آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree17Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-10, 04:10 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


ونتيجة ذلك شعرت بوخز أليم في ذراعها اليسرى , وتحسست بدقة موضع الألم بيدها اليمنى , ووجدت أن كم بلوزتها كان رطبا ولزجا ودافئا , ولمست أصابعها الجرح في ذراعها , غير أنها لم تتذكر أنها أصيبت , وقبضت يدها على الجرح غريزيا بقصد أيقاف سيلان الدم ,ولم تتمكن أن تتأكد من عمق الجرح في هذه الظلمة , وما أن أكتشفت مكانه حتى بدأ الجرح ينبض . وأحست ليا فجأة بالبرودة والوحدة.
وحملقت محاولة أختراق ستار الليل لتلمح الرجل الذي قادها ألى هنا , لكنها لم تستطع أن ترى سوى وميض الدهان الأبيض على هيكل الطائرة.
لمع البرق ودوى الرعد على الفور , وتذكرت ليا أنها وعدت أن تنتظر رايلي سميث , غير أنها قررت أن تنكث بعهدها أن هو لم يعد سريعا.

أنبعث من الطائرة هالة ضوء مخيفة غمرت الأرض الصحراوية ذات الأشجار الخفيضة , ومرت بضع لحظات يقف فيها شعر البدن,وذلك قبل أن تكتشف ليا أن مصدر النور كان مصباحا وأنسلت من حلقها ضحكة ممزوجة بالتنهد.
وحمت ليا عينيها اللتين عمتا من وهج النور المنصب عليهما في الظلمة , وأبتعد الضوء عنها عندما ركع الرجل قربها وهو يرمي عن كتفه الحمل الثقيل , وحدّقت ألى الحزمة المؤلفة من معطف شدت أكمامه ليحمل في داخله بعض الأمتعة المتفرقة.
وفيما جحظت عيناها مخترقة وجه الرجل الحالي من التعبير , وأستعدت ذهنيا لتلقّي جوابه , سألت:
" أين هو غرادي؟".
أجاب وهو يعمل أصابعه برشاقة ليحل أكمام المعطف.
" مات".
فهمست بحزن :
" كلا".
أقتنعت بصحة قوله , فليس الموت أمرا للمزاح , وحاولت أن تخفي الرعشة في صوتها حين قالت:
" هل تركته في الطائرة؟".
بدت ملامحه كالقناع وعيناه الخضراوان خاليتين من أي مسحة حزن عندما قال:
" نعم , والآن دعيني أرى ماذا يمكنني أن أفعل لجرحك".
لمست ليا جرحها النابض بالألم بلا مبالاة , وظنت أن من الخطأ ترك غرادي تحت أنقاض المعدن , ولم تقبل بسهولة حقيقة وفاة هذا الرجل الحار والمليء بالحيوية.
" يجب أن تحملي المصباح".
لم ترد ليا على كلمات رايلي , فعبس وقطّب جبينه:
" حسبك هذا".
قالت ليا مشدوهة:
"ما.......... ماذا؟".
ردد كلامه بأقتضاب:
" قلت أن عليك أن تحملي المصباح حتى أتمكن من معاينة ذراعك".
ودمعت عينها وهما تطرفان فيما أمسكت المصباح المبتل والبارد بأصابعها , وركزت شعاعه على جرحها , وأستطاعت أن ترى خارج دائرة الضوء رايلي سميث يستل سكينه من جيبه ويرفع نصلها :
" سوف أكما قص الكم".
وما كاد ينهي عبارته , حتى شق نصل السكين موضع درز الكم , وبسرعة أصبح الكم في يده.
وأستعمل بقية الكم ليمسح الدم بأنتباه حتى يتمكن من رؤية عمق الجرح , ولم يكن الجرح المثلم منظرا سارا , فأبعدت ليا نظرها عنه ,وشعرت برايلي يبحث في الجرح عن أي شظية زجاج أو معدن , وأحست به ينبض وكأن نارا أشتعلت فيه.
ثم أستدار ليفتح الغطاء المعدني عن الصندوق الكبير المليء بمعدات الأسعافات الأولية الذي وضعه بجانبه , وأخرج قنينة مليئة بسائل مطهر , ثم رد الغطاء مكانه قبل أن يفسد المطر أيا من المحتويات , وتلألأت الماء كالماس في شعره الفاحم السواد , وحذّرها:
" سيوجعك هذا قليلا".
على رغم تأهب ليا للعملية , فأنها لم تستطع منع نفسها من أطلاق صيحة ألم مختنقة خصوصا عندما أرتجفت ذراعها متجنبة السائل الناري.
" أهدأي".
فصرخت في وجهه:
" أنه يؤلمني".

غير أن رايلي سميث تجاهل ذلك , وقال:
"أمسكي الضوء جيدا حتى أرى ما أفعل".
وشعرت ليا أنه قاس وغير حساس , أذا كان بأمكانه أن يقول لها أنه آسف لما يصيبها من الألم , ولكن ليس بأستطاعته أن يساعدها بغير هذه الطريقة.
وصرفت على أسنانها وهي تركز الضوء على ذراعها ثانية , ولم تصرخ في هذه المرة وهو يصب السائل المطهر على جرحها على رغم ترنّح المصباح قليلا , ثم ضمّد الجرح بفاعلية ورشاقة.
قالت ليا وهي تشعر أن الألم بدأ يخف قليلا:
" أشكرك".:
أجابها وقد أرتسمت أبتسامة خفيفة على شفتيه:
لا شكر على واجب.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 04:11 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم تناول المصباح من يدها ووضعه على الأرض , فشع نوره حتى غرقت بضوئه البقعة الخالية من الأشجار حيث أقاما , وفرد المعطف على الأرض , ثم أدخل مسدسا تحت حزام سرواله البني وشد بزته ليمنع المطر من التسرب أليه , ووضع جانبا قنينة ماء وعلبة صغيرة , ومربعا من مادة مطوية حمراء اللون , ثم وقف ينفض المعطف , وقدمه ألى ليا قائلا:
" هذا سيمنع المطر عنك".

