آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: أعزائي يهمني رأيكم بروايتي هلوسـات من حيث الأسلوب ، الأفكار ، الأحداث ؟ | |||
| جـيـــدة |     | 46 | 86.79% |
| متوسطة |    | 7 | 13.21% |
| سـيئة |    | 0 | 0% |
| المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-01-13, 06:12 PM
| #1341 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام  
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0) جلنارag*, دنيازادة+ مساااء الورد ..أنا من الآن منتظرة بشوق ..والساعة عندي 6:12 بأنتظار الفصل ياحلو | |||||||||
|  |
|
26-01-13, 06:23 PM
| #1342 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  اقتباس:
اهلاً اهلاً عزيزتي هبة  هذا أول فصل أنزله وانا مقتنعة به وراضية والحمد لله دائماً أكون متردده ومرتبكة نوعاً ما ... يا رب يعجبكم يهمني ان تقرؤا هذا الفصل بالذات  شكراً لأهتمامك وتفاعلك و تشجيعك الرررررررائع  | ||||||||
|
| |
|
26-01-13, 06:46 PM
| #1344 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|  هذا الفصل إهداء إلى الصديقة الكاتبة المبدعة المتألقة ساندي شكراً لك الفصل الرابع عشر كنتُ أقومُ بترتيب أغراضي وحاجيّاتي في حقيبةِ سفرٍ مفتوحةٍ فوقَ السّرير، مع أخرِ قِطعةِ ثيابٍ وضعتُها أغلقتُ الحقيبةَ بإحكام، اتجهتُ إلى رفوفِ الكتبِ، أخذتُ أُنزلها وأُصفِّفُها في صندوقٍ كرتوني ضخم.. جاءت موافقتي على عقدِ العملِ الذي حصلتُ عليه بناءً على مزيجٍ من حبّي الفطري لأرضِ الرِّسالات السّماوية فلسطين ورغبتي بالاطلاع بوضوح على الحقائق المجردة من أيّ زَيف.. - راحـل ؟... صوتٌ رقيقٌ هَمَسَ من البابِ المُشرعِ.. كبُرَتِ الطّفلة، أصبحت كبرعمِ الزّهر الذي يوشكُ على التّفتحِ.. أَضحتْ صبيةً صغيرةً.. - إذأً ما قالته سعديّة لجدّتي صحيح.. سوف تذهب إلى فلسطين لتعمل كمراسلٍ صحفي. أُجيب بدون أنْ أتوقفَ عن وضع الكتب في الصندوق: - سعديّة لم تكذب يوماً. - لماذا لا تفعل مثل خالي منذر وتقبل العمل بالخليج؟ - لأن لي طموحاً مُختلفاً وواجباً يجب أن أقومَ به. - هناك الوضع خطير. - لهذا يجب أن أذهب. بقِيتْ واقفةً، لمحتُها تجول بعينيها اللوّزية تتأمل الغرفة كأنها تودعها بصمت.. استقرت نظراتها على الصندوق حيث تكدست الكتب فوق بعضها.. تمتمت بحزن: - أنا أيضا راحلة. - إلى أين ؟ - باتفاقٍ عائليٍّ تمّ اتخاذ قرار انتقالي للإقامة مع جدي... والد أبي.. توقفتُ عن لملمةِ أشيائي قائلاً باهتمام حقيقي: - وأنتِ ما رأيك ؟ - أنا !... - أجل .. هل أنتِ موافقة على هكذا قرار؟ تملّكتها الحيرة وأجابت بعفوية: - لا أعرف .. لم يسألني أحد عن رأيي.. لكن عائلة أبي يعاملونني بلطف.. قصر جدي كبير لقد خَصص لي غرفةً واسعةً مستقلة لي وحدي وتحتوي على كل ما أحتاج.. إلا أنني خائفة.. سـ.. سأفتقد هذا المكان.. تماماً مثلما سأشتاقُ لك. انقطع صوتُها، أحسستُ بعجزِها الذي وصل إلى أقصى مداه فمنعها من النطق.. اندفعتْ خارجةً من الغرفة وقد انهمرتْ دموعُها، راقبْتُها تجلسُ فوق الأُرجوحةِ، لحظةٌ قاسية أن يُفارق المرءُ من اعتادت عيناه رؤياه، نُحِسُّ بها عندما تعصفُ بنا، حيث تتمازجُ العواطفُ التي يصعبُ وصفُها.. عندها شعرتُ بما أنا مقدمٌ عليه، واجهتُ حقيقةَ أنني راحلٌ وربما لن أعود.. اقتربتُ منها قائلاً: - هل حقاً ترغبين أن تقرئي كتبي كلَّها ؟ رفعتْ عينيها، مسحت الدموعَ بكفِّها وقد شعَّ بريقُ نورٍ من بؤبؤيّها: - طبعاً . - قد تبدو غيرَ ثمينةٍ مادياً لكن القيمةَ المعرفيّة التي بداخلِ تلك الكتبِ توازي كنزاً.. هذه الكتبُ أغلى ما لدي.. أعلمُ أنّك أحببتِها تماماً مثلما أحبُّها أنا ولهذا سأعهدُ لك بها.. خُذيها واقرئي.. اِقرئي أطياف أينما ذهبتِ.. اجعليها أنيسةَ وحدتك.. وإذا لم أَعُدْ فهي لك. - حُلمي أنْ أمتلكَ يوماً كتباً مثل كتبكَ.. لكنّي لا أريدها.. لا أريد أن تكونَ هذه الكتبُ مِلكي إذا كان ثمنُها عدمَ عودتِك. أذهلتني بسرعةِ البديهة التي تمتلِكُها فقلت: - سأحاول جهدي المجيءَ في الإجازة. - هل هذا وعد ؟ - بالنسبة لي الوعد يعني الالتزام ولا يمكنني الجزم فالأمرُ يحكمه الظروف. - أنت لا تريد العودة إلى هنا. - سأعود يوماً بإذن الله .. سأعود يا أطياف... كنتُ صادقاً في قولي.. سأعودُ لأجل أمّي عمّان التي أسمعُها تقول: " مهما ابتعدتُم يا أبنائي لا بد أن تعودوا لي بشوقٍ. فأنا أُمّكم التي وإنْ قستْ عليكم أحياناً لا تشكّوا بحبي لكم".. أبي كان قد وافته المنية بأزمة قلبية مباغتة.. زوجته إصابتها صدمة عندما تبين لها أنها لن ترث شيئاً.. فلقد نقل أبي ملكية البيت باسمي من دون معرفتي!.. صديقي الأثير منذر استغلَّ فرصةَ العمل في دولةٍ خليجية باحثاً عن لقمة العيشوتأمين مستلزمات حياة كريمة ومستقبلٍ زاهر.. أمّا حبيبتي رغد فقد قُوبِلَ طلبي للزواج منها برفضٍ قاطعٍ من عائلتها.. المسافةُ التي فصلتْ بيننا يستحيلُ اجتيازها.. جرفَنَا تيارُ الحبِّ ولم نعِ الفوارق الطبقية.. هي جميلةُ عمّانَ الغربيّة، وأنا الشّابُ العِصاميُّ المكافحُ من عمّان الشّرقيّة.. كنتُ أنسى ذلك لشدةِ تواضعِها وبساطتِها.. كلُّ ما فيها كان رائعاً.. لفتَاتِها همساتِها.. نظراتِها.. نبرةِ صوتِها العذبة وابتسامتِها الحلوة الرقيقة.. أحببتُ رغدَ، ملكةَ قلبي وجعلتْ لحياتي طعماً ولوناً.. كلمةٌ منها كانت تملأُ نفسي بالثّقة والعزم.. حتى الآن أشعر بنشوةِ السّعادة عند ذكرِ حروفِ اسمها.. بنيْنَا قصوراً من الأماني فإذا بها قصورٌ من رمالٍ تنهارُ.. في لقائنا الأخير فوقَ مقعدِنا الحجري همستْ لي بصوتٍ حزينٍ: - باسل .. أودُّ أنْ تعرفَ بأنني مهما حدثَ أُحبكَ.. أحبك جداً.. كن متأكداً من هذا دائماً.. حتى ولو... حتى ولو.. غصّتْ في حلقها الدموعُ ولم تستطعْ نطقَ كلمة الفراق. انقطعتْ علاقتُنا بعد حصارٍ وضغطٍ شديدٍ من أُسرتِها.. لم يكن بيدنا حيلة.. أرسلوها إلى الخارج... سافرتْ رغد وافترقنا بدون وداع ... كنا نظن أننا سنموت إذا ما ابتعدنا، لكن لا أحدَ يموتُ من الحبِّ... لسنا أولَ عاشقين فشل حبُّهما وبالتأكيد لسنا الأخيرين.. **************************** جئتُ لفلسطينَ موطنِ الأحرار.. الذي جرى ويجري في فلسطين فظاعاتٌ لا يتخيّلُها العقل.. طوفانٌ من الدّمِ والأحزانِ لا تنتهي.. كلُّ شيءٍ لديهم صعبُ الحصولِ عليه.. كلُّ شيءٍ قاسٍ يحاصرُهم.. الظلمُ الوحشيّ يقهرُهم.. لكنّهم يناضلون من أجل كرامتهم.. يستشهدون في ريعانِ الشّباب في قبورٍ بلا أكفان.. همْ دائماً في موقعِ دفاعٍ مستمرٍ لكي يواصلوا الحياة.. أنا في الخندقِ معهم.. وأُحِسُّ نبضهم.. انخرطتُ بالعملِ كمراسلٍ صحفيٍّ، واجهتُ آلامَ شعبٍ ومآسٍ.. شاهدتُ فصولَ الموتِ.. مجازراً.. مذابحاً.. دماراً.. إبادةً همجية.. عملتُ على كشفِ خفايا وكواليسَ لانتهاكاتٍ للإنسانية.. هذا طبعاً أغضبَ الصهاينة الأعداء.. كانت المهماتُ شاقةً.. صعبةً.. تواجدتُ في أشدِّ الأماكنِ توتراً حيث الأوتارُ المشدودة والمناظرُ الرّهيبة.. أشلاءٌ مبتورة.. رؤوسٌ تتدحرج.. بيوتٌ مهدّمة فوق سكانها.. كلُّ شيءٍ مخضَّبٌ بالدماء.. نخوضُ معركةَ البقاءِ بين الرصاصاتِ النَّاريةِ والمطّاطية التي تأتينا من كلِّ الجهاتِ، نحاولُ تفاديَها والعبورَ إلى خطِّ النّار... بطاقتي التي تدلُّ على انتمائي الصحفي لم تردعْهُم عن ملاحقتي، ذلك زادني إصراراً على المُضيِّ نحو فضحِ أعمالِهم الإرهابية.. كل محاولات تهديدي لم تفلحبمنع يميني عن كتابة ما يحدث أمامَ عينيّ.. كتيبةٌ من وحدةٍ عسكرية صهيونية داهمتْ غرفتي الصغيرة التي أعيشُ بها، شاهرين أسلحتهم في وجهي، عابثين بأوراقي وملفاتي، مدمرين بأفواه بنادقهم كل الأشياء.. تم اختطافي بعدما أطلق أحدهم الرصاص على صدري فأصبتُ.. وهناك في زنزانةٍ مظلمةٍ هواؤها عفن لم يعرف النورَ يوماً تركوني أنزفُ من دون معالجةٍ طبية أو أيّ عناية صحية.. فشلوا في قتلي.. والموت رفضني!.. التحقيقات المصحوبة بأصنافٍ غرائبية من فنون التعذيب الشرسة، حيث يستخدمون أساليب جسدية ونفسية لا يمكن وصفها.. الضرب بالهراوات والركلات.. التجويع والحبس الانفرادي بحجرة طولها متر ارحمُها!.. ذلك لم ولن يجعلني أندمُ على مجيئي واختياري لطريقٍ صعبٍ شائكٍ.. لن أفقدَ إيماني بعدالةِ قضيتِنا وبحقنا الشرعي في المقاومة.. كنتُ أعرف تلك المنطقة الهشّة في نفسي فأُداريها بالتصلُّبِ بموقفي.. صورتُكِ يا أطياف تقفز إلى ذهني بوجهك البريء الطفولي وتكتسب حضوراً يضاعفُه غموضٌ مصيري.. جدرانُ السّجن اعتدْتُها حدَّ التّوحدِ.. في الأعوام الأولى اجتاحني الهذيان كثيراً وعانيت من الهلوسة.. صارت الأفكارُ تتوالى على هيئةِ حلقاتٍ تتقاطعُ ثم تنفصلُ ثم تتقاطعُ ثانيةً، تتراخى مرةً وتتسارعُ مرة أخرى.. تياران من الوعي اخترقاني كأنني شخصّان، واحدٌ يتابعُ حلقاتِ الأفكارِ التي تتوالى في رأسي والآخرُ يقظٌ يرصدُ الأولَ ويقولُ له أنني صاحٍ، أنا هنا أُدركُ شرودكَ ومسيطرٌ على هلوستكَ!!!... أوقِنُ أنّي لو بقيتُ على هذه الحالة سأصابُ حتماً بالجنون.. دوارٌ يلفُّني، أصرخُ بألمٍ، بهستيريا أشتمُهم بألفاظٍ وعباراتٍ بذيئةٍ لا أعرف متى وأين حفظتها، أسقط على الأرض الباردة و أغيبُ... بعدَ شهورٍ طويلةٍ من الاعتقالِ والتعذيبِ تمَّ الاعتراف بي كأسيرٍ، لُفُّقتْ لي تهمٌ كثيرة، انتهتْ بمحاكمةٍ غيرِ عادلةٍ أقربُ للمهزلةِ.. لقد تحملتُ ما لا يُحتملُ.. كيف استطعتُ البقاءَ على قيدِ الحياة؟.. تاهَتْ السنون.. وحدثَ ما حدث.. الأيامُ عاكستْ الآمالَ.. الأقصى أسيرٌ و المستوطناتُ تُبنى في القدسِ، الحفرياتُ تمتدُ كالسرطانِ.. جدارُ الفصلِ العنصريّ يعلو ونحن نشكو الضعفَ.. نتعلقُ بخريطةِ الطريقِ المبهمةِ البنود.. آه يا أطياف لم يعدْ أحدٌ يتحدث عن التحريرِ بل عن التبرير.. هل هي الظروف كما يقولون؟.. لم يعد الزمانُ هو الزمان.. آه يا أطياف ما كنّا نُسميه ذُلاً أصبحَ مطلباً!.. ماذا أفعل بذاكرتي؟.. هل أنسى صديقي وزميلي في مهنةِ المتاعبِ أمين بلهجتِهِ التونسيّةِ المحببةِ، عشرون رصاصةً اخترقت جسده أمامَ ناظري، بقي حتى أخر نفس في رئتيه يقبض على الكاميرا مصوراً ما يحدث قبل أن ينامَ طويلاً.. هل أقول أنه لم يمت؟... هل أنسى رأسَ ديفيد المتفجّر بالرصاصِ الاختياري من سلاحه الخاص بعدما فُجع بحقيقة ما يجري على أرض الواقع فلم يحتمل الصدمة وفضّل الرحيلَ بإرادته!.. لقد مرَّتْ سنواتٌ طويلةٌ ظللتُ فيها عاجزاً عن محوِ صورِ العذاب الذي عشتُهُ.. أحاولُ أن أُخفِّفَ الألمَ لكن من دون جدوى.. *************************** عبر َالإذاعةِ يأتي من أعماقِ المَسرّةِ والسّحر صوتُ فيروز، المطرُ الخفيفُ المتساقطُ يُريحُني.. السعادةُ تغمرُني منذ الصباح.. خرجتُ للفورة (كلمة نستعملها عندما يسمح لنا بالخروج إلى الساحة) مع الزملاء، قمتُ بالركض حول الساحة عدَّةَ دوراتٍ.. قصيدةٌ لنزار قباني سيطرتْ على أفكاري فأخذتُ أُردِّدُها ثوري.. أحبك أن تثوري ثوري على شرقِ السّبايا والتّكايا والبَخور ثوري على التاريخِ وانتصرِي على الوهمِ الكبيرِ لا ترهبِي أحداً.. فإنَّ الشّمس مقبرةُ النّسورِ ثوري على شرقٍ يراكِ وليمةً فوقَ السّريرِ لقد عزمتُ على الفرح، المناسبةُ تستحقُ الاحتفاءَ، فبعد كل هذا الفراقِ أترقبُ موعدَنا بشغفٍ.. أكثرُ من خمسةَ عشرَ عاماً مضت!.. حلقتُ ذقني، تأنقتُ كما يفعلُ الزملاءُ يومَ زيارةِ ألأحبة.. لم أكترثْ لحالةِ الدّهشة التي اعترتْ وجوهَ من حولي... " أضواء " ذلك البرنامجُ الثّقافي في التلفاز، الذي من خلاله سأعيدُ اكتشافَك، بعد أن شهدتُكِ طفلةً وديعةً تركضين بخفةٍ إلى غرفتي، تتلمّسين كُتبي باهتمامٍ وتطلبين أن أُعيرَكِ إياها.. لهذا كنتُ كلّما ذهبتُ للمكتبة لأشتري كتاباً لي أعودُ بقصةٍ طفوليةٍ لكِ.. أذكر كم فرحتِ بمغامراتِ أليسَ في بلادِ العجائب.. هناك فوق أرجوحتكِ تقرئين حالمة... ***************************** على الزاويةِ اليسرى من الأريكةِ الوثيرةِ جلستِ بفستانكِ البسيطِ بلونِهِ الأخضرِ الساحرِ وشعرك القصير!.. أين اختفت جدائلُكِ!..لماذا قَصصْتِها؟... نحيلةٌ أيضاً!.. نحيلةٌ أكثرَ ممّا يجب.. ابتسامةٌ وديعةٌ أضاءَتْ وجهَكِ الرقيقَ الجميلَ، بدا واضحاً لي أنّ في عينيك اللّوزية اجتمعَتْ أحزانُ العالم... جرحُ الماضي في حاجبِكِ لم يزول.. ويبدو أنكِ لم تحاولِي إخفاءَهُ بمستحضراتِ الزِّينةِ عن قصدٍ وكأنكِ لا تريدين مسحَ ذكرى تلك الحادثة!... بل أحسستُ أنك تحبين تلكَ النُّدبة!.. المذيعُ الشَّابُّ ببذلتِهِ السّوداءَ الأنيقةِ توجَّهَ للكاميرا قائلاً: - الدُّنيا عندها رحلةٌ من المعارفِ والمواقفِ والاكتشافاتِ التي تثيرُها... تدفعُها لحملِ سلاحِها.. قلمُها يتفجَّرُ بعوالمَ مجهولةٍ يُرضي طموحَها ورغبتَها بالتَّجوُّلِ في متاهاتِ الحيرة.. باحثةٌ في إسرارِ التَّواصلِ الإنساني.. تُوظِّفُ كلَّ ما يحدثُ لصالحِ كتاباتِها التي تعتبرُها المحورَ الأساسيَّ لحياتِها.. الكاتبةُ أطياف تميم أهلاً بك في برنامجِ أضواء. لاحت تقاسيمُ وجهِكِ بالرِّضا الذي لا يخلو من الحياءِ. - شكراً لكَ على هذه المقدمة التي تدلّ أنّكَ قرأتنِي جيداً.. بالفعل في أعماقي كاتبةٌ ترصدُ العواطفَ وتحفظُها في الذاكرةِ لتستحضرَها عند الكتابة.. أعترفُ أنني لا أتقن شيئاً إلا الكتابةَ.. تماماً مثلما لا يُمتّعُني أن أفعلَ شيئاً غيرها.. ولهذا أفرضُ عملي الكتابّي كأولويةٍ على أيّ ارتباطاتٍ أخرى.. كلُّ الأشياءِ تنتظرُ عندي إلا الكلمةَ التي أريدُ كتابتَها لا تنتظر.. عندما أسكنُ بينَ أوراقي أتخلى عن كلِّ ما حولي ببساطةٍ ولا أسمحُ لأيّ شيءٍ بعرقلتي.. أمّا لقبُ كاتبة الذي أصبح يسبق أسمي قد لا أكون جديرةً به.. كلّ ما في الأمر أنني أتحصَّنُ بالكتابةِ لمواجهةِ قسوةَ الحياة وغدرَ الزمان بمفاجآتِه التَّعِسة بوعيٍ.. أحاولُ النّضوجَ بعد كلّ انتكاسةٍ.. أتعلمُ كيف أتخطّى السقوطَ.. - الأنثى في رواياتِكِ غايةٌ في التناقضِ والتعقيدِ.. نجدُها متحررةً جريئةً لكنّها ضعيفةٌ وخائفةٌ.. وبالرَّغمِ من حيرتِها وضياعِها إلا أنّها ذكيةٌ مدركةٌ لأخطائِها.. واعيةٌ لظروفِها التي تحاولُ التَّحايُلَ عليها بشتى الطُّرقِ لتنالَ غايتها. تنفستِ الهواءَ بعمقٍ، بدوتِ كمن يستعدُ للمواجهةِ بقوةٍ.. - هذا واقع المرأة الشرقيّة.. للأسف هناك من ينظرُ للأنثى كأنّها كائنٌ محرمٌ.. من فصيلةٍ مختلفةٍ.. كلّ ما فيها يُحفِّزُ على الرذيلةِ ولذا يتعينُ الحجرُ على حركتِها إلا باشتراطاتٍ مجحفةٍ ومهينةٍ تحطُّ من شأنِنا. نحن أرقُّ الكائناتِ في الوجودِ وأكثرُها إخلاصاً وإثراءً لفكرةِ الحياة.. العُقدُ الذُّكوريّةُ المستعصيّةُ الآتيةُ من القرونِ الغابرةِ الغارقةِ في أقبيةِ الظّلامِ تلوذُ بالدّينِ لتُبرِّرَ أفاعيلها.. والأديان السّمّاويّة براءٌ من كلّ هرطقتِهم لأنّ الدّينَ لم يكن في يومٍ من الأيامِ عدوَ المرأةِ وسجَّانَها أو كَاتِماً لأنفاسها.. أتمنى لو أتمكنُ من نَسفِ واقعنا الرّجعيِّ.. الطائفيّ.. العنصريّ.. لا مُساومة في حقِّ المرأةِ الإنساني بالاعتراضِ على من يحترِفُ إذلالَها مهما كانت صِفاتُهم أو مواقعُهم.. وللأسف أقولها لابد من مواجهةِ بعضِ النّساء اللواتي لا يتورعنَ عن المُزايدةِ على الذكورِ في تعنيفِ المرأةِ واتّهامها بالمسؤولية عن خرابِ العالمِ وسوءِ أخلاقِه وانحطاطه.. - الواقعُ يقولُ أنّ المرأةَ حصلتْ على الكثيرِ من حقوقِها فأصبحتْ لها مكانةٌ مرموقةٌ جعلتها تحتلُ مناصبَ عاليةً مهمّةً. أجبتِ بحدَّةٍ وكبرياءٍ وأنتِ تُحرِّكين يديّك أمامَك بانفعالٍ، عندها لاحظتُ خُلوَّ أصابعِك الرّقيقةِ من أيّ خاتمٍ: - المرأةُ التي تحررتْ من قيودِ الرجلِ لم تضعْ قواعدَ تمنعُها من الوقوعِ في مطبِ تحويلِ عرشِ الرجلِ من جميلٍ إلى أجملٍ!!.. فعندما استطاعتْ فكَّ السلاسلِ جعلتْ الرجلَ يتحررُ من مسؤولياتِهِ وواجباتِهِ اتجاهَها فأصبحتْ تتحملُ كافَّة متطلباتِ الحياةِ بل وتتخلى عن أنوثتِها واحتياجاتِها.. المرأةُ دفعتْ ثمناً غالياً مقابلَ استقلاليتِها لأنّها أَضافتْ على عاتِقِها أعباءً جديدةً.. - الفراقُ.. الحزنُ.. المرضُ.. الموتُ عناصرُ يرتكزُ عليها عملُكِ الأدبي؟! - للموتِ أشكالٌ عديدةٌ.. موتُ جسدٍ.. موتُ روحٍ.. موتُ أشياءَ جميلةٍ.. موتُ قيمٍ كالعدالةِ والخيرِ.. أما الموتُ الحقيقي... عفواً.. ارتبكتِ وكأنكِ على وشك الاعتراف بحقيقةٍ مُرّةٍ!.. تناولتِ من على الطاولةِ إمامَكِ كأسَ الماءِ، ارتشفتِ منه ببُطءٍ منتهِزَةً الفرصةَ للتفكير ِبإجابةٍ صادقةٍ مواربةٍ تدل على ذكاءٍ ومهارةٍ بقدرتِك على انتقاءِ الكلماتِ.. - الموتُ ليسَ بالمجهولِ لي.. ليسَ هاجساً يرهبُنِي.. لكنه يُخيفُنِي أثناءَ إنتاجي الأدبي.. يُرعبني أن أفقدَ روحي قبل الانتهاء من آخر كلمةٍ.. لذا أعتكفُ على أوراقي بذعرٍ لعدمِ هدرِ الوقتِ المتبقّي لي في الحياة. متوسلةً للخالق عز وجل أن يُمهلنِي حتى أُنجز ما بين يديّ.. وأنا أعلمُ بأن الموت حقٌّ علينا.. فإذا ما انتهيتُ أتنفسُ بعمقٍ لأنني ما زلتُ على قيدِ الكتابةِ!!.. أما الحزنُ فأنا لا أحترفُه أبداً.. رغم أن قلبي لم يعرفِ الفرحَ بعد. " قلبُكِ لم يعرفِ الفرحَ بعدْ " ياه يا أطياف!... ما الذي فعلَتْهُ بكِ هذه الأعوامُ المريرةُ؟... - أثناءَ التّحضير ِوالإعدادِ لهذه المقابلةِ طلبتِ الاستماع لأغنيةٍ خاصةٍ للسيّدة فيروز.. يُسعدنا أن نُلبِّي رغبتَكِ الآن. فجأةً استرخَتْ عضلاتُ وجهِكِ، فاضت عيناكِ بدفءٍ مسَّ شغافَ القلبِ.. بدوتِ مختلفةً تماماً!.. كأنّك شخصيةٌ أخرى!.. انسجمتِ مع لحن الأغنيةِ وصاحبْتِي فيروزَ بتحريكِ شفتيّكِ الورديّةِ تُدندنينَ معها بابتسامةٍ حالمةٍ: "أنا عندي حنين.. وما بعرف لمين.. ليليه بيخطفني من بين السهرانيين.. وبصير أيمشيني.. لبعيد أيوديني.. تأعرف لمين.. وما بعرف لمين.. أنا خوفي يا حبي.. لتكون بعدك حبي ومتهيئلي أنسيتك وأنت مخبى بقلبي.. وبتودي