آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي من ثنائيات الرواية كنت اكثر مهارة في رسم ابعادها .. الشخصية و الروائية ..
جاسر و حنين 2,054 68.51%
عاصم و صبا 326 10.87%
حور و نادر 417 13.91%
عمر و رنيم 113 3.77%
مالك و اثير 88 2.94%
المصوتون: 2998. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree446Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-13, 07:00 PM   #2651

laraaa

نجم روايتي و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية laraaa

? العضوٌ??? » 205038
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,222
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » laraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond repute
افتراضي


يﻻﻻ يابتي نزلي الفصل ساعه سبعه

laraaa غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:00 PM   #2652

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

حنزل الفصل الآن يا سكاكر

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:03 PM   #2653

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل التاسع
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 10-08-13 الساعة 07:59 PM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:06 PM   #2654

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

ظلت حور واقفة مكانها بملامحٍ باردةٍ غير مرحبة , جمدتها القسوة طوال الايام السابقة ......هل بلغت بها الجرأة أن تأتي الى بيتها و تمسك معتز بيدها وكأنها ابنها يقوم معها بزيارةٍ اجتماعية ......
لم تستطع حتى الإبتسام , أو التزحزح من مكانها للسماح لها بالدخول .... لكن الإحراج لم يعرف طريقه الى ملامح علية الجذابة و هي مبتسمة ابتسامتها التي اقرت حور رغما عنها أن لها سحرها الخاص ....
قالت علية بصوتٍ جميل
( ألن تدعيني للدخول يا حور ؟.......أم أكون قد جئت في وقتٍ غير ملائم ؟...... )
كانت حور على وشك أن تضرب بكل الأصول بل و بتهديد نادر عرض الحائط و تجيبها بنعم بل و تخبرها أيضا أنها جائت دون سابق انذار .... لكنها في اللحظة الأخيرة آثرت النجاة من غضب نادر إن شكت له علية من سوء تصرفها و هي في غنى عن غضبه في تلك الأيام المعقدة بينهما .... لذا ابتعدت ببطءٍ وعلى مضض من الباب لتسمح لها بالدخول دون حتى ابتسامةٍ أو كلمة
فدخلت علية بعبائاتها السوداء الهفهافة و التي زادتها جمالا و زاد حور غضبا .....
جلست علية على الأريكة البسيطة وهي تأخذ معتز تلقائيا على حجرها .... وهو على ما يبدو أنه معتادا على هذا , فلم تستطع حور السيطرة على غيرتها أكثر وهي تقترب منهما لتنحني قليلا فاتحة ذراعيها مبتسمة بإهتزاز قائلة بقلق
( معتز حبيب ماما .... تعال حبيبي , اشتقت اليك )
لكن معتز لم يبد عليه أنه فهم كلمة مما قالته على الرغم من أنها فتحت ذراعيها فظل مكانه ينظر اليها بوجوم وكأنه لا يعرف ما هي الخطوة التالية ... والأدهى أنه مال بظهره الى الخلف ليستند الى صدر علية في إشارة لعدم نيته من التحرك تجاه حور
أنزلت حور ذراعيها ببطء وهي تشعر و كأنها قد تلقت لكمة في صدرها , خاصة أمام علية .....
أسبلت علية جفنيها قليلا وهي تداعب شعر معتز الناعم هامسة في اذنه
؛( هيا حبيبي اذهب الى ماما ...... )
و أثناء همسها في أذنه كانت تدفعه برقةٍ عن رجليها , حينها التفت اليها لينظر الى ما تقوله .... فقالته مرة أخرى لكن بيديها هذه المرة
لكنها ما أن انتهت حتى دفن وجهه في صدرها و كأنه ينهي الحوار ... و علية المبتسمة بحنان تحثه هامسة مع دفعة يديها
(؛ هياااا ......)
لكن لا فائدة ...... فقبلته على جبهته دون أن تحاول الضغط عليه بينما كانت حور تتعرض الي ضغطٍ أقوى من أن تستطيع تحمله لذا اقتربت باندفاع وهي تسحب معتز من ذراعه بالقوة بينما تفاجىء بتصرفها كلا من علية و معتز الذي اتسعت عيناه و أخذ يقاومها تلقائيا
لكنها جذبته رغما عنه وهي تقول ببرودٍ قاسٍ وملامحٍ شريرة لعلية التي اختفت ابتسامتها محاولة التمسك بمعتز المتشبث بها
( بعد اذنك ...... لابد أن يأخذ حمامه الآن , فرائحته سمك وهي لا تُحتمل )
همست علية ( حسنا ..... انتظري عليه للحظات , إنكِ تخيفينه )
جذبته حور بشدةٍ الى أن حملته بالقوة بين ذراعيها وهو يلوح بساقيه و قد بدأ في البكاء .... لكن حور لم تكن ترى دموعه لم ترى سوى ملامح علية الغاضبة وهذا كان كفيلا بتهييج غضبها أكثر .... من تلك لتجرؤ على أن ترمقها بمثل تلك النظرات , الا تعلم الى من تنظر
فقالت وهي دون القدرة على التحمل
(من فضلك يا سيدة علية ........ هذا ابني و أنا لا أقبل أن يقيم أحد تربيتي له )
نهضت علية من مكانها وهي تجمع عباءتها واقفة بإباء امامها لتقول بهدوء
( حين يحتاج اسلوبك الى تقييم فالأفضل أن تكوني شاكرة حين تتلقيه ......... )
اتسعت عينا حور وهي لا تصدق ما سمعته للتو .... فأنزلت معتز الباكي الى الأرض الا أنها ظلت متمسكة بذراعه بقسوةٍ وهي تنظر بذلكح الذهول الشرس ثم ما لبثت أن قالت بصوتٍ خافت خطير
( كيف تجرؤين على مخاطبتي بتلك الطريقة ؟..... ومن أنتِ أصلا لتتدخلي في اسلوب تعاملي مع ابني .؟.....)
لم تهتز ملامح علية ذات الكبرياء الموروث وهي تقف أمامها دون أن تهتز لها شعرة بينما حور تنتفض و تغلي بداخلها ... فقالت علية بهدوءها المستفز
( أعتقد أنني أعرف عن ابنك أضعاف ما تعرفينه أنتِ أو حتى ما قد تهتمين لمعرفته ......... و بالمناسبة لقد تأخرتِ كثيرا ...بالنسبة لحالته لذا الأفضل أن تطلبي المساعدة قبل أن تشني الهجوم على كل من يحاول الإقتراب منه )
صرخت حور و أصابعها تشتد على ذراع معتز الذي يحاول الهرب دون جدوى
( اخرسي ....... اخرسي , ليس لكِ الحق في التدخل بحياة ابني , الا تملكين أي مشاعر لتكلميني أنا عن حالة ابني ؟...... أراهن أنكِ لم تعرفي الأمومة يوما .......)
