آخر 10 مشاركات
ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          [تحميل] انتقام أعمي ، للكاتبة/ عبير ضياء " مصريه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-17, 01:52 PM   #741

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام و انت بخير

استمتعت بمتابعة الفصل و احداثه الشيقة و شخصياته المتعددة سواء كانت طيبة او شريرة و اشكرك على مجهودك فى كتابة الفصل رغم تعبك و انا ممتنة لكى على طول الفصل فهو يساوى عشرة فصول من روايات اخرى مما يزيد من استمتاعى بالقراءة و المتابعة تمنياتى لكى بدوام الصحة و العافية و مزيد من الابداع و التميز




موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 03-10-17, 10:46 AM   #742

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

"حين لا نجدُ من يشعُر بهمومنا ولا نقدر على شرحِها فإننا نصمُت ونلوذ بالفرار "

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 06-10-17, 11:18 PM   #743

زهراء5
 
الصورة الرمزية زهراء5

? العضوٌ??? » 373104
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » زهراء5 is on a distinguished road
افتراضي

حرفك الجميل واسلوبك الممتع في السرد
لـايمكن وصفه فنسجك للحرف بطريقه محبوكه
تشدنا لتفاصيل انتِ بحق فنانه ترسمي لنا
الحروف لتظهر هذه اللوحه الجميله من المشاعر والاحاسيس
دمتِ بود ..بانتظار الفصل القادم بأحر من الجمر 🌹❤


زهراء5 غير متواجد حالياً  
قديم 08-10-17, 01:59 AM   #744

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا غالياتي أشكركن جزيل الشكر على مشاعركن الطيبة التي لا تبخلن علي بها ويسرني متابعتكن لجديد روايتي التي تكتمل بحضوركن الذي أنتظره بشوق يوما بعد يوم لكم مني كل الحب وعسى القسم 1 من الفضل 34 يكون بالمستوى المطلوب أحببببكم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-10-17, 02:02 AM   #745

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

القسم 1 من الفصل 34


" رُومِـــــــينـَــا "
~ قبل ثلاثة أعوام ~
أنزلته طائرته الخاصة في مدرج مخصص لإحدى المجمعات السكنية الحديثة جدا، حيث دلف بعد برهة من مسير عظيم له ولطاقمه لإحدى المنازل المجهزة بأحدث الموديلات والأجهزة الإلكترونية وعلى آخر صيحة قد كان منزلا ذو طابقين ومفتوحا تماما بحيث من يقف بالوسط قد يرى ما يوجد بالأعلى ونفس الشيء للدور العلوي قد يتابع أيضا ما يجري بالأسفل فحتى المطبخ والصالونات كانت تبرز تفاصيلها من الجوانب بشكل واضح ، لقد كان جميلا جدا وأنيقا ولكن ما يلفت الانتباه وهو أن كل الأثاث والأغراض الموجودة فيه كانت باللون الأسود والرمادي القاتم ،كل جزء منه حتى جدرانه وستائره وديكوراته توشحوا بهذين اللونين تحديدا بينما اللوحات والصور المعلقة عليها كانت كلها تخلو من شيء يدعى بريقا فكلها قد كانت تعبر عن مشاهد مظلمة وخطاطات داكنة وليلية ، تخلو من ضوء النهار جملة وتفصيلا ..
وهذا قد تم طلبه حسب ذوقه الخاص لأن هذا طبعه وعليهم طاعته واحتساب ردود أفعاله ورغباته قبل أن ينطق ، ولهذا قد سبقه طاقمه وانتشروا في المنزل ليتأكدوا من سلامة المكان ووضعية الستائر وتخفيف نسبة الإضاءة ، بعضهم توجه للمطبخ والبعض الآخر تبعثروا في كل أرجاء المنزل وهناك من صعد للأعلى بينما بقيت فتاة يافعة بطقمها القصير والمثير ذو اللون الكستنائي وهي تلاعب خصلاتها النحاسية وتقرأ في إحدى اللوحات الإلكترونية بصوت مرتفع على مسمعه
ستيلا:- تم إعلان الطوارئ في المنطقة قبل أسبوع بسبب تسريب الغاز لذلك تم إخلاء المجمع السكني ، وسيتم التفاوض في بيع بقية البيوت لصالحنا لنحصل عليها كلها في غضون عام ..أ…لو كان هذا سيضايقك سنسارع في الأمر يعني بضعة أشهر وتصبح ملكنا ….تمام لا ردة فعل سأتجاوز هذا لأخبرك أن عشاءك سيجهز في غضون ساعة ويمكنك أخذ حمام ساونا أثناء ذلك سينيور خوري ..سينيور خوري أنت معي ؟
خوري(كان جاثما أمام لوحة مظلمة تشير إلى صورة كهف جبلي):-…لارد
ستيلا(عانقت اللوح الإلكتروني وتقدمت إليه ولامست ذراعه):- سينيور ؟
خوري(قطع شروده ونظر إليها):- اتصلي
ستيلا(أمسكت الهاتف):- لو نؤجل الأمر للغد سينيور
خوري(تحرك ليناظر بقية المنزل):- إنه دامس ..مثلما طلبت تماما …امم..أحببته
ستيلا(طقطقت الرقم مرة أخرى):- لا يجيب
خوري(أزال سترته بهدوء ووضعها بنظام على حافة الكرسي ، رتبها بيده وتنهد):- لنقم بما ذكرتِ ونعيد الاتصال فيما بعد
ستيلا(ابتسمت):- خوانيتا العشااااء
خوانيتا(ببعثرة في تصرفاتها لوحت لمساعديها):- على النار هيا ساعدوني أنتم
ستيلا(لحقت به وهي تسير بخفة حتى سبقته للأعلى):- قد يكون الحمام جاهزا الآن ، سأحضر ثيابك التي ستتناول بها عشاء الليلة كما..
خوري(قاطعها وهو يبتسم بخبث):- يكفي أنكِ تستعرضين مفاتنكِ بهذا الطقم الضيق ..
ستيلا(شهقت بحرج):- أ…
خوري(تابع برتابة):- غيريه فلم يعجب نفسيتي
ستيلا(توقفت متسمرة بالدرج وقلبها ينتفض):- حاضر
خوري(توقف بدوره):- أنتِ تتوقفين بكثرة وهذا لا يروق صبري
ستيلا(برهبة ابتلعت ريقها ودكت رأسها لتصعد قبله):- لاء فقط توترت
خوري(امتص شفتيه وطالع بقية اللوحات):- من اختار هذه اللوحات ؟
ستيلا(مصمصت شفتيها):- أنا
خوري:- بدأت أتأكد من أنكِ تملكين ميولا سوداويا بأعماقك
ستيلا:- ههه وأنت لست داكنا لتلك الدرجة سيدي ؟
خوري(أغمض عينيه واستوقفها بجملته):- سينيور
ستيلا(تلعثمت):- سينيور أعتذر
خوري:- يكفي إلى هنا سأتصرف بمفردي
ستيلا(تنفست بعمق):- ولكن كنت أنو…
خوري(دلف للغرفة وأقفل أبوابها من الوسط):- انتهى
أحنت كتفيها بتعب وإرهاق منه وتراجعت لتنزل للأسفل وتتابع بقية الأعمال بهمة ونشاط
ستيلا:- خوانيتا سوف أغيب بغرفتي لبرهة جهزي الطاولة لشخصين
خوانيتا(حكت في ذقنها الثخين وهي تستفهم):- ولكن السينيور لم يكن بانتظار حضور أي ضيف وإلا لكنا جهزنا أنفسنا جيدا ؟
ستيلا(لوحت بيدها):- أنا الضيف فأسرعي ويكفي شوشرة
خوانيتا(ضحكت وابتلعت ضحكتها سريعا كي لا يرقبها أحد):- احم إلى العمل هيا هيا نحن متأخرون
رمقت مرافقيها بالمطبخ بحدة ليسارعوا أعمالهم وباشرت بتقطيع الخضراوات بدورها ، هنا أخذت ستيلا تفتش بين فساتينها عما يلائم مزاج السينيور خوري فعثرت على شيء أسود يليق بخرافية المكان..في تلك اللحظة كان جالسا بغرفة الساونا المرفقة لجناحه المخصص ، بينما بيده كان هنالك هاتف قديم جدا من الصنف الذي لا يليق بزمن العصرية الذي نعيشه ..رفعه بعد أن ضغط على الرقم الوحيد الموجود في لائحة أرقامه وأخذ ينتظر لحظة بعد لحظة حتى سمع صوتا في الطرف الآخر..
كهرمانة(بدموع):- خوري …
خوري(رسم ابتسامة شاحبة):- لم تتوقعي اتصالي أليس كذلك ؟
كهرمانة:؛- آخر مرة اتصلت بي كانت قبل سنة لما تتجاهلني ؟
خوري:- وهل لدي سبب يجعلني أتواصل معكِ ؟
كهرمانة:-أعلم أن أخطائي كثيرة بحقك وأنك لن تغفرها لي ولكنني أردت حمايتك فحسب
خوري:- تمام تمام وهذا يجعلني أشكركِ على الحياة المظلمة التي تجعلينني أعيشها ليومنا هذا
كهرمانة:- بني
خوري:- عموما اتصلت لكي أخبركِ أنني قريبا سأتوصل للعنوان
كهرمانة:- عنوان من ؟
خوري:- اعتقدت بأنكِ تعرفين
كهرمانة:- اسمعني جيدا أنا وحدي عائلتك هل علي أن أغنيها لك بالهندي ؟
خوري:- ……لارد
كهرمانة(بعصبية):- لا تعد لصمتك ولا تخرجني عن طوري انتهينا
خوري:- …لارد
كهرمانة(مسحت على رأسها بجنون):- يعني يعني كيف تستطيع التفكير برؤية شخص آخر غير أمك التي أنجبتك يا مختااااار ؟؟؟
خوري(اشتعلت عيناه بالغضب ونطق بصوت مرعب):- خوووووري لا تخطئي باسمي لأنني قد أنسى من تكونين بالنسبة لي وأعذبكِ بشكل لن يتصوره عقلكِ المحصور في بوتقة الابن المزيف
كهرمانة(هدأت من روعها حين شعرت بأنها تؤججه ضدها أكثر):- بني لو تدلني على مكانك و
خوري:- سأعرف بطريقتي انتهى الاتصال
كهرمانة(بغيظ ضربت الهاتف مع الجدار):- إنه يفقدني صوااااااابي عرندس عرندسسس
عرندس(دخل عليها بثبات):- خيرا ؟
كهرمانة(أمسكت على صدرها بموت):- إنه يود قتلي بجلطة … هذا الولد سوف يجلب أجلي مثلما فعل بي أبوووه ، أرجوك اعثر على خوري إنه هنا لقد عاد ولا أدري ما الذي يطبخه من خلف ظهرنا
عرندس:- ع أساس كانت لديه أعمال شائكة بروما حتى أنه نال مؤخرا لقب البارون ضمن عصابات أوروبا فما الذي عاد به ؟؟؟؟
كهرمانة:- عن أي بارون تتحدث ذلك الولد قد تخطى توقعاتنا بالمرة ، كيف تغير في غضون وقت بسيط وتحول من شاب يخشى ظله لرجل قاس لا يعرف الرحمة ؟
عرندس:- أخشى أن أقول جينات أبيه فتنزعجين
كهرمانة(حركت فكها):- وهل ستفرق الآن ،أرجوك تصرف امنعه من الوصول إليهم بأي شكل كان وحذار ثم حذار أن تتحركوا بشكل يفضح أمرنا أمام مياااار لا ينقصني مشاكل
عرندس:- سنبذل جهدنا لمعرفة نواياه أولا وبعدها نبحث عن حل
كهرمانة:- تمام تمام ها وطمئنني سريعا
أماني:-أم..مي ماذا يحصل لما سقطتِ المزهرية ؟
كهرمانة:- هه أ..توترت قليلا اجعلي الخدم ينظفونها
أماني:- ح..حاضر
انطلق عرندس تلك اللحظة ليعثر على خوري ونسي أنه يصب الماء في البحر فهو إن أراد أن يختفي ، فسيختفي ولن يعثر عليه أحد…فبعد برهة كان ينظر إلى نفسه بالمرآة تحسس خده بشرود وعقد حاجبيه وهو يرسم خطا حول ملامحه بشكل غريب ، قاطعه فقط طرق الباب ولم يتوقف بل أمضى دقيقة كاملة في النظر لنفسه وبعدها ابتسم وفرقع إصبعه
خوانيتا(فركت يديها ودفعت جسدها المكتنز للغرفة):- العشاء جاهز سينيوري
خوري:-خوانيتا .. ما رأيكِ بسْتيلاَّ ؟
خوانيتا(ارتبكت وحولت عينيها يمينا وشمالا):- لم أفهم سينيور ؟
خوري(رسم ابتسامة مكر وتقدم نحوها):- ما رأيكِ فيني ؟
خوانيتا(رمشت وهي تتفتف):- سينيور أ…
خوري(أطل عليها حتى زاد من وتيرة توترها ولاحظ تململها):- أنتِ على مشارف الستينات أكيد تعرفين مقصدي ؟
خوانيتا:- أنت شاب يافع وتستحق أن تكون حياتك مشرقة بالفرح و
خوري(مر بعينيه بريق شر في لمح البصر):-مشرقة ؟
خوانيتا(جحظت عينيها برعب وتراجعت للخلف):- ل..التعبير مجازي سيادتك أعتذر وأسحب جوابي
خوري(أغمض عينيه وولى ظهره لها):- انتقي ألفاظكِ جيدا وإلا لن يعجبكِ تصرفي
خوانيتا(هرولت خلفيا):- أوامرك أوامرك …
خوري(هدر فيها):- خوااااانيتااااا ؟
خوانيتا(يبست محلها من الهلع ورفعت رأسها إليه بموت):- ماتت غالبا هنن نعم سينيور ؟
خوري(ببرودة أمسك طرفي الباب وابتسم لها):-أنا قادم للعشاء أرجو أن يكون لذيذا
خوانيتا(أمسكت على قلبها وهي تبتسم ببلاهة حين أغلق الباب):- لا لا علي أن أقوم بفحص السكري أكيد سأجد بي مليون علة فقط بسبب هذا السينيور المريب اففف،أظنني سأطلب تعويض نهاية خدمتي لقد فنيت أواخر عمري لأجله حتى أصبت بجنون الارتياب والوسواس القهري للنظافة و..
استيلا(وضعت يدها على خصرها):- ما بالكِ خوانيتا تحادثين ذباب وجهك ؟
خوانيتا(نزلت من الدرج وفمها مترين للأمام):- سينيورك ذاك أسطورة لن تتكرر في إرهاب الناس
ستيلا(ابتسمت بشرود):- هيا خوانيتا نحن نحفظ طبعه عن ظهر قلب، هو حتى وسيم في انزعاجه
خوانيتا(حركت فكها بقلة حيلة واقتربت منها):- سينزل بعد قليل وحاولي أن تبوحي له عن مشاعر قلبكِ الذي سيموت قبل الاعتراف بكلمة
ستيلا(أحرجت ونشتها):- تأكدي من وضع مشروبه الخاص ولا تطيلي يا عجوز
خوانيتا(دمدمت تحت فمها):- أصلا لا أعرف كيف تغرم فتاة مثالية مثلكِ بوحش هئئ يفضل أن أخرس قبل أن يسمعني أحدهم وأطرد
لم توليها اهتماما حتى بل أخذت تلامس غطاء الطاولة المخملي بإصبعها الرقيق وعينها مرسخة بالأعلى ، تنتظر نزول إمبراطور قلبها ليملأ دنياها بالورود حسنا عن أي ورود تتحدث لكنها قد تكتفي بالنوع الأسود منها ، المهم وردة والسلام …إنها تحبه تعشقه مذ أن رأته أول مرة وعاشرت طباعه القاسية ، خشونته وعنفه وعصبيته يجعلونها مأسورة به ، بينما حنانه ورقته فهذه نادرا ما ترتسم على ملامح هويته الشخصية فتأسرها وتسحبها قسرا نحو غموضه وعالمه الداكن والذي لم يقتحمه أحد قط أو يعرف ما خفايا تلك الغياهب المظلمة ...قاطعها بطقطقة حذائه التي جعلتها تجفل وهي تبتلع ريقها بتوتر عدلت خصلات شعرها القصير والذي ثبتته بتسريحة خفيفة خلف رأسها ، ومسحت على أناملها بتوتر وشحنت نفسها بالطاقة لكي تتحمل مشاعرها بل تدفنها في أعمق دهليز بقلبها استعدادا لملاقاته …ابتسامته الساخرة تلك المستفزة جدا تجعله جذااابا فهي تدل على أنه ربما يهزأ بالعالم بأكمله أو أنه يعلم خبايا الكون وأسرار البشر ، كأنه على دراية بمكنونات القلوب لا لا مستحيل أن يعرف ما بقلبي مستحيل هئئ
خوري(رفع بصره لينظر مباشرة صوب الطاولة حين أحدثت ذلك الصوت الرهيب):- بعض الهدوء
ستيلا(ابتلعت ريقها وسحبت كرسيه):-تفضل سينيور
خوري(جلس مشيرا لها للمقعد أمامه):- هل أنتِ ضيفتي الليلة ؟
ستيلا(بحرج نظرت لفستانها ولهيأتها التي لم يعرها اهتماما بل نظر للأكل فحسب):- لم أشأ تركك وحدك في أول ليلة لنا بالوطن بعد عودتنا يعني ،كما أنني أود استغلال الوقت لأناقشك في بعض الأمور العملية و..
خوري(قاطعها):- ممكن بعض الصمت أريد تناول عشائي في هدوء …ثم أين الموسيقى ؟
ستيلا(استقامت بخفة وأمسكت بجهاز التحكم وقامت بوضع موسيقى كلاسيكية):- هذه مناسبة
خوري(فتح منديله):- لم ترق لي
ستيلا(زفرت عميقا وغيرتها):- وهذه؟
خوري(رتب المنديل):- غيريها
ستيلا:- طب هذه ؟
خوري(أغمض عينيه وضرب على الطاولة):- لا تضعي شيئا لقد انزعجت
ستيلا(أغمضت عينيها من صراخه ومسحت على رقبتها وهي تنظر ليدها المرتجفة وضغطت على أغنية صامتة ووجدته لحظتها قد باشر بتناول الأكل يعني مقبولة):- صحة ..
خوري(ظل مركزا بصحنه):- ….لآرد
ستيلا(تنفست الصعداء وجلست قبالته وهي تراقبه):-أصب لك بعض المشروب ؟
خوري(أمسك الكأس الفارغ وضربه أرضا):- أظنكِ تعلمين جيدا أنني أمقت إهمال رغباااااااتي
ستيلا(تحركت حنجرتها وفرقعت إصبعها لخوانيتا التي كانت تراقب من المطبخ):- نظفي هذا سريعا سأعطيك خاصتي لا تنزعج
خوري(أحنى حاجبيه حين صبت له في كأسها وقدمته إليه بيدين مرتجفتين):- ما بكِ؟
ستيلا(ضحكت من جنونه الغير مرتقب):- لا شيء هه يعني تفضل سينيور
خوري(أمسكه بابتسامة):- شكرا
ستيلا(نظرت لخوانيتا التي مسحت الأرضية وجذبت الزجاج المنكسر سريعا):- تسلمي خوانيتا يمكنكِ الذهاب للنوم سأكمل عنكِ من هنا
خوانيتا(نظرت له):- أ…حاضر عموما تعلمين أن نومي خفيف يمكنكِ مناداتي
ستيلا(أومأت لها بإيجاب فهي تعلم أنها تخشى عليها منه):- تصبحين على خير
خوري:- عودي لمحلك فأنا أنظر للكرسي فحسب
ستيلا(عادت ركضا وجلست وهي تفتح منديلها):- سنتحدث عن الاتصالات التي اتفقنا عليها ، قد حددنا بعض الأسماء التي قد توصلنا إلى …
خوري(رفع شوكته موقفا إياها):- أصغي جيدا
ستيلا(نظرت حولها):- لأي شيء سينيور ؟
خوري(نظر إليها):- للهدوء..
ستيلا(زمت شفتيها وأمسكت شوكتها وسكينها متمالكة أعصابها التالفة):- كما تريد
أسكتها في تلك اللحظة وأخذ يتناول طعامه في طقوس ساكنة غريبة مريبة لا تبدي أي راحة، وهنا كانت هي تقضم الأكل بشكل متباعد وتتأمله كما عادتها وبراحتها ، فهي تعلم أنه قلما يرفع رأسه عن صحنه ويكسر قاعدة من قواعده التي لا تحتمل … إنه يجعلها تحترق على جمر الشوق لتأمل عينيه الرماديتين ولكنه لا يشعر بنارها لا يشعر لا يشعر
ستيلا(لم تشعر بنفسها إلا وقد أحدثت صوتا مزعجا مجددا):- عفوا …
خوري(تنهد ورفع رأسه ليجذب المنديل لفمه ويمسح جوانبه):- لم تتناولي أكلكِ هل أنتِ بدورتكِ الشهرية ؟
ستيلا(ابتلعت ريقها خجلا وهي تنظر جانبيا):- لا ولكن يعني ..كنت شبعانة
خوري:- طالما كذلك لما أزعجتِ عشائي ؟
ستيلا(زفرت بغضب مكتوم وطوت منديلها):- نعتذر منك
خوري(استقام بعصبية وعدل هندامه وأمسك طرف غطاء الطاولة):- كأنكِ ستبكين ؟
ستيلا(امتصت شفتيها وخانتها دموعها):- مطلقا هه يعني لما سأبكي و هئئئئئئئ
خوري(جذب الغطاء كلها وأسقط تلك السفرة بكاملها أرضا):- لم يعد لكِ سبب في البكاء انتهى العشاء
ستيلا(انتفضت بفزع من حركته ونظرت إليه):- أعتذر أنا آسفة
خوري(لم يوليها اهتماما):- اتبعيني
ستيلا(رمقته برهبة ولحقت به وفي سرها):- يا إلهي …
ابتلعت ريقها وهي ترتجف بخوف بينما وصل هو لجناحه وفتح الباب على مصراعيه ودخل قبلها ، أزال سترته الرمادية الطويلة ورماها على المقعد وانتزع قميصه ليعلقه بانتظام على المشجب الخاص ، لامسه ليتأكد من ترتيبه وتراجع لينظر لمرآته ولذراعيه الضخمة ذات العروق البارزة والتي تدل على رياضة دائمة يطرد بواسطتها بعضا من شياطينه ، فالبعض الآخر يبقيه بعيونه منتظرا زمنا يناسب فترة انتقامه الموعود …
ستيلا(أغلقت الباب وهي تتهجد لله أن تسلم منه):- سينيور
