آخر 10 مشاركات
أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          يا أسمراً تاه القلب في هواه (21) سلسلة لا تعشقي أسمراً للمبدعة:Aurora *كاملة&مميزة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ظلام الذئب (3) للكاتبة : Bonnie Vanak .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          الشيـطان حــولك .. *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-14, 10:47 PM   #11

شكرإن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية شكرإن

? العضوٌ??? » 308789
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,999
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond reputeشكرإن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مساء الخير هله باهل البحرين وبامال المسكينه فقدت اهله بفتره حرجه من حياتها موفقه عزيزتي



شكرإن غير متواجد حالياً  
التوقيع
]شكرا لاحلى زنوبه بالدنيا اموووووواه[/COLOR][/SIZE]


قديم 24-07-14, 05:09 PM   #12

King With No Crown

? العضوٌ??? » 322524
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » King With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

أتمنى أن ينال الفصل الأول أعجابكم و سامحوني على التأخير




الفصل الأول

الموافق/ 1-9-2009
الساعة/ 10:20 am

{ الأنطباعات الأولى }



أتذكرُ جيداً انني كنت مرتبكة بعض الشيء و أنا جالسة في المقعد الأمامي بجوار عمتي (رباب) التي كانت تتولى قيادة السيارة و تنظرُ الي من حين إلى أخر، بصراحة لم أتوقع ردة الفعل تلك منها ابداً عندما كنا في المطار، لم اتوقع بأنها ستعانقني بكل عطف و حنان في أول مرةٍ تقابلني فيها... و لا زلتُ لا أفهم كيف عرفتني بهذه السرعة رغم انه مر وقت طويل على أخر مرة رأتني فيها؟ و لكن بصراحة جعلني تصرفها أرتاح اليها نوعاً ما، فقد كان من الواضح بأنها أنسانة حنونة للغاية، لأكون واضحةً أكثر... هي و جدي حسن الوحيدان اللذان أذكرها من عائلة والدي...لا أذكرُ أشقاء والدي الأخرين, لا اذكرُ أسمائهم أو حتى عددهم, و لا حتى أبنائهم... فكما قلتُ سابقاً... لم أزر أهل والدي في البحرين الا مرات قليلة جداً في طفولتي... و حتى عندما كنا نزورهم لم أكن أتحدث مع أحد لأنني كنت أشعر بالخجل الشديد منهم... لأنني لم أعتد على رؤيتهم إلا مرة أو مرتين في السنة, لم نكن نزورهم سنوياً لأن والدي كان ينشغل بعمله أحياناً... و حسب ما أذكر بأن أخر مرة كنتُ فيها في البحرين كانت عام 2002 م ... أي أنني كنتُ في الثامنة من العمر...و لسببٍ مجهول توقفنا أنا و والداي عن زيارة أهل والدي في البحرين بعد ذلك... و توقف والدي عن الحديث عن جدي حسن و أشقائه بشكلٍ مفاجئ... و لم أعرف السبب قط... لكنني بقيتُ لفترة أسألهُ هو و أمي عنهم و عن سبب توقفنا عن زيارتهم فجأةً و لكن لم يكن أيٌ منهما يجيبني أجابةً واضحة... إلى أن توقفتُ أنا بدزري عن السؤال عنهم و نسيتُهم تقريباً... إلى أن شاء القدر أن أعود إليهم و لكن بشكل دائم هذه المرة.

بينما كنتُ في السيارة مع عمتي (رباب)، كنتُ أتأمل الطريق و المباني عبر النافذة منذ أن ركبتُ سيارتها... أشعرُ بأن هذه البلاد تغيرت بعض الشيء ...بقيتُ أسأل نفسي مراراً و تكراراً "هل سوف يكون من الصعب علي أن أتأقلم هنا؟" ، لم أنطق أنا أو هي بحرفٍ واحد منذ صعودنا إلى السيارة في بادئ الأمر... و لكنها لم تكتفي من التحديق بي... و لم أبادر بالكلام لأنني كنت أشعر بأن عقلي لم يكن معي... فقد كنتُ مشغولةً بالتفكير في كندا...و كم سأشتاق إليها و إلى أصدقائي و أساتذتي و بالأخص جارنا السوري الأصل العم (عصام)... الذي كان صديقاً مقرباً جداً إلى والدي و أعتبرته عماً لي... و أيضاً صديقتي (فيفيان) التي قد لا أراها ثانيةً...تذكرتُ حين رافقتني مع أبيها إلى المطار للسفر إلى البحرين بعدما تلقيت رسالة تخبرني بأنني يجب أن أسافر إلى البحرين لأنني أصبحت تحت وصاية جدي حسن و عائلته... قطع حبل أفكاري مبادرة عمتي (رباب) بالتحدث معي حيث قالت : ما شاء الله عليش يا بعد عمري! .... و بدأت في البكاء ... ثم قالت : جميلة ما شاء الله و واجد تشبهين أمش (سارة) الله يرحمها
لم أنطق في البداية و أنا انظر إليها... لم أعرف ماذا يجب أن أقول في بادئ الأمر.. و لكنني في النهاية أبتسمت لها و قٌلت بصوتٍ منخفض : شكراً عمة

فاجأتني عندما قالت : عمررري! طلعتين تعرفين تتكلمبن عربي!
شعرتُ برغبة بالضحك و لكنني و لم أضحك فقلتُ بصوت أعلى بقليل من ذي قبل و أنا أبتسم : ايي له! ليش كنتين تفكريني أتكلم بس أنجليزي؟
فقالت بمرح : بصراحة أي! لأن أتذكر إذا تجين لينا البحرين يوم كنتين صغيرة ما كنا نسمع لش صوت! فخليتني طول هالفترة أفكر أن أمش و أبوش ما علموش عربي! ... ثم قالت بمزح : يالسبالة!
و في تلك اللحظة لم أستطع منع نفسي من الضحك، بل و كانت أول مرة أضحك فيها منذ فترة... شعرتُ بالغرابةِ من تحول العمة المفاجئ من المرأة الرقيقة إلى المرأة المرحة و المنطلقة... بقيتُ هادئة لثواني إلى أن قلتُ : كنت جاهلة... و كنت أستحي
العمة (رباب) : و أحين ما تستحين منا؟
أنا : أمممم...مادري
العمة (رباب) بحنان : أدري يبي لش وقت على ما تتعودين علينا... لكن راح تتعودين علينا بسرعة... و راح تحبينا
ثم مسحت على رأسي بحنان و قالت بصوتٍ عالٍ بعض الشيء : الله لا يحرمني منش يا رب! راح أسوي لش كل الأكلات الي تحبينها انتين بس أمري... و راح أخليش تذوقين مجبوسي الي الكل يمدح فيه!
ضحكتُ بخفة... ثم قلتُ بصوت منخفضٍ قليلاً : ولا مرة أكلت مجبوس في كندا
العمة (رباب) : و لا يهمش يا خلف جبدي و طوايفي... راح أسويش لش من عيوني! و راح انسيش هذا الهمبمبر مادري شسمونه بعد!
ضحكتُ بصوتٍ عالٍ بعض الشيء هذه المرة... ثم قلتُ : همبرغر عمة! انتين تعرفين تطبخين المجبوس أحسن شيء؟
العمة (رباب) : لا طبعاً! طباخي ويش حلاوته يجنن! بس الكل يمدح في مجبوسي أزيد شي


و أستمر الحديث في تلك الأمور البسيطة في ما تبقى من الجولة في السيارة، شعرتُ بالأرتياح بصحبة عمتي (رباب) بشكل سريع، فقد كانت لطيفة إلى أبعد الحدود... و بينما كنتُ أتحدثُ معها كنت أدعو في قلبي أن يكونوا باقي أفراد عائلتي بمثل حنانها و رقتها... و دامت الأحاديث في السيارة إلى أن وصلنا إلى وجهتنا أخيراً... بيت جدي... مكان أقامتي الجديد... أو بلأحرى المكان الذي سوف يكون منزلي الجديد...

وصلنا إلى منزل جدي في حدود ال 10:30 صباحاً، خرجتُ من سيارة السيارة و وقفتُ اتأمل المنزل لفترة قبل دخوله مباشرةً, كان يبدو جميلاً... مصبوغاً باللون الأبيض و كان منزلاً ذو طابقين, و كان من المنازل المميزة في الحي.

قطع حبل تأملي للمنزل صوت العمة حين قالت : حياش الله حبيبتي (آمال)... هذا بيتش ... أبتسمت في وجهها و أنا أحاول إخفاء توترتي، دخلتُ معها من بوابة المنزل بعد أن قامت هي بفتحها بالمفتاح الذي كان بحوزتها فوجدنا أنفسنا في الباحة... بقيتُ أتأمل الباحة لفترة... كان هناك شجرةُ لوز كبيرة على جهة اليمين، و على جهة اليسار كان هناك أرجوحة تكفي أربعة أشخاص، واصلتُ السير مع متوجهين إلى باب المنزل، و عندما أصبحنا واقفين عند الباب قامت هي بقرع الجرس و في أقل من ثانية ُفتح الباب فظهرت لنا فتاة صغيرة في المرحلة الأبتدائية تنظر إلينا بدهشة و عيناها و فمها مفتوحين على أقصاهم... و بلمح البصر أغلفت الباب بقوة في وجههنا و صرخت من وراء الباب بصوتِ عالِ : وصلووووووو!!!! ... كان واضحاً من تعابير وجه العمة بأنها شعرت بالأحراج من ذلك الموقف بينما أنا وقفتُ مندهشة و عاجزة عن الكلام... و بعد ثواني فُتح الباب من جديد من قِبل خادمة المنزل الفلبينية و قالت مخاطبةً عمتي (رباب) : welcome madam!

العمة (رباب) بسرعة : بونجور بونجور
الخادمة : bonjour is a French word madam!
العمة (رباب) بنفاذ الصبر : يلا روحي عني انتين بعد ما أفهم ويش تقولين!!!

فتنحت الخادمة جانباً و هي تشعر بالحرج، خلعتُ أنا و عمتي أحذيتنا عند عتبة الباب ثم دخلنا المنزل، كانت الصالة فخمة للغاية... أرض المنزل كانت من الرُخام... و كان هناك الكثير من أطارات لصور جدي و أفراد العائلة على الجدران... و من ضمنهم... صورة لأبي في حفل تخرجه من الجامعة و هو يرتدي بزة التخرج، شعرتُ برغبة بالبكاء بمجرد أن لمحتُ الصورة و لكنني سرعان ما نسيتُ أمرها بمجرد أن نظرتُ أمامي... رأيت أناسً متجمعين حول بعضهم واقفين أمامي و ينظرون إلي و هم يبتسمون، كانو عبارةً عن شاب و بجواره فتاة في سن المراهقة يقفان على جهة اليسار... و في منتصفهم رجل و بجواره فتى في المرحلة الأبتدائية... و على جهة اليمين كانت تقف أمرأة و على يمينها طفل في الخامسة من العمر و على يسارها الفتاة نفسها التي فتحت الباب لنا أول مرة ثم أغلقته، كان الشاب وسيم و طويل و جسمه مرن... أبيض البشرة و دائري الرأس و يرتدي t-shirt خضراء اللون و بنطال جينز... و كانت الفتاة التي تقف بجواره قصيرة القامة و نحيفة الجسم و كان من الظاهر بأنها قريبة مني بالسن... كانت بيضاء البشرة مثل الشاب الذي بجوارها و عيناها داكنتين اللون و صغيرتين و أنفها صغير... و كان شعرها أسود قصير و كانت ترتدي فستاناً أسود طويل الأكمام... بدت لطيفة و غامضة في نفس الوقت، و الرجلٌ الواقف في منتصفهم كان في أواخر الثلاثين من العمر و لكنه كان وسيماً و طويل القامة و قوي البنية، كان أسمر البشرة على عكس الشاب و الفتاة... و كان وجهه بيضاوياً و عيناه داكنتين صغيرتين و كان الفتى الذي بجواره أسمر البشرة مثله و سمين الجسم... و كان يرتدي t-shirt خضراء و بنطال جينز، أما المرأة التي كانت تقف بجهة اليمين فقد كانت في الثلاثين من العمر و كانت جميلة جداً، كان وجهها دائرياً و بشرتها برونزية و كانت عيناها عسليتان واسعتان و شعرها بني و طويل و كانت رشيقة الجسم، و كانت ترتدي "جلابية" برتقالية اللون و عقد ألماس على عنقها... بدا مظهرها انيقاً للغاية و كان من الواضح بأنها تهتم بمظرها أكثر من عمتي (رباب)، و كانت الفتاة الصغيرة التي تقف على يسار المرأة تشبهها إلى حدٍ كبير... و كذلك الطفل... بأستثناء أنهما كانا ابيضا البشرة على خلاف المرأة... و كانت الفتاة ترتدي فستان أسود قصير و كان شعرها بني متموج و كانت تضع أحمر شفاه خفيف نوعاً ما... بدت جميلة و كأنها دمية... بينما كان الطفل يرتدي قميصاً أبيض اللون مع ربطة عنق سوداء و بطنال أسود.

بقيتُ جامدةً في مكاني إلى أن أمسكتني عمتي (رباب) من كتفيَ و هي تبتسم لي و مشيتُ معها نحوهم إلى أن توقفنا بعد أن أصبحنا على مقربةً منهم... عم الصمت و الهدوء في الصالة لثواني قليلة حتى أن قالت العمة (رباب) و هي لا تزال مبتسمة : هذلين هم أهلش حبيبتي (آمال) ... أبتسمتُ في وجهها و من ثم في وجههم بحرج... تابعت عمتي (رباب) بالقول : يمكن ما تتذكرينهم عدل له؟ أبتسمت في وجهها و لم أستطع أن أنطق بشيء... و لكن الأجابة في قلبي كانت نعم، لا أذكرهم... تابعت عمتي الكلام و تشير إلى الشاب قائلة : شايفة هالقمر؟ هذا ولدي (بسام) ... كما فعلتُ سابقاً... أبتسمتُ في وجهه بدون قول شي في البداية... بادلني الأبتسامة و بعدها قال : فرصة سعيدة يا بنت خالي...فأجبته بصوتٍ خافت : و أني أسعد... ثم أشارت إلى الفتاة المراهقة بجواره قائلة : و هذي أخته.. بنتي العزيزة (أماني) ... و قامت (أماني) بعناقي و تقبيلي و قالت و هي مبتسمة : فرصة سعيدة (آمال)... نورتين بيتش ... أبتسمت في وجهها و قلتُ بصوت منخفض : شكراً (أماني) ... ثم أشارت إلى الرجل الواقف في الوسط قائلة : و هذا أخوي الوردة... عمش (أنور) و هذا الدب الي واقف صوبه ولده (أحمد) ... شعرتُ برغبة بالضحك على كلام عمتي و لكنني كتمت ضحكتي و كانت علامات الغضب واضحة على وجه (أحمد)... كنتُ سأمد يدي بالسلام على عمي (أنور) لكنني دُهشت عندما قام بعناقي بقوة و من ثم حملني قليلاً و دار بي و هو يقول بفرح : ياااااا هلاااااا ! ثم أنزلني على الأرض و سحب يدي و قبلها ثم قال بحنان : نورتين بيتش يا بنت أخوي يا نظر عيني ... كانت ردة فعل عمي (أنور) عندما رأني أغرب من ردة فعل عمتي (رباب) في المطار بالنسبة لي... لكن ردة فعله أسعدتني جداً فأبتسمت أبتسامة عريضة و قلتُ : شكراً عمي ... و أخيراً أشارت عمتي (رباب) إلى المرأة الجميلة و الأنيقة قائلة : و هذي دلوعة العائلة! أختنا الصغيرة و عمتش البرنسيسة (هدى) ... ثم أشارت إلى الفتاة و الطفل بجوارها قائلة : أولادها العفاريت (نادين) و (ناصر)

(نادين) و هي تضع يداها على خصريها و تنظر إلى العمة بغضب : والله العفريت الي قالها!!
العمة (رباب) بعصبية : جب لا أصطرش أحين!!
(نادين) بطول لسان : والله محد قالش تتعلفين! شوفي من الحين أقولش اليوم حدي معصبة لأن أمي ما رضت توديني shopping فلا تحطين راسش ب..ااااااه!!!!!
و صرخت (نادين) من الألم بعد أن قامت أمها بقرصها على ذراعها قائلة لها بنبرة غضب : أحترمي نفسش! فشلتينا قدام بنت عمتش أول مرة تشوفش أحين ويش بتقول عنش؟

(نادين) بأسلوب فظ : I don't care! ...أمبي أروح shopping ... ثم ركضت مسرعة إلى الدرج و صعدت إلى الطابق العلوي و أختفت تلك الطفلة بلمح البصر... وقفتُ مندهشة.. فلم أرى في حياتي طفلة طويلة اللسان كهذه من قبل... رغم أسلوبها و طول لسانها إلا أنني لا أعلم لماذا شعرتُ بأنني أستلطفتها... رغم أن لقائي الأول معها لم يكن حميماً.


(هدى) و هي تخاطبني منحرجة : والله مطفشتني... ما عليه حبيبتي (آمال) لا تزعلين منها لسانها أطول منها
فأجبتُها بكل هدوء و بأبتسامة : حصل خير عمتي
و قامت عمتي (هدى) بتقبيلي و عناقي و قالت : نورتين بيتش حبيبتي
فأجبتُها و أنا لا أزال مبتسمة : شكراً عمتي
العمة (رباب) و هي تمسكني من كتفيَ و الدموع في عينيها : شوفوها! قمر و واجد تشبه أمها الله يرحمها
(هدى) : بالضبط (سارة) الله يرحمها ! بيضة.. شعر بني.. و عيون عسلية و خشم صغير .. (سارة) صغيرة ما شاء الله !
أبتسمتُ و لم أنطق بشي... ثم قالت العمة (رباب) بأنفعال : يلا (أماني) ويش تحارسين ؟؟ وديها غرفتها عشان ترتاح تعبانة من الطيارة بنت أخوي على عمري !

(أماني) بسرعة : تعالي وياي ... و صعدت (أماني) إلى الطابق العلوي و أنا تبعتُها و أنا أجر أمتعتي بنفسي بعد أن رفضت مساعدة الخادمة على حمل الأمتعة... و كان يراودني شعور بالضياع و الأرتباك لكنني كنتُ أحاول أخفائه
و كان الطابق العلوي عبارةً عن ممر يحتوي على 8 غرف... 4 على اليمين و 4 على اليسار... و كل الغرف كانت أبوابها شبه مفتوحة... بأستثناء غرفتين كان بابها مقفل... الأولى كانت الغرفة ما قبل الأخيرتين على جهة اليمين... و الثانية كانت الغرفة على أخر الممر من جهة اليسار، سرتُ وراء (أماني) و التفتُ إلى أول غرفة على جهة اليسار فلمحت (نادين) واقفة تطل علينا من وراء الباب... حدقت بي بأحتقار لثواني ثم أغلقت الباب بنفس القوة عندما أغلقت الباب بوجهي أنا و العمة (رباب)... سألت نفسي "ما قصة هذه الفتاة مع الأبواب ؟" واصلتُ السير وراء (أماني) إلى أن توقفتُ أنا عند الغرفة المغلقة على جهة اليمين... لا أعلم لماذا ظننتُ أن هذه هي غرفتي في بادئ الأمر... لكنني لمحتُ (أماني) التي واصلت السير و لم تنتبه لي عندما توقفت بالقرب من الغرفة و سألتُها و أنا متحيرة : هذي مو غرفتي؟ و أشرت إلى باب الغرفة المغلقة على جهة اليمين... ألتفتت إلي (أماني) و نظرت إلى بطريقة تدل على الذعر الشديد... و كان ذلك واضحاً على وجهها فنظرتُ إليها بأستغراب... و فؤجت عندما مشت هي نحوي بسرعة و سحبتني من يدي بقوة لنتابع السير و قالت بحزم :لا مو هذي غرفتش! و رجاءً لا تقربين منها مرة ثانية

سألتُها بفضول : لييش؟
ردت (أماني) بسرعة : ممنوع!
سألتها مجدداً من باب الفضول : و ليش ممنوع؟
ردت علي بأنفعال : عن الفضول الزايد و نفدي الكلام و خلاص!
أنا بأستغراب : ان شاء الله!
توقفنا عند أخر غرفة في الممر على جهة اليمين, أشارت (أماني) على الغرفة و قالت ببرود : تفضلي
أجبتُها بنفس البرود : شكراً

و دخلت الغرفة، بدت مظلمة بعض الشي, رغم أننا كنا لا نزال في النهار و الستائر لم تكن مغلقة، كان هناك منضدة و مرأة معلقة على الحائط على مسافة قريبة من باب الغرفة على جهة اليمين، و كان هناك سرير كبير مغطى بشراشف باللون الماروني و كان بقربه دُرج صغير....لفت أنتباهي الإطار المعلق على الحائط و الذي كان فوق السرير بقليل و كان إطار صورة للممثلة الراحلة (أودري هيبورن) ... (كيف عرفوا بأنني أحب هذه الممثلة !؟) ... و كان أيضاً هناك خزانة خشبية كبيرة مواجهةً للسرير على جهة اليسار داخل الغرفة، و نافدة و بها ستائر باللون الماروني أيضاً... و كانت جدران الغرفة مصبوغة باللون الوردي الداكن... بقيتُ أتأمل الغرفة لفترة... شعرتُ بأنني أحببتُ الغرفة كثيراً.


(أماني) بلطف : عجبتش الغرفة؟ ترى أحنا مجهزين لش الغرفة من أسبوع عشانش
أجبتُها مبتسمة : أيي! لطيفة! ... و ما تقصرون
(أماني) : يلا احين بخليش ترتاحين شوي ...بس لازم تقعدين المغرب حق تتفطرين ويانا... و أمسكت مقبض الباب و كادت أن تخرج من الغرفة و لكنها ألتفتت لي مجدداً قبل أن تخرج قائلة : إذا أحتجتين لأي شيء... ما يردش إلى لسانش
قلتُ من باب المجاملة : شكراً (أماني)

(أماني) : العفو ... و خرجت و أغلقت الباب بلطف...بصراحة كنتُ خائفة من أن تكون مثل أبنة خالتها الصغيرة و ستقفل الباب بقوة...بقيتُ أفكر لفترة عن سبب توترها عندما سألتُها عن الغرفة المغلقة... و عن سبب عدم وجود جدي حسن معهم عندما أستقبلوني... هل هو مسافر؟... و لكنني سرعان ما أخرجتُ تلك الأفكار من دماغي و بدأت بأخراج الثياب و أغراضي الشخصية التي كانت في أمتعتي و علقتُها داخل الخزانة... أخرجتُ من الأمتعة إطاراً لصورة تجمعني مع والداي في أحد المتنزهات في كندا و وضعته على المنضدة... تجنبت النظر على الصورة حتى لا أبكي... مللتُ من البكاء... فقد بقيتُ أبكي لمدة أسبوعين منذ أن علمتُ بالحادث...
لم أستطع منع نفسي من التفكير وعادت إلي الأفكار نفسها التي كانت تراودني عندما كنتُ في كندا ..."لماذا لم أذهب معهما؟ لو أنني قبلتُ الذهاب و الخروج معهما للمطعم بدل الذهاب لمنزل (فيفيان)... لواجهتُ المصير نفسه و لكنتُ متُ معهما في الحادث بدل أن أكون وحيدة بدونهما" ... شعرتُ بالضيق الشديد بعد أن عادت إلي الأفكار... و فاضت الدموع من عينيَ... سقطتُ على الأرض مُنهارة و أنا أبكي بشذة... أفتقدهما كثيراً... و في نفس الوقت أشعر بالندم الشديد... كُنت كثيرة الشجار مع أمي في أخر أيام حياتها... و أحياناً كنت أتطاول بالصوت عليها و على والدي ... و لكنني لو كنتُ أعلم بما كان سيحدث لهما لما فعلتُ أية من تلك الأشياء... بقيتُ أبكي بشذة و لكنني كنت أحاول أن لا أظهر صوتاً و أنا أبكي... وقفتُ على قدماي بعد أن أنتهيت من البكاء... دخلتُ الحمام و أستحمتت و بعد أن أنتهيت جففتُ نفسي و أرتديتُ t-shirt رمادية عليها صورة hello kitty و بنطال نوم رمادي، أخرجتُ جهاز اللابتوب الخاص بي من أمتعتي و جلستُ على السرير... فتحتُ صفحتي على موقع الفيسبوك و رأيت أنه لا يزال الكثيرون من معارفي في كندا يكتبون لي التعازي على صفحتي... أصدقاء و زملاء و أساتذة و جيران...الخ، و بعضهم علِم بأنني سافرت إلى البحرين للأستقرار هناك بعد أن أصبحتُ تحت وصاية عائلة والدي فكتبوا أشياء جميلة و عبروا عن تمنياتهم لي بالسعادة في حياتي الجديدة و مدى أشتياقهم لوجودي معهم... كنت أبتسم و أنا أقرأ كتاباتهم لي... جعلتني أشعر بتحسن قليلاً... بادرتُ بالرد على كل من كتب لي و عبرتُ لهم جميعاً عن شكري و محبتي لهم، أغلقتُ اللابتوب و وضعتُه على الدُرج القريب من السرير ... قمتُ بوضع كل ملابسي داخل الخزانة و عندما فتحتُ أحد أدراجها لمحتُ سجادة صلاة و "مشمر"... بقيتُ أنتظر لفترة وجيزة من الزمن موعد صلاة الظهر و عندما حل موعدها أديت فريضة الصلاة... خلعتُ مشمر الصلاة بعد أنتهائي و أعدته مع السجادة إلى مكانهما ثم أستلقيتُ على الفراش... بقيتُ أدعو الله مراراً و تكراراً بأن أتأقلم هنا و أن تكون حياتي في هذه البلاد أفضل مما أتوقع... و دعوتُ لوالداي بالرحمة و المغفرة و دمِعت عيني مجدداً... إلى أن غافت عيناي.





الساعة/ 18:40 pm


نزلتُ من الدرج ببطئ متوجهة إلى غرفة الطعام لأجل وجبة الإفطار بعد أن صحوت و صليت صلاة المغرب...كنا لا نزال في شهر رمضان المبارك...في العادة أشعرُ بالسعادة و الحماس الشديدين للصيام في حلول الشهر الكريم... رغم أنني في كندا لم أكن أعرف الكثير من المسلمين هناك... و لكن هذا العام كان مختلف... هذه أول سنة لي أقضي فيها الشهر الفضيل في دولة أغلب مواطنيها مسلمون و يصومون... و لكن ما كان يشعرني بالحزن... هو فكرة أن والداي ليسا معي هذا العام... و لن يكونا معي الأعوام التي بعده... وصلتُ إلى غرفة الطعام و كنتُ أشعر بالخجل... كانو جميعهم جالسين على المائدة و يبتسمون في وجهي و أنا بادلتهم الأبتسامة بخجل... قالت عمتي (رباب) بصوت عالٍ بعض الشيء : ويش فيش يا خلف جبدي (آمال) واقفة؟ تعالي قعدي صوبي له! ... و كان الكرسي الذي جنب عمتي (رباب) فارغ فتوجهتُ بالجلوس بجانبها و أنا لا أزال أشعر بالخجل... بينما كنتُ جالسة بجانب العمة (رباب) كانت (أماني) جالسة قرب أخيها (بسام) و كانت العمة (هدى) جالسة وسط أبنها و أبنتها... و كانت المائدة تحتوي على طبق سلطة كبير و حساء دجاج و كان الطبق الرئيسي مجبوس الدجاج... لم يمدُ أحد من أفراد العائلة يده على طعام الإفطار... و كان الجميع هادئ بشكل غريب... لاحظتُ غياب عمي (أنور) و أبنه (أحمد) من المائدة فسألتُ العمة (رباب) عنهما فأجابتني بأن غادر لأن زوجته أتصلت به ليوصلها إلى بيت أمها لأن عائلتها سيتجمعون لتناول الإفطار هناك فتدخلت العمة (هدى) في الحديث قائلة : تقهرني! بالعمالة أتصلت في اخوي عشان لا تخليه يتفطر ويانا نذلة !

العمة (رباب) بنبرة تأنيب : (هدى) ! يعني حتى في الشهر الفضيل تغتابين الناس؟
العمة (هدى) : أصلاً حتى أنتين ما تطقين تصرفاتها! خاطري أعرف (أنور) ويش يحب فيها؟ تعاملها زفت ويا الناس و متكبرة على الفاضي! ... و لو زين جميلة إلا تلوع الجب...

و توقفت العمة (هدى) عن الكلام أن شعرت بقدوم شخص... و كان واضحاً عليها و على أفراد العائلة الأخرين التوتر و الأرتباك... و جاء الشخص أخيراً إلى غرفة الطعام... و تفاجأت كثيراً حين رأيته... كان جدي (حسن).
كانت تعابير وجهه جادة جداً... بمجرد أن دخل غرفة الطعام قام الجميع من أماكنهم و قمتُ أنا معهم... قال بنبرة باردة : السلام عليكم ... رد الجميع و بينهم أنا السلام ... ثم جلس بوقار في المقعد الرئيسي على المائدة ... و بعد أن سم بالرحمن و قال "اللهم أني لك صمت و على رزقك أفطرت و بك أمنت"... رددنا جميعاً العبارة و بعد أن مد يده على الطعام قمنا جميعاً بفعل الشيء ذاته... بقيتُ أحدق به بأستمرار... لاحظتُ الشبه الكبير بينه و بين عمي (أنور)... لا أنكر بأنني شعرتُ بغرابة لأنه لم يلاحظني و لم يتفوه لي بكلمة ببادئ الأمر... بقينا جميعاً صامتين على المائدة حتى نطق هو بالسؤال : وين (أنور) ؟

العمة (رباب) : راح ويا (سهير)... بتروح تتفطر في بيت أهلها اليوم
جدي (حسن) : هممم
العمة (هدى) بأرتباك : أممم أبوي... ما لاحظت أن عندنا ضيف اليوم؟
كنتُ أعلم بأن العمة (هدى) كانت تقصدني... لكن جدي رد عليها بدون أن ينظر إلي : من؟
العمة (هدى) بأرتباك أكثر : ويش فيك أبوي؟ أقصد (آمال) بنت أخوي (عبدالله) الله يرحمه.. أكي شوفها قاعدة ويانا.. أخيراً جت لينا اليوم من كندا... قومي حبيبتي سلمي على أبوش العود

أسرعتُ بالنهوض من مكاني و توجهتُ إلى حيث كان يجلس... قبلتُ رأسه و قلتُ و أنا مبتسمة : سلام عليكم جدي ... لكنهُ رد علي بكل برود و بدون أن ينظر إلي : أهلاً
شعرتُ بالحيرة و بخيبة أمل... لم يتعب نفسهُ حتى بالنظر إلي...و رغم بأن هذه أول مرة يراني فيها منذ أعوام... جعلني أشكُ بأن جدي والد والدي... عدتُ بالجلوس في مكاني و أنا منحرجة... و شعرتُ بأن عمتي (هدى) و الأخرين شعروا بالأحراج و الأسى علي... تابعنا تناول طعامنا بصمتُ و بعد دقائق غادر جدي غرفة الطعام بعد أن أنهى طبقه و توجهه إلى غرفته مباشرةً... راقبتهُ و هو يغادر الغرفة و شعرتُ بأنني مجروحة من تجاهله لي... سألت نفسي "ما السبب في تصرفه ذاك؟"
كان الصمت يعوم غرفة المائدة لبضع دقائق منذ مغادرة جدي الغرفة... و لكن (أماني) نطقت و كأنها تحاول أن تقطع الصمت و تبعد جو التوتر : تدرون أني لحد أحين واجد مقهورة ؟

العمة (هدى) بأهتمام : ليش؟
(أماني) بتذمر : من أنفلونزا الخنازير! بسببه أتأجلت المدارس!
(نادين) بسخرية : و من متى أنتين تحبين المدرسة؟
(أماني) : يالغبية من جديه ما أمبيها تتأجل! أمبي بسرعة أتخرج و أفتك ملييت! هذي أخر سنة ليي في الثانوية نسيتين؟
سألتُها أنا بأهتمام : هذي أخر سنة لش؟
(أماني) : أييي! لكن أنفلونزا الخنازير شكله ما يباني أرتاح و اخلص بسرعة!
العمة (هدى) بسخرية : عاد (أماني) حسستيني أن أخروا الدراسة سنة! ما أجلوا الدراسة إلى لنهاية هالشهر! بنغمض عيوننا و بنفتحها إلى الشهر أنتهى
و التفتت العمة (هدى) إلى أبنها (ناصر) الذي أغمض عينيه لفترة قائلة : ويش فيك مغمض عيونك؟؟؟
(ناصر) ببراءة : أنتين قلتين إذا غمضنا عيونا و فتحناها الشهر بيخلص!
و ضحك كل من كان على المائدة بصوت عالي و من بينهم أنا ... و بعد أن أنتهينا من الضحك قلتُ ل(أماني) بهدوء : على الأقل أنتين باقي لش سنة وحدة... أنا باقي ليي ثلاث
(أماني) : بتروحين أول ثانوي؟
أجبتُها : اييي المفروض... سكتُ لفترة ثم تابعت كلامي بنبرة حزن : بس أني توني واصلة هني اليوم... و ما أعرف المدارس الي هني و ما سجلت لأي مدرسة لحين
العمة (هدى) : عجل زين الدراسة أتأجلت! عشان يكون عندنا وقت نسجلش في مدرسة! ويش رأيش تكونين في المدرسة الي فيها (أماني) ؟

بقيتُ صامتة لأفكر ملياً قبل أتخاذ قرار... ثم فكرتُ بأن وجود شخص أعرفه في المدرسة سوف يكون لصالحي... لأنني لا أعرف أي شيء عن المدارس في البحرين و (أماني) سترشدني في أول أيام الدراسة... و بأن وجودها معي في نفس المدرسة سيقلل شعوري بالأرتباك في اليوم الأول... فأجبتُ عمتي (هدى) بالموافقة

العمة (هدى) : عجل صار! من باجر أن شاء الله راح أخلص لش أجراءات التسجيل و لا يهمش
شكرتُها و أنا أشعر بالفرح... فأغلب أفراد عائلتي أناس طيبون... و لكنني لم أكن متأكدة بعد إذا كان جدي مثلهم أم لا...
(نادين) و هي موجهة الكلام إلي : (آمال) أنتين مولودة في كندا مو في البحرين صح؟
أجبتها و كنتُ متفاجئة قليلاً لأنها كلمتني أخيراً : أيي
(نادين) بأهتمام : يعني عندش الجنسية الكندية ؟
أجبتُها بنعم
(نادين) : يصير تعطيني جوازش؟
سألتها بحيرة : شتبين فيه؟
(نادين) : أمبي أخذه حقي حق أحمل الجنسية الكندية
ضحكتُ أنا و العمة (هدى) معاً... ثم سألتها : و ليش تبين الجنسية الكندية؟
(نادين) : بس... اكشخ ... لأن كندا أحلى من البحرين
ضحكتُ هذه المرة أكثر من المرة السابقة... بدتُ أستلطف هذه الطفلة أكثر من السابق... أجبتها : مادري... أحس مافي فرق واجد
سألني (بسام) و كانت هذه أول مرة يكلمني فيها : شلون لكن تعرفين تتكلمين بحريني ؟ ... أقصد لأنش مولودة و كنتين عاشية في كندا
أجبتهُ و أنا متفاجئة من سؤاله... و لأنه تحدث معي أخيراً : أمي و أبوي أثنينهم بحرينين... فأكيد علموني أتكلم بحريني!
(بسام) : بصراحة كنت أفكرش ما تعرفين تتكلمين عربي... لأن أتذكر لما كنتين تزورينا ما كنت نسمعش تتكلمين أبداً
ضحكت العمة (رباب) و قالت : أيييي أني بعد قلت ليها نفس الكلام
و فجأة سمعنا صوت الجرس الباب الرئيسي يرن... سألت العمة (رباب) بحيرة : من الي بيزورنا أحين

؟

العمة (هدى) : علمي علمش... (جولي) go and open the door!
و أسرعت الخادمة بفتح الباب... و بعد ثواني قليلة سمعنا أحداً يقول بصوت عالٍ : سلاااااااااام!!!
العمة (هدى) و تضع يديها على رأسها بتشائم : أوهووووووو

لم أعرف من القادم و لكن كان من الواضح بأن العمة (هدى) قد عرفت ذلك ولم تكن سعيدة بقدومه.. و فجأة ظهرت لنا امرأة في منتصف العمر ترتدي عباءة و حجاباً أبيض و قفازين أبيضي اللون و كانت تحمل معها علبة شوكولاتة... ألقت التحية على أفراد العائلة بحرارة لكن ردوا عليها التحية ببرود... ثم توجهت إلى المكان الذي كانت تجلس فيه عمتي (هدى) بحماس و قالت لها : شلونج يا وردتي الجميلة؟

أبتسمت لها (هدى) بضيق و قالت : أهلاً (شهناز)
مدت المرأة علبة الشوكولاته إلى عمتي (هدى) و أبتسمت أبتسامة عريضة ثم قالت : جعبه ش?لات ] و تعني علبة شوكولاته باللغة الفارسية [ عشانج وردتي
أخذت العمة (هدى) العلبة و قالت ببرود : شكراً (شهناز)... بس ماله داعي كل يوم تجيبين ليي هدية... أقصد ماله داعي تكلفين على روحش
(شهناز) : أه يا قلبي الصغير! ... ما ابي اسمع منج هاي الكلام مرة ثانية وردتي ترى أزعل... أنتي كل شي هلو في هياتي أنا حتى ابي اعطيج عيوني
ثم ألتقت إلي (شهناز) و أنا كنت أنظر إليها بحيرة... ثم توجهت إلي و قالت : أنتي (أمال) ؟
حركتُ رأسي بنعم... توجهت إلي مسرعة ثم قالت (شهناز) بصوت عالٍ : الهمدالله على السلامة هبيبي!!! و قامت بتقبيلي و أنا كنت لا أزال في حيرة
ثم مسحت على وجهي و قالت بنبرة أعجاب : به به به ! قشنگ ! ] الترجمة: جميلة [... طالعة على وردتي!
ثم تابعت في الكلام : أسمي (شهناز)... جارتكم... و أحب عمتج (هدى) و أحب أسميها وردتي لأنها وردة قلبي و هياتي ... و ييت عشان أسلم عليج و أتعرف عليج
أبتسمتُ في وجهها و قلت : فرصة سعيدة
(شهناز) : الله يخليش هبيبي... يلا احين لازم أمشي... مع السلامة وردتي... مع السلامة جميعاً! و ردوا عليها الوداع و بعدها غادرت المنزل
قالت (أماني) بعد تنهيدة طويلة : أشوه ما لصقت فينا اليوم!
سألتُها : ليييش ويش فيها؟
(أماني) : هذي (شهناز) جارتنا... و تحب خالتي (هدى) بجنون!
قلتُ لها : و هذا شيء مو زين يعني؟
العمة (هدى) : شيء جميل أن نحس أن فيه شخص يحبنا و يهتم فينا... بس كل شي ليه حدود! هذي حبها مبالغ فيه ! تحبني أكثر بمليون مرة من ما أني احبها... هي طيبة و على نياتها بس ساعات تكون غريبة أطوار! و أني ما أكرهها بس أكره تصرفاتها
العمة (رباب) : بس ويش دراها عن (آمال)؟ أنتين قايلة ليها؟
العمة (هدى) : ليش لحين ما عرفتين (شهناز)؟ هذي مباحث! أي شخص له علاقة فيني من قريب أو من بعيد تعرفه بطرقها الخاصة ...و تروح تضيفه في الفيسبوك...حتى أسم المدرسة الي أشتغل فيها تعرفه و لا تبي تدرس فيها بعد!
ضحك (بسام) ثم قال : الله يعينش خالتي... أنا لو صبي يحبني مثل ما هي تحبش شان أسوي أي شي عشان أكرهه فيني... ثم قال ممازحاً : بس بنية أوكي ههههههههه
العمة (هدى) : هذي مستحيل تكرهني
سألتُ العمة (هدى) : انزين ليش هي تحبش هالقد؟
أجابت العمة (هدى) : قبل سنتين شفتها تمشي في الشارع و تصيح... سألتها "ويش فيش" قالت ليي أن ولدها صار ليه جم من سنة من تخرج و لحد احين ما حصل وظيفة و معورنها قلبها عليه... كسرت خاطري فأتوسطت ليه عند أخوي (أنور) حق يشغله في شركة أبوي... و من ذاك الوقت و صارت تحبني و تموت عليي

(نسيتُ أن أخبركم ... جدي حسن من أهم التجار و شركته من أهم الشركات في البلاد... كان من المفترض أن يتولى والدي إدارة الشركة بعد تخرجه لأنه الولد الأكبر و لكنه رفض ذلك لأنه أراد تكوين نفسه بنفسه فتولى عمي أنور إدارة الشركة نيابة عنه... أعلم بالأمر لأن أمي قالت لي ذلك)

(نادين) : أنزين ماما مدام هي تحبش هالقد قولي ليها تمشط شعرها مو كله كشة نفس خالتي (رباب)
العمة (رباب) : سود الله وجهش! أنا شعري كشة يالسبالة؟؟
(نادين) : بعد هذي الحقيقة... شوفي شعر أمي مرتب و شوفي شعرش... أصلاً أنتين ما تهتمين بنفسش نفس ما أمي تسوي... ساعات أشك أنكم خوات... اهتمي بنفسي و مشطي شعرش شوي!
العمة (هدى) بغضب : (نادين) عن قلة الأدب!
العمة (رباب) : أني ما أهتم بنفسي يا أم صلدمة؟
(نادين) بأنفعال : والله أني ما قلت إلا الصدق ستايلش كأنش عجوز ! ... بعدين صلدمتي مو كبيرة و أني أقول ليش هالكلام من باب النصيحة مو عشان اتطنز بس إذا تبين شعرش يظل كشة و تظلين مثل ما انتين خلش انتين الخسرانة!
العمة (رباب) : الحين براويش يا طايحة الحظ... و خلعت العمة (رباب) حذائها و هربت (نادين) و هي تصرخ و العمة (رباب) تركض ورائها و جميعنا قمنا بالضحك
ثم قالت العمة (هدى) : مادري هالبنية لسانها طويل على من!

لم أستطع منع نفسي من الضحك... شعرتُ بأنني أحببتُ هذه العائلة و سأتأقلم معهم في وقت قصير.




الموافق/ 27-9-2009
الساعة/ 6:45 am



مرت الأسابيع الأولى على أنتقالي للعيش مع عائلتي في البحرين بسرعة، أعتدتُ عليهم في وقتاً قصير و أحببتهم كثيراً و رغم حزني الشديد على فقداني والداي إلى أنني أشعر بالسعادة لأنني تمكنتُ أخيراً من التعرف عليهم... أصبحت علاقتي بهم جميعاً جيدة جداً... بأستثناء جدي... لا زال يتجاهلني رغم محاولاتي العديدة في التقرب منه... أشعر بالحزن حيال ذلك... فأنا لم أعلم ما الخطاْ الذي أرتكبتهُ بحقه... و لا زلتُ أفكر في أمر الغرفة المغلقة في المنزل... لماذا يتهرب الجميع من أخباري عن سرها؟


كنتُ جالسة في المقعد الخلفي داخل السيارة مع (أماني) في الطريق إلى المدرسة... فاليوم هو أول يوم من العام الدراسي بعد أن تأجلت الدراسة بسبب أنفلونزا الخنازير الذي كان قضية عام 2009م... كان سائق العائلة (كومار) هو من يقود السيارة بنا... لم ننطق أنا و (أماني) بأي كلمة معاً في البداية... علاقتي بها جيدة و لكنها أحياناً تصبح غامضة جداً و متقلبة المزاج... كانت هي هادئة طول الوقت و كنتُ أنا هادئة كذلك بسبب شعوري بالتوتر... كنتُ أدعو في قلبي بأنني سأتأقلم في المدرسة الجديدة... و أحياناً كنتُ أنظر إلى الزي المدرسي ذو اللون الأزرق الداكن الذي ارتديه و أشعر أنه لطيف... نطقت (أماني) لأول مرة منذ ركبونا السيارة : متوترة؟

ألتفتُ إليها متفاجئة و قلتُ لها بصوتٍ ضعيف : شوي
(أماني) بأبتسامة : لازم توترين في البداية... بس لا تخافين... راح تتأقلمين في المدرسة
قلتُ لها : أن شاء الله


و حل الهدوء مجدداً... وصلنا إلى المدرسة في حدود السابعة إلا عشر دقائق... نزلتُ أنا و (أماني) من السيارة و رحل (كومار) بعد أن أوصلنا... نظرتُ أمامي فرأيت الطالبات واقفات على سطراً واحد و أحدى المدرسات كانت تجري لهن فحصاً بجهاز لتأكد من عدم أصابتهن بأنفلونزا الخنازير... و كانت هي و العديد من الطالبات يضعن كمامات على أفواههن.

