أبي يريد أن يقتلني (1) " مكتملة " من سلسلة السر le secret - الصفحة 31

دندوونه3 · 16-01-13, 09:07 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

bella story · 16-01-13, 09:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دندوونه3

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أتمنى أن تعجبك. وشكرا على مرورك.
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)
‏bella story, ‏دندوونه3

bella story · 16-01-13, 09:40 PM

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏bella story, ‏ammona101010, ‏دندوونه3
أرجو أنكم تستمتعون بالقراءة.

دندوونه3 · 16-01-13, 09:44 PM

عن جد الروايه حلوه مت راح ينزت الفصل الجاي

bella story · 16-01-13, 09:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دندوونه3

عن جد الروايه حلوه مت راح ينزت الفصل الجاي

أنا سأكمل امتحاناتي الجمعة. لذا الفصل سيكون.. ربمى السبت أو الاحد أو حتى ليلة الجمعة.

Fatma nour · 19-01-13, 02:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

bella story · 19-01-13, 03:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة this my

بسم الله الرحمن الرحيم
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شكرا لمرورك. ترقبي الفصل العاشر فهو قريب.

قمر الليالى44 · 19-01-13, 11:15 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ,وبالتوفيق في روايتك انشاءالله

sinderala · 20-01-13, 12:06 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