خوري(نظر إليها وجلس على طرف سريره):- ابدئي
ستيلا(فركت يديها بتوتر):- هل ينفع لو..
خوري:- صبري قليل وعليكِ أن تكوني جاهزة لأنه ليس أنا من يحاول استثارة انتباهي وشهوتي بتلك الفساتين الضيقة جدا ، تعلمين أن هذه التصرفات تفعل فيني العجائب لذلك أنتِ تعرفين تماما ما هو دوركِ هنا ، عدا عن أنكِ مديرتي الخاصة فأنتِ عشيقتي التي لا تملك حق اعتراض أو إبداء رأي …دميتي التي أشكلها كيفما أريد وكما أشاء دون أن تنطق بكلمة لا ..والآن أريدكِ فانزعي عنكِ ذاك الفستان وابدئي قبل أن أنهض من هنا وأجعلكِ تلعقين أديم الأرض طلبا للرحمة
ستيلا(ارتجفت وهي تتنهد برعب من جمله المخيفة لكنها ابتسمت حين مدت يدها خلف ظهرها):- لو تساعدني
خوري(حرك فكه واستقام بخفة وتوجه خلف ظهرها):- هه حسنا
أغمض عينيه برهة وفتحهما ليزيل مشبكها الصغير ويضعه على المنضدة بانتظام ، لامس شعرها ووضعه جانبيا على كتفها ليمرر إصبعه على رقبتها البيضاء ويهتف في أذنها
خوري:- أنا رجل لا يحب إرهاق المرأة له لأنه قد يفقد لقبه الخاص تعرفين ما هو هااااه ، إنه معذب النسااااء وبما أنكِ تستهينين كل مرة بي وتحاولين جعلي إنسانا رومانسيا فأنا سأثبت لكِ في كل مرة أنني وحش حتى النخااااااااع
ستيلا(قبل أن تستدير كان قد مزق فستانها وآلم جسمها):- اهئ
خوري(نزعه عنها بقوة وألقاه أرضا وجذبها من فكها):- ابتلعي تلك الدمووووع الآن
ستيلا(هزت رأسها بإيجاب وهي تخفي عبثا جسمها العاري بيديها):- سينيور
خوري(جذب فمها لفمه بعنف وهمس من بين قبلاته الجامحة):- خوري وحسب
ستيلا(ذابت في جموح قبلته ولمساته التي طافت بجسمها فأشعلت فيه نيرانها):- خوووري
خوري(رفعها من خصرها بقبضتيه ونظر إليها):- ليتكِ ما تلفظتِ به ستيلا
ستيلا(لم تفهم نظرته تلك فقد انشغلت بطعم الدم في شفتيها وعرفت أنه قد جرحها ، ولكن حين ألقى بها من ذلك العلو إلى السرير تأوهت وفهمت غايته):- ليس مجددا لطفااا لطفااا
خوري(ضحك بخبث وفتح درجه ليخرج علبة صغيرة بها عدة مشارط طبية):- تعلمين أنها ستكون في كل مرة ستيلا
ستيلا(أغمضت عينيها بألم ورفعت الغطاء على جسمها):-أنا ….ما عدت أريدها
خوري(برقت عيناه بشرر ورفع يديه وهو يمسح على جبينه بسخرية):- …لارد
ستيلا(ترقبت ردة فعله الجامدة فهي قد كانت تتخيل ردود أفعال عديدة له لكن أن يصمت بهذا الشكل المرعب لم تتوقع):- ألن تقول شيئا ؟
خوري(أغلق علبة المشارط ووضع يده على جنبه):- حسنا ..لن أكون وحشا معكِ ولكنكِ ستقنعينني بالعكس
ستيلا(اتسعت ابتسامتها):- يعني ..يعني هل ستتقبل رغبتي مثلما أريدها أنا ؟
خوري(تقدم نحوها ولامس شعرها برقة):- مشاعركِ الغبية تفضحكِ أمام أي حمار في الشارع وقد يتأثر به لأن عيونكِ الزمردية قادرة على اقتحام أقصى حصن تريدينه ، لكن يستحيل أن تجعل شخصا مثلي يتأثر
ستيلا(رمشت وهي ترفع يدها بجرأة لتلامس لحيته بهدوء):- جرب أن تصغي للمساتي فحسب
خوري(أغلق عينيه):- …لارد
ستيلا(بدموع):- لا يجب أن تكون كل تصرفاتك وحركاتك عنيفة ، بعض الرقة قد تفيدك فدعني أكون لطيفة معك لا ضرورة لتلك الهواجس فأنا قادرة على امتصاصها منك
خوري(شعر بشفتيها على رقبته):- ..لارد
ستيلا(فتحت عينيها لترى ردة فعله فوجدته مستكينا لذلك استمرت):- دعني آخذك لعالمي هذه المرة لن أجعلك وحشا الليلة بل أميرا على عرش جسدي
خوري(فتح عينيه حين وضعت رأسها على صدره العاري وناظرها بطرف عين):- ستيلا
ستيلا(اهتزت حدقتيها وعضعضت شفتيها وتنهدت بأسف):- حاولت أن ..
قبل أن تنهي جملتها كان قد ألقاها على السرير وخنقها بيديه حتى كادت تلفظ أنفاسها وقتها أفلتها وهو يبتسم بسادية مجنونة حين رمى عنها الغطاء ولامس جسمها بإصبعه وأخرج من تلك العلبة مشرطا صغير الحجم ..ما إن رأته وهي تسعل حتى جمدت محلها برعب وهزت رأسها برفض وهي تصرخ طلبا لرحمته لكنه غافلها حين قام بتمريره على خط ذراعه وسالت منه دماؤها التي جعلته يبتسم أكثر فأكثر فأكثر …توسلاتها لم تشفع لها بشيء بل زادته متعة لذلك هجومه الوحشي عليها لم يكن بالشيء المؤلم بقدر ما آلمتها روحها التي كرهت تعلقها بهذا الحيوان المفترس الذي دمر أنوثتها بتصرفاته الجنونية ، إنه شخص غير سوي ومريض نفسي ومهووس وإن تابع على هذا النحو فسيجد نفسه وحيدا وحيدا جدا مثلما كان ومثلما ظل يتطلع للوصول إليه منذ صباه …..سويعات التعذيب طالت حتى فقدت وعيها مرات عديدة لتستعيده وتجده ما يزال يقتل فيها أنفاسها إلى غاية ما غفيت على ذلك النحو واستيقظت لتجد نفسها بحوض الحمام ..
ستيلا(فتحت عينيها وأغلقتهما بتعب وإنهاك):-…خوري
خوري(كان يمسح جسمها بإسفنج الصابون):- شتتتت
ستيلا(نظرت إلى المياه وصعقت بلون الدم الأحمر):- ماذا فعلت بي ؟؟؟؟؟؟؟
خوري(مط شفتيه ونهض ليلتقط منشفة ويفتحها):- قفي
ستيلا(تقوقعت على نفسها وهزت رأسها برفض باكية):-…لا أريد دعني أبقى وحدي
خوري:- قفي
ستيلا(زمت شفتيها بانهيار فلم تعد تقوى على التحمل):- قلت لك لا أررييييد
خوري(أمسك يدها برفق هذه المرة):- تعالي
ستيلا(شعرت باحتياجها لحنانه وأطاعته رغما عنها وكأنه ينومها مغناطيسيا):-…لارد
خوري(وضع الفوطة حول خصرها وحملها بين ذراعيه كالريشة):- أنتِ ستنامين هنا
ستيلا(صعقت من جملته):- هل ستسمح بذلك حقا ؟؟؟
خوري:- أريد ذلك
ستيلا(نظرت للفراش وبدا نظيفا وفهمت أنه ألقى بالآخر في محرقة الحديقة التي ترافقهم حيثما ذهبوا):- أشعر بالتعب
خوري(وضعها برفق على السرير ولفها بالفوطة جيدا):- ستنامين
ستيلا(رأته وهو يمسك عدة الإسعافات الأولية):- هل جروحي بليغة ؟
خوري(زم شفتيه وبعد صمت):- لما لا تغضبين مني أو تثورين رفضا لحيوانيتي معكِ ؟
ستيلا(انكمشت حول نفسها ونظرت إليه):- أخبرتك أنني تحت طوع أوامرك كيفما كانت المهم أن تكون سعيدا
خوري(أخرج معقم الجروح وفتح منشفتها):- لا تنظري للجروح عديني بذلك ؟
ستيلا(حاولت اختلاس النظر ولكنها أغمضت عينيها):- أثق بك
خوري(باشر تضميد جراحها وكدماتها وتأمل خصلاتها النحاسية الملقاة على وسادته):- لا تقصي شعركِ
ستيلا(رمشت من طلبه):- أتحبه طويلا ؟
خوري:- هل يؤلمكِ المعقم ؟
ستيلا(ابتسمت لأن تلك طريقته في الجواب):- لاء ..حسنا قليلا فقط
لم يجبها بل ظل يعقم جراحها وكدماتها ويخفيها بملصقات صغيرة لحين فرغ وجمع العدة ووضعها على جنب ليستلقي جوارها ، تلك اللحظة لم تستطع استيعاب ما يحصل لأن ذلك حصل ناااادرا جدا ففي العادة حين ينهي غرضه منها يطردها لغرفتها ، وأصلا لا يعاملها كامرأة قط بل دوما هي غرض من أغراض التسلية خاصته ، دميته الشخصية التي ابتاعها لتملأ ذلك الجوع القاتم بجوفه…لم تطل التفكير في ذلك بل رفعت يدها لتلامس وجهه بهدوء واستغربت حين لم يرفض بل ظل ينظر إليها بسكون تام
ستيلا(مدلهة بعشقه وكأنه يغسل دماغها به لا غير):- هل أنت راض عني ؟
خوري:-…لارد
ستيلا(زمت شفتيها وسقطت دمعتين من عينيها):- مهما فعلت بي لن أكرهك وسأضحي بكل أطرافي لأجل سعادتك لأنني أحب…
خوري(جفل بعينيه ونظر لملصق ذراعها العاري مقاطعا إياها):- لم أرد ذلك لكن ..تعودت
ستيلا(فهمت أنه لا يرغب بسماع ذلك الاعتراف ولهذا اقتربت بجدعها منه ووضعت رأسها على ذراعه):- أينفع ؟
خوري(رفع الغطاء على جسمها وتركها تتخذ ذراعه مخدة لها):- أنتِ تجذبين بصري إليكِ ، هنالك رقة فيكِ وحسن يفتن عيني لكنكِ لن ترقي لمقام آخر مطلقااا
ستيلا(نظرت لذراعه وقبلتها):- لا بأس يكفيني أن أكون معك
خوري(أغمض عينيه):- نامي
ستيلا(ضمت ذراعه لصدرها وحكت جبينها فيه بحميمية وأغمضت عينيها):- تصبح على خير خوري
خوري:- نامي
ستيلا(تثاءبت وهي تتدثر بالغطاء لتعانقه كما تريد فقد منحها حقا خرافيا كانت تتمناه في مجمل أيامها معه فهذا لا يحصل كل يوم بل نادرا جدا وعلى فترات قاتمة كتلك):- حاضر
نظر إليها وهي تتمسك به وكأنه شيء تستحب وجوده بقربها كل الأوقات ، ارتياحها بدا في ملامح وجهها المحتاج إلى حنانه الغير معهود فهو بعيد تماما عن ذلك ، وظلامه لا يسمح له بتخطي تلك المرحلة التي بترت من ضلوعه وحولته لذلك الإنسان المرعب … وهذا ما كان يوقن ماهيته في صميمه لذلك فتح عينيه بعد لحظتين من الصمت والتفت إليها متأملا إياها لينتقل لجراح ذراعها وكدماتها التي تؤجج بداخله شياطينه التي لا تهمد..حك عينه واستقام منتفضا تاركا إياها في نوم عميق ، خرج من جناحه حافي القدمين بسرواله الأسود فقط لا غير ونزل بخطوات خفيفة للأسفل وتوجه للمشرب وأمسك قنينة وكأسا وانتقل لمدخل الباب حيث جلس على الكرسي المقابل للوحة الكهف المظلم …زم شفتيه بغيظ وغضب وفتح القنينة ليتجرع منها مباشرة بعد أن ألقى بالكأس جانبا بإهمال ، أطبق جفنيه بقوة جراء تجرعه المفرط ومسح فمه بظاهر يده وهو يشير باليد الأخرى للوحة وقد اعترته لمحة غبن …
خوري:- كنتِ السبب أجل أنتِ من دمر حياتي وجعلتها على هذا النحو المريض بل المعااااق ..جعلتني أمقت شيئا اسمه ضوء أو شمس ، جعلتني أعشق راحة ظلامي بسبب مخاوفكِ الغريبة وغاياتكِ النرجسية أمي ، لقد حطمتِ فيني كل شيء وتسألين بعد لما أنا هكذااا ، طيب كيف سأكون هااااه كيف س…هههه لا تردي بتلك الردود الواهية لأنني لا أريد أن أصغي لترهاتك أنا يروقني حالي وسوف أبقى كما أنا وأحطم كل من يحاول الوقوف بطريقي ..صحيح اتخذت لقب بارون المافيا ولكنني لا أنسى وعود انتقامي ،سأجعلهم يدفعون الثمن واحدا تلو الآخر ومن يدري ربما قد يليكِ الدور كهرماني هههه ، تبا تباااا لذلك الكهف القميء الذي يذكره بأقصى لحظاته ضعفا وهوانا ..
~ خوري يتذكر ~
قبل عدة سنوات وفي كهف مظلم كان يتقوقع على نفسه برجفة وخوف ، ارتعاشه لم يكن بغريب بل شيئا معهودا قد كان يلازمه كلما أشرقت الشمس عليه ، وهذا ما كان يوتره ويجعله يهرب لأي زاوية لا تقربها الأشعة بشكل لامع فحساسيته منها تلزمه بالابتعاد كي لا يصاب بهستيريته ويضيق نفسه ..كما يشاع فالضغط يولد الانفجار وسجن كهرمانة له جعله يفكر بالتحرر منه مهما كلفه الثمن ولذلك كان هروبه من الخان أمرا مسلما به رغم أنه كان فجائيا فهي لم تتوقع قط أنه سيملك الجرأة ويفر من مأواه الخاص، ولذلك كان عليها التدخل والبحث عنه قبل تفاقم الأوضاع …
كهرمانة(بحالة ثائرة):- جد لي ابني فورا يا عرندس فوراااا
عرندس(رفع أداة إلكترونية بيده):- الشباب يحددون موقعه من خلال سواره كلها دقائق ونعرف موقعه
كهرمانة(همست بخفوت):- كيف سأهدأ وهذه المرة الأولى التي يخرج فيها من مخبئه الخاص
عرندس:- لو تهدئين من روعكِ لأنكِ سترفعين ضغطكِ دونما سبب، فخوري سنجده بعد قليل ، ثم بغض النظر ألم تكوني تمقتينه لقد بلغ 16 عشرة وما زلتِ ترينه مختار الراجي
كهرمانة:- فففف تعبت من كرهه ووجدتني أحبه وأقلق عليه دون رغبة مني ،إنه روحي الآن روحي التي سرقها مني ذلك المتوحش فلتسقط عليه اللعنة
عرندس:- لقد قتلته بيديكِ وما زلت لا تشعرين بالارتياح ، ابنكِ سوف يمحو ذلك الألم لا محالة لكن حين نجهزه لما نصبو إليه من البداية علينا أن نخطط للقادم وهذا يتطلب صبرا وعزما
كهرمانة:- فقط ليكن بمأمن أرجوك عرندس تصرف وأعد لي فلذة كبدي
عرندس(نظر ليدها التي ربتت على ذراعه بمحبة):- على عيني …لحظة / ألو نعم سيف ما الأخبار تمام تمام أرسل لي الموقع سأكون على الطريق ،أبشري لقد وجدوه بالقرب من هنا أخبرتكِ أنه لن يبتعد
كهرمانة(بلهفة فرح):- إذن لنذهب
عرندس:-ولكن لا يجدر ذلك يا س
كهرمانة(سبقته دون مبالاة للصالح ولا للطالح):- إنه ابني
هز كتفيه بقلة حيلة وتوجه رفقتها لسياراتهم التي انطلقت تباعا لعين المكان ، وبعد مضي سويعة بسيطة كانوا يقفون بالسيارات تحت جبل جانبي قرب الخان ، نزلت هي أول شخص وبعدها عرندس الذي وضع يده على زناد مسدسه تحسبا لأي مفاجأة غير مترقبة ، أشارت للرجال بحمل المظلة العالية والرداء الأسود وطلبت منهم اللحاق بها ..صعدت إليه بعد عناء ووقفت عند باب الكهف بدموع أليمة حين رأته وهو مكتف يديه حول ركبتيه ووجهه مدفون في تلك الحلكة
كهرمانة(جعلت الرجال ينتظرونها خارجا ودخلت إليه):- خوري
خوري(ظل على حاله):-…لارد
كهرمانة:- هيا خوري ارفع رأسك أنا أمك
خوري(رفع رأسه وهو يرمش):- كهرماني
كهرمانة:- هه أجل أنا هي
خوري(نظر خارجا لرقعة الضوء وجذب رأسه بانكماش):- الضوء
كهرمانة(نزلت دموعها):- سامحني يا بني ..أنا سببك في هذا العذاب ولكن لم يكن بيدي خيار
خوري(ضرب على الحجر بضربتين):- سجنتني عمري كله وتقولين لم يكن لديكِ خيار ؟؟؟؟
كهرمانة:- سجنتك لأحميك من غدرهم
خوري(بلؤم نظر إليها):- ظالمة أنتِ
كهرمانة(جلست وهي تربع رجليها مقابله ولامست يديه):- خوري أنت ما زلت صغيرا ولن تفهمني أنا أمك التي أنجبتك ولكي تحافظ عليك قامت باحتجازك تحت الأرض كي تبقى قريبا منها ، سنة تلي سنة لم أستطع أن أخرجك من تلك الغرفة الأرضية لأنني خفت عليك منهم وأردتك بخير ، …
خوري(ناظرها بشر):- قولي الحقيقة التي نعلمها جميعا
كهرمانة(بعد صمت أردفت):- في الحقيقة كنت أكرهك لذلك قمت بسجنك لم أردك ولم أرغب بإنجابك حاولت إجهاضك ولكن لم يفلح ذلك ، لكنني مع مرور السنوات تعلقت بك وصرت أنزل بنفسي لأتفقد شؤونك دبرت لك كل فرص العيش الرغيدة في تلك الغرفة ، علمتك ودرستك ولقنتك لغات أخرى ، وشرحت لك ماهيتنا في هذه الحياة ، عرفتك بهويتك لكي تعلم فقط أنني أحببتك
خوري:- أنا لا أحبكِ لا أحبكِ ولا أريدكِ في حياتي أرغب بالابتعاد عن عالمكِ بالمرة
كهرمانة(حاولت الإمساك بيديه):- لا تنفعل أساسا قد دبرت أمور سفرك ستغادر بعد يومين إلى روما
خوري:- رومااا ؟
كهرمانة:- ستذهب إلى رجل معرفتنا هناك سيعتني بك جيدا
خوري:- من يكون؟
كهرمانة:- شخص فضلنا عليه كبير ، لذلك رعايته لك حتمية سوف لن يتخلى عنك ، وسيعلمك بعض الأمور وعليك أن تصغي له ولا تعارض أوامره ،عليك أن تكبر وتنضج وتعالج نفسك لتصبح الرجل المنشود الذي أتطلع إليه كي يجعلني أرفع رأسي للسماء ..ستكون أحسنهم وأقواهم وستأخذ منهم ذلك الكرسي لما يحين الوقت
خوري(هز رأسه بعدم فهم):- أنتِ تنبذينني لقد كنتِ تهيئين لهذا اليوم منذ زمن ، ولولا هروبي من الخان اليوم لما أخبرتني بهذا
كهرمانة(ربتت على يده):- خوري خوري
خوري(نفض يدها):-لا تلمسيني أنتِ لستِ أما لقد قرأت في الكتب أن الأم هي منبع راحة لأولادها ، ولكن أنتِ كنتِ سبب شقائي لقد جعلتني معاقا دون إعاقة ولا تضحكي علي بأنها فترة مؤقتة فلن تكون كذلك …بحثت في النت وفهمت أنه مرض مكتسب لعدم تعرض الجسم للشمس في حداثة العمر ، على الشمع ترعرعت وأنا أتساءل في أي عالم نحن نعيش ، فكبرت لأجد بدل الشمع مصباحا رديئا ذو ضوء خافت لكي لا يكتشف حراسكِ أمري ، وزيارتكِ التي كانت تقتصر من مطلع الشهر للآخر كانت كلها لأجل الإنقاص مني أو رميي بالكلمات التي لم أفهمها حتى كبرت …لقد عاقبتنني بذنب أبي ولم تعرفي أنني بدوري لم أرغب بهذه الحياة