أرخت ذراعيها اللتين أستقرتا على خصرها قليلا وهي تشعر بدفء الرطوبة في ملابسها المبللة , وقالت:
" أرجو أن ألفت أنتباهك ألى أنني قد تبللت".
ألقى عليها معطف رجل , ثم شد ياقته حول عنقها :
" لا أريد أن يبلل المطر الضمادة , وكما تعرفين , فأن هواء الصحراء والجبل يبرد في الليل , سواء كان ذلك في الربيع أو في أي فصل من السنة , وأذا لم يحمك هذا المعطف من المطر , فأنه سيقيك البرد على الأقل".
الواقع أن ليا أرادت بعض الملابس الجافة , لكنها أدركت أنها ستبتل هي الأخرى , وبحذر شديد أدخلت ذراعها المصابة في أحد الأكمام وأدخلت ذراعها الأخرى في الكم الآخر بأنتباه , ثم زررت المعطف.
ولما أرتاحت في المعطف الواسع, سألت من دون تفكير :
"معطف من هذا؟".
" أنه معطف غرادي".
فشحب وجه ليا , وفجأة لم تشعر بالراحة نفسها , فأخذت تفك أزرار المعطف , وهمست بحنق:
" بأمكانك أن ترتديه أنت".
أجابها بصوت ثابت فيما دقق النظر ألى وجهها:
ط كلا! فأنه في أي حال لن يعترض يا آنسة تالبوت".
ثارت حميتها لدى سماعها عبارته الوقحة وصاحت:
" كيف يمكنك أن تكون عديم الأحساس والشعور هكذا؟".
رد رايلي سميث بهدوء:
" أنها الحقيقة مهما كانت قاسية".
وأنتقلت أليه عدوى غضبها من دون أن تؤثر على رباطة جأـشه حين قال:
" لا يمكننا أن نفعل أي شيء من أجل غرادي , همنا الأول محصور في أنفسنا , فعلينا أن نستعمل كل ما نجده لنتمكن من البقاء على قيد الحياة هذه الليلة".
كبح منطقه الصائب أنفعالها , فعادت تزرر المعطف ثانية وهي تصرخ بقليل من التمرد:
" بأمكانك أن تشعل نارا لتدفئنا وتجفف ملابسنا".

قال بجفاء وهو يذكرها:
" أن السماء تمطر".
ثم رفعت شعرها الكستنائي عن جبهتها وهي تقول بعصبية:
" حسنا , ليس هذا صعبا عليك لأنك هندي في بعض أصلك".
ورمقته بنظرة فاحصة وهي تعض بأسنانها على شفتها السفلى ندما , لقد كان قولها جارحا ينم عن تعصب , ولم تقصد أن يفهمه هذه الطريقة أبدا , فقد أغاظها برباطة جأشه وجعلها لا تفكر عندما أجابته بهذه الكلمات.
وأنحنى ليلتقط المربع الأحمر المطوي , وهو يقول بصوت سمعت فيه رنة تهكم:
" بأمكاني أن أشعل نارا تحت المطر أذا تمكنت من العثور على بعض الحطب الجاف , وبأمكاننا أن نؤجج النار بعد بضع ساعات , ولو أننا لم نستسلم للتعب والسخرية , لكان بأمكاننا الأستمتاع بها آنذاك".
ونظرت ليا ألى الأرض وهي تتنفس بعمق لتصعد زفرة بطيئة وهي تعتذر:
" آسفة , فأنا لم أفكر أننا لا نستطيع أن نجلس ألا تحت المطر , ألا نستطيع أن نبيت في الطائرة ؟".
كان أحد جوانب المربع الأحمر , الذي أحدث صليلا عاليا عندما طرحه رايلي أرضا , يشبه الألومنيوم , أما طلاء ذلك الجانب الفضي , فتلألأ تحت ضوء المصباح , وعلق رايلي:
" سيشكل معدن الطائرة مسرى للبرق مما يجعله خطيرا للغاية , وفي أعالي الجبل بعض بقايا منجم مهجور , يمكن أن يدفعها المطر فتسد الباب مع الصباح ,ولا شك أننا سنبرد ونبتل هنا , ألا أن الطائرة لن تكون أكث حرارة , وفي أي حال , فأننا لن نحبس هنا تحت الأنقاض".
كان من المفروض أن تستسلم ليا لسداد منطقة مجددا , ألا أنها شعرت بالأبتلال والبرد المتزايد ,وبدأت أسنانها تصطك وأخذت ذراعها تيبس فتؤلمها.
ونظرت أليه نظرة مليئة بالتعب وهي تسأله :
" وماذا سنصنع؟".
حان الوقت ليقترح حلا , أذ كانت أفكارها خاطئة :
"قفي"

" ثم أمسك كوعها بيده ليساعدها على الوقوف , ووقفت ليا وهي تنظر بريبة ألى خطوته التالية , وكانت تلتف ببطانية أرتفعت بعض أجزائها فوق رأسها في شكل نصف قبعة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 04:12 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أبلغها وهو يضع طرف البطانية بين أصابعها :
" أمسكي هذا الجانب".
ثم تردد وهو يفحص نظرتها الفضولية:
" يجب أن نلتف بهذه البطانية لتمنع عنا المطر قدر الأمكان , ولنتدفأ بحرارة أجسامنا".
قالت ليا وهي تردد معنى كلماته:
" هل تقصد أن تقول أن علينا أن ننام جنبا ألى جنب؟".
وأصابتها رعشة , ثم حاولت أن تمنع أسنانها من الأصطكاك عاليا , ثم أضافت ساخرة:
" هذا هو الحل العملي والمنطقي , أليس كذلك؟".
هز رأسه وقد أرتسمت على وجهه المبتل أبتسامة خفيفة:
" أجل".
ولما كانت مبتلة ومتعبة , شعرت بالبرد الشديد فلم تكترث ألى أن والديها لن يعجبهما أنها ألتحفت البطانية نفسها مع رجل غريب.
بادلته الأبتسام وهي توافق:
" لفعل ذلك بأقصى سرعة".
ثم أمتدت ذراعه ألى طيات المعطف الواقي من المطر الغليظة عند خصرها , بينما لف البطانية حوله بقوة ,وعندما أعطى الأشارة , تمددا على الأرض جنبا ألى جنب.