الحنين.. وبشلحني بالمنفى بأسامي المنسيين.. تأعرف لمين.. وما بعرف لمين..." انتهى الفصل الرابع عشر (( في الفصل القادم نتابع في لقاء أطياف: أعملُ الآن على ملفٍ هامٍ جداً تمّ تجاهله لسنواتٍ طويلةٍ.. نحنُ أعضاءَ لجنةِ شؤونِ الأسرى والمفقودين في السجونِ الصّهيونيةِ نقومُ بحمَلاتٍ وفعالياتٍ للمطالبةِ بإطلاقِ سراحِ كلِّ الأسرى ومعرفةِ مصيرِ المفقودين.. والتحقيقِ في الاضطهادِ والتعذيبِ الذي تمَّ إخضاعُهم له.. وأقولُ للأبطالِ المناضلين الأحرار في كلّ المعتقلات.. نحن معكم.. لم ولن ننساكم.. وقريباً جداً بإذن الله ستكونون معنا بين أهلكم وأحبائكم الذين لم تغيبوا عن بالهم يوماً.. اللقاء لا بد آتٍ.. )) لا تجعلوني انتظر طويلاً تعليقاتكم التي تهمني كثيراً ولو بكلمتين ولكم جزيل الشكر والمحبة | |||||||
|
| |
|
26-01-13, 06:54 PM
| #1345 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 4 والزوار 1) دنيازادة, Angel1118+, مهاا منورين حبايب اهلاً وسهلاً شرفتوني | |||||||
|
| |
|
26-01-13, 07:00 PM
| #1346 | ||||||||||||||
| نجم روايتي  
| يا إلهي لما تريدين قتلي لما هذه الغلقه كدت افجر راس امي بصراخي ليس عدلاً رغم ان الفصل به الكثير من الحكايا والالم والمعاناه والذكرى الا انه قصير طماعه اريد اكثر انتظرك بشغف ياصديقتي تحيتي ملاك | ||||||||||||||
|
| |
|
26-01-13, 07:09 PM
| #1347 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| مساء الورد .. تمنيت بشدة أن لا يتنهي الفصل ..ولماذا ينتهي ؟..لقد أخذتني إلى عالم آخر ..عالم ليس به سوى الأرواح تسمو .. ما اشعره لا علاقة الآن بما أكتبه ..لأني بالفعل بت مدمنة على كتاباتك مبدعتي دنيا.. كل مافي الفصل يدعو إلى التأمل ..كل جملة ..كل كلمة ..كل عبرة .. وصفك الذي يسبق لحظة التأمل ..أشعر وكأنك تتكملين عن كل شخص فينا , مهما كانت شخصيته ..أو جنسيته ..ماكتبته هنا دنيا قد فاق الأبداع بمراحل .. وكما تثيرين شجوني في كل فصل ..وجدت إني تعلقت بهذه الكلمات الصغيرة ..كلمات قالها باسل في غمرة صراعه للنجاة وسط المحتلين , نجاة كلمته .. فشلوا في قتلي ..والموت رفضني ! هي عبارة تنفع أن تكون عبرة لأيامنا هذه ..حينما تموت أرواحنا ..حينما نغيب عن الحاضر ..نتلاشى بعيدا عن أهم مبادئنا ..طموحنا وأحلامنا ..نترك اليأس ليسيطر علينا ..فتموت دواخلنا ..رغم إننا على قيد الحياة ..في حين إن الموت الحقيقي لم يطرق بابنا بعد ..! العبارة الأخرى التي توقفت بها ..هو ما أدركته بدهشة ...مافكرت به اليوم صباحا ..كان هذا بالظبط .: الموتُ ليسَ بالمجهولِ لي.. ليسَ هاجساً يرهبُنِي.. لكنه يُخيفُنِي أثناءَ إنتاجي الأدبي.. يُرعبني أن أفقدَ روحي قبل الانتهاء من آخر كلمةٍ.. لذا أعتكفُ على أوراقي بذعرٍ لعدمِ هدرِ الوقتِ المتبقّي لي في الحياة. متوسلةً للخالق عز وجل أن يُمهلنِي حتى أُنجز ما بين يديّ.. وأنا أعلمُ بأن الموت حقٌّ علينا.. فإذا ما انتهيتُ أتنفسُ بعمقٍ لأنني ما زلتُ على قيدِ الكتابةِ!!.. أما الحزنُ فأنا لا أحترفُه أبداً.. رغم أن قلبي لم يعرفِ الفرحَ بعد. وبهذا ياصديقتي ..ولاني أعرف بأني لن أوفيك حق فصلك المبدع هذا ..اقول لك بأني أؤمن بشدة بأنك يوما ستكتبين ثورة أدبية ..تجتاح القلوب والسرائر ..كما تفعلين بنا الآن في هلوسات .. دمت بتألق دائم | |||||||||
|
| |
|
26-01-13, 07:32 PM
| #1348 | |||||||
| نجم روايتي وكاتبةوقاصةوعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وحكواتي روايتي و شاعرة متألقة ونشيطة في المنتدى الأدبيومدققة بقسم قصر الكتابة الخيالية  
| sandybell2012*, دنيازادة+, مهاا, nabooosh مسالخير دودي... مسا الخير صبايا أنا مختفية ^_^ تسلميلي ع الإهداء والله كلك ذوق أنت المبدعة الروعة اللي تشرفت بصداقتها يا تاج راسي ^_^ | |||||||
|
| |
|
26-01-13, 08:14 PM
| #1349 | ||||
| نجم روايتي وقارىء ذهبي في قلوب أحلام وشاعرة متألقة في المنتدى الأدبي  
| دنيا فصلك المؤثر جعلنى ابكى بشدة ولا تعتذرى ككل مرة على بكائى على ما تكتبه من كلمات معبرة ومؤثرة تمس شغاف قلبى بروعتها ... اه يا باسل لكم عانيت وتعذبت اينعم تاثرت ولكنك لم تستسلم وقاومت ومازلت تقاوم والحرية قريبا باذن الله لم ترد الذهاب الى الخليج مع صديقك منذر فالامر ليس عمل لمجرد المال لبناء المستقبل بل طموحك تعدى ذلك قلبك قادك الى العروبة والاصالة الى الواقع باوجاعه والامه بسبب صدقك ونزاهتك ومبادئك واخلاقك اعتقلت اصبحت اسير ونصبت لك تهم ليس لك دخل فيها كل ذنبك انك عريت الحقيقية نجوت من الموت عشت فى وحدة وخوف اصابتك بالجنون ومع ذلك لم تندم لم تضعف ولم تفقد الامل ..... يا الله اكل هذا لانك ستقابلها من خلال التلفاز جزء من ماضيك جزء من عمان الحبيبة كبرت وصارت كاتبة من نظرة واحدة فقط فى عينيها علمت انها بداخلها ليس هناك التوهج الذى تلمحه فى منظرها الخارجى فالداخل مكسور وموجوع ما فعلته بها الاعوام تنتظر خروجك ورجوعك لتحكيه لك باسل لتعود سالم الى بلدك عمان بعد طول اشتياق .... لم تنجح قصة حبكم كغيرها من قصص الحب التى بائت بالفشل لاسباب متعددة وانتوا المال والفوارق الطبقية والمكانة هى من فرق بينكم وخسرتم من خلالها حبكم كيف اصبح حالك رغد بعد الفراق والبعاد امازلتى تتذكرين باسل كما يتذكرك ام ان الحياة تستمر وتسير ونحن يجب ان نسير معها .... دنيا الشكر وحده لا يكفيك على ابداعك فى هذا الفصل بجد فصل اكثر من رائع ابدعتى فيه جدا دنيا ... والشكر موصول لساندى للتدقيق ... فى انتظارك مع القادم دنيا ومن خلال الجزء الذى يلى الفصل تشوقنا جدا للقادم وان الحرية قادمة ... دمتى فى امان الله ورعايته... | ||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| أحرار, أطياف, الأسرى, رواية, هلوسات |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
6Likes
.png)
.png)
.png)
.png)
العرض العادي