كهرمانة:- يكفي يكفي لا تلمني لقد حميتك من المخاطر ولو كنت محلي لفعلت المثل ، وإبقائي لك تحت الأرض لم يكن لأنني أنبذك يعني في البداية كان كذلك لكن فيما بعد تحول لخوف رهيب على سلامتك فما ذنبي هاااه ؟
خوري:- جيد أنني سأغرب عنكِ وأرتاح من ذلك القبر
كهرمانة:- لما تتعبني يا ولدي؟
خوري:- لست ولدكِ لست كذلك أسمعتِ ،أنا ناضج الآن حتى أعتمد على نفسي وسأثبت لكِ أنني لست ذلك الولد الضعيف الذي أنجبته
كهرمانة:- ومن قال ذلك أصلا من خوفي الشديد عليك من أن يكتشفوا أمرك قمت بإرسالك بعيدا لكي تعتمد على نفسك
خوري:- أجل سأكون هناك بخير فأنا أكره مدينتكم أكرهكم كلكم كلكم
كهرمانة:- هيا يا خوري سوف تعود معي للخان وكلها يومان وتكون بروما ثق بكلامي
خوري(نهض من محله وهو يمسح على وجهه):- سوف لن أثق بكِ سوف أسافر وأبتعد عنكِ لن تريني أبدا أبدا لأنكِ لم تكوني أمي التي تحبني بل امرأة استعبدتني وسجنتني تحت دهاليزها النتنة، وتريد استغلالي لأجل مصالحها المستقبلية وخططها الشيطانية صدقيني أنتِ لم تنجبي ابنا بل عدوا سوف يجعلكِ تتألمين أعدكِ بذلك
كهرمانة(تألمت من كلامه):- سامحني
عرندس(دخل عليهما وأعطاه الغطاء):-أنت جاهز للذهاب
خوري(كان يرتجف ونظر خلفه ليمسك بغطائه):- أساسا لم أخرج بدونه فعقدتي أزلية يا عرندس
عرندس(نظر لدموع كهرمانة وعقد حاجبيه):- اسمع يا خوري أمك فعلت كل شيء لأجلك
خوري:- أشكرك على التذكير هل لنا أن نذهب ؟
كهرمانة(بلهفة هتفت):-خووووري
ستيلا(وضعت يدها على كتفه بتوجس من حاله):- خوووري ؟
خوري(انتفض من تلك الذكرى وانتبه لانسكاب المشروب على الأرض):-..ستيلا !!
ستيلا(كانت بقميصه تطل عليه وهي حافية):- ما الذي يجلسك هنا في هذا الوقت ألن تنام ؟
خوري(رمش وهو يضع القنينة جانبا):- ما الذي أيقظكِ ؟
ستيلا(وضعت شعرها خلف أذنها وهزت كتفها):- قلقت عليك
خوري(ناظرها من أسفل قدميها العاريتين لأعلى رأسها):- عودي للنوم
ستيلا(تجرأت ومسحت على خده وهي تجلس على ركبتيه):- يمكنني أن أخفف عنك آلامك
خوري(ناظر عيونها الزمرديتين):- لون عينيكِ يخطف الأنفاس وشعركِ النحاسي هذا يؤرق العقل
ستيلا(فاجأها من كلامه الرومانسي وابتسمت):- أحقا أنت ممتن مني ؟
خوري(حدق في لوحة الكهف خلفها ووضع جبينه على صدرها):- …لارد
ستيلا(شهقت من حركته الغريبة وابتسمت بفرح وهي تضع يديها على رقبته لتضمه):- أنا معك
خوري:- أكره الظلام
ستيلا(مسحت على شعره وهي تقبله بقبلات حنونة):- أنت ابن الظلام
خوري(رفع رأسه إليها):- هشش لا تتحدثي فصوتكِ يحرك فيني كل ساكن
ستيلا(لامست وجهه بيديها وطبعت قبلة على جبينه):-أعلم أننا حين نستيقظ سنعود لهويتنا المعتادة يعني البارون ومديرته الخاصة لكن الآن…أنت حبيبي دعني أرافقك لفراشك
خوري(وضع يديه على خصرها وتحت فخذيها):- سأحملكِ
ستيلا(تشبثت بعنقه وهي تضع رأسها على صدره بحنان ونظرا لقصر قامتها مقارنة بضخامته فقد بدت كالريشة بين ذراعيه المتينين):- هذه الذكرى لن أنساها ما حييت
خوري(صعد بها بسكون):-…لارد
ستيلا(تأملت نظراته المظلمة وأردفت):- فيما تفكر ؟
خوري:- أتفكرين بأبويكِ ستيلا ؟
ستيلا(رمشت متفاجئة من سؤاله):- لا أفعل لأنني لا أعرفهم
خوري:- كنتِ ذكرتِ شيئا عنهم حين باشرتِ العمل لحسابي
ستيلا:- ولكن ذلك كان قبل سنوات سينيور أما زلت تذكر حكاية موظفة لديك ؟
خوري(توقف بها في الدرج وناظر عينيها بعمق):- ولكنكِ لستِ مجرد موظفة عادية
ستيلا(رمشت ببهجة اعترت خاطرها):- يعني ؟
خوري(أتمم طريقه):- النوم يغالبكِ وأنتِ تغالبين فضولكِ يكفي
ستيلا(دكت رأسها بحضنه وهي تتنشق عطره وهمست في أذنه):- أنت رومانسي وحنون
خوري:- أنا وحش
ستيلا(تأملته بمحبة وهي تعاند عناده):- وحش حنون
خوري(أغمض عينيه ودخل بها للجناح):- عندما أستيقظ يجدر بكِ أن تكوني قد غادرتِ
ستيلا:-أعرف القواعد وبما أنك أذنت لي بهذا الشرف فلن أخذلك
خوري(أجلسها على السرير ولامس عنقها):- ضعي وشاحا عليه غدا لا أريد رؤيته
ستيلا(مسحت عليه واستلقت بجواره):- أيمكنني أن أسألك أنا هذه المرة ؟
خوري:- وليكن قصيرا أريد النوم
ستيلا(تأملته وهو يتخذ محله ويلتفت للجانب الآخر وارتفعت لتطل عليه):- أنا أعمل تحت إمرتك منذ سنوات ولم أرك مهتما بأي شخص إلا هؤلاء فمن يكونون لك ؟
خوري(رمش بعينيه وأغلقهما):- غدا ستعرفين
ستيلا:- وكيف ؟
خوري(فتح عينيه بشرر):- هذا ما ستحلين أمره ستجعلينني ألتقي بهم
ستيلا(مطت شفتيها بعدم فهم وهمت بسؤال آخر):-ولكن ..
خوري(بصرامة):- نامي أو انزلي لمخدعك
ستيلا(زمت شفتيها وغطته بالغطاء ونامت وهي تعانق ظهره فهي لن تضيع أبدا هذه الفرصة):- شكرا خوري قد أسعدت قلبي
لم يرد عليها بل أطبق جفنيه ونام وهو ينتظر الغد بفارغ الصبر ، والذي هلَّ بشكل لم يكن كسائر الأيام بحيث ومنذ استيقاظها وهي تزن تزن على أذنها لكي تصطحبها في جولة ولكنها رفضت فقد كانت متقوقعة في غرفتها على مكتبها في محاولة فاشلة لكتابة مقالة ، استعصت عليها وظلت تمزق ورقها الذي انتشر ليملأ الغرفة
مرام:- ميرنا أختي بلييز بليييز أتوسل إليكِ خذينا إلى مركز التسوق الجديد والله هنالك تخفيضات مميزة لن تتكرر وصديقاتي كلهن سيذهبن ،أرجوكِ أختي
ميرنا(وضعت القلم بأذنها ورفعت رأسها ببرودة لوجهها):- أحاول استعادة نفسي يا مرام لذلك اذهبي عني ودعيني أنهي هذا الويل
مرام:- افففف نور لا تريد أخذي وأنتِ لا تريدين أخذي إذن لما تحتكران سيارتين لوحدكما ،سوف أسجل في دورة تعليم السواقة وسترين منكِ لها كيف سأبدع
ميرنا(نشتها):- روحي عني ياااا
مرام(تذمرت ولكن لمعت ببالها فكرة):- سأعود بعد قليل …
خرجت ركضا من الغرفة وأخرجت هاتفها بعثت رسائل نصية لوصال وكوثر وإياد وأخذت تنتظر الجواب ، ثوان معدودة وسمعت هاتف ميرنا يرن والمشكلة أنها لم ترد لكن طالما اعتمدت على مساعدة من الثنائي الرنان والمسمى بالجرثومة كوثوصالية التي لا تفشل في أي طلب فأكيد لن تخيب
ميرنا(حكت جبينها وردت):- يووووه مااذا تريدان ؟
كوثر:- شكلها لا يبشر بالخير ههه … هاي ميرنا حبيبي شوفي أنا ووصال سنتوجه لمركز التسوق الجديد هل نلتقي هناك؟
ميرنا:- لاء
كوثر:- ها والسبب ؟
ميرنا:- لأنه لدي عمل أحاول العودة إليه أليست هذه غايتكم التي ظللتم تقحمونها برأسي بعد فصل ذلك الحقير المدعو شهاب ؟
كوثر:- اممم انسيه ميرنا إنه لا يستحق التفكير فيه حتى ، ثم نحن سنرفه عن أنفسنا وإياد قادم
ميرنا:- لا أريد خلصوني
وصال(أخذت الهاتف من كوثر):- بنت أمامكِ ساعة وتكونين بمركز التسوق لا أملك نفسا لتدللكِ هاه
ميرنا(حكت ذقنها):- وصال أنا متضايقة من نفسي فدعوني وشأني
كوثر:- هذه البنت لن تأتي بالحسنى ولذلك…
وصال(فجرت هذه الكذبة):- إياد يعفيكِ من كتابة مقالة الغد
ميرنا:- أحقا سيتنازل ويغطي عني مجددا ؟
وصال(ضربت كوثر بيدها):- هههنن طبعا سيفعل ولو أنتِ تهندمي وتعالي إلينا يا روحي بانتظاركما
ميرنا(رمقت شعر مرام وهو يهتز خلف الجدار وحركت رأسها):- تمام سنكون على الطريق
مرام:- يسسسسس يس ييس شكرا أختي الحبيبة
ميرنا(ابتسمت):- هيا جهزي نفسكِ يا لعينة
وعلى أساسه غادرتا بعد مدة ، جلست ميرنا بسيارتها بينما ظلت مرام تلوح لنهال وتحرك يديها بانتصار فالمسكينة كان لديها امتحان ذلك اليوم ولم تتمكن من مرافقتهما ولنقل أنه كان حظا حسنا لها فما سيحدث لن يرضي أحدا ..
ميرنا:- ههه يكفي يا بنت ستنفجر نهال بفعل تصرفاتكِ المجنونة
مرام(فركت يديها بحماس):- متحمسة جدا جدا أختي حبيبتي سوف تنسي أمر راتبكِ هذا الشهر ، لأنكِ ستدهشين بما سنجده هناك وسترين كيف أنكِ ستتسوقين دون إرادة
ميرنا:- ذلك على حسب ههه ضعي حزام السلامة
مرام(همت بوضعه لكن التفتت إليها):- يااااااه هذه الموسيقى أحبها شوفي شوفي هذه الرقصة
ميرنا(رمقتها بطرف عين):- الحزام يا هبلة
مرام:- لحظة سأضعه لكن دعيني أنهي هذا المقطع ههه شوفي شوفي كيف سأتمايل يس هكذااا
ميرنا(انتبهت لهاتفها وأمسكته):- نعم إياد أشكرك على كتابة المقالة عني لقد أنقذتني وفتحي لا يهمد من رسائله النصية
إياد(كانت قد أخبرته وصال بل دبسته في المقال ولم يجد بدا إلا بالموافقة بابتسامة عريضة):- ماشي غاليتي ليست مشكلة لكنني أردت إخباركِ أنني عندكم على العشاء خبريهم هاه
ميرنا:- ههه طبعا البيت بيتك وأيضا سأعود بكوثر ووصال ونسهر بحديقتنا الجانبية بعد العشاء
إياد:- إنها فكرة لطيفة خلاص خبري البنات وأنا سأحمي حبيباتي عانساتي بقلبي وعيوني
ميرنا:-أحمق ههه يلا سلامو فمعي مجنونة ستجعل الشرطة توقفنا ، الحزام يا مرام يكفي رقصا سأدخل للطريق السريع
إياد:- أخبرتكِ ألا تردي على الهاتف إلا عن طريق سماعات الأذن ميرنا
ميرنا:- أوه نسيتها على مكتبي مش مشكلة أراك إيادي
إياد:- أراكِ ميرنتي
مرام(صرخت وهي ترقص):- أرااااكما هههه
ميرنا:- يا ربي على هذه ، ضعي الحزام وكفي لهوا هيا لأرى
مرام(أمسكته بثقل وهي تتلوى معه):- ههه حسنا شوفي كيف سألبسه
ميرنا(انتبهت لرنينه مجددا وهذه المرة تلون وجهها بالغضب فقد حجبت العديد من اتصالاته ولكنه لا يتوقف):- ألا تفهم يا هذا قلت لك دعني وشأني ولا تحاول الاتصال بي بأي شكل كان
شهاب:- بليز ميرنا لو تسمعي مني
ميرنا(بانهيار):- لا أريد أن أسمع أي شيييييييء أغرب عني
مرام(أطفأت الموسيقى سريعا واستكانت):-أختي
ميرنا(نظرت إليها وعادت لتركز بالطريق):- لا تقلقي أنا بخير
مرام:- لكنكِ متوترة لو نتوقف قليلا ونكمل بعدها
ميرنا(سمعت رنينه مجددا وأمسكته دون ّأن ترى المتصل):- أيها الحقييييير يكفي استفزازا واسترخاصا لنفسك يكفييييي ..
مجهول:- ميرنااا أريد تحذيركِ من …
ميرنا(صرخت فيه مقاطعة):- من معي ألووو كفوا كفوا عن التهديدات لأننا لا نهاب شيئااا سمعت
مرام(انتبهت للحافلة المقبلة من الطريق الآخر):- ميرنا خففي السرعة أختي
ميرنا(بانفعال تام فقد كانت أعصابها أصلا على شفة من الانهيار):- لا تملي علي ما سأفعله مرام وأنتم سألاحقكم حتى آخر لحظة أقسم أنني سأزج بكم في السجن كلكم هكذا جملة واحدة
مرام(بارتياب):- ميرنااا أختي …لو تهدئي ميرنااا
مجهول:- اسمعي مني أنتِ في خطر و…يا مجنونة اخرسي واسمعيني أنتِ و….
ميرنا:- اسمعني أنت أحذركم أحذركم من اختبار صبري لأنني قد أحرق الأرض ولا أهتم
مرام(انتبهت لانحراف الحافلة):- ميرناااااااااا
ميرنا(نظرت هذه المرة بتركيز):- و…يااااا إلهي
مرام(برعب):- ميرناااااااااااااااااااا انتبهيييييييييييييي
سرعان ما حاولت تحريف مسار سيارتها بعيدا عن مسار الحافلة التي توجهت صوبهم مباشرة وبجهد جهيد وفقت في الابتعاد عن طريقها ونجت منها ، لتتوجه نحوها سيارة سوداء كانت مختبئة خلف الحافلة بشكل مخطط له ولم يكن بحسبان ميرنا مطلقا ، ولأن كل شيء حدث بسرعة صرخة واحدة منهما كانت جوابا لهول الفاااااجعة ، فلقد انقلبت السيارة من قوة الارتطام وانقلبت مرتين حتى استقرت بالمقلوب وهما داخلها فاقدتين للوعي مع الأسف ….
إعلان جرس الإنذار كان لابد وأن يقرع مهما حاولوا إخفاء الأمر إلا وقد كان من سابع المستحيلات أن يتجنبوا تلك الثورتين الجامحتين والمعبرتين عن حرقة لا يسعهم ترجمتها ولو بأي شكل كان "حكيم وميار"، سويعات الانتظار كانت تمر كالجحيم على العائلة وعلى الأصحاب منتظرين الأخبار لكي يتنفسوا الصعداء ، لكن عجز مرام كان خارج المتوقع عدا عن الكسور التي أصيبت بها ميرنا والتي لم تأتي شيئا بجانب نفسيتها التي انهارت بألم على مآل أختها واعتبرت نفسها المسئولة عن ذلك الحادث مهما حاولت أختها الصغيرة تلافي ذلك ، إلا أنها لن تزيح ذلك الشعور الذي لازمها ليومنا هذا وجعلها تنفر من قيادة السيارات بل من فرط خوفها أصبحت عاجزة أمام المقود ….خبر الحادثة طبيعي أن يصل إلى مسمعهما كلا على حدة وطبيعي أكثر ألا يعلما به ولا تقوم القيامة عندهما ، فواحد قد انشق قلبه لنصفين من فرط الخوف والثاني حسنا تعلمون جموح الفهد كيف يكون
حكيم:- إن لم تخرسي سأدفنكِ أرضا شاهي لا شأن لكِ بأي شيء يخصني
شاهيناز:- بل شأني يا حكييم أنا قلقة عليك أرجو ألا تغادر حنايا القصر حتى تهدأ
حكيم(كان يرتدي سترته):- إن لم تتزحزحي عن طريقي صفعتكِ على وجهك
شاهيناز(ارتطمت مع الجدار):- هيا اذهب اذهب لكي ينالوا منك
حكيم(خرج من هنالك غير آبه بها):- يلعن اليوم الذي عرفتكم فيه
فخرية(كانت تكتف يديها وهي تقف وسط البهو في انتظاره):- لا تذهب
حكيم(عدل ياقته بلهفة):- هل رأيتِ ضفدعا يتبرأ من بني جنسه في رؤاكِ الغريبة مجددا فخرية ؟
فخرية:- سوف تتألم
حكيم(ضرب على صدره):- أو لا تعتقدين أنني أتألم أنني استهلكت من فرط الألم ، إنها بحاجتي وأنا لن أبقى هنا أرثي حالها من بعيد
فخرية:- طيب اذهب هيا اذهب ولن أمنعك
حكيم(توقف بوجع وأشار للفراغ):- مليون مرة مليون مرة وأنا أحاول الذهاب إليها وكل يوم تمنعينني ، كل يوم يجبرني هو على البقاء ، كل يوم تحرمني العشيرة من الاقتراب ، دوما ما تحرمونني منها وتحرمونها من عودتي ، إلى متى سأبقى هكذا أدفع ثمن أخطاء لم أرتكبها ؟
فخرية(اقتربت منه ولامست وجهه بيديها):- بني لقد أفنيت عمرك لكي تحميها وتبقيها في أمان ، أنت لم تفعل ذلك من فراغ وبدون تضحية يا حبيبي بالعكس كنت تحرص على سلامتها وسلامة أسرتك
حكيم(أبعد وجهه وهو ينظر بألم):- ها ها حتى أنني لو عدت فلن تتذكرني اسمعيني لقد طفح كيلي لن أنتظر أي أحد وليفعلوا ما يريدونه ، سأجبرها على ترك تلك القضية ولن يتمكن أحد من إبعادها عني تلك الفتاة لي وهي تنتظرني منذ زمن سحيق ولن أفرط فيها مجددا
فخرية:- ولن أمنعك اذهب للمشفى وأظهر نفسك لها ولأسرتك ولنرى ما قد يحدث
حكيم(مسح على شعره بجنون وألقى بكل الديكورات المسطرة على المنضدة أرضا):- يكفييييييي هل تتمتعين بإحراق قلبي لأجل هذا ؟
فخرية:- لا يا حكيم ولكنني أعلم مثلك ما ستكون العواقب إذا ما عدت ، هم لن يدعوك تحيا بسلام إذا ما رجعت إلى عالمك ، لقد حكموا عليك بهذا القدر لأنهم يعلمون مدى تأثيرك إذا ما رجعت
حكيم:- حسنا حسنا أنا ما عدت أطيق هذا الانتظار العقيم ولن أتراجع
فخرية(ضربت كفا بآخر وأخذ تتحسر):- الله يخفف عنك يا بني
شاهيناز(حركت فكها وهي تقف عند آخر الدرج):- ما هذااا الآن ؟
حكيم(صرخ بصوت عال ودلف لسيارته):- طلاااااال اجمع الرجال واتبعني
طلال:- حكيم حكيم أنا صديقك ولن أمنعك ، ولكن أرجو أن تفكر جيدااا تهديدهم ليس من فراغ وأنا متأكد أن الحادث جاء منهم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-10-17, 02:04 AM   #746