ونام رايلي على ظهره جاذبا رأس ليا وكتفيها فوق صدره وممددا جسمها بجانبه , تساقطت حبيبات المطر على البطانية ساعية للتسرب أليهما , ألا أن المادة الواقية من الماء أبقتهما جافين.
وأول الأمر لم تحس ألا ببرودة جسمه الصلب ورطوبته , ولكن سرعان ما شعرت بدفئه ينساب متدفقا عبر ثيابه المبللة , فأدنت نفسها منه وهي ترتجف , وأخذ يفرك ظهرها وكتفيها وخصرها مع الحرص على تجنب الأصطدام بذراعها الجريحة التي كانت تنبض بأستمرار وسألها:
"هل تشعرين بالتحسن؟".
وحرّك نفسه الحار الهواء قرب جبهتها.
أجابت وهي تتنفس برضى:
" نعم".
وتنفست نفسا عميقا برضى وقد تعاظمت في أنفها رائحته المسكية نتيجة سقوط المطر.
وظلت يداه تعملان بأنتظام وبطء , عادت الحرارة ألى جسمها أذ شعرت أنها أستردت حيويتها ثانية , ولم تعد تفكر بعنائها الجسماني , بل بدأت تهتم بأمور أخرى.
وقالت بهدوء:
" لا شك أن فريق عمل سيبدأ بالبحث عنا صباحا , أليس كذلك؟".
" بلى!".
" كم سيستغرقون من الوقت حتى يعثروا علينا ؟".
" من الصعب التخمين ".
ظنت ليا أن ذلك كان جواب رايلي الوحيد , لكنه سرعان ما أضاف:
" لم يكن هناك متسع من الوقت لأرسال برقية تحدد موقعنا , فقد كان غرادي مشغولا ألى أقصى الحدود بمحاولته منع الطائرة من الأصطدام بحرف الجبل , وأذا كان قد أخفق في تنفيذ خطة الطيران , فأنه قد طار بعيدا عن الخط المرسوم له ساعيا بذلك أن يبتعد عن دائرة العاصفة ولا شك أن فريق الأستطلاع سيبدأ التفتيش في منطقة الطيران المرسومة أصلا , ثم بوسع بحثه أذا لم يعثر على الطائرة في تلك المنطقة ".
" أذن , من المحتمل أن يعثروا علينا بعد ظهر الغد".
أعقب سؤالها لحظة من التردد , ثم قال:
" هناك مساحة واسعة من الأرض الوعرة التي يجب أن يستطلع فيها فريق البحث , وربما بلغوا موضعنا بعد ظهر يوم الأحد أو الأثنين".
أرتجفت ليا من البرد وهي تقول:
" أنا سعيدة لأنني لم أبلغ لوني بقدومي أليه , فهو في أي حال لن يقلق عليّ لبعض الوقت ويفكر أذا كنت من بين الأموات أو الأحياء".
ستبلغ السلطات والديها أولا , وهما بدورهما سيبلغان شقيقها ,وعندئذ ربما تكون قد أنقذت.
" هل كنت تزمعين أن تفاجئيه؟".
هزت ليا رأسها وهي تحرّك وجنتها فوق قماش بزته الرطب , ثم تنهدت قائلة:
" كنت أزمع مفاجئته بمناسبة عيد ميلاده الذي يصادف غدا".
ثم حاولت أن تبعد أفكارها عن هذا الأمر المزعج والمحزن , فسألته:
" ألم يكن بأنتظارك أحد؟".
" بلى , بعض أصدقاء أتعاون معهم في العمل".
أمالت رأسه ألى مؤخر كتفه وهي تحاول أختراق الظلمة لتلمح وجهه , وسألت:
" لحساب من تعمل؟".

ظهر فضولها سافرا لأنها شعرت بأنتفاء الحاجة ألى صياغة أسئلة دبلوماسية وهي تقبع بين ذراعيه, فأضافت:
" هل تعمل لمصلحة شركة تعدين تنافس الشركة التي توظف شقيقي؟".
رد:
" أنني أعمل لحسابي".
" هل تملك شركة تعدين؟".
بدت أمارات الصبر والتروي على صوته:
"لا , فأنا أصنع الجواهر".
ما أن أستوعبت قوله , حتى تذكرت قطعة الفيروز من عنقه ,فسألت:
" مجوهرات من الفيروز؟".
رد بسخرية واضحة ومقصودة:
" أو مجوهرات هندية , سمها كما شئت".
تجمدت ليا وهي تدافع عن نفسها:
" لم أقصد أن أهزأ وأتهكم عندما أبديت ملاحظتي الأولى , فقد كنت مبتلة , وشعرت بالبرد , وظننت أن النار هي العلاج الطبيعي , وبكل بساطة لم أعرف كيف أشعر نارا".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 04:13 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ثم ترددت وقد أغاظتها أشارته غير المباشرة ألى ملاحظتها الجارحة التي أطلقتها من دون تفكير , وقالت:
" لقد أشار غرادي ألى أن دما هنديا يجري في عروقك لذا قلت ما قلته لأعتقادي بأنك تحسن أشعال النيران فيما لا أعرف أنا شيئا عن هذا الأمر ".
علّق رايلي سميث برضى:
" ليس هناك داع لكل هذا الشرح , فقد فهمت ذلك من البداية".
وتمنت ليا وهي تتمتم بينها وبين نفسها أن تعرف لماذا جعلها تقدم أعتذارها مع أنه خمن قصدها , وشعرت أن النقاش سيكون عقيما لأن الخطأ في الأصل خطأها.
كظمت ليا غيظها , وأنتقلت ألى موضوع أقل حساسية:
"لماذا كنت مسافرا ألى أوستن؟".

شرح لها الوضع ببعض التفصيل:
" توجد قرب المنطقة التي أزورها بعض مناجم الفيروز , وأنا أتعامل مباشرة مع المشرفين عليها فأشتري الحجارة التي أريدها لأستعمالها في صنع المجوهرات".
عبست قليلا وهي تحاول أن تتذكر أذا كان لوني قد أشار في أحدى رسائله ألى مناجم الفيروز :
" لم أكن أعرف أن هنالك مناجم فيروز في تلك المنطقة".
" يوجد أحتياطي من عرق الفيروز في منطقة تمتد من وسط الولاية مباشرة , وهي تبدأ بالتحديد في منطقة جبال باتل عبر أوستن , ثم تنحرف ألى الشمال الغربي عند مدينة تونوبا , وأذا رسمت العرق على الخريطة لظهر بشكل حرف j".
" طالما فكرت أن معظم الفيروز يستخرج من ولاية أريزونا ".
" لا شك أن أريزونا تنتج كمية لا بأس بها من الفيروز , ولكنه نتاج جانبي لصناعة النحاس وتعدينه".

ثم أصطلقت أصابعه بلطف شعرها الرطب الطويل من ياقة المعطف , وأرخته على ظهرها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 04:14 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وقال :
" أظن أن الوقت حان لننام قليلا , فسيكون نهار الغد يوما طويلا".
الحقيقة أن ليا لم ترد التوقف عن الحديث لأنه يصرف تفكيرها عن حادث التحطم , فهي تريد أن تشغل تفكيرها بأمور أخرى.
" أعتقد أنك على صواب".
وتنهدت مرغمة وهي تضيف:
" مرة أخرى".
وشعرت بتثاقل جفونها حين سألت:
" كم الساعة الآن؟".
" أظن أنها تقارب منتصف الليل , هل أنت مرتاحة هكذا ؟".
هزت رأسها وهي تدنيه من صدره قائلة:
" أجل , تصبح على خير".
" تصبحين على خير ".

خيّم الصمت على رغم قصف الرعد ووميض البرق ووقع المطر , ولم يكن هناك أي من أصوات السيارات أو الناس أو أضواء الشارع التي كانت تشع عبر نافذتها , فتغفو على أنوارها.
وشعرت بصلابة الأرض وقساوتها تحت جسمها , وبأنتظام حركة صدر رايلي الذي وفّر وسادة لرأسها , وبضربات قلبه المنتظمة قرب أذنها .
لو أختلف مجرى الأحداث , لكانت الليلة بجوار لوني , ولنامت في سرير غريب , بيد أن غرابته لم تكن لتوازي جزءا من غرابة سريرها الحالي , ثم تجمّد حلقها عندما فكرت لو سارت الأمور في الأتجاه المعاكس , لكان غرادي قد بقي على قيد الحياة.
وهمست بصوت خفيض مختنق:
"لو أننا أقلعنا باكرا لكنا سبقنا العاصفة ووصلنا ألى أوستن ".
عندئذ شعرت ليا بذبذبات صوت رايلي الخفيض والرزين والخالي من العاطفة يخترق أذنها:
" وكنت مع شقيقي وكنت مع أصدقائي وكان غرادي ما زال حيا".
وأنهمرت الدموع على وجنتيها وهي تقر بمرارة أنه مصيب أيضا , غير أن ذلك لم يهوّن عليها قبول الأمر , وطرفت أهدابها لتلتقط الدموع المنسابة .
أستيقظت خلال الليل من رقادها المزعج والمتعب على صوت هدير هائل زلزل الأرض تحتهما , فتحركت وهي تفتح عينيها بعبوس , وهمست بحيرة :
" ما هذا؟".

حاولت أن ترفع نفسها معتمدة على كوعها ,ألا أن الذراع , التي طوقتها , ضغطت عليها ودفعت يد أخرى ألى صدر رايلي.
وأجاب رايلي بهدوء:
" لا تقلقي , فأن ما تسمعينه ليس شيئا , عودي ألى النوم".
أطاعت ليا الأمر لأنها لم تستيقظ فعلا على نحو كامل , ولأن عضلاتها المتعبة أبت القيام بأي حركة , وقالت في نفسها ربما كان هذا صوت رعد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-10, 04:15 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- حياة القفار

لم يكن الصوت , الذي سمعته ليا , رعدا.
سطعت الشمس الصباح في عينيها , ألا أن نورها لم يعمها عن رؤية أكمة أرتفعت من تجمع شظايا الصخور والحجارة أمامها , الأنهيار دفن الطائرة بأكملها.
ورأت في منطقة عالية من المنحدر الصخري فتحة سوداء هي في الحقيقة مدخل منجم تمددت في وسطه شجرة ضخمة , وقد دفع المطر المنهمر في الليلة الماضية البقايا الرخوة من المنجم ألى أسفل المنحدر , وتذكرت ليا تحذير رايلي من حدوث ذلك , ولو باتوا في الطائرة , لكانوا حبسوا داخلها , أو أختنقوا من أنقاص الحصباء.
مع الصباح أحست بوجع في عظامها من النوم على الأرض الصلبة , وتشنج في عضلاتها لشدة ألتصاقها برايلي حتى تدفأ من حرارة جسمه , ورأت أن عناءها أمر بسيط أمام أختفاء الطائرة تحت هذا الجبل الضخم من الركام.
وراقبت رايلي بهدوء وهو يشق طريقه فوق الركام بأنتباه , ومع كل خطوة من خطواته تحركت الأرض تحت قدميه محدثة أنهيارات صغيرة أندفع معها الحصى بعيدا , ثم توقف رايلي لينحني ويرفع الصخر بعيدا بحذر شديد.

وظهر جسم أبيض أخذ حجمه يزداد كبرا فيما أستعمل رايلي ذراعه اليسرى كحاجز لدفع الحصى المندفع ليغطي البقعة المكشوفة , وأستعمل يده الطليقة ليتخلص من مزيد من الصخر ببطء شديد ومضن.
وكان هدفه مخزن الأمتعة في مقدم الطائرة المنهار حيث لوى الحطام الباب وفتحه جزئيا عند أسفله و وشاهدت ليا رايلي وهو يجهد مستعملا يده الوحيدة الطليقة ليفتح القسم الباقي من الباب .
ولما أنفتح المزلاج , رفع الباب بسرعة ليستعمله بدل ذراعه في صد الحجارة المتدافعة , ثم دخل الطائرة وأخرج حقيبته وحقيبة ليا بسرعة.
وتراقصت الحجارة على جانبي الباب مهددة متوعدة , ودفع الحقائب على الصخور المتدحرجة لتحملها بعيدا عن الطائرة , وحبست ليا أنفاسها وهي تراقبه ينزل على مهل خصوصا وأنه كلما ضاقت فتحة الباب كلما زاد أندفاع الصخور.
أرتفعت فوق رايلي مجموعة من الصخور لم تحدث أنهيارا عندما أنزل الباب , الذي سرعان ما غطته الحجارة , ثم أستدار ونزل المنحدر نحو الأمتعة ببطء وهو يجلس القرفصاء.
ولما وقف ثانية على الأرض الصلبة أطلقت ليا الأنفاس التي حبستها في زفرة أرتياح , وحمل رايلي الحقائب الثلاث , وسار نحوها وقد وقفت بعيدا في مأمن من الخطر.
وقال مبتسما:
" الآن يمكننا أن نغير ملابسنا".
وافقت ليا:
" لا يمكنني الأنتظار".
على رغم أن ملابسها كانت قد جفت نسبيا , فأنها كانت لا تزال تشعر برطوبتها على جلدها.
ثم وضع حقيبته وحقيبة أدوات زينتها على الأرض أمامها , وهو يقول:
"هل أحضرت بنطالا في هذه الحقيبة؟".
أجابت :
" أجل".

" يحسن بك أن ترتديه وأن تنتعلي حذاء بلا كعب".
ونظرت ليا حولها , فرأت أن الأشجار الصحراوية الخفيضة كانت نادرة في المنحدر الجبلي , ولم تشاهد صخرا كبيرا يمكنها أن تستعمله كستارة تبدل ملابسها خلفها.
فقالت:
" أين يمكنني أن أبدل ملابسي؟".
ألتمعت عيناه سخرية وهو يجيب بلا مبالاة :
" أينما شئت ".
قالت ليا:
" أريد أن أختلي في مكان خاص , فأنا لا أريد أن أتعرى أمام جمهور من المتفرجين".
وأنحنى ليفتح حقيبته وهو يقول بعدم أكتراث:
" أظن أن عليك أن تزحفي خلف أحدى هذه الشجيرات , فأنا لا أرغب بالتفرج عليك بقدر ما أرغب في تبديل ملابسي".
أطبقت ليا شفتيها , ثم ركعت أمام حقيبتها وهي تضع ذراعها الجريح حول خصرها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-10, 04:15 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وحاذرت أن تصدمها عرضا وهي ترفع غطاء حقيبتها لتنقب فيها عن ملابس داخلية جديدة وبنطال , وتمتمت بتشنج:
" لم أقصد أن تجلس وتصفق لي وأنا أخلع ملابسي".
رد رايلي مستهزئا :
" آه , وماذا قصدت أذن؟".
أجابت وهي تلف ملابسها في شكل كرة وتضع فوقها حذاء بلا أكعاب.
" عن رغبى في بعض العزلة".
أقترح متحديا:
" يمكنك أن تتمتعي بكل العزلة التي توفرها لنا بيئتنا البدائية ".
فصاحت وهي تغلق باب الحقيبة بعنف:
" أشكرك".

ونهضت مرتبكة وهي تحمل حزمة ملابسها , ومشت نحو دغلة كثيفة نسبيا من نبات الناعمة الشبيه بالنعناع , وهي ترفع أنفها عاليا , ثم شتمت نفسها في سرّها لأنها أرتكبت الخطأ ثانية.
فهو , على عكس ما ظنت , لم يقصد الأساءة بملاحظته المازحة بأن تبدل ملابسها أنى شاءت , ألا أنها أستاءت وهبت تدافع عن حشمتها بدون سبب , وكان أنفجارها بلا مبرر , ونتيجة ذلك ظهرت بمظهر الأحمق الجاهل.
وتنهدت بغضب متسائلة لماذا تخطىء دائما .
وتوقفت عندما سمعت رايلي يناديها:
" آنسة تالبوت".
ترددت وهي تستدير نحوه , وشعرت بضرورة الأعتذار ,لكنها لم تكن قد هدأت لتقدم أعتذارا مخلصا ,وسألت بأقتضاب:
" ماذا؟".
" أود أن أفحص ذراعك قبل أن تلبسي بلوزة نظيفة".
فوافقت , ثم تابعت سيرها .
وبعد أن خلعت ليا ملابسها المبللة , ولبست ملابسها الداخلية وبنطالها النظيف , تذكرت أن رايلي أراد فحص جرحها قبل أن تخلع بلوزتها المبللة لأن كمها المقصوص يسهل عليه معاينة الجرح , فوقعت في مأزق : فمن جهة , لا بد لرايلي أن يفحصها قبل أن ترتدي بلوزتها النظيفة , ويراها في سترتها الداخلية , وهذا أمر لا ترضاه علما بأن ملابسها الداخلية تغطي من جسمها قسما أكبر من القسم الذي تغطيه سترة الأستحمام , أما من الجهة الثانية , فعليها أن تلبس بلوزتها المبللة فوق ثيابها النظيفة , وهذا أمر تأباه وتشمئز منه.
فتمتمت بينها وبين نفسها:
" كثيرا ما توقعين نفسك في مأزق حرجة يا ليا تالبوت".
ألتقطت بلوزتها النظيفة المرقطة بخطوط صفراء زيتونية اللون , ولفّت بها صدرها وذراعيها , وضغطت عليها بقوة بيدها اليمنى , وخرجت من وراء الجب وهي تبتسم بسخرية بعد أن أقتنعت أنها غطت القسم الأعلى من جسمها بحشمة.
كان نسيم الصباح باردا وقد ملأه المطر الذي هطل في الليلة الماضية بأريج نبات الناعمة , فأرتجفت كتفا ليا العاريتان , ولم يكن بأمكانها أن ترد ذلك ألى برودة الطقس وحده أو ألى قشعريرة الحياء والرهبة والخوف.
وقف رايلي في بقعة الأرض الخالية من الأشجار حيث قضيا الليل , وقد أدار ظهره , وفيما زرّر قميصه البيضاء المتدلية فوق بنطال الجينز الكحلي , تلألأت أشعة الشمس في شعره الأسود , وسألته ليا:
" هل يمكنك أن تعاين ذراعي الآن يا سيد سميث؟".
نظر فوق كتفه , وأستدار وهو في مكانه من دون أن يكمل تزرير قميصه , ثم أنحنى على صندوق الأسعافات الأولية وهو يرد بلطف:
" أجل , سوف أفحصه".
سارت ليا نحوه وهي ترفع رأسها بكبرياء لتخفي خفقات قلبها المتسارعة في حين نظر ببطء ألى الأجزاء العليا من ملابسها الداخلية.
فعلت الحمرة وجنتيها , وقالت ليا مبررة وضعها:
" أسأت فهم ما قصدته أذ نسيت قصة الكم".
قال , وقد ألتمعت عيناه بشرر أسود , لم تفهم ليا أذا كان يعني السخرية منها أم لا.

" أدركت ذلك , فحاولت أن أفهمك قصدي , لكنني خشيت أن تشني هجوما جديدا عليّ قبل أن أكمل كلامي".
خفضت ليا ذقنها وهي تجيب:
" آسفة".
أما رايلي , فأزاح الخرق الملتصقة بذراعها جرحها وقد قبل أعتذارها من دون تعليق, وتأملت أنامله وهي تفحص جرحها بلطف , فرماها بنظرة حادة وهو يسألها:
" هل يؤلمك الجرح؟".
أجابت وهي تعض على شفتها السفلى:
" طبعا".
قال متسائلا :
" أنه يبدو نظيفا , فهل تشعرين بوجود شيء داخله؟ قطعة زجاج مثلا؟".
هزت رأسها مجيبة :
"كلا , أنه يؤلمني فقط".
" سوف أضع عليه ضمادة جديدة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-10, 04:17 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وراقبته وهو يبدل الضمادة بمهارة , وركزت نظرها على عنقه , وخصوصا على تجويف حلقة حيث أرتاحت كتلة الفيروز , ثم أنحدر نظرها ألى الجزء الأعلى المفتوح من قميصه حيث ألتمع صدره البرونزي وكأنه صدر تمثال , ومرّت بضع ثوان قبل أن تفطن ألى أنه أنتهى من عمله , فأحمرّت خجلا وحياء.
وقالت وهي تضغط بأصابعها على بلوزتها وهو يحدّق ألى وجهها :
ط ئكرا".
ردّ وهو يميل رأسه بشيء من السخرية :
" العفو , لا داعي للشكر".
وأدار ظهره لها وهو يتابع حديثه ضاحكا:
" الآن يمكنك أن ترتدي بلوزتك شرط أن تعديني بأنك لن تنظري ألي وأنا أضع قميصي تحت البنطال".
فوعدته ليا وهي تضحك بهدوء , ثم أدارت ظهرها له , وأدخلت ذراعها المصابة في كم بلوزتها بتروّ ,ثم أستدارت لتلتقط الكم الآخر , وفيما كانت تزرر الزر الأخير , سألها رايلي:
" هل أنتهيت؟".

