آخر 10 مشاركات
مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-04-17, 07:43 AM   #641

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 30-04-17, 07:44 AM   #642

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 30-04-17, 07:47 AM   #643

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 31
"[بينَ أحضانِ الفقدِ] عايشتُ غُربة رُوحٍ تاهت منِّي وسطَ أزقَّةِ الأمس ، غافلٌ عمَّا خرَّبتهُ بوَتيني هزَّاتُ الشَّوق المُضنية ، مُتعبٌ من وهنِ السُّويعاتِ التي تمضِي من حولِي وكأنها سنينٌ تُكابدُ مخاضا عسِيرا كُتبَ عليها الأسَى كُلَّ لحظة ؛ جربتُ أن أمتصَّ أناتِ أحبَّتي وأجمع هالاتها من حولي لتتبلورَ كبوتقة تُفقدني حسَّ الإدراكِ بالزمن ، فما أصعَب أن تضيعَ وسطَ ذاتكَ وأن تُجلَّ بقاءَ الوصبِ فيكَ قسرًا ينبثقُ على ضريحِ اللهفةِ دُونما إرادة .. والأصعب ؛ أن تُلوِّحَ بيُتمِ الطفولةِ المنكُوبةِ لحاضرٍ أنت فيهِ ولستَ فيه ، تُكابدُ المسافاتِ القاتلةِ وهي تسحبُ منكَ عُمرك ، تؤذيكَ في صميمِ الاحتياج وتحرمُكَ حقَّك البسيطَ في هذا الوُجودِ وهو أن تكُون موجووووود / أحيانا تُقتُ لمُتكَئ ينفي عنِّي كُلَّ توصيفٍ ضدَّ الاحتواء ، ولكنَّنِي ما وجدتُ سوى صقيعِ البردِ يلفُّني من كُلِّ رُكن ويعصفُ بي نحو المنافِي الغابرة .. وحيدًا منبُوذا ملعونا بالعُزلةِ القصيَّة والبُؤسُ شَريكٌ تَضامَن مع الوجلِ بجوفي ، وجلٌ مِن أن ينسَوا ملامحِي ، من أن ألقاهُم بعدَ فُراق ، من أن أسمعَ أصواتهُم التي نسيتُ مُعظمها وغابَت عن ظني ، من أن أتبوَّأ علقمَ الهمسِ الذي استكانَ في جُعبةِ النسيان ... والأدهى من أن تخُونني ذاكرتِي فأنسى نظراتهم التي احتفظتُ بها في مقابرِ قلبي حيثُ كنتُ أهربُ كلَّ ليلة لأخرسَ صوتَ الحنينِ إلى القُلوب التي هجرتُها رُغما في مرحلةِ شقاء أنجبت موتًا على قيدِ الحياة.." [[-.. طارق الراجي ..-]] !!
~ بعد مرور شهر ~
في القاعة السرية التي تجتمع فيها العشيرة السوداء
غضنفر:- لقد اجتمعنا اليوم لكي نضع النقاط على الحروف ، فقد جاء الوقت لتغيير أعضاء العشيرة وتجديد النفس فيها لأسباب جلكم تعلمونها ، سقوط صوفيا في قبضة الشرطة عرض صورتها للتساؤلات حتى لو نفذت منها إلا أنها سقطت في طاحونة الشك والظنون ولهذا تمت إزاحتها للحفاظ على سلامة وسرية عشيرتنا السوداء ، والليلة سنتعرف على الشخص الذي سينضم إلينا ويجلس على كرسيها ولكن قبلا أريد أن أعرفكم على الرجل الذي سيعوض غياب عضوتنا هبة …
الدبلوماسي:- اختصر يا غضنفر بدون مقدمات
وجدان:- أجل فلدينا ارتباطات مهمة كما تعلم
غضنفر(نظر إليهما بسخرية):- دبلوماسينا ونعرف إلى أين ملاذه لكن ماذا عنكِ ست وجدان ، كما سمعنا مؤخرا فترددكِ على المحاكم ومراكز الشرطة أصبح مثل التسوق بالنسبة لكِ ؟
وجدان(بإحراج):- كما تعلمون قريبتي في السجن ولا يمكنني التخلي عنها ، وأيضا … طلاقي من حاتم الحمداني أربك مزاجي الفترة الماضية ولكن كل هذا سيبقى بعيدا عن عملنا
الدبلوماسي:- نرجو ذلك وإلا عاجلا وليس آجلا ستسلمين ذلك المقعد لمن يستحق ، فعشيرتنا لن تتوانى في إبعاد أي شخص يهدد سلامتها
وجدان(ابتلعت ريقها):- أعدكم بذلك
غضنفر:- لنعد للمهم مقعدان شاغران هناك كما ترون و أكيد أنتم متشوقون للتعرف على أعضاء عشيرتنا الجدد وجها لوجه لن أطيل عليكم سوف نستقبل أولهم ونتوِّجه على مرأى أعينكم ، ومن لديه اعتراض فليتحدث الآن أو يصمت للأبد ؟؟؟ جيد الصمت علامة الرضا افتحوا الأبواااااااااب …
هدر في رجاله الذين فتحوا الباب العريض للقاعة وأطلوا منها ولم يجدوا أي أثر لأي شخص هناك ، وهذا ما جعل العشيرة تستغرب فمن هذا الذي يتخلف على أول مواعيدهم وكيف يجرؤ ، بدأت الهمسات ترتفع حين نهض غضنفر متسائلا ليتفقد الأمر
غضنفر:- اهدؤوا يا جماعة سوف أتصرف …
توجه خارج القاعة وطلب من الرجال إغلاق الباب خلفه وهنا انطلق ليبحث عنه بين الأروقة والممرات ، حتى فجأة داهمته يد خفية ووضعت مسدسا على جمجمته وقتها جحظ بعينيه بفزع وهو يحاول التعرف على ذلك الفاعل الذي أكيد مؤكد حكم على نفسه بالموت ، .. هنا جذبه هذا للخلف حيث كان الظلام يلف أحد الأركان ، ، جره بعنف إلى أن دفعه لغرفة جانبية وأغلق خلفهما الباب .. لحظتها عدل غضنفر هندامه وهو يحاول تبين صورة الشخص الذي تجاوز كل تلك الحراسة واستطاع احتجازه هناك دون أن يلمحه أحد من الرجال ..
غضنفر(يتفتف وسط الظلام):- من أنت من أنت ؟؟؟؟
ميار(ابتسم بخبث وأشعل زر الإضاءة):- أوبسسسس مفاجأة أليس كذلك ؟
غضنفر(شهق بقوة وهرع للجدار ملتصقا به بخوف):- مي …مممم.. ميااااااااار ك .. كيف هربت كيف اقممم كيف أفلتت منهم ؟
ميار(نظر لجسمه):- يعني مع كل ذلك التعذيب ههه إلا أنني من آل نجيب يعني الصخر ينكسر ونحن لاء …. ويعني أيضا أنك أخطأت اللعب معي ولذلك أظن أن بيننا حسابا يجب علينا إقفاله الآن
غضنفر(عض شفتيه وارتج محله وقد بدأ يتعرق):- له له لا تتهور يعني أنت في وكرنا فإياك وأن تحسب نفسك ناجيا من هذا المطب ، لو مسستني بسوء سينقلب الكل ضدك أنت تعرف ذلك حتما
ميار(مط شفتيه ورفع مسدسه ليحك جبينه):- بالفعل يا غضنفر لأول مرة تصيب في شيء ، أنا غير قادر على قتلك
غضنفر(تنفس الصعداء):- اسمعني ما فعله بك الغبي رشيد بعيد عن مخططاتي ، أنا عقدت معك هدنة مثلي مثل أعضاء العشيرة يعني ما تلا ذلك من تهور رشيد وأنا لما عرفت لم أتوانى لحظة في البحث عنك يعني أردت تقديم المساعدة لأصفي النية بيننا ههه ،،، هذا هو
ميار(ناظره بتعب):- المشكلة أنني غير قادر على تصديقك فأنت نتن مثلك مثل ابنك الذي يعاشر عشيقتك كلما غادرت مخدعك هههه ، أكنت تعلم بذلك ؟
غضنفر(هنا اسودت الدنيا بين عينيه وتمتم):- مم ماذاااا قلت ؟؟؟؟
ميار:- ت ت ت كيف لك أن تكون محاطا بكل هؤلاء الرجال ولا تجد من يسر ويفضح أمر خيانتهما لحضرة جنااااابك ، أووووه غضنفوووور إلى متى كانا سيستغفلانك يا رجل ، امممم مؤسف هو حالك والأكثر أسفا أنه نذل لا يتوب أوتعلم أنه ينتظر مولودا جديدا أجل فجاسوستنا إيمان بركات حامل من ابنك فمرحى لك ستصبح جدًا هههههههههه ، آه يا ربي حرام علي أبعدت الخالة زهرة وإلا لكانت قد سعدت هي أيضا بخبر الحفيد المنتظر يااااااا سلام
غضنفر(جلس على الكنبة من هول ما سمع):- الغبي الأرعن إن لم أقتله بيدي لن أكون غضنفر
ميار:- هذا إن لم أسبقك يا خلف الشيطااااان بعينه ؟
غضنفر(ابتلع ريقه حين رمقه يسدد المسدس لوجهه):- تعقل يا ميار لا تنس أنني من أوجدك ؟
ميار(بوجع دفين):- ههه وهل يخفى القمر .. أكيد لم أنسى ذلك بدليل أنني عرفت موقعك منذ عدة أشهر ولم أحرك ساكنا لأنني أردتك حيا وأردتك أن تعي قيمة روحك بالنسبة لي .. ولكن بعض الناس لا يقدرون قيمة ما يملكونه إلا بعد فقدانه ويظهر لي أن لحظاتك المعدودة ستنهيها في تهجد للمغفرة
غضنفر(شبك يديه برجاء):-ميار ميار لقد ربيتك على يدي أنا من انتشلك من التشرد ورعاك لتصبح هذا الرجل الذي لا يهاب شيئااا ، تذكر أن فضلي عليك كبيرررر
ميار:- وحسابك معي أكبر ، هل تريدني أن أعدد لك مثلا لنبدأ بجوزيت وما فعلته بها وبالتمثيلية التي جعلت حياتي جحيماااااا بعد فقدانها ، أو لننتقل إلى حكيم حكيييييم أتذكر العذاب الأسود الذي جعلته يكابده فقط لكي تضغط عليه وتجعله معنا في هذا العالم الإجرامي ، هل نعد معا ما جعلت رجال همام يقدمون عليه ليقتلوا رجلا بريئا لا ذنب له وتنسب التهمة لابنك ههه بين قوسين عليهم أن يمنحوك لقب أفضل أب في العالم فقد فعلت بابنك ما لم يفعله امرئ قط ….
غضنفر:- هه أنت تذكر هفواتي فحسب ونسيت أن سمر هي التي رغبت بهذه التهمة ، ونحن نفذنا فحسب ولكن بطريقتي أردت أن نضمها لأنها كانت مكسبا رغبت به كهرمانة وأنا خاطر كهرمانة وقتها كان عندي عظيما ، لكن تبلورت الأمور ليتدخل حكيم دفاعا عنها ويحاول إخراجها من محيط كهرمانة وتعرف الثمن الذي كان عليه دفعه لإقصائها من عالمنا ….
ميار(هز رأسه بأسف):- أجل 17 سنة دفعها ثمنا لذلك وما زلتم ترغبون بالمزيد ، لكن سنقف عند هذه المحطة لأنني قمت بوضع نقطة ورجعت للسطر …. يا إما رقبتك أو إقصاء حكيم
غضنفر(بعدم فهم):- ماذا تقصد ؟
ميار:- صراحة خططت لهذا الطلب منذ شهر تقريبا ولكن الأمور تأجلت مرة بعد مرة بسبب ابنك الغبي ، لكن لاحقون على تعديل بعض الإعدادات ، قم معي …
غضنفر:- إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟
ميار:- إلى عشيرتك المصونة أولا عرفني عليهم وبعدها سآخذ الكلمة ، معلوم تدري أنني فطين في صقل الجمل والخطب … امشي
غضنفر:- ويحك من عرق فاسد خلفه فيك عامر نجيب ، أترغب بالموت ؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(وضع المسدس على جانب رأس غضنفر):- والله إن أتتِ الموت الآن فأنا مرحب بكل سرور ولكن ليس قبلك هه
غضنفر(ابتلع ريقه وركبتيه تلتقيان مع بعضهما من فرط الخوف فلطالما شكل له ميار رعبا كان يتملص منه طوال سنين):- أنا متأكد من أنك لن تمسني بسوء ، أنت لا تستطيع قتلي فبين ثنايا ذلك السواد هنالك قلب أبيض
ميار(دفعه وهو يسير معه في الرواق):- معك حق قلبي كان أبيضا ولكنكم لطختموه بأنفاس أرواحكم الكريهة ، وعليه ستجني كلما فعلتموه بي وبأحبتي
غضنفر(يسير معه على غير هدى):- هاااا قل هذا من البداية ، أنت محروق على ما فعلناه بآل الراجية خاصتك ههه صدقني أنا لم أحسب أن متعة الانتقام تتجلى في عدم قتل أعدائك بل في التلذذ بمعاناتهم فردا فردااااا
ميار(هنا شعر بالغضب وضغط أكثر على المسدس):- التزم الصمت
غضنفر(تلاعب بلسانه بخبث وهو يضحك ساخرا ليزيد الفحم):- ههههاهاههه … لم يعجبك حال الغالية سمر أوووه كثير ما حصل لها لكنه قليل فيما فعلته بابني الأخرق ، لقد أرادت سجنه عمره كله ولكنها لم تحسب حسابا لي فما كنت سأسمح ببقاء ابني في السجن أكثر مما أراه مناسبا له … وانتقامي منها يعد نقطة من بحر خطايا آل الراجي التي لا تعد ولا تحصى ، هل حزنت لفقدانها الجنين يلا يا رجل الرشواني موجود أكيد سيعوضان عما قريب هههههه ههههاهاهااا
ميار(توقف عن المسير وأغمض عينيه لكي يتمالك أعصابه):- إن لم تطبق فمك سأطبقه بطريقتي
غضنفر(تابع بصلف):- أو لننتقل للأخت الثانية ما كان اسمها هااااه دعاء الراجي والله بصراحة يعني خذها مني كلمة رجل لرجل ، لم أنوي على إدخالها لمصحة عقلية لكن ألا ترى معي أن التاريخ يعيد نفسه فما حصل مع سمر قبلها يتكرر معها .. المسكينة يا خسارة شبابها فقدت الرجل الذي أحبته وفقدت طفله أيضا تحت ظروف غامضة ولكي أخلي ذمتي أنا من أعطى الأمر لقتل جنينها وجنين سمر نحن في غنى عن امتداد لعرق الراجية يا روحي تفهمني صح … آآآآه ماذا فعلت ؟؟؟؟؟؟؟
ميار(ضربه بحافة المسدس لجبينه بقوة حتى أدماه):- فقط أعطيتك دفعة لكي تأخذ كلامي بجدية وتخرس فحسابي معك لم يبدأ بعد
غضنفر(لامس الدم المنساب من جبينه):- سوف تندم وما فعلته بكم لن يتوقف عند هذه المرحلة ، أقسم أنني سأجعلكم أتعس مخلوقات الأرض
ميار(وثب معه عند باب القاعة الرسمية ورفع حاجبه):- أرني كيف ستقدم على ذلك فور دخولنا ..
دفع الباب برجله ورمى بغضنفر للأمام والذي سقط من هول الدفعة ، رفع يديه بالمسدس للأعلى وهو ينظر إليهم واحدا بواحد وعلى وجهه يرسم ابتسامة جسارة جعلتهم يجفلون لدخول وتطفل وجرأة هذا الشاب الذي ينوي على موته الليلة …
الدبلوماسي(نهض باحتدام من مقعده):- كيف تجرؤ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(صغر عينيه فيه وأخذ يتأمل كل واحد فيهم وهو يشير بمسدسه بإهمال):- واووو العشيرة السوداااااء على مرأى عيني ، يا لها من صدفة سعيدة … هل تأخرت عليكم آه قبل ذلك هل عرفتم من أكوووون ؟
وجدان(تحركت حنجرتها بخوف):- ميار نجيب
ميار(أطل عليها بخبث):- يس يا وجدان الحمداني أو … لنصحح قد غادركِ هذا اللقب بعد الطلاق مبروك عليكِ ، والله لولا تواجد قريبة لي في خط الموضوع لزففت خبر حقيقتكِ لابنكِ المدير
وجدان(قفزت بفزع):- لا شأن لك بأولادي
ميار(تنهد بملل وانتقل ليرمق غيرها بحدة):- وأنت يا حاج راضي هه والله جمعت معلومات عنك وآثرت إرسالها لابنك أيضا ولكن … تتت مع الأسف زوجته تعد شقيقة لجمانة أحببها
الحاج راضي(الله الله طلعت مش سهل يا حاج راضي يا أهلا وسهلا / هنا ابتلع ريقه بجزع):- مم … لا يمكنك فضح أمرنا
ميار:- بلى بلى يمكنني ذلك
الدبلوماسي(رمق غضنفر الذي كان يمسح الدم من على جبينه):- كل هذا غلطتك
غضنفر(هز يديه باستسلام):- كيف سأضبطه ألا تعلم أنه الفهد البري يعني ؟
ميار(عقد حاجبيه بتذمر وجلس على مقعد غضنفر الكامن بالوسط):- ننن غضنفووور لما الكذب لست أنا الفهد البري أنا فقط خلقت اللقب ولكنه ينتمي لما هو أرفع منك قدرة وقوة ، وللأمانة أرفع منكم أيضااااا
الدبلوماسي(نظر لميار الذي اتخذ مجلسه بعنجهية):- أنت جلطة
ميار(غمز له بحماس):- يو ويلكم
العضو رقم 2:- ميار نجيب ما غايتك من هذا الاستعراض ، إذ نعلم جميعا أنك لم تصل إلى مكاننا السري صدفة هناك من ساعدك لتوصل رسالتك لنا وعليه تفضل ؟
ميار(تنهد عميقا):- دوما تساءلت عن سبب تواجدك وسط هذه الشرذمة ولكن لم أجد سوى الطمع غاية لأمثالك
العضو رقم 2:- أنا أكبر منك عمرا وعليك احترامي
ميار:- لم يكن متبقيا لي سوى الدبلوماسي وصاحب المقعد رقم 3 لكي تكتمل كل معلوماتي ، والآن حصلت على الدبلوماسي فمن كان يجلس هناك ؟
غضنفر:- ههه لن تعرف مطلقا لأن البديل عنه سينضم الليلة ولا أدري ما الذي أخره
ميار:- آه آه … أتقصد طارق الراجي ؟
الدبلوماسي(برقت عيناه):- أين هو ؟
ميار(رفع رأسه له):- يفضل أن يجلس الجميع قبل أن أدلي بما لدي …. هيااااااا عيب عيب عليكم هذا التخاذل في أداء الواجب كيف تجعلون رئيسكم الجديد ينتظر همممم ؟؟؟؟
صعق الجميع من جملته ولم يجدوا ما يضيفوه قبل أن يستوعبوا أولا ما تفوه به ، جلس كل منهم في مقعده إلا غضنفر فقد اتخذ مجلس صوفيا وهو حانق على الوضع الذي جعله ميار يعيشه بينما كان يمسح الدم من على جبينه بالمنديل ، لقد استصغره أمامهم وهذا بحد ذاته ذل ما كان سيتحمله ، لكنه آثر التمهل فكل شيء بوقته جميل …. هنا نظر ميار لهم جميعا واحدا بواحد ووضع المسدس على الطاولة وشبك يديه قبل أن يتنهد وينطق بما لديه …
ميار:- قبل شهر حين كنت ما أزال في روما ، أردت وضع النقاط على الحروف بمعنى أردت أن أوقف هذه الصراعات الكامنة بيننا وأقطعها من الوريد وذلك بتسلمي للرئاسة التي ستوافقون عليها جميعا شئتم أم أبيتم ، هذا المقعد كان من نصيب أبي عامر نجيب وأنا الوريث الشرعي لهذا الكرسي وأنا من سيترأس مجلسكم من الآن فصاعدا وأنا من سيقرر ويأمر ويرى الأنسب لي قبلا منكم …
وجدان(ضحكت بسخرية):- ههه إذن قل أنك تنوي استعمارنا وفرض سلطتك علينا ؟
الدبلوماسي(ضحك بسخرية):- هههههه أظن أن ابن عامر نجيب مصاب بالحمى يا جماعة
غضنفر(عرف من نظراته أنه يتكلم بجدية):- ما المقابل ؟
الدبلوماسي(باحتدام):- هل جننت كي تتعاط معه إنه يهذي هه قال رئاسة قال …
الحاج راضي:- ما الذي تود القيام به نحن كلنا نصبنا غضنفر الرئيس ولا يسعك تغيير القوانين الدارجة منذ عقود يا ميار .
العضو 2:- ثم كيف تقتحم مجلسنا هكذا دونما إذن ودونما مشورة ودونما احتراااام ، لتأتي هكذا وتفرض علينا قرارا اتخذته في لحظة طيش لا والجميل أنك ترغب بتفعيله عنوة ؟
غضنفر:- لنهدأ … لنهدأ ونسمع ما لديه
ميار(ابتسم):- طارق الراجي سيتخذ مجلس العضو الثالث حيث اتفقتم ليس لدي مانع طالما هو الذي يرغب بذلك وقد وافق حينما عرضتموه عليه ، الآن لن أشكل مشكلة من هذا لأنه لا يعني لي أي شيء
غضنفر:- ههه حتى أنك حين تساءلت عن العضو الثالث الذي اتخذ مجلسه لم تماطل لمعرفته وهذا ما يجعلني موقنا بأنك أساسا تعرفه منذ البداية
ميار(ابتسم بخبث):- لا شيء يخفى عني ، وصدقا الأمر لا يعني لي على الإطلاق
غضنفر:- أظنك تقتص لتهميش أمك بسببها ؟
ميار(اهتزت حدقتيه):- مثلما كنت تعاني أنت من تهميش وجودك الذي يشبه العدم في زمن أسيادك مثل الآن ، لذلك لا تغرنك الهيبة التي منحها لك هؤلاء لأنك بالنسبة لي لا شيء مجرد نكرة …
الدبلوماسي(رمق امتقاع وجه غضنفر وضحك):- طالما لست أهلا لمجاراة هذا الفهد فأرجح أن تلتزم الصمت يا غضنفر ، وأنت يا شاب انهض من ذلك الكرسي وغادر لعرينك واتبع التعليمات كما مضى لأنك لن تجلس محلك ولو انطبقت السماء على الأرض …
ميار(ناظره بتمعن):- أنت تخشاني وتخشى أن أكون قد حصدت نقاط ضعفك آنفا ههه ، ولكن لأختصر عليك فقد عرفتك أصلا ومخاوفك تحققت بفضل التي أعطتنا شريط فيديو لحفلة أمها الأخيرة ودلتنا على الدبلوماسي الذي تطرق لحادثة اغتيال ميرنا الراجي يوم برنامجها ، يعني لم يكن الأمر بتلك السهولة فقد أخذتَ مني قرابة نصف ساعة لحين وجدتك وتعرفت على ملامحك جيدااااا جداا ، كيف لم أفكر فيك وأنت الذي ادعيت قرابة أبي لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم
الدبلوماسي(ارتجف محله لكنه لم يبرز ذلك):- يستحيل أن تذكرني يا ولد لأنني لم أسمح لك بذلك
ميار:- هل أنت واثق من ذلك سيد فاروق ؟
فاروق الدبلوماسي(جحظ بعينيه وناظر غضنفر الذي هز كتفيه بدون فهم):- كيف ؟؟؟
ميار(عدل جلسته ومد يده يلاعب المسدس واضعا رجلا على رجل):- والله الأمر كان ببساطة شديدة وليندا ساهمت في إعطاء هذه المعلومات مقابل حضن من حكيم الراجي الذي تعبد عشقه ، أظنكم جميعا تعرفون بمشاعر تلك المختلة المشعوذة هممم ؟
فاروق(هنا رمش وقد اعتصر قلبه الألم):- ما الذي تهذي به إنها سيدة مرموقة وأكيد هذه الخزعبلات من نسج خيالكم فقط ؟
ميار:- اممم كنت لأوافقك الرأي ولكن لدي دلائل على ذلك وصور حتى ستجدونها على هواتفكم الخاصة ، آه قبل أن تتساءلوا أكثر عن كيفية توصلي لذلك فأذكركم بأنني الفهد البري الذي مهما حاولتم استغفاله والتلاعب معه ستجدون أنفسكم أمام جدار سد
الحاج راضي(بتأفف):- أستغفر الله العظيم الآن ما غايتك يا ولد ؟
ميار:- أن أسترد حقي في هذه الطاولة وإن لم يحصل اعتبروا أن طارق الراجي خارج دائرتكم ، وغير ذلك لا يهمني
غضنفر:- هنالك رشواني يا ميار إن كنت غافلا عن ذلك فهو سيتخذ المقعد الشاغر خاصة صوفيا
ميار:- أعلم ذلك جيدا وأعرف بما ضغطتم عليه ولذلك أخبرتهم أنني لا أهتم به ، لو جلس على ذلك المقعد ستكون أوامري له هي ذاتها لكم
غضنفر:- ما غايتك بطارق الراجي إذن ولما تعتقد أنه ورقة رابحة في يدك ؟
ميار:- وجه جديد ونفس جديد وشخص سيغطي حضورها الغائب فقد كان وجودها كعدمه ، ولذلك آثرتم استغلال الظرف لإقحامه في عالمكم هذا وجعله ورقة ضغط عليها لكي تتكتم على أسرار العشيرة وأيضا لكي نستجمع فرصا أخرى لتوسيع إمبراطورية الفهد البري وشركاؤه .. أليس كذلك ؟
فاروق:- كذلك كذلك يا ميار ، لكنك غفلت عن شيء مهم طارق الراجي والرشواني ورقتين رابحتين نعم ولكنك الأهم والأفضلية لك فلما تريد تصعيب الأمر علينا وعليك فيستحيل أن نسلمك الرئاسة في ظل وجود غضنفر وهذا القانون نمتثل عليه منذ أمد
ميار(أشار بجدية):- ليتجدد !!! أجل ما الضير في تجديده إن رغبتم في سلامة رؤوسكم من إزعاجاتي فمثلا بهاتف صغير جدا لا يتعدى بضع ثوان قد أقلب طاولتكم هذه لملفات وصور ومستندات وتسجيلات قد تخرب أهل أهل كل واحد فيكم هههه ،،، فكروا مليا يا أحبتي لأنني عن كرسي أبي لن أتنازل ؟
غضنفر:- قل الصراحة أنت ترغب بكسر عيني والانتقام مني لما فعلوه بك وأنت في عهدتهم ؟
ميار:- اختطافي ذاك كان شربة ماء بالنسبة لي ، وهروبي كان بناء على رغبتي لأنني أردت جعل ابنك المجنون يعتقد أنه ظفر بي ولكنه فاشل مثلك مثله حتى في الاختطاف لم يفلح
وجدان:- ما يعني ؟
ميار(بثقة وعنفوان):- بسيطة يا ست وجدان لا أحد يظفر بميار نجيب
الحاج راضي:- قاربت على الغرور يا هذااااا ونحن هنا عشيرة ذو مقامات رفيعة ولن نسمح لك بأن تهزأ بنا وتستغل مكانة أبيك بيننا أي نعم له الفضل في إنشاء هذه العشيرة ، ولكن نحن من جعلها تستمر ونحن من يقرر الأنسب لنا وإن كانت لديك مشكلة مع غضنفر وابنه حلها بعيدا عنا
العضو رقم 2:- أنا مع الحاج راضي ليس من حقك تفعيل أي قرار دون موافقتنا
وجدان:- فلا تحسب نفسك قادرا على تهديدنا فمثلما تملك بحوزتك ما يؤذينا نحن أيضا قادرون على أذيتك بالمثل أو بالضعف لو رغبنا
فاروق:- ولن تنال ما تأمله رغما عنا فلا تحلم
غضنفر(ضحك بانتصار):- ههه أرأيت كيف أننا رابطة متكافئة ؟
ميار:- العشيرة اعتادت على طريقة التصويت وأنا أملك صوتا واحدا في صفي
طارق(دفع الباب ودخل عليهم):- وهو لك يا أخي الغالي
ميار(ابتسم له بحرارة ولوح له ليتفضل):- تفضل يا أغلى من الغالي ولتتخذ مقعدك
طارق(ناظرهم بتعفف وجذب كرسيه تحت دهشتهم):- لنقل مرحبا
فاروق(تنهد بنفاذ صبر):- هذه الطاولة تحولت للعب أولاد …
ميار(غمز لطارق):- ههه هذه ليست سوى البداية ؟
طارق(رفع يده):- أعطي صوتي لميار ولمصلحتكم لا تجادلوه فقبل مجيئي كنت أنسق مع رجلي المخلص مهدي ، وقد تبادر إلى ذهني فكرة جميلة جدا اقترحتها على أخي ميار ووافق
ميار(بانسيابية معه):- تابع تابع يا غالي لك كل المجال
طارق(بامتنان):- مقترحي اقتصر على بلاغ صغير جدا عن اجتماع لفئات مشبوهة في الدولة بغية تشكيل خلية قد تضر الصالح العام ، لكن بقيت الأمور معلقة في العنوان فهل يا ترى أفيده بذلك أم أنكم ستنفذووون بطيب خاطر ؟
وجدان(رمقت نظرته الصارمة والمهيبة ونظرت للحاج راضي جوارها):- لا نريد مشاكل
الحاج راضي(برهبة):- ولا فضائح
العضو رقم 2:- أنتم تضغطون علينا ولعلمكم لو آذيتمونا ستغرق السفينة بمن فيها
ميار:- ههه أساسا نحن لا نهاب شيئا وليس لدينا ما نخسره
غضنفر:- وموشحات العائلة ؟
ميار:- أظن أن كل واحد فيكم لديه عائلة أيضا يخشى عليها ، والدم بالدم والبادي أظلم
طارق(بحدة):- قراركم ؟؟؟؟؟؟
فاروق:- يا ليتنا احتفظنا بها بدلا عنك أقله كانت خانعة
طارق(باستخفاف):- تلك الأيام ولت وقد حان وقت الحسم ، رفضكم سيعني أنكم في جبهة الأعداء واتحادي أنا وميار والرشواني الذي ستضيفونه سيشكل هيئة مجابهة لقوتكم بل وأفظع من ذلك ، هنالك ثعلبة القطب وهنالك حكيم الراجي ابن عمي ما يعني أن شرذمتكم ستندثر في لمح البصر وتصبح الطاولة ملكا لنااااااا ….
ميار:- ولأضيف على كلام أخي الحبيب فأنتم لن ترضوا بهذا المصير بعد أن تعبتم لتصلوا إلى ما وصلتم إليه ، وبما أنني كنت أدير أعمالكم على الملأ ونسبتها إلي حاملا هموم حمايتكم طوال سنين فأنا الوحيد القادر على إدارة هذه السفينة ، فهل أنتم معنا أم ضدنا ؟
فاروق:- حتى لو أدلينا بدلونا الآن ألا يجب للرشواني أن يعطي صوته أيضا ؟
ميار(بألم من سيرته):- سيقدم على ذلك .. لكن حين أسمع منكم أولا ما ستضيفونه ؟
وجدان(زفرت عميقا):- تعبت تعبت من تلاعب الأعصاب هذا أنتم تضغطون علينا بالتهديدات ؟؟؟؟
غضنفر(ظل يمسح الدم وينظر للمنديل):- اهمدي يا وجدان لن ننفعل الآن ، سنفكر بعقلنا
طارق(مال بقرب ميار):- ما مشكلته ؟
ميار(همس له بسخرية):-تذكار بسيط من أخوك ولا يهمك
طارق(فتح عينيه بإعجاب):- راقني الأمر
ميار(ضرب على سطح الطاولة ضربة أفزعتهم):- هيا ليس لدينا الليل بطوله معلوم محسوبكم كان مختطفا من قبل ابن رئيسكم السابق ولديه أهل قلقون عليه لذلك ….. خلصوني قراركم الآن ؟
وجدان(بخوف):- معك ….. أنا معك
غضنفر:- خسيسة
وجدان(هزت له كتفها):- أنا مع المصلحة العامة سامحني غضنفر
الحاج راضي(بخوف أيضا):- وأنا معه عذرا منك غضنفر لكن أنت من جعل الأمور تخرج عن السيطرة
العضو رقم 2 :- هذه مسؤوليتك لذلك … أنا مع ميار أيضا
غضنفر:- طبعا ستكون معه لأنك تبقى …
فاروق(أوقفه):- يكفي …. سنفكر بعقلنا الآن طالما ستتسلم الزعامة يا سيد ميار فعليك أن تعلم أنه من أهم بنود الرئاسة أن تخلص لنا وتنهي كل علاقاتك مع الأعداء
ميار(رمش بدعابة):- مثل من حضرتك ؟
فاروق(بمكر):- ميرنا الراجي
ميار(هنا رق قلبه ونظر لطارق الذي شرد ببؤس):- لن أفرط بها وهي تحت حصانتي الخاصة أي سوء يمسها سيمسني مباشرة وسأحاسب صاحبه دون أن يرف لي جفن
فاروق:- تلك الفتاة لن تهمد حتى توقعنا في مصيدتها وتكشفنا واحدا تلو الآخر
ميار:- هي أصلا غير آبهة بكم لقد أقنعتها بذلك أنا وحكيم ، وكما رأيتم لقد ابتعدت عن المجال الصحفي وهي الآن تعمل بشركة الراجي
طارق:- عودتي ستضبط الأمور بالنسبة لها ، سوف أضمن لكم نسيانها للأمر حين تعلم أنني معرض للخطر فهي لن تغامر بإعادتي للسجن مجددا
غضنفر(اقتنع نوعا ما بهذه النقطة):- هنا سأتفق لأول مرة … ولكن مع ذلك حسابنا لن يقفل
ميار:- أصلا من قال أنه أقفِل من أساسه يا غضنفر ، اليوم انتزعت منك الرئاسة وأنت تنظر وغدا سأنتزع منك كلما تملكه سأحولك لصعلوك أخرق يعربد في الطرقات وتهديدي هذا على مسمعهم لن يكون إلا ملحا على طعام
طارق:- هاا ميار كأنك تشغل السيد غضنفر كثيرا خصوصا وأنه عليه الانصراف فورااااا ، ذكرني لماذا ؟
ميار(ضحك بسخرية):- هه ولماذا ؟
طارق(بنبرة ساخرة متفقة مع نبرة ميار):- ألم أخبرك ت ت سهوت اعذروني ولكن ابن السيد غضنفر الأخ رشيد في السجن الآن ، أظن أن بلاغا كيديا قد أصاب اسمه بالخطأ وهو الآن في قبضة الشرطة فيا ترى هل سيعيدون محاكمته أم أنه سيكمل مدته التي تملص منها خلال السنوات الماضية ؟
ميار(ضحك بقوة):- ههه والله علمي علمك يا أخي طارق لكن من قلبي الصافي أرجو له المؤبد
غضنفر(استقام بفزع):- يا إلهي ماذا فعلتم بابني ؟
طارق(ابتسم وهو يجذب هاتفه من جيبه):- رددنا له بعضا من المحبة فقط .. وصل ضيفكم الثاني ؟
فاروق(مسح على رأسه بفشل من كل ما يحصل حوله):- كيف فلتت الأمور هكذااااا
الحاج راضي(قلق منهم):- بعمري ما عايشت مثل هذا الارتباك
وجدان:- يا الله لينضم العضو الأخير ونخلص
غضنفر(جلس بانهزام):- ضربتم ضربتكم ولكنكم لن تفلتوا منها
ميار(هنا ضرب بقوة على الطاولة):- اخرس كففففففى … أبعد ما فعلته بأهلي ما زال لك عين لتلوم وتعااااااتب ، أنا رددت لك فقط جزءا بسيطا عما فعلته بي أما ما فعلتموه بأسرتي أقسم أنكم ستتجرعون بدلا منه دما ، ولكن ليس الآن طالما قد وضعنا الانتقام جانبا لأجل مصالحنا فأنا على الهدنة باق
فاروق(يا ويلي لو يعرف أنني كنت مع غضنفر في اتفاق الانتقام سيخرب بيتي):- قممم …
وجدان(نظرت للباب):- أين هووووو العضو المنتظر ليأتي ونسلمكم ما تريدون ونرحل في سبيلنا ؟
ميار(نظر للباب بأسف):- هو قادم لا محالة …
خطوات أقدامه وصلت مسامع كل واحد فيهم مما جعلهم يناظرون باب القاعة المغلق وينتظرون المنضم الجديد لعشيرته ، والذي أقحموه فيها قسرا وكان مضطرا للموافقة لغايتين منشودتين منها حماية أحبته ومنها للإطاحة بهم بشراكة مع منظمة الخرفان التي ضغطت عليه من جانب آخر لكي يوافق على الانضمام إليهم … قد اعتقدوا بأن ضمه سوف يحد من خطره عليه وإذا ما ورطوه سوف يجد نفسه خانعا لهم ولكنهم لم يعلموا بعد أن رشوانيا أصيلا مثله لن يتوانى في بتر الشر ولو على حساب شخصية حياته ….. ما إن فُتحت الأبواب حتى ابتسم غالبية من في الطاولة عدا ميار الذي زوره بمقت وطارق الذي كانت نظرته خالية من المشاعر أما الباقون فقد كانت نظرتهم تميل للانتصار والظفر بالعدو ، فجعل عدو مثله بعشيرتهم تعني السلامة من خطره المحدق ….
وائل(بملامح مظلمة فتح سترته وجلس بالكرسي الفارغ):- أعتقد بأن هذا خاصتي …
غضنفر:- أهلا بك وائل رشوان بمكان والدة عمك ، كان حريا بنا ضمه بدلا عنك ولكنه سيشكل مشاكل جمة بالنسبة لنا أما ابن عمك شهاب فهو طائش وغير عليم بكل ما يدور حوله ، لكن أنت فقد كنت الشخص المنشود لعدة أسباب أهمها أنك الشخص المضحي بينهم وثانيها لأنك ابن التحري الذي حاول الإيقاع بنا منذ سنوات ولكنه مات نظيرا للمحاولة وهذا مآل كل من يحاول
فاروق(تأمله بتمعن):- وحيد رشوان كان تهديدا لعشيرتنا وقد أقحم نفسه فيما لا يعنيه ولذلك جنا على نفسه ونال ذلك المصير ، الآن لو كنا سنبدأ بداية صحيحة سنضع خلافاتنا وضغائننا على جنب لكي نتفق على الإخلاص والثقة في هذا الطاولة
وائل(كظم غيظه لحظتها):- أنا مطلع على كل الأساسيات اللازمة لهذه العشيرة فقد تفضل غضنفر بإقحامها برأسي بطريقة جعلتني أوقن مدى جديتكم ، ومدى احتياجكم لانضمامي فلا تقلقوا أنتم تملكون مقاليد الأمور فلو أقدمت على خيانتكم فإن أقرب المقربين إلي سيتأذى وهذا ما لا أبتغيه
الحاج راضي:- جيد أننا على بياض وأكيد أنتم على بال ويقين بطقوس الانضمام
ميار(برتابة):- يس يس احتفالية واهية ومعازيم بالهبل ، وإلقاء خطب تنصيب أمام رجال الدولة عامة والمساهمين في استمرارية هذه العشيرة من مراكزهم المهمة ووو نحن نعي تماما هذه الأمور
وجدان:- وهل تعلم أنه عليك الحضور رفقة ثعلبة القطب ؟
ميار(هنا تشنج من سيرتها ونظر لوائل بكره):- والسبب ؟
وجدان:- لتفعيل منصبك عليك أن تبدو مخولا بجدارة بهذا المنصب ، ضمان ثعلبة القطب بجوارك وأيضا حضور حكيم الراجي شيء إلزامي رفقتكم أيضا يا سادة …
العضو رقم 2 :- هذا إن كنتم ترغبون برضوخ الكل تحت إمرتكم وطاعتكم عليكم إظهار بعض من الولاء ، وإحضار منبع الخطر للحفلة سيكون بمثل إخبارية صلح وهدنة بين الفئات
فاروق:- مما سيعطيك السيطرة التي تنشدها يا ميار نجيب فهل أنت مستعد ؟
غضنفر:- قبل ذلك ما محلي من الإعراب في طاولتكم بعد هذا الإقصاء الجاحد ؟
ميار(انفجر هازئا):- هههههههههههه ليوقظني أحدكم من هذا الحلم غضنفر يتوسل البقاء
طارق(وضع يده على فكه وناظره):- خفف
ميار:- وما المناسبة إن كانت لدغته من العيار الثقيل ، يا جماعة اعذروا سهوي فقد نسيت إخباركم أن وجودي معكم وسير هذه العشيرة رهين بخروج غضنفر
غضنفر(شهق وهو ينتفض برفض):- كيف تفكر في ذلك أيها الولد البغييييييض ،، كيف تخرجني من عشيرتي التي حافظت عليها لسنوات مديدة ثم ليس من حقك ليس من حقك
وائل(رفع بصره لغضنفر واحتدامه):- من الممل جدا أن تكون افتتاحية العمل مبشرة بهذا الشكل الهزلي ، خصوصا بعد الجرائم التي اقترفها في حقنا ومحاولة أذيتنا المتكررة على مدار الأشهر السالفة وهذا يجعلنا نقف عند مقترف طرق حاسم ….. لنتوجه للتصويت أنا مع خروجه
طارق(أشار أيضا):- ذات الشيء
ميار(لوح بيده):- أنا على رأسكم ، هممم وأنتم يا سادة ؟
فاروق:- ماذا سيكون عمله إن نحن أخرجناه من العشيرة ؟
ميار(رمق غضنفر بتحدي):- لينظف القذارة التي أقدم عليها ويصحح أخطاءه التي اقترفها في حقنا ، وبعدها سأفكر بإعادته ما يعني أن خروجه مؤقت وصل ؟؟؟؟؟؟؟؟
وجدان(رفعت يدها):- طالما هكذا فأنت بحاجة لوقت مستقطع يا غضنفر أقله تلملم مصائب ابنك ، وتصلح ما خربتموه بأنفسكم
الحاج راضي(زفر عميقا):- هفف لتنتهي هذه الليلة ولكم صوتي أيضا ، مع الأسف يا غضنفر بسببك نحن قد وقعنا بين قبضة الصغار أسفي عليك
العضو رقم 2:- لم تترك لنا مجالا لمساندتك واعذرنا سنبيعك لأجلنا هذه المرة ، لغاية ما تعقل وقتها ستجدنا مرحبين بك من جديد ولكم صوتي أيضا
غضنفر(نظر لفاروق آخر أمل له):- هل تتخلون عني بهذه السهولة لأجل هذا الأرعن ؟؟؟؟؟ وأنت فارووووق ماذا ستضيف ؟
فاروق(نظر إليهم واحدا بواحد وانتقل إليه):- لديك فرصة للتعويض فاستغلها جيدا ، أنا معهم
غضنفر(شعر بالخواء وبأنهم يتخلون عنه):- جيد جيد أنني عرفت ما قيمتي لديكم ، والآن تدبروا أمركم مع الكبير لأن كل هذه القرارات إن لم يوافق عليها سوف لن تحلموا بتحقيقها
ميار(نهض من محله وهو يشير له):- ولا تقلق أكيد سيرحب بدوره هذا إذا ما شرفنا بنفسه أولا
فاروق:- ههههه من الكبير ؟؟؟ هل أنت معتوه أصلا لا أحد منا يعرفه ونحن نتواصل معه إلكترونيا فقط
وائل(مال بعينيه لحظتها وناظر جنبات القاعة فلمح بعض الكاميرات):- هذا ما لم يكن متوقعا
طارق(بتفكير):- إذن هذه المسرحية الهزلية قد نالت استحسان الكبير يعني أمر جيد ، اختصر علينا بمشاهدته إعادة الحكاية من البداية وسننتظر قراره النهائي
ميار:- ولما الانتظار غضنفر قدم لنا آخر أعمالك في العشيرة وفعِّل اتصالا له بالوسيلة المزعومة
غضنفر(زفر عميقا):- أكيد سأقوم بذلك وأمامكم لتعرفوا أنه سينصفني وأنه يثق بي … لحظة
تبادل لحظتها ميار ووائل نظرة حادة انتقلت لمتابعة ردة فعل كل منهم ، وهنا تنهد طارق وهو يطالع تلك الملامح المتوجسة من كل ما يحصل معهم ، لقد داهمهم ميار على حين غرة ولم يتوقعوا بتاتا أن يساهم طارق في تغيير منحى مخططاتهم وحتى قبل أن يلج العشيرة … وهذا ما جعلهم يتحسرون على خروج هبة الذي جاءهم على مضض وأعطى لابنها الفرصة كي يدعم ميار ويقف في صفه كما أبدى من الوهلة الأولى … في ذلك الوقت عاد إليهم غضنفر الذي انتقل لغرفة أخرى وفعل اتصالاته اللازمة وتفاجئ بالرد في الحين واللحظة والقرار الذي جعله يسمعه ولكن معهم في القاعة حيث كانوا ، رافقه أحد الرجال الذي وضع الكمبيوتر بينهم وقام بتحديد الصورة التي ظهرت بالشاشة الكبيرة خلفهم على الحائط وهنا نطق صوت إلكتروني مبرمج جعلهم يصغون بتمعن لما سيُقال ..
الصوت الإلكتروني:- تهانينا يا ابن عامر نجيب جرأتك وجسارتك في تحدي قوانين العشيرة جعلتك تتخطى الامتحان ، قد أثبت عن جدارتك وبأنك تستحق تسيير العشيرة والمضي بها قدما ، لقد سلمتك مقاليدها بدءا من اللحظة وأعلنك رئيسا رسميا لها ، وهذا ما سيتوج غدا في الاحتفالية التي ستنظم على شرفك فانتظر هديتي … وأنتم أعطوا الولاء الشامل لقائدكم الجديد وقراري لا رجعة فيه وبالنسبة لك يا غضنفر ستغادر العشيرة وتستكين بجحرك حتى يقرر الرئيس إعادتك بخاطره
غضنفر(امتقع وجهه وأحس بالاستصغار):- ولكن سيدي أنت ترمي بتعبي عرض الحائط ، هكذا أنت تحجم من مقامي بينهم وسلطتي عليهم هل أذنبت يا ترى ؟
الصوت الإلكتروني:- لا تجادلني يا غضنفر ، لقد قلت كلمتي الأخيرة وعليكم احترامها منذ الآن مافيا الفهد البري تحت سلطة ميار نجيب انتهى ….
فاروق(سمع صوت قفل الاتصال وأغمض عينيه برهة):- قد وصلنا للنقطة الحاسمة يا غضنفر
ميار(عدل هندامه):- أظن بأن لديكم احتفالا تهيئونه لأجلي يوم غد أليس كذلك ؟
غضنفر(زم شفتيه وتحرك للانسحاب):- معركتنا لم تنتهي بعد أكيد ستحتاجونني
ميار:- بالفعل وغدا أرغب بتشريفك للحفلة
غضنفر:- هل تتلاعب بي يا هذااا ؟
ميار:- ننن لاء أود إهانتك قليلا حسب مزاجي فهل يضرك ذلك ؟
فاروق(نهض أيضا):- ميار لا تبالغ فلسعة غضنفر لا تغتفر
ميار:- وهل تسأل مُجرب ؟
وجدان(نهضت):- هفف غدا نلتقي إذن سأبدأ ترتيبات الحفل ، حاج راضي سآمل مساعدتك
الحاج راضي:- أكيد …
فاروق:- لنفترق عند هذه اللحظة ومبارك لك قد أخذت ما تريده
العضو رقم 2:- ما أستغرب له هو موافقة الكبير كيف سمح بهذا التجاوز ؟
غضنفر:- اسأل رئيسك الجديد فأنا راحل
ميار(لوح له ببرودة):- أراك غدا غضنفور فأنا أرغب بتسلم مفتاح العشيرة منك شخصيا ، آآه كما أريدك أن تنحني أمامي لكي تبرز عن ولائك لي وهذا أقل ما يمكنك فعله لأجلي
غضنفر(شعر بالألم لحظتها):- أعرف أنك ستستغل هذا الموقف وتذلني لكن الدولاب يدور لا تنسى ذلك مطلقااااا
ميار:- أوووه هيا يا رجل أنا أقدم لك فرصة ذهبية عليك استغلالها
غضنفر:- بما أنك ستتسلم مقاليد الزعامة يفترض بكم إثبات حسن نواياكم مثلما سنفعل نحن
وائل(استقام بتأفف):- وما هي طلباتك ؟
غضنفر:- ميرنا الراجي أريدها أيضا بالاحتفال
ميار(عقد حاجبيه ونظر لطارق):- غير مسموح بذلك ولا سبب يجعلنا نحضرها يا هذاااا
فاورق(قرأ غاية غضنفر وفهم الأمر):- طلب بسيط أعرف أنكم سوف تنجزونه كمثال لتصفية النية ، من جهة هي لن تتعرف علينا لأننا سنكون من ضمن الحضور وبين كوكبة الشخصيات المهمة في الدولة ، وأضمن أن لا أحد فيكم سينطق بالسر
وجدان:- ولكن كيف … هل جننتم ميرنا تعرفني ؟؟؟
غضنفر:- إذن لن تحضري للاحتفال يا وجدان
فاورق:- أجل هذا رأيي
وجدان:- كما ترون ، لكن هذا إن وافق السادة على طلبنا من أساسه ؟
طارق(نظر لميار):- ونحن ليس لدينا ما نخفيه نلقاكم غدا
ميار(زوره بحدة وهمس):- ما الذي تقوله ستراك ميرنا ؟
طارق(ابتلع ريقه):- ربما حان الوقت ليعرف الجميع بأنني خارج قضبان السجن
وائل(شعر بالضيق):- لنغادر …
خرج الثلاثة من هناك بينما بقي غضنفر مع فاروق في حين انسحبت وجدان والحاج راضي والعضو رقم 2 ، وهذا ما خول لهما فسحة حديث خاصة خارج القاعة وبأحد الأروقة الفارغة ..
غضنفر:- كيف سرتِ الخطة ؟
فاروق(ابتسم):- جيدة جدا ، كنت مبدعا حتى أنني صدقت تمثيليتك ههه
غضنفر:- دعهم يصدقون بأنهم أقالوني وبعدها سننفذ انتقامنا الأكبر على مهلنا وفي الخفاااااء
فاورق:- عليك أن تتوارى عن الأنظار وستستكين في وكرك إلى أجل مسمى
غضنفر:- لم لا نتحدث في هذه التفاصيل على فطور الصباح ؟
فاروق:- لك ذلك فأمامنا اليوم كله حتى موعد الحفلة مساء ، ولأقترح عليك أرى أن نزور بلدتنا أرغب بالمرور على قبر من تلك القبور وأبصق عليه
غضنفر:- لن أسألك متى ستغفر لأن الحرقة التي بقلبك هي أيضا بقلبي
فاروق(تنهد بأسى):- لن أغفر طالما فيني عرق ينبض ، وإن لم أجعلهم يتجرعون بدل الدمع علقما لن يرتاح من أحببتهم في قبورهم … أدري أن هؤلاء الأولاد الصيع أذكياء لكن ليسوا بدهائنا ، لقد جعلناهم الآن يعتقدون أنهم ظفروا بنا وأنهم أحكموا السيطرة على عشيرتنا وسندعهم يقتنعون بذلك حين نقدم لهم مجمل طلباتهم ، ولن يحسبوا حسابا لما نحضره لأجلهم فما قاسته أخواتهم قليل في حق ما عانى منه أحبتنا
غضنفر:- على العموم غدا لنا حديث كثير في طريقنا للبلدة ، بدوري أفكر بتقليل الاحترام في تلك المقبرة المشؤومة
فاروق:- ههه إذن دعنا على موعد فالليلة سيلفون على رقابهم حبل المشنقة ولن يستوعبوا ذلك إلا بعد فوات الأوان ، لا يوجد من يضع فاروق تحت قدميه
غضنفر:- ولا غضنفر هاه هههه
فاروق:- ولا غضنفر يا صديقي … ولا أنت هممم أفكر بحيلة لإعادتك لطاولتنا سريعا أظننا سنضحي بأحدهم لتتخذ محله إجبارا على ميار دعني أمخمخ وحدي في هذا الأمر وأخبرك حينما يحين الوقت
غضنفر:- وأنا كلي آذان صاغية متى ما نضجت الفكرة ههه … علينا وعلى أعدائنا يا صاحبي …..
على ضحكاتهم الشريرة غادرا المكان ، وهنا كان طارق رفقة رجله الوفي مهدي والذي صدف وكان معه بالسجن ليكتشف أنه كان هنالك بناء على رغبة حكيم ابن عمه ، ولأن مهدي كان فعلا يحبه ويريد له الخير اكتسب ثقة طارق وسمح له بالتقرب منه والإخلاص له كما يستحب …
مهدي(كان يقود السيارة):- إلى أين يا ريس طارق ؟
طارق(بتيه):- بودي أن أطلب منك اصطحابي لبيتنا ولكن … سأصطبر على ألم فراقهم حتى الغد لأنني سألتقي شقيقتي ميرنا وابن عمي الحبيب
مهدي:- أتفهم لوعة قلبك ولكن ربما لو سمحت لحكيم بأن يلتقي بك لنفست عن القليل من أشواقك
طارق:- لست أريد التسرع في ترجمة مشاعر كتمتها سنينا في قلبي ، ثم لا وقت لدينا للمحبة ولوعة القلوب أمامنا مرحلة صعبة وحاسمة علينا أن نكون أهلا لها وأن نبتر أنامل الشيطان التي تحاول الفتك بأسرتي … لقد قبلت بهذا الوبال لأجلهم ولتحقيق غاية حمايتهم سوف أضحي بأي شيء حتى بحرقة روحي المتلهفة للقياهم …
مهدي(بحزن عليه):- هانت يا ريس طارق .. مؤكد ستتنعم بلقائهم عما قريب …
طارق(أغمض عينيه واتكأ برأسه على الكرسي خلفه):- ترى كيف أصبحتِ العصفورة بعد مضي كل هذه السنوااااات … متشوق لرؤيتها حقا ؟؟؟؟؟ أختي ميرناااااا يا بهجة الخواطر
هنا كانت عند قارعة الطريق تسير جيئة وذهابا في خط غير مستقر وتفرك يديها وذراعيها وهي تنظر من كل اتجاه للطريق الخالية أمامها ، بينما كان هو يتكأ على السيارة المضيئة وبيده سيجارة دخن أغلبها وما تبقى ضاع بفعل الشرود الذي طال عصفورته التي ما همدت منذ أن عرفت بالأمر ..
ميرنا(بجنون مسحت على شعرها):- الآن … هل أنت واثق مما قاله طلال يا حكيم لا تجنني أجبني بصراحة هل هل فرَّ منهم هل هو حر الآن هل ذهب إلى العشيرة بالفعل … ووائل أ… هذا لا يهمني ولن أهتم به لو نفذ مطلبهم
حكيم(رمى السيجارة وضغط عليها بقدمه وتنهد بعمق قبل أن يتقدم إليها):-ميرنا
ميرنا(ناظرته من محلها بضياع وعيون دامعة):- لقد فقدت صوابي مجددا صح ؟
حكيم(بلحية نامية وملامح تلفها التعاسة):- تعالي إلي …
ميرنا(هزت كتفيها بوجع وارتمت بحضنه وقد انفجرت بعدها ببكاء):- أنا متعبة … خائفة على مصير ميار الذي ذهب إليهم تضحية منه لأجلنااااااا … ألا تتصور معي ماذا سيفعلون به فحتى جوزيت لم تستطع الوصول إليه حين حاولت ذلك وقد تراجعت عن محاولتها وتخلت عنه
حكيم(مسح على شعرها وهو يبعثر أشواقه في حضنها الدافئ):- لما تحملين نفسكِ كل هذا التعب ، جوزيت حرة في تصرفاتها أي نعم تركت ميار في منتصف الطريق ولكن كل واحد يملك أسبابا مقنعة لذلك
ميرنا(رفعت رأسها له برفض):- أبداااا لا يوجد سبب يبرر تصرفها ، ألم تكن دوما تناشد ميارها وقد وعدت أن تفعل لأجله كل مستحيل ماذا أين ذهب كل ذلك أم أن وائل أجبرها على التراجع ؟
حكيم:- ميرنا ميرنا لن نتطرق لذلك مجددا هما حرين في تصرفهما لأنهما راشدين
ميرنا(بغمغمة ألم):- بل حقيرين …. أريد ميار الآن لما لم يصل حتى الآآآآآآآآآن ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم(حاول الإمساك بها لكن ماذا سيمسك شعلة نارية للأسف):- يا الله ..
ميرنا(انحنت على الأرض وبحرقة اعتصرت صدرها):- لست المذنبة يا حكيم … لست المذنبة
حكيم(اقترب منها ورفعها من على الأرض):- مجددا ستفعلين هذاااااا يكفي يكفي
ميرنا(ضربته ليده لتبعده وبفشل لم تتمكن من نكزها حتى):- دعني لا أحد طلب منك تحمل جنوني ، ثم ثم إن كنت تعتني بي في قصرك هذا لا يعني أنك ستتحكم فيني يا حكيم …
حكيم(أمسكها بقوة وجذبها إليه):- كيف تريدينني ألا أتحكم وأحاول الحفاظ على سلامتك ، لنتذكر سوية في المرة السابقة انتشلتكِ من البركة خاصتي وقبلها جذبتكِ من البحر قبالة الفجر وغيرها وجدتكِ ترهبين أحصنتي وتخلقين فيهم الفزع بنحيبكِ الجنوني الذي يطرب مسامعي أنا فحسب فبالنسبة لغيرنا فأكيد هو عويل لا تتحمله أذن …
ميرنا(زمت شفتيها):- يا معتوه كيف تقول بأن بكائي يسبب الإزعااااااااج ؟؟؟
حكيم:- هههه … والله أنتِ الطرافة عندكِ بالمواقف الحرجة يجب أن تكتب في موسوعة
ميرنا(أمسكت بقميصه الخفيف وجذبته بعنف):- رائحة السجائر المتمازجة بعطرك هذاااا تذكرني بمأساتي فأنا أحترق على نار باردة
حكيم(قبَّل جبينها ورأف لحالها وهو يمسح على شعرها الثائر):- سيكون ميار بخير … ووائل لو انضم سوف يكون ذلك لأسبابه الخاصة
ميرنا(بوهن استسلمت ووضعت رأسها على مضخة قلبه ورمت بثقلها عليه كما لو أنها ترمي بكل همومها على صدره):- أجل نفس الأسباب التي جعلته يُسكن جوزيت بيته
حكيم(تنهد بعمق ولمح أضواء سيارة من بعيد):- هااااه إنه ميااااار على الأغلب
ميرنا(انتفضت من حضنه ونظرت للبعيد وهي تبتلع ريقها):- هل أنت متأكد ما ربما كانت سيارة عابرة لا أريد أن أتأمل عن فرااااغ هممم ؟
حكيم:- لا أحد يمر من هذه الطريق يا عصفورتي ولذلك اخترته كمكان لقاء لنا ، ثم أنظري جيدا من غير مجنوننا سيقود السيارة بتلك السرعة الجنونية
ميرنا(أشرقت أساريرها ومسحت دموعها):- هههه مياااار إنه هو ..إنه هو يا حكيييييييييم
حكيم(استقبل عناقها الحار وابتسم بدفء)":- الحمدلله ….
كان يدعك الفرامل من المنعطف الذي مكنه من رؤية سيارة حكيم والانتباه له ولسلطانته التي اشتاق لها بشكل جنوني لا يتحمله عقل ، كان يزيد من سرعته واللهفة تسبق قلبه وعقله شوقا وحنينا لها ، كل تلك المسافة قطعها في لمح البصر لأجلها إلى أن أوقف السيارة بقوة أمامهم على بعد خطوااااات جعلها تركض دون وعي صوبه ، ناظرها بابتسامة مشرقة وخرج ليستقبلها بحرارة فرحة … فتح ذراعيه لترتمي بحضنه ويرفعها إليه في لحظة غامرة بالمشاعر الدافئة بينهما ، التصقت به وهي تلف يديها حول عنقه بينما كان يدور بها وسط الطريق وضوء السيارات يعكس روعة المنظر الذي كان يمر بقلبه مثل السكاكين وهو يناظرهما أمامه ولا يجد بيده حيلة سوى أن يصرف نظرا كي لا يزيد من وطأة وجعه وانكساره …
ميرنا(عانقته بحرارة حين أنزلها ولامست وجهه):- أكاد لا أصدق أنك أمامي
ميار(قبَّل وجنتها بدفء ولامس شعرها ووجهها وهو يتأملها بنهم):- رؤيتكِ الآن .. صدقيني أثمن ما امتلكته يا روحي … ميرناااا اشتقت لكِ بجنوووون
ميرنا(عضعضت شفتيها وهي تكابد دموعها):- خفنا عليك وبحثنا عنك في كل مكان حكيم .. حكيم لم يتوقف لحظة عن البحث وحين وصلنا خبر من جاسوسك الخاص اطمأن قلبنا وقتها .. اهئ خفت من ألا أراك مجددا
ميار(دفن رأسها بحضنه وهو يربت عليه بحنان):- ميرنا ميرنا حلوتي أنا هنا …أنا معكِ الآن
ميرنا(هزت كتفيها وانسحبت قليلا):- اممم من فرحتي أبكي ..
ميار(وضع يده على فكها وهو يميل برأسه ليزيل دمعاتها بيده الأخرى):- يا مدللة …
حكيم(تقدم وعلى قلبه ألف طوبة وطوبة):- الحمدلله على سلامتك
ميار(ابتعد عنها برفق وعانقه بحرارة):- حكيم … سعدت لرؤيتك يا صاح
حكيم(عانقه بمحبة وخوف):- خشيت عليك من هذا المصاب ولكنني عرفتك قويا …يعني هذا ما عودتنا عليه يا أخي
ميار(ربت على كتف حكيم):- شكرا لأنك حافظت على سلامتها في غيابي
حكيم(ضحك بهزل):- طبعا لن أفرط فيها .. هيا دعونا نتحرك من هنا ونذهب لقصري البحري
ميار(بسط يده لتمسكها ميرنا):- لا … أريد الذهاب لعريني وسآخذ ميرنا معي لو سمحت حكيم ..
حكيم(اهتزت حنجرته ونظر إليها وقد كانت تبتسم ببلاهة):- ميرنا ؟
ميرنا(نظرت لميار بعيون تبرق وتنفست الصعداء):- اشتقت له ..
حكيم(آه يا وجع الرووووووح آه):- ولكن .. أ.. ماذا سأخبر ميسون هي تنتظر عودتنا سوية ؟
ميرنا(عضت طرف شفتها):- غدا أحضرها للعرين أيضا لتبقى معي
حكيم(رمش ونظر لميار):- هممم ؟
ميار(زم شفتيه):- قبل أن نناقش هذا الأمر علي أن أخبركم بأمر مهم …
ميرنا(تشنجت):- عن وائل أليس كذلك ؟
ميار(بأسف):- لقد صار معنا ..
حكيم(عقد حاجبيه):- يعني رمى بنفسه في متاهة لا نهاية لها
ميار:- مجبر .. والأهم من ذلك أننا سنراه غدا هو وجوزيت في حفلة رسمية على شرفي وحضوركما لازم أيضا كلاكما أنت وميرنا
ميرنا(اشتعلت بالغضب وابتعدت بنفور عنهما):- لن ألتقي بتلك الحرباء في مكان واحد مطلقاااااا
ميار:- ميرنا اهدئي ، حضوركِ واجب وقد جعلوني أعدهم بمجيئكِ كتعبير عن حسن نوايانا ونحن سنثبتها بقدومكِ ثم هي بشأنها ونحن بشأننا
حكيم:- ميار على حق إلى متى ستتحاشى كل منكما رؤية الأخرى ، الحياة ستجمعكما شئتما أم أبيتما
ميرنا:- ليس شرطااااا يا حكيم ، لقد مضى وقت ولم ألمح فيه خلقتها الشؤم
ميار(بانكسار):- كفى .. ميرنا بدوري متعب من القصة فقدري الموقف لو سمحتِ
ميرنا(اهتزت بدموع):- أما زلت ت…
ميار(أخرسها بإغلاقه لفمها):- شتتت … غدا سنلتقي بها وسنلتقي بوائل سيكونان معا وسنكون معا وحكيم معنا وأيضا حضوركِ واجب فهنالك شخص أريدكِ أن تلتقي به هناك
ميرنا:- من هو ؟
حكيم(شعر بالحنين له):- أخيراااا
ميرنا(سمعت همسته):- من يكون أخبراني ؟
حكيم:- غدا ستعرفين وأنا أتفق مع ميار لا يجب أن تخشي شيئا .. سنكون معكِ
ميرنا(ابتلعت ريقها):- اممم …
ميار:- هيا يا مدللة ماذا قلتِ ؟
ميرنا(بوجع دفين):- لست أعرف لكن .. دعوها على الله
حكيم(بتعب):- يعني لن تعودي معي ؟
ميرنا(نظرت لميار):- تؤ أريد البقاء مع ميار .. هذه الليلة فحسب وغدا أعود معك من الحفلة ولا أدع ميسونتي تنتظرني أكثر تمام ؟
ميار:- ستأخذونني معكما لأنني بدوري اشتقت للحمامة الصغيرة
ميرنا(ابتسمت له):- ههه لقد كتبت الحمامة لأجلك خاطرة في غيابك وهي تحتفظ بها لحين رؤيتك
ميار:- أوووه تشوقت
حكيم(تراجع للخلف):- جيد أن الرضوض لم تبلغ حد وجهك أظنهم كانوا رحيمين بك
ميار(نظر لكدمات ذراعيه):- ههه يا عم تحملنا الأسوأ وهذا لا شيء .. لقد تركت لهم تذكارات لا تمَّحي أبداااا وبالنسبة لرشيد فهو في السجن الآن
حكيم(مط شفتيه إعجابا):- خير وبركة .. سأذهب الآن ميرنا اهتمي بنفسك
ميرنا(لمعت عيناها ولوحت له وهي تتراجع مع ميار باتجاه سيارته):- حاضر قبلاتي لميسونتي
حكيم(توقف ليناظرها ببؤس):- أ.. أكيد ستشتاق لكِ
ميرنا(توقفت وتركت المجال لميار كي يسبقها وتقدمت صوب حكيم):- أنت منزعج من ذهابي معه ؟
حكيم(تفتف بتلعثم مصطنع):- أكيد لاء أنتِ من حقكِ الذهاب مع من شئتِ .. تحدثت عن ميسون فحسب
ميرنا:- لورينا معها ولن تفرط فيها وكذلك فخرية تحرسها يعني الوضع حميد وعودتي مضمونة غدا معك لا تنس لدينا عمل مشترك بالشركة حضرة المدير
حكيم(داعب أنفها بيده):- أهاه ارشيني بكلماتكِ المنمقة .. همم هيا اذهبي
ميرنا(نظرت لميار خلفها وهو يستعجلها ببوق سيارته):- باي باي ههه
حكيم(استقبل قبلتها على خده مثل إكسير الحياة ورمقها وهي تركض لمحلها بسيارة ميار):- باي يا وجع روحي … هيا اسرقي ما تبقى من بسمتي وغادريني كما اعتدتِ دومااااا …
لم تسمع جملته فقد كانت تقفز بمحلها بجوار ميار وهي تلوح لحكيم الذي لوح لهم بدون حياة ، ارتمى بسيارته أيضا واتخذ الطريق المعاكس في اتجاهه للقصر البحري لعله يجد ما يطفئ ناره بعيون ميسونته الصغيرة ، لكن فرحتها بميار وإصرارها على الذهاب معه جعله يصاب بخيبة أمل فقد كان يعتقد أن الثغرة التي نشأت بينها وبين وائل سوف تمنحها فرصة لتراه وتشعر به ، لكنه لم يحسب حسابا لاقتحام ميار لأقصى مماليكها في الوقت البدل ضائع … وهذا ما برز أمامه قبل لحظات ولم يكن مصطنعا بل عن اقتناع من قلبه وقلبها الذي كسره مرات بعد مرات دون هوادة ، لملم ما تبقى من شظايا أنفاسه المبعثرة في ذلك الليل البليل وباشر في كسر هدوء تلك الطرقات بصرير سيارته بغية الهرب من أفكاره السقيمة لحظتها …. وهنا كانت هي تتكئ على كتفه في حين كان يقود السيارة في طريقه لعرينه الذي اشتاق له كما اشتاق لكل ما يحبه في هذا الوجود …
ميرنا:- إياد سيفرح دعنا نخبره الآن
ميار(أمسك بيدها ورفعها لفمه بقبلة):- لاء … الليلة خاصة بكِ أنتِ فحسب
ميرنا(ابتسمت له وحكت جبينها بكتفه وعانقت ذراعه وتركته يقود):- افتقدتك
ميار(مط شفتيه بدلال):- بقدر ماذا ؟
ميرنا(رفعت أصابعها):- اممم بقدر دموعي التي بكيتها لأجلك
ميار(نظر إليها بخفة ورجع لمطالعة الطريق):- دعينا نصل سالمين فنظرات تلك العيون تفتك بي
ميرنا(ابتسمت بدفء وعانقت ذراعه بقوة مغمضة عينيها):- لن أنبس ببنت شفة سأستكين هكذا
ميار:- وااااضح أنكِ اشتقتِ لي حتى أنكِ ستتسببين بموتنا هكذا
ميرنا:- ههه أوك لن أمسكك بقوة فقط برفق
ميار:- سلطانتي ..
ميرنا(ضحكت بحنان):- أحمق …
بكلمات قليلة كتمت كل تلك الأشواق وتحت هدوء الليل المحيط بهما وصلا أخيرا للعرين ، حيث استقبله رجاله بحفاوة وحرارة وفرح بعد طول غياب ، نزلت معه وقد أمسكها من يدها وأدخلها معه للقصر .. رمى مفاتيحه على جنب وصعدا سوية لفوق وهنا توقفا عند الرواق حيث أشارت له بأن ينضم إليها بغرفتها التي كانت قد اختارتها سالفا حين جاءت معه أثناء احتجازه لها …
ميار(تنهد برجاء):- ميرناااا … ميرنااااا
ميرنا(جذبته خلفها للغرفة وأغلقت الباب):- أريدك بقربي فحسب ، أرجوك
ميار(أمسك وجهها بيديه في حين كانت يديها على رقبته):- دعينا لا نحترق .. دعينا لا نكظم وجعنا في هفوة نندم عليها لاحقا
ميرنا(اقتربت بشفتيها من شفتيه في حالة جنون غير مستكينة):- قبِّلني
ميار(تلاعب بلسانه داخل شفتيه وهو غير قادر على السيطرة):- ميرناااا رجااااء
ميرنا(أحاطت عنقه بقوة ودفعت نفسها إليه حتى اخترقت أنفاسها أنفاسه):- ستقبلني رغما عنك
ميار(أحاط خصرها بيديه ورفعها إليه بقوة):- متى تحولتِ لهذه المجنونة ؟
ميرنا(قبَّلت طرف شفته بخفة وأبعدت رأسها):- حين غبت عن محيطي
ميار(مد شفتيه لشفتيها وأمسكهما بقبلة حارقة):- اشتقتكِ بجنوووووووون
ميرنا(قبَّلته بنهم وبقبلات مقصودة):- وأنااااا اشتق… ت
ميار(لمح تسارع أنفاسها وتوقف ليرمق ارتباكها):- أنتِ بخير ؟
ميرنا(شعرت برجفة برد ونظرت حولها بضياع):- ميار … أنا
ميار(زرع أصابعه بشعرها ودفعها لكتفه):- شتتت … أنتِ في أمان معي لا تفكري بشيء
ميرنا(انفجرت ببكاء):- اهئ لقد لقد خاننا كل منهما أنا أكرههما أكرههمااااااااااا معا اهئ … قلبي يحترق كلما تذكرت ذلك يا ميار لما فعلا بنا هذاااا هااااه ؟
ميار(بنفس الألم أمسك رأسها):- ميرنا ميرنا أنظري إلي .. ستكونين قوية ستخرجين ذلك العرق الصارم الذي أعرف بأنه موجود بين ثنايا ضلوعك ، سوف تصمدين وسوف تكونين ميرنا التي أنتظرها ولن تسمحي لهما بأن يشعرا وكأنهما انتصرا علينا … يجب أن نبدو أقوى وأعلم أنه بتقبيلي لكِ أو بمشاعري هذه لن أخفف عنكِ هذه الحرقة ولا عني مع الأسف ، ولكن … أنتِ راحتي ووجودكِ معي يعد بلسما شافيا لقلبينا معا تشعرين بذلك صح ؟
ميرنا(دكت رأسها بحضنه):- اهئ كنت ضائعة بدونك ، كنت أريدك معي أن تعانقني أن تسمعني أن تحس بي فحتى لو كان حكيم يغمرني بحنانه ويحاول انتشالي من بوتقة القهر إلا أنني افتقدتك أنت ، لأنك الوحيد القادر على الشعور بنصل الغدر الذي طعن وجدان كلينا
ميار(قبَّل جبينها بحرارة):- لنغسل وجهكِ ونكف عن الانتحاب، سأرافقكِ حتى تنامين حبيبتي
ميرنا(نظرت إليه بغنج):- أريدك أن تمشط شعري
ميار(فتح فمه بابتسامة):- سأمشطه بكل سرور
ميرنا(جذبت شعرها لكتفها):- أنظر كم استطال لم أقصصه كما وعدتك
ميار(لامس نسبة من خصلاتها):- فعلا استطال وهو يبدو أجمل
ميرنا(بحنان):- سأنتظرك ..
ميار(هز رأسه وابتعد عنها):- سآخذ حماما سريعا وأغير ثيابي وآتي إليكِ ميرنتي
ميرنا(لوحت له وهي تتراجع بخجل للحمام):- طيب …
انسحب وأغلق الباب خلفه ليتعرى أمام مشاعره الدفينة ، وجد نفسه يجر رجليه جرا نحو غرفته ليمر بغرفة جوزته التي استقرت بها آخر مرة ، فتح الباب بحنين وناظر زواياها من محله ليقفله بقوة ويتوجه لغرفته بغضب وقهر ما إن رمق سريره حتى تذكرها ما إن ناظر أثاثه تذكرها ما إن لمح صور لوحاته الخاصة تذكرها ، على الكنبة على المنضدة على السرير بجوار الحمام عند الشرفة كل مكان يعج بذكرياااااااات لبؤته الشقية … تنهد بعذاب ومسح على رأسه ليتوجه صوب الحمام دفع الباب برجله ورمى بنفسه تحت صنبور الماء بعد أن رمى بثيابه بإهمال على الأرض ، مسح على وجهه قبل أن يتأمل آثار التعذيب التي بدت جلية على ذراعيه وهنا ارتسمت على ملامحه آثار الانتقام الموعود فهو لن يجعل رشيد يفلت منه هذه المرة إطلاقا … أما هي فقد كانت متقوقعة على الأرض في ركن من الحمام فبدلا من أن تغسل دموعها كانت تبكي بحرقة لتضاعف وجعها أكثر فأكثر … تأوهت بعمق وهي تحاول سحب أنفاس عميقة لتضبط وهن روحها المريضة ، ظلت على وضعها تبكي وتعتب وتلوم وتشهق حالها كما كل ليلة تعودت فيها على ذراعي حكيم التي كانت تستكين بينهما وهو ينيمها ويهدهدها لكي ترتاح من حالة الهذيان الآن … تذكرته واستقامت بضعف لتقف عند المرآة وتنظر لنفسها وهي تتساءل بعتب …
ميرنا(بحرقة):- كيف قتلتني يا وااااااااائل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زمت شفتيها مجددا وهي تمسح دمعاتها وجففتها بالفوطة قبل أن تفتح باب الغرفة وتهرع للفراش ، ارتمت وسطت وتغطت متقوقعة وسطه وكأنها تهرب من العالم أجمع ، أو كأنما كانت تستصرخ وجود أحد معها أحد مثل حكيم الذي لم يكن يغمض له جفن إلا بعد نومها والآن …
ميار(دخل عليها لحظتها ووجدها بالفراش تنتحب):- نمتِ ؟
ميرنا(باختناق):- أآن ..
ميار(أغلق الباب ومد يده متأملا ما أحضره):- أنظري ماذا وجدت بالمطبخ
ميرنا(رفعت عينيها الدامعة ورمقت بيده صحنا مليئا بالسكاكر):- لالالالا هكذا ستؤلمني أسناني وغدا لا أرغب بالتقاعس
ميار(جلس جوارها ووضع الصحن بينهما):- أتحداكِ في إنهاء ذات اللون الأحمر بينما سأكمل أنا الأصفر هيا
ميرنا(عدلت جلستها باهتمام):- والرهان ؟
ميار:- ههه آخر مرة تراهننا لم تنفذي وعدكِ لي
ميرنا:- راقصتك يا مجنون دوما ما تنسى تنفيذي للحكم
ميار:- امم صدقتِ والآن سوف أراهنكِ على … حكاية
ميرنا:- حكاية ماذا ؟
ميار(رمش بعينيه والتقطت حلوى حمراء):- ابدئي والفائز يختار الحكاية التي يريد … لنبدأ
ميرنا(ضحكت والتقطتها منه):- هيا …
أخذا يلتهمان الحلوى حبة بحبة وهما ينظران لبعضهما مرة بضحك ومرة بهزل ومرة بشرود ووجع يحاول الظفر بهما ، لكن أجواء المتعة بينهما حالت دون ذلك لأنها رغبت بإخفاء وجعها عنه مثلما أخفاه عنها قبل أن يطرق باب غرفتها .. ظلا يلهوان في محاولة لطرد المأساة التي سيطرت على مكامن عقلهما وقلبهما إلى أن بقيت حبتين بالصحن
ميرنا(التقطت خاصته):- أنا الفائزة
ميار(أخذ خاصتها):- بل أنااا
ميرنا(أكلتها):- ههه وبهذا أصبحت الفائزة ..
ميار(أكلها أيضا):- طعم خاصتكِ ألذ
ميرنا:- طبعا لأنه أنثوي ههه
ميار(وضع الطبق على المنضدة خلفه وناظرها بعد أن وضع رأسه على جدار السرير):- قبل أن أسمح لتفكيري بالانحراف في جملتكِ العفوية احكي لي حكاية كيف أمضيتِ الأيام بدوني
ميرنا(رفعت الغطاء على كتفها وعدلت نومتها على السرير):- كانت أياما تعيسة ، فقدت فيها الإحساس بالحياة صحيح كنت أفرغ شحنات غضبي بالعمل في الشركة ولكن دوما ما كنت أهرع للسطح لكي أبكي وحدي ، غلب معي حكيم فقد كان لا يغفل عني ولا لحظة ومع ذلك عذبته
ميار(عدل الغطاء جيدا باهتمام وغطاها به):- وبعد ؟
ميرنا:- أهلنا ما زال في اعتقادهم أننا متزوجين ولأن ميسون ظهرت في المحيط ، اضطررنا لترهيبهم وطلبنا منهم عدم ذكر ذلك أمامها
ميار(تشنج من الأمر):- ولما لم تخبروهم بالحقيقة ؟
ميرنا:- كيف … في ظل كل تلك المصائب التي سقطت على رؤوسنا لم يكن أمامنا سوى الكتمان ، يعني لم نشأ أن نزيد عليهم همومهم دعاء بعد حادثة حسام النهواني وفقدان جنينها أصبحت ميتة حية ولذلك أودعناها في مصحة نفسية لعلها تسترجع ذاتها في القريب العاجل ،،، وإخلاص المسكينة تت نالت العذاب الأسود في حياة عمر وبعد مماته ودفعت ثمن جريمة ابنها ، رقية أخبرتنا أنها ستقوم باللازم لتخفف الحكم عليها ولكن طالما لم نجد أثرا لعبد الجليل ولا لتلك الحرباء لمياء فإن مصير إخلاص في خطر ،، عدا هذا أختي ميرا ومآلها أيضا فبعد فقدانها لطفلتها في حادثة الاغتيال تلك انعزلت في مكان لا يعرف أحد طريقا لها ولا مساعديها ، حتى ابنها تركته لشهاب الذي بحث عنها في كل مكان ولم يعثر عليها بعد … أرأيت كل هذااااا في كفة وما حصل معك في كفة أخرى
ميار:- أنا بخير
ميرنا:- الآن أجل لكن قبلا لم نعرف ذلك ، لقد اعتقدنا بأنك قُتلت حين اتصل الحقير رشيد بحكيم وأذله بشأنك ولكن حكيم لم يصغي لترهاته بل جعل رجاله يتحركون ليل نهار بغية الوصول إليك ، وجيد أنك وجدت وسيلة لتتواصل معه في النهاية وإلا لكنا متنا رعبا عليك
ميار(ابتسم لها):- كنت أفكر فيكِ أحيانا
ميرنا(زمت شفتيها):- أحياناااا ؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 30-04-17, 07:49 AM   #644