(أماني) بتذمر : والله أبتلشنا!
وقفتُ أنا و (أماني) في نهاية السطر... و كنتُ وراء (أماني) مباشرة... و زاد شعوري بالتوتر بعد وصولي إلى المدرسة... و تحرك السطر بسرعة إلى جاء دوري أنا و (أماني) و بعد أن تم فحصُنا دخلنا إلى المدرسة أخيراً... بقيتُ أتأمل المبنى و أنظر يميناً و يساراً إلى كل زواية من المدرسة و إلى الطالبات إلى قالت لي (أماني) : ويش فيش تتلفتين يمين و يسار ؟ ما خليتين أحد ما طالعتينها تبينهم يقولون عنش مو صاحية؟؟

ألتفتُ لها و قلت : لا بس.... أحس هذي المدرسة تصميمها غير و كل شي فيها غير عن المدراس في كندا... و أحسه شي غريب أن التعليم الحكومي هني مو مختلط و المدرسة فيها بس بنات !
ضحكت (أماني) ثم قالت : أكيد غير... كندا شي و البحرين شي... يلا أحين بروح صفي ... و كادت أن ترحل و لكنني أمسكتها من ذراعها و نظرت إلي بصدمة و قالت لي بنبرة غضب و أشمئزاز : أنتي شلون تتجرأين و تلمسيني يالزبالة!
قلتُ لها بصدمة و شعرتُ بأن قلبي سيتوقف : هاااااا؟
(أماني) : ههههههههههههههههه أمزح! هذا مشهد من مسلسل و قلت بجربه فيش
ضحكتُ بصوت عالي و قلتُ لها : الله يغربل بليسش... بغيتين توقفين قلبي
(أماني) : ههههههههههههههه وجهش صار أصفر!... أنزين ويش كنتين بتقولين؟
أجبتُها : كنت بقول لش أني ما ادري وين أحصل صفي
(أماني) : سهلة! صفش في الطابق الأرضي... لأن طالبات السنة الأولى دائماً في الطابق الأرضي... على كل باب صف محطوط عليه قائمة أسامي... قائمة الصف الي تحصلين فيها أسمش هذا صفش فأنتين عليش أنش تدورين... أحين يلا بروح الصف... يلا باي

و ودعنا بعضنا و ثم ذهبتُ للبحث عن صفي... لم أجد أسمي مذكوراً في أي من قائمات الصفوف إلى أن وصلتُ إلى صف "1وحد5" و بحثتُ في القائمة عن أسمي فوجدته أخيراً... دخلتُ الصف و أنا أشعر بالأرتباك و جلستُ على أحد المقاعد الفارغة... لم أستطع النظر إلى الطالبات اللواتي كن معي في الصف لأنني كنت متربكة كثيراً... جلست في المقعد الذي بجانبي فتاة قصيرة القامة و ممتلئة الجسم بعض الشيء و كانت بيضاء البشرة و عيناها خضراوان ... كانت الفتاة ترتدي حجاباً أبيض اللون... نظرت إليها و هي أبتسمت لي فأبتسمت لها... و بعد دقائق دخلت امرأة شابة جميلة و محجبة الصف و كانت أنيقة الملبس... جلست على طاولة المُدرس ثم ألقت علينا السلام فقمنا من أماكننا و ردينا السلام ثم جلسنا على أماكننا مجدداً

قالت المرأة بلطف : السلام عليكم حبيباتي... أسمي (مها)... و راح أكون مدرستكم لمادة اللغة العربية... أدري أنكم كلكم متوترات لأن هذا أول يوم في العام الدراسي... و أدري أن أغلبكم ما تعرفون بعض من قبل... فعشان جديه ما راح ادرسكم من أول يوم و راح أطلب من كل وحدة منكم تكتب أسم الي صوبها و تسألها عن هواياتها و تكبتهم في ورقة حق تتعرفون على بعض... لكن بصوت منخفض من فضلكم.

و قامت الطالبات بتنفيذ أمر المعلمة... شققتُ ورقة من دفتري و أخذتُ قلماً و قامت الفتاة التي بجانبي بفعل الشيء نفسه... ثم قامت الفتاة التي الجالسة بجانبي بسؤالي بصوت منخفض : شنو أسمج الكريم؟
أ

جبتُها و أنا أبتسم : (آمال عبدالله حسن)
ردت الفتاة : و النعم ... و كتبت الفتاة الأسم على ورقة
قلتُ للفتاة : الله ينعم عليش... و أنتي شنو أسمش ؟
قالت الفتاة : (فرح شاكر محمد)
قلتُ لها : و النعم... و قمتُ بتدوين أسمها على الورقة...
سألتني (فرح) : شنو هوايتج؟
أجبتُها : الكتابة و تأليف القصص... و أنتي؟
(فرح) : مادري.... يمكن السباحة
ضحكتُ أنا و هي بخفة و قمنا بتدوين هواياتنا... سكتنا لثواني ثم سألتني (فرح) : أنتي من وين؟
أجبتُها ببعض من الأرتباك : من البحرين
ضحكت (فرح) بخفة ثم قالت : ادري من البحرين... بس قصدي من وين في البحرين؟
أجبتها : اممم من المنامة... أهلي أصلهم من المنامة
قالت لي (فرح) : و النعم
قلتُ لها : الله ينعم عليش... و أنتين من وين؟
(فرح) : أنا أصلي من سوريا...
قلتُ لها و أنا متفاجئة : صدق؟ بس ما شاء الله تتكلمين بحريني عدل
(فرح) و هي تبتسم : لأنني مولودة و عايشة هني
قلتُ لها : أهاااا... أنا أصلي من البحرين بس مولودة في كندا و كنت عايشة هناك... و أنتقلت إلى البحرين في بداية هالشهر
(فرح) و هي متفاجئة : صدق؟؟
أجبتها و أنا مبتسمة : أيي
(فرح) : والله زين! بس شنو الي خلاج تقررين تدرسين في البحرين؟

سكتُ لفترة و لم أستطع الأجابة على سؤالها و شعرتُ بالضيق قليلاً... لم أعرف أن كان يجب علي أن يجب أن أخبرها بقصتي منذ أول لقاء بيننا أو لا

لاحظت (فرح) بأن سؤالها سبب لي الضيق قليلاً فغيرت الموضوع قائلة : عموماً أتمنى لج أقامة سعيدة في البحرين...
شكرتُها و أنا أبتسم ثم قالت لي (فرح) بهمس : شوفي ذيك البنت الي وراج.... من دشت الصف و هي قاعدة تتلفت يمين و يسار و ما وقفت!
سألتها بحيرة : أي وحدة؟
(فرح) : البنية الي وراج... الي محد قاعد صوبها

و التفتُ ورائي قليلاً لأتمكن من رؤيتها... فعلاً كانت تلتف يميناً و يساراً بدون توقف و لم تكن هناك اي طالبة جالسة بجابنها.... كانت نحيفة الجسم و وجهها بيضاوياً و ذات بشرة حنطاوية و ترتدي حجاباً أسود اللون و عيناها عسليتين ناعستين...

(فرح) : تتوقعين مب صاحية؟
قلتُ لها : لا... أحسها مرتبكة بس ... أني بعد لو كنت قاعدة بروحي يمكن كنت بسوي نفس الشيء
(فرح) : أنزين ما علينا... كلميني عن كندا
سألتُها : ويش تبين تعرفين؟
أجابتني : أي شيء.... مثلاً شالفرق بين هناك و البحرين... و شلون كانت حياتج في كندا و جذيه

و قلتُ لها كل ما أعرفه عن كندا و حدثتها عن مدرستي و حياتي السابقة في كندا... و لكنني لم أخبرها الجزء الأهم من قصتي بعد... و هي حدثتني عن حياتها و عن أشياء كثيرة عنها... شعرتُ بأنني أرتحتُ إليها نوعاً ما... فقد بدت لطيفة جداً و كانت كثيرة الضحك و الأبتسام... مشيتُ معها في الفسحة و وصلنا حديثنا و لمحنا الفتاة التي كانت جالسة بمفردها في الصف و كانت تتجول في الفسحة بدون أن يرافقها أحد و تنظر إلى الفتيات الأخريات و كأنها ضائعة... شعرتُ بالأسى عليها و لكن لم أبادر أنا أو (فرح) بالتكلم معها في ذلك اليوم.




الساعة/ 14:00 pm


عدتُ إلى منزل جدي في الساعة الثانية ظهراً مع (أماني) بعد أن جاء السائق لأخذنا... لم أرى (أماني) في المدرسة إلى بعد أن أنتهاء الدوام الدراسي عندما وقفنا ننتظر وصول السائق لأخذنا... و لكنني لم أهتم لذلك كثيراً... لأنني كنتُ برفقة (فرح) طيلة اليوم و يبدو بأننا سنصبح صديقتين سريعاً... و بعد ثواني من وصولنا المنزل وصلت عمتي (هدى) إلى المنزل و معها (نادين) و (ناصر) بعد أن أخذتهما فسلمنا عليها

العمة (هدى) : ها شلون كان أول يوم في المدرسة؟
أجبتها : حليو... بس هالمدرسة غير عن المدرسة الي كنت فيها في كندا
العمة (هدى) : أكيد غير حبيبتي
(أماني) : أني بالنسبة ليي مثل كل سنة... المدرسات يتفلسفون في اول يوم و ملل... أمبي هالسنة بسرعة تخلص و أفتك من المدرسة
(نادين) : و أني بعد أمبي أخلص المدرسة بسرعة
(ناصر) : أنا أمبي أكمل الروضة بسرعة حق اروح المدرسة
(أماني) و تحاول أغاظة الطفلين : بووووو مساكين أنتون باقي عليكم واجد... و لكن أني باقي ليي سنة ويييو!
(نادين) : تحرينا مثلاً؟ على الأقل أني في مدرسة خاصة... المدارس الحكومية cheap!
(أماني) : مشكل!!!!!! عاد حسستيني أنش تدرسين في باريس! يلا ما بضيع وقتي وياش بروح أبدل ثيابي ... و صعدت (أماني) إلى غرفتها
(نادين) : أفتكينا منها!! أنزين (آمال) متى بتكلمين ليي أني و (نصور) القصة؟ أني واجد أحب قصصش الي تألفينهم
(ناصر) ببراءة : و أنا بعد
قمتُ بعناقهما و قلت : أن شاء الله حبايبي... أحين بروح أبدل ثيابي و أن شاء الله عقب الغذاء بكملها ليكم
العمة (هدى) بأبتسامة : ترى هم واجد يحبونش و كله يتكلمون عنش... حتى (نادين) اللغوية تحترمش
ضحكتُ قليلاً ثم قلت : و أني بعد أحبهم... يلا عن أذنكم

و صعدت للذهاب إلى غرفتي... و عندما كنت على وشك الدخول إليها سمعتُ صوت عمتي (رباب) من وراء باب الغرفة التي كانت تقابل غرفتي... تلك غرفة جدي... كانت تتحدث مع جدي و كان صوتهما مسموعاً فسمعتُ العمة (رباب) تقول : أبوي لا تعامل البنية جدي... ترى هي طيوبة و واجد تحاول تتقرب منك بس انته كله حاقرنها و الله كاسرة خاطري
علمتُ بأنهما كان يتحدثان عني... فأقتربت من باب غرفة جدي حتى أسمع ما يقولانه جيداً

جدي حسن : ما أمبي أتكلم في هالموضوع
العمة (رباب) : ترى مالها بذنب فالي صار أنت قررت تحط اللوم على (سارة) بس بنتها ما ليها خص! أدري أنك تحبها! و لو ما كنت تحبها شان ما وافقت تتحمل مسؤليتها و تصير الوصي عليها... أنت بس...
قاطعها جدي بالكلام و كان صوته عالياً : (رباب)! قلت لش خلاص!! سكري هالموضوع و رجاءً خليني بروحي لأني تعبان شوي
العمة (رباب) بحزن : أن شاء الله أبوي

شعرت بأن العمة (رباب) على وشك الخروج من الغرفة فتوجهتُ مسرعة إلى غرفتي و أغلقت الباب حتى لا تراني و تعرف بأنني كنتُ أنصتُ إلى حديثهما... بقيتُ واقفةً داخل غرفتي أفكر في كلامهما... إذاً جدي (حسن) يتجاهلني بسبب شيئاً حدث يتعلق بأمي؟ و لكن ما ذنبي أنا في ذلك؟ و هل لهذا الأمر علاقة بتوقف والداي عن أخذنا إلى البحرين لزيارة عائلته و رفضه التكلم عنهم في أخر سنين حياته ؟ ظلت تلك الأسئلة تراودني بينما كنت في غرفتي أغير ملابسي.



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 07-10-14 الساعة 06:54 PM
King With No Crown غير متواجد حالياً  
قديم 25-07-14, 04:40 PM   #13

King With No Crown

? العضوٌ??? » 322524
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » King With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أود أن أعتذر عن بعض الأخطاء الكتابية الواردة في الفصل... أعدكم أن أنتبه أكثر لأجل الفصول القادمة... و أتمنى أن تشاركوني آرائكم و أنتقادكم لأن ذلك يعني لي الكثير.

و شكراً أحبتي.


King With No Crown غير متواجد حالياً  
قديم 24-08-14, 12:04 AM   #14

" وردة البنفسج"

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية " وردة البنفسج"

? العضوٌ??? » 157969
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 963
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » " وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute" وردة البنفسج" has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام عليكم أخي فصل الأول كان جميل جداً ،ماهو سبب في إبتعاد الجد عن أمل يبقى لغز سنعرفه في فصول لقادمة وأشعر أنا أنا أمل وفرح سيصبحون أصدقاء مع لفتاة مرتبكة

" وردة البنفسج" غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 31-08-14, 03:31 PM   #15

King With No Crown

? العضوٌ??? » 322524
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » King With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً أود الأعتذار على تأخري في إرسال الفصل الثاني من القصة بسبب سفري... و أتمنى أن ينال هذا الفصل و الفصول القادمة أعجابكم و سأتابع أرسال الفصول القادمة إن أردتم أن أواصل رواية القصة، و شكراً لكم.


King With No Crown غير متواجد حالياً  
قديم 31-08-14, 04:48 PM   #16

King With No Crown

? العضوٌ??? » 322524
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » King With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني

الفصل الثاني

الموافق/ 27-9-2009
الساعة/ 15:24 pm

{ مرةً ذات حُلم }


كنتُ مع (نادين) و (ناصر) في غرفتهما بعد أن أنتهينا من تناول وجبة الغذاء مع باقي أفراد العائلة، كنتُ جالسة على سريرهما و كان كلاهما مستلقيان على رجليَ و كنت أمسح بيدي على شعرهما و أروي لهما أحدى القصص التي ألفتها : و بعد ما قامت الأميرة (سوسن) بنزع العقد من رقبة الساحرة الشريرة... صرخت الساحرة بصوت عالي و فجأة أتحولت إلى رماد و ماتت...
(ناصر) : هيييييييي! عاشت (سوسن) عاشت!
(نادين) : واجد حليوة القصة عجبتني
قلتُ لها و أنا أبتسم و أمسح على شعرها : أنتين أحلى حبيبتي
(نادين) : قصتش تصلح تكون فيلم من أفلام ديزني
ضحكت قليلاً ثم قلتُ و أنا أبتسم : أحب أفلام ديزني... أحس حتى لو صار عمري 60 سنة بيظل أطالع أفلاهم! و فيلمي المفضل هو الجميلة النائمة!
(نادين) : أني بعد! أحب أفلام ديزني واجد!! و أكثر فيلم أحبه فيلم سندريلا
(ناصر) : أنا أحب الملك الأسد
أجبتها : أني بعد أحب هالفيلمين! يصيحني المقطع الي أبو سيمبا يموت
(نادين) : أني بعد! ... و عبست وجهها و أغمضت عينيها و قالت : شكلي أحين بصيح لأني أتذكرت المقطع
ضحكتُ ثم قلت لها بسخرية : ترى كلش ما يناسبش تسوين روحش رقيقة!
(نادين) بنبرة جادة : (آمال)...
قلتُ لها : عيون (آمال)
(نادين) ببراءة : ليش ما عندش أخو و أخت؟
سكتُ لثواني ثم أبتسمت و أجبتها : الله ما كتب حبيبتي
(نادين) : ترى أني كان واجد خاطري يصير عندي أخت كبيرة... بس أحين مو خاطري
سألتُها بأهتمام : ليييش؟
(نادين) بعفوية : لأنش انتين احين جيتين تعيشين ويانا... و انتين خلاص بسويش أختش
أبتسمتُ أبتسامة عريضة ثم قبلتُ جبينها و قلت : و أنا يشرفني أنش تكونين أختي الصغيرة
(ناصر) : و أنا بعد أمبي أصير أخوش ترى
ضحكتُ ثم قبلتُه و قلت : الله لا يحرمني منك يا رب

و فجأةً أصبحت شاردة الذهن لثواني بعد أن تذكرتُ ما سمعتهُ من محادثة عمتي (رباب) مع جدي عندما كانا داخل غرفته... و ثم ألتفتُ إلى (نادين) فخطر في بالي بأنها قد تعرف شيئاً عن الأمر...سألتُها بتردد : أممم... (نادين) حبيبتي... كلميني عن بابا عود
(نادين) ببعض من الحيرة : ويش تبيني أقول لش عنه؟
أجبتٌها : أمممم... يعني مثلاً شلون شخصيته... و ويش يحب.... و ويش يكره... أحس روحي ما أعرفه عدل لأنه ما يكلمني
(نادين) و هي تبتسم : أني أحب بابا عود واجد... واجد طيب و حنون و كله يعطيني كاكو و يناديني يالكيكة... ثم تلاشت أبتسامتها و قالت : بس مادري ليش ما يحاجيش..
سألتٌها و أنا أتظاهر بالغباء : تتوقعين فيه سبب؟ يعني وجودي وياكم مضايقنه... أو في شيء خلاه يصير ما يبي يكلمني؟
(نادين) : مادري...

توقفتُ عن الكلام و شعرتُ بخيبة أمل لأنني لم أحصل على الأجابات التي كنتُ أريدها منها... و لكن شعرتُ بأنه كان يجب أن أتوقع ذلك... فهي لا تزال صغيرة على أن تعلم سبب تجاهل جدي لي و عن الأمر الذي حدث بينه و بين أمي.
بقيتُ شاردة الذهن إلى أن سمعتُ صوت طرق باب الغرفة فقلتُ بحيرة : تفضل
و فُتح الباب فتبين بأنه (بسام) و كان واقفاً عند الباب و هو مبتسم و يقول : ها يالعفاريت؟ أشوف من يوم جت بنت الخال و انتون كله لاصقين فيها و ما ليكم لا حس و لا خبر!
ضحكتُ بخفة ثم قلت له : لا يكون تغار؟
قال (بسام) بروح الداعبة : و على ويش أغار؟ أصلاً فكيتينا من شرهم!
(نادين) بأنفعال : والله أني الي أفتكيت منكم! ياما ترجيتك انته و (أمانيو) النحيسة حق تلعبوني و تقرون ليي قصص لكن بدون فائدة...قلوبكم صخر! لكن (آمال) طيبة و تسمع كلامي و تسوي ليي هالأشياء بدون ما أذل روحي ليها مو نفسكم ما تسمعون كلامي!
(بسام) : حسستيني أنش أمي هههههههه!
(نادين) ببغظ : هيهيهيهي ما يضحك! ... ثم قامت و وقفت على رجليها بعد أن كانت مستلقية على رجلي ثم قالت : يلا ما عندي وقت للهدرة... بروح أقنع أمي أن أصبغ شعري نفس شوجي! ... وقفت بالقرب من (بسام) و نظرت إليه بأستخفاف و قالت : و من أحين أقول ليك أن راح يجي اليوم الي راح تعرف فيه قيمتي زين... يلا باي!

و حركت شعرها بيدها ثم غادرت الغرفة بغرور متصنع و (ناصر) تعبهها بالخروج من الغرفة... بقي (بسام) ينظر إليها بصدمة ثم قال لي : ويش ذي ؟ أشك أن هذي عمرها 8 سنوات!! مراهقة في جسد طفلة الله يغربل أبليسها من وين متعلمة هاللغاوة؟؟
ضحكتُ بصوت عالي على كلامه ثم قلت له : يعني أنته الي عايش وياها قبلي ما عرفتها لحين؟ هي بس متأثرة بالمسلسلات الي تطالعهم!
ضحك (بسام) قليلاً ثم جلس على السرير الذي كنتُ جالسة عليه و قال و هو ينظر إليه : شحوالش؟
أجبتُه : الحمدالله كل شي زين
(بسام) بسخرية : زين والله بتلكو ؟ ههههههههههه
ضحكتُ قليلاً و ضربته على كتفه ضربة خفيفة و قلت : سخيييييف!
قال (بسام) بجدية أكثر : أتعودتين علينا؟
سكتُ لفترة ثم أجبته بثقة : أي! ... و أبتسمتُ ثم تابعتُ بالقول : أحس لو عائلة غيركم شان ما راح أتعود عليهم بهالسرعة... بس أنتون من أول يوم بينتون ليي أنكم طيبين و راقيين في تعاملكم ويا الناس فهذا الشيء خلاني اتعود عليكم في وقت قصير... أقصر من الي توقعته
أبتسم (بسام) ثم قال : زين والله... ويش سويتين في أول يوم في المدرسة؟
أجبتُه : كان حليو... أتعرفت على وحدة سورية بس مولودة في البحرين أسمها (فرح) ... واجد لطيفة...
(بسام) : عندها الجنسية البحرينية؟
أجبتُه و أنا أشعر بالحيرة : كأنه لا...
(بسام) :أها... ثم غير الموضوع و قال : و ويش أنطباعش عن معلماتش؟
أجبتُه بأبتسامة : كلهم زينين... بس مدرِسة العربي واجد طيبة و تعاملها حليو ويا الطالبات... حبيتها يعني
(بسام) : وع! عاد أنا العربي أكرهه!!!
ضحكتُ ثم قلت له : ترى فيه طالبات قالو للمعلمة جدي... و هي قالت ليهم بهدوء أن هالشيء يعتمد على المدرس... يعني هو الي يقدر يحبب الطلاب في المادة أو يكرههم فيها!
قال (بسام) و هو يفكر : والله معلمتكم عندها وجهة نظر!
عم الصمتُ لفترة... ثم نظرت إليه و سألتهُ : أممم... (بسام)... انته صار ليك 4 سنوات من أتخرجت من الجامعة... ليش لحين ما اتزوجت؟
أنزل (بسام) رأسه و قال لي بحزن : أنا لحد أحين ما حصلت وظيفة و لحين قاعد ادور... من بتقبل فيني و أنا بدون راتب؟
قلتُ له بتردد: أممم... ليش ما خليت عمي (أنور) يحصل ليك شغل في شركة أبوي العود؟
ضحك ضحكة خفيفة ثم قال : أنا من أكثر الأشياء الي أكرهها في الدنيا الواسطات... أحسه فيها ظلم للناس الثانيين... ناس يكرفون و يتعبون و ما يلاقون الوظيفة الا بطلعة الروح... و ناس بكل سهولة وحتى بدون ما يبدلون جهد يحصلون وظايف و يمكن هم حتى ما ينفعون للشغل!

أبتسمتُ بعد أن سمعتُ حديثه بدون أن أعلق... شعرتُ بأنه شخص متواضع جداً...
سأل (بسام) و هو متحير : ويش فيش تطالعيني جديه؟
أجبتهُ : ولا شيء... بس أنته ما شاء الله تتكلم بمنطق!
قال (بسام) بمرح : ألا تعلمين بأنني سيد المنطق؟
ضحكتُ ثم ضربته على كتفه و قلتُ : خف علينا!
فجأة سمعنا صوت أحدا : أحم أحم

و ألتفتنا إلى باب الغرفة فرأينا (أماني) واقفة عند الباب و كانت متكتفة الأيدي و تنظر إلينا بنظرات غيظ و لم نفهم السبب في بادئ الأمر... نظرت إلى (بسام) و قالت بغضب : حضرتك قاعد هني و هدرة و سوالف و ضحك و أمي و راح صوتها و هي تناديك!!!
(بسام) بتعجب : ما سمعتها! بس ويش تبي؟
(أماني) : تبيك توديها لرفيقتها (خاتون) لأنه جاية ليها أغراض من سوريا... سيارتها مختربة في القراج من أمس و (كومار) في إجازة اليوم فما تقدر تروح بنفسها تأخذ الأغراض...
(بسام) بتذمر : يعني ويش هالأغراض بتكون؟ شوية صابونات و دشاديش! هذي هداياهم لبعض... أمرنا لله !

و غادر (بسام) الغرفة و بقيت (أماني) واقفة و هي تنظر إلي بنظرات غيظ و جعلتني أشعر بالتوتر... إلى أن نطقت و قالت بحزم : الي في بالش أنسيه أحسن لش
بقيتُ صامتة لثواني و أنا أنظر إليها بأستغراب... ثم قلت : هااا؟
(أماني) بأنفعال : بدينا بتصنع البراءة!
سألتُها و أنا أشعر بالصدمة من طريقة كلامها : (أماني) ويش فيييش؟. بلا ألغاز رجاءً !
(أماني) بنفاذ الصبر : يعني أحين تقعدين ويا أخوي و تسوين روحش بريئة و تسألينه عن الزواج و هالأشياء؟ ترى هالحركات معروفة و صارت مال أول
قلتُ لها و أنا أشعر بالغضب : يعني كنتين تسمعين كلامنا؟
(أماني) بسخرية : الله و السوالف عاد! كنت طايفة و صوتكم كان مسموع! ثم قالت بجد : شوفي إذا أخويي على نياته و ما يدري بالدنيا أني غير! و من أحين أقول لش أن حركاتش هذي أنش شوي تتقشمرين وياه و شوي تسألينه أسئلة شخصية ما راح توصلش لشيء! ... بالعربي لا تعبين روحش لانه أخوي ما يفكر يرتبط فيش!

نهضت من السرير الذي كنت جالسة عليه و قلتُ لها بأنفعال : و من قال ليش أني أفكر في هالشيء؟ أني ما اشوف تصرفاتي ويا اخوش فيها شيء و أو حتى سويت شيء يستاهل أنش تسوين سالفة طويلة عريضة عليه! ... و بعدين ياما عمتي (رباب) شافتني أكلم (بسام) و أتقشمر وياه و كانت كلش عادي و ما سوت سالفة نفسش !
(أماني) : اييي أمي واجد تحبش و تخاف على مشاعرش فما راح تقوليش جديه عشان ما تزعلين... لكن أني غير! أني صريحة و الي في قلبي على لساني... لكن أمي و خالتي و كل العائلة واجد متضايقين من حركاتش ويا (بسام) و يحسونش واجد متحررة لكنهم يراعون مشاعرش فمن جديه ما يقولون لش!


شعرتُ بأن كلامها غريب بعض الشيء... لا انكر بأنني شعرتُ بالصدمة... بقيتُ ساكتة لثواني إلى وجدتُ الرد المناسب لها و قلتُ : أني متأكدة أنش منقهرة من شيء و تبين تطلعين الحرة الي في داخلش فما جديه دورتين أي موضوع حق تتشابقين عليه... لأني ما سويت شيء غلط و حتى يوم كنت عايشة في كندا كانو واجد من زملائي هناك كانو يسوون أشياء ما امبي اتكلم عنها من وراء أهلهم و في سن مبكر... لكن أني ما أتأثرت فيهم لأني مسلمة و ادري ان هالأشياء غلط... فكلامش مو منطقي... (بسام) نفس أخوي و علاقتي فيه نفس علاقة cousins واجد ويا بعضهم...

سكتُ لفترة ثم قلتُ : أصلاً ليش أقول لش جديه؟ أني مو مجبورة أثبت لش شيء! ... و خرجتُ من الغرفة و بقيت هي تنظر إلي بنظرات أحتقار و لكني تظاهرتُ بعدم الأهتمام... كنتُ سأتوجه إلى غرفتي و لكنني توقفتُ بعد أن رأيت جدي حسن أمامي... بقي ينظر إلي بغرابة و ببرود في آن واحد... و أنا شعرت بالأرتباك... شعرتُ في البداية بأنني فقدتُ قدرتي على النطق... و لكنني أستطعت أن أنطق فقلتُ بأرتباك : سلام عليكم بابا عود
جدي (حسن) ببرود : أهلاً... و تابع سيره متجاهلاً النظر إلي إلى أن صار خلفي... بقيتُ واقفة في مكاني و كنت محبطة... شعرتُ بأنه نفذ صبري فأستجمعت جرئتي و ألتفتُ ورائي لأنظر إليه و قلتُ له بعتب و بصوت عالٍ قليلاً : ليش تتجاهلني؟ ... توقف في مكانه و لم يدر رأسه بالنظر إلي...
تابعتُ بالقول بنبرة حزن و كنتُ سأبكي : أني ويش سويت بابا عود؟ ويش الشي الي يخليك تتجنب حتى أنك تطالعني؟ ترى أني حفيدتك نفس (بسام) و (نادين) و الباقي! ... أنزل رأسه قليلاً و ثم تابع سيره دون أن يرد علي بكلمة واحدة... شعرتُ بخيبة الأمل و ركضتُ إلى غرفتي...

أغلقتُ الباب و أستلقيت على سريري و أنا أبكي..."لماذا يصر جدي على معاقبتي على شيئاً ليس لي أي ذنب فيه؟ يا ترى ما هو الشيء المريع الذي فعلتُه أمي مما جعل جدي يكرهني بسببه؟" ... و لم أستطع منع نفسي من التفكير في ذلك عندما كنتُ في غرفتي.


الساعة/ 12:15 am

*الحُلم*


كنتُ داخل قاعة دائرية كبيرة... مئيلة بتماثيل لنساء و رجال مجنحين... كانت هناك ثريا كبيرة ملعقة على وسط سقف القاعة... و كانت ارض القاعة من الرخام... نظرتُ إلى نفسي و كنت أرتدي فستان أبيض اللون بدون أكمام و من الطراز الروماني... شعرتُ بالغرابة لوجودي في هذا المكان و لأرتدائي فستان أشبه بفستان زفاف... لفت أنتباهي أحد التماثيل في القاعة فتوجهت للنظر إليه عن قرب... كان تمثال لأمرأة لديها جناحان و تعزف بقيثارة يونانية و ترتدي فستاناً مشابهاً للفستان الذي كنت أرتديه... نظرتُ إلى وجهه بتمعن... شعرتُ بالصدمة عندما رأيت بأن تمثال المرأة يشبه أمي إلى حداً كبير... عانقت التمثال و بقيتُ أبكي و أنا أعانقه... شعرتُ بيد أحدهم تمسك بكتفي من الخلف فأستدرتُ لأنظر إلى ما ورائي و أنا مذعورة... رأيتُ شاباً وسيماً... أبيض البشرة و عينياه بنيتان... شعره أسود و به شارب و لحية و طويل القامة و قوي البُنية... ملامحه كانت أشبه بملامح الفُرس... و لكنه كان يرتدي زياً كالذي يرتديه الملوك الرومانيون القدماء... بدى لي كالأمير و لكنه لم يكن يضع تاجاً على رأسه... سألتُه من يكون... لكنه لم يجب... و قام بمد يده اليسرى لي بمعنى بأنه يريد أن يمسك يدي... وجدتُ نفسي أعطيه يدي بدون تردد... قبل يدي... و كنت أنظر إليه بغرابة... ثم أمسكني بيده اليمنى من خاصرتي بخفة... قام يراقصني في أرجاء الغرفة... و أنا أشعر بأنني كالدمية منْصَاعَةٌ إليه... لم أستطع منع نفسي من النظر إلى عينيه... فعينياه كانتا جميلتين...بقينا على هذه الحال لفترة حتى توقفنا عن الرقص... أبتسم لي بحنان و أخذ يمسح على خدي…. أبتسمتُ له لا أرادياً... شيئاً بداخلي يجذبني إليه و أشعر بالسعادة بمجرد النظر إلى عينيه، وضع كف يده اليسرى على النصف العلوي من وجهي مغطياً عينياي... و بعد ثواني قليلة أبعد يده لأتمكن من الرؤية فرأيته يحمل تفاحة ذهبية في يده اليمنى... مد التفاحة لي فبيقتُ أنظر إليها بأنبهار إلى أن أخذتها ببطئ من يده و أنا أبتسم له... لاحظته ينظر إلى شيئاً ما بالأسفل بذعر فتفاجئت و نظرتُ إلى الأسفل فرأيت ثبعاناً بالقرب من رجلي... شعرتُ بالذعر عندما رأيته و بلمح البصر حاول الثعبان أن يلذغ رجلي و......

أستقظيتُ مذعورة و وجدتُ نفسي في على سريري في غرفتي... نظرتُ إلى الساعة التي كانت على الدُرج القريب من السرير و كانت الساعة 12:15 في منتصف الليل... بقيتُ جامدة و أنا على السرير و كنت لا ازال أشعر بالخوف... فهذه لم تكن المرة الأولى التي أحلم فيها بهذا الحلم... حلمتُ الحلم نفسه في أكثر من مرة منذ مجيئي إلى هنا... أيعقل بأن الحلم يعني شيئاً ؟ نهضتُ من سريري و توجهت للوقوف عند نافذة الغرفة... بقيتُ أتأمل القمر لفترة و أنا شاردة الذهن... نظرتُ إلى الأسفل فوجدت العمة (رباب) في باحة المنزل و متوجهة إلى البوابة و كأنها على وشك الخروج... أختبئتُ وراء الستارة و بقيتُ أقاربها من وراء الستارة لتأكد من أنها لن تراني...كانت سيارة السائق (كومار) خارج المنزل و قريبة من البوابة و أضواء السيارة مشغلة... رأيتُ العمة تلتفتُ يميناً و يساراً بشكل متواصل و كأنها تريد التحقق بأن لا أحد يراقبها... فتحت بوابة المنزل و خرجت منه ثم ركبت سيارة (كومار) و أنطلقت السيارة، عدتُ إلى سريري بعد أن رحلت و أنا أشعر بالقلق... يا ترى إلى أين تذهب عمتي في هذا الوقت المتأخر؟ يا الهي هذا المنزل مليء بالأسرار... هل سأتمكن يوماً ما من فهم هذه العائلة جيداً؟ الله أعلم.


الموافق/ 28-9-2009
المكان/ المدرسة
الساعة/ 10:30 am

كان وقت الفسحة... كنتُ جالسة مع (فرح) على أحد المقاعد في باحة المدرسة... لم تتوقف (فرح) عن التحدث طيلة اليوم... تحدثت عن أشياء كثيرة و لكنني لم أكن قادرة على التركيز و لم أكن أشعر بأنني حيوية مثلها... لم تلاحظ (فرح) ذلك إلى في وقت الفسحة حين سألتني : شفيج (آمال) ؟ أحسج مب نشيطة نفس أمس و صار لي ساعة أتكلم و كأني أتكلم بروحي! عسى ما شر؟
قلتُ لها و أنا أبتسم : الشر ما يجيش... بس مو نايمة عدل ... فعلاً لم أستطع النوم تلك الليلة... فقد بقيتُ ساهرة طوال الليل أفكر في عمتي (رباب) و إلى أين ذهبت في ذاك الوقت المتأخر و في الحلم الغريب الذي حلمتُ به أكثر من مرة.
(فرح) : شرايج تردين بيتج ترتاحين؟ توه ثاني يوم من المدرسة و أنا راح أقولج عن كل الي فاتج من الدروس اليوم...
قلتُ لها : لا ما أمبي... ما أحسه شيء مهم حق أغيب عشانه
(فرح) : براحتج

فجأةً رأينا (أماني) تمر بجوارنا و لكنها تظاهرت بعدم رؤيتنا، أستغربت (فرح) من هذا التصرف و قالت لي : هذي مب بنت عمتج الي قلتيلي عنها أمس؟
أجبتها بنعم
(فرح) : أنزين شفيها جديه متكبرة حتى ما سلمت عليج؟
أجبتُها : أمس متشابقين نوعاً ما
(فرح) بأهتمام : صج والله ؟ شالسبب؟
قلتُ لها و أنا أشعر برغبة بالضحك : تفكرني معجبة بأخوها
ضحكت (فرح) بصوت عالٍ ثم سألتني : و أنتي معجبة فيه صج؟
قلتُ لها : لا!
(فرح) و هي تبتسم : ليش اهو مب وسيم؟
قلتُ لها : أمبلى! هو حليو بس... أعتبره مثل أخوي

(فرح) و تنظر إلي بأهتمام : أهااا! بس ما فهمت... أحين حتى لو كنتي معجبة في أخوها صج أهي شيحرها؟ لا يكون ما تبي أخوها يتزوج؟
قلتُ : ويش دراني... أصلاً أحس روحي مو قادرة أفهمها عدل!

توقفتُ عن الكلام بعد أن نظرتُ إلى يسارنا و رأيتُ الفتاة التي تجلس بمفردها في صفنا على المقعد المجاور لنا... و كالعادة كانت تجلس وحدها و يبدو عليها الحزن و الأرتباك... نظرت إليها (فرح) باستغراب و قالت لي : هذي ليش كله قاعدة بروحها ؟
قلتُ لها و أنا أشعر بالأسى عليها : مادري... يمكن خجولة و ما تعرف تتأقلم ويا الطالبات بسرعة... يوم كنت كنت في كندا كانو وياي ناس واجد في المدرسة نفس الشيء... و كانو يكسرون خاطري فساعات كنت أتكلم وياهم
(فرح) بأستغراب : يعني تبينا نصادقها؟
أجبتُها : ايي! ليش لا؟
(فرح) : أمممم... مادري

توقفنا عن الحديث بعد أن سمعنا ضحك ثلاث طالبات و كن يقفن أمام تلك الفتاة الجالسة بمفردها و ينظرن إليها بأستخفاف و أيديهن على خواصرهن...كانت الفتاة الواقفة في منتصفهن الأجمل بينهن... كانت بشرتها حنطاوية و شعرها أسود طويل و عينياها واسعتان... بينما كانت الفتاة التي على يمينها بيضاء البشرة و سمينة و شعرها بني و كانت الفتاة التي على اليسار نحيفة جداً و وجهها طويل نوعاً ما و ترتدي حجاباً أسود... قالت الفتاة التي كانت وسطتهن بدلع متصنع : أووووه! بنت الخياطة ويانا في الثانوية؟ ضحكت الفتاتان الأخريتين بخفة ثم قالت الفتاة بسخرية : حبيبتي (ولاء) ترى أني عندي واجد فساتين و ثياب ما امبيهم و حبيت أتصدق بهم ما حصلت أحد غيرش فباجر أن شاء الله بجيبهم ليش في شنطة... و الله تدرين ؟ جيس أسود كفاية يعني ! و ضحكت هي و الأخريتين اللتان معها بصوت عالي و واصلن سيرهن مبتعدات عن الفتاة التي كانت على وشك البكاء، نظرت أنا و (فرح) إلى بعضنا البعض و قلنا في نفس الوقت و بأنفعال : حقيييييييييرة!!!!
(فرح) بأشمئزاز : وييييع ويييييييع! ثقالة دم مب طبيعية!
سألتها : البنية الي في الوسطة ويانا في الصف! ويش أسمها نسيت ؟
(فرح) : هذي (رهف)... بنت (سلطان) التاجر العود
قلتُ لها : انزين؟ و إذا أبوها عنده خير يعني هذا يعطيها الحق أنها تعامل الناس بهالأسلوب؟

(فرح) بشفقة : بس شوفي البنية! أحسها تحاول تخش دموعها راح تصيح واعليا! روحي لها كلميها
سألتها و أنا متفاجئة أشرتُ إلى نفسي : أني؟
(فرح) بحزم : أي أنتي! مو أنتي قلتي عادي لو صرتي رفيجتها ؟ يلا روحي عيل!
قلتُ لها بتوتر : أوكي

نهضت من المكان الذي كنتُ جالسة فيه مع (فرح)... أخذتُ نفساً عميقاً ثم توجهت للجلوس بالقرب من الفتاة... جلستُ بقربها و لكنها لم تنظر إلي و كانت عيناها دامعتان و كانت (فرح) لا تزال جالسة في مكانها و هي تراقبنا، ألتقيتُ عليها التحية و و لكنها لم ترد و شعرتُ بالحرج قليلاً... ثم قلتُ ليها بأرتباك : ما عليش منها... أممم... يمكن تمزح وياش!
نظرت إلي الفتاة و قالت بأنفعال : لا ما تمزح! (رهف) وياي في الصف من أيام الصف السادس! و هذي هي حركاتها ولا تغيرت!
شعرتُ بأنني لم أعرف ماذا يجب أن أقول... فسألتُها بصوت خافت : ليش؟

قالت الفتاة بصوت أعلى من صوتي و هي تبكي بشذة : ليش؟؟؟ عشان أبوها غني و موفر ليها كل شي تحتاجه و أني فقيرة و يتيمة الأبو و أمي تشتغل خياطة! كانت دائماً تخلي البنات يتطنزون عليي و يفلعوني بالربابي يازعم صدقة! و هي كله تكتب على طاولتي "الفقيرة" و "المحتاجة" و ما تخلي أحد ما تقول ليه أني ألبس مريول أختي القديم لأني ساعات ما عندي فلوس أشتري مريول جديد و ألبس نفس الجوتي كل يوم! و كانت دائماً تحد البنات أن يغربلوني! من الأبتدائي و أنا ما عندي صديقات و دائماً يعيبون عليي لأني من عائلة فقيرة!!! ... و أنهارت الفتاة بالبكاء... بقيتُ ساكتة و أنا أراقبها و أشعر بالصدمة و الحزن... أيعقل بأن هناك أناسٌ كهؤلاء؟ يعلمون بظروف الأخرين لكن بدل أن يساعدوهم يسخرون منهم؟ أحسستُ بأن وجدت الرد المناسب لها... فقلت لها بهدوء : ما عليش منهم... الي يسوون لش جديه و يحاولون يطلعون فيش عيب هم نفسهم يحسون بنقص... ألتفتت لي الفتاة بأهتمام و تابعتُ بالقول : من صدقي! ترى كلشي ليه سبب! يعني أي تصرف سيء يجي من الأخرين لش يا يكون سببه غيرة أو لأنهم يشوفونش أحسن منهم!
قالت الفتاة بأستنكار : أني أحسن منهم في ويش؟

ق
لتُ لها و أنا أبتسم : ما تدرين... يمكن يشوفونش أجمل منهم أو أذكى و عندش شيء هم ما عندهم أياه... انتين ما تدرين ويش في نفسية الناس... أهم شي ما تحملين في قلبش حقد على أحد... و كل واحد الله بيجازيه على قد نيته في النهاية... و لا تصيحين لأنه دموعش غالية...
لم ترد الفتاة بحرف واحد و لكنها كانت تنظر إلي بأهتمام... أبتسمت و مددتُ يدي لها و قلتُ : أسمي (آمال عبدالله حسن) ... نظرت إلى يدي لثواني ثم صافحتها و قالت بأبتسامة باهتة : (ولاء محمد عبدالكريم)

بقيتُ مبتسمة لها و قلتُ : أتشرفنا... تعالي نروح الحمام حق تغسلين وجهش ... قمتُ أنا و (ولاء) للذهاب إلى الحمام و أشرتُ إلى فرح بمعنى "تعالي" فلحقت بنا... غسلت (ولاء) وجهها و مشت معي أنا و (فرح) في ما تبقى من الفرصة و كان من الواضح بأنها اصبحت أفضل من ذي قبل... تحدثت معنا و تعرفت علينا و أعطتنا عنوان بريدها الألكتروني حتى نقوم بأضافتها في برنامج المسنجر و أنا أعطيتها هي عنوان بريدي الألكتروني و قامت (فرح) بفعل الشيء نفسه.



الموافق/ 1-10-2009
المكان/ المنزل
الساعة/ 9:00 am


مر أول أسبوع من المدرسة على نحو جيد... (ولاء) أصبحت قريبة مني و من (فرح) في وقتٍ قصير... لم تعد تتسكع وحدها في الفسحة بل أصبحت تمشي معنا على الدوام... طبعاً لم تتوقف (رهف) عن مضايقتها و كنت أنا و (فرح) دائماً ما ننصحها بأن لا تكترث لها، أخبرتُ (ولاء) عن حياتي في كندا, و لكنني لم أخبرها هي و (فرح) عن سبب أنتقالي إلى البحرين بعد... لأنني مجرد تذكر الأمر يشعرني برغبة بالبكاء... و أشعر بأنني سأخبرهم و لكن في الوقت المناسب.

كان يوم الجمعة...كنتُ جالسة على سريري بعد أن أنتهيت من أداة واجباتي المدرسية.... فتحتُ جهاز الالبتوب و من ثم فتحت برنامج المسنجر، أردتُ التحدث مع (فيفيان)... فقد مضت أسابيع منذ أن غادرت كندا و لم أكلمها... لاحظت بأنها كانت "متاحة" فتحمستُ لتحدث معها... ألقيت السلام و أنتظرت دقائق للحصول على رداً منها و لكنها لم ترد... كان ذلك غريب بالنسبة لي... لمحت بأن (فرح) كانت متاحة و كان أسمها في المسنجر "جمالي حير عقلي"... ضحكتُ قليلاً بعدما رأيت الأسم فحدثتها في المسنجر و كتبتُ لها : جمالي حير عقلي؟ خلصت الأسامي؟ ههههههههه
و بعد ثوانٍ قليلة ردت (فرح) : ههههههههه لا بس أحاول أرفع تقديري لنفسي
كتبتُ لها : يحق ليش! أنتين فعلاً جميلة *وجه مبتسم*
(فرح) : ايه عليج (أمول)! *قلب*
أبتسمتُ و أنا أنظر إلى المحادثة... ثم كتبت لي (فرح) : تصدقين... وايد عجبني تصرفج مع (ولاء)
سألتها : صدق؟
(فرح) : أي... قدرتين تأثرين فيها و تخلينها ترتاح لنا بسرعة... أنا لحين مادري انتي شقلتي لها ذاك اليوم!
كتبتُ لها : نصحتها... عشان ما تضايق روحها...الحمدالله يبين عليها صارت أحسن أحين.
(فرح) : الحمدالله...يلا حبيبتي لازم أمشي أحين
كتبتُ لها : تحملي في روحش *قلب*
(فرح) : أنتي بعد يالقمر *قلب*

و أغلقتُ المحادثة، بقيتُ شاردة الذهن إلى سمعتُ صوت طرق باب غرفتي... نظرتُ إلى الباب و قلتُ : تفضل ... فتبين بأنها عمتي (رباب)... كان واقفة عند الباب و هي تبتسم... شعرتُ بالأرتباك في بادئ الأمر و لكنني بادلتها الأبتسامة فيما بعد.
قالت العمة و لا تزال تبتسم بحنان : شحوالش يالقمر
أبتسمتُ و أجبتها : بخير إذا أنتين بخير
قالت العمة بفرح : خلف جبدي هالبنية! أنزين (آمال) حبيبتي بدلي ثيابش
سألتها و أنا متفاجئة : ليش؟

قالت العمة بهدوء : بعدين بتعرفين... يلا أحارسش تحت ... و أغلقت العمة (رباب) باب الغرفة... بقيتُ جالسة في مكاني و أنا متحيرة... سألتُ نفسي "يا ترى إلى أين ستأخذني عمتي؟"... توقفتُ عن التفكير ثم فتحت الخزانة لأبحث عن شيئاً أرتديه... و بعد دقائق أنتهيتُ من تبديل ملابسي... أرتديتُ قميصاً أبيض اللون و كانت كلٌ من يدا القميص تصلان إلى منطقة الكوع... و بنطال جينز ضيق... وضعتُ قليلاً من المكياج و أحمر و أستعملتُ عطري المفضل... نزلتُ مسرعة إلى عمتي (رباب) التي كانت تنظرني عند الباب الرئيسي... توجهتُ نحوها و أنا أبتسمت و لكنها نظرت إلي بأرتباك و قالت بتردد : أممم (آمال) ؟ ويش لابسة ؟؟
نظرتُ إليها بأستغراب ثم نظرت إلى نفسي و قلتُ لها بتردد : أممم... ثياب؟
قالت العمة بحزم : لا حبيبتي ما يصلح... المكان الي بنروحه ما يناسب أنش تروحين ليه جديه... روحي جيبي ليش عباية و حجاب و لبسيهم فوق الثياب
قلتُ لها بصوت منخفض : بس أني ما عندي... أقصد ما عندي عباية و حجاب
العمة (رباب) بصدمة : يووووو! ثم سكتت لتفكر و فجأة قالت بحماس : أيييييييي! روحي ل(أماني) ... عندها عبايات و حجبة واجد.... خلها تعطيش حق مشوارنا الي بنروحه أحين
قلتُ بتردد : أن شاء الله... و كنت سأذهب إلى فوق و لكنني توقفت بعد أن سمعت العمة تناديني فألتفتُ لها و قالت : ما عليه حبيبتي بس بعد أمسحي المكياج من وجهش
قلتُ لها : أن شاء الله عمة

صعدتُ إلى فوق مجدداً للوصول إلى غرفة (أماني)... كنت متوترة قليلاً لأنه قد لا توافق على أن تعيرني العباءة لأنني لم أتكلم معها منذ شجارنا في ذاك اليوم... بعد أن وصلتُ إلى غرفتها أخذتُ نفساً عميقاً ثم طرقت الباب... سمعت صوتها و هي تقول : تفضل!... ففتحت الباب و أنا مرتبكة... كانت جالسة على السرير و هي تضع هاتفها الجوال على أذنها... نظرت إلي بتفاجئ فقلت لها بتردد : أممم... (أماني)... يصير أخذ من عندش عباية و شيلة... لأني بطلع ويا أمش و هي قالت أن لاز...
قاطعتني بالكلام و تبتسم : أكيد حبيبتي! ثم قالت بصوت منخفض للهاتف : أنزين أنزين بعدين بنتكلم باي.. أنتهت مكالمتها و بعد ذلك وضعت هاتفها جانباً على السرير و توجهت إلي فسحبتني من يدي لأدخل غرفتها ثم قالت بلطف : دشي (آمال) لا تستحين أحنا خوات! ... نظرت إليها و كان فمي مفتوحاً لأنني كنت أشعر بالصدمة... فتحت خزانتها لتبحث عن عباءة... فتشت في خزانتها ثم أخرجت لي حجاباً أسود و قالت : تفضلي
قلتُ لها و انا لا ازال مصدومة : شكراً (أماني)
نظرت إلي بخيبة أمل و قالت : بس المشكلة احين العباية... أنتين أطول مني! و فجأة قالت بحماس : أتذكرت!! و عادت للتفتيش في خزانتها و هي تقول : (خاتون) رفيقة أمي مرة جابت ليي عباية بس كانت طويلة عليي بس لحين ما رميتها! و بعد ثوانٍ أخرجت عباءة من الخزانة و قالت بفرح : أكييييييي! يلا جربيها!

أخذت العباءة من يدها ثم وضعت الحجاب على السرير لأتمكن من أرتداء العباءة... و حاولتُ أرتدائها و لكنني لم أعرف كيف أرتديها في البداية... فساعدتني هي على أرتدائها فتبين أنها على مقاسي... نظرت إلي بأنبهار و قالت : ما شاء الله طالعة واجد حليوة عليش!! يلا احين البسي الحجاب... وقفتُ أنظر إليها و كأنني تائهة إلا أن نظرت لي بصدمة قائلة : لا يكون ما تعرفين تلبسين الحجاب؟
حركتُ رأسي بمعنى "كلا" ثم قلتُ بحرج : في كندا ولا مرة لبست حجاب من قبل... كنت ما أغطي شعري إلا اذا البس المشمر لما أصلي

ضحكتُ (أماني) بخفة ثم قالت : ما عليه... لازم فيه مرة أولى لكلشي... قعدي على السرير بساعدش... نفذتُ ما قالته لي... ساعدتني على لف شعري و ثم على أرتداء الحجاب و بعد أن قلتُ لها بأن عمتي طلبت مني نزع المكياج ساعدتني هي على نزعه ... و بعد أن أنتهت نظرت إلي و هي تبتسم ثم قالت : طالعي روحش في المنظرة
توجهت نحو المرأة التي بغرفتها لأرى... نظرت إلى نفسي و أنا متفاجئة...شعرتُ بأنني لم أعرف نفسي في البداية... شعرتُ بأنني كنتُ مختلفة... لكنه كان أختلاف جيد.
(أماني) : ويش رأيش؟
أجبتُها و أنا أتأمل نفسي : مادري... حاسة روحي غير!
(أماني) : أكيد... لأنش مو متعودة تلبسين عباية من قبل
نظرتُ إلى (أماني) و أنا أبتسم و قلت لها : شكراً (أماني)... ما قصرتين
(أماني) : العفو حبيبتي ... ثم قالت بعفوية : يلا امشي عشان لا تعطلين أمي
أبتسمت لها... و كنت على وشك مغادرة غرفتها و لكنني توقفت و ألتفتُ لها و قلتُ بتردد : أممم... (أماني)... يعني انتين احين مو معصبة مني؟
(أماني) بنبرة أستنكار و تشير إلى نفسها : أني معصبة؟؟؟ على ويش؟

قلتُ لها : مادري... ذاك اليوم جيتين حجرتي و كن.....
قاطعتني بالكلام قائلة : أيييييييييي! لا يكون على ذيك السالفة السخيفة.... لا فكرت في الموضوع أني و حسيت روحي بالغت واجد في ردة فعلي... و أني أسفة
بقيتُ جامدة أنظر إليها بصدمة... قالت لي بصوت عالي : ويش فيييش؟ قلنا لش أسفين خلاص أنسي السالفة... يلا روحي لا تتأخرين على مشوارش ويا أمي!

قلتُ بسرعة : انزين أنزين شكراً ... و أسرعتُ الخروج من غرفتها... لم أستطع منع نفسي من التفكير فما الذي غير حالها... من هل المعقول بأنها مزاجية فحسب؟ أم هناك شيء لا أعرفه؟
نزلت إلى عمتي (رباب)... ظلت تنظر إلي بأنهبار و لكنها لم تنطق بحرف واحد في بادئ الأمر... خرجتُ معها من المنزل و ركبتُ سيارتها بعد أن تم أصلاحها، بقينا هادئتين في بداية جولتنا في السيارة... و لم تكن كعادتها... كانت هادئة جداً... كنت أجهل إلى كنا متوجهتين... شيئاً ما كان يخبرني بأنه من أفضل أن لا أعرف الأن... كلما نظرتُ إلى عمتي كنت أسأل نفسي إلى أن ذهبت تلك الليلة؟... و لماذا كانت تبدو و كأنها لا تريد أن يعلم أحد بأن ستغادر؟ لمحتني العمة أنظر إليها فسألتني : ويش فيش حبيبتي (آمال) ؟
قلتُ و أنا أحاول أخفاء توتري : ما فيني شي... بس تعبانة شوي لانه عطونا واجبات واجد
تألمتني لفترة ثم دمعت عيناها و قالت : ما شاء الله عليش يالقمر... شكلش يجنن بالحجاب
أبتسمتُ لها و قلت : شكراً عمة... أن شاء الله الله يهديني و أتحجب
قالت العمة بفخر : أييييي هذي هي بنت أخوي الوردة
أبتسمتُ لثواني ثم تلاشت أبتسامتي... سألت العمة بتردد : وين بنروح؟
العمة بقلق : أحين بتعرفين حبيبتي

و توقفت عن الكلام بعد ذلك... شعرتُ بأنه من الغريب بأن العمة لم تتحدث كثيراً... و بقيت هادئة فما تقبى من الجولة...و كأنها متوترة بعض الشيء... و بقينا على هذه الحال إلى توقفت السيارة... أكدت لي العمة بأننا وصلنا إلى وجهتنا فنزلت من السيارة... نظرتُ أمامي فرأيت مدخلاً لمقبرة كبيرة... و كان بالقرب من مدخل المقبرة مسجدٌ صغير على جهة اليسار... فهمتُ سبب طلب عمتي لي لأن أرتدي الحجاب و أن أكون محتشمة أكثر... و لكني كنت لا ازال أجهل من الذي سنزوره في المقبرة... قالت العمة (رباب) بحزن : هذي مقبرة الحورة... هني أندفنو أهلنا و أصدقائنا و... ناس واجد نعرفهم... نظرتُ إليها بحزن بدون أن أقول شيئأً... تقدمت العمة و قالت : يلا حبيبتي (آمال) تعالي... فلحقتُ بها... دخلنا المقبرة... كان هنالك قبور كثيرة على جهة اليمين... و قبوراً أخرى على جهة اليسار... و كان يفصل بين الجهتين ممشى طويل ممتد إلى نهاية المقبرة... قرأنا سورة الفاتحة عند دخولنا... و بعد أن أنتهينا واصلت العمة المشي و أنا ألحق بها و أشعر بالحيرة... تابعت المشي وراء العمة بممشى المقبرة و لكنها كانت بعيدة عني قليلاً لأنني كنت أمشي ببطئ.... إلى أن رأيتها تتجه إلى القبور التي على جهة اليسار داخل المقبرة... و توقفت أمام قبرين قريبين من بعضهما... شعرتُ بالفضول لمعرفة من الذي سنزورهم... سارعتُ بالمشي حتى أصل إلى المكان الذي توقفت عنده العمة... وقفتُ على يسارها بعد أن وصلت... نظرت إلى القبرين اللذان كنا واقفتين أمامهما و هنا شعرتُ بأن قلبي قد توقف عن النبض... كان القبر الذي على اليمين يحمل أسم (عبدالله حسن جاسم)... بينما الذي على اليسار يحمل أسم (سارة عبدالشهيد معتوق).... أنهما والداي.... شعرتُ بأنني أصبحت كالتمثال... عاجزة عن الحركة و الكلام... بينما عمتي كانت تنظر إلى القبرين و تبكي بصمت... الدموع تجمعت في عينياي... فجأة جلست على الأرض و أنا أنظر إلى قبرهما... و نزلت الدموع من عينياي... بكيتُ بشذة... و جلست العمة على الأرض و أمسكتني من كتفي و هي تبكي... ألتفتُ لها و سألتها : شلون جابوهم هني؟؟
العمة (رباب) بصوت خافت : أبوش العود راح كندا و أخذ الجثث بعد وفاتهم بخمسة أيام... حق يندفنون هني... و أني ما كنت أمبي أجيبش ليهم في أول أيام ليش في البحرين عشان ما تتضايقين اكثر و ما يأثر الشيء على نفسيتش... و كنت مخططة أجيبش ليهم عقب ما تصيرين أحسن و تتعودين على هني

قلتُ لها و كنتُ أجد صعوبة بالكلام لأنني كنت أبكي : يعن...يعني جدي كا...كان في كندا يوم كنت أني لحين هناك؟
العمة : أي
قلتُ لها بأنفعال و زدتُ في البكاء : ليش ما جى و شافني يوم كنت هناك ؟ ليش ما جى يتطمن عليي و يواسيني ؟ ليش ما أخذني وياه إلى البحرين و خلاني أروح البحرين بروحي ؟؟؟ ...ليش يكرهني؟؟ ليش ما يباني ؟؟ كنت أحتاج أحد من أهلي يكون وياي بس ما كان عندي أهل هناك!!! ترى محد جبراه أن يأخذني أعيش في بيته إذا ما يباني... أقدر أرجع كندا و أعيش هناك بروحي!!
...و بقيتُ أبكي بغزارة... زادت العمة و بالبكاء و ضمتني على صدرها... قالت : لا تقولين جديه... أبوش العود يحبش... و ما طاوعاه ضميره يخليش بروحش
قلتُ لها : عجل ليش كله يتجاهلني؟ واجد يحز في نفسي هالشي ترى

العمة بحزن : في أشياء يمكن من الأفضل أنش ما تعرفينها... بس أن شاء الله الأمور بتنحل
قلتُ و أنا أنظر إلى قبر والداي : كل يوم أفكر فيهم.... الألم ما يروح... لو زين أقدر أحصل فرصة أني أشوفهم مرة يوم... و حتى لو كانت ليوم واحد...أمبي أقول ليهم أشياء واجد....و أمبي أعتذر ليهم عن أي شيء سويته ضايقهم... أحس روحي ضايعة بدونهم
العمة : ترى هم يسمعونش في القبر...
نظرتُ إلى العمة بأهتمام و هي قالت : لما نفقد شخص عزيز الألم ما يروح.... و كل ما كان الشخص عزيز علينا كل ما كان الألم أكبر و أصعب... خصوصاً ألمنا على ابأنا و أولادنا... و لكنه مع الأيام يصير قابل للأحتمال... و تصير تعيشين حياتش بشكل عادي ....و أمش و أبوش اكيد ما كانو يبونش تعيشين بروحش... حتى لو كنتين تعرفين تتصرفين و تقدرين تعتمدين على نفسش... أحنا كلنا أهلش يا خلف أهلي و عزوتي... و حتى أبوش العود... راح يجي اليوم الي بيعبر ليه عن حبه ليش... بس أنتين خلي أيمانش بالله قوي
أبتسمتُ لها بحزن و قلت : أن شاء الله

قامت بتقبيل يدي... و أنا قبلتُ رأسها... ثم مسحت على رأسي و قالت : (آمال) حبيبتي...إذا ما عليش أمر فيه رجال قاعد برة المقبرة يوزع مشموم... روحي أخذي من عنده مشموم لأني نسيت أخذ من عنده قبل لا ندش المقبرة... يلا روحي أخذي عشان نقرأ عليهم الفاتحة
قلتُ : أن شاء الله عمة

و نهضتُ من مكاني للذهاب لأخذ المشموم... كنت أمشي و أمسح دموعي و عقلي كان مشغولاً... لم أكن منتبه أمامي... و فجأة أصطدمت بشخص و كدتُ أن أقع... قلتُ و أنا متداركة الأمر : أسفة مو قصدي... و ثم ألتفت إلى الشخص و هنا شعرت بأن نبض قلبي بدئ بالتسارع... مستحيل... يستحيل ان يكون الذي أمامي حقيقة... هل أنا أحلم مجدداً ؟؟


-يتبع


نهاية الفصل الثاني



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 07-10-14 الساعة 06:56 PM
King With No Crown غير متواجد حالياً  
قديم 02-09-14, 03:26 PM   #17

King With No Crown

? العضوٌ??? » 322524
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » King With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond repute
افتراضي

أحم أحم أين الردود ؟؟؟؟؟؟؟؟

King With No Crown غير متواجد حالياً  
قديم 02-09-14, 08:28 PM   #18

rola2065

مشرفه في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة نشيطة في منتدى الصحة والرشاقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية rola2065

? العضوٌ??? » 107998
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 9,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » rola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond reputerola2065 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
افتراضي

اممم معقول يكون الشخص اللى خبطت فيه هو اللى شافته بالحلم ؟؟
امال و تاقلمها ويا عيلتها كان كتير مطمئن خاصة فى ظل ظروفها الفقدان المفاجئ لابويها

لكن امانى وتقلبتها ؟؟ وجدها والسر ورا تحفظه وياها يعنى لو كان بينه وبين امها خلاف فامها خلاص توفت وهى بالاول والاخر تظل حفيدته

عماتها لم افهم سر حياتهم ويا الجد هل هم مطلقات او ارامل

صديقتها الجديدة ولاء كتير صعبت على ووجعتلى قلبى و للاسف ياما اطفال بيتعرضوا لهالمعاملة من زملاء ليهم مما يؤثر على شخصيتهم و تفاعلهم مع الاخرين
اتمنى تكون فى صداقتها وياها تغيير فى خجلها وانطوائها وفعلا ممكن يكون كلام البنات غيرة منها مش اكتر

فى انتظار القادم ومتشوقة لاعرف اكتر عن الجد وسبب موقفه ده وعن الشخص الغامض تبع الحلم ودوره فى حياتها



rola2065 غير متواجد حالياً  
التوقيع

تسلمى روزاته


تسلمى رودى

قديم 04-09-14, 11:06 AM   #19

روحى الأمل

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية روحى الأمل

? العضوٌ??? » 304384
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 633
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » روحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

راااائعة

لاتقولين ال بالحلم هوالي شافته

ياااه اية بيكون ردة فعلها

انتظر الفصل ٣ بفاااارغ الصبر

يعطيك االف. عافية


روحى الأمل غير متواجد حالياً  
التوقيع

يسلموووو عالتوقيع يا غاليه جوجو

قديم 05-09-14, 08:06 PM   #20

King With No Crown

? العضوٌ??? » 322524
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » King With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond reputeKing With No Crown has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

الفصل الثالث

الموافق/ 1-10-2009
الساعة/ 9:56 am

{ سر أماني }

بقيتُ جامدة في مكاني أنظر إلى الشخص الذي أصطدمتُ به... لم أصدق الذي كنتُ أراه أمامي في البداية... الشخص الذي أصطدمتُ به... يشبه الشاب الذي أراه في حلمي إلى حدٍ كبير! ... بل أنه هو نفسه... نفس الطول... و نفس الملامح... و... نفس العيون... أصبحتُ كالتمثال من شذة الصدمة... لدرجة أنني لم أكترث لإحمرار عينيه في بادئ الأمر... و فجأة نطق و قال بأرتباك : أممم... م...مسامحة الشيخة... مو قصدي...

عاد إلي تركيزي... قلتُ له بصوت خافت كما لو أنني كنتُ أحرك شفتاي فحسب : حصل خير...
أبتسم أبتسامة سريعة ثم أتجه مسرعاً إلى داخل المقبرة و تركني واقفة في مكاني... كنتُ لا أزال مصدومة... و لكنني سرعان ما تذكرتُ بأن عمتي طلبت مني أحضار المشموم من خارج المقبرة بتوجهت إلى الخارج لأخذ المشموم من الرجل...

عدت إلى عمتي بعد أن أخذتُ المشموم... سألتني عن سبب تأخري و شعرتُ أنه من الأفضل أن لا أقول لها الحقيقة لأنني لم أعتقد بأنها ستفهم... فأخبرتها بأنني رأيت أحدى زميلاتي في الصف و بأنها بقيت تحادثني لفترة.... ثم وضعنا المشموم على قبر والداي... و قرأنا سورة الفاتحة... و بعد أن أنتهينا غادرنا المقبرة و ركبنا السيارة عائدين إلى المنزل... كنت أفكرُ في الشاب طوال الطريق... أشعر بأن عقلي لا يستطيع أن يستوعب الأمر... أيعقل بأن نحلم بأشخاص لم نقابلهم مسبقاً؟ هل هذا طبيعي؟ و إن لم يكن طبيعياً... ماذا يمكن أن يعني ذلك؟ ثم تذكرتُ إحمرار عينيه... هل كان يبكي؟ و لماذا يبكي؟ هل مات شخص عزيز عليه و لهذا السبب كان في المقبرة؟
العمة باستغراب : (آمال)... ويش فيش سرحانة؟
ألفتُ إليها متفاجئة و قلت : ها؟ لا مافيني شي.... بس افكر
سألت العمة بأهتمام : في ويش؟
أجبتُها : في الموت... الموت شيء محزن
أبتسمت العمة (رباب) و قالت : حبيبتي (آمال)... قال الله سبحانه و تعالى : }الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ { ... يعني... هالدنيا بس أختبار للبشر... و الي أعماله حسنة هو الي الله سبحانه راح يجازيه الجزاء الأوفى بالجنة في الآخرة... فحاولي قد الأمكان أنش تقومين بأعمال حسنة و تبتعدين عن أي شيء يغضب الله... طبعاً مافي أنسان معصوم من الخطأ... و لكن الشخص يقدر يحاول بالتدريج...
قلتُ لها : أن شاء الله عمتي
أبتسمتُ في وجهها... كم هي أنسانة عظيمة و حكيمة... أحبها و أتمنى أن أصبح مثلها في المستقبل..
العمة : أقول (آمال)...
قلتُ بأهتمام : نعم؟
العمة : صاير شيء بينش و بين (أماني) ؟
سكتُ لفترة لأنني تفاجئت من السؤال... و شعرتُ أنه من الأفضل أن أنكر... فأجبتها : لا! ليش؟؟
العمة : مادري... أحس صار ليكم فترة ما تتكلمون ويا بعض... و تتصرفون كأنكم ما تشوفون بعض
لم أقل شيئاً و أنزلتُ رأسي و أنا أفكر... و لكن العمة نظرت إلي قائلة و كأنها تعلم ما الذي حصل : ادري (أماني) لسانها ساعات يصير أطول منها... بس والله قلبها أبيض فلا تزعلين منها...
نظرتُ إليها و أنا ابتسم قائلة : مافي الا الخير عمة... ادري أن (أماني) طيبة
العمة بفرح : والله أنش ذهب


أبتسمتُ لها و عدتُ للتفكير... شيئاً ما في داخلي يعلم بأن أن هناك جانب جيد في (أماني)... و لكنها في أغلب الأوقات تتظاهر بعدم رؤيتي في المدرسة... و لا اعرف السبب... حتى قبل الخلاف الذي حدث...


الساعة / 10:38 am

عدنا إلى المنزل بعد جولتنا إلى المقبرة... دخلنا من الباب الرئيسي و سمعنا صراخاً صادراً من المجلس على يسار الصالة و كانت العمة (هدى) جالسة مع (نادين) و توبخهها بصوت عالي... ذهبت أنا و العمة (رباب) إلى المجلس و سألناهم بقلق عن ما الذي حدث:-

العمة (هدى) بأنفعال : مفشلتني!! كل محل أوديها تفشلني!! وقحة و ما تحترم أحد!!
العمة (رباب) : ويش مسوية بعد؟
العمة (هدى) : أخذتها وياي السيف!... و هديتها بروحها لمدة دقيقتين عشان أركز و أختار ليي ثياب ما رجعت ليها إلى لقيتها كافخة صبي قدها!!
سألتُ العمة بصدمة : ليييش؟
العمة (هدى) : تقول ظل يطالعها فترة طويلة يعني يبي يغازلها!
سكتنا أنا و العمة (رباب) لفترة... و فجأة بدأنا بالضحك بشكل هستيري و لم نستطع التوقف
(نادين) بغضب: أي يغازل! قعد يطالعني واجد... ويش هالوقاحة؟... ما باقي الا يعطيني الرقم!!... الجراءة الزيادة مو عليي يا عيوني... و بعدين أني ذوقي أعلى من جديه! يحلم أتنزل ليه و أطالعه!
العمة (هدى) : لو تشوفون امه شلون واقفة صوبه و هي مبطلة بوزها و تطالعنا و كـأنه شرااار يطلع من عيونها! اتمنيت الأرض تنشق و تبلعني! خفت تغسل شراعي قدام العلا و الملا فقمت أعتذرت ليها و بسرعة ركضت و اني ساحبة هالطايحة الحظ وياي!
واصلنا أنا و عمتي (رباب) الضحك... و ثم قالت (نادين) بـأنفعال : أني مو طايحة حظ! و على فكرة الفستان الي كنتين بتاخذينه كريه و يفشل!! اني الي عمري 8 سنوات طلعت أعرف الموضة أحسن منش... فحمدي ربش أني بذيك الحركة خليتش تطلعين من المحل ولا تأخذينه حق لا تفشلين نفسش بنفسش عقب!
العمة (هدى) بنفاذ الصبر : لا خلاص! ما اقدر أحارس لين ما (عباس) يرجع! ما اقدر على هالأثنين بروحي!
العمة (رباب) بتفاجئ : أيييييي على طاري (عباس) ! ... متى بيرجع؟
العمة (هدى) و تبتسم بخجل : باجر
(نادين) بحماس و هي تصفق : الاااااااااي بابا بيرجع باجر!
عبست العمة (هدى) و قائلة بتذمر: أي! و بعض الناس خربوا مشاريعنا و ما خلونا نشتري ثياب جدد حق نستقبله!
(نادين) بفظاظة : والله ما أظن أن المجمع عنده أجنحة و يطير ! أستريحي بس! ..


[ (عباس) هو زوج عمتي (هدى)... قالت لي (أماني) سابقاً بأن عمتي (هدى) تحاول جاهدةً أن تنال أعجابه... و حسب ما سمعتُ أيضاً بأنه يعمل طياراً... لذلك هو كثير الغياب عن عائلته... و في أثناء تأديته لعمله يترك العمة (هدى) و أبنائها في منزل جدي حتى لا يبقوا وحدهم في منزلهم ]

فجأة سمعنا صوت قرع الجرس... قالت العمة (رباب) : من الي جاي لينا أحين بعد؟؟
(نادين) بفرح : يمكن بابا! رجع قبل الموعد الأصلي حق يسويها مفاجأة! هيييييييه!
و ركضت مسرعةً لتفتح الباب... و بمجرد أن فتحته تلاشت أبتسامتها و عبست ثم أغلقت الباب بقوة! نظرنا إليها بصدمة... ثم سألتُها أنا بصوت خافت : من؟
أجابتني بنبرة خيبة أمل : (شهناز)... و توجهت مسرعة لتصعد إلى غرفتها
العمة (هدى) و هي تضع يدها على خذها و تقول بضيق : يا ربي!
فتحت (شهناز) الباب و هي متفاجئة و قالت مخاطبةً العمة (هدى) : شفيها ذي بنتج صكت الباب في ويهي هالون؟ شكلها غمگين (الترجمة: حزينة)...
ابتسمت العمة (هدى) بضيق و قالت : ما عليه (شهناز) ... ما تقصد...
مشت (شهناز) مسرعة و جلست على الأريكة بجوار عمتي... و قدمت لها كيساً
العمة (هدى) بعد أن نظرت إلى الكيس : ويش ذه بعد؟
(شهناز) : شوفيه له!
أخذت العمة (هدى) الكيس من (شهناز)... و نظرت إلى محتواه فوجدت فيه الكثير من العطورات...
نظرت العمة إلى (شهانز) بأستغراب و سألت بحيرة : و ويش المناسبة؟
(شهناز) : اوهو وردتي! يعني كل مرة أنا ييب لج هديه انتي يسأل لمازا؟
شعرتُ بالضحك على كلام (شهناز)... هي لا تجيد التحدث باللغة العربية بطلاقة لأنها إيرانية الأصل.


العمة (هدى) بجدية : (شهناز) ... أدري أن كل الي تسوينها ليي عشان تعبرين عن شكرج ليي لأني أتوسطت لولدج... و أني مقدرة شعورش... بس والله ما له داعي كل أسبوع تجيبين ليي هدية! و ما ل... كانت العمة ستواصل الكلام و لكنها توقفت فجأة... كانت تريد أن تقول أكثر مما قالته بكثير... كانت تريد أن تقول لها بأنه لا داعي أن تزورها في المنزل ثلاثاً أو أربع مراتٍ أسبوعياً بدون موعد مسبق ! ... و بأنه لا داعي أن تتبعها في كل مكان تذهب إليه! ... و أنه لا داعي أن تقوم بإضافة جميع أقرابها و أصدقائها عبر موقع الفيسبوك! و أيضاً...بأنه لا داعي أن تتصل بها يومياً... و لكنها كتمت كل ذلك في داخلها... خوفاً على مشاعر (شهناز).

(شهناز) و هي تنظر للعمة بأنكسار قائلة : يعني ما عجبوج العطورات الي يبتهم عشانج ؟
نظرت العمة إليها و كأنها قد شعرت بالذنب على ما قالته... فأبتسمت في وجهها و قالت : لا بالعكس! شكلهم روعة! فيش الخير (شهناز) ما تقصرين...
أبتسمت (شهناز) أبتسامة عريضة و قالت بحماس : آه خداي من! (الترجمة: يا الهي!)... الله لا يهرمني منج يا وردتي! و مدت يدها إلى السماء و قالت : يا رب توفق وردتي و أبو وردتي و أولاد وردتي و أخوان وردتي و أولاد أخوان وردتي و أن شاء الله نشوف أولاد أولاد وردتي
العمة (رباب) بسخرية : شان دعيتين ل(جولي) خدامة وردتش مرة وحدة بعد!
سمعنا صوت (جولي) من بعيد تقول بصوتٍ عالي : What madaaaaaam ??
العمة (رباب) بأنفعال : ما أناديش! Not call you Not call you !... حشى أم الأذاين بس تسمع أسمها تفكر نناديها!
(شهناز) : اممم يصير أسأل وين حمام ؟
أجبتُها : حمام الضيوف تحصلينه على يمين المطبخ
(شهناز) : شكراً جزيلاً هبيبي ... و تركتنا (شهناز) في المجلس للذهاب إلى الحمام, و أنا ألتفتُ إلى عمتي و قلتُ لها : ليش سكتين؟
العمة (هدى) : ويش قصدش؟
أجبتها : أحسش كنتين راح تقولين ليها الي في قلبش بصراحة بس تراجعتين...
العمة (هدى) بحزن : ويش أسوي تكسر خاطري... واجد تحبني... حاولت أكثر من مرة افهمها بطرق غير مباشرة بأن تصرفاتها ما تعجبني بس ما نفعت محاولاتي... و خايفة أجرحها اذا قلت ليها الصراحة!


نظرت إليها و لم أعرف ماذا أقول... بقيتُ ساكتة إلى أن أستئذنتُ للصعود إلى غرفتي ثم تركتهم و أنا متوجهة إلى الطابق العلوي، و بعدما وصلتُ إليه و بينما كنتُ متوجهة إلى غرفتي... سمعتُ صوت (أماني) و هي تتحدث... كانت في غرفتها... و كان الباب شبه مغلق... فلذلك كان الصوت مسموعاً رغم أنها كانت تحاول التحدث بصوت منخفض.

(أماني) و كأنها تهمس : قلت ليك ما يصير! ... أفهمني ما أقدر! ... لا! مو مسألة أني ما أثق فيك بالعكس! بس أخاف لأني عمري ما سويتها من قبل!
شعرتُ بالقلق... يا ترى مع من تتحدث؟ و ما الذي تخطط له؟ ... لم أستطع مقاومة فضولي لأعرف فأقتربت قليلاً من باب لأسمع بوضوح بدون أن تشعر...
(أماني) بخجل و حزن : أدري... و أني بعد خاطري....... بس.... مو بأيدي شي.... و سكتت (أماني) لفترة إلى أن قالت : أوكي أوكي موافقة! لكن ربع ساعة بس! ............. أي! بالله لو أحد شافنا ويا بعض؟.......... أي أنت عادي عندك بس أني غير أخاف أحد يشوفني و يخبر أهلي!........ أنزين أنزين لا تقعد تحن!........ أي وعد! ...سكتت لثوانٍ ثم ضحكت بخجل و قالت : أستحي!...........أنزين أنزين! ثم قالت بصوت منخفض و يحوي بالخجل : و أني بعد أحبك....و ما تشوف شر أن شاء الله.....يلا باي.

لسبب ما شعرتُ بأن ما كنت أسمعهُ لا يمكن أن يكون حقيقة... (أماني) مغرمة بشخصٍ ما؟ من عساه يكون؟ و كيف أستطاع أن يكسب محبتها؟؟ فهي صعبةُ الإرضاء إلى حدٍ كبير .... كنت على وشك المضي إلى غرفتي... فجأة... دستُ على سيارة (ناصر) اللعبة بدون أن أراها و إذا بي أن أنزلق و أصرخ... و سقطتُ على الأرض بقوة و أنا مغمضة العينين...تألمتُ بشذة...فتحت عينيَ فرأيت أن (أماني) قد فتحت باب غرفتها و عيناها مفتوحتان على أقصاهما و كانت تنظر إلي بصدمة و غضب و فمها مفتوح...و أنا على الأرض و أنظر إليها بخوف.

(أماني) و تعابير الصدمة على وجهها : ويش تسوين هني؟
تلعثمتُ بالكلام.... و هي أعادت السؤال بنبرة غضب : ويش كنتين تسوين!؟
نطقتُ بصعوبة : ك..كنت...كنت بروح حجرتي!
(أماني) : ما عليه! ... ثم قامت بسحبي من ذراعيَ بقوة و دفعتني إلى غرفتها ثم أغلقت الباب... وقفت أمامي و هي تنظر إلي و تعابير الغضب واضحةٌ على وجهها... لا أنكر أنني شعرتُ بالخوف الشديد.
(أماني) بغضب : كنتين تتنصتين عليي ها؟
تلعثمتُ مجدداً... ثم قالت هي بأنفعال : لا!! و ذاك اليوم مسوية روحش كلش! و يازعم منقهرة لأني سمعت محادثتش التافهة مع (بسامو) و أنتين أصلاً تسوين نفس الشي؟
زاد شعوري بالأرتباك و بدأت يداي ترتجفان... خفت أن تقوم بضربي، قلت لها بخوف : أسفة والله مو قصدي أسمع بس كنت خا...
قاطعتني و قالت بنبرة تهديد و هي تشير بأصبعها إلي : شوفي! إن درى أحد بالكلام الي سمعتينه... براويش شيء عمرش فحياتش ما شفتينه!َ! فالأحسن لش أنش تنسين الكلام مرة وحدة و تسوين روحش ما سمعتين شي! و احين يلا برى!!
لسبب ما زال شعوري بالخوف... بقيتُ واقفة في مكاني لثوانٍ قليلة إلى أن جلستُ على سرير (أماني)...
(أماني) بأستغراب : طالع! أقول ليها تطلع برى تروح تقعد على السرير! ثم قالت بأنفعال : هييييييه! أطلعي من حجرتي!!
قلتُ لها بهدوء : بطلع... بس يصير أول شيء تكلميني عنه؟
(أماني) : عن من؟
أجبتها : عنه!....أقصد الي تكلمينه.
قالت (أماني) بأستخفاف و هي تضع يدها اليمنى على خاصرتها : نعم؟؟.... و ليش أقول لش عنه أن شاء الله؟؟
قلتُ لها : أممم... أحنا بنات... و نفهم بعض... أدري أنش لحد أحين ما أتكلمتين ويا أحد عن هالموضوع... لأن على حسب علمي أنتين ما عندش صديقات... و أدري أنش ما قلتين لأمش لأن أنتين أصلاً كله تقولين عنها "مال أول" فأكيد ما قلتين ليها لأنش تفكرينها ما راح تفهمش... و ما أتوقع قلتين لعمتي (هدى) بعد..لأنكم مو كلوز لذيك الدرجة... و خب مستحيل تقولين ل(نادين) لأنها جاهلة و فوق هذا أنتين تقولين عنها فتانة... أني الوحيدة هني الي سني قريب لسنش... فراح أفهمش... أحنا صدق ساعات نتكلم ويا بعض بس لحد أحين ما جربنا نتكلم في أشياء جادة و احس أني في حاجز بيننا...و أني كل الي أمبيه أني أتخلص من هالحاجز... أمبي أحس أن أحنا نفس الخوات... و لا تتوقعين أني بقول لأحد لأني أصلاً ويش بستفيد لما أنشر الخبر؟ ... أنا بس أمبيش تقولين ليي لأن يمكن في شيء اقدر أساعدش فيه...


لم ترد (أماني) بكلمة واحدة و بقيت تنظر إلي و كأنها تفكر في كلامي.... فقلتُ لها بعد ثوانٍ من الصمت : لكن براحتش... و وقت الي تبين تتكلمين تعالي ليي... و كنت على وشك النهوض من السرير لأجل أن أغادر غرفتها و لكنني تراجعتُ بعد أن طلبت من البقاء في مكاني... و جلست على السرير بجواري و قالت بهدوء : أنزين بقول... ثم قالت بنبرة تهديد و تشير بأصبعها إلي : لكن قسماً بالله أن درى أحد ب.... و صمتت بعد أن قمتُ بوضع يدي على فمها بلطف و قلتُ بنفاذ الصبر : (أماني) خلااااص! قلت ليش ما بقول!
قامت بأبعاد يدي من فمها و قالت و هي تشير إلي بسبابتها : حلفي!
أجبتها : والله ما بقول!
(أماني) بهدوء : أنزين.... سكتت لثواني ثم قالت و هي تبتسم بخجل : أسمه (محمد).... من المنامة.
و عم الهدوء لفترة إلى أن سألتُها بأستغراب : بس؟؟؟ هذا كل الي بتقولينه؟
(أماني) : ويش تبين تعرفين يعني؟
أجبتها : مادري.... يعني أتوقعتش بتكونين دقيقة أكثر بالتفاصيل! مثلاً شلون عرفتينه؟ و من متى تكلمينه؟ و شنو الي جذبش ليه و خلاش تحبينه؟
(أماني) بنبرة بحرج : امممم... لازم أقول يعني؟
أجبتها : كيفش... إذا ما تبين تقولين أنتين مو مجبورة
(أماني) : أوكي أوكي بقول! ... ثم أبتسمت بخجل مجدداً و أحمر خديها ثم تابعت بالقول : بدأ كل شي من الصيف الي طاف... يعني من سنة من الحين... كنت قاعدة أون لاين على الفيسبوك... وصلتني إضافة من شخص غريب... سألته في قسم الرسائل ليش ضافني قال ليي بكل بساطة "بس جديه, أمبي أزيد عدد الي عندي"...في البداية ما رضيت اقبله لأني ما أعرفه بس هو قال ليي أن "ما يعض" و مادري شنو و يظل يهدر فقبلته و نسيت موضوعه... في الأيام الي عقب كلمني هو... و قعد يسلم و جديه و أني في البداية كنت احاول قد الأمكان اني ما اعطيه وجة و إذا أرد ...أرد عليه ببرود و نزارة .. بس مع ذلك ظل يكلمني بأسلوب حليو و حسيته خفيف دم و وسيع الصدر و طريقة كلامه حليوة... فغيرت رأيي و صرت أكلمه عادي شوي شوي و حتى ضفنا بعض في المسنجر و ظلينا نتكلم هناك... و مر الوقت... و صارت السوالف بيني و بينه أعمق... صرت أحس بالأرتياح لما أكلمه... و نادراً ما أحس بالشعور تجاه شخص... و جى يوم طلب مني أعطيه رقمي... في البداية كنت واجد متخوفه من هالفكرة... بس بعدين أقنعني و عطيته أياه لاني كنت مرتاحة ليه و طول الفترة الي كان يكلمني ما حسيته أن فيه خبث... فعطيته رقمي... و أتذكر اتصل ليي اول مرة كانت في نص الليل و كنا أثنيناتنا متوترين و مو عارفين نتكلم عدل... بعدين صرنا نكلم بعض مثل ما كنا نتكلم في المسنجر... و صرنا حتى نكلم بعض كل يوم في التلفون...
سألتها بأندهاش : كل يوم؟؟
(أماني) و هي مبتسمة : أييي...
قلت لها : محد شاف الفاتورة و شك في الموضوع ؟
(أماني) بغضب : يالغبية أني كردت مو فاتورة!!
قلتُ بحرج : أيييي صح نسيت... أنزين أحين متى أعترفتون لبعض أنكم تحبون بعض؟
(أماني) : أنتين لا تقاطعيني و خليني أكمل لش له!!
قلتُ : أنزين كملي ما بتكلم ... و وضعتُ يدي على فمي
(أماني) : ايي اوكي... ثم تابعت بالقول : أنزين و ظلينا على هالحال لفترة.... و كل ما ليي أحس روحي متعلقة فيه... و لما ما أكلمه أحس روحي طول اليوم اقعد أنتظر الوقت الي نكلم فيه بعض في التلفون...و كنت أحسه أكثر شخص يفهمني.. بس كنت لحد ذاك الوقت مو متأكدة من شعوري تجاهه... هل هي مشاعر صداقة و بس.. أو شي أكبر من جديه... و في يوم من الأيام... أتصل فيني في وقت متأخر و كنت نايمة بس سمعت رنة تلفوني و رديت عليه و أني أحس روحي مو في وعيي... سألته عن سبب أتصاله ليي في هالوقت... قال ليي و هو متردد... أن أتصل ليي لأني وحشته... في البداية ما حطيت في بالي... و ظل يسولف و واضح من صوته الأرتباك... سألته إذا فيه شي...في البداية نكر... و لكن بعدين قال ليي و كأنه يهمس "(أماني) أنا أحبش" ...
نظرت إليها و أنا أبتسم و بدون أن أعلق... و هي تابعت بالقول و تنظر إلي و كأنه شاردة الذهن : في ذيك اللحظة صرت أني واعية... بس لساني أنربط... ما عرفت ويش أقول ليه في ذاك الوقت... بس هو قال ليي أن ما قدر يخش مشاعره اكثر من جذي... سكتت لفترة ثم قالت و تبتسم بحالمية : قال ليي أن حباني مو لأني جميلة و بس... لأني غامضة بعد...و غموضي هو الي جذباه ليي اكثر و اكثر...

و في تلك اللحظة ضحكتُ بصوتٍ مسموع... و قالت (أماني) بغيظ : تدرين! أني الحماااارة الي عطيتش وجه و قررت اقول سري لش!!!
سألتها و أنا لا أزال أشعر برغبة بالضحك : ويش فيش عصبتين مرة وحدة؟
(أماني) بأنفعال : ويش الي يضحك أن شاء الله؟
قلتُ و أنا مبتسمة : ما أضحك عليش... الي ضحكني ان هو أنعجبش فيش لأنش غامضة... و أنتين فيش هالصفة صدق... بس أني كلش مو طايقة هالشي فيش... و خاطري أغيره! و أحسه شي غريب أن في شخص يحب غموضش.... لأن بصراحة أحس صعب الواحد يعرف في شنو تفكرين و ويش في داخلش!
(أماني) بعدم مبالاة : كيفي... عاجبني وضعي جذي... ثم أبتسمت بخجل و قالت : مدام هو عاجبنه هالشي فيني... ما يهموني الباقي
قلتُ بمرح و أنا أغمزُ لها : أسممممع! طلعتين ذايبة في حبه!
(أماني) بعد أن ضربتني على كتفي : جب! بلا بياخة!
بقيت أضحك لثواني ثم سألتها : أنزين... شصار عقب؟
(أماني) : ويش يعني؟
أجبتُها : يعني ويش صار عقب ما صارحش بمشاعره... ويش كانت ردة فعلش؟ ويش قلتين ليه؟
(أماني) بتفكير : ظليت ساكتة طول المحادثة... و ما عرفت ويش أقول ليه في ذاك الوقت... لين ما قال ليي أن راح يخليني أفكر و بعدين أرد عليه لأنه يدري أن الوقت ما كان مناسب... و أنهى المكالمة... لكني ذيك الليلة ما قدرت أنام أبداً... ما أقدر أمنع نفسي من التفكير... و ظليت أفكر في كلامه لمدة أسبوع... بدون ما أكلمه... و بعد ما مر هالأسبوع... أتصلت فيه... و صارحته بمشاعري
سألتُها بحماس : ويش قلتين ليه؟
(أماني) : قلت ليه أن أني بعد أحبه... و أن هو صار غالي على قلبي في وقت قصير... و أني لما أكلمه... أحس روحي غير... أحس روحي أكون مرحة أكثر... ما أتوقعت أبداً بأن راح يجي شخص و يفهمني عدل مثله... ثم قالت و هي تبتسم : و هو طار من الفرحة على قولته
قلتُ و أنا أضع يدي على خذي و أبتسم لها بحالمية : الله!
ضربتني على كتفي مجدداً و قالت بأنفعال : بلا سخافة (آمال) ! ما أطيق هالحركات!
سألتها بأستغراب : ويش سويت أني؟ بعد زين أعبر ليش أن كلامش عجبني!
(أماني) و هي تضحك : أوكي يالسبالة...
سألتُها بنبرة جادة : أنزين بسألش... شفتينه من قبل؟
(أماني) : على أرض الواقع... لا لحين
سألتُها مجدداً بأستغراب : يعني ما تعرفين شلون شكله؟؟
(أماني) : يالغبية هو اتعرف عليي من الفيسبوك! يعني أكيد شفت صوره!
قلتُ لها : مو كل الي عندهم فيسبوك حاطين صورهم...
(أماني) : أي بس هو حاط صوره...
سألتُها بمرح : يصير أشوف صورته؟
(أماني) بأستغراب : و ليش بالله؟
أجبتها : بس جذي... ويش فيه وجهش تغير؟ لا تخافين خب ما ببوقه منش
(أماني) بتحدي : أصلاً ما تقدرين!
ضحكتُ بشكل هستيري.. سألتني (أماني) بأنفعال : ليش تضحكين؟
أجبتها بعد أن أنتهيت من الضحك : أكتشفت أنش غيورة...
(أماني) : عجل عناداً لش ما براويش صورته!
قلت لها و أنا أمسك ذراعها و أشعر برغبة بالضحك : لا لا خلاص أسفة! سحبتها
(أماني) : أنزين... عندي صورة ليه في تلفوني


و أخذت هاتفها لتفتح الصورة... ثم مدتهُ لي كي أرى و كانت تنظر إلي بطريقةٍ غريبة... أخذت الهاتف النقال و رأيت صورته... كان يبدو وسيماً... شعره خفيف للغاية... وجهه بيضاوي و عيناه ناعستان...و حاجبيه سميكين و به شارب و لحية... في الصورة هو واقفٌ في حي ما... و يرتدي قميصاً أسودَ اللون... و كان يبتسم في الصورة بخفة... لا أدري لماذا شعرتُ بأن ملامح وجهه كانت تحوي بالحزن و الألم... أستغرقتُ وقتاً في تأمل الصورة... إلى أن قامت (أماني) بسحب الهاتف من يدي بلهفة و سألتني بتوتر : ويش فيش ما قدرتين تشيلين عيونش من الصورة؟
أجبتُها بهدوء : بس جذي أتأمل...

سألتني بأبتسامة : أنزين... ويش رأيش؟
قلتُ لها : بصراحة... وسيم... ثم قلتُ بمرح : الحمدالله طلع عندش ذوق!
(أماني) بغيظ و هي تضع يدها على خصرها : لا يكون يا طايحة النصبة كنتين تفكريني ما عندي ذوق!؟
ضحكتُ بصوت عالٍ ثم قلتُ : ويش فيش أمزح وياش!
(أماني) بنبرة جادة : أنزين هذا مو موضوعنا... أني قلت لش السالفة... لأني بسوي شي و أمبي طلب منش طلب...
سألتُها بأهتمام : شنو؟
(أماني) بتوتر : أني... أني ما بكون موجودة في المدرسة وقت الفسحة يوم الأحد...
سألتُها بقلق : عجل وين بتروحين؟
(أماني) و هي مرتبكة : اممم... (محمد) مرقد....و أني أمبي... أمبي أزوره في المستشفى!
لم أنطق بحرف واحد في البداية... و بقيتُ أنظر إليها و فمي مفتوح...
(أماني) بحيرة : شفيش؟
أجبتُها بصوت خافت : مادري.... بس فاجئتيني.... أصلاً مو كأنه ممنوع؟ ممنوع نطلع من المدرسة يعني!
(أماني) : أييييييي! من جذي أني أحتاج مساعدتش!
سألتها بأستغراب و قلق في نفس الوقت : ما فهمت! ممكن تتكلمين بطريقة مفهومة ؟
(أماني) بأبتسامة ماكِرة : أوكي.... أمبيش يا طويلة العمر...في يوم الأحد تسوين روحش أن مغمى عليش في الفسحة! علشان يشليونش الأسعاف و يأخذوني وياش بصفتي بنت عمتش عشان بعدين أقدر أزور (محمد) في غرفته!
كالمرة السابقة... لم أعلق... و وضعتُ يدي لأستشعر نبضات قلبي... و كان ينبض بسرعة من شذة القلق
(أماني) : ويش فيه وجهش صار أصفر؟؟
سألتُها و أنا أشعرُ بصعوبة في النطق : ش...شاربة شي اليوم؟
(أماني) بحزم : من صدقي ترى!
قمتُ بالرد على كلامها بأرتباك : مادري ويش أقول...
(أماني) بنفاذ الصبر : أحين بتساعديني والله لا؟
قلتُ لها : بس... بس أني ما أحس روحي تعبانة أو مريضة هالفترة!
(أماني) و هي تضع يدها على رأسها و تقول بنفاذ الصبر : إنه لله! هذي الي بتجلطني... أقووول لش مثلي! تمثلين أنش مغمى عليش ويش فيش؟؟
سألتها : احين ما فهمت ليش كل هالعفسة؟ ليش ما تخلين أحد يوصلش عقب المدرسة و خلاص؟
(أماني) بضيق نفس : اللهم طولك يا روح! ركزي وياي... (كومار) في أجازة أمس رجع الهند نسيتين؟ فما يقدر يوصلني! و (بسام) ما أقدر أطلب منه يوديني لأنه أدري لو قلت ليه يوصلني المستشفى حق أشوف "رفيقتي" مثلاً.... راح يظل وياي في المستشفى و ما بيرضى يخليني بروحي و يمشي لأنه يازعم يخاف عليي... و حتى أمي لو طلبت منها توصلني و جذبت عليها و قلت ليها وحدة أعرفها مرقدة ما راح توصلني و تمشي... راح إلا تدش وياي الغرفة حق تتطمن عليها! تعرفين أمي شقد تحب الناس... فما أقدر أقول ليهم حق لا أنكشف! و بالنسبة لخالتي (هدى) أدري أن هي ما راح توصلني لو طلبت منها... لأنها دائماً تتكاسل لما أحد يطلب منها خدمة... الشخص الوحيد الي ممكن تسوي أي شي عشانه هو رجلها (عباس) و بس! ...فما عندي غير هالحل! فهمتين أحين والله لا؟
سألتُها بعد أن بقيت ساكتة للثواني : أممم... أنزين ويش الأسم المستشفى الي هو مرقد فيه ؟
(أماني) : مستشفى السلمانية
سألتُها : أنزين أحين ويش الي يخليش متأكدة أن لو مشينا على خطتش راح يأخذوني إلى هالمستشفى بالذات؟ خب فيه أكثر من مستشفى واحد في البحرين صح؟
(أماني) : أييي! في أكثر من مستشفى هني... بس هذا حكومي... و أقرب واحد للمدرسة! عشان جذي كل وحدة أغمى عليها أو صادها شي في المدرسة نقلوها لهناك سيدة... و أكيد هم ما بيكلفون على روحهم يودونش المستشفى العسكري في الرفاع... (آمال) لا تملليني ! أحين بتساعديني والله لا؟
أجبتُها بنبرة تحدي و قلتُ لا... و كنتُ على وشك مغادرة غرفتها و لكنني توقفتُ بعد أن سمعتُها تقول : لكن ما عليه! و أني الساذجة الي صدقت كلامش أن أنتين تبينا نصير خوات نشيل الحاجز الي بيننا و مادري شنو! طلع كل هالكلام جذب بس عشان أقول لش عن (محمد) !
أستدرتُ لها و قلتُ بأنفعال : أني مو جذابة! أني صح أمبي نصير قريبين لبعض بس عاد مو جذي! الي انتين تبين تسوينه يعتبر جنون! لو أكتشفو أن أحنا كنا نمثل بس عشان نطلع من المدرسة ويش بيسوون؟؟ أني ما امبي أنفصل من المدرسة و أني توني في أول سنة!
(أماني) : أنتين جبانة... أطلعي بره ما امبي أشوف وجهش!


و خرجتُ من غرفتها و أنا أشعر بالغضب... و توجهتُ إلى غرفتي لأغير ملابسي و لم أستطع أن أتوقف عن التفكير... هل يؤثرُ الحب في الناس إلى هذا الحد حقاً ؟ ... واضحٌ بأن (أماني) مغرمة بذلك الشاب فعلاً... لم أتوقع يوماً بأن هناك شخصٌ أستطاع أن يكسب ثقة (أماني) و يؤثر فيها إلى حدٍ كبير... فهي غامضة و يصعبُ فهمها أو معرفة ما يدور في ذهنها.
دخلت غرفتي و أغلقتُ الباب و قمت بتغير ملابسي و أرتديت تيشرت زرقاء اللون بنطال نوم أبيض و عليه دوائر زرقاء، أخذت جهاز اللابتوب و وضعته على السرير بعد أن جلست، فتحتُ المسنجر و رأيت بأن (فيفيان) كانت متصلة، في كل مرة ألقي عليها التحية لم تكن ترد علي... و كنت لا أزال أجهل السبب... جربت إلقاء التحية عليها تلك المرة أيضاً رغم ظني بأنها لن ترد... و لكن هذه المرة ردت على عكس ما توقعت :-

(Vivienne) : What do you want ?

شعرتُ بالصدمة قليلاً, أولاً لأنها أخيراً قامت بالرد علي... و ثانياً لأن ردها كان غريباً نوعاً ما
- Nothing, I just wanted to say hi because I haven't talked to you in a long time! And… I missed you
(Vivienne) : Oh… Ok whatever.

كان الأمر غريباً حقاً, فهي لم يسبق لها أن كلمتني بهذا الأسلوب من قبل... عندما كنا معاً في كندا... سألتها :-

- Are you alright?
(Vivienne) : Yeah! Honestly I don’t want to be rude but I think it's pointless for us to talk to each other now!
- Why?
(Vivienne) : We're not in the same place anymore! So why should we keep texting or calling each other? It doesn't make any sense to me.
- Who says that we should be in the same place to remain friends!? What YOU are saying is not making any sense at all!
(Vivienne) : You're no longer in Canada… & I don't need anything from you now… so why should we stay in touch ? Now excuse me I'm busy!


و أنتهت المحادثة بدون أن أقول شيئاً, لأنني كنت جامدة في مكاني و أنظر إلى المحادثة باللابتوب بصدمة... و أشعرُ برغبة بالبكاء... (فيفيان)، التي أعتبرتُها من أعز صديقاتي و أحببتُها كثيراً...و أعتبرتُها كاتمة أسراري... كانت صداقتها بي صداقة وقت و مصلحةً فحسب؟... شعورٌ مؤلم حقاً... أن تكتشف متأخراً بأن الناس الذين كنت تحبهم بصدق... لم يبادلوك الشعور نفسه، دمِعت عيني... و لكنني سرعان ما مسحت الدمعة من على وجهي.




13:30 pm / الساعة


حان موعد الغذاء، نزلتُ من الدرج للذهاب إلى غرفة بعد أن بقيتُ وحدي في غرفتي لبضع ساعات بسبب شعوري بالحزن بعد محادثتي ل(فيفيان) و لكي أتجنب رؤية (أماني) بعد الجدال الذي حدث في غرفتها... و كنتُ أتمنى في أعماق قلبي أن تنسى أمر تلك الخطة و أن لا تحدثني عنها مرة ثانية... وصلتُ إلى غرفة المائدة و جلستُ بجوار عمتي (رباب)... و كانت (أماني) تنظر إلى بغضب و لكنني تظاهرتُ بعدم الأنتباه إليها... لا أنكرُ بأنني شعرت بالتوتر، كان هي جالسة بجوار أخيها (بسام)... و كان هو الأخر ينظر إلي بغرابة... فأنا لم أتحدث معهُ منذ الخلاف التي حصل بيني و بين شقيقته ذاك اليوم... و في كل مرةٍ كان يحاول التحدث معي كنتُ أتظاهر بالأنشغال ... و رغم شعوري بالذنب إلا أنني كنتُ أفعل ذلك تجنباً للمشاكل، تأخر جدي في الحضور إلى غرفة المائدة كالعادة، و لاحظتُ وجود ثلاثة كراسي إضافية على المائدة و لكنني لم اسأل أحداً عن سبب وجودها...و لاحظتُ عبوس عمتي (هدى) و كأنها قد سمعت خبراً محزناً... و بعد مرور دقيقتين سمعنا صوت قرع الجرس... ظننتُ بأنها (شهناز) في بادئ الأمر... و صفقت العمة (هدى) قالت بضيق : شرفت البرنسيس؟ ... يلا أستعدو لثقالة الدم!

العمة (رباب) بحزم : (هدى) عيب! عاد صيري قدوة لأولادش له
العمة (هدى) بغيظ : أسفة! هالأدمية بالذات ما تنبلع! لو زين أخوي خلاها تروح بيت أهلها و جى هو و ولده بروحهم
العمة (رباب) بصوت خافت : بس خلاص سكتي! أكوهم دشو!


و سكتت العمتين و بعد ثوانٍ قليلة دخل علينا عمي (أنور) و ألقى علينا السلام بحماس... و كان معه أبنه (أحمد) و أيضاً إمرأة في الأربعين من عمرها و كانت ترتدي حجاباً أسود و عباءة... و خصلات شعرها الأشقر المجعد واضحة على جبينها...بيضاء البشرة و عيناها رمادتي اللون و نظراتها ناعسة و تحوي بالتكبر و القسوة... كانت تضع كحلاً أسود اللون و أحمر شفاه باللون الأحمر... و كان يبدو عليها أنها أكبر من عمي (أنور)... تعابير وجهها تحوي و كأنها قد شمت شيئاً سيء الرائحة... و ألقت السلام علينا ببرود شديد على خلاف عمي (أنور) و ثم جلس عمي و زوجته و أبنه على الكراسي الفارغة ... علمتُ بأن هذه هي (سهير) زوجة عمي (أنور) و كانت تلك أول مرة أراها فيها... نظرت إلي بطريقة بغرابة مما جعلني أشعرُ بالتوتر... سألتني ببرود : أنتين (آمال) ؟
أجبتها بنعم
قالت ليي و هي تنظر إلي بطريقة تحوي بالأحتقار : واجد تشبهين أمش... و سكتت لثواني ثم قالت : الله يرحمها
قلت لها بأرتباك : امم شكراُ

و فجـــأة ظهر جدي (حسن)، ألقى السلام علينا و جلس في مكانه على المائدة و بعد أن بدأ بالأكل بدأنا نحن بالأكل أيضاً، و طبعاً كان الجد يتحدث مع الجميع على المائدة... بأستثنائي أنا... و كان ذلك مؤلماً جداً بالنسبة لي و لكنني كنت أتظاهر بعدم المبالاة، و حتى أنه تحدث مع (سهير) زوجة عمي (أنور) قائلاً لها بلطف : (سهير) وينش كنت مختفية يا بنتي؟ وحشتينا ترى!

(سهير) بجفاف و بدون أن تنظر إلى جدي : موجودة يعني وين بروح؟ بطير؟

و تلاشت أبتسامة الجد و واضحاً أن شعر بالحرج... حتى عمي (أنور) كان واضحاً عليه الحرج بسبب رد زوجته الفظ... و لكنه لم يقل لها شيئاً، أما عمتي (هدى) فكانت و كأنه ستنفجر من شذة الغضب في أية لحظة، كان الجو متوتراً في اليوم الذي اتت فيه تلك المرأة مع عمي... و كانت تنظر إلي بطريقة مستفزة بين الحين و الأخر... أستطعتُ أن أدرك من نظراتها بأنها لا تحبني، و كنتُ أسال نفسي "ما بيني و بينها؟" ... فهذه أول مرة أقابلها فيها.

بعد دقائق من الصمت، تكلمت العمة و هي تخاطب (سهير) و قالت بحسن نية : (سهير)... شخبار أبوش؟
(سهير) و هي تنظر للعمة بأستغراب : و ليش تسألين؟
سكتت العمة لثواني ثم قالت بأرتباك : أه... بس أسأل عن أحواله
(سهير) ببرود : أها... زين
العمة (رباب) بصوتٍ خافت : الحمدالله... و عادت لتناول صحنها
و نطقت (سهير) مخاطبةً العمة (هدى) : شحوالش (هدى)
العمة (هدى) من غير نفس : زينة..
(سهير) بنبرة سخرية : مو كأنه كل مرة أجي أشوفش لابسة نفس العقد؟ اذا (عباس) صاير بخيل وياش ترى عندي واجد قلادات و خواتم بسلفش من عندي... إذا حابة تغيرين شوي


نظرت العمة إلى (سهير) بغضب ثم نظرت إلى عمتي (رباب) التي هزت رأسها بمعنى "لا تكترثي لها"... فتراجعت العمة (هدى) عن ما كانت تريد قوله و قالت و هي تبتسم مجاملةُ : مشكورة... فيش الخير.. ثم عبست في وجه (سهير).

كنت أراقب ما كان يجري حولي و أنا أشعر بالصدمة و أسأل نفسي... "يا ترى ما الذي جذب عمي الطيب و صاحب الوجه البشوش إلى إمرأة كهذه؟" لم يسبق لي أن قابلتُ شخصاً بهذه المرارة من قبل....و عم الهدوء لبضع لدقائق... إلى أن قالت (سهير) و هي تنظر إلى (نادين) و مخاطبة عمتي (هدى)... و ربما كان ذلك أول شي جيد تقوله منذ مجيئها : ما شاء الله كبرت (نادين)... بنزوجها لولدنا (أحمد) أن شاء الله!
العمة (هدى) و هي تبتسم بمجاملة : أن شاء الله... الله يسمع منش
(نادين) بصوتٍ عالي : وع!! اسم الله عليي !
و نظرت (سهير) و الجميع إلى (نادين) بصدمة... و قالت العمة (هدى) لها بحزم : (نادين) عن قلة الأدب ترى ما بتلومين إلى نفسش!
(نادين) : نعم؟ أصلاً أنتين إلي كله تقولين ليي إذا كبرت أتزوج واحد رشيق و مو كأنه درام صغير نفس (أحمد) !


و في تلك اللحظة أصبح وجه العمة (هدى) كحبة البندورة من شذة الحرج و تنظر إلى عائلة عمي (أنور) بقلق, و كانت (سهير) تنظر إليها بغيظ شديد بينما كنتُ أنا و (أماني) و (بسام) نحاول منع أنفسنا من الضحك، و كان عمي (أنور) مصدوماً و أبنه (أحمد) عبس وجهه و أصبح خذيه يبدوان منتفخين بطريقة مضحكة.

قالت (هدى) و كأنها تواجه صعوبةً في الكلام : الحمدالله... شعبت... أممم.. عن أذنكم.... و ركضت مسرعة للخروج من غرفة المائدة، و كانت علامات الغضب لا تزال واضحةً على وجه (سهير)... و بعد لحظات طلبت (سهير) من زوجها المغادرة... و رغم رغبته في البقاء معنا... إلا أنه لم تستطع أن يرفض طلبها، فودعنا بكل طيب بينما هي لم تقل حتى كلمةَ وداعاً... و مجرد أن غادر عمي (أنور) و عائلته ضحكت (أماني) و (بسام) بشكل هستيري، و بعدها ضحك جدي و عمتي (رباب) رغماً عنهما, ثم أنفجرتُ انا من الضحك، و أمتلئت غرفة المائدة بضحكاتنا، فجأة دخلت (جولي) الخادمة غرفة المائدة مسرعة لتعرف ما الذي يحدث، و بعد أن رأتنا نضحك قامت هي بدورها بالضحك فجأة بدون أن تفهم سبب ضحكنا و أخذت تصفق بيدها ثم فجأة قامت بالتدحرج كالمجنونة على الأرض و هي تضحك و تصرخ قائلة "so funny" و بعدها تنفجر من الضحك مراراً و تكراراً.

توقفنا عن الضحك فجأة و بقينا ننظر إليها بصدمة شديدة إلى أنت ألتفتت هي لنا فتوقفت شيئاً فشيئاً عن الضحك و ثم بقيت تنظر إلينا بحرج، و بعد لحظات وجدنا أنفسنا جميـــعاً عائدين للضحك الهستيري بسببها، أبتسمت لنا أبتسامة سريعة ثم غادرت غرفة المائدة مسرعة.

(أماني) بعد أن توقفنا جميعاً عن الضحك : الحمدالله و الشكر...والله مو صاحية... ثم نظرت إلى (نادين) و قالت و هي لا تشعر بالرغبة في الضحك : و أنتين يا طايحة الحظ ليش تفضحين أمش؟
(نادين) بنبرتها المعتادة : والله ما له داعي للنفاق و العيارة الزيادة
(بسام) : صدق سوسة أنتين! و لكن أحلى شي أنش خليتين (سهيرو) تطلع مقهورة هههههههه
العمة (رباب) بحزم : (بسام) عيب عليك هذي مرأة خالك !
و سكت (بسام) و أنزل رأسه بحرج... قالت (أماني) و هي تنظر إلى جدي : بابا عود!
جدي (حسن) : عيون بابا عود
(أماني) : تتذكر يوم كنت تودينا الصخير حق نخيم ويا ربعك و اني و (بسام) كنا صغار؟
قال جدي (حسن) بحنان : أييي و الله يا بنتي... أيام حلوة كانت
(أماني) بأبتسامة مشرقة : ويش رأيك نروح نهاية هالأسبوع كلنا ويا بعض؟ ترى والله خاطري! من زمان ما سوينا جذي!
جدي (حسن) : أي بس يا بنتي لحين الجو حر و ما يصلح للتخييم! أجليها للشتى أحلى
(أماني) بخيبة أمل : أن شاء الله
قال جدي محاولاً إرضاء (أماني) : ويش رأيش أعزمش على مطعم على حسابي؟ أنتين و أخوش الهقل هذا و هالكتاكيت ذلين؟ (مشيراً إلى ناصر و نادين)
(أماني) و (نادين) في نفس الوقت : صدق؟ الاااااااااي
ضحك جدي مع قال : كل شي ولا هالأقمار الي وياي
و ركضت (نادين) لتقبيل جدي و جلست على حضنه و قالت : الله لا يحرمنا منك بابا عود
سألت عمتي (رباب) بتردد : حتى (آمال) تروح وياكم صح؟


لفت أنتباهي سؤال عمتي (رباب) و بقيت أحدق بها و بالجميع بصدمة، و في أعماق قلبي كنتُ أمل أن يقول جدي "نعم"...و بقيتُ أبتسم له و كأنني أترجاه بالموافقة و لكن و ياللأسف...نظر إلي ببرود و ثم قال بنبرة حادة و بصوتٍ عال بعد أن ضرب بيده على الطاولة بقوة : أتوقع أنا حددت الأشخاص الي أمبيهم وياي!
تلاشت أبتسامتي, نظر إلي جميع من في المائدة بحرج و شفقة, قلتُ بصوتٍ خافت و أنا أبتسم بحرج : عن أذنكم... ثم ركضت مسرعة إلى الطابق و بالتحديد إلى غرفتي, أغلقتُ الباب و أنطبحتُ على السرير و أنا أبكي بغزارة... و التساؤلات تدور في رأسي... إلى متى؟ إلى متى سيظل يعاملني و كأنني أحد أثاث المنزل، و لماذا؟ متى سوف يحين وقت معرفتي بالسبب؟ الشيء الوحيد الذي أكرهه في العيش هنا... هو تجاهلهُ و تعاملهُ البارد لي... حاولت كثيراً أن أكسب محبته و رضاه و لكن لا حياة لمن تنادي, و رغم كل شي... أحبهُ... و ربما هذا ما يجعل الأمر صعباً... أن يتم تجاهُلكَ.. من شحصٍ تحبه.



الساعة/ 23:15 pm


أستقيظتُ من نومي و أنا مذعورة... الحلمُ نفسه! تذكرتُ الشاب الذي رأيته في المقبرة...أشعر بالخوف... كيف أجدُ تفسيراً لهذه الظاهرة يا ترى؟ سميتُ بالرحمن... ثم نهضت من السرير... كنتُ أرتدي "دشداشة" برتقالية اللون و قصيرة الأيدي أستعرتُها من عمتي (هدى) ..خرجتُ من غرفتي للنزول إلى المطبخ للشرب الماء... كان الممر مظلماً و لكنني لم أكترث، فأنا لا أخشى الظلام... تابعت طريقي للنزول إلى الدرج... و لكن فيما بعد...توقفتُ بجوار باب الغرفة المغلقة أو "المحظورة"... نظرتُ إليه بفضول...ثم توقفت أمام الباب و التفتُ حولي يميناً و يساراً... ممدتُ يدي إلى مقبظ الباب ببطىء...و بعد أن أمسكته يدي...حركتُه و لكن ما يفُتح كالعادة... نظرتُ إلى الباب و أنا أضع يداي على خاصرتيَ بتذمر و سألت نفسي "متى سأحل لغز هذه الغرفة أيضاً" ... ثم تابعت طريقي و نزلت إلى الطابق السفلي و توجهت إلى المطبخ و سكبتُ لي الماء و شربته لأروي ضمئي، و بعد لحظات سمعتُ صوت موسيقى و غناء صادر من المجلس فجائني الفضول لأعرف من يغني... ذهبتُ إلى هناك فرأيت العمة (هدى) ترقص و تدور حول نفسها بحالمية, كانت ترتدي فستان نوم أبيض طويل و بدون أكمام، و شعرها البني الطويل متدلي على ظهرها، كانت ترقص على أغنية باللهجة اللبنانية و تغنيها إمرأة... كانت هي قد "شغلت" من هاتفها النقال الذي كان موضوعاً على الدرج الصغير في المجلس... و الشموع التي في المجلس كانت مشتعلة، ظلت هي ترقص و تغني مع الأغنية، و كانت كلمات الأغنية كالأتي :-

معذور لو جن القلب معذور
بعيون عم تغزل حلا معذور
مين اللى ما بيحبك يا ويلى من قلبك
مغرور قلبك يا حلو مغرور

بتمون على الدقه ولولا القلب شو بيبقى
حبيبى ان غبت راح بشقى راح بشقى
عينك على قلبى شوى و شوى واتوقا
قلبى حنون مابيلقى مابيلقى ..
بتمون


أعترفُ بأن الأغنية كانت جميلة، و صوت المغنية جميلٌ أيضاً, أما صوت عمتي (هدى) فلا بأس به... على فكرة أنا لم أعتد على الأستماع إلى الأغاني العربية عندما كنتُ في كندا، و لا أعرف الكثيرين من المغنيين العرب، بقيت العمة على الحال الذي كانت عليه دون أن تنتبه لي...و لا أدري لماذا كنتُ مستمتعة بمراقبتها... و فجأة أستدارت لي العمة (هدى) و هي تمد ذراعيها إلى فوق و قالت بصوت مسموع و هي مغمضة العينين : بتموووون ! ... و بمجرد أن فتحت عيناها و رأتني شهقت! و بعدما رأتني جيداً أخذت تنهيدة و جلست على الكنبة بالقرب من الدرج الصغير و أطفئت الأغنية و قالت بعتاب : (آمالو) يالنحيسة زهقتيني بغى قلبي يوقف بسبتش! ليش ما قلت ليي أنش واقفة ؟
ضحكتُ بخفة ثم قلت : مادري... و قلت بمرح : كان عاجبني الفيديو كليب الي سويتنه!
قالت بحرج : فشيييلة! أكيد صوتي كريه و كنت أضحُك له !
جلست بجوارها ثم قُلت : لا بالعكس... و عجبتني الأغنية
قالت لي و هي تبتسم : و أني بعد... و تقريباً كل أغاني (إليسا) يعجبوني, أحب أغاني الحب و الرومانسية و بالذات أغانيها!
قلتُ لها : اي يبين عليش رومانسية، أكيد زوجش مستانس لأنه عنده زوجه مثلش
لم تعلق العمة، و أنزلت راسها و أبتسمت و كأنه تحاول إخفاء حزنها
نظرت إليها و قلت بارتباك : أني مو قصدي أضايقش
أبتسمت ثم مسحت على خذي و قالت : لا حبيبتي... ما ضايقتني... ثم تابعت و قالت بصوتٍ مليء بالحزن هي تفكر و متكفة الأيدي : أني مستانسة أن (عباس) بيرجع... بس مادري... أحس روحي تعبت... تعبت من سفره و غيابه الدائم عن البيت... و معظم شهور السنة أني أقعد في بيت أبوي ويا الجهال... أنتظر الوقت الي يجي و يتقاعد فيه... و يغير هالحال... صدق راتبه زين و موفر لينا كل الي نحتاجه... بس ناقصنه وجوده ويانا... (نادين) و (ناصر) متضايقين من هالشي بعد... يتحسرون لما يشوفون رفقانهم في المدرسة يجون ويا أبهاتهم و يوصلونهم و يرجعونهم... و لما يجون ليهم في اليوم المفتوح... و لما زملائهم يتكلمون عن نشاطاتهم ويا أبهاتهم و هم يحسون روحهم ما عندهم شي يتكلمون عنه.... الأسوء من جذي... أن هو لما يرجع و يقعد ويانا... يصير كله ما ليه خلق يسوي شي و يبي بس يقعد في البيت... و.... أني و (نادين) و (ناصر)... واجد نحاول نفرحه و نسعده... بس... ردود أفعاله تكون في أغلب الوقت باردة... و تنحبط معنوياتنا في الأخير.


بقيت أسمعها و أنا متأثرةٌ بكلامها... و في نفس الوقت أشعر بالغرابة لأنها تشكي لي... واضح أنها متضايقة جداً.
نظرت إلي... ثم أبتسمت و قالت لي : سامحيني حبيبتي... عورت راسش.
قلتُ لها بصوت خافت : لا عادي
أبتسمت لي بحنان، ثم وضعت يدها على فمها و تثاءبت و بعدها قالت : يلا صار لازم أنام... و أنتين بعد نامي.
قلتُ لها : بنام بعد شوي
قالت لي و هي تبتسم و الحزن لا يزال في عيونها : تصبحين على خير
- و أنتين من أهله


و أخذت هاتفها و غطت أكتافها الظاهرة ببطانية وردية كانت موضوعة على الكنبة و غادرت لغرفتها في الطابق العلوي... بقيت أفكر و أنا لا أزال جالسة في مكاني... مع مرور الوقت أكتشفُ بأن كل فردٍ من أفراد هذه العائلة له همومه الخاصة... لسبب قررتُ الخروج إلى باحة المنزل... خرجت إلى هناك و جلستُ على الأرجوحة... نظرتُ إلى السماء... سبحان الله... كم هي فائقة الجمال... و بالأخص في تلك الليلة كانت الكثير من النجوم واضحه و كان القمر بدراً... تذكرتُ والدتي و عشقها للسماء و للطبيعة بشكلٍ عام... تذكرتُ كيف كانت تقول بأن هذه المناظر الخلابة تشعرها بالتفاؤل... و تجعلها تشعر بأنه... رغم كل الأشياء المؤلمة التي قد تحدث لنا... فأنه هناك الكثيرُ ينتظرنا... الكثير من الأشياء الجميلة تنتظرنا في نهاية من المطاف بعد كل المحن...ربما في ذاك الوقت بالتحديد علمتُ ماذا كانت تقصد... لن أفقد آمالي بالحياة... بقيتُ أتأمل النجوم لساعات فاقدةً أحساسي بالوقت... و فجأة...أنقطع حبل تأملي بعد أن شعرت بأحدهم يجزُ الأرجوحة من جهة الأمام... فشقهت بذعر إلا أن ألفتُ أمامي فأتضح بأنه (بسام)... الذي كان يضحك بسخرية علي!

قلتُ له بتذمر : ما يضحك! زهقتني يالمجرم! أحين حسيت بشعور عمو (هدى) !
(بسام) و هو يحاول أيقاف ضحكه : الا قاعدة أشوف !
هززتُ كتفي بمعنى "لا أعلم" و قلتُ : نمت و قعدت... و أحين أحس صارت طارت النومة بسبب.... و لم أُكمل... لا أدري لماذا لا أحب التحدث عن الأمر!
(بسام) بأهتمام : بسبب شنو؟
قلتُ بأرتجال : بسبب الأرق...
سأل (بسام) بغباء و عيناه مفتوحتان على أقصاهما : "عرق" ؟؟؟؟
نظرت إلي بصدمة و قلت بصوت عالي : (بسام) بلا هبالة! أقول ليك أرق!!! مو عرق!
(بسام) و هو يضحك : ويش رأيش تقعدين الأوادم الي نايمة مرة وحدة؟
أنتبهتُ إلى نفسي و أنزلتُ رأسي حرجاً... قلتُ بصوت خافت : أسفة
ضحك (بسام)... فسألته ما الذي يضحك فأجابني : لأني ما ليه داعي تعتذرين ليي بخصوص انش بغيتين تقعدين الناس!
قلتُ له : لا أني أعتذر لأني صارخت عليك...
(بسام) : جيبي 10 دينار أسامحش
قلتُ و أنا أضع يدي على رأسي : يا ربي ويش هالأنتهازي الي قدامي!
قال (بسام) بنبرة جادة : اصير أسائلش سؤال... و تجاوبيني بصراحة؟
نظرت له بأهتمام... ثم قلت بأرتباك : اممم أن شاء الله...بحاول... تفضل قول.
(بسام) بهدوء : ليش أنتين صار ليش فترة ما تتكلمين وياي نفس قبل... و اذا أكلمش ما تتكلمين وياي عدل؟
لم أعرف في البداية كيف أجيبه...و بقيت أتلفتُ حول نفسي بأرتباك... إلى نطقتُ أخيراً و قلتُ بتردد : و لا شي... و مو قصدي أحرجك... بس (أماني) ق...
قاطعني بالكلام و قال و كأنه مؤكدٌ على كلامي : توقعت! أكيد (أماني) قالت لش شي!
أنزلتُ رأسي و قلت : أممم هي عصبت بسبب أخر مرة أنا كلمتك فيها عدل... و قالت ليي كلام شوي يزعل... قالت... أن كل أفراد العائلة متضايقين من تصرفاتي و يحسوني متحررة واجد و مادري شنو... و اني ما أمبي أحد يضايق مني خصوصاً عقب ما قبلتون تتحملون مسؤوليتي و تخلوني أعيش وياكم...
ضحك (بسام) ثم قال : طلعتين بريئة على فكرة... و أنتين صدقتين كلامها؟
نظرتُ إليه بصدمة و سألت : يعني هي كانت تجذب عليي؟
تغيرت ملامح (بسام) و بان عليه التوتر... جلس على الأرجوحة قبالي ... و قال بتردد : راح أقول ليش عن (أماني)... بس... لا تبينين أني قلت لش هالكلام..مادري...الأحسن أنش تخلينه بيني و بينش
قلت له بأهتمام : أن شاء الله
(بسام) : (أماني) أختي... و أنا ما احب أتكلم عن أحد و بالأخص إذا يصير ليي بس... (أماني) عندها بعض مشاكل مع نفسها... و لازم أحد يساعدها أن هي تتخلص منها...
قلت له بأنني لم أفهم... فأجابني قائلاً : (أماني) ما كانت شخصيتها جذي يوم كانت صغيرة... كانت حيوية أكثر و كله تضحك و تحب تمزح و كانت أجتماعية أكثر من أحين...و كانت واجد متعلقة بأبوي...بس عقب صارت ليها أشياء... خلتها تتغير
سمعتُ حديثه و أنا أشعر بالغرابة... لم يسبق أن سمعتُ بوالد (بسام) و (أماني) حتى تلك اللحظة.
(بسام) : بس... أبوي الله يسامحه... تركنا يوم كنا أحنا صغار... و سافر لروسيا...و طرش ورقة طلاق للأمي... و هالشيء جرح أمي واجد... و محد فينا عرف سبب قراره في البداية و كانت كل العائلة مصدومة... و بعد فترة أكتشفنا أن هو أتزوج وحدة روسية...
قلتُ بصدمة : روسية ؟؟؟
(بسام) بحزن : أي... و طبعاً هذا الشي أثر علينا كلنا... و بالأخص (أماني)... لأنها كانت أكثر وحدة قريبة لأبوي...كانت في ذاك الوقت عمرها 9 أو 10... و ما اتحملت... أن أبوها الي كان أكثر شخص تحبه في الكون...تركها و بدون حتى ما يودعها...و بدون حتى ما يسأل عنها أو عنا عقب... و الحادثة الثانية صارت لما كانت لحين في الأبتدائي...(أماني) من يوم هي صغيرة طالبة متفوقة و درجاتها دائماً عالية و واجد ما شاء الله و واجد من المعلمات يحبونها و يعاملونها معاملة خاصة... فعشان جذي كانت تتعرض لمضايقات واجد من الطالبات الي وياها... وحدة من زميلاتها في الصف كانت بتسوي عيدميلادها في بيتهم... (أماني) في البداية ما كانت تبي تروح... بس أمي غصبتها أنها تروح... و خلتها تلبس فستان جديد... و تأخذ وياها هدية... و اظاهر أن ذيك و رفيقاتها ما كانو يبون (أماني) تجي من الأساس... لأنهم خلوها تلف شريطة على عيونها يازعم بيفاجئونها و تالي... سكتَ لفترة ثم قال : لوعوزها و لوعوزو فستانها بأصباغ خربوه... و عقب ما أنتهو كلهم قعدو يتضحكون عليها...
وضعتُ يدي على فمي لفترة من الصدمة... ثم قلتُ بصوت خافت : هذي إهانة..
(بسام) بحزن : أدري... و (أماني) ظلت حاسبة روحها في غرفتها و تصيح لثلاثة أيام... و من وقتها.. صارت كله ساكتة و ما تحب تختلط ويا الناس و كتومة زيادة عن اللزوم...
أنزلتُ رأسي حزناً و قلتُ لنفسي ان ما قالهُ (بسام) يفسرُ الكثير، أصبح لدى (أماني) عقدةٌ من الناس بسبب المواقف المؤلمة التي حدثت لها عندما كانت طفلة، الحوداث المؤلمة كالتنمر و طلاق الأباء التي يعاني منها الأخرون في سن الطفولة، لا بد لها أن تؤثر فيهم و في تفكيرهم عندما يكبرون.
(بسام) : (آمال)
قلتُ : هلا..
(بسام) : أمبي أقول ليش... لا تزعلين من أبوي العود
نظرتُ إليه بتفاجئ... و هو تابع : أدري تصرفاته وياش قاسية... و لكن صدقيني هو يحبش و راح بيجي اليوم الي... راح تتحسن فيه الأوضاع و تنحل كل المشاكل.
لم أعلق في البداية و كنتُ شاردة الذهن لفترة...ثم نظرتُ إلي و قلت له بنبرة جادة : ليش محد يرضى يقول السالفة؟
(بسام) : أي سالفة ؟
أجبتهُ : السبب الي يخليه ما يرضى يكلمني... أدري أن أنتون كلكم تدرون بالسالفة... و أنتون تحاولون تخشون عني و ما تبون تقولون ليي!
لم يعلق (بسام) و كان التوتر واضحاً عليه... سألته بحزم : صح كلامي والله لا ؟
هز رأسه بنعم... ثم قال : بس الأحسن لش أن ما تعرفين... لأنه الموضوع معقد
سألتُه بصوت عالٍ بعض الشي : عجل شلون بعرف أحل المشكلة إذا ما عرفت سببها؟
(بسام) بأنفعال : مادري! ... بس أنا ما أقدر أقول لش... و لا أحد من العائلة يقدر يقول لش... لأنه كلنا حلفنا أن ما نقول...و هذا كل الي أقدر أقوله.
لم أردَ عليه، و بعد دقائق من الصمت قال : أسف... لأني رفعت صوتي... ثم نهض من على الأرجوحة و نظر إلي قائلاً : لا تفكرين في الموضوع...كل مشكلة و ليها حل... يلا أحين صار لازم أنام... تصبحين على خير


قلتُ له : و أنت من أهله... و دخل (بسام) إلى المنزل... و أنا بقيتُ في مكاني...أفكر... و أنظر إلى السماء... قلتُ لنفسي... بيما أنه لن يخبرني أحداً بالسر... فيجب علي أن أكتشفه بنفسي! نعم... أعلم بأن هذا يعدُ تحدياً... و بأنني قد أقع في المشاكل... و لكنني لا أكترث... بقيتُ شاردة الذهن و فقدتُ أحساسي بالوقت مجدداً، و بعد مرور دقائق عديدة... قررتُ الدخول إلى المنزل و العودة إلى النوم... و لكن فجأة سمعت صوتاً قادماً من داخل المنزل و شعرتُ بأن أحدهم على وشك فتح باب المنزل الأمامي و الخروج منه... فركضتُ مسرعة للأختباء وراء شجرة اللوز الكبيرة... ثم بقيت أتجسس من وراء الشجرة و كنت أراقب بصمت و حذرٍ شديدين، كانت العمة (رباب) ! مرتدية عباءتها و تحمل معها كيساً أبيضاً و كان ممتلئاً بالأغراض و كانت تحمله بصعوبة، و مثل المرة السابقة كانت تتلفت يميناً و يساراً للتأكد من أن لا أحد يراقبها، توجهت إلى بوابة المنزل و خرجت منها ثم أغلقت البوابة مجدداً، سمعتُ صوت أنشغال السيارة و بعد لحظات سمعتُ صوت أنطلاقها، و على يبدو أن وضعت الكيس في صندوق السيارة قبل أن تنطلق.


1- يا ترى ما هو مصير علاقة (أماني) ب(محمد)؟
2- ما حكاية الشاب الذي تراه (آمال) في منامِها؟ و هل سوف يكون له دور مهم في الفصول القادمة؟
3- مقاطعة الجد ل(آمال)، و مغادرة العمة (رباب) البيت سراً، و الغرفة المحظورة... أيعقل أن تكون هناك صلة ترابط بين هذه الألغاز ؟ و متى سوف يحين وقت أكتشافها؟

يمكن القول، بأن الفصل الثالث هو البداية الفعلية للقصة.









-يتبع-






نهاية الفصل الثالث



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 09-09-14 الساعة 07:50 PM
King With No Crown غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.