آخر 10 مشاركات
138- إذا كان له قلب - آن هامبسون - ع.ق (كتابة أكملتها strawberry )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          سينابون(90)-قلوب شرقية-للرائعة نرمين نحمدالله-حصرياً-مميزة*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          رواية عشقني عفريت من الجن ..بقلم بدر رمضان**مكتــــملة& الرابط** (الكاتـب : سما نور 1 - )           »          171- لو لم تسافر - لينسي ستيفنز - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          1112-الإستسلام - شارلوت لامب ج6 -د.ن (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree91Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-11, 02:13 PM   #1771

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
40 صفحة اللهم زيد و بارك ... كركر نسومة هلأ بالدوام ... شو رأيك تنزلى الفصل ليكون مفاجأة حلوة لها


ولايهمك انزله الان .. حتى تقدر نسومة ما فاتها :s_45:


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:17 PM   #1772

ماريامار
 
الصورة الرمزية ماريامار

? العضوٌ??? » 138521
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,028
?  نُقآطِيْ » ماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا للحلوين الكل مجتمع شكل في فصل جديد


كاردي بليز يا قمر ارحمي يوسف فية


ماريامار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:18 PM   #1773

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
ولايهمك انزله الان .. حتى تقدر نسومة ما فاتها :s_45:

ناطرينك كركر


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:18 PM   #1774

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثاني عشر
سيجنُّ من أجل قبلة فقط!
هبط يوسف برأسه يلتمس تحقيق امنيته لتسقط قبلته مُحبطة عند أسفل أذنها! فقد أدارت وجهها في اللحظة الأخيرة لتخبئه في صدره، حتى انها لم تشعر بقبلته المحبطة تلك! قالت بتلعثم " هناك شيء اريد أن أحكيه لك.. واخجل منه" كتم تنهيدته وهو يقول بخفوت " احكي اميرتي.. احكي كل ما يدور داخلك، لا تجعلي اي شيء يحول بيننا مهما كان" همست وهي ما زالت تخبئ وجهها " ليلة الامس.. حلمت بك" قال وهو يحرك ذراعيه حولها ليداعب ظهرها وقد أغمض عينيه " ماذا حلمتِ؟" ردت وهي لا تبدي اي نية للخروج من (مخبئها) " حلمت إنك اخذتني إلى حديقة واسعة " ضحك بخفة وهو يقول " هل ذهابنا معا إلى الحديقة يشعرك بالخجل؟! اقسم بالله لم أر براءة في حياتي كهذه! " رفعت راسها أخيراً ففتح عينيه لتواجها عينيها العاتبتين ووجهها الحلو العابس، ما زال ضاحكاً لتقول له بحنق " لا تضحك عليّ ولا تتسرع، انا لم انهِ الحلم بعد! " الابتسامة عالقة بفمه وهو يتأملها بشغف لتتسع هذه الابتسامة أكثر عندما عادت مريم إلى عمق (مخبئها)! كتم ضحكته هذه المرة وانتظرها حتى اخذت نفساً ثم أكملت حكاية الحلم " وهناك.. افترشنا الارض، كنا بمفردنا تماما، فقط انا وانت، ثم أخرجتَ طعاما لا اعرف من اين! ووضعته امامي وصرت تطعمني بيدك، بعدها.. بعدها.. " تعثرها جعل يوسف يمازحها بعذوبة " لماذا اشعر ان القادم أجمل؟! " ضحكت بارتعاش دون ان ترفع راسها ثم تشجعت لتكمل " حسنا، بعدها ضممتني بين ذراعيك واخذت تمسد فوق شعري حتى غفوت في حضنك، ولم أصحُ إلا وانت توقظني لصلاة الفجر " قال يوسف ليغيظها " لا اصدق أنك لم تمنحيني قبلة حتى في الحلم؟! " عادت لترفع رأسها وتقول بحنق لذيذ " لا تسخر مني، والا لن اخبرك بأحلامي مرة اخرى! " عندها لم يتمالك يوسف نفسه ليقول بصوت مبحوح وهو ينزل بشفتيه نحو شفتيها " اذن دعيني أخبرك بحلمي ولك ان تسخري مني كيفما شئت! " شهقتها اختنقت وجسدها تشنج بالكامل وهو يغمرها بينما يداها تتعلقان بكتفيه تضغطان عليه دون ان تدفعانه، لم تكن تعترض ولم تكن تتشبث؛ كانت فقط تستنجد به ليتوقف!
تضج في رأسه الاعتراضات والتحذيرات (توقف يوسف.. توقف.. اتركها)، رغم عدم قدرته على التوقف إلا إن عقله كان حاضراً بقوة، كان يعرف أن هذه القبلة المحمومة هي أقصى ما سيصل إليه الليلة.
قلبه يهدر بجنون في صدره، ليحكم عقله أن يتوقف الآن قبل أن يفلت زمام الأمور، مؤلمة أحكام العقل.. آه كم هي مؤلمة! ابتعد بشفتيه وهو يلهث، يشعر بجسدها خائراً في إنهاك تكاد تقع أرضاً لولا استنادها إليه، ينظر إلى وجهها هامساً اسمها " مريم " لكنها لم ترد، بل تغمض عينيها وخداها المحمران يستعيدان لونهما الطبيعي تدريجياً، القلق استبد به وقد طال صمتها وانكمش جسدها، ما زالت تغمض عينيها ويوسف يحاول تفسير ردة فعلها هذه، هل ترفض مواجهته ام مواجهة نفسها؟! على الاقل حتى الآن؛ لم تصرخ.. لم تدفعه.. لم تنفر منه، كفاها كقبضتين من حديد مغروزة في ذراعيه، نادى اسمها مرة ثانية وشعور بالذنب أخذ يطغى داخله" مريم"
أطرقت قليلا برأسها دون ان تفتح عينيها ودون ان تترك ذراعيه! قال بقلب متوجس " هل أنتِ بخير؟" همست أخيراً بارتجاف " قلبي.. يخفق بقوة.. إنه لا يهدأ! " تنفس الصعداء ليحمد الله في سره ثم قال برقة " وانا اعشق هذا القلب، قلبك ينصفني أميرتي، يطمئنني.. يمنحني الامل بانه سيكون ملكا لي يوما ما، كما ان قلبي ملك لك"
رفعت وجهها إليه لتشرق عيناها، اشراقة حملت الكثير من المشاعر الجلية، مشاعر هو يفهمها لكنها ما تزال لا تفهمها حتى اللحظة بشكل واضح.
ارتخت يداها قليلا عن ذراعيه لتسأل بحيرة " هل الحب يعني ان تأخذ ما انت بحاجة إليه؟ " رقّت تعابيره وهو يقول بها بعاطفة جياشة " الحب يعني ان تمنحيني ما انا بحاجة اليه، هل تفهمين الفرق بين الجملتين؟ " غامت عيناها وهي ترد " نعم أفهم، لكن ماذا لو كنتُ لا أستطيع منحك كل ما تحتاجه؟ هل ستعتبر ني.. لا.. " عضت شفتها وهي تنظر اليه كأنها تطلب معونته لكنه لم يقل شيئا، قاوم ضعفه تجاه ضعفها، ارادها ان تتعلم النطق بكلمة الحب لتتعلم كيف تعبر عن مشاعرها نحوه، ظلت تنظر اليه للحظات ثم قالت أخيراً بصوت منخفض " هل ستعتبرني لا.. أحبك؟ " سألها بجدية وهو ينظر في عينيها " هل في داخلك تريدين ان تمنحيني كل ما احتاجه؟ " هزت راسها بنعم وهي تحمر فابتسم لها ابتسامة صغيرة وقال " هذا هو المهم؛ إنك تريدين، وانا سأنتظرك أميرتي " ابتسمت برعشة حلوة وقد استعادت ملامح وجهها صفاءً لا يضاهى، لقد كان حملاً جديداً تزيحه عن كاهلها، انفتاحاً جديداً في مشاعرها، طمأنينة أنه يفهمها ويملك القدرة كي يساعدها أكثر على فهم نفسها.
قال يوسف ليمازحها برقة " لكن هذا لا يمنع ان اخبرك بأحلامي الصغيرة بين فترة واخرى، على امل ان تكبر يوما ما " ادارت وجهها جانبا في خجل فضحك عاليا وهو يشعر بدفء يسري في روحه قبل جسده، ثم بغتة طرأت فكرة في باله فوجد نفسه يقولها دون تردد " ما رأيك لو احقق لك حلمك ليلة الأمس؟! " اعادت وجهها اليه وهي ترفع حاجبيها بدهشة وتقول " هل تقصد ان نذهب لحديقة؟!" غمز لها وهو يقول " ليس حديقة، ولكنه بستان، انه بستان صغير يملكه رجل طيب عالجت ابنه عندما كسرت ساقه قبل سنتين، ومنذ ذلك الوقت وانا أزوره كل فترة فيكرمني بضيافته " بدهشة وحماسة تلمعان في عينيها سألت " هل سنذهب الان؟!" هز رأسه قائلاً بابتسامة " نعم، سيكون افطارا في الطبيعة " ثم أضاف وهو يميل إليها يقبل وجنتها " وسأطعمك بيدي " تساءلت بحيرة وربما بعض الحرج " و.. ماذا عن والديك؟ " رفع يده إلى وجهها وأنامله تداعب بشرتها ثم قال "سنخرج بمفردنا وسأترك لهما ورقة على باب الجناح لأخبرهما بخروجنا "
كانت مستسلمة للمساته لتسرح أنامل يوسف بنعومة من وجهها إلى رقبتها وهو يسألها بصوت أجش" همممم، ما رأيك؟ نعم أم لا؟ " همهمت بنعم فقال وهو ينحني ليقبل وجنتها مرة اخرى " اذن اذهبي وغيري ملابسك، ارتدي سترة فالجو بارد " ابتسمت له بسعادة واستدارت بحماسة باتجاه غرفة النوم، ولكن عند الباب التفتت اليه وقالت بارتباك " وانت؟ كيف ستغير ملابسك؟" قال بابتسامة ذائبة " سأنتظرك حتى تخرجي من الغرفة " ردت له ابتسامته وهي تقول بعفوية " لا داعٍ، انا سأغير ملابسي في الحمام وانت تستطيع استخدام الغرفة وتغيير ملابسك "ثم دخلت الغرفة ويوسف يتنهد لكن الابتسامة لم تفارق شفتيه.
***
عادت رنا إلى فراشها بعد ان صلت الفجر، لم تنم طيلة الليل رغم ارهاقها الشديد، كل ما حدث البارحة أرهق ذهنها وشوّش افكارها، ووسط كل هذا تبزغ صورة وجه قيس وهو يطلبها للزواج! لقد صعقت ليلة الامس ولم تستطع النطق ولو بكلمة بينما ترى حسام ينظر لقيس بتقييم وبعض العداء! ثم أخيراً قال له " كان يفترض بك ان تكلمني أولاً لاني اخوها والمسؤول عنها " لكن قيس لم يظهر اي تأثر بلهجته وقال ببساطة وبعض السخرية " اعتذر، ولكني ظننت أني يجب أن اعرف رأيها هي (أولاً)! " ليعبس حسام قليلا ثم قال وهو يمسك رنا من ذراعها ويتحرك معها مبتعدا " الوقت غير مناسب للكلام الان، سنؤجل الموضوع بعد العيد، عمت مساء "
ولم تسمع رنا من قيس وهو تسير مع اخيها إلا (عمتم مساء)، بعدها ذهبت لتحضر ثلجا ووضعته فوق خدها المتورم، وهكذا قضت ما يقارب النصف ساعة في الحمام بمفردها وهي تحاول ترتيب افكارها، أخيراً عندما خرجت من الحمام لتعود إلى الحفل كانت ما زالت مشوشة وما ان دخلت القاعة حتى رأت قيس هناك، جريئا كعادته ولم يهتم بكل ما حصل، رأته واقفاً يستند بظهره للحائط وعيناه متيقظتان تنتظران، وما ان وقعت عيناه عليها حتى ابتسم لها بوعود كثيرة ثم رأته بكل ثقة يتجه ناحية العروسين ليهنئهما بعدها تحرك مباشرة ليخرج من القاعة وهو يلقي السلام لحسام بينما خصّها بنظرة غريبة قابلتها بالعبوس وهي تدير وجهها بعيدا عنه، لحسن حظها أن حسام لم يعلق بشيء آخر عن قيس، كان عابسا غارقا في افكاره، وهي تعلم أين كانت تدور تلك الأفكار؛ كلها حول رؤوف.
تنهدت رنا في ضيق شديد وهي ترى الساعة تشير للسادسة صباحا، أخذتها افكارها ناحية مريم، لقد دعت الله كثيرا ليلة الامس وهي في طريق عودتها للبيت، دعته ان ينزل على مريم سكينته ويسعدها مع زوجها.
كم هي رقيقة! لحسن حظ رنا أن مريم صدّقت كذبتها عندما أخبرتها أن احمرار خدها حصل بسبب ضربة من باب ارتد عليها، لا تستطيع التصور كيف ستشعر مريم لو علمت ان رؤوف كان موجودا في العرس.
عادت صورة قيس تفرض نفسها، لن ينفع تجاهل الامر أكثر من ذلك، هي ليست غبية لتفوتها تصرفاته المستفزة ناحيتها، كانت تعرف أن هدفه واحد؛ هو جذبها اليه، لكنها لا تريد.. لا تريد! الصداع هاجمها، اخذت تردد بصوت مسموع وهي تغلق عينيها بقوة " انا لا اريدك قيس، لا اريد ان اشعر كما تجعلني اشعر، لا اريد ان اكون ضعيفة هكذا! "
****
تحرك رؤوف وهو يترنّح باتجاه باب شقته، لقد قضى الليل وهو يشرب في أحد الملاهي، ولم يدخل شقته إلا عند الفجر، وما إن ألقى جسده فوق الاريكة حتى اخذ الجرس يرن بلا توقف.
لسانه ثقيل وهو يشتم ويلعن، لكنه تحرك بتثاقل ليرى من الحقير الذي يرن بهذه الطريقة وفي هذه الساعة! بعد جهد وصل للباب وفتحه وهو يواصل شتائمه بأفظع الكلمات بينما عيناه لا تميزان جيداً الرجل الواقف امامه، ولكنه استطاع تمييز صوته جيدا وهو يقول له " أخيراً وجدتك يا ابن الـ(..)"
امسك حسام في خناق رؤوف وهو يدفعه الى الداخل ويصرخ به ويشتمه، ولكن بدا واضحا من ترنح رؤوف الشديد انه مخمور تماما فكز حسام على اسنانه وقال " يا ابن الـ(..) ستستيقظ لتسمع ما اقوله لك جيداً وتستوعبه" كان لسان رؤوف أثقل من أن يرد ولم يقاوم حسام وهو يسحبه إلى المجهول، لكن إن هي إلا لحظات وأجفل رؤوف بقوة عندما انساب الماء البارد فوق جسده ليبلل راسه وملابسه! شهق وهو يقاوم ذراعي حسام القويتين واللتين تجبرانه على البقاء تحت الماء، أخيراً استطاع القول " يكـ.. يكفي.. حسام! "
توقف الماء عن الانهمار وعاد حسام ليجره خارج الحمام ثم وجد رؤوف نفسه ملتصقا بالحائط وحسام يكاد يخنقه وهو يشد على قميصه المبلل عند ياقته! كان رؤوف يرتجف من البرد، ولكن عقله صفا قليلا ورغم الصداع الرهيب استطاع ان يسمع كلام حسام بوضوح وهو يقول " إياك ان تقترب من مريم مرة اخرى، سأقتلك هذه المرة يا رؤوف " قال رؤوف بتعثر " حسام.. اسمعني" لكن حسان رد بالصراخ " لا اريد ان اسمع شيئا، فقط ابتعد عنها أيها الحيوان " أغمض رؤوف عينيه وهو يقاوم الالم في راسه بينما اضاف حسام بشراسة " لا اريدك ان تقترب منها ولا ان تريها وجهك" فقال رؤوف بضعف يوشك على البكاء " انا أحبها، لا أستطيع ان انساها " قال حسام وهو ما زال يصرخ بعنف " هي لا تطيقك.. ألا تفهم؟! " صمت حسام يلتقط أنفاسه للحظة قبل أن يضيف هادراً " انا نفسي كنت اظن انها بعد مرور هذه الفترة ستنسى ما حصل وتسامحك، كنت اظن ببعض الضغط سترضى، لكن الامر أكبر منها ومني ومنك.. أكبر من اي شيء، انت لا ترى ردة فعلها عندما نذكرك! انسها رؤوف وإلا قسماً بالله سأنسيك اسمك! انا أصبح مجنوناً إذا تأذت مريم، انها ابنتي.. هل فهمت؟! قطعة مني" فتح رؤوف عينيه بصعوبة وقال بحنق وانكسار " لماذا تعجّلت؟! لماذا زوّجتها بذلك الرجل السارق الحقير؟! " للحظة أشفق حسام على رؤوف فقال له" افهم ان المشكلة ليس مع يوسف؛ بل معها هي، حتى لو لم تتزوج اي رجل آخر فإنها لن تتزوجك انت " لكن رؤوف أصرّ على رايه قائلا بهستيرية " كنتُ سأحاول.. كنت سأقنعها، فقط أعطني فرصة كي أكلمها " جحظت عينا حسام وهو ينظر لابن عمه قائلاً بذهول " تكلم من؟! هل فقدت عقلك؟! لقد تزوجت ليلة الامس، انتهى الامر، اصبحت على ذمة رجل اخر " هنا صرخ رؤوف في لوعة وتهور " لماذا تقف معه؟! انا ابن عمك، ام لإنه ساعدك واعطاك المال؟!"
عمّ السكون، حسام ينظر بعينين خطيرتين لرؤوف ورؤوف يتهرب من نظراته بعد ان استوعب ما قاله للتو، قال حسام بهمس وحشي " كيف عرفت؟! من أخبرك؟" ارتجف رؤوف بشدة وقال بتلعثم " أنا.. أنا.. " صرخ به حسام " أخبرني لعنة الله عليك، من اخبرك؟" ابتلع رؤوف ريقه والرعب يتسلل اليه لكنه استدرك قائلا " لقد.. تحريت بطريقتي لأعرف من اعطاك المال، وعلمت ان جزءاً اخذته من اصدقاء والدك والجزء الباقي منه " لفترة ليست بالقصيرة ظل حسام ينظر إلى رؤوف بتركيز دون ان ينطق أحدهما بكلمة!
بعدها دفع حسام رؤوف بخشونة ثم قال بحدة وتهديد " منذ الان؛ لا تقترب مني او من مريم، ولا تحاول الحفر وراءنا، هذه المرة سأكتفي بالكلام واحمد الله ان مريم لم ترَك بالأمس وإلا كانت انهارت، وعندها كنتُ سأشبعك ضرباً " استدار حسام ليبتعد عنه عندما عاد إليه قائلاً " نسيت شيئا آخر " وقبل ان يفهم رؤوف ما حصل جاءته لكمة على وجهه فصرخ متوجعا، عندها تركه حسام وسار مبتعدا وهو يقول بوضوح " هذه من اجل رنا، وسأكسر يدك ان لمستها مرة اخرى "
***
يراقب يوسف وجه مريم الضاحك باستمتاع، كانت ببساطة سعيدة.. هانئة، عائلة الحاج حسين احتفوا بها كعروس للطبيب الذي يحبونه وعلت الزغاريد من زوجة الحاج وابنتيه الشابتين بينما الاولاد الصغار كانوا يقفون صفّاً وهم يحدقون في مريم بوجوههم السمراء المذهولة؛ ينظرون اليها وكأنها قادمة من كوكب آخر!
لم يطل الوقت حتى استطاعت مريم جذبهم بسهولة لينفتحوا معها بالكلام، فباتوا ملتصقين بها تعلو وجوههم ابتسامة منيرة وهي تجلس معهم فوق الحصيرة الكبيرة التي افترشها الحاج حسين لضيوفه.
ينصت يوسف لكلام مضيفه عن محصول هذه السنة بينما عيناه تحيدان بين الحين والآخر ناحية الفاتنة التي جذبت حتى النسوة فأصبح الجميع يحيطون بها ويضاحكونها، قد يغلبه شعوره كرجل ورغبته الطبيعية التي لا ينكرها، فتسبق كلمة (لو) أفكاره؛ فـ(لو) كانت ليلة زفافه على مريم طبيعية لكانا اللحظة في مكان آخر ووضع مختلف، ورغم هذا لا ينكر سعادته الغامرة وهو يراها سعيدة هكذا بين عائلة الحاج حسين الذي يعتبره كوالدٍ له.
ضحكت مريم بقوة لطرافة قالتها احدى البنتين فتعلقت عينا يوسف بفمها، ثم أطرق برأسه يخفي مشاعره، فهذه الغمازات تتحديانه ليقبلهما، وهاتان الشفتان لا زال يشعر بهما فوق شفتيه.
شعر بيد الحاج حسين فوق ذراعه وهو يهمس في أذنه ضاحكا " إذا كنت تشتاق لعروسك هكذا فلماذا احضرتها هنا؟! خذها واذهب إلى بيتكما " رفع يوسف رأسه وابتسم بخجل في وجه الحاج ثم قال " ما زالت بحاجة لتعتاد عليّ، إنها صغيرة " رقت ملامح الحاج وهو يقول بابتسامة صافية " بارك الله فيك بنيّ وجعلها لك نعم الزوجة ورزقك منها بالذرية الصالحة "
بعد ان تناولوا سوية افطاراً دسما لملموا الصحون وحضروا المزيد من الشاي، وعندما أراد يوسف أخذ مريم والمغادرة كي يتركهم لأعمالهم أصرّ عليه الحاج حسين بالبقاء للغداء ويستطيعان قضاء الوقت بالتنزه وفعل كل ما يريدانه في البستان، وقد كانت مريم متحمسة فوافق يوسف واتصل بوالدته كي يخبرها، وكالما فعل قالت أمه بحماسة عبر الهاتف" استمتعا بنيّ وحاول اقناعها بأخذها الى اي مكان لتقضيا شهر العسل فيه ولا تهتم لشيء؛ انا سأحضر لكما اي ملابس تريدانها الى اي مكان تذهبان إليه مهما كان بعيدا " ضحك يوسف في سره وهو يغلق الهاتف مع امه دون ان يصارحها ان الامر شبه مستحيل!
بحثت عيناه عن مريم وهو يعيد الهاتف إلى جيبه فوجدها على مسافة بين الاشجار تحاول قطف بعض الثمار ويدها لا تستطيع الوصول، تقدم نحوها بابتسامة ثم وقف جنبها ومد ذراعه عاليا وهو يقول " دعيني اساعدك" ضحكت مريم بعفوية وهي ترى يوسف يقتطف الكمثرى بسهولة بينما هي كانت تعاني للوصول الى أقربهم ولم تستطع! قرّب الكمثرى من فمها وهو يقول بمرح " أحقق باقي الحلم " قضمت مريم منها ثم قالت له بابتسامة شقية وهي تنظر اليه عاليا " هذا ليس عدلا! انت اطول مما يجب! اتساءل احيانا كيف هو العالم عندك؟! " كان وجهها متلألئا وعيناها ضاحكتان شفافتان، نظر حوله ليتأكد من خلو المكان ثم فاجأها وهو يلف ذراعيه حولها ويرفعها عاليا دون ان يبالي بشهقتها المعترضة، كان وجهها مقابلا لوجهه تماما، ابتسم ابتسامة واسعة وهو يرى احمراراها وارتباكها، تتلفت حولهما هنا وهناك خوفا من قدوم أحدهم، أخيراً قال بعذوبة " أخبريني الان كيف هو العالم عندي؟! هل يماثل عالمك؟" عضت شفتها وهي تضع يديها على كتفه وتحاول تحرير نفسها قائلة " أنزلني يوسف، سياتي أحدهم ويرانا " ضحك يوسف وهو يقول بنظرة شقية " انت عروسي وماذا لو كنت احملك بين ذراعي؟! " عندها رأى الحنق على وجهها المحمر ثم عبست بطريقة لذيذة ونظرت لعينيه مباشرة وقالت بحزم " أنزلني يوسف! " لأول مرة ينظر لعينيها بهذا القرب والتركيز، ابتلع ريقه وقال وهو يهبط بنظراته نحو شفتيها " أعطني قبلة اولاً " اتسعت عيناها في ذهول والاحمرار يتزايد فوق خديها فقالت بصوت هامس " يوسف! لا تقل هذا.. ارجوك أنزلني، الناس قد يروننا وانا سأموت خجلا عندها ولن اعود لزيارتهم مرة اخرى " تصنّع يوسف الاحباط وقال بلهجة مستسلمة " حسنا سأكتفي بان تقبّلي خدي " زمّت مريم شفتيها ثم قالت باستعطاف " يوسف ارجوك!" لكنه هز راسها رافضا وأصر قائلا بمرح " اما قبلة على خدي؛ واما سأحملك هكذا وأسير بك لأبحث عن الاطفال الذين التصقوا بك اليوم واعطيهم فكرة اخرى عنك " استسلمت بحنق ناعم " حسنا! " وطبعت قبلة غاضبة على خده فاستغل هو الامر ليطبع قبلة على خدها ايضا ثم ضحك وهي تضربه على كتفه كي ينزلها.
***
بعد نصف ساعة غلب يوسف التعب والانهاك لقلة النوم فتمدد مضطجعاً فوق الحصيرة وأرخى أجفانه يستسلم للنعاس، أحضرت له مريم وسادة وغطاء فغفا من فوره وشعره تناثر على جبينه، جلست مريم جواره تشرب قدح الشاي الذي احضروه لها، لكن عيناها لم تفارقا وجه يوسف، بدا متعبا للغاية ووجه يميل للشحوب، قلبها انعصر بشعور ذنب نحوه بات مألوفاً لها، مؤكد لم ينم ليلة الامس بشكل جيد، ستخبره ان بإمكانه النوم على السرير وهي من ستنام على الاريكة، عادت تنظر اليه بعاطفة تغمرها بالسعادة ثم تذكرت بابتسامة ما فعله اليوم معها عندما رفعها بين ذراعيه عالياً، همست بأمنية تعرف أنها مستحيلة " ليته يكتفي بهذا، لا أستطيع تخيله وهو.." أغمضت عينيها وهي تتنهد بقلق، سمعت همهمته وهو نائم ففتحت عينيها لتنظر اليه مرة أخرى ثم بشعور لم تفسره مدت يداً مرتعشة وأخذت تلامس خصلات شعره بتردد، وعندما وجدته يسترخي أكثر في نومه تشجعت لتلامس شعره بجرأة أكبر وهي مطمئنة انه غارق في النوم.
****
بعد ايام
تقف رنا وسط غرفتها في العيادة تراجع ملف أحد مرضاها عندما شعرت بالباب يفتح بدون استئذان! التفتت بعبوس وحالما رأت قيس هتفت به في انفعال تلقائي "ماذا تفعل هنا؟! " رد وهو يخلع قبعته بابتسامة واسعة " أزور خطيبتي" ثم دخل وهو يغلق باب غرفة العيادة خلفه بينما صوت رنا يعلو بغضب " انا لست خطيبتك!" تقدم نحوها وهو يقول بثقة " باعتبار ما سيكون طبعاً " زفرت رنا بقوة ثم قالت من بين أسنانها " قيس اخرج من هنا وكفاك لعبا وتهريجا! " رفع حاجبيه وهو يدعي الدهشة ويقول " من قال إني ألعب او أهرج؟! " أغمضت عينيها وهي تحاول السيطرة على غضبها المتزايد ثم قالت بأقصى ما تستطيع من الهدوء " لقد كنت احاول ان اتصل بك منذ ثلاثة أيام لأخبرك ألا تكلف نفسك عناء الاعتذار لحسام، وأني سأتكفل بإبلاغه ان ينسى موضوع عرض الزواج السخيف هذا " ثم نظرت اليه بضيق مضيفة " لماذا لا ترد على هاتفك؟! " رفع حاجبا الى الاعلى وقال بمنطق بسيط يثير الغيظ " لأنكِ كنتِ غاضبة بالتأكيد وأنا لم أرد أن أكلمك وأنت بتلك الحالة، اعطيتك ايام عطلة العيد لتهدئي قبل ان نتحدث " عقدت رنا حاجبيها وعقلها يستوعب معلومة قالها بطريقة غير مباشرة فقالت " كيف عرفت انها انا؟! انت لا تعرف رقم هاتفي فلم اتصل بك سابقاً!" لم يُحرج ولو بمقدار شعرة وأجابها بنفس الابتسامة التي تستفزها " حصلت على رقم هاتفك منذ فترة " صرخت به قائلة " كيف تسمح لنفسك بهذا؟! انت تعديت الحدود " عيناها الشقيّتان تلمعان وهو يحرجها بالقول " ألم تحصلي على رقم هاتفي بدون إذني ايضا؟!" احمرت قليلا وهي ترد " لا تكن سخيفا، انا اخذته من ملفك الخاص عندي، لا تنسى اني طبيبتك" ضحك عاليا وهو يقول " سيكون امرا عمليا فعلا، ان تكوني طبيبتي وزوجتي في نفس الوقت، نختصر بالمصاريف " زمت شفتيها ثم قالت بتهكم حانق " لا اعلم كيف تجد الوقت لتقفز هنا كل يوم لمجرد ان تلقي بالدعابات؟! " نظراته التمعت وهي تستقر على فمها المزموم! اخذ قلب رنا ينبض بقوة وهي تحاول السيطرة على رجفتها، ثم زاد الامر سوءا وهي تراه يضع قبعته على سطح مكتبها ويتقدم نحوها بخطوات واثقة، تراجعت رنا رغما عنها للوراء وهي تقول باضطراب " ماذا تفعل؟!"
كانت هي تتراجع وهو يتقدم حتى ارتطم ظهرها بالحائط خلفها! لكنه لم يتوقف، اقترب واضعا احدى يديه على الحائط خلفها وقال بصوت اجش وانفاسه تضرب بشرتها " انا صبري معك.. نفذ! انتهى.. " همست بحدة " ما الذي انتهى؟! ابتعد عني.." أجابها بهمس ايضا " ليس قبل ان تخبريني متى سنتزوج؟ " كانت تقاوم حتى لا تدفعه صارخة كي لا تثير فضيحة في مكان عملها فقالت بثقة مهزوزة " انا لا اريد ان اتزوجك" تطلع الى ملامح وجهها المرتبكة وقال بابتسامة ناعسة " ولكني اريد! إذن حُلت هذه المسألة، ننتقل للمسألة الاخرى، متى سنتزوج؟" اخذت نفسا لتهدأ ثم قالت " قيس " رد وهو يرفع حاجبيه بلطف " نعم،" اجبرت نفسها على التكلم بهدوء وهي تقول " ابتعد، لا يصح ما تفعله! نحن لسنا اطفالاً! إذا دخل أحدهم الان ماذا سيقول؟" ما زالت الابتسامة لا تفارق وجهه وهو يرد بخفوت " سيقول هذا الشاب الوسيم سينتزع موافقة طبيبته للزواج بها رغماً عنها "
ضعف أطل من عينيها مسّ قلبه، هذه ثاني مرة يراها بهذا الضعف خلال أيام، أخيراً قالت وهي تقاوم بتحدي " انا لا اريد ان اتزوجك " كان يضع يده الاخرى في جيبه وهو يعتصرها بقوة، اراد ان يقبلها الان وليحصل ما يحصل، لكن لا.. انه يريدها بشكل صحيح، وهو يقسم انها ستكون له زوجة، قال أخيراً ردا على تحديها " انها مسألة وقت حتى تعتادي الامر " ضربت بقبضتها على الحائط الذي تستند عليه وهمست بإحباط متفاقم " قيس! " لم يبالِ بغضبها ورد برقة " نعم " فاجأته وهي تسأله " لماذا تريدني انا؟" غامت عيناه وهو يقول بمراوغة ناعمة " لدي بضعة أسباب لذلك! السؤال هو؛ لماذا أنتِ لا تريدينني انا؟! "
سؤاله اشعرها بالعجز وبدلا من ان ترد؛ قالت وهي تدعي الغضب الشديد " هل ستظل تحتجزني هكذا؟ صدقني انا اجيد الدفاع عن نفسي فلا تدفعني لأؤذيك " انفجر ضاحكا وهو يقول " وتسألينني لماذا اريدك انت بالذات؟!" اخذت تضرب مرة اخرى بكلتا قبضتيها على الحائط بمزيد من العجز، فرقّ قلبه وقال " سأبتعد، فقط قولي لي متى سنتزوج حتى اكون محددا مع حسام " حاولت ان تستعيد اسلوباً هادئاً منطقيا بالكلام معه لتقول " قيس اسمعني.." لكنه قاطعها وهو يقول بتواصل " لقد اتصلت بأمي وأخبرتها، كانت بمنتهى السعادة، ليلى كادت تقفز عبر الهاتف لتعانقني من شدة حماسها " أخرج يده من جيبه لينظر إلى ساعة يده ويضيف الكلام بتدفق متسارع " لدي رحلة بعد أربع ساعات قد تستغرق وقتا بعدها سأسافر لأحضر امي وربما ستتمكن ليلى من القدوم ايضا، الامر قد يستغرق بضعة أسابيع، لذلك اتصلت بحسام واتفقنا ان موعدنا بعد ثلاثة اسابيع بشكل مبدئي" كانت تنظر اليه؛ تلاحق كلماته المتدفقة بإرهاق! أخيراً قالت بصدق شديد " لا تضغط عليّ قيس، لا تفعل هذا " كست الجدية ملامحه وهو يقول " ليس امامي حلٌّ اخر! انت كطفلة مشاغبة لا ترتدع! " عقدت حاجبيها وقالت بحنق " كل هذا لاني اقول لك لا؟!" عقد حاجبيه هو الآخر وقال بحنق أكبر" بل لإنك لا تقولين لي لماذا (لا)؟! " اقترب بوجهه منها وقال بجدية " أعطني سببا وجيها لترفضي شابا مثلي وانا سأقتنع واتركك في حالك" ارتفع حاجبا رنا وهي تقول باستهجان وغضب " يا إلهي كم انت مغرور ولا تطاق! لا اعلم كيف يمكنني احتمالك لبقية حياتي!"
الابتسامة اخذت تشق طريقها واسعاً لفمه، ولم تفهم رنا السبب، وعندما لم يقل شيئا قالت بضيق وحيرة " لماذا تبتسم كأبله هكذا؟!" رد بصوت غريب دغدغ مشاعرها " انت قلت كيف ستحتملينني لبقية حياتك؛ وهذا يعني إنك سلمتِ بالأمر وستتزوجينني لتبقي معي لبقية حياتي انا على الاقل " هزت راسها بارتباك شديد وقالت بيأس " رباه.. لم أكن أعني ذلك! " إلا انه اكتفى بان يرمقها بحرارة دون ان يرد، فأضافت وهي تشعر بفقدان السيطرة على مشاعرها " يا إلهي انت لا تكف عن إغاظتي! توقف عن ذلك.. توقف، انا لدي ما يكفيني من الهموم لتثقل عقلي وروحي معاً " قال بحنان " اذن دعيني اساعدك، دعيني احمل بعض همومك " هزت راسها بعناد وهي تقول " لا.. لا اريدك" عبس بتصنع وهو يقول بمرح " لقد قلت (لا اريدك) كثيرا اليوم، أكثر من المسموح لك به، فلا تقوليها مرة اخرى والا اقسم سأتصرف بتهور! " اوشكت الدموع ان تطفر من عينيها فقالت بمحاولة جديدة " قيس افهمني" لكنها قاطعها مرة اخرى وواجهها قائلا " انت تخافين من مشاعرك نحوي اليس كذلك؟" للحظة لم تعرف ما تقول، ولكنها همست أخيراً " لا تحاول تحليلي، أكره هذا " رد بلا شعور باي ذنب " اعلم " كزت على اسنانها وهي تقول " اذن لماذا تفعله؟!" امال راسه جانبا وابتسامة صغيرة تتراقص على فمه وهو يقول " لا اقاوم! مجرد النظر اليك يستفز كل خلاياي ويجعلني اشعر بالتحفز " رفعت نظراتها عاليا في احباط وقالت بتنهد " ها قد عدنا لهذا الكلام! انت فعلا محترف، اعترف لك بذلك " ضحك وهو يقول " هل تقصدين أني اكلّم الفتيات عادة بهذه الطريقة لأكسب ودّهن؟" نظرت اليه بشعور حارق بالغيرة رغما عنها مما جعل الغضب يتملكها بقوة فقالت بصوت عالٍ " وهل تنكر؟!" هز كتفيه وقال باستمتاع " انا لا أنكر أني اكسب ودّهن، ولكني أنكر وبشدة أني سعيت يوما لفتاة بهذه الطريقة، دوما الامر سهل معهن ولم أكن اهتم كثيرا ولكن انتِ.." اكتسبت نظراته هذا التعبير الذي يربكها وهو يكمل " انتِ لستِ مجرد فتاة، فانت خطيبتي! " قالت وكأنها تحدث نفسها بينما تفرك جبينها " ها قد عدنا! " كان قد ابتعد عنها قليلا وهما يتحادثان فعاد ليقترب قائلا " قولي نعم رنا " رفعت سبابتها نحو وجهه بتحذير هذه الامر وقالت " ابتعد عني" لكن أصر قائلا " قولي نعم وسأبتعد، الان على الاقل فقط سأبتعد " لمعت عينا رنا لتحاول دفعه بطريقة مختلفة لتقول ببعض السخرية " لا افهم كيف ان رجلا مثلك يفترض أنه واثق بنفسه؛ فيصرُّ على فرض مشاعره حتى وهو لا يلقى التجاوب! " لكن قيس لم يلتقط الطعم ورد بثقة " لسببين؛ الاول ان هذا الرجل وجد نصفه الثاني وهذه حالة نادرة بالنسبة له، واما السبب الثاني فلأن هذا الرجل واثق من مشاعر هذا (النصف الثاني) " حذرته قائلة " لا تتكلم عن مشاعري نيابة عني" رفع كلتا يديه في اعتذار ساخر وقال " حسناً.. اعتذر، لن اقول (مشاعر) كي لا تغضبي، لكن صدقيني لو لم أكن واثقا من (تقبّلك) لي لما وجدتني ألاحقك هكذا، لستُ من هواة تعذيب النفس بلا طائل " لم تعد رنا تستطيع الاستمرار فقالت بوهن " قيس.. اذهب.. غادر، هذا مكان عمل وقد أخذ حديثنا (غير المجدي) وقتا طويلا جدا، لا اعلم حتى كيف لم يدخل أحدهم طوال هذا الوقت! " ابتسم وهو يحرك حاجبيه ويقول " لاني اخبرت المساعدة أني اريد محادثة خطيبتي على انفراد وان لا تسمح لاحد بالدخول اطلاقاً " فغرت رنا فمها وقالت بصدمة " ماذا؟! اخبرت مساعدتي أنك خطيبي! رباه.. الخبر سينتشر في كل مكان، لماذا فعلت ذلك يا قيس؟! انا تعبت.. حقا تعبت! " كان رده ان ابتعد بهدوء ليتحرك نحو قبعته فيلتقطها ويضعها فوق راسه، ثم استدار ناحيتها ورغم ان قلبه أوجعه وهو يرى شحوبها إلا انه قال بلهجة مرحة كعادته " إذن لديك ثلاثة اسابيع لترتاحي فيها، نوم عميق لثماني ساعات يومياً كافٍ لدحر أي تعب " ثم توجه ناحية الباب وفتحه وقبل ان يغلقه خلفه نظر اليها وأرسل لها قبلة هوائية وهو يقول " سأشتاق اليكِ.. خطيبتي "
****

يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-07-22 الساعة 10:43 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:19 PM   #1775

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد اسبوعين
نزل يوسف السلم بخطوات ناعسة، انها الحادية عشرة! البارحة لم ينم على الاطلاق، منذ اسبوعين تتفاقم أسباب أرقه وقلة نومه حتى تفاقمت وبلغت الذروة بالأمس!
كان قد أخبر مريم أنه سيخرج لإصلاح عطل في سيارته، وغالباً سيتأخر، ولكنه عاد مبكرا بعد ان اتضح ان العطل بسيط، وما إن دخل جناحهما حتى سمع صوت باب الحمام يُفتح، التفت وقدماه تتسمران مكانهما وهو ينظر عبر باب غرفة النوم إلى مريم وهي تلف جسدها جزئياً بالمنشفة ليظهر كتفيها الابيضين بينما تجفف شعرها المبلل بمنشفة اخرى صغيرة، لم تتنبه له لتفك عقدة المنشفة الكبيرة ليستدير يوسف مسرعا كي يغادر دون إصدار صوت، نزل درجات السلم ومخيلته تحطم قدرته على تجاهل ما رآه، تجاهل ما يشعره، ثم قضى باقي اليوم مبتعدا عنها ولم يكن بالمجهود الكبير منه لأنها هي ايضا تبتعد عنه كلما خلا بهما المكان، كانت تتهرب منه ببساطة، منذ ذلك اليوم في البستان لم يستطع الاقتراب منها أكثر، تحاول اعطاءه بعض العاطفة لتتسرب سريعا من يديه قبل ان يصلا إلى مرحلة جديدة من التقارب، انه يدرك ما تفعل؛ تحاول ان تمسك العصا من المنتصف! فيا لها من بريئة واهمة!
توجه يوسف ناحية المطبخ ليعد كوبا كبيرا من القهوة عسى ان يعتدل مزاجه، وخلال دقائق كان يتحرك نحو النافذة وهو يشرب القهوة بينما عقله يتساءل أين تراها مريم؟ ليأتيه الجواب في الصورة المجسدة امامه عبر زجاج النافذة، كانت تجلس في الحديقة بمفردها؛ حجابها وقع عن رأسها حتى المنتصف ليكشف عن شعرها فتلمع خصلاته بهذا الذهب الذي تغار منه الشمس، تنهد بلوعة وعيناه تراقبان يداها وهما تلاعبان بين أناملهما فراشة ملونة يبدو انها التصقت بمريم كما يلتصق بها اي كائن حي ما ان يراها، صوت امه من خلفه أجفله قليلا وهي تقول بامتعاض " انظر إليها؛ انها تبدو كطفلة!" شعر بالضيق فها هي امه ستعاود الكلام بنفس الموضوع منذ ان اكتشفت صدفة منذ اسبوع انه ينام على الاريكة! قال يوسف " امي انا سعيد مع هذه الطفلة!" عقدت الام حاجبيها وهي تقول " هل تخدعني ام تخدع نفسك؟! كيف تكون سعيدا وانت لم تلمسها حتى! لقد مرّ اسبوعان على زواجكما ولم يحدث شيء! " همس يوسف بعتب" امي!" قالت بحنق تحذره " لا تحاول الكذب عليّ، انا متأكدة من هذا " تنهد يوسف في إحباط شديد لكن الام اكملت كلامها قائلة " انت ووالدك تدافعان عنها باستمرار وكأني لا أحبها، ولكني احبها بنيّ، اقسم لك بذلك؛ ولكني لا أستطيع ان اتقبل انها لا تشعر بك وباحتياجاتك كرجل " قال بضيق " امي، انا قادر على الصبر على احتياجاتي كما تسمينها! " عبست الام وهي تقول " وماذا عنّا يوسف؟! ماذا عن والديك وحلمهما برؤية احفاداً من صلبك، يا إلهي كيف سيحضر الاحفاد وهي تنام على السرير وانت على الاريكة؟! " ابعد شعره الى الوراء وقال " ألا تفهمين امي؟! انا أحبها، انا سعيد لمجرد انها تنام جواري، قد اعاني لا أنكر ذلك، ولكني صبور وبإمكاني التحمل والانتظار، هي بحاجة للوقت فقط، بحاجة لتندمل جراحها " عبست الام بشدة هذه المرة وقالت بغيظ " فقط لا تقل تنام جواري؛ لأنها لا تفعل! "
أخذ يوسف ينظر لمريم مرة اخرى فوجدها ما زالت تلاعب تلك الفراشة بنظرات ساهمة مسته في الصميم فقال برقة " انظري اليها امي، رغم كل شيء تقاوم بصمت، لا تطلب سوى ان يدعها الاخرون تلملم شتات نفسها بهدوء، لهذا عجلت بزواجنا امي، لأمنحها الوقت والهدوء، وعندها ستكون لي أجمل من هذه الفراشة التي تلاعبها بأناملها " لكن الام قالت " اقنع نفسك بهذا الكلام وانت تنام على الاريكة ليلة بعد ليلة، هذا إذا كنت تنام من الأصل!" لم يرد يوسف بشيء بينما انسحبت الام وهي تتمتم بكلمات حانقة.
***
مُمدداً على الاريكة وظلام الليل يعمُّ المكان حوله إلا من الإضاءة الخافتة القادمة من غرفة النوم؛ غرفة نوم يفترض انه ينام فيها هو أيضاً مع زوجته، تنهد يوسف وأغمض عينيه وهو يتذكر كيف تذوب بين ذراعيه في لحظة ثم تستعيد نفسها في اللحظة التالية بينما هو يذوق الأمرين في تقبل ابتعادها عنه دون أن يعترض! تأوه وهو يفكر أنها لا تعلم بمحاولاتها الواهية للسيطرة على المشاعر فإنها تشعل رغباته أكثر، خاصة عندما تتباعد عنه في الليل ما ان يصعدا إلى جناحهما فتدخل مسرعة للغرفة وهي تهمس بتصبح على خير!
كلام امه صباح اليوم أوجعه، لا يستطيع الانكار أن ألمه يزيد، هواجس لعينة باتت تنهش فيه، هو يعلم انها تحبه، ولكن هو الرجل الاول فعليا في حياتها الذي يبثّها حبه ومشاعره، فماذا لو كانت متأثرة به فقط؟ ماذا لو كان لا يجذبها كرجل؟! لقد حاول كثيرا الاقتراب منها، ولكنها تبتعد، ابتعادها عنه يوجعه بقوة ويحطم ثقته بنفسه وبها، لن يستطيع الاستمرار هكذا وهو موجود معها طوال اليوم، صحيح أنهما يخرجان معا ويقضيان اوقاتا سعيدة حلوة، ولكن أصبح التوتر يخيم عليهما حتى في هذه الاوقات وكأن هناك شيء خاطئ يحدث! عبس يوسف وبرغبة فجائية قرّر الغاء ما تبقى من إجازته، سيعود لعمله ويطمر نفسه فيه، لقد تعب.. تعب فعلا وبحاجة أن يبتعد عنها وعن هذه الحلقة المفرغة التي يدوران فيها.
***
اليوم التالي
ترتجف وهي تدور في الغرفة وحدها، منذ ان استيقظت في الصباح واكتشفت ان يوسف قطع اجازته وعاد لعمله وهي تتوجع، لا تعرف ما هو هذا الشعور الذي يجعلها تتألم هكذا، لقد شعرت كأنه هجرها.. تركها وحيدة.
شعرت بغضبه من الملاحظة التي تركها لها على الطاولة، لقد كتب لها (صباح الخير، قررتُ قطع إجازتي والعودة للعمل، لا تقلقي.. سيكون كل شيء بخير، أراك عند الظهر)، ورغم أنه كتب (لا تقلقي) إلا إنها كادت تبكي وهي تبحث عن كلمة تحبّب واحدة او حتى عن اسمها مجرداً فلم تجد شيئاً.
إنه غاضب منها، هي السبب، في داخلها تدرك جيدا أنها السبب، شعرت بدموعها تنساب مدراراً دون ان تستطيع إيقافها، صوت مألوف أعلمها ان أحدهم فتح باب الجناح فأدركت انه يوسف بلا شك، فلا أحد يفتح عليها الباب دون استئذان، مسحت وجهها بسرعة وبخطوات متلهفة توجهت اليه، لكن قبل ان تخرج من باب غرفة النوم تمهلت قليلا ثم بأنفاس متسارعة مدت يداً مرتجفة وفكّت رباط شعرها ورمت به فوق كرسي قريب ثم ملست بيدها على شعرها الطويل لترتبه كما يحب ورسمت ابتسامة حاولت جعلها مشرقة قدر الامكان لكنها كانت مرتجفة!
أخيراً خرجت اليه ووجدته جالسا على الكرسي المريح وهو يلقي برأسه الى الخلف ويغمض عينيه، انقبض قلب مريم وهي تراه بهذه الصورة الناطقة بالأسى، تقدمت منه وابتسامتها تتراجع تدريجيا ثم قالت بصوت ضعيف " مرحباً "
كان يشعر بتحركاتها في الغرفة لكنه لم يستطع الذهاب اليها او حتى التكلم معها! احباطه تضاعف اليوم عندما لم تفكر حتى بالاتصال به، لقد كان يمسك بهاتفه النقال وهو ينظر للشاشة الصغيرة كل خمس دقائق على امل ان يرن وكأنه مراهق ينتظر مكالمة حبيبته! ورغم شوقه لسماع صوتها إلا انه عاند نفسه ولم يتصل، لماذا لا تتصل به هي؟! لو كانت تحبه وتشتاق اليه حقا كانت اهتمت واتصلت، كانت ستعاتبه لأنه قطع ما تبقى من اجازته كأي زوجة عاشقة لزوجها.
تنهد بعمق وهو يسمع صوتها تحييه بارتباك، عدّ للعشرة ثم فتح عينيه ببطء، ابتلع ريقه واتسعت عيناه وهو يراها تقف بشعرها المحلول، عيناه تعلقتا بشفتيها المرتجفتين للحظات طويلة كافية لجعل قلبه يتلوى في صدره، لكن عيناها المرتبكتين اعتصرت خافقه فرقّت ملامحه وهو يهمس " مرحبا.. اميرتي "
لا يعلم ما الذي جرى بعدها! فجأة اخذ رأس مريم يرتجف وهي تحاول بوضوح ان تخنق عبراتها وحالما مدّ كفه نحوها؛ أجهشت بالبكاء وهي تضع يدها في راحة يده الممدودة وبسلاسة سحبها يوسف وأجلسها على حجره لتكمل بكاءها المرير فوق صدره وهو يحاول تهدئتها، كان قلبه ينبض بعنف وعقله يعمل سريعا، هل ضايقتها امه؟ عندما رأى امه قبل قليل كانت تبدو حانقة جدا حتى والده لم يستطع امتصاص حنقها، اخبرته انها لا تفهم لماذا قطع اجازة زواجه وترك عروسه بينما يفترض به ان يسعى أكثر اليها حتى وان اقتضى الامر ان يمدّد إجازته، ولكنه بدلا من ذلك قطعها! كانت حانقة من مريم ايضا لأنها قضت النهار بائسة في جناحها دون ان تفعل شيئا كالاتصال بزوجها وحثه على العودة!
عاد يوسف لمريم التي هدأ بكاءها قليلا فتساءل برقة " ماذا حصل لكل هذا أميرتي؟" ردت من بين شهقاتها " أنت.. أنت غاضب مني؟" كانت ما تزال تستند لصدره فأخذ يمسح وجهها المبلل ويقول بنعومة " لماذا تقولين هذا؟ هل لأنني قطعت الاجازة؟" رفعت راسها اليه وقالت ببؤس " انت لم تقطع الاجازة فقط، بل.." خنقتها العبرة ولم تكمل فقال وهو يمسّد على خدها الناعم " بل ماذا حبيبة قلبي؟" عندها اجهشت بالبكاء مرة اخرى وهي تعود لتستقر بوجهها على صدره، فسأل بحيرة " لماذا تبكين مرة اخرى؟" قالت بألم " لاني لست جيدة معك، لا احتمل ان تغضب مني" اخذ يلاعب خصلات شعرها وهو يقول بعذوبة " انا لست غاضبا منك " رفعت رأسها مرة اخرى وقال بحنق ودموعها ما زالت تسيل " بل انت غاضب، إنك.. إنك لم تكتب كلمة واحدة جميلة لي في تلك الورقة التي تركتها على المنضدة " عندها انفجر يوسف ضاحكا من قلبه فقالت مريم في دهشة " لماذا تضحك؟!" حاوط وجهها بيديه وعيناه تنظران اليها بعشق بينما هي تنظر اليه بانفعال ثم همس بصوت مبحوح " يبدو انكِ انتِ الغاضبة ولستُ انا! والزوج الذي يُغضب زوجته الى درجة ان يبكيها هكذا؛ عليه ان يصالحها بشكل جيد " بارتجاف أغمضت عينيها وهي تدرك ما ينتظرها، لقد اصبحت أكثر معرفة به، غرق فيها كما أغرق أصابعه بين طيات شعرها، ذراعه الاخرى تلفها بقوة لتضمها اليه ببعض العنف العاطفي الذي أفلت منه، ابتعد قليلا وهو يتنفس بصعوبة، ودون ان يفتح عينيه همس " يا إلهي!" ثم عاد إليها مرة اخرى، كان يشعر انه انفصل عن العالم تماما وهي تذوب بين ذراعيه هكذا، تستجيب بهذا الشكل، رغم ان استجابتها كما يزال فيها توجساً لكنها تستجيب وبقوة!
في لحظة ما شعر انه يوشك ان يفقد سيطرته بينما تزداد عاطفته تأججاً ويبدو ان غريزتها كأنثى اخبرتها بذلك ايضا فابتعد كلاهما عن بعض في نفس اللحظة وهما يكادان يختنقان من فرط العاطفة.
ما تزال جالسة فوق حجره وهي تضع يديها على صدره بينما جبينها استقر أخيراً على ذقنه، يداها كانتا تشعران بنبضات قلبه المجنونة، أرادت قول شيء لكن انفاسها المتقطعة خانتها فلم تنطق الا باسمه همسا " يوسف" رد بصوت غريب " لا تتكلمي.. فقط لا تقولي شيئا حبيبتي، اهدئي فقط لأهدأ انا " ثم أضاف ضاحكا بخفة " وإياك قول (حسنا) او السؤال (هل انت بخير؟) فعندها لن نكون نحن الاثنين بخير! " ضحكت بارتجاف دون ان تبتعد عنه.
مرت دقائق وهما هكذا حتى قال بعذوبة " انت تجيدين التقبيل " احمرت بقوة وهي تهمس اسمه بعتب دون ان ترفع رأسها " يوسف! " تنهد بسعادة وهو يقول " يوسف يعشق كل خلية فيك ولا يستطيع ان يغضب منك ابدا " رفعت وجها علاه الشك والارتباك وهي تقول " ولكن.. انا اشعر أنك لست سعيداً " وضع كفه على خدها وقال بابتسامة " ربما انا مُحبط اميرتي، لكني مؤكد سعيد" عقدت حاجبيها وهي تقول باهتمام " قل لي، لماذا محبط؟!" تنهد وقال بصوت مبحوح " تسألين كثيرا صغيرتي " لا تعرف لماذا تضايقت من كلمة (صغيرتي)! فقالت بحنق " انا لست صغيرة! لماذا تناديني بصغيرة؟! " ارتجفت ابتسامته وهو يقول " انا ناديتك صغيرتي لاني أحب ذلك، أحب ان اشعر بالتملك تجاهك هكذا " نظرت اليه بحزن وقالت " لماذا قطعت اجازتك؟ لماذا لم تتصل بي اليوم؟!"
لم يستطع منع العتب من صوته وهو يسألها نفس السؤال " لماذا لم تتصلي انت؟!" عضت شفتها وهي تقول " خشيت ان تكون مشغولا، لم اعرف كيف أتصرف خصوصا وأني كنتُ اظنكَ غاضباً مني " اطرق قليلا برأسه وهو يقول " اعترف اني قطعت اجازتي لاني كنت محبطاً " وضعت يدها على وجهه ترفعه إليها مما فاجأه كما فاجأه نظرة الجد على وجهها وهي تسأل " لماذا؟" ابتلع ريقه ولم يقل شيئا فسألت بدهشة " لماذا لا ترد عليّ يا يوسف؟" قال بتردد " لا اريد مضايقتك او أن تشعري أني اضغط عليك " لكنها اصرت قائلة " أخبرني ارجوك " مرت بضع لحظات بعدها قال يوسف بهدوء " اننا لا نتقدم مريم وهذا يحبطني! اشعر أنك تبتعدين عني مرة اخرى، لقد قلت لك سابقا لا ينفع ان احاول وحدي، يجب ان تحاولي معي " ملامحها نطقت بالذنب فأسرع ليضيف " لا تشعري بالذنب فهذا لن ينفع كلانا، يجب أن تحرري مشاعرك مريم، أنا لن أستطيع تحريرها بمفردي، العلاقة بين الزوجين تحتاج لمجهودهما معاً " نظرت اليه بضعف، ولكنها قالت بإصرار " اعدك سأحاول أكثر " ثم عادت لتتوسد صدره وتغرق بالتفكير.
***
عند الغداء التزمت مريم الصمت معظم الوقت بينما حماتها تراقبها عن كثب، حاولت إخراجها من شرودها وهي تذكرها بحفل (الحنّاء) لإحدى القريبات من العائلة مساء الغد، وأن عليها الخروج معها غداً صباحاً لشراء فستان مناسب، اكتفت مريم بالتمتمة " حاضر خالتي " ثم عادت لصمتها، حتى يوسف كان صامتاً، كلاهما كان غارقاً في أفكاره، بدوا غريبين للغاية!
عبست الأم واوشكت أن تصرخ فيهما ليتدخل زوجها الحاج علي وهو يقول مازحاً " النسوة يستعدون والرجال يدفعون! " نظرت الام بغيظ لزوجها وقالت " لا تخف فزوجي لن يدفع شيئا لاني املك الملابس المناسبة، ولكني ابني عليه ان يدفع! " ضحك يوسف ومريم في نفس الوقت فانشرح صدر الام قليلاً بينما قال الحاج وهو ينظر لزوجته بحب " ووالد ابنك مُصرٌّ ان يدفع هو الآخر "
***
اليوم التالي، آخر الليل
عندما دخلا جناحهما أغلق يوسف الباب خلفه ثم استند اليه متكتفا وعيناه تنسابان بتمهل شديد على طول جسدها، كانت توليه ظهرها ثم التفتت اليه وهي تحاول فكّ حجابها، ما ان التقت عيناهما حتى خرست الكلمات على لسانها وارتجفت يدها وهي تبعد الحجاب تماما عن راسها، قال يوسف بصوت مبحوح " اريد ان ارى فستانك" نظرت اليه باضطراب وقالت وهي تشير لفستانها الاسود اللامع " انه امامك! " هز راسه وقال " لا.. اريد ان اراك كما رأيتك عن بعد وانت بين النسوة في حفل الليلة " همست بنعم ودون ان تنظر اليه خلعت سترتها وامسكتها مع حجابها بين كفيها المرتعشتين، كان يوسف ما يزال مستندا للباب وعيناه لا تحيدان عن كتفيها منذ ان برزا بلونهما الناصع بعد خلعها السترة، طال الصمت فرفعت وجهها اليه فأربكتها نظراته المشتعلة ومن شدة ارتباكها انغرز دبوس الحجاب في إصبعها فتوجعت، وقبل ان تفعل شيئا كان هو الى جوارها يمسك بإصبعها ليتفحصه، لم يقل شيئا وهو يخرج منديلا نظيفا من جيبه ومسح الدم وظل يضغط هناك بلطف بينما بيده الاخرى أخذ منها الحجاب والسترة ورماهما على الاريكة، عيناه لم تفارقا وجهها المحمر وهي تتهرب منه.
يجنُّ لهفةً إليها، ثوب السهرة الأسود الذي ترتديه الليلة أظهرها بشكل مختلف، لم يكن رآها منذ الصباح عندما خرج لعمله، وبعد عودته أخبره والده بغمزة ان الفتيات ذهبن كي يستعدين للحفل، وما ان سأله يوسف من سيوصلهن حتى أخبره ان هاشم من سيوصلهن جميعاً.
لم يتخيل يوسف أنه عندما يراها اليوم ستكون بهذه الهيئة! لقد قضى الوقت ينظر للساعة بملل لا يخلو من ضيق الاشتياق، الجناح كان خالياً بدونها، موحشاً يفتقد أُنسها، أراد ان ينتهي الوقت سريعاً ليذهب إليها ويعيدها.
وعندما ذهب أخيراً لبيت العروس مع والده كي يحضرا مريم وأمه، خرجت له ام العروس وجرّته من يده بإصرار كي يسلم على قريبة اخرى ولم تتوقف عن الكلام بانبهار حول جمال وفتنة زوجته مريم، وبعد ان عمل الواجب وقدم التهاني تحرك كي يغادر وينتظر امه ومريم في الخارج، وبينما هو في طريقه للخروج كان باب غرفة استقبال الضيوف موارباً، وهناك لمحها.. أميرة بمعنى الكلمة، تجلس هناك بثوب اسود ذي حمالتين رفيعتين، كتفاها مكشوفان وشعرها الطويل محلول، هي ايضا رأته واتسعت عيناها اللتان بدتا غريبتين قليلا، وجهها كله بدى غريبا ومختلفا، ليدرك فيما بعد ان السبب هو تبرجها المختلف! سألها بخفوت " من زيّن وجهك الليلة؟ " ردت بنفس الخفوت " هناء " يهز رأسه بلا معنى بينما يفكر أنها حتى في يوم العرس لم يكن تبرجها هكذا، بل كان ناعماً يلائم هالة الرقة والبراءة حولها، اما الليلة.. بدت تضج إغراء وأنوثة، الكحل الاسود حول عينيها أبرز جمالهما بسخاء ساحر، واحمر الشفاه اللامع كان ينطق بالدعوة إلى شفتيها، بدت امرأة مثيرة، امرأة هي ملكه وليست ملكه في نفس الوقت.
أعاده صوتها المرتبك وهي تناديه " يوسف" فأدرك انه كان يلامس كتفها بعاطفة محمومة، بفم جاف نظر لفمها هامساً " ما زلتِ لم تظهري كما رأيتك في الحفل " مدّ يده لمؤخرة رأسها واخذ يفكّ عقدة شعرها، كان الصمت يلفّهما معا، فقط لهاثهما يصل لأسماعهما، أوقع يوسف المنديل الذي يغط به جرحها أرضاً ليغرق أصابع كفيه معاً في خصلات شعرها بلهفة مجنونة، كانت تنظر اليه بانبهار! منذ ان رآها ونار اشتعلت فيه، نار لم يستطع مداراتها حتى عن والديه، أمه بالأخص كانت تصب الزيت على ناره وهي تخبره ان أربع نسوة غريبات عنها خطبن مريم منها ظناً منهن أنها ابنتها لا كنّتها، حتى أبوه كان يعينها في تأجيج ناره وهو يضحك ويقول إنها تستحق بجدارة الليلة! رغم هذا لم ينطق بحرف طوال الطريق بالسيارة، ظل صامتا وعيناه لا تفارقان وجه مريم عبر المرآة الأمامية، وهي ايضاً.. هي ايضاً لم تبعد عينيها عنه.
ثارت مشاعره بشكل لا يوصف ليهمس بصوت تقطّعه العاطفة وهو يغرز انامله أكثر فيحيط برأسها " لا اريدك ان تظهري هكذا امام الناس مرة بشكل اخرى" ردت بارتعاش " اسفة.. ظننتك لن تمانع في حفل للنسوة فقط " اقترب منها كثيرا وهو يقول بأنفاس حارة " انا لا اريد ان يراك أحد بهذا الجمال غيري انا.. حتى أبي وأمي لا أريدهما أن يرياكِ هكذا.. أنت لي فقط أميرتي، يا إلهي.. بهذا الاسود اللامع وكتفاك اللذان ينافسان اللؤلؤ وهاتان العينان.. يا ربي.. من كان صاحب فكرة الكحل؟ أ هي أمي؟ " همست ونبضها يرتجف عند رقبتها " بل.. هناء " رد بانفعال " كنت اعرف ان اختي هي من تريد قتلي "
ودون كلمة اخرى كان يوسف ليميل إلى شفتيها بعاطفة أقوى من أي مرة سابقة، وهي تستجيب وكأنها كانت تنتظرها، رفعت ذراعيها لتلفهما حول رقبته ببعض التردد الذي سرعان ما تغلبت عليه، استجابتها أثارت جنونه وأفقدته سيطرته على نفسه! كان يعتصرها بقوة ولا يرتوي منها، جسدها شديد الليونة وكأنه خلق خصيصا ليتم احتضانه، في مرحلة ما زحفت يداه حتى حمالتي فستانها ليزيحهما الى الاسفل، شهقت مريم بقوة وابعدت ذراعيها عن رقبته لتنزلا حتى صدره تدفعانه بضعف شديد، لكنه لم يستطع التوقف، عقله لم يسعفه ليفكر بحركة مريم تلك! يداه اصبحتا أكثر جرأة وإلحاحاً، وعندما فتح الزر الاول من فستانها كان ردة فعلها اقوى واوضح؛ أبعدت نفسها بخشونة عنه وبأقصى ما تستطيع تريد التحرر من أسر ذراعيه، ثم علت صرختها " لا " ليكون صداها مدوياً داخله.
كان تنفسه متعثرا وهو يفتح عينيه بقوة وينظر إلى وجهها وهي تديره جانباً بعيدا عنه، تطبق أجفانها بقوة كأنها تتألم! بينما يداها اخذتا تضغطان بقوة أكبر كي تبعده عنها وهي تردد بصوت معذب " لا.. يوسف.. لا "
بذهول يكاد لا يصدق كيف يمكن أن يكون (لا)؟! كيف يكون (لا) وهي بين ذراعيه هكذا؟ كيف يكون (لا) ونبضاتها تقفز قفزاً عند عنقها الأبيض وناظراه يشهدان!
وجد نفسه يهمس بعجز " لا؟ " كان ردها بهزة رأس رافضة قاطعة منها، للحظات ظلا على هذه الحالة دون ان يصدق ان عليه الابتعاد هذه المرة ايضا، لكنها مختلفة، سيحطمه الابتعاد ولا يعرف كيف سيحتمل! الانهاك والألم والحرمان تحالفوا عليه وهو يسلخ نفسه بعيداً عنها، ودون ان يقول كلمة استدار وخرج من المكان.
***
بعد ساعات
قام يوسف من (سريره) بعد ان سمع صوت اذان الفجر، خرج بهدوء ليستخدم الحمام الخارجي، لا يريد ان يقترب منها الان، انه يتألم بشدة، رفضها له كان أكثر مما يستطيع احتماله!
عندما تركها قبل ساعات نزل بهدوء الى الطابق الاول وحرص ألا يصدر صوتا كي لا يوقظ والديه ثم قضى الوقت في غرفة استقبال الضيوف وحيدا هائما في ظلام الليل وسكونه، عاد بعدها إلى جناحه لكن لم يدخل غرفة النوم كي يأخذ ملابسه على الاقل، فضل البقاء بقميصه وسرواله واكتفى بنزع سترته وحزامه، ثم استلقى على الاريكة دون وسادة مريحة او غطاء لتمر عليه الساعات طويلة وهو يحدق في السقف بمشاعر قاتلة لا يمكنه وصفها حتى لنفسه.
جلس يوسف على ركبتيه بعد ان أكمل أداء الفريضة واخذ يسبّح بهدوء، سمع حركة من خلفه فأدرك أنها هي، قال بهدوء من دون ان يلتفت اليها " عودي للنوم مريم، انا اعلم أنك تشعرين بالذنب، ولكن لا ذنب عليك، أنا.. تجاوزت الحدود دون ان أتأكد من موافقتك الصريحة كما وعدتك" كان العذاب ينضح من صوتها وهي تناديه " يوسف" ايضا لم يلتفت فقط قال " ارجوك اذهبي للنوم، انا سأكون بخير " لكنها بدلا من ان تبتعد سمع خطواتها تقترب منه، أغمض عينيه وهي يشعر بها تجلس جواره على الارض، أخيراً قالت بصوت متقطع " يوسف.. انا.." صمتت فلم يقل شيئاً، حتى لم يفتح عينيه فأكملت بنبرة مرتجفة " سأخبرك بما حدث تلك الليلة! "
***


انتهى الفصل الثاني عشر



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-07-22 الساعة 10:47 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:21 PM   #1776

small baby

نجم روايتي وعضوة في الورشة والموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء ومصممة بمنتدى وحي الخيال

alkap ~
 
الصورة الرمزية small baby

? العضوٌ??? » 36649
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 11,880
?  مُ?إني » الشارقة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » small baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond reputesmall baby has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
ولايهمك انزله الان .. حتى تقدر نسومة ما فاتها :s_45:
راااحت علي الحرب دايما اخر وحدة باجي خخخخ
مستنيييييين البارت بشوووق كاري ^___^ ناطريييينك تنزليييه


small baby غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:29 PM   #1777

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

قبل ما أكمل الفصل
لو كان حسام ما ردش اللكمة لرؤوف .. كنت حروح فيها من الغيظ
بالإذن أروح أكمل
في عندي موعد في البستان


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:33 PM   #1778

ماريامار
 
الصورة الرمزية ماريامار

? العضوٌ??? » 138521
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,028
?  نُقآطِيْ » ماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond reputeماريامار has a reputation beyond repute
افتراضي

بجنن عم بقراء فية ما قدرت اكمل لازم احكيلك يسلمو ايديكي.......... هلأبرجع اكمل بهدوء

ماريامار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:49 PM   #1779

rajaaazmy

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وأميرة حزب روايتي وشاعر متميز بالقسم الأدبي ومراسلة أخبار فنية

alkap ~
 
الصورة الرمزية rajaaazmy

? العضوٌ??? » 184271
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 4,145
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond reputerajaaazmy has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل رائع ... بل مدمر و اخيرا ستبدا مرحلة الاعترافات و سينكشف المستور ... يوجعني قلبي و انا اتخيل مريم و هي تستعيد الذكرى المؤلمة .. كما احاول توقع الصدمة على وجه يوسف المسكين ...

رنا ما زالت متخبطة بين عقلها و مشاعرها التي تامرها بالخضوع ... كما تعجبني شخصية قيس القوية و المرحة .. طريقته في احتواء رنا و فهمها رائعة و كان عالمه يدور من حولها و لها فقط ..

مبروك مسبقا لهما

لو لم يضرب حسام ذاك الرؤوف لتفاقم غضبي منه ... الطريقة التي تكلم بها عن اخته و كانها ابنته مستني حتى الصميم ...

الفصل مميز اختي .. في انتظار القادم بشوق


شكراا لك اختي

دمت متميزة



التعديل الأخير تم بواسطة rajaaazmy ; 30-11-11 الساعة 03:37 PM
rajaaazmy غير متواجد حالياً  
التوقيع
مذكرات قلم ... مدونتي بـفوضى الحواس هنا
رد مع اقتباس
قديم 30-11-11, 02:54 PM   #1780

asmasa

نجم روايتي وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية asmasa

? العضوٌ??? » 124968
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,902
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » asmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond reputeasmasa has a reputation beyond repute
افتراضي

عاتفي عاتفي عاتفي توحفه جونان يا بنتي الله الله الله ....................

حسام اخيرا عملت شيء مفيد.........................

مريم ارتياحك اله وحكيك معاه مطمئن عالاخر, يوسف الله يصبرك بس الوضع بتحسن والزهره جاردينيا راضيه عنك.............
شو هالرومانس هذا اول يوم زواج اههه بس بعده المشوار باوله , وامه مسكينه لو تعرف انه ما قرب عليها ولي يمكن تنجلط هههههههههههههههه..........

قيس شو هالحركات الزعره والواثقه بحالك ما بعرف تذكرت حمزه زوج هلا بحركاته اليوم وزعرنته وثقته بنفسه بس هون هو كمان عارف قيمتها من الاول مو لازم يفقدها لترجعله ويعرفها.............

رنا ارحميه لقيس ابن الملوح حرام والله انه ابن حلال ويستاهل فكفكي عن نفسك وسيبيها بحريتها تكسبي..........

بالانتظار وفصل رائع..


asmasa غير متواجد حالياً  
التوقيع
احيانا يكون الخطأ منا لاننا اسأنا الاختيار
فالحب عندنا مقدس بينما عند الطرف الاخر يكون مجرد لعبة وكلام
الجرح باق يا عزيزي لن يزول ولكن علينا ان نزيل الوهم من قلوبنا
علينا ان نزيل الغشاوه عن عيوننا كي نرى حقيقتهم عندها فقط نرتاح
ونكمل الطريق مع من يستحق حبنا المقدس
عندها نبدأ المشوار الحقيقي ولا ننهيه
اما القليل والكثير فهذا فقط بيد من خلقنا




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.