03-03-11, 01:35 AM
| #191 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة  
|  الفصل العاشر : نهاية حلم اخر. "الى اين انت ذاهبة؟" سال الياس امل ذلك .. وهو يحدق اليها من اعلى راسها حتى اخمض قدميها .. كانت ترتدي سروال جينز ضيق باللون الازرق الفاتح اظهر رشاقة ساقيها .. وكانت ترتدي معه ايضا قميصا اصفر اللون باكمام قصيرة .. اعطا اشراقة على وجهها الذي كان شعرها يحوم حوله بلونه البني الجميل .. كانت تبدوا كفراشة جميلة ومرحة . اجابت عليه امل بسرعة:"انا ذاهبة للقاء انور .. لقد اتصلت به قبل قليل وقال بانه سياتي ليقلني." سالها الياس بخبث:" هل افهم من انه موعد غرامي؟" احتقن وجه امل باللون الاحمر .. خجلا وغضبا في نفس الوقت من كلمات الياس .. وقالت له شبه صارخة:"انت حقا لاتخجل .. كيف تختلق شيئا مريعا كهذا عن صديقيك." ابتسم الياس على كلام امل وفكر بان هذه الفتاة لاتزال تعتبره صديقها ..قال لها وابتسامته تزداد اتساعا:"انا لااراه شيئا مريعا." "انا وانور صديقين فقط .. لااعرف من اين اتيت بهذه الافكار التي تدور في راسك؟" كانت امل تعرف بانها تكذب على الياس .. والذي يعرف الحقيقة اكثر منها .. منذ البارحة بعد ان اعطاها انور الهاتف المحمول الذي اشتراه لها وهو ظل ساعات وساعات يتكلم معها عبره .. كانا يتكلمان في مواضيع عامة .. لكنها احست به انه كان يريد قول شيء لها .. لكنه لم يستطع فعل ذلك .. وهي الان قد قررت بان تتخد الخطوة الاولى .. اجل لقد اعترفت بانها تحبه .. ويجب ان تعرف شعوره ناحيتها .. لقد عرفت بان علاقتها بانور لاتنطبق عليها مواصفات الصداقة .. عن نفسها فهي تحبه ولن تقوم بانكار هذا كما فعلت من قبل ..لهذا اتصلت اليوم بانور مصممة على لقائه .. لكي تتحدث معه بموضوع مهم .. وطبعا انوروعدها بانه سيترك كل ما بيده من اعمال وسياتي اليها حالا .. وهذا ماكد لها بانه ايضا يشعر بشيء ناحيتها .. لاحظت فجاة الياس وهو يحاول ان يكتم ضحكته .. كان يضحك على شرودها وكانه يعرف بمن كانت تفكر .. فقالت له بغضب:"انا ذاهبة." "انتظري" استدارت اليه امل وقد اخافها بصوته الذي انقلب فجاة الى نبرة حادة وجدية للغاية .. نظرت اليه .. فقال لها:"هل استاذنت من امي لخروجك." اخذت امل نفسا طويلا ثم اخرجته دفعة واحدة .. قالت له ببرود :"لقد استاذنت منها الياس.. انا اعرف بانني لااعيش لوحدي .. وبانني اقيم مع عائلة محترمة." ابتسم الياس وهو يقول لها قبل ان ترحل:"حسنا .. ابلغي تحياتي الى انور." قالت امل فجاة لالياس:"لقد كدت انسى .. انور طلب مني ان اعطيك هاتفي لكي تسجل لي رقم هاتفك .. تعرف .. ربما احتاجك." امسك الياس هاتفها المحمول التي كانت تمده اليه ونظر اليه ثم قال وهو يرفع حجبيه بطريقة مضحكة :"لن اعلق عليه." اجابته امل بحدة"سيكون ذلك افضل" بعد ان انتهى من تسجيل رقم هاتفه .. قال لها وهو يعيد اليها هاتفها المحمول:"اسمعي .. لا تتصلي بي الا لضرورة القسوة .. فانا لااحب الازعاج." امسكت امل هاتفها بعنف ووضعته في حقيبة يدها الصغيرة ثم قالت له:"صدقني .. انا بنفسي لااتمنى ان اكلمك." ثم حدقت فيه جيدا وقالت قبل ان تذهب من امامه:"انت لست صديقي بعد الان." انفجر الياس من الضحك وهو يرى امل ترحل بخطواتها السريعة والغاضبة وقال وهي تتوارى عن انظاره:"وكانني طلبت صداقتك من قبل." عندما استدار لكي يصعد الى غرفته راى اخته واقفة في اعلى الدرج .. نظرت اليه بعينين دامعتين ثم ركضت مختفية عن الدرج .. تنهد الياس بحزن متاكدا بان اخته سمعت كل شيء .. ثم لحق بها. ...................... كانت امل تتوجه الى اخر الشارع الرئيسي حيث ركن انور سيارته جانبا .. وعندما لمحها قادمة اليه .. خرج من سيارته .. وقفت امامه امل .. وعلى فمها ابتسامة واسعة .. كان يرتدي بدلة عمل سوداء .. انيقة جدا ..بدا فيها وسيما جدا و اكبر سنا عن سنه الحقيقي. :"تبدين رائعة جدا." ابتسمت امل بخجل ثم مدت يدها لتفتح باب السيارة كي تدخل .. لكنه سبقها وفتحه لها .. في السيارة سئلها انور عن الموضوع المهم التي تريد التحدث به اليه..فاجابته امل متهربة من الموضوع:"ليس في السيارة .. جد لنا اولا مكانا هادئا نجلس فيه." بعد مدة قصيرة كانا يجلسان في مقهى جميل جدا لديه شرف تطل على البحر والرمال الذهبية .. نظر انور الى امل وقال:"والان ماهو الموضوع المهم الذي لا ينتظر حتى انهي عملي ؟.. لقد اقلقتني ." اجفلت امل بتوتر غير عارفة كيف ستبدا بالحديث .. لقد اتخدت قرارا في بيت الياس وكانت متاكدة من انها ستخبر انور عن مايدور ببالها .. لكنها بمجرد ان راته .. ذهبت شجاعتها ادراج الريح .. ولم تعد تعرف حتى ما عليها قوله .. انا لااستطيع فعل ذلك.. هكذا حدثت امل نفسها بصمت .. متعللة بانها لايمكنها البدء بالحديث عن هذا الموضوع .. يجب ان يتخد هو الخطوة الاولى .. ولكنها ستساعده باتخادها .. فقالت له كاذبة:"في الحقيقة ليس هناك اي موضوع مهم احتاج الى النقاش فيه .. لقد كذبت عليك فقط .. حتى نخرج انا واياك ..لانني مللت من الجلوس بالبيت." عضت امل على شفتها السفلى خجلا من كذبتها السخيفة .. خافت من ان يغضب لانها جعلته يترك ما بيده من اعمال وياتي اليها من اجل كلامها السخيف ذاك. قال انور باسف:" اعرف بان من الصعب البقاء في بيت لايزال اصحابه غربين عنك .. لكن اصبري قليلا حتى يحل الوضع ." لم تهتم امل بكلامه .. لانها لم تاتي لكي تتكلم عن وضعها في بيت الياس .. بل بادرت بالقول له بادب شديد:"هل استطيع سوالك شيء انور؟" "بالطبع تستطعين." قالت امل ببرائة وكان الجواب على سولها ليس لديه اية اهمية بالنسبة لها:"هل احببت من قبل؟" قال انور وهو يضم حاجبيه الى بعض:"ماذا تقصدين؟" اكملت امل شرحها وهي تحرك يديها بعفوية:"اعني هل كانت لك حبيبة من قبل .. هل لديك فتاة تحبها حقا من كل قلبك وتريد ان تمضي بقية حياتك معها؟" كانت امل تحدق في انور منتظرة اجابته .. لم يخفى عليها الدهشة التي ارتسمت في الاول على وجهه وكانه لم يتوقع ان تطرح عليه ذلك السوال .. الا ان دهشته انقلبت الى توتر واظطراب واضح عليه.. وبعد ثواني من الصمت.. اجابها قائلا:"حسنا كان لدي صديقات من قبل .. لكني لم احبهن يوما .. كانت علاقات عابرة .. كما يحدث مع كل الشباب ." قالت امل بمكر مصرة على جعله يعترف بكل شيء:"والسوال الثاني ؟" عرف انور بانها تريد اجابته على سوالها الاخر .. والذي كان السبب في توتره الكبير الذي اصابه .. ماذا سيخبرها .. انه وقع في غرامها منذ ان راها في شفشاون .. انه يحبها بجنون .. ويخطط لبناء حياته معها .. لكن اليس الوقت مبكرا لكي يعترف لها بحبه .. فهي ماتزال غير مستقرة نفسيا .. وهو يعرف بانها لاتكن له مشاعر الحب .. بل تعتبره صديقا وفيا .. وحاميا لها من المخاطر التي تحيط بها .. ربما تستسلم لحبه وترحب به .. لانها مازالت صغيرة وايضا خوفا من ان تخسره او ستقبله من دون ان تتاكد من مشاعرها .. لا هو لايريدها ان تقبله تحت ضغط مشاكلها ونفسيتها المتعبة .. هذا ليس من اخلاقه ان يستغل ضعفها وطيبتها لكي ياثر عليها ببضع هدايا لكي تقبل به .. هو يريدها ان تحبه وتقتنع به وهي بكامل وعيها بعيدا عن الضغط والياس والحاجة. "انور .. انور .." انتبه اخيرا انور الى محاولات امل للفت انتباهه بعد ان شرد بعيدا عنها.. فقال لها:"نعم" قالت امل باستغراب:"ايحتاج الجواب على سوالي كل هذا التفكير والشرود." ضحك انور بهدوء ثم قال لها:"لا .. ساجيبك فورا.. اعرف كم انت عنيدة وتحبين معرفة كل شيء ." ثم اكمل قائلا وهو يحدق في عينيها العسليتين ويضيع في بريقهما:"حسنا لقد وقعت في حب فتاة بجنون .. انها اول مرة اعرف فيها الحب .. وقد عرفته معها .. وسافعل اي شيء لاسعادها." سالته امل وقد تسارعت دقات قلبها :"من هي؟" ابتسم انور ابتسامة اظهرت معها اسنانه الناصعة البياض وهو يقول:"لاهذا مالن اخبرك به." ظهر العبوس على وجه امل وهي تقول:"لما لا؟" لمس باصبعه راس انفها ثم قال:لما انت فضولية هكذا؟" "صفها لي" كان واضحا لانور بان امل لاتريد الكف عن السوال في هذا الموضوع .. فهي مصممة لمعرفة الفتاة التي يحبها .. لكن لاباس في ان يطفىء فضولها ويعطيها مواصفاتها .. ولكن ليس بالتفصيل .. مع انه لايفهم حقا سبب تصميمها على معرفة الفتاة التي استطاعت ان تقتحم قلبه من دون ان تخرج منه .. الا انه حاول ان يبرر اسئلتها بفضولها الذي يعتبره واحدا من صفاتها المميزة. "كيف صاصفها لك امل .. فجمالها تعجز الكلمات عن وصفه .. فانا لااكتف بالنظر اليها .. واتمنى بان اظل طيلة عمري وانا ابحر في عينيها." ابتلعت امل غصة في حلقها وهي ترى انور يصف لها حبيبته .. هذه ليست مواصفاتها ابدا .. كما يصف انور .. فيبدوا بان الفتاة جميلة جدا .. هي تعرف بان جمالها عادي .. ولن تحاول اقناع نفسها بالعكس .. لالا .. لايمكن ان يكون انور يتحدث عنها .. فلو كان كذلك لتحدث انور اليها مباشرة بدون ان يستخدم مواصفات فتاة اخرى .. ثم كيف فكرت بان انور .. الفتى الوسيم جدا والمنحدر من عائلة فاحشة الثراء وعريقة .. سيحبها هي .. لابد ان يكون قد تعرف على فتيات كثيرات وجميلات فعلا .. لابد ان يكون قد تعرف على الفتاة التي تحدث عنها بين طبقة مجتمعه الراقية. سالته امل بعد ان خطر في بالها فجاة بانها يمكن ان تكون ابنة عمه هي الفتاة التي يحبها .. مع انها شكت بالامر ..لان هذه الاخيرة ليست جميلة لدرجة كبيرة كما يصف انور .. فعلى ما لاحظت امل بانها تجدب الانتباه فقط بسبب ملابسها المثيرة :"هل اعرفها انور؟" وثم اكملت بسرعة عندما لم تستطع ان تنتظر جوابه:"هل هي ابنة عمك نورة؟" رات امل في الوهلة الاولى مشاعر كثيرة تظهر على ملامحه .. الدهشة ..القرف .. والغضب .. ثم التردد .. اجل التردد كان واضحا في عيني انور .. عرفت ساعتها بانه يحاول ان يقرر ان كان سيجيب على سوالها ام لا .. بعد لحظات كانت طويلة جدا بالنسبة لامل تكلم انور اخيرا:" لا .. انها بالتاكيد ليست ابنة عمي نورة." ثم اكمل كلامه وهو ينظر الى عينيها بثقة:"وبالنسبة لسوالك الاول .. فانت تعرفينها .. تعرفينها جيدا جدا." نظرت امل بعيدا الى جهة البحر .. حتى لايرى انور دموعها التي على وشك النزول .. والتي حاولت اكثر من استطاعتها حبسها وجعلها تعود من حيث اتت .. فقد المها بشدة ان تعرف بان انور يحب اسراء.. ان لم يكن قد صارحها باسمها .. فهذا لايعني بانها غبية لدرجة الا تعرف عن من يتحدث انور .. اسراء فتاة جميلة جدا .. وانور يعرفها قبل ان يعرف امل بحكم صداقته مع اخيها وتردده دائما على