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

حكيم(فتح باب السيارة بشرود):- ولكنني لم أظهر نفسي بل أردت الاطمئنان عليها فحسب ،.. اسمعني اتصل بذلك اللعين وحضر لنا لقاء في أسرع وقت
طلال:- من…أنت والفهد ؟
حكيم(اتخذ محله):- إن كنت ستبقى في ملامح الصدمة كثيرا فلا تعطلني
طلال:- تمام سأتصرف
حكيم(انطلق من فوره وعقله شارد في الفكرة):- أمعقول أنهم يحاولون التخلص منها ، لالا مستحيل ذلك لأنهم يعلمون عواقب هذا التصرف لن تكون حميدة مطلقا مطلقاااااا ،آه يا وجع الروح شفاكِ الله وحفظكِ لي حبيبتي أنا قادم إليكِ …
وفي العرين
ميار(ضرب بمسدسه قدم أحد رجاله):- أتحسب بأني أمازحك هنا إن لم تعثر لي حالا على ذلك العنوان لأقسمن بأنك ستكون طعام غذاء لأهل القفص
الرجل(أمسك قدمه بألم وصراخ والدم ينزف منها):-آآآه قدمي قدمي
رشيد:- يفضل أن نتحرك سيدي
ميار(بصق جانبيا وهو يتوعد الرجل):- حاول أن تستعجل سمعتني ؟
الرجل:- أمرك سيدي
رشيد:- سيد..
ميارّ(وضع مسدسه بجيبه):- ستخبرني عمن تسبب بهذا الحادث ، ولو كان من في بالي وربي وما أعبد سأدفنه الليلة تحت الأرض
رشيد(خشي على أبيه طبعا):- حبذا لو لا نستعجل الأمر
ميار(أشار لرجاله):-حبذا لو تتنحى جانبا ولا تعطلني أكثر
وبدوره انطلق صوب المشفى غير آبه بالعواقب ولا بأي شيء ، المهم أن يجدها بخير وألا تكون مصابة بأذى بليغ لا سمح الله ..لكن كما كان متوقعا لم يتمكن من الدخول إلا ليلا عندما هدأت الأقدام واستطاع معرفة أخبارها من كمية المعلومات التي جمعها من الأهل وهو متقمص شخصية إياد الذي جعل فتحي يطلبه على وجه السرعة للجريدة ولذلك انسحب لبرهة على أمل العودة ،أما حكيم فقد ظل اليوم بطوله بجانب المكان ينتظر أي أخبار من طلال تمكنه من مجال الدخول إليها ولو حتى لدقيقتين
طلال(جاءه مهرولا):- لقد وجدت طريقة لإدخالك
حكيم(برقت عيناه وخرج):-كيف ؟
طلال(أشار للممرضين اللذين كانا يجران النقالة إليه):- بواسطة هذه الطريقة فلم أجد غيرها حكيم
حكيم(وضع يده على جنبه):- أصلا متى اعتمدت عليك بشكل سليم المهم المهم لا مشكلة دعنا نمضي
نام على النقالة وقاموا بوضع الغطاء عليه ودلفوا به للمشفى وفي كل منعطف كان قلبه يخفق بشدة ، فكلما اقترب من عصفورته الصغيرة ساءت أحواله حين يفكر بذلك البعد الذي أهلك ذاته ،،، رؤيته لأهله وهم جالسين على الكراسي بعضهم يبكي وبعضهم يفكر كانت صعبة عليه وقد دمعت عيونه شوقا لهم وتمنى لو أنه بجوارهم لكنه وخوفا عليهم لن يغامر ..كلها لحظات وكان يدلف لغرفتها المخصصة أغلق طلال بعده الباب وهنا تجمد الكون من حوله
حكيم(رفع حاجبيه وهو ينظر إليها نائمة وبشوق الشوق العارم هتف):- ميرنااا …
اقترب بحرص منها وأطل عليها غير مصدق أنه يراها عن قرب بهذا الشكل ، عدا عن المرات السابقة فهذه كانت تعتبر الأجمل لأنه يراها أمامه دون أن يضطر لأن يتخفى أو يخفي هويته الحقيقية عنها ، نظر لجراحها وجبيرة ذراعها وتأوه حزنا عليها
حكيم(لامس خصلاتها بشغف وجذبهم لأنفه وهو يحني رأسه ليستنشق ريحها):- عصفورتي الصغيرة يا قلب حكيم اشتقت اشتقت لرؤيتكِ هكذا دون قيود أو شروط ..اشتقت لأحرر عيوني وأمنحها حق تأملكِ دون التفكير بأية عواقب أو اختراق حدود رسمتها الأقدار رغما عني لتبعدني عنكِ وتقيدني بذلك قصد حمايتكِ فحسب يا ملكة الوجدان …لكن أعدكِ أن كل هذا العذاب سينتهي بعد فترة بسيطة أعدكِ أنني سأعود إليكِ فقط تحملي لأجلي بقي القليل فقط لذا انتظريني بعد ، أعلم أنكِ كللتِ ومللتِ من هذا الانتظار الفاشل ولكن والله ليس لخاطري كله لكي أضمن سلامتكِ فأنا أعيش ليومنا هذا فقط لأنكِ بخير وتتنفسين بأريحية ، وهذا سأضمن تحقيقه حين تتخلين عن تلك القضية الغبية أنتِ لست ندا لهم ، وانظري لهذا الحال لن أجعلهم يفلتون من قبضتي أقسم لكِ سوف يدفعون الثمن غاليا ، ودمعكِ أنتِ ومرام وكل أهلنا لن يبقى على الأرض …لكن عديني أنكِ ستكونين بخير حبيبتي لأجلي ؟
ميرنا(رمشت بعينيها وحركت يدها):- مراااام
حكيم(انحنى وطبع قبلة على شفتها وناظرها مرة أخيرة):- أحبكِ
ميرنا(فتحت عينيها وهي مستغربة ،حركت شفتيها واشتمت ذلك العطر الذي كان آخر ما تبقى منه):- ماماااا
تفقدت المكان حولها ولكن لم ترقب شيئا فقد كان قد غادر قبل استيقاظها الذي أربك موازينهم وهي تصرخ حين استذكرت الحادثة واعتقدت أن أختها قد أصابها مكروه ، هرعت إليها عواطف والباقون وهذا ما منحه مجالا للخروج قبل أن يلمحه أحد ، وهذا ما جعله يستغل سلم العاملين ليجد هنالك ورقة تتطاير أمسكها وقرأ "إلى السطح" …وقتها تلونت ملامحه بالغضب وصعد الدرج بخطوات متباعدة حتى وصل إلى هناك ووجده يقف على جنب ويديه بجيوبه ووجه مسمر في البعيد
ميار(شعر بحضوره ونطق):- مضى وقت طويل
حكيم(وضع يديه بجيوبه بحنق وتوجه ناحيته):- لست أتشرف بهكذا لقاءات فاختصر ودعني أغادر
ميار:- أنت من طلب لقائي لو نسيت ذلك ؟
حكيم:- وكأنك لم تكن ستستعين بي مثلا ؟
ميار(استدار إليه ولكن حكيم لم يتوقف عنده بل وثب في جانب آخر):- عرفت من فعلها
حكيم(برقت عيناه بشرر):- غضنفر ؟
ميار:- وجهزت خطة قتله سوف نقتحم بيته الليلة ونقضي عليه
حكيم:- لن يفعلها أحد غيري
ميار(نظر إليه بطرف عين):- لا تتجاوزني كي لا أضعك بمقامك
حكيم:- لا تخاطبني بهذه النبرة لأنني لست طفلا مدللا يسترعي انتباهك ، لقد ضحيت بما يكفي والعواقب أنت تراها بالأسفل ابنة عمي أصبحت عاجزة أتفهم ما معنى ذلك ؟
ميار:- سنوفر لها الدعم الطبي اللازم من بعيد لا تقلق ستعود لطبيعتها عاجلا غير آجل
حكيم(ضحك بسخرية ومسح على جبينه):- لا تتصرف وكأنك مهتم
ميار:- ولما لا أكون مهتما فيما تفرق عني ؟
حكيم(باحتدام مرتقب):- أنا أكون ابن عمهم ولكن ماذا عنك أنت ؟
ميار(امتص شفتيه):- ستعايرني بنسبي الآن ؟
حكيم:- ليس ذلك من صفاتي ولكنني لا أؤمن لك ولا أثق بك
ميار:- من حقك كوني تسببت في منفاك ذاك
حكيم(حرك فكه حين رمق تأسف ميار):- أعلم أنك لست السبب وقد كنت مثلي ولكن
ميار(بأسف):- حين حاولنا التمرد أنظر لما فعلوه
حكيم(بعدم فهم):- ماذاااا تقصد ؟
ميار:- لقد عرفوا أنني أحاول حمايتهما ، وعرفوا أيضا أنك كنت متخفيا في هوية سائق أجرة وكانت معك ميرنا فكيف تغامر مثل هذه المغامرة حكيم ؟
حكيم:- أنت آخر واحد يحق له محاسبتي سمعت ؟
ميار:- لما لا تعود للساحة إذن ؟
حكيم(ضحك بهزل):-أعود لساحتكم القذرة مستحيل لقد هجرتكم وتركت كل شيء فقط لأعفي نفسي من كوابيسي ،غادرت جحيمكم قصد التحرر منكم والرجوع لواقعي ولكنني وجدت نفسي أغرق وسط بركة وحل لن يخرجني منها أحد
ميار:- حاولت مطالبتهم بالنظر في أمرك لكنهم خسروا علي جملة واحدة أنك تشكل تهديدا عليهم وبقاؤك بعيدا أضمن لهم ،أو تعلم لأجل ماذا لأجلي فهم يخشون تجاوزي بأذيتك فساعتها لن أرحمهم
حكيم:- مشكور مشكور بمعيتك لو تتفضل على العبد لله ببعض الدنانير ؟؟
ميار(حرك فكه):- ابتعد وكف عن المحاولة يا حكيم فمكانك ليس هنا
حكيم:- ومكانك أيضا ليس هنااااا ابتعد عنها لأنها أسمى من تطلعاتك ميار
ميار:- لنتجاوز هذه المرحلة ونتوجه للأخذ بثأرنا ما رأيك ؟
حكيم(حرك فكه):- جاهز لعقد صفقة مع الشيطان نفسه فقط لا يهرب منا ذلك الكلب
ميار:- نلتقي عند مفترق الطرق رجالي هناك أصلا
حكيم(نظر إليه نظرة أخيرة):- أتمنى أن تكون هذه آخر مرة أراك فيها
ميار(ابتسم وتطلع إليه):- من يدري ربما يتحقق لك ذلك
تبادلا نظرة نارية وتبخر حكيم من هناك تلك اللحظة ونزل لموقف السيارات مباشرة ليجد طلال يقف مع رجل غريب ويتحاور معه لكن عماذا ؟
طلال:- هاه لقد جاء السيد حكيم ، احم حكيم لا أعرف هوية هذا ولكنه أخبرني أشياء عنك جعلتني أصغي إليه
حكيم(نظر للرجل):- اقترب من تكون ؟
الرجل:- أنا عبد مأمور وسيدي يطلب مقابلتك على وجه السرعة لأن الأمر عاجل
حكيم:- وسيدك هذا من يكون ؟
الرجل:- لا يسعني التفوه بأي كلمة لأن الأمر سري
حكيم(حول عينيه):- تصرف يا طلال لأنها أكيد مكيدة
الرجل:- كنا نعرف أنك ستشك بأمرنا لكن لو تفضلت معنا ستوفر علينا الكثير
حكي:- أنا لن أتحرك لمحل أساسا لا أملك وقتا له الآن انتهى ،… هيا بنا طلال
طلال(أشار للرجال):- هيا
الرجل(تراجع للخلف والهاتف بأذنه):- سينيورة ستيلا لقد رفض السيد حكيم إجراء أي مقابلة ؟
ستيلا(بأسف):- لا بأس لنجرب مع السيد ميار ..تحرك
الرجل:- حالا …
ستيلا(نظرت إليه وهو يدخن سيجاره بهدوء بارد):- سينيور خوري أنت بخير ؟
خوري(نظر للمستشفى):- …لارد
ستيلا(فركت يديها ونظرت جانبيا):- سننتظر المحاولة الأخرى
الرجل(انتظر نزول ميار وحين استوقفه وجد مسدسات رجال ميار على رأسه):- لا أملك سلاحا ولست عدوا أنا أود توصيل رسالة فحسب
ميار(تنهد عميقا):- أفصح ؟
الرجل:- أتمنى لو ترافقني بلطف لرؤية سيدي فهو ينتظرك ويريد التحدث معك على وجه خاص
ميار:- سيدك ههه ومن هو هذا المجهول ؟
الرجل:- حين تتفضل ستعرفه
ميار(ربت على كتفه):- تمام قل لسيدك ذاك أنني شخص لا يذهب للآخرين لو كان يريدني فليبذل مجهودا أكبر من هذا تمام …هيا يا رجال سنتحرك
الرجل(أفلت منهم):- ماشي ..
ستيلا(وضعت الهاتف حين سمعت رفضه):- وهو الآخر يرفض
خوري:- هل ذهبوا جميعا ؟
ستيلا(نظرت حولها):- تقريبا لماذا ؟
خوري(هدر في السائق):- افتح الباب
ستيلا:- والسبب ؟
خوري:- سأرى الشخص الذي تحديا كل شيء وجاءا لزيارته ، أكيد هو شخص مهم بالنسبة لهما ويهمني أن أعرفه
ستيلا:- أتريد مني مرافقتك ؟
خوري(أمسك يدها):- طبعا
كانت تسير جواره واثقة الخطوات وهي تتأمله بعينيها العاشقتين حتى أنها لم تفهم سبب اصطحابه لها ،أو لم تجد الوقت المناسب لاستيعاب ذلك فقد كانت تهرول جواره وهي تناظر خشونته وعضلاته العريضة التي تسبيها بشكل متهالك …أسرعت بطلب العون من طاقم رجالهم الذين عرفوا من خلال اللقب العائلي أن هنالك مصابتين بحادثة سير ، حين سمع بهذا رفع حاجبيه وأخذ يفكر بعمق أثار حيرتها لذلك أشارت له بالخروج من المصعد حين وصلوا للطابق المحدد
ستيلا:-سينيور
خوري:- ابقي هنا
ستيلا:- لو أرافقك ل….
خوري(جحظ عينيه بعصبية مستوقفا إياها):-…لارد
ستيلا(حركت رأسها بطاعة):-..حسنا
تقدم بثقة في الممر وهو يتفرس الوجوه الموجودة هناك ، لم يطل نظرته فيهم كثيرا بل التفت خلفه لستيلا التي أشارت لرجالهم بالتدخل ،وهنا تقدم مجموعة منهم حاملين علب القهوة والحلويات لهم وتحت دهشتهم واستغرابهم كان هو قد دلف للغرفة ،أمسك بالتقرير وتفحص وضع الحالة وقرأ اسمها مرام الراجي ، عقد حاجبيه وأعاد لوح التقرير لمحله وخرج من هناك مستغربا من سبب خوفهم الشديد على هذه الصغيرة ، لم يطل تفكيرا بل توجه للغرفة الأخرى وانتبهت له مديحة لحظتها
مديحة(استوقفته):- من حضرتك ؟
خوري(دون أن يلتفت إليها):- دكتور
ستيلا(أنقذت الموقف):- دكتور أرجو أن تسرع في مراجعة الحالة إنهم يريدونك بغرفة العمليات
خوري(امتن من حضورها ودخل للغرفة):- حالا
مديحة(نظرت لهيأة ستيلا باستغراب مندهشة من مستواها):- اممم عجايب هل أصبح راتب الممرضات يلبسهن بهذا المستوى غريب والله ..
ستيلا(انسحبت فورا من هناك):- آخ يا خوري ستوقعنا بمشاكل
لم يكن حبا من أول نظرة ولم يكن شعورا مسبقا بأن هذه الإنسانة قد تتربع على عرش قلبه ، على النقيض تماما فلم يعتريه أدنى شعور تجاهها بل وجد نفسه ينفر منها بشكل محير ، وقف أمامها وهو يتفحصها ويتفحص ملامحها التي جعلته يطيل التحديق فيها لحظة تليها لحظات أخرى ، إلى أن استوقفه وشمها وأعاد ذكرياته للخلف وشهق حين تذكرها وليتيقن أكثر …
خوري(رفع تقريرها ليقرأ):- ميرنا الراجي ههه أهلا أهلا رومينا خاصتي
ستيلا(دخلت عليه):- يجدر بنا أن نذهب سينيور الوضع خطير
خوري(ارتسمت على شفته بسمة وهو ينظر إليها):-..لارد
ستيلا(توجست من ابتسامته المريبة التي نادرا ما تزور محياه):- ماذا هناك ؟
خوري(أعاد التقرير):- اسبقيني
ستيلا(لم تجادل بل زفرت بعمق وخرجت):- ماذا يحصل له ومن هذه ؟
خوري(اقترب من وجه ميرنا وأغمض عينيه هامسا):- سيأتي يوم ونلتقي فيه رومينا وسأذكركِ بي يا متلاعبة وقتها سآخذ حسابي منكِ مثلما أريد لكن الآن سأختفي لأنني أيقنت غايتي ، لا أنتِ ولا أي واحد منهما سيوقفني ..لأنني خطوت خطوة نحوهما وقد أتيت بنية حسنة وأردت لقاءهم على وجه خاص لكي نوطد علاقاتنا إذا ما أفصحت لهما عمن أكون ولكن كلاهما تعفف ورفض ذلك وأعتقد بأن الخيار كان لهما ، أعدكِ بأنني سأكون لطيفا معكِ قدر المستطاع لكن ربما شياطيني …..لن تسمح هه باي رومينا…
مذ خروجه والصمت شريكه تعبت وهي تتطلع إليه لتفهم سبب صمته المرفق بابتسامته المعهودة لما يصيب هدفا ما ، وهذا ما جعلها تتوجس وهي تفرك يديها بقلق وتنظر تارة للطريق وتارة للسائق وتارة لهاتفها وقلبها يخبرها أن تلك الزيارة لن تمر على خير ،،تنهدت بتأفف لتطرد أفكارها وصدمها حين أمسك يدها
ستيلا:- احم سينيور ؟
خوري(التفت إليها):- كانت زيارة مثمرة
ستيلا(نظرت ليده التي سحبها):- لا أدري
خوري:- يكفي أنني أعلم
السائق:- سينيور أخبرني الرجال أن هنالك سيارة تنير لهم مصابيحها بغية الوقوف على جنب ،ما العمل ؟
ستيلا(التفتت للخلف سريعا):- امضي ولا تتوقف ودعهم يتأهبون لأي طارئ
السائق(تحدث معهم عبر لاسلكي الأذن):- لا تتوقفوا وجهزوا أسلحتكم
ستيلا(اقتربت منه وهي تلامس جيب الكرسي تحتها):- سوف نحرص على سلامتك سينيور
خوري(ابتسم أكثر وهو ينظر إليها):- تعلمين أنه لا يوجد شيء قادر على قتلي إلا الخيانة
ستيلا(ابتلعت ريقها):- أعلم ذلك جيدا لكنني قلقة بشأن هؤلاء الزوار الغير مترقبين ؟
خوري:- ولكنني أعرف من يكونون... توقف على جنب
ستيلا:- ولكن …
خوري:- افعل ما آمرك به هيا …
صف السائق على جنب وإذ بكل ذلك السطر يتوقف تباعا وحتى السيارة الدخيلة وجدت نفسها محاطة في دائرتهم ، في البدء توجسوا من هذا الزائر الشجاع جدا لكي يوقف موكب البارون ولكن عندما نزلت تشنجت أوصاله وهو يرمقها بكره هي ومساعدها الأعور
خوري:- مهما حصل لا تنزلي من السيارة
ستيلا:- أهي أمك؟
خوري(رمقها بحدة):- اسمعي الكلمة
ستيلا:- طيب ..
خوري(تنفس عميقا وفتح الباب):- ….لما تعترضين طريقي ؟
كهرمانة(دمعت عيناها حين رأته):- خوووري بني
خوري(كتف يده وحرك فكه لينطق لكنه نظر لعرندس):- ما زلت على قيد الحياة ؟
عرندس:- بفضل الله تعالى
كهرمانة(نظرت إلى النظرة التي تبادلاها بعدم فهم):- ماذا تخفيان عني ؟
خوري:- لنترك التفاصيل لمساعدكِ كي يسردها لكِ على رواق واختصري سيحين وقت نومي
كهرمانة:- ما الذي أتى بك لمشفى الراجيين ؟
خوري(هز كتفه بلا مبالاة):- ألست أنتمي إليهم ؟
كهرمانة(بكره اقتربت منه):-أنت ابني أنا ولم أنجبك لكي تصف بجانب أعدائي ، لقد أنجبتك لكي تنتقم لي منهم يا ولد وكف عن تعنتك هذا أمامي لأن تصرفي لن يروقك
خوري:- أتنوين احتجازي مجددا تحت قدميكِ في دهليز رديء مثل اختياراتك في هذه الحياة ؟
كهرمانة:- صحيح قمت بأخطاء عديدة ولكنني أبقى أمك يا خوري يكفي تهورا ولا شأن لك بهم
خوري:- لقد غيرت رأيي أساسا لن أقترب منهم حتى أرى أن ذلك مناسب
كهرمانة:- عد إلى روما لقد أصبحت بارونا هناك ويمكنك السيطرة على فئات المافيا التي تريدها ،إذن ما الذي سيبقيك هنا أخبرني ؟
خوري:- رومينا …
كهرمانة:- لا شأن لك بتلك الفتاة ثم كل من حكيم وميار يحميانها بطريقتهما الخاصة إذن ؟
خوري:- لقد بذلتِ جهدكِ لتمنعيني عنها ولكن هذه المرة ربما لن تجدي محاولتكِ نفعا
كهرمانة:-بني تلك البنت أم مشاكل من يقترب منها يحترق بالنار
خوري:- وأنا الاحتراق يستهويني
كهرمانة(أغمضت عينيها وفتحتهما بشراسة):- عليك أن تعرف أنها تلاحق مافيا الفهد البري هي وإياد شقيق ميار ، يعني هذه الدوامة لن تنتهي وإذا ما دخلت للخط فلن تبقى هويتك مخفية صحيح أنت خارج الوطن ولكنها مسألة وقت ويكتشفون أمرك
خوري:- كأنكِ تستخفين بي ،إذا ما أردتها فسآخذها بيد أنها ليست ببالي الآن لأن الوقت الأنسب بالنسبة لي هو الوقت الذي تكون فيه مركز كونهم واهتمامهم ، وقتها سيصبح للانتزاع طعما آخر ويكون البقاء للأقوى
كهرمانة(ابتلعت ريقها بارتياح):- يعني ستعود لروما ؟
خوري:- محتمل
كهرمانة(بحماس لامست كتفه):- سوف تريح قلبي عليك
خوري(نظر ليدها وانتزعها):- ابقي حيث أنتِ ولا تفكري أنكِ ستستعطفينني بأي تصرف كاذب ، لأنني أشعر في أعماقي بمن يحبني بصدق ومن يمقت وجودي
كهرمانة(ببكاء):- لقد مضى على ذلك سنوات أنت ابني أيعقل أن أكرهك ؟
خوري:- بدأت أشعر بالضجر لو أنهيتِ كلامكِ غادري
كهرمانة(نظرت لعرندس الذي تراجع للخلف):- أحضرت لك فتاة معي هل تقبلها كعقد صلح بيننا ؟
خوري(نظر خلفها للفتاة الحسناء التي أنزلوها من السيارة):- اممم هدية مقبولة لكنها لن تعود
كهرمانة:- هي لك افعل بها ما تشاء
خوري:- أم أنك تبعثينها معي لمراقبتي مثلا ؟
كهرمانة(تفتفت بتلعثم):- أبداااا هه فكرت براحتك فحسب
خوري:- تكرمي ..سأغادر الآن
كهرمانة:- لكن لم تخبرني علام تنوي ؟
خوري:- ذلك أمر يخصني
كهرمانة:- هيا خوري لن تجعلني أشعر وكأنني أنجبت عدوا لي وليس ابنا يدعمني
خوري:- ذلك ما آلت إليه أفعالكِ أماه ليس ذنبي
كهرمانة:- لكنني بحاجتك هل ستتخلى عني ؟
خوري:- إذا ما حصل أمر طارئ للغاية يمكنكِ الوصول إلى رقم خُدامي ووقتها سأتدخل لأنقذكِ كواجب لا أكثر ولا أقل
عرندس(وثب خلفها وربت على كتفها):- علينا الذهاب
خوري(رمقه شزرا):- يفضل أن تتهيئوا لأيام السعير ، فكلاهما لا ينوي على خير بعد الحادثة ؟
كهرمانة(ناظرته بقلق وهو يتراجع قصد المغادرة):- هل سمعت شيئا ؟
خوري:- بل رأيت وما رأيته يجعلني أوقن أن أبواب الجحيم قد فتحت ..حاولي ألا تحرقي نفسكِ سلام
هز رأسه لرجاله كي يجلبوا الفتاة التي أدخلوها معهم بسيارتهم ،، لحظتها عاد لمحله وأطل من الخارج على ستيلا التي كانت تبكي وهي تحاول مداراة دموعها عنه ، هنا عقدت كهرمانة حاجبيها وهي ترمق ابتسامته للبنت التي ترافقه ونظرت لعرندس
كهرمانة:- حاول أن تجمع لي معلومات عن تلك الفتاة وبأسرع وقت ممكن
عرندس(حاول تبين ملامحها لكن لم يستطع):- سأبذل جهدي
كهرمانة:- لنرحل فأكيد ميار سيقلب الدنيا ويجب أن يجدني بالخان
خوري:- إلى المجمع السكني تحرك سريعا ..وأنتِ لما تشهقين بالبكاء ؟
ستيلا(زمت شفتيها وهي تبعد بصرها عنه):- …لارد
خوري:- لا أحب تكرار سؤالي مرتين أجيبي
ستيلا:- من تلك الفتاة ؟
خوري(هز حاجبيه):- عشيقة مؤقتة
ستيلا(اهتز جدعها برفض ونظرت إليه):- ولكن …
خوري(رفع أداة التحكم وشغل الموسيقى):- لنتنعم بهذا السكون ستيلا ..
ستيلا(قضمت أظافرها بأعصاب وهي ترتجف بغضب وتحادث نفسها):- كيف سيلامس فتاة غيري كيف كيف تسمح له نفسه افف استيقظي ستيلا على أساس أنه يذوب فيكِ عشقا ، ولكن تصرفاته تدل على أنه متعلق بي لا لا أنا لا أفهمه ما عدت أفهمه ارحمني يا ربي اهئئ
خوري:- شتتتتتت
ستيلا(ابتلعت ريقها رفقة دموعها وأخذت تبكي صمتا):- اممم ..
بعد فترة
حاصر رجال حكيم وميار قصر غضنفر من كل الجوانب واشتبكت القوات فيما بينها إلى أن سيطر خاصتنا على الوضعية ودخلوا القصر بحثا عن غضنفر ، والذي كان جالسا على الكنبة مرتعبا بينما يحيط به عدة رجال مسلحين ومن بينهم طلال وداغر ورشيد
ميار:- ويل ويل ويل كأنك وقعت في الحفرة سيد غضنفور الكلب ؟
حكيم:- أكنت تحسبنا سنتغاضى عن هذا ؟
غضنفر(ابتلع ريقه برعب):- ليس لي دخل فيما حصل بل أنتم من تسبب فيه حين فكرتم بالتمرد ، ثم تلك الصحفية تحفر قبرها بيدها وهي التي جنت على نفسها بذلك المآل
حكيم(تمالك أعصابه وهو ينظر لمسدسه):- لا وقت لدينا لسماع ترهاتك لقد وصلت لآخر نقطة يا غضنفر وتصرفك هذا لن يمر بسلام
ميار:- سوف تحاسب على هذا الخطأ
غضنفر:- هل تظنان أنه قراري لوحدي لا يا غوالي إنه قرار العشيرة بمجمعها ، وأنا قمت ب
ميار(رفع يده لهم):- اقتلوه وادفنوه بمقبرة تليق به أود قراءة الفاتحة على روحه صبيحة الغد
حكيم:- خسارة أن نلطخ أيدينا بدمك لذلك قد انتهى زمنك وأنت من جنيت على نفسك
غضنفر:- أرى أنكما معا يعني هل تصالحتما أخيرا ؟
حكيم(رمق ميار بحدة):- لما لا نترك لك فقرة التخمين وأنت ذاهب إلى قبرك ؟
ميار(ضحك لحظتها):- بالأخير لم تفقد حسك الكوميدي
حكيم(ولى ظهره وهم بالمغادرة):- خلوا العملية نظيفة… طلال
رشيد:- سوف أحرص على دفنه لا تقلقوا ؟
طلال(نظر لرشيد):- إذن تصرف يا بعدي.. داغر ابق معه وساعده فهذه الجثة الضخمة تتطلب ذلك
غضنفر:- هيييه لو تسمعوني لو تتركوني أشرح لكم يا جماعة والله كانت غلطة اغفروا لي يااااااا
سمعا صوت رصاصة مدوية وفهما أنه قد تم الأمر لذلك صعد كل منهما لسيارته وهما ينظران لبعضهما ، واحد يتعطش لصلح يداوي جراحهما والآخر عاتب على تلك الجراح التي حرمته من حياته وكلاهما يدفع ثمن أخطاء لم يكن لهما ذنب فيها …وطبعا كان رشيد متفق مع أبيه لتمثيل الموت فقد تعود الرجل على ذلك منذ زمن بعيد ، فما إن غادر الجميع قصد دفنه حين رافقهم طلال وداغر للتأكد من ذلك ، بعدها قام خضر باتفاق مع رشيد بإنقاذ غضنفر وإخراجه من القبر قبل أن يختنق فالمحلول الذي حقنوه به مؤقت ، وهكذا كان أخرجوه من هناك وأخفوه في مكان بعيد طوال تلك السنوات الثلاث إلى أن ظهر بحادثة وائل رشوان من جديد وعاد للساحة …
أما آخر مشوار في هذه الحقبة ستكون في المجمع السكني خاصة البارون خوري الراجي
ما إن وصلت وهي تبكي بهستيرية لم تقدر على ضبطها فقد أنهكت قواها وفقدت صبرها ، حتى خوانيتا لم تجد لها حلا يريح صدرها فأصلا ذلك الحب غلطة ومصيره واضح ولكن هي التي تستصعب تقبل الأمر مع الأسف …
خوانيتا:- أنظري لقد أصبحتِ تشبهين حبات الفجل بتلك العيون الدموية يا ستيلا كفي عن البكاء
ستيلا(مسحت على رقبتها):- أختنق أنا أختنق خوانيتا لا أتحمل أن يلمس امرأة غيري
خوانيتا:- هل هذا أمر جديد ألا ترينه يفعل ذلك كل مرة ثم هذه البنت سترحم جسمكِ من …حسنا لن أتطرق لتلك النقاط لأنها تزعجكِ ولكن أنظري لحالتكِ ستتكفل بالشرح
ستيلا:- أحبه رغم تعذيبه لي ، حتى لو مزق جسمي بمشارطه تلك لن أشكو لأنني أهواه
خوانيتا:- اللعنة على عشقكِ الغبي
ستيلا(رمت برأسها على الوسائد وهي تعانقها بحرقة):- يعني ..سيقبل أخرى غيري مجددا وسيكون معها وربما يعانقها و…هئئئ إنه صوته إنه يناديني
خوانيتا(انتفضت بفزع):- امسحي تلك الدموع سوف ألهيه قليلا أسرعي أسرعي ،أنا دوما أقول أن نهايتي ستكون على أيدي هؤلاء الأولاد …أ…قادمة قادمة سينيور
خوري(كان يقف عند المشرب):- ما هذا التأخير ألا تعلمون أنه موعد العشاء ؟
خوانيتا(رمشت):- بالفعل ..وحتى أنه جاهز سنقوم بتهيئته على المائدة في غضون دقائق
خوري:- في غضون دقائق …وأين كنتِ في غضون تلك الدقائق ؟
خوانيتا(نظرت خلفه لرواق ستيلا):- ول..ولا شيء فقط …أ
خوري(أشار لها للمطبخ):-أمامك خمس دقائق والعشاء يكون على الطاولة ومرة أخرى لو تأخرت ستطردين خوانيتا وأنا جاد في ما أقوله
خوانيتا(عضعضت أصابعها):- اللعنة عليك خوانيتا بقيتِ مع البنت حتى سهوتِ ، هئئئ البنت يا ويلي له له يكفي نفاذ أعصاب ليتصرفا وانا مالي هيييه أنتم أين وصلتم ؟
خوري(طرق باب حمامها بقوة):- ستيلا ستيلا
ستيلا(أمسكت على قلبها بخوف وهي تبتلع دموعها):- قادمة ..سينيور لحظة فحسب
خوري:- لحظة ؟؟..افتحي الباب
ستيلا(فتحت وهي تتمالك نفسها):- عذرا سينيور أعلم أنه وقت العشاء دقيقة وسأوافيك
خوري:- …لارد
ستيلا(اعتقدت أنه ذهب لذلك غسلت وجهها وخرجت وهي تجففه):- أصلا ما الذي يريده مني أن أعشيه وأبعثه لامرأة يجهزونها لأجل جنابه، ما هذا يااا لينزلها هي لكي تتناول معه ذلك العشاء القميء اهئ قلبي يحترق سوف أبكي مجددا همم ..
خوري(مال برأسه وهو يعقد حاجبيه وينظر إليها من محله):- هل انتهيتِ ؟
ستيلا(أبعدت المنشفة وهي تشهق فزعا):- أ….لم تسمعني صح ؟
خوري(تقدم نحوها وأبعد المنشفة عن قبضة يدها وأمسكها من فكها بقوة):- ستيلا لا تدعيني أنظر إليكِ بشكل لا أحبه ، دعي نفسكِ في مكانكِ الذي أضعكِ فيه لأنني لو رأيت منكِ ما لا يعجبني قد أزعجكِ
ستيلا(مصمصت شفتيها بتوتر):- عفوا منك
خوري(أبعد يده وناظر عيونها):- اشرحي لي ما الذي يبكيكِ ؟
ستيلا:- أنا لم أبكي
خوري(أغمض عينيه):- ستييييييلا
ستيلا(ارتعبت من زمجرته ونظرت للسرير):- كونك ستمضي ليلتك مع امرأة غيري
خوري(فتح انعقاد حاجبيه):- اعتقدت أنكِ تريدين راحتكِ اليوم
ستيلا(حولت عينيها وهي تفتش عن جملة مفيدة):- أي نعم ولكن يعني ..أنت سرعان ما تقبلت هدية أمك ونحن حتى لا نعرف ما غايتها قد تكون جاسوسة من يدري
خوري(اقترب بشفتيه وطبع قبلة على طرف شفتها):- لا تتأخري على العشاء
ستيلا(رمشت وهي تستقبل قبلته المفاجئة):- هههه لقد قبلني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لم تعلم أن تلك القبلة ستتفتح كالزهرة وتنعكس على مزاجها تلك اللحظة وهذا ما جعلها تخفي تورم عيونها بالزينة الخاصة بها بحماس كي تسرع خطاها للصالون لتصطدم بهذا المنظر ، قد كانت الفتاة تتخذ مكانها بينما خوري كان مقابلها …هنا نظرت ستيلا لخوانيتا التي هزت كتفيها بعدم فهم
ستيلا:- كأنكِ تجلسين بالمكان الخطأ ؟
خوري(أشار بشوكته لمحل بالوسط):- اتخذي ذاك
ستيلا:- ولكنني أرغب بتناول العشاء في مكاني الخاص ؟
خوري(رفع بصره إليها بحدة):- أتعارضين أوامري ؟
ستيلا(رمقت الفتاة بكره ولم تفهم سبب تصرفه ذاك فهو تارة يأخذها لسابع سماء وتارة يلقيها لسابع أرض):- …..العفو منك
خوري:- إذن اجلسي
ستيلا(جلست وهي ترمق الفتاة بنظرات غضب):- ما اسمكِ ؟
الفتاة(ميتة من الرعب أصلا):- فرح
ستيلا(رفعت حاجبها):- أظن أن فرح أيامكِ انتهى
خوانيتا(بلهفة لملمت الوضع وهي تضع آخر الأطباق):- صحة وعافية
خوري(هم بالأكل):- تفضلي يا فرح
فرح(ابتلعت ريقها وهي تنظر لعيون ستيلا المصوبة نحوها كالسلاح المفخخ):- حاضر ..
ستيلا(تمالكت أعصابها وأمسكت شوكتها لتلتهم لقمة):- أستغفر الله
خوري:- بعض الموسيقى
ستيلا(استقامت من محلها ووضعتها ثم عادت):- كأنك لم تعترض على ذوقي اليوم ؟
خوري(نظر إليها):- ربما لأنه في موضعه الصحيح
ستيلا(رفعت حاجبها بتعفف فهي لم تفهم مقصده حتى الآن بتلك التصرفات):- ربما..
خوري:- أيعجبكِ العشاء يا …فرح ؟
ستيلا(استنزف صبرها):- حممم
فرح:- إنه لذيذ
خوري:- تناوليه سريعا لدينا عمل طويل
ستيلا(وحل الأكل في جوفها وأخذت تسعل):- اكح …أحم…
خوري(لم يحرك ساكنا):- ها ستيلا ؟
ستيلا(سمعت خطوات خوانيتا التي ركضت لتصب لها بعض الماء):- شكرا..
خوانيتا(غمزت لها لكي تهدأ):- يكفي يا بنت
خوري(انهمك في طعامه ولم يدقق):- بعض الهدوء …أريد أن أصفي ذهني قليلا
ستيلا:- طبعا فالليل أمامك طويل …عن إذنكم قد شبعت وها هي ذي فرح تفتح شهيتك وتلهي عيونك
خوري(وضع الشوكة والسكين وهو ينظر إليها):- عندما تفرغين من أكلكِ اصعدي للجناح
فرح(لم تفهم شيئا):- حسنا ..
استقام بعد أن مسح فمه بالمنديل ونظر صوب رواق ستيلا ولكنه لم يتحرك بل صعد لجناحه ، هنا هرولت خوانيتا لتلحق بها وتهدهدها قليلا ووجدتها تقفل الباب على نفسها فعادت لتراقب فرح وترى بما قد تساعد ، وهذه الأخيرة لم تمر لها لقمة أصلا كانت تشعر بأن سوءا ما سيلم بها وهي تصعد إليه ، كالذبيح الذي يساق لمسلخه ، وجدته جالسا على كنبته وبيده كتاب
فرح:- أتيت
خوري(استقام وأغلق الكتاب وتوجه ليغلق الباب ليقف قبالتها بمنتصف الجناح):- ربما قد شرحت لكِ العاملات ما الذي سيجري بين ثنايا هذه الغرفة ؟
فرح(برجفة):- أجل أخبروني ذلك حين كنت أستحم
خوري:- إذن انزعي ثيابكِ لنرى
فرح(بحرج بدأت بنزعها):- هل تلك السيدة زوجتك ؟
خوري(فتح عينيه وهو ينسحب ليتجرع القليل من المشروب):- من قواعد هذا الجناح ألا تتفوهي بحرف على الإطلاق ، مسموح لكِ بالصراخ فحسب
فرح(توقفت بصدمة):- صرااااخ ؟
خوري(فتح درجه الخاص وأخرج علبته):- أوجزي فأنا أكره الانتظار
دب الرعب في أوصالها بعد جملته تلك لتزيد رعبا حين تفحص جسمها العاري بعيون شهوانية ،جعلته يرمي بها على السرير ويعذبها بشكل سادي بواسطة مشارطه الخاصة ولم تشفع لها آهاتها ولا صراخها بل كان ذلك أقل من عادي بالنسبة له …أمضى ساعات في ذلك لحين أغمي عليها بين ذراعيه وحين انتهى نادى على حرسه دون أن يداوي جراحها بل تركها كما هي وطلب منهم قتلها ودفنها في أي مكان آمن ..حملوها من فورهم بذلك الغطاء وغادروا بها المنزل في حين كان هو يستحم بحوضه وعقله شارد في البعيد وقد قاربت خيوط الشمس من نثر أشعتها المشرقة وهذا ما جعل مزاجه ينقلب فجأة ….
فتحت عينيها اللتين أغمضتهما متأخرا جدا ونهضت سريعا حين سمعت أصوات الرجال ،،أطلت من نافذتها ورأتهم وهم يلقون بالفتاة بجيب السيارة بينما الغطاء كله دماء ابتلعت ريقها وقبل أن تنطق بحرف وجدته يقف ببنطلونه فقط عند باب غرفتها ، كيف فتحها متى فتحها لم تعرف بل وجدته يتوجه صوب سريرها لينام وهذا ما جعلها تصعق من تصرفاته الغريبة
خوري:- نامي ستيلا
ستيلا(تنفست بعمق ودمعت عيناها وهي تستلقي بجواره ووضعت يدها على ذراعه):- اشتقت لك
خوري(تزحزح وهو يدك رأسه بالوسادة):- نامي
ستيلا(اقتربت بجسمها منه وأحاطته بحنان):- أنا معك
خوري(تنفس بعمق تلك اللحظة وأغمض عينيه):- اممم
ستيلا(قبلت ذراعه وأغمضت عينيها):- تصبح على خير ..خوري
خوري(عقد حاجبيه وهو يصارع حقيقة الضعف التي تعتريه كلما بزغ النهار):- ستيلا
ستيلا:- نعم ؟
خوري:- أنا وحش
ستيلا(رفعت رأسها وأطلت عليه):- لاء أنت فقط تفرغ بعض الغضب بهذا الأمر العابث
خوري:- لما لا تغضبين مني إذن حين أفعلها بكِ مرارا وتكرارا ؟
ستيلا:- المحب يتحمل كل شيء من محبوبه
خوري:- ولكنني لست حبيبكِ
ستيلا:- أنا عشيقتك وحبيبتك وخادمتك ومساعدتك أنا كل شيء لك وسأكون دوما معك
خوري(أغمض عينيه):- تمام يكفي حديثا سأغفو
ستيلا:- خوري ما رأيك بالأطفال ؟
خوري(برقت عيناه بصدمة والتفت إليها):- عن أي أطفال تتحدثين ؟
ستيلا(ابتلعت ريقها وهي تبتسم ببلاهة):- أقصد الأطفال الصغار يعني الأجنة والحمل و
خوري:- ههه إنهم مجرد هراء أنا أكره الأطفال
ستيلا:- لو افترضنا أنني حملت مثلا افترضنا و
خوري:- لن أجيب على هذا لكنني أخبركِ أنا أمقت الأطفال ولو ترتب علي لقتلت كل أطفال العالم ، إنهم مزعجون ويجلبون الضجر للقلب …لا أحبهم
ستيلا(مطت شفتيها):- لا تنزعج كان سؤالا عابرا
خوري:- لا تتطرقي لأمور بعيدة عنكِ ستيلا ماشي..اخرسي الآن أو أعود لمخدعي
خرست وأخرست كل حروفها تلك اللحظة وغفت أحلى غفوة لأنها اقتنعت أنها بحياته ليست مجرد شيء يسير أعماله ، بل أكثر من ذلك بكثير إنها حضن آمن يهرع إليه كلما ضاقت به الدنيا أو هذا ما اعتقدته لتصعق في صبيحة اليوم التالي بأمر لم يكن أبدا في الحسبان
خوانيتا(بارتجاف):- لقد ترك الرسالة وغادر يا ابنتي
ستيلا(بجنون):- أتسمعين ما تقوووولينه هههه أكيد هنالك أمر خاطئ خوري لا يتخلى عني
خوانيتا:- ولكنه فعل ذلك نحن سنلحق به في طائرة المساء لكن أنتِ ..يطلب منكِ البقاء هنا
ستيلا(بعدم فهم أمسكت هاتفها):- مستحيل أن يتخلى عني سمعتني مستحيييل أكيد هنالك تفسير آخر
خوانيتا:- آه يا صغيرتي أخبرتكِ ألا تتعلقي به إنه شخص غريب الأطوار وردود أفعاله غير متوقعة ، غموضه سوف يقتلكِ وتصرفاته قد تجعلكِ تفقدين صوابكِ بالنهاية ، حبا بالله توقفي عما تفعلينه فتخليه عنكِ ربما قد يكون ذا منفعة لكِ
ستيلا(ضربت الهاتف أرضا وهي تنتف شعرها بحرقة):- لما نام جواري إذاااا لما أتاني بعد أن أنهى متعته مع تلك الوقحة، لماااا يعطيني اهتمامه لو كان ينوي التخلي عني أخبرينييييييييي ؟
لم تعرف خوانيتا بما تجيبها أو حتى كيف تساعدها بل استعصى عليها الإمساك بها أو تهدئتها ، فلقد خربت ستيلا ترتيب كل شيء بل حطمت غالبية الأشياء وهي تشير لنفسها بأنها السبب في رحيله ، تلوم نفسها على خطئها ترجو عودته فقط لتعتذر منه عن أخطائه هو وتنتظر منه الغفران الذي إذا ما أتاها منه فكما لو فتحت أمامها أبواب الجنة ..لم تفهم ولم تستوعب أبدا فحوى رسالته والحقيقة المرة التي تعني أنه فعلا تخلى عنها لذلك ظلت تتصل وتتصل وتتصل بكل هاتف وجدته أمامها لينكسر فيما بعد ، اليوم بطوله وهي كالإعصار الهادر لحين تعبت وخارت قواها وجلست أرضا تبكي بحرقة واستسلام
خوانيتا(كانت مرتدية ثياب الخروج):- لقد حضرت لأجلكِ بعض الطعام ، كما سيرافقكِ بعض الرجال لتسخير رغباتك ، يمكنكِ طلب أي شيء تريدينه منهم سيكونون خارج ذلك الباب ،ها أخبريني أهناك بما أساعدكِ قبل ذهابي لأن الطائرة عل…
ستيلا:- يمكنكِ الذهاب خوانيتا أنا تقبلت الوضع
خوانيتا(عانقتها بدموع):- سأشتاق إليكِ صغيرتي
ستيلا(رفعت عينيها بانكسار):- حتى أنا ..ربما نلتقي فيما بعد
خوانيتا:- أرجو أن تحاولي العيش بشكل سليم ويكفيكِ ما حصل ،وداعا صغيرتي
ستيلا(جفت أدمعها متأسفة):- الوداع .
خرجت خوانيتا وهي تجر حقيبتها بأسف على ذا الحال لكن ماذا بوسعها أن تفعل في ظل هذه الظروف التي يأكل فيها القوي حق الضعيف، ناظرت ستيلا بدموع وأغلقت الباب خلفها لتتركها وحيدة في ذلك المنزل ، شهقت شهقة ألم لحظتها ورفعت عينيها إلى جدرانه واعترتها هيبة رعب منه جعلتها تنهض وتزيح كل الستائر وتشعل كل الأضواء أيضا لعلها تظفر ببعض السلام الداخلي لكن لم تستطع فقد سقطت مجددا باكية بانهيار ،كانت تعتصر إحدى الستائر بيدها وهي تنتحب لحين توقفت باستكانة وهي تنظر للستارة ورفعت رأسها لدرابزين الدرج الملتف حتى الطابق العلوي والمطل عليها ، بحلقت فيه بعينيها وهي تزحف بخطى وهنة وتجر خلفها قطعة ثوب من الستارة لحين وصلت للقمة وربطته ببؤس حول خشبتين ورمته للفراغ … رمقت جناحه بطرف عين ودخلت إليه لتناظره آخر مرة وتدمر فيه كل ما وصلت له يدها ، وتنزل بعدها بوهن وتضع كرسيا تحت الستارة مباشرة وتمسك بطرف الثوب وتلفه حول عنقها …إحساسها كان أبشع إحساس عايشته فهي تتخلص من حياتها الآن لأجله ويا ليته يشعر ،أغمضت عينيها بدموع وهي تقر بأنها لا تستطيع العيش بدونه لكنه طالما نفاها بعيدا عن حياته ولأسباب لا تدركها حتى إذا بقاؤها لن يفيدها بشيء ، لفته بحرص على رقبتها ويداها المرتجفتين تتأكد من ثباته ، رفعت رأسه لأعلى الدرج ونظرت حولها للمنزل ثم أغمضت عينيها وسرعان ما فتحتهما وأزالته عنها لتركض لغرفتها وتحضر ورقة وقلم وتكتب :
"خوري حبيبي أجل حبيبي فأنت الرجل الذي خفق قلبي لأجله وتمنى لو أنك تحبه مثله، بكل جوارحي عشقتك حتى لو كنت سببا في عذابي لكنني عشقت ذلك العذاب واستطعمت روحك الخفية ، حين تبتسم بشرود فإن تلك الابتسامة تجعلني أتعلق بحبال هواك أكثر فأكثر ،أما عيناك الرمادية فهي سر هلاكي فما إن تنظر إلي بهما أعجز حتى عن النطق والبوح بمكنونات ذاتي ،لا أكذب عليك قد هويت فيك لغة الصمت وظلامك الغامض استهوى فيني الغرام ..أخلصت لك وجعلتك مركز حياتي بل كل حياتي والسبب الوحيد الذي يجعلني على قيد الحياة ، نعم أنا لقيطة ولا أعرف أهلي ولكنني فتحت عيني لحظة وظفتني عندك وقتها فقط ملكت عائلة فكيف تحرمني منها وبأي ذنب تعاقبني ،كيف تتخلى عني وأنا التي عشقتك في كل نوبات جنونك حتى وأنت تمزق لحمي وتدميه عشقتك وتلذذت بذلك الألم لأجل أن أسعدك فكيف تفرط فيني بهذه البساطة يا حبيبي ، على العموم فات أوان الكلام سأترك رسالتي هذه لتبوح لك وتعترف بمشاعري وأرجو ألا تنساني فأنا سْتِيلاَّ التي ستبقى مفضلتك دونا عن كل النساء وستعرف بقيمة كلامي عندما تفقدني ولا تجد من يحب شياطينك أكثر مني …وداعا يا خوري"
وقعت عليها باسمها ووضعتها على الطاولة و فوقها وردة ، وعادت لتوقع على شهادة وفاتها حين صعدت على الكرسي ووضعت الحبل مجددا على رقبتها ، وأخذت تدعو الله ببكاء أن يغفر لها هذا الذنب الذي سترتكبه في حق نفسها … وحق جنينها أيضا ….

~ في الوقت الحالي ~
كان يضعها أرضا على ركبتيه وهو يمسح على شعرها ويهزها برفق كي لا يؤلم جراح كتفها ، وأيضا كي يتأكد من غفوتها خصوصا عندما لم تفتح عينيها هنا تيقن من أنها ستمنحه بعض الوقت الذي يحتاجه كي يقوم بتدبير ما يبتغيه منها والذي كان …
خوري:- حسنا رومينا كان بيننا حساب وعلينا تصفيته وأظن أنه حان وقته ،ستسألينني لما الآن سأخبركِ لأنني رجل يحرص على ضبط مواعيد انتقامه وهذا الوقت كان أفضلهم لأجل المصالح العامة والخاصة أيضا ،،ستفهمينها فيما بعد لكن دعينا الآن نقوم بالآتي …
أخرج حقنة فارغة من جيبه وسحب بعضا من دمائها وأغلقها ثم وضعها بجيب سترته ، أخرج مشرطا صغيرا وقام بجرح ذراعها بتخطيط صغير جدا على شكل إكس ، بعدها وضع ملصقا طبيا عليه ورفعها بين يديه ليضعها بالنقالة التي جلبها رجاله تلك اللحظة
خوري:- أخرجوها دون أن يلاحظ أحد
رجاله:- فورا سينيور ويجب عليك الخروج من الباب الخلفي كي لا نثير الشبهات ، سيارة الإسعافات تنتظرنا لقد ضبطنا كل شيء
خوري(أزال القناع من على وجهه وناظرهم وهم يغطونها):- تحركوا
حملوها فوق النقالة وخرجوا بها من هناك مستعينين بأحد المصاعد الخاصة وطبعا تحت حصانتهم ، فقد تدبروا أمر كل شيء أما خوري فقد تنقل بمريلة الأطبة التي ارتداها كي يموه الأنظار ويبعد الشبهات عنه ، انتقل بين الممرات ولفت انتباهه وقوف حكيم أو بالأحرى خصومته مع إحداهن فتاة ذات شعر أسود وقوام قصير ،لم يعرف لما استوقفه فضوله تلك اللحظة
ناهد(وضعت يدها على رأسها بتعب):-أنا بخير أنا بخير فقط دعني وشأني سيد حكيم لقد خربت حياتي بما فيه الكفاية إلى هنا ويكفي
حكيم(مسح على ذقنه بنفاذ صبر):- اسمعيني جيدا أنا لن أتحملكِ أكثر من هذا لو كنتِ تريدين الذهاب فتفضلي لكن اعلمي جيدا أنني فعلت ذلك لأجل مصلحة أمكِ ولا شيء غير
ناهد(طأطأت رأسها باستسلام):- أشكرك على هذا العطاء الذي وقع على رأسنا مثل البلاء
حكيم(آلمه كلامها ونظر جانبيا):- عموما قد أعطيتني درسا مهما في الحياة ألا أتدخل في شؤون غيري مهما حصل ، اذهبي لو أردتِ
ناهد(دمعت عيناها وهي تنظر للفراغ):- لا أستطيع التفريط بوجه أبي أنت لم ترى دموعه المتحجرة ، تخيل أن أباك يبكي وأنت لا تجد حلا لكي تخفف عنه ، ولا حتى كلمة ستصبره وتجعله ينسى …أنا لا ألومك بل ألوم الناس يعني لما يتلذذون بتراشق هذه الإشاعات الكاذبة دون دليل ، كيف سأرى عينيه الآن حتى لو كنت بريئة من هذه التهمة إلا أنني سبب فيها
حكيم(مرر لسانه بخفة بين شفتيه):- أخبرتكِ وأنا أغني حتى بح صوتي أنني سأحل المشكلة لما تصعبينها علينا هكذا ؟
ناهد(بلؤم):- لا تقترب لا تقترب وإن فعلتها سأشكو بك للشرطة
حكيم(ضرب بيديه على جنبه بعصبية):- غادري غادري وإلا ابتليت فيكِ الآن
ناهد(أشارت له بإصبعها):- لا ترفع صوتك علي ..بئسا لي أنا السبب ما كان علي اختلاس النظر
حكيم(رمقها وهي تغادر):- هاه كنتِ قدمتِ خيرا لي وللبشرية ياااا افف ..
ناهد(رمقته وهو يسير من الجانب الآخر بينما تقدمت هي من الناحية الأخرى):- الغبي كان علي صفعه من الجانب الآخر ، أي رأسي يدور علي تناول شيء لقد خارت قواي …
خوري(هنا فتح عينيه مع فمه وهو ينظر إليها بعدم تصديق حتى التصق بالجدار وهتف):- ستيلا ؟
ناهد(رفعت حاجبها وتوقفت لتنظر إليه باستغراب):- عفوا ؟
خوري(ابتلع ريقه وتراجع للخلف سريعا):-….لارد
ناهد(رمشت وهي تلوح بلا مبالاة وأكملت طريقها):- ما به هذا الطبيب المسكين أكيد أخرجه المرضى عن طوره ، وإذا ما كانوا من عينة ذلك المخبول حكيم فهيهات هيهات عليهم اهمم …
خوري(دخل لغرفة عشوائية وأقفل بابها ليتوقف بجمود وهو يرمش):- … هه هيا خوري استيقظ استيقظ ستيلا رحلت ستيلا رحلت … رحلت أجل …لا أكيد ما رأيته ليس حلما إنها ستيلا ،أجل إنها هي ….اممم عرفت ما سأفعله /ألو …ألغوا العملية فورا اسمعني يا بغل وألغوها أعيدوا رومينا لغرفتها بهدوء مثلما سمعت أجل تم إلغاء كل شيء سأغادر …اسمعني أريدك أن تفتح ملف ستيلا وتعطيني العنوان المدون في أوراق تسجيلها بالملجأ ، وأنت ما شأنك لما تتدخل أحضره لي وخلصني تمام أنتظر …
أن يعيد ميرنا بعد أن كان ينوي بها شرا فهذا يعني أن شيئا يفوق طاقته قد ألم به تلك اللحظة ، رؤيته لناهد زعزعت ثباته وجعلت كل شيء يتهاوى من بين يديه ، ..خرج ركضا من هناك وهو يبحث عن تلك الفتاة لكن دون فائدة قد تبخرت في لمح البصر وهذا ما جعله يجن ويبحلق عينيه بتفكير ليتذكر الغرفة التي كانت بها ويعود للتفتيش بين التقارير بحثا عن اسمها ، وهذا ما يجعلنا نطرح هذا السؤال ما العلاقة ما بين الشرق والغرب أكيد سنعرف لاحقا لكن الآن لنرى التالي ….
وصل حكيم للرواق تلك اللحظة ولكن بعض الممرضات منعوه من الاقتراب متحججات بتغيير ثوب ميرنا والضمادات وكان ذلك بناء على خطة خوري لتغطية غيابها عن المكان أصلا ولأجل إعادتها في أمان أيضا، لحظتها اقتنع حكيم على مضض وتراجع للخلف وهو يحاول الوصول إلى ميار الذي كان هو وهاتفه خارج التغطية مثله مثل وائل الذي كان يقف بقربها عند أحد المرتفعات الجانبية ، يحاول أن يجد حلا للتملص منها بينما هي كانت تحاول جهدها الإيقاع به في شباكها لكن الظاهر أنها لن تفلح مطلقا مطلقا …
وائل:- دلال سأعيد وأزيد حتى يبزغ الفجر دون ملل لعلكِ تقتنعين بهذه الحقيقة ، أنا وأنتِ لن يحدث بيننا شيء ولا أي شيء
دلال(وضعت يدها على كتفه بجرأة ولامست خصلات شعره):- هيا لولي لا ترهق قلبي المتيم بهواك
وائل(غالبه الضحك بمرارة وابتعد عنها):- المتيم بهواك ...أتعلمين أصلا ما معنى تلك الجملة التي نطقتِ بها ؟
دلال:- طبعا أعرف إنها تعني الموت فدا الحبيب
وائل:- وأين هو هذا الحبيب ؟
دلال(بعدم فهم):- أنت طبعا
وائل:-وهل أحببتني في غضون 12 ساعة ؟
دلال:- يمكننا أن نحب في دقيقة حتى
وائل:- عزيزتي أنتِ لا تفقهين في الحب ولا شعرة فكفى بعثرة هنا
دلال(رمقته وهو يزيح يدها المصرة بقنوط):- أتود إقناعي أن حبي وحبك يختلف ؟
وائل:- لا مجال للمقارنة بينهما أصلا
دلال:- والسبب ؟ ها أنا قد أحببتك من أول نظرة وشعرت أ..شعرت بأنك امتلكت كل جزء من قلبي وأحسست أنني قادرة على منحك كل حياتي لتكون سعيدا فحسب
وائل(ضرب حجرة بقدمه وهو يضع يديه بجيوبه):- مخطئة الحب ليس هكذا
دلال(كتفت يديها وهي تتكئ على السيارة بغيظ):- إذن أخبرني ما هو الحب يا سلطان الرومانسية ؟
وائل(نظر بعيدا وهمس):- الحب هو أن تلغي وجودكِ لكي يعيش الحبيب بداخل قلبك
دلال(حكت شعرها بعدم فهم وهي تمضغ علكتها):- ما فهمت عقلي ما استوعب هذا المقطع ؟
وائل:- دلال …أنتِ هنا تشغلينني عن مهامي لذلك إن كنتِ ترغبين بتضييع الوقت فكفي رجاء
دلال:- لقد وعدتني بجولة إذن سترافقني وننهي الأمر ، وسأتغاضى عن رقم المكتب الذي أعطيتني إياه لكي تتوهني
وائل:- وأنا الذي سألت نفسي كيف جلبتِ رقمي الخاص
دلال:-أنا دلال ابنة غضنفر يعني قادرة على إحضار أي شيء أوده في هذا الوجود ، ورغم تعنتك قد أحضرتك يا وائل رشوان
وائل(تنهد بتعب وتحرك):- لقد وعدتكِ بها وسأنفذها لكن ليس تحت شروطكِ أنتِ بل بشروطي أنا
دلال(وضعت يديها على جنبها وهي تتمايل بإغراء):- له …أنت عليك تنفيذ قسمك من الوعد ولا تتدخل في البقية لأنني أجهز لأجلك مفاجأة
وائل:- ..أود فهم شيء واحد بسيط فحسب كيف تتمكنين من التفكير بنفسكِ وبرغباتك في الوقت الذي يحتاجكِ فيه أخوكِ رشيد ؟
دلال(رمشت باستيعاب):- ولكن بابا معه
وائل(هز حاجبه بهزل):- أنتم آل المافيا من كثر ما تعمقتم في الدماء صار قلبكم حجر ، لا أستغرب إن تركه أبوكِ لوحده وغادر لينام فابنته هي الأخيرة تقف بفستان يبرز أكثر مما يخفي لتغري رجلا في الخلاء
دلال(أشاحت ببصرها بعيدا عنه وهي تشعر بالدم يغلي في عروقها من ولا شيء):- أنت تهينني
وائل(صفق بيديه):- رائع بالأخير أرى أنكِ تملكين قلبا بين أطراف ذلك الجسم المغري
دلال(نظرت إليه):- لما لا تشعر بأي شيء تجاهي ألا أعجبك ألست أليق بذوقك يا متعلم ؟
وائل:- المسألة ليست مسألة دراسة أو علم ، إنها مسألة مبادئ أنا قلبي مليء بصاحبته مهما رأيت أمامي من النساء فقلبي لن يتحرك لأي واحدة منهن لأنه تحت اسمها وحدها ولا مجال للتشكيك في هذا
دلال(وضعت خصلة خلف أذنها بغيظ):- ولكنني أجزم أنني أجمل منها وأملك جسدا أفضل من قوامها بكثير حتى أنني محترفة أحسن منها
وائل(هز كتفه):- ربما تكونين كذلك حقا لكنها تبقى حبيبتي وسأحبها كيفما هي
دلال(بغضب ضربت الأرض بكعبها):- أنت تثير حفيظتي الآن سوف تغادر معي أم لا ؟
وائل(اقترب منها حتى زعزع ثباتها):- ….لا
دلال(شعرت بجسمها يهوي وهي تقاوم هدير أنفاسه ووسامته):- أريدك..
وائل(أطل عليها وهو يهمس بخفوت):- لكنني لا أريدكِ
دلال(بضعف هتفت بينما صدرها كان يعلو ويهبط):- لماذاااااااا ؟
وائل(أضاف قبل أن يتحرك):- لأنني لا أرضى بالرخيص !
تركها مشدوهة محلها تحت وقع جملته الصادمة ،، وتحرك من هناك وهو يستوقف سيارة أجرة ليركبها ويتركها في حيرة من أمرها ، نظرت خلفها بدموع صوب سيارة الأجرة التي ابتعدت عن مرآها وشعرت وكأن طعنة ضربت صدرها تلك اللحظة ، حيث كانت جملته تتكرر على مسمعها وهي تقاوم بصعوبة جنون أعصابها
السائق:- هل نحضره بالقوة سيدتي ؟
دلال(هزت يدها بفشل):- خذني للبيت
السائق(أمسكها برفق):- تعالي بهدوء ولو أردتِ يمكنني أن أخفف عنكِ إرهاقكِ
دلال(ناظرته بتلاشي):- لست أريد شيئا الليلة أريد أن أنام فقط
السائق(لم يفهمها ففي النهار كانت تشير له بموعد بينهما لكن الآن اختلف الأمر):- كما تريدين
صعدت معه وانطلق بها عائدا للقصر في تلك اللحظة تقدمت سيارة خضر الذي كان مستغربا مما حصل فعودة وائل وتركه لدلال لم تكن متوقعة وهذا ما جعله يلحق بسيارتها بسلام وهو ممتن أن تلك الليلة لم تنتهي بالدماء وتجلب على رأسه البلايا ، سعد لأنه ذهب في حال سبيله وأنقذ نفسه ،ولكن عليه أن يستفهم منها فحوى الموضوع دون أن يثير شبهتها حتى لكي يعرف ما سبب مغادرته ،وهذا ما يجعلنا نقبل على احتمال تغيير جذري في كينونتها يا إما هكذا أو أنها ستستعيد نفسها وتعود للمحاربة من جديد يعني كيد الولايا والذي منو ^^
في المشفى
عواطف(تقدمت رفقته للرواق):- كان علينا فعل ذلك يا عبد المالك بالأخير هي ابنتنا همم ؟
عبد المالك:- مصالحتها ليست بالشيء الذي سيساعد لكن جيد أنكِ كلمتها بالنيابة عني ، إنما لن يتغير شيء من موقفي ما زلت أرفض زواجها وسوف لن أخاطبها مطلقا جراء عنادها ذاك
عواطف(تسير جواره):- البنت تمر بفترة حساسة زيادة على ظهور أمها واختفائها المفاجئ ، لتكمل جمانة الطين بلة فعليها تحمل مسؤوليتها حتى وإن اتكلت علينا ، ستجد نفسها تتحمل عناء أختها رغما عنها وهذا هو بيت القصيد لو وجدت حبل تواصل معها ربما قد تجد طريقا لأمها
عبد المالك:- لا أعرف يا عواطف التفكير في كل هذا يؤرقني ، هاه حكيم موجود هنا
عواطف(تنفست عميقا وهي تقترب منه):- حكيم
حكيم:- حسبت أنكِ هنا ولكن حين عدت لم أجد أحدا
عواطف:- كنا بالمطعم لكن أين ذهبت أنت ؟
حكيم(امتص شفتيه):- كان لدي عمل ثم ميرنا كان برفقتها الممرضات
عبد المالك:- أي أخبار ؟
حكيم(رمقه وهو يجلس قبالته بطرف عين):- لا شيء
عواطف(جلست قرب عبد المالك):- جيد
حكيم(لاحظ نظرتها وشبك يديه):- هل نحن أعداء الآن ؟
عواطف:- أكيد لاء لكنني ما زلت على موقفي
حكيم:- وأنا لست ألومكِ
عواطف(عقدت حاجبيها):-كان عليكم إخبارنا حكيم نحن لسنا في حياتكم عبثا ، نحن أهلكم وسنتفهمكم مهما كان
حكيم:- طيب ها أنا ذا قد أخبرتكم فما الذي فعلتماه تخاصمتما ونشأت العداوة بينكما ، يعني ما خشيناه قد حصل ووصلنا إليه فلما العتب على شيء قد خرب العلاقة هنا ؟
عواطف(تمتمت):- رغم ذلك كان..
عبد المالك:- تقبلهما للأمر صعب جدا يا حكيم ، يعني أنت فاجأتهم على حين غرة وتركتهما يتخبطان وسط العديد من الحقائق
حكيم:- لم يتركوا لي أي حل ففجرت بوجههم الخبر ، أصلا اتفقت مع ميرنا على إخبارهم يعني كانت مسألة وقت لا غير
عواطف:- أو أنك قلت ذلك لتغطي عن سؤالنا الرئيسي ألا وهو هوية تلك الطفلة التي قدمت إلى هنا صباحا ؟
حكيم(اهتزت حدقتيه لكنه تمالك أنفاسه بهدوء):- أي طفلة ؟
عواطف:- ههه أستنكر ؟
حكيم:- لا أذكر مجيء أي طفلة إلى هنا خالتي
عواطف(بنفاذ صبر):-تلك الطفلة ابنتك والمرأة التي أتت بها أمها وتكون عشيقتك ، فاعترف
حكيم(هز كتفيه واستقام):- لست مضطرا لتبرير أي شيء لكِ خالتي ، فالوحيدة التي تملك الحق في ذلك راقدة بالداخل
عواطف(نهضت بعصبية لتجابهه):- تلك ابنتي ولن تدور بمدارها بعد اليوم صدقني سوف تجد خالة أخرى لك حكيم
حكيم(تنهد وهو يطالعها ببؤس):- سيكون ذلك منتهى التعاطف يا ست عواطف بالإذن …
عبد المالك(أمسكها من ذراعها):- ليس هكذا يا عواطف
عواطف(بدموع):- دعني أفرغ ما بداخلي لقد تعبت من إخفاء مشاعري وانظر للحال الذي وصلنا إليه
عبد المالك:- طيب اهدئي قليلا وسنجد حلا ينصف الجميع ..اهدئي
أجلسها برفق بينما ظلت تنتحب على كتفه ، في اللحظة التي كان يسير فيها بحنق والهاتف بأذنه إنه يرن بدون فائدة أكيد تركه في السيارة ونسي نفسه ، لعن الأمر وأعاده لجيبه وتوجه صوب المطعم ليجلب كوب قهوة له لعله يريح بعضا من أعصابه ،ولعل الأخ يتكرم بالرد على هاتفه …حسنا حسنا كان من المستحيل أن يجيب وقتها بالذاااات فلقد كان في الهاوية يحاول أن ينتشل نفسه منها دون فائدة ….



