10-06-12, 05:08 PM
| #701 | |||||||
| نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء ومعطاء التسالي الفائزة بجائزة التسالي الرمضانية  
|  ياهووووووووووووووووو ياهووووووووووووووو انا سمعت زغاريد و نداءات جيت جري فين الفصل اين هو الفصل يا كركرررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررر رررررررر | |||||||
|  |
|
10-06-12, 05:10 PM
| #702 | |||||||
| نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء ومعطاء التسالي الفائزة بجائزة التسالي الرمضانية
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 15 والزوار 0)nouranosh*, zenat, أم لين, بياض القلب, مهندسة, ~*~رانـــيـــة~*~, mis moon, lolo-88, هبة, عصفورة القلب, mahaty73, كاردينيا73, غمزة نظر | |||||||
|
| |
|
10-06-12, 05:12 PM
| #703 | |||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي  
| لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 10 والزوار 0) mis moon, lolo-88, ~*~رانـــيـــة~*~, هبة+, عصفورة القلب, mahaty73, كاردينيا73+, غمزة نظر فين باقي البنات  | |||||
|
| |
|
10-06-12, 05:13 PM
| #704 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء 
| الحكومة حتوصل بعد شوي ... حنزله على السريع رغم ان العدد قليل .... الفصل في رقبتكم انتم اعتنوا فيه ههههههههههههههههه انا يمكن حختفي مباشرة بعد التنزيل | ||||||||
|
| |
|
10-06-12, 05:18 PM
| #705 | ||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي
| اقتباس:
 أحبك في الله  | ||||||
|
| |
|
10-06-12, 05:21 PM
| #708 | |||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 18 والزوار 0) mis moon, ~*~رانـــيـــة~*~, ( miss me ), كاردينيا73+, هبة+, مهندسة, blue me, حمام الحجاز, lolo-88, mahaty73, بياض القلب, عصفورة القلب, سلوى محمد محمد, أم لين | |||||
|
| |
|
10-06-12, 05:23 PM
| #710 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  الفصل الثاني يا قلبي خبّي ...أغنية لعبد الحليم اجفالها كان عنيفا وهي تلتفت بقوة لترتطم بصدره وشعرها يضرب صفحة وجهه! تناثرت اوراقها على الارض وهي عاجزة عن تمالك نفسها بينما عقلها يخبرها انه هو! ابتعدت خطوة للخلف وهي تترنح اما احمد فقد اخذ ينظر اليها بدهشة واستغراب وبعض الشعور بالذنب، اعتذر بصدق قائلا " اسف جدا.. يبدو أنك كنت مستغرقة في القراءة ... كان يجب ان انبهك لحضوري بشكل أفضل.." تسمرت في مكانها تحدق فيه، تحاول التصالح مع قلبها الذي ارتفع وجيبه وهو يئن.. تحاول ان تستعيد شيئا من التعقل لتحيد بنظراتها بعيدا عنه بينما هو يتطلع لجسدها المرتعش. اخذت توبخ نفسها في تذكير وتعيد على نفسها ما عزمت فعله " ماذا يحدث يا مرام.. انت لم تعودي مراهقة لتتأثري به هكذا.. لقد اصبحت شابة ناضجة تدرك ان احلام المراهقة تبقى للمراهقات فقط.. لا تعبر معنا الحاجز الذي يفصلنا عن النضوج.. لقد اتيتِ اليوم خصيصا بعد امتناع لاسبوعين كاملين لتثبتي إنك قادرة على مواجهة رؤيته مرة اخرى.. دون ان ترتجفي ... دون ان تحتاجي لتقاومي رغبتك في الاغماء! اتيتِ وكنتِ مستعدة لتتصرفي بأدب ولياقة تناسبان سنك مع ... رجل ... متزوج ... رجل داعب خيالك المراهق وهذا طبيعي.. رجل وسيم مثله له تأثير استثنائي.. رجل اعجبتِ بمشاعره القوية تجاه حبيبته الضائعة.. تألمت لخسارته واحببت حبه لشهد.. هذا كل ما في الامر.. تحتاجين فقط لتبلغي درجة النضج الكافي للتعامل مع مشاعر المراهقة والتأثر العاطفي.." عضت مرام على شفتها وهي تستوعب نظراته الفضولية الغامضة نحوها ... آه من تلك العينين! عادت لتردد في سرها بحزم وعيناها لا تطرفان " رجل.. متزوج ... متزوج ... متزوج.. متزوج... ولديه طفل و.. زوجة.. رجل هو خال صديقتك المقربة منى.. لذلك عليك التعايش مع هذا.. عليك ان تكوني قوية ومنطقية.. توقفي عن تصرفات المراهقات! " بهذه