27-02-15, 02:25 PM | #31 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء 29 ... ، ، جلجلت الأجراس ، ودوت أصواتها ، داعية الناس لحفلة زواج ندى ورامز ، في أول يوم من أيام عيدنا الكبير ، وبينما كان المدعوون يتوافدون كنت أهيم في الشوارع ، و أهدأ في مكان . أصوات الأجراس تدوي في أذني و تقرع كطبول بدء المعركة ، و أظافر شيطان الجنس تتغلغل بين أضلعي لتسحقها بقوة ، وتمزق لحمي قطعا قطعا . أجري في الطرقات هربا من شبح مرعب ، يحمل بيده عصا من الشوك ، يضرب بها ظهري ضربا موجا . دخلت صالة للسينما و غادرتها بعد لحظة . زرت زميلا لي ثم تركته بسرعة حائرا مذهولا . مررت بكل الأماكن . عبرت جميع الشوارع ، حتى أعياني التعب ، وبدأت نفسي تخمد . و مع حلول الظلام قصدت منزل نوال حيث وجدتها مع جدتها . حييتها ... وجلست حزينا كأن الموت قد خطف مني عزيزا غاليا . و ما لبثت أن سألت : - هل كنتما في حفلة زواج ندى . أجابت نوال : - نعم . - كيف كانت الحفلة ؟ - بسيطة جدا . - هل كانت ندى جميلة جدا ؟ - إنها كما تعرفها .. لا بأس بجمالها . - و العريس ؟ - ليس كما ينبغي . - لتحل اللعنة عليه وعليها . - أتمنى أن لا يكون هذا موقفك منهما . - و هل أبارك من حطما حياتي و القيا بي إلى جهنم ؟ - لقد انتهى كل شيء الآن ، وعليك أن تتمنى لهما السعادة . - لم ينته شيئا بالنسبة لي . ما زالت ندى طفلة يتيمة صغيرة تسير بجانبي دائما ، وتبقى معي أبدا . - حاول أن تنسى . - كيف ؟ - بأن تبتعد عما يذكرك بها . - كل شيء يذكرني بها ... الشمس ... القمر ... السماء ... الأرض ... المساء ... الليل ... - قريبا ... عندما تذهب إلى البلدة تهدأ جراحك هناك ، بين أهلك . - لن أذهب إليها ... ماذا أفعل فيها ... و قد كانت مصدر كل بلاء لي ... و أكره كل شيء فيها حتى أقرب الناس إلي . - ليتك تسافر معنا غدا . - هل ستسافرون في الغد ؟ - نعم .. لولا زواج ندى لسافرنا اليوم ، لأن عطلة العيد بدأت منذ البارحة ... ألم تعطل مدرستكم ؟ - بلى . - لماذا تبقى هنا طيلة أسبوع و المدرسة مغلقة ؟ - لأنني لا أرغب في الذهاب إلى البلدة . - ألا تعتقد أن لقاءك مع أهلك و أصدقاءك قد يريحك . - لا أهل لي ولا أصدقاء . - لا .. لا داعي لكل هذا اليأس و الألم .. و أكرر رجائي بأن تذهب معنا إلى البلدة . - اعذريني ... لن أذهب . - أنت مصمم على ذلك . - نعم . - هل تريد شيئا من البلدة ؟ - لا ... شكرا . - سأبلغ تحياتك إلى أهلك . - أرجوا أن لا تفعلي هذا . - كما تشاء . وبعد قليل انصرفت . ، ، وهكذا أنهيت جزءا متذمرا حزينا و انتظروا الجزء القريب الذي يتلوه لن أتأخر سيكون بين يديكم غدا العصر أو المغرب انتظروا الجزء 30 يتلوه 31 و تنتهي القصة بعد هذين الجزأين . مع التحية ... همسة غرام | ||||
27-02-15, 02:27 PM | #32 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء 30 ، ، غرفتي غارقة في الصمت ... مفعمة بالأسى ... تتراقص في أجوائها أشباح ماض ٍ حزين . و نفسي كغرفتي تسبح في بحيرة من الحزن ... و قد تناثرت أشلاؤها في كل زاوية وركن . و جسمي لا يخلو من الآلام ... إنه يعاني آثار برد و زكام شديد ... مما أجبرني على الاستلقاء في السرير . و حين قرع باب غرفتي ... كان المساء يسحب أنامله الناعمة ، عن شعر الليل الأسود الطويل . تحاملت على نفسي ... و نهضت لأفتح الباب ، أطل منه وجه ملائكي ، أسعدني وجعلني أهلل له : - نوال !...أهلا بك يا نوال . حيتني وهي تدخل : - مساء الخير ... يا سمير . - مساء ألف خير ... تفضلي . استرخت على أحد الكراسي ، وتابعت القول : - نوال ... هل جئت من السماء لتخلصيني من ضجري ، أم أرسلك الإله لمواساتي ؟ - جئت من البيت لأوقظك من نومك . - لم أكن نائما . - ماذا تفعل إلى هذه الساعة في السرير ؟ - إنني مريض قليلا . - مريض ؟ - نعم ... بعض البرد والزكام . - عد إلى سريرك لئلا يزداد مرضك . - سأعود إليه إذا كان هذا لا يضايقك . - افعل ما يريحك لأنه يريحني أيضا ، ولا ضرورة للرسميات . جلست في السرير ، مسندا ظهري على حافته ، و انتقلت نوال إلى كرسي قريب مني : - متى حضرت من البلدة ؟ - البارحة ... و توقعت أن تحضر لزيارتنا . - آسف ... لم يكن بإمكاني أن أفعل ، و لم أغادر المنزل منذ يومين . - هل حالتك سيئة ؟ - ليس كثيرا ... كيف حال البلدة ؟ - بخير جميع الأصحاب والأهل يهدونك تحياتهم . و مدت يدها إلى جيبها ، و أخرجت قطعة نقود كبيرة ، قدمتها إلي : - أرسل لك والدك هذه النقود . - أرجو أن تعيديها إليهم .. لا أريدهم و لا أريد نقودهم . - ولكن والد أخبرني أنك لم تأخذ نقودا منه منذ مدة طويلة جدا . - و لن آخذ منه شيئا أبدا . - كيف تعيش ؟ - أدبر أمري . - كيف ؟ - وجدت وسيلة تؤمن لي عيشي . - أتخفي أسرارك عني ... كنت أعتقد أن صداقتنا تتجاوز حدود كل الأسرار . - و هي كذلك . - إذن أخبرني عن وسيلة تأمين عيشك . - لماذا ... هل تقامر ؟ - لا . - أتستدين ؟ - أيضا لا . - عجيب أمرك . إذا كنت لا تريد أخباري ، على الأقل اطلب نقودا مني ، إن والدي – كما تعلم – غني جدا و لا يبخل علي بشيء. - شكرا ... لدي نقود كافية ... و سأخبرك كيف أحصل عليها . - تفضل. - إنني أعمل . حملقت إلي : - عملت حمالا في البدء . - حمالا !؟ ... إنك تمزح . - بل أقول الحقيقة . - و هل تركت المدرسة ؟ - لا .. أعمل خارج أوقات الدوام . - أكاد لا أصدق .. أنت الذي لم تمس يداه سوى القلم تعمل حمالا ! - اضطررت إليه . - و لماذا اخترت هذا العمل ؟ - لأنني لا أعرف غيره . وقاسيت كثيرا قبل أن أختاره . جعت ... تشردت ...طالبتني الجارة مرارا وبإلحاح بأجره الغرفة ، و قررت الذهاب إلى ساحة البرج لأحمل محافظ السادة ... وقفت بعد ظهر أحد الأيام أراقب المسافرين و هم يغادرون سياراتهم ، و الأولاد الفقراء الذين يتزاحمون على حمل أمتعتهم ، ترددت في الإقدام على هذا العمل . و كدت أدور عل عقبي و أعود ، لو لا أن شعرت بعضة الجوع ووخز كلمات الجارة اللجوج . ومر أمامي مسافر و مسافر ... و أن أتردد ... ويضيع من يدي ... و أخيرا تقدمت من أحد المسافرين وقلت : - هل تسمح لي أن أحمل محفضتك ... يا سيد ؟ نظر إلي طويلا ، إذ لم يكن مظهري يوحي بأني حمال ، وسأل: - أتريد حمل المحفظة ؟ أجبت : - نعم ... إن سمحت . ألقى المحفظة بين يدي ، وسار أمامي . تبعته إلى فندق قريب ، ولما سلمته المحفظة وضع في يدي ... ليرة . فرحت بالنقود و عدت لأكرر العملية ، حتى هدأت حركة المسافرين . و دأبت على هذا العمل كل يوم في أوقات فراغي . وكان اشد ما أخشاه هو أن يراني بعض معارفي متلبسا بأمتعة أحد السادة المسافرين . - أما زلت تكرره إلى الآن ؟ - لا ... و أعمل منذ أسبوعين عند بائع للشطائر ، و هذا أفضل من عملي السابق ، ولا يتطلب جهدا كبيرا . صرخت نوال : - سمير ... سمير . رفعت رأسي و نظرت إلى وجه نوال . كانت دموعها تتدفق بغزارة و سمات وجهها مكفهرة : - ما بك يا نوال ؟ لم تجب و استمرت في النشيج والبكاء : - لا داعي لهذا ... يا نوال ... إن العمل شرف للإنسان مهما كان نوعه . وقد عرفت أن الإنسان لا يصبح إنسانا حقا و يعرف الحياة حق المعرفة ، إذا لم يعمل . وما استفدته من العمل ليس مجرد الحصول على نقود ، و إنما على شعور بالقوة جعلني أصمد للحياة بعد ما فكرت في التخلص منها . سالت نوال وهي تمسح دموعها : - كل هذا بسبب ندى ؟ - كانت نقطة البداية فقط . - ثم انتشرت النار ، وكادت تحرقك . - ربما . - سمير .. ألست صديقتك وغالية عليك ؟ - أنت أعز أصدقائي و أغلاهم . - ألا أستطيع أن أملأ شيء من الفراغ الذي تركته ندى ؟ حدقت إليها ... و تابعت بانفعال : - لا تنظر إلي هكذا ... أنا لك سمير ... خذني ... أفعل بي ما تشاء ... سكن بي جراحك . و عادت إلى البكاء . أمسكت بيدها : - عزيزتي نوال ... لا مبرر لأن تضحي بنفسك لأجلي بهذه الصورة . أجابت بعناد : - أنا لا أضحي . - ما معنى كل هذا إذن ؟ أطرقت قليلا ... ثم قالت بحياء : - معناه أنني احبك و أحلم بك . تركت يدها تفلت من يدي ، وقد أذهلني ما سمعت : - و أنا أيضا أحبك يا نوال ... وكان حبي لك دائما لا يقل عن حبي لندى ، لكنه أنبل و أطهر . ومجرد عن الأغراض ، وبعيد عن المآرب الأنانية . - أليس هذا هو الحب الحقيقي ؟ - بلى ... و غيره نزوات أو منافع . - لماذا نتجاهل هذا الحب؟ - لأن ظروفنا غير ملائمة و لا أعمارنا ، و أخاف أن تكرر المأساة مرة أخرى . - لا ... لن أسمح لها بأن تكرر ... وسأنتظرك إلى الأبد . - أين تنتظرينني ؟ ... على أرصفة الشوارع التي يقف عليها الحمالون ، أم في حانوت بائع الشطائر؟ - سـأنتظرك ... ولو في قعر الجحيم ... إلا إذا كنت لا ترغب في . صرخت : - نوال ... لا أريد أحدا غيرك ... و أخشى أن يطول انتظارك . مع طالب أهمل دراسته ، وعامل لا يوفر له عمله حيات تليق بحبيبته . - يكفيني أن أراك ، و أشعر بأنك حبيبي . - يقول المجربون ... إن الحب لا يعيش طويلا بالعواطف و الأحلام وحدها ، ويحتاج إلى ما يأكله و يشربه ويؤويه . - ألا نستطيع أن نوفر لحبنا ما يحتاجه ؟ - سنجاهد لتحقيق ذلك . - ليتك تعود إلى الاهتمام بدراستك و الاعتماد على أهلك لتوفير النقود ، و هذا يسهل نجاحك ، ويقصر الطريق علينا . - سأهتم بدراستي أكثر ، لكي أكون واثقا من النجاح و ليس ضروريا أن أعتمد على أهلي ، و أفضل الاعتماد على نفسي أولا ، و التوفيق بين العمل والدراسة . - هل تأخذ هذا الموقف بسبب خصامك مع أهلك ؟ - لا ... هدأ غضبي عليهم ، وغفرت لهم موقفهم مني أخطائهم تجاهي وصالحت الزمن وكل الناس لأجلك . - و سترجع إلى البلدة وتعيد سيرتك الأولى ؟ - سأرجع في الوقت المناسب . - و نسير معا على درب الكروم ؟ - لماذا تريدين السير عليه ؟ - لأنه المكان الذي خفق فيه قلبي لك أول مرة . - سأسير معك في كل مكان ... ونملأ الكون بالحب . عندئذ وقفت نوال و هي تقول : - ينبغي أن انصرف الآن ... اعتن بنفسك جيدا .. وسأعود إليك غدا . - حسنا لا تتأخري . - لن أتأخر أبدا إلى اللقاء . - إلى اللقاء . ينبع...... | ||||
27-02-15, 02:28 PM | #33 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء 31 و الأخير ... هدأت نفسي ... و عادت إليها طمأنينتها . وبدت كبحيرة زرقاء صافية ... كوردة بيضاء أتمت تفتحها . كنسمة شرقية عذبة ... تهب في أواخر ليلة صيفية . ما أروع هذا الساحر العجيب ... الذي يسمونه الحب . يضحكنا ... يبكينا ... يسعدنا ... يشقينا ... كأنه إله عظيم . يقلبنا بين أصابعه كالعجينة الطرية . منذ لحظات كانت الدنيا تضيق بي ... و جاء ملاك الرحمة . جاءت نوال ... تحمل في يدها غصن زيتون أخضر ... و جرعة حب عذبة . ما كد أتذوقها ... حتى تساقطت كل متاعبي ... و زالت جميع آلامي . و غدا ستعود إلي ... تحمل معها زنابق الأمل ... لنواصل السير معا... في زورق الزمن العابث ... إلى غد مشرق ... (( ترى هل ستجري الرياح مرة أخرى بما لا تشتهي السف ؟)) .................. النـــــــهـــــــايـــــ ــــــة انتهت هذه الرواية بعد تعب وعناء و أتمنى أن تكون أعجبتكم و أعجبكم اختياري لها ... و لا تحرمونا من روعة ردودكم التي أتشرف بها تقبلوا خالص الحب والتحيات ... همسة غرام | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|