آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          كلمة واحدة..للكاتبة blue me .. *كاملة* المتسابقة الثالثة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          [تحميل] عِشق بِلا قُيود../ للكاتبة شخصية خيالية (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          38 - ضحية الاخرين - روزانا مارشال - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          7 - شهر عسل مر - فيوليت وينسبير - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree148Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-13, 10:28 PM   #1991

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 13 والزوار 1) ‏نداء الحق, ‏yoda5, ‏hebaa, ‏زهرة نيسان 84+, ‏برديس, ‏ROSES LEAVES, ‏doudo, ‏Nada yousef, ‏ام عبودي33, ‏hollydeath, ‏bella story, ‏عصفور الجنه, ‏إشتياق
تسجيل حضور


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:32 PM   #1992

Zhala 97

نجم روايتي و شاعرة متالقة في المنتدى الادبي و الفائزة في مسابقة من القائل؟؟و الفائزة المركز الثالث في فزورة ومعلومة وحكواتي روايتي وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية ومركز ثان

alkap ~
 
الصورة الرمزية Zhala 97

? العضوٌ??? » 286228
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,282
?  مُ?إني » ف? قـلـوبـڪم ♥
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Zhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
♥ .. ومــا خابــت قلــوبٌ اودعــت البـــاري امانيــها .. ♥
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 16 والزوار 2) ‏ژاڵـــﮧ, ‏نداء الحق, ‏دنيازادة+, ‏yoda5, ‏إيناس, ‏hebaa, ‏زهرة نيسان 84+, ‏برديس, ‏doudo, ‏Nada yousef, ‏ام عبودي33, ‏hollydeath, ‏bella story, ‏عصفور الجنه+, ‏إشتياق

تسجيل حضوووووور ... ^^


Zhala 97 غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الكميلة كبرياء معشوقتي
الفصل الخامس السبت القادم إن شاء الله
دينو ألف قبلة لعيونك ع التصميم الكميل


رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:34 PM   #1993

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
1111

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن
: 18 ( الأعضاء 15 والزوار 3)
‏دنيازادة, ‏yoda5+, ‏نداء الحق+, ‏إيناس, ‏hebaa, ‏زهرة نيسان 84+, ‏برديس, ‏doudo, ‏Nada yousef, ‏ام عبودي33, ‏hollydeath, ‏bella story+, ‏عصفور الجنه+, ‏إشتياق


مساء الورد والفل والياسمين
شكراً لحضوركم احبتي سأنزل الفصل الثاني عشر الأن قراءة ممتعة
شكر خاص لصديقتي الغالية انشودة الندى لمساعدتها لي بتدقيق الفصل
جزاك الله كل خير ندوش وجعل تعبك وجهدك بميزان حسناتك


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:38 PM   #1994

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
:jded:

الفصل الثاني عشر
إهداء إلى أختي الغالية المبدعة زهرة نيسان 84

استعادت جوري ارتداء قناع صلابة وقوة ناي مخفية بمهارة كوابيس قلبها.. أردفت بعذوبة:
- اِبقَ قليلاً وشاركني الطعام الذي طهوته بيديك من أجلي؟..
صوتها أرسل تيارات وموجات من الارتعاش لشرايينه، لدى ناي قدرة رهيبة لإيقاعه بمصيدة أحاسيس لا يرغب أن يعبرها من أجل فكرة عميقة اسمها الإخلاص، أفكاره نحو ناي تجعله يرزح تحت وطأة شعور الخيانة، لقد عاهد بلسم على الوفاء مدى العمر وأن يواصل حبها إلى الأبد، لم يكن يعرف أن الأبدَ طويلٌ ومرير بدونها، يفتقدها كثيراً، يدرك أنها لن تهاجمه بسيل من كلمات العتاب، بلسم لم تلُمْه أو تَشْكُ يوماً، ستغفر له بطيبة قلبها نزواته في الهوى..
أخفت ناي توترها بإتقان شديد وأعصاب متينة، أردفت :
- لم تُتَحْ لي فرصة شكرك على كل ما فعلته من أجلي ..
في كثير من الأحيان يقف هاشم عاجزاً عن فهم ناي، ليس له قدرة التنبؤ بردود أفعالها الغريبة، لكن حيلتها لم تنطلِ عليه، نظرة خاطفة لأعماق عينيها كفيلة ليكتشف لعبتها، تساءل في نفسه عن الخطة المنحرفة التي تدور في التركيبة النفسية لذهنها المريض.
راقبها عن كثب وبدا التحول في وجهه مخيفاً وهو يباغتها بالسؤال:
- هل أنتِ بائسة إلى هذا الحد يا ناي لتمارسي هذه الألاعيب؟
شهقةٌ صدرت من جوف ناي بارتياع وصدمة، أنفاسها علقت بحنجرتها وصدى دقات قلبها ترددت عالياً في رأسها، تصبب العرق البارد فوق جبينها وبدأت ترتجف رغماً عنها من نظراته الحارقة التي اخترقتها للعمق، تلعثمت بالكلمات:
- ماذا .. ماذا تقول ؟.. أنا لا ..
كتف ذراعيه فوق صدره متفرِّسًا في ملامحها بعبوس، قاطعها بحزم وباستهزاء ساخر:
- لااااا .
استندت ناي بيديها على أقرب كرسي، أردف هاشم والنظرة الضيقة القاسية لم تفارق عينيه:
- لا تحاولي خداعي لأنك حينها لن تتمكني من النجاة بسهولة.
قدماها المتعبتان لم تعودا قادرتين على حملها، ارتمت فوق الكرسي فاقدة قوة السيطرة وصرخت:
- أنت .. أنت توشك على تدميري.
هتف هاشم باستنكار :
- تدميرك !!
ازدردت ريقها الجاف وجاهدت لتجتر الكلمات مؤكدة بانكسار :
- نعم تدميري .
زفر هاشم بضيق بملامح منقبضة، ناي لا تصدق أنه لا يضمر لها الشر:
- لو رغبتُ بذلك لفعلت من البداية.
رفعت نظراتها نحوه بتؤدة ترمقه بحذر، هزت رأسها وسألته بتحدٍ:
- إذا كنت لا تريد تدميري حقاً، تراجع إذن عن قرارك بفضحي.

كل ما يشغل ويسيطر على عقل ناي الفضيحة، كما أن الاغتصاب جريمة بلا شهود ومع مرور الزمن اختفت الأدلة التي تثبت ارتكابها جريمة قتل دفاعاً عن النفس..
- ليس غايتي فضحك أو تشويه سمعتك.

تنهدت بارتياح والتقطت أنفاسها:
- جيد .
استجمعت أعصابها وهبت لمواجهته، أردفت بصوت مرتعش:
- إذاً دعنا نتحاور بهدوء ونعقد اتفاقاً يرضينا.

أشفق هاشم على ناي مدركاً تشتتها وفوضى كيانها الداخلي، عليها استكمال العلاج لتحافظ على توازنها العقلي، الحزن المتراكم يدفعها للضياع وحينما يتسرب الخطر تتصرف كمجنونة.
- ما كان يجب أن تغادري المستشفى.
- اسمع يا هاشم لنكشف أوراقنا ونتحدث بصراحة متناهية، اعترفتُ لك بحقيقة قتلي لناهض، لكن ماذا تستفيد من نبش الماضي؟.. إبلاغك عن الجريمة الآن لا معنى له.. ناهض تاجر أسلحة سفاح، موته أنقذ البشرية من مجازر سيكون ضحيتها الأبرياء.
تدفق صوته داعماً مؤيداً متفهماً:
- لا شك أن ناهضًا يستحق أن يموت ألف مرة .. المسألة لم تعد بالنسبة لي فقط اكتشاف الحقيقة الكاملة للجريمة فأنا واثق تماماً أنك لم ترتكبي أي جريمة يا ناي...

جحظت عيناها مركزة على وجه هاشم بحيرة باحثة عن تفسير:
- لا أفهم !!.. كيف لم أرتكب جريمة ؟.. ناهض مات ووائل تأكد من ذلك بنفسه.
- نعم ناهض مات وإلى جهنم وبئس المصير لكنكِ لم تقتليه .. لا يمكنك فعل ذلك بدون أي سلاح.
- ما الذي تقوله ؟
- سأطرح سؤالي للمرة الأخيرة .. ألا تذكرين ما حدث في تلك الليلة؟
اسودت عينا ناي ذعراً ، جفت الدماء في عروقها وانكمشت إلى الوراء.
- ناي صدقيني لا أود مضايقتك أو تعريضك لأي نوع من الأذى.

بللت شفتيها المرتعشتين وقالت بصوت مبحوح:
- لا أتذكر ما حدث بالضبط هناك فجوة عميقة بذاكرتي .. ما أعيه أن الألم كان رهيباً والظلام يحيطني ولا من أحد ينقذني، كنتُ أصرخ واستجدي الرحمة ثم .. ثم لا شيء .. ربما خنقته بيدي.
هز هاشم رأسه قائلاً بثقة:
- لاااااا ناي .. ما تقولينه مستحيل .. تهيأ لكِ أنكِ خنقته إلا أن ذلك غير معقول عمليًا، أنتِ ذات بنية جسمانية رقيقة وأضعف من أن تستطيعي خنق أي رجل حتى لو كان هزيلاً.
انقبضت عضلات وجه ناي، رفعت كفيها تضغط جانبي رأسها وكأنها تقاسي ألماً مبرحاً.
- لا أعرف .. لا أستطيع تذكر التفاصيل ربما لن تصدقني لأنك لم تعرف معنى الخوف الحقيقي والوجع، لم يسبق أن جربت الموت ونزع روحك..
هلع هاشم جزعاً من بوادر انتكاسة تعيد ناي لحالة الانهيار السابقة، سارع يقول يطمئنها:
- أصدقك ناي أصدقك .. أنتِ بريئة ومظلومة .. مهما كانت نتيجة التحقيقات فأنتِ ضحية.
- رغم كوني ضحية بفعل غبائي لكني سأدفع الثمن طوال حياتي سأبقى موصومة بالعار بنظر المجتمع وأكره نفسي.. أنظر إلي .. أنا نصف ميتة.. لا أستطيع التمتع بحياة كاملة أو بأي شيء حلمتُ به وحققته.. أعيش بخوف دائم والكوابيس تطاردني، أعرف أني أحيانا أكون غير طبيعية في تصرفاتي فأشياء كثيرة ماتت بداخلي وأكاد أفقد عقلي..
سمحت ناي ببوحها أن يتجاوز هاشم الحدود التي وضعتها كحاجز بينهما فقال بألفة:
- الطريقة الوحيدة لتستعيدي حياتك وتتخلصي من الكوابيس ستكون بكشف غموض الجزء المفقود من ذاكرتك.
هزت رأسها يميناً ويساراً وردت بيأس:
- حاولتُ كثيراً لكني لا أستطيع .. لا أستطيع.
- حسناً لا داعي لأن تضغطي على نفسك يا ناي.. كل ما أطلبه أن تثقي بي.. ما سأفعله من أجلك، لا يمكن أن تستمري في حبسك الاختياري وحيدة تكلمين أزهارك وترقبين الحياة من بعيد دون أن تعيشي فيها.. سأكون معك وسأثبت براءتك..
- لا أفهم .. لماذا تفعل ذلك؟.. لماذا تصر أن تكون لطيفاً معي؟!.

نظر حوله بارتباك، توجه إلى مكتبها القابع بركن الصالون قرب مكتبة كتبها، تناول قلمه من جيب سترته وكتب فوق أحد الأوراق البيضاء قائلاً:
- يوماً ما سأخبرك لماذا يا ناي أما الآن يجب أن أغادر حالاً.. هذا رقم هاتفي الخاص.. عديني أن لا تترددي بالاتصال بي في أي وقت تشائين.
بقيت واقفة مكانها، تحرك هاشم نحو باب الشقة، وقبل أن يغادر التفت بابتسامة وسألها برقة:
- هل دعوتك لي لتناول الطعام ما زالت قائمة؟..
قبل أن تتفوه بكلمة اتسعت ابتسامته وأردف:
- يسعدني أن نتشارك غداً طعام الغذاء ..
فتح باب الشقة وهم بالخروج لكنه عاد ليستدير قائلاً بمرح:
- كدتُ أنسى، لو سمحتِ أفضل حساء الخضار.. إلى اللقاء غداً.
تساءلت ناي إن كان هاشم يعاني مثلها من حالة انفصام بالشخصية، لكنها بكل الأحوال ترحب بفكرة أن يكون حليفاً إلى جانبها من أن يكون عدواً ضدها يعاملها بلا رحمة.

*****************************

جلست نجلاء صامته في استراحة الغداء قرب زميلاتها اللواتي تحلقن منحنيات حول الطاولة وقد وضعن فوقها صفحة الجريدة، بعضهن أخذن يتأملن صورة يوسف متنهدات بوله، والأخريات قرأن بتركيز مقاله.
بدت نجلاء غير مكترثة لما يدور حولها، ارتشفت على مهل من زجاجة عصير البرتقال وقضمت قطعة كبيرة من شطيرة الجبن، كادت تختنق عندما باغتتها إحداهن تسألها:
- هل قرأتِ مقال يوسف الأيهم؟..
سعلت بقوة وأحمر وجهها بانفعال، أسرعت ليلى بتقديم كوب الماء، شربت نجلاء بتروٍّ ثم أجابت باقتضاب:
- لا .
عادت تلتهم الشطيرة وتمضغها بفمها ببطء مصغية لزميلتها:
- يوسف كتب مقالًا نقديًا بلهجة حادة .. اسمعي ماذا قال " وبالرغم من كل البيانات التي تصدرها منظمات حقوق الإنسان إلا أن المسؤولين كانوا وما زالوا يمارسون إجراءات تعسفية مهينة لكرامة الإنسان باعتقال نشطاء يطالبون بمظاهرات احتجاجية سلمية بتعزيز الديمقراطية وحقهم بالتعبير عن أرائهم وأفكارهم ومواقفهم السياسية بحرية.. حجم الأسئلة المطروحة يتسع عن خلفية القفز فوق القانون والأسباب الحقيقية التي تكمن وراء الزج بالمتظاهرين خلف القضبان وتزوير اتهامات كبيرة، بل ومحاولة إخضاعهم باستعمال أساليب تعذيب شرسة تصل أحيانا حد الموت.. علينا من أجل عملية الإصلاح فتح ملفات الفاسدين والتحقيق بنزاهة فيما حدث بالماضي وما زال يحدث بالحاضر، ومن الطبيعي والضروري أن نطرح سؤالاً مشروعاً بشأن تحديد الأطراف التي وقفت وراء اتخاذ قرار الاعتقالات في الوقت الذي يصرح فيه أصحاب المراكز القيادية العليا بالعلن عن معارضتهم لتلك التجاوزات المجحفة فيتحدثون بالمؤتمرات والمحافل الدولية عن الحريات ثم يتناسون أن في دولهم أطفال صغار حرموهم رؤية آبائهم الذين تجرؤوا على رفع أصواتهم قائلين لا لظلم، لا للاستبداد.. المحصلة في النهاية تضليل وتحايل بخطابات تفتقر للمصداقية.. أنتم يا من تتصارعون كالمجانين لتبقوا جالسين فوق كراسيكم بسفك الدماء وكتم الأنفاس كيف ستلاقون وجه الله بذنوبكم؟؟..))
يوسف بدأ معركته مع الفاسدين والتحقيق فيما جرى لوالدها بالمعتقل، التزم بوعده الذي قطعه.. صوت إحداهن قطع شرودها:
- هل تظنون أن ما كتبه يوسف سيشكل خطراً على حياته؟
تداخلت أصوات الاستنكار وتعالت بين الزميلات ، تمتمت نجلاء ببضع كلمات وانسحبت تاركة شطيرتها فوق الطاولة دون أن تكمل أكلها..

**************************

النوم يجافي هاشمًا، تقلب في السرير والأفكار المتضاربة تأكله بنهم، تنهد بحرقة وشعر بنزف داخلي يضغط على أنفاسه، الزمن بارد وثقيل.. نظر للفراغ الذي تركته من كانت تغفو قربه كملاك وتلون بريشتها الجميلة مزينة الحياة، لكن الموت جلس يترصدها ليعيش من بعدها بغصة الفجيعة المرة. رحيل بلسم لا يعني حرمانه منها إلى الأبد، بل فقدانه لحب لم يجد له مثيلاً، وحنانًا لن يعرفه في أي مخلوق..
عتمة الليل والوحدة فتحت بوابة الذكريات لطيف بلسم الذي يلتصق به كظله، ما زال يذكر كلماتها في غرفة المستشفى البيضاء حيث خراطيم الأجهزة موصولة بقلبها المريض المنهك، لاحت بضعف ابتسامة فوق شفتيها الشاحبتين:
- عشتُ أجمل سنوات عمري بحبك وحانت الآن لحظة انسحابي من الحياة .. شبح الموت يطاردني، إنه حولي يقترب مني.. يريدني.. لن يغادر حتى يأخذني.

احتضن هاشم يد بلسم الباردة .
- بلسم ما الذي تقولينه؟.. ستكونين بخير .
- أنا لا أحس بأي شيء يا هاشم .. أشعر بأني خفيفة بلا أي وزن وأكاد أطير..

قال مخفياً دمار أعصابه:
- بلسم حبي لا تهولي الأمر .. لا تتعبي نفسك بالكلام .. سأستدعي الطبيب؟
- الأطباء لن يفعلوا شيئاً .. سأموت يا هاشم.
- لا تذكري الموت فما بك ليس بالخطير أبعدي هذه الأفكار السوداوية... بلسم حبيبتي أرجوكِ من أجلي احتملي لا تستسلمي..

رنت له بعينين ذابلتين ووجه شديد الاصفرار، همست بلوعة:
- كم أود الاطمئنان عليك قبل مفارقتي الحياة .. لا أريد أن تبقى وحيداً من بعد رحيلي.. أفهم أن لا أحد سيحتل مكاني لكن علينا أن ننحاز للحياة بالمطلق لتأخذ مجراها الطبيعي..
ابتلعت ريقها بصعوبة، سالت دمعة على خدها وغرق هاشم بالعجز.
- لا أعرف كيف أودعك .. لكن لا تحزن .. أرجوك لا تفعل .. لا تقف على الأطلال فالحياة كذبة جميلة يا هاشم وعليك أن تستمتع بتصديقها.. عدني أن .. أن تستمر بحياتك .. أنا لا أحتمل عذابك... أنت رجلٌ قويٌّ ومن الظلم أن تبقى أسير ماضينا الجميل.. أريدك أن تتزوج وتنجب أبناءً..
- بلسم لا تقولي ذلك .. أنتِ كل ما أريد من الدنيا.
- اِقترب مني واحضنّي .. تمنيتُ دائماً أن أكون بين ذراعيك عندما تحين لحظة غيابي.. اِحضني بقوة.
نطقت الكلمات بشق الأنفاس:
- أرجوك انتبه لنفسك .. سأشتاق إليك كثيراً .
- لم أعرفكِ يوماً بهذا التشاؤم.
- الموت أقرب لي من الحياة .. أحبك هاشم .
ثقل لسان بلسم وعلا رنين الأجهزة مدوّياً في الغرفة.
- بلسم لا تجهدي نفسك .. اهدئي حبيبتي.
- هاشم كل .. كل ما أريده الآن شيئاً واحداً فقط.
ابتلعت ريقها وتنفست بصعوبة، تعلقت يدها بقميصه وهمست:
- واصل الحياة .. تعلم النسيان واجعله قبراً لأحزانك فالأمل يأتي بأكثر من وجه.. الأمل يأتي بأكثر من وجه.

شعر هاشم بتثاقل جسد بلسم، هز رأسه ورفض تصديق ما يحدث:
- بلسم !!.. بلسم حبيبتي ..
شخصت عيناها وتوقف الزمن .. تعالى صفير جهاز النبض معلناً نهاية حكاية.. اندفع الطاقم الطبي بحركات سريعة، حاولوا إنقاذ بلسم لكن الحزن ارتسم على الوجوه ولهجت ألسنتهم يدعون لها بالرحمة.
تجمدت أوصال هاشم، أراد الصراخ لم يستطع.. رغب بالبكاء لم يقدر.. ضم بلسم بشدة ومنعهم أن يبعدوها عنه.
- ارتاحي حبي .. لن تعاني بعد اليوم من أي ألم .. انتهت الأنات التي أتعبتك وأفقدتني إياكِ.. انتهت وبدأت أحزاني..
اعتزل هاشم العالم ، سكن بيتاً مهجوراً من بلسمه وراح يعدد أجزاء الفراغ في غيابها، اكتفى بترقب ساعة أجله التي لم يظنها بعيدة ، لكن الشهور مضت والأمل الذي حدثته عنه بلسم لحظة احتضارها تسلل ذات صباح بالورد الجوري..
ناي رممت أعماقه كانت سبباً لمصالحته مع الأيام .. عشق صوتها وأدمنه، انجذب لها ويريدها قربه ليل نهار.. سيثبت براءتها ويغدق عليها حنانه وعطفه لكن قلبه سيبقى دائماً مدفوناً وملكاً لحبيبته بلسم.

**************************
يتبع ...


دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:40 PM   #1995

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
:jded:

- قررت أخيرًا أن تكلمني .. الآن تذكرت تمارا.
أرتسمت على وجه وائل ابتسامة شغف من طريقة معاتبة تمارا المشبعة بالغنج، أتكأ بكتفه على حافة باب الشقة وكتّف ذراعيه حول صدره قائلاً:
- ما زلتِ غاضبة مني يا جميلة بيروت الفاتنة ؟
بادلته تمارا الابتسامة بشقاوة وردت بدلال:
- لن تضحك علي بكلماتك المعسولة..
تأمل وائل تمارا مطولاً، أكثر ما يثير إعجابه بها خفة روحها التي تجعلها آسرة:
- ترفضين استقبالي إذاً يا شريكتي بالعروبة؟
اعتدل وائل بوقفته ، أمعن النظر والتفكير ثم استدار متجهاً إلى شقته وكأن كرامته جرحت، ضربت تمارا قدمها في الأرض متذمرة صارخة:
- إلى أين تذهب؟
استدار قائلاً بملامح جادة تماماً:
- سأحضر خيمة واعتصم أمام شقتك حتى تسامحيني.
تعالت ضحكات تمارا العالية الرنانة حتى أدمعت عيناها، تشابكت نظراتها مع وائل، غمزته بعينها وقالت بصوت غاية في الرقة:
- أعددتُ اليوم طبقاً من الكنافة على الطريقة اللبنانية.
تراجعت خطوة بفستانها القصير الأخضر وأفسحت له ليدخل شقتها هامسة بنعومة:
- افتقدتُ صحبتك كثيراً ..
توجهت تمارا للمطبخ وعادت تحمل صينية عليها طبقيين من الكنافة وركوة قهوة، نهض وائل وأخذ عن تمارا الصينية ووضعها على الطاولة الصغيرة أمامهما حيث جلسا متجاورين فوق الأريكة المريحة يتسامران، سألته:
- ما الذي ضايقك؟.. كدتُ أجن عليك لشدة قلقي.
سكبت تمارا القهوة في فنجانين فعبقت رائحة البن في الهواء.
- هل قرأتِ رواية غسان كنفاني " عائدٌ إلى حيفا " ؟
شهقت تمارا بصوت مرتفع، التفتت نحو وائل تطالعه باستهجان قائلة:
- قطعت عزلتك المجهولة الأسباب يا وائل من أجل أن نتناقش في رواية؟!..
أشعل وائل سيجارة بتؤدة ومجَّ دخانها بفضاء الغرفة، قال موضحاً:
- أبطال الرواية ماتوا وهم يحاولون بشق الأنفس العودة إلى حيفا.. العودة هذا حلم كل فلسطيني قابلته في حياتي، على مدى 65 عاماً رفض الفلسطينيون أن يدخل حلمهم بالعودة بوابة المستحيل، احتفظوا بالأمل متمسكين بمفاتيح بيوتهم الكبيرة وتوارثوها على مرّ الأجيال، يريدون أن يستشهدوا هناك ببسالة وهم يدافعون عن حقهم في أرضهم الطاهرة وبياراتهم ليصبحوا فيها زيتونة أزلية.. لي صديق شاعر أجهش بالبكاء كطفل صغير عند معبر رفح لأن الاحتلال الصهيوني لم يسمح له بالدخول رغم كل الوثائق التي تثبت حقه بالعودة لفلسطين، كان له موعدٌ ثابتٌ في المساء عند شاطئ البحر الميت ليناظر قلبه الساكنَ في الجهة المقابلة للبحر ويشدو مع أبو عرب لفلسطين ((هدي يا بحر هدي طولنا في غيبتنا.. ودي سلامي ودي للأرض اللي ربتنا، وعهد الله وعهد الثوار، ما بنسى حقك يا دار، ومهما طولنا المشوار راجعلك يا ديرتنا)).. المفارقة الفظيعة أننا نحن من لنا أوطان نهرب منها، نهاجر إلى آخر الأرض حاملين معنا آلام حبنا النازف لمدن أنكرتنا وخذلناها دائماً لنمعن في معاقبة ذاتنا..

غاصت تمارا في الأريكة وجاء صوتها موجوعاً بالحنين:
- آآآآآه يا وائل .. أنا أحب لبنان .. أحبه مثلما غنته فيروز بحبك يا لبنان يا وطني بحبك بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك، بفقرك بحبك وبعزك بحبك، وإذا نحنا تفرقنا بيجمعنا حبك، وحبة من ترابك بكنز الدنى..
استطردت بألم:
- لكن بيروت ضاقت برؤساء التيارات والأحزاب والمليشيات الذين يبدؤون الحروب وينهونها بلا سبب واضح وبلا أي نتائج إلا مزيدًا من الدمار والقتلى والأيتام.. أمي نامت في قبرها بين أشواك الفتنة، أبي أهملني مدمناً الكحول ليغيب عن الواقع الذي حطمه فنسي أن له ابنة تحتاجه، مات مجنوناً متشرداً في الشوارع المتناحرة.. الجميع هناك ركلني بقدميه يا وائل..

انتفض وائل بقوة واكفهر وجهه، هتف بنبرة تأنيب:
- تمارا !!!
اصطفّت الدموع في مقلتيها كجنود يوشكون على بدأ الهجوم.
- لا يعجبك هذا الكلام لكن تلك الحقيقة.
أغمضت عينيها الزرقاوين، تنهدت بصوت خافت قائلة بحزن:
- حتى الرجل الذي أحببته لم يبادلني العشق.
- تقصدين يوسف؟
علت تعابير الدهشة وجهها، اتسعت حدقتا عينيها وسألته بذهول:
- كيف عرفت اسمه ؟.. أنا لم أحدثك عن يوسف من قبل؟
- كنتِ تهذين باسمه حينما أصابتك الحمى.
وضعت تمارا وجهها بين يديها باستحياء:
- يا إلهي .. إذا عدتُ لبيروت سآخذ قارباً وأجذف به حتى أصل لصخرة الروشة العملاقة سأتسلقها وأقفز ليبتلعني البحر..

نفض وائل رماد سيجارته بتأنٍ قائلاً بهدوء مصطنع :
- تكذبين لأن تسلقك لصخرة الروشة غير ممكن ..
- شكراً لمواساتك الرقيقة يا صديقي، أضفت لي معلومة لم أكن أعرفها، أعدك أن أفكر بطريقة مضمونة أكثر للانتحار حتى لا أُضيع الوقت الثمين بمحاولات فاشلة.
ضحك وائل بما لا يشبه الضحك، رد بخشونة:
- لا نحتاج للانتحار. الموت متوفر في وطننا العربي حد الكساد، بل ويفوق كل الحدود، الموت نفسه أصبح يخجل من النظر في عيوننا.. لو رغبتِ بإنهاء حياتك يا تمارا لما هربت من الحروب.

أومأت برأسها إيجاباً وقالت:
- هل تعلم أني لم أخف الموت؟ ربما لأنه كان دائماً يلفظني، لا أعرف كيف كنتُ دائماً أنجو منه.. في حرب تموز 2006م بقيتُ صامدة في بيروت ولم أفكر بالنزوح مع اللاجئين إلى الشام التي فتحت لنا الحدود، الدمشقيون وحدهم استقبلونا في حربنا تلك مع العدو الصهيوني، شرعوا بترحاب أبواب بيوتهم وقلوبهم، حفظوا كرامتنا ولم ينصبوا خيمة واحدة لنا في العراء قائلين أننا أشقاء وأمة عربية واحدة مهما اختلفنا دينياً أو طائفياً أو سياسياً، بينما العالم كله جلس يتفرج على موتنا المجاني عبر شاشات التلفاز والأقمار الصناعية في بث حي ومباشر على الهواء.

غضّن وائل جبينه بعبوس قائلاً بامتعاض:
- هذا ما يريده أعداؤنا، يودون أن ننشغل بنزاعاتنا السياسية والطائفية حتى تضعف قوتنا وتسوق مؤسسات الإغاثة هزائمنا للعالم بمخيمات تتكرر من وقت لآخر تحت مبررات كثيرة تتعدد فيها الطرق وتختلف الأساليب حسب بنود خارطة الطريق والشرق الأوسط الجديد. الجميع تحالفوا ضدنا بمؤامرات كبرى على مبدأ فرق تسد ليبتلعنا المنفى أو ندفن تحت ركام خراب الحروب.

صوت تمارا جاء غريباً كأنها تكابد قهراً:
- ذاكرة الحرب لن تمحى أبدا ولو عشتُ ألف عام، عندما كانت الترسانة العسكرية للعدو الإسرائيلي تطلق الصواريخ من البوارج والطائرات لتنهمر فوقنا ليل نهار بقصف عشوائي مدمر كنتُ أسير في شوارع بيروت أحمل بين يدي الإنجيل وأرتلُ في قلبي سورة الفاتحة باحثة عن أبي الضائع.. الغريب أن الذين اختبؤوا خلف الجدران وداخل الملاجئ كانوا يموتون برصاصات طائشة وشظايا صواريخ عبرت من أصغر منفذ، أما أنا بقيتُ على قيد الحياة كشاهدة وشهيدة ذات يوم.

لاذا بصمت كئيب حزين، سحق وائل سيجارته بالمنفضة، أشعل سيجارة أخرى ونفخ دخانها، سألها مغيراً الحديث بغتة:
- ما زلتِ تحبين يوسف ؟
تراجعت تمارا مسندة ظهرها إلى الأريكة، تهدج صوتها بالعبرات قائلة:
- يوسف لم يحبني كما أحببته، ونجلاء لا تحبه كما أحبها ..

قطب وائل جبينه وعلق بذهول:
- ما هذه المعضلة !
تنهدت بغصة خرجت من بين شفتيها وأوضحت:
- أنا أحبه ويوسف يحب نجلاء التي لا تحبه .. نعلم أننا نلاحق السراب ولكنا لا نملك خياراً لفعل أمر آخر.

أجاب وائل ساهماً كمن يوجه الكلمات لنفسه :
- غباء أن نبعثر حياتنا دون جدوى، علينا تجاوز الماضي والتفكير بالمستقبل.
ضحكت تمارا كنوع من البكاء المختلف.
- ربما سأتوقف عن حبي ليوسف عندما أتزوج.
التفت وائل بعينيه يتفرس في ملامحها:
- لماذا عندما تتزوجين؟
- لأني حينها سأحقق حلمي بأن يكون لي أسرة، سأنجب العديد من الأطفال وانشغل بتربيتهم والاهتمام بهم.
- وزوجك؟.
- زوجي !!.. سأتعلم أن أحبه.
- وماذا لو لم تحبيه؟
- بل سأحبه ..
- ربما لا ..
- كفى وائل تشعرني وكأني في جلسة اعتراف أمام الخوري.
ابتسم بغموض من بين ضباب الدخان فقالت بتصميم:
- نعم عندما أتزوج سأحب زوجي وأخلص له حتى آخر يومٍ في حياتي بل إني سأجعله أسعد رجل في العالم.

أعقاب السجائر تناثرت في المنفضة، وائل يدخن بغضب مرة وبحزن مرة أخرى، بدأ فنجان القهوة بيد تمارا يبرد وهي تداعبه بأصابعها ولا تشربه:
- بماذا تفكر؟..
قال بانكسار عاطفي.
- برحيلنا، سعينا إلى الشقاء والتعاسة، قسوة أن ندير ظهرنا للوطن ونتركه للسفاحين... نحن بلا شك مجرد أصفار لكن الصفر هو من يجعل الأعداد ذات قيمة كبيرة.. عندما أنظر إلى سنوات الغربة التي مرت يتأكد لي أنني اتخذت قرارات كثيرة خاطئة تجعلني أمر بأزمة نفسية واكتئاب شديد..
- للأسف لا يمكننا أن نغير الماضي.
- نعم لا يمكننا تغيير الماضي لكن نستطيع التراجع عن قراراتنا الخاطئة، لهذا قررتُ العودة لوطني.

هزت تمارا رأسها لاتصدق ما تسمعه، وضعت فنجان القهوة جانباً بيد مرتجفة قائلة بألم:
- أنت أيضا ستتركني يا وائل مثلما فعل الجميع معي!.. يا لحظي العاثر..
رفع نظره فشاهد غيوماً داكنة تكاد تمطر من عينيها فقال:
- تمارا لا تبكي.
- لم أبكِ يوم ماتت أمي أو يوم وجدتُ أبي بلا روح جثة بالشارع، لم أبكِ من الفقر والجوع، لم أبكِ يوم سقطت قذيفة في غرفة نومي بعد لحظات من مغادرتي، لم أبكِ يوم وداعِ يوسف، لكن الآن سأبدأ البكاء فكندا أكبر من احتمالها وحيدة بدون دموع.

دنا منها ووضع ذراعيه حولها، جذبها نحوه يغمرها بحنان مواسياً حزنها، شعر بحرارة دموعها تدفئ قميصه الأسود. التصقت به تمارا مستنجدة من مخاوفها، دفنت رأسها في صدره كاتمة نحيب آهاتها المكلومة المتراكمة المحبوسة منذ سنين، بكت بلوعة حتى جف دمعها، تعبت ونامت مجهدة على صوت وائل الذي راح يطمئنها ويهدهدها كطفلة صغيرة في حضنه.

*************************
نهاية الفصل الثاني عشر
بانتظار تعليقاتكم وارائكم فلا تحرموني منها


دنيازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 10:45 PM   #1996

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن :
22 ( الأعضاء 18 والزوار 4)
‏دنيازادة, ‏rola2065, ‏khma44, ‏نداء الحق+, ‏رنيـــــم, ‏زهرة نيسان 84+, ‏Nada yousef, ‏yoda5+, ‏dima89+, ‏ROSES LEAVES+, ‏hebaa, ‏إيناس, ‏doudo, ‏ام عبودي33, ‏hollydeath, ‏bella story+


شكراً لتواجدكم احبتي
اتمنى ان يعجبكم الفصل ويرتقي لذائقتكم الروائية .. قراءة ممتعة
الفصل الثالث عشر قريباً ان شاء الله مع يوسف ونجلاء


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 11:03 PM   #1997

tok
 
الصورة الرمزية tok

? العضوٌ??? » 270912
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » tok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

tok غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 11:12 PM   #1998

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات واالانوار على عيون جميع المتواجدين وعلى عيونك يادنيتي
عاشت الايادي على الفصل الرائع الملئ بالالم (الم الفقد )
ناي خائفة وتصرفاتها مع هاشم اكبر دليل على انها خائفة حد الموت من المجتمع الذي يوصم الضحية دوما بانها الجاني
ويعاملها كانها اصيبت بمرض خطير ومعدي ويستوجب الحجر
هاشم واسترجاعه لذكريات مؤلمة رسمتيه بابداع فنان والوان غاية الرقة والعذوبة
ولكن هل سيبقى قلبك ياهاشم على ماحددته له من ناحية علاقتك بناي
وائل وتمارا الاثنان يدوران بحلقة مفرغة يعني تمارا تحب يوسف وهو لا يحبها ويحب نجلاء وهي لاتحبه ووائل يحب تمارا التي لاتحبه
والله صحيح اللي قلته ان الموت السلعة الوحيدة اللي اقل من المجان توزع على كل عربي وتمنح بشكل اجباري بمختلف الاسباب ولكن هل ينتبه من يقومون باهداء الموت لاخوتهم انهم لايخدمون اي قضية سوى من يدافع عن كرسي الحكم وكل قوى الظلم العالمية
ومرة اخرى اقول ابدعت والله
بانتظارك على احر من الجمر


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 11:21 PM   #1999

زهرة نيسان 84

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة نيسان 84

? العضوٌ??? » 297166
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,229
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

إهداء إلى أختي الغالية المبدعة زهرة نيسان 84
حبيبتي دندونه
تسلميلي يارب ... بعد هاد الاهداء كيف بدي اركز بالفصل هلا
يا ريتك تسلميلي يا احلى دندونه

ناي حاولت ان تلعب على هشام و لكن هيهات هوهشام لا يمكن خداعه بسهوله
انهارت دفعات ناي امامه رمت الاتهامات بوجهه لكنه كان متفهماً لحالتها و وضعها النفسي المعقد خائف عليها من الانهيار .....
كنت متأكده كما هشام ناي بريئه و هي لا تذكر شئ وانا متأكده أن وائل لم يفعل كذلك ..صح ؟؟ (فيس مفتح عيونه بقوة )
هناك أمر وقع بتلك الليلة المشؤومة ...
ما الذي حدث هل هناك طرف خفي لا نعرف عنه شئ بعد ؟؟؟
- يوماً ما سأخبرك لماذا يا ناي
(فيس فضولي ) يا ترى ما الذي يبغيه هشام ؟؟ هل هناك سبب خفي ؟؟؟

(فيس بتلفت يمين و شمال و بعض على شفايفه )
مقاله ناريه من يوسف تعبر عن حال المجتمع الفاسد الذي يعيش فيه
اصوات الحق تخرس و لخلف القضبان تقمع
كم أشعر بالغيض و انا اسمعهم يتحدثون عن حقوق الانسان و هم من دول أصبحت غايتها
الحفاظ على مناصب و كراسي على حساب دماء شعب
معتقلوا الحرية يحاكمون بمحاكم عسكريه و يقولون حقوق الانسان
يا دندونه أنا بدخل المنتى عشان انسى الواقع ... لكن من وين بدنا نهرب
نرجع للرواية نجلاء شافت بادرة خير من يوسف و خلاص
هشام ...
ما أصعبه من فراغ يتركه أحباب لنا
برحلون ليحل الصمت المؤلم
لحظات وداع حزينه لكنها مكلله بالحب و وعد بالأمل
رحلت بلسم ولكنها تركت شعاع من النور داخل هشام
جاءت جوري لتشحنه لتنير طريق حياته الكئيبه
لكن هنا لي وقفه
قلبه دفن مع بلسم!!!
ما وعده لناي بحب حقيقي هي مشاعر
هل سيستمر الأمر هكذا ؟؟؟
ام ان قلبه سينبض من جديد دون ان ينسى القديم

نيجي للمقطع الي بلش بجمله وترتني و خلتني افكر اخلع من اولها
لكن راح جمد قلبي و اقرأ
- ما زلتِ غاضبة مني يا جميلة بيروت الفاتنة ؟
شووووووووووووووووو؟؟؟ لا لا مش عاجبني هاد الكلام ابداً

حيث جلسا متجاورين فوق الأريكة المريحة يتسامران

ليش يا دندونه ليش كل واحد يقد على كنبه
اه يا صديقتي حديث وائل و تمارا يقطر الماً نعيشه
الى متى تستمر السياسه و السياسين بتحديد مصائرنا
متى نصبح مواطنين نعيش الوطن بالمه و فرحه دون خوف او تهديد
قتل و نزاعات ليس لها من معنى سوى اطماع فاسدين
- برحيلنا، سعينا إلى الشقاء والتعاسة، قسوة أن ندير ظهرنا للوطن ونتركه للسفاحين... نحن بلا شك مجرد أصفار لكن الصفر هو من يجعل الأعداد ذات قيمة كبيرة.. عندما أنظر إلى سنوات الغربة التي مرت يتأكد لي أنني اتخذت قرارات كثيرة خاطئة تجعلني أمر بأزمة نفسية واكتئاب شديد..

ياااااااااااااااااه ما اعمقها من كلمات لو فهمنهاو عشناها رائعه
دنا منها ووضع ذراعيه حولها، جذبها نحوه يغمرها بحنان مواسياً حزنها، شعر بحرارة دموعها تدفئ قميصه الأسود. التصقت به تمارا مستنجدة من مخاوفها، دفنت رأسها في صدره كاتمة نحيب آهاتها المكلومة المتراكمة المحبوسة منذ سنين، بكت بلوعة حتى جف دمعها، تعبت ونامت مجهدة على صوت وائل الذي راح يطمئنها ويهدهدها كطفلة صغيرة في حضنه.

الوضع هون كل غلط لازم تشطبي الفقره كلها
لا لا
خليها تبكي بعد ما يسافر ما عندي مشكله
بعيد عن حضنه لا لا لا
اهئ اهئ ما بدي اياها لوائل لن اقبل
متأكده انها راح تلحقوا راح يلقيها بوجه لما يسافر
واااااااااااااااااااااااا ااااع
رغم ان فكرتها عن الزواج بالنسبه الي غلط
بس موافقه عليها في حاله خاصه

دندون يسلموا الايادي على الفصل الاكثر من رائع
بشوق للقادم وشكرا على الاهداء
انا عارفه انو قصدك تراضيني عشان المقطع الي راح تحذيفيه
امووووووووووووووه




زهرة نيسان 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-13, 11:35 PM   #2000

yoda5
عضو ذهبي
alkap ~
 
الصورة الرمزية yoda5

? العضوٌ??? » 218990
?  التسِجيلٌ » Jan 2012
? مشَارَ?اتْي » 310
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » yoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond reputeyoda5 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل حزين جدا دنيا مليان بأحاسيس الفقدان والغربة كل واحد منهم حاسس بالوحدة رغم اختلاف ظروفهم لكن معانتهم واحدة مع انى مع الراى اللى بيقول ان احساسك بالوحدة فى الغربة ارحم كتير من احساسك بالوحدة وسط اهلك وفى بلدك وبجد حديث وائل وتمار كان روعة واظن ان تمارا اعطته تصريح انه ممكن يطلب يتزوجها اما بالنسبة ليوسف ينفع كده دا انا كنت بوصيكى عليه ملاقيش عنه حاجة تطمنى عليه الا الناس بتتكلم عنه علشان كده انا بطالب ان الفصل القادم كله له وممكن نجلاء معاه خلينى حنينة فى انتظارك حبيبتى على نار

yoda5 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[CENTER]
[imgl]https://www13.0zz0.com/2015/01/18/23/485721194.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
وإرهاب, قلـب, كوابيس

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.