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


ميار:- ههه أجل أحيانا فغالبية الوقت كنت أفكر بهمومكم وبحلول لأجل زرع البسمة على ثغركِ من جديد ، يعني بما أن عودتي كانت اليوم فقط علينا أن ندع ليلة غد تمضي لكي نبدأ البحث بطريقة شاملة وإن شاء الله نجد سمر ونجد عبد الجليل وزوجة أبيه ونخرج إخلاص من السجن وتشفى دعاء من أزمتها ، ونطيح بالعشيرة وأيضا …. ننسى
ميرنا(رفعت عينيها إليه وأمسكت يده):- لست أنسى
ميار(اقترب برأسه منها وفتح ذراعه):- تعالي هنا ودعيني ألاعب خصلات شعركِ حتى تنامي
ميرنا(ارتفعت ووضعت رأسها على صدره وأخذ يلاعب شعرها):- وعدتني أن تمشطه لي
ميار:- عيناكِ تنغلقان تارة وتنفتحان تارة أخرى لهذا ستنامين دون مكابرة ، أنا هنا ولن أبتعد عنكِ مطلقا لذلك ارتاحي
ميرنا:- غربتي بدونك كانت سقما لذلك أرغب بالتعويض
ميار:- ههه أمامكِ يا شاعرة تعجز الكلمات والأحرف
ميرنا(تأوهت وهي تناظر الفراغ):- لما فعلا ذلك بنا ؟
ميار(زم شفتيه تهربا من هذا الحوار):- لن نتطرق للأمر ستنامين أنظري لهالات عيونكِ الملتهبة ، أتودين مضاعفتها لتبدي كالخفاش في الحفلة ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها وضربته لذراعه):- أنا خفاشة
ميار(أزال خفيه واستلقى جوارها):- وأحلى خفاشة مشاكسة ..
ميرنا(انسابت دمعات عينها على ذراعه):- اشتقته وأشعر بالخوف لأنني سأراه غدا .. ميار أنا لم أره من يومها يعني كيف سأستطيع مقاومة شعوري ..
ميار(عض طرف شفته وهو يتذكر جوزته):- بدوري اشتقت لتلك الشرسة ولكن .. تعاهدنا أنا وأنتِ أن نضعهما خلف ظهرنا ونمضي
ميرنا(رفعت رأسها إليه):- معك حق هما لا يستحقان حتى التفكير
ميار(لامس بإصبعه فكها):- نامي ميرنا .. وأريحي عقلكِ من التفكير هيا يا صغيرتي
ميرنا(بتنبه):- يا إلهي ميسون لن تنام قبل أن تسمع صوتي أعطني هاتفك فهاتفي قد نفذ شحنه
ميار(أخرجه من جيبه وأعطاه لها):- خذي
ميرنا(رأت صورة الخلفية):- ههه متى شحنته ؟
ميار:- حين دلفت للحمام يعني هه .. أنظري لإياد هنا كان يبدو شارد الذهن
ميرنا:- وأنا لا أذكر حتى ما كنت أخبره به لحظتها
ميار:- لا أدري لكنها أعجبتني لكما ولذلك التقطتها ، سأفعِّل لأجلكِ رقم حكيم لحظة
ميرنا:- طيب …
حكيم(كان الهاتف بيده وهو يقف عند نافذة غرفته وبلهفة عاشق ميت):- كنت أعلم أنكِ ستتصلين
ميار(بهزل):- لين … اممم أوك الاتصال خاطئ خذي
حكيم(أغلق عينيه برفض):- تت ميرنا
ميرنا:- معك حكيم ، أريد محادثة ميسون ؟
حكيم:- نامت
ميرنا:- ولما لم تنم أنت أيضا ؟
حكيم:- كنت أنتظركِ
ميرنا(رأفت لحاله):- ارحم نفسك وارتاح قد قضيت أياما تعاني من جنوني الليلي ، هيا خذ الليلة أجازة لك يا سيدي هه
حكيم(بحسرة):- مزاجكِ لطيف وهذا أمر جيد
ميرنا:- يعني .. أ.. طالما هي نائمة بلغها سلامي سأكلمها صباحا سلام
حكيم(فتح عينيه بوهن):- أحبكِ …
ميرنا(اهتز جدعها بالكامل لحظتها وقبل أن تجيب انقطع الخط):- هئ ؟؟؟
ميار(استغرب حالتها):- هل هو ممتعض من بقائكِ هنا يا إلهي لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل
ميرنا(أعطته الهاتف والتفتت لجانبها الآخر بوجع مضاعف):- سأنام ..
ميار(استغرب حالها لكنه لم يدقق):- أوك تصبحين على خير
ميرنا(شعرت به وهو يتحرك):- ابق معي حتى أغفو ، رجاء …
ميار(غطاها جيدا ووضع يده على مؤخرة رأسها ليلاعب خصلاتها):- نامي حلوتي ..
تنهدت بتعب وهي تصارع آلامها الدفينة ، من جهة عذاب مشاعر حكيم التي لم تجد كيف تحتويها ، فكلما تقدم ناحيتها خطوة دفعته بخطوات للوراء بتصرفاتها الهوجاء في ظل تعرضها لتلك المأساة التي جعلتها أجن امرأة عرفها في حياته ، لم تعد متوازنة وتصرفاتها غير محسوبة وهوسها بميار تحول لهذيان مطبق لن يفكها منه سواه … ومن جهة أخرى حفل ليلة غد حيث ستلتقي به وجها لوجه بعد آخر مرة جمعت بينهما وكانت أيضا الليلة التي فرقت بينهما ، كيف ستواجه عشقها له ولا أشواقها لعناقه ولنظراته ولكلماته ، إنه وائلها وليس بالشيء السهل عليها مقاومته … أما من جهة فقد كانت تعلم أنها راحة لميار ووجودها قربه في ظل هذا الانكسار يعتبر سبيلا للنجاة من بؤرة السواد التي تلفه من كل جانب ، ولذلك هي غير قادرة على التخلي عنه لأنها بدورها بحاجته ووجدت فيه خلاصها من ذلك الصراع المحطم الذي كتب عليهما وعلى غيرهما للأمانة …..