bella story · 20-01-13, 12:27 AM

الفصل العاشر:
من وجهة نظر أحمد.
جلست محبطا على عتبة بابنا.
لقد تمكنت من الهرب مجددا. إلى متى سأصبر؟ لقد كانت هذه فرصة ذهبية! هي وحدها في منزلها ولا أحد في منزلنا.
أشعر في بعض الأحيان أنها ليست عادية. كيف تمكنت من القفز من نافذة المطبخ تعلو الأرض بكثير. كما أن سرعتها غير عادية.
رفعت نظري إلى ذلك الباب الملعون الذي يمنعني من الوصول إلى حبيبتي. لمعان جذب انتباهي فاتجهت إلى مصدره... إنها مفاتيح! مفاتيح منزلها! ربما أسقطتها حين أمسكتها. التقطتها ومسحت التراب عنها.
جريت إلى صانع المفاتيح وطلبت منه طباعتها كلها. كنت أراقب عمله بنفاذ صبر. حين أنها أخذت المفاتيح وركضت إلى المنزل. أسقطت المفاتيح في نفس المكان وقررت تأجيل الأمر إلى الغد، لأن أبي وأمي عادا كما يبدو.
كان صراخ أبي كالعادة يصم الآذان. دخلت غرفة نومي التي أشاركها مع أختي الصغيرة وأغلقت الباب. لقد كانت نائمة رغم أنها لا تزال الثامنة. تمددت قربها على الأرض.
علا صوت ضرب ونواح أمي.
"أيتها... يا ابنة..." شتمها أبي.
يبدو أن أمي رفضت إعطاءه النقود كي لا يشتري الخمر والحشيش مجددا.
منذ ولادتي لا أذكر يوما لم يضرب فيه أبي أمي عند عودته بعد ثلاثة أشهر على الأقل. أصبح هذا بالنسبة لي شيئا عاديا...
لن أكون مثله أبدا، فأنا سأجعل من حبيبتي سارة أميرة، وسأجعلها تغرق في بحر حبي، ولن أتركها أبدا! مستحيل أن تتركني بعد أن تصبح لي فكل الفتيات اللواتي صادفتهن سابقا يرجونني العودة إليهن...
تذكرت صورتها مع شادي اليوم حين كانا جالسين معا... اللعنة! لا بد أنها منجذبة إليه بسبب ثرائه! لماذا ولدت في هذه العائلة الفقيرة؟!
"تحت الوسادة! المال تحت الوسادة الصفراء!" صرخت أمي باستسلام.
بعد لحظات صرخ أبي:" إذا أردت ألا أضربك مجددا حضري النقود على الطاولة كي أخذها ما إن أدخل"
سمعت صوت ارتطام الباب ثم نواح أمي.
تململت أختي فأخذتها في حضني وأنا أربت على شعرها. إنها تشبه أختي رحمة رحمها الله. لقد كانت في الرابعة من عمرها عندما قتلها أبي. لا أزال أتذكر ذلك اليوم التعيس.
كنت في السادسة من عمري حينها. كان يوما من أيام الصيف. وكنا في المطبخ ليلا. احتضنتني أمي ودفنت رأس في صدرها باكيا على الخبز. كنت جائعا كثيرا ولم يكن بحوزتنا مال.
"توقف عن البكاء وإلا سيضربك أبوك... أنت تعلم انه يكره بكاء الأطفال... هيا نم كأختك لقد تأخر الوقت... إذا نمت لن تشعر بالجوع".
نظرت إلى أختي النائمة بجانبنا على حصيرة فرشت كي نجلس عليها ونحن نأكل أمام تلك الطاولة الصغيرة المدورة. كنا ننام هناك في المطبخ فلم نكن بعد بنينا غرفتي. حيث كان منزلنا يتكون حينها من المطبخ والحمام وغرفة أمي وأبي وباحة ننشر فيها الغسيل.
اتكأت جنب أختي متأوها من شدة الجوع.
لم أستطع النوم مطلقا. دخل أبي بعد مدة وهو يغني بصوت عال. لقد كان سكرانا. استيقظت أختي إثر هذا الضجيج وصرخت باكية.
" أصمتي أيتها..." صرخ أبي لاعنا.
لا أدري أين كانت أمي. ركل أبي أختي في بطنها وكرر الأمر عدة مرات. صرخت مستنجدا بأمي وحاولت إيقاف أبي، فرفعني عن الأرض ورماني. داخ رأسي ولم استطع النهوض وراقبت أبي وهو يأخذ أختي وهي تتلوى ليخنقها. خرج الدم من فمها ملطخا يداه. انفضت انتفاضة أخيرة ثم سكنت إلى الأبد... أتذكر أن أمي بكت حتى أغمي عليها بينما لاذ أبي بالفرار واختفى لمدة ستة أشهر. لم نخبر أحدا عن سبب الحقيقي في موت أختي وادعينا أنها ماتت جوعا وأنها كانت مريضة. تعاطف معنا الناس وساعدوا أمي في إيجاد عمل.
لا أدري لم لا تطلب أمي طلاقها منه؟... لا شك أنها تخاف أن يقضي علينا...
ليت سارة بين ذراعي الآن لا أختي. والله يا شادي لن أدعك تأخذها مني. سارة هي لي! لي وحدي!
أيقظني البرد في الصباح الباكر. كانت أختي منكمشة على نفسها كالقنفذ. لم أجد شيئا لأغطيها به فأخذت أحد معطفي ووضعته عليها. سرت رجفة في جسدها ثم انكمشت على نفسها أكثر.
ارتديت ملابسي وأخذت محفظتي.....
كانت أمي في المطبخ تحضر الفطور مولية ظهرها لي. انتشرت رائحة القهوة في الجو. جلست على الطاولة وسمرت نظري عليها.
وضعت أمي كوبا من القهوة أمامي على الطاولة فلاحظت الندوب المنتشرة عليها و جرحا عميقا. رفعت نظري إلى وجهها. لم تستطع فتح عينها اليمنى المنتفخة، شفتاها متورمتان، جرح آخر في وجنتها اليسرى، وانتشرت الندوب في وجهها وعنقها. أخفضت نظري إلى الخبز الذي وضعته أمامي. أكلت طعامي ثم سارعت بالخروج إلى صديقي الذي وصل للتو ليرافقني في طريقي إلى المدرسة. نظرت إلى باب منزل سارة. لقد كان الباب الحديدي مفتوحا مما يعني أنها خرجت.
لم نتكلم، أنا وصديقي سعيد، طول الطريق. وحين مررنا ببضع أطفال صغار صرخوا قائلين:" آ زيتونة سوداء!" قاصدين بها صديقي سعيد. فبشرته كانت سوداء مع عينين وشعر قصير بنفس اللون. هو أقصر مني ببضع سنتيمترات.
نحن نشترك في صفة حب المغامرة. لكنه كان يرمي نفسه فيها دون أن يفكر مثلي...
لاحت لي في الأفق سارة وصديقتها إيمان. فستانها الأزرق الطويل الذي ارتدته يطير خلفها، وضفرتها الطويلة تتأرجح.
هل أدخل سعيد في الخطة؟
أخرجت المفاتيح من جيبي قائلا:"حصلت على مفاتيح منزل سارة".
" كيف؟ أاستسلمت لك بهذه السهولة بعد كل هذه الشهور وأعطت لك مفتاح منزلها؟" قال سعيد بصوت عال وجحظت عيناه فلكزته بمرفقي معيدا المفتاح إلى جيبي . وفي نفس الوقت انضم لنا ولد بقسمنا اسمه عبد السلام فسأل سعيد:" لدينا حصة رياضيات وفرنسية هذا الصباح؟"
" لا! عربية ورياضيات!" أجابه سعيد. تعجبت لأنه يحفظ استعمال الزمان أما أنا فلا أدري حتى الكتب التي ندرس فيها!
ما إن أكمل سعيد كلامه حتى اختفى عبد السلام وكذلك اختفت سارة وراء أسوار المدرسة.
"كدت تفسد مخططي لهذا اليوم... كادت أن تسمعنا!... سأحكي لك ما وقع".
وقفنا خارج المدرسة وحكيت له ما وقع باختصار.
"... قررت تأجيل الأمر لليوم. أريدك أن تساعدني إذا ما حاولت الهرب مني. ستقف خارجا لإمساكها. سنلتقي في منزلي..." سكت حين رأيت شادي قد اقترب منا، ووجهه شوهه غضب قاتل.
ضحكت كي أغيظه أكثر. فاستدار نحوي مكشرا ثم دخل.
أتى صديقنا منير على دراجة نارية جديدة.
صفر سعيد ثم قال:"دراجة رائعة!" وضرب يده بيده وكذلك فعلت.
حكيت له نفس الشيء وحددت له مكان سكني.
" حسنا! اتفقنا!" وافقني ثم اقترح:" لم لا أحضر معي سميرة وصديقتها؟"
"افعلا ما تشاءان المهم ألا تدعاها تهرب إذا خرجت".
"أتريدان تجربتها؟" قال منير مشيرا إلى تلك الدراجة السوداء اللامعة.
إنه بنفس قامتي. له بشرة بيضاء، وشعر برونزي، وعينان بنيتان داكنتان.
أخذنا تلك الدراجة وتوجهنا إلى خلاء. جربتها أولا. كان ذلك ممتعا. الهواء يداعب شعري ووجهي وأحس نفسي متحررا من هذا العالم. صوت محركها القوي كزئير الأسد يشعرك أنك ملك هذه الدنيا الذي يهابه الجميع والذي لا يمكن لشيء إيقافه. أستطيع أن آخذ سارة بكل سهولة...
بعد أن جربها سعيد، ودعنا منير وتوجهنا إلى المدرسة. كنا متأخرين بنصف ساعة، لكننا قبل ذلك قمنا بتثبيت شعرنا بالجل الذي أحضره منير وعدلنا من حالتنا. التقينا بعبد السلام، فقفزنا من السور وساعدناه وتسللنا إلى القسم لكن الأستاذة تصدت لنا سائلة:" أين كنتم؟"
"وصلنا للتو" كذبت عليها.
"لقد رأيتكم تدخلون باكرا" أجابتنا بصرامة.
"لا والله لقد وصلنا للتو". هذا صحيح! ألم نكن في الخلاء قبل قليل؟
" لا تحلف بالكذب! قليلو التربية! شعر مثبت بالجل وقمصان فتحت أزرارها العلوية! هذا لن يجعلكم أفضل من الآخرين! هيا اخرجوا من هنا! لا أريد أن أراكم بقسمي" صرخت فاستدرنا وخرجنا. كانت هذه الأستاذة السادسة التي تطردنا. لا أحد يحتملنا-أنا وسعيد-.
" أين كنت أنت؟" سألت عبد السلام.
" اضطررت للعودة للمنزل لأني أحضرت كتب الفرنسية بدل العربية" أجابني.
لم تكن علاقتي بعبد السلام جيدة، فهو نوعا ما يقلدني وهذا ما لا يعجبني. أعلم أنه يريد جذب الفتيات مثلي!
لم أدرس ذلك اليوم شيئا وتسكعت مع الأصدقاء إلى أن جاء الوقت الذي أنتظره بشوق.
اتجهت إلى منزلها. فتحت الباب الحديدي والخشبي محاولا عدم إصدار أية ضجة.
توجهت إلى غرفتها التي عرفتها منذ أول لقاء لنا. سمعت انسكاب الماء فعلمت أنها تستحم.
دخلت الغرفة. إن سريرها كبير، ربما هو كذلك بالنسبة لي لأن سرير أمي وأبي بنفس حجمه فأبي قد باع سريرهما وأحضر بدله واحدا أصغر! أغطية السرير وردية تتناسب مع الجدران البيضاء والأرضية الخشبية المائلة إلى الابيضاض أكثر من الاصفرار.
سمعت صوت خروجها فاختبأت وراء الباب.
قلبي يخفق بسرعة من كثرة الإثارة. فوجئت بشكلها! لم تكن تستر نفسها إلا بمنشفة بيضاء قصيرة يصل طولها إلى منتصف فخدها! ويظهر الكثير من صدرها. سال لعابي في فمي أمام هذا المنظر... بشرتها بيضاء لا أستطيع تخيل ما هو أكثر ابيضاضا أكثر منها... استيقظت من أفكاري وأخذت المفتاح الذي أقفلت به الباب ووضعته في جيبي.
استدارت وارتسم على ملامحها المفاجأة والخوف.
اقتربت منها وقلت دون تفكير وبصوت غريب:"فاتنة جدا!"
شدت بيدها على المنشفة وألصقت ظهرها بالباب.
" ك..ك..كيف دخلت؟ كيف لم أ..أ..أحس بك؟" أعجبتني نبرة الرعب في صوتها.
" لا تخافي يا حبيبتي، سنلعب قليلا فقط" همست محيطا خصرها النحيف بذراعي وباليد الأخرى أمسكت ذقنها. لم يكن باستطاعتها التحرك كثيرا فهذا يعني سقوط منشفتها! لكني تمنيت لو تفعل.
تجمعت الدموع بعينيها ثم صرخت بغضب وهي تضرب قدمي:" ابتعد عني!"
آلمني ذلك كثيرا فتأوهت وتعمدت السقوط أرضا جاذبا إياها معي.
أحسست بصدرها على صدري وقلبها الخافق بين ضلوعها بعنف. أنفاسها الدافئة تلفح عنقي. أدرت نفسي فصرت فوقها ورفعتها حتى يصبح وجهها موازيا لوجهي. لمست شفتها بسبابتي مستمتعا بنعومتها....
من وجهة نظر نسرين/سارة:
لا أدري كيف دخل؟ وكيف لم أسمعه أو حتى أحس به؟ علي الاعتراف أن عقلي كان يفكر في عرض شادي كثيرا ويرسم ألف صورا عما كان بإمكاني أن أفعل مع أخته أو معه الآن!
كانت أنفاس أحمد السريعة على شفتي مزعجة... جسده فوق جسدي... أحسست بيده تفك منشفتي... ضربته بركبتي بقوة بين رجليه فصرخ متألما وثقل جسده فوق جسدي.
سمعت صوت انكسار النافذة. رأيت شبح شخص طويل يزيح عني جسد ذلك الحقير... أخذني بتردد بين ذراعيه... كنت مشوشة... هل هذا شادي فعلا؟ أحسست بنبض قلبه المسرع، بارتجافه، بدفء جسده...
إنه هو! إنه هو! اتسعت عيني حين أدركت أنه واقع وليس أحد صور مخيلتي الطائشة. اعتراني الخجل وصرخت بقوة وأنا أدفعه عني. وضعني في السرير بسرعة صارخا أيضا:" لا تقلقي أنا لن أفعل لك شيئا! لن أؤذيك! سأخرج!" ورفع يديه كمن هدد بإطلاق النار عليه، ثم أراد فتح الباب لكنه وجده مغلقا.
" أين هو المفتاح؟" سأل دون أن يستدير إلي.
بقيت صامتة لمدة قبل أن أجيب هامسة:"إنه في جيبه".
فهم قصدي وفتش جيوب أحمد فوجد المفتاح وخرج وهو يجره.
"آآآ... سارة؟ أريد الحديث معك، فهلا ارتديت ملابسك بسرعة؟" قال بتردد.
ما الذي يمكن أن يحدثني فيه؟... من المفترض أني بشرية! يجب أن أكون فضولية لمعرفة كيف دخل! أصلا أنا أريد معرفة كيف علم مخطط هجوم أحمد علي...
"سارة؟" ناداني فعلمت أني أطلت التفكير.
"حسنا" أجبته بارتباك.
ما الذي سألبسه؟ فتحت خزانتي واطلعت عليها. هل أرتدي منامتي؟... من المفترض أن أنجز فروضي المنزلية ثم أخلد إلى النوم. نعم، سأرتدي منامتي!
اخترت واحدة زرقاء. جففت شعري بالمنشفة ثم سرحته وضفرته كما فعلت صباحا.
بقيت مترددة أمام باب غرفتي لمدة طويلة قبل أن أفتحه.
وجدته متكئا على الحائط يمينا. استدار واقترب مني وبقيت متسمرة في عتبة الباب. اضطررت لرفع رأسي كي أرى وجهه.
بدا غاضبا جدا وقال دون مقدمات:" هل أنت حمقاء لتخرجي من الحمام لا يسترك شيء سوى منشفة؟ ألا تخافين أن تمرضي بسبب البرد؟"
شعرت بالغضب من لهجته فقلت بحدة:"هذا ليس من شأنك!"
أراد أن يقول لي شيئا لكنه أغلق فمه. بقينا نتبادل نظرات غاضبة وكأننا نتقاتل.
نطقت أخيرا سائلة:" كيف علمت بهجوم أحمد علي؟"
"سمعته يتفق مع أصدقائه على الأمر" أجابني.
"وماذا عن مكان إقامتي؟"
"لقد حددها أحمد لأصدقائه أثناء الاتفاق"
" ولم يشعروا بك!"تظاهرت بالتعجب لكني كنت فاشلة في التمثيل. فأنا أعلم أنه استعمل سمعه الحاد لسماع ما يقولنه من بعيد.
لم يظهر عليه الشك بل كان منزعجا وقال بحدة:" كفى سخرية!"
" أنا لا أسخر منك!" أجبته مندهشة.
ركز نظره في عيني وكأنه يبحث فيهما عن شيء. رفع حاجبه الأيسر متعجبا فعقد حاجبيه.
تمتم بصوت منخفض جدا ضانا أني لن أسمعه:" لماذا لا تعمل معها قدرتي؟ إنها تكذب... لكن... ربما انخفضت طاقتي..."
"توقف عن جعلي فأرة تجاربك!" صرخت بحماقة كاشفة أمري.
جحظت عيناه وقال بعد ثواني معدودة:" هل سمعت ما قلت؟"
"إن أي واحد كان قادرا على سماعك" قلت وأنا أنظر إلى صدره المفتول العضلات. شعرت بعدم راحة فحولت نظري إلى يدي وبدأت العبث بأصابعي.
ساد الصمت لمدة طويلة قبل أن أسأله:" كيف دخلت من النافذة رغم أنها بالطابق الثاني؟"
"هذا ليس من شأنك!" أجابني بنفس الجملة التي قلتها له سابقا.
نظرت إليه مجددا عاقدة ذراعي على صدري وعوجت فمي فقلت:"هذا من شأني لأنها غرفتي وقد كسرت نافذتها".
بقي صامتا فأعفيته من الإجابة التي أعرفها: تسلق الشجرة المقابلة للنافذة وقفز.
"أين وضعت أحمد؟" سألته.
" يستحسن ألا تعرفي".
"يجب أن أعرف فماذا لو عاد أهلي الآن ووجدوه..."
قاطعني قائلا:" لقد أخرجته".
"ماذا؟ لكنك لا تملك مفاتيح البيت! أم أن أحمد كان قد كسره؟"
"لقد كان يملك نسخة عن مفاتيحك. وهذا خطأ ثان تقترفينه. كيف لك أن تتركي مفتاح المنزل خارجا؟"
"من أين لك هذه المعومات؟"سألته.
"لقد استمعت لأحمد!" قال مذكرا.
"لقد تجسست على أحمد!" صححت مؤكدة ثم استرسلت:" ثم أنا لم أتركه خارجا فهو من هاجمني فسقط المفتاح من يدي ولم أستطع استرجاعه حينها وهربت وانتظرت حتى يدخل منزله".
"إذا كنت قد انتظرته حتى يدخل منزله فكيف لم تريه حين أخذ المفتاح؟"
" لأني لم أكن أراقبه!"
أضفت مستنتجة:" أظن أن هذا هو سبب دعوتك لي صباحا".
" ما الذي جعلك تعتقدين أني أنا من دعوتك وليست أختي؟"
هززت كتفي فقد تمكنت من معرفة أن أخته في رحلة صيد لأنها كانت متعبة جدا آخر مرة رأيتها فيه وأننا كنا سنكون وحيدين في منزله فهو لا يستطيع دعوتي حين يكون أهله موجودين بالمنزل.
"نعم، هذا هو سبب دعوتي لك. ونعم، لم تدعك أختي لكنها منجذبة إليك... ربما ستطلب صداقتك بطريقتها المميزة. كما أنه ليس السبب الوحيد".
" هل لي أن أعرف السبب الآخر؟"
" سيكشف لك يوما ما"
" ماذا تقصد؟"
"لا تقلقي ستفهمينه يوما ما"
ساد الصمت مجددا، ونحن ننظر إلى بعضنا.
كنت أحاول حل الأحجية غارقة في لون عينيه البني الداكن حين كسر ذلك الصمت سائلا:" متى سيعود أهلك؟"
"لا أدري!" أجبته.
"ألا تقلق عليك أمك؟" كان هذا السؤال كافيا لتتدفق الدموع سيولا من عيني.
" أنا آسف. أنا لم أقصد إهانة أمك بهذا السؤال..." مسح الدموع عن وجنتي، فضربت يده وزمجرت بشراسة:" أبعد يدك عني!"
تراجع شادي وراء قائلا:" حسنا! لن ألمسك. فعلا لا يمكن توقع ردة فعل الفتيات... إنهن مجنونات!"
"ماذا؟" قلت وأنا أزيل أحد نعلي لأرميها عليه فهرب وتبعته.
"أنا مجنونة؟ سأريك الجنون الحقيقي!"
ضحك بصوت عال حين وصل إلى الباب فرميت نعلي من أعلى الدرج عليه لكنه خرج واصطدم نعلي بالباب، أطل ثانية قائلا:" تبدين جميلة حين تكونين غاضبة". وأعاد غلق الباب.
فغرت فمي ناظرة إلى الباب الموصد.
فتحت الباب لأناديه لكنه كان قد ذهب.
صعدت إلى غرفتي حالا واستبدلت ملابسي فقد استبدت بي رغبة في زيارة قبر أمي لأحكي لها ما حدث.
ركضت بأقصى سرعتي إلى بادية "إمزورن"حيث دفنت بمقبرتها أمي قرب جبل صغير. بالطبع كنت قد أخذت معي الماء لأسقيها به.
دخلت المقبرة التي أهابتني وتوجهت مباشرة إلى قبر أمي حيث شعرت بالأمان. لا شك أني بدوت كمجنونة حين كنت أكلم أمي. كذلك كلمت جارتها رغم أني لا أعرف عنها سوى كنيتها "أقندوش".
لم أشعر بمرور الوقت وأنا أحكي لأمي عن شادي:"...إنه فتى طويل. بالكاد يصل طولي إلى كتفيه! له شعر وعينين ببني داكن لدرجة أنه يبدو أسودا أول الأمر..." وحكيت لهما عن المرتين التي دافع فيها عني.
ثم انتقلت لأتكلم عن مريم والطبيب وليلى. رغم أني لم أجد ما أتكلم عنه فيما بعد إلا أني فضلت البقاء مع أمي إلى أن أوشك موعد الفجر.

انتهى الفصل أحبائي.

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل روايتي؟_أسلوبها، افكارها، تسلسل أحداثها-المرجو إضافة تعليك تشرحون فيه اختياركم.
جيدة	192	80.67%
متوسطة	37	15.55%
سيئة	9	3.78%
المصوتون: 238. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري