آخر 10 مشاركات
554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          [تحميل] انتقام أعمي ، للكاتبة/ عبير ضياء " مصريه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساعة الالماسية- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          لا مفر من القدر - سارة كريفن (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          شورت وفانلةولاب(80)-حصرية-ج5زهور الحب الزرقاء -للآخاذة: نرمين نحمدالله*كاملة& الروابط (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-10, 10:15 AM   #21

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

*****
انتهى الفصل السادس



التعديل الأخير تم بواسطة marmoria5555 ; 15-02-11 الساعة 10:28 PM
lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:21 AM   #22

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

7- هل تبوح له بأسرارها ؟



*******************************
انزعجت جورجينا من رنين جرس الهاتف الذى تعالى فى منتصف الليل فظنت ان الاتصال وقع خطا او انه يحمل اخبارا سيئة . مدت يدها الى الجهاز قرب سريرها ، تامل ان يكون المتكلم مخطئا بالرقم ، ونظرت الى الساعة فاذا هى الثالثة وخمس دقائق 0

-الو ؟
-مخابرة خارجية للسيد تاليس واند 0

نظرت بعبوس الى السماعة ... هل قرر زملاؤه من لاعبى كرة القدم ان يتصلوا به لمناقشة مجد الماضى ؟ لكن ، ليس من حقها ان تخفى عنه مكالماته ، فقد تكون مهمة 0

-هل لى ان اعرف اسم المتصل ؟
-نيكول غاربك 0

لم يكن الصوت الذى عن سؤالها صوت عاملة الهاتف بل صوتا ناضجا يضج بالدفء و الحيوية ، بحيث لا يمكن لجورجينا ان تخطئ فى تصور صاحبته ... هه ! صاحبة الصورة ، مارلين ، زازا ، والان نيكول !

ذلك لكانت الان تشعر بالسقم من الغيرة التى كانت ستبرز انيابها لسماعها الصوت المثير لهذه المرأة التى يبدو ان لها دورا مهما فى حياته ... ارتدت روبها بحدة وغضب ... كيف تجرؤ صديقاته على الاتصال به فى منتصف الليل ؟ بل كيف ترضى هى ان توقظه عوضا عن ان تقول لصاحبة الصوت المغرى كم الساعة

الان ، وتقفل الخط فى وجهها ... آه ... لكن تصرفا كهذا سيرى فيه تاليس واند غيرة قاتلة وهى ابدا لن تتركه يعتقد انها قد تغار عليه 0

قرعت بابه ، وكادت تقع عليه حين فتحه فجاة ووقف ينظر اليها بتساؤل ونفاذ صبر ... كان شعره اشعث من النوم ، ولم يكن يرتدى سوى بنطلون بيجاما قصير رمادى اللون . فبدا الاحمرار النارى يغزو عنقها فوجهها 0

-من الافضل ان يكون عذرك مقبولا ، فقد تجاوز الوقت منتصف الليل 0

هى قادرة على الاعتذار مدعية انها سمعت اصواتا ، ثم تعود الى غرفتها لتقفل الخط فى وجه صاحبة الصوت المغرى ... وهذا بالفعل ما ترغب فيه ... على اى حال ! لكنها ردت بحدة : قل هذا لصديقتك ! لك مخابرة هاتفية 0

ادارت ظهرها له وعادت الى غرفتها حيث صفقت الباب . لكنها لم تسمع الصوت المرتفع الذى يرضيها ، لان يدا قوية اعترضت فعلها وقام صاحب اليد بسؤالها : هل هذا الهاتف الوحيد هنا ؟

-اجل ... لكن ...
تجاوزها ليجلس على حافة سريرها 0

التقط السماعة قائلا : لا تمانعين ... اليس كذلك ؟

لم ينتظر ردها واكمل : الو ... ؟ نيكول ! كم الساعة ؟ ... بعد الثالثة ! انسيت فرق التوقيت ؟ ... لا يهم ... افهم من نبرة صوتك ان الاخبار جيدة 0


لايهم ! نظرت جورجينا اليه بكره علما انه مشغول بالمخابرة . سارت شامخة الراس الى جهة السرير الاخرى ثم خلعت الروب ، واندست تحت الاغطية وكانها تقول انه لا يزعجها ، اضطجعت على جنبها ، فاعطت بذلك ظهرها اليه 0

كانت المكالمة قصيرة ، وهذا ما لم يرضها . اقفل الخط ، فتظاهرت بالنوم ولكن عندما لم يبتعد عن السرير نظرت اليه فراته يدلك ساقه : اسف جورجينا ... ساتركك بعد دقيقة . يبدو اننى اتعبتها مرة اخرى ... اللعنة !

تلاشى غضبها ونظرت اليه باهتمام ... لاحظت ان المخابرة رغم المه قد افادته كثيرا ، ويبدو انها رفعت جزءا كبيرا من الحمل الرازح على كاهله ، فللمرة الاولى منذ ايام ترى جبينه بدون تغضنات 0

فكرت ان تعرض عليه تدليك ساقه ، ثم صرفت النظر عن تهورها ... اهى مجنونة ؟ لتاليس واند قوة خطيرة فى منزلها فكيف ستكون هذه القوة وهو على سريرها 0

-عودى الى النوم جورجينا ، ساكون على ما يرام بعد دقيقة 0

استدارت ، واغمضت عينيها بشدة ... ولكن محاولاتها باءت بالفشل فهى تعرف نعم المعرفة انها لن تتمكن من النوم كذلك الرجل الرائع على بعد ذراع منها 0

ظلت بضع دقائق جامدة لا تتحرك ولكن عضلاتها راحت ببطء تسترخى ... كانت تشعر بان الثقل الموجود على حافة فراشها يهدئ اعصابها . ان قربه منها جعلها تحس بالامان والطمانينة .....
ايقظتها اشعة الشمس المشرقة التى انصبت من خلال النوافذ الزجاجية على غرفتها . كان نسيم صباحى بارد يتنهد ويتلاعب بالستائر الحريرية ... دست نفسها اكثر فى


دفء الفراش ، وشعرت بالاكتفاء والرضى خاصة عندما لفت ذراعيها بقوة حول ....

فتحت عينيها مذعورة فاغرة الفم . ثم ادارت راسها بحذر فاذا بها تواجه صدر رجل ادركت ان ذراعيها كانت تلتفان برضى على خصره ، فصاحت تنتزع ذراعيها : تاليس واند ! استيقظ على الفور ... ايها ... ايها ... ايها النذل ! ايها الشرير الخبيث الفاسد ! ايها المختلس ....

تمتم تاليس غارق فى النوم ، ثم استدار متنهدا فى شعرها ، ولم يلبث ان لف ذراعه حولها ... فقاومت الاغراء فى ان تدس نفسها به ، وتعود الى النوم لبضع دقائق ... او تتظاهر بالنوم لتنعم بدفئه وبرائحته 0

صاحت مذعورة : تاليس واند 0

فتح عينيه الناعستين اللتين سجلتا دهشة سعيدة ، وقال بصوت اجش : يا الهى ! ما اجملك فى الصباح 0

مد يده يمررها فوق خصلة شعر عسلية فتمتمت من بين اسنان مطبقة : ماذا تفعل فى سريرى ؟

بدا مذهولا ، ثم عبس مركزا : اوه ... يا رباه !

رفع ذراعه عنها ثم استلقى على ظهره ، وذراعه الاخرى على جبينه 0

-كنت ادلك ساقى .... ويبدو اننى غفوت 0

استرق النظر الى ما تحت الاغطية ، ثم ابتسم بخجل : لا باس .... لباسى محتشم 0

-رائع ......



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:29 AM   #23

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

مهما كان قد احس بالذنب ، فقد تناساه واخذ ينظر الى ما حوله فى الغرفة باهتمام ... وكانه لا يدرك انها تزداد قلقا وهى تستلقى هنا بعيدة عنه رافعة غطاء سريرها الصوفى المصنوع يدويا حتى ذقنها ... سالها بحماس فيما كان ينظر الى خزانة ادراجها : انها من خشب الكرز البرى ... اليست كذلك !

اسند نفسه الى مرفقه ليتلمس حافة السرير وراءه : قوائم السرير حفر يدوى ؟

تلاشى شئ ما من قلقها على الرغم من وجود هذه العضلات المفتولة الكتفين العريضتين فى سريرها 0

-انه من خشب الكرز البرى ... اشتريته من امرأة قالت ان جد جدها الاكبر حفره فى ريف " فرجينيا الغربية " .... لم يكن يعرف القراءة او الكتابة وكان يعيش فى فقر مدقع ، يحاول اكتساب معيشته من سفوح الجبال الصخرية .... ولكن لا يهم ما حدث بل المهم انك حين تنظر الى هذه القطعة ترى روح " الارتيزانا " والابداع التى كانت بدون شك فى قلب ذاك الرجل الحافلة حياته بالاحباط 0

-استطيع تصوره ... انه ضخم كشجرة سندنان ، له يدان كبيرتان مليئتان بالندوب . ولكنهما فى الوقت ذاته تملكان الرقة 0

بقيا دقائق يتاملان الاثاث ، يتاملان عمل رجل مجهول عاش فى وقت وعالم مختلفين 0

ثم نظر تاليس اليها وفى وجهه تصميم : نحس انا وانت بالاشياء نفسها جورجينا ... لم اختبر مثل هذا الاحساس من قبل 0


تورد وجهها ، وغضبت من نفسها بسبب شعورها بخجل ابنة السادسة عشرة .... ولكن الامر لن يتعدى ان يكون كما كان فى المرة الماضية . فسرعان ما ستصبح بالنسبة له " المرح " لا اكثر ولا اقل . انها ملاحظة لم تكن تعنى شيئا له ، ولكنها كانت مستعدة من اجلها مرة اخرى ان تبدا ببناء القصور 0

-كيف عرفت ان هذا خشب الكرز البرى ؟ اعتقد ان واحدا بالمئة يعرف هذا ... فكيف صادف انك هذا الواحد ؟

-انت قد لا ترغبين فى سماع قصة حياتى جورجينا 0

لكنها ترغب ... انها لا تعرف عنه الا شهرته العالمية ، ترى ماذا رشح عن حياته فى طفولته وهو صغير ؟ انها لاتعرف من اين هو اصلا ، وكيف كان فى طفولته ؟ وما هى المغامرات والشرورالتى انضجته وجعلته شخصية قوية كما كما هو الان ؟ وما هى خلفيته الاجتماعية التى اغدقت عليه هذه الثقة بالنفس النادرة التى تركته لا يمس تقريبا والتى جعلت الشهرة لا تغيره ؟ هذه الشهرة التى تؤثر مباشرة فى رؤوس كل الرجال ! قالت بلهجة من لايجد ما يلهى نفسه الا بهذا 0

-اعتقد اننى ارحب بسماع قصة حياتك 0
-حسنا .... سابوح باسرارى ... على شرط 0

سرعان ما اعتلت مركز الدفاع ... سيطلب منها الحفاظ على قصته طى الكتمان ! وكانها ستذهب راكضة الى الصحافة ! كيف يجرؤ على عدم اظهار بعض الثقة بها ؟ ارادت ان تزجره وان تضربه على راسه وتدفعه خارج سريرها وتحمله الى النافذة وترميه منها .... ومن يرغب فى سماع قصة حياته الحمقاء على اى حال ؟

-ان قصصت عليك قصة حياتى فعليك ان تقصى على قصة حياتك 0

كان طلبه يختلف كل الاختلاف عما تصورته لها نفسها فدهشت وقالت : ظننتك ستطلب منى توقيع معاهدة صمت ... بالدم 0

بدا دهشا ولكنه سرعان ما امسك ذقنها ونظر الى عينيها مبتسما : لا داعى الى هذا الطلب ، فلا اراك ثرثارة ... كما انك حين تسمعين قصتى ستفهمين واعرف ، بطريقة ما ، انك لا تستطيعين اذيتى جورجينا 0

احست بلونها يشحب تحت ثقل نظرته ... يا الله ! انه يعرف اذن ! ايعرف كم تحبه ؟ هل الامر واضح ؟ واضح الى ان ينظر اليها ويعلن بثقة انه يعرف انها لن تتمكن من اذيته ؟

فكرت فى ان من الحكمة فى هذه اللحظة ان تتمنع عن زعزعة غروره بالقول له انها غير مهتمة البتة بسماع قصة حياته ، وبرفسه ليخرج من سريرها ، ومن غرفتها ، ومن حياتها ... وكان ان اختارت الحكمة فعقدت ذراعيها على صدرها وقالت بثبات : تفضل 0

-حسنا .... سبق ان قلت لك ان والدى من المهاجرين ... صحيح ؟ جاء الى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة 0

-لكن واند ليس اسما بولنديا 0

-لقد غير اسم العائلة كمئات المهاجرين ... كان اسما طويلا ، فغيره لهما موظف الهجرة بنفاذ صبر ... كان الاسم ....

ولفظ الاسما طويلا لا يمكن لفظه ... فقالت ، وكانها تتعاطف مع الموظف النافذ الصبر : اوووه 0


-على اى حال ، كان والدى صانع مفروشات ماهر ... اسس صناعة صغيرة لم تنجح كثيرا ... ربما لانه كان يصر على النوعية والمهارة فى كل قطعة يصنعها ... اذكره وهو جالس على طاولة عمله ، حيث تعبق روائح الخشب الجيد والطلاء . المكوث فى دكانه .... وكانت رؤية قطعة خشب تتولد فيها الحياة امرا سحريا . لكن معظم ما اعرفه عن الخشب جاء عن طريق مراقبه عمله ، فهو لم يشجعنى اطلاقا على الاهتمام بتجارته 0

-وهذا تصرف يختلف عن تصرف جميع الاباء 0
لقد بدا شقيقاها يرميان الكرة ويركلانها وهما رضيعين 0

-ربما كان مختلفا عن معظم الاباء فى اميركا الشمالية اترين ، لم يكن يحس انه جاء الى ارض الفرص والثروة ليربى صانع مفروشات . كان لا يكاد يعرف القراءة و الكتابة ، وكان يخجل من بساطته ... اراد اكثر من هذا لعائلته ... فمال الى التعليم ، ربما لان الظروف لم تسمح له ولامى بتلقلا العلم . لقد قدما الى اميركا ليوفرا لاولادهما حياة غنية بالعلم وكانا يعتبران العلم الهدف الوحيد الذى يستحق ان يكون للانسان الحرية فى اختياره 0

هزت راسها باعجاب ، فتابع : صحيح ... لقد حققت شقيقتاى اغلى امال والد وطموحهما فى العالم الجديد ... فاحداهما طبيبة والاخرى عازفة بيانو ... اما انا ... حسنا ... لست غبيا ، لكننى احببت الاعمال الحرفية . ربما كنت ساصبح نجارا ماهرا فيما لو منحنى ابى بعض التشجيع ولكنى رحت اجنى رزقى – وهذا ما ارعبهما – من اكثر الوسائل تفاهة وعدم جدوى 0

قالت متاثرة بشفقتها : اوه .... تاليس 0


-انها كلماتهما لا كلماتى ، لاننى فخور بما اعمله . لاننى بارع فيه ولاننى احبه . فلقد سليت الملايين من الناس . وتمكنت من التعايش مع واقع ان والدى لا يفهمان هذه الميزة فى اميركا 0

حاولت ان تكون لبقة : اذا كنت فخورا الى هذا الحد بعملك ، فلماذا تحرم العلنية على نفسك ؟

-ربما لانى لم استطع تماما التخلص من وجهة نظر والدى مع اننى اظن ان السبب الفعلى هو عدم رغبتى فى اعلان ما يخصنى . كنت اعرف منذ البداية ان استسلمت لضغط الصحافة بالكشف عن اشياء صغيرة من حياتى الخاصة فسافقد جزءا من نفسى . حين اكون فى الملعب اصبح ملكا للعموم ، اما فى الاوقات الاخرى فانا ملك نفسى 0

ابتسم ساخرا من نفسه واكمل : اعتقد ان هناك شيئا من العالم القديم فى نفسى . وللاسف لا استطيع القيام بشئ فى هذا الخصوص . اظن اننا نختار الابطال بناء على مقاييس خاطئة .... فوالدى نجار ماهر وهو افضل منى بكثير ولكنى اشهر لاعب كرة ... ستحبين حرفته جورجينا فالخشب يعود حيا تحت لمسته ، يصبح قطعة تشرق حيوية وحياة بشكل غير طبيعى . لكن ، ما من احد سيذكر اسمه على صفحات المجلات الاولى لاجل هذا .... ولن يكون ابدا من المشاهير ... وهذا حال كل الصناعين اما انا فمشهور لمجرد براعتى فى التعاطى مع الكرة والركض بسرعة ... وهذا لا يتناسب مع ذاك ... ولاننى لا اعير اهتماما لطريقة الامريكيين فى انتقاء ابطالهم اعتقد اننى اخترت الا اكون بطلا 0

قالت بلطف : لا يمكنك ان تختار ذلك 0

-لكن بامكانى التجربة ... على الاقل انا لا استغل ما يسمى بالشهرة لبيع الحلويات للاولاد ... والان كفانا حديث عن نفسى . اريد سماع قصتك ، اريد معرفة كل شئ يتعلق بك 0

وضع وسادة تحت ظهره وطوى ذراعيه على صدره ، ينظر اليها مراقبا !

اوه ... يا الله ! انها لم توافق حقا على هذه اللعبة ... هل وافقت ؟

-ليس هناك الكثير الذى اطلعك عليه تاليس ولا اعتقد ان ما ساقوله قد يثير اهتمامك . كما اننى اريد ان انهض من سريرى الان ... فهل تسمح بالخروج منه ؟

رد بكسل : آه آه ... لا اتفاق ... ارجو بصدق ان تشمل قصتك تفسيرا لما يعنيه اسم جورجينا ... اكاد اجن فضولا 0

-لا ... فهذا لم يكن ضمن اتفاقنا 0
-هيا اذن ، ابدئى بقصتك 0

-حسنا ولدت فى " ادمنتون " وانا صغرى ثلاثة اولاد والابنة الوحيدة ، الابنة الوحيدة فى العائلة والابنة الوحيدة التى لم تنتهج نهج الرياضيين . كان والدى محترفا بعض الشئ بلعبة كرة القدم قبل ان يصاب اصابه فى ظهره جعلته لا يستطيع العودة الى الملعب . وكان ما حدث بمثابة الانحدار من البطولة الى اللاشئ فى لحظات ثلاث ... لم يكن قد ارتوى بعد من مجده وكانت امى تشاركه ذلك العطش ، فى الواقع كانا مولعين بالرياضة . وكان ان حققا احلامهما فى ولديهما اما انا فلم اكن ذات فائدة لهما .... لكن هذا لا يعنى انهما لم يحبانى غير انهما كانا جاهلين بالنسبة لما يستطيعان فعله بى ... ولم افعل للاسف شيئا كان يمنحنى اهتمامهما ... ولم اتلق نظرة كتلك التى كنت اشاهدها على وجهيهما حين يسجل نيوتن او لارى هدفا او حين تظهر صورهما فى الصحف . كنت اكتب اشياء لامى فكانت تنظر اليها ثم تبتسم بحيرة وتوتر وتقول : حسنا ، اليس هذا رائعا ... عزيزتى ؟ ما اسخفنى ! يا الهى ، ستظن اننى كنت مهزومة . عائلتى رائعة ، وانا احبها ... لكننى لم اشعر قط بالانتماء اليها . فلم يجدوا اننى اقوم باى عمل صائب ، آه اكره ان اشفق على نفسى !
قال بمرح لطيف : اتودين ان نتبادل العائلات ؟ عائلتك تنسبنى انا وعائلتى تناسبك انت فلا شك انها ستعشق ابنة كاتبة 0

ابتسمت جورجينا ... بدا وكانه يقاوم اندفاعا ليلف ذراعه حولها ويضمها الى صدره ، ومد يده الكبيرة يمسح شعرها : هيا ... ابكى ... اخرجى حزنك من نفسك . لقد كتمته فى داخلك مدة طويلة 0

شهقت بصوت مرتفع فقد شعرت بالندم لانها لا تعرف كيف تبكى برشاقة وفتنة وصمت ، كما تفعل ممثلات السينما ... ولكنها نادرا ما تبكى ، وحين تبكى كانت تخرج كل شئ من قلبها وروحها ... لم تكن عيناها رطبتين فحسب بل كانتا حمراوين ... ولم تكن الدموع تتدحرج على خديها قطرة قطرة ، بل تتدفق كالنهر . احمر والتوت شفتاها الى الاسفل بتعبير طفولى يثير الشفقة . احست بالاشمئزاز من نفسها ولكنها رغم ذلك لم تستطع ايقاف تدفق الدموع المحرج 0

حاولت الضحك على نفسها : انا اسفة ، لا ادرى ما الذى جعلنى ابكى فلست طفلة ! ولم اكن قط طفلة !

-ربما حاولت مدة طويلة ان تكونى قاسية العاطفة لانك لم تستطيعى ان تكونى قاسية الجسد ، كاخويك . ربما حاولت طويلا اخفاء الجانب الحساس من نفسك عن الناس الذين قد لا يفهمونه ، ولكن الان بامكانك اطلاق كل شئ 0

ضغطت انفها الرطب فى صدره ... وهمست امله الا يسمع : وهل ستفهمنى تاليس ؟

لكنه سمع ... واجاب : سافهم جورجينا ... اتذكرين ؟ نملك شيئا مشتركا : كلانا الابن الضال فى عائلته . لقد شهدت كثيرا من الليالى الطويلة السوداء اثناء سعيى للتعايش والاتفاق مع هذا الواقع 0



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:31 AM   #24

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

تمتمت : اتساءل لماذا لم استطع هذا ؟

-ربما لان مجتمعنا ما زال يسهل للرجل اختيار طريقه . بل يتوقع منه ذلك . اما النساء فيربين على ان يسعين للموافقة . واظن ان هذا يجعل من العسير على فتاة ما اتخاذ طريق لا يرغب فيه اهلها . ربما هذا ما يجعل من العسير عليك اختيار شخصيتك حتى 0

استغربت صدق كلامه وقالت موافقة : لقد امتلكت انت هذا الحق ... اما امى فقد كانت تؤمن ان فرصتى الوحيدة فى التحرر ، هى اثبات جدارتى فى ان اكون واحدة من عائلة مقاتلة ... او هى عدم انطلاقى وحيدة كما فعلت ويبدو انها تتجاهل رغبتى فى الاستقلال وتسعى لا تزوج من لاعب كرة قدم لامع . ولهذا السبب اظن اننى احقد على كل لاعبى الكرة . لانه سبق وفرض على الكثير منهم ، وكانما مجرد صلتى بهم تجعلنى مقبولة عندهم وعند عائلتى ! الا يثير هذا الاشمئزاز ؟

تنهدت ، وكانما تعتذر عن تصرفها فى الليلة الاولى عندما وصل 0

-ربما هذا هو سبب تجنبى لاى علاقة مهما كانت ، لاننى ارغب فى ان يتعرف الناس الى على ما انا عليه وعلى ما استطيع تحقيقه 0

تنهدت ثانية : لكن ، وحتى اكون واقعية اقول اننى حتى وان اصبحت عضوا من اعضاء البرلمان فستظل امى ترانى غير ناجحة ولن احظى بمرتبة النجاح الا حين اضع خاتم الزفاف فى اصبعى 0

ادركت انها تثرثر ، واحست بعينيها تثقلان ، فقالت بخشونة : تاليس ... ساعود الى النوم
مرر اصبعا حنونا على جفنيها المطبقين : دون مزاح ! ... اسمعى جورجينا ... انا احترم ما فعلته فى حياتك ... واظن ان ما انجزته رائعا 0

وبخته بعناد : لا تفسد الامر على تاليس ... لن اثق بك ان قلت لى اشياء لا تعنيها 0

كانت ضحكته خفيفة : لم ار امرأة كثيرة الشكوك مثلك جورجينا بارتون ! يجب ان اشعر بالاهانة لانك اتهمتنى بالتملق !

-هه ! تاليس ... انت لا تعرف حتى ما اعمل ! فانا لا اكسب قوتى من ادارة فندق بنزيل واحد !

-هه ! لدى ابن اخت هو اكبر معجب بزاوية الاطفال ... وربما يكون اكبر المشاركين فى تحريرها ... ومن المعروف عنى اننى كنت اخذ منه اخر عدد من المجلة ... انما لا تذيعى خبرا مفاده ان تاليس واند كان يمضى معظم لياليه وحيد فى منزله الفخم مع مجلة اطفال ... فلدى صورة عامة يجب ان احميها 0

-اظنك احيانا الطف الرجال تاليس واند 0
وكانت زلة لسان واعتراف ولده النعس لذا لم يبد حقيقيا 0

-احيانا انت قاسية فى صرامتك وانت شبه نائمة ، الست هكذا ؟

هزت راسها ، بلا اثر للاعتذار ، وساد الصمت . احست به يسترخى ايضا ، وشعرت بانفاسه تخفت حتى اصبحت صورة لانفاسها . كان قلبه يخفق بنغمات رتيبة تحت اذنها ... وكانت يده ما تزال تتحرك ببطء على شعرها ، اما رائحته الرائعة ، فبدت منعشة ونظيفة . اوه يا الله ! ما احب الى قلبها ان تكون قربه وان يكون هنا ...


لكن ... من تخادع ؟ غدا سيعود الغريب المنعزل مرة اخرى ... غدا قد تطالب به كرة القدم او تطالب به حياته الاخرى 0

ثم ، لقد اقسمت منذ زمن بعيد الا تتزوج رياضيا محترفا ... ابدا ! ولكنها الان تتساءل بنعاس عما اذا كان ذلك القسم مجرد طريقة لا عقلانية فى معاقبة امها !

رن جرس صغير داخل راسها ، وانطفا ضوء ...امها ؟
-تاليس ... اتعرف لماذا انت هنا ؟

كان صوته ناعسا كصوتها : اظن اننى اعرف ... لكن يخالجنى شعور اننى ساواجه مفاجاة 0

-انها امى !
-امك ؟

-اجل ... لتدبير زواج 0
-اوه ....

ران صمت صويل طويل ، وعاد النعاس يدغدغ اجفانها فنسيت سخطها على امها ، وغرقت فى احلامها وكانت اثناء الحلم تبتسم فقد رات فى منامها رجل يقول لها بعمق : حسنا .... لدى الامهات غريزة فى فعل اشياء كهذه 0



*****

انت


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:33 AM   #25

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

8- موعد مع الحلم 0

****************************

حين استيقظت جورجينا ثانية ، كان الفراش الى جانبها فارغا . لولا الاثر البين على الوسادة ، لظنت بانها كانت ترى فى منامها كل ما جرى 0

كان باب غرفتها مفتوحا قليلا فتناهى اليها صوت احبط حلمها الرومانسى فقد صورت لها احلامها الرومانسية ان تاليس يعد فطورا يضع معه وردة حمراء . ولماذا يفعل على اى حال ؟ فلم يحدث بينهما ما يوصف بالرومانسى 0

لا ... فقد عاد تاليس الى غرفة التعديب ... وها هى تسمع صرير الاثقال وهى ترتفع وتنخفض على حمالاتها ... وتمنت مخلصة لو تقع على راسه الجذاب الفضى الاطراف !

تبا ! ليتها لا تشعر بانها اشبه بكرة "يويو" معلقة فى نهاية خيطه ! ففى لحظة يمسكها براحه يده ، وفى التالية يرميها ولكنه دائما دائما ، يمسك بالخيط الخفى ويتمكن من استعادتها ساعة يشاء 0

نعم هى المخطئة لانها مستعدة دائما للرضى عنه عند اقل اشارة منه ... على اى حال لن تبقى جالسة فى فراشها طوال اليوم بانتظار مكافاة على حبها تكون ابتسامة او حديثا قصيرا او لمسة على الرأس ، لا ... سيدى ... ما زال لدى جورجينا بارتون بعض الكرامة ... وها هى ستهجر سفينتك !


وضبت الغداء ، ثم وضعت ثوبا واغراض السباحة ، فى سيارتها " الهوندا الستايشن " التى قادتها الى الشاطئ العام المزدحم . كانت السماء خالية من الغيوم ، و الماء دافئة مغرية والناس المختلفوا الاجناس نشيطون ومثيرون للاهتمام وكان كتابها ممتعا . ولكن للاسف امضت وقتا سيئا عجزت عن الاعتراف بسويه ، فهى لم تستطع الا تصور نفسها مع تاليس جنبا لجنب على رمال الشاطئ 0

احست بالذعر . ما خطبها ؟ الا تعشق هى المياه والقرب من البحار والبحيرات ؟ اليس هذا احد الاسباب التى دفعتها للانتقال الى هنا ؟ فهل جاء الى هنا ليدمر كل شئ لها ؟ وماذا عن المنزل ؟ هل ستكون سعيدة فيه ان عاشت وحيدة بعد الان وهل سيتوقف ذلك الجزء الخاص منها عن الاصغاء الى الخطوات العرجاء على الدرج ، والى الصوت الذى لا رنة خاصة فيه ، الى الصوت العميق الرائع الذى يرتفع عادة تحت ماء الرشاش فى الصباح ؟ هل سيظل جزء منها ، يبحث فى كل الزوايا على امل ان يرى ظهرا عريض المنكبين وراسا اطراف شعره فضية 0

نهرت نفسها على هلوستها الدرامية ... سيذهب تاليس وستستعيد هى حالتها الطبيعية وسيكون الامر وكانه لم يعترض سبيل حياتها يوما . ولم لا تكون واقعية ؟ فالواقع يشهد انه لم يحدث بينهما شئ اطلاقا ولم يعلن اى منهما عن حب مجنون او وعد الى الابد ... بل كانت لحظات تقارب اعترفا اثناءها بما يضايقهما 0

لم يكن بينهما سوى صداقة واهتمام مشترك بالاشياء القديمة واحساس بالمرح اوقعهما فى شرك التناغم ، ووضع عائلى تشاركا فيه فى بضع جروح 0

نعم لم يكن هناك الا شعور بالاطمئنان 0

اقنعت نفسها بحزم : لا لم يولد بيننا الا شعور بالاطمئنان وما ان يرحل حتى ينتهى كل شئ . لكنها اعترفت لنفسها بصوت مرتفع وبعينين مغروقتين بالدموع 0

-لن اتغلب على ذكراه ابدا ... ابدا !

غضبت من نفسها لانها اعترفت بذلك فوثبت على قدميها وهرعت الى المياه تقفز بروعة فيها ، وراحت تسبح حتى المتها ذراعاها . اما المياه التى بللت وجها فلا يمكن ان تكون الا دموعا 0

بعد سباحتها المرهقة ، اجبرت نفسها على الاسترخاء تحت اشعة الشمس وكانها احدى هؤلاء النسوة الخاليات البال من الهم ، المستلقيات على ظهورهن المنتشرات فى كل حدب وصوب . اخيرا عندما اقترب المساء استخدمت غرفى الملابس العامة التى ارتدت فيها فستانا صيفيا اصفر اللون ثم وضعت لمسة ماكياج على ووجها الذى قبلته الشمس . لم تكن مستعدة حتى الان للعودة . ارادت ان يتساءل اين تكون ... كما ارادت ربما ان يشعر بالقلق 0

حاولت اقناع نفسها بانها لا تموت شوقا للعودة الى المنزل ركضا لتراه ولتطمئن على حاله ولترى ان كان بالامكان استعادة ولو القليل من المشاعر المتقاربة التى شعرت بها وهى معه هذا الصباح .....

تجولت بسيارتها قليلا فى بلدة سالمون تتظاهر انها تقصد شيئا . اخيرا توجهت الى " بيت الورود " وهو منزل جميل قديم اصبح مطعما ، كانت احيانا تتناول العشاء فيه ، لتدليل نفسها ولتقارن بين ديكور المطعم الحديث وبين ديكور منزلها ولتتامل لوحات الفنانين المحليين المعلقة على الجدران ... ولكن تاليس احتل الليلة افكارها فكان ان افسد ذلك 0

لن ياتى تاليس الى هنا ، ولا يستطيع على اى حال ، فقد يقتحم احد خصوصيته الثمينة .... لقد جعلته مهنته يفرض على نفسه التنسك ، كيف يجد المرء السعادة وهو لا يستطيع الخروج الى اى مكان يريده ؟ وان حدث ان خرج تحلق حوله المعجبين سعيا الى توقيع منه ... لكن ما فائدة التفكير فى هذا ؟ لم يدعها مرة للخروج ... وربما لن يدعوها يوما ... لم تفكر وهى غارقة فى الشفقة على ذاتها انها هى نفسها لا تخرج كثيرا ، وانها تقنع بالبقاء فى منزلها مع كلبها ومع مجلاتها ومنزلها 0



بعد ان امضت وقتا طويلا فى تناول العشاء اجبرت نفسها على الذهاب الى السينما . وهناك جلست تشاهد فيلم الوحش الذى اكل كوكب الزهرة و الواقع انها لم تر منه شيئا . ثم عادت الى المنزل ، خافقة القلب ... هل سيكون مستيقظا يذرع الغرفة ؟ ام سيكون جالسا على الاريكة يتظاهر بالقراءة ؟ هل سيعرض عليها كوب شراب ساخن قبل النوم ؟ هل سيبقيان مستيقظين يتحدثان حتى .... ؟

تنهدت لانها ادركت انها هزمت لتوها هدف اليوم كله ... ثم تنهدت تنهيدة اعمق وتوقفت امام المدخل ولكنها لاحظت ان كل الانوار مطفاة ... كان المنزل غارقا فى الظلام . فشعرت بانها عادت لتعيش فيه وحدها 0

جرت نفسها على الدرج وصولا الى غرفتها وهناك استلقت على فراشها تنظر الى السقف ... ايعنى هذا ان عليها تكرار ما فعلته اليوم فى الغد ؟ كم يوما يجب ان تغيب عنه ليلاحظ غيابها ؟ وهل سيلاحظ ابدا ؟

ان ما تلعبه لعبة ذات وجهين : احدهما برهان لنفسها بانها قادرة على العيش والعمل بدونه . والثانى اجباره على الاعتراف بانه لا يستطيع العيش والعمل بدونها وهذا ما فشلت فيه . سالت نفسها بمرارة ... لماذا فى عائلة واقعية عمكادها العقل تولد امرأة حالمة غبية مثلها ؟

فى الصباح التالى ، لاحظت ان الجو خارج نافذتها رماديا مكفهرا كقلبها تماما . وهذا يوم لا يناسب الخروج الى الشاطئ قطعا ... فلنبدا اذا برسم حدود بركة البط التى رسمتها على جدران الغرفة العليا لتناسب ورق الجدران 0

-جورجينا ، ايمكننى الدخول ؟

لم ينتظر تاليس ردها ، بل دخل من الباب وهو مرتد سروالا قصيرا مخصصا للركض وكان سنوكل خلفه تماما .... جلسا معا فوق السرير 0


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:36 AM   #26

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

-هناك مركز حمام بخارى فنلندى بالقرب من هنا جورجينا ... اتعرفين هذا ؟

ردت ببرود ، تركز بصرها على النافذة : لا 0
-فلنذهب الى هناك الليلة 0

ردت بحزم وبالبرود الذى يبدو انه لم يلاحظه : لا 0
سالها بشئ من عدم الاهتمام : موعد اخر ؟

موعد اخر ؟ آها ... ! تغير مزاجها فورا ... اذن ، فهو ليس غافلا عن غيبتها التى طالت يوم امس ... فنظرت اليه بلطف ، مع ان ردها لم يتغير ، وقال وهو ينظر الى يديه الكبيرتين : اسمعى جورجينا ... اعرف ان العيش معى لم يكن سهلا فى المدة الاخيرة ... فى الواقع كان صعبا ... انا اسف 0

اصابتها صدمة تزن طنا . انها ما تزال تثق بهذا الرجل ، كانت تعرف انها ان لم تثق بصدقه الان فلن تتمكن من الثقة بحكمها على اى كائن بشرى ما دامت حية . ولم يكن لديها شك فى انه كان مضطربا بعمق ، واسفا حقا بسبب المعاملة التى عاملها اياها مؤخرا . احست بذلك الاحساس الذى اصبح مالوف ، احست بالذوبان ... لكن الاحساس لم يرافقه الشك فى انها مخدوعة 0

اكمل محاولا الاقناع : انها ليلة رائعة للصونا .... خاصة وان السماء تمطر ... كما ان البخار يساعد ساقى 0

انه يتلاعب بشفقتها الطبيعية بدون رحمة ! لكنها قالت ببطء : لم يسبق ان جربت حمام بخار 0


-حقا ؟ انها تجربة يجب ان يمارسها الجميع 0

استسلمت : حسنا ، ربما يستحق الامر التجربة 0
-ساحجز لنا مكانا اذن 0

راقبته وهو يخرج متنهدة . الا يعرف الى اين تقودها نظرة الفرح الحقيقية فى عينيه التى كانت سبب قبولها ؟ لكن راحت تتولد ببطء فكرة ثانية ... ربما تاليس واند مهتم بها حقا ، لماذا ترفض ان تفكر بانه مهتم بها ؟ وقفت تنظر الى نفسها فى المرآة فاذا عينان كبيرتان رماديتان رزينتان تحدقان اليها . حسنا انها لا تشبه زازا كاندل ، لكنها ليست قبيحة كذلك 0

اضف الى هذا انه قال لها مرة او مرتين انها رفيقة مرحة تثير الاهتمام . فلماذا تشك فى هذا ؟ لماذا تشك فى امر وقوعه فى حبها ؟ كان لشقيقيها اللذين لم يحظا بشهرة تاليس نصيب وافر من المرح فى الحياة ... لكن حين اتى وقت الاستقرار ، اختار كل منهما فتاة عادية زوجة 0

اما بالنسبة للنساء الاخريات ، اللواتى يلطخن حياته ... حسنا ... من هى لتحكم عليه ؟ من حقه بكل تاكيد ان يلهو حتى يجد ما يبحث عنه ... ماذا تتوقع منه ؟ ان يعيش حياة التنسك والرهينة حتى تقتحم الفتاة المناسبة .... جورجينا بارتون ... حياته ؟

قررت ، انه يكفيها ان تفكر فى انه يحب فتاة اخرى ، ولو زيفا ، ولكنه عندما سيقع فى الحب الحقيقى سيعرف الفرق بنفسه 0

ادركت للمرة الاولى انها ترى امكانية بناء مستقبل معه .ربما لانها مع مضى الايام تشعر بان التففكير فى مستقبل خال منه امر مؤلم 0

انها تحبه ... الا يستحق حبها هذا مخاطرة بشئ صغير مثل كرامتها لترى ما اذا كان يبادلها المشاعر ؟ ولتكتشف ولو لمرة واحدة اين موقعها من نفسه ؟ سيكون من الجبن ان تتركه يبتعد لانها لا تشعر بالثقة بالنفس التى تجعلها تواجهه بحبها 0

ستكون الليلة نقطة الفصل فى علاقتهما . جعلت هذه الفكرة قلبها يخفق خفقانا كاد يصل الى حنجرتها ... قالت لنفسها بعناد : ان كان مقدرا لهذا ان يحدث فليحدث ! ولن يكون هناك حاجة الى التلاعب به او الضغط عليه لتكسبه .... وسيستحق اعترافها كل العناء ، هذا اذا كان يحب جورجينا بارتون حقا 0

ولكن لا باس ابدا بان تبذل ما فى وسعها لتلعب اوراقها مستفيدة من افضل ما تملك . سارعت الى خزانتها ... ماذا يرتدى المرء بالضبط للذهاب الى الصونا ؟

لم تضع اى مسحوق على وجهها لانها هناك لن تتلقى سوى العرق ، كما انها لا تحتاج الى تجميل . فقد اكتسبت بشرتها مظهرا ذهبيا من قضاء ذاك النهار على الشاطئ . كان فى عينيها بريق معين لا تستطيع المساحيق اخفاءه او اظهاره اكثر مما هو ظاهر . وهذا يعنى انه لن يساعدها شئ على تحسين مظهرها اكثر من هذا الاشراق الداخلى . قرأت مرة ان المرأة التى تحب ، تنضح جمالا طبيعيا وبريقا رائعا عميقا ... لكنها كانت قد صرفت النظر عن هذه النظرية واعتبرتها هراء رومانسى .. اما الان فهى مستعدة لتصديقها 0

عقدت شعرها على شكل ذيل حصان ثم جذبت بضع خصلات منه لتشكل اطارا لوجهها ... وكان التأثير رائعا ... ورغم بساطة التسريحة اضفت شيئا من الفتنة و الشفافية . كانت تبرز ثنايا عنقها الطويل ، وتركز على افضل قسماتها ....على العينين الكبيرتين وعلى الاهداب الويلة وعلى الثغر الناعم . اضافة الى هذا ، ومن زاوية يعشش فيها العنكبوت فى باطنها ، تذكرت ان معظم الرجال يحبون ان يحلوا عقدة شعر المرأة . وهذا مزيد من الهراء الرومانسى ... ولكن ، من حقها ان يكون لها ان تشعر ببعض الرومانسية فى حياتها ... اليس كذلك ؟
ارتدت قميصا واسعا ، مشمشى اللون تفصيلته رجولية ... لكن الخطوط الرجولية فيه اظهرت كل انوثتها ، خاصة وانها عقدت القميص على خصرها النحيل ، وقد اضافت اليه سروالا ابيضا ضيقا .كان منظرها كله مزيجا من العفوية والاناقة 0

وضعت فى حقيبتها منشفة كبيرة براقة اللون ، وثوب استحمام فيروزى اللون 0

قاد السيارة وهما صامتان . كان فى قلبها خفة رائعة رغم المطر المنهمر المحدق بهما ورغم شدة الظلام الذى كاد يجعلهما لا يريان ما يزيد عن بعد عشرة اقدام . كانت الاراضى الريفية غارقة فى الظلام ، فلم يستطيعا رؤية جمالها . وتمتم : ليلة رائعة للصونا ....

ردت بتحد وخفة : ان استطعت ان تجد المكان ؟

ابتسم لها ، ثم اعاد اهتمامه الى الطريق حيث انعطف متخذا ممرا مفروشا بالحصى ، تحيطه الاشجار على الجهتين . تلوى الطريق نزولا وكثرت فيه المنعطفات ... ثم ، وسط الظلام الدامس ، شاهدت امامها انوارا تشع وكوخا خشبيا صغيرا ذهبى اللون ، يقع بين ايكة من الاشجار ، وجدول صغير يجرى امامه 0

همست وهى تخرج من "الفان " : اوه تاليس 0

استطاعت ان تشم رائحة الحطب المشتعل فى الجو ، وعبير اوراق الاشجار الندية . سارت خلفه وعندما بلغا الباب توقفا .... كان المكان صغيرا بسيطا ... فيه بضعة بسط فنلندية مصنوعة يدويا ومفروشة على الارض الاسمنت ، وكان هناك تحت النافذة طاولة وعدة كراسى خشبية ، ونار تشتعل جذلى فى مدفأة من الاجر 0

سالت بتعجب : اتساءل كيف وجدت هذا المكان ؟


-حسنا ... قمت برحلة اليه فى وقت سابق ...اردت ان يكون المكان مميزا جدا لك جورجينا . بما ان هذه المرة الاولى لك غرفة الصونا من وراء هذا الباب انها عبارة عن غرفة محفورة فى الارض 0

اشاحت بوجهها بعيدا ... فقرب الباب لوحة عريضة تعرض صورا فنلندية لاشخاص شبه عراة يتمتعون بالحمام البخارى . ثم نظرت اليه متوسلة : بالتاكيد لسنا مضطرين الى ...

سيفسد كل شئ لو كان يتوقع منها ان ...

تحركت عيناه الى ما كانت تنظر اليه وقال ممازحا بخبث : الا اذا شعرت براحة اكثر 0

-بكل تاكيد لا !

هز كتفيه ووميض يطل من عينيه : للفنلنديين نظرة مختلفة الى اجسادهم جورجينا . فالعائلات والاصدقاء يتمتعون بالصونا بدون تفكير فى سواها . لماذا لا تدخلين غرفة الملابس وتبدلين ملابسك ، وفى هذا الوقت ساصب فنجانين من القهوة 0

رحبت بالاقتراح ... دخلت الى غرفة صغيرة غيرت ملابسها فيها وتاخرت قليلا ، تنظر باعجاب الى الخزانة الخشبية المحفورة يدويا ، وتلقى نظرة على غرفة البخار ... ماذا تفعل يا ترى لتؤخر عودتها الى الخارج وهى مرتدية ثياب السباحة ؟ تذكرت بقلق لحنا قديما عن فتاة ارتدت : ثوبا سباحة مرقط اصغر فاحست بالكراهية لمغادرة الغرفة بسببها . ولكنها اخيرا وبعد نفس عميق عادت الى الخارج ... وهناك فوجئت بتاليس يطلق صفير اعجاب منخفضا انما طويل . صاحت آمرة : اوه ... اصمت وادخل الى لتغيير ملابسك 0




lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:40 AM   #27

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

امسكت بفنجان قهوتها ترشفه بسرعة فى جهد لاخفاء توترها 0

-تمهلى فى ارتشاف قهوتك ، فقد تحرق معدتك 0

كان اثناء غيابها قد ادار امسجلته التى ملات الكابين بانغام حالمة . فجلست الى الطاولة تحتسى القهوة بهدوء وحذر 0

عاد تاليس مرتديا سروالا قصيرا ابيض ، فخفق قلبها لرؤيته 0

وقال مقترحا : فلندخل للقيام بالجولة الاولى 0

دخلا الى دائرة البخار وهناك صدمتها الحرارة . طلب منها تاليس ان تستلقى على المقعد السفلى فيما يتسلق هو الى الاعلى حيث الحرارة اشد . راح العرق يتدفق من جورجينا حالما قعدت تقريبا ... كانت نظرتها تجاة العرق غريبة ، ولم تكن لتعتقد انها تجربة مثيرة ، حتى رفعت نظرها الى تاليس 0

كانت عيناه مغمضتين باسستسلام وبشرته تلمع بقطرات العرق ... بدا وكانه رياضى كمالالاجسام يضع الزيوت على جسده ليلمع او كتمثال من البرونز اللماع 0

فى الوقت الذى احست فيه ان بشرتها تذوب فوق المقعد الخشبى ، قال لها : يكفى هذا كمرة اولى 0

خرجا من غرفة البخار ، فسارت خلفه الى الخارج وهناك وقف رافعا وجهه نحو السماء تحت المطر المنهمر .... وحذت حذوه ثم ابتسمت بفرح . كان البرد والمطر الخفيف يضرب بشرتها الساخنة فشعرت وكانها تتبخر وتتقلص .... او كانها تتراقص فى حياة خاصة بها . احست انها منتعشة ونظيفة بشكل رائع 0



عادا الى الداخل حيث شربا القهوة الساخنة ثانية .... واصغيا الى الموسيقى . ثم كررا ما سبق انما هذه المرة توجهها الى مكان يصب فيه الماء على الصخور الساخنة لافتعال البخار ، ثم عادا الى المطر ثانية 0

فى المرة الثالثة وكانت الاشد حرارة ، خرجا الى الخارج وركض تاليس ثم رمى نفسه فى الجدول ... وبعد لحظات من التردد حذت جورجينا حذوه وعندما رمت نفسها صدمتها برودة المياه ثم لم تلبث ان ضحكت بسعادة غامرة وهى تحس بالمياه الجارية ببرودة على جسدها المحترق . تقدم تاليس منها واحاطها بذراعيه ، وجلسا معا فى اسفل الجدول حيث الماء يغمرهما حتى العنق ... بدا احتضانه لها امرا طبيعيا ....

رفعت وجهها الى المطر ، فتركزت عيناه على وجهها ، وبادلته العناق ، كانت بحاجة الى الاحساس بوجوده القوى ، وبشرته الرطبة الناعمة 0

ابعدها عنه وهمس باسمها عندما بعثت نظرة عينيه الثقة الى نفسها ، واقنعتها عيناه بما هو ادل من الكلمات بانها جميلة ....

فى زوايا بعيدة من عقلها المتشتت بتالق ذهبى احست انهما بحاجة الى الكلام للتعبير عن كل ما مر بهما من قبل . وثمة امور كثيرة يحتاجان الى استكشافها ، بالكلمات لا بشئ اخر ، لكن الان ليس الزمان او المكان المناسبين . الان ، هو وقت الحلم ، الاسترخاء ، تنهدت ... فاشتدت ذراعاه حولها ، فدفنت راسها فى صدره تشعر بالامان بين ذراعيه 0



*****


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:40 AM   #28

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

9- هل يعود 0



***************************

تمطت جورجينا كقطة كسول ، وفتحت عينيها . فى البداية ارتاعت لرؤية نفسها فى فراشها .... ولكنها تذكرت بغموض ان تاليس لفها بحنان فى بطانية وحملها من الفان ، تحت المطر ونقلها الى غرفتها التى وجدت فيها الدفء فنامت 0

نظرت الى الغرفة الفارغة باستغراب ... لاشك انه نام معها ؟ خافت ان يكون قد تركها وحيدة ثانية وكانها ما عادت تعنى له شيئا . مرت هذه الفكرة فى خاطرها بسرعة . ثم التفتت الى الوسادة فاذا عليها رسالة 0

رفعت الدبوس عن الرسالة ، تحس بالسعادة الحميمية ، والبهجة لانها تكتشف ان الحب يؤدى الى اشياء صغيرة ، مثل تثبيت رسالة على الوسادة . بامكانها للمرة الاولى التمتع بعضوية هذا النادى ، نادى الازواج ، نادى الثنائى الذى يكشف لها عن خبايا رائعة 0

فتحت الرسالة وابتسمت ، ثم قرات : " اظننى وقعت فى حبك " واضافت الرسالة انه خرج للتريض 0

جلست تتامل بغباء الرسالة وامضت فى تاملها وقتا اطول مما تستحقه الكلمات او الخط الجميل الذى كتب هذه المفردات 0

طبعا لم تعرف ما يجب ان تفهم من كلمة " اظننى " ولو كانت الجملة " احبك " لاتت اوضح وادل بكثير . احست بقلق طفيف من ان تكون الرسالة وليدة تقاربهما ... ايظن ان هذا هو كل ما هو الحب عليه ؟


اخيرا طوت الرسالة بحذر ووضعتها فى درج الطاولة قرب السرير . من الواضح انه لم يقض ثلاث ساعات فى كتابة رسالة حب . انها مجرد رسالة ، لا تحمل معانى مخباة ، ودلائل نفسية ... اما ان يكون قد وقع فعلا فى حبها كما يقول ... فمن تخادع ؟ وان كان سيقع فى حب اساسه مشاعر غامرة شعر بها خلال حمام بخارى ، فمن غير المحتمل ان يختارها هى ... كما انها ليست مستعدة ان تصدق انه سطحى الى حد ان يجعل اعترافه بالحب مبنيا على رغبة جسدية 0

لا ... ما حدث بالامس كان تاكيدا سعيدا ، وختما لما اكتشفه عقلاهما وقلباهما 0

دهشت لانها لم تنزعج بسبب خروجه للتريض وخروجه هذا يشير الى ان بينهما اشياء متباينة وسيكون من الخطا ان تحاول تغيير شئ منها ....

وعندما ادركت هذا شعرت بعمق مشاعرها وبصدق حبها . لم يكن هذا تعلقا طفوليا يعود ليطاردها ، ولم يكن مجرد عبث ، ولا تعلقا بالنجوم ... لانها تحبه على حاله ولا تشعر بان عليه ان يتغير لينسجم مع رومانسيتها بل تقبل بان تمتلك كرة القدم جزءا منه . وهذه شهادة على قوة مشاعرها نحوه ... لقد انتزع بلطف وصبر ذلك الحاجز بينهما وخفف من البؤس الذى اوقعتها به كرة القدم . واظهر لها ان الامر لا يتعلق فقط باللعبة ، بل بمن يلعبها ، وبتصرفهم نحوها ، وهو لم يكن احد اولئك الذين اوقعوا بها الالم القديم 0

وللمرة الاولى فى حياتها تشعر بانها قادرة على الفصل بين لاعبى كرة القدم وبين الالم الذى انزله بها طموح ابيها وامها واخويها ... وللمرة الاولى تشعر بانها واثقة بان تاليس حين قال انه يظن انه يحبها ، انما يعنى انه يحبها . ولا يعنى انه يريد التقرب من اخويها ، او ينعم بظل مجدهما . لم يكن يعنى انه بحاجة الى شخص اخر يحبه كما لا يعنى انه يريد ان ياخذ وياخذ ، ولا يعطى شيئا بالمقابل 0


نظرت الى الساعة وحركت انفها ... لا عجب ان يخرج تاليس للقيام برياضة الركض . فشخصيته الشغوف بالصباح لا تقوى على الاستيقاظ فى الحادية عشرة . اتسعت ابتسامتها ... يمكنها ان تتمتع بهذا ما دامت قادرة ، فما ان يعمدا الى تكوين عائلة ، حتى يعجزاعن ايجاد الفرص للنوم 0

عائلة ! اولاد صغار ذوو عيون واسعة بنية يركضون بصخب حول المنزل ويركبون ظهر والدهم وكتفيه العريضتين 0

غضبت من نفسها فليس عليها بسبب رسالة عليها اعتراف بالحب ان تخطط لعائلة . على اساسها ! كم كان تاليس محقا حين فهم الدوافع الحقيقية لشرائها هذا المنزل ... وكم كانت تريد هذا الحلم بياس حتى انها دهشت لسماع الحقيقة منه 0

هبت من السرير تريد الاستحمام . وهناك فى الحمام وفيما كانت تحت المياه ، قررت ان تعد فطور خاصا لها وله . وستكون هذه الفترة مناسبة لمناقشة بعض الامور التى تحتاج الى بحث ، فكرت فى وضع شموع وسط المائدة ، ولكنها ضحكت : شموع فى وضح النهار ؟ ما اروع ان تشعر بانها محبوبة ! ما اروعها مغامرة فى الحياة !

ادركت ان ليس لديها اى من مقومات الفطور الذى حلمت به ... ولكن ، ولان تاليس لم يعد بعد ، فلديها الوقت للذهاب الى البلدة القريبة لشراء ما تشاء ... وما هم لو كان الفطور فى الثالثة ، او السادسة ، او العاشرة ؟

تركت له رسالة قصيرة وهرعت الى البلدة متجاهلة للمرة الاولى اشارات السير التى تحدد السرعة . انها تريد العودة بسرعة لتكون معه ، لترمى نفسها بين ذراعيه ، لتقبل عينيه وانفه .... اوه .... !


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:44 AM   #29

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

جالت فى مخزن الماكولات بسرعة ولكنها ندمت لانها لم تضع لائحة بما تريد ... فقد صعب عليها ان تتذكر كل مكونات الوجبة الخاصة التى تخطط لها ، خاصة وان تفكيرها يتسلل الى ما وراء الوجبة ... كانت واثقة ان افكارها كتاب مفتوح لكل من تمر به ... فقد كانت تتورد خجلا كلما نظر اليها احد 0

اخيرا ، اعتقدت انها اشترت كل شئ ولكنها لم تعد عابئة ان اشترت كل شئ ام لم تشتره . فقد اخذت تفكر فى التخلى عن فكرة الطعام والعودة مباشرة الى ....

توقفت افكارها فجاة ... وتوقف كل شئ حولها واصبح ميتا ، الحركة امام صندوق الدفع ماتت . وضربات قلبها ماتت تسمرت فى مكانها وكانها صورة ساكنة سوداء وبيضاء ... كان وجه زازا كاندل الغارق بالدموع يحتل غلاف مجلة " ستارلاين اكسبرس " مجلة اسبوعية مخصصة للشائعات حول المشاهير 0

تحس جورجينا عادة بالتسلية حيت تقرا العناوين التى تكاد تقفز من غلاف المجلات ...اما الان فقد احست انها تكاد تفقد الوعى ....

كان العنوان الجرئ يقول : انه ميت ! تبع ذلك عنوان جانبى : زازا كاندل تخاف على خطيبها تاليس واند 0

-الحساب خمسماية وسبعة وستين دولارا انسة 0

نظرت جورجينا بشرود الى موظفة الصندوق وراحت تبحث فى محفظتها ، ثم اضافت ثمن المجلة لمشترياتها 0

نظرت الموظفة الى العنوان وسالتها : اتعتقدين ان هذا صحيح ؟



-اضمن لك ان الخبر لم يكن صحيحا هذا الصباح ... لكن قد يصبح صحيحا هذا المساء 0

تجاهلت نظرات الذهول على وجه الموظفة ، واخذت اغراضها واتجهت الى سيارتها . وما كاد الباب ينغلق وراءها حتى اخذت تفتش فى صفحات المجلة للوصول الى القصة ....

كانت المقالة بالنسبة الى حجم صورة زازا وعنوان الغلاف مختصرة : " كادت زازا كاندل تصاب بالهستيريا اليوم حين اعلنت امام الصحافيين ان خطيبها تاليس واند مفقود منذ شهر .... الممثلة الشقراء الجميلة تخشى عليه من حدوث ماهو خطير . زازا ، بطلة المسلسل الذى الغى مؤخرا " دوغ دايز " تقول انها وتاليس مخطوبان سرا ، منذ الميلاد وقالت الممثلة رائعة العينين : احبه كثيرا .... لكن بعد اصابته اصبح رجلا مختلفا فقد عرف ان مهنته ومستقبله قد انتهيا وشعر بالكابة وفقد الامل . كنت الى جانبه طوال الوقت . اما سبب الغاء المسلسل فانشغالى به ... فمعاناة حبيبى كانت معاناتى "0

تمتمت جورجينا : اوه ... يا لهذا الهراء !

" لكن كل حبى لم يكن كافيا فقد غاص اكثر فاكثر فى اكتئابه ... فهو يعتقد انه بدون عمله ستصبح رجولته كلها فى خطر ... وكيف يستطيع الرجل ان يعيش بدون رجولته ؟ ومع ان الخوف يسيطر على ، يجب ان اقول اننى الان اشك ان يحدث ماهو اسوا . تاليس هو ، او كان شخصا لطيفا مهتما ... لم يكن قادراعلى ان يكون قاسيا وان يتركنى بدون حكمة ، او بدون الاتصال بى 0

انتهت المقالة بجملة صغيرة تصف تاليس والاصابة التى تلقاها خلال مباريات البطولة 0


رمت جورجينا المجلة باشمئزاز ... اخر دور لايصدق لزازا كاندل ، هو دور الممرضة التى تضحى بنفسها ! معرفتها بان رجولة تاليس لا يمكن ان تكون مهددة ابدا جعلتها تغضب اكثر ....

وتلميح زازا بانه قد يكون انتحر لم يكن سخيفا فقط ، بل مهينا الى ابعد حد لتاليس . وهذا ما يظهر لها مدى معرفتها بالرجل الحقيقى الكامن داخل تاليس ! انه رجل يضج حياة ، رجل ثقته بنفسه وقدراته ونشاطه تظهر للعيان مع كل حركة ... حتى الحركات العاجزة مؤقتا ... ولكنه لم يستسلم ، انه مقاتل والله ! سيصبح للافاعى اجنحة قبل ان يفكر فى الانتحار ... وهذا ما هى واثقة منه !

تاليس كئيب ؟ نعم لقد شهدت تبدل مزاجه وتارجحه ، ولكنها لم ترى ما يمكن وصفه بالياس والاحباط كما لم تر منه ما يجعلها توافق على وصف زازا له بالمقعد المثير للشفقة ، الذى يفضل التنحى عن الحياة اذا لم يعد الى الملعب ثانية 0

ضربت جورجينا قبضتيها على المقود ... اى نوع من المغفلات علق تاليس نفسه بهن ؟ ام ان زازا مجرد ضحية اخرى ؟ ففى كل هذا الهراء الذى تحتوية المقال ، كان هناك خيط رفيع من الحقيقة .فمن الواضح ان زازا كانت على مقربة منه الى درجة ان رات ذلك الجانب اللطيف المهتم منه ، ذلك الجانب الذى لا يراه الناس 0

ام انها فعلا ممثلة بارعة ؟ هل الجانب اللطيف المهتم هذا هو اكبر كذبة على الاطلاق فى كل المقال ؟ زازا المعتادة على امتصاص كل الادوار ، ما هو المعيار الحقيقى لعلاقته بها ؟ من يخابره فى منتصف الليل ؟ ولكن من صاحبة تلك الصورة ؟ من هى مارلين ؟ وتاوهت غاضبة 0

لماذا سمحت لنفسها بالانخداع به ؟ ولماذا غضت النظر عن الوقوع فى ما لا تحمد عقباه ؟ اوه ... امام تاليس واند اسئلة يجيب عنها ، ولن يكون الرد عنها تحت ضوء الشموع ابدا ؟

من سوء الحظ ان سيارته لم تكن موجودة حين وصلت ، ولم تصدق : كيف يجرؤ على الاختفاء حين تكون غاضبة الى حد الانفجار !

كان قد زاد بضع كلمات على الرسالة التى تركتها له : " عزيزتى جورجينا ...حدث شئ طارىء . لذا انا مضطر للتغيب بضعة ايام . اعتذر لرحيلى فى وقت غير مناسب . ساتصل بك الليلة ... حبى .... تاليس " 0

رمت الرسالة على الطاولة ... هل بلغته اخبار وفاته فى الراديو .... او فى جهاز التليفزيون الذى يحتفظ به فى غرفته ؟ لقد وقع اسمه مردفا بكلمة حب ؟ ولكنه ربما ينهى كل رسائله لحبيباته بكلمة "حب " . عليه مواجهة الحديد الخارج لتوه من نيران غضبها 0

فجاة جف كل الغضب منها ، وجلست فى زاوية المطبخ ، ووضعت وجهها بين ذراعيها واجهشت بالبكاء ... كيف يفعل هذا بها ؟ وكيف تكون على هذه الدرجة من الغباء لتنخدع به ؟ انه نذل بارد القلب ، هذا كان حكمها عليه فى هذا النهار . وفى الليل عندما رن جرس الهاتف نظرت اليه باستغراب وعدم تصديق ، فليرن وليعلم تاليس انه لا يعنى لها الكثير ! فليظن انها خرجت لتضحك ولتتمتع مع شخص اخر الليلة ... فلتتركه ....



lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-10, 11:47 AM   #30

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

فجاة جف كل الغضب منها ، وجلست فى زاوية المطبخ ، ووضعت وجهها بين ذراعيها واجهشت بالبكاء .... كيف يفعل هذا بها ؟ وكيف تكون على ذهه الدرجة من الغباء لتنخدع به ؟ انه نذل بارد القلب ، هذا كان حكمها عليه فى هذا النهار . وفى الليل عندما عندما رن جرس الهاتف نظرت اليه باستغراب وعدم تصديق ، فليرن وليعلم تاليس انه لا يعنى لها الكثير ! فليظن انها خرجت لتضحك ولتتمتع مع شخص اخر الليلة ... فلتتركه ....

اوه ... تبا ... ربما ليس هو المتصل تنهدت والتقطت السماعة ثم اضطرت للاعتراف بانها فى اعماق قلبها كانت تامل ان يكون هو 0

-جورجينا ... هذا انا .... تاليس 0

كان صوته بعيدا ، والخط مشوشا وكانت كلماته تتلاشى ثم تعود .... مع ذلك ، كان عليها ان تقاوم للسيطرة على قلبها الخارج عن القانون ... سمعته يكمل حديثه : .... فى وقت ابكر . لكننى اضطررت الى تغيير الطائرة فى "كاملويس " او الانتظار الى الغد . اللعنة ... هل الخط سئ عندك كما هو سئ عندى ؟ جورجينا ... لدى احاديث كثيرة ، ولكننى اقف هنا فى ممر ، وهذا الخط اللعين ... هل تنتظرين عودتى ؟ لا ادرى متى ... يبدو اننى ....

هل تلاشى الخط ام اختنق بالعاطفة ؟ انبأتها غريزتها بان هناك امرا سيئا وقع . وانه عالق ، مرة اخرى فى فخ المعاناة ... توسلت اليها غريزتها للوثوق به ولانتظار عودته حتى تواسيه ، وتستمع اليه .....

ولكنها كانت تشعر بانه خانها وبانها خدعت وصاحت به : هل الشائعات المتعلقة بموتك امر مبالغ فيه ؟



-ماذا ؟ جورجينا لا اسمعك .... هناك عاصفة قائمة هنا لابد انها تتداخل مع الخط ... اسمعى ، ساحاول الاتصال بك غدا ... احبك 0

تاكدت الان بمرارة انه سمعها ، وانه يتلاعب بها مستخدما كلمات ناعمة ليكسب الوقت . الغضب الذى سمحت له الان ان يطفو ، استمر فى الغليان وتدفق الى الخارج . فسالته بحدة ترفض ان تتركه طليقا بسهولة : كيف حال زازا ؟

-زازا ؟ زازا كاندل ؟ وكيف لى ان اعرف ؟

فى صوته شئ من نفاذ الصبر ، زادها غضبا انه يكاد لايطيق صبرا لانهاء المكالمة وللتخلص منها !

-انت تعرف تماما ... زازا كاندل ، خطيبتك ؟

يصعب ان تكون كلماتها عذبة وهى تشعربانها مضطرة للصياح ... لكنها حاولت ... ووصلت الى مسمعيها شتائم مختارة . فقالت بلؤم : ليس قانونيا استخدامك البذاءة عبر الهاتف 0

-لا اهتم ! عم تتحدثين جورجينا ؟

اصبح صوته الان اكثر وضوحا ، كانه فى غرفة مجاورة 0

-انا اتكلم عن قصة الغلاف فى مجلة "ستارلين اكسبرس" هذا الصباح ... زازا كاندل اعلنت للعالم انها خطيبتك واعلنت انها تظن انك انتحرت ....


-الاكسبرس ؟ بالله عليك جورجينا ... انها مجلة تنشر مقالات عن مقابلات صحافية مع غرباء من كوكب الزهرة 0

تلاشى كل التشويش من الخط ، واصبح صوته اوضح ولكن انخفض . فجاة وبدا خائب الامل وكانما جعلته يحس بحزن مضاعف ووحدة كبيرة 0

-جورجينا ، لم لا تثقين بى ولو قليلا ؟

احست بموجة ذنب عارمة ، تبعتها موجة اشد من الغضب المتجدد . انه يدفعها الى الشعور بالذنب مع ان جميع الادلة ضده 0

-حسنا ... حتى وان لم يكن هناك شئ بينك وبينها ، فمن هى صاحبة الصورة التى فى غرفتك ؟

ساد صمت طويل ... حين تكلم ، كان صوته مفعما بالحزن : اسمها مارلين غاربك ....

ثم ، وكما حصل قبل قليل ، خشن صوته ولم يكن السبب هذه المرة التشويش .... انها العاطفة بدون شك 0

-يجب ان اذهب 0
وبدون ان يودعها علق السماعة 0


حدقت الى السماعة فى يدها ، مصدومة ... تعرف انها ارتكبت غلطة ، تعرف انه كان عليها الانصياع الى ذلك الصوت الهادئ الذى كان يتوسل اليها ان تثق به . ماذا تفعل الان ؟ انها لا تعرف رقما يخولها الاتصال به ؟ نعم الاتصال به لتشرح له انها جديدة فى عالم الحب ... وانها لا تثق حتى بنفسها .... ارادت بياس ان تخبره انها لا تصدق ان امرا رائعا كهذا حدث لجورجينا بارتون ... ارادت ان تبوح له بانها لم تحب قبله احد . ولكن ما العمل ؟ لقد حطمت فى لحظات كل شئ 0

كان سنوكل يتكئ بهدوء قربها على الاريكة .... لم تكن تسمح له بالجلوس على الاثاث ، ولكنه كان يبدو انه يضع واجبه نحو سيدته فوق القواعد . ربتت على جسده ربتة خفيفة ، فاصبح جسده ثابتا بدون حراك ومد لسانه الاحمر الخشن يلعق الدموع عن خديها ، ثم تنهد بتفهم ووضع راسه الثقيل على صدرها ، واغمض عينيه .... تجاهلت جورجينا سيلان لعابه بغزارة عليها ، ولفت ذراعيها حوله وضمته بقوة . اهكذا ستكون طوال حياتها ؟ لا رفيق لها سوى الكلب ؟

كانت قبل الان تحب هذه الحياة ، بل كانت فخورة باستقلالها اما الان فهى ترى حياتها السابقة على حقيقتها . انها مجرد فلسفة زائفة ... لقد اظهر لها تاليس واند بعدا مختلفا . انه بعد صحى .... هى ليست بحاجة اليه ليعيلها ، او ليشعرها بالامان ، او ليعتنى بها بل تحتاجه ليضيف فرحا واشراقا على حياتها . انها تحتاجه ليغنيها ويحييها ... وهذه الحاجة مختلفة ، بل هى اهم ما فى الحياة 0

كان من المهم لها ان تتعلم الوقوف بمفردها والاستقلال والاكتفاء الذاتى ... ولكن كان من المهم ايضا ان تتعلم كيف تعيش ضمن علاقات ... يجب ان تكون العلاقة مزيجا من طعمين قويين عميقين ... لا ان يبتلع احدهما الاخر ، بل يضيف كل منهما ما ينقص ، ليجعل منها شيئا افضل مما كان 0

وهذا ما فعله كل منهما للاخر .... لقد جعلا العلاقة افضل واقوى واعمق . مزجا التطلعات ووجهات النظر ، وشخصيتان قويتان مستقلتان فى ينبوع مشع حى للحياة 0


ترى هل يمكن لخلاف واحد وسوء تفاهم ان يغير هذا كله ؟ لا ... لا يمكنه ذلك اذا كان ما بينهما وطيدا لا وهما 0

فجاة احست بالثقة ... فلا شك ان تاليس سيتخطى مرحلة الغضب والجرح ، وسينظر الى الامر من وجهة نظرها وعندما سيتفهم ويتصل بها ليشرح لها من هى مارلين غاريك ، وعندما سيضحكان على علاقة نسجتها مخيلتها المتطرفة ، وسيفسر لها قصة صاحبة تلك الصورة كما فسر لها امر زازا كاندل 0

لكن ... كان هناك مشكلة واحدة فقد مر اسبوع ولم يتصل تاليس ... وكانت ثقتها بعودته فى كل يوم تموت 0

ذهبت مرة اخرى الى شاطئهما ولكن ارعبها ميلها الى تعذيب نفسها . مع ذلك لم تستطع منع نفسها 0

كانت تعود الى المنزل عبر الممر الضيق مطأطته الراس تاركة قلبها على الشاطئ ، وفى الماضى ....

حين رفعت الان راسها كادت انفاسها تصعق . اجل .... هناك شئ رمادى يظهر فوق السياج الشجرى حول منزلها ! ايمكن هذا حثت الخطى وهى تخشى ان تتعلق بآمال واهية لكن ظنها كان فى محله . فهذا هو الفان ! وهرعت راكضة والضحكة داخلها ، والحياة تتحرك فى روحها الميتة 0

صاحت مقطوعة الانفاس من الردهة : تاليس !


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.