جسدها ولكنها نفذت ما قيل لها ...اغمضت عينيها عندما امتد ذنب اللبوءة خلفها كقضيب مستقيم ؛ ثم زمجرت بصوت مرعب راعد ....جاء صوت توم من مكان ما الي يمينها:
-تابعي السير ترايسي
وتابعت المسير وكان يرافق كل خطوة تخطوها عذاب وخوف خاصة بعدما سمرتها في مكانها العينين الصفراوين...ثم اصطدمت بشئ ..... انه كريس الذي امسكها ودفعها الي ما وراءه وتابع المسير قائلا بهدوء:
-لاتذعري .....تابعي المسير
تنفست بصوت متحشرج :"ماذا عن؟
-نفذي ما اقول ؛ترايسي
بدا لها ان دهرا قد مر ولكنها كانت دقائق .فيما بعد حملتها خطواتها الي جانب اللاندورفر وحملتها سوداوان اليه
ثم اخذكريس يتراجع ؛ ووقفت اللبوة مطأطئة تحرك ذنبها من ناحيه الي اخري ببطء ...لم تكن تركز نظرها علي كريس وحده بل ايضا علي توم الذي كان يتراجع ببطء وبندقيته مصوبه اليها .ورغم مظاهر استكانه القطه المتوحشه كانت ترايسي مقتنعه انها علي وشك الوثوب علي احد الرجلين ولكن ثمة ما الهاها عنهما فقد تثاءب الشبل وراح يركض متعثرا ليرمي نفسه تحت قوائم امه في الوقت نفسه وصل كريس وتوم الي اللاندورفر ....وزمجرت اللبوءة وكشرت عن انيابها ثم اخفضت رأسها والتقطت شبلها باسنانها وارتدت الي الدغل
مسحت ترايسي العرق عن وجهها وبدأت ترتجف فتسلق كريس الي السيارة عيناه تلمعان غضبا
-ايتها الحمقاء....ايتها الغبيه ....حمقاء صغيره ....ان تتعلمي ابدا التعقل ؟انت هنا منذ ثلاثه اسابيع ولم تفهمي حتي الان ابسط قاعده وهي الا تتجولي وحدك ...لااستطيع ان اشيح نظري عنك لحظه ...انت لا تحتاجين الا الي جلد بالسياط ترايسي لانك لم تعرضي فقط حياتك للخطر. بل حياتي وحياة توم وحياة اللبوءة .فيما لو اضطر توم الي اطلاق النار عليها وعلي شبلها كل هذا بسببك ترايسي باربرة تشستوثون لانك لا تتوقفين هنيهة للتفكير
نظرت ترايسي اليه ؛وجهها شاحب ودموعها منهمرة علي وجنتيها
-انا اسفه
-اسفه ...الم يحن الوقت لتكبري وتتوقفي عن الاعتذار للناس ؟
امسكها بكتفيها يهزها حتي اصطكت اسنانها وهمست :
-ارجوك ....احس بالغيثان
وتقبات خارج اللاندورفر لكن حين انتهت بدا ان كريس قد صب جام غضبه عليها وانتهي فحمل اليها منشفه رطبه وطفق ينظف لها وجهها بنفسه ؛وكانها طفله مع ان عينيه كانت باردتين وعرفت انه لم يسامحها بعد
الحادثه احبطت عزيمتها طوال اليوم مع انه يذكر اي منهم ما حدث وتصرفوا وكأن شيئا لم يحدث
تلك الليله ؛اوت ترايسي الي سريرها باكرا كسيرة الفؤاد متعبه بشكل لا يصدق ؛ولكنها وجدت نفسها غير قادرة علي النوم فاستلقت مدة طويله علي الفراش المنفوخ بالهواء الذي تشاركه مع كريس ؛تراقب النار المنعكس وهجها علي جوانب الخيمة
ربما لانها كانت في غايه التعب لم يخطر علي بال كريس وتوم اخفاض صوتيهما فسمعت توم يقول:
- يارجل ...الاسود غريبه الاطوار ....انها مخلوقات لا يمكن النبؤ بتصرفها ....يكمنني كتابه روايه عنهم ......وسأكتب فعلا بعدما حدث اليوم مع ترايسي
-ربما علي انا ذلك ؛ فترايسي تدأب علي ان تجذب المتاعب
تالمت ترايسي مما سمعته
قال توم :بكل تاكيد .....لقد فكرت لاول وهلة قبل ان اضع يدي علي البندقيه انها هالكه ولكنها لم تقصد اي اذي
-انها لاتقصد شيئا ابدا
-كنت قاسيا جدا عليها .... اتعرف ما اظن اعرف انه يجب علي الا اتدخل ..لكنني احس بانها بحاجه الي اولاد .....انظر فقط الي الطريقه التي تجذبهم اليها حيثما تذهب وليس البشر فقط ....انها ولدت لتكون اما "السيده ماما"
مضي وقت طويل قبل ان يتكلم كريس وحين تكلم كان يختار كلماته بحذر :
-انها ضغيره جدا ....اتساءل احياناعما اذا كان من العدل لها ان ننتظر
-ليست صغيره الي هذا الحد ....انها ناضجه ....علي اي حال ليس الامر من شاني ....ياللعجب كم شبل كان لهذه اللبوءة في الدغل
استمرت ترايسي تصغي اليهما وقتا طويلا .تركز بحذر لئلا تفكر في ما قاله كريس عنها....ولكن سرعان ما جرفها النوم بدون ان تعي.
استيقظت باكرا في الصباح فوجدت كريس مستيقظا الي جانبها يراقبها تحت نور الفجر الرمادي ...لم يقل شيئا ؛بل حدق الي عينيها فقط ثم لاح ظل ابتسامه علي شفتيه وقال:
-هل سنكون صديقين اليوم "سيده ماما"
مد يده ليمسك بخدها ...
ابتلعت حشرجه علقت في حلقها وقالت :
-اجل ؛اه اجل ارجوك...


انتهي الفصل الخامس واتمني انه ينال اعجابكم

مخــ اناـــمخ 27-12-09 12:02 AM

:icon30:

ننتضر البقيه خيتو

samaahmeds 27-12-09 01:54 AM

وانا كمان مستنيه
وتسلم ايدك عالفصل ده تحفه

ЄҺểểяΨ 27-12-09 04:03 AM

متشكررة خاالص ياقلبي

منتظرين معاك التكملة =)

maya 101 27-12-09 05:51 AM

تسلمي عزيزتي

نحن بانتظارك على احر من الجمر

دمتي يخير

القارئة111 27-12-09 08:12 PM

روايه حلوه تسلمين على المجهود الرائع:eh_s(7):

sadeem yam yam 02-01-10 05:37 AM

بنتظاررررك........

ЄҺểểяΨ 02-01-10 09:23 PM

ولازلنا بانتظارك ^.^

عيون2008 03-01-10 04:59 PM

انا اسفه جدا علي التاخير ده ارجو ان تلتميسو لي العذر
لان زوجي قام باجراء عمليه جراحيه وصعب علي دخول النت ارجو منكم العذر
وانشاء الله هحاول اخلص علي قد ما قدر

samaahmeds 04-01-10 12:10 AM

الف سلامه علي زوجك
وانا عن نفسي نسيت احداث الروايه ولما تخلص هبقي اقراها تاني
وشكرا ليكي عالروايه الحلوه جدا دي

ЄҺểểяΨ 04-01-10 01:27 AM


حبيبتي

الف سلامة عليه .. مايشوف شر ان شاء الله

مو مشكلة غلااتي ... متى ما امداك كمليها

بالتوفيق قلبووو

عيون2008 05-01-10 11:20 PM

6- العلاقه المستحيله


قالت لولا فوكس ؛ وهي تنظر الي غرفة الطعام في المنزل الكبير:
-اوه..... حسنا.... اعتقد ان علينا مسامحتكما لتسللكما من وراء ظهورنا كما نسامحكما لانكما جلبتكما الينا هذه الهدايا كلها .ما رايكم يا رفاق..؟
ابدي جميع افراد عائله فوكس وعائلة يونغ وكيلي هنتر موافقتهم حتي السيدة بريتنونز ابتسمت ولم يبق سوي ميتشل يونغ ليبدي عدم موافقته ؛اذ قال بحزن:
-لم احضر قط حفل زفاف
رد كريس متظاهرا بحزن مماثل:
-اسف ميتشل ....لكن ؛هل اعجبتك هديتك؟
-اجل
قالت امه توبخه:
-ميتشل ...من المفروض ان تقول شكرا ....وليس اجل....
قاطعها كريس :
-انا وترايسي نشكركم جميعا علي هديتكم الجميله
نظر كريس الي الفضيات المحفورة المستقره بفخر فوق الطاوله واكمل:
-انها عظيمه ....وهذه الحفله المفاجئه للترحيب بعودتنا رائعه وهي اشبه بحفل زفاف.اتوافقينني الرأي ترايسي؟
-بكل تأكيد
فكر ميتشل هنيهة قبل ان يقول:
-ايعني هذا انك ستسمحين لي بتقبيلك ترايسي؟
صاحت به عدة اصوات :"ميتشل"
لكن كريس تجاهل الجميع ؛وادار ترايسي نحو ميتشل ليقبلها ؛ ثم قال:
-هاكم ...هل انتم راضون الان؟
هلل الجميع دليل رضاهم الا كيلي الذي اشاح بوجهه لانه ما يزال يحمل في نفسه حرجا طبيعيا ؛ ولكنه فكر في امر وحيد مفيد وهو ان كريس ابعدها عن يدي ذلك النذل دان رانكين!
لاحظت ترايسي تعابير وجهه فاطمأن بالها الا انها حين كانت تراجع البريد في الصباح اكتشفت سبب ارتياح كيلي ... كانت" تيرا تاهيتي " والافراس الاخري التي يملكها دان رانكين شراكه مع كريس قد اصبحت ملك كريس وحده ....عضت شفتها لانها ادركت كم كلف هذا كريس من مال ؛وكم كانت ستكون خساره لو ان دان رانكين رفض التخلي عن حصته في الفرس"تيراتاهيتي "..... ولم تكن لتدري ان المتهجم الاحمر الرأس ؛ حين واجه الغضب البارد من كريسبن غاليهار قرر امام اهتمامه بالبقاء حيا ان يتخلي عن حصته بملء رضاه
تلاشي قلق ترايسي ؛ومعه اسباب قلقها المتعلقه بارتياب لولا فوكس في اسباب زواجها

عيون2008 06-01-10 05:22 PM

ولكن لولا رغم شكوكها لم تظهر ما يدل عليها بل ظلت تعامل ترايسي كما كانت تعاملها دائما ؛كصديقه وكابنة .وهكذا راحت ترايسي تسترخي خاصة بعدما تخلصت السيدة بريتونز من سوء تصرفاتها ؛فقد ادركت ترايسي ان المدبرة لاتظهر جفاء بسبب اذدراء اخلاقي بل لاظهار عدم موافقتها علي ان تكزن فتاة في الثامنه عشرة السيدة التي تلقي عليها الاوامر
وهكذا انسابت الحياة في مسار رتيب يختلف كثيرا عما كان قبل وقوع الفتاة الصغيرة عن الدراجه
ولكن كان هناك فروقات غير مرئية فقد وجدت من الصعب عليها الاحتفاظ بجزء بسيط من نفسها لا يصل اليه ؛كحمايه لها ازاء يوم قد يتعب فيه منها ؛ويبتعد ...
بطريقه ما كان هذا امرا جيدا كما لو انها تلقي سلاحها له؛ وهذا ما حول لها فيه ولا قوة ؛ولكنه حمل معه احساسا غريبا بالسلام والطمأنينه وهذا ما جعلها تشعر بانها متساويه مع زوجها كما انها راحت تكتسب جمالا اضافيا وكأنها زهرة تتفتح يرنو اليها الجميع
ثم ؛حدث شيئان : احدهما لم يكن مفاجئا ؛اما الثاني فكان مفاجأة مذهله ارسله اليها الغيب ..ففي صبيحة احد الايام تناولت الطعام مع كريس وتكلمت اليه مرتين ولكنها في المرتين لم تلقي منه سوي ردين قصيرين.
ثم نهض وخرج قبل ان يكمل فطوره ؛تاركا ترايسي تعيد التفكير في ما فعلته في الايام القليلة الماضيه وكانت النتيجه انها لم تفعل شيئا احمق بل كانت مثال الرزانه
ثم تصاعد قلقها بشأن المال الذي دفعه ثمنا لحصة دان رانكين في الافراس وثمنا للرحله التي قاما بها في رحله شهر عسلهما .ولم تكن لتشك في ثراء كريس ولكن بعد ان قضت حياتها في عوز لم تستطع سوي القلق .التقطت الصحيفه التي كان يقرأها والتي تركها علي الطاوله لتري ما اذا كان فيها اخبار ماليه مزعجه
كانت الصحيفه مفتوحه علي الصفحه الاجتماعيه ؛وكادت تقلب الصفحه حين طالعها اسم مطبوع امامها ....لينورا بارتلميو ....المولوده سينكلير ...
قالت بصوت مرتفع وعبوس تركيز علي جبينها:
-لينورا.... سينكلير ؟ لينو....اوه!
اتسعت عيناها وهي تعود الي الاسم المنشور تحت صورة امراة جميله نحيله شقراء ....وقرأت :" لينورا بارتلميو سينكلير خرجت من عزلتها بعد وفاة زوجها اثر مرض عضال نادر ....ريتشارد بارتلميو وقع ضحية المرض منذ ثلاثة اشهر ؛ولكن لم يعرف الكثير من الناس المأساة التي حلت علي الزوجين الوسيمين الا منذ ايام .اما صورة السيده بارتلميو فقد التقطت اثناء الاجازة التي قضتها علي الشاطئ الذهبي وقد صرحت بأنها تريد التقاط خيوط حياتها ثانية ؛لان تلك رغبة زوجها . كما قالت انها ستمول ابحاثا عن المرض الذي اودي بحياة زوجها والذي لم بعرف عنه سوي القليل
تركت ترايسي الصحيفة تقع من يدها ثم حدقت الي الجدار المقابل .
بعد ساعتين كانت لولا تحتسي الشاي مع ترايسي وقالت لها:
-جئت الي منزلك لاستعير الجريدة فقد كانت نهايتها غرقا
سألت ترايسي وهي تضع فنجانها ببطء علي الطاوله :
-غرقا؟
-وجدتها غارقه في المغطس انما لم اعرف علي يد من فقد ادعي الجميع البراءة .ولم يكن لدي الطاقه الكافيه لاستكشف الحقيقه
-اظنها ....هنا في مكان ما ....لماذا تريدينها؟
-حسنا ستجري حفلات "الروديو" في نيرانغ في الاسبوع المقبل وهو حدث كبير ....هل حضرت واحد من قبل؟
-لا ....اعني ليس هنا مع انني حضرت بعضها في الغرب... حسنا اعتقد ان الاولاد يحسون بالاثارة ...لكنني لا اظن ان هناك شيئا عن هذا في الصحيفه ....علي الاقل لم ار شيئا
هزت لولا كتفيها واستمرت في الحديث وكأنها لا تدرك ان في الامر شيئا خاطئنا ....لكنها قالت وهي تغادر:
-هل انت علي ما يرام؟
-بخير تماما!
-تبدين متوترة قليلا ...هناك نوع من الجراثيم في الجو ....ويجب ان امنع لوسيا من الذهاب الي المدرسة
-اوه ؟ ارجو الا يكون هذا خطيرا؟
-لا اظن هذا....اراك لاحقا حبيبتي
فيما كانت ترايسي تتنفس الصعداء مرارا في ذلك اليوم ؛ولم تكن تعلم ان لولا ذهبت الي هلين يونغ تستعير صحيفتها ....وهذ ما ادي الي وصول جاك الي منزله لتناول الغذاء ليجد زوجته تحدق الي الصفحه الاجتماعيه وفي عينيها نظره ارتباك انقلبت الي نظرة رعب عندما رفعت نظرها اليه فسألها :
-ما الامر الان؟
-اظن ؛انه كان علي سد فمي بقدمي ...لكنني لم اكن اعرف
-تعرفين ماذا؟
-عن ترايسي وكريس
***************


مرت عدة ايام علي اكتشاف ترايسي لما ورد في الصحيفه ؛وكانت غارقه في التفكير حين فاجأها كريس بسؤاله:
-ما الخطب ترايسي ؟
كان كريس قد اوي الي فراشه وراح يراقب ترايسي وهي تسرح شعرها .
سعت عيناها الي عينيه عبر المرآه فرأت ان عينيه لا تبديان شيئا
-لماذا تسأل؟
وتابعت تسريح شعرها ؛فرد بعد لحظات :
-لا ادري ..زربما لانك لا تبدين ترايسي التي اعرفها فانت في غلاله النوم هذه خلابه وساحرة
اخفضت فرشاة شعرها ؛ونظرت الي غلاله نومها الزرقاء ذات الياقه المفتوحه وذات طبقات "التنتنا" المخرمه المصطفه فوق بعضها البعض
كانت قطعه من جهاز العرس الذي اشترياه قبل سفرهما الي افريقا وكان كريس قد اختاره لها بسبب لونه الذي قال انه يماثل لون عينيها وسألت:
-ماذا تعني؟انه كثير الاناقه علي؟
ابتسم :
-ابدا .... انه رائع عليك في الواقع جميل نضر لا يكشف الكثير بل يكاد يكون متزمتا ....ولكني لم اقصد هذا ....فأنت تبدين جادة جدا مؤخرا وكأنك كبرت سنوات ....اتريدين اخباري بالامر؟
عضت شفتها ثم قالت بهدوء :
-انا ....ربما كبرت فعلا ..اخيرا اكاد ابلغ التاسعة عشرة
لم يقل شيئا ولم تستطع كذلك اجبار نفسها علي النظر اليه في المرأة
وضعت الفرشاة من يدها بحذر ووقفت فجأة يدفعها دافع متهور الي اطفاء النور ليعم الظلام الغرفه
وقفت مرتبكه وسط الغرفة حتي سمعته يتحرك ؛ويقول"
-لما لا تأتين الي الفراش لاري كم كبرت؟ والا ظللت افضل ما كنت عليه قبل ان تحملي ثقل عشرين صيفا وقبل ان تصبحي علي هذه الدرجه من الرصانه والجد
احست بقلبها يخفق فضغطت يديها وكان كل ما فكرت في قوله
-ظننتك تريدني ان اكبر ...الم تقل ذلك دائما؟
امرها بهدوء:
تعالي الي هنا ترايسي
تحركت نحو الفراش وجلست ...فتمتم :
-اعني هنا .....حقا....
ومد يده يجذبها الي جانبه ويكمل :
-بين ذراعي حيث احس بك فعندها قد اعرف ما يجري وراء هذا التجهم الذي اشاهده منذ ايام في عينيك
دفع اصابعه الي شعرها ورفع رأسها الي الوراء فاغمضت عينيها واجبرت نفسها علي التفكير ؛ولكن الحقيقه انها لا تعرف في ما تفكر
فهو كان يتصرف معها بطريقه طبيعيه منذ ذلك الصباح وكأنه لم يحدث لعالمه حدث مدمر مع انها موقنه انه تاثر كثيرا عندما قرأ المقاله المتعلقه بلينوار سينكلير ولكن ماذا يمكنه ان يفعل ؟ ايتخلص مني؟ لانني اعرفه جيدا اعلم انه لن يتركني اذن ربما يحاول الاستفادة من موقف ساخر ومرعب دون ان يدرك انني اعرف ان حبه الكبير الوحيد في حياته قد عاد حرا وحين لا يعرف
-ترايسي ؟
فتحت عينها بحدة وهمست:"نعم"؟
مد يده يضئ المصباح الصغير قرب السرير :
-انا الان قلق فعلا .لقد كلمتك مرتين ولم تسمعيني هل لي منافس ؟اهذا هو الامر؟
اتسعت عيناها:
-ماذا ؟اوه....لا
-اذن ما الذي يشغل تفكيرك يا طفلتي الحبيبه الجميله ؟ قلت لي مرة ان عقلك لا يسلك الا اتجاها واحدا في التفكير ؛واري الان انك علي حق ...ام تراك تحاولين القول لي انك لا تحبين حياتنا ؟ لانني سأجد هذا بعيدا عن التصديق
استحوذت عليها افكار لاذعه هل سأبقي طفلة بالنسبه اليه دائما ؟
لكن كيف سأتحمل فقده ؟ وكيف اكون طفله وانا اشعر تجاهه بهذه المشاعر كلها؟
-ترايسي ......
اخرجها صوته الحاد من تشوش افكارها و لأول مرة منذ بدأ هذا الحوار المستحيل وجدت في صوته توترا جعلها تخاف وتتوتر واحست انه لن يتركها تتهرب من الحقيقه
خرجت كلماتها بانفاس مقطوعه ولم تدرك الا فيما بعد كم كان يمكن ان يساء تفسير كلماتها ...لعقت شفتها
-فلنقل ولنفترض اننا سئمنا من بعضنا بعضا فماذا ستفعل . ان سئمت مني يوما فهل .....هل ستقول لي ؟
تغضن جبينه من اثر العبوس ثم اشتد ضغط شفتيه وحفرت اصابعه عميقا في كتفيها ثم قال:
-ماذا تعنين بقولك؟


عيون2008 07-01-10 02:25 AM

تلعثمت وهي تقول:
-لا ....لا....شئ حقا ...اردت فقط ان اعرف
-ترايسي .....الاحمق وحده هو من يسأل مثل هذه الاشئله بدون ان يكون لديه دافع حقيقي علما انك في اغلب الاحيان تقومين باشياء غريبه
ولكنك لا تتحدثين ابدا بغباء ...لذا اود ان اعرف ماذا يجري....لا....لا,,,تديري رأسك ......اريد ان اعرف كل شئ.....وسأعرف ؛ولو اضطررت الي انتزاع الحقيقه منك انتزاعا
تسمرت في مكانها؛وقد تلاشي اللون من وجهها تاركا عينيها قائمتين وتصاعدت شهقة مريرة قالت بارتجاف:
-اكرهك احيانا كريس .....تعاملني دائما كطفلة
سألها ببرود:
-هل اعاملك كذلك حقا؟ سامحيني اذن ....لكن يجب ان اعترف انني مرتبك؛لانني اظن انني اعاملك كامرأة ...ربما امرأة صغيرة وغير ذات تجربه ولكنك فعلا صغيرة وظننت انك تفضلين البقاء طفلة! مع اننا قادران علي التغيير ولكنني مازلت مصرا علي معرفة سبب رؤيتك للامور بطريقه مختلفة
-الامر ....انا ...انت لا تفهم
-ترايسي ...اتحاولين القول لي ؛بطريقه ملتويه انك سئمت مني ؟
همست برعب:
-لا!ليس الامر هكذا ...حسنا ...لا
لكنها لم تستطع ان تكمل ؛فسألها بدون ان يشفق عليها
-لماذا تغيرت اذن ؟ لم تتصرفي بطريقه غريبه الليلة فقط بل لاحظت ذلك منذ ايام .....هل قابلت رجلا اخر؟
-لا...
-اذن هل استنتجت بأنك ستكونين افضل حالا بدوني ..وهذا ما يظهر ياطفلتي العزيزه التي لا تحب هذه التسميه ...يالغبائك
نسيت ترايسي بؤسها وارتباكها امام الغضب العاصف الذي عصف بها وكان هذا الغضب منفسا لها ووجدت لها متنفسا اثار دهشتها ...فقد انتزعت نفسها منه
ضربته علي وجهه ثم رفعت يده لتكرر ما فعلت شاهقة بغضب ولكنه امسك بقبضة قاسيه وجرها بلا رحمه اليه قاومته قليلا ولكنها استسلمت خاصة بعدما رأت في عينيه ....مع ذلك تكلم بهدوء:
-جيد جدا ...اذن لك طبع عنيف ايضا .....ترايسي ....وهذه خطيئة اخري مقلقة تضاف الي لائحتك .....لو اننا سألنا والدك في هذا الامر ؛لقال بلا شك انه عليك احيانا ان تدفعي ثمن خطيئتك .ربما لن يكون هذا غير مناسب في ضوء ما لا تريدين ان تعترفي به .ولكن ربما هذا ما تريدينه
ترك يدها بحركات متعمدة ...واخذ يمعن النظر فيها بتكاسل وسخريه وعندما عادت عيناه تنظران الي وجهها تمتم:
-كنت لطيفا جدا معك ترايسي نظرا لصغرك وبراءتك .لكن ربما حان الوقت لانهاء هذا الوجه....ربما هذا ما تحتاجين اليه لئلا تبقي مصدر ازعاج
همست برعب:"كريس"
لكنه نظر اليها قليلا وشدها اليه.
علي اي حال ؛حاولت الا تتجاوب معه ؛ وجعلت كل عضلة في جسدها تتوتر بعناد ؛ولكنه اخترق دفاعاتها واحدة تلو الاخري حتي ادركت يائسة ان تشنج جسدها السلبي لم يكن الرد بل فخ لها في الواقع ....اذا سرعان ما احستت بالاسترخاء وسيطرت عليها احاسيس غير ملائمة ولما رفع رأسه رأت السخرية في عينيه
ولكن هذا لم يغير من واقع ان مشاعرها كانت تسير الي حيث يقودها هو فتحركت بين دائرة ذراعيه بتناغم مع رغبته
مضي وقت طويل ؛قبل ان تتمكن من العودة من المرتفعات التي رفعتها اليها مشاعرها ...ولم تتحرك بل ظلت مستلقيه وعيناها متسعتين انما بغير دموع ؛شعرت بأطرفها كليلة وكأنها اطراف لعبه قماش ؛ وبانفاسها عالقه ولم تكن تظن في الواقع انها قادرة علي الحركه ولم ترغب في التفكير ....ولكن اخيرا طرد صوت واهن الكلل عن اطرافها فادارت رأسها ببطء ووجدت كريس يتكئ علي ذراعه ينظر اليها بتجهم
تسللت موجه احمرار الي وجنتيها وهي تفكر في الطريقه الوقحة غيرالخجولة التي تصرفت بها معه في الوقت الذي تعرف فيه انه انما بفعل ذلك بسبب الغضب .تسلل فجأة شئ مما قاله لها دان رانكين مره الي تفكيرها المتردد وهو حديث يتعلق بقرد يعزف الكمان ....ولكن ذلك كان معاكسا فهي ليست سوي ساذجهبين يدي معلم تلاعب بها بدون رحمه عن قصد حتي اصبحت مشلوله التفكير والقدرة
اغمضت عينها ولم تتذكر انها شعرت في يوم من الايام بانها ضعيفه الي هذا الحد او مرهقه هذا الارهاق
-ترايسي ؟
ادارت رأسها بعيدا واحست بالدموع تتسلل الي خديها
-لا تبكي ...الم يكن هذا ما اردته؟
لم ترد بل حركت رأسها بطريقه قد تدل علي يأس ولعقت الدموع عن شفتيها ؛ثم انتفضت مذعورة عندما دس ذراعيه حولها وضمها اليه ليقول بهدوء:
-يا الهي ....انا اسف....اعرف انك لست مستعدة بعد لهذا ستفهمين يوما ما ....لا تبكي
لكنها لم تستطع ايقاف دموعها .وبكت علي كتفه .... فتركها تبكي ثم راح يمسح شعرها ؛وعندما انقطعت عت البكاء عاد يحدثها بلطف:
-اتذكرين مطار "نيروبي" ترايسي؟ اتذكرين ذهولكعندما عرفت انه وسط محميه حيوانات اتذكرين كل حفلات الشوء التي اقمناها تحت ضوء القمر والسفر الي البراري والطريقه التي كان القمر يشع فيها فوق كليمنجارو تلك الليلة ؟وذلك الطفل الاسود الذي اردت ان تخطفيه وابن ذلك القبيلة الذي اراد خطفك ....اتذكرين
واثار في نفسها جيشان ذكريات ؛احيانا بمزاحه واحيانا بنبرة صوته الغريبة التي لم تستطع فهم كنهها ولكنها اخيرا وجدت انها تسترخي لاارادياوابتسمت له . ثم نامت بين ذراعيه بدون ان تدري انه ظل يتحدث اليها فترة ممسدا شعرها حتي تأكد انها لن تستيقظ .ثم حدق الي الجمال الضعيف طويلا قبل ان يغمض عينيه
تاخرت في الاستيقاظ في الصباح التالي .فكان ان خرج كريس قبل ان توقظها السيدة بريتونز اخيرا قائله:
-حسنا ترايسي ...ايام الكسل تمهد لعمل كسول ...وانت تجعلين من هذا اليوم يوم كسل طلب مني كريس ان اتركك نائمه قليلا ولكن حدث شئ مثير للاهتمام.
-اوه...؟
نظرت الي الفطور الذي حملته اليها السيده بريتونز :
-ما كان يجب ان تزعجي نفسك ...ماذا تعنين ؟ وما الذي حدث ؟
-تلقيت مخابرة هاتفيه من مراسل صحفي بعد مغادرة كريس مباشرة ...هل اصب لك الشاي ام تنتظرين الي ما بعد الفطور؟
-انا ....شكرا....صبي لي الشاي ؛فلا اشعر بالجوع ....ماذا اراد المراسل ؟
-اراد ان يعرف ما اذا كان هناك شئ من الحقيقة في الشائعه التي تقول ان املاك بارتلميو برمتها ستباع في المزاد العلني وما اذا كان كريس سيتولي بنفسه هذا البيع؟ يبدو ان المراسل حصل علي هذا الخبر من مصدر موثوق ؛كما يبدو ان الارملة عرضت الاملاك للبيع ؛علي الاقل بين يدي كريس ...ما رايكبهذا ؟ استطيع القول ان هذا سيسبب بعض الاثارة... فاسلاف ريتشارد بارتلميو هم من فتحوا تلك النطقه ...الا تعرفين هذا؟ وليس هذا فقط بل ابدي افراد الاسرة امتعاضا من مسألة البيع ...تصوري هذا
كانت السيده بريتونز تنظر اليها نظرة المرأة التي لاتحب شيئا اكثر من القيل والقال ؛وحاولت ترايسي التفكير في ما تقوله لكنها اخفقت فارتشفت الشاي ؛وهي تشعر بقلبها يهوي وتابعت السيدة بدون ان يعيقها احد
-انه يعرفها ...اعني الارملة ....كانت من عائلة سينكلير وهي اجمل امراة قد تقع عيناك عليها وبحسب قول....
صمتت فجأة واحمر وجهها حرجا وعندما سمعت رنين جرس الهاتف انقطعت عن الكلام
-اوه ...اذا كان المتصل ذلم المراسل مرة اخري ...فماذا اجيب ؟ لم تراك تعرفين شيئا عن هذا الموضوع؟
كان يمكن لترايسي ان تتخلي عن اي شئ مقابل اظهار معرفتها بالامر ولاسباب عديدة قالت بثبات:
-لا...لااعرف هل اخبرك كريس الي اين سيذهب؟
هزت السيده رأسها نفيا فتابعت ترايس:
-اذن من الافضل ان تحليه الي المكتب في المدينه .وسأنزل حالا لاساعدك
مضي وقت طويل قبل ان تنزل ترايسي ...فقد وضعت الشاي من يدها بعد خروج المرأة واستلقت في السرير تحدق الي السقف وقالت لنفسها هامسة "والان هذا ؛وعلي قمة ماحصل ليلة امس ماذا يعني ؟ من الواضح انه يراها ويتحدث اليها ...الم اكن انا فقط سبب غضبه ليلة امس ؟اكان يشعر بالاحباط ايضا؟"
استلقت طويلا تحاول ان تفكر ...ثم سمعت جرس الهاتف مجددا فنهضت من السرير بجهد لتستحم
دفعتها رؤية صورتها في مرآة الحمام الطويله الي التماسك قليلا عندما حدقت الي صورتها في المرآة ارتجفت لانها تذكرت المعاملة الخشنه التي عاملها بها كريس ليلة امس ...وعندما لمست كدمة كانت علي ذراعها من اثر اصابعه القويه غزاها احساس غريب او بالاحري مزيج من الاحاسيس وتنهدت ....وكان من بين هذه الاحاسيس احساس بالاذلال لانها تجاوبت معه ولكن في الوقت نفسه رافق هذا الاحساس شعور بالفخر ؟فلماذا ؟اما كان علي ان اكرهه لتعمده القسوة في معاملتي لانه ما يزال يراني طفلة
رفعت صوتها في وجج صورتها :"ولكن الحقيقة انني لست طفلة بل اشعر بانني اصبحت امراة "
حين عاد كريس الي المنزل متأخر؛كانت في الفراش فصعد فورا الي غرفة النوم وجلس الي جانبها علي السرير يحيطها بذراعيه فارتجفت تفكر في المقاومه لكنها القت راسها علي كتفه في النهايه فقال لها:
-اسف لتأخري ...انت بخير؟
هزت راسها ايجابا دون ان تنبت شفة
رفع راسها يدرس وجهه وقال بابتسامة ماكرة خفيفة :
-انت لاتبدين ...بخير ...بل ...قلقه ...ابسبب ليلة امس ترايسي؟
اتخلي عن اي شئ لامحو ما حدث ولكنك تعرفين ان عندي طباع سيئة ...ولم استطع فهم ما تحاولين الوصول اليه ...الن تخبريني الان؟
همست :"اظن.."
ثم سحبت نفسا عميقا ووجدت انها لن تستطيع ان تبوح له بالحقيقة
-اظن انني لا زلت لا اصدق ان ما بيننا امرا حقيقيا
وكان ما قالته بطريقه من الطرق حقيقة ...فقال بهدوء:
-اذن علي ان اثبتها لك ...لكن قبل هذا يجب ان اقول لك انني احبك ترايسي ....ويجب الاتشكي في هذا ابدا
-لست مضطرا لقول هذا
-ولماذا لا اقولظانها الحقيقة
خبأت وجهها في كتفه وفكرت:" انها الحقيقة بطريقه ما ولكن هل هو ذات الحب الذي تكنه له؟
-ترايسي ؟
رفعت رأسها وهي تعرف ان عليها ان تقول له ؛فان لم تكن قادرة علي البوح بمخاوفها الحقيقية فماذا غير ذلك يمكن ان تفعل؟
قالت بحزن :"وانا احبك ايضا"
-اذن .....اتمانعين لو حاولت التعويض عن ليلة امس؟
-لا
وهذا ما فعل ولكن بلطف كبير صحيح انها بكت مرة اخري انما هذه المرة بسبب دفئه وبسبب احساسها بانه يعاملها معاملة مميزة
في اليوم التالي .وفي سياق الامور العادية اخبرها عن مسأله بيع املاك بارتلميو وكيف انه قرر اطلاق دعايه واسعه في طول البلاد وعرضها .نظرا لقيمة الاملاك التاريخيه كما حدثها كذلك عن المعارضه التي تواجهها لينورا بارتلميو من العائلة بصدد البيع
قالت ترايسي مترددة:
-اليس ....اليس عندها اولاد ؟فلو كان لها اولاد لورثوا جزء من الميراث
-لا في الواقع ليس هناك وريث شاب في العائله الان ...بل مجرد عمات واعمام عجائز وابنائهم الذين يحبون امتلاكها ولكنهم يرنجفون من فكرة ادارتها خاصة وثمة موسم جفاف يلوح في الافق
ولكنها صاحبة اكبر الاسهم فيها ولها الرأي النهائي ومن سوء الحظ ان الجفاف المترقب لن يجعل عملية البيع سهلة ...لذلك فانا مضطر الي قضاء وقت طويل بالعمل فيها
وهذا ما كان ...في الواقع ان الوقت الطويل الذي امضاه في ترتيب عمليه البيع مكن ترايسي بعد عدة اسابيع من اكتشاف انها حامل وكانت الوحيدة التي تعرف بامره في الوقت الحاضر
****************

ЄҺểểяΨ 07-01-10 03:53 AM

مشكورة اووي ياقمورة

بانتظارك حبيبتي

عيون2008 07-01-10 09:58 PM

7 -امل ضاع في النهر


كانت لولا فوكس اول من عرف فقد اتت لتمضية السهرة مع ترايسي فوجدتها تتقيا ما اكلته وقت العشاء بطريقة مؤلمة اما كريس فكان في سيدني
قالت ترايسي تمسح العرق عن جبينها :
-يبدو انني تناولت طعام لم يتفق مع معدتي ....ولكن هذا حدث بالامس ايضا..
ضاقت عينا لولا مفكرة ...ثم قالت بحذر:
-يعني ذلك في بعض الاحيان متاعب
-وماذا تعنين بذلك؟
-الطفل
رفعت ترايسي نظرها ووجدت ان لامجال لاخفاء الحقيقة
-هل يتحول غيثان الصباح المعتاد الي المساء؟
-هذا يحصل لكثير من النساء
-اذن لماذا يدعي"غيثان الصباح" ؟وكيف عرفت؟
-لم اكن اعرف ...مع انني شككت فيه ؛فثمة حالات معينه تظهر علي المرأة في الحمل الاول انها تشعر بالكسل والدوار والضياع خاصة...
قاطعتها بسخط:
-خاصة انا...؟ اهذا ما ستقولين؟
ردت بعنف:
- هراء خاصة وانت ما زلت في الثامنة عشرة
ابتسمت ترايسي ؛ثم قالت بهدوء:
-اكاد ابلغ التاسعة عشرة وهذا يعني انني عند الولاده سأكون في العشرين وهوعمر مناسب لانجاب طفل ...اليس كذلك؟
-ايعرف كريس ؟
-لا
عبست لولا:
-ثمة خطب ما؟ اعتقدت انك في شوق لاطلاع العالم علي هذا الخبر
ادارت ترايسي وجهها عما كانت تراه في عيني لولا منذ اسابيع...وعرفت ان موضوع لينورا سينكلير هو ما يجعل لولا قلقة ...فحاولت تغيير الموضوع ولكن لولا لم تتراجع هذه المرة
-ترايسي ....لن اتجاهل الامر اكثر خاصة وانا اراك مشوشة الفكر وتعسة
-لست كما تقولين
-اذن لماذا لم تطلعي كريس علي الحمل؟
-انا...
-ترايسي ...صدقيني ليتني فقدت اثمن ما لدي قبل ان اتحدث عن كريس ولينوراسينكلير ...لكنني لم اعرف الا ان عدم المعرفة ليس بعذر
صمتت ترايسي قليللا ثم قالت:
-وكيف كان لك ان تعرفي وانا نفسي لم اكن اعرف .ان يتزوجني كريس لاخر امر توقعته
ردت لولا متألمة:"اذن لااريد التطفل"
-هل ستسألين لماذا تزوجته ؟لانني احببته...وقعت بالضبط فيما حذرتني منه
وفيما كنت واثقه انه لن يحصل لي ...ثم حدث ما اقنع كريس بانني غير قادرة علي الاعتناء بنفسي ؛و...قرر الزواج بي واظن ان دافعه كان احساسه بالواجب تجاه ابي ...ولكن لسخرية القدر اننا في يوم زواجنا بالضبط تحررت لينورا سينكلير ...
-ترايسي ...تبدين واثقه من انه لايحبك... ولكن كل من له عينين في رأسه يري انه مولع بك اشد الولع
-اوه...انه يحبني ...لكن بطريقة ما
-وكم من طريقه للحب؟
-اظن ان هناك طرقا مختلفة كثيرة فمن يفقد قلبه يرضي باي شخص اخر ....وانا اعرف ان كريس لن يهجرني لانه يحس بالمسؤولية نحوي ....والان بوجود الطفل
صمتت تهز كتفيها بحيرة فتنهدت لولا وقالت:
-فلنكن واقعيتين ...اوه....يالله لن اسمح لنفسي بالانغماس في القيل والقال ولكن الاترين ترايسي انت تفترضين امورا كثيرة واولها ان كريس ما زال يشعر بذات المشاعر بعد مضي خمسة عشر عاما ...ام ان لديك برهان علي هذا؟
-لا...لا...ومن اين اجد البرهان الملموس ؟وهو اخر ما قد احصل عليه من كريس
-لكن الا ترين ان هذا اشبه بادانة شخص ما بدون دليل ؟هذا ليس عدلا لذلك عليك حتي تجدي الدليل العودة الي ما كنت عليه قبل ان تقرئي ذاك المقال في الصحيفة ...اوه ....اجل ...لقد شاهدت تلك الصحيفة ولقد خدعتني يومذاك انما عليك ان تعودي الي ما كنت عليه
ردت بانفعال مفاجئ :
-اتظنين انني لا اريد ذلك؟ اتظنين انني لا احاول ؟ اتعلمين انني حين عرفت بامر حملي لم اشعر بالسعادة لانه لانه سيكون رباطا حقيقيا بيننا ...هل لديك فكرة عن الافكار الرهيبه التي تساورني احيانا؟
اخذ صوتها يرتعش وينخفض :
-وهل تعتقدين انني مسرورة لانها خسرت فرصتها...اريد ان تسنح فرصه اخري مع انها لاتستحق كريس ...وانا اكره نفسي لانني افكر في هذه الطريقه
-حبيبتي انت لا تعرفين انهما.....
قاطعتها بقلق:
-لولا ....يجب الا تلومي نفسك ؛اترين لم تكوني الوحيدة التي اخبرتني عن قلبه الذي فقده
اتسعت عينا لولا:"من؟"
-لايهم....
بد التعب علي لولا:
-ترايسي ...انت علي حق في شئ واحد وهو ان هذا الطفل سيكون الرباط
نظرت ترايسي الي يديها:
-انه....كريس ؛يظنني اصغر من ان احمل طفلا ولدي دليل علي قولي هذا فقد سمعته يقول...
ولكن الغريب في الامر انها بعد عدة ايم علي محادثة لولا فكرت في انها قد لا تكون قارة علي خداع لولا ولكنها تخدع كريس ؛ام تراه مشغولا جدا مؤخرا فلم يلاحظ ان الامور اختلفت منذ تلك الليلة ليله حملها بالطفل علي ما تظن .وهل يعتقد انه قام بما في وسعه ليطمئنني وان الامر بات عائد لي ؟وهذا امر صحيح انه عائد لي فعلا
وهكذا بذلت جهدا لتترفع عن عذاب روحها ؛ومع ذلك لم تطلع كريس علي الحمل ...وقالت لنفسها في احد الايام انها ستخبره الليلة زكان كريس قد سافر الي سيدني لللاشراف علي عمليات بيع متفرقة علي ان يعود بعد الظهر
عندما اتخذت هذا القرار شعرت براحة لم تشعر بها منذ فتره ....وحدث في هذا اليوم ان اتت لوسيا فوكس تزورها وكان ان خبزت بضع قوالب كايك وبعض البسكويت الذي يحبه اولاد فوكس ويونغ كثيرا. وكان الاولاد قد تحلقوا علي الرجه الاماميه متوسلين الي ترايسي العزف علي الغيتار والهرمونيكا
بعدما قدمت للجميع الشراب عزفت لهم ولم يمض وقت طويل علي عزفها حتي توقفت فجأة:
-اين ميتشل ؟ انه بدون شك شم رائحة الشوكولا في الكايك ؟ فاين هو؟
كشر شقيقة الاكبر تود بسخريه:
-لديه زميلته من المدرسه ...انهما يلعبان في الخزن الفارغ
واعتقد انهما سيبقان هناك طوال بعد الظهر .....من المفترض ان اراقبها...
تلقي تود بعض تمتمات الاشفاق لقاء هذا فسألته ترايسي :"واين والداك"ذهبا الي ميدان السباق مع كيلي وجاك ...وصلتنا اربعة جياد ..ليتهما اصطحبا ميتشل ...فهذا الولد يحتاج الي جهاز ارسال ملتصق به لمعرفة المهمة التي يتوجه اليها

شمسان 09-01-10 12:17 AM

روايه رائعه


بس ارجو عدم التأخير بالاجزاء الجديده

m omar 09-01-10 03:27 PM

شكرررررررررا

ننتظر البقيه

ЄҺểểяΨ 11-01-10 07:45 PM

merce

jiji87 12-01-10 02:43 AM

Fi intidarikkkkkkkkkkk

شوشيا 17-01-10 11:21 PM

القصة جميلة جدا

عيون2008 19-01-10 07:35 PM

اسفه لكم جدا ولكن الكمبيوتر كان فاصل عندي

عيون2008 19-01-10 08:13 PM

ضحكت ترايسي :
اعرف ما تعني ...ربما يجب ان تذهب لتتفقد احواله واحوال زميلته فقد يقعان في مشكله كبيره ؛اتذكر ما حدث الاسبوع المنصرم؟
تـأوه الجميع بأسي فالسيد ميتشل يونغ سكب مزيجا من الماء والتراب في خزانات الوقود لكل عربات المزرعه
وهذا ما جعلها تتعطل ....وقال مدافعا عن نفسه بانه شاهد ذلك علي التليفزيون ؛واراد التأكد من انها عمليه ناجحه؛فصاح والده الغاضب:
-ناجحه في ماذا؟
-في تعطيل العربات كان البطل ملاحقا من قبل عصابه من اشرار واراد ايقاف سيارتهم عن العمل ...ونجح في هذا
ولكن كان يجب ابعاده عن ابيه الغاضب فترة طويله ...اجل....من الضروري الصاق جهاز ارسال في ذلك الجسد الصغير.... بعد دقائق نظرت من نافذة المطبخ فرأت فرقه تفتيش علي رأسها تود...فتنهدت لانها كثيرا ما شاركت في مثل هذه الفرقه بحثا عن ميتشيل ؛وهذه مهمة شاقه خاصة اذا لم يكن راغبا في ان يجده احد
مع ذلك ؛ولسبب مجهول احست بالخوف يسري في عروقها ووجدت نفسها تفكر في النهر دون ان تعرف السبب ؛فميتشيل ما كان ليتخلي بأرادته عن سماع عزفها الذي يصل الي اطراف المزرعه كلها ولكن العزف لا يكمن ان يصل الي النهر
وقالت لنفسها بصوت مرتفع :
-....بككل تاكيد لا
فقد منع علي الصغار من ارتياده ما لم يكن يرافقهم شخص كبير .ولكن الفكرة ظلت تلح عليها بطريقه مخيفه فمع وجود صديقه لا تعرف ان للنهر قانونا قد يقتنع بالذهاب الي هناك ...حسنا لا ضير من التأكد واذا كانا هناك فلا شك في انهما يرسمان القصور علي الرمال او يفعلان ما لا ضرر منه
ولكن بعد ربع ساعه ثبت لها ان ذاك الامل كان واهيا فما ان مرت بالدغل الحار الرطب قرب ضفة النهر حتي سمعت صراخا واهيا فراحت تعدو وتعدو والعرق البارد يتفصد من جبينها وعندما وصلت الي الضفه وشاهدت سرعة تدفق النهر صاحت:
-ميتشيل
عادت تلك الصرخه الواهيخ عن يمينها فاستدارت في ذلك الاتجاه تتعثر في عدوها
المنظر الذي طالعها عندما سلكت احد المنحنيات كاد يخطف انفاسها كان ميتشيل راكعا بشكل اخرق علي طوف من الاخشاب التماسكه وسط التيار يحاول بيأس الوصول الي غصن شجرة كانت تمده له الطفله الاخري الوافقه في المياه الضحله ...ولكن الغصن لم يكن طويلا وفيما كانت مسمرة في مكانها من الخوف مد ميتشيل نفسه قدر ما يستطيع الي الامام ولكن الطوف تفكك وهوي في الماء
سارعت ترايسي الي الحركه فصاحت للطفله :
-اذهبي واطلبي المساعده
لم تخلع سوي حذائها قبل ان تغوص الي المياه تحت الطوف كانت المياه معكرة ومشبعه بالوحل وبالحطام
المندفع من النبع ثم شاهدت شعرا اشقر علي بعد امتار منها انه ميتشيل الذي كان يشهق ليتنفس ولكن التيار عاد يخطفه سبحت اليه بيأس كما لم تفعل يوما مستخدمة كل طاقتها ووصلت اليه....لكن بقي امامها ان تعود به
الي الضفه عكس التيار ..ولم تدر كيف سبحت ولكن ربما ما دفعها للنجاح احساسه بجسد ميتشيل المسترخي
بين ذراعيه
ثم وعن غير انتظار وفيما كانت تقف علي قدميها في القعر امسكت بهما يدان قويتان تشدانهما الي الارض
علي الضفه ..وبدا لها ان الناس في كل حدب وصوب عندما شهقت تطلب الهواء شاهدت كريس ينحني فوق ميتشيل
صاحت:"اه الحمدلله"
وراحت تتقيأ
--ترايسي ...ترايسي ....هل انت بخير .ترايسي؟
كانت لولا تمسك راسها وتردد اسمها بألحاح فحاولت ان تقول :انا...بخير ولكنها لم تستطع فقد احست فجاة بانحراف شاذ لم تعرف له مثيلا لاشك في انها رده فعل ...هذا ماخطر لها ظننت اننني فقدته ...ولكن ربما فقدته ؟
حاولت الخلاص من لولا في اللحظه التي تحرك ميتشل فيها بين ذراعي كريس ليجلس قليلا ويبدأ بتقيؤ المياه التي ابتلعها
احست ترايسي بعضلات صدرها تسترخي وحين استدار كريس اليها حاولت ان تقول له انها سعيده برؤيته لكن الاحساس الغريب المتصاعد كان يستولي عليها وادركت انها تتفصد عرقا وعادت تتقيأبالم
شاهدت كريس ولولا يتكلمان معا ثم قال كريس بحده:
-ما الامر ترايسي؟
-اجل ...لا ...اه لم احس بمثله قط
راته عبر المها الشديد ينظر الي وجه لولا الشاحب ثم قرأت القلق في عيني هذه المراة فعرفت ما اصابها وراحت تشهق:
-اوه..... لا ارجوك ...لا.....
قاطعها كريس بصوت متهجم حار :
-ما الامر لولا ؟ لماذا انت علي هذه الحال؟
ترددت لولا ثم قالت بصوت هامس :
-اظنها ....حاملا....
-ماذا؟
همس السؤال يصوت اجش .فركت لولا يديها يائسهك
-اوه اعتقدت انها اطلعتك عليه .لكن هذا غير مهم الان ...الاهم هو؟
********************

angel abbas 23-01-10 12:45 AM

kamliha bser3a plz elrewiyi raw3a w shawa2tina kteeeeeeeer thanks alot w allah y2aderna njaziki bl 5eir

بلاك انجيل 24-01-10 07:19 AM

:3b1abb96be918ac6c72[الرويه اكترررررررررررررررررررررر ر من رائعه بس فين الباقى

hplo0000 24-01-10 01:15 PM

مشكوووووووووره

yassmin 24-01-10 08:19 PM

kamilihhha please as soon as you can

jiji87 25-01-10 10:03 PM

mistaniyinik habibtiiiiiiiii

laila195 26-01-10 11:49 PM

mistanyinek habibty


الساعة الآن 12:54 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.