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-10-17, 02:05 AM   #747

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في الجحيم النفسي
"حين أخلصتُ للزمن باعنِي وأعادني لقبر فارغ لم تطأه قدمايَ يوما "
كان يلهث وهو يمسح على وجهه بشكل جنوني ، صدره كان يضخ نيرانا في جوفه وكان يحك على رقبته وهو يرمش بشكل قلق جدا ، نظراته المتوجسة كانت تدل على أنه إنسان غير سوي عقليا ، فقد بدا وكأنه تائه في بوتقة لا يستطيع الفكاك منها …ظل يسير جيئة وذهابا في حدود الغرفة وهو يطالعها بانكسار وندم ، يمسح على فمه بل ويعض يديه وينظر لعضتها على ذراعه ويتألم إلى أن تدمع عيناه فيعيد نكش شعره بعصبية ليتخلص من تلك الحالة التي ليس له عنها مناص ، كان يصرخ وقلبه يكاد يخرج من محله …وطرقات الباب التي تصاعدت لتصبح دفعا أو اختراقا بواسطة المنشار الكهربائي لم يدقق التفكير فيها فالدماء التي كانت منتشرة على الفراش جعلت أفكاره تخرس …
ميار(حك حاجبه واقترب منها):- ج..جوزيت …جوزيت استيقظي ج… جوزيت
جوزيت(كان مغشيا عليها منذ 5 دقائق):- …لارد
ميار(أغمض عينيه وأخرج هاتفه ليجد عشرات الاتصالات من حكيم لم يجبه بل اتصل بالإسعاف):- ألو لو سمحتم أحتاج سيارة إسعاف على الفور لامرأة حامل ، أسرعوا لطفا إلى هذا العنوان وسأدفع لكم ضعف ما تأخذونه فقط تعالوا وأنقذووووها أنقذوهاااا …. ااااه يا جوزتي الغالية يا حبيبتي أنا
رمى الهاتف وأخذ يهزها وهو ينظر للدماء التي كانت تنزف منها ، هل خسر كل شيء هل ضاع الجنين هل بالغ في عقابه لها هل يستحق هذا المآل من تعذيب النفس وإرهاق الذات ..لقد أخطأت يا ميار أخطأت أخطأت أنت لست وحشااااا فكيف لم تشفق عليها وأنت تنتهك جسدهاااا كيف كيف ؟؟؟؟؟
ببالغ الوجع حاول أن يغطي جسمها بأي شيء لكن رجفة يده لم تسمح له بأن يلمسها بعد أن دمرها ، كان أعمى بل فقد بصيرته أيضا وهو يتلذذ بصراخها وآهاتها التي كانت تزيده جنونا ، لم توقفه نظرات استجدائها ولا دموعها التي ما فارقت عيونها منذ أن بدأ رحلته الشاقة نحو تدمير كل شعور جميل زرعته في قلبها لأجله ..لقد اقتلعه من جذوره التي كانت تعتني بها وتبرعمها لأجله لكنه تلاشى لما تصرف بظلم وهتك عرضها دون أن يتوقف لحظة واحدة … وهذا ما عاد عليه بالندم لم يدري كيف يتصرف بل غاب عقله تلك اللحظة لتكمل عليه ناريانا ما لا ينقصه
ناريانا(بدموع صوبت مسدسها نحوه وهي تنظر إليها بخوف):- ابتعد عنها ابتعددددددددد
ميار(نظر لمسدسها وأشار لجوزيت):- هل قتلتها ؟
ناريانا(ببكاء رمت المسدس جانبا وهرعت إليها):- أيها الأحمق أيها الأحمق لقد قتلت حلمها حرام عليك حرااااام اهئئئ جووووووووووووووزي استيقظي حبيبتي جووووووووزي اهئئئئئ لا لا افتحي عينيكِ سوف ننقذكِ …أيها الحقييييييييييير كيف تغتصبببببببببببببها كيف ؟؟؟؟؟؟؟
ميار(بدموع تراجع للخلف):- هي لم تمت أليس كذلك ؟
ناريانا(تركتها وتوجهت إليه لتضربه على صدره بضربات قوية):- كيف لم تمت لقد قتلتهااااا أيها الأحمق قتلت جنينها الذي حافظت عليه بشكل لا يتصوره عقلك الوضييييييييييع ، لماذا لماذااااا لم تصغي لها لماذاااا اغتصبتها هل هذا هو العشششششششششششق ؟؟؟؟
ميار(أغمض عينيه من ضربها وهو مستسلم لها بشكل تام):- أردت تخويفها ومعاقبتها على كذبها ذاك أ…أردت استرجاع كرامتي التي أهانتها
ناريانا(دفعته بقوة قلب محترق على رفيقