19-05-12, 05:03 PM | #1 | |||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| الزلزال الزِّلزَال لَمْ تُفلِح النَسمةُ الواهيةُ التي لامَسَتْ بَشرَتَه المُتعَرِّقةَ بتَخفِيفِ حَرارَةِ الأجواء, يَكاد يَتِمّ نُضْجُه سَلْقا؛ فشَمْسُ الظَهيرةِ هَبطَتْ مِن عَليائِها عَمودِيَّةً على صَاجِ سَيَّارَتِه المُتهالِكَة، تَحتاج إلى إعادَةِ تَرمِيمٍ هذه المَسكِينَة.. صَارَتْ تُشبِهُه. نَفِيرٌ مُرتَفِعٌ لشَاحِنَةِ بَضائعٍ خَلْفَه أجفَلَه وهو يتذَمَّر مِن مَوكبِ الزِّحامِ الذي يَسحَبهم ببُطْءِ السُلحفاةِ نَحو غَايَتِهم، في جَوفِ الانْتِظارِ ألْقَى نَظرَةً نَحو أكوامِ الأكْياسِ القابِعَةِ على المقعَدِ المُجاوِر؛ فتَسَرَّب البِشْرُ إلى عبوسِه وهو يَلتَقِط مِن بَينِهم كِيسًا صَغِيرًا يَخُصُّه هو، جَمِيعُ هذه الأشياءِ لا تعنيه؛ أطْنانٌ مِن الكَشاكِيلِ والأقْلامِ لزِياد وبَسمة، حَلِيبٌ وحَفَّاضَاتٌ لرَوان آخِر العُنقود. نَفَض كِيسَه الأثِيرَ ليتَحَسَّس نُعومَةَ القَميصِ الأزرَقِ المُؤطَّرِ بالدانْتِيل والتَطرِيزِ المُتقَن.. قَصِيرٌ للغَايَة.. لابُد أنَّه سيُعجِبُها. مُنذ رَآه في حَقِيبَةِ مَدام عايدة؛ ارْتَجَف قَلبُه شَوقًا للَمْسِه. مَدام عايدة زَمِيلَتُه الخَمسينِيَّةُ المُمتَلِئة؛ تَطوِي في حَقِيبَتِها عَالَمًا بأسْرِه؛ لَيس فَقَط حَرائرَ وعُطورَ العرائس!، زَمِيلاتُه بقِسْمِ المُحاسَبَةِ تَهافَتْن عَليها وقَد اكْتَظَّتْ جُعبَتُها بالكَثِيرِ مِن الأغْراضِ البَرَّاقَة، القَمِيصُ الأزْرَقُ كان قابِعًا مُنتَظِرًا يُكايِد خُواءَ جَيْبِه، أُسبوعٌ كامِل؛ لَمْ يَجرُؤ على البَوحِ بِما يَعتَمِل في نَفْسِه حَتَّى اسْتَلَم نُقودَ جَمْعِيَّتِه مِن مَدام عايدة أيْضًا؛ ليَقْتَنِصه مِنْها على الفَوْر، لَمْ يَهتَمّ أنّه أنْفَق فِيه عُشْرَ قِيمَةِ الجَمعِيَّة؛ فالأمْرُ يَستَحقّ، مُنذ مَتَى لَمْ يَشتَرِ لإيمان هَدِيَّة؟ الزِّحامُ ازْدَاد اخْتِناقا، والجِلْدُ المُلتَهِبُ لمِقعَدِ سَيَّارَتِه كان كأسْوَاطٍ مِن لَهَبٍ يَستَعِر بِها ظَهْرُه. اتَّكَأ للوَراءِ بكَتِفِه المُتعَبِ مُستَلِذًّا بسُخونَةِ المِقعَد، يَحتاج بشِدَّةٍ إلى تَمْسِيدِه.. نَفِيرٌ آخَر دَفعَه للأمَامِ بسَيَّارَتِه في الانْتِظارِ البَطِيء، عِندَما يَعود ستُعالِجُه إيمان؛ هي مَاهِرَةٌ بذلك.. بِنْت حَلال. (شِفا وخمير يا عِرقْسوس!) انْتَبَه للإيقاعِ المُلِحِّ للصَاجَيْنِ النُحاسِيَّيْن، ونِداءِ بائعِ العِرقْسوس المُرتَفِع وهو عَلى الضَفَّةِ الأُخرَى مِن الطَرِيقِ يَجتَمِع حَوْلَه العَطْشَى، و تتَكاثَف بُرودَةُ السَّائلِ على الإبْرِيقِ الزُّجاجِيِّ الضَخْمِ المُستَقِرّ ثِقَلُه على الحِزامِ العَرِيضِ والمُستَكِينِ على خاصِرَتِه. بَدَا الطَرِيقُ لمَنْزِلِه طَوِيلا، ومَوْكبُ الزِّحامِ يَزداد خِناقُه حَولَ سَيَّارَتِه المَسكِينَة.. مَنَّى نَفْسَه بِما يَنتَظِره اليَوْم؛ ستَفرَح إيمان بالجَمعِيَّة، هو أيْضًا فَرِح.. سيُصلِح سَقْفَ الحَمَّامِ المُتآكِل دِهانُه، ويَشتَرِي سجَّادَةً جَدِيدَة غَيْرَ التي اهْتَرَأتْ في الصَالَة و... ستُصَفِّى إيمان لَه اللَّيلَة؛ امْتِحاناتُ الشَّهرِ انْقَضَت ولَنْ يَنشَغِلا مَع زياد وبَسمة حَتَّى يَمْتَصّ مِنْهما السَّهَرُ كُلَّ طَاقَةٍ للصُّمود. لَمْ يَكُن طُموحُهما أنْ يَعِيشا هَكَذا؛ مُغْمضَان في سَاقِيَةِ الحَياةِ تَدور بِهما دونَ قُدرَةٍ على الالْتِفاتِ أو رَفْعِ الرَّأسِ إلى السَماء... كان يُريد أنْ يلحِق برَكْبِ الشَّرِكاتِ الأجْنَبِيَّةِ برَواتِبِها الوَفِيرَة؛ أجاد أكثَرَ مِن لُغَة؛ لَمْ يَستَطِع إمْساكَ الحُلْمِ ولكنّه لازَال يُحاوِل.. هي أيْضًا أرَادَتْ أنْ تُكمِل الدُكتورَاة ولكِن رَاتِبَها بالتَدرِيس عَلى رَاتِبِه؛ بالكَادِ يَكفِيان الأفْواهَ الفاغِرَةَ للدُروسِ الخُصوصِيَّةِ وزَادِ الكَفافِ بالنِسبَةِ لمَعِيشَتِهم. يَتساءَل حَقًّا مَتَى سَيَسعَدا؟! هو لَيس سَعِيد؛ لَمْ يَعُد هو الشَّابَّ الفَخورَ الوَاثِقَ بمَهارَاتِه المُتعَدِّدَة، أمَّا هي فَلا تَشتَكِي أو تَرفَع رَأسَها عَن الأعبَاءِ المُثْقَلَةِ بِها؛ تَنْدَسُّ بَيْنَ الأطفالِ وكُتُبِهم المَحشُوَّة، وتَدُسّه مَعها حَتَّى يَأتِي تَعَبُهما بالفائدَةِ المَرجُوَّة... ما فائدَةُ تِلك الدُروسِ إذًا!! يَستَردّ ذَاتَه، أو تَرُدّها لَه إيمان عِندَما يَلتَقِيان؛ تتَلامَس أقْدامُهما في الفِراشِ فيَشعُر أنّ في الحَياةِ ما يَستَحقّ العَناء؛ عَيناها النَاعِسَتان والمُرهَقَتان مِن سُهْدِ المُذاكَرَة، تَمْنحاه ما يُريد، هو عَالَمُها، سَماؤها وأرْضُها... دَقائقٌ قَلِيلَة يَستَمْهِل انْقِضاءَ نَشْوَتِها؛ لأنّ بِها هو وهي، فَقَط، دونَ حُروفِ عطْفٍ أو جَرّ. انْتَصَف الطَرِيقُ والزِّحامُ كمَا هو؛ كُلَّما شَعُر بانْفِراجَةٍ تَنبَثِق لَه المَزِيدُ مِن السَيَّاراتِ والأُتوبِيساتِ المُشبَعَةِ بالبَشَر، ارتَشَف عِدَّةَ رَشفاتٍ مِن زُجاجَةٍ يَغْلِي مَاؤها مِن حَرارَةِ الشَّمْس، ليُدَوِّي بَعدَها رَنِينُ هاتِفِه المُرتَفِعُ بأُغْنيةٍ صاخِبَة، يَبدو أنّ زِياد عَبَث بِه مَرَّةً أُخرَى.. أجاب ساخِطًا مِن وَلَدِه لتُجِيبُه إيمان بلَوْعَة: "الْحَقني يا ياسر!، سَقْف الحَمَّام وَقع.. كان هَيُقع على رَوان لكن ربّنا سَتَر.. انْتَ قَبَضْت الجَمعِيَّة؟" أخبَرها أنْ تَهدَأ وتُهدئ رَوان حَتَّى يَعود، وطَمْأنْها أنّ الجَمعِيَّةَ في حَوْزَتِه، أسنَد رَأسَه بإعياءٍ على زُجاجِ السَيَّارَةِ وقَد أمْرَضَه الانْتِظار.. لَمَح في صُفوفِ السَيَّاراتِ المُتقَدِّمَةِ عَنْه في الانْتِظارِ سَيَّارَةَ صَدِيقِه عِصام المُكَيَّفَة.. رَآه ولَمْ يَرَ رَفِيقَتَه التي تَمِيل نَحوَه وتُسِرُّه بهَمساتٍ تَجعَله يَبتَسِم، تحَرَّكَتْ السَيَّاراتُ في انْفِراجَةٍ لَحظِيَّة؛ فوَجَد نَفْسَه خَلْفَ زَمِيلِه.. شَيءٌ بدَاخِلِه أرَاد مُتابَعَةَ هذا الذي فَشل دِراسِيًّا وأخْلاقِيّا؛ يَرفُل الآن في نَعِيمِ سَيَّارَةٍ مُكَيَّفَة، مِن رَشاوَى الزَّبائنِ في مَصلَحَةِ الضَرائبِ التي يُطلَق عَلَيْها لَقَبٌ أنِيق؛ وهو (إكْرامِيَّات).. عَربَتُه أحدَثُ طِراز، يَعِيش بالطُولِ والعَرْض؛ لا زَوجَةَ ولا وَلَد، وعِندَما يَكِلّ جَسَدُه مِن المَعاصِي سيَتوب إلى اللهِ كمَا قال، ويَحِجّ إلى بَيتِه كُلَّ عام.. نَسِي رَوان وإيمان، وظَلَّ سائِرًا خَلْفَه وقَد اتَّخَذ طَرِيقًا هادِئًا بَعِيدًا عَن الزِّحام، وعَن مَنْزِلِه أيْضًا، بَينَما تَزداد حَمِيمِيَّةُ لمَساتِه مَع رَفِيقَتِه. طَفَا نُكرانُ العَشِيرِ على سَطْحِ أفْكارِه في تلك اللَّحظَة، وهو يَرَى صَفاءَ اللَّحظَةِ في عَينَيْ عِصام، لَمْ يَكُن حَسودا؛ ولكِن ابْتِسامَتَه تُكايِدُه! كَلِماتُ وَالِدَتِه القَدِيمَةُ صارَت كمَسامِيرٍ تَخِز كَتِفَه المُتعَب، لِمَ لَمْ يَستَمِع لَها! وطَمَح إلى إيمان وحَياةٍ رَغْدَةٍ لَنْ يَنالَها كُلٌّ مِنْهما؟!.. لِمَ لَمْ يتَزَوَّج أُخرَى خَفِيضُ سَقْفِ طُموحِها بِه وبأطْفالِه مِثْل شَقِيقَتِه؛ لَمْ تُكمِل تَعلِيمَها ولكنَّها جَمِيلَةٌ ذاتَ شَعرٍ أسوَدٍ ناعِمٍ وثَغْرٍ باسِم، تزَوَّجَت ببائِعِ الفَلافِلِ الوَلْهانِ بِها؛ وعِنْدَهما الآن ثَلاثُ عِماراتٍ شَامِخات، وأرْصِدَةٌ دافِئةٌ في البُنوك.. زَوجُها يَكدُّ ويَتعَب مِن أجْلِها لَيْلاً نَهارا، كانَت تَشتَكِي مُتذَمِّرَةً في البِدايَةِ مِن انْغِماسِه بنُقودِه، ولكنّها بَعدَها هَدأتْ وعَقِلَتْ، و زَوجُها الطَيِّبُ أصبَح مِن أكثَرِ الأزْواجِ سَعادَة. أيْن الخَطَأ؟!.. هَل باقْتِرانِه بإيمان جَلَب كُلٌّ مِنْهما نَحسَ الحَظِّ للآخَر؟!، أمْ هي حُظوظٌ يَنالها بائعُ الفَلافِلِ وعِصامُ المُرتَشِي!! ترَجَّل مِن سَيَّارَتِه عِندَما رَآهما يَهبِطان إلى مَطعَمٍ مُتطَرِّفٍ مُنزَوِي خَلْفَ شُجَيراتٍ وَارفَةِ الغُصونِ والأوْراق، تشَابَكَتْ أصابِعُهما كعَاشِقَيْن في فَجْرِ حُب.. لوَهلَةٍ شَعُر بأُلفَةٍ تِّجاهَ الكِيانِ الأُنثَوِىِّ الرَّقِيق، ارتَعَد جَسَدُه رُعبا.. أتَكون هِي؟!، الشَّعرُ الأسوَدُ الناعِم، والخُطواتُ الرَّشِيقَة!.. أدارَتْ رَأسَها نَحوَ عِصام؛ لتَمْنَحه التَّأكِيدَ وقَد تمَكَّن مِن رُؤيَةِ ثَغْرِها البَاسِم، كانَت هِي؛ شَقِيقَتَه، غَصَّ بالدُموعِ وهو يتَذَوَّق مَرارَةَ الهَوانِ بَينَما يَحتَوِيها الآخَرُ بذِراعِه، وهُما يَغيبان دَاخِلَ المَطعَم.. شَرَفُه مَرَّغَه عِصامُ في وَحلِه، ماذا يَفعَل!! هَلْ يَجُرّها الآنْ مِن شَعرِها أمامَ رُوَّادِ المَطعَم؟! وماذا بَعد! أيَقتلْها؟! أمْ يَنصَحها؟.. وإنْ لَمْ تَنْتَصِح!! عَلِم الآن سِرَّ هُدوئها واسْتِكانَتِها لزَوجِها.. هَاج جَسَدُه مُطالِبًا بالدِماء، يَبْكِي ويُرِيدُ شِفاءَ غَلِيلِه؛ سيَقتلْهما! لا مَفَرّ؛ لَنْ تَنطَفِئ نَارُه إلاّ بهَذا، كَيف سيَنظُر في عَينَيْ زَوجِ شَقِيقَتِه الطَيِّب!!، سار مُصَمِّمًا نَحوَ البِنايَةِ التي يَقبَع تَحتَها المَطعَم، لَمْ يَنتَبِه إلى قِطَطٍ تَجرِي مُرتَبِكَةً إلى الطَرِيقِ العُمومِيّ؛ فَقَط أرَاد أنْ يَدخُل، وليَحدُث ما يَحدُث! صَرخاتٌ مُلتاعَةٌ صَخبَتْ بِها الأجوَاء، الحَوْقَلَةُ والشَّهادَتَان تَنْفَلِتان مِن أفْواهِ البَشَرِ الذين تَكَدَّسوا فَجأةً حَوْلَه.. ظَلَّ مَبْهورًا بِما حَدَث! هَل خَرَّ السَّقْفُ عَلَيْهما حَقًّا؟! يَلتَقِط سَمْعُه وعَقْلُه المُغلَقُ أنَّه زِلزَال! لِمَ سَار وَراءَه؟! لَيتَه ما فَعَل.. ابْتَعَد جَارًّا خُطواتِه، وهَذيانُ العَارِ يُرجِفُه. تَساءَل عَمَّا سيُخبِرُه لزَوجِها!، لَنْ يُخبِر أحَدًا، هُو لَمْ يَرَ شَيئًا؛ إنَّها تُشبِهُها، نَعَم تُشبِهُها.. رَنِينُ هاتِفِه أيْقَظَه؛ فكانَت إيمان تُطَمْئنه وتَطمَئنّ عَلَيْه.. أدَار ظَهْرَه هارِبًا مِن الخَرابِ حَوْلَه ليَلوذ بإيمانِه ويَبنِي ما تَمَّ هَدمُه. تمت جزيل شكري وامتناني لصديقتي ّ تصميم الغلاف من ابداع صديقتي العزيزة سارة التدقيق والتحرير النهائي لصديقتي العزيزة هادية التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 21-05-12 الساعة 03:03 AM | |||||||
19-05-12, 05:25 PM | #2 | ||||||||
نجم روايتي وأستاذة ومحررة لغوية ومترجمة بمنتدى وحي الخيال وفي منتدى قلوب احلام ومحللة أدبية بنادي كتاب قلوب أحلام ومحللة سياسية في قسم الأفلام الوثائقية وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء
| ماذا ؟ مَن قال أن الحياة عادلة ... مَن قال أن ليس هناك عدل في الحياة... هل أقول أن الأن الحياة معه عادلة وأن الأنتقام أتى رباني... وصف آخاذ لطريق مخنوقة بالأزدحام والهواء اللأفح بشمس محرقة تضربه بسياط على مقعد سيارته المهترئة... الزلزال أنتقم لشرفه وثبت له أيمانه بحياته... قصة رائعة عزيزتي فاطمة فعلاً رائعة... وأحلى تقييم لكِ عزيزتي. | ||||||||
19-05-12, 05:26 PM | #3 | |||||||||||
مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير
| [imgr]https://arab4load.info/uploads/cae413374375434.jpg[/imgr] مليون مبروك هقرا وارجع تانى | |||||||||||
19-05-12, 05:29 PM | #4 | ||||
نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| هذه هى الصورة دون الحاجة حتى لسرد تفاصيل انسردت على مدى تلك الدقائق فطومى باختصار و شمول فى ذات الوقت.. هذه هى الصورة و هذا هو خط الأمل.. و هذه هى خطوط الهلاك التى تشابكت و شوشت مظهر الصورة زلزال؛ صفعة للإفاقة، تزلزلت على أثرها الصورة، حتى تظهر طبيعتها من جديد و تنحطّ الرواسب لموضعها الأصلىّ، هامشية قليلة فى القاع.. و تظهر صورتنا من بعدها -كما هى- بصفاء تحولت الكثير من الأشياء فينا.. و ليس بالسهل أبدًا علينا كعرب أو كمصريين أن نكشف جروحنا أو نعرى مساوئنا.. لكن ذلك يكون أحيانًا هو عين العقل بدلاً من إضافة طبقة طلاءٍ مستحدثة من فساد نزينه لأنفسنا، ثم طبقة جديدة لتوارى تفتُّقات الطبقة الأولى.. و هكذا.. حتى يجد أصحاب هذا الطريق أنفسهم فى النهاية و قد تكدَّس من فوقهم رُكامُ أقنعتهم حتى اندفنوا أحياءً بالاسم أمواتَ القلوب أسفل منها.. و قد ناءت بهم الصورة حتى ثارت، و تزلزلت بهم و نفضتهم عن قلبها.. فيتبين فى لحظة، كلُّ شىء.. و تتكسر فى لحظة، كلُّ طبقات الخداع.. أمام صرخة طبيعةٍ ترفض مهما تعرضت للتمويه أو المسخ، و تنتفض حتى تنتصر و تظهر من جديد، مُحدِثَةً فى قلب كلِّ من يشرد لكن يعتبر.. زلزال. رائعة دائمًا فطومى.. بمنتهى الصدق رائعة دائمًا ممتعة هذه القصة و مميزة للغاية.. و قوية فى الطرح الجرىء الصريح الذى لم تؤثر صراحته على طريقه الأدبى و الغموض اللحظىّ الذى يجعلنا نرتحل وراءه فى حياته أكررها أيضًا، رائعة و ممتعة حتى قشعريرة البدن و الصدمة فيما نعرفه.. صدمة فيما ندركه و نعرف إمكانية حدوثه، مرة أخرى.. فبذلك كانت حتى لنا.. زلزال. فطومى.. التعديل الأخير تم بواسطة hadya ; 19-05-12 الساعة 05:45 PM | ||||
19-05-12, 05:50 PM | #5 | |||||||||||
مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير
| Bravoطمطم والله تستحق الانتظار سلمت يداكى لو ايقن الناس بعدالة السماء وان كل عنده زى ما بنقول بالبلدى نصيبه بالتمام والكمال من 24 قيراط لرضى الجميع ولكن حكمته وكل يرى عباده اليقين انه بالمرصاد فاتعظوا فهل يتعظ الناس فعلا لخصتى كعادتك حياة الشباب الجامعى المتوسط الحال فى مجتمعنا المضروس نتعشم ان تكون قصتك الزلزال بشرة خير وربنا يصلح الحال ما تضحكيش عليا يا قطقوط يا مقطقط لسه ليا عندك امانة تانية كنت هزعل اوى لو ماشفتلكيش حاجة النهاردة بس هى دى طمطم حبيبتى ما بتزعلش حد | |||||||||||
19-05-12, 05:59 PM | #6 | |||||||||||
كاتب ماسي في الموسم الأول من فلفل حار
| عارفة يافاطمة اقسم بالله انا باكتب لك وانا بابكى قد اية ساعات بنشوف الزائف امامنا ونظنه حقيقة ولانعرف قيمة الحقيقة الا عند الاقتراب من فقدانها قد اية ممكن الذنب ياخد انسان ويغتر بية ومايعرفش انه فى ثانية ممكن يكون معاده مع الموت محقق علشان كدة لازم نحاسب نفسنا كويس | |||||||||||
19-05-12, 06:00 PM | #7 | |||||||
نجم روايتي و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار
| راااائعة فااااطمة جدااااا لخصتي فكرة الروااية كانت راااائعة فعلا اجببتها جدااا هي فعلا زالزال لديها جوهر الفكرة والحس الذي فيها قد وصلني حقاا حتى اني لم اشبع من قراءتها لقد استمتعت بها تمنيت الا تنتهي وانا اقرء بها .... موفقة دائمااا .. | |||||||
19-05-12, 06:01 PM | #8 | ||||
نجم روايتي
| كلماتك متعه للقارئ يا فاتي ، فعلا جمعت كل شيء وكل احاسيس في لقطه ، و كاننا كنا نتابع فليم قصير و و بالعرض البطيئ ، خلال لحظات انتظاره للزحام رجع و حلل كل مراحل حياته ، سعد ببعضها و اتعس ببعض و يأس في مرحله وفرح في اخرى ، حسد و غار و ندم ، و توعد و حقد و راد الانتقام لشرفه لتاتي كلمه الله اقوى و يعود الى رشده الى طريقه الصحيح الدي كان في اتجاهه و حاد عنه لما راى صديقه ، الوصول الى بيته و حضن ايمانه ( بنوعيه) روعه قلمك جبار و بيخلي القارئ يهتز من الداخل ، دمتي بالقوه ، ابدعتييييييييييييي و تقبلي مروري عل فكره انا شمشت وجت لوحدي محدش جبني هههههههه | ||||
19-05-12, 06:08 PM | #9 | ||||||||
نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر و عضو سياحى نشيط وعضوة فريق التصميم
| كاد يفقد الأمل في العدل الإلهي ليتلقى إثباتا لحضي أنه على حق رغم كل التعب.. كأن خاطره السري اتحد مع الزمان والمكان ليجيب تساؤلاته وحيرته.. أبدعتي فطومي .. دائما كلماتك مؤثرة حتى الأعماق يا صديقتي كثيرا ما نتذمر من كون جهودنا لا تثمر معنا كما تثمر مع من لا يستحق.. صورة واقعيه نصادفها يوميا في الحياة.. حيث يغتالون النبل والمبادئ لأجل المصالح.. لكن الحكمة في النهاية.. وقد شهدنا نماذج كثيرة مؤخرا.. ما نحتاجه هو أن نتذكر دائما حكمة الله في تدبير الأمور.. فطومي تسلم الأيادي يا جميل .. ويا سلام لو تتحفينا كل حين بجوهرة جديده من قلمك البهي وأحلى تقييم لأحلى فطومي | ||||||||
19-05-12, 06:16 PM | #10 | ||||
| رائعة، جزاك الله خيرًا من المضحك المبكي أنّنا لا نرى ما نحن فيه من النّعم إلا حال إحساسنا بزواله أو قرب زواله.... " فتَسَرَّب البِشْرُ إلى عبوسِه وهو يَلتَقِط مِن بَينِهم كِيسًا صَغِيرًا يَخُصُّه هو " ....." لابُد أنَّه سيُعجِبُها." على روعة ما بين القوسين لكن لفتاتك المخبّئة هذه مذهلة فباختصار ما له لها رغم الزحام وتبعثر الأمنيات وضيق الحال ودراسة الأولاد وهمومهم وتردّده للحظات في اختياره لها شريكة لحياته، إلا أن دواخله واعية تمامًا إلى أنّها نفسه وقدره وإيمانه.... " أدَار ظَهْرَه هارِبًا مِن الخَرابِ حَوْلَه ليَلوذ بإيمانِه ويَبنِي ما تَمَّ هَدمُه. " سلمت أناملك... | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الزلزال قصة قصيرة بقلم فاطمة كرم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|