دخل لشقته ووضع مفاتيحه على المنضدة برتابة ، نزع سترته وألقى بها على يده بإهمال وتقدم وسط الظلام ليجلس على كنبة صالونه ولكنه تفاجئ بالضوء المنبعث من غرفة الضيوف حيث تستقر منذ مدة ، وضع سترته على جنب وتقدم ناحية الغرفة يده بجيبه ويده الأخرى كان يمسح بها على جبينه ، طرق على الباب ولكن لم ينتظر جوابا فصوت بكائها كان دالا على استيقاظها
وائل:- جوزيت ..
جوزيت(رفعت رأسها الذي كانت تدفنه بين ركبتيها ومدت يدها في الفراغ):- تأخرتَ علي
وائل(تقدم ناحيتها وجلس على طرف الكرسي قبالتها):- هيا جوزيت لن تمضي بقية أيامكِ في دموع
جوزيت(مطت شفتيها):- هل رأيته ؟ هل كنت جادا حينما أخبرتني عن حفل ليلة غد ،، أنا أنا كيف سأرااااه يا وائل أكيد سأضعف ؟
وائل(نهض من محله وجلس على طرف السرير جوارها):- جوزي … طالما دخلنا في هذا الأمر عليكِ إتمامه كما يجب ، سوف يحضر ميار وميرنا سوية
جوزيت(بكره):- تلك الأفعى مستغلة الفرص
وائل(بتعب):- لن أجاريكِ فأتوقع أنها أيضا تحمل لكِ ذات المشاعر فكلاكما سرقت حبيب الأخرى
جوزيت(نظرت إليه بأسف):- هل ندمت ؟
وائل(نظر لبطنها):- أبدا .. لو ترتب علي لفعلت المثل مجددا لحمايتكِ وحماية طفلك
جوزيت(أمسكت يده وربتت عليها):- أتعلم أنه لا يوجد مثلك شخصااااان في هذه الدنيا ، أنت رجل نادر الوجود مضحي لأقصى الحدود وتملك قلبا حنونا وقادرا على إطاحة كل القيود لأجل مساعدة الغير .. أنا وطفلي سنبقى ممتنين لك إلى الأبد
وائل(تنهد بعمق ومسح على يدها):- إذا كنت تريدين شكري فعليكِ أن تنامي وتكفي عن البكاء
جوزيت:- كيف ستبلي غدا ؟
وائل(هز كتفه بانهزام):- لا أعرف لكنني سأستقوي بكِ ..
جوزيت:- ههه وأنا سأستقوي بك
وائل(ابتسم لابتسامتها):- من الرائع رؤية ابتسامتكِ الشقية ، همم أين صديقتكِ ؟
جوزيت:- ذهبت قبل ساعات لكي ترتب أمور الرجال مع عنبر ، فحتى فيكو يرابض أمام عمارتك ليل نهار قصد حمايتي أخبرته أنه لا داعي لذلك ولكنه يصر
وائل:- إنهم عملة نادرة من الأشخاص المخلصين ، دعيهم على سجيتهم هيا أترغبين بشيء مني ؟
جوزيت:- سلامتك فقط .. أ.. كيف مضى الأمر معهم ؟
وائل(استقام ومسح على جبينه):- تسلمت المقعد رسميا وغدا التتويج كما أخبرتكِ عبر الهاتف ، سترين حكيم أيضا لأنه سيحضر
جوزيت:- حتى لو سعدت لرؤيته فهو لن يكون متحمسا لذلك ، إنه يلومنا مثلهم
وائل:- لا بأس .. أحيانا البعد يفتح أعين الناس
جوزيت(بامتنان صادق):- شكرا وائل …
وائل(خرج وأطل عليها):- أخلدي للنوم ولا تفكري كثيرا غدا سنفكر سوية هكذا أفضل
جوزيت(ضحكت):- ههه أوك .. سأرمي عليك حمل أفكاري المجنونة
وائل:- متوقع .. هه ليلتكِ سعيدة
جوزيت(وضعت يدها على بطنها مبتسمة بشرود):- وليلتك أسعد ،… وأنت يا صغيري قل لبابا تصبح على خير ؟
وائل(ضحك من جنونها اللحظي):- أحلاما هانئة ..
أقفل الباب عليها وانسحب لغرفته ليتقوقع فيها وحيدا برفقة آلامه ومواجعه ، جلس بفوضوية على سريره واضطجع عليه بشكل أفقي باسطا ذراعيه وعيناه تنشد البعيد ، قلبه ينبض بقوة وعقله شارد في طيف عسل غروبه التي هجرته طوعااا منها ، والتي كسرها رغما عنه ..
وائل(مد يده لجيبه وأخرج هاتفه ليناظر صورتها على خلفيته):- آه يا وهم قلبي هل سنلتقي أخيرا ليلة غد ، كيف سيكون اللقاء وكيف سأتحمل نظراتِ العتب من عينيكِ الحبيبة ، كيف سأخرس شوقي بل كيف سأمثل دور اللامبالي أمام حضرة عشقكِ يا شمس لياليَّ الآفلة …أواه من غرامكِ يا امرأة أشبعت قلبي ببؤس الفراااااق ، أوااااه منكِ يا حبيبتي
آخر همسة ذكرها غفا بعدها على جلسته وهو يتهرب من صوت الواقع ويحاول البقاء وحيدا في مزن الضياع ، لعله يخرس ذلك الأنين الموجع الذي يلازمه منذ أن فارقته وأظلمت دنياه من حوله ، تذكر أن أخته قد طلبت مكالمته ولكن في ظل تلك الظروف نسي الأمر تماما ولهذا اتصلت هي وأيقظته من تلك الإغماضة الخفيفة ….
هديل:- وائل رشوان أصبحت رجلا يخل بوعده يا أخي وهذا عيب في حقك
وائل(جلس بقنوط وهو يفرك عينيه):- لقد غفوت ..
هديل:- أوووه يا لي من خرقاء ، عذرا ويلي ولكن أردت أن أنبهك أن غدا افتتاح عيادتي ستحضر صح قد وعدتني ولا يمكنك أن تخلف طالما لم تحضر حفل تخرجي ؟
وائل(مسح على عينه ونهض ليفتح الدولاب):- نسيت الأمر تماما يا هديل وفي ظل ما نعيشه أرى أن احتفال افتتاحك أمر مخل بالآداب واللباقة ، حال شهاب تعرفينه فبعد رحيل ميرا وهو ليس بخير ناهيكِ عن الوضع المرتبك بينه وبين جدك
هديل:- جدي نام قبل قليل ولكنه وعدني بحضوره ، وقلت أنها فرصة لكي تجتمعا مع بعضكما منذ متى لم تلتقيا ؟
وائل(بحزن):- منذ فترة ثم ليس لدي وجه لأقابله به ، يفضل أن يبقى على سجيته
هديل:- لا تقحمني في دوامتكم يكفي أن عمي وحده الذي لبى دعوتي
وائل: جيد أنكِ تملكين أحدا يدعمكِ
هديل:- لن أكرر كلامي سأنتظرك بعد الظهيرة فحفلتي نهارية ولا يمكنك التملص
وائل:- سأفكر سأفكر يا هديل ، والآن دعيني آخذ حماما سريعا لأغفو أخوكِ متعب
هديل:- اممم طيب طيب هديل انسحبت أراك غدا
وائل:- إن شاء الله
إن شاء الله سوف أجد حلا لدوامة رأسي وأتوقف عن التفكير بكِ يا جنوني الذي يسري بين خلايا دماغي ، هيا ميرنا انزعي نفسكِ من جلدي دعيني أتنفس دعيني وكفي عن شقاوتكِ فقد تعب الشوق من شوقي المشتاق إليكِ ، يكفيني منكِ هول العذااااااب يكفيني هول الفراق يكفيني هول عدم رؤيتكِ أمامي يا شمسي التي غابت عني بأفراحها وببسمتها الشريدة ……
بكل أسف أمضى ليلته وهو يناظر السماء من فراشه ويفكر فيها ، مثلما كان هذا أيضا يناظر صغيرته ويفكر في أمها التي هجرتهم تلك الليلة لأجل إثبات نظرية هامة في أعماقها وهي أنها قادرة على تجاوز وائلها باستعانة من جريح آخر مثلها يدعى ميار ، وهي لا تدري بأن كلاهما في امتحان الأقدار الآن فكيف سيبليان ليلة غد هذا ما سنعرفه أكيد …
على مشاعر البؤس والهوان نامت ميرنا ونامت جوزيت من فرط البكاء والانتحاب ، ونام حكيم ولكن هذين لم يغمض لهما جفن ، فقد نهض وائل من مضجعه الذي ضيق التنفس فيه وخرج إلى شرفته ليتنشق بعض الهواء ويزيح عنه أحمال الهم التي استوطنت وجده على حين غرة … وقتها كان ميار في ورشته يقطع قطعة من البلاستيك بسكينه المسنن وحركته كانت تتسارع بشكل جنوني إلى أن رمى بكل تلك القطع يمنة ويسرة ووقف يلهث بعذااااب ووجع ، عيناه مظلمة وعقله غير متزن والحال أسوأ من ذي قبل ..
ميار(بحرقة دم):- لماذا يا جوزتي الغالية ، لماذا كسرتِ العهد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ …..
على آخر كلمة ترك الورشة وخرج في حلكة ذلك الليل ليرافق شبله الصغير صولي ويتأوه في صمت حرقة قلبه التي جعلته جوزته يعيشها ، فمن جانب هو حزين على ميرنا التي انكسرت بدورها ومن جانب هو ملتاع الفؤاد على ذات الانكسار الذي شملهما وجمعهما دونما خطة … وكأنما الأقدار رسمت منعرجا لقصة حياتهما ، بالصدفة وجد نفسه يقود دراجته النارية مغادرا القصر من الباب الخلفي السري وظل يشق الطريق الفرعي في اتجاه حقل العم نعيم ، ابتسم حين وجد الأضواء مشتعلة خارج بيته ولذلك امتن من أنه ما زال مستيقظا ..
العم نعيم(خرج ببندقية الصيد خاصته لتفقد الزائر وما إن لمح حتى ابتسم بفرح):- بني ميار
ميار(أوقف الدراجة على جنب وتوجه إليه):- عم نعيم عذرا لإزعاجك بهذا الليل ولكن ..
العم نعيم(فاجأه بعناق):- لك وحشة يا ولد غبت عني كل هذا الوقت ، تعال تعال
ميار(فرح باستقباله):- شكرا لك
العم نعيم:- كنت سهرانا وجهزت بعض الشاي سأحضر اثنين ونجلس بالردهة هنا الجو جميل
ميار(تأمل حقوله وأشجاره والسماء المقمرة):- بالفعل الجو جميل ..
جلس على الكرسي وناظر السماء ببؤس من حوله وأنفاسه المتحشرجة كانت شريكة جلسته ، أحضر لهما العم نعيم بعض الشاي وجلس قربه ليتنعم معه بصمت الليل ..
العم نعيم:- الليل كائن حي ، أحيانا يصغي إلى آهاتك ويطبطب عليك بنسائمه العليلة وأحيانا لا يكترث فقد يكون كاهله مثقلا بالأنات التي تسيطر على مكمن الذات فتطرح فيها الأسى ، .. من تنهيداتك أشعر بأنك تحمل على عاتقك ما يهلك فرقدك ولذلك صارحني يا ولدي ما الذي يتعبك ؟
ميار(وضع كأس الشاي بعد أن تجرع منه القليل بدون حياة):- هل جربت يوما شعور العدم ، الخواء وكأن روحك خالية من روحها وكأن أحدهم يطحن قلبك في معصرة بلا رحمة .. هكذا يحدث في صدري هنالك حرب ضارية تمزق أشلائي لقد فقدت شهيتي للحياة صدقني ذلك الخذلان قطع علي الطريق نحو الحلم الجميل ، كنت أتمنى حياة هانئة خالية من كل هذه الصراعات والشوائب ولكن الآن ما عدت أتمنى إلا النسيان
العم نعيم:- صاحبة التفاح الأخضر ؟
ميار(رفع عينيه إليه بدهشة):- أجل … هي بعينها
العم نعيم:- كل ما يحدث في هذه الحياة يحدث لسبب معين ولدافع أكبر ، لا ترى الموضوع من وجهة نظرك فقط ولا تعطي للآراء ملاذا لعقلك ولا تصدق كل ما رأته عينك فقد يكون للأمور أبعادا أخرى بعيدة عن متناول تفكيرك … صحيح نحن بغريزتنا نصدق ما تراه أعيننا ولكن لكل شيء قصة
ميار(تنهد بعمق):- أخذت من وقتك
العم نعيم:- لا تكتم غضبك يا بني هكذا ستؤذي نفسك وأنت تعلم أن باب عمك نعيم مفتوح دوما
ميار(نهض وصافحه):- أعلم ذلك يا عم نعيم ..
لم يضف حرفا آخر فقد تحشرجت الكلمات بجوفه وترك العم نعيم متأسفا لحاله ، كي يعود لعرينه ويرمي نفسه على السرير لعله يفقد بعضا من وعيه وينسى مآل قلبه العليل … فقليل من النسيان سيرحمه ويرحم غيره من التعاسة التي كتبت عليهم فجأة … وهنا كان الحال مماثلا لحال وائل الذي اضطجع على سريره للمرة الخامسة لعله يجد في النوم مستقره ..
في اليوم التالي
استيقظت لتجد وردة بجوار وسادتها وبطاقة ، ابتسمت واهتزت محلها ممسكة بالوردة اشتمت عطرها وأمسكت الورقة لتتفحصها ووجدت مكتوبا عليها "أسعديني بحضوركِ على الفطور سلطانتي".. تمطت بمحلها قبل أن تنهض من فراشها لتلتحق بالفهد المجنون… بعد برهة كانت تلاعب الوردة بيدها بينما كانت تنزل درجات القصر في اتجاه الحديقة المشرقة جداا فقد كان الجو صيفيا بامتياز
ميرنا(وجدته يلاعب صولي ويرمي له الكرة في حين يركض الشبل ناحيتها ويتمرغ في العشب):- بدأت أشك في جذور هذا الشبل هل هو من فصيلة الأسود أم الكلاب ؟؟؟
ميار(التفت إليها من محله وهو يلهث وناظر إشراقتها بابتسامة):- إنه يندمج مع أي فئة تحبذينها
ميرنا(أشارت له):- طيب اغسل يديك لن أنتظرك فأنا أتضور جوعا
ميار(غمز لها من محله):- يفضل ألا تبدئيه هنالك ضيف سيوافينا بعد قليل
ميرنا:- ولما أشعر وكأن هذا الضيف هو مزعج مزعج مزعج حتى في حضوره الصباحي ، هاه اسمع لم أكمل حتى جملتي
ميار(ضحك من سماع بوق سيارته عند البوابة):- استقبليه ريثما آتيك .. هيه أعيدوا صولي للقفص
أحد رجاله:- فورا حضرتك …
ميرنا(كتفت يديها وجلست على طاولة الفطور تنتظره لحين أتاها وهو ينزع نظاراته الشمسية):- ما بالنا على هذاااا الضجيج ؟
إياد(بلهفة نظر من كل جانب):- أين أخي يا بنت ؟
ميرنا(بتدلل):- أكلتُه على الفطور
إياد(سلم عليها):- هههه أتتوقعين مني أن أنتحب الآن لكنني زعلان كنتِ دعي لأخوكِ بعضا من المأدبة يا بخيلة ….
ميرنا(تنهدت):- اجلس هناك أمامي لأرى … وأعد على مسمعي ما أخبرتني به البارحة في مكتبي
إياد(أخذ فنجان قهوتها وصب لنفسه):- بففف أصبحتِ عملية لدرجة القنوط ، المهم يا ستي العم لبيب اتصل فيني وقال بأنه رأى إيمان بركات في إحدى الحدائق وسط المدينة صدفة ، كان يبحث عن عمل وأثناء أخذه لاستراحة من عناء البحث لمحها وهي تسير نحو سيارة سوداء مع عدة رجال مهندمين وقد بدا عليها الامتعاض منهم ، نهض ليستكشف الأمر ولكن سرعان ما اختفت هي والرجال والسيارة واكتشف أنهم جعلوها تصعد قسرا منطلقين بها ..
ميرنا:- يا ترى بما تورطت تلك الفتاة ؟
إياد:- طالما فتحي الخسيس كان من الجواسيس فلابد وأنها أيضا كذلك ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه طالما انقطعت الصلة بيننا بعد قفل الجريدة ما الذي سيجمعها بهم من جديد ؟
ميار(تقدم ناحيته):- الطفل الذي في بطنها
ميرنا(شهقت):- وااااااات ؟؟؟ طفل من عن أي طفل تتحدث ؟
ميار:- إيمان حامل من رشيد عذرا نسيت التطرق للأمر في خضم هذه التراجيديا كلها … أخي
إياد(نهض وعانقه بحرارة):- كيفك يا غالي اشتقنا لك فعلنا كل ما بوسعنا لإيجادك وميرنا كادت تفني نفسها بحثا عنك
ميار(ابتسم لها):- أعلم أنها ستفعل ذلك …
ميرنا(بحرج نظرت للطاولة):- لنفطر إذن وبعدها اشرح لنا سر هذا الخبر الغريب
ميار(جلس محله وباشر الفطور):- لا شيء يُحكى رشيد أوهمها بأنه الفهد البري وهي وقعت في شركه مع الأسف طمعا في القوة والسلطة ، وقع الحمل وطلب منها إجهاض الجنين ولكنها أبت ذلك وأظن أن الأشخاص الذين أخذوها البارحة من رجاله
ميرنا(بفزع):- هل سيؤذونها يعني ؟
ميار:- لست أدري
إياد(عقد حاجبيه):- علينا أن نطمئن عليها
ميار:- لا شأن لنا
ميرنا:- ولكنها زميلتنا
ميار:- ولكنها جاسوستنا
إياد(فتحت عينيه على وسعهما):- مثلما توقعنا يعني ومتى كنت ستخبرنا ؟
ميار(شرب كوب عصيره):- ها أنا ذا أخبركم
ميرنا(مسحت على جبينها):- مع ذلك لن نتخلى عنها
ميار(زورها بحدة):- لا وقت لدينا للخونة ست ميرنا ، لنفطر ونستمتع بصحو الجو قبل أن نذهب
ميرنا:- نذهب لأين ؟
ميار(نظر لإياد):- ألم تخبرها يا طويل اللسان ؟
إياد(هضم الخبز المحمص الذي وضع عليه بعض العسل):- أخبرها بماذاااا ؟
ميار(هز رأسه بفشل):- آخ الرحمة يا ربي الرحمة هل علي أن أتدبر كل الأمور بنفسي
إياد:- ما به ؟
ميرنا(ملأت فنجانها):- اختصراااا علي لم أفهم
ميار:- سنذهب إلى المطار
ميرنا(تفاجأت):- وما المناسبة ؟
إياد:- اممم هناك صديق حسنا بهذا الطول وهذا العرض قادم لأرض الوطن
ميرنا(فركت يديها بحماسة):- جدار برلييييييييييييين ياااااه مضى زمن لم ألتقي به
ميار:- افرحي إذن هو قادم لتغطية الحفل بصفة مزيفة ، يعني تحسبا لأي طارئ
ميرنا:- هل أنت من طلبت منه القدوم ؟
ميار:- نن أبدا وجدته يتصل بي ليخبرني بأمر زيارته لمراقبة الدبلوماسي ..
ميرنا(ابتلعت ريقها):- هل تعرف بهذا أيضا ؟
ميار:- وأعلم بمسألة منظمة الخرفان يا ميرنا الراجي ، هههه أذكركِ دوما بأنني ميار نجيب الذي لا تخفى عنه خافية ولكنكِ تهملين كلماتي
إياد:- هُوووو أرعبتنا يا صاح
ميرنا(عقدت حاجبيها):- إذن أنت تعلم أن وائل معهم أيضا ؟
ميار(مال بفكه):- أعلم ذلك فكاظم أخبرني بكل شيء قبل عودتنا لأرض الوطن
ميرنا:- كاظم لن يخبرك بشيء كهذا إن لم تهدده بشيء آخر ؟
ميار(ناظرها بتفاجئ):- أهدده ؟؟؟؟ هل تحسبينني سفاحا هنا ؟
ميرنا(هزت كتفيها):- هذا أسلوبك
ميار(حول عينيه واستقام):- سأجهز نفسي للذهاب
ميرنا:- الآن لما يغضب مني دون سابق إنذار ؟
إياد(منغمس في الأكل):- وتتساءلين بعد ما أقواكِ …
ميرنا(زفرت بتأفف):- أستغفر الله …
إياد(رمق رنين هاتفه):- هاه الشقراء تتصل كأنها تشم جلوسنا مع بعضنا بعض ههه ، هللو بكوثرة النبض أيخبركِ زيدون بهذا البوح أم أنني الفريد من نوعي ؟
كوثر:- يا عيني ع صديقي الشاعر ، لكن أجِّل لي هذا البوح على جنب لأنك تأخرت على موعدك معي
إياد:- أي موعد من غير شر ؟؟؟؟
كوثر(صرخت فيه):- كيييييييييييف تنسى أمرا كهذا يا إيااااااااااااد ، إن اليوم خاص بوصال سوف تُكرم لانتهاء الدورة في مركز الشرطة العامة أمام الإدارة وووو … من غير استطالة أين أنت ؟
إياد(عض شفتيه):- بصراحة نسيت ذلك تماما اعذريني
كوثر:- الله يلعن الصداقة اللي جمعتني بكم واحدة في الشرق والثاني في الغرب ، أين ميرنا أخبرني هل نعثر عليها عندما نريدها هاتفها مقفل وليست مع حكيم ولم تأتي لبيت الراجية وليست بالشركة إذن أين هي ؟؟؟؟؟؟؟
إياد:- معي هي معي يا بنت ثم لما تصرخين أخاف أن يسمعكِ زياد فيعدل عن فكرة زواجه بكِ
كوثر:- ههه هو يعرفني مجنونة ولأجل ذلك سيتزوجني مت من سمك
إياد:- وعلى إيه كان مالي أصلا خذي صديقتكِ هي التي تفهم لكِ ، امسكي يختي
ميرنا:- كوكو
كوثر:- نعم يا نذلة
ميرنا:- بدأت بالشتم يعني هي بحاجة لمراضاة ، هلا بالحلو هلا بالجمال هلا بالعيون الزرق هلا ومية غلا و بففف قلبي يتألم وليس فيني حيل للمجاملة اختصري ماذا هناك ؟
كوثر:- حبي … لا عليكِ لكن ألن تأتي لتكريم وصال عيب في حق صديقتنا ألا نساندها
ميرنا:- والله كان بودي المجيء لكنني مرتبطة بكذا شيء اليوم ، وجودكِ أنتِ وإياد سيغطي عن غيابي
كوثر(بحسرة):- لقد تغيرتِ كثيرا يا ميرنا ، أصبحتِ تعيشين في قوقعتكِ الخاصة منذ مدة لم نلتقي وحتى حين نلتقي فإنكِ تتملصين من أحاديثنا وتساؤلاتنا أخبريني منذ متى جلسنا كرفقة أربعتنا هاااااه ، أظنكِ تهمليننا يا ميرنا والإهمال يؤدي إلى القطيعة
ميرنا:- هئئ قطيعة ماذا إلهي ينقطع خبر عدوك يا بنت ، اسمعي بدون موشحات أنا رأسي مصدع إن وجدت فرصة التحقت بكم لم أجدها بلغاها سلامي انتهى خذ هاتفك سأحضر نفسي أيضا
إياد(وضع الهاتف على أذنه):- هل ارتحتِ الآن ؟
كوثر(تأففت):- أهو ذنبي أنني أحاول لم شمل صداقتنا ؟
إياد:- صداقتنا في محلها لكن ما لا تعرفينه أن ظروف كل واحد فينا قد تغيرت..
كوثر:- لكنني لم أتغير .. وصال لم تتغير .. أنتما فحسب من تغير وأصبح لديكما أسرار مشتركة ربما تفكران بإقصائنا من حياتكما حتى من يدري
إياد:- هوووه الآن أنتِ تمشين ضد التيار ، تعقلي يا وغدة وحين أراكِ سأجذب خصلة من شعرك وأمزقها قسرا سترين
كوثر(بامتعاض):- معذب الشعر أكرهك
إياد:- ههه وللصدفة أنا أعرف لما تكرهينني ؟
كوثر(عضعضت شفتيها):- كيف حالهما ؟
إياد:- زوريهما لو أردتِ معرفة ذلك فشقتي تعرفينها يختي
كوثر:- لا أريد … ثم انس سؤالي من أصله
إياد:- إنهما أمكِ وأختكِ كفى هجرا يا عمتي وأنتِ تتوقين إليهما كل لحظة
كوثر(تنهدت بتعب وحنين):- دعها للظروف
في تلك الأثناء كانت ترتدي فستانا التقطته بعشوائية من الدولاب ، كانت قد تركته سابقا في تلك الغرفة وتعجبت في أن جوزيت لم تفتش ذلك الركن علما أنها اتخذت ذات الغرفة ملاذا لها فيما سبق ، لم تدقق فقط ارتدته وتوجهت للمرآة وضعت بعض الزينة التي كانت تحملها بحقيبتها بإهمال وتعطرت ثم خرجت متوجهة صوب غرفته بغية الاطمئنان على ردة فعله ، قبل أن تطرق الباب وجدته يفتحه أصلا فاصطدم بريحها أمامه
ميار(تلعثمت حروفه ولكنه استعاد رباطة جأشه في لمح البصر):- أنا جاهز
ميرنا(اعترضت طريقه):- غضبان ؟
ميار(هز أنفه):- تؤ ..
ميرنا(تململت بطفولية):- ملامحك تدل على ذلك
ميار:- ملامحي مخادعة
ميرنا(أشارت لقلبه):- ماذا عن هذا ؟
ميار(زفر بتعب):- عليكِ تنظيف لسانكِ ميرنا يكفي تجريحا فيني والله لم أعد أتحمل وقاحتكِ الزائدة ، فأنا لست حكيم حتى أتحمل ذلك على مضض بل سوف أقسم جبهتكِ لنصفين وقت الغضب لمعلوماتك بس
ميرنا(رفعت حاجبيها بذهول مصطنع):- تقسم جبهتي لنصفين هئ بالطول ولا بالعرض ؟
ميار(من بين مقاوماته جعلته يضحك):- ههه آه يا ربي ماذا فعلت كي أبتلى ببنات الراجية
ميرنا(تبسمت وهي تنكز كتفها بكتفه):- أنت من بحث عني
ميار(اقترب منها برأسه):- وأنتِ من فتح لي الطريق كي أعبر
ميرنا(عضعضت شفتيها):- إياد ينتظرنا
ميار(غمز لها):- والجدار كذلك .. هه هيا سلطانتي
ميرنا(تأبطت ذراعه وهنا توقف ليناظرها مبتسما):- هكذا أفضل
تنهد ببهجة وأومأ لها بمساندة وهما يغادران القصر رفقة إياد صوب المطار ، طوال الطريق لم يصمت إياد فقد كان يحكي ويحكي ويحكي عن مغامراته مع رامز وكيف وطدا قوتهما للبحث عن سمر تحت إمرة من الخالة عواطف التي التاع قلبها على ابنتها … حالها حال شهاب الذي ضاقت به الأحوال وما عاد في يده حيلة ..
هنادي:- سيد شهاب أتأمر بشيء آخر ؟
شهاب(لمحها وقد ألبست شادي ثيابه):- هاه .. لا هكذا أفضل ضعيه بكرسيه الخاص سأخرج بعد لحظات
هنادي(ابتلعت ريقها):- يعني .. لو نعمم خبر اختفائها بمراكز الشرطة ما ربما توصلنا ل..
شهاب:- هنالك معارفنا يقومون باللازم ولا أحد سيقدم أكثر مما يقدمونه ، ثم طالما لم تظهر ميرا من نفسها فلا أحد سيعثر عليها …
هنادي(وضعت شادي بكرسيه الخاص):- شادي اشتاق لأمه
شهاب(انفجر بغضب):- وّأنا اشتقت لها ولكنها اختارت الهرب اختارت الانعزال بعيدا عنا ولا طاقة لي في مجاراة هذا الحديث ، أعطني الولد لأغادر هذا القصر ويمكنكم أخذ إجازة وأي شيء تريدونه تعلمون عنوان بيتي …
هنادي(مدت له حقيبة شادي):- لا تحرمنا من رؤية الصغير لو سمحت سيدي .. وأرجوك لو عرفت أي خبر عنها بلغنا به
شهاب(علق الحقيبة على كتفه):- على الله …
هنادي(هزت كتفيها بفشل ولحقته للأسفل):- لو تعودين يا سيدتي ، لو تعودين فحسب ..
باتريك(فرك يديه وهو يناظر شهاب مغادرا بشادي):- أيأخذه حقا ؟
هنادي(لاحقته بعينيها حتى الخارج):- كما ترى يا باتريك
باتريك:- أين ذهبت سيدتنا فقط لو تتواصل معنا كنا وجدناها واطمأن قلبنا عليهاااا
هنادي:- أنا واثقة من أنها بخير ولكن مع ذلك أحتاج لرؤيتها كي أصدق …
باتريك:- يا حسرتي عليكِ يا سيدتي يا حسرة …
وضع صغيره بمحله في الخلف وأغلق حزام السلامة عليه وقبل أن يرفع رأسه أمسك شادي بقميصه ليجذبه لفمه في محاولة لامتصاصه ، ناظره شهاب بحزن ومسح على وجنة صغيره وضمه لصدره بحرقة وهو يتنهد أسفا على حالهم
شهاب:- أخبرني هل اشتقت لماما مثلما اشتاق لها أبوك ، يا حبيبي أنا أبذل قصارى جهدي في البحث عنها ولكنني عجزت ، هي التي ابتعدت هي التي تخلت هي التي لم تتحمل ولم ترغب بمساعدتنا لها ، إننا نذكرها بأختك التي غادرتنا سريعا ، فلة حبيبة أمك ذهبت وسرقة بهجة أسرتنا فكيف السبيل ؟
وجد في نظراته ابنه البريئة ضياعا وعذابا أكبر لذلك ربت على رأسه ونهض ليتخذ محله في السيارة ، وينطلق به عائدا لشقته فذلك القصر أصبح أثقل عليه بدونها ، بل كل ذكرياتهما كانت بين جنباته وشقته أرحم لها حتى لو كانت تحتوي على طيفها لكنه على الأقل سيكون على سجيته .. انطلق به وفي عقله سؤال يتردد منذ اختفائهااااا إلى أين ذهبت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ …
كانت تجلس على كرسي الشرفة وهي تضع قبعة على رأسها بينما تمدد أقدامها على كرسي الاسترخاء ، مستنجدة بتلك الشمس التي كانت تشع وسطها مثل نجمة آفلة خفت بريقها تود استعادته على مضض بمحاولات فاشلة مع الأسف ، امتصت شفتيها ويدها تمسد بطنها لتجد نفسها تبكي مجددا وهذا ما أزعجها للمرة الألف
ميرا:- أوووف أووووف يكفي يكفي .. تتت هفف .. الحمدلله عدتِ باكراااا
نهضت حين سمعت رنين جرس الباب وأطلت من العين السحرية لتنفرج أساريرها قبل أن تفتح الباب ، هنا دخلت هي بعد أن تأملتها بعيونها الضبابية بغية تحسن حالها ولكنها ما تزال كسيرة عليلة وجرحها يستحب وقتا أطول حتى مما تعتقد
ميرا(أغلقت الباب بسرعة وارتمت بحضنها ببكاء):- تركتني وحدي …
هبة(عانقتها بحرارة):- رغما عني صغيرتي ، لم أستطع المجيء إلا الساعة
ميرا(دفنت وجهها بصدر هبة):- اشتقت لابني
هبة(مطت شفتيها وجذبتها معها للصالون وأجلستها قربها):- اشتقتِ له واشتقتِ لأبيه ولحياتكِ إذن عودي لهم يا ميرا ما الذي يجبركِ على هذه المعيشة ؟
ميرا(وضعت يديها على وجهها):- لست قادرة على ذلك خالتي .. أنا متعبة متعبة وإذا ما عدت الآن سأتذكر ابنتي التي أخذوها مني
هبة(مسحت على شعر ميرا بحنان):- لو نتحدث بصدق فتلك الطفلة لم تكن ستولد ..
ميرا(باحتدام):- خالتي ؟؟؟؟
هبة(أمسكت بيدها):- كانت خطرا عليكِ يا ميراااا أكنتِ تنوين إنجابها والتفريط بها وبابنكِ وبحبيبكِ وبأهلكِ وبجمهوركِ وحياتكِ التي تقف في أول السطر ؟؟؟؟
ميرا:- لو كنتِ محلي لفعلتِ المثل
هبة:- وأنا لست كذلك يا ميرا ، أنا حسبت طفلي ميتا بينما طفلي الثاني كنت أراه من بعيد حين يفيض بي الشوق وأنا من تخليت عنه لأجل مصلحته ولكي يعيش حياة خالية من الشوائب ، ولكن دولاب الحياة حقير حقير جدا لدرجة أنه يداهمكِ في وقت لا تكونين فيه مستعدة للمواجهة
ميرا:- إياد سيسامحكِ يا خالتي وطارق .. حسنا أمي ستحزن للأمر
هبة(مطت شفتيها):- أختي عواطف لا أدري كيف سأشكرها لأنها رعته وحسبته ابن بطنها ، أتمنى فقط أن يسامحني ويتقبلني في حياته
ميرا:- ليظهر أولا وبعدها لكل حادث حديث
هبة:- ظهوره رهين بأعماله يا ميرا ، لقد أخذ مقعدي في تلك العشيرة اللعينة
ميرا:- أنا غير قادرة على الاستيعاب ولا حتى على تحديد موقفي ، هل علي أن أفرح لأجلكِ أم أحزن لأجله تت .. عموما هو راشد ورجل بحق وسوف يقوم بالمهمة على أكمل وجه ألم تقولي أن السيد أمجد يحميه ؟
هبة:- بلى .. ولكنني أعرف قذارة تفكير العشيرة لقد رويت لكِ عنهم باختصار وجيز
ميرا:- وما رويته يكفيني لكي أمقتهم لقد سرقوا مني فرحتي
هبة:- يا ميرا يا ابنتي حاولي أن تهضمي مواجعكِ وإلا فلتت منكِ الأمور ، اسألي مجربة لتخبركِ عن حجم الألم الذي يعنيه فقدان الضنى
ميرا(بحسرة تلكأت بجوفها):- جربته يا خالتي ، صدقيني جربت أمرَّ إحساس في الكون حين يموت صغيركِ بين يدي ألعن رجل حول حياتكِ لجحيم
هبة:- سليم مات يا ميرا ، وطفلكِ في الجنة مع أخته الصغيرة أكيد سيرعاهما الله
ميرا(انفجرت بكاء):- كل ما أردته هو طفلة تجعل شهاب يحبني أكثر فأكثر ، طفلة توطد العلاقة بيننا مع شادي أخوها ولكن حتى هذا استخسروه فيني .. والأدهى أن أباها رغب بقتلها فكيف لي بأن أثق به مجددا ؟
هبة:- لو لم تكوني تثقين به لما تركتِ له ابنكِ وغادرتِ
ميرا:- كيف سأهتم بشادي وأنا أصلا بحاجة لمن يهتم بي ، وجوده معه آمن ريثما أستجمع نفسي
هبة:- أنا معكِ يا صغيرتي مثلما كنت دوما
ميرا(ارتمت في حجرها):- أنتِ ضوء حياتي
هبة:- آه يا حلوتي لطالما شعرت بأن شبهي أنا وأنتِ متجذر في عمق الماضي
ميرا:- ليتضح أنني ابنة أختكِ وأنكِ خالتي ، فعلا جدتي نبيلة قد عانت بدورها حين حرموها منكِ لكن الدنيا أنصفتها حين أعادتكِ لحياتها ، أردتِ مفاجأتها بكِ ففاجأتكِ بأنكِ ابنتها ههه شوفي الصدف
هبة(بدموع):- صدف لم تخطر ع بال ، أشتاق إليها كل يوم لكنني لا أرغب في أن أورطها بمشاكل نحن في غنى عنها لو ذاع خبري سوف أجد نفسي في خطر من جديد
ميرا(رمشت خوفا عليها):- ألف لا بأس عليكِ خالتي ، لو بيدي لحميتكِ منهم جميعا فأنتِ التي احتويتني أيام قهري
هبة(مسحت على شعرها):- كنتِ فتاة يافعة ضائعة تحت رحمة كهرمانة وساديتها ، أرادت استغلالكِ
لمصلحتها وبيع فنكِ للفئات الحقيرة التي تمتص براءة كل فتاة تقع بين أيديهم القذرة
ميرا:- لكن لن أنسى أن لكهرمانة الفضل في وصولي إلى ما وصلت إليه ، هي التي عرفتني على هذا العالم وكفلتني في عز حاجتي ، احتوتني و
هبة:- لأجل مصلحتها
ميرا(بأسف):- أجل هذا ما اكتشفته لاحقا كانت تحميني لأجل ضمان مسيرتي معها ، لكن ما كان سيسمح حكيم ابن عمي بذلك والآن ما زال عالقا في شباك ذلك الشرك ليومنا هذا
هبة:- خطؤكِ الذي اقترفته هو لعبة الظلم التي شاركتِ فيها تجاه رشيد وانظري للنتائج الآن
ميرا(ببكاء):- قد كان يستحق هذا المصير ولكنني ندمت فمن أنا حتى أحاسبه ، وأظن أن الله سبحانه وتعالى عاقبني بما فيه الكفاية حتى صغيرتي سرقوها مني اهئ اهئئئئئ …
هبة(عانقتها مجددا وهي تتنفس بوجع):- حسنا كفي عن البكاء دعيني أحضر لكِ وجبة سريعة قبل ذهابي
ميرا:- ابقي معي اشتقت لكِ كثيرا ومنذ مدة لم نتحدث مثلما كنا سابقا ، أرجوكِ أرجوكِ لا تتركيني وحدي الليلة
هبة:- غضنفر حتى لو سمح لي بمغادرة قصره النتن إلا أن مسكني الجديد عليه مراقبة أشد مما كانت عليه ، تملصت منهم بصعوبة حتى وصلت إلى هذا المكان
ميرا:- طيب لا أبتغي لكِ المشاكل خالتي ، ريثما ينتقم لنا حكيم وطارق منه سوف نصبر لكن لم تخبريني يا خالتي من هو الشاب الذي يساعدهم ؟
هبة(تفتفت وهي تنهض متهربة من الجواب):- لا أحد
ميرا(عقدت حاجبيها):- كيف لا أحد ، أنا متأكدة من أن أخي طارق ذكر شيئا عن شاب ما يساعدهم ولكنه لم يعطني أدنى تفاصيل فقد غادرني سريعا
هبة(توجهت للمطبخ):- لا تدققي هو شخص لا تعرفينه أصلا
ميرا(بعدم اقتناع):- امممم .. لا بأس
هبة(تهربت فعليا وتوجهت للمطبخ):- يا إلهي كادت تكشف أمر ميار وهذا ما ليس حميداااا ، لو اكتشفت ذلك سوف تخبر نور لا محالة وهنا سأعرضه لخطر هو وإياد تتت يجب أن أبعدها عن هذه الحقيقة مؤقتا على الأقل …
ميرا(استلقت على الكنبة محلها وناظرت السقف):- شادي … حبيب مامي كيف حالك يا ترى وأنت بعيد عن حضني هل اشتقت لي مثلما اشتاقت لك أمك
بحسرة تقوقعت حول نفسها وهي تلامس بطنها الفارغ من حياة صغيرتها ، شعرت بالقهر وعضت يدها من فرط الألم والحرقة فلا أحد يستشعر غبن قلب أم فقدت وليدها إلا نفسها ، رحمكِ الله يا فلة والله بقيتِ حسرة في قلبي وقلوبنا جميعا رحمكِ الله يا وردة
أحضرت لها هبة بعضا من الطعام ولكن من سيتناوله فخاطرها المكسور لن يرضى بلقمة تعيل بها نفسها الهاربة من ذاتها أصلا ، حاولت معها هبة وبصعوبة تناولت القليل وغادرتها مضطرة فتأخرها قد يسبب مشاكل تحصرها في زاوية الخداع أمام غضنفر وهي ما صدقت تخلصت من سجنه واستقلت تحت إمرة من طارق أو لنقل كان ذلك شرطه الوحيد لقبول دخوله للعشيرة ، وهذا ما فاجأها ولكنها أحبت ذلك فمهما كان حانقا عليها تبقى أمه وسيعترف بها شاء أم أبى …

في ذلك الوقت
رؤيتها كانت أشبه برؤية الشمس المشرقة في كبد السماء ، وضع نظاراته على رأسه وعدل حزام حقيبته الشبابية التي كان يحملها على كتفه ودفعها للخلف لكي يتقدم إليهم باسطا يديه وشاملا كل المكان للأمانة ههههه
إياد:- يامي ياااااااه أهذا هو جدار برلين سامحوني يا صحبتي فقد ظلمتموه إنه هرقل بشحمه ولحمه
كاظم:- هههه هرقل أعجبني اللقب …
ميار(أومأ له برأسه):- أهلا كاظم
كاظم(صافحه بحركة مرحة وسلم عليه من الجانبين):- هلا بحضرة الفهد
إياد(سلم عليه أيضا):- تشرفنا يا هرقل
كاظم:- جدار برلين درع الدبابة عملاق والآن هرقل بركاتك يا وطن
إياد:- هههه مرح هاه يا سلام رفقتك ع حسابي
كاظم(هرب بعينيه إليها):- يسرني الأمر .. ميري الهبلة ؟
ميرنا(دمعت عيناها بابتسامة متألمة وطأطأت رأسها):- أثبتتِ الأيام أنني فعلا هبلة …
كاظم(رأف لحالها وأطل عليها برأسه):- بنت بلا اكتئابك الآن سلمي علي لأرى
ميرنا(عانقته فجأة):- هممم …
كاظم(رمق نظرة ميار لهما وتلعثم وهو يربت على كتفها بوجع):- له له يا عمي ما كنت أحسب أنكِ قد اشتقتِ لي بهذا القدر ههه هههه
ميرنا(مسحت دمعها وضربت على كتفه):- صدقا افتقدتك يا كاظم
كاظم(تأوه عميقا ولكنه ضحك ساخرا):- هههه قليلا بعد وسنحترق يا بنت
ميار(حول عينيه وأدار ظهره في طريق الخروج):- إلى السيارة جميعا
إياد(أشار لهم):- إشارة الرحيل هيا … دعني أساعدك ؟
كاظم:- لا بأس أخوك رحالة متمرس لا يكثر الأغراض ، لدي هذه الحقيبة فحسب
ميرنا(سارت جوارهما):- وأين ستستقر ؟
كاظم:- بشقتي اممم ولو في نهاية المطاف أنا أنتمي لهذا البلد ميري الهبلة
ميرنا:- أمر جيد …
كاظم(ناظر بؤسها وتنهد عميقا):- متأسف لما حصل …
ميرنا(رمشت بكثافة وهي تحاول طرد دموعها):- …لارد
كاظم(استوقفها بقبضته وهنا إياد ناظرهما وتقدم قبلهما ليفسح لهما المجال):- مهلا .. لا تحزني لا أريد رؤيتكِ حزينة
ميرنا(هزت كتفيها وهي ترفع عينيها الدامعة إليه):- فيما أخطأت ؟
كاظم(مسح على ذراعها):- أنتِ ملاك … صحيح لديكِ هفواتكِ لكنكِ ذات مشاعر صافية ، وما حصل خارج قدرات تحكمكِ أو تحكم ميار يعني ، جوزيت ووائل
ميرنا(أغمضت عينيها ووضعت يدها على أذنها):- توقف … فحسب مجرد ذكر اسمهما معا في سطر جملة يشعرني بالهيجااااان
كاظم(أشفق عليها وآثر استعمال أساليبه):- أوووه أهذا هو استقبالكِ الأسطوري لي بـ قفة دموع ، لا لا أفكر بالعودة لروما هيه انتظروا أوقفوا الطائرة يا جماعة
ميرنا(ضحكت من بين دموعها):- هههه أبله ..
كاظم(ضحك لها):- ههه لنذهب قبل أن يهجم علينا ميار بأسطول شتائمه ، وأخبريني كيف أموركِ في الشركة الجديدة أفكر بالتنغيص على حكيم باشا وأمازحه بهذا الشأن
ميرنا:- ههه سيتحقق ذلك فنحن سنتناول الغذاء بقصره ، ميار مشتاق لميسون
كاظم:- آه عروسي المستقبلية بدوري مشتاق لها خيرا تفعلون ، أصلا يجب أن نتحدث قبل حفلة الليلة هنالك العديد من الترتيبات التي يجب أن نتطرق إليها
ميار(كان متكئا على سيارته بينما إياد دخل السيارة):- كنتم أكملوا حديثكم حتى الليل
ميرنا(تقدمت نحوه):- عذرا أخذنا الحديث ..
ميار(زم شفته وناظرها):- تعالي هنا …
إياد(أشار لكاظم):- ضعها بالخلف وتفضل جواري ههه …
كاظم:- ههه أوكي
ميرنا(تقدمت ناحية ميار):- نعم ؟
ميار(أخرج منديلا من جيبه):- إذا بكيتِ اليوم من جديد سأعرض عن فكرة ذهابنا للحفلة
ميرنا(شهقت من جملته ولم ينتظر جوابها بل ركب محل السائق فورا):- هل أنت جاد فيما قلته ؟
ميار(وضع حزام السلامة بصرامة):- ميار نجيب لا يعيد كلماته مرتين
ميرنا(ركبت جواره ووضعته أيضا):- حسنا لن أبكي
ميار(وضع رأسه على حافة الكرسي وهو يرمق كاظم مشغول بوضع الحقيبة في جيب السيارة وإياد يطل عليه من النافذة ويحادثه):- ستوافقين لأننا لن نذهب للحفلة أم لأنني حرمتكِ من رؤيته ؟
ميرنا(باغتها بسؤاله ووجدته ينظر إليها منتظرا أي ردة فعل تثبت نظريته):- ا…
كاظم(ركب بالخلف فزعزع وتيرة السيارة):- هههه سيارتك تحطمت يا ميار
ميار(رمق تهربها وزم شفتيه وأقلع):- أساسا ماذا بقي ولم يتحطم …..
هنا أخرس الكل لحظتها وجعلهم يقحمون في صمت مطبق لحين وصلوا إلى قلب المدينة حيث نزل إياد منسحبا رفقة كاظم لمركز التسوق كي يقتنوا لأجله طقما جاهزا لحفلة المساء ، ولكن كاظم ماذا فعل تركه وسط المحل وتوجه للمطعم ليملأ بطنه وهنا ظل يلاحقه إياد من مكان لمكان حتى ملأ الأخ بطنه وبعدها نفذ مطلبه باختيار طقم له وانتظرا قليلا لحين أتى رجال ميار بسيارة إياد الخاصة ولحظتها انطلقا صوب قصر حكيم ليلتقيا هناك بميرنا وميار على وجبة الغذاء … هنا كان هذا الأخير ينتظرها في السيارة حين دخلت بدورها لمركز التسوق ولكن للجانب النسائي كي تحضر لأجلها ما يناسب ، طلب منها أن تستعجل أو تترك له الطلب من رجاله ولكنها أرادت التنفيس عن نفسها قليلا بهذا التسوق ولكن لم يحسب حسابا أن الأمر سيطوووول ويطوول ويطووووووول ….
ميرنا(نظرت لنفسها بملل نحو المرآة وقد كانت فستان ذهبي طويل):- تت شيء ما ينقصه
العاملة(بقلة حيلة وبتعب):- إنه جيد يا سيدتي أراه مناسبا
ميرنا(هزت رأسها وهي تناظره وتميل من كل جانب):- لاء … هناك نقص فيه .. شيء ما لست أدري اففف لم أحبه هاتِ غيره
ميار(فتح يديه بعد أن ناظر محاضرتها المعارضة لذلك الفستان المسكين والذي وقع عرضة لحنقها ووجدت فيه ما تنفس عن غضبها):- انزعيه ميرنا ودعينا نذهب إن لم يعجبكِ ، ساعتين وأنتِ هنا ولا جديد يذكر
العاملة:- قد جربت كل هذه الحزمة التي تراها هنا سيدي ولكن لم يرق لها شيء
ميار(نظر لكمية الفساتين وهز رأسه):- لا بأس آنسة سوف أقدم تعويضا لذلك
العاملة:- أبدا سيدي أنتم زبائن لدينا وواجبنا إكرامكم
ميرنا(مطت شفتيها ودخلت لحجرة التبديل):- أعتذر منكم أغراضكم جيدة ولكن نفسيتي هي التي صفر ، لا تؤاخذيني
العاملة(نظرت لميار وتعجبت):- كيف تكون نفسيتها صفر وهي حبيبة لهذا الرجل الوسيييم ، آخ ع الحظوظ بئس مصيري أنا
ميرنا(رفعت حاجبها):- عفوا ماذا قلتِ ؟
العاملة(عضت شفتيها بصدمة):- يا إلهي هل فكرت بشكل مسموع ؟
ميار(هز حاجبيه هازئا وتراجع ليجلس على الكنبة):- حتى أن كل من في المحل قد سمعوكِ
العاملة(دخلت في أرضها من الخجل وركضت):- يا ويلي يا ويلي
ميرنا(وضعت يدها على خصرها):- أرضيت الآن عن نفسك قد أحرجتها
ميار:- وما ذنبي لو سمعتها أذناي ههه ..
ميرنا(ضحكت من جنونه):- دقيقة وأوافيك
ميار(أشار لكومة الفساتين):- أحقا لم يعجبكِ شيء ؟
ميرنا(هزت كتفها):- لاء
ميار:- وما الحل ؟
ميرنا(برقت بعينيها فكرة):- أظنني أعرف ما سأرتديه يا مياااار
ميار(رمق نظرتها واستغرب):- لما أشعر وكأنه شيء سيؤذي لانفجار مرفقعات غير متوقعة ؟
ميرنا(أمسكت الستارة وأطلت عليه):- من يدري …
ميار(عضعض شفتيه من حركتها حين اختفت خلف الستارة):- أتحتاجين مساعدة ؟
ميرنا(حولت عينيها بدون فائدة فيه وأنزلت حمالة الفستان):- ساعدني بصمتك فقط يا سيد ميار
ميار(نهض من محله وهو يسير صوبها بخيلاء):- وإن لم أفعل ؟
ميرنا(توقفت عن إنزال حمالتها الثانية):- ستتعرض لعقوبة مني
ميار(اقترب أكثر ووثب أمام الستارة):- مثل ماذا ؟
ميرنا(رفعت رأسها ناحية الستارة):- ههه طبعا لن أستطيع إخبارك وأنت بهذا القرب ؟
ميار:- ماذا لو قمت بشيء أرعن ميرنا ماذا ستفعلين ساعتها ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وسقط منها الفستان لترفعه سريعا):- أكيد أنت تمزح
ميار(لاعب الستارة بيده):- لست أفعل
ميرنا(رمقت اهتزازها وتراجعت للخلف):- إياااااك وأن تجرؤ والله سوف أ…
ميار(رفع الستارة وأطل عليها):- ماذا كنتِ تقولين ؟
ميرنا(نظرت إليه وفتحت فاهها بتلعثم حين كان يناظر كتفها العاري وحاولت رفع الحمالة لكن يدها لم تسعفها):- اخجل من نفسك ميار أرجوك ليس هكذا
ميار(هز كتفه ونظر حوله):- المكان كله سيكون تحت سيطرتي في لمح البصر ، مما سأخاف يعني ؟
ميرنا(تراجعت خطوة):- أعلم جبروتك وسلطتك لكن … اخجل مني على الأقل
ميار(دخل دونما إصغاء لها وجذبها إليه ليدفعها على المرآة خلفها ويحيطها بذراعيه عند رأسها):- هممم قلتِ أخجل منكِ …. أنتِ … يا … ميرنااااااا ههه أهذه نكتة ؟
ميرنا(تحركت حنجرتها وهي تستقبل عطره الجارف وهو بقميصه الخفيف قريب منها لتلك الدرجة):- لو أتت العاملة الآن ماذا سيكون موقفنا ؟
ميار(مط شفتيه بتفكير):- ربما سنصحح جملتها بدلا عن الحبيب الوسيم ستقول المجنون
ميرنا(حاولت إبعاد نظرها عنه):- هكذا أنت تزيد الطين بلة
ميار(اقترب أكثر بأنفاسه منها):- أو ربما من تأثيري فيكِ ستفقدين السيطرة عما قريب
ميرنا(تحشرج صوتها ونكزته بإصبعها لتبعده عن أنفاسها):- ميار نجيب وجودك هنا محظور
ميار(أغمض عينيه وهو يستسيغ اسمه من شفتيها):- صوتكِ …. هل أخبركِ أحد قبل اللحظة أن صوتكِ يصلح للبرامج الإذاعية ؟
ميرنا:- ههه ذلك مجال أبعد من تفكيري
ميار(تابع):- للصغار
ميرنا(دفعته ليده):- أتسخر مني الآن ، هل صوتي مضحك لهذه الدرجة ؟
ميار(ضحك من ضربتها):- ههه أجل حين تتلعثمين يصبح صوتكِ مسخرة
ميرنا(عضت شفتها رفضا وأخذت تضربه لكتفه):- أحمق أحمق أحمق …
ميار(تركها تضربه إلى أن استوقفها حين أمسكها بقوة واعتصرها بحضنه):- أحمق … ولكنني لن أسمح لكِ بالبكاء اليوم خاااااصة … اليوم
ميرنا(انهزمت ورمت قناع الرغبة في الاتسام بالقوة):- تعبت
ميار(عانقها بحرارة):- أعلم ذلك جيدا ، فهمته أصلا من نظراتك ولكن أنا معكِ
ميرنا(تأوهت بحرقة وتمسكت بقميصه لتسمح لدمعاتها المكبوتة بالنزول):- احترقت واحترق فيني كل جميل
ميار(اتكأ على الحائط خلفه بإرهاق وكتف يديه):- وتعيدنا ميرنا إلى نقطة الصفر
ميرنا(ناظرته باستغراب ولمحت الأسى مرتسما على وجهه):- انزعجت ؟
ميار(نظر جانبيا):- …لارد
ميرنا(اقتربت منه وهي ترفع حمالتها من جديد وحدقت فيه):- أنا لا أجيد لملمة الأوجاع ، فقط أبعثرها وأؤلمك بكلامي العفوي … سامحني لأنني لا أقدر قيمة وجعك فأنت مثلي مطعون بسكين الغدر منها ومنه
ميار(تبلدت ملامحه حتى خيل إليها أنه جاثم بدون حراك):- …لارد
ميرنا(احتارت في تصرفه الغريب):- ميار أنت تخيفني بصمتك هذا ، قل شيئا لو سمحت
ميار(رفع رأسه ليناجي عيونها بعيونه الكسيرة):- سأطلب منكِ شيئا لن يروقكِ
ميرنا(تلعثمت وهي تفكر في هذا الشيء بفضول):- ما هو ؟
ميار(امتص شفتيه حين سمع رنين هاتفه):- دعيها لوقتها .. إنه حكيم /نعم نحن في الطريق هيا لقد تأخرنا
ميرنا(رمقته وهو يغادر الحجرة الصغيرة):- لما يتصرف بغرابة هكذا ، أهذه هي طريقته للتنفيس عن غضبه المشكلة أنني لا أفقه في طباع غضبه الجنوني أي شيء لكنني واثقة من أنني قادرة على امتصاصها فهذا واجبي بالنهاية … هممم طالما لعبتما بمشاعرنا فسنلعب نحن أيضا ذات اللعبة لكن الاختلاف الكامن بيننا أننا نتصرف بجدية أكثر مما تظنان يا وائل ويا جوزيت …
أتممت جملتها وهي تشعر بالقوة تسري بداخلها ، أزالت ذلك الفستان وارتدت خاصتها واعتذرت مجددا من العاملة التي كانت تعد البقشيش الذي تركه ميار بين يديها دون أن يقتنيا أي شيء حتى ، وهنا ابتسمت ميرنا من تصرفه فهو حتى لو كان في أقصى حالاته غضبا وثورانا إلا أنه يسعد الآخرين ، وعلى هذه الابتسامة أخذت أجمل دمية وجدتها بمحل الألعاب وركضت إليه حيث كان ينتظرها وانطلقا بعدها صوب قصر حكيم الذي كان ينتظر رؤيتها بشوق عارم …
كاظم(كان يدور بها في الحديقة):- له له والله كبرتِ يا بنت وازداد وزنكِ بقي الطول وتصبحين عروسي ههههه
ميسون(عانقته بحرارة):- اشتقت لك يا عملاقي لم أجد من يحملني مثلك هكذا عدا بابا ولكنه قصَّر تجاهي قليلا فعمتي ميرنا كانت تعيسة جدا ، كانت تبكي طوال الوقت وأنا لم أعرف كيف أسكتها
كاظم(توقف عن دورانه وأبقى ميسون في حضنه بعد استكانته):- إنها فقط مشتاقة لجمعتنا ولهذا هي تبكي
ميسون(لامست لحيته):- لقد نمت هذه إنها توخزني
كاظم:- هوووه ويقولون عنها طفلة ، ماشي يختي سوف نشذبها لأجل عيونك
حكيم(كان يحادث إياد على جنب):- والله يا إياد كل الهموم تضاعفت تباعا ، أخواتي في كفة بنات عمي في كفة والأمرُّ من ذلك صديقتك التي جننتني وآخرها ذهبت مع أخوك
إياد:- لم أعد أعرف فيما تفكر ، لقد تغيرت كثيرا تهشم خاطرها وأصبحت عرضة للجنون الغير متوقع .. تارة تجدها معك في نفس الخط وتارة تجدها تقلب أم الدنيا وتتصرف على سجيتها المجنونة أكثر منها في المواقف الصعبة
حكيم(تأوه بسكون):- أتمنى فقط أن تمضي هذه الليلة على خير
إياد:- أشك أشك ففي حضور وائل وجوزيت أجزم لك أن ميرنا ستفقد أعصابها
حكيم:- وإن فعلت ستنهار كل مقاوماتها الفاشلة وتكشف عن روحها الضعيفة
إياد:- ففف نفسي أفهم ما الذي جعلهما يقدمان على هذه الخيانة العظمى ، لا هذا من طباع وائل ولا حتى أختي جوزيت ، حين زرتها بشقة وائل لم تقل شيئا بل ظلت تبكي على كتفي إلى أن نامت ومن وقتها وهي تتملص من زيارتي لها
حكيم:- أساسا ماذا ستضيف أكثر مما حصل ، حتى أنا لم أزرها من مدة لست أدري ميرنا تقلقني حالتها وأخشى أن ترتكب أية حماقة
لورينا(ظهرت من خلفه):- بففف سيرة ميرنا حديث الساعة الذي لا يتوقف ، مرحبا إياد أنا لورينا
إياد(ناظرها بابتسامة):- تشرفت بكِ لورينا أنتِ أبهى من الصور
لورينا(تأملته بإعجاب):- تسلم .. فيك شبه كبير من ميار
إياد:- اممم هذا ما يقال
ميسون(ركضت صوبهم):- بابا حكيم بابا حكيم لقد تأخرت عمتي ميرنا وعمو ميار متى يأتيان ؟
حكيم(استقبلها في حضنه):- قليلا بعد يا صغيرتي هم على وصول
كاظم(سلم على لورينا):- بلورة اشتقناكِ يا ذات الشعر النحاسي
لورينا(نظرت لشعرها):- ألم أعد أشبه البرتقالة صرت نحاسا الآن واضحة هي آثار الوطن عليك
كاظم:- ههه اشتقت أيضا لطرافة نبضك
داغر:- سيد حكيم الست فخرية تطلبك في غرفتها
حكيم(همس لميسون بالبقاء هناك):- عائد لكم
كاظم:- مهلا من هي فخرية ؟
حكيم(رفع حاجبه):- يفضل ألا تعرف
إياد(ضحك على كاظم):- هههه أتفق معه تماما
كاظم:- أووه حتى أنتِ بلورة ؟
لورينا(ضحكت وهي تتمايل):- بالفعل هههه …
كاظم(بحنق مفتعل):- أثرتم فضولي يلعنكم …
توجه إليها ووجدها جالسة على الأرض تناظر وعاء فضيا به ماء أسود يتموج بفعل حركة إصبعها بداخله ، تنهد عميقا من أفعالها التي لا تتوب عنها وأغلق الباب خلفه ليجلس قبالتها وينتظرها حتى تنهي طقوسها الغريبة المريبة العجيبة …
حكيم(واضعا يده على فكه):- ها فخريتي هل انتهيتِ ؟
فخرية(أشارت له بإصبعها بالصمت):- هممم
حكيم(تأفف):- ضجرت يااا وعلي أن أكون باستقبال ضيوفي ، اختصري أو أجِّلي ما تفعلينه
فخرية(فتحت عينيها المبيضة التي امتدت لعدة ثوان حتى استعادت لونها الطبيعي):- اقترب مني يا ولد ، هيا هيا أعطني يدك
حكيم(نهض بقنوط):- أنا سأغادر فيما بعد وأتمي خزعبلاتكِ فخرية
فخرية(هدرت فيه):- أعطنييييييييي يدك
حكيم(ناظرها وبقلة حيلة انحنى وأعطاها يده):- ها أنا ذا هيا اشجيني أما زال طريقي مليئا بالدماء إذن دعيني أبشركِ أنا غارق فيها حتى ، ماذا بعد هل هنالك روح ستسرق مني وروح ستهدى لي لأخبركِ فعلا وجدت روحي لكن بعد أن سرقت منها ذاتي ، ماذا غير ذلك …
فخرية(فاجأته بإدخال يده للوعاء):- ميسون … ميسون خذها معك الليلة لتلك الحفلة
حكيم(بتفاجئ):- والسبب ؟
فخرية:- قهر الأم لا يجبر جرحه إلا لمسة الضنى
حكيم(باستغراب):- لم أفهم فخرية أوضحي ماذا رأيتِ ؟
فخرية(بشرود):- نيران مندلعة في كل مكان دموع وصراخ وميرنا … أصابعها محترقة
حكيم(ابتلع ريقه رعبا):- أتتحدثين بجدية ؟
فخرية(حركت رأسها):- خذ ميسون ولكن أبقها خارج المكان فستحتاجها ميرنا لكي تجد وجهتها
حكيم:- لست أفهمكِ
فخرية(تنهدت بتعب):- دعني وحدي
حكيم(هزها بقوة):- أدعكِ لوحدكِ بعد أن أرعبتني أجيبيني بوضوح ماذا رأيتِ ؟
فخرية(بحسرة):- نار القلب لا تنطفئ … لذلك لا تخشى عليها فهي ستكون بخير
حكيم(رمق تصلب جسمها وهي حين تفعل ذلك فإنها تمقت أي شخص بقربها):- جيد يا فخرية وجدتِ الفرصة حتى تتهربي مني
فخرية(أعادت يدها للوعاء):- قلت ما لدي …
داغر(طرق عليه الباب):- سيدي وصل السيد ميار والست ميرنا معه
حكيم(تنهد بشوق):- سنكمل حديثنا لاحقا فخرية لاحقا ..
خرج ملهوفا إلى الحديقة ليجدها أمامه كالبدر سرعان ما ارتسمت على ثغره ابتسامة راحة واطمئنان بعد رؤيتها ، لمح جوارها ميار وهو يحيط خصرها بيده لا متى اكتسب ذلك الحق ؟؟؟؟؟؟ … هنا شعر بأن بركانا متأججا بداخله لذلك تبدلت ملامحه لظلام دامس ..
حكيم(زور يد ميار مباشرة ورمق ميرنا بطرف عين):- أهلا
ميرنا(كانت تمازح ميسون لكن حين رمقت تجاهله انتبهت لنفسها فتملصت من ميار):- ميسونتي دعينا نجلس وأخبريني كم اشتقتِ لي ؟
ميسون(جلست بحجرها وعانقتها):- بحجم الكون
ميرنا:- أوووه يا لحظي
ميار(جلس على حافة الكنبة وهو يمسح شعر ميسون):- حقا وماذا عن عمو ميار ؟
ميسون(ابتسمت له):- وأنت اشتقت لك حتى أنني جهزت لأجلك خاطرة
ميار:- أخبرتني ميرنا بذلك ، وسأكون سعيدا لسماعها بعد الغذاء
كاظم:- ما هذا التظلم كيف تكتبين عنه وعني لا ؟
ميسون:- أنت لا تحب الخواطر بل تحب الرسم فحسب
كاظم:- امم طفلة دبلوماسية لا عجب أن ترث هذه الجينات من جدتها
حكيم(هنا رمق لورينا بحدة ثم حدق في كاظم):- نحن نحاول جعلها تنسى تلك الصلة نهائيا يا كاظم
كاظم(رفع يديه بتأسف):- باغدوني موا ..
إياد(خرج من القصر وبيده صحن فواكه):- مت جوعا من يرافقني ؟
كاظم:- ههه طبعا بطني هلم يا ابن العم هلم … بلورة تعالي أنتِ أيضا
لورينا(رمقت ميرنا بكره وتقدمت إليهم):- أحسن من البقاء هنا .. قادمة
ميار(رمقها بابتسامة حين استفردا بالصحن في الطاولة هناك بعيدا عنهم):- ريحتينا يختي
ميرنا(نبهته لسماع ميسون):- شتت عيب
ميار(رمق عينيها العسلية والتي كانت أشعة الشمس تجعلها تبدو أكثر صفاء):- يا جنتي
ميسون(رمقتهما باستفهام):- بابا حكيم يقول لها أميرتي وليس جنتي
حكيم(سمع جملتها التي قالها ميار بهمس في أذن ميرنا):- ميسون اصعدي لغرفتكِ الآن
ميسون(نهضت وهي تزم شفتيها):- لماذا ؟
حكيم(تنفس عميقا):- أريد ذلك أرغب في التحدث معهما على انفراد
ميسون(رمقتهما ببراءة):- ولكنني ما زلت مشتاقة لهما
ميرنا(انتبهت لعصبية حكيم):- ميسونتي اسبقيني أنتِ سألحقكِ بعد قليل
ميسون(هنا ابتعدت):- حاضر ..
حكيم(مسح على جبينه خصوصا حين عدل ميار جلسته على طرف الكنبة وعانق كتف ميرنا):- تتت
ميار(ضحك من حركاته):- قل أنك تشعر بالغيرة ولا تجادل
حكيم(جلس مقابلهما على الكرسي ووضع رجلا على الأخرى):- بما أن الغذاء قيد التجهيز ما رأيك بمجاراة بالأحصنة أظنك اشتقت لذلك ؟
ميار(لمعت عيناه بفرح):- الله منذ متى لم نتنازل آه منذ أن فزت عليك بمسابقة الخيول في النادي
حكيم:- فزت خداعا فلقد تسببت في سقوطي ؟
ميار(أشار بإصبعه):- رشيد الخسيس ولست أنا
حكيم(نهض بغضب):- جاريني إذن ومن يفوز
ميار(قاطعه ونهض بتحدي):- ستكون ميرنا الحكم بيننا
ميرنا(مسحت على جبينها):- هل فقدتما عقلكما يعني ؟
حكيم(تقدم صوب إسطبله):- أنا أنفذ حتى
ميار(أمسك يدها):- رافقينا سنتسابق بجانب البحر وعلى الشاطئ
حكيم(أشار بيده للسائس من بعيد كي يفتح الأبواب):- لست أمانع
ميرنا(جذبت يدها وحاولت إيقافهما):- ميار لا داعي لهذااااا ، يا حكيم لو تسمعني
وجدت نفسها تكلم الفراغ فقد سار كل واحد منهما بعناد الراجيين في خط مستقيم صوب الإسطبل ، ووجدت بأنها تلحق السراب فكلاهما أعند من الثاني ، نظرت خلفها صوب طاولة الجماعة ومطت شفتيها فهم أمام الأكل ينسون أنفسهم حتى وليحترق الكون … ضربت على جنبيها وتقدمت للإسطبل هي الأخرى وجدت حكيم قد أخرج صافيور حصانه المفضل بينما أعطى السائس أجود الأحصنة لميار الذي خرج به قبل حكيم …
حكيم(مد يده لها):- اصعدي …
ميرنا(رمقت ميار بتردد والذي رفع لجام الحصان ليتحرك أولا من هناك):- تتت .. لو تعدلا عن هذا الجنون ألن يكون أفضل ؟
حكيم(أشار لها بعنف كي تمسك يده):- هيا ميرنااااااا أم إنكِ ترغبين به ؟
ميرنا(تنهدت بتعب ومدت يدها):- لا أنت ولا هو فقط لو تتوقفا لست جاهزة لعراك بينكما الآن
حكيم(جذبها بقوة لتركب قبله على الحصان وارتطمت بصدره هي وعطرها وقلبها ونبضها وكل مشاعر العشق وعليه همس بأذنها التي انحنى إليها بشفتيه):- لأذكركِ فحسب .. أنتِ من ابتدأ هذه الحرب بيننا
ميرنا(قبل أن تستوعب جملته رمقته وهو يحيط خصرها ليمسك بلجام الحصان حيث رفعه للسماء بقوة وأنزله وهنا انطلق الحصان بعد أن صهل منطلقا بقوة):- يااااا إلهي ….
ميرنا(شعرت بأن هنالك مضخة هادرة خلفها تلهث بشكل متسارع وكأنما تحاول الظفر بفريستها):- حكيم اهدأ اهدأ أرجوك أنت تخيفني
حكيم(أمسك اللجام بيد وبيده الأخرى أحاط بطنها وجذبها إليه بقوة حتى أصبحت في حضنه):- هكذا لن تتأذي
ميرنا(شعرت بحرارته ورجفة يده):- أنت تحابي على مشاعرك ونسيت بأنني وميار قد تعرضنا لأبشع ما يمكن للإنسان التعرض له ، الخيانة
حكيم(مال بشفتيه بابتسامة ساخرة وهو مركز نظره في سرعة حصانه الذي كان يركض خلف ميار الذي لاح بعيدا عنهم بعدة أمتار بسيطة):- جيد أنكِ تجدين شيئا تعلقين عليه خطاياكِ، لكنكِ كما دوما لا ترين سوى نفسكِ وآلامكِ ولا تهتمين لاحتراق الآخرين
ميرنا(زمت شفتيها وهي تنفض خصلة من شعرها لتبعدها عن وجهها):- جيد انعتني بالنرجسية أيضا فلم يعد هنالك ما يضاف بعد جملتك
حكيم(أغمض عينيه وهلة من تسرب عطر شعرها لخياشيم أنفه):- فقط لو تكفين عن قتلي ..
ميرنا(لم تسمع همسته بفعل سرعة الرياح):- نعم ؟؟؟؟
حكيم(صفر بفمه وانعطف خلف القصر وهنا انتبه ميار الذي أدار حصانه ولحق بهما):- أصبحنا الأوائل وعليه إلى النزال ، إن ربحت أنا ستضطرين إلى تعويضي بما أريد
ميرنا:- وما الذي تريده حضرتك ؟
حكيم(وضع رأسه بعنقها وقبَّل خدها الذي كان بمحاذاته):- أريد حبكِ …
ميرنا(صعدت معها حرارة من حركته الجنونية):- لالالا أكيد جننت يعني كنت أقول أنك أعقلهم ولكن خيبت ظني احم .. أنت .. أ فففف
حكيم(بدعابة):- متوقع ألا تجدي جملا تفيدكِ في هذا الموقف ، والنزال حكم بيننا تذكري ذلك
لم تقوى على النطق بحرف فقد زاد جنون حكيم الطين بلة ، ووجدت نفسها ترتعش بقربه وهي تتمنى توقفه في أقرب فرصة ، امتدت بضع دقائق عليها وكأنها سنوات فقد كانت محرجة وحانقة وغاضبة وكارهة للوضعية إلى أن جذب لجام حصانه الذي صهل وهو يرفع رجليه للأعلى حتى صرخت خوفا من أن يقلبهما لكن حكيم ضحك وهو يتحكم فيه ، فقد يسقطه البشر أجل لكن صافيور مطلقا ..
حكيم(همس لها قبل أن ينزل):- صافيور ثقة ولا يسقط رفيق دربه ، مثله مثل قلبي
ميرنا(رمقته بحدة وهو ينزل ومد يده لخصرها كي ينزلها):- سأنزل وحدي دعني لا تلمسني
حكيم(تركها على سجيتها):- تفضلي
مدت رجلها ووضعتها بأحذية السرج وما لم تحسب حسابه هو جذبها للجام وهنا ظن صافيور أن صاحبه يأمره بالانطلاق ، وهنا وقع ما لم يكن في الحسبان !!!!
ميرنا(صرخت بهلع والحصان يركض بها):- حكييييييييييييييييييييييي يييم أنقذنيييييييييي
حكيم(جحظ عينيه بعدم تصديق):- يا إلهي ميررررررررررناااااااااااا اااااااا …
ميار(دهش بدوره مما حصل ورفع اللجام وأنزله بخفة وهو يأمر حصانه بالانطلاق كي يلحق بها بسرعة):- حاول إيقافه من الجانب الآخر حكييييييييييم أسرع
حكيم(نظر حوله وبتفكر ركض في الاتجاه المخالف):- الله يخرب بيت جنونك يا ميرنا
ميرنا(كانت تبكي وهي تهتز فوقه متمسكة به خشية السقوط):- اهئئئئ ما الذي فعلته بحياتي كي أعاني هكذااااا ، اهئ توقف توقف توقققققققف حرام عليك توقققققققف اهئ صافيور ولا ما اسمك أرجوك أتوسل إليك توقف ، أنا ميرنا الراجي صحفية متقاعدة أقصد صحفية مقموعة وقليلة حظ تعرضت للخيانة من حبيب حياتها وما زالت تتنفس ، فلا تأتِ الآن أنت وتقتلني بسقطة من على ظهرك والله أنا لطيفة اهئئئئ أنا طيبة وحنونة وعطوفة أي نعم مجنونة لكنني يا أخي صافيور امرأة كفؤ و اهئ يا لي من حمقاء صرت أكلم حصانا في نهاية المطاف جننت أجل جننت …. أمييييييييييييييييييييييي يييييي …
ميار(أخذ يضاعف سرعته لكي يصل إليها):- توقفي عن النواح أنتِ تخيفينه وهذا ما يجعله يزيد من سرعته ، ميرنااااااا أصغي لي جيدا
ميرنا(نظرت إليه وبكت أكثر):- ميااااار إنه لا يتوقف لا يتوقف أنا خاااااائفة
ميار(اقترب بحصانه من حصانها):- ميرناااااااااا لا وقت لبكائكِ لو بقيت على هذه الوتيرة سيسقطكِ في الجرف البحري هناك …
ميرنا(نظرت أمامها للجرف البارز بعد مسافة):- هئئئئئئئئئئ لالالالا لا أريد أن أموت أنقذني أنقذني
ميار(هز رأسه وهو يهز اللجام أكثر):- اخرسي … اخرسي فحسب وحاول أن تمسكي باللجام شديه يا ميرنا شديه إليكِ
ميرنا(كانت ممسكة به لكنها كانت تشده بقوة):- لا لا لن أشد سيرميني لو حررته
ميار:- لا تحرريه فقط شدي يديكِ واجذبي للخلف ثاسمعي مني ميرنا لا وقت لديناااااااااااااااا
ميرنا(أغمضت عينيها بخوف):- لا تصرخ بوجهيييييييييييييييي
ميار(تمالك أعصابه):- حبيبتي …
ميرنا(نظرت إليه بغبن):- هل ستودعني الآن هل سأموت ألهذا استهللت بتلك الكلمة ؟
ميار:- الله يلعن تفكيرك غلبت وأنا أبحث عن مفردة تليق بالموقف ، وإن كنتِ ما تزالين مصرة لما لا نتطرق لخاطرة شعرية من البوح الجلي ونحن في عمق البحر حلوتي هااااه ؟
ميرنا(تلاعبت بلسانها وهي تعانق الحصان وتنظر إليه):- منظري بشع صح ؟
ميار(اقترب أكثر منها بحصانه):- بل تبدين فارسة من الزمن الجميل ، وعليه كوني كذلك أرخي اللجام ميرنا الآآآآآآآآن
ميرنا(أرخته قليلا ثم شدته ولكن مع ذلك لم يطعها الحصان):- إنه لا يخفف سرعته إنه لا يخففهاااااا يا ميار ماذا سأفعل ؟؟؟؟؟
ميار(ارتعب عليها وناظر المسافة بينهما وبين الجرف لذلك ضرب برجليه جانبي الحصان وهذا ما أعطاه دفعة لينطلق بسرعة أكبر):- هيا هيااااااااااا …
ميرنا(فهمت ما الذي يريد فعله):- ما الذي تفعله يا مجنووووووووون ؟؟؟؟؟؟
ميار(التفت إليها):- لن أسمح لكِ بالموت اليوم ميرنا … لا تخافي سأحميكِ
ميرنا(رمقته وهو يتقدمها فعلا وهو يحاول أن يسيطر على الوضع):- هل سيعرضه حياته لخطر من أجلي ، أما أراه حقيقي ؟؟؟؟؟؟؟؟
دهشت من تصرفه علما أنها كانت تدري في قرارة نفسها أنه لن يتوانى في ذلك لحظة واحدة ، فمنذ أن عرفته لم يتردد في وضعها ببلورة ماسية لا تحتوي إلا سيادتها من خصوصية تعامله معها ، حتى حين كان مع جوزيت فقد كان لميرنا جو خاص ونطاق خاص أيضا لا يدركه أحد .. والآن شعرت لثاني مرة أنه أقرب لها من الوريد بل أن هذا الكيان الذي يكابد الزمن كي يخرجها من بوتقة الخطر قادر على احتواء كل ذرات خوفها بشكل لا يتصوره عقلها حتى … وجدت نفسها تعقد حاجبيها وهي مصممة على إنقاذهما معا وستفعل أجل ، بقوة حاولت السيطرة على لجام صافيور الذي شعر بالخوف لأنه لم يسبق لأحد امتطاؤه غير صاحبه ، وحين لم يتعرف عليها ذعر وبات يتصرف على ذلك النحو لكنها ستوقفه أجل ستحاول ذلك على الأقل … أمسكت اللجام بيدها وثبتته جيدا وأخذت تمسح على عنق صافيور وهي تبتغي تهدئته لو تكرم وشعر بها ، ولكن كما لو كانت تصب الماء بالرمل فالحصان عنيد وصاحبه أعند منه والخطر محدق فما الحل ؟….
ميار(تنفس عميقا وقد دخل في مجال الجرف):- ميرنااااا إذا ما توقفت انحرفي بالحصان فورااا
ميرنا(لم تفهم):- كيف أنحرررررررف لست أفهمك ؟
ميار(صرخ فيها):- ألم تخبريني أنكِ خيالة ماهرة يااااااااااا بنت ؟
ميرنا:- أجل ولكن من أضاف كلمة ماهرة لقد جربت امتطاءه مرات عديدة ولكن كان حصانا آخر أكثر هدوءا وليس بمثل جموح هذا المجنون ،،، هئ
ميار(ضحك):- إنه يفهمكِ لذلك صهل لا تنسي أنه حصان حكيم الراجي يا ميرنا
ميرنا(بحنق من الموقف):- جيد جيد ذكرني بذلك في موقف آخر لو سمحت
ميار(اختفت ضحكته حين رأى سيارة تدخل مجال الجرف وهي تنثر الغبار خلفها):- نو وي ماذا يفعل هذا الأحمق ؟؟؟؟؟
ميرنا(حاولت النظر لكن كثافة الرمال كانت أقوى):- من ذاااااااااك ؟
ميار:- هه ومن يكون غيره ، هفف إذن علي أن أتصرف كي أحميهما معاااا الآن …
حرف مساره ليترك ميرنا تتوجه مباشرة حيث كانت تقف السيارة معترضة طريقهم ، انعطافه أربك مسيرتها خصوصا وهي ترى حكيم معترضا طريقها بإصرار ، ما الذي يحدث قد كانت مستقرة في القصر وميسون بجوارها وصديقها بقربها وأضف عليها كاظم وتلك الشمطاء لورينا ، ابن عمها من جهة وابن عمتها من جهة أخرى يعني كيف تحولت الأمور إلى حلبة أكشن فجأة … وجدت نفسها قد وصلت إلى السيارة وهنا هدر فيها ميار كي تجذب اللجام للخلف وتتمسك بالحصان ، وفعلت مثلما أمرها لكن الحصان كان أكثر جموحا مما توقعت وهنا خرج حكيم مسرعا من السيارة وحاول أن يمسك باللجام الذي طار من يديها وهنا صارت تعانق صافيور كي لا تسقط .. قفز ميار بدوره من حصانه وركض إليها مع حركة من هنا وحركة من هناك على صهيل صافيور ورفعه لقدميه في مكانه على صدمة ميرنا وخوفها جاءت اللحظة الحاسمة حين أمسك حكيم لجامه بقوة وثبته على الأرض ، وهذا ما جعل الحصان يرفع قدميه الأماميتين بقوة فجأة ويرمي بها من على ظهره لتسقط بين يديه
ميار(ارتجت قدمه من ثقل الرمية حتى اختل توازنه بها وسقطا معا):- أمسكتكِ …
ميرنا(تنهدت بتعب وهي ترمق نفسها تحته مباشرة حين تدحرج بها ليستقرا أرضا):- آخر مرة تدخل في تحدي وإلا قتلتك
ميار(ابتسم وهو يناظر موقعها):- ذكريني أن أتطرق لهذه السقطة لاحقا
ميرنا(بخجل دفعته):- ابتعد ابتعد …
حكيم(جذب اللجام بقوة مجددا حتى هدأ الحصان ومسح على عنقه وهو يهدهده بانتهاء الرعب):- تمام صافيور رغم تمردك إلا أنك قمت بواجبك حين لم ترمي بها من السفح ، افففف ميرناااا أنتِ بخير أجيبيني هل تأذيتِ ؟
ميرنا(نظرت إليه وهي مستلقية على الأرض وتتنهد):- أبعد عني أحصنتك فحسب وسأكون بخير
حكيم(أمسك يدها وقبَّلها بحرارة):- نقلت الأحصنة للقصر البحري بدلا عن القديم فقط لأجلكِ عصفورتي … لقد خشيت عليكِ كثيرا
ميرنا(سمحت له بأن يساعدها على النهوض وتململت برجفة):- لما أراك اثنان ؟
ميار(نفض الغبار عن قميصه وهو يضحك):- أمسكها ستفقد وعيها بعد لحظات
حكيم(جحظ عينيه واقترب منها بلهفة):- ميرنا ميرنا أتسمعينني ميرناااااا ؟؟؟
هوت على حضنه فاقدة وعيها والإدراك من كل هذه الدنيا التي تدور حولها ، هنا ناظرا بعضهما بقلة حيلة حين رفعها حكيم بين ذراعيه وتقدم بها ناحية السيارة …
ميار(عقد حاجبيه من حمل حكيم لها):- سأقود أنا
حكيم:- أصلا من سيقود غيرك علي إعادة صافيور ولو ركبتَ فوقه سيقدم على دراما أخرى غير التي شهدناها قبل قليل ، سأعيد حصانك أيضا لا تقلق فقط سارع بها للقصر
ميار(رمقها بالخلف):- ألا تتفق معي في أنها عاقلة جدا وهي نائمة ؟
حكيم(ابتسم من فكرته):- بلى وتستحق جلسة تصوير حتى … يلا نصيبنا سقط في ابنة عم ذات عرق راجي مئة بالمئة
ميار(تنهد وهو يركب محله):- يا فخرنا هه …
عادا بها للقصر وقاما بسرد الحكاية لهم وهنا وجدها كاظم ذريعة للضحك من منظرهم جميعا ، بينما إياد لازم ميرنا بالغرفة وهو قلق عليها من إغماءتها لكنها سرعان ما استيقظت بعد أن رش على يدها حكيم بعض العطر وشممه لها ، استعادت نفسها مجبرة تحت تعليقات كاظم الساخرة ونظرات لورينا المنتصرة ، وهذا ما غلغل فيها العزيمة خصوصا حين رمقت ميسون واقفة عند الباب وهي تضع إصبعها بفمها خوفا عليها … لم تدري لما شعرت بالدموع تتسرب لعينيها لحظتها وعليه أشارت لها كي تتقدم إليها وهنا ركضت ميسون نحوها وصعدت على السرير لتعانقها بحرارة ، جعلت إياد يعقد حاجبيه من علاقتهما بينما لورينا غادرت الغرفة ميار ناظرهما بابتسامة أما حكيم فقد تأوه من ذلك الوضع المؤلم ، فهو مجبر على إخفاء الحقائق خوفا عليهم …. أما جدار برلين فقد تفاعل بإنسانية لحظتها لكنه سرعان ما طلب منهم قطع وصلة التراجيديا تلك والإسراع لطاولة الغذاء … وطبعا ميرنا أجابت لكن بعد أن غسلت وجهها بالحمام واسترجعت راحتها تحت ظل نظرات حكيم وميار المرتسمة على ملامحهم آثار السعادة بسلامتها وطبعا كلا على طريقته عبر عن ذلك ..
ميار(قطع اللحم وقدمه لها):- تفضلي تناولي هذا
حكيم(صب لها العصير):- واشربي هذا كله
ميرنا:- هووه لم أتعود على كل هذا الدلال
إياد(أعطاها منديلا آخر):- ضعي هذا عليكِ
ميرنا:- أملك واحدا إياد
كاظم(سكب لها من الحساء):- خذي خذي ميرنا صحتين وعوافي
ميرنا(ناظرتهم جميعا باستغراب ولمحت ميسون وهي تحرك ملعقتها بالصحن دون صوت):- ما بكم يا جماعة أنا بخير ؟
حكيم(هز رأسه لها وانتبه لصحنه):- جميل
ميار(انتبه بدوره لصحنه):- جيد
إياد:- هيا ابدئي ماذا تنتظرين ؟
ميرنا(مطت شفتيها):- همم لقد تغلبت على انزعاجي حين يشاهدني أحد وأنا أتناول طعامي ، يعني أجواء روما كان لها فضل كبير في صقل بعض الهنات
إياد:- هوهوووه خير وبركة إذن … لكن تناولي الطعام ولا تبدئي حصة التذمر أعرفكِ …
لورينا(لوزت عينيها بتأفف):- لا ينقص سوى أن تقحموا الطعام بفمها
حكيم(سمعها ورمى ملعقته على الصحن فأحدث ضجة):- وفيما يضايقكِ الأمر ست لورين ؟
لورينا(ابتلعت ريقها برعب):- ههه ولا شيء يا روحي فقط .. أ.. مزحت معها
ميرنا(رفعت حاجبها ونظرت لما أمامها):- لا بأس .. أتفهم لورينا وإحساسها المساند قد لامسته منذ عهد
لورينا(رمقتها بحدة):- هممم …
ميرنا:- أما زالت فخرية منعزلة بحجرتها ؟
حكيم:- إنها لا ترغب بالاختلاط لندعها على سجيتها أفضل
لورينا:- تلك الخالة حمقاء ربما ، أحدثها شرقا فتجيبني غربا وهي تستجوب فيني ما صفات أمك ما علاقتكِ بأمك ما هي اهتماماتها وووو .. تركت حياة المشاهير بروما لأجد هنا خليفتهم متجسدة بالتي تدعو نفسها خالتي
حكيم:- هي كذلك
لورينا:- من أين لأين لقد عرفتها مؤخرا وبعمري ما سمعت عنها
ميار:- انتظري حتى تتعرفي على كهرمانة فهذه الفضول عندها يسري ككتائب النمل …
ميرنا:- هه أذكر منظرها حين اتصلت بك صوتا وصورة وأخبرتها أننا عائدون لأرض الوطن
ميار:- سألتني مزمجرة أستحضر تلك الصحفية وهي أس المشاكل .. أجبتها محذرا أجل وإن كنتِ تمانعين لا تقفي في الطابور لاستقبالي
ميرنا:- وقتها زمت شفتيها وشعرت بأن وجهها أصبح هو والطماطم توأم
حكيم:- آخ منكما لكن كهرمانة تستحق حرق الأعصاب
لورينا:- ومع الأسف رغم هذا التشويق لم يتزعزع خاطري قيد أنملة بالحماس للقائها ، كانت وستبقى امرأة مجهولة بالنسبة لي هي وفخرية أختها أيضا
هنا سمع صوت ارتطام الشوكة بالصحن حيث أصدرت صوتا مزعجا يعني إيقاف سيل تلك الجملة الغبية ، ناظرها الجميع باستغراب وهنا رفعت عينيها بغل وهي تنظر صوب ميرنا وتستمد منها قوتها لكي تكبت ذلك الغضب الغريب بكينونتها التي أصبحت مرة بعد مرة غير قابلة للسيطرة …
حكيم(أمسك يدها):- تمام ميسونتي .. لورينا لم تقصد التجريح في شخص جدتكِ فخرية
ميسون(قطبت حاجبيها وهي تزورها بنظرات لؤم):- إنها تشتمها حتى ليلا أنا أسمعها وهذا يضايقني
لورينا(بدون مبالاة):- على أساس أنها تحبكِ يا ميسون علما أنه حتى في أوقات رعايتها لكِ ، تكون في واد وأنتِ بواد آخر يعني لن تجدي الجدة المنشودة فيها عزيزتي فلا تضيعي مشاعركِ في الهراء
حكيم(هدر فيها):- لوريييييييييييينا …
ميار(فرقع رقبته وهو يقطع من صحنه):- وها قد عادت أجواء روما
لورينا(بغيظ نهضت):- أساسا لا مكان لي معكم في هذه الطاولة ، خذوا راحتكم
حكيم:- خيرا تفعلين بانصرافك ، ثم هذه آخر مرة تتكلمين على فخرية بشكل غير لائق وغير هذا لا شأن لكِ بميسووووووون …
انتفضت ميسون من صراخه خصوصا حين وضع يده على جبينه ، رمشت بعينيها وهي تنظر إلى ميرنا التي نهضت من محلها وجلست جوارها مستأذنة من إياد الذي أفسح لها المجال
ميرنا:- تمام صغيرتي بابا حكيم انفعل قليلا لا شيء يدعوكِ للبكاء
ميار:- أصبحت منفعلا زيادة ع اللزوم ، خفف يا رجل ستهرب البنت منك
كاظم(أخيرا رفع رأسه من على الصحن ونطق):- أنا جاهز لأتبنى عروسي المستقبلية
حكيم(زوره بحنق):- حممم
إياد(وضع يده هامسا):- إشارة الصمت
ميرنا(أمسكت يد ميسون):- بيبي ؟؟
ميسون(أزالت يدها ونهضت من محلها متوجهة صوب ميار):- خذني لغرفتي
ميار(استغرب من طلبها ذاك ووضع شوكته على الصحن):- ميسون ؟
ميسون(هزت كتفيها):- بابا غاضب وميرنا يجب أن تهدأه وأنا أريد أن أقرأ خاطرتي وإلا بقيت منفعلة ، تأتي معي عمو ميار ؟
ميار(رفع حاجبيه):- اممم مطلب بسيط سيحققه لأجلكِ عمو ميار ولما لا تسمعيني خاطرتكِ هاه ؟
ميسون(رمقت حكيم بنظرة توجس وأومأت برأسها):- سيكون ذلك جميلا
كاظم:- هيا يا عم ميار من حظك يخويا
ميار(صغر عينيه فيه):- هاها …
ميرنا(مسحت فمها بالمنديل ونظرت إليه بعد ذهاب ميار وميسون):- هل أنت مرتاح الآن ؟
حكيم:- لورينا تضغط علي
ميرنا:- إنها أمها يا حكيم لا تنسى أنك قد أقصيتها من دورها منذ معرفتك بميسون
حكيم(ضحك جانبيا بحسرة):- فقط لا تتطرقي لهذا رجاء
ميرنا(رقمته وهو يتحرك):- لم أنهي كلامي بعد ، تت حكيييييم توقف
إياد(لمحها وهي تلحق به ومد يده لينهي طعامه):- أظننا سنحظى بشرف الطعام سوية
كاظم(وهو يطحن الأكل طحنا):- من دواعي سروري هههه …
لحقت به ميرنا إلى الرواق حيث انعطف للجناح الخاص ببركته المائية ، وجدت جالسا عند الركن ويده تتدلى بين رجليه بينما كان ينحني بمرفقيه على ركبتيه ويسقط رأسه بتعب ، وكأن هموم الأرض كلها قد سقطت على كتفيه وأثقلتهما بالهموم الكادحة ..
ميرنا(جلست القرفصاء أمامه وأمسكت بيديه وهي تلامسهما بحنان):- ما الذي يحصل معك ؟
حكيم(رفع عينيه من بين خصلات شعره التي سقطت لتشاركه غبنه):- جيد أنكِ ترتقين في علم النفس والاجتماع وها قد بدأتِ تلاحظين بأنكِ لستِ الوحيدة المدمرة على هذا الكوكب
ميرنا(شعرت بيأس على حالته):- هل ستنبذني الآن ؟
حكيم(قلب يديه وأمسك يديها مدمجا كل مشاعره فيهما):- لما اخترتِ ميار دونا عني ؟
ميرنا(صدمها بسؤاله المباغت وأشاحت بصرها عنه هربا):- لما هذا السؤال ؟
حكيم:- ربما ليخمد الحريق في صدري قليلا مثلا ؟
ميرنا:- لم أختره ولم يخترني الظروف هي التي جمعتنا معا وهذا لن نلوم عليه الأقدار اللعينة صح ؟
حكيم:- كاذبة أنتِ … ولا تخادعي نفسكِ معلقة كل آثامكِ على جدار الظروف ، أنتِ استبحتِ الشغف واللهفة والجنون أنتِ حررتِ مشاعركِ الدفينة تجاه ميار وأعطيته فرصة حتى قبل أن تستوعبي ذلك ، في البداية كان هذا لأجل الانتقام ومن أجل إيلام وائل وجعله يندم لكن بعد اختطاف ميار فهمت تماما ما الذي يدور بوجدانكِ وما كان خفيا عنكِ حتى ، قرأت ذلك حين ذهبنا للقائه قبل يومين فأنا لم أعرف أن اللهفة المرتسمة على وجهكِ بما يشبه جنون العشق إلا حينما رأيتكِ ترتمين بحضنه وكأنما عادت لكِ أنفاسكِ المنقطعة وهذا ما يجعلني أتساءل … لما ميار ؟
ميرنا(تسمرت محلها وهي تصغي له وهو يعري أقنعتها الواحد تلو الآخر):- كل هذا التحليل خاطئ ، لا يوجد شيء من هذا الكلام ، ثم ما أعيشه مع ميار الآن ليس مجرد تمثيلية مصطنعة أنا أستشعر معه بالأمان وهو يحبني
حكيم(هز رأسه بغبن وجذب يديه مستقيما بانتفاضة موجعة):- يحبكِ لدرجة أنه يعشقها فيكِ أنتِ ، استيقظي ميرنا استيقظي من جنون الانتقام الذي تلبَّسك كل العالم يعرف أن ميار يعشق جوزيت كان ولا زااااااااااال يعشقها وما أنتِ إلا هفوة نبض سمح لها بالنمو بأعماقه ولم يعد قادرا على قطعها
ميرنا(نهضت خلفه بعصبية):- أصلا من أعطاك الحق لكي تحاسبنا هااااااه ، أم أنك وثبت في صفهما الآن أظن أنك تساندهما أو من يدري ربما كنت تعرف بعلاقتهما السرية وتكتمت على الأمر
حكيم(هنا ضاقت به الدنيا وأمسك بذراعها بقوة جاذبا إياها):- ألن تتوبي عن هذا الجنون ، لما تكذبين على نفسكِ فحتى أنا أنااا من يمقت ذكر هذه الجملة سوف أنطقها ، أنتِ تعشقين وائل فلما تعطين لميار هذه المساحة التي لا ندري إلى أين ستؤول بجنونكما معا فهو الآخر لا يفرق بين صح وخطأ ففي نظره خطيئة جوزيت قد فتحت له الطريق الذي كان يتوق إليه معكِ ، بدوره كشف عن مكنوناته الدفينة تجاهه ولكن كل ذلك الشغف والرغبة ما هي إلا شهوة مغمسة بالاستنكار الذاتي لما حصل معكمااااااا وكلاكما مدله في عشق غيره فلا تكابراااااااااا
ميرنا(لم تحرك ساكنا بل مالت برأسها):- أنا وميار اتفقنا ومضى الاتفاق طوعا لأنه نابع من قلبنا وليس تصنعا ، ما يعني أن محاولتك في إيقاف هذا ستبوء بالفشل من مهدها
حكيم(تركها ومسح على شعره وابتعد عنها لخطوات):- وأنا ؟
ميرنا(أزالت غشاوة العناد ورأفت لحاله):- أخبرتك .. أنت ابن عمي شخص أحبه بقربي فقط لا غير ولا تنتظر مني عشقا لأنه حتى بدون وجود ميار فأنا في عشق وائل أسيرة
حكيم(صفق بمرارة):- أصبحت مشاهدنا المريرة هذه تتكرر بشكل مهول ، وتذكري أن نهايتها لن تكون حميدة مطلقا ميرنا
ميرنا(رمقته وهو ينجلي عنها):- ألا تستوعبني ألا تفهم بأنني أعااااااااااااااااني،، خصوصا اليوم يا حكيم لا تستفزني لو سمحت لو سمممممممممممممحت …
حكيم(وضع يده على الجدار قبل خروجه):- إن الرصاصة التي تلقيتها لأجلكِ فيما مضى صحيح أزالوها صحيح التأم جرحها ، لكن ….. ندوب كلماتكِ لا تزول يا ميرنا … إنها لا تزول
ميرنا(انفجرت بصراخ):- ماذا تريدني أن أفعل مااااااااااذااااااااااااا يا حكيم ، هل أقتل نفسي لترتاحوا مني هاااااااااه ، كل واحد فيكم يعتقد بأنه الأنسب لي بينما أنا لا أحد يفكر بمن أجده كذلك الشخص الوحيد الذي آمنته به خانني ، والشخص الذي كرهت سيرته لعدة سنوات باسم الفهد البري صار لي أقرب من أنفاسي ، بينما من تخلى عني لأزيد من 17 سنة وعاد إلي راغبا في تنقيح لمشاعري التي بعثرها فراقه وبعاده عني أكيد هو يهذي …. فالتخلي يجبرنا على وضع إسمنت ما بيننا وبين الخضوع الملازم للنسيان هل فهمتني الآن ؟
حكيم(هز رأسه وهو يصغي لها جيدا):- جميل يا ميرنا أكملي على هذا المنوال ربما فعليا عليكِ التفكير بقلب مجالكِ الكتابي لصوتي فأنتِ داهية في الفصاحة والتبريرات الواهية …
ميرنا(نظرت حولها بجنون ورمقت تمثالا حجريا في إحدى الزوايا وتوجهت إليه كسرته أرضا دون أن ترمش):- إن لم تصمت سأحطم كل شيء حولي
حكيم(كتف يديه واتكأ على الجدار خلفه وهو ينظر لتمثاله المكسور):- أبهذا تظنين أنكِ ستتغلبين على تعطشكِ للانتقام ؟
ميرنا:- لست أريد انتقاما لست أريد انتقاما ، أريده فقط أن يراني مع ألذ أعدائه أريد أن يعرف بأنني قوية وأن خيانته لي لم تهزمني ، أنا مقهوووورة وقلبي يحترق ولكنك ترغب بالتجديف في نهر مغاير لتياري ، وأنا غير قادرة على مطاوعة لأنني كالعاصفة الهوجاء أي واحد سيقترب مني سأنسفه
حكيم(أشار بإصبعه بتفكر):- هااا كدت أنسى يا ابنة عمي .. انتهى زمن الإصغاء لكِ قد أوضحتِ دوافعكِ وغاياتكِ ومواقفكِ وصار لزاما علي احترامها تجنبا لإهدار كرامتي أكثر من ذلك ، حاولت يا ميرنا حاولت ولكنكِ من تخلى ولذلك … ربما يجب علي أن أبالي بما يستعطف انتباهي
ميرنا(رمقته بعدم فهم وهو يغادر القاعة):- تبا تبا تبااااااااااااااا لهذا العالم البائس ، افعلوا ما تريدووووونه فقط دعووووووووووووني وشأني …
جلست على الأرض بتعب واضطجعت عليها مقتربة من البركة وأخذت تلاعب بيدها سطح المياه ، بينما دموع عينها كانت شريكة اللحظة التعيسة فما الذي ينتظرها بعد ؟؟ … هنا كان يخط خطواته بعصبية عائدا إلى الصالون لكي يصعد لغرفته لكن استوقفه كاظم وإياد اللذين انسحبا مغادرين ، وطبعا لم يجدا صدى لديه فقد كان يصغي إليهما بعقل غير متزن ، حتى تنبيهات كاظم بخصوص حفلة تلك الليلة لم ينتبه لها حكيم ولذلك اعتذر منهم وانسحب وبعدها بعث لهم من يتفاهم معهم بشكل أفضل
إياد(ركب السيارة):- لا يا معتبر تلك صديقتي أيضا ويتحتم علي الوقوف بجوارها ، وميرنا كما رأيت على عينك لن تستطيع مرافقتي
كاظم(حك جبينه):- يمكنني أن أرافقك ليس لدي ما أفعله حتى المساء
إياد:- أحقاااا جميل جدا أكيد سأعرفك على صديقتي وصال وستسعد بك
كاظم(ابتسم بمكر):- أشد سعادة
ميار(انتبه له):- ماذا تخطط يا أفندي ؟
كاظم(ركب بجوار):- باختطاف أخيك هل تسمح ؟
ميار:- ههه مضحك جدا .. اسمعني لا تتأخر الليلة أريدك هناك قبلنا يا كاظم
كاظم(فتح زجاج السيارة وأطل عليه برأسه وذراعه):- أولا أنا لا آخذ أوامر منك ، ثانيا أنا سأحمي ميرنا وجوزيت وحسب غير هذا أنتم كفيلون بحماية بعضكم بعضا أليس كذلك ؟
ميار(اتكأ على حافة النافذة بعد أن دفع ذراع كاظم بحركته):- ستفعل ما أطلبه منك وإلا جعلتهم يردمونك عند مدخل المكان ، هممم ولمعلوماتك إن كنت جدارا غير قابل للهدم فهنالك وسائل عديدة قد تساعد في ذلك ، هيا أخي يمكنك التحرك
إياد(حرك رأسه بدون فائدة في أخيه):- استلم هذا هو أخي الفاضل
كاظم(زوره بحدة):- نلتقي ..
ميار(ضرب على سطح السيارة وتراجع للخلف):- بكل سرور ..
هز رأسه وهو يراقب ذهابهم وعاد أدراجه ليبحث عنها ، فحالة حكيم حين صعد إليه وطلب منه محادثة كاظم وإياد كانت لا تبشر بالخير ، وعليه أخذ يبحث عنها إلى أن سمع نحيبها في قاعة المسبح ولحظتها هرع إليها ووجدها على ذلك الوضع نائمة بشرود وهي تبكي بصمت وتلامس سطح الماء بيدها الشاردة أكثر منها …
ميار(دنا منها وأمسك ذراعها مبعدا إياها من المسبح):- ميرنااااا ماذا حصل لما أنتِ هكذا ؟
ميرنا(بسكون):- لا شيء
ميار(انتبه للتمثال المكسور):- هل تخاصمتِ مع حكيم ، تتت سوف أوبخه لأنه يبكيكِ انتظري هنااا
ميرنا(تركته ينهض لتجد الفراغ):- لا تفعل ، دعه يتصرف كما يريد ثم خذنا للعرين أريد أن أنام قليلا كي أتجهز بعدها كما يجب فأمامنا ليلة حماسية
ميار(انتبه لنهوضها):- إذا كنتِ تودين ذلك أنا جاهز
ميرنا(نظرت حولها وهزت شفتيها):- أصلا لن نجد التوديع المطلوب ، حتى ميسون لن أسلم عليها لأنها ستتعلق بي وأرجح أن يتفاهم معها حكيم بالأسلوب الصحيح
ميار:- تركته بغرفتها قبل مجيئي
ميرنا(شعرت بحركة بعينيها):- اممم لنذهب إذن
كان ذهابها بالنسبة له ما جعله يوقن من حركته الموالية ، ظل يناظرها من شرفته وهي تبتعد رفقة ميار بسيارته ، تنهد عميقا وانتبه لصوت صغيرته التي لم تفهم سبب عدم توديع ميرنا لها وهذا ما خلق أمامه مشكلة عويصة
ميسون:- ما عادت تحبني
حكيم(جلس على طرف سريره):- له يا صغيرتي أكيد ميرنا تحبكِ ، لكنها كانت مستعجلة هذا فقط ثم ربما تعود هذا المساء معي هي وعمك ميار أتحبين ذلك ؟
ميسون(لمعت عيناها):- جدا جدا .. امم ألن تأخذني لبيت العائلة وعدتني بأن تعرفني عليهم ؟
حكيم:- حسنا الأفراد الذين عرفتكِ عليهم هم بنات عمي ولكن ما زال أمامنا شوط كبير لنقطعه ، فنحن لم نتعرف بعد على نصفهم الأكبر وخصوصا جداتكِ الثلاث
ميسون(أخذت تحسب):- لا أربعة أنا عندي اممم خمسة خمس جدات
حكيم(ضحك بوهن):- اسردي علي لأرى
ميسون:- هناك جدتي الكبيرة نبيلة ، وهناك جدتي فخرية ، وهناك جدتي عواطف ، وهناك جدتي مديحة وآخرهم جدتي ليندا
حكيم(تشنج بكره):- انسي أمر ليندا تماما ، أخبرتكِ بألا تتطرقي لسيرتها مطلقا لأنني لا أرغب في ذلك تمام ؟
ميسون:- لكنني اشتقت لريتا أريد مكاملتها ممكن ؟
حكيم(تنهد بأسف فهو يعلم أنها في عداد الأموات):- ريتا سافرت ولم تعد تعمل عند ليندا لذلك .. ضعي أمرها يمضي وانسيه أيضا
ميسون:- حاضر لكن بابا ، هه لقد فرح عمو ميار بكلماتي وأخذ الخاطرة مني ليحتفظ بها في مكتبه
حكيم(مسح على شعرها بحنان متألم):- يا عمري أنا .. تعالي لحضن بابا
ميسون(ابتسمت وارتمت بحضنه):- أحبك بابا حكيم ..
حكيم(تنهد بأنين):- وحبكِ هذا بلسمي الشافي


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 30-04-17, 07:51 AM   #645

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في مصحة خاصة بالأمراض النفسية
كانت تجلس على كرسي الحديقة وهي تتأمل الفراغ ، عيونها مشتتة في البعيد بينما فؤادها المكلوم يناجي صدى طفلها الراحل ، طفلها الذي أخذوه منها بغتة في معركة انتقام لا تدري فيها أي شيء حتى ، سرعان ما وجدت نفسها في العدم وكأن حياتها التعيسة لم تكفيهم ليزيدوها وجعا من أنواع أخرى كفقدان رجل رسم لها طريقا أخرى وسط غياهب الظلمات ، رجل كان سببا في تدمير حياتها وخلق ذلك الطفل بأحشائها ، رجل لا يستحق منها سوى السخط على كل ما فعله بها لكن أن تنعي موته فهذا ما لم تتوقعه قط … كل هذا يمكن أن نقول عنه مشاعر يصعب على المرء التحكم فيها ولكن ما لا يمكننا تحمله هو سرقة شيء حلمنا به لوقت طويل ، رعيناه بداخلنا وأغدقناه بجميل الأحاسيس ، تخيلنا شكله وحفظنا صوت نبضاته ومواقيت تحركاته بدواخلنا وفجأة … لا شيء / وهذا تحديدا ما يعني الموت وأنت على قيد الحياة ، فدعاء لم تتحمل فقدان كل هذا دفعة واحدة وأصيبت بانهيار عصبي شارفت به على قطع روحها من هذه الدنيا الكئيبة بالنسبة لها ..
فريد(رمش بوجع وقد نمت لحيته قليلا بينما ما زالت بادية على وجهه ملامح الألم):- كيف حالها ؟
معاد(تنهد عميقا وهو جاثم على جنب يناظرها من محله):- لم أجرؤ بعد على مكالمتها هذا الصباح ، فالبارحة أسفرت على ردة فعل جامحة جعلتها تخدش يديها دون شعور
فريد:- تت .. لست أعرف كيف سنسيطر على كل هذه المصائب ، حتى أختي حالتها جدا صعبة ما زالت مدفونة بغرفتها بأكل زهيد تتناوله بعد توسلات من أمي
معاد:- ما حصل ليس سهلا عليها ، أختك كانت متعلقة بأبيك لدرجة لا توصف ولذلك يلزمها وقت على ما تتأقلم بعد فراقه
فريد(ابتلع ريقه):- جيد أنني التقيت بك ها هنا ، أود إخبارك بأنني سأسافر وأطلب منك الاعتناء بأمور الشركة طبعا فأنت المدير فيها لكن أود منك الاعتناء بدعاء لأنها وحيدة وضائعة وتستحق منا مساندة ، فعلا أشفق على حالها وحال أهلها كلهم يعانون
معاد:- ولا يهمك الشركة بأمانتي أما بخصوص دعاء فأكيد لن أتخلى عنها إنها نبضي
فريد(مط شفتيه بحزن):- اسألني أنا عن النبض لأخبرك بأنني أموت شوقا لها
معاد:- هل ما زالت على موقفها ؟
فريد:- ما زالت يا معاد ، وكأن من مات أبوها وليس أبي أنا يعني أتفهم حنقها من تصرف خالتها حين اتهمتنا بتدمير حياة ابنتها ولكنها اعتذرت وعذرناها لأن أعصابها كانت مفرطة ، فمن تعايش كل مصائب ابنتها دفعة واحدة وتبقى صامدة فهي امرأة قوية ؟
معاد(بحسرة):- أشفق على دعاء كثيرا لم ترى لحظة سعيدة بحياتها ، أحاول أن أقحم نفسي الآن لعلها تشعر بي لعلها تسمعني وتجد نفسها بعيوني وبين ضلوعي ، أحاول صدقا ولكنها تغلق على ذاتها وكأنها تستطيب انفرادها ووحدتها بعيدا عن آلام البشر
فريد:- مهمتك صعبة يا أخي … أما أنا فالله يصبرني أم مكسورة وأخت مريضة روحيا وحبيبة ترفض اللقاء بي لأنها تشعر بالذنب يعني حالي ليس أحسن من حالك
معاد:- هه ربك يسهلها
فريد:- المهم أخبرتك سفري لن يتعدى اليومين لأنني بحاجة للبحث في أمر ما يشغلني هذه الفترة
معاد:- أهو بخصوص قضية قتل أبيك ؟
فريد:- لاء هذا الأمر تركته للشرطة وقد وعدني رامز بالتحقيق فيه إلى أن يمسكوا بالجاني ، لكن ما أبحث عنه مشكل طبي لعله خير
معاد(زفر عميقا):- لعله خير ، سأتركك الآن لابد وأن أكلمها
فريد:- وأنا زيارتي انتهت حاولت أن أبرز لها أنها ضحية فحسب ولكن أصغت أم لا ، هذا سيظهر في لاحق الأيام
ودعه معاد شاكرا وتوجه نحوها وقد التقط زهرة برية من إحدى الشجيرات ، اشتم رحيقها ورسم بسمة على وجهه بعد أن أطل عليها واضعا الوردة بجانب أذنها ليزينها شعرها المنسدل بأحلى طلاته ، انحنى جاذبا يدها قبلها وجلس جوارها وهي لا حراك ثابتة بنظرها لنقطة فارغة لا تمت للواقع بصلة
معاد:- اليوم تهاني أصرت على مرافقتي لزيارتكِ دعاء ولكن .. أعطيتها ألف ملف وملف لكي تنهيهم قبل نهاية الدوام لعلها تركز قليلا في العمل ، لم أعد أراها يا دعاء البنت طار عقلها منذ حفلة افتتاح شركتكم وهي فوق الغيوم .. تظل تهذي باسم الرجل الذي أنقذها من الجوع ووهبها صحنه لم تعرف لا اسمه ولا هويته ولا من يكون فقط ذابت في أبو نظارات بصرية
دعاء(ولا حركة):- …لارد
معاد(تنهد بتعب وتابع):- يعني أنا سأسعد لو وجدت من يحبها ويحابي عليها ، إنما سأخشى عليها ماذا لو كان شخصا سيئا مثل الذين عرفتهم أثناء بحثها عن عريس ، ضروري من البحث والتمحيص قولي لي حتى نجد عريس الغفلة فالبنت أغرمت به دون أن تعرفه حتى ههه … آه يا دعائي متى ستسمعينني وتردين علي أنا معااااد الرجل الذي سيحميكِ من كل سوء ، الرجل الذي وعد بأنه لن يتخلى عنكِ ولم يتخلى ولن يتخلى أبدا ، أرجوكِ دعائي استعيدي نفسكِ ما ذهب قد راح ولن يعود ويجب أن نفكر لاحقا هممم ؟؟ … ألن تجيبي معاد صديقكِ يا ستي لن أقحم نفسي في مسمى لم تمنحيه لي بعد ، لكنني واثق من أنني موجود بداخلكِ في مكان ما ، هذا ما يقوله حدسي .. دعاء دعيني أمسك بيدكِ حبيبتي دعيني أطيب جراحكِ ولا تتقوقعي وحدكِ في تلك الكبسولة التي سترمي بكِ طوعا في عالم مظلم ، استجمعي مشاعر دعاء كينونة دعاء دعيها تجد خلاصها تحرر نفسها تنبعث من رمادها ، بالله عليكِ أصغي لي أهلكِ بحاجتكِ وأنا كذلك
دعاء(رمشت وقد انسابت دموع من عينيها):- ….لارد
معاد(انتبه لدموعها):- لا أريد أن أبكيكِ أريدك أن تعودي لي ، أنا وحيد بدونكِ مشتاق لكِ حبيبتي أجل أنتِ حبيبتي يا دعائي لو سمحتِ لطفا عودي لأجل نفسكِ فهي تستحق منكِ كل السعادة ، تستحق منكِ التعويض يا دعاااااء فكفى انجرافا في الهاوية أوقفي ذلك التيار فوحدكِ من يستطيع
دعاء(كالجماد):- …لارد
معاد(تأوه بتعب):- آه يا حبيبتي آه ..
ظل يحكي معها ويحادثها لعلها تجد جسر الوصل مع الدنيا التي هجرتها قسرا بعدما فقدت صلتها بعالم مرير لم يغدقها سوى بالآلام والأحزان ، وهذه المواجع شملت كل فرد من أفراد عائلتها مع الأسف
في بيت الراجي ..
كانت نبيلة تسبح بتسبيحها وهي جالسة بالصالون بجوارها سماح ترضع سجى الصغيرة ، بينما كانت نجية تحضر الطعام بالمطبخ ، أما عواطف فقد كانت تكوي إحدى القمصان وهي تنظر إلى أيهم في عربته والذي كان يبكي لأنه عض إصبعه
عواطف:- يا نهاااال نهال يا بنتي تعالي وأسكتي ابن خالتك ، نهاااااال …بفف لا أدري أين تدفن هذه البنات نفسها ، لياااااااااان ليااااان ولا هذه ترد
يزن(خرج من غرفته وهو يزيل سماعات أذنه):- هل ناداني أحدكم ؟
عواطف:- هاه أنت أملي وحياتك احمل أيهم وأسكته قليلا يا ولدي والله رأسنا مصدع وهو لا ينفك يبكي إنه يعاني من بروز إحدى الأضراس لذلك يتألم حبيب جدته
يزن(رفعه بين يديه):- سأخرجه قليلا لحديقة المطبخ لعله يغير جوا ريثما تعود رنيم
عواطف:- ماشي يا حبيبي سلمت أناملك
نجية:- عواطف لقد جهزت حساء جانبيا لمرام هل آخذه لها ؟
عواطف(نظرت صوب الرواق):- مشكورة نجية أختي لو تضعيه بطبق سآخذه لها بنفسي
نجية:- طيب …
سماح:- ما زالت تنظر للأمر وكأنها المذنبة غبية ابنتكِ يا عواطف وأستسمح للفظ
نبيلة:- أستغفر الله العظيم
عواطف(وضعت المكواة جانبا):- سماح لست في مزاج جيد لمضايقتك دعيكِ من ابنتي وخصوصا مراااااام أسمعتني ؟
سماح(هزت كتفها وأخذت تهز سجى بحضنها):- وأنا مالي .. قلبي فقط قلق عليها أريدها أن تكون قوية راجية يعني لكن افعلوا ما تريدون
نبيلة(رمقت تشنج عواطف ونظرت لسماح):- لو تهتمين بمشاكل أحفادك فمثلا لم نرى حفيدتكِ منذ أن صعدت تتحدث عبر الهاتف بالساعات ، أتعلمين من تهاتف ؟
سماح(رفعت حاجبها):- أصحابها أكيد
نبيلة:- أصحابها ؟؟؟؟ عجيب
سماح:- أنا أثق بحفيدتي هي لا تخطئ ، ثم لو كنتم قلقين من أن تقع بنفس المطب الذي وقعت به حفيداتكن فحفيدتي حريصة ولا أحد يغويها تمام ؟
عواطف(شعرت بالحر والتأفف):- نجية أختي هل انتهيتِ أصبح الجو هنا مريبااااا ؟؟؟
نجية(قدمت لها الصينية):- وضعت بها ما يلزم ..
نبيلة:- لا تتأخري بغرفتها يا عواطف علينا أن نتصل بأختك لنرى أين وصلت
عواطف:- ماشي
تقدمت بالصينية صوب غرفة مرام وجدتها أمام لوحة الرسم خاصتها وقد كانت تخطط في منظر غروب شاحب مثل شحوب قلبها ، وضعت الصينية على المنضدة وتقدمت صوبها قبلت رأسها وجلست قبالتها بابتسامة أم تبتغي استعطاف ثغر طفلتها لعله يتبسم
عواطف:- خالتكِ نجية حضرت لأجلكِ الحساء الذي تحبينه ، تناوليه قبل أن يبرد
مرام(مطت شفتيها):- لا شهية لي ماما خذيه رجاء
عواطف:- لست أفهم موقفكِ مطلقا مرام ، ما الذي جعلكِ تفارقينه طالما تتعذبين لأجله هكذا .. ثم الشاب أمين وحريص عليكِ ويحبكِ ويريدكِ والأهم أنكِ تبادلينه ذات المشاعر فلما التعذيب ؟
مرام:- أمي … تحدثنا في هذا مرات عديدة فدعينا لا نكرر نفس الأسطوانة ، أنا لم أهجر فريد ولم أتخلى عنه أنا فقط أعطيت لعلاقتنا مساحة ريثما تطيب الجراح ، آخر مرة انهارت فردوس بوجهي وجيداء معلمتي حاولت جهدها ألا تجرحني ولكنها لم تتحمل رؤية ابنتها على تلك الحال ، أما خالتي مديحة فكانت الطامة الكبرى حين شتمتهم وأهانتهم ولعنتهم وهم ضحايا خارج الإطار ، لكنني لم أتحمل يا أمي لم أتحمل ذرة ألم يشعرها فريد وتكون بسببي ، ، أحبه وأريد أن أكون راحة له وليس عذابا وأنا رحمته قليلا ريثما تلتئم الجراح على الأقل
عواطف(نهضت وعانقتها):- آه على طفلتي الصغيرة متى كبرتِ وصرتِ حكيمة هكذا ؟
مرام:- ههه معلوم من يعاشر بيتا يعج بالمشاكل أكيد سوف ينضج ، الله معنا يا ماما أكيد ستنقشع هذه الغيمة وسنجد أختي سمر أعرف أنكِ تشتاقين لها
عواطف(بدموع أحنت رأسها):- حتى ابنها ما عدت قادرة على رؤيته فأنا أشفق عليه وهو يشعرني بالضعف ، اتصلت بشهاب قبل قليل وأخبرني أنه غادر القصر وهو بشقته ، طلبت منه إحضار شادي لكنه تماطل قليلا وأظن بأنه يرغب بالبقاء مع وحيده بمفردهما ينعيان فراقها
مرام(بحزن):- أختي سمر قليلة حظ المسكينة فقدانها لفلة كان أصعب مما عاشته سابقا ، لأنها كانت تعقد عليها آمالا كثيرة مع الأسف
عواطف:- لنجدها وبعدها يحلها رب العالمين ، فقط لو تكون بخير هذا ما آمله
مرام:- هي قوية وأكيد ستكون على ما يرام ..
عواطف:- لا أدري لما الحزن يخيم على قلب كل واحدة فيكن ، ميرنا هي الأخرى لا أدري ما بها أصبحت لا مبالية هكذا بعد كل الأخطار التي تكتمت عليها صارت تبتعد عنا كل مرة ، حتى حكيم صار مثلها مبتعدين طوال الوقت عن أجواء البيت وكأنهما يخفيان شيئا عنا لست أدري
مرام:- يخفيان ماذا يا ماما ، الاثنان يكابدان مع تلك العصابة الغريبة أتحسبين أن الأمر بهذه السهولة ، أكيد لها تبعات أخرى ربي يستر
عواطف(بدعاء):- اللهم احمي بناتي وبنات أختي وأولادنا كلهم يا رب
جلنار(خرجت من الحمام):- اللهم آمين ما أحلى الخروج على دعوة طيبة هكذا من أحلى خالة
عواطف(ابتسمت لها):- جلنار صحة وعوافي ، أسرعي وجففي شعركِ كي لا تصابي بالبرد
جلنار:- أي والله يلزمني ذلك هئئئ يا ويلي تأخر الوقت علي أن أخرج بغازي فورا فورا لكن أين هو لا تخبريني يا خالتي بأنه خرج سيغمى علي ؟
عواطف:- يا لكِ من مشاكسة لكن لا تقلقي هو مستقر بغرفته فوق
جلنار(قفزت بحماس):- مرامو ستعيرينني مشبك الشعر ذاك إنه يناسب فستاني وأريد أن أبدو متألقة في حفل افتتاح هديل
عواطف:- لقد نبهتكِ أمكِ أن تفرقي تلك البنت
جلنار(نفضت شعرها وأخذت تجففه بالفوطة):- يا خالتي هي والله طيبة يعني أمن موقف لها مع أخي حكيم ستحكمون عليها يعني ؟؟؟
مرام:- مع خالتي مديحة اسأليني أنا هي لا تعرف سوى السالب أما الموجب فلا يوجد بقاموسها
عواطف:- هاه منكِ لها احترما نفسيكما تلك أختي هممم
جلنار:- يلسم لي الزعلان أنا ولكن خالتو جديا هديل صديقة بحق وأنا أحبها ولن أتخلى عنها بمجرد أن أمي لا تحبذ ذلك
عواطف(سمعت أحدا يناديها من الخارج):- عموما قلت ما عندي سأرى من يناديني
جلنار(جلست على طرف سريرها):- هييه شريكتي في الغرفة هل أنا مخطئة ؟
مرام(عادت للرسم):- لاء لو كنت محلكِ لفعلت المثل ..
جلنار(بحماس قفزت):- آخ لو تعلم أمي بما يدور خلف ظهرها ستقتلني وتقتل غازي
مرام:- هههه والله برغم شوقي لرؤية ردة فعلها برغم خوفي من ذلك ، يا بنتي لو علمت أن هديل قد رمت عينها على ابنها سوف تنسفها نسفا
جلنار:- تمثيل يا عمتي مجرد دور سيؤديه مؤقتا وتنتهي السالفة
مرام:- ههه مع تلك العنيدة التي أدخلت أخاكِ السجن عمدا ، أشششششك
جلنار:- لا ترعبيني يا مرام همم دعيني أنهي ما علي ستقتلني العنيدة لو تأخرت على افتتاح عيادتها ، والله لو كنتِ تسعفينني لرافقتني يا بنت
مرام:- نن استمتعي يختي دعيني على سجيتي
جلنار(تنبهت):- بنت في غرفة ميرنا رأيت كعبا أنيقا سيليق بفستاني سأستعمله
مرام:- ههه غرفة ميرنا محظورة اللمس يا حبوبتي لكن أنتِ وحظك
جلنار:- الشقراء غير موجودة بالبيت إذن سأستغل ذلك وأقحم الرعب في قلب غازي كي يجهز نفسه سريعا فهو كثير النسيان
مرام:- الله يعينك
صعدت من فورها ركضا صوب غرفة حكيم حيث أصبح يستقر غازي بعد عودته من السفر ، رسميا يعني لكن مع أخت جلطة مثل أخته جلنار فأكيد لن ترحمه .. اقتحمت عليه الغرفة كالصاعقة وقد كان يجلس على حاسوبه
غازي(انتفض بفزع من دخولها):- كيف تدخلين علي هكذاااااااا يا بلهاء ؟
جلنار:- هئئئئ ألم تجهز نفسك بعد لقد تأخرنا ؟
غازي:- تأخرنا على ماذا ؟
جلنار:- على حفلة هديل يا غازي ، ولا تدعي النسيان أعرفك حين تنطش ورتفض الذهاب
غازي:- عليك نور إذن دعيني أكمل بحثي فلا وقت لدي لترهات صديقتكِ المراهقة
جلنار(باحتدام تقدمت صوبه وأغلقت الحاسوب):- أولا صديقتي ليست بمراهقة ، ثانيا أنت وعدت والرجل هو الكلمة يا غازي ، عدا عن كل هذا أنت مدين لي بهذا المعروف فانهض
غازي(دفعها ليدها وجذب حاسوبه واضعا إياه على السرير):- أيتها الحنش برأسين اسمعيني جيدا إن لم تغربي من غرفتي سأطحنكِ
جلنار:- وأهون عليك أروح ضحية عضلة من عضلاتك السداسية يا أخي الحبيب ؟
غازي(سبل لها بعيونه):- تهونين وبالتأكيد
جلنار(ضربته لذراعه وهي تجلس قربه):- مسكينة هي هديل صديقتي إنها قليلة حظ أتعلم ذلك ؟
غازي(زم شفتيه وفتح حاسوبه بلا مبالاة):- ولماذا يعني ؟
جلنار:- توفت أمها قبل ثمان سنوات ولم تشبع شوقها لها وهي وحيدة ، حتى لو لديها عائلة لكنهم جميعا مدلهون بمشاكلهم لا يوجد أحد بقربها غيري وغير العيادة التي ستفتتحها لكي تنسى بها آلام الفراغ الذي تعيشه ، خصوصا بعد خيانة ذلك الخسيس حازم أتصدق بأنه سيجعل عائلة جولي تفتتح له العيادة فعلا إنه عالة
غازي:- خلاصة القول ماذا تريدين ؟
جلنار:- أن ينهض أخي حبيبي ويأخذ حماما منعشا ويتأنق لأجل الذهاب لحفلتها ، ثم حضورك لازم رفاقنا سيكونون هناك جميعا وبعد حفلة تخرجنا السابقة الكل سيسأل عن حبيبها يا فهيم
غازي:- أتعلمين ما الذي سيجعلني أوافق ؟
جلنار(بحماس):- ماذا ؟
غازي(أغلق الحاسوب برفق ونهض من الفراش وجذبها من ذراعها وأخرجها من الغرفة):- أنها ستكون آخر مرة
جلنار(استقبلت صفقه للباب بوجهها ومع ذلك قفزت بحماس):- يوبي يووبي أكيد هديلي ستفرح الآن لأزف لها الخبر
دخلت لغرفة ميرنا والهاتف بأذنها وأخذت تقلب الدولاب عن الحذاء الذي رأته في المرة السابقة ، وجدته ووضعته على المنضدة وهنا ردت عليها هديل
هديل:- هاااا سبع ولا ضبع ؟
جلنار:- زرافة تِمشي ؟
هديل:- جلنار أنا على أعصابي ردي علي ؟
جلنار:- ولووو أنا مدرسة في فن الإقناع لقد وافق لكن هاه نبهني أنها آخر مرة
هديل:- اممم لا بّأس لتمضي هذه المرة وبعدها نفكر بحل آخر يااااي كم أسعدتني ، الآن ماذا تفعلين متى ستأتين ؟
جلنار:- ساعة زمن أكون رفقتكِ لم يتبقى لي سوى تجفيف شعري وتمشيطه ووضع مايكاب وتنسيق ثيابي وارتداؤها وتنظيمها ووضع العطر ومسافة الطريق أكون معكِ ..
هديل:- أنا أتثاءب من كل هذا على فكرة ، سوف تتأخرين حرام عليكِ أسرعي ولا تدعيني وحدي أجزم أن حازم وجولي سيكونان بالحفل أيضا
جلنار:- وبأي وجه سيأتيان ؟
جلنار:- بوجه الحقارة هذا حدسي لذلك لا تدعيني وحدي تعالي سريعا وفي يدكِ أخوكِ
جلنار:- والله عشنا وشفنا لكن يلا .. قادمون يختي ولا يهمك
هديل(ابتسمت حين رأت جدها):- تمامو جوجو …/ جدي حبيبي
ضرغام(عانقها):- أهلا صغيرتي كيف تمضي الأحوال هنا ؟
هديل(نظرت لقاعة الاحتفال الفاخرة):- كله على قدم وساق قيد التجهيز يا جدي ، رستم قام بالواجب وزيادة لكن …
ضرغام(حن لها ووضع يده على فكها):- ما بها حفيدتي منزعجة ، لو لم يعجبكِ المكان سنبحث عن غيره فورا فقط أطلبي
هديل:- لالا جدي المكان هنا يروق لي ، لكنني قلقة بشأن أخي وائل أكيد لن يحضر
ضرغام(هز كتفه بتأفف):- حالهم ثلاثتهم لا يعجب ، لذلك لا تنزعجي بنيتي فجدكِ موجود
هديل:- تسلم لي حبيبي جدي وهذا يشرفني .. امم اسمح لي سأتصل بهم مرة أخرى لعل وعسى
ضرغام:- حممم طيب
رستم(جاوره بحذر):- الوضع آمن سيدي
ضرغام:- عال عال لا أرغب بحدوث مشكلة مع حفيدتي أريد أن تكون حفلتها مثالية ، إنها حفيدة آل رشوان أريد تسريب خبر صغير للصحافة عن هذا قم باتصالاتك
رستم:- أمرك سيد ضرغام ماذا بشأن السادة ؟
ضرغام:- من يحضر فيهم سينجو من لومي وعتابي تمام ؟ …
وائل:- ليس بتمام يا هديل أتعتقدين بأنني ألعب هنا ، أنا غير مستعد لحضور حفلة في ظل كل ما يحصل حولنا أصلا كان عليكِ احترام الأحداث هديل
هديل(ظلت تنتحب عند الهاتف):- أنت أخ غير جدير بالأخوة هممم أحزنتني
وائل:- أستغفر الله يا ربي ، هديل يا هديلي يا عمري والله وقتي ضيق جدا لكن هفف دعيها للظروف
هديل:- يعني ستأتي أم لا ؟
وائل:- ع حسب الظروف لا تعلقي أملا فقط
هديل(ابتسمت بنشاط):- هذا يعني أنك قادم يا حبيبي هههه …
وائل(تنهد بتعب وسمع صوت تقيؤ جوزيت لذلك استقام منتفضا):- أحادثكِ فيما بعد هديل سأفصل
ركض دون هوادة صوب غرفتها وتوجه للحمام ووجدها منحنية على دورة المياه وهي تستفرغ وملامحها تبدو أشحب مما كانت عليه على طاولة الفطور ، وأصلا قد أفرغت ما تناولته وبدا عليها المرض والإرهاق … أشارت له دون أن تستدير بأن يبتعد ويتركها مفردها وهي على ذلك الحال لكنه نظر حوله والتقط الفوطة وانحنى مساندا إياها
وائل(مسح على وجهها وبلل نصف الفوطة ووضعها على رأسها):- هكذا سترتاحين
جوزيت(مسحت فمها بظاهر يدها وحاولت النهوض):- ليس لزاما عليك أن ترى هذا ،أنا أتكلم بجدية وائل لو سمحت دعني بمفردي
وائل(اقترب منها وأمسك بيدها):- لستِ مضطرة أن تكابدي هذا الوجع لوحدكِ جوزي ، سأبقى معكِ وقومي بذلك أمامي لست أتضايق بل أود مشاهدتكِ لعلكِ تثقين بي وتتركين نفسكِ طبيعية معي
جوزيت(ضحكت باستهزاء من حالهما):- أنت شخص غريب الأطوار
وائل(غمز لها بدعابة):- إذن تصرفي على هذا النحو
جوزيت(ابتسمت لكن عاودها الألم فانحنت مجددا):- هففف ..
وائل(رمش بعينه ورفع شعرها ليريح عنقها قليلا واضعا الطرف المبلل للفوطة عليه):- سأعود لكِ فورا سأبحث في المطبخ عما يساعد لحظة جوزيت عائد لكِ ..
لم تشر له حتى بل ظلت تتقيأ وهي تمسك على بطنها ، بينما ركض هو للمطبخ أحضر كوب لبن وقطعة سكر ، أعطاها اللبن بعد أن فرغت من التقيؤ وشربت القليل منه فقط ثم أخذت منه قطعة السكر ولم تستطع ابتلاعها كلها بل رمت نصفها حين تقيأت من جديد إلى أن فرغت وهي تمسد على بطنها
وائل:- يجب أن يراكِ الدكتور يا جوزيت
جوزيت:- لا أرغب بدكتور وائل لو سمحت هذه عادة صباحية وسأتخلص منها ، سأكون بخير هذا المساء صدقني
وائل:- وأنا لن أرتاح حتى يتفقدكِ أحد سأكلم ماريا ، لكن قبلا دعيني آخذكِ لغرفتك
جوزيت(انتفضت من حركة يده حين حملها دون سابق إنذار):- أستطيع المشي وحدي
وائل(أخذها بين ذراعيه للسرير):- حتى تسقطي مغشيا عليكِ جميل والله ..
جوزيت(تأملته وهو يضعها برفق على السرير):- حنانك مهلك
وائل(رفع الغطاء عليها مبتسما):- سأكلم ماريا وأعود لكِ فورا همم أبقي الفوطة على رقبتكِ ستساعدكِ قليلا ../ هاه ألو ماريا أريدكِ هنا بعد دقائق ممكن ؟
ماريا:- والله لست قادرة على حك شعري لدينا عمليات كثيرة اليوم وائل ، لكن أخبرني ما الأمر الطارئ لعلي أساعدك ؟
وائل(خرج من الغرفة لكي يتحدث على سجيته):- جوزيت متعبة وقد مر الغثيان الصباحي عليها مرهقا ، ونحن سنخرج هذا المساء لذلك أريدها بصحة وعافية فما الحل ؟
ماريا:- امم دعني أفكر اسمعني أمسك بصدغها واضغط بإصبعك قليلا عليه إلى أن تسترخي عضلاتها ، وضع فوطة مبللة خلف عنقها لتمتص حرارتها بعض الشيء ، بعدها أمسك حبوب الفيتامينات خاصتها وأعطها كل واحدة بعد 5 دقائق ومن ثم لو كان يتوفر لديك زنجبيل قم بتجهيز عصيره لأجلها لكن لالا لا تفعل الفيتامينات تكفي سمعتني ؟
وائل:- نوعا ما ..
ماريا:- إن استعصى عليك حفظ كل هذا كلمني مجددا أمامي دقائق قبل توجهي لغرفة العمليات مع الأطبة تمام ؟
وائل:- لا بأس ماريا قد حفظت كل هذا ، سأطبقه الآن سلامي
فعل مثلما أشارت عليه ماريا واستطاع أن يتحكم في حالة جوزيت لكن بشكل ضئيل ، وأمل أن تساعده الفيتامينات قليلا لتجاوز ذلك ، ظلت تغمض عينيها تارة وتارة تفتحها وهي تنظر لاهتمامه بها وبإبهامه الذي كان يضغط على صدغها بطريقة متتالية جعلتها حقا تسترخي وتتغلب قليلا على شعور الغثيان المضجر ..
جوزيت(بتعب):- عطلتك عن عملك وائل
وائل:- عن أي عمل تتحدثين ، كنت سأقصد فقط شقة ابن عمي آخر اتصال بيننا لم يمضي على خير
جوزيت:- سمعت خصامك معه على الأغلب عاتبك بشأن ميرنا
وائل(ميرنتي عسل غروبي الراحلة):- بما أننا في صدد الذهاب لحفلة مميزة الليلة قد طلبت المساعدة من أخصائية في ذلك ، سوف ترافقكِ صديقتكِ في التجهيز كي لا ترهقي نفسكِ كثيرا ، وهناك إن تعبتِ سنعود فورا
جوزيت(ضحكت حتى سعلت):- جديا ههه .. هل ستعود بي ماذا عن ميرنا ألن تبقى لكي تشبع عينيك المتلهفة لرؤيتها ، هل ستهرب ؟
وائل:- مراوغة جيدة منكِ جوزيت ، لكن ليس وائل رشوان من يهرب كان ذلك لأجلك
جوزيت(زمت شفتيها):- بل لأنك لا تريد رؤيتها معه ولأنك تريد تجنيبي ذلك ، لكن لأخبرك إن لم نذهب سيحسبان أننا ضعفاء وأننا نختبئ خلف خطيئتنا وهذا ما لا أريد أن يترسخ بعقلهم ، طالما مضينا في هذا سنكمله
وائل(زفر عميقا):- ناريانا على وصول فارتاحي كي لا تقلق لأجلكِ هي الأخرى
جوزيت(حكت جبينها):- لو تعطيني تفاحة
وائل(ضحك من طلبها):- أظنني أشتاق للعم نزار فعليا لقد تخلى عنا في عز الحاجة
جوزيت:- تخلى عنا من هم أقرب لنا من الوريد فكيف بالعجوز يعني ؟؟
وائل(ناظرها ببؤس قبل أن يتوجه ليحضر لها طلبها وفي عقله شوق عارم لها):- ميرناااا يا شمس ليالي الآفلة كيف سأراكِ الليلة أخبريني فحسب ؟؟؟؟؟؟؟؟ ….
قاطعته رسالة على هاتفه وقد كانت من رقية التي طلبت منه إعادة الاتصال بها حين يفرغ من أعمال الأب المؤقت ، ضحك من جملتها وفعَّل الاتصال وهو بالمطبخ يقطع لجوزيت التفاح كي يسهل عليها هضمه سريعا دون عناء
وائل:- ما بنا على هذه السخرية ؟
رقية:- أنا حانقة عليك لذلك كلامي معك سيكون في حدود العمل ، وفي سبيل تبادل المعلومات
وائل:- أهاه طيب ماذا لديكِ ؟
رقية:- الوضع يتأزم وائل إن لم نعثر على ذلك الولد العاق سوف تحاكم إخلاص بجرم لم تقترفه ، والمصيبة أنها اعترفت على نفسها وبرأت ابنها المجرم
وائل(تشنجت حركته):- ألم يعثروا عليه حتى الآن ، رامز وعدنا أنه سوف يلاحق عبد الجليل وزوجة أبيه المختفيين منذ ما يقارب الشهر
رقية:- والله الشباب يبذلون قصارى جهدهم ، لكن الأمر طال والمعضلة أن بصمات إخلاص كانت موجودة بمسرح الجريمة حتى على السكين كانت موجودة ما يعني أن النطق بالحكم وضع مؤقت ، أحاول جاهدة أن أجد ثغرات لكي أبعدها عن الشبهات لكن مع اعترافها وإصرارها على أنها مقترفة الجريمة أصبح الأمر صعبا
وائل:- هل جربتِ الضغط عليها بواسطة شيماء ، أكيد لابنتها تأثير عليها ما ربما أعرضت عن جنون الأمومة المفرطة وقامت بالاعتراف وقول الحقيقة
رقية:- الحقيقة واضحة هي تحمي عبد الجليل
وائل(تأفف بثقل):- جربي شيماء يا رقية ولعله خير
رقية:- ما به صوتك مختنق ؟
وائل:- ربما لأنني كذلك ، عموما ليس وقته أين أنتِ ؟
رقيةّ:- في طريقي لحفلة أختك هلكتني اتصالات وإن لم أذهب ستضعني بقائمة المحظورين
وائل:- رورو أريد منكِ معروفا اجعليها تسامحني أنا غير قادر على مبارحة البيت ، جوزيت ليست بخير
رقية:- جوزيت هاااه … ع العموم منك لها ما على الرسول سوى البلاغ سلامو
وائل(تنفس باختناق):- تسلمي أراكِ لاحقا
رقية(انتبهت لرقم آخر يرن ع خطها):- … ألو نعم
شيماء:- هذه أنا أختي رقية نحن بمديرية السجن ولكنهم يرفضون الزيارة رغم أننا أعطيناهم التصريح الذي أخذته لنا ، لكنهم يقولون بأن أمي ترفض رؤية أي أحد هل هذا صحيح ؟
رقية:- اممم شيماء يفضل أن تعودي أنتِ والخالة مديحة ريثما أرى إخلاص بنفسي
شيماء:- متى ؟
رقية:- لن أستطيع رؤيتها الآن غالبا فعلي أخذ تصريح لي صبيحة غد ، لا تقلقي سوف تكون الأمور عل خير ما يرام فقط ينتهي هذا الكابوس
شيماء(ببغض):- منه لله أخي جعلها تعاني هذا المرار اهئ
مديحة(أخذت منها الهاتف):- هاتِ وكفى بكاء،÷، بنيتي رقية هل إخلاص ستكون بخير أجيبيني بصدق والله لن أغضب فقط أود أن أعرف أين سيكون ملاذ ابنتي
رقية(وجدت نفسها في مأزق):- صراحة لست أعرف يا خالتي ولكنني آمل خيرا
مديحة(هزت رأسها بضعف):- ابنتي لن تسجن أليس كذلك والله ابنتي بريئة ؟
رقية:- خالتي مديحة يا خالتي أنا أعرف ذلك ولكن .. طالما لم نجد ابنها ولم يعترف بجرمه فالأمور لن تمضي بشكل جيد
مديحة(ببكاء):- آه يا ربي ماذا حدث لبناتي واحدة في مصحة عقلية والثانية بالسجن ، أي مآل هذا أي مآل اهئئ ..
شيماء(عانقتها):- جدتي …
لم تجد رقية بما تساعدهما من فرط حزنها عليهما لكنها عزمت على أخذ التصريح لأجل رؤيتها إجبارا بصفتها محاميتها الخاصة ، هنا تحركتا معا عودة للبيت فلم يعد هنالك معنى لبقائهما ، لكن قبل ذلك اتصلت مديحة بحكيم وهي تلعن الساعة التي جعلت شيطان عمر يحيط بهم قبل موته
حكيم:- أمي أمي اسمعيني أنا أبذل قصارى جهدي ما إن أعثر على عبد الجليل سأسلمه بنفسي
مديحة:- اهئ أريد ابنتي وأيضا لا أفرط بحفيدي رغم شيطنته ، ستجد طريقة ليسلم من السجن فإخلاص لن تتوانى في التضحية مقابل حريته ، إنها تموم ولا يمس أحد أولادها سوء
حكيم(مسح على جبينه):- حسنا أمي … سنرى ما قد يجد
مديحة:- اهتم بنا قليلا يا حكيم لما تهملنا ونحن في عز حاجتنا لك ؟
حكيم(بحرقة قلب):- أماااه لا تؤاخذيني ولكن الظروف لا تسمح وهذا لا يعني أنني لا أتابع الأمور ، لا تقلقي سوف آتيكِ بعبد الجليل في أقرب فرصة
شيماء(رمقتها وهي تفصل بعد لحظات):- ماذا قال خالي ؟
مديحة(تقدمت صوب سيارة الأجرة):- سيتصرف
طلال:- وكيف تريدني أن أتصرف في شيء لا أدري لا تبعاته ولا مواطئ بدايته ؟
حكيم(على الهاتف):- لست أدري يا طلال عليك أن تجد ثغرة تمكننا من الوصول لعبد الجليل ، أو زوجة أبيه اسمعني اذهب لبيتهم واقتحمه وابحث هناك عن أي شيء ملفت للانتباه ، أكيد غفلت الشرطة عن الكثير وبما أننا نعرف طبع عمر فالأمر بسيط
طلال:- حاضر يا حكيم سأقوم بهذا، إنما أخبرني كيف تدبر أمورك ؟
حكيم:- خليها على الله ،شاهيناز ماذا تفعل ؟
طلال:- لن تصدق هي بالمطبخ تجهز أكلة لي على الغذاء
حكيم:- اممم تقدم مبهر وهذا أمر مستحب
طلال:-ربي يخليها هكذا على طووول
حكيم:- المهم تابع الموضوع واعثر لي على ذلك الولد الخسيس أريد أن ألقنه درسا قبل أن يدخل للسجن
كان هنا جالسا في تلك الشقة الصغيرة الكامنة فوق سطح إحدى البيوت المهمشة ، في زقاق مهمش لا يسكنه سوى الطبقة المعدمة من الناس ، وجدت نفسها من ضمهم بل وفردا منهم حتى .. كانت تقف هي بشعرها الأسود الطويل عند باب الغرفة ويدها تهتز فوق خصرها المرتج بينما كان هو يدخن آخر سجائره
لمياء:- بح نفذت كلها من عندي
عبد الجليل(نهض إليها بغضب):- أريد سجائر يا لمياء أحضريها لي
لمياء(بكره للوضع):- لقد أنفقت كل المال الذي أخذناه من خزنة أبيك ، كيف سنصرف على أنفسنا الآن هاه خصوصا وأن الشرطة تبحث عنا لا محالة
عبد الجليل:- سنجد حلا يا بنت تعالي قربي تعالي
لمياء(تقدمت صوبه):- يا نعم ؟
عبد الجليل(طالع جسمها بشهوة):- ارقصي لي
لمياء:- مجددا يا عبد الجليل ثم أنا متعبة
عبد الجليل(طاف حولها ووقف من خلفها بعد أن جذب شعرها بقوة للخلف):- أنا لا أستشيركِ أنا أطلب منكِ التنفيذ قووووومي بذلك لأجل حبيبكِ هممم
لمياء(بتوجس من حركاته):- طيب طيب على عيني ، ضع لي الموسيقى
عبد الجليل(عاد للسرير وضع لأجلها لحنا راقصا):- هيا …
وهنا نجد أنه لم يفكر قط في أمه بل تركها تتعفن في السجن، بينما ظل هو يلهو مع زوجة أبيه فأكيد خلا لهما الجو ولكن مؤقتا فحسب لأنه حينما سيعثر عليهما حكيم لن يرحمهما على الإطلاق

في الإدارة العسكرية بالمدينة
كان الجماهير من الجنود والجنديات معسكرين في كل جانب مطل على الوسط ، حيث كان هنالك عدة كراسي يجلس عليها المشرفون القائمون على هذا التكريم ، تم الإعلان على الأسماء التي صعدت إلى المنصة حيث كان يجلس أربعة مدراء يشرفون على التقييم والتكريم .. على جنب كان يقف المسئولون على إنجاح دورة هذا المعسكر وخصوصا كبيرها الذي كان يقف بثبات لا يبرز منه سوى أنفاسه الرجولية التي تكاد تنفجر من بين عضلاته ، رؤيتها بعد هذا الغياب كانت فوق طاقته ، لذلك حاول أن يستمد قوته من نور عيني نقيبه التي ّأبدت جليا عن مرحها واستمتاعها بالحياة بعد انتهاء دورة المعسكر …
وصال:- هيا كامل كمال لن تبكي على رأسي الآن ، ثم نحن صرنا عائلة يا أبله يعني لن نفترق
كامل(يدمع وهو ينظر إليها):- ولماذا أشعر وكأنني لن أراكِ مجددا
وصال:- ربما لأنك صرت تتابع المسلسلات الدرامية مع زوجتك في الآونة الأخيرة
كامل(رفع فمه بتفكر):- أي والله آخر مسلسل أنهيناه في يومين هههه
وصال:- آخخخ ويقولون أن النساء وحدهن من يتغيرين بعد الزواج
كامل:- يا ستي سنراكِ بعد زواجكِ هل ستتغيرين أم ستزيدين عنادا
وصال(تلقائيا نظرت صوبه من بعيد):- أنا لن أتزوج
كامل(نظر حيث تنظر):- إنه يعشقكِ بجنون اعترف لي بذلك ، من يصدق أن الرائد سيعترف لي بشيء كهذا لست أدري ولكنه نادم عما اقترفه في حقك وعليكِ بالغفران يا ست وصال
وصال(شعرت بالحنق وعدلت قبعتها الميري):- أغفر ههه … هل أغفر لمن خدعني في حبه وتلاعب بمشاعري بغية الترفع بشأن الجنود وتحت سبب واهٍ مثل حمايتي ، هل أغفر لمن حاول اغتصاب جسدي بجوع وحشي فقط لكي يطمسني به ويجعلني له خاضعة ولا أكون لغيره ، هل أغفر لمن عذبني طوال شهور خدمتي فقط لأنه حسبني أنثى فاسدة تعينت بمركزها لأنها ذات معارف خارقة ولأنها تسببت في طرد أشرف نقيب عرفته البشرية ليكون النقيض … هممم لمن أغفر أخبرني ؟
كامل:- اللواء أيمن ما أخبركِ عن هذا إلا لكي تتخذي موقفا من الرائد ويفرقكما أكثر ، وقد نجح
وصال(بغضب):- لن أنسى ما جعلني أكابده في شهوري الأولى قد وصلت به لأن جعلني أوقع على تعهد بعدم الاقتراب منه لماذا … لأنه كان يحسبني فاسدة قدمت لتخرب عليه سكينة حياته لن أنسى ذلك كامل ولن أغفر لن أغفر …
عمو بشير(وثب من خلفها):- لا تفعلي …
وصال(انتفضت بفرح واستدارت إليه):- عمووو بشير أخيرا جئت
عمو بشير(عانقها):- صغيرتي أنا
وصال(اشتمت عطره الأبوي):- مشتاقة لك بحجم الكون وبرغم ذلك سعيدة فهذا آخر يوم أفترق فيه عنك ، سوف أعود لبيتي وتعود الحياة لسابق عهدها يعني أقله لفترة
عمو بشير:- ههه جيد أنكِ تعرفين هذا هي فترة وسوف يتم تعيينك في نطاق ما تجهزي لذلك
وصال:- أووه دعني أول أستمتع بأجازتي يا عم بشير حرام عليك
عمو بشير:- حسنا … وأنت يا عريس كيف أمور الزواج معك ؟
كامل(بحرج مسح على خلف رأسه):-سعيد جدا ههه
عمو بشير:- ههه امم اممم مبروك عليك هل وصلتك هديتي ؟
كامل:- طبعا طبعا ههنن سوف لن أنسى لا أنا ولا أحفاد أحفادي هديتك المتجلية في علم الوطن
وصال(ضحكت):- هههه كأنها لم تعجبك يا كامل كمال ؟
كامل(برعب من العم بشير):- من قاااااال أبدا أببببببدا ههههه
إياد(وصل للتو):- صبي القهوة ؟
وصال(قفزت حين رأته):- إياااااااااااادي حبيبي أنا يا روحي اشتقت لك هههه تعال
إياد(عانقها بحرارة):- تهانينا الحارة انتهاء دورتكِ بجدارة واستحقاق ، مسرور لتكريمكِ وصالي
وصال(سلمت عليه بحرارة):- تسلم لي ، ها أين هما ؟
إياد:- كوثر في طريقها مع زياد ، لكن ميرنا …
وصال(تبدلت ملامحها وشعرت بالحنق):- حتى في تكريمي رفضت القدوم طبعا وقت سيدة الأعمال لا يسمح ، لا بأس سعدت بكم
إياد(سلم على العم بشير وكامل):- كيف حالكما ؟
العم بشير(انتبه لشخص ما يتقدم خلف إياد):- كنا بخير … حممم
وصال(انتبهت لنبرة العم بشير ورمقت ما يشغله):- من هذا ؟
إياد(ابتسم):- إنه صديقنا .. جدار برلين
كامل(انفجر ضاحكا):- هههههههههههه جدار ماذا ههههه بالفعل ما كذبتم حين لقبتموه بهذا
إياد:- يجدر أن تخفض صوتك لو أردت البقاء في لائحة العرسان الجدد بدلا عن المفقودين في ظروف غامضة
كامل(ابتلع ضحكته وتسمر):- وحش يا أمي هنننهخ …
كاظم(ناظرها بابتسامة وهو يتأملها عن قرب):- وصال محفوظ .. والله زمان يا غالية
إياد(استدار إليه بدهشة):- لم تخبرني أنك تعرفها
كاظم(لم يزح عينيه من عليها):- أصلا لم تسألني
عمو بشير:- ما سبب حضورك إلى هنا ؟
كاظم:- يستحيل ألا أبارك لها في يومها المميز هذا ، ثم اعتبرني شخصا عابرا لا تدقق فيني أكثر
عمو بشير(زفر عميقا):- حممم
وصال:- مهلا مهلا ليخبرني أحدكم من يكون ، عفوا منك يا سيد لكنني لست أعرفك
كاظم(تقدم إليها إلى أن وقف أمامها على بعد خطوتين وبدا أضخم من بنيتها الهزيلة):- من أطلق عليكِ لقب صبي القهوة ؟
وصال(عقدت حاجبيها بتفكير):- أصدقائي
كاظم(هز رأسه بتكذيب):- لا .. بل هو شخص واحد فعل ذلك
وصال(تنهدت بعمق):- صدقا لست في وضع يسمح لي بفك الأحجيات
عمو بشير:- ولا أنا قادر على سماع الترهات سأسلم على معارفي
كامل(بحماس):- وأنا لن أتتعتع من هنا حتى أعرف من يكون لكِ هذا الجدار
كاظم(أطل عليها):- وصالي … تذكريني لطفا
إياد:- أوك بدأت أشعر بالفضول
كامل(فتح عينيه على وسعهما حين رمق الجدار الآخر قادم من محله):- وأنا أشعر بأن نهايتي اقتربت
كاظم(صرخ فيها بصوت مضحك):- كاظم كاظم تذكري يا بنت كاظم جاركِ الله يخرب بيت ذاكرتك على ذاكرة صديقتك ، كاظم صديق الصيف وسارق الفواكه كاظم أشطر لاعب كرة مضرب في الحي عام ألف وتسعمئة و
وصال(قفزت):- درع الدبااااااااااااابة ؟؟؟؟
كاظم(هز رأسه بنجاح):- يسسسسسس يس أنا هو بعينه الحمدلله تذكرتني كدت أفقد الأمل
وصال(انتفضت وأمسكت يديه وهي تتأمله):- لقد تغيرت يا رجل ما هذا يا هذا ما شاء الله عليك
كاظم(احتضنها برفق):- آه يا صبي القهوة مشتاق لكِ يا أختي الحبيبة
وصال(تنهدت بفرح):-أبدو معك كطفلة هههه لكن متى اكتسبت هذا اللحم والشحم ؟
كاظم(مسح على خدها):- قولي ما شاء الله وأنتِ مثل صديقتكِ عديمة نظر
جاسر(أضاف حين وصوله):- كيف تجرؤ على الاقتراب منها يا هذا ، لو كنت تود تهنئتها هنالك أصول لذلك ، وأنتِ أتعانقين كل من يباركون لكِ أم ماذا ؟
وصال(تغيرت بسمتها ورمقت كاظم وقد دفعه خلفه):- أيعرف أحدكم هذا الناطق هنا ؟
كامل(فتح فمه):- إنها النهاية اللهم إنا لا نسألك رد القضاء وإنا لنسألك اللطف فيه …
وصال(لمحت تشنج عضلات جاسر ونظرت لإياد):- أ..جاسر لا تتهور إنه
كاظم(زورها بحدة):- اصمتي فلا أحد يحاسبكِ وأنا موجود ، نعم أنتظر تعريفك لنفسك حبيبي
جاسر(فرقع رقبته وتقدم صوبه خطوة):- معك الرائد جاسر العلايلي ، وحضرتك ؟
كاظم(تلاعب بلسانه داخل فمه):- شخص لا يعنيك أمره لكن طالما هي بيننا أظنك ستهتم
جاسر(شعر بالغيظ من جوابه):- أنت تستصغر جبهتي ولذلك أنصحك بالتراجع ، وصال أريدكِ بكلمة
وصال:- لست أرغب حتى بثلثها معك يا سيدي الرائد
كاظم:- يا عيني وهدف هدفففففف قصف أرض أرض ، سمعتها صح إذن هوينا يا ابن العم
جاسر(تمالك أعصابه ونظر لكامل الذي كان يغمز له بالرحيل):- عيوني عليكِ … وسنتحاسب
وصال(كتفت يديها مستشعرة قوة غريبة):- افعل ما تشاء ..
جاسر(أشار لكامل ليلحق به):- اتبعني
كامل(هرول خلفه):- وتأتي الكرة في مرمى كامل كمال واخيبتااااااااه يا جدتي
إياد:- هه صراحة لم يسبق لي وأن رأيت جاسر بهذا الغضب كله ؟
وصال(ابتسمت بانتصار):- ولا أنا
كاظم:- ليخبرني أحدكم أولا من يكون ؟
وصال:- قائد معسكري
كاظم:- لا لا لم أقصد هذا فأنا عرفت الأمر من ملابسه الرسمية ، أقصد .. لما يعاملكِ بهذه الطريقة؟
وصال(مطت شفتيها خجلا):- أ… لا أعرف
إياد(نكزه):- يحبان بعضهما يا عديم النظر
كاظم(رفع حاجبيه بتعجب):- اممم شممت رائحة غيرة ولكنني كذبت نفسي ، إذن يا وصال محفوظ صرتِ عاشقة أي والله الدنيا أنصفتكِ أنتِ وصديقتكِ لكن أنا واااااع لم أجد بعد مؤنستي أهناك أمل مع شلة الجنديات هاه ؟
وصال:- هههه ما زال مرحك هو هو ، صدقا فرحت بعودتك يا كاظم
كامل(ملقوف في زاوية قصية):- والله هذا ما أعرفه يا سيد جاسر حرام عليك فك أسري ، يعني حرام والله حرام هم يزعجونك وتحاسبني أنا بدلا عنه ثم أنا عريس عيب في حقي اهممم
جاسر(تركه وهو يتحرك بغضب):- منذ متى يعرفان بعضهما ، وهل كانت بينهما علاقة حب ، ثم لما بدت مرتاحة معه بتلك الطريقة ،عدا عن هذا لما تعمد الوقوف بوجهي وكأنه جدار سيحجب كل من يحاول أذيتها ، من يكوووووووووون يا كامل كماااااااااال ؟
كامل(يدلك رقبته):- ما أعرفه أخبرتك به ولو تركتني هناك لكنت جمعت لك المعلومات اللازمة
جاسر(بتفكر):- عد إذن واعرف لي من يكون بالتفصيل الممل وإلا علقتك في مشجب البوابة
كامل(انتفض بحنق وهو يتحرك):- اهئ قلت حين تنتهي الدورة العسكرية سيتركني وشأني ، لكن يظهر لي أنه أصبح كابوسي الأزلي
طبعا عاد كامل وسأل وصال وعرفت أن جاسر من أرسله ولذلك أخبرته بالحقيقة ، ولكن طلبت منه إيصال معلومات مغايرة لجاسر يلا لتلعب قليلا بوتر غيرته على الأقل لتنتقم لما فعله بها منذ أول يوم تعرفت فيه عليه … غضبها منه صحيح بدأ يأخذ منحى الحقد والضغينة ولكن كل هذا من غبنها مع الأسف .، وصلت كوثر وزياد بعد برهة وتعرفت على كاظم وهنا زياد لم تعجبه نظرات كاظم لذلك تقدم صوب جاسر الذي أشار له لكي يتحدثا على انفراد قبل بدء التكريم
زياد:- يعني هل هو أعزب ؟
جاسر:- كما سمعت ، وأخبرني كامل أيضا أنه شخص في نطاق دولي خاص
زياد(رمقه بحدة):- لم أتحمله دقيقة لكن خطيبتي تُيمت به كما أرى
جاسر:- مثلها مثل مصيبتي لا تلقي بالا
زياد:- حممم من أين خرج لنا هذا الجدار الآن هااااااه ؟
كوثر:- واووو ميرنا أكيد استمتعت برفقتك في روما طوال هذه المدة ههه ، لكن أخبرني هل ستستقر هنا والله إنك شخصية مرحة ونود لو نكسبك معنا على طول
وصال:- أجل يا كاظم نرغب باستجماع أنفسنا مع بعضنا البعض
كوثر:- مش لما تشرف صديقتكِ النذلة
كاظم:- هاااا لا أريد أن يتحدث أحد عن ميري الهبلة وحدي من يشتمها
كوثر:- أيوة يا عم ظهرت الجبهات من الآن
إياد:- هههه بركات ميرنا حين تتجلى
كاظم(تنهد بشوق):- لا تقلقوا فترة بسيطة وّأعود معكم دوما ، أنا أيضا ما عدت أطيق الغربة
كوثر(تأملته بإعجاب):- هاااا احكي لنا قصة أخرى عن مغامراتكم أنت وميرنا بليز بليز
كاظم(صفق بيدها):- وعد سأخبركِ بكل الحكايات لكن ونحن في جلسة مشتركة أحب استفزازها
وصال(اتكأت على كتفه):- هههه لأخبرك نحن أيضا نموت في ذلك ، حسنا لننظم جلسة في شقتي والله اشتقت لجماعتنا وأنت كاظم صرت منا
كاظم(نطح جبهته بجبهتها برفق):- ههه على عيني يا حبة عيني ، يااااااه يا ريحة الوطن الجميلة صدقا سعيد أنا بهذا الجمع الأنثوي الرقيق متفق معي إياد
إياد(لمح نظراته وسخر منها):- متفق يا خويا إجبارا هههه
زياد:- لا تمسكني يا جاسر إنه يصفق بيد خطيبتي وينطح امرأتك هل سنسكت ؟
جاسر(زم شفتيه بغيظ):- لن نسكت لن نسكت تعال معي
زياد(اقترب منها):- كوثر …
كوثر(أشارت له):- زيادي تعال واسمع معنا أحاديث كاظم إنه شخص مرح تحفة تحفة
زياد:- هههه تحفة هااااه تعالي أنتِ هنا
كاظم(رمق حنقه):- ما بال الكل منغلق التفكير هكذا إنهما صديقتاي
إياد:- ههه أتيت حتى للعرق العنيد وتريد شرح ذلك
كاظم:- والله بحكم معاشرتي لمن هم أعند منهم في روما أستطيع رؤية أمل في هؤلاء ..
زياد(جذبها قربه):- من جواري لن تتحركي ما هذه الميوعة مع هذا السيد ؟
كوثر:- يا زياد لما تغضب يا حبيبي هو صديق لوصال وميرنا ، وأصبح كذلك لإياد ما يعني أنه معي ذات الشيء وعليك أيضا أن تكون بالقرب والله شخصيته راقية
زياد:- أستغفر الله .. ما زالت تشكر فيه تمام اخرسي اخرسي
جاسر(جذبها من ذراعها):- سيبدأ التكريم وصال تعالي معي
وصال(رمقت نظراته المتصببة غضبا):- عن إذنكم
كاظم(تابعهما بعينيه):- كامل كمال أحببتك يا صديقي
كامل(استيقظ بعد وضع يده على كتفه لا لا ليست يده بل جذع شجرة):- كدت تسقط هاتفي يا سيد كاظم أنا أراسل زوجتي وهي تريدني أن أنقل لها الأخبار هههه
كاظم:- الزواج السعيد هنيئا لك
إياد:- على فكرة نحن أيضا على مشارف حفل زفاف قريب
كاظم:- عرفت ذلك زفاف الشقراء والمهندس
زياد(حول عينيه):- اللهم طولك يا روح
كوثر:- لم يتبقى سوى بضعة أسابيع أردناه في الصيفية كي نسافر
زياد(أمسكها وجذبها من خصرها):- كوثري لما لا ترافقين إياد قليلا وتشمين بعض الهواء قبل بدء التكريمات هاه ؟
كوثر(فهمت أنه يزحلقها):- اممم تمام
العريف زاهر:- هشش كامل كمال تعال هنا يا جندي
كامل(لوح بيده في صورة وأرسلها وركض صوبه):- نعم سيدي العريف
زاهر:- هل علي أن أجمعك من كل مكان اذهب لموقعك فورا سنبدأ التكريم بعد لحظات
كامل:- حاضر سيدي على عيني …
إياد:- لما قلبتِ خلقتكِ ؟
كوثر:- أنا عاتبة عليها يا إياد جدا جدا امتلأت منها وما عاد فيني صبر ولا تحمل
إياد:- لو تعرفين ما تكابده صديقتكِ ما قلتِ هذا
كوثر:- وماذا عني أنا هاه أقليل ما يمر بي ، أم ظهرت فجأة في حياتها ومع أخت أيضا ، وأب منعزل في شقته لأنه يلوم نفسه عن أخطاء الكون ناسيا أن الدنيا قضاء وقدر ،… وما زال رافضا لفكرة زواج ابنته رغم ذلك وووووو … أكل هذا لا يستحب مواساة ؟
إياد:- ميرنا مكسورة مجروحة ، إنها أحيانا تنسى نفسها لا الناس ثم من قال أنها نسيت أمركِ لكن اليوم كان صعبا عليها التحرك والحضور إلى هنا
كوثر:- والسبب ؟
إياد:- حسنا .. سترى وائل هذه الليلة وهي متوترة جدا وخائفة من ذلك اللقاء بينهما بعد هذا الغياب
كوثر:- لأول مرة يفترقا طوال هذه المدة ولا يريا بعضهما بعضا صدقا مشكلة
إياد:- والأصعب أنها أضعف أمامه ربك يستر فقط …
كوثر:- أشفقت عليها المسكينة وأنا أزيد عليها الطين بلة يا لأنانيتي
زياد:- يلا مش مشكل فيما بعد تعوضينها ، دعينا نهتم بصبي القهوة الآن متى ستعتلي المنصة ؟
حين يحررها من قبضته ربما ربما سنأمل أنها ستعتليها ، كان يحتجزها في مستودع الأرشيفات حين هربت منه إلى هناك ، أغلق الباب خلفهما واقترب منها وهو يتربص بها بابتسامة شقية
جاسر:- وصالي إلى متى ستهربين مني ؟
وصال:- لو اقتربت مني خطوة سأفجر مسدسي برأسك
جاسر(اقترب منها):- قومي بذلك هياااا ارحميني من هذا العذاب
وصال:- أي عذاب تتحدث عنه وبأي حق ، أنسيت أنك من عذبني طوال أشهر وتلذذ بدموعي ومعاناتي هاه ؟
جاسر:- ولكنني أحببتكِ
وصال(انفجرت في وجهه ودفعته لصدره):- من يحب لا يؤلم هكذااااا ، من يحب يمتص أحزان حبيبه لا أن يزيدها ، من يحب بحق يحتوي محبوبه ولا يفرط فيه لا يؤذيه لا يذله لا يجرحه ؟؟
جاسر:- أريد أن أخبركِ بأن الإدارة هي التي لم تكشف سر خروج النقيب رفعت ، ظننت بأنهم أقالوه لتتخذي محله لم أعرف أنه كان شخصا فاسدا عاث في المكان شرا ، وحين أخبركِ أيمن النذل عن هذه المعلومة كان يبتغي زيادة المشاكل بيننا … أما ما حصل مع ريحانة أخبرتكِ أنها كانت تمثيلية لأن الوغد أيمن … تت وصال نحن نعيد ونزيد في هذه الأحاديث أما اشتقتِ لي ؟
وصال:- أشتاق لك ههه لا تضحكني يا روحي
جاسر(اقترب منها أكثر فأكثر حتى احتجزها عند النافذة):- بلى اشتقتِ لي وإلا ما كنتِ رقصتِ معي في زفاف كامل كمال
وصال(تنفست بعمق وهي تشم عطره اللذيذ):- رقصت بناء على رغبة الجدة حميدة غيره لا تحلم
جاسر(لامس خصرها بيده ونظر لرجة عينيها):- حدقاتكِ تتوق لي ونظراتكِ مكشوفة كفي عن مقاومة عشقنا يا وصال ، دعينا نبدأ من جديد هممم ؟
وصال(ابتسمت بخبث وهي تزيح يده عنها):- كنت لأصدق كنت لأفعل غير أنني تعودت على مزاجك المتقبل ومرضك النفسي ، فأنت حين تطلب مني ذلك فإنك تلدغني في اليوم الموالي بشيء مبهم لا أعي أسبابه حتى … وأنا اكتفيت ما عادا فيني قوة لتحمل نزعات شكوك وعليه ستتنحى جانبا لدي تكريم علي أن أحضره وعلى فكرة سأتصدق على الفقراء ببعض المال أتعلم لماذا … لأنني انتهيت منك ومن معسكرك ولن أراك مجددا
جاسر(تأوه من لؤم حديثها ورمش بحزن وهي تتسرب من بين يديه مغادرة):- …لارد
وصال(فور خروجها انهمرت الدموع):- جيد يا وصال ها قد خربتِ الأمر مجددا ..
ركضت صوب الحمامات وغسلت وجهها سريعا لتستعيد رباطة جأشها فاليوم أهم يوم بحياتها ولن تجعله ينغص عليها ، عادت للقاعة ووجدت المكرمين قد اصطفوا بأمكنتهم عداها وعدا جاسر لذلك صعدت المنصة مبتسمة للعم بشير ولأصدقائها ولكاظم الذي لوح لها بحرارة وهو يصفر قلب المكان بالفوضى ، لذلك ضربه العم بشير لذراعه كي يستكين … أما هو فقد صعد بوجه مظلم حين رأى اللواء أيمن وهو جالس بذراعه المكسور على جنب ، شعر بالغيظ يتسرب لأعماقه خصوصا وأنها لم ترغب بالنظر إليه حتى بل ظلت تبتسم لصحبتها إلا هو ، هنا تضاعف الغل بمضخة صدره وصعد على مضض في ذلك السطر … مر كل واحد من الموجودين واحدا بواحد وقد كانوا مدراء معسكرات أخرى إلى أن وصل الأمر لمعسكرهم وهنا بدؤوا به بحكم أنه الرائد ولكنه سلم الكلمة قبله للنقيب ، شعرت بالحيرة ولكن عندا فيه تسلمت الوسام والنجمة وأخذت مكبر الصوت بدورها
وصال:- أشكركم جميعا لأنكم حضرتم هذا التكريم خاصة أصدقائي واللواء بشير ، كما أشكر صديقي الجندي كامل كمال والعريف زاهر على طيبتهم وإيمانهم بي بدلا من الاستسلام للشكوك الواهية فقد آمنا بمعدني الحقيقي ، أيضا لن أنسى شكر الرائد جاسر على تفانيه في خلق معسكر لا تشوبه شائبة وبالفعل أثبت أنه جدير بالثقة نتمنى له حياة أفضل فقد وصلنا إلى نقطة النهاية وستبقى الذكريات خالدة في ركن قصي بعيدا عن واقعنا بعد اليوم .. شكري الأكبر للإدارة على ثقتها بي وتسليمي هذا المنصب ولكم مني كل ودي والتقدير وعلى رأسكم راية بلادي الحرة
صفق الجميع لأجلها وخصوصا كوثر التي بكت هي وكامل كمال وكان زياد بينهما يطبطب عليهما، أما عمو بشير فقد دمعت عيناه فخرا بها بينما ظل كاظم يتأملها بابتسامة إعجاب .. هنا تسلم جاسر الكلمة بعد أن أخذ الوسام والنجمة أيضا
جاسر:- احم .. أشكر الحضور على تواجدهم وأشكر جنودي على صبرهم على طبعي الصارم يعني ، لكن الدولة تحتاج لهكذا نوع من الحدة كي تسير الأمور ونضبطها في خير لبلدنا الغالي ، أ.. قمت بواجبي وسعيد أنني شرفت مهمتي أحسن تشريف ولم أخذل إدارتي ولا لحظة ، شيء آخر أود الاعتراف به على هذه المنصة
وصال(رفعت حاجبها والتفتت إليه كي تقرأ ما يثبت صحة شكها):- لالا لا تفعل
جاسر:- النقيب وصال تستحق مني اعتذارا على الملأ ظلمتها ظلم سوء وحكمت عليها مسبقا ، وهذا أثر على مسيرة العمل في البداية بحيث كنت أنانيا وصعبت عليها الأمور ، لم أرها بعيني بل بما سمعت أذني وهذا ما تبدد حين عرفتها بعد عشرتنا وعرفت أنها إنسانة متفانية تحب وتخلص لعملها ، رغم أنها فتاة حساسة إلا أنها في المواقف الصعبة جندية تدافع على كل ما يعني لها موطنا ، لذلك أمام الجميع ألتمس العذر منكِ وصال فهل تقبلين ؟
وصال(تحشرج صوتها ورمقت امتقاع وجه أيمن الذي نهض من محله وغادر):- أ… تمام لا بأس
جاسر(ابتسم بعد تصفيقات الحضور الحارة بحركته تلك):- شكرا لكم …
وصال(احتقن وجهها):- كيف فعلها الآن سيبدو البطل الهمام وأنا الظالمة هممم …
نزلت من هناك بدورها واستقبلوا التهاني والتبريكات من الحضور ، أحاطها زملاؤها بينهم بينما كان زياد وكامل كمال جواره ، أشادوا بحركته وعلموا أنه سيؤثر عليها بها ولكن آثار ذلك لن تظهر إلا بعد مضي وقت ، فحين دخل رامز لينضم إليهم فرح جاسر بشكل واضح
جاسر:- لو لم تأتِ كنت سأنسفك نهائيا من منصب فرد من العائلة
رامز:- آخخخ لو علي لرابضت من الصباح عند البواب ، لكن خالك كان في المخفر للضرورة
جاسر:- أعلم ذلك وجيد أن أراك ها هنا يعني نادرا ما نلتقي وبعد عودتي أظننا سنرى بعضنا باستمرار ، ما يعني أن أجهز سماعات الأذن كي أصرفك عني حين تشعرني بالضجر يا خنفساء
رامز:-جندب حمم كنت في صدد زف خبر سعيد لأجلك ولكن بما أنك بدأت بالعيب سأخرس …
جاسر:- لالا قل ما لديك وأنا كلي آذان صاغية
رامز:- الآن انتهت دورة عملكم صح ؟
جاسر(نظر لوصال وهي بين كوكبتها بعيدا عنه):- صح
رامز:- جهز لي آذانك إذن مثلما أخبرتك سابقا سوف تعمل معنا بالإدارة بنفس منصبك ولكن ستترأس الفئة العسكرية ، واحزر من سيوظف كنقيب لك ؟
جاسر(لمعت عيناه):- لا تخبرني أنها وصااااااال أرجوك لا تمازحني بهذا الخصوص ؟
رامز:- ولد عيب عليك متى مازحك خالك أصلا يعني عدا عن جنوني الدائم لكن وقت الجد جد ، اللواء بشير على علم بالأمر وقد زكَّى الاقتراح وأشاد عليه وهذا ما دفع الإدارة للموافقة عليه
جاسر(تبددت بسمته):- هذا يعني أننا سنعمل في نفس المكان الذي يعمل به أيمن النذل
رامز(هز كتفيه):- والله تلك مشكلة سيسهل حلها إن استطعت إعادة المياه لمجاريها ، هيا يا عم قم بذلك وقلبي داعيلك
جاسر(صافحه بمودة):- شكرا لك يا .. خالي
رامز(امتلأت عيناه دمعا):- يا الله اذهب عني جاي تبكيني الآن تبا لك .. إيادو إياد حبيبو تعال لننضم لهم أقحم نفسك في محيطها ولا تعطيها فرصة تنفس هكذا ستجبرها على الاقتناع بك
جاسر:- لأول مرة تقول كلاما نافعا
إياد(لوح لهما وهما قادمين نحوهما):- تمام بما أن التكريم انتهى ما رأيكم لو نحتفل في مطعم خاص بهذه المناسبة ؟
كوثر:- لا أمانع أنا وزيادي أكيد سنفرح بصديقينا
كاظم:- والله أخوكم سيعتذر فلدي ارتباطات هامة
إياد(فهمه):- امم لا بأس
رامز(وقف ليطالع كاظم):- امممم
كاظم(زوره بحدة):- أحمممين عليك ياخويا ماذا هناك ؟
رامز(رفع شفته بامتعاض):- كنت المحقق الوحيد بالمجموعة لما خرجت لي من الجنب الآن ستسرق مني كل الأضواء
كاظم(انفجر ضاحكا):- ههه لا تخبرون أنه يغار مني
إياد:- ههه رامز حبيبي كاظم تحري خاص وليس محقق جنايات مثلك يعني أنت أرفع منه قدرا
رامز:- هل تسخر مني كلنا نعرف أنه الأرفع مني مقاااااما ولكنني الأذكى
زياد:- يا عيني ستبدأ المشاحنة الآن بين قسم الشرطة
كوثر(رمقت نظرات وصال وجاسر):- وقسم العسكرية وحياتك …
زياد(نظر معها مبتسما):- نأمل خيراااا ..
وصال(تنهدت وهي تناظره بطرف عين):- ما فعلته كان حركة جيدة لكن لا تأمل منها شيئا
جاسر(اقترب منها هامسا):- على الأقل رددت جزءا من اعتباركِ
وصال:- مع ذلك لن أغفر .. ههه هيا يا جماعة لنغادر لأجل الاحتفال فاليوم يستحق كاظم دعني أودعك يا غالي أكيد سنلتقي
كاظم(استقبل تأبطها لذراعه وسار قبلها):- أكيد …
عمو بشير(أومأ له برأسه حيث كان رفقة رؤساء الإدارة):- هممم …
وهنا تفرق جمعهم بحيث انسحب كاظم من رفقتهم وتوجه لشقته كي يجهز ما يلزم لأجل تلك الليلة الحاسمة التي تنتظرهم ، في حين غادروا هم صوب أحد المطاعم لأجل الاحتفال وأيضا اتصل إياد برقية لتوافيهم هناك لكن ماريا تملصت فقد كانت مشغولة بالعمل وهذا ما أعطى لرامز فسحة نمردة جعلهم يندمون من مزاحه ويدعون الله أن تغيثهم ماريا وتجلم لسانه هههه …

في أقاصي البلدة
كان يسير تجاه أحد البيوت وهو يحمل بين يديه مجرفة وفأسا ، وجهه مترب ومتعب فتح الباب بالمفتاح ودخل وهو يتنهد بإرهاق ، أخذ شربة ماء بعد أن وضع المجرفة والفأس على جنب وجلس ليلتقط أنفاسه بعد هذا العناء الطويل …
عمو نزار:- لم أعثر على شيء
فخرية(عبر الهاتف):- يا الله طيب ما الحل يا نزار الوقت ينفذ منا ، وما فعلته تلك المرأة بسلسبيل قد تكرره معها مجددا وهذه المرة قد يحصل أمر أكثر سوءا
نزار:- اسأليني أنا عما شهدته
فخرية:- سلسبيل تعلم أنه تم امتصاص قوتها ولكن علينا أن نحد من ذلك ، فشرور سلسبيل قادرة على هدم كل من نخشى عليهم
نزار:- تلك الشيطانة كيف وصلت إلى أختكِ أود أن أعرف ؟
فخرية:- لقد وصلت لحكيم وميرنا وأحضرت طفلة بشحمها ولحمها ، ألن تستطيع الوصول لسلسبيل يعني مؤكد استعانت بجاسوس من هنا
نزار:- افف الوضع يتأزم ماذا سنفعل لقد حاولت البحث في كل البقع التي رأيتها يا فخرية ، أكيد هنالك شيء غفلتِ عنه
فخرية:- رؤيتي حتمت وجود تراب مطهر ، من شجرة صنوبر متصلة بأختها يعني الرؤية واضحة يا نزار ولا أحد يستطيع الوصول إليها غيرك
نزار:- حاولت وبحثت بجوار كوخكم القديم لجوءا إلى مسقط رأسكم لكن لا شيء سوى الأرض القاحلة
فخرية:- هل فتشت بجوار جبل عشيرتكم ؟
نزار:- أنا أحفظ تلك الأرض عن ظهر قلب شجر الصنوبر لا ينبت هناك
فخرية:- طيب أين سنجد هذه الشجرة يا نزار الوقت لا يسعفنا ؟
نزار:- دعيني أكمل بحثي ما زالت هناك بضعة أيام على عودتي
فخرية(رمشت بعينيها):- هل فتشت بجوار مقبرة آل الراجي ؟
نزار(بتفكر):- مطلقا ولكن لما ستتواجد الشجرتين هناك ؟
فخرية:- في اعتقادي يجدر بك أن تنظر هناك ما ربما كان ما نبحث عنه من منبع الشر عينه
نزار(هتف بحنق):- سليم الراجي
فخرية(سمعت نداء حكيم):- تمام أي جديد وافني به يا نزار سأتركك الآن ، وداعا
نزار(تنهد بتعب):- ربي معنا ..
حكيم:- فخرية افتحي الباب وكفي عن هذه العزلة الصبيانية ، افتحي أريد مكالمتكِ
فخرية(فتحت له):- نعم يا حكيم ماذا هناك ؟
حكيم:- سأخرج الآن
فخرية:- ما يزال الوقت نهار أين تذهب ؟
حكيم:- سوف أمر بقصري القديم أرغب بأخذ شيء من هناك ، سأصطحب معي ميسون
فخرية:- وماذا عن تلك المتعجرفة ؟
حكيم:- آخ إنها ابنة أختكِ يا فخرية كفى منكِ لها
فخرية:- ليس هنالك لوم علي القلوب عند بعضها
حكيم:- سآخذها أيضا أريحي بالكِ ما أردته منكِ أن تهتمي بنفسك ، يعني سوف آخذ ميسون بناء على رؤيتكِ رغم أنني غير مقتنع بذلك
فخرية:- عليك أن تقتنع لأن رؤيتي كانت زمنية
حكيم:- آواه حين تبدئين بهلوساتكِ يجدر بي التحرك ، عمتِ مساء
فخرية:- الله يحفظكم
وجد نفسه مقتنعا بكلام فخرية ولو قليلا فقد جربها مرات عديدة وكان كلامها يتحقق ، وهذه المرة أخذ ميسون بناء على آخر رؤيا لها آملا ألا يحدث مكروه ، طلب من طلال لقاءه بقصره القديم لكي يأخذ ما يوده من مكتبه الخاص ، ولذلك انطلق بهما نحوه وهنا كانت لورينا مستغربة أصلا من اصطحابه لها رغم أنها شكت بأنه يريد أخذها ضدا في ميرنا لكنها قررت أن تستمتع ، أما ميسون فقد كانت بالخلف تناظر جوانب الطبيعة وتسبح في مخيلتها الخاصة …
في ذلك الوقت
وبحفلة هديل حيث كانت تحتسي مشروبا خلسة كي تبتلع حنقها من حضورهما السافل ، كيف يجرؤ كيف يجرررررررؤ على المجيء إنه حقا أحمق معتوه خائن يستحق التمزيق بالأسنان والتقطيع بالمنشار والتفكيك بالملقط هففف ..
جلنار(سمعت منها آخر كلمة وانفجرت ضاحكا):- تحولتِ لقاتل متسلسل في غضون دقيقة
هديل:- وماذا عساي أفعل لقد وضعني أخوكِ في موقف صعب جدا ، أنظري لنظراتها المستهزئة هي أصلا أذاعت وسط المحيط أنني كذبت بشأن بحبيبي الجديد وأنني لم أثبت صحة ذلك
جلنار:- هل سوف تسيرين حياتكِ بسبب معتوهة كجولي يا هديل ، نحن أسمى من ذلك تفكيرا والكلام السطحي لا يجب أن نأخذه بعين الاعتبار ..
هديل:- سآخذه كما أريد لأنني محروقة ومتألمة ، لقد تعرضت للخيانة ولن أستسلم قبل أن أجعله يندم
جلنار(مسحت على يدها):- طيب يا عمري لا تحزني ، أخي في الطريق لقد أوصلني واضطر لإحضار أمي وشيماء من المشفى حيث توجد دعاء أختي
هديل:- ألا يوجد تحسن ؟
جلنار(بحزن):- وددت لو أنها تتعرف علي فور عودتي لكنها على حالها مع الأسف
هديل(لمحت وائل):- الله يشفيها … أخي أخي أنا هناااا
وائل(تقدم صوبها بابتسامة):- أختي الحبيبة هنيئا لكِ افتتاح العيادة يجعلها فاتحة خير عليكِ
هديل:- طبعا سأستقبلك كأول مريض لي لست أمانع ههه
وائل:- والله ستريحين قلب أخيكِ المثقل بالهموم ،، امم آنسة جلنار عمتِ مساء ؟
جلنار(أعجبت به فابتسمت):- محظوظة بلقياك أخيرا سمعت عنك الكثير من أختك هديل ومن بنات عمي وأخواتي يعني أنت شخص مشهور في بيتنا
وائل(صافحها بمودة):- يسرني ذلك .. أ هديل أحضرت لكِ هدية أتمنى لو تعجبكِ
هديل(أمسكت منه العلبة المربعة):- ياااااه هذا يسعدني الله لا يحرمني منك أخي الحبيب وحضورك بالنسبة لي أثمن هدية والله ..
وائل(لمح جده على جنب):- عمي .. ألم يصل بعد ؟
هديل:- قال أنه في طريقه
وائل(تنهد وتحرك):- جيد .. بالنسبة لشهاب لن يحضر مررت عليه قبل قليل وهو بشقته حزين
جلنار:- وببيتنا الحزن يخيم علينا
وائل:- لا تقلقي يا جلنار أختكِ إخلاص بريئة وستخرج من هذه الأزمة ، أما دعاء فهي بحاجة لبعض الوقت وبالنسبة لميرا أرجو أن نجدها لتعم الفائدة علينا وعليكم وعلى ابنها أكثر
هديل:- نتمنى
وائل(تحرك):- سأرى جدي قليلا استمتعا بالأجواء
جلنار(نظرت حولها للجو المرح):- ما حسبت أن الجميع سيحضرون ؟
هديل(بحماس):- ولا أنا
رستم(انحنى لرأس ضرغام):- السيد وائل قادم في اتجاهنا
ضرغام(ظل جالسا محله بثبات ويده على عصاه):- ليحضر …
وائل:- سيد ضرغام جيد أن أراك تتعطف للمرور بحفلة حفيدتك هذه أولا مرة يحصل ذلك صح ؟
ضرغام:- أهلا وائل ..
وائل:- لست هنا لأرحب بهذا الإنجاز فما زلت عند ظني الأول
ضرغام:- تلك مشكلتك فعليك أن تصدق أنني قمت بهذا لأجل حفيدتي وليس لأجل مصالح أخرى
وائل:- ربما يكون ذلك صحيحا لكن هل تظن بأنه يعني لي شيئا ؟
ضرغام:- طالما لا يعني لما أنت هنا ؟
وائل:-لأجل أختي فحسب .. وأريد أن أسألك عن شيء ما
ضرغام:- هممم ؟
وائل:- .. هل كان نملك بيتا ملكا في الجبل ؟
ضرغام(عقد حاجبيه):- ما سر هذا السؤال وائل ؟
وائل:- مجرد سؤال
ضرغام(انتبه لقدوم فؤاد وعقد حاجبيه):- سؤالك ليس من فراغ
وائل:- أجبني إذن
ضرغام:- نن لا نملك شيئا كهذا
وائل(ابتسم وهو يلتفت لفؤاد):- جيد انس الأمر ، أهلا عمي
فؤاد:- أهلا بكم ما هذا الجمع اللطيف ؟
وائل:- يعني نحاول أن نرسم صورة العائلة السعيدة لأجل هديل
فؤاد(رفع حاجبه):- ماذا يجري ؟
وائل(أشار له ليبتعدا قليلا):- تعال لحظة
ضرغام(فور ذهابهما رفع رأسه لرستم):- ابحث عمن ينقش في الماضي ، ادفن ذلك البيت يا رستم ولا تدع أحدا يصل إليه
رستم:- سأقوم باتصالاتي
ضرغام:- تضايقت خذني من هنا
رستم:- والآنسة هديل ؟
ضرغام:- لن تحزن أساسا لن تشعر برحيلنا هيا لنتحرك
فؤاد(رمق تحرك رستم وضرغام وفهم أن في الأمر إن):- ماذا هناك أخبرني قلبي متوجس ؟
وائل:- كنت بشقة شهاب قبل مجيئي إلى هنا ، بعث لهم أحدا صورة لمنزل جبلي ومكتوب عليه ذكريات لم أفهم ولكنني بعثت الصورة لهاتفي وقررت الذهاب غدا لرؤيته ما ربما كانت هناك ميرا وترغب بأن تكشف نفسها له
فؤاد:- أو أن هنالك من يحاول صيد شهاب بهذا التصرف ، خيرا فعلت الآن ستبعث لي الصورة على هاتفي وسأجعل همام يرصدها وغدا نتوجه إليها سوية ما رأيك ؟
وائل:- ممكن لما لا
فؤاد:- كيف أحوالك ؟
وائل(تذكر مواجعه التي دفنها برهة):- عادي
فؤاد:- أنظر إلي أنا أعرف جيدا هذه النظرة الكسيرة المرتسمة على وجهك ، اسمعني كل شيء سيتعدل وميري سوف تعرف قيمتك
وائلّ:- لقد خنتها يا عمي وهي لن تسامحني مطلقا
فؤاد:- على قولة نور آخر رجل توقعت أن يكون خسيسا كان وائل رشوان ههه ، جهز نفسك للسانها لأنها خلفك تماما
وائل(برقت عيناه واستدار):- نوور الراجي
نور(كتفت يديها بلؤم):- أجل نور يا وائل وقدمت إلى هنا بناء على طلب عمك وإلا لما كنت أفخر بزيارة هذا المكان ، لكن أرى أن ابنة عمي هنا أيضا
فؤاد:- طبعا فهي صديقة هديل ولا يمكنكِ إيقاف الصداقة بناء على رغبة خالتكِ الغير مزعومة
نور:- لاحظ أنك تتكلم عن خالتي أناااا أنا
وائل(بصداع):- تمام لا تبدآ …
على جنب كانت تنظر إليها وهي بالمرقص مع حازم ، تتمايل بإغراء وهي تلتفت إليها بنظرات قاتلة لم تقوى على تحملها وهنا غلبت معها جلنار وهي تحاول ضبطها ولكن الغضب أعماها لذلك دفعت يد جلنار عنها وهمت بالخروج من هناك متوجهة لأبعد مكان لا تتضايق فيه لتلك الدرجة ، لكن اصطدامها به جعلها تجفل وهي ترفع رأسها لصدره الرياضي وليديه اللتين لم تلمساها فقط ارتفعتا لتجعلها تقف بثبات ولا تسقط ..
هديل:- أخيرا أتيت
غازي(رفع حاجبه):- طبعا سآتي لكي أتخلص من إلحاحكِ ، أخبرتكِ جلنار باتفاقي معها ؟
هديل(فركت يديها وتبعته للمشرب):- أجل ولكن ..
غازي(توقف بحدة):- لا يوجد ولكن ، الاتفاق اتفاق أنا لست صبيا حتى أبقى ألاحق نزعة المراهقة خاصتكِ بهذه التصرفات البذيئة واعذريني لا شيء شخصي لكن هذا ما لدي
هديل(رمقت نظرات الجميع لها وله):- أجل أتفهم ذلك ، ولأنها أول وآخر مرة عليك أن تنفذ مطلبي
غازي(نظر إليها مطولا):- والذي هو ؟
هديل(جذبت يده للمرقص):- راقصني
جلنار(رفعت عينيها دهشة):- له شوفو الهبلة كيف تمسك بيده سوف يصفعها مؤكد هي لا تعرف أخي جيدا ههه
هديل:- أنت مجبر على الموافقة
غازي(ناظرها بعنفوان):- أبعدي يدكِ أولا
هديل(نزعت يدها وهي تعقد حاجبيها فيه):- هل ستذلني الآن لأنني أطلب منك المساعدة ؟
غازي:- ليس كذلك لكنني لا أحب التلامس
هديل(بعدم فهم):- عفوا ؟؟؟
غازي(ابتلع ريقه):- هذا أنا
هديل(حدقت حولها وقد كانت كل النظرات صوبهما):- فقط رقصة واحدة وبعدها لن أضايقك أرجوك
غازي(رمش بتأفف):- دقيقتين هيا ..
هديل(ابتسمت):- ههه طيب ….
نور(من محلها رمقتهما):- هئئئ يا إلهي على هذه العائلة نقول يفترق اثنان ليرتبط غيرهما ، ليشرح لي أحدكما ما الذي تفعله ابنتكما مع ابن عمي ؟
وائل(فتح عينيه بدهشة):- غازي الراجي وهديل رشوان ههههه أظن أننا ندور في حلقة مفرغة
فؤاد:- أو أن أقدارنا تتشابك يا نور
نور(رفعت حاجبها فيه):- أنت استغل أي جملة وحرفها على هواك
فؤاد(ضحك من عنادها):- تبقين الأعند ههه
نور(غالبها الضحك لكنها تمالكت نفسها):- سأرى ابنة عمي ..
وائل:- ذكرني متى غفرت لها ؟
فؤاد:- ههه ذكرني أنت متى توقفتُ عن الغفران لها ؟
وائل:- أستسلم ولا غاية لي في الجدال ، سأغادر الآن غالبا وقتي ضيق وأمامي مساء حافل
فؤاد:- طيب يا عزيزي
جلنار:- ماذا هي صديقتي وحتى لو رفضتها ماما لن أتخلى عنها
نور:- بنت لا تعانديني وقليلا فقط سترافقيني للبيت ، عيب أن تسمع عنكِ أمكِ هذا وهي في وضع حرج ومقسومة نصفين بين أخواتك قدري الظروف قليلا على الأقل هذه الفترة
جلنار:- هففف طيب طيب ماشي سنرى
نور:- وثاني شيء اشرحي لي ما الذي يفعله أخوكِ بالمرقص معها ؟
جلنار(صفقت بحماس):- إنهما يرقصان
نور(قلدتها بطريقتها وبصوت غليظ):- أعرف أنهم يرقصااااان اشرحي لي السبب
جلنار:- يعني ..لا شيء هما صديقين فحسب
نور:- كملت ها قد جاء أخوكِ
جلنار:- أخي يرقص ما بالكِ انهبلتِ ؟
نور(هزت حاجبيها صوب الباب):- أقصد أخاكِ الأكبر
جلنار(تصلبت محلها واستدارت بخوف):- ولكن ما الذي أحضره إلى هنااااا ؟
نور(كتفت يديها وهي مستمتعة):- والله نفسي تسأليه ذات السؤال ليشكم أمكِ شكما ما بعده شكم
جلنار(التصقت بها):- أرجوكِ نور احميني وقولي أنني أتيت برفقتكِ بليز بلييز
نور(نكزتها):- ابتعدي عني فتاة ملعونة حممم
جلنار:- سأدلك كتفيكِ مرتين كل يوم هممم عرض مغر صحيح ؟
نور(بتفكير):- سأفكر بالأمر …
كان يحمل علبة هدايا صغيرة بيده وهو يتحرك في اتجاه المشرب ويبحث عن صاحبة الحفلة ، ليصطدم بها تراقص أخاه بينما عيناها تنظران لشخص آخر بنظرات قصاص وانتصار ، فتح فمه بدهشة وهو يرمش ليستوعب ما الذي يحصل إلى أن قاطعته نور وجلنار
نور:- ابن العم
حكيم:- نور ما الذي تفعلينه هنا ، وأنتِ أيضا ؟
جلنار:- أتيت معها
نور:- دعك منا أخبرنا أنت ما الذي أتى بك ؟
حكيم:- تلقيت دعوة وكان لزاما علي قبولها
نور(اهتزت باستغراب):- دعوة هاه …
لم يجبها بل اتكأ على جدار المشرب وهو يتأمل أخاه الذي كان حانقا جدا جدا وسرعان ما تملص وأشار لها بالتوقف ، وطبعا كان لزاما عليها تقبل ذلك وعادت معه تجاه المشرب لتصطدم به مكتفا يديه وهو ينظر صوبهما بحدة
غازي(تقدم معها صوبهم):- أخي .. ابنة عمي
نور:- غازي والله استغربت لقاءك ها هنا لكن أكيد صديقتكم هديل ما قصرت
هديل(كتفت يديها لتنظر إليها):- فعلا فأنا أحب رؤية أحبابي حولي ، رغم أنني ما توقعت قبولك الدعوة يا حكيم
حكيم(نهض من محله وأعطاها العلبة):- انتهت زيارتي أصلا
هديل(تشنجت من موقفه ونظرت لغازي الذي لاحظ ذات الأمر):- مهلا .. أ الحفل ما يزال قائما لو تبقى قليلا
فؤاد(جلس محله):- مشروب مزدوج لو سمحت
نور(سمعته وتوجهت صوب النادل):- طبعا لا تقم بذلك إن المشروب لا يليق به
فؤاد:- عذرا من عينكِ ممرضة علي ؟
نور:- رأسي …
فؤاد(ضحك من ردة فعلها الواضحة):- يسلملي راسك أنا
نور(حولت عينيها وأمسكت مشروبا من هناك وتجرعته):- صبرا يا رب …
جلنار:- أخي ماذا يحصل ؟
حكيم:- ولا شيء أساسا لدي مواعيد مهمة فقط مررت بكم ، استمتعوا
جلنار:- يعني ليس لديك مانع ببقائنا
حكيم(نظر لغازي):- مطلقا .. لكن آنسة هديل ممكن لحظة على جنب ؟
هديل(زمت شفتيها واستأذنت):- عن إذنكما
غازي(جلس ونظر لجلنار):- ماذا يحصل بينهما ؟
جلنار(برقت عيناها):- كل خير ههه أكيد أخي سيتفهم بقاءنا هنا وربما ينبه هديل علينا
غازي(صغر عينيه وهو ينظر صوب الباب من حيث اختفيا):- غير مقنع …
كانت ترتجف وهي تفرك يديها وتنتظر أن ينطق بحرف ، لكنه التزم الصمت إلى أن انعطفا بركن فارغ وتوقف عن المسير حين كتف يديه وهو ينظر إليها
حكيم:- هيا أنتظر منكِ جوابا ؟
هديل(بتلعثم):- جواب ماذا ؟
حكيم:- ما الذي تفعلينه مع شقيقي ؟
هديل:- و … ولا شيء
حكيم:- هديل .. أنا أصلا لست بمزاج جيد فأجيبيني بشكل مفهوم كي أستوعب
هديل(فركت يديها):- هو من خرج أمامي والله لم أخطط للأمر أقسم لك
حكيم(ضحك بجنون وعصبية):- لقد أعطيتكِ خطة لكي تتدبري أمركِ وليس لكي تبحثي عن أخي وتلعبي عليه هذه اللعبة ، أخي أخي ألم تجدي أحدا غيره يعني لكي يدخل معكِ في تمثيلية انتقامكِ من حبيبكِ النتن الذي لا أخسر عليه ضربة في منتصف جبهته
هديل:- هل رأيته ؟
حكيم(بحنق):- أهذا ما يهمكِ ؟
هديل:- يعني أردت أخذ فكرة
حكيم:- اسمعيني يا هديل ستوقفين هذه المهزلة أخي ليس لعبة لديكِ ..
غازي(قاطعهما):- وبصفتك ماذا سوف تجبرها ؟
هديل(هنا رفعت حاجب إعلان الطوارئ):- هه غازي إنه لا يقصد ما فهمته و
غازي(وقف مجابها له):- أجبني حكيم بأي صفة ستتدخل بخصوصياتنا ؟.
حكيم(أشار له):- حتى لو كان طولك من طولي فلا تحسب أبدا أنك كبرت كفاية لكي تتجاوز أوامري
غازي:- والله ترعرعت وحدي وفي بيئة نسائية بامتياز ، لم ألحظ وجودك حتى كي أعتبر منك وأعطيك مقاما في حياتي يمنحك الحق بالتدخل فيها
حكيم(تأوه من جملته):- صحيح أننا لم نتحدث سوية منذ عودتكم من السفر كما يجب ، ولكن ظروفي لم تسمح و
غازي(قاطعه بجذب ذراع هديل):- لست ألومك لأنك أصلا موجود كصفة وحسب ، تعالي
هديل(عضعضت شفتيها حزنا على حكيم):- آسفة
حكيم(تلاعب بلسانه بداخل فمه وهو يرى موقف أخيه منه بهذه الدقة):- هيا يا أخي أكمل ما بدأه غيرك لا بأس بذلك
غادر المكان برمته وهو ممتعض من تصرف غازي الذي أظفر عن غضب أخ فارقه أخوه في أمس الحاجة ، وهذا ضحية جديدة من ضحايا 17 سنة التي غادرهم فيها قسرا .. بكل أوجاع الدنيا خرج من هناك وللصدفة لم يتصادف هو ووائل بذلك المكان إذن لقاؤهما محتم في ذلك المساء …



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 30-04-17, 07:57 AM   #646

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في مكان آخر
كان وعلى ناصية الطريق كان يقف بسيارته المكشوفة وهو يناظر البوابة الخلفية للمشفى بحرص ، بينما رجله الأمين يجلس قربه ولا يدري ما عليه فعله لكي يحثه على المغادرة من هناك كي لا يحصل شيء سيء ، ولكنه لم يكن يصغي له بل ظل يراقب عن كثب إفراغ الشاحنة من كراتين المؤونة التي سلمها أحد المتبرعين لذلك المستشفى خاصة … كان يعلم أنها ستتكفل بالمساهمة لأنها مهتمة بذلك الفرع الخيري بمشفاهم ، ورؤيتها وهي تسجل بالملفات استلامها بينما حجابها المنمق يتحرك ذيله خلف ظهرها ، فهذا كله كان بالنسبة له حلما جميلا وتحقق ، لقد بدلت له أحلى مما كانت عليه بصفاء وجهها وبسمتها التي لم يعرف مقدار اشتياقه لها إلا حين لاحت له ، وعيناها الغامقة بدت أكثر حسنا منها إلى كل ملامحها المبتسمة مع العم شكري الذي كان يرفع الصناديق وهو يمازحها بقوته وصلابة بدنه ، بينما كانت هي تدعمه ضاحكة ويدها على فمها والقلم يتوسط أناملها البيضاء التي كان يهفو للمسة منها تنسيه سواد الأيام ،.. كل هذا كان يتشكل أمامه ويحاول شق طريقه لملامحه الصارمة بحثا عن ابتساماته التي افتقدها منذ زمن بعيد ، وهذا الغريب فرغم أنه يراها للمرة الثانية من بعيد إلا أنه لم يبتسم ولم يبدي أي ردة فعل ليترجم حنينه أو غير ذلك ، بل كان يشبع عينه برؤيتها وبعدها يرحل لحال سبيله .. لكن ربما هذه المرة ستختلف …
نديم:- ست عفاف يا لها من صدفة ؟
عفاف(استدارت وانتبهت له مبتسمة):- آه أستاذ نديم يا أهلا بك ماذا أكنت بالأرجاء ؟
نديم:- أجل كنت أتبرع بالدم يعني مساعدة خيرية ، ولكن ماذا تفعلون هل تحتاجون لدعم ؟
عفاف:- والله انتهينا لم يتبقى سوى تلك الصناديق ويرحل بعدها أصحاب الشاحنة ، إنها تعاونية خيرية أرسلت هذه المؤن للمستشفى
نديم:- عظيم جدا إذن دعيني أقدم يد العون
عفاف(أشارت له):- لا داعي والله العم شكري ينقلها بهدوء
نديم(رفع اثنين منهما):- لالا الأمر بسيط
عفاف(تراجعت بخجل وسمحت له):- على راحتك …
هنا ارتفع الأدرينالين بخلده وجعل الغضب الجامح يغلي في عروقه فوق نار نفذ صبرها وما عاد فيها تحمل ، كيف يجرؤ هذا الرجل على إضحاكها ثم من يكون أصلا ليحادثها بهذه الأريحية ، صغر عينيه وهو يراقب بنظرات الصقر بينما كان يضع يده على حافة النافذة ويستمد من هواء الغروب ما يجعله يصطبر ولا يرتكب جريمة في ذلك المخلوق …. مرت الدقائق عليه في مراقبتهم وقد كانت تسحب من روحه إلى أن وقعت الطامة الكبرى لما عرض عليها إيصالها في طريقه ، وهنا كان ينتظر بفارغ الصبر ردة فعلها …
عفاف ختي يعني ماشي كنتِ ملتزمة سنين ومنين باش فالأخير يجي الراجل يلقاك راكبة فسيارة شخص غريب تعقلي وحذاااااااري أنا اللهم إني قد بلغت ههههه
طبعا لم تركب ولم تخيب ظني في أخلاقها مطلقا بل اعتذرت بأدب واستأذنت بعد أن أشارت لسيارة أجرة ركبت فيها ومضت في حال سبيلها ، هنا أشرقت أسارير طارق بالبهجة ولكن سرعان ما غيرها بملامح مرعبة جعلته يغادر السيارة بقوة ويعترض طريق نديم الذي كان يهم بالمغادرة … وقف عليه كالقدر المستعجل واعترض طريقه بقامته وعظمته ، أشار له بإصبعه أن يخرج إليه من السيارة وهذا ما استغربه نديم وخرج منها ليرى الفضولي الذي يعترض طريقه دونما صفة ..
نديم:- هل هناك مشكلة يا أخ ؟
مهدي(وثب خلف طارق وهو يهمس في محاولة لإيقافه):- لا تخلق مشكلة يا ريس حبا بالله تعقل
طارق(رمقه بنظرة حادة جعلته يتراجع مبتلعا ريقه):- عد للسيارة
مهدي(لم يجادل فأمر طارق لا ثاني له):- فقط لا تتهور يا ريس
نديم:- عفوا هل أقاطعكما لما تعترضان طريقي هكذا ماذا تريدان ؟
طارق(تنفس ثلاث مرات وهو يتحكم في أعصابه واقترب منه إلى أن فصلت بينهما خطوات):- سنتحدث بأدب ومنطق لدي أربع كلمات في جوفي لا خامس لهم .. "ابتعد عن تلك المرأة"
نديم(رفع حاجبه هازئا):- نعم نعم .. ومن حضرتك لتتدخل في تصرفاتي أصلا ؟
طارق(اقترب خطوة وعيناه تقدح شررا بينما عروق رقبته كانت تنتفخ وتختفي بشكل مهيب):- لا تجعلني أكرر كلامي مستعملا الطريقة الأخرى
نديم(كتف يديه واقترب منه):- أنت لا تخيفني يا أفندي ، تلك المرأة تعد زوجة أخ خطيبتي ومن واجبي مساعدتها عدا عن ذلك ابنتها تلميذة نجيبة عزيزة على قلبي وأحسبها من ضمن أسرتي ، لذلك أيا كانت علاقتك بها فهي خارج نطاق تحكمك بي ، لا أدري هل أنت أخوها أم أحد معارف العائلة وإلا لكنت علمت من أكون
طارق(جمع قبضة يده المبيضة وأمسكه من ياقته بقوة):- ستبتعد عنها أيا كانت هويتك ستببببببتعد وإلا سأحول ليلك لنهار وسأجعلك تهذي في الطرقات باسمي
نديم(نفض يدي طارق بقوة ولكنه أحكمه):- تصرفك هذا قد يؤدي بك للمتاعب
طارق:- أصلا أنا رجل المتاعب
نديم(قلق من ناحيته وتنهد بعمق):- أفلتني
طارق:- ليس قبل الجواب ؟
نديم:- سيكون عليك أن تتعب لو كنت حقا مهتما باستماعي لأمرك الغريب ، أفصح عمن تكون ما ربما أقنعتني أيها الغريب ؟
طارق(أفلته ومسح على فمه وضرب على سطح سيارته):- أنا شخص لن يهنأ له بال إن لم يعلمك أصول اللباقة في التصرف ، فقد كان عليك الإصغاء من تهديدي الودي ولكن .. أظنك من أوصلنا لهذه الطريقة يا أخ
نديم(بتوجس):- طريقة ماذا ؟
طارق(عض شفتيه ورفع ذراعه ليضرب الزجاج الأمامي بيده):- هذه يا عزيزي … وهذا أول تحذير أمسيتك سعيدة
مهدي(كان واقفا بجوار السيارة ورفع سترته بالمسدس لنديم يعني إن نطقت مت):- لنرحل يا ريس
طارق(أشار لنديم وهو ينفض سترته من الزجاج المتناثر):- عيوني عليك
نديم(نظر للسيارة بدهشة ولطارق الذي انطلق بسيارته نافثا الغبار خلفه):- ما الذي حدث هنا للتو ؟
طبعا تركه مشدوها محله لا يعرف ما الذي حصل له الآن ، ولكن طارق استعمل معه أقل أقل ما لديه من عنف وهذا ما استغربه مهدي ولم يقوى على النطق بحرف بل مضى معه لشقة أمجد حيث أصبحا يقطنان منذ خروجهما من السجن … فور وصوله دخل للحمام ليغتسل قبل أن يتجهز لحفلة المساء حيث سيرى وردته وابن عمه وبقية الأسرة الملتحقة كجوزيت أيضا ، والتي كانت تقيس الفستان أمامها بروح ميتة
ناريانا:- تبدين مذهلة به لما لا تريدينه يا جوزي ؟
جوزيت:- لم يعجبني
ناريانا:- إنه الفستان الثالث ولا وقت لدينا علي أن أمكيجكِ وأعدل شعركِ فطاوعيني حبيبتي
جوزيت:- دعيني أجرب ذلك الفضي هناك
ناريانا(أخرجته من الحقيبة):- تفضلي
جوزيت(أنزلت حمالات الفستان الذي كانت ترتديه ورمته أرضا):- قلبي مقبوض
ناريانا:- يادي حكاية قلبك المقبوض طبيعي أن يكون كذلك فأنتِ سترينه بعد كل هذه المدة
جوزيت:- هل نمت لحيته وصحته كيف تبدو وهل يهتم بأكله وشربه ، كيف عاد من ذلك الاختطاف البائس لو يطلقوني على ذلك الحقير رشيد لقتلته في سجنه
ناريانا:- سيأخذ جزاءه فقط اهتمي بنفسكِ الليلة وعليكِ أن تبدي متألقة وأكثر إقناعا
جوزيت(بحسرة):- أبدو أكثر إقناعا ههه .. معقولة معقولة
ناريانا(استوقفتها وأمسكت وجهها بين يديها):- أنظري إلي ، ستمضي وستكونين أقوى
جوزيت(تأوهت بحزن):- قلبي ينزف
ناريانا(قبَّلت شفتيها وحضنتها):- هكذا ستكونين بخير تذكري بأنني جواركِ دوما
جوزيت(اعتصرت حضنها وهي تستمد منها طاقتها):- إذن جهزيني لأكون كما تحب عينه أن تراني
ناريانا(بحماس):- أظننا سنستقر على اللون الفضي على بركة الله …

في العرين
وبعد مدة زمنية كانت تقف بشموخها عند المرآة الأرضية وهي تطالع قوامها وشكلها الخارق بإعجاب ،، كانت تبدو نجمة متألقة بل وجذابة المظهر بذلك الفستان الذي ناسب جسمها وارتسم عليها وأعطاها هيبة ورونقا خلابا يليق بها ، شعرها رفعته في مشبك خلف رأسها وتدلت منه خصلاتها البنية الممتزجة بالشقرة ، إضافة للغرة التي فرقتها بالوسط وجاءت بارتفاع مميز أعطاها لمحة ثائرة مختلفة عن كل المرات .. ضاعفت كحل عينيها والتزمت باللون الدخاني فوق عينيها إضافة لحمرة شفتيها فقد بدت أكثر جموحا وأكثر شبها بها في تمردها اللعين … لامست خصلاتها المتدلية خلف رقبتها ومسحت على جسمها بإعجاب وهي ترفع العطر لكي ترشه بإفراااط فالليلة تستحق …
كان هو مشغولا في غرفته بقفل أزرار قميصه الذي كانت تتدلى منه ربطة عنقه ولكن حين اتصل به حكيم مستعجلا إياه سخط في وجه العالم وأخذ يمسح على شعره بغضب مشيرا إلى أنه سينهي تجهيزه بعد قليل وسيغادر بميرنا أيضا ، وهذا ما جعله يشعر بالتوتر ويكشف عنه فكلما مر الوقت اقتربت فرصة رؤيته لجوزته الغالية ما يعني أن أقنعة تحمله ربما ستسقط فجأة ..
ميرنا(نادته من غرفتها ولكنه لم يسمعها لذلك ذهبت إليه مقتحمة الغرفة):- مياااار ميار أريد مساعدتك هذا الحلق لا …
ميار(استدار إليها ووجدها تحاول وضع الحلق بأذنها لكنه فتح فمه مما كانت ترتديه):- ميرنااااا
ميرنا(توترت حين رأت عضلات صدره بارزة من بين قميصه المفتوح وتراجعت للخلف خطوة):- .. حين تنهي هذا و .. أمم سأكون بغرفتي أحتاج مساعدتك
ميار(قبل خروجها استوقفها بخفته معترضا طريقها):- أما وجدتِ غير هذا ؟
ميرنا(بشراسة):- هذا الذي سألبسه ضدا في تلك الغبية ، أعلم أنه لها ولهذا اخترته
ميار(ولم تعرفي أنه نقطة ضعفي أيضا فلما الهلاك ؟):- ميرنا ستغيرين هذا الفستان فورا
ميرنا(شهقت وهي ترمقه موليا ظهره لها):- ولما يا بعدي أم أنك تخاف على شعور المصونة ؟
ميار(انحنى على سريره وأخذ يرتدي حذاءه):- لا تجادليني ستزيلينه لأنني لم أحبه
ميرنا(كتفت يديها):- أو أنه يذكرك بها
ميار:- لو كان في عقلي غاية لأتذكرها لفعلت كلما رأيت وجهكِ
ميرنا:- هي لا تشبهني لا تشبهني بشششششششيء أنا أجمل منها وأحلى منها وأذكى منها و… لما تضحك يا ميااااار ؟
ميار(ببرودة):- في ذلك الموقع تحديدا نطقت جوزيت ذات الكلمات ، وهذا ما يجعلني أستغرب
ميرنا(بحنق تحركت حافية القدمين صوب غرفتها):- إذن لم تترك لي خيار آخر … كن رجلا وأزله عني لو كنت تود إزالته حقا
هنا دقت نواقيس الخطر بنفسها حين أطلقت جملتها وغادرت غرفته متجهة لغرفتها ، لم تتوقع أنها ستسمع صوت انكسار شيء ولا انفتاح باب غرفتها التي صدتها بعنف ولا ركضه ليمسك بها ويدفعها على سريرها مسقطا إياهااااا بقوة لم تعهدها قبلا
ميرنا(التقطت أنفاسها بصعوبة وهي ترمقه بذلك القبر وصدره العاري يزكم أنفها):- هل ستضربني الآن أم أنك ستزيله عني أعرف أنك لن تجرؤ
ميار(تنهد عميقا حين اصطدم بعطرها ولامس ثوب الفستان بيده):- لما تريدين تحدي فهد لا يعرف ما معنى الخسارة ؟
ميرنا(زمت شفتيها وهي تضحك):- لأنك خاسر أمامي
ميار:- لا يغرنكِ ثقتكِ بي لأنني قد أجن وأزيل عنكِ هذا الفستان فعليا ، لكنني لن أفعل لأنني أريدكِ أن تعرفي بأنني لست وحشا قذرا ، أنا أحب العنف نعم لكن معكِ قد أستحب اللطافة
ميرنا(جذبت ربطة عنقه وأجبرته على الاقتراب بوجهها لوجهها):- وأنا لهذا استفززتك لأنني أعرف بأنك تخاف علي
ميار(لامس خصلة من شعرها بشرود):- تجهزي دقائق ونغادر
ميرنا(عدلت جلستها حين استقام مغادرا):- وماذا عن حلقي ؟
ميار(عاد إليها بتنهيدة عميقة):- دعيني أرى
ميرنا(مدته له وهي تستقيم مبتسمة بحماس):- فقط هذه الأخرى تمت بنجاح
ميار(لامس الأخرى بيده وقد كانت متدلية بخيط ذهبي ينتهي بنجمة متلألئة):- اختيار جميل
ميرنا(أعطته الحلق ورفعت خصلة شعرها):- لا تؤذيني فقط
ميار(اقترب منها وهو يتنفس بعمق ومد رأسه لينظر لثقب أذنها وضعه وهو يعقد حاجبيه بصرامة ، أدخله وأغلقه بقفله الخاص ولامسه بيده قبل أن ينحني برأسه لرقبتها):- أحببته عليكِ
ميرنا(ناظرته بمكر):- الفستان أم الحلق ؟
ميار(طبع قبلة خفيفة على رقبتها وابتعد):- كلاهما
ميرنا(تنفست بانتصار):- إذن دعنا نري العالم من نكووووون …
وهذا ما تم .. تجهز بدوره بحماسة وأنهى ارتداء طقمه ونزل ليتجرع كأس مشروب يضبط أعصابه قليلا ، نزلت هي بعد برهة وهي تلف حول كتفيها فروا في اللون البني الداكن معقودا ببروش على جنب ، بينما كانت تمسك طرف الفستان من جانب والجانب الآخر كانت رجلها كلها بارزة بعنفوان مطلق ، حقيبتها تضغط بها على صدرها وكأنها تسكت خفقاته وتقويه كي لا يضعف أمام مهلكه .. ابتسم لها وتأبط ذراعها وتوجها للسيارة وانطلقا بعدها صوب مكان الاحتفال ….
بعد مضي وقت
كانت القاعة تعج بالحضور من الطبقة المخملية من رجال الدولة وأغنى رجال الأعمال ، على أهم المتمركزين في الوظائف الرفيعة بالوطن ، أيضا أعضاء العشيرة كانوا موجودين عدا عن الحاج راضي الذي استأذن خشية من أن تتعرف عليه ميرنا هو ووجدان ، أما البقية فقد كانوا متواجدين بعين المكان ويتفرقون في عدة أمكنة كي لا يلفتوا الانتباه …
غضنفر(توجه إليه بكأس مشروب):- تأخروا ؟
فاروق:- ما زال الوقت مبكرا وأكيد هم على وصول ..
غضنفر:- هل كلمت ليندا ؟
فاروق:- وعدتني أنها ستتصل بي بعد قليل
غضنفر:- ترى هل سيأتي بتلك الغبية ؟
فاروق:- والله إن لم يفعل فذلك سيكون شيئا غير يضعف موقفه
غضنفر:- أرجووو ذلك …أرجو أن أذله أمام الكل لكن الصبر جميل
فاروق(انتبه لرنين هاتفه):- انصرف الآن ..
غضنفر:- تفضل
فاروق:- لينداااا
ليندا:- ها يا فاروق ما الأخبار ؟
فاروق:- كلها على خير ما يرام وضعت رجالنا في المواقع المطلوبة وها نحن ذا ننتظر
ليندا:- لا أريدك أن تحتك بميار كثيرا في حضور الباقيين ، دعه يتصرف كما يرى ودعه يظن أنه يسبقنا بخطوة في الملك الذي وضعناه بين يديه
فاروق:- ههه هو يعتقد بأنه نال شيئا رغما عن أنوفنا ، لا يدري أننا أصلا من سخرنا له هذه الخطة لكي يمضي فيها ويورط نفسه بما هو أدهى
ليندا:- هو يعتقد أنه سيقضي علينا لو أحكم قبضته على العشيرة ، لقد نسي أن عشرة عقول تفكر ليست كعقل واحد أو اثنان
فاروق:- اممم حتى خطة كشف لورينا لهويتي هو يحسب أنه ضغط عليها لتخبره عني ، المسكين لا يعرف أننا أصلا من جعلها تنطق بذلك في الوقت المناسب وأن تلك الفتاة قد تفعل أي شيء لكي تستفرد بحكيم ، مثلما أنجزت إنجازا عظيما الآن وهي تتقدم متأبطة ذراعه إلى هنا ….
ليندا(ضحكت وهي تراها من شاشة الكمبيوتر حيث كانت تراقب القاعة من مكانها):- ههه إنها ابنة أمها مهما تملصت تبقى من صلبي … وهذا حكيم معذبنا جميعا
فاروق(زم شفتيه بقنوط من سيرته):- يجدر أن أتوارى عن الأنظار الآن
ليندا:- أبقني على اتصال سلام … سأكتفي بالمراقبة الآن
فاروق(أغلق الهاتف ونظر إليهما وقد استقرا عند طاولة عمودية):- أهلا يا حكيم الراجي
لورينا(كانت متحمسة وسعيدة):- لا تتصور مدى فرحتي لأنك دعوتني للقدوم معك ، حكيم أنا سعيدة جدا جدااا ههه
حكيم(ابتسم برتابة ونظر لساعته):- تأخروا ..
لورينا(فهمته لكنها طافت بعينيها):- الجو مؤنس هنا رغم أنه يشبه كثيرا حفلات أمي بروما ، لكنه يبدو جميلا معك ، أصلا أي مكان معك يعتبر بالنسبة لي كالجنة
حكيم(تضايق من حديثها المتواصل ونظر حوله):- همم همم معقولة
لورينا(تناولت كأس مشروب من النادل):- لا تقلق لن أثمل تعلمت كيف أضبط جرعاتي
حكيم(أخذ واحدا أيضا):- فقط لا تفضحينا ..
لورينا(أبعدت الكأس):- هاه أنظر إنه كاظم هناك ومن تلك الفتاة معه أول مرة أراها ؟
حكيم(عقد حاجبيه لينظر أين تشير):- كأنها … تت لالا هذه تشبهها فحسب أصلا لن ينبت لها شعر في غضون شهر بهذه الكثافة
لورينا:- ربما أحضرها ليغطي فقط على نفسه قد تكون محققة معه
حكيم:- ربما المهم ألا تطيلي النظر ناحيته وكأننا لا نعرفه
لورينا:- ههه لا أدري كيف سأجبر نفسي
حكيم:- افعلي ذلك الأمر ليس أهلا للسخرية لوري …
لورينا:- طيب طيب لا تغضب … هاه وصلا لكن … الثنائي الآخر يا عمري …
التفت ليجدها بفستانها الفضي متأبطة ذراع وائل بينما شعرها كانت تفرده في تسريحة متحررة جعلت كل شعرها يتدلى من خلف ظهرها العاري ، أما هو فقد استقر في طقم مناسب كالعادة … لاحظا وجود حكيم ولورينا وترددت جوزيت في التقدم نحوهما لكن وائل جذبها ليذهبا إليهما عنادا ..
وائل:- ابتسمي فإن تغلبنا على هذه الخطوة سنتغلب على ما هو أبعد
جوزيت(بتوتر جف حلقها):- سوف يأكلني الارتباك ..
وائل:- جاريني فقط .. حكيم ولورين مضى زمن لم نلتقي سوية كيف الأحوال ؟
حكيم(رمقه بحدة):- كأنك تستلطف هنا ؟
وائل:- نحن هنا لأجل الاحتفال
حكيم:- الاحتفال بمنصفك في مافيا حاربتها لسنوات ؟
وائل:- المصالح تتصالح ، لا تنس أنك من علمني ذلك
حكيم:- هه أصبحت منتميا لهذا العالم حتى أجوبتك باتت مغموسة بالمكر والازدراء .. ربما كنت هكذا بالفطرة ولكنك كنت تخفيه بقناع الحمل الوديع
وائل(بتحدي غمز له):- أو ما زلت تظن ذلك ههه ، حتى أنه حصل يا عزيزي
حكيم(استغرب حاله وآثر الصمت لحظتها):- … وأنتِ جوزي كيف حال الجنين ؟
جوزيت(امتصت شفتيها):- بخير ..
لورينا:- لم يتسنى لي وقت لأهنئكما ولكن … يتربى بعزكما
وائل(أحس بارتعاشة جوزيت وابتسم للورينا حين أمسك بيدها وقبلها بجنتلمانية):- مشكورة لورينا كنت أود أن أتمنى لأجلكما المثل ، لكن وجود ميسون كاف بالنسبة لكما همم
لورينا(فهمت تجريحه وسحبت يدها):- هممم …
جوزيت(نظرت حولها بتوتر):- …لارد
حكيم:- لم يصل بعد من تبحثين عنه ؟
جوزيت(كشفني):- لم أنتظر أحدا فقط كنت أكتشف المكان
وائل(مسح على خدها وهمس في أذنها):- لستِ بحاجة لأن تبرري لأحد حبيبتي أنتِ حرة ، ولا أحد يتدخل في شؤونكِ غيري
حكيم(ضحك من حركتهما):- ههه يعني لو كنتما تضحكان بهذه التمثيلية على غيري يمكن أن يصدقوكم ، لكن أنا اممم .. أفهمكما جيدا
وائل(قبَّل يدها حين رفعها لفمه وهو ينظر إليه بتحدي):- احتمال أن يكون كذلك لكن مشاعرنا صادقة والدليل هنا ببطنها ينمو
حكيم(رمقه وهو يضع يده على بطنها):- منذ متى أصبحت هذا الشخص ؟
وائل(بمرارة تلكأت بجوفه "منذ أن سلبتموني من شمسي"):- ربما الظروف ساهمت في إظهار هذا لعينيك المحترمة ..
حكيم:- تمام إذن لنكشف هذا القناع حين تحضر ميرنا … ومياااااار
ميار(ظهر ممسكا بيدها من خلفهم على بعد خطوات):- حتى أنه حضر ………..
كان قد استشعر تسارع نبضات قلبه وتحشرج أنفاسه ، لكنه لم يبالي لكي لا يعطي المجال لحركاته ويكشف كل شيء من هذه اللعبة ، لكنه كان واهيا فحين لاحت ويدها بيده متوجهين نحوهما بثبات وقوة وتحدي لم يعهده قط ، خارت قواه وصارت أقنعته مهددة بالخطر .. مثله مثلها حين ارتجفت لدى رؤيته وعقدت حاجبيها وعيناها مرتكزة تارة في نظراته وتارة في يده التي كانت ممسكة بيدها ، بشكل حميمي دافئ … لكن ليس هذا ما أشعل فتيل حنقها وغبنها بل ما كانت ترتديه ميرنا فذلك الفستان قد اشترته لأجله ولم تجد فرصة لارتدائه وها هي ذي ميرنا تتربع وسطه كملكة للأسد الذي يمشي بجوارها ، فقد كان الفستان بثوب الفهود المرقطة بالبني والأسود مفتوحا من الأسفل حتى ثلث فخذها بينما تصميمه العلوي كان مفتوحا حتى أسفل شق الصدر وتتدلى منه قلادة طويلة ناسبته مع الحلق وتسريحة الشعر ، نظراتها كانت الأغرب فقد تناقلت بها مباشرة صوب وائل وصوب حكيم الذي لمح نظرتها التالية صوب لورينا وفهم سؤالها الخفي عما تفعله ها هنا ….أما ميار فقد كان ينظر لبطنها الخفيف وإلى يد وائل التي كانت تلتف حول خصرها وتدفعها لحضنه علنا …
ميار:- كأنكم اشتقتم لنا ؟
لورينا(ضحكت من تواصل الرباعي بالأعين بشكل مهيب):- بالفعل …
حكيم(ناظر ميرنا وقد أسرته بجمالها):- جئتما في الوقت ..
ميار(وقف بها بجوارهما وهو يبتسم):- ها جوزيت ما أخبر البيبي ؟
جوزيت(تلعثمت وقد فاجأها بسؤاله ولم تجرؤ على رفع عينيها):- …أ
وائل(ضغط عليها بدعم وابتسم له):- البيبي في أحسن حالاته يكفي أنه يملك أبا محبا مثلي
ميار(عقد حاجبيه):- اممم معقولة يتربى بعزكم إذن
ميرنا(ابتسمت بخلاعة وهي تنتقل بعينيها إليهما وهمست لميار):- كأنني سأسقط هنا ؟
ميار(همس لها بحنان):- لن تفعلي … وإن فعلتِ سأمسك بكِ
ميرنا(ناظرته بعشق):- أتوقع ذلك
حكيم(رأى هذا وشعر بالحرارة تتدفق لصدره أكثر من مضخة وائل الذي تشنج من حركتهما):- يظهر لي أننا بحاجة لمشروب ..يا أخ
ميرنا(نظرت لعيونه مباشرة وقد كساها اللوم والعتب هذه المرة):- لأحذركِ جوزي فوائل يجيد تربية الصغار ورعايته يعني يمكنكِ تبادل مهمة الرعاية معه حين تنشغلان بأعمال المافيا القذرة …
ميار(عرف بأنها قد بدأت القصف على عجالة):- اهمدي
ميرنا:- ولماذا لقد طرحت عليها فكرة شاملة عن وضعها مستقبلا حتى أنني أتمنى لها كل الحظ
جوزيت(هنا تغلغلت من قربهما الموشك على تفجير صبرها):- مشكورة لكنني ووائل اتفقنا على ما هو أنسب لطفلنا فقط اهتمي بنفسك
ميرنا:- اممم ماشي ، سأهتم بنفسي وبمياري أيضا صح ميرو ؟
ميار(حول عينيه من حرب النون ها هنا):- كأن ذلك كاظم ولكن من معه ؟
حكيمّ:- لا ندري لكنها تغطية مميزة
لورينا:- سأذهب للحمام قليلا
حكيم:- عودي سريعا
لورينا(ابتسمت له أمامهم):- حاضر …
بقي وسطهم وهو ينظر تارة يمينا للبركان المتأجج وتارة شمالا للتسونامي الجامح ، وكلا من الجبهتين يشوى على نار الوجع ، لم يجد بما سيكسر ذلك الصمت فحرب العيون كانت قائمة على أوجها ولذلك أمل أن تنتهي تلك الليلة على خير لينتهي هذا الصراع …
وائل(همس في داخله حين أحنى حاجبيه وناظرها باشتياق):- كيف صدقتِ ؟
ميرنا(ردت عليه بمثل الهمس):- كنت خائنا
وائل:- وعدتكِ بألا أخون فكيف صدقتِ ؟
ميرنا:- رأيتك
وائل:- وعدتني بأنكِ لن تصدقي حتى لو رأيتِ بأم عينيكِ فكيف صدقتِ ؟
ميرنا(بصوت مبحوح همست):- لأنك تعمدت خيانتي ونكثت بالوعد
وائل:- أعشقي لكِ بات الآن خيانة عظمى
ميرنا:- بل عشقي الآن الذي أصبح مجلد خيبات متتالية
أغمضت عينيها واستدارت لناحية أخرى كي تتوقف هذه الحرب ، بينما كانت حرب أخرى في حلبة المصارعة
ميار:- كان يجب أن يكون طفلي
جوزيت:- وإنه كذلك يا غبي ، لكنك استرضيت تسميتي بالخائنة لتجد فرصتك المنشودة معها
ميار(همس في سره):- مرة أخرى ستقولين ميرنا ومشاعري تجاه ميرنا
جوزيت(بألم همست كذلك):- لأنها الحقيقة فهذه الفجوة جعلتك تتقدم صوبها برأس مرفوع وأمام الملأ ، قد تحققت رغبتك في امتلاكها فهنيئا لك
ميار:- كنتِ تنددين بإخلاصكِ لي وعشقك اللامشروط فكيف وقعتِ في هذه الخيانة ؟
جوزيت:- كان رجلا معي
ميار:- وماذا عني ؟
جوزيت:- كنت خائنا قبلي
ميار(تألم في صميمه وهو يصارعها بانهزام):- قتلتِني مرتين
جوزيت:- وسأضيف الثالثة لو استطعت …
ميار(نظر لوائل بكره ساعتها):- سرقتها مني ؟
وائل:- وسرقت مني أيضا شمس عمري
ميار:- أنت من تهور بأخذ شيء ليس من حقه فقد كان ذلك الطفل من حقي
وائل:- وماذا فعلت وأنت تدنسها بقبلك المسروقة وبأحضانك وبمحاولاتك في التأثير بها ، لم تفكر في أنها حبيبتي لم تحترم ذلك ، وهذا ما يسلب منك حق العتب فقد سبقت للأذية
ميار:- ستدفع ثمن ذلك غاليا لكنني لن أفعل شيئا لأجل الطفل فحسب
وائل:- ولا أنا سأقدم على شيء طالما صدقت خيانتي واسترخصت عشقي لتعيش معك الشغف الذي كانت تريده من البداية فهي لك …هي لك
ميرنا(رمقت نظرته لها وانتقلت منها لجوزيت وهتفت بصوت مرتفع):- ها جوزي لم تخبريني برأيكِ في فستاني ؟
جوزيت:- إنه لي
ميرنا:- أوبس … فعلا إنه لكِ ولكن مثلما أخذته منكِ سآخذ كل ما بين يديكِ لو أردت
جوزيت(ارتعشت وهي تنظر لميار):- فعلا ؟؟ … بالنسبة لي لقد حظيت بما أريد ووائل معي
ميرنا(تشنجت وهي تزم شفتيها):- جميل .. مرحى لكِ إذن
ميار(انتبه لساعته):- وكأنه تأخر ؟
حكيم:- لا أدري فلا صلة لي به حتى أعرف
ميار:- وعدني أن يحضر باكرا
ميرنا:- من هو بيبي ؟
ميار(غمز لها):- شخص ستحبين رؤيته كثيرا …
غضنفر(تقدم صوبهم):- أهلا أهلا بالجماعة واووو جوزيت وميرنا الراجي أنتما تشبهان بعضكما بشكل مهول ، تحية للراجية ولجيناتهم المذهلة
ميار(بكره):- هذا غضنفر يا ميرنا
ميرنا(ناظرته من أعلى لفوق بازدراء):- واضح أنه خسيس مثل ابنه
ميار:- ههه فعلا
ميرنا:- سيد غضنفر كما ترى مهما حاولت تفرقتنا فنحن مترابطين والقوة في الجماعة
غضنفر:- لطالما كنتِ متحدثة لبقة، ولطالما أخبرتهم أنكِ لعنة خطيرة علينا ولكنهم لم يصغوا لي مع ذلك أستقبلكِ معنا بصدر رحب لأنني أعرف يقينا بأنكِ لن تؤذينا بعد اليوم
ميرنا:- هه وما الذي يثبت لك ذلك ؟
ميار(زوره بحدة):- ليس الآن يا سيد
غضنفر:- ولما التأخير لنخبرها فعاجلا ام آجلا سترى بأم عينيها
ميرنا(توجست ونظرت صوب وائل الذي أشاح بصره لجوزيت ثم انتقلت لحكيم الذي طأطأ رأسه):- أجبني أنت إذن
غضنفر:- معلوم فأنتِ لن تبلغي على ابن عمتكِ السيد ميار نجيب ، ولن تفرطي بابن عمكِ السيد حكيم وحتى ابنة عمكِ المبجلة جوزيت لن تسخي بها ونصل إلى حبيب القلب وائل رشوان قد تبيعي الدنيا وهو لاء
ميرنا:- لم يعد حبيبي ومصيره لم يعد يهمني
وائلّ:- خيرا تفعلين
ميرنا(زورته بحدة وعادت لتنظر لغضنفر):- يعني لا مجال تملك يا سيد غضنفر حتى تضمن صمتي
غضنفر:- وهذا تحديدا ما جعل عشيرتنا تجبر ميار رئيسنا الجديد على إحضاركِ إلى هنا ، لتشهدي بنفسكِ الأسباب التي ستجعلكِ تصمتين وستكون كهدية مودة مني لكِ لكن ستنتظريها قليلا فلم تصل بعد أوبس … سأتحدث بشكل مذكر فعيب في حق رجل مهيب مثله أن نؤنثه ههه عن إذنكم
حكيم:- خسيس …
ميرنا(التفتت لميار):- عمن كان يتكلم ؟
ميار:- لا تهتمي ستعرفين بعد قليل ما رأيكِ لو نرقص قليلا ؟
ميرنا(هزت رأسها):- أفضل من هذا الجو الخانق
حكيم(اتكأ على الطاولة بيده):- ارقصا أنتما أيضا لتبددا الطاقات السلبية المحيطة ها هنا
جوزيت:- حقا لنرقص وائل فلست أهاب أحداااا
وائل(أمسكها وجذبها للمرقص):- كيف أنتِ ؟
جوزيت:- قليلا وأنهار
وائل:- لن تفعلي ستخزنين كل تلك الدموع المترقرقة وتفجريها على سريركِ بالبيت
جوزيت:- أتحضر لأجلي مجددا عصير التفاح الأخضر ؟
وائل(ابتسم لها):- سأجيده هذه المرة لأجلكِ حتى ترتوين
جوزيت:- أجزم أن نظراتهما تكتسحاننا الآن ؟
وائل(رفع عينه لميرنا التي كانت تلامس رقبة ميار بدون مبالاة فيهما أصلا):- اممم …
ميرنا:- عيوني مثقلة بالحجر
ميار:- شتتي انتباهكِ مثلا أنظري للجدار هناك إنه يراقبنا منذ دخولنا هه
ميرنا(نظرت لكاظم وابتسمت):- وجوده مؤنس
ميار:- ووجودي ؟
ميرنا(مالت برأسها):- مرييييح جدا
ميار:- يا سلطانتي أنا …
ميرنا(داعبت رقبته بإبهامها):- لا تدللني فحين أتعود على الدلال أصبح في ورطة
ميار:- تدللي فأنا معكِ
لورينا(عادت للطاولة ووجدته يتكلم عبر الهاتف):- عدت
حكيم:- طيب صغيرتي ابقي عاقلة مع العم طلال وتناولي الشطائر جيد ، تمام نلتقي
لورينا:- ميسون ؟
حكيم:- أجل إنها تشعر بالضجر ولكنني هدأتها قليلا
لورينا:- لا أدري ما جدوى إحضارها لعين المكان إنها خطورة
حكيم:- إنها ابنتي وأنا مسؤول عن حمايتها فقط اهتمي بنفسك ولا تحسبي إحضاركِ فرصة ، بل هو كسر عين فقط لا غير
لورينا:- كسر عين ههه حتى أنها لا تراك يا حبيبي
حكيم(تشنج من كلمتها وحرك فكه بغمغمة ألم):- أصلا لم يحن بعد وقت كسر العين انتظري
لورينا(بعدم فهم ناظرته لكنها ركزت في المرقص):- إنهم كالمفرقعات … مهابيل
حكيم(مسح على رقبته من حرارة الموقف):- سأشم بعض الهواء
لورينا(تأففت ووضعت يدها على خدها وهي ترمقه بغضب):- هذا بدلا من أن يدعوني للمرقص افف
خرج من هناك وهو يفك ربطة عنقه ويحاول أن يجعل الهواء يتسرب لرئتيه رحمة لمشاعره المكلومة بالوجع ، لورينا على حق حتى أنها لا تلاحظه قد سلبها وجع وائل عقلها وجعلها مهووسة بميار الذي وجدته أمامها ذريعة لتتحرر من قيودها شأنها شأنه أيضا ولذلك ما عليه سوى التحمل التحمل الرهيييييييب والثقيل على القلب … خرج مبتعدا عن القاعة وأخرج علبة سجائره وأخذ يتفقد ولاعته التي نسيها بالسيارة لكن اليد التي امتدت لتشعل سيجارته جعلت قلبه يخفق بقوة وكأنه سينخلع من مكانه ، مشاعره التي تضخمت هو يعرف جيدا مصدرها وعطره الذي فاح بالماضي اللعين بدا له كالحلم الجميل في صدر النهار ، إنه هو مشاعره لا تخونه أبدا ولذلك لم يشعر بالسيجارة التي سقطت من فمه حين استدار إليه وهو يشبع عينه برؤيته أخيرااااااا ..
طارق(ابتسم له):- مضى وقت طويل يا ابن عمي ؟
حكيم(تحركت حنجرته وترقرقت عيونه بالدمع وهو ينظر إليه ويتفحص ملامحه):- طااااارق …
طارق(أعاد الولاعة لجيبه بهدوء ورفع رأسه له):- لا تتفاجئ كثيرا فقط اعتد على رؤيتي فسنلتقي كثيرا الفترة المقبلة
حكيم(تشنج من تصرف طارق الذي تنحى لأجل الدخول):- ألن تعانقني على الأقل ؟
طارق(رفع حاجبه بتفكر):- آه … لا أظن ذلك بحاجة لنوسم عناقا دامت عليه دهر
حكيم(استغرب جوابه ووجده فعلا يمضي للداخل):- من أنت ؟
طارق(ابتسم له بشكل جذاب وتطلع للقمر ولمعانه المنعكس عليهما):- ابن عمك … المَنسي !!
تركه فاغرا فاهه في الفراغ ودخل فعليا دون أن يلتفت خلفه إليه ولو بنظرة ، هنا شعر حكيم بالخواء يحيط به فليس هذا ابن عمه أخوه الذي كان ينتظره ويحترق لأجله منذ سنوات مديدة ، تنهد بعدم فهم وهو يحاول إيجاد رابطة تجعله يتعرف عليه لكنه ما وجد سوى العدم ، فلم يكن طارق بمن يمضي دونما اكتراث إذن لابد وأن يعرف من يكون هذا الغريب … دلف بدوره للداخل ليلحقه قبل أن تراه ميرنا أخته ولكن لم يجده في أي مكان وكأن الأرض انشقت وبلعته ، ولذلك بحث عنه في أروقة القاعة ما ربما عثر عليه وفهم منه ما الذي يحدث … في تلك اللحظة كان صراع الأعين على أوجه ولكن ما قد فرق جمعهم هو انطفاء الأضواء وتسليطها على الوسط تحديدا صوب ميار وميرنا وجوزيت ووائل
غضنفر(تسلم الميكروفون وتقدم بدوره وهالة الضوء تشمله):- أريدكم أن ترحبوا معي يا سادة بالرئيس الجديد ميار نجيب … قبل ذلك أريدكم أن تعبروا عن ولائكم له وعليه ستنحنون جميعا لأجله
ميار(انتبه للجميع حين انحنوا بأكتافهم مرحبين به):- كأنك بدأت مسبقا
غضنفر:- نتشرف ويا ليتك تشرفنا بكلمة إثر ترؤسك لأعظم مافيا في الوطن وخارج الوطن
ميار(ابتسم باشمئزاز من بدايته ونظر حوله صوب العضو رقم 2 الذي كان وسط الحضور ، انتقل لفاروق الذي كان يقف بعيدا أيضا ، وهنا التفت لوائل وأمسك عنه الميكروفون):- جميعا تعرفون أنني ولي عهد عامر نجيب سيدكم الأول ، وجودي على هذا العرش هو حق مشروع وإدارتي للمافيا بعد استبعاد غضنفر كان لمصلحة العشيرة ولمصلحة العامة ،، هذا الاحتفال سيكون آخر ما سيحضره معنا الرئيس القديم فقد أقلته من جميع مهامه لغاية ما يعيد عقله لرأسه ، فالسيد غضنفر قد قام بأفعال لا تغتفر لي ولأحبتي وعليه لم يعد يجدي معه أي صبر وعقابه كان بالإقصاء ، وقد تم ذلك من جميع أعضاء العشيرة السوداء … الآن أغلبيتهم موجودون وسطكم لكنكم لا تعرفون هويتهم ولكنهم يصغون لي جيدا وأريدهم أن يعرفوا أن قوانيني ستتغير لتعم الصالح العام ، وسأعلنكم بها في الوقت المناسب حين تجدون الظرف على سطح مكتب كل واحد فيكم ،، وبدون إطالة لنحتفل بهذه الرئاسة ولنأمل خيرا مدرارا منها …
غضنفر(نهض من انحناءته وابتسم بخبث):- هذا مما لا شك فيه أيها الرئيس ، وعليه دعنا نقدم لك هدية العشيرة على طبق من ذهب
ميار(رمق أحد الرجال قادم من جانب وهو يحمل صحن ذهب بالفعل):- اممم ؟
ميرنا:- ماذا فيه ؟
ميار:- لا أدري .. دعينا نرى
غضنفر:- هنيئا لك
الرجل(قدم له الصحن):- تفضل والتقط هديتك سيدي
ميار(عقد حاجبيه من المفتاح الذي كان موضوعا وسطها):- ما هذا ؟
غضنفر:- مفتاح لمملكة الفهد البري ستحتاجه أكيد في زيارة
ميار(فهم أنها لعبة جديدة لكنه أمام الجميع الآن لن يقتله):- مشكورون ، بليز لتنطلق الموسيقى وليستمتع الجميع
غضنفر(توجه إلى جوزيت):- أريدكِ في رقصة
جوزيت(نظرت لميار قبل وائل):- لا مزاج لي
غضنفر:- بلى ستفعلين
وائل:- لن تجبرها يا هذاااا دعها عنك
جوزيت(رمقت احتدامه):- لا بأس سأكون بخير
وائل(امتص شفتيه):- لكِ ذلك …
غضنفر(جذبها إليه وأخذ يراقصها):- ههه ما اللعبة التي تلعبونها ؟
جوزيت:- لا يوجد هنالك أية لعبة قد افترقت عن ميار ووجدت في وائل الرجل الذي أريد
غضنفر:- معقولة ههه ّألم يكن ميار هو الذي مزقتِ لأجله نياط قلبكِ من فرط البكاء ؟
جوزيت(اهتزت حدقات عينيها):- وما شأنك ؟
غضنفر:- أثرتِ اهتمامي لأنني بحثت ولم أعرف بعد سبب فراقكما وفراق العاشقين الأسطوريين ميرنا ووائل ، فقد كان متوقعا أن تفترق الشمس عن الكواكب لكن هما مطلقا
جوزيت:-هذه هي الحياة والحياة مفاجآت
غضنفر:- بالفعل .. ولذلك أنا متشوق لمعرفة المفاجأة التي جعلتكِ تتراجعين عن قتل كهرمانة ذلك اليوم ؟
جوزيت(ارتجت محلها بخوف):- من أخبرك بهذا ؟
غضنفر:- ولو يا جوزيت أنا غضنفر مربِّيكِ وأحفظكِ عن ظهر قلب ، عدا عن ذلك أنا أعرف ما لا تعرفينه ولا تنسي أن كهرمانة كانت في حمانا بعد قتلها لأبيكِ المسكين مختاااااااار
جوزيت(دمعت عيناها برجفة وأشاحت بصرها لترى نظرة ميار الحانقة صوب غضنفر ، وكأنه رفض حديثها معه وهذا ما جعلها توقن أنه يهتم لأمرها):- هذا أمر خاص
غضنفر:- هل عرفتِ بأمره هههه يا إلهي يا جوزيت أنتِ فعلا فعلا قليلة حظ ؟
جوزيت(توقفت عن الرقص):- سوف أجده وسآخذه تحت رعايتي لن أسمح بأن تدنسوه في مملكتكم القذرة سمعتني ؟
غضنفر:- والله من جهتي لن تجدي مني سوى الدعاء …
جوزيت(ابتعدت عنه وتوجهت إلى ميار):- أريدك في كلمة
ميار(رفع حاجبه ورمق ميرنا التي كتفت يديها باعتراض):- ميرنا ..
ميرنا(رمقت وائل بحدة):- أوك .. تفضلي
تبادلا المواقع بحيث بقيت ميرنا ثابتة محلها حين تقدم ناحيتها وائل ، أما ميار فقد ابتعد بجوزيت على مقربة هناك والأدهى أنها بقيت وسط المرقص وأجبرته على مراقصتها لتثبت لنفسها شيئا أولا وبعدها تعطيه ما لديها …
ميار(أمسكها من يدها وجذبها إليه):- لعلكِ سعيدة الآن
جوزيت(تنفست عطره بعشق وتأوهت من قربه لكن دارت ذلك عنه):- جدااا
ميار(تألم من جوابها):- واضح عليكِ ذلك وهذا ما سأتمناه لكِ
جوزيت:- بدورك سعيد مع ميرنا هل ستنكر أنك وجدتها فرصة ؟
ميار:- لن تحاسبيني على خطأ ارتكبته أنتِ جوزي
جوزيت:- أنا لم أتخلى عنك أنا وقعت في شركة مقايضة وكان علي الاختيار
ميار:- وأنا لست مهتما بأسبابكِ فقد كنتِ الخائنة تحت عنوان العنجهية والتسلط ، لعلمك أنا صحيح كنت أتودد لميرنا ولكن كان ذلك لكي أثبت لنفسي أيكما تهمني أكثر ، يعني لست أبرر لكِ فقط أريدكِ أن تعرفي بأنكِ كنتِ السبب في هذا الشقاء ، وما يوجد ببطنكِ كان من حقي
جوزيت:- وكنت سترفضه لو كان كذلك لأنك خائف علي
ميار(دفعها إليه بقوة لم يستشعرها):- وما زلت يا جوزيت ، حملكِ خطر على حياتك
جوزيت(ابتسمت من حركته):- كما أرى ما زلت أشغل حيزا من تفكيرك
ميار:- أفضي بما تريدينه مني لأنني على عجالة لمراقصة حبيبتي فأكيد هي ليست سعيدة بحضن ذلك الرجل
جوزيت(لمعت عيناها بدمعة):-أنا لم أتخلى عن مساعدتك حين كنت مخطتفا إلا لسبب واحد
ميار:- ههه طبعا لأجل حبيبكِ الجديد
جوزيت(أكيد أنت لا تصدق بأنني أحبه يا أحمق أنا أعشقك أنت):- لاء … بل لأجل حقيقة عرفتها من كهرمانة حين كنت أضع على رقبتها الخنجر قصد قتلها
ميار(عقد حاجبيه بعدم تصديق):- ماذا ماذاااا فعلتِ ؟
جوزيت:- جن جنوني ولم أعرف كيف أتصرف حين اختُطفت ، لا مكان أقصده لأجد غضنفر ولا حل سوى كهرمانة الوحيدة التي كانت قادرة على أخذي إليه ولكنها أبت ذلك ، وكلمة مني كلمة منها تبلورتِ الأمور وآلت لذلك الوضع
ميار:- وبعد ؟
جوزيت:- حين وضعت السكين على رقبتها لم أكن أرى سوى صورتك أردتها أن تدلني على غضنفر أردتهم أن يطلقوا سراحك ، ولكنها استوقفتني بخبر مهول شل حركتي وجعلني ّأتوقف
ميار(باهتمام أخفاه بعناية):- هه مجددا تضعين مصلحتكِ فوق الكل
جوزيت:- هنالك راجيُّ ضائع يا ميار …
ميار(رمش بعينيه وهو يحاول استيعاب جملتها):- من ؟؟؟؟؟
جوزيت(عضت شفتها بحزن):- إنهم يهددونني به لست أعرف أين هو ولا أين يحتجزونه ولكن .. أحتاج منك مساعدة واعتبرها آخر معروف لي أو لأجل ابن عمتك زهرة وخالك مختار دمك يا ميار أكيد لن تتخلى عنه وستنتزعه منهم هممم ؟
ميار(رأف لحالها لكنه تنهد بحرقة قلب):- لست أنا من يتخلى عن دمه يا جوزيت .. سأتابع الموضوع لكن لا تتطرقي إليه مع أي أحد ويفضل أن يكون هذا الأحد وتحديدا وائل
جوزيت(ابتلعت ريقها وهي تدفن عطره بصدرها وتناظر كتفه):- حاضر …
وائل:- حاضر ؟؟؟؟ هههه ميرنا أصبحتِ كتلة غرابة مترسخة بالوسط
ميرنا:- أنت طلبت مني وأنا أجبتك
وائل(تبدلت ملامحه):- هل تسمعين ما تنطقين هل توافقين على جنوني اللحظي ؟
ميرنا:- جربني
وائل:- كشفتكِ أنتِ تتلاعبين بي أليس كذلك ؟
ميرنا(بمكر):- طبعا يا أحمق هل أنا مجنونة حتى أوافق على طلبك البذيء ذاك ، ما معنى أن أبتعد عن ميار ولا أجاريه في هذا ، حبيبي إنها مشاعر نحن لا نلعب مثلكما يا بعدي
وائل(شعر بالغضب):- ولا نحن لعبنا
ميرنا:- أكيد وإلا لما كان ذلك الطفل ببطنها الآن … طفلنا يا وائل أتعي ما معنى هذا معناه أنك خنت كل عهودنا السابقة معناه أنك تخليت عني
وائل(كيف سأخبرها بما أكابده):- مثلما فعلتِ أنتِ فقد أعطيتكِ فسحة ومجالا لتحصلي على ما تريدين ، هيا ألم تكوني مشدوهة في شخصية ميار نجيب ها أنتِ ذا معه الآن فافرحي
ميرنا:- كيف أفرح يا أحمق وأنت … أ.. أجل أنا سعيدة ولو انتهيت من إفراغ قلبك دعني أبتعد
وائل(تشبث بها أكثر):- تجريحكِ لن أنساه ميرنا وموقفكِ هذا سأذكركِ به يوما ما
ميرنا(ربتت على كتفه):- إذا دعني أذكرك حينها برائحة العطن التي تفوح من خيانتك لي
وائل(سحبت منه أنفاسه قسرا):- الظلم سهل لكن التعويض هو الأصعب
ميرنا:- ههههه مدهش أن تتحدث عن الظلم والتظلم يا وائل رشوان
وائل:- كيف لهذا اللؤم أن يتجلى في نظراتك
ميرنا(همست له وهي تثيره بحركاته):- ربما لأنك تستحق مني ذلك ، ثم اعذرني لدي شخص يعشقني وهو بانتظاري لإنقاذه من براثن أم ابنك
وائل:- أنتِ تتعمدين إيلامي بهذا الكلام
ميرنا(مطت شفتيها بلا مبالاة):- صدقا …. أنا أفعل ذلك ههه
وائل(رمقها وقد دفعته عنها وتوجهت ّإلى ميار بعناد):- آه يا وهم قلبي … آآآآآه لو تعرفين
ميرنا(كانت تسير وقلبها يخفق بقوة):- خنتني يا وائل خنتني يا حبيبي وقلبي يتمزق
ميار(تملصت منه جوزيت أيضا):- اذهبي إليه فهو أولى بكِ عني
جوزيت:- طبعا فلقد حافظ علي وهو أمين وثقة
ميار(مط شفتيه واستقبل حضور ميرنا):- وحبيبتي أيضا كذلك
جوزيت(رمقتها بحدة ووقفتا بمنتصف الطرق بينهما وائل من جهة وميار من جهة):- لا تفرحي كثيرا مثلما قلبت حياتكِ قادرة على قلبها أكثر
ميرنا:- هه وأنتِ أيضا لا تغتري بموقعكِ مثلما سلبتكِ من فستانكِ سأسلبكِ منهما معااااااااا
جوزيت(صغرت عينيها فيها بشراسة):- احلمي إذن …
رفعت كل واحدة فيهما ذقنها بإباء وتوجهت لحبيبها البديل ، فالشخص الذي تعشقانه ثابت خلفهما ومع الأسف عليهما التخلي ، فبعضهما لأجل حماية ضنين ما يزال في بطن أمه ، والبعض لأجل رد الاعتبار والانتقام من تلك الخيانة التي قصمت قشة البعير …
وائل(أمسك يد جوزيت ووقفا عند طاولة):- أنتِ بخير ؟
جوزيت:- أهاااه
وائل(نظر لميرنا بحزن):- "لتلامسُ مجاسَاتكِ الباردَة لا وعيي ما رُبما وجدتِ حبيبكِ التائه عنكِ في مزن الفقد يا شمسَ لياليَّ الآفلة حقا ، كيف غرُبت شمسُكِ عن محيطي وكيف صدَّقتِ حقيقة خيانتي ، بل كيفَ صدَّق قلبكِ الذي يتنفس برُوحي السَّاكنة بضلوعكِ أنني عنكِ أتوب وأتخلى … يا من خرجتِ من جسدِي والتحمتِ بذاتٍ ثائرة سوف تجرفكِ للهلاكِ لا المُتعة ، أنظري لعينيَّ جيدًا تيقَّني من أنفاسي التي تشتاق مُعانقة أنفاسك ، لأنكِ أنا التي أحبُّ فيكِ عشقي وأحبُّ فيكِ أيضا خوفي من غدٍ لستِ متربِّعة على عرشه .. فأنا أهواكِ حين تهمسُ عيُونكِ دون أن يراكِ أحد ، أهواكِ حين تكرهِين من يهددُ راحتي ، أهواكِ حين ترسلِين بسماتكِ إلى نخاعي الشَّوكي وتجعلينني أسير ضِحكة صافية بُرهة من الزمن ، أهواكِ حين يقشعرُّ بدني من فرطِ اقترابكِ المهلك ، أهواكِ حين تلتصقُ شفتاكِ بشفاهي وتمتصُّ منهما شبقَ البقاء ، أهواكِ حتى لو كانتِ النرجسيَّة هي أفظع صفاتكِ فأنتِ معي تتركينها على جنب وتضعينَ وجدي قيدَ غُرورك … هكذا أهواكِ حتى حينما تغضبينَ وتُصالحِين جنباتِ ضُلوعي وتغويني مُجددا لارتكابِ ذاتِ الخطأ فإنكِ تسبيني وتستغلين نقاطَ ضعفي التي تستمدِّينَ منها فتنتكِ القاتلة ، أجل أهواكِ بطريقتي التي أعرف وأدري أنكِ لا تصدقين همسي ومع ذلك ستسمعين فوائلكِ ما خان يا ابنة عرُوقي ويا أنَّة أشواقي ، ما خان العهدَ وأبدا لن يَخُوووون …"
رأت عيناه الكسيرة ووضعت رأسها على كتفه حين جذبها محتضنا إياها ، همست في أذنه أنها بحاجة للذهاب للحمام وأخذها بنفسه لأجل التنفيس عنها وعنه ولو بالقليل
جوزيت(كانت تسير جواره ونظرت لميار الذي كان يداعب ميرنا ويراقب تحركات جوزيت):- "مؤسف أن تصدق أنت أيضا أنني أخونك لكن لأجل طفلك سأحرق العالم ، سأحرقه وتجده بين أحضانك فأنا أعلم أنك ستحميه حتى وإن لم أكن موجودة يا حبيبي الفهد"
ميار(رمقها في ذات اللحظة وتألم داخليا):- "ماذا بعد اللومِ والعتبِ يا جوزتي الغالية ، تلُومينني إذا ما أخطأت ونسيتِ بأنكِ كسرتِ قلبا وثقَ بكِ وأعطاكِ فرصة لتحريكِ مجداف حياته ، لكن ماذا فعلتِ أنتِ أغرقتهِ وأغرقتِ السفينة .. أفقدتهِ صلته بالواقع والآن تلومينه لأجلها أجل أحبها وأثبتتِ بخيانتكِ الشنيعة أنني كذلك وسأبقى كذلك ، هي على الأقل كانت واضحة معي ولم تكذب منذ أن عرفتني وهي مكشُوفة الضمير ، وماذا عنكِ يا امرأة وهبتُها مقاليد عرشي ؟؟ … كانوا يتساءلون عن سرِّ غموضي وماهية شخصيتي ولم أكشفها فقط تعرَّيتُ أمامكِ وحدكِ من كل ذلك الغموض ووضعت بين أحضانكِ ميار الطفل الذي كانَ مُدلها في عشقكِ منذ الصبا ، وعلى حافة الهُوِّة السحيقة رميتنِي وأنتِ تعلمين أن نصلَ الخيانة والغدر هُو أكثر ما يحطمني ، أما كفاكِ موتكِ الكاذب أبيتِ إلا أن تكسري عيني وتسرقي مني رغبتِي في الحياة .. والآن تلومين ههه عذرا عزيزتي فلدي غالية أغلى منكِ لا تخون ولا تبيع العشق عند تاجر المتعة.."
تنهد عميقا وهو يطأطئ رأسه الذي رفعه لينظر لعيون ميرنا التي كانت تلاحق وائل بعتب هي الأخرى كيف لها أن تضبط مشاعرها ، فأربعتهم يحترقون على موقد الألم اللامتناهي …
ميرنا(بألم سحيق):- " نكهة عطركَ التخديريَّة ما زالت تشُلُّ حركتي ما زالت تبلدُ أحاسيسي كاملة وتجعلُنِي مُحاصرة أمام ضُعفي وولاء نبضي لحضرة قلبك ، مكشُوفة عيناي أمامكَ وقلة الحيلة لا تُدركُ سبيلا لوضع نقطة حذف ، لقد طردتَ كلَّ أحلامي بل سرقتَ مني حتى الحقَّ في التشبُّثِ بيدكَ كطفلة شريدَة مُتخلَّى عنها ،.. هه صدقتكَ يا رجُل ولكنكَ أهنتي مشاعري وما عاد في القلب احتمالٌ للصدف ودعتك وانتهينا يا سارق البسمة ، ووهبتُ لمن يستحق الفُرصة .."
أمسكها ميار من يدها ودعمها بعينيه حين انسابت دمعاتها ومسحها بإصبعه كي محتضنا إياها ، جذبها معه خارج القاعة لتستجمع نفسها قليلا فهذا أقل ما تحتاجه الآن ، ويحتاجه للأمانة فرؤيتهما معا كانت مهلكة ومحطمة لدرجة غير متوقعة ..
ميار:- سأحضر لكِ ماء قفي هنا لحظة
ميرنا(تنهدت وهي تلتقط أنفاسها وتلهث):- أحرقتي يا وائل سحقا لك أكرهك أكرهك اطلع من رأسي ابتعد عنيييييييي … هففف
انفجرت دونما قدرة على التحمل وأثناء ذلك وصلتها رسالة نصية على هاتفها ، أبت أن تقرأها لو لم تصل الثانية وانشغلت على ميسون لذلك فتحتها فوجدتها من رقم مجهول
أنيس الليل:- أنا أنيس الليل يا ميرنا لما لم تفتحي مدونتكِ قلقت عليكِ ؟
أنيس الليل:- الرقم بحثت عنه ووجدته فلا تستغربي ، أنا قلق بشأنكِ ميرنا أجيبيني لو سمحتِ ؟
ميرنا(كتبت سريعا):- إلهي تحترق يا أخرق ابتعد عني ولا تراسلني مجدداااااااا
أنيس الليل(في ذات اللحظة كتب):- ولكنني غير قادر على ذلك يا لبؤة
ميرنا(نظرت لفستانها وحولها بتوجس):- أيراقبني هذا الأحمق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(عاد إليها بكوب الماء):- خذي سترتاحين بعد هذا
ميرنا(أرادت إخباره لكنها جمعت هاتفها وصمتت):- شكرا صرت أحسن الآن
ميار(مسح وجهها جيدا):- ربما عليكِ تضبيط مكياجك هه قد خرب تقريبا
ميرنا(شهقت):- أحقاااا ؟
ميار:- ههه لا تقلقي مني كيفما كنتِ أحبكِ
ميرنا(تألمت من جملته):- سأذهب للحمام ثم لم ألحظ حكيم أين اختفى ؟
ميار(رفع حاجبه باهتمام):- سأتفقده تعالي
دخلا مجددا وهنا كانا تحت مراقبة شاملة من كل أعضاء العشيرة ، فاروق استفرد بغضنفر قليلا على جنب وجعله ينفذ الاتفاق وعليه اختفى فاروق في الوسط بينما توجه غضنفر لأحد رجاله وأعطاه الأمر اللازم بالتنفيذ في الوقت المناسب
ميار:- لورينا أين حكيم ؟
لورينا(وضعت الكأس برتابة):- جيد أن تتذكرونني لست أدري كان هنا ومضى لا أعرف
ميار:- سأراه ميرنا لا تبتعدي
ميرنا:- سأكون بالحمام
لورينا:- خذي راحتك يا أخت
ميرنا(التفتت إليها بنظرة ناقصة ولكن النظرة تكررت حين رمقت ما يوجد على عنقها):- من أين أحضرتِ هذه ؟
لورينا(لامست القلادة):- هه هل أعجبتكِ إنها هدية من حكيم لي
ميرنا(شعرت بالألم يتراقص في جسمها كاملا):- تعالي معي للحمام لحظة
لورينا:- والسبب؟
ميرنا(صرخت فيها):- فوراااااااااا …
لورينا(تشنجت من صراخها ولحقتها بعد أن رفعت حقيبتها):- ما بها تصرخ فيني هذه المعتوهة
لحقت بها للحمامات الجانبية وفور وصولهما تقدمت إليها ميرنا ونزعت القلادة بقوة من عنق لورينا حتى أدمت جانبها دونما رحمة
ميرنا:- هذه قلادتي والأحمق الذي أهداكِ إياها حسابه معي عسيررررررر
لورينا(لمست الدم المنساب من جرحها الخفيف):- هل جننتِ سأشتكي عليكِ يا غبية … أعيدي لي قلادتي فورااااا والآن
ميرنا(وضعتها بيدها):- هذه قد أخذها مني حكيم سابقا والآن عادت لأصحابها
لورينا(بجنون دفعتها لكتفها):- أعيديها لي الآن الآن
ميرنا:- لن أفعل وأبعدي يديكِ وإلا لن يحصل طيب
لورينا(بغل وكره رفعت يدها لتصفع ميرنا):- أيتها الحقيييييييرة
وائل(أمسك ذراعها ودفعها بعيدا عن ميرنا):- ما الذي تعتقدين نفسكِ فاعلة ؟
لورينا:- هاااا تعال تعال وانضم أيها المدله مثلهم في عشقها ، ماذا فعلت لكم هل سحرتكم هل لعنتكم بحبها أجيبووووووووني …. لقد سرقت مني قلادتي وأنا أريد استعادتها ؟
ميرنا:- احلمي إذن …
وائل:- ما هذه التصرفات ميرنا ؟
ميرنا(خبأت القلادة بيدها):- ما شأنك أخبرني ما شأنك ؟
جوزيت(خرجت من الحمام وهي تمسح فمها):- ما هذه الضوضاء منكِ لها ؟
ميرنا:- خذ حبيبتك ولا تتدخل في شؤوني
لورينا:- لن يتحرك أحد من هنا أريد قلادتي …
وائل:- عن أي قلادة تتحدثين ؟
لورينا(أشارت ليدها):- عن تلك
وائل(انتبه للدلاية وفتح عينيه حين عرفها):- قلادة الشمس ؟
الجاسوس كان خلف الجدار يتنصت:- قلادة الشمس يا إلهي … سأخبر السيد فورا
ميرنا:- هي أو ليست هي إنها شيء ملك لي واستعدته
لورينا:- بالمكر والخداع أنظروا لرقبتي أنظرووووووا ؟؟
جوزيت:- أوووه كفي عن الصراخ يا هذه
لورينا:- دعوها تعيد لي ما هو لي
ميرنا:- أصلا أنتِ لا تملكين شيئاااااا كله لي أناااااا
لورينا(تغلغلت من استفزاز ميرنا):- أتحسبين نفسكِ ذكية هههه … ألا تعلمين أنني دوما أفوقكِ قوة ودهاء يا ميرنا الراجي لو كنتِ فطينة مثلما تعتقدي لعرفتِ بأن…
حكيم(أتى وقتها):- لوريييييييييييينا … التزمي حدكِ
لورينا(تشنجت من حضوره):- اهئ هي أخذت قلادتي بالقوة أنظر لقد جرحتني
حكيم:- إنها ملكها وأنا أعدتها لها بالطريقة التي رأيتها مناسبة
ميرنا(اهتزت من جوابه البارد):- لقد بحثت عنها طويلا وأخبرتني أنها ضاعت ليتضح أنها كانت في حوزتك ، ماذا تخفي عني بعد ؟
ميار:- لا يخفي عنكِ ولا تخفي عنه دعينا نغادر
ميرنا:- لن أبرح محلي حتى أسمع منه جوابا شافيا
حكيم:- ههه أجل أخفيتها عنكِ وتعمدت ذلك ، لأنني وقتها كنت حانقا على وائل وطالما غادر وائل محيطكِ قررت إعادتها لكِ فقط لأرى ردة فعلك وقد أثبتِ حقا أنكِ عن عشق هذا الرجل لن تتوبي ، حالكِ حال هذه المجنونة التي تقف بجوار وائلكِ وعيناها ونبضها يستصرخ اسم ميار ….
هنا عرَّاهم جميعا من أقنعتهم وجعلهم ينظرون لبعضهم بعضا بتعب وهوان ، إنه محق ولكن الحقيقة أصعب بكثير من أن تقال والقاتل هو المماطلة في الكذب
وائل:- لا تكن واهما سيد حكيم ولا تقحمني أنا وحبيتي مع هؤلاء في جملة واحدة لو سمحت
ميرنا(ردت عليه بلؤم وكره):- أسانده في قوله ثم لا شيء يثبت عدم صحة قولك أنت
حكيم:- برافو ميرنا برافو ضعي كل ما تحملينه في قلبكِ ضدي أمامهم
ميرنا(بجنون صرخت فيه):- ماذا ترييييييد مني ؟
حكيم(رمق ميار ولورينا التي ابتسمت نصرا من ردة فعل ميرنا):- ما عدت أريد شيئا افعلي ما تشائينه ميرنا .. لم يعد لدي عليكِ أي سلطة
ميرنا(أخذت تتنفس بعمق وقد اعترتها نوبة الذعر مسبقا):- ميار..
ميار(اقترب منها بقلق وأحاطها بذراعه):- هفف حكيم لو كان لديك إضافة أجلها لوقت لاحق تعبت أعصابنا ها هنا
جوزيت:- ههههه ههههههه يا لك من ممثل فاشل
ميار(رفع رأسه لها):- على الأقل لست بمثل فشلك فأنا لا أصطنع أفعالي يا مخادعة
وائل:- احترم نفسك ولا تخطئ فيها
ميار:- لغاية الآن أحترمها ولم أكسر ذراعك وائل رشوان فإليك عني
وائل(جعلها خلفه):- أتحسبني سأهابك يعني ؟
ميار(ربت على يد ميرنا):- لا ولكنك ستحترس
حكيم(وقف بينهما حين هم أحدهما بضرب الآخر):- توقفااااااا …
ميار:- ألم تسمعه ماذا يقول ؟
وائل:- احترمها وإجبارا عنك ستفعل
سمعوا تصفيقات يدين قاطعتهم في تلك اللحظة ليتقدم بهدوء شديد صوبهم ، كان يتكأ على الحائط ويتابع كل مجريات الخصومة ولكن حين زاد الأمر عن حده شعر بالرتابة فقرر اقتحام الجمع المهول ذاااااك ، اقترابه من الرواق المظلم كان يجعل كل واحد فيهم يستغرب هوية هذا القادم من بعيد ، تبينه حكيم أولا وبعدها ميار وصولا لوائل لكن لورينا استغربته وجوزيت ناظرته بحيرة أما هذه فقد رفعت يدها لصدرها الذي ارتعش بقوة وهي تتبين شعورها الذي انتابها تلك اللحظة
لورينا:- من يكون هذا ؟
حكيم(مسح على جبينه ونظر لميرنا):- ميرنا ..
ميرنا(لم تعرفه حتى لو كان شعورها يصرخ بأنه أخوها):- من .. هذا ؟
ميار(امتص شفتيه):- لقد اتفقنا ؟
طارق(رفع يديه وهو يعدل ياقة سترته ببرودة تامة):- اممم لم أكن سأفرط بحلاوة هذا النزاع ، هيا تابعوا واعتبروني غير موجود
جوزيت(نظرت لوائل:- أهذا هو ؟
وائل:- أجل .. إنه طارق
ميرنا(سمعت الهمسة باسمه ولكن نظرت لحكيم مباشرة وهي تتحرك صوبه):- من يكون؟
حكيم(أرخى عضلاته تعبا ورق لحالها):- إنه .. طارق
طارق:- أخوكِ يا مدللة الخواطر ، أم تراكِ نسيتِ أنكِ تملكين أخا في هذا الوجود ؟أوه هيا لن تستغرقي زمنا في الصدمة عليكِ أن تتفاعلي سريعا وتتأقلمي مع الوضع فلدينا أشياء أهم ، مثل ماذا مثل ماذا آهااااه مثل الرسم على الجدران تعلمت ذلك في السجن وصرت فنانا فيه
حكيم:- طارق لو سمحت
ميار(مسح على جبينه):- ميرنا كنا سنخبركِ ، طارق هو العضو الثالث معنا في العشيرة لقد أخذ مقعدا فيها ووافق على كل الشروط ، هو الذي قصده غضنفر في تهديده المسبق قبل قليل
ميرنا(كانت تقترب من طارق خطوة خطوة):- أخي طارق
طارق(رفت عيناه لدى اقترابها ونظر خلفها لجوزيت ورمش بعينيه):- مهلا لما تتشابهان ؟
حكيم:- أهذا ما ستعلق عليه والآن في هذه اللحظة ؟
طارق(بتعالي ودون مبالاة):- فضول
ميرنا(اقتربت إلى أن وصلته):- طااارق أخي …
طارق(رمش وهو يحاول ألا ينساب معها في محاولة استعطافه):- جميل هو أن أراكِ ، أصبحتِ امرأة يافعة وتشرفت بمعرفتكِ جوزيت علمت أنكِ ابنة عمنا أيضا ، غريب حتى عمنا ذاك لم نسمع عنه يلا كله خير ، مدام لورينا تشرفت بمعرفتك سمعت عنكِ القليل لكن لا تعتبري انصرافي غرورا لكن من لا أعرفهم لا أثق بهم .. وائل بدون تحايا قد سبق وتعارفنا وأنت يا أخي اممم سعدت بلقائك الليلة .. هيا ميرنا يمكنكِ العودة للحفلة وشيء مهم لا تتطرقي لأمري في البيت دعيني أفاجئهم بنفسي في الوقت المناسب .. عن إذنكم
ميرنا(مدت يدها وأمسكت ذراعه):- طاااارق…
طارق(تنهد بضعف وأزال يدها بلطف):- اهتمي بنفسك
حكيم:- إن كنت قد تجاهلتني سابقا في الخارج لا بأس ، لكن لا تفعل هذا بها إنها أختك
طارق(هز كتفه وهو يبحث بنظراته عن فعل ما):- وما الذي أفعله أنا أكلمها عادي
ميرنا(انسابت دموعها):- عادي … أختك التي لم ترها منذ سنوات تلتقي بها للتو وتمضي لحال سبيلك
وائل(بشفقة على عسله):- لو كان لديك ضغينة ضد أحد أفرغها فيه لكن عنها لا تفعل ..
ميار(تقدم إليه):- طارق رجاء حالها ليس جيدا إنها مصعوقة من رؤيتك ألا ترى حالها
طارق(رفع يديه):- هه ما بالكم اندفعتم بوجهي ، افعلوا ذلك مع شخص غيري لأنني لا أفرط بصغيرتي مطلقا تعالي يا ميرنا تعالي لحضن أخوكِ قد كنت أمازحكِ قليلا ألا يليق بي ذلك ؟
ميرنا(شهقت هنا ودفعته عنها قبل أن ترتمي بحضنه ببكاء):- اهئئئئ أخيييييييييييييي
طارق(نظر لحكيم وهمس):- آسف
حكيم(تضخم صدره بالمشاعر الطيبة وربت على كتفه):- أنت أنا
طارق:- وأنا أنت مثلما كنا سابقا
كتف ميار يديه وتراجع للخلف ونظر إلى جوزيت التي التصقت بالحائط وهي تبكي ود لو يهرع إليها لكن تراجع هذا إليها جعله يتسمر محله ، أخذها في حضنه وربت على رأسها والعجيب أنها استكانت في حضنه بشكل لم تفعله قبلا معه ؟، يعني هل حقا ما كان بينهما كان يسري خلف الكواليس ؟؟؟
لورينا(تحركت بملل مغادرة المكان):- دراما دراما دراما والله نحن بحاجة لمخرج أكيد سوف يستمتع بإنتاج مسلسل عن كل فرد منا ، هفف أنا بالحفلة لأروح عن نفسي هذه الكآبة …
حكيم(زورها بقنوط)ك- تتت أستغفر الله ..
ميار(اقترب من حكيم):- ميرنا عزيزتي أنتِ بخير ؟
طارق(جلس بها أرضا وهو يمسكها في حضنه):- دعها على سجيتها لو سمحت
كانت تبكي في حضنه وهي تضرب في الفراغ ، تبكي الأب الذي حرمت من حنانه الطبيعي والذي أغدقها بحب غريب جعلها نقمة على كل فرد من عائلتها ، بكت أخوها الذي سلبته منها الأقدار وأبعدته عن محيطها في وقت الحاجة ، بكت خوفها وانتظارها البائس لابن عمها الذي غادرهم قسرا ليغيب 17 سنة ثم يعود إليهم وكأن شيئا لم يكن ، بكت حرقة الفهد الذي بحثت عنه لتمسك به وتزج به في السجن لتجد نفسها قد تعلقت به وخصوصا أنه من دمها ولحمها ، بكت ابنة عمها التي خانتها وما كفاها تعذيب أهلها بل سرقت منها فرحتها مع وائل حين حملت منه وجعلته يخونها وهو الذي وعد ألا يخون ، بكته أيضا وبكت كل غبائها الذي صدقه في يوم ماااا … بكت أختها التائهة في ملكوت ذاتها والتي تخلت عن العالم أجمع حين أفلتت منها زمام السعادة ، حين سرقوا منها طفلتها الوحيدة عمدا .. بكت ابنة عمها التي سجنت ظلما والظالم ابن بطنها الذي هرب وتركها تتخبط وسط عالم المجرمين ، بكت دعاء التي أصبحت وردة ذابلة بعد أن سلبوا منها ما كانت تتشبث به في هذه الحياة ، بكت أمها وحرقة قلبها على ضناها بكت خالتها بكت جدتها بكت كل واحد فيييييييييهم لتنتهي إلى ميسون التي تمنت لو كانت لها فهي لا تستحق أما لا مبالية مثل تلك المعتوهة المتعجرفة لا تستحق ….. هنا رفعت رأسها لتجده أمامها وتعود لحضنه بدون تصديق وهي تتخيل فرحة نهال وعفاف بعودته والأكثر عواطف وردة فعلهاااااا … عانقته مجددا بحرارة وهي تتشبث بعنقه
ميرنا:- ههه أنت طارق صح يعني أنا لا أهذي الآن ؟
طارق(قبل جبينها):- أنا بشحمه ولحمه والبركة في وائل رشوان .. لقد ساهم في إخراجي
ميرنا(رفعت رأسها لوائل):- شكرا
وائل(هز رأسه بإيجاب):- العفو
حكيم(ربت على كتفها):- ميرناااا
ميرنا(نهضت وقد ساعدها طارق على الوقوف):- أكاد لا أصدق عيني ههه إنه أخي الذي انتظرته كثيرااا ، أكيد أنا أحلم
طارق(قبَّل جبينها):- بلى صدقي ذلك …
حكيم(مص شفتيه):- الحمدلله على سلامتك
طارق(تنهد عميقا ودفعه لحضنه):- تعال إلى هنا يا أخرق ما هذا السلام ههه لمعلوماتك ما حدث خارج أسوار هذا المبنى كان لدواع أمنية ، يعني فهمتني
حكيم(تنبه للأمر):- وأنا من اعتقد أنك توقفت عن محبتي
طارق(عانقه بحرارة):- ومن يتوقف يا مجنون … أنا سعيد بك يا ابن عمي حقا ..
حكيم(فرح وابتسم):- ياااه أخيرا عادت الحياة لمجاريها
ميرنا(ابتسمت لميار حين اقترب منها وعانقته):- أنا مسرورة جدااااا جدا
ميار(اشتم عطرها وهو يعتصرها بحضنه):- وأنا سعيد لأجلكِ …
وائل(رغب لو كان محله لكن لا ينفع):- يجدر بنا العودة للحفل جوزيت هيا بنا
جوزيت(تألمت من ذلك العناق أيضا):- أصلا لا مكان لنا هنا هم لا يعتبرونني فردا منهم بالمرة
طارق(سمعها):- ست جوزيت هل سمحت لكِ بالرحيل ؟
جوزيت(استغربت جملته مثلها مثلهم):- نعم ؟
طارق:- تقدمي إلي ..
جوزيت(بقيت جاثمة محلها):-.. هه
طارق:- لنعتبر بأنني أكبر واحد في هذه الأسرة وعليكم بطاعتي … تقدمي تجاهي
جوزيت(أطاعته بدون فهم لقلبها الذي دفعها إليه):- همم ؟
طارق(أمسك بيديها ودفعها لحضنه):- يقولون عنكِ ثعلبة ههه والله لم أجد سوى طفلة صغيرة تحتاج لحضن يطبطب عليها ، تعالي يا أختي الصغيرة إلي هنا مكمنكِ وإليه ستلجئين متى ما ضاقت بكِ السبل
جوزيت(رمشت بدون حياة قبل أن تطلق السبيل للانتحاب):- اهئئئئئئئئئئئئ
حكيم:- هييه من يسكت هذه الآن ..
ميرنا(اقتربت منه معتذرة):- بالغت كثيرا في ردة فعلي آسفة
حكيم(ربت على كتفها وهو ينظر معها لجوزيت وطارق):- هه متعود
على تشنج اللحظة على المشاعر التي أغدقت فجأة وصلت رفيقة كاظم والتي ركضت صوبهم بلهفة
لبنى:- هنالك أمور غريبة تحدث في الخارج كاظم يطلب منكم فورا أن تعودوا لقاعة الحفل ، ويريد منكم الظهور فرادى وعلى وجه السرعة وبعدها عليكم الخروج بطريقة ما فكل ركن مراقب
ميرنا:- مهلا قد رأيتكِ سابقا في مكان ما ؟
لبنى(تراجعت):- أبدا أولا مرة أراكِ احم … نفذوا ..
طارق(أبعد جوزيت برفق):- دعوني أظهر أولا .. وأنتم بعدي
ميار(بقلق):- ما الذي يحدث ؟
طارق(بثبات):- سنعرف
توجهوا بنظرات متوجسة مرافقة لنظرات الغيرة التي سرعان ما عادت لمحلها في أفئدتهم طبعا ، وجدوا بأن المكان قد فرغ تقريبا إلا من مجموعة من الناس وهذا ما استغربوه ، حتى كاظم كان جاثما عند الزاوية وهو يراقب مجريات الأحداث حين عادت إليه لبنى وهي ترمق الأوضاع معه ..
ميار:- ماذا يجري هنا ؟
حكيم:- لا أثر لغضنفر
ميار:- ولا للآخرين
وائل:- ولا لرجالهم
طارق:- وما تبقى نحن فقط وهؤلاء ..
جوزيت(رمقت ملامح الرجال الباقيين والنساء أيضا):- هؤلاء … رأيتهم سابقا في مكان ما ، لقد هئئئ رأيناهم جميعا في الفندق تلك الليلة …
حكيم(برقت عيناه):- ليلة الاغتيال .. يا إلهي …. ميار ؟
ميار(نظر للبنات):- أين لورينا ؟
حكيم(طاف بعينيه):- لا أعرف قالت أنها ستكون بالقاعة ولكن …
طارق(وقف قبل ميرنا وجوزيت):- ليخبرني أحدكم ما يحصل هنا ؟
ميار(عقد حاجبيه):- إنه كمين من عديمي الضمير مجددا مجددا يفعلون هذا والآن علنا
حكيم:- دعونا لا نبرز لهم فهمنا للموضوع ، سنحاول الخروج مثلما فعلنا في الفندق ليلتها
وائل:- ما الغاية من هذاااا ؟
ميار:- يريدون التعليم على الرئيس الجديد والرئيس الجديد سيعلمهم اللعب على أصوله
حكيم:- لا وقت لدينا للتخطيط كاظم وصديقته سيغطيان المكان من ذلك الجانب ، ونحن سنفترق
وائل(بدون تفكير):- ميرنا وجوزيت معي .. سأخرجهما من الجانب الآخر
جوزيت(نظرت إليه):- تمام
ميرنا:- سأخرج مع أخي
طارق(أمسك يدها من جهة ويد جوزيت من جهة):- البنات معي غطوا ما عليكم تغطيته .. لا وقت لدي لمشاكل القلوب المفككة
حكيم(زفر بعمق وناظرهما):- خذهما إلى الجانب الغربي من القاعة طلال ورجالي هناك ومعهم ابنتي
طارق(رفع عينيه بدهشة):- ابنتتتتتتتتكككككك ؟؟؟؟
حكيم(رمش وهو يشيد أن المكان غير مناسب):- تمام لنؤجل صدمتك ونتكلم لاحقا
طارق(رفع حاجبه):- الواضح أنني انتقلت من عالم لعالم آخر
ميرنا(نظرت إليهم):- كيف ستخرجون ؟
ميار(همس لها بدعم):- سنجد طريقة .. أ.. جوزيت انتبها يعني لبعضكما
طارق(رمق نظرة الكره بينهما):- الأمر مبشر بالخير
ميار(ما إن ابتعدوا حتى استدار إليهم):- ليبعث كل منكم رسائل نصية لرجاله حكيم ، وائل حاول أن تتواصل مع كاظم بطريقة ما لنقيم الوضع ؟
وائل:- وائل لا يأخذ أوامر منك سيد ميار ، أخبره بذلك حكيم لو سمحت
ميار:- أخبره يا حكيم أن الوضع لا يسمح لخصومات وما علينا الآن إلا حماية البنات
وائل:- أخبره يا حكيم بأنني أهل لذلك
ميار:- حكيم أخبر…
حكيم:- حكيم من سيذهب إلى كاظم خلصوني يرحم والديكم هففففف
بقيا معا والتف كل منهما إلى جانب في حين اقترب حكيم من كاظم بابتسامة مصطنعة محاولا عدم لفت الانتباه ، بحيث كان يشير للآنسة التي معه والتي تقدمت صوبه أيضا بابتسامة
حكيم:- سنكلم رجالنا وسنسيطر على الوضع فقط نحتاج بعض الوقت
لبنى:- نحن معكم وكاظم يخبركم بالانصراف فرادى إن استطعتم والبنات أولا
حكيم:- هل لمحتم لورينا ذات الشعرر الأحمر ؟
لبنى(تلك المعتوهة كيف لي أن أنساها):- نن لاء اختفت فور ظهورها بالوسط
حكيم:- أتمنى أن تكون قد غادرت تت .. تمام أخبري كاظم أننا سننفذ عند الإشارة
عاد أدراجه والقلق يساوره ووصلته رسالة من ميرنا مفادها أن الباب الخلفي مقفل ، وهنا تشاور مع الجماعة وطلبوا منهم العودة إلى حيث هم لكي يجدوا طريقة أخرى .. المشكلة أنهم لو تحركوا علنا في صدد الخروج سيهجمون عليهم لا محالة ، لذا وجب التفكير على مهل وعلى نحو سريع
ميار:- ليعدن وأنتم أشهروا أسلحتكم لا وقت لدينا حتى ننتظر رجالنا
حكيم:- لن نتهور ميار ، جوزيت حامل
ميار(هنا أغلق عينيه وفتحهما بشرر في وائل):- حكييييم لا تجادلني سأخرجهن يعني سأخرجهن
وائل:- ها هو ذا سيلعب دور البطل من جديد
ظهرت ميرنا وجوزيت رفقة طارق الذي كان ينظر حوله لكاميرات المراقبة وفهم الغاية لذلك ابتسم وهو يتقدم صوبهم من خلفهما ..
طارق:- الواضح أن هنالك من يسخر منا ، الكاميرات الموضوعة بعناية في كل المبنى قد وضعت لغاية ما وهي التفرج علينا ووضعنا كبيادق شطرنج في لعبة قذرة من نسجهم ، الآن لتجنب أنفسنا هذا الوبال سوف نخرج من الباب الخلفي فقط علينا شد الهمة وتحطيمه
جوزيت:- تحطيمه ألم ترى هول ضخامة ذلك الباب ؟
طارقّ:- وللصدفة البحتة نحن نملك بابا أشد غيره ومع قوتنا نحن الشباب سنفلح
ميرنا:- الخطة تستحق التجربة
حكيم:- ممكن
ميار(زفر بتعب وهو يشير بعينه لكاظم كي يلحقا بهما):- لننفذ فحسب بدأت أضجر من هذا المشهد المكرر
جوزيت(نطقت فجأة):- معلوم تعودت على حياة الحركة والأكشن
ميار(رفع حاجبه):- أخيرا نطقتِ
وائل(مشى بها قبلهم):- دعك عنها فقط …
ميار(جذب يد ميرنا):- نحن أيضا نعرف التماسك …
ميرنا:- مياااار اهمد
ميار(جذبها متقدما بها قبلهم حتى):- ليمنعني أحدهم وسترين
حكيم(لحقهم وطارق جواره):- لا تستغرب
طارق:- لم أستغرب
حكيم(نظر إليه):- أول مغامرة لنا
طارق(رفع سترته وأظهر مسدسه):- والاحتياط واجب ، مهدي خارجا ينتظر إشارتي لاقتحام المكان
حكيم:- ورجالنا متربصين هنا وهناك ، الآن خطة تلك العشيرة الحقيرة هي أن تفلت أعصابنا فنبدأ الهجوم نحن ولكننا أذكى منهم وسنتصرف على نحو لا يتوقعونه
طارق(انعطف معه بالرواق):- شيء بسيط يشغل بالي .. أكنت حقا متزوجا بأختي ؟
حكيم(وطأ على وتره الحساس ونظر لميرنا وهي تسير رفقة ميار):- كنت ..
طارق:- لما طلقتها ؟
حكيم:- لأنها تحب رجلا غيري
طارق:- ولما هي مع غيره ؟
حكيم:- لأنه خانها مع غيرها
طارق:- وغيرها تحب غيره
حكيم:- وغيره يحبها
طارق:- اممم اممم مثير للاهتمام ماذا عنك أنت من تحب ؟
حكيم:- أحبها
طارق:- لطالما أحببتها يا صديقي
حكيم(مال برأسه جانبيا):- الدنيا حظوظ لا نصيب لي معها وقد تيقنت من ذلك ألفي مرة
طارق:- لا شيء مستحيل قد تنقلب الآية في وقت لا تدركه ، فمثلا بدلا من أن أمضي سنيني المتبقية في السجن ها أنا ذا أسير بجوارك
حكيم:- وهذا ما يثلج صدري ، أحس وكأن هما ثقيلا وانزاح عن قلبي بعد خروجك
طارق(ربت على كتفه):- أنا معك يا رفيق الدرب
عند ميار وميرنا
ميار:- لا تتعاطي معه بحرف بل بنفس حتى
ميرنا:- هل هذه غيرة أم غيرة ؟
ميار:- تلسط تجبر اعتبريه ما تريدين لكنني لا أريده قربكِ مفهوم ؟
ميرنا:- ولا أنا أريدها قربك ميار
ميار(أطل عليها):- ما سيحدث الآن غير معروف لذلك في أول فرصة ستخرجين من هنا وتذهبين صوب سيارة طلال وتحمي ميسون .. حتى جوزيت ستفعل المثل لو عرفوا أن الطفلة بالمحيط سنكون في مأزق لا أدري ما الذي دهى حكيم حين أحضرها
ميرنا:- لست أدري بدوري لكن لعله خير … لن نخشى شيئا لطالما مررنا بالأسوأ
ميار(ابتسم لها):- وهذا اللطيف بالموضوع يا شريكتي بالمواقف الصعبة …
ميرنا:- ههه أجل ذكرني حين أجبرتني على قيادة السيارة ذلك اليوم
ميارّ:- نجونا بصعوبة وقتها هه والفضل لكِ
ميرنا:- لا وأنا التي خرجت في سبيل إقناع الرجل وأخبره أن يسلم نفسه بالحسنى ، اووه كلما تذكرت يغلبني الضحك ما الذي دهاني
ميار:- كنتِ ما تزالين حنونة لكن الآن … قطة متمردة
ميرنا(نكزته لكتفه)- يليق بنا سيادة الفهد
ميار:- سأحميكم ..
ميرنا:- واثقة من ذلك …
جوزيت(مسحت على رقبتها وهي تشعر بالحرارة تتدفق منها):- كأننا اقترفنا ذنبا عظيما يا وائل
وائل(كان يتألم مثلها من منظرهم):- إنهما يتعمدان هذا لا تبالي
جوزيت:- بدأت أشك في أنه حقيقي يا وائل ، لا يعقل أن يمثلا طوال الوقت أمعقول أنهما حقا أحبَّا بعضهما ؟
وائل(رمش بعينيه):- لن يفعلا لأنهم لا يستطيعان ذلك
جوزيت:- وما الذي يضمن لك ؟
وائل:- إحساس
جوزيت:- فرضا أحبا بعضهما ما مصيرنا نحن ؟
وائل:- ههه سنحب بعضنا أيضا ؟
جوزيت:- ههه يا سلام أنت قبلتني مرة واحدة (تذكرت سؤال ناريانا عن تلك القبلة وكان جوابها"اممم إنه يجيد التقبيل وأظنني سأقع في غرام وائل رشوان عاجلا أم آجلا" تذكرت سخرية ناريانا منها وابتسمت قبل أن تنهي حديثها)… ههه أخبري بالله عليك كيف سنحب بعضنا ، ثم لا تهذي أنت تعشقها وأنا أعشقه والعشق بيننا أعظم من أن ننجرف مثلهما هذا فرضا لم تكن حركاتهما تمثيلا في تمثيل
وائل:- في نظري لا تدققي ودعينا ننجو الليلة وبعدها نقوم بالتحليلات اللازمة
جوزيت:- تروقني جديتك أحيانا لكن أحب لطفك أكثر
وائل:- هل نعتبر هذا مديحا ست جوزي ؟
جوزيت(تأبطت ذراعه لتستند عليه بعد تعب):- أنت تستحقه مني وائل يكفي ما فعلته لأجلي
وائل:- وأنتِ تستحقين مني ذلك جوزيت ، والطفل أيضا لست نادما لأنني وقعت في هذا الموقف لكن ما يؤلمني بحق أنها صدقت خيانتي لها
جوزيت(عضعضت شفتيها):- جعلناهما يصدقان يا وائل وعلينا تحمل النتائج
ميار(وقف عند الباب وحاول فتحه):- إنه مقفل من الخارج وبسلسلة وقفل اسمعي
ميرنا(بقلق):- يعني تعمدوا حصرنا هنا
وائل(سارع خطاه مثل البقية):- ماذا وجدتم ؟
ميار(حول عينيه):- نحن محاصرون
حكيم:- ما يعني علينا كسر هذا الباب أو التفكير بحل بديل
طارق(نظر حوله):- لم أتوقع الدخول في مغامرة منذ اليوم الأول .. لكن لا بأس ستمضي أقترح أن
حكيم(فتح عينيه بجزع مثلهم):- صوت رصاص قادم من القاعة وكاظم هناك …
وائل(نظر خلفه لميرنا ولجوزيت جواره):- لنصعد للطابق الثاني أكيد سنجد طريقة ، ليسرع بهما ّأحدكم علينا تفقد كاظم فهو لن يقدر عليهم وحده
حكيم(نظر إليه):- سنذهب أنا وأنت لنتفقد كاظم بينما يصعد ميار بالبنات ومعه طارق
طارق(أمسكهما):- تحركنا حتى
ميار(رمقهما بقلق):- انتبها ..
صعدت جوزيت وخلفها ميرنا وطارق من بعدهما وقد كان يشهر سلاحه ويتفقد خزانه ، شأنه شأن ميار الذي أخرجه وصوب من كل اتجاه لتفقد المكان أيضا وفرض الحماية ، نظروا للغرف الموجودة هناك والتمسوا الدخول لإحداها بدلا عن البقاء عرضة للخطر في الرواق .. جلست جوزيت على الكنبة وهي تمسح على بطنها وقد شعرت بإرهاق شديد وقتها ، رمقتها ميرنا بطرف عين وأخذت تدور بقلق وهي تفرك يديها
ميرنا:- رجالكم أليسوا قادرين على اقتحام المكان يعني ؟
ميار:- سيفعلون ميرنا فقط اهدئي
طارق(كان يتصل على جنب):- أجل يا مهدي قم بذلك … سأضطر لترككم هنا
ميار:- إلى أين ؟
ميرنا(اقتربت منه):- يستحيل أن أسمح لك بالخروج طارق … ما ربما تأذيت ؟
طارق:- ولو يا صغيرة سوف أرى رجلي وأبحث عن طريقة للخروج بقاؤنا جميعا هكذا يشل حركتنا ، ثم ميار موجود معكما … انسحبت ..
ميرنا(بلهفة):- حذار يا أخي … انتبه لنفسك
ميار:- انتبه جيدا
طارق(أشار بسلاحه ورسم نظرة غضب على وجهه):- لا بأس أغلق الباب بعدي
خرج طارق وتقدم ميار مغلقا الباب خلفه بالمفتاح وبالكنبة التي جرها لتبقى حاجزا بينهم وبين أي محاولة لاقتحام الغرفة عليهم ، يعني في مطلق الأحوال من سيحاول سيفجر رأسه في الحين واللحظة بدون تردد .. استدار ليجدها ميرنا تفرك يديها وهي تدور بدون هوادة لكن لمح جوزيت وهي تغلق عينيها وتفتحهما بألم بينما تمسح على بطنها بشكل مريب ..
ميار(ابتلع ريقه):- أنتِ بخير ؟
جوزيت(فتحت عينيها من سؤاله ورمشت وهي تستقيم بوهن:- أجل أجل لا تشغل بالك بي أنا بخير
ميرنا(رمقت شحوب وجهها ومسحت خلف عنقها):- أتحتاجين ماء ؟
جوزيت(رفعت حاجبها فيها بلؤم):- به سم ممكن ؟
ميرنا:- موتي حتى ولا يهمني أصلا
جوزيت:- يا ستي لا تكلميني تجاهليني
ميرنا:- وهذا ما سأفعله
ميار:- كفى كفى منكِ لها ..نحن في وضع حرج وأنتما تتجادلان هنا
جوزيت:- أخبرها ألا تكلمني
ميرنا:- أنا التي لا أود سماع صوتها أخبرها ذلك
ميار:- سشتتت اسمعا كأن أحدهما ينادي ؟
ميرنا(اقتربت من الباب):- إنه صوت كاظم ولكن ما الذي يقوله ؟؟
ميار(اقترب من الباب ليتبين):- أسمع شيئا كأنه تحذير .. تتت ليبعث رسالة نصية الغبي
ميرنا(نظرت لهاتفها):- مياااار الإشارة لا تعمل
ميار(نظر لهاتفه فورا):- كأن هنالك تشويش في المحيط، آآآآخ لقد حسبوا حساب كل شيء
ميرنا:- مشكلة
جوزيت:- أعتقد بأنهم تعمدوا تفريقنا
ميار(انتبه لكلامها):- والسبب ؟
ميرنا(صغرت عينيها):- أن يضعفوا المستهدف الرئيسي بيننا
جوزيت(شهقت):- يا إلهي أيعقل أنه طارق ؟؟؟؟؟؟
ميرنا(برعب):- ماذااااا لالا لا يمكن أن يؤذوا أخي ماذا فعل لهم
ميار:- بدون توتر ، سأفتح الباب وأخرج لأتبين الأمر وأنتما ستغلقان هذا من بعدي ولن تبرحا محلكما وأي حركة مهيبة تصوبان على الرأس مباشرة
ميرنا(رمشت بقلق):- لو تبقى
ميار:- علينا أن نفهم ولن نفهم لو بقينا هنا .. هيا ميرنا خذي سلاحي وتشجعي
ميرنا:- لن أفعل ستأخذه معك ولدينا هنا خاصة جوزيت لا تقلق
ميار:- أوك دقائق وأعود
جوزيت(نظرت إليه بخوف):- انتبه لنفسك رجاء
ميار:- اممم سنفتحه بهدوء وستدفعينه بقوة لتغلقي به الباب بعدي وسريعا هاه ؟
ميرنا(بتوتر):- حاضر
خرج من هناك بعد أن ألقى نظرة أخيرة عليهما معا ، وقد كانت نظراتهما أيضا تتعلق به مع الأسف الوضع لا يحمد ، ركض مسرعا في الرواق وهو يلتف من حوله ونزل من هناك ليتفقد البقية لم يجد أثرا لأحدهم في الممر لذلك أخذ يتربص بهدوء إلى أن وجد حكيم على جنب
حكيم:- هييه بست ..
ميار:- هللو … ما الوضع ؟
حكيم(من محله):- كاظم قتل عدة رجال منهم حين همَّ بالخروج صوبوا نحوه
ميار:- أين ذلك البغيض ؟
وائل(أطل عليه من الجانب الآخر):- يسمعك
ميار(حول عينيه بكره):- الطرش
حكيم(غالبه الضحك):- هه أين تركت البنات وطارق ؟
ميار:- البنات فوق بالغرفة لكن طارق ؟؟؟ … ألم ينزل إليكم ؟
حكيم(اختفت ابتسامته):- لاء ظننت أنه معكم
وائل:- لم ينزل أحد من ذلك الدرج كنت هنا ولم أتحرك من محلي
حكيم:- بدأت أقلق
ميار(زفر عميقا):- ربما يتفقد السطح مثلا لست أدري ..
كاظم(ظهر من الرواق هو ولبنى):- أين أنتم يخرب بيتكم تركتمونا وحدنا ؟
حكيم:- غطيت عليك يا جدار هل أغلقت باب الرواق الفاصل بيننا وبينهم ؟
كاظم:-طبعا طبعا فعلت ، وحاولت الاتصال بالدورية لكن الهواتف لا تعمل ثم أين البنات ؟
كاظم:- بالأعلى
لبنى(عقدت حاجبيها):- أتشمون ما أشمه ؟
وائل(انتبه للرائحة):- كأنها رائحة بنزين ؟
ميار(فتح فمه):- البنااااااااات ….؟؟؟؟
صعدوا كلهم دفعة واحدة ليصطدموا بمنظر لم يتخيلوه مطلقا ، كان الرواق كله نيران والغرف تنبعث منها النيران المندلعة ّأيضا ، وحتى غرفة ميرنا وجوزيت كانت كذلك وهذا ما جعلهم يصعقون خوفا عليهماااااا … حاول ميار المرور لكن حكيم أمسكه
حكيم:- لنفكر بطريقة أفضل من التهور
ميار:- ألا تسمع صراخهما يا إلهي ما كان علي تركهما لوحدهمااا هففف
كاظم(نظر حوله):- ساعدوني في التصويب تجاه تلك الكاميرات ، فمن يلعب بنا يراقب كل شيء
وائل(صوب مسدسه ناحية كاميرا كانت فوق رأسه):- اللعنة عليكم ماذا تريدووووووون ؟
ميار:- أقسم أنني سأسلخ جلد ذلك التمساح المدعو غضنفر
حكيم(استصاغ صراخ البنات):- يا إلهي … علينا أن نسرع
وائل(أزال سترته ووضع المسدس بخصره):- سأذهب لا يمكنني البقاء مكتوب الأيدي
كاظم:- سنذهب معك
ميار(أزال سترته أيضا):- الحل الوحيد للمرور من هذا الممر هو عبوره من الوسط
كاظم:- معك حق النيران لا تصل حتى الوسط وهذا يعطينا فرصة ضئيلة مدتها بضع دقائق
ميار:- وتلك الدقائق هي ما نملك
لبنى(هزت يد كاظم):- كاظم كاظم
كاظم:- ماذا ؟
لبنى(أشارت للدرج وللرواق بالأسفل):- أظننا وقعنا في مصيدة كل شيء يحترق
كاظم(شهق من ذلك المنظر):- اللعنة عليهم قد حسبوا حساب كل شيء
حكيم(تقدم وسط النار):- لنتحرك فإن بقينا هنا احترقنا ثم علينا إيجاد طارق ، أخرجوا البنات وسأبحث عنه في الغرف الأخرى
كاظم:- سنغطي المكان من هنا أنا وصديقتي ..
وائل(تقدم بحذر خلف حكيم):- انتبه يا كاظم وأي حركة تراجع تمام
كاظم:- لا تخشى على جدار برلين قدها وقدود …
ميار(صرخ بصوت مرتفع):- ميرناااا جوزيت … نحن قادمون تحملوا ؟؟؟؟؟
حكيم:- يا إلهي على هذا المطب
وائل(كان يمتنع عن اقتراب النيران منه مثلهم):- لنسرع فحسب ..
وصل ميار للغرفة أخيرا وطلب من ميرنا إبعاد الكنبة وفعلت مثلما أمر ، لكن ما لم يحسبوا حسابه هو المفتاح الذي انكسر عمدا حين حاولت ميرنا فتحه ، هنا اقتربت منها جوزيت وهي تضع على فمها قماشا كي لا تختنق من الدخان المتصاعد ..
ميرنا:- انكسر ؟
جوزيت(أمسكته ووجدته مكسورا عمدا بحيث وجدت عليه آثار القطع بالمنشار):- أحدهم فعل هذا عمدا ولكنه لم يكسر بعد دخولنا مع ميار
ميرنا(عقدت حاجبيها):- المفتاح انكسر هل تسمعوننا ؟؟؟؟؟؟؟
حكيم:- ابتعدوا عن البوابة فورا …
وائل:- لنفعل ذلك عند الرقم 3 ..
دفعوا الباب بأقدامهم فانفتح سريعا وهنا ما إن رمقوهما بخير حتى شعرا بالغبطة ، بينما حكيم نظر خلفهما للنافذة وسريعا انتقل إليها وفتحها وجد أن المسافة ممكنة للخروج ولذلك أخذ يبحث عن حل بديل ، في حين أن عشاقنا في الله ظلوا مقابلين لبعضهم في نظرات غريبة عجيبة
حكيم:- آه يا ربي هل علي التعامل مع هؤلاء الآن … يا جماعة هللو علينا أن نهرب المكان يزيد حرارة والدخان كثيف …
ميار(أمسك كرسيا وضرب به النافذة):- هكذا سنجد الحل سريعا
حكيم:- لا فطين ما شاء الله عليك ،ثم كيف سننزل ؟
ميار:- بخيط السرير لنصنع شيئا لنتحرك فحسب
وائل(أمسك ديكورا وضرب به إحدى الصور):- لنقطع الغطاء أولا بهذاااا
حكيم:- مفكر عجيب .. خلصنا يا رجل
ميرنا(نظرت لوائل بخوف):- الزجاج دقيق أ..
ميار(رفع حاجبه):- ادلفا للحمام فورا وحين نناديكما تعاليا … هيا تحركاااااا
جوزيت(شعرت بالغثيان وركضت للحمام):- هففف..
ميرنا(فهمتها ولحقت بها):- هل تستفرغين ؟
جوزيت(كانت حقا تتقيأ في الحوض):- لاء .. اكح فقط آحاول تنظيم أنفاسي يا غبية
ميرنا(كتفت يديها):- والآن لما الإهانة هاه ؟
جوزيت(فتحت الصنبور):- ميرنا لكي نكون على وفاق دعينا لا نتحدث إلا في الضرورة
ميرنا:- موافقة
وائل:- وأنا غير موافق على هذا الهبل هكذا ستكسر عظامك علما أنني أتمنى ذلك
ميار:- إن لم أقفز من هنا يا ذكي لن نعرف خطورة الوضع بالأسفل …
حكيم:- علينا أن نبحث عن طارق بقيت هنا لأساعدكم فقط
وائل:- لنخرجهما ويستلمهما الرجال وبعدها نتفرق للبحث عنه الوضع يزداد سوءا
ميار:- أولاد الحرام والله لن يفلتوا منها
حكيم(سمع تصفيرة أحدهم):- كأن أحدهم صفر لنا ، سأطل هئئئ طارق كيف وصل للأسفل ؟
طارق(أحضر سلما ووضعه على الشرفة هو ومهدي):- انزلوا بسرعة
ميار:- جوزيت .. أ.. ميرناااا تعاليا فورا هيا أينكمااااا ؟
ذهب ليتفقدهما ووجدهما بالحمام عالقتين فالباب حين أقفل لم يكن هنالك حل لفتحه والمشكلة أن البنزين كان ينساب من الأحواض ومن أحد نوافذ التهوية ، هنا نظرت كل منهما للأخرى وللوضع التعيس والحل مجهول ..
كاظم(دخل عليهم هو ولبنى):- ما الأوضاع ؟
حكيم:- باب الحمام مقفول
كاظم:- سهلة جدا سنقتحمه اكح .. الدخان هنا كثيف
ميرنا(رمقت جوزيت وقد بدأت تدوخ):- أيا كان ما تتفقون عليه خلصونا جوزيت ليست بخير
جوزيت(بجهد جهيد):- أنا بخير
ميرنا:- لا تكابري واجلسي هنا على الحافة سنجد حلا
جوزيت(جلست بوهن وأغمضت عينيها لتفتحهما وتصعق بما يوجد عند حافة الباب):- إياكم وكسررررررر الباب لا تفعلوووووووووا ؟
كاظم(تراجع بعد أن كان سيدفعه برجله):- لماذا ؟؟؟
ميرنا(فتحت عينيها على وسعهما):- حافة الباب كلها أعواد كبريت والبنزين متسرب من كل جوانب الحمام
وائل(هنا سقط قلبه):- مستحيييييل ما يحصل …
ميار(بنفس الخوف):- ميرنا اسمعيني .. هل توجد هنالك دواليب ؟
ميرنا:- أهاه موجودة
ميار:- ابحثي عن الفوط بسرعة ميرنا
ميرنا(فتحت الدواليب وأخرجت مجموعة فوط):- تم هي بيدي ماذا أفعل بها
ميار:- بلليها كلها بالماء أسرعي
ميرنا:- أكيد أنت لن تفتح الباب سوف نحترق
وائل:- أصلا لن أسمح لك
ميار:- إذن أعطني حلا يا فهيم كيف سنخرجهما دون أذى ؟
حكيم(أصغى لسعال جوزيت وميرنا):- الوضع أشنع مما ظننا
لبنى:- خطة السيد ميار مقنعة قليلة
ميار:- ربما لو ارتدت كل منهما الفوط المبللة سيقيهما ذلك من النيران وسنخرجهما نحن في لمح البصر قبل تفاقم الأمور
وائل:- لكن الخطة غير مضمونة فكيف سنغامر بهما ؟
ميار:- وإن لم نفعل ستموتان اختنااااقا المكان ضيق غالبا
كاظم:- قد حسبوا حساب كل شيء أولاد الحرام
لبنى(سمعت صوت حجر ضرب بالنافذة):- نسينا أمر طارق.. سأخبره بالجديد
ميار:- قرروا الآن أمامكم 30 ثانية
كاظم(توجه للسرير وأخذ الغطاء):- أحضر الثاني حكيم ما إن يفتح الباب سنحيطهما بهذا كل واحدة على حدة لكن عليهما أن تكونا سريعتين
ميار:- ماشي تمام .. اسمعاني جيدا …
شرح لهما ميار الخطة وقامت ميرنا بوضع الفوط تحت الصنبور بللتها كلها وتقدمت صوب جوزيت ،، وضعت واحدة على كتفها وأحاطتها بالثانية ، وهنا جوزيت كانت قد بدأت قواها ترتخي من الدخان فاستسلمت لها ، وضعت أخرى بدورها على كتفها وأخذتا تنتظران مصيرهما ، وضعت أيضا فوطة مبللة على أعواد الكبريت الملتصق بحافة الباب وحتى لو نفذ واحد ليس مثل أن يشتعل الكل
لحظة لحظتين ودفع كاظم الباب ومع الأسف كان للهواء دور في اشتعال واحد منها مما نشر النيران بزوايا الحمام كله في لمح البصر ، رفعتها ميرنا بقوة وهي تحيطها بالفوطة ودفعتها ليمسكها ميار الذي كان في إثر استقبالهما بالغطاء الذي لف به جوزيت وعانقها بحنان بعد أن استذكر لهفة الموقف وأمسكها عنه حكيم …
ميار:- ميرنا تحركي هيا دوركِ …
ميرنا هزت رأسها وقبل خروجها تعثر كعبها فسقطت أرضا ودون قصد لامست عمود الفوط الجانبي وقد كان ساخنا بفعل النيران وهذا ما أحرق أصابع يدها ، دخل إليها ميار بخفة متجاوزا تلك النيران وأحاطها بالغطاء وأخرجها من هناك ، سقطت دموع من عينها إثر الوجع ولكنها لم تبالي فمسألة خروجهم أهم بكثير .. نزلت لبنى أول واحدة من السلم ولحقها حكيم بعده جوزيت التي أمسكها بخفة كي لا تسقط ، ثم كاظم وبعده ميرنا ووائل وأخيرا ميار الذي نظر حوله للنيران وشعر بالأسف على الحياة التي يعيشونها ولذلك نزل بدوره وهو حانق على ما آلت إليه أحوالهم المؤسفة أكثر مما هي عليه … غادروا المكان سريعا وتوجهوا لسياراتهم وقد اكتشفوا أن رجالهم لم يجدوا منفذا للدخول فقد كانت كل الأبواب موصدة بالأغلال الحديدية والأعمدة الضخمة ، يعني من فعل بهم هذا قرر قتلهم بمطلق الأحوال … فروا من هناك وانطلقوا لسياراتهم نظر وائل لميرنا نظرة قلق وحين أمسكها ميار بيده لم يجد بدا من الانسحاب بجوزيت التي فقدت قواها واضطر لحملها بين ذراعيه ، وهنا ناظرته ميرنا بوجع حين رد عليها بذات النظرة بشكل أعمق وأكثر اختناقا .. حكيم طلب من طلال إحضار السيارة لذلك الجانب وهذا ما فعله لتكون الصدمة كالتالي ؟؟
حكيم:- أين ميسون ؟
طلال:- أين ميسون ههه هل تنهبل علي لقد أخذتها لورينا لأجل التقاط صورة لكم في الحفل
حكيم:- للا لا أبدا لا يوجد شيء كهذاااا أين البنت يا طلال ؟
ميار:- بهدوء يا حكيم بهدوء … طلال متى حصل هذا ؟
طلال:-قبل ساعة
حكيم(رمش بتفكر):- قبل حصول المشاكل يعني …
وائل(تقدم إليهم بعد أن وضع جوزيت بالسيارة في الخلف):- إن لم تمانعوا سأغادر جوزيت ليست بخير وأنا قلق عليها
ميرنا(كتفت يديها):- ميسوووون مفقودة إن كنت تهتم
وائل:- مااااذا مفقوودة ولكن … كيف ؟
كاظم:- لورينا أخذتها غالبا ولا داعي أن تتصل يا حكيم
حكيم(أنزل هاتفه):- هاتفها بالسيارة
ميرنا(بقلق):- اتصل على رقم ميسون الخاص
حكيم(فعَّل الاتصال ورن لكن دون جواب):- إنها تحمله دوما معها لكن لو ترد عليه لعرفنا أين هي
لبنى(رمقت هدوء المكان):- هنالك شيء غريب وهذا الصمت المهيب غير جيد
كاظم:- المبنى يلوح من بعيد بنيرانه المندلعة يا للتبذير
حكيم:- يا طلال ركز معي هل أخبرتك أنها عائدة للبيت يعني فكر ؟؟؟
طلال:- أبدا قالت أنها ستعود بها للقاعة لأجل التقاط الصور فحسب
كاظم:- جرب اتصل بها مجددا
حكيم:- إنني أتصل إنني أتصل ولا شيء …
طارق(كتف يديه):- مرت ساعة يعني لو كثفنا البحث سنجدهما
وائل:- يجوز ذلك ..
ميار:- هل هناك رد ؟
ميرنا:- أين البنت أين البنت ؟؟؟؟؟؟
ميار:- هشش ميرنا لن نفقد أعصابنا الآن سنجدها لا تقلقي … ثم لا تشدي على يدكِ ريثما نعود ونضع ملصق حريق على أصابعك
ميرنا(نظرت للضمادة التي وضعها لها):- أريد رؤيتها أشعر بالقلق وتعبت أعصاااابي
حكيم:- يوووه إنها لا تجيب لا تجيب
ظلوا على أعصابهم لأزيد من نصف ساعة أخرى ، انهارت ميرنا بالبكاء واختلط عليها الحابل بالنابل بينما جوزيت غفت من فرط التعب في مؤخرة السيارة ، في حين كان كل منهم يحاول الوصول لحل يرجى وقد بعثوا رجالهم في استطلاع شامل للموقع دون فائدة ، حكيم فقد أعصابه بدوره وصار يضرب على السيارة لأنه أحضرها إلى هناك وهو المسؤول عن ذلك أجل …
ميرنا- دعني دعني لو سمحت دعني يا أخي أنا أشعر بأنها في مأزق
طارق:- ميرنااااا .. اهمدي وإلا صفعتك
ميرنا(تأوهت منهم جميعا):- دعوني وحدي
ميار:- إلى أين تذهبين يا مجنونة … توقفي
وائل(ناظرها بطرف عين ولم يحرك ساكنا):- هففف ..
طلال:- أنا آسف يا رجل والله حسبتها ثقة
حكيم:- أخبرتك أنها ليست كذلك يا طلال وخطؤك هذا لا يغتفر
كاظم:- لورينا ذكية أكيد استعطفت قلبه
لبنى:- المهم أن تكون الطفلة بخير هذا فقط ما نريده …
ميار(لحقها خلف الأشجار حين ركضت وأمسكها أخيرا):- ما الذي تفعلينه ؟
ميرنا:- اهئ أنتم لا تفهمون هناك شيء يحدث أحس به في داخلي
ميار:- ما الذي يحدث عدا عل أن الطفلة مع أمها ؟
ميرنا(عقدت حاجبها بقهر):- أريدها أريد أن أراها كي أطمئن لا يهمني
ميار(مسح على رأسها ودفعها لحضنه):- تمام يا عمري .. سنجدها فقط اهدئي ..اهد… ميرناااا أليس هذا رنين هاتف اسمعي معي ؟
ميرنا(سكتت عن البكاء):- يس رنين هاتف
ميار(جعلها خلفه وأشهر سلاحه):-دعيكِ خلفي …
ميرنا(بحرص تمسكت بقميصه):- تمام ..
تقدما ناحية الصوت رويدا رويدا إلى أن أطلا من خلف الشجيرات على منظر أغرب من الخيال ، كانت لورينا نائمة على الأرض وبجوارها ميسون كذلك والهاتف بينهما ، صعقت ميرنا من ذلك المنظر خشية من أنهما تعرضتا لمكروه لكن ميار طمأنها بأنهما نائمتان فقط … صفر لحكيم الذي ركض هو وإياهم صوبهم وحين رآها بخير وعلى ما يرام فرح بفرحة عارمة وحملها بين يديه
ميرنا(قبَّلت وجنتها):- الحمدلله افف الحمدلله يا عمري إنها بخير
حكيم(وضع هاتفها بجيبه):- الحمدلله لنصطحبها للبيت ، طلال قم بإحضار لوري غدا سأحاسبها على ما حصل
كاظم(نظر للبنى):- والله هي بدورها لن تكون على دراية به ، قد حقنت بحقنة منوم
لبنى:- هي والصغيرة هناك إبرتين
كاظم(أخرج منديلا من جيب سترته):- سنأخذهما للمختبر لرفع البصمات خذي ضعيهما بحقيبتك
ميرنا:- من سيفعل بنا هذاااااااا هاه ؟
طارق(رسم الخطة بعقله مستنتجا إياها):- ببساطة أرادوا موت أخد الليلة وبما أن لورينا وميسون كانتا خارج القاعة أكيد حين تريان النيران المندلعة ستهبان للمساعدة
ميار:- ولقطع كل أمل قاموا بحقنهما لكن هنالك حلقة مفقودة ، لما لم يقتربوا من رجالنا ؟
طارق:- ربما لتوفر الحراسة لم يستطيعوا كشف اللعبة والاقتراب منهم
حكيم(حمل صغيره وتقدم بها):- ربما ربما لكن الآن دعونا نمضي المكان غير آمن
طارق(نظر لها وهي بين يديه):- ما شاء الله إنها نسخة عن مدللتنا
حكيم(ابتلع ريقه):- جميل أنها كذلك فقد ورثت الجمال
ميرنا(مسحت على رأسها):- كانت ليلة صعبة تعبنا لنذهب
ميار(أمسك يدها):- هيا حبيبتي
وائل(تراجع لحظتها وتوجه لسيارته):- وداعا سآخذ جوزي للبيت
حكيم:- اهتم بها وأي شيء اتصل بنا في أي وقت
كاظم:- أنا لا تتصلوا بي سأذهب لأغفو وأنسى الدنيا ، هيا لوبا
لبنى:- هيا بنا …
تفرقوا من هناك كاظم لشقته مع لبنى ، وائل لشقته مع جوزيت ، وحكيم للقصر مع البقية حتى طارق لم يرافقهم بل مضى لشقته مع مهدي … هكذا انقضت ليلتهم على الرعب والجنون ، وضع حكيم ميسون بجوار ميرنا في غرفتها بعد أن ألصقوا على أصابعها ملصقات الاحتراق ، أما لورينا فقد وضعها حكيم بغرفتها مقفلا الباب عليها بالمفتاح الذي احتفظ به في جيبه ، فهو لن يدعها تفلت من حركتها تلك ما لم يعرف القصة كاملة .. وخرج للشرفة البحرية إلى ميار الذي كان يضعه يديه بجيوبه ويناظر الفراغ
حكيم:- ما قصدهم بهذه الحركة ؟
ميار:- لست أدري .. قتلنا مثلا ؟
حكيم:- كانوا يعلمون أننا سننقذ أنفسنا أظنهم كانوا يحاولون اختبار شيء ما
ميار(انتبه لرنين هاتفه برقم مجهول وأجاب):- نعم ؟
الصوت الإلكتروني عينه:- هذا كان عربون بداية عمل بيننا ميار نجيب ، وبما أنك نجوت من اختباري الأول أنت وجماعتك فسوف نرحب بك وبقوانينك ونشاطاتك منذ اللحظة ، اعذرنا على مزاحنا الثقيل ولكنك استحققته
ميار:- من أنت اكشف عن نفسك ولا تحسبني غافلا عنكم وعن أفعالكم
الصوت الإلكتروني:- أردت فقط وضعك بالصورة قد تجاوزت مرحلة الخطر هنيئا لك
ميار(بكره بصق بعد فصله الخط):- أغبيااااء
ميرنا(صرخت بقوة):- حكييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييم
حكيم(نظر لميار بلهفة وركض صوب الصوت):- ميرنااااااااااااااااا ميرناااااااااا
ميرنا(كانت ترتجف بخوف وهي تنظر إليها):- ح … حكيم كانت كانت تتلو تراتيل غريبة و و هددتني بالقتل وو .. اهئ وو …
ميار(انقض عليها وأزال منها السكين):- من فتح لهذه الباب على أساس أنك أغلقته ؟
حكيم(بعدم فهم):- أغلقته أغلقته … لكنني لست أفهم ما الذي يحصل معها ؟
ميرنا:- اهئ إنها ترعبني ترعبني
حكيم(اقترب منها وهدهدها لتسكت):- جيد أن ميسون نائمة بعد
لورينا(فتحت عينيها ونطقت):- سوف تموتووووون جميعا سأجعلكم تدفعون الثمن غاليا ، سوف لن أرحمكم وسأشرب قطرة قطرة من دمائكم ،،،،،،، هاهاهاااااا فاستعدي يا ميرنا فأنتِ الأولى على قائمتي أنتِ الأولى الأولى الأولى الأولى الأولى ,,,
ميار(حاول صفعها لكن دون جدوى):- يا لها من عنيدة
حكيم(ركض للباب):- فخريييييييية فخريييييية … يا فخرييييييييييييييية
ميار:- ماذا ستفعل تلك العجوز الهرمة في نظرك ؟
ميرنا(تقوقعت حول نفسها):- على ما يبدو صار الوقت اللازم لنفرق لورينا عن ميسون
ميار(كان ممسكا بها بإحكام):- على الأرجح ميرنا على حق ..
فخرية(هرولت وهي تركض صوبهم):- أصابع ميرنا احترقت .. وميسون في غفوة .. وهذه ملبوسة لقد تلبستها الشيطااااانة وليس بوسعي القيام بشيء سوى تطهيرها
ميار:- اعذريني أقاطعكِ خالة فخرية لكن لو تنجزي لأننا أصلا لا نفقه في كلماتكِ أي شيء
فخرية:- يعني أن ما بها لن يُفك قبل أن يفكه صاحبه
حكيم(انتبه لرنين هاتفه):- هذه السحلية تتصل ألو ماذا تريدين ؟
ليندا:- ههه والله اشتقت لك وأخبروني أنك نفذت من الموت عزيزي حكيم
حكيم:- اختصري واتلي تهديداتك سيدة ليندا
لينداّ:- اوه عيب عليك أنا والله لا أرغب سوى بمصلحتكم ولكي أساعدك في تحرير لورينا ابنتي من حالتها الغريبة تلك ، عليك الإصغاء لي جيدا
حكيم:- ماذا تريدين ؟
ليندا:- أخرجتم شياطيني من قمقمها لذلك ستعطيني شيئا تملكه ميرنا وإلا لن يحصل طيب
حكيم:- لا تهدديني يا ليندااااا
ليندا:- بلى سأفعل لأنني أحكم زمام الأمور في يدي ، مصير لورينا عندي ومصير ابنتك عندي ، مصير ميرنا عندي وكل من تحبهم وتفكر فيهم عندي فهل ستصغي لي ؟
حكيم(بكره):- ما هو هذا الشيء ؟
ليندا:- قلادتها … قلادة الشمس أريدها لي ؟!
هنا نظر حكيم لميار الذي شعر بثقل لورينا التي أغمي عليها لحظتها ولذلك وضعها على الكنبة ، بينما نظر حكيم لميرنا التي عقدت حاجبيها بعدم فهم من غاية ليندا التي ظلت تضحك تعيد في طلبها إلى أن أقحمته بعقله وسمعت منه الجواب المفيد .. وعليه هو مضطر لإعطائها ما تريد وكلاهما لا يعلم أن تلك القلادة ما هي إلا تقليد للأصلية المفقودة ….
حكيم:- ستحصلين على ما تريدينه …
جملة وجيزة اختصرت تلك المعاناة حين استيقظت لورينا غير عالمة بأصل تواجدها هناك ، أخذها حكيم لغرفتها وشرع يشرح لها ما يحدث لتنتبه مستقبلا بينما اقترب منها ميار وهو يلمس الغبن في وجهها وملامحها
ميرنا(ارتمت بحضنه وتمسكت بقميصه):- ليلة بائسة
ميار(مسح على كتفيها بحرارة):- وها هي قد مضت ونحن بخير
ميرنا:- اليوم نحن بخير لكن ماذا عن غدا وعن الغد الذي يليه ، هل سنعيش دوما في رعب وأكشن
ميار(قبل شعرها وهو يهدهدها):- لن تنهاري لأننا قادرون على مواجهة أي خطر
ميرنا:- إلى متى سننجو ، هذه المرة مرت بالصدفة والمرة الماضية كانت أشد ، ماذا بعد ماذا يريديون مناااااا هاه ؟
ميار(أمسك يديها المضمدة ومسح عليها):- وحياة هذه الأنامل لن يذهب حقكِ هدراا
ميرنا:- ليست مسألة حقي أو حقك نحن في لعبة الموت كل من يلجها فليتجهز للموت في أي لحظة
ميار:- ليس لتلك الدرجة نحن معا هنا وميسون بقربك لما لا تنامين
ميرنا:-أشعر بالنعاس فعلا .. ظلك معي ولا تذهب حتى أغفو
ميار(غطاها جيدا وابتسم):- حسنا سأفعل ..
ميرنا:- رؤيتهما زادت من المواجع بل ضاعفتها لحد الاختناق
ميار(تذكر جوزته):- من الجيد أنهما بخير وعلى ما يرام ..
ميرنا:- من يدري ؟…
جوزيت:- والله أنا بخير يا وائل اذهب لتنام فملامحك جدا متعبة
وائل:- دعيكِ مني إن لم أطمئن عليكِ وأرتاح لراحتك سوف لن أكون بخير
جوزيت:- يا لحظي بك طيب يمكنك البقاء
وائل:- حين ذكرتِ سابقا شيئا عن المشاعر ، لم تكذبي بذلك الشأن هنالك ما يخلق الألفة بيننا يا جوزيت ولذلك لعلنا ننخترق المطاطات الإذاعية وتكون لنا قصة مثالية ؟
جوزيت:- هههه أنا مؤمنة بك فلتتوكل على الله
وائل:- آه منكِ ومن جنونكِ حين يتجلى ، هيا نامي الآن والصباح خير وبركة
جوزيت(أمسكت يده وجذبتها لفمها):- شكرا لأنك دافعت عني
وائل:- ولو واجبي
جوزيت:- رأيت نظراتك لها أنت متيم بها حد الثمالة
وائل(انهزمت قلاع صبره ولذلك تأوه بصمت):- وقولي لها إذن أنني ما زلت أهواها ، وأن المخيف في الأمر أنني لا أجد ما يخيفني غير فقدانها
جوزيت(انهمرت دمعاتها):- إذن حول الجملة لمذكر وأخبره بأنني ما زلت على هواه وما زلت أهو ضياع أنفاسي فيه والشاهد ابنه الذي يتربى في أحشائي …
ابتسم كل منهما للآخر حين نطقا بهذه الحقيقة الجلية بينما هذين كانت لهما حقيقة أخرى
ميار:- لو تجلت لكِ فرصة لتخبري وائل عن شيء ما … ماذا سيكون ؟
ميرنا:- سأخبره بأنني أعشقه حد الجنون وأن نبضه ما زال يسري بنبضي وأن هذا الفراق موجع أجل ، لكنه يخلق ألف شوق وشوق في مزارع الأشواق بخلدي .. غاضبة منه أجل لكن نظرة منه تبدد غضبي وتزرع فيني الغرام … ههه ماذا عنك ؟
ميار:- سأخبرها بأنني عن عشقها لن أتوب وأنها امرأة خالصة تعرف كيف تفقدني صوابي ، لكن سأخبرها أيضا أنني أشكرهما جزيل الشكر فبسببهما اقتربت منكِ وصرتِ تنامين بهذه المسافة التي حلمت بها طويلا
ميرنا:- حرفت الجملة طلبك مرفوض
ميار(أمسك يدها وأخذ يقبل إصبعها واحدا بواحد):- ستشفين وتستعيدين أنفاسك وسنتحول لما نريد أن نكونه لا وائل ولا جوزيت قادرين على تزييف الحقيقة .. والأيام خير دليل
ميرنا(ابتسمت له):- الأيام خير دليل


يتبع

هذا القسم الأول من الفصل 31 سيتم إدراج القسم الثاني منه الأسبوع المقبل إن شاء الله كونوا بالموعد وماتنسو آرائكم تهمني


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 30-04-17, 03:55 PM   #647

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع يجنن ويهبل شكرا لك كونتيسة دمت دائما ممبدعة بانتظار
تكملة الفصل واتمنى من كل قلبي ان لاتتاخري مثل المرة السابقة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


mansou غير متواجد حالياً  
قديم 30-04-17, 08:40 PM   #648

أحلام رزان

? العضوٌ??? » 394491
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » أحلام رزان is on a distinguished road
افتراضي

حقا صدمتيني فتبادل كاع هاد الاحداث ضرني خاطري غير على وائل هههههههه مبهرة كالعادة حبيبتي نيس وغادي نستنى السبت الجاي بفارغ الصبر

أحلام رزان غير متواجد حالياً  
قديم 30-04-17, 11:52 PM   #649

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل رائع و مشوق شكرا لك ياكونتيسة سلمت أناملك

موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 01-05-17, 11:51 AM   #650

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Elk

الليل كائن حي ،
أحيانا
يصغي إلى آهاتك ويطبطب عليك بنسائمه العليلة
وأحيانا
لا يكترث فقد يكون كاهله مثقلا بالأنات التي تسيطر على مكمن الذات فتطرح فيها الأسى


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.