بيتهم .. ثم امل لاتعرف اي فتاة قد تكون حبيبة انور غير اسراء ونورة.. وبما انه قد انكر اي علاقة له بنورة .. فابتاكيد ستكون هي اسراء التي تعرفها امل جيدا جدا على حسب قوله .. لانها تنام معها بنفس الغرفة .. وهي ايضا قد لاحظت نظرات اسراء لانور التي لم تخلوا من الاعجاب والحب به .. بل حتى انها الان قد فهمت لما كانت اسراء ترمقها بنظرات غريبة .. لقد كانت نظرات الغيرة .. وهي التي كالغبية لم تفهم بانها كانت تقف في طريق اسراء وانور . تنفست امل بعمق هواء البحر المنعش .. واحست بانها استردت شيئا من تماسكها وقوتها التي فقدتها بسبب ما عرفته لتوها من صديقها الذي تحمل له في قلبها شيئا اكثر من الصداقة وقالت بصمت محزن: ياااه كم يكون هذا قاسيا عندما يحكم على حبك بالموت حتى قبل ان يبدا بالحياة .. وكم من الصعب ان تحب شخصا لايكن لك مشاعر مشابهة. فسر انور صمتها وهدوئها المفاجئ خطا عندما قال لها:"ان كنت قد اغضبتك لانني لم افصح لك عن اسمها .. فانا اعدك عندما اقرر اخبار الجميع فستكونين انت اولهم." نظرت اليه امل وهي ترسم على فمها ابتسامة شاحبة .. حاولت باقسى طاقتها ان تبدوا ابتسامة مرحة وقالت:" لا .. انا لست غاضبة .. اتفهم رغبتك في بعض الخصوصية ." ثم امسكت بحقيبتها وقالت له:"هيا عليك ان توصليني .. فانا لااريد ان اتاخر عن البيت .. حتى يكونوا عني فكرة سيئة." "حسنا هيا بنا." ترك انور ورقة نقدية على الطاولة وذهب مع امل كي يوصلها. .................. "اسراء ما بك؟ منذ ان خرجت امل وانت لاتزالين تبكين ." قرر الياس ان يدخل للمرة الثانية الى غرفة اخته بعد ان دخل قبل ساعة ورفضت ان تخبره ما بها .. الا انه لم يستطع ان يحتمل روية اخته الصغرى تبكي كل ذلك الوقت من دون ان يعرف مالذي يزعجها فعلا .. لم تجب عليه اسراء .. بل استمرت في بكائها مخفية وجهها في حضنها وذراعيها ملتفين حولها.. مما جعل ذلك الياس يتاكد من ان اخته لن تخبره بشيء .. خصوصا ان كانت مشكلتها خاصة .. لانه يعرف تماما بانها فتاة متحفظة وصامتة .. ولا تحب ان تشارك احدا باسرارها .. لكنه لن يتركها .. خصوصا بانه لديه شك بانه يعرف مشكلتها .. فقرر هو تخمين ما بها بصوت عالي .. سالها بدون مقدمات:"هل تحبيين انور؟" باقي الياس يحدق في اخته ينتظر منها جوابا على سواله .. كان متوكدا من الجواب الذي لم تريد الافصاح عنه بعد.. والدليل انها صمتت عن النحيب .. بل هدات تماما .. حتى انه لم يعد يستمع الى تنفسها .. ازعجه الياس وضعها .. فابعد ذراعيها عن وجهها ..وامسك بذقنها ورفعه لكي يستطيع روية وجهها مباشرة.. تاسف لحالها .. كانت تبدوا حالتها مزرية .. عينيها المنتفختين بشدة من بكائها ووجنتيها المبللتين والاسى مسيطرعلى ملامحها .. سالها قائلا:"اتحبينه لهذه الدرجة؟" لم تستطع اسراء التحمل اكثر من ذلك .. فارتمت في احضان اخيها .. معترفة بذلك بحبها لصديقه .. وقالت بصوت مهتز:"اخي ارجوك فقط اخبرني الحقيقة .. تلك الفتاة امل ليست بابنة عمه .. بل هي حبيبة انور .. اليس كذلك." تسمر الياس في مكانه .. غير عارف كيف يجيب اخته .. بل كانت دهشته الاكبر هي انها محقة في ان امل ليست بابنة عم انور .. قال الياس باظطراب عندما راى اخته تحثه على تاكيد كلامها:"ماذا تقولين؟ يبدوا بان حبك لانور جعلك تتتوهمين اشياء لا اساس لها من الصحة؟" ابتعدت اسراء عن حضن اخيها ونظرت اليه بعينين دامعتين ثم قالت له:" الياس .. كذبتكما انت وانور بان امل ابنة عمه .. يمكن ان تنطلي على والدينا .. لكن ليس علي انا ." تصنع الياس الضحك والسخرية من كلامها وهو يقول:"وعلى اي اساس استطعت استنتاج هذه التفاهات .. هل ستقولين لي بانه حسك الانثوي ام ماذا؟" "الياس .. هل تظنني غبية ام ماذا .. تلك الفتاة لاتبدوا قد اتت من امريكا .. تصرفاتها عادية مثلنا .. وليست كفتاة عاشت طويلا في امريكا .. حتى انها تتكلم مثلنا بكل طلاقة .. وكانها لم تعد للتو من عالم مغاير عنا تماما." لم يعرف الياس كيف عليه التصرف امام بديهة اخته .. ودقة ملاحظتها.. لكنه لا يستطيع ان يخبرها بان كلامها صحيح .. فهو سيجلب المشاكل لنفسه اولا .. ثم لصديقه انور ولامل ايضا .. امل التي بالتاكيد ستسوء علاقتها كثيرا باخته اذا ما تاكدت اسراء بان انور يحبها .. هذا اذا لم تذهب وتقم باخبار والديهما بحقيقة امل .. لكنه لن يدع هذا يحصل .. قال لاخته بنبرة جدية وواثقة:"اسمعيني جيدا اسراء .. امل هي ابنة عم انور .. ولااريد منك ان تشكي بهذا الامر." واكمل قائلا بنفس النبرة:"ثانيا .. ان كنت تغارين من امل لانك تحبين انور .. فانا مظطر لان اكون واقعيا معك واقول لك بانك يجب ان تنسي انور تماما .. وان تعتبريه اخا ثالثا لك .. لان انور لا ولن يكون لك ابدا .. فهو يحب فعلا ابنة عمه امل بشدة .. وهو لاينظر اليك الا بصفة اخته الصغرى .. اتفهمين؟" كان الياس ينظر الى اخته التي كانت تحدق فيه بعينين متحجرتين .. والدموع تتجمع فيهما بكثافة .. عرف بان عاصفة ستنفجر الان .. وفعلا حال فكر في ذلك .. بدات الدموع تنهار من دون توقف من عيني اسراء .. وهي تشهق شهقات متتابعة .. ضمها الياس بسرعة الى صدره .. وبدا يربت على كتفها لكي تهدا .. كان يعرف بانه كان قاسيا عليها .. لكنه لم يستطع تركها تتامل كثيرا في انور .. وتحلم بحبها له .. كان يجب ان يضع حدا لهذا الحب الذي يكبر في قلب اخته يوما عن يوم .. عليها ان تكون قوية وتعترف بان انور ليس لها .. لان قلبه ملكته غيرها .. قال لها الياس وهو ما يزال يحتضنها بحنان اخوي كبير:"عزيزتي .. لطالما افتخرنا بك لانك فتاة عاقلة جدا .. لذلك لاتتصرفي كفتاة طائشة .. تبكي وتنتحب على شخص لايكن لها سوى مشاعر الاخوة .. ثم انك لازلت في سن صغيرة جدا .. وحبك هذا ليس سوى حب مراهقة .. ولن تجدي صعوبة في نسيانه ابدا ." لم يسمع الياس ردا على كلامه كما توقع .. فاخته كانت لاتستطيع في هذه الساعة فعل شيء سوى التفكير في الشخص الذي تحبه جالسا بسعادة مع الفتاة التي تشاركها غرفتها .. وفي تلك اللحظة بالظبط حيث كان بكاء اسراء لم يعرف الهدوء بعد .. فتح باب غرفتها .. فرفع الياس راسه لكي يرى القادم .. متمنيا بالا يكون القادم هي والدته .. لكنه لم يتوقع ان يرى في تلك اللحظة الحرجة امل .. وهي تدخل الى الغرفة والحزن يبدوا على وجهها بشدة .. وحال ان راتهم امل هو واسراء في الغرفة .. ظهر عليها الاسى والالم بشدة .. وما زاد الامر سوءا هو عندما رفعت اسراء راسها ورات امل واقفة بقرب الباب .. مما جعل اسراء تبدا في نوبة جديدة من البكاء اقوى من الاولى .. نظر الياس الى اخته محاولا تهداتها .. الا انه فوجىء بسماعه صوتا اخر يبكي بمرارة واضحة .. فرفع راسه الى امل .. لكي يجدها تبكي هي الاخرى بشدة .. احتار انور في امر الفتاتين اللتين امامه .. وقد اصابته الدهشة لما يرى .. الاثنتين تبكيان كطفلتين صغيرتين قد فقدتا شيئا عزيزا عليهما .. قال الياس مخاطبا امل:"وانت مالذي حدث لك؟ لما تبكين؟" | ||||||
|  |
|
03-03-11, 01:37 AM
| #192 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| لم تعرف امل الى اين عليها الذهاب بدموعها .. فالحضن الحنون التي كانت تلجا اليه .. بعيد عنها الان .. بل ان اسراء اولى بحضنه منها .. فهي فتاة قلبه .. عند تلك الكلمة زادت دموع امل في الانهمار ولم تستطع السيطرة عليها .. احست بانها على وشك الانفجار .. وانها لا تستطيع ان تتنفس .. فمكان منها الا ان اعتلت بسرعة الدرج المودي الى باب سطح المنزل .. خرجت الى السطح بسرعة .. وكانها اخيرا قد خرجت الى منفذها الوحيد من خنقتها تلك .. اطلقت العنان اكثر لدموعها وشهقاتها وبقيت على ذلك الحال حتى احست بان طاقتها قد استنفذت تماما .. فمسحت وجهها المبلل ونظرت حولها .. قررت بانها تجلس في المكان الخطا .. يمكن لاي احد ان يصعد الان الى السطح ويراها بهذه الحالة .. فنهضت من مكانها الى مكان اكثر خصوصية .. حيث تستطيع ان تفكر بهدوء وراحة اكثر.. لم تكن تعرف بانها يوم ان تحب.. ستحب شخصا لا يبادلها الحب .. اكثر مألمها هو ان حلما اخر من احلامها قد تحطم .. ما اصعب ان تتحطم الاحلام خصوصا اذا كنت لاتستطيع بناء ذلك الحلم من جديد .. لانه ليس هنالك امل لكي يتحقق .. هي تحس بانها قد خسرت انور للابد .. فكيف تستطيع ان تمثل عليه دور الصداقة وهي تشعر ناحيته بشيء اكثر من الصداقة . حبست امل انفاسها فجاة .. عندما سمعت احدا يصعد الدرج متجها الى السطح .. وضعت امل يديها الاثنتان على فمها .. وتجمدت في مكانها .. كي لاتصدر صوتا يعلن لالياس عن وجودها .. كان الياس قد صعد الى السطح بعد ان استطاع ان يجعل اخته اخيرا تغط في نوم عميق .. بعد ان تعبت من كثرة البكاء والنحيب .. واتعبته هو ايضا معها .. لقد كان يعرف بان اخته ستقع في حب انور .. نظراتها اليه وتصرفاتها التي تحرص ان تكون مثالية امام صديقه انور .. جعلته يعرف بما يحدث مع اخته .. لكنه لم يعطي يوما املا لحبها .. فهو يعرف صديقه جيدا .. ويعرف متى ينظر الى امراة ما باعجاب .. نظرات انور للاسراء كانت فقط نظرات اخوة .. صداقة و احترام .. لاغير .. تنفس الياس بعمق .. ثم نظر حوله .. وعندما تاكد من ان لااحد يراه .. اخرج علبة السجائر من جبيه .. ثم اشعل سجارة .. وبدا بتدخينها .. غير مدرك للعيون التي تراقبه بذهول في الظلام . "هكذا اذن ؟ " فزع الياس بشدة .. والتفت الى الوراء بسرعة لكي يرى امل جالسة على سطح ثانوي والذي كان سطح غرفة صغيرة مبنية على السطح الرئيسي .. فقال لها بسرعة وهو يطفىء السيجارة التي في يده ويرميها :"كيف صعدت الى هناك؟" اجابت امل بفخر:"الامر سهل .. لقد صعدت فوق ذلك الكرسي الصغير .. ثم تسلقت الجدار حتى وصلت الى هنا." ثم اكملت امل وهي تبتسم بخبث:"لكن لما غيرت الموضوع .. هذا ليس ما اردت التحدث به." فهم الياس ما ترمي اليه امل بكلامها .. فبدا يتصاعد الغضب معه .. اقترب من سطح الغرفة الصغيرة التي تجلس عليها امل وقال لها بحدة:"هيا انزلي من هناك .. والان." قالت امل والانزعاج يظهر على وجهها:"لماذا ؟ انا لااريد النزول." ازداد غضب الياس وهو يقول:"امل .. ستنزلين الان .. او ساصعد انا الى هناك وسانزلك بالقوة." قالت امل بسرعة عندما رات بان الياس يعني مايقوله:"حسنا .. حسنا سانزل الان." عندما ارادت امل النزول اخافتها المسافة التي بين ارض السطح الرئيسي والسطح الثانوي التي تجلس على حافته .. فقالت بخوف لالياس:"لااعرف كيف سانزل." قال الياس باستغراب"كما صعدت ستنزلين." "عندما صعدت الى هنا.. كان ذلك سهلا جدا .. اما الان فانا خائفة من السقوط." تافف الياس وقال:"دائما انت متسرعة .. في الاصل ماكان عليك الصعود الى هناك." ثم اكمل قائلا وهو يمد لها ذراعيه الاثنتين:"هيا امل .. اقفزي وانا سامسك بك." ارادت امل ان ترفض .. لكنها عرفت بانها ستزيد من سخافة موقفها .. وهي تكره ان تبدوا تصرفاتها تافهة وطفولية خصوصا مع الياس .. حاولت امل الا تنظر الى الاسفل .. وقفزت .. وكما تمنت .. امسكها الياس من خصرها باحكام .. وانزلها على الارض .. عندما فتحت امل عينيها اللتين كانتا مقفلتين خوفا من تلك اللحظة .. التقت عينيها بعيني الياس .. احست بتوتر كبير .. لم تعرف سببه .. اهو بسبب القرب الشديد الذي كان بينهما ؟.. ام انها لم تستطع يوما ان تنظر مباشرة الى عيني الياس بسبب العلاقة المتوترة التي كانت بينهم دائما من قبل .. ابتعد الياس عنها فورا ان احس بذلك التيار الذي نشب بينهما .. ثم قال لها بحدة:"ماذا كنت تفعلين هناك؟" اجفلت امل لحدته ثم اجابته بتوتر:"لاشيء .. اردت فقط بعض الهدوء والخصوصية." فهم الياس في الحال بانها كانت تبكي في ذلك المكان .. فاثار الدموع ماتزال واضحة على وجنتيها.. وعينيها الحمرواتين خير دليل على بكائها .. قالت له امل وقد استعادت مرحها المعتاد:"حسنا .. اكل هذا الغضب لانني رايتك تدخن." لاحظت امل الياس وهو يحاول السيطرة على غضبه وتوتره بصعوبة من كلامها وقال مدعياغير ذلك:"ولما ساغضب لرويتك لي ادخن." قالت امل بتهكم:"حقا .. مارايك بانني متاكدة بانك تدخن بدون علم عائلتك." قال الياس ساخرا من كلامها:"مالذي تقولينه .. بالتاكيد عائلتي تعلم بالامر .. ثم انني لست مظطرا لاخد الاذن منهم فانا قد اصبحت راشدا ومسوولا عن افعالي قبل سنوات عدة." "حقا .. لما لاأذهب الى السيد احمد واساله بنفسي ." قالت ذلك امل وهبت بالمغادرة .. الا ان اصابع قاسية امسكت بذراعها .. وادارتها اليه .. قال الياس وهو يشد على اسنانه:"امل .. ان لم تقفلي فمك .. فستدفعين الثمن غاليا." "الياس لو كنت في مكانك لما استخدمت التهديد حلا." نظر الياس الى وجه امل تلك الفتاة التي تفاجئه دائما .. فتارة تكون الفتاة المظلومة والهادئة .. وتارة تنقلب فجاة الى فتاة مكرة كالثعلب .. لاتكف عن جلب المتاعب لها وللاخرين .. ابتسامتها الخبيثة اكدت له بان هذه الفتاة عنيدة .. ولن ترتاح حتى تحقق ما تريد .. لهذا فافضل شيء هو ان يستمع الى نصيحتها التي بدت له بعد تفكيرقصير انها منطقية .. تنفس بعمق ثم قال لها بهدوء مصطنع:"امل .. انا ووالدي لا نتفاهم كثيرا .. فان عرف بالامر سيغضب وانا لااريد ذلك .. وبما اننا اصدقاء فانتي ستحفظين السر." قال الياس جملته الاخيرة تلك وهو يشد عليها .. موكدا لامل بانها يجب ان تطبقها .. لكن امل ابتسمت بخبث وهي ترفع احدى حاجبيها وقالت:"الان تذكرت صداقتنا ." ثم اكملت بهدوء بعد ان رات بان الياس على وشك ان ينفجر في وجهها اذا ما استمرت بالتلاعب به هكذا:"لاتخف الياس .. ليس في نيتي ان اسبب لك المشاكل مع عائلتك بعد ان استقبلتموني في بيتكم كواحدة منكم." قال الياس بارتياح:"جيد .. فتاة عاقلة." لكن امل ابتسمت وهي تقول:"لكن هذا لايعني بانني لن اذكرك بان فعلتك هذه هي اسوء من فعلتي عندما سرقت بضعة نقود من ابي." حدق الياس فيها بتاني .. ثم قال:"انت حقا تحبين ان توقعي نفسك في المشاكل." وقبل ان ترد امل على كلامه .. سمعوا معا صوات خطوات تصعد الدرج متوجهة الى السطح .. وفي لحظة بل كاد استوعبت فيها امل ماحدث لها..كان الياس قد جذبها من يدها ودخل بها الى الغرفة الصغيرة التي على السطح .. وضع يده باحكام على فمها مانعا اياها من التحدث او حتى التنفس .. وعندما كانت تحاول التملص منه .. همس لها في اذنها قائلا:"امل اهدئي.. ولا تصدري اي صوت حتى تعود امي الى الاسفل." بعد دقائق معدودة .. ابعد الياس يده عن فم امل عندما تاكد من ان امه قد ذهبت .. تنفست امل بعمق بعد ان اطلق الياس سراحها من بين يديه .. ثم التفتت اليه بحدة وقالت:"لما فعلت ذلك .. لما جعلتنا نختبىء من امك وكاننا ارتكبنا جرما يستدعي الاختباء." خرج الياس من تلك الغرفة .. وتبعته امل بسرعة لان الغرفة كانت مظلمة .. قال لها فور ان خرجوا تحت ضوء القمر:"اكنت تريدينها ان تاتي وتجدنا وحدنا هنا في الليل فوق السطح." قالت امل بعدم فهم:"انا لاارى مشكلة في هذا .. لقد صادف ان صعدنا نحن الاثنين في هذا الوقت الى سطح البيت." نظر الياس الى امل بعدم تصديق وقال:"هل انت غبية .. ام تدعين الغباء؟" ثم اكمل بغيظ:"انت وانا نعرف هذا .. لكن الاخرين لا." ثم اكمل عندما راى بان امل لم تفهم بعد معنى كلامه:" والدي يشكاني في كثيرا .. فان كانت قد راتنا امي هنا فستعتقد باننا قد خططانا للتقاء في هذا المكان .. وبان هناك شيئا بيننا ." احمر وجه امل من كلام الياس وكي تداري خجلها قالت بانفعال:"ماذا تقول .. هل انت مجنون كيف يكون هناك شيء بيني وبينك." بدا الياس يحس بانه غير قادر على السيطرة على اعصابه اكثر من ذلك .. لكنه اجبر نفسه على مخاطبة امل بهدوء لعلها تفهم كلامه جيدا:"اسمعي امل .. انا لم اقل بانني كنت على موعد معك .. بل هذا اخر شيء اتمنى حدوثه في حياتي .. ما قلته هو بان والدي يفكران بهذه الطريقة دائما كلما راياني مع فتاة ما في الشارع." احست امل بالخجل الشديد لعتقادها الخاطىء بالياس .. همست وهي تنظر الى الارض:"انا اسفة لما حدث." ثم قالت بنفس الصوت:"من الاحسن ان اذهب لكي انام." اجاب الياس ببرود وهو يلتفت عنها :"سيكون ذلك جيدا." همت امل بفتح باب السطح حتى تنزل الى غرفتها .. لكنها لم تستطع فتحه .. وبعد ان حاولت مرة اخر في جذب الباب اليها كي يفتح .. لم ينجح ذلك .. وكان الباب مقفل من الداخل .. سمع الياس محاولاتها بفتح الباب.. فالتفت اليها وسالها :"ماذا هناك؟" قالت امل وقد بدا الخوف يدب الى قلبها :"لااعرف .. الباب لا يفتح معي." تقدم الياس منها بسرعة .. فتنحت له امل لكي يجرب هو فتح الباب لعله ينجح في ذلك.. حاول الياس فتح الباب مرتين .. ثم هدا ..وفجاة اطلق شتيمة والتفت الى امل وقال لها وهو يحاول كبت غضبه:"يبدوا بان امي قد اقفلت الباب معها قبل ان تذهب." قالت امل بصوت يشبه حدا ما الى الصراخ:"ماذااااا" قال الياس بغضب"كما تسمعين." بدات امل تتهم الياس بهستيريا واضحة:"انت السبب .. كان عليك ان تدعنا ننزل مع امك .. كل هذا بسببك." كان الياس على وشك ان يصرخ في وجهها لطريقة كلامها معه .. لانه لم يسمح من قبل بان تكلمه فتاة ما بهذه الطريقة التي تكلمه فيها امل .. الا انه عدل عن قراره .. بعدما راى دموع امل على وشك النزول من عينيها.. وقد بدى الخوف مسيطرا على ملامحها .. فاقترب منها وقد اشفق على حالها .. وقال وهو يضع يده على كتفها برقة:"لاتخافي .. سنجد حلا." نظرت اليه امل وهي تحاول ان تستعيد رباطة جاشها:"حسنا ماذا سنفعل الان." قال الياس بهدوء:"اعطيني هاتفك لكي اتصل باسراء حتى تصعد وتفتح لنا الباب بهدوء.. انا متاكد بان صوت رنين الهاتف سيوقظها من نومها." نظرت امل الى يد الياس الممدودة لها فقالت له:"لقد تركت حقيبة يدي في الاسفل وفيها هاتفي النقال." قال الياس بعدم تصديق:"ولما تركتها هناك؟" ضمت امل حاجبيها الى بعض بانزعاج وقالت له:"ولما علي ان اصعد الى السطح بحقيبة يدي .. ثم لما لاتتصل بهاتفك انت؟" اجفل الياس من سوالها .. قال لها وهو يشيح بنظره عنها:"لقد .. تركت انا ايضا هاتفي النقال في غرفة نوم اسراء عندما كنت اتحدث اليها." "اااه .. لااصدق هاذا .. حلك الوحيد قد ذهب ادراج الرياح." قالت ذلك امل وقد عاد الخوف اليها من هذه الليلة المشوومة .. وعندما لم يجب عليها الياس وظل صامتا .. قالت له:"يظهر لي بان الحل الوحيد هو بان نطرق الباب بعنف حتى يسمعونا." قال الياس بياس وهو يحرك راسه معارضا:"لااظن بانهم سيسمعوننا لانهم ينامون باكرا ." ثم اكمل قائلا:"ولا اظنها فكرة جيدة ايضا بان يعرفوا باننا موجودان هنا وحدنا .. سنخلق فقط المشاكل لنفسينا." وضعت امل يدها على جبينها .. تحاول ان تستوعب ما يحدث لها الان .. لم تكن تريد فقط الا القليل من الهواء النقي .. حتى تنسى ماحدث لها هذا اليوم .. لكن يبدوا بان المشكلة التي وقعت فيها انستها كلام انور الذي الماها .. بل هي الان اصبحت تفكر فقط كيف ستخرج منها.. فعلا الياس معه حق .. ماذا سيكون موقف والدي الياس ان راوهم في هذه الحالة .. خصوصا بانهم ياخذون كل شيء على محمل الجد .. احست بيد الياس تربت على ظهرها .. فرفعت راسها اليه .. وعندما راى الدموع تنزل من عينيها بصمت .. قال لها بصوت هادئ حتى يدب في نفسها الامان:"مما انت خائفة ؟ لن يحصل شيء فانا معك." همست امل :"كيف لن يحصل شيء؟ نحن هنا فوق السطح .. بينما هو وقت النوم .. ولا نستطيع ان نطلب المساعدة لان والديك سيظناني بي سوءا .. وانا حقا لااريد ذلك .. لقد تعبت من نظرات الناس وافكارهم السيئة عني والتي تجرحني في الصميم." كلام امل جعل الياس يتذكر اعتقادته وافكاره السيئة التي كان قد كونها عن امل سابقا .. والتي لم يكتفي باحتفاظه لها بنفسه .. بل صارحها بها بكل بساطة .. غير عابىء بمشاعرها .. وهذا الامر قد جعله يندم كثيرا الان .. لان الفتاة لم تكن تستحق كل هذا .. هو لم يفهمها في الاول .. اما الان بعد ان عرفها عن قرب .. فقد فهم بانها فتاة تحلم بالحياة الوردية .. كما غيرها من الفتيات .. غير ان اخطاها الوحيدة هي الجرأة والتسرع .. والتي هي السبب في ايقاعها في كل هذه المشاكل .. كانت دموعها ماتزال تئلمه .. فقال لها:"لن يوجه احد اليك كلمة امل .. فلااحد سيعرف باننا هنا." رفعت امل راسها اليه وقالت باستغراب :"كيف؟" "انا اعرف عادات والدي جيدا .. امي تستيقظ كل يوم مع ابي باكرا .. وهي بالتاكيد ستسصعد الى السطح كي تفتح الباب .. وبالطبع كما فعلت قبل قليل .. ستفتحها وتعود الى الاسفل .. لن تستطيع رويتنا هنا .. بعدها يمكننا ان نعود الى غرفنا وكان شيئا لم يحصل .. واسراء ايضا لن تعلم عن الامر شيئا .. فهي بالتاكيد ستبقى نائمة .. لان المسكينة متعبة للغاية." قالت امل باستهزاء:"يا لها من خطة رائعة .. هل تعني باننا سنقضي الليلة هنا." رفع الياس راسه الى السماء وفتح ذراعيه للهواء ثم قال:"ليس هناك افضل من القضاء الليل في الهواء المنعش .. تحت ضوء القمر والنجوم ." ثم التفت الى امل وابتسم ابتسامة سخرية وقال:"الا اذا كنت لاتريدين البقاء معي وحدك لانك خائفة مني." فتحت امل فمها لشدة دهشتها من كلامه الوقح .. ثم قالت له وهي تتقدم منه :"لما علي ان اخاف منك ؟ هذا لم يخطر ببالي ابدا ." "حسنا اظن بانك ستتصرفين بذكاء وتمضين هذه الليلة من غير بكاء كالاطفال." "طبعا لن ابكي." صعد الياس وامل الى المكان الذي كانت جالسة عليه امل قبل ان يامرها الياس بالنزول منه.. كان فعلا المكان جميل .. فالمكان عالي اكثر .. ويستطيعون روية جميع البيوت المجاورة .. بقي الصمت مسيطرا على الاجواء.. فامل كانت تنظر امامها وكانها لاترى شيئا .. حتى سالها الياس فجاة:"لما كنت تبكين؟" "اااه" اجابت عليه امل ببلاهة بعد ان فاجئها بسواله التي لم تستوعبه جيدا. "لقد سالتك لما اجتاحتك نوبة البكاء تلك عندما رايت اسراء." اعادت امل نظرها الى الامام حيث كانت تحدق من قبل ..وقالت له:" كنت حزينة جدا .. ولا اعرف لما بدات بالبكاء حال رويتي لاختك .. ربما لانها كانت تبكي ايضا." تمنت امل بان يكون مبررها الكاذب مقنعا لالياس .. فهي لم تستطع ان تخبره بانها انفجرت بالبكاء اول ما وقعت عينيها على الفتاة التي يحبها انور .. تلك اللحظة احست بالم فظيع في داخلها .. كانت اسراء امامها .. لقد نظرت امل الى الفتاة التي اختارها انور .. كيف تستطيع النظر اليها وهي تحس بان السعادة التي تريدها ستكون من نصيب تلك الفتاة . لم يلح عليها الياس كثيرا حتى تتكلم عن الذي جعلها تبكي ..لانه شك بان الموضوع يتعلق بانور .. وهو لن يتدخل فيما بينهم .. حتى ان لا نية له بسوال انور عن ماحدث في لقائه بامل .. التفت الى امل وراى التعب باد على وجهها فقال لها:"لما لا تتمددين على الارض .. فلن يكون من السهل تمضية هذه الليلة ببقائك جالسة." نظرت امل اليه وعندما رات بان كلامه منظقي وبان التعب قد تغلب عليها حتى ان النوم بدا يغلبها .. تمددت على الارض .. لكنها مع ذلك لم تستطع ان تستسلم للنوم .. ربما لان الارض كانت قاسية .. كانت تتامل سماء الليل الجميلة .. من دون كلام او حراك .. حتى احست بالياس يتمدد الى جانبها تاركا مسافة ليست بقصيرة بينهما .. سالها وهو ينظر ايضا الى تلك النجوم المتللاللاة..:"فيما انت شاردة." "اجابت امل من دون ان تلتفت اليه:"تذكرني هذه الليلة .. بالليلة التي هربت منها من البيت .. كانت ليلة جميلة مثل الان.. صافية .. حارة .. ومليئة بالاحداث." قالت كلماتها الاخيرة بصوت ذات معنى .. التفت اليها الياس وبقي يحدق في جانب وجهها لدقائق عدة .. حتى التفتت اليه امل فجاة وظبطته يتاملها .. ارتبك الياس وعاد يحدق في السماء .. حتى سالته امل:"ماهو رايك بما فعلته؟" نظر اليها الياس وسالها ببروده الذي عاد اليه:"اتقصدين رايي عن هروبك من البيت." "اجل" "حسنا ساصارحك .. انا لم احب ما فعلته ابدا .. قد تجدين اختلافا في الراي بيني وبين انور .. لانه يعطيك العذر بانك كنت بحاجة لكي تعيشي حياتك وتشعري بحريتك .. لكن بالنسبة لي كانت فعلتك غباءا .. استهتارا .. جنونا .. لااعرف بما اصفه ." قالت امل بحزن :"يبدوا بان انور لم يحكي لك عن حياتي في بيت ابي." "لقد حكى لي كل شيء." ثم اكمل قائلا وهو ينظر اليها بغضب مفاجىء قد اعتراه:"اريد ان اعرف فقط كيف خطر لك بان فكرتك الغبية ستنجح." نظرت اليه امل باستغراب من ردة فعله القاسية .. حيث لم يتوقف الياس عن كلامه بل اكمل بنفس الغضب:"هربت بنية منك بانك ستصلين الى طنجة سالمة .. وتستطعين العيش فيها بهناء وسلام لوحدك .. مدينة كبيرة مثل هذه .. تعيشين فيها لوحدك .. وايضا لاتعرفين فيها احدا." قالت امل بعناد:"لقد سبق وعشت هنا لوحدي عندما رحلت من شفشاون." "ارجوك .. انا استطيع ان اتخيل تلك الحياة في غرفة قدرة مع فتاتين اخلاقهما متدنية .. اما انك كنت ستبقين خادمتهما تنفذ ما تأمر به مثل الحمقاء .. او كنت ستصبحين مثلهما .. عمل النهار لتغطية دنائة العمل بالليل." قلت امل مدافعة عن نفسها بشدة"انا اعرف حدودي جيدا .. ماكنت لاصير مثلهما.. ثم ان ليس كل الفتيات التي يهاجرن من بيوتهم للعمل في مدن كبيرة تصبح اخلاقهم سيئة." "من الجيد بان تلك الحادثة قد وقعت لك حتى تجعل رحلتك تتوقف في مدينة شفشاون اولا.. فلولا التقائك بانور .. لااحد كان يعرف ما سيوول اليه مصيرك." قال ذلك الياس وكانه يخاطب نفسه وليس امل. لم تجب امل على كلامه .. بل بقيت تفكر بان من الممكن ان يكون كلامه صحيحا .. فعلا هي عندما كانت في بيت والدها منغلقة عن العالم الخارجي .. كانت تتخيل بان خارج بيتهم يوجد عالم جميل مليء بالمرح والحياة السعيدة .. كانت تظن بان الناس هناك تعيش بحرية مثل الطيور .. والذي رسغ تلك الفكرة في عقلها اكثر هم زميلاتها في المدرسة التي كن يتحدثن عن حضورهم للحفلات وتسوقهم ورحلاتهم الى غير ذلك .. ظنت بان من السهل عليها ان تذهب الى مدينة طنجة وتعمل فيها وبنفس الوقت تكمل دراستها .. لكنها غيرت رايها كليا عندما رات العالم الخارجي على حقيقته .. عالم يخالف احلامها الوردية .. عالم متوحش .. ينتظر فقط الفرصة للنقضاض عليها .. وتدمير ما تبقى من احلامها .. احست فجاة بالدموع تتجمع في عينيها وقالت بصوت منخفض يشبه الهمس:"ربما اكون مذنبة في نظر المجتمع .. لكنني حتى الان لا اشعر بالندم على ما فعلته ..فمع كل ماحدث لي من احداث مولمة ومشاكل كبيرة .. الا انني افضل هذه الرحلة على حياتي مع والدي .. فالحياة في ذلك البيت كانت اقسى وابشع بالنسبة لي." وضع الياس يده على ظهر يد امل الذي كان بجانبها فوق الارض .. وقال لها:"وانا أويدك ..لاتجعلي الندم يعيقك عن اكمال رحلتك." نظرت امل اليه باستغراب من كلامه .. فقال لها موضحا اكثر:"لكن هذا لايعني باني أوافقك عن ما فعلته .. اعني بانك قد هربت الان وما حصل قد حصل .. فعليك اكمال الطريق الذي اخترتها.. وعلي انا ان اتحملك." قال جملته الاخيرة بشيء من المرح .. ثم اقفل عينيه .. وكانه يريد ان يستسلم للنوم.. وبعد دقائق كانت انفساه قد انتظمت .. فعرفت امل بانه قد استغرق في النوم .. الا ان امل لم تستطع ان تنام مثل ما فعل هو .. فقد بقيت تنظر الى يده باستغراب وهي ماتزال موضوعة على يدها .. ابتسمت امل وهي تشعر بالراحة لكلامها اليوم مع الياس .. صحيح بان كلامه لم يكن مشجعا لها كثيرا عن هروبها .. لكنه استطاع ان يحول مجرى افكارها عن انور .. ويجعلها تشعر اخيرا ببعض الراحة بعد خيبة املها الكبيرة اليوم .. حتى انها سعيدة لنومهم في السطح .. فعلى الرغم من خوفها في اول الامر من الموقف الذي حصل لهم .. الا انها الان قد غيرت رايها .. فها هي تعيش مغامرة جديدة .. ومع من؟ مع الياس. .............................. بعد ساعات .. اشرقت الشمس واصبح ضوء النهار يزعج الياس .. ففتح عينيه ليجد نفسه نائما فوق الارض .. وامل نائمة على جانبها الايمن .. بقبالته .. كانت يده ما تزال تمسك بيدها .. كان يشعر بالدفىء من يدها .. رفع يده وتلمس وجنتها .. كانت تبدوا نائمة كملاك صغير .. هادئة .. وكانها لاتملك في الدنيا شيئا ينغص عليها لحظتها تلك .. ابتسم وهو يتلمس بشرتها الناعمة .. كانت تملك جمالا خلابا لم يلاحظه من قبل .. جمال مختلف عما يحرص ان يكون لدى صديقاته .. فلا وجه ملطخ بادوات التجميل ولا عطور صناعية تفوح منها.. لكنه في تلك اللحظة ابعد اصابعه عن وجه امل وقد تذكر بان افكاره قد بدات تاخد محورا خطيرا وغريبا .. لايجب عليه ان يفكر بهذا الشكل .. ان طريقة تفكيره هذه تعني خيانة لصديقه العزيز انور .. جلس فجاة على الارض متجاهلا الام ظهره التي اجتاحته فور ان استيقظ من نومه..وبدا يقيظ امل من نومها بسرعة .. فتحت امل عينيها ببطىء .. ثم نظرت اليه باستغراب .. فهبت جالسة بسرعة وهي تنظر من حولها .. استغرقت دقيقة لتتذكر ما حصل ليلة البارحة.. عندها قال لها الياس ببروده متصنع:"هيا امل .. يجب ان ننزل قبل ان يكتشف احد باننا لم نمضي الليلة في غرفنا .. فالباب مفتوح الان." | ||||||
|
| |
|
03-03-11, 01:40 AM
| #194 | |||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اقتباس:
واتمنى ان تنال اعجابك جميع الفصول. | |||||||
|
| |
|
03-03-11, 02:18 AM
| #197 | |||||
| نجم روايتي 
| فصل رائع Maroska التطورات في الأحداث محيرة فعلا ومشوقة جدا ...أصبحنا لا نستطيع التخمين الآن....يا ترى هل ما تشعر به أمل نحو أنور هو الامتنان أم الحب.... هل ما تولد من تيارات كهربائية بين الياس و أمل هو الشعلة الحقيقية لحب عاصف بينهما ...أحب جدا الحب الذي يأتي بعيدا عما هو متوقع...يكون عميقا لشدة ما يلقى من اعتراض من صاحبيه حتى يتمكن منهما معا لأنه الأقوى ولأن الحب هو الأبقى... روايتك رائعة ومشوقة جدا وأحداثها جميلة جدا وحواراتها سلسة وتعجبني جدا ... عزيزتي ...فعلا قلمك يجذب القراء لعفوية و تلقائية ما تكتبين...وصفك جميل و قصتك حلوة ...اتمنى عليك ألا تطيلي الغياب لأنني فعلا اشتاق لروايتك وأبطالك .... بشوق للقادم لنكمل مع أمل رحلتها نحو أمل حياتها.... مهاتي | |||||
|
| |
|
03-03-11, 06:13 AM
| #198 | |||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء 
| مشكورة maroska على الفصل الرائع ... أمل ... لعل النصيب هو ما منعك أنت و أنور من الإعتراف بمشاعركما ... اللحظات التى أمضيتها فوق السطح مع إلياس جعلتنى أتوقع أنه هو من يلائم شخصيتك أكثر من أنور ... maroska متابعاكى و شكراً لك | |||||
|
| |
|
03-03-11, 11:54 AM
| #199 | ||||
| نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي 
| صباح الخير شكراً عزيزتي على الجزء تشابكت الخيوط مع بعضها امل تظن بأن انور يحب اسراء والثانية تعرف بأن انور يحب امل ولكن الجميع يجهل حقيقة مشاعر المقابل اما عن رحلة السطح يا سلام عليكِ هذه حركتي من اكون مخنوقة ومحتاجة ابعد عن الكل اهرب الى السطح وافرغ دموعي الياس ... يا بني انت حتقع ومحدش حيسمي عليك يبدو ان قلبك بدأ يتحرك تجاه امل لكن الحاجز هو انور وحبه لها يبدو ان الاوراق لن تنكشف الان لان هنالك ربما احداث غير متوقعة سلملم | ||||
|
| |
|
03-03-11, 07:17 PM
| #200 | |||||||||
| نجم روايتي  
| يسلمو حبيبتي فصل رووووووووعه وطويل وهادد الاجمل ههههههههههه مسكينه امل لسه مش عارفه هي عاوزه واكيد مشاعرها ملخبطه بسبب الاحداث اللي حصلت ليها اليااااااس يا خطير انت اخيرا انتبهت لامل ولجمالها هل روايه حاتحمل لينا نوع خاص من المشاعر لقدام واكيد الياس وامل حايتعرفو اكثر على بعض بس انا لسه خايفه على صداقة انور والياس ناطرينك يا قمر | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
8Likes
.png)
.png)
العرض العادي