لأول مرة اختلفت ملامح علية قليلا و قد بان الألم في عينيها و في قسماتِ وجهها حتى باتت كصورةٍ حيةٍ للألم لكن حور شكت فيما رأته للحظةٍ حين عادت علية الي كبريائها و استرجعت قوة قسماتها و هي تقول بهدوء
( ابنك لا يعيبه شيء حتى أخشى التحدث عنه ....... الكثيرون يتمنون ظفره , المهم أن تدركي أنتِ ذلك )
لم تستطح حور التحمل أكثر وه يتجر معتز الباكي خلفها الى الباب لتفتحه وهي وتقول بقسوة
( عن اذنك ........... لا وقت عندي )
مشت علية باتزان دون إبطاء الي الباب لكنها قبل أن تخرج توقفت للحظةٍ على محاذاة حور لتلقي نظرة على معتز ثم الي حور
قالت بعد لحظة
( لا داعي لأن تحمميه ..... فأنا أحممه كل يوم بعد أن يخرج من محلي ..... حتى لا تصبح رائحته كرائحة السمك )
لم ترد حور و لم تنظر اليها حتى ..... الخطأ ليس خطأها أن تجرأت عليها الي هذا الحد , الخطأ خطأ الذي سمح لبائعة سمك باحتلال كل هذه المساحة من حياة ابنها ...
وما أن خرجت علية حتى اغلقت حور الباب بقوةٍ ..... ثم التفتت الى معتز الذي احمر وجهه بشدةٍ فجثت على ركبتيها أمامه لتمسك بذراعيه تهزه قليلا وهي تهتف و قد انسابت دموعها هي الأخرى
( كفى ..... كفي .... الا تعرف سوى البكاء ؟ , الا تفعل في حياتك سوى البكاء؟ ....... لماذا لست بهذا الشكل مع الآخرين ؟..... الكل يراك مثاليا و لا يرون كيف تتعامل معي ..... كفى .... كفى )
تركته أخيرا وهي تستند بظهرها الي الباب مغلقة عينيها تشهق باكية بعنف ..... رفعت يديها تغرزهما في خصلات شعرها وهي تنحنى برأسها حتى لامست ركبتيها بإنهيار .....تستمع الي بكاء معتز العالي ممتزجا ببكائها و هو يبتعد الى الأريكة ليدفن و جهه بين وسائدها ........
أثناء بكائها الذي اعتادت عليه مؤخرا في الأيام الماضية سمعت صوت طرق على الباب من خلفها و على مستوى منخفض .... رفعت حور رأسها وهي تسكن قليلا عاقدة حاجبيها فوق عينيها المتورمتين فرفعت يدها لتمسح الدموع من على وجهها وهي تقول بصوتٍ مختنق مبحوح
( من ؟......... )
صمت ساد عدة لحظات ليأتي بعدها صوت رفيع طفولي
( مصطفى ...... )
ازداد انعقاد حاجبيها ثم قالت بصوتٍ أعلى قليلا
( ومن تكون يا مصطفى وماذا تريد ؟......... )
جائها الصوت من الخارج
( أريد أن العب مع معتز .......... )
اغمضت حور عينيها وهي ترجع رأسها الى الخلف تسنده على الباب ..... المزيد ممن يريدون معتز , بينما هي ملقاة هنا بين الجدران كتلك الكراسي القديمة ذات الأغطية المتهالكة ......
تحاملت حور على نفسها و نهضت متثاقلة تمسح وجهها وهي تأخذ نفسا عميقا ثم فتحت الباب على مضض ...... لتجد طفل صغير أحمر الشعر قد يكون في طول معتز تقريبا الا أنه بالتأكيد أكبر منه سنا ....
أطل اليها الوجه المليء بالنمش مبتسما بطرافة وهو يقول
( مرحبا ........ )
أجابت حور بفتور
( مرحبا يا مصطفى ........ معتز وصل الي البيت للتو بعد يوم طويل من اللعب , لذا لا أعتقد أنه يستطيع النزول مرة أخرى اليوم )
قال الوجه المبتسم ذو الشعر الذي يبدو كلفائف الكنافة
(نعم أعلم .... لقد كنا كلنا نلعب عند الخالة علية , و قد تعودنا بعد أن نتحمم أن نلعب على السلم كل يوم )
علية .... علية مرة أخرى , هدرت أنفاس حور من بين شفتيها ....وهي تنظر شزرا الى مصطفى لتتمكن من القول بالقدر الذي تستطيعه من الهدوء
( على السلم ؟!! ..... ماذا لو وقع أحدكم من على درجات السلالم ؟..... لا أعتقد أن الوضع آمن يا مصطفى )
رد عليها مصطفى بصبر و كأنه يقنع طفلة من سنه
؛( وماذا في هذا ؟...... لقد وقعنا كثيرا من قبل , بعض الجروح نضع عليها ذلك الدواء الأحمر و تطيب بعدها ...... نحن نلعب على السلالم كل يوم )
تنهدت حور بتعب وضغطت اعلى أنفها بين عينيها بأصابعها وهي تقول
( حسنا يا مصطفى ..... اذهب لتلعب مع باقي أصحابك , لا داعي لوجود معتز اليوم )
رد عليها مصطفى و قد أصبحت ابتسامته جادة و عينيه لا تمزحان بل أصبحتا تحملان نظرة تهديد مباشر
؛( أنا المسؤول عن معتز ...... و أنا أريد اللعب معه كما أفعل كل يوم ..... إنها الأجازة )
ظلت حور واقفة ممسكة بالباب تنظر اليه و ينظر اليها في معركة تحدي للإرادة ..... الى أن زفرت أخيرا وهي تقول بنفاذ صبر
( حسنا ... حسنا ....... لكن إن أردتم اللعب فلتلعبو هنا أمام باب الشقة ....... مفهوم ؟؟ )
عادت ابتسامة مصطفى الى وداعتها وهويقول بأدب
( مفهوم يا خالة حور .... سأنزل لأنادي البقية )
استدار ليستعد للنزول جريا الا أن حور انحنت في لحظةٍ لتمسك به من قميصه و تديره اليها ممسكة بياقته وهي تنحنى الي مستوى نظره لتقول بلهجة تهديد غير مصدقة
( ماذا دعوتني للتو ؟؟؟ ....... )
نظر اليها مصطفى بهوتا وهو يتطلع الى عينيها البراقتين بخطورة ليقول هامسا بتوجس
( خالة حور ........ )
شددت حور على قبة قميصه وهي تقربه أكثر من وجهها وهي تهمس أمام عينيه
( خالة تلك تنادي بها بائعة الفجل الجالسة على أول الطريق ....... أو تنادي بها خالتك علية في محل أسماكها ..... لكن أنا لست بخالتك أو خالة أحد تلك الشياطين الصغيرة من أصحابك .... مفهوم ؟ )
ظل مصطفى ينظر اليها بعينين متسعتين وهو يومىء برأسه ثم همس
( بماذا أناديكِ اذن ؟......... )
قالت حور بتشديد على حروفها كما التشديد على ياقة قميصه
( حوور ..... فقط حوور ... اتفقنا ؟.)
أومأ مصطفى برأسه مندهشا وهو يشعر بأن من الأفضل أن يجاريها فتركته أخيرا وهي تستقيم واقفة ..... فجرى نزولا على السلالم قبل أن تغير رأيها ..
اتجهت حور الي الأريكة حيث كان معتز ...... لكن ما أن اقتربت منه حتى تسمرت مكانها وهي تنظر اليه راقدا على بطنه و قد راح في سباتٍ عميق تاركا فمه مفتوحا وقد غاب تماما عما حوله بعد تعب اليوم من اللعب و البكاء
ظلت حور واقفة لا تدري كم من الوقت مر عليها وهي تطلع اليه ...... لربما تكون هذه أطول مرةٍ وقفت تراقبه وهي تشعر بقبضةٍ ممسكةٍ بقلبها دون أن تدري سببا لشعورها اليائس تجاه ابنها ...
.................................................. .................................................. ...............................................
كان الوقت متأخرا ليلا حين عاد نادر من عمله ........ وكانت حور مستلقية في فراشها تقلب صفحات الشراء في هاتفها الى أن سمعت الصوت الحبيب على قلبها وهو صوت مفتاحه يفتح الباب في سكون الليل ....
مهما كان جفاء قلبها و حزن روحها المكسورة منه الا أن صوت مفتاحه وهو يشق قسوة وحدتها ليلا يجعلها تشعر بأنها أعيدت للحياة من جديد ......
تركت هاتفها ونهضت قفزا من فراشها لتجري الي باب غرفتها لكنها ما لبثت أن عادت الى مرآتها لتتأكد من شكلها وهي تنظر الي جانبها الأيسر ومنه الى الأيمن لتتأكد من أنها كعادتها لازالت جميلة من كلِ زواياها .....
اقتربت أكثر من المرآة وهي تهمس بإحباط
( لقد خف انتفاخ عيني قليلا ...... هل كان من الضروري أن أبكي اليوم , لكن كل ما حدث كان بسببها هي ..... تلك المستفزة علية )
ربتت على وجنتيها قليلا و تخللت خصلات شعرها بأصابعها لتنثره من حول وجهها بفوضوية .... ثم سوت قميص نومها الحريري بلون القهوة .... ثم ابتسمت لنفسها لكن للعجب لأول مرةٍ لم تنظر اليها صورتها بنفسِ ثقتها المعتادة ..... بل كانت صورة مبتسمة باهتزاز وكأنها خائفة من كسر خاطرها الذي لم يعد قابلا للإصلاح من كثرة ما كُسِر .......
تجاهلت صورتها الحزينة و اتجهت جريا الي حيث قلبها ...... وقفت تنظر اليه وهو يضع مفاتيحه على الطاولة المجاورة للباب و لم يكن قد تنبه بعد لوجودها لذا أخذت وقتها في التطلع الى هيئته الحبيبة المجهدة على الضوء الخافت المنبعث من الممر الجانبي ....
ترى هل ترى كل الزوجات أزواجهم بنفس الجمال أم هي عينيها فقط من ترياه بأجملِ من رأت من الرجال ... كل مرة تنظر اليه تبدو وكأنها أول مرة ...... تماما كما رأته في حفل الزفاف الذي غير حياتها للأبد ....
أبصرها نادر أخيرا واقفة مكانها تتطلع اليه بإشتياق .... خلع سترته وعيناه لا تحيدانِ عن عينيها بلا تعبيرٍ يعلو وجهه , شعرت بانقباضٍ في قلبها من نظرته اليها لكنها ابتسمت له ابتسامة مرتجفة وهي تراه يقترب منها ......
قال نادر بصوتٍ بارد ( هل نام معتز ؟........ )
أومأت حور وهي تقول مبتسمة بفخر
؛( نعم ..... اليوم ولأول مرةٍ نام دون إزعاج , من كثرة الجري و اللعب )
خفت صوتها تدريجيا الى أن صمتت تماما متوجسة منه ..... وصل اليها حتى أصبح على خطوة منها وفي لحظة أمسك بذراعها بأصابعٍ من حديد كادت أن تحطم يدها فصرخت ألما لكنه تجاهلها وهو يسألها و قد بان الشر في عينيه
( ماذا فعلتِ لعلية اليوم ؟....... )
انعقد حاجبيها وهي تقول غضبا و انفعالا رغم خوفها منه
( هل شكت اليك بهذه السرعة ؟...أرأيت أنها ليست سليمة النية ...أي أمرأة تذهب لتشكو الى رجلٍ من زوجته الا إن كانت نيتها سيئة ؟ )
شدد نادر على ذراعها أكثر وهو يقول بغضب
( لمعلوماتك علية لم تقل لي شيئا ..... كل ما قالته أنها تشعر بالحرج من أخذها لمعتز منكِ كل يوم , ومن ملاحها عرفت أنها قد تعرضت لإهانة لا تليق بها خاصة وأنا أعرف أنها جائت لزيارتك اليوم )
أطرقت برأسها وهي تلعن غباءها ... ثم رفعت رأسها بعد لحظةٍ لتواجه عينيه الغاضبتين و تقول
( كل ما قلته أنني في حاجة لقضاء وقتا أكثر مع معتز....... لم افعل أكثر من ذلك , لكنها لم تقدر كل تلك المرات التي تركته لها وما أن شرحت لها وجة نظري حتى ذهبت اليك جريا لتمثل دور المظلومة ...... )
شدها اليه لترطم به وهو يهدر غضبا رغم خفوت صوته
( لا أصدق كلمة مما تقولين ..... لا أصدق أي شيء مما تنطقين به , الكذب و اللوع يجريانِ في دمك ..... حتى حيلتك القذرة في العودة الي قد انكشفت لتعزز ظني بكِ والذي لم يخب كالعادة )
اتسعت عيناها رعبا وهي تدعي عدم الفهم لتقول بتلعثم مرتجفة
( أي خدعة ؟..... أنا لم أفعل شيئا .... أنت من طلبت مني أن آتي أنا ومعتز معك )
ظهر الإزدراء على وجهه جليا وهو يرمقها من أعلاها لأسفلها .... ثم قال بغضب
( لازلتِ تمعنين في الكذب وكأنه سبيلك الوحيد للحياة ...... أمك اتصلت بي اليوم لتطمئن عليكِ لأنك لم تهاتفيها لأكثر من اسبوع , ومن بضع كلمات استطعت تجميع القصة كلها ..... من تستغل أخاها بهذه الطريقة الحقيرة يسهل عليها استغلال أيا كان )
أغروقت عيناها بالدموع و هي تتطلع الى الكره المطل من عينيه و تشعر بالغضب على أمها ذات المقدرة المنعدمة في تقدير الصائب من ما قد يدمرها ..... لطالما أفسدت عليها الكثير بسبب لسانها .
هتفت حور بانفعال
( لقد رأيت بنفسك آثار صفعاته على وجههي ..... هل أكون قد زيفتها هي الأخرى ؟.... كيف تستطيع لومي بعد أن ضربني بمثل هذه الوحشية ؟)
ترك ذراعها ليمسك وجهها بكفيه يرفعه اليه يتطلع اليها قبل أن يقول بهدوء قاتل
( لو تعرفين يا حور مقدار رغبتي في ضربك الآن ..... على الرغم من كل شيء يبدو أن هناك نساء مثيلاتك لا يفهمن الا تلك اللغة )
انسابت دمعتين على وجنتيها لتلامسانِ كفيه فابتلعت ريقها ... ثم همست باستجداء وهي تغطي كفيه بكفيها فوق وجهها
( حسنا اضربني .... اضربني إن كان ذلك سيصفي كل ما تحمله ضدي و لنبدأ من جديد ..... لقد تحملت الضرب من أجلك , فلما لا أتحمله منك ؟....... )
نفض يديها بقسوةٍ طوحت بوجهها جانبا وهو يتطلع اليها بإزدراء ليقول
( يالهي مما أنتِ مصنوعة ؟....... أنتِ وباء يخرج أسوأ ما في من حولك في سبيل سعادتك الشخصية )
صرخت باكية وهي تتشبث بذراعه
( أنا احبك...... أنا زوجتك وأحبك , لذا أفعل كل ما أفعله من أجل الحفاظ على حياتنا معا ...... فقط ساعدني , أعطني إشارة أن هناك أملا بيننا ..... ارجوك .. أرجووك )
استدار اليها ليمسك بذراعها و يقول
( لا أمل بيننا يا حور .... لقد اجتهدت و تحايلتِ لتأتين معي الى هنا ..... وها أنتِ بالفعل هنا , لكن نسيتِ أن كل حيلك لا تستطيع شراء مودة مزيفة أحملها تجاهك ..... )
بكت بصمتٍ وهي تغمض عينيها عن منظره علها تستطيع محو كلماته القاسية .... لكن الكلمات تبعتها بقسوة
( غدا ستأتين معي لتعتذرين الى علية ........... )
فتحت فمها وعينيها بشراسةٍ تنوي الصراخ على الرغم من دموعها الا أنه قال بصوتٍ جمد الدم في عروقها وهو يمسك بذقنها يشد عليه
( إما ان تفعلي وإما سأعيدك الي بيت أهلك دون رجعة ...... وأقسم بالله يا حور أن أول بادرة منكِ لإهانة أي شخص هنا من سكان الحي و خاصة علية ستجعلني أرميكِ خارجا دون ذرة تفكير وحينها ستدركين ما قد كسرته بينك و بين أسرتك حين تعودين اليهم )
ظلت تنظر اليه بعينين مذهولتين و صدرها يرتفع و ينخفض وهي تلهث بشدةٍ من هولِ ما سمعت ..... ظل الصمت رفيقهما وهما يتطلعانِ الى عيني بعضهما ... الى أن تمكنت حور من الهمس بذهول جريح من بين دموعها
؛( بهذه البساطة يا نادر ؟........ )
رد نادر بعد لحظة بفتور قاسٍ
( بل و بأكثر منها بساطة .........لقد انهيتِ كل ما يشفع لكِ عندي يا حور , ووجودك هنا لأنك أم ابني لا غير )
ظلت تتنفس بصعوبةٍ وهي تنظر اليه تحمل ألم خنجرٍ مسموم غرزه في صدرها مرة بعد مرة , الى أن همست أخيرا وغصةٍ تؤلم حلقها
( حاضر يا نادر ..... سأعتذر لها )
قال نادر متابعا قسوته دون أن يأبه لوجهها الشاحب و عينيها المبللتين
( و ستتصلين بوالدتك كل يوم بدءا من الغد ..... )
همست و دموعها تنساب في صمتٍ على وجنتيها ( حاضر ........ )
رمقها بنظرةٍ صارمة ٍ أخيرة ثم تركها ليبتعد الى غرفته بينما وقفت هي مكانها لا تعلم كم من الوقت طالت بها وقفتها وهي تشعر بشيءٍ هزها من جهته ربما للمرة الأولى بطريقةٍ مختلفة ...
عند الصباح أوقف نادر سيارته الى جانب محل علية ثم التفت الي حور الجالسة بجواره صامتة بوجهٍ ذو ملامح جامدة كالرخام وهي على تلك الحالة منذ أن استيقظت صباحا ....
قال لها بصوتٍ هادىء ( هيا ...... )
نزلت حور بصمت دون أن ترد عليه بينما هو خرج لينزل معتز من مقعده الخلفي وأمسك بيده ثم مد ذراعه الأخرى لحور فاتجهت اليه ببطء حتى وضع يده خلف ظهرها ليدخلها الي المحل
ما أن شاهدتمها علية حتى بانت الدهشة عليها للحظة الا أنها نجحت في اخفائها بمهارة و هي تنهض من كرسيها مبتسمة لتقول
؛( و أنا التي أقول لماذا يبدو اليوم سعيدا منذ بدايته ..... اهلا بالغالي و ابن الغالي )
جرى معتز اليها متعثرا الى أن التقطته وحملته بين ذراعيها لتتنشق رائحته و هي تقول مبتسمة و قد اشرق وجهها اشراقا
( آآآه ...... ما أجملها رائحة )
قال نادر مبتسما ( صباح الخير يا علية ....... )
ردت عليه مبتسمة بسعادة ؛( صباح الرضا للغالي ...... لحظة واحدة , سيحضر الصبي كرسيين لكما )
رفع نادر يده وهو يقول
( لا... لا يا علية لن أستطيع البقاء طويلا , لقد تأخرت بالفعل , ..... لقد جئنا لأن حور كانت تريد أن تقول لكِ شيئا )
ثم دفع حور برفق بيده على ظهرها لتتقدم الى الأمام في مواجهة علية
نظرت علية بحيرة ٍ الي حور التى وقفت ساكنة بملامح متجمدة لكن رغم اللا تعبير المرتسم على وجهها كان فيه ما يثير الشفقة دون سبب ....
حين ظلت حور صامتة مطرقة برأسها ...أحاط نادر كتفيها بذراعه ليشد عليهما قليلا وهو يقول بصوتٍ خافت
( هيا يا حوور ....... )
حملت نبرته رفقٍ لم تعتده حور منه كثيرا .... أو بما كانت تتوهم فقط , لكنها بعد عدة لحظات رفعت رأسها لتجد أن بعض العاملين ينظرون بفضول الليهم .....
تمكنت من النطق همسا أخيرا
( أردت .... أردت أن ..... اعتذر اليكِ .... عما بدر مني بالأمس )
ارتفع حاجبي عليةٍ بدهشةٍ أكبر بينما بان في عينيها عدم الرضا عن ذلك الموقف ابدا ... بل حتى رمقت نادر بنظرةٍ صلبة ثم التفتت الى الصبيان في المحل لتقول لها بحزم
( يا حسين اذهبا لتحضرا الطلبية الآن ....... )
قال لها الصبي الذي يعمل لديها ( لكن يا خالة الوقت لا يزال ......... )
ردت عليه بصوتٍ أكثر حزما ( الآن يا حسين ........ )
بعد انصرافهما التفتت علية الى نادر لتقول له بنفس الحزم الذي خاطبت به صبيانها
( من قال أنني غاضبة أو أن حور قد أساءت الي في شيء ؟......... )
نظر نادر الى حور التي كانت تنظر الي الأرض بوجهٍ منحوتٍ كالصخر وكانت ذراعه لاتزال تحاوط كتفيها .... قال نادر بصوتٍ هادىء دون أن يدري أن ذراعه تضمها قليلا اليه ..
( أعرف أنكِ لستِ غاضبة يا علية ..... لكن إن أرادت حور النجاح هنا , فلابد لها أن تتأقلم مع الوسط المحيط بها )
أخذت علية نفسا غير راضٍ وهي تحدجه بنظراتٍ صارمة , لكن نادر اختار تغيير الموضوع وهو يقول لها مبتسما
( حسنا .... هل تريدين معتز اليوم معكِ أم أنه عذبك كعادته ؟ )
ابتسمت علية رغما عنها وهي تشدد من احتضان معتز لتقول برقة
( يا ليت كل العذاب في الدنيا كعذابه .......... هيا اذهبا من هنا و اتركاه لي )
خرج نادر ممسكا بيد حور الى أن دخلت السيارة , و أثناء المسافة البسيطة حتى بيتهما لم يحاول أيا منهما الكلام .....
أوقف نادر السيارة أمام البيت و التفت الى حور يقول لها بهدوء
( سأصعد معكِ ...... )
تكلمت حور للمرة الأولى بعد مغادرتهما دون أن تنظر اليه
( لا اذهب انت الي عملك سأصعد وحدي ...... وإن اصبت بالدوار سأعتمد على حاجز السلم )
ثم التفتت اليه قبل أن تخرج لتقول هامسة دون دموع
( كنت تتكلم عما كسرته أنا في أسرتي بالأمس ...... و اليوم أخبرك أنك قد كسرت في شيئا لن تستطيع إصلاحه )
ثم خرجت و اغلقت الباب خلفها لتدخل الى البيت بينما ظل هو ينظر في إثرها فترة بوجوم ......
حين عاد اليها معتز في المساء مع أحد صبيان علية .... كانت حور قد أخذت وقتها في البكاء طويلا طوال النهار حتى هدها التعب , حين طلبت منه بالأمس أن يضربها كانت مستعدة أن تتقبل ذلك في سبيل أن يصفى قلبه لها و كانت صادقة النية
أما اليوم ..... شيئا ما قد تغير وهي تشعر بذلك . و ذلك ما جعلها تحس بذلك الفراغ المؤلم في صدرها .
أخذت حور معتز من الصبي وهي تشكره بهمس ثم أغلقت الباب .....زفرت حور بضيقٍ بداخلها وهي تنظر الى معتز الذي اتجه الى الأريكة ليجلس عليه نائما على بطنه دون أن ينظر اليها اتجهت حور اليه .... ثم انحنت لتجلس على الأرض بقربه وهو ينظر اليها دون أي تعبير ....
قالت حور بعد فترة ( هل تريد أن تأكل ؟........ )
لم يرد عليها معتز , بل ظل ينظر اليها دون أن يبدو عليه أن يراها اصلا ..... حاولت حور و أشارت بإصبعها الى فمها وهي تقول
( أكل .... هل تريد أن تأكل ؟ .....)
لم يرد عليها أيضا فقط ينظر دون أي تركيز .... زفرت حور وهي تقول
( من المؤكد أنها قد أطعمتك طوال اليوم ........ )
تنهدت مرة أخرى و هي تمسك بكرةٍ كانت ملقاةٍ الى جانبها تنظر اليها بشرود وتلعب بها بين أصابعها .... نظرت اليه مبتسمة على أمل ثم رمتها عليه لتسقط بجوار وجهه ....
لم يتحرك لفترة ثم التقطتها بعد عدة لحظات ليضرب بها وجهها و قد أصابه مباشرة .... دون أن يضحك , فقالت حور بغضب وهي تلتقط الكرة
( عيب أن تعامل امك هكذا .... إن لم ترد أن تلعب فلا تلعب , لكن لا تتصرف بهذا الشكل )
تنهدت بيأس وهي تعلم أن كل كلامها ذهب هباءا وهو لا يفهم منها شيئا .... فرمته بالكرة مرة أخرى لترجع ظهرها و تستند الى المقعد من خلفها بيأس مغمضة عينيها .... فجأة ضربت الكرة وجهها مرة أخرى
فتحت عينيها بغضب والتقطتت الكرة لترميه بها وهي تهتف
( معتز كفى ... لا تضرب ماما )
التقط الكرة و رماها اليها وقد أخطأ وجهها تلك المرة ... التقطتت حور الكرة بين يديها وهي تنظر اليه بذهول قليلا أخذ يتزايد تدريجيا ثم همست بعد فترة
( هل تريد اللعب ؟.......)
لم يرد عليها معتز .... فقط ينظر اليها . فهمست حور بإستجداء وهي تشير الى الكرة
( هل تريد اللعب مع ماما ؟....... )
مد معتز يده وهو نائم على بطنه على الأريكة و كأنه يريد أخذ الكرة , فالقتها اليه بذهول لتجده ينهض قليلا يمسكها و يرميها على وجهها ثم يعود لينام على بطنه من جديد
شهقت حور من جديد وهي تضحك بينما عينيها تفجرتا بالدموع وهي تلقي اليه بالكرة ليعيد تمثيل ما فعل
أخذت تضحك و تبكي وهي تهمس غير مصدقة
؛( لقد فهمت شيئا أخيرا ..... يالهي .... لا أصدق أنك تجيبني )
اندفعت بعد عدة رميات لتلاعب شعره وهي تطبق بفمها على خده الناعم و هي تهمس ....
( ستكون هذه لعبتنا ..... لن يشركنا فيها أحد أبدا .... أبدا .... )
.................................................. .................................................. ............................................
مستلقية في فراشها , تحدق الى سقف غرفتها المظلم بعينين متسعتين .....فمها مفتوح قليلا و أنفاسها تبدو كشهقاتٍ لاهثة و يدها مفرودة على قلبها النابض بعنف علها تهدئ من روعه دون جدوى .....
كم مضى عليها وهي على نفس الوضع ؟... لا تعلم حقا .... كل ما تعلمه أنها من بين ضباب عقلها سمعت صوت زوجة عمها تقول بصوتٍ خافت لا يخلو من التأنيب و الريبة ما أن دخلت الى البيت
( أصبحت تتأخرين هذه الأيام يا حنين عن موعد عملك ..... عاصم ومالك لن يرضيهم هذا الحال )
لا تتذكر بماذا أجابت ... لا تتذكر همهماتها ولا صعودها السلم لكنها شعرت بعيني الحاجة روعة تنفذ الى ظهرها تكاد تقرأ ما بداخلها ....
هل كان ما حدث بعد ظهر اليوم مجرد حلم ؟ .... لا بل هو كابوس فظيع ....
هل حقا كانت في قصر ٍ بعيد عن هنا , مع ذلك الذي احتل كوابيسها لعشر أعوامٍ كاملة ..... هل أخبرها ......؟؟؟!!!!
أنها لا تزال زوجته ؟؟ .......
تعالت شهقات تنفسها دون بكاء ... كانت تبدو كمن يحاول النجاة من الغرق ........
على سطح السقف المظلم رأت الصورة المضيئة لذكرياتها .... حيث كانت تجلس على مقعدٍ ضخم يكاد يبتلعها من صغر حجمها .... شعرها ممشط في أمواجٍ ناعم ... و شفتيها مصبوغتين بلون أحمر قان , عينيها اللتين تحملانِ نظراتِ طفلة مكحلتين بخطين اسودين لا يناسبانِ سنواتِ عمرها التي لم تتجاوز أربعة عشر عاما ....
نفس العينين بنفس اتساعهما وهي تنظر بفراغ الى النساء الجالسات من حولها و ملابسهن المبهرجة البراقة تكاد تعميها .....
اغانٍ صاخبةٍ و زغاريد عالية ..... ترافق دقات قلبها التي تبدو كالطبول رفعت نظرها الى زوجة عمها الواقفة بجوارها والتي كانت تنظر اليها بعطف و تربت على كتفها ..... بينما نظرات والدة جاسر ترمقها برفضٍ وكراهية ....
كان ذلك يوم عقد قرانها .... او العقد ايا كان اسمه ....
تلك الليلة دخل عمها الى الغرفة المجتمع فيها النساء يتبعه جاسر .....
اقترب عمها منها لتنهض من مقعدها واقفة امامه وهي تنظر الى عينيه الهاربة من عينيها اللائمة , فانحنى عليها ليقبل جبهتها ثم ابتعد ليدع جاسر يقترب منها .....
لم تكن مؤهلة لنظرة التقييم التي رمقها بها من اولها لآخرها دون أن يغفل عن شبرٍ واحد منها .... لتطيل عيناه النظر في نقاطٍ محددة ونظرة الاستخفاف اخبرتها بوضوح أن البضاعة لم تنل اعجابه ....
طبعا كيف لشابٍ في مثل فحولته يمكن أن يعجب بفتاة لا تزيد قليلا عن طفلة ....... حتى أن منظرهما معا لا يبدو متكافئا بالرغم من أن فارق السن ليس هائلا لكن المرحلة العمرية التي كانت فيها كانت تجعلها تبدو كطفلةٍ تلهو بزينة والدتها وقد لطخت وجهها بها ... خاصة وأن طولها بالكاد يصل الى كتفيه .......
أخفضت رأسها تشعر بذلٍ لم تشعر به من قبل , لتفجأ به يمسك بذقنها ليرفعه اليه وهو ينظر الي عينيها بسخريةٍ ثم اقترب من وجهها ببطء ليطبع شفتيه على وجنتها بحرارةٍ كادت أن تقتلها من صدمة ما تشعر به حيث أن لا صبيا قد اقترب منها بهذا الشكل من قبل .....
لكن قبل أن تبتعد شفتيه عنها و في غمرة مشاعرها الطفولية المنهارة عاطفيا سمعته يهمس في اذنها حيث لا يراه أحد ....
( لقد حاولو جاهدين في رسم امرأة على وجهك ...... لكنك لن تبدين أبدا كأبنة عمك التي ترفع عن تزويجها لي )
رفعت وجهها منتفضة اليه بعينين مذهولتين و قلبٍ تلقى لكمة للتو ...... لكن الابتسامة القاسية لم تفارق وجهه أمام النساء الناظرات اليهما بفضول و اهتمام .....
ثم ابتعد عنها تحت انظارها المصعوقة .........
أغمضت حنين عينيها وهي تتذكر تلك الكلمات التي قتلتها على الرغم من تفاهتها و أنها كانت مجرد كلمات صدرت عن شابٍ أهوج أرغموه على الزواج منها كما ارغموها دون أن تكون لديه الرغبة فيها أو في حور حتى .....
لكن الكره و الغل بين الجميع جعلو منها المتأذية الوحيدة من بين الجميع ..... ولا زالت تتأذى حتى تلك اللحظة .....
بعد ذلك لم تكن تواجهه أبدا , بل كانت تتهرب منه دائما حتى تنجو من سهامه المهينة .... الى أن جاءت المواجهة الثانية بأسرع مما تتخيل حين استدرجها الى غرفته !!....
بعد الذل الذي نالها من كلماته الحقيرة في اذنها لم تستطع مقاومة احساس الانوثة الطفولية الذي شعرت به و قد ظنت أنه بدأ يراها كامرأة فعلا و بأنها تفوق حور جمالا و أنوثة .... بالرغم من الرعب الذي كان يجتاح اعماقها في اثناء هجومه عليها
كل تلك المشاعر المتناقضة جعلت من استسلامها المرعوب أمرا متوقعا و مثيرا للشفقة ..... حتى أنها ظنت أنها قد رأت بعض التعاطف في عينيه الجائعتين الى براءتها و طفولتها .....
لكنها أفاقت من تلك الدوامة بأبشع الطرق ... حين دخلت والدته لتفاجئهما بهذا الوضع المذل و تضع حدا لما كان سيفعله بها حيث كان حتما سيتابع ما ينتويه ...... و بالرغم من الذل الذي شعرت به الا أنها ستظل ممتنة لها طوال العمر والا لكانت فقدت ما فقدته ليتركها و يسافر بعد ذلك دون اتمام الزفاف ......
همست حنين بعد أن وجدت ما يشبه صوتها مهتزا خرج من شفتيها
( لماذا أنا ؟..... لماذا أنا ؟ .... )
كم الساعة الآن ؟.... لا يهم , انتفضت جالسة بقوةٍ مفاجئة و قد قررت شيئا لا رجعة فيه و إما أن تتأكد من حقيقة مشاعره الآن و أما أن تفقد الأمل نهائيا .....
همست وهي تلتقط هاتفها ( إن كان يحبني سيتقبل كل ما مررت به في حياتي ..... وإن لم يفعل فهو لم يحبني أبدا )
وضعت الهاتف على اذنها ويدها الأخرى لا زالت ممسكة بقلبها خوفا من أن يتوقف من شدة ضرباته المعذبة
بدت الثواني القليلة كدهرٍ الى أن سمعت صوته أخيرا وكأنه دواءا لكل جروح قلبها .... همست من بين دموعها
( عمر ..... عمر , أنا ...... أنا أحتاج اليك بشدة ........ )
.................................................. .................................................. .............................................
أمسك بالصحيفة بين يديه يكاد أن يمزقها من شدة ما يشعر به من غضب و رعب و هو يطالع الخبر المتسرب الى الصحافة عن قضية اليوم .... القضية التي زجت باسم عثمان الراجي الى المحاكم .... حيث فضيحة امتلاك عددا من أراضي الدولة لمعارفه بتراخيصٍ و سعر ٍ لا يكاد يبلغ واحد على مئة من ثمن المتر الحقيقي ... لتنشأ عليها مشروعاتٍ سياحيةٍ ضخمة ذات سعرٍ خيالي للمتر .. دون حتى وجه حق في امتلاك مثل هذه الأراضي التي لم تكن للبيع أصلا .....لكن بواسطة سلطة منصب عثمان الراجي تم منح هذه الأراضي لراغبيها ....
كاد عاصم أن يفقد قلبه وهو يحاول عبثا استيعاب اسمها المخطوط أمامه و بضع كلمات مموهة أخبرته بصعوبةٍ أنها من تقدمت بالدعوى تبعا لما قدمته من أوراق للنيابة العامة ...
صورة كبيرة تحتل أعلى الخبر لعثمان الراجي وهو متجها برفقة بعض الحرس الى مبنى النيابة ... يكاد الشرر أن يصل اليه من الصورة التي تمثل ذلك الرجل الذي لا يقهر ...
المحامية صبا محمود عمران ... صبا ...
ضم الجريدة بين قبضتيه ضاربا بها على سطح مكتبه وهو يشعر بدوارٍ خفيف من هدير ضغطه الذي ارتفع لأقصى درجاته .... كيف لم يبادر بإيقافها قبل أن تفعل مثل تلك الكارثة .....
وكيف تحركت بمثل هذه السرعة ... كان يظن أنه يملك الوقت ليحاول اقناعها , بل ظن بكل غرور أنها مسألة أيام قبل أن توافق على الزواج منه ليبعد حينها عن تفكيرها كل ما له علاقة بمثل هاؤلاء البشر ....
أغمض عاصم عينيه وهو يتنفس بصعوبة ... تلك القضايا لن تطول عثمان الراجي وحده بل ستطول عددا من الأسماء لا حصر له و كلهم على استعداد ربما الآن لدفنها حية إن اقتضى الأمر ....
ما العمل الآن ؟.... وكيف سيتمكن من اخفائها , بل كيف سيتمكن من اقناعها بالتنازل عن الخوض في تلك القضايا ؟......
غرس أصابعه في خصلات شعره وهو يدور و يدور دون جدوى من الإهتداء لحل .... يضاعف عدد الرجال ؟؟ لكن بأي صفة وهي على وشك طردهم من أمام بيتها اصلا حتى أنها حاولت أكثر من مرة ..
هل يوظف أفراد من شركة أمن خاصة ؟.... لكن أيضا بأي صفة ؟ لا بد أن تتقبلهم لتستطيع التعامل معهم ....
زفر بحنقٍ بالغ وهو يهتف غضبا
؛( اللعنة .... اللعنة عليها الغبية , فقط لو أحصل عليها بين قبضتي لاستطعت إحكام الطوق من حولها )
التقط هاتفه وهو يعاود الإتصال برجله منصور ليطمئن ككل يوم , لايهمه أن الوقت متأخر ... لكن اليوم مختلف وقد قرأ الخبر البائس في الجريدة مثله مثل أي غريب ليس له حق التدخل ...
ما أن رد عليه منصور حتى سأله عاصم بقلق
( كيف الأحوال لديك يا منصور ؟؟...... هل هناك أي شيءغريب عند بيت عمران ؟ )
لحظات صمت بين جهتي الإتصال كانت كفيلة لإحراق أعصابه أضعافا مضاعفة وهو يشدد على هاتفه يكاد أن يحطمه و قبل أن يجد صوته كان منصور قد سبقه وهو يقول متلعثما قلقا
( لست أفهم يا سيد عاصم ...... متى أمرتنا بالعودة اليه ؟؟ )
نهض عاصم ببطء شديد من كرسيه و كأنه تصوير بطيء .... ليهمس بصوتٍ أجوف بعد عدة لحظاتٍ بدت كالدهر
( العودة من .....أين تحديدا ؟؟؟)
تلجلج منصور وهو يقول بعدم فهم
( الم تأمرنا بالعودة الي مشروع شرق المدينة حيث لم يعد لنا أهمية بعد الآن عند بيت عمران ؟؟ ... لقد هاتفتني بنفسك يا سيد عاصم في ظهرا هل نسيت ؟؟ ...... )
اتسعت عينا عاصم وهو ينظر أمامه في اللا اتجاه .... ليهمس قلبه قبل لسانه
( يالهي .... يالهي ...... )
أفاق من غيبوبته على صوت منصور القلق وهو يقول
( ما الامر يا سيد عاصم ؟..........سيد عاصم ؟؟ )
الغريب أنه لم يجد القدرة على الصراخ كعادته ... كل ما فعله هو أن همس بصوتٍ حمل كل تهديد العالم مختلطا بخوفٍ لم يسمعه رجله من عاصم رشوان من قبل ...
( في غضون عدة لحظات أريدكم أن تدخلو البيت ... ولو اقتضى الأمر حطموا الباب لتتأكدو من سلامة أصحابه )
و بعد لحظةٍ صرخ عاليا ( حااااالااااا ....... )
أغلق الهاتف وهو يتنفس بصعوبة .... عدة لحظات ؟؟!! .... ظهرا ؟؟ .... عينيها البراقتين, خضار البحر و صفاؤه فيهما و غمازتيها ... تبتسم للجميع الا هو......
أيعقل أن يصيبها مكروه ..... لم يصدق حظه حين وجدها أصلا بعد هذا العمر ..... أيعقل أن تضيع منه ؟ .....
و كان سباقه مع الزمن في تلك اللحظة هو سباقا من أجل حياته .... فكم يستطيع المرء أن يسرع من أجل الحفاظ على حياته قبل أن تضيع منه؟؟؟ ....
.................................................. .................................................. ............................................
كانت صبا ممدة في سريرها تراجع أوراقها مستغلة اللحظات التي تركتها فيها فتحية لتعد لها شراب الشوكولا الساخن كما تحبه ... بعد أن أصرت عليها لتكف عن العمل أو الجنون المطبق كما تطلق عليه ... وبعد الحاحٍ شديد من جانب فتحية استسلمت لها و وافقت أن تعد فتحية الشراب لهما معا بنفسها و رفضت أيضا ان تعده صبا ....
ظلت صبا تتابع الأوراق أمامها بدون تركيز قليلا الى أن شردت عيناها بعيدا ... منذ ساعاتٍ قليلة سمعت صوت سيارةٍ ضخمة جاءت أمام البيت وحين أطلت من النافذة وجدت رجال عاصم رشوان قد استقلوها ليبتعدو بها ...
ولم يعودو الى الآن .....
أمسكت خصلة من شعرها العسلي الطويل وهي تلفها على إصبعها بشرود .... هل انتهى من تلك التمثيلية الرخيصة التي تدعي حمايتها بعد أن شنت الحرب على شركاؤه ؟؟ ......
كانت عيناها كقطعتي جليد وهي تنظر بهما الى السقف .... بالطبع وضعته في موضع حرج أمامهم بعد أن وعدهم بالسيطرة عليها ليفاجأ بأنه لم يفلح ....
و فتحية المسكينة كانت تبدو كأمٍ ساذجة الأيام الماضية وهي تحاول جاهدة إقتاعها بقبول الزواج منه .... حيث أنه ابن بلد و شهم و وهو أصلح من تعتمد عليه ... الى آخره من تلك الأوهام التي عششت في رأسها منذ أن رأته للمرة الأولى فدخل قلبها و عقلها و رسمت عليه كعريس
ابتسمت صبا بسخريةٍ حزينة وهي تشفق على حال فتحية التي تعدها كأمٍ لها و تتمنى أن تراها كعروسٍ اليوم قبل الغد ... تظن أن صبا لا تتمنى ذلك ايضا في غمرة انشغالها , لكن الحقيقة أنها تفكر في ذلك الموضوع أيضا طويلا .... تحب أن تكون لها أسرة و يكون لها طفل أو طفلين على الأكثر .... تقوم بغرز كل ما ورثته عن أبيها يوما ... تهديهما ابتسامة أمها التى ورثتها عنها بشهادة كل من يعرفها ....
ستنشئهما على أن الصواب لا يحتمل كلمة ربما ..... أن الحق لا يقبل الفصال ....
ستشبعهما لعبا و مرحا كما نالت هي في طفولتهما لكن دون أن تشبع من أمها التي رحلت سريعا تاركة في نفسها كل ما هو جميل و كل ما ترغب أن تمنحه لطفليها ....
ابتسمت صبا مرة أخرى لكن بحبٍ حزين تلك المرة وهي تفكر في شكليهما ... تريد صبيا و فتاة ليكونا قرة عينيها ..
يأخذانِ عينا أمها في جمالهما ... دون أن تدرك أنها قد ورثت نفس جمال هاتين العينين ..... سيأخذان أيضا شجاعة جدهما , لن يهزمهما أحدا على غير حق أبدا ......
كم سيكونا رائعين .... ستكون سلالة نادرة لا مثيل لها ...
ضحكت صبا بمرح رغم الدموع التى بللت عينيها النديتين و هي تهمس جذلا
( هذا هو عيب الوحيد في عدم الزواج الى الآن ...... من الظلم حرمان العالم من أطفالي )
ضحكت أكثر وهي تنهض لتتجه الى المرآة و تنظر الي نفسها بنظرة تقييم الى جسدها الرشيق في بنطال النوم الفضفاض ذو المكعبات و المربعات ... و القميص القطنى ذو الحملات الرفيعة و الذي يظهر جمالها المخفي على الدوام , شعرها العسلي منسابا في موجاتٍ طبيعيه على ظهرها وأكتافها .... رأت في تقييمها أنها تبدو طريفة أكثر منها جميلة .... بموجاتٍ شعرها وعينيها اللتين تشبهان عيون القطط كما يقول الجميع
ثم ما لبثت أن قالت بحزمٍ و تذمرٍ زائف
( حسنا يا والد الأطفال ..... من الأفضل أن تظهر الآن على التو واللحظة لننقذ العالم بواسطة أطفالنا ....... و لأرتاح من الحاح فتحية التي باتت لا تفكر في شيءٍ آخر هذه الأيام )
ظلت مبتسمة قليلا ... ثم زوت ابتسامتها تدريجيا وهي تنفض عن رأسها صورةٍ ما بغضب ....
تنهدت بعمق لتقول بعد فترة ( لماذا تأخرت فتحية كل هذا الوقت ؟........ )
بعد دقائق سمعت صوت بدا وكأن جسما ما قد سقط أرضا .....نظرت الي باب غرفتها و هي تتسائل إن كانت قد توهمت سماع ذلك الصوت المكتوم .....
اتجهت الى الباب و قد بدأت تشعر بالقلق على فتحية .... هل تعبت ؟.... إنها تجهد نفسها أكثر من اللازم و تتدللها أيضا بأكثر مما تسمح به طاقتها ....
تضاعف قلقها في ظرف لحظات وهي تخشى أن تكون فتحية قد أصابها الدوار أو الإغماء .... عند هذه النقطة اتجهت جريا الى السلم لتنزل بسرعة وهي تنادي بقلق
( فتحية ..... فتحية )
شيئا ما أوقفها على آخر درجةٍ وهي تتشبث بحاجز السلم لتهمس ( ما الذي .......... )
لكن قبل أن تكمل اتسعت عينيها وهي ترى شابا مفتول العضلات بصورةٍ مبالغا فيها وكأنه بطل رفع أثقال يخرج من باب المطبخ ليقف ناظرا اليها من بعيد بعينين تحملانِ شرا و اجراما ......
أخذ صدرها يعلو و يهبط وهي ترى شابا آخر بنفس المواصفات يتبعه من داخل المطبخ .... ليتبعهما ثالث !!! .....
لم تتحرك و هم أيضا لم يتحركو من مسافتهم البعيدة عنها .....
فغرت شفتيها دون صوت وهي تتطلع الى الثلاثة أجساد الضخمة و القادرة على سحق جدار وتحويله الى تراب ........
تنظر اليهم و ينظرون اليها دون صوت ........ تقف مكانها دون حركةٍ وهي تنظر بعينين متسعتين و كأنها في مواجهة ثلاثةِ كلابٍ شرسة يقفون في حالة تأهب استعدادا للقفز عليها في أي لحظة ...... ثلاثةِ كلابٍ بعيونِ ذئابٍ جائعة .....




انتهى الفصل يا سكاكر منتظرة تعليقاتكم بعد شوق شهر كامل


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:11 PM   #2655

حنان

كاتبة وقاصة بقسم قصص من وحي الاعضاء ولؤلؤة فعالية اقتباسات مضيئة

alkap ~
 
الصورة الرمزية حنان

? العضوٌ??? » 135644
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 7,122
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » حنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
المقياس الذي نقيس به ثقافة شخصٍ ما، هو مبلغ ما يتحمّل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه.. د.على الوردي
افتراضي

مرحبا حبايب.. تسجيل حضور .. لي عودة بعد القراءة تمومتي^^

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 33 والزوار 4) ‏حنان, ‏haneen el nada, ‏yassminaa, ‏ISHA+, ‏princess alkady, ‏mona_90, ‏ماريامار, ‏che, ‏fatima zahraa, ‏celinenodahend, ‏زالاتان, ‏mesaw, ‏rosemary.e, ‏fleur_lys, ‏معلمة الدمج, ‏laraaa+, ‏لا تتألمي, ‏ملكة قلبي, ‏غزل الشام, ‏الحب الأول, ‏rouka2000, ‏قطرات العمر, ‏someia, ‏RazanB, ‏majda sarito, ‏hadia44, ‏rainfall, ‏القلب النابض, ‏كفى, ‏dr.violet, ‏شهرزاد 2000, ‏روكو


حنان غير متواجد حالياً  
التوقيع








حب حب

رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:32 PM   #2656

Aysel _2011

نجم روايتي و أخصائية تغذية - و افضل طاهية في مسابقة المعجنات ومترجمة بقصر الكتابة الخيالية وفراشة متالقة في عالم الازياء والاناقة alkap ~

 
الصورة الرمزية Aysel _2011

? العضوٌ??? » 52482
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,325
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond reputeAysel _2011 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 30 والزوار 7)
‏Aysel _2011*, ‏haneen el nada, ‏laraaa, ‏marwaadel, ‏che, ‏ISHA, ‏mesaw, ‏nahla_fcis, ‏To7af, ‏gameli, ‏احلام العمر, ‏yassminaa, ‏princess alkady, ‏mona_90, ‏ماريامار, ‏fatima zahraa, ‏celinenodahend, ‏زالاتان, ‏rosemary.e, ‏fleur_lys, ‏لا تتألمي, ‏ملكة قلبي, ‏غزل الشام, ‏الحب الأول, ‏rouka2000, ‏قطرات العمر, ‏someia, ‏RazanB, ‏majda sarito
انا جيت اقرا واجي


Aysel _2011 غير متواجد حالياً  
التوقيع










رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:39 PM   #2657

mona_90

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mona_90

? العضوٌ??? » 135527
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,374
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » mona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond reputemona_90 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
وحين تكون سعيداً , يُمكنكَ أن تُغني .. أن ترقُصحين تكون سعيداً ينبت لروحك جناحين ..يصيرُ سقف غرفتك فضاء .. وتُحلقكما لو كنتَ طائراً يُكبل جناحيهِ قفصٌأُطلقَ منه الآن .. !تشعر أنك حرٌلا هم ولا حزنٌ يُثقلكأو يمنعك حق الحياة ..الحياة .
افتراضي









حرررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررر رررررام


mona_90 غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:40 PM   #2658

jjeje
 
الصورة الرمزية jjeje

? العضوٌ??? » 262633
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 344
?  نُقآطِيْ » jjeje is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

jjeje غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 07:46 PM   #2659

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 39 والزوار 7) ‏tamima nabil, ‏روكو, ‏نداء الحق+, ‏روح طرياك, ‏jjeje, ‏canad, ‏fleur_lys+, ‏ISHA, ‏متعثرهـ, ‏منيتي رضاك, ‏anna dayob, ‏rosemary.e, ‏رنيـــــم, ‏haneen el nada, ‏laraaa, ‏marwaadel, ‏che, ‏mesaw, ‏nahla_fcis, ‏To7af, ‏gameli, ‏احلام العمر, ‏yassminaa, ‏princess alkady, ‏ماريامار, ‏fatima zahraa, ‏celinenodahend, ‏لا تتألمي, ‏ملكة قلبي, ‏غزل الشام, ‏الحب الأول, ‏rouka2000, ‏قطرات العمر, ‏someia, ‏RazanB, ‏



نورتوني يا سكاكر


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 10-08-13, 08:03 PM   #2660

princess alkady
alkap ~
 
الصورة الرمزية princess alkady

? العضوٌ??? » 270000
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 746
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » princess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond reputeprincess alkady has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لاااااااااااا مش نهايه تقفي علييييها يا تيمو بقا حررررررام
الحلقه طوييييييله و ممتعه جدا ابدعتي حقيقة ...... استمتعت بلأحداث كثيرا ، شعرت بلاسي علي حنين التي تكن مشاعر لشخص لا يبادلها ايها بينما الاخر مستعد ليضحي باي شئ في سبيل اعادتها و لو كان ضد رغبتها و ارادتها ..... نأتي اخيرا لحور بطلتي المفضله سعدت لمحاملاتها لكسب طفلها التي حاولت ان تتناسا لمجرد ان فيه شبه من نادر ..... نادر لازت احاول فهم شخصيته الي الان


princess alkady غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, ال22, الحب, الرائعة, الرواية, الفشل, بأمر, تميمة, ينزل, نبيل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.