قالت :
" أجل , الآن يمكنك أن تدير وجهك نحوي".
وأرتسمت على وجهها أبتسامة طبيعية فيما أستدار وهو في مكانه وقد ألتمعت عيناه الخضراوان دفئا وعاطفة , وقال وهو ينحني ليلتقط بزّة الجينز الملقاة على الحقائب.
" هل تشعرين بتحسن؟".
أجابت ليا :
" لا شك أن أرتداء الثياب النظيفة والجافة وهو بحد ذاته تحسن كبير , أ أنني سأشعر بتحسن أفضل عندما أتناول فطوري".
قال:
" في الصحيفة الموضوعة هناك بعض البسكويت الرقيق , وهذا أفضل ما يمكنني أن أقدمه لك حتى أستطيع جمع بعض الحطب لأشعل نارا".
ثم حذّرها :
" لا تحتوي اقنينة على الكثير من الماء , فأستعمليه بحكمة وأنتباه".
أجابت وهي تجثم بجانب الصفيحة وترفع غطاءها :
" سأفعل".
ووجدت أن الصفيحة تحتوي على قطع البسكويت الرقية , وعلى علب من الأطعمة المجففة , التي يجب أن تمزج بالماء قبل تناولها ,وعلى بعض قطع من لحم البقر المجفف , فقالت:
" لم أكن أعرف أن الطائرات المستأجرة تحمل على متنها صناديق طعام".
قال رايلي:
" أنهم لا يفعلون عادة , غير أن غرادي كان يؤمن بالخرافات".
فعبست ليا :
"يؤمن بالخرافات؟ ماذا تعني؟".
أوضح قصده :
" لقد خدم غرادي في الحرب الكورية كطيّار في طائرات الأستطلاع الخفيفة حيث أعتبرت صناديق الطعام , التي يستعملها الطيارون عند أسقاط طائراتهم للبقاء على قيد الحياة , عنصرا أساسيا من أجهزة الطائرة , وذات يوم نسي غرادي أن يضع هذا الصندوق في طائرته , فأصيبت بنيران المدافع المضادة وسقطت في منطقة غابات كثيفة حيث كسر رجله , ولحسن حظه أنه سقط في أرض صديقة , غير أنهم لم يعثروا عليه ألا بعد ثلاثة أيام , وأقسم أنه كاد يموت جوعا ولم يطر بعد ذلك من دون أن يحمل معه الصندوق , ولم يصب ثانية , وبعد تسريحه من الخدمة ,عاد ألى الولايات المتحدة حيث حصل على وظيفة طيار , وظلّ يحمل الصندوق كتعويذى تقيه السقوط وتؤكد حسن حظه".
وأمسكت بورقة من البلاستيك الشفافة بعد أن فتحتها جزئيا , وشعرت بأنقباض شهيتها.
وهمست بحزن:
" لم يفلح الصندوق في جلب الحظ له هذه المرة".
لم يعلّق رايلي على عبارتها , بل قال:
" لقد ألمحت له مرة أن هذه المأكولات المجففة لن تنفعه في هذه المنطقة الصحراوية حيث يندر وجود الماء , فأجابني أنه لم يضطر ألى أستعمالها , وأنها بالتالي لن تفسد مع مرور الزمن".
وببرودة نقلت نظرها ألى تلة الصخور والتراب التي غطّتغطت الطائرة , وطرحت على رايلي سؤالا كانت تعرف جوابه:
" ألا يمكننا أن نسحبه من هناك؟".
أجاب:
" كلا , أن ذلك يحتاج رجالا وآليات وطريقة خاصة في صد الحجارة والصخور عن الطائرة".
ثم عاد رايلي بالحديث ألى وضعهما :
" أما الآن فأنا ذاهب لجمع بعض الحطب لأشعل نارا تشير ألى مكاننا , فأبقي أنت هنا حيث ستكونين بخير".

وافقت ليا وهي ما تزال تركز نظرها على التلة التي تشبه التلة التي تشبه القبر .
" أنتبهي لأأي طائرة أستطلاع علما بأنني لا أتوقع أن تصلنا مع هذا الصباح".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-10, 04:18 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ذكّرها صوته الثابت بأن مهما الأول هو خلاصهما لأن ليس بأمكانهما مساعدة الطيار , فتنفست ليا بعمق ونظرت ثانية ألى لفة قطع البسكويت الرققة الصغيرة التي حملتها في يدها و قالت :
" سأفعل".
ثم أضاف:
" أذا أحتجت أليّ , أصرخي".

وأبتسم مطمئنا ليا التي أطرقت , ثم أنطلق متسلقا المنحدر بأتجاه المنجم المهجور , وشقّ بخطواته العريضة الرشيقة ممرا جديدا متجنبا بذلك الأرض المهتزة بفعل الأنهيار , وراقبته ليا حتى أختفى في أعلى المنحدر الصخري.
وفتحت ليا حزمة البسكويت الرقيق محاذرة تمزيق الورقة التي تلفها , وتناولت قطعة جافة يشبه طعمها مذاق الطبشور , ثم لفت القطع الباقية , ولما رفعت القنينة لتشرب , تذكرت قول رايلي بأن الماء نادرة وثمينة.
وبدت مترددة وهي تتناول جرعة صغيرة لتساعدها على أبتلاع قطعة البسكويت الرقيقة , ثم سدتالقنينة وهي تفكر أنه من سخرية القدر أن يشعر الأنسان بالظمأ عندما تندر المياه , وبدت لها القنينة المملوءة تقريبا قطرة ماء صغيرة في هذه الأرض القاحلة.
ثم وضعت القنينة جانبا , ثم سرّحت شعرها وأسدلته فوق كتفيها كستارة حريرية كستنائية اللون , وشعرت أنها عادت قوية وصحيحة الجسم.
وفحصت الجهة الغربية من الفضاء بعينيها البندقيتين الملمعتين , فلم تر سحابة واحدة تعلو زرقة السماء أذ كانت سحب العاصفة التي هبت في الليلة الماضية قد أختفت كليا.
ورأت عصفورا صغيرا يطير متكاسلا فوق الوادي الصحراوي في حين لمحت دخان ينفث شريط دخلن خفيف في الأفق البعيد , وبدت الصحراء ممتدة ألى ما لا نهاية , ولاحظت بخوف أنها لم تتبين أثرا بشريا , بناية كان أم شارعا.

وطغى عليها شعور عارم بالوحدة وأنقلب صمت الصحراء ضجيجا , فماذا لو لم تعثر السلطات عليهما ؟ ألا أن ليا أنتصبت واقفة قبل أن يتملكها هذا الشعور ويسحقها , وقالت في نفسها أنها ليست ذاهبة في رحلة أستجمام , بل هناك من يبحث عنها ولن تبقى تائهة في هذه القفار الوعرة ألى الأبد.
ثم تطلعت ألى المنحدر الصخري حيث رأت رايلي آخر مرة , وتمنت لو يعود سريعا , وتذكرت نصيحته بأن تناديه أذا أحتاجت أليه , وشعرت أنها في تلك اللحظة كانت بحاجة لأن تعرف أذا كان ما زال هناك , ألا أنها كبحت جماح رغبتها في مناداته.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-10, 04:19 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان العمل هو الحل , فجلوسها بدون حراك أطلق خيالها بعيدا , ولا شك أن فرق الأستطلاع ستجدهما , غير أن المسألة هي مسألة وقت , وفي تلك الأثناء أفضل ما تفعله هو أن تقوم بعمل معيّن حتى يرجع رايلي , فأمسكت ليا بذراعها الجريحة , ونظرت حولها بحثا عن عمل , وقع نظرها على ثيابها المبللة التي كانت قد ألقتها على حقيبتها ورأت أنها لن تجف وهي مكومة , فحملت بلوزتها الموضوعة فوق الكومة وذهبت بها ألى شجيرة تعلقها وتمددها لتجف , ثم رجعت لتأخذ قطعة أخرى , وتعمدت أضاعة الوقت في تبسيط التجاعيد وتمديد زوايا القطع الأربع فوق الشجيرة مما أكل مدة العمل.
ولما أنتهت من نشر ثيابها , بدأت تنشر ملابس رايلي , وفيما كانت تنظم أكمام بزته البنية , سمعت حجرا يتدحرج في المنحدر الجبلي خلفها , وأستدارت , فرأت رايلي يبط المنحدر وهو يحمل بعض قطع الحطب , وكان معظمها من الشجرة التي تسد مدخل المنجم.
حيّته والسعادة والأرتياح يرنان في صوتها :
" مرحبا , آه! أنك وجدت بعض الحطب".
أجابها مبتسما وقد زال عن وجهه قناع التحفظ:
" يوجد المزيد من الحطب في أعلى المنحدر , وهذا يبعث الأطمئنان في الوقت الحاضر , لكنني وجدت شيئا آخر".
كبست ليا أنفاسها وهي تسأل :
" ماذا؟".
وشعرت أنه سعيد بما وجد , ولذلك أشرقت عيناه فرحا وطفحت ملامحه الجذابة بشرا ,ولعله رأى طريقا في منقلب الجبل الثاني.
ألقى رايلي الحطب أرضا ثم نظر ألى الجبل وهو يقول:
" وجدت ماء , فعلى الجانب الشرقي توجد طبقة صخر بارزة تشبه الأناء , تمتد تحت غطاء صخري صغير , وقد أمتلأ نصفه من المطر الذي هطل ليلة أمس ".
ومع أنه لم يعثر على معلم من معالم المدنية , ألا أن لسان حالها قال أن أكتشافه للماء كان مساويا لذلك , ولذا سألت:
" هل هو صالح للشرب؟".
وأشرقت عيناه بأبتسامة تحاكي أبتسامة شفتيه:
" أنه من ماء المطر".
ضحكت قائلة:
" أود لو أشرب اقنينة بكاملها أحتفاء بأكتشافك".
وركع رايلي بجانب كومة الحطب وهو يشير ألى القنينة قائلا:
" هيا , فأنت اليوم في ضيافتي".
أجابت وهي تهز كتفيها :
" لم أعد أشعر بالظمأ أذ عرفت أن بأمكاني أن أشرب".
وألتقط رالي لوحا رقيقا من الخشب ليسوّي به الأرض ويعد دائرة للنار , وقال:
"هل يمكنك أن تجمعي لي بعض الحجارة لبناء دائرة للنار؟ ألتقطي بعض الحجارة المتناثرة عند منطقة الأنهيار".
تأخرت ليا في جمع الحجارة المتوسطة الحجم لبناء دائرة خارجية لحفظ النار , وذلك بسبب ألم ذراعها , ولما فرغ رايلي من تسوية الأرض , سحب السكين من جيبه وأخذ يقطع الخشب للنار , فجمع كومة من شظايا الخشب وسط الدائرة.
وسأل رايلي :
" هل عندك بعض الورق؟".
أجابت ليا:
" بعض الأوراق في حقيبة أدوات زينتي".
قال :
" هذا رائع".
وفيما مضت ليا لتجلب الأوراق , أخرج من جيب سترته الداخلي علبة ثقاب.
ثم أعطته ليا ورقة رقيقة بيضاء , وراقبته وهو يدخلها تحت شظايا الخشب ويخرج عود ثقاب ليفركه بجانب العلبة , وأحتضن لهيب الثقاب بيده فيما أدنى العود من الورقة الرقيقة التي أسودّت قبل أن تشتعل , عندئذ نفخ في النار نفخة خفيفة.
ورعى رايلي النار حتى لا تنطفىء , وقال وهو ينظر ألى ليا مبتسما:
" أذا كان هناك حاجة ألى ضمانة عند أشعال النار , فهي أنه مهما كان أتجاه الريح لحظة أشعالها , فأن أتجاهها سيتغير بعد دقيقة من أشتعالها ليذري الرماد على من أشعلها".
ضحكت من صحة ملاحظته وقالت :
" أهذه حكمة هندية؟".
أجاب:
" طبعا".
ولما بدأت الأخشاب الصغيرة تستعل أضاف رايلي قطعا كبيرة من الحطب في شكل هرم حول النار وفوقها .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.