الافكار الموبخة سيطرت مرام على ارتجافها وابعدت عينيها عن مرمى نظراته التي تحاول التسلل لدواخلها بفضول.. لكن يديها تحركتا بشكل عفوي نحو خديها في محاولة واهية لتبريد الحرارة المشعة هناك.. عندما تنبهت لحماقتها ابعدت يديها بعنف عن وجنتيها ونظرت لاحمد بحرج اكبر بينما تحولت نظراته الى التسلية و... المشاكسة.. كتّف ذراعيه وهو يبتسم بطريقة احرجتها ثم قال " وجهك ما زال احمرا! هل كل هذا الحرج لاني ضبطتك تأكلين الزيتون وحدك؟! " عقدت مرام حاجبيها ودون ان ترد عليه انحنت للارض لتجلس على ركبتيها واخذت تلملم اوراقها المبعثرة وهي تحمد الله على ارتدائها سروال جينز انيق.. هيئته الطويلة انحنت ايضا ليجلس هو الآخر على ركبتيه ويلملم الاوراق معها.. لم تشكره على محاولته للمساعدة وتجنبت حتى رفع راسها... كانت حركات يدها تتسم بالحدّة بينما يده كانت رشيقة وهي تتحرك بسلاسة هنا وهناك.. اخر ورقة كانت من نصيبه وما ان جمع حصته مع بعض حتى مدت يدها لتأخذهم دون ان تنظر اليه لكنه ابعد الاوراق عن متناول يدها فرفعت اليه وجها عبوسا فوجدته ينظر اليها بسخرية بينما ابتسامته تتراقص باستفزاز على شفتيه.. تقبضت يداها وهي تقاوم مشاعرها الخائنة.. قال بلهجة تماثل ابتسامته استفزازا " لن اعطيك اياها الا اذا اخبرتني سرك " طنين صمّ اذنيها وهي تحدق فيه بفم مفتوح فاتسعت ابتسامته وهو يقول غامزا " اقصد سر تأثيرك على ابنة اختي منى لتتكلم عنك طوال الوقت ..." لا تعلم لِمَ مزاحه جعلها تغضب؟! هل يراها لا تستحق اعجاب منى بها؟! وجدت نفسها تقول بحدة " لا احب سخريتك مني لذا ساكون ممتنة ان تتوقف عن ذلك واعطني اوراقي لو سمحت.." مدت يدها وهي تتكلم لكنه عاد ليبعد الاوراق.. ازداد حنقها من نظراته المتسلية فتحركت للامام بتهور لتأخذها منه بنفس الوقت الذي تحرك هو فيه للامام ليرتطم جبينه بجبينها ... " آآآآخ ...." صرخة التوجع أطلقها الاثنان معا ليقول احمد بعدها وهو يمسد جبينه " هل انت دوما هكذا؟! ترتطمين بما حولك! " التمتعت الدموع في عينيها وهي تمسد جبينها بصمت حرج ... استغلت انشغاله بتمسيد جبينه لتمد يدها بسرعة وتخطف الاوراق من يده ثم هبّت واقفة على قدميها لتلتقط حقيبتها ودون ان تنظر اليه او ترد على ندائه خرجت هاربة منه.. ومن مشاعرها التي ضاقت بصدرها.. كان احمد يهز رأسه ويبتسم وهو يقف على قدميه برشاقة عندما دخلت اخته نجاة وهي تنزع قفازيها اللذين تستخدمهما عادة اثناء عملها في الحديقة.. قالت بقلق " ما بها مرام؟ لماذا خرجت منزعجة هكذا حتى انها لم تمنحني لا الوقت ولا الفرصة لاصل اليها واسألها.. ركبت بسيارتها لتنطلق بها بعيدا!" هزّ احمد كتفيه وابتسامة صغيرة تعلو شفتيه.. عبست نجاة وهي تقول بريبة " ماذا فعلت لمرام يا احمد ؟ اعرف مزاجك عندما تحب مشاكسة احدهم .." رفع كتفيه مدعيا البراءة وهو يقول " لم افعل شيئا .. انها فتاة صغيرة غريبة الاطوار حقا... " ازداد عبوس نجاة وهي تقول مؤنبة " انها فتاة رائعة لا تتكلم عنها هكذا .." تمطى احمد وقال بلا مبالاة " بل هي غريبة الاطوار .. ما ان تراني حتى تتصرف كحمقاء .. لم التقِ بها الا مرتين ودوما تحمر كحبة طماطم وتتكلم بطريقة غير مفهومة وغريبة !" رفعت نجاة سبابتها باتهام امام وجهه وهي تقول بصرامة ناعمة " وانت لم تدخر جهدا لارباكها أكثر ... اليس كذلك ؟!" اسبل اهدابه وهو يحاول اخفاء ضحكته حتى لا يثير حنقها أكثر ثم قال " انا لم افعل شيئا... دخلت المطبخ فوجدتها واقفة تفترس حبات الزيتون.. اقتربت لاحظى ولو بآخر زيتونة عندما اجفلت بطريقة درامية لتحدث بعدها مجموعة اصطدامات شبه دامية .." ثم احنى رأسه قليلا ليقول وهو يشير لجبهته " انظري لجبيني .. كل هذا لاني كنت احاول مساعدتها في جمع اوراقها التي تبعثرت على الارض ..." مدت نجاة اناملها الرقيقة لتمسد جبينه حيث اثر ضربة خفيفة ثم قالت بحنان "ربما هي تخجل منك يا احمد.. فانت شاب وسيم جدا.. والفتيات يتأثرن.. " اخذ يدها في يده ثم قربها لفمه يقبلها وهو يبتسم بصبيانية ويقول " اعلم هذا.." ضحكت نجاة رغما عنها وهي تقول " كم انت مغرور يا صغيري .." ضحك بخفة ثم تساءل " اين منى ؟" عادت نجاة لتعبس وهي تقول " اعتقد انها تستحم .. ستغضب منك لانك ازعجت صديقتها .." لوح بيده بملل ثم قال " اتركينا من صديقة منى الان ... اريد مكالمتك بأمر .." ردت نجاة بتساؤل " ماهو ؟" قال احمد وقد استعاد جديته " انت تعرفين اني كنت انوي السكن في بيت والدينا ولكن سهام اخبرتني على الهاتف بالامس ان لا رغبة لديها بذلك .." عقدت نجاة حاجبيها قائلة " لماذا ؟ انه بيت مميز التصميم .. قديم صحيح لكن ببعض الجهد سيكون رائعا .. " رد بصوت مال للسخرية " انها تريد بيتا جديدا بتصميم حديث .. لذلك اريد مساعدتك في البحث .. البلد تغير خلال السنوات الخمس الماضية .. فما كان يعرف كمناطق سكنية راقية لم يعد كذلك ... " ابتسامة باردة علت شفتيه وهو يضيف " سهام تهتم كثيرا بهذا الامر وتعتبره احدى الاسس لاختيار بيت " ترددت نجاة امام ردة فعله هذه .. لكنها حاولت الابتسام وهي تقول بلطف " حسنا ... لا بأس ساساعدك.. ولا تتضايق لانها لا تريد السكن في بيت والدينا وتفضل بيتا حديثا في منطقة افضل .. هذا من حقها يا احمد .. كل النساء هكذا .." كلمات احمد كانت جافة قاسية وهي تنطلق بشراسة على لسانه على نحو مفاجئ " من يطلب شيئاً من حقوقه عليه ان يؤدي حقوقا في المقابل !" اتسعت عينا نجاة وهي تقول بذهول " احمد !" ادار احمد وجهه جانبا يزم شفتيه بغضب غريب ! قالت نجاة بتوجس " الن تخبرني ما يحدث بينك وبين سهام .." صمتت قليلا ثم اضافت بحزم " واياك ان تقول لي مشاكل زوجية عادية .." لم يلتفت نحوها فمدت يدها لذقنه تديره نحوها قائلة بهدوء لا تشعر به حقيقة " احمد انا اختك نجاة وامك التي ربتك... تعلم انك تستطيع اخباري .." رفع نظراته نحوها فاوجعتها تعاسته والتي تتدفق من عينيه تدفقا! تحركت شفتاه لكن صوت منى سبقه وهي تقول عند باب المطبخ بتعجب " اين مرام ؟!" تبخرت كل تعاسته ليبتسم بغموض حزين وهو يبتعد عن نجاة مشيحا بوجهه بينما قالت نجاة باستسلام وهي تداري قلقها على اخيها " خالك ازعجها وغادرت .." عقدت منى حاجبيها وهي تعيد لف المنشفة حول شعرها الرطب ثم نظرت نحو خالها قائلة باتهام وتوعد " خالي ! ماذا فعلت لها بالضبط ؟ " التفت نحوها ثم ضحك بمرح ظاهري وهو يرفع كلتي يديه للاعلى قائلا " لم افعل شيئا .. ما بكم جميعا ؟! انها هي التي تبدو دائما كقطة على صفيح ساكن .." تخصرت منى وهي تقول باندفاع " مرام ليست هكذا .. لا تقل لي انك شاكستها " رفع حاجبا واحدا وهو يقول باستفزاز " حقيقة لم اقاوم .." التفتت منى نحو امها قائلة بحنق " امي !" فهمست نجاة مؤنبة " احمد .." عاد احمد ليرفع يديه للاعلى وهو يقول باستخفاف " حسنا.. عندما تكون تلك الفتاة في الجوار اخبروني لابتعد الف ميل فيبدو ان تأثيري سيء عليها! " تحرك احمد ليغادر المطبخ مارا بمنى الحانقة وما ان وصل اليها حتى انحنى فجأة ليطبع قبلة على خدها فهتفت " لا تقبلني ... لن اسامحك! " فما كان منه الا ان انفجر ضاحكا وهو يغادر المطبخ ..... قالت منى وهي تتنهد " هل كانت متضايقة جدا .." ردت نجاة باحباط " كانت حانقة !" تأففت منى وهي تبحث عن هاتفها النقال على المنضدة وتقول " هذا تأثير خالي .. يثير الحنق .." زجرتها نجاة قائلة بحزم " تأدبي منى ... انه خالك .." وجدت منى هاتفها اخيرا فقالت نجاة " اتصلي بها واعتذري ودعيني اكلمها ايضا .." .. بعد عدة محاولات فاشلة تأففت منى وهي ترمي هاتفها قائلة " لا فائدة ... انها لا ترد .." قالت نجاة بهدوء " لا بأس كلميها في وقت اخر تكون قد هدأت فيه ..." صمتت قليلا ثم اضافت " اين اخاك ؟!" ردت منى وهي ترمي بنفسها على احد الكراسي" حسين يغير ملابسه .. سيخرج مع سوسن .." استغربت نجاة وهي تجد ابنتها تمط شفتيها باستهانة عندما لفظت اسم سوسن فعقدت حاجبيها وهي تسأل " ماهذه التعابير على وجهك منى؟!" قالت منى بعد لحظات تردد " بصراحة انا غير مقتنعة بسوسن زوجة مناسبة لحسين .." اتسعت عينا نجاة من المفاجأة ! هذه اول مرة تبدي منى اعتراضا على سوسن رغم مرور عدة اشهر على ارتباطها بحسين ... قالت نجاة ببعض الحيرة " ماهذا الكلام ؟!" مدت منى ذراعيها جانبا بحركة تفسيرية وهي تقول " انها لينة الطباع أكثر مما يجب ... حسين لا تنفعه فتاة طيعة وشديدة الاستسلام هكذا... انه حتى غير مرتبط بها عاطفيا! بصراحة اراها سلبية جدا واخي بحاجة لفتاة تنبض بالحيوية.. تجعله يشعر انه يقف على اطراف اصابعه ترقبا.. " صوت حسين الذي ظهر فجأة جاء مغلفا بالحنق وهو يقول لاخته التي تصغره بثلاث سنوات " حقا ؟! وباعتبارك تحددين مواصفات العروس المناسبة لي فهلا حددتِ لنا العروس ايضا ؟!" كان احمد يقف خلفه الان وهو يقول بمرح " هل هناك من يتكلم عن عروس .." لكن منى تجاهلت مزاح خالها وردت على حسين بثقة " اجل لدي ...انها مرام ... انا اراها الانسب لك .." ضحك احمد ملء فمه ثم ادّعى الجدية وهو يحذر حسين قائلا " حذاري حسين هذه الفتاة لديها ردات فعل غريبة !" ضربت منى قدمها بالارض وهي تهتف بحنق" خالي !" تبعها صوت نجاة لائما "احمد !" فرفع احمد يده ليضعها على فمه ويقول باستسلام " سألتزم الصمت .." حسين بدى غاضبا حقا وهو يوجه كلامه لمنى قائلا " ليس من حقك يا منى ان تقيّمي سوسن او علاقتي بها بهذه الدونية .." لكن منى اصرّت على رأيها قائلة " هذا غير صحيح ... انا لا احاول التقليل من شأنها .. كل ما في الامر انا افكر بشكل عملي .. ببساطة انها لا تناسب شخصيتك .. اراك تميل لمرام بشخصيتها الانفعالية الحيوية .. واياك ان تنكر نظراتك نحوها " احمر حسين قليلا وهو يقول بغضب متزايد " هذا سخف ! انا احب سوسن واحب رقتها وطبيعتها الهادئة .. لكن هذا لا يمنع اعجابي بمرام وشخصيتها المميزة .. اعجاب لا يصل للمشاعر كما تظنين .. " قال احمد ببعض الحيرة " هل سيطول حديثنا كثيرا عن مرام ؟! اتمنى ان اعرف سر تأثيرها عليكم جميعا.." التفتت اليه ثلاثة ازواج من العيون الحانقة ليقول احمد باستسلام وهو يتراجع للخلف " اظن من الافضل أن اخرج من هنا .. فأنا ازيد النقاش سوءا " قال حسين ببرود بعد خروج خاله من المطبخ " انا راحل الان .. سوسن بانتظاري..." ثم نظر في وجه منى وهو يقول بتحذير " اياك ان تكرري هذا الكلام السخيف مرة اخرى ... سوسن انسانة رائعة وانا احبها كما هي ... لا تتدخلي بشؤوني منى .. " ثم تحرك ليخرج من البيت بصمت .. التفتت نجاة نحو منى لتقول " انت من جلب هذا لنفسك .." هتفت منى بتمرد " امي ! انا كنت .." قاطعتها نجاة قائلة بحزم " الموضوع انتهى ولا تعودي للتطرق اليه مرة اخرى ..." وبعد هذه الكلمات غادرت نجاة هي الاخرى لتترك منى واحساس بالندم والتسرع يثقل عليها ... *** الدموع لم تتوقف عن الانهمار من عينيها بينما تقود سيارتها الصغيرة عائدة للبيت... كانت تبكي ولا تعرف لماذا بالضبط ... هذا التخبط المألوف الذي تعيش فيه يسيطر على تصرفاتها ويجعلها ترتكب الحماقات ! اخذت تردد بصوت مسموع " غبية غبية يا مرام ... كل هذا لانه فاجأك ؟! لمَ يا غبية لم تأخذي الامور ببرود ... الم تخططي لهذا ؟ الم تقرري ان تواجهي احمد وتتعاملي معه بشكل طبيعي ؟ " عادت لتردد ودموع الغضب تأخذ طريقها لوجنتيها " غبية غبية .. لماذا لا تجيدين التصرف عندما يحتاج الامر لعقلك فقط .." وبلحظة تهور ضربت على جبينها فتوجعت .. اتسعت عيناها وهي تتذكر... لقد ارتطم راسها براسه .. لامست بشرتها بشرته! حتى ولو كانت اللمسة يصاحبها الالم ! شهقت من هول افكارها والطريق الوعر الذي توغلت فيه ... حركت عتلة الاشارة الجانبية لتتجه بسيارتها يمينا .. اوقفت السيارة على جانب الطريق ثم اطفأت المحرك .. ابيضت مفاصل يديها وهما تضغطان على مقود السيارة لتحني رأسها بانكسار وتهمس " ماذا افعل يا الهي ؟! هل ساتجاوز يوما هوسي به ؟!" .... صوت رنين هاتفها النقال اخرجتها من دوامتها .. مدت يدها جانبا حيث تضع حقيبتها على الكرسي المجاور واخرجت هاتفها بتنهيدة مرهقة وما ان رأت المتصل حتى اطلقت تنهيدة اخرى ... لم يكن لديها ادنى استعداد لتكلم منى الان ... لم يكن لديها فكرة عمّا قاله احمد ليفسر خروجها هكذا .. تركت الهاتف يرن واعادت رأسها للخلف تسنده على ظهر مقعدها وهي تفكر " يجب ان اجد مخرجا .. ساكشف نفسي سريعا اذا استمريت بالتصرف بهذه الطريقة .." اغمضت عينيها وهي تهمس " يجب ان تجدي مخرجا لنفسك يا مرام ... مخرجا لمشاعرك ... " .. *** دخلت مرام البيت وهي ترسم الابتسامة على وجهها .. وجدت امها في غرفة الجلوس ترتدي نظارتها الطبية وتساعد اختها المراهقة رهف في دراستها كما يبدو ... هتفت بمرح زائف " مرحبا يا بنات .." امالت الام رأسها قليلا للامام لتنظر لابنتها الكبرى من فوق نظارتها الطبية وهي تقول " مرحبا حبيبتي ... عدتِ باكرا !" الابتسامة لم تفارق وجه مرام وهي تقترب من امها لتطبع قبلة على خدها وتقول " تعبت فقلت يجب ان اتوقف قليلا لاسترخي واستعيد نشاطي .." ثم التفتت نحو رهف ذات الرابعة عشرة وقالت لها بمرح وهي تداعب شعرها بمشاكسة " كيف حال صغيرتنا ؟" عبست رهف وهي ترد " لست صغيرة مع كل هذه المواد الدراسية المريعة التي يجب ان يحتويها عقلي ! " اطلقت مرام ضحكة ناعمة لتتحرك مبتعدة وهي تقول " حسنا اترككما للمواد (المريعة) لاتفرغ لموادي الخاصة ! " ... ما ان غادرت مرام غرفة الجلوس وعاد صوت والدتها المميز وهي تشرح درسا في الرياضيات لرهف حتى تخاذل كتفاها .. وعاد البؤس ليرسم ملامحها ... تسلقت درجات السلم باحباط وعقلها مشتت بالف فكرة وفكرة ...فجأة توقفت في منتصف الدرج وعقدت حاجبيها وهي تقول بشعور غير قابل للتفسير " لقد قال اسمي ! قال كيف حالك.. مرام!" ... *** القى احمد جسده بانهاك على سريره ... اليوم كان مزحوما جدا .. تنقل ما بين البنائين الذين يرممون الشقة التي اختارها كمكتب هندسي له وما بين المكاتب الxxxxية التي اوصى بها زوج اخته كريم ليدخل في دوامة البحث عن بيت بمواصفات ترضي سهام ... شعور بنفور يصاحب هذا الاسم في خياله ... شعور اعتاد عليه كما اعتاد على تواجد صاحبته في حياته ... كله لاجل ايمن ... كله لاجله ... ابتسامة رقيقة زحفت لشفتيه وهو يستعيد وجه ابنه ليتصوره امامه... هذا الوجه البريء والذي يشع حبا كلما نظر اليه .. حب خاص .. ولاجل ان تبقى هذه النظرة مستعد ان يتحمل المزيد ... بل الاضعاف.. *** في صباح اليوم التالي في الجامعة .. وضعت منى يدها على يد مرام وهي تقول بقلق " هل ما زلتِ غاضبة من خالي احمد ؟ لم تكلميني خلال المحاضرة كعادتك رغم اني صالحتك ليلة الامس وشرحت لك طبيعته ...صدقيني انه طيب القلب لكنه يحب المزاح والمشاكسة .." ابتسمت مرام بصعوبة في محاولة واهية لتتصنع القوة ! لكن الارتباك سيطر على كلماتها وهي تقول " لا منى ... انه لم يغضبني .. كان .. كنت .." عبست منى وهي تتطلع اليها بحيرة ثم قالت " ما بك مرام ؟!" ابتلعت مرام ريقها قائلة بتردد " لا شيء .. فقط شعرت بالاحراج من اجفالي منه عندما دخل المطبخ فجأة .. وبعدها ... بعدها تصرفت بحماقة ... كالعادة .. وهو .. لم يسهل الامر عليّ ! " عقدت منى حاجبيها وهي تقول بحنق " انه مشاكس شرس .. اعلم طباعه جيدا ... عندما يريد يصبح مزعجا للغاية " كانت مرام تعاني الامرين بين السيطرة على مشاعرها المتأججة نحوه وبين غضبها منه ومن نفسها وبين محاولتها لاحتواء الامر حتى لا تكشف مشاعرها امام منى ... قالت اخيرا بابتسامة كلفتها الكثير لتظهرها " منى ... لا داعٍ لانفعالك هذا ... انه خالك .." لكن منى كانت بعيدة عن التركيز بما تمر به مرام فقالت بعصبيتها المعتادة " ولكنها الحقيقة .." اعترفت مرام على مضض لتهدئتها " حسنا ... انا التي جعلت من نفسي اضحوكة ... فلا الومه اذا جعلني مادة للتندر ..." كزّت منى على اسنانها فشعرت مرام بالارهاق فعلا ! لم تعد تستطيع الضغط على نفسها أكثر فقالت على عجل لتغير الموضوع " حسنا .. يكفينا حديثا عن خالك واخبريني عن رأيك بموضوع مصطفى .." اسعد مرام هذا الاحمرار الطفيف الذي كسا خديّ منى الحنطيين فعلمت ان موضوع احمد اغلق ... على الاقل الان، قالت منى بارتباك " انت تعرفين رأيي يا مرام .." تنهدت وهي تضيف " امي تقول انه شاب ممتاز .." فقالت مرام وهي تنظر بدهشة لتلك الحيرة التي تعلو وجه صديقتها " وانت ترينه هكذا ايضا فما مشكلتك ؟!" هزّت منى كتفيها وقالت باحباط " لا اعلم .." عبست مرام وهي تسأل بجدية بعد ان استعادت هدوءها " كيف لا تعلمين ؟! انت تعرفينه منذ سنوات وهو شاب طيب والاهم يحبك .. " قالت منى في تشتت " انه طيب أكثر من اللزوم .." تطلعت مرام لمنى وقالت بحيرة اكبر " ماذا تقصدين منى؟!" شردت عينا منى النرجسيتان ثم قالت " انه مختلف كثيرا عني .. اشعر انه رومانسي بينما انا لا اميل لتلك المشاعر .. اجدها مبالغ فيها " خفق قلب مرام رغما عنها لكنها قاومته بالتجاهل وهي تركز على مشكلة منى ثم قالت " ألم تكوني معجبة به منذ الصغر ؟" التفتت منى نحوها وهي تقول بموضوعية " انت قلتها ... كنت صغيرة ... مجرد مراهقة تتعلق بأبن الجيران .." امالت مرام رأسها جانبا ليميل معها شعرها ثم قالت بتساؤل " منى ماذا تريدين بالضبط ؟" ردت منى وهي تعود لتشرد بنظراتها " لا اعلم .. ربما في داخلي اخشى عدم توافقنا .." عبست مرام وهي تقول ببعض الدهشة " كل هذا لانه يرسل لك ابيات شعرية ؟! كم انت مغفلة ولا تقدرين النعمة..." تأففت منى وهي تقول باحباط " كنت اعلم انك ستقولين هذا .." ردت مرام بلهجة مؤنبة " لانك تعرفين اني على حق .." لكن مرام فاجأتها بالقول " بل لاني اعرف انك تميلين لنوعية مصطفى .." عبست مرام وقالت بجدية " ولكنك معجبة به حقا .. بعض الاختلاف لا يضير يا منى .. لماذا تقاومين الامر هكذا .. انت تميلين اليه منذ المراهقة وهو يحبك جدا واعترف لك بذلك وتقدم مباشرة ليرتبط بك ... ماذا تريدين بعد ؟!" قالت منى بلهجة غير مقنعة " حسنا .. اعدك باعادة التفكير في الامر ..." شعرت مرام بالراحة ... على الاقل ستعاود التفكير ... اخذت تلملم حاجياتها عندما فاجأتها منى بالعودة لحديثهما السابق قائلة " الن تقولي لي مافعله خالي بالضبط ليزعجك ؟!" لم تجد مرام الا ان تسبل اهدابها لتلتزم الصمت درعا امام الحاح منى كما استخدمت خصلات شعرها درعا لاخفاء ارتباكها الذي ظهر جليا على وجهها ... فما كان من منى الا ان تنهدت في استسلام ... *** بعد اسبوعين .. تطلعت بشرى لابنتها مرام التي تغط في نوم عميق على الاريكة في غرفة الجلوس ... تبدة مرهقة .. هذا طبيعي بعد انتهاء الامتحانات ... مع ذلك هناك شيء تشعر انه يؤرقها ! تنهدت بشرى وهي تحيد بنظراتها نحو الصورة الكبيرة نسبيا لزوجها الراحل والتي توسطت احدى جدران غرفة الجلوس .. ابتسامته تشبه ابتسامة مرام .. ليست ابتسامته فحسب بل عاطفيته واندفاعه وراء هذه العواطف ... كان يقول لها بمرح دائما انها الكابح لهذا التهور المتأصل فيه ... ترقرقت الدموع في عيني بشرى وهي لا تصدق ان مرت عشر سنوات على وفاته المفاجئة .. هذا الرجل الضاج بالحياة استيقظت يوما لتجده جثة هامدة ! سكتة دماغية كما قيل لها سببها عيب خلقي منذ الولادة! عيب لم يكتشفه احد طوال سنيّ حياته ... ما حدث جعلها تصاب بالوسواس فسارعت لاجراء فحوصات لبنتيها لتتأكد من خلوهما من هذا العيب ... البعض اتهمها بالمبالغة والهوس .. لكنها لم تبالِ بل كانت شجاعة وقوية وهي تتماسك بعد فاجعة زوجها لتجري كل انواع الفحوصات ليس لبناتها فحسب ولكن لنفسها ايضا ... من اجلهما ... من اجل مرام ورهف ... عادت بشرى لتنظر نحو مرام لتجدها تعبس في نومها فهمست بضيق " ما الذي يؤرقك يا ابنتي ؟! " *** ومر اسبوع آخر .. " مرام لا تكوني مزعجة ... مضت ثلاثة اسابيع وانت تمتنعين عن الحضور لبيتنا ... الكل يلوم خالي ويتهمه بأنه السبب .. امي وبخت خالي مرة اخرى وابي هدده بالطرد ان شاكسك مرة اخرى ! لا .. انا ابالغ ... لكنه عنّفه ايضا واخبره انك تحت حمايته ..." ضحكت مرام رغما عنها وهي تقول " وماذا عن اخيك حسين ألم يفعل شيئا لاجلي .." قالت منى بحنق مفتعل " لقد حاول ولكن ضربة على رأسه من خالي جعلته يعيد حساباته .." اغرقت مرام في الضحك لتشاركها منى ضحكاتها ... لكن مرام سألتها اخيرا وبحرج شديد " هل سيبقى عندكم كثيرا ؟" ردت منى " تقصدين خالي احمد ؟ لا ... فقد كان يبحث عن بيت جديد ليستقر فيه مع عائلته التي ستحضر قريبا .. وعندما وجد ما يناسبه اصبح يقسم وقته ليشرف على اعمال الديكور فيه كما تريد زوجته وبين البنائين في مكتبه الجديد .. لايعود الا بوقت متأخر من الليل منهكا تماما ليتناول طعامه وينام مباشرة ..." ساد صمت لم تفهمه منى على حقيقته ! تصورت ان مرام على وشك الاقتناع فاضافت بحماسة " لا داعٍ لترددك .. انا اعلم انك حساسة احيانا أكثر من اللزوم وتشعرين بالخجل مما حصل معه لذلك انا اطمئنك انك لن تلتقي به ابدا فهو ليس متواجدا هنا كما اخبرتك ..ما رأيك ؟ هل ستحضرين غدا ؟ ابي وامي سيخرجان ايضا لانتقاء بعض الاثاث من اجل حسين .. سيكون البيت لنا وحدنا .. وافقي مرام .. " ردت مرام وهي تغمض عينيها لتحبس دمعة خائنة اخرى " نعم ... ساحضر ..." ......... *** اخذت نجاة تلامس وريقات احدى شجيرات حديقتها وقد سرحت عيناها في تفكير عميق .. ابتسم كريم بحنان وهو ينظر لزوجته على هذه الصورة المألوفة لها ... سروال قطني مريح يعلوها قميص بيتي وترفع شعرها البني كذيل حصان .. تلامس بيدها الحنون الناعمة نباتاتها وكأنها تلامس اطفالها ، تناغيهم وتبثهم حبها واهتمامها ... قال بنعومة " هل احدى نباتاتك تعاني من شيء ؟!" التفتت نجاة نحوه لتقول بهدوء " لا .." رفع حاجبيه الفضيين قليلا ثم قال " ما بك اذن تلامسين اوراقها بهذا التركيز والتمعن ؟! " ردت بشجن " بعض الافكار تروادني .." اقترب منها ثم ابتسم ليمد يده ماسحا لطخة صغيرة من الطين على حافة ذقنها وقال " ما الذي يقلقك نجاة ؟!" قالت وهي تتطلع اليه بعينيها النرجسيتين كعيني ابنتهما منى " هل تعلم كريم دوما كنت اشبه الحب بنبتة .." ابتسمت برقة لتضيف " ربما لاني اعشق الزرع .." راق له مزاجها فهمس " مؤكد.." تألق وجهها بالعاطفة الرقيقة التي تميزها ثم قالت " ارى الحب كنبتة قد يشارك كلا الطرفين في زرعها وقد يتكفل احدهما بمهمة غرسها اولا .. لكن المؤكد انها تحتاج اليهما معا لتكبر وتزهو .." لامس خدها وهو يقول بمرح ناعم " هذا صحيح يا فيلسوفتي .." لم تتنبه نجاة لملاطفة زوجها فقد كانت تدور في فلك افكارها ! اكملت بنفس العاطفة وان شابها الحزن " اؤمن ايضا ان هذه النبتة ستموت اذا لم تجد اعتناءا منهما معا .." نظر اليها كريم ببعض التساؤل ثم قال " الى اين تريدين الوصول عزيزتي لاني تهت حقا .." رأى الحزن يتعمق في عينيها قبل ان تقول بأسى " كيف يمكن لاحمد ان يظل عاشقا لشهد حتى هذه اللحظة ؟! كيف يمكنه العيش هكذا على اطلال نبتة مبتورة عقيمة لن تطرح شيئا؟! " كست الجدية ملامح كريم وهو يقول " هل هو كذلك ؟ " ردت نجاة باحباط شديد وخيبة امل " نعم ... للاسف .. سهام من الغباء لدرجة انها لم تكسب قلبا عاطفيا كقلب احمد.." ابتسامة صغيرة علت ثغره قبل ان يقول " ها انت تتكملين بعاطفة امومية بحته ..." عبست نجاة بطفولية وقالت باندفاع " هل تنكر طبيعة احمد ؟ انت ربيته معي .." رد كريم بتفهم " انا لا انكر حبيبتي .. ولكننا لم نسمع رأي سهام ولا نعرف بالضبط ماذا يحدث بينها وبين احمد ... لِمَ ترمين الذنب عليها فقط ؟! لم لا تقولين ان احمد لم يستجب لمحاولاتها للتقرب منه وفضل العيش على ذكرى شهد ؟!" التمعت عينا نجاة وهي تقول بألم واضح " احمد دافئ المشاعر يا كريم .. صدقني لو بذلت سهام جهدا لكانت كسبته؟ " لكن كريم قال بتروٍ " اعود واقول اننا لا نعرف حقيقة ما يحصل بينهما .. لقد كانا بعيدين عنا طوال خمس سنوات زواج .." ترقرقرت دمعة في عينها وهي تقول " انه يتألم يا كريم ... اشعر به بقوة ... " دمعتها انحدرت على خدها فمسحتها وهي تضيف بأسى شديد " ما يثير عجبي كيف يمكن لعاطفته نحو شهد ان تصمد كل هذه السنوات؟!" انحنى كريم ليلتقط من الارض بضع وريقات صفراء ذابلة وهو يقول بهدوء " احيانا عندما نفقد حبا عميقا زرعناه نوهم انفسنا ان نبتة الحب هذه ما زالت زاهية خضراء.. نحمي انفسنا بهذه الصورة الوهمية الحية لنخدر الالم من رؤية الحقيقة الذابلة الميتة ..." شعرت نجاة ان احدهم اعتصر قلبها عصرا فقالت بصوت مبحوح " هل تعتقد ان احمد يفعل هذا حقا ؟" رمى كريم الوريقات الصفراء ارضا قبل ان يرفع نظراته الهادئة نحو زوجته ثم قال " الخوف ليس من الوهم يا نجاة ؟!" عقدت نجاة حاجبيها وقالت بحيرة " ماذا تقصد ؟" رد كريم " اقصد ... احيانا وعند بعض الاشخاص تكون عاطفتهم المنفردة قوية جدا لتبقي الحب حيّاً دون الحاجة لوجود الطرف الآخر .." هتفت نجاة " يا الهي ! هل سيظل احمد يعيش على حب شهد ؟ محروم من ان يحظى بحب متبادل ؟" هزّ كريم كتفيه وهو ينفض يديه قائلا " الامر بيده هو.. انه رجل ناضج وقادر على تحديد مشكلته وحلها اذا اراد .." لكن نجاة زمّت شفتيها بتصميم ثم قالت " انه بحاجة للمساعدة " نظرة عينيها اقلقت كريم فقال يحذرها " نجاة ... لا تدعي عاطفتك نحوه تسيطر عليك .." فردت بحزم " يجب ان اساعده كريم ... انه اخي ... صغيري .. لا يستطيع المرء قضاء حياته بهذه الطريقة الفجّة ! سيكون تعيسا دائما .." قال كريم ناصحا " ساعديه ولكن دون اندفاع عاطفي غير محسوب ..." سألت بتوجس " ماذا تقصد بالضبط ؟" فرد كريم " عليك ان تعرفي من احمد سبب علاقته الفاترة مع سهام وفي المقابل ان تكوني عادلة مع سهام وتستمعي اليها ايضا ..." هزّت نجاة راسها بينما اضاف كريم وهو ينحني ليقبل خدها " انا ساحاول التحدث اليه ايضا .. لا تقلقي عزيزتي .." ابتسمت له شاكرة بصمت فانشرح صدره وتنهد بسعادة ... لا شيء يسعده قدر ابتسامتها هذه ... *** في اليوم التالي حديقة بيت منى .... تسلقت مرام الشجرة العالية بحذر .. فرغم انها تجيد التسلق منذ الطفولة لكن مضى وقت طويل عندما لعبت دور طفلة شجاعة او مراهقة ذات حيوية ... لقد توقفت عن هذا منذ ... منذ ان اكتشفت انها تريد ان تكون انثى مبهرة ! بعد عدة محاولات حذرة للتحرك بين الاغصان المتشابكة وصلت اخيرا لتلك الكرة البيضاء والمرقطة بالاسود ... ابتسمت بانتصار للفتيان الواقفين على الرصيف في الجانب الاخر من سياج البيت ثم اخذت تلوح لهم بالكرة وهم يهللون لها ...كانت على وشك رمي الكرة لهم عندما فاجأها ذلك الصوت الساخر وهو يقول " هل سيستمر عرضك المغري طويلا ؟! تعبت من الوقوف تحت الشجرة وانا انتظر نزولك بأمان .. لا تعولي على شهامتي كثيرا وانزلي يا فتاة .." بقلب خافق حدقت مرام للاسفل نحو احمد الذي اخذ ينظر اليها بتسلية وعيناه تلامسان بنظراتهما شعرها المشعث ووجهها المتوهج ... كانت هيئته مرهقة وملابسه تعكس حالته ! قميص مجعد فوق سروال جينز قديم .. مد كلتي ذراعيه للامام وقال غامزا " هذا في حالة تعثرك وسقوطك الحر المتوقع قريبا..." شدّت مرام على فكيها وهي تتحرك لتنزل عبر الاغصان ... شعرت بغضب عارم ولم يكن غضبها نحو هذا الذي يثير جنون قلبها فقط ولكن نحو منى التي اكدت لها انه لن يكون موجودا اليوم! زمّت شفتيها وهي تتمسك باحدى الفروع لتخدش نعومة بشرتها.. همست " انتظري يا منى ... لن اسامحك على غباءك هذه المرة " جاءها صوته وهي تمد قدمها لترتكز على اخر فرع " كفي عن التكلم مع نفسك يا صغيرة واسرعي قليلا ... حقا صبري نفذ، وانا مرهق للغاية " ادارت وجهها نحو بشكل جزئي وهي تقول بحنق شديد " انا قادرة تماما على النزول وحدي ... فعلتها مرارا منذ كنت... آآآه " لحظة واحدة وافلتت قدمها ليفقد جسدها توازنه ويحدث ما توقعه هو بالضبط! لحظات ضائعة من الزمن وهي تستوعب سقوطها لتتلقفها في النهاية.. ذراعين صلبتين! *********** انتهى الفصل الثاني التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 11:28 AM | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
683Likes
.png)
.png)
.png)
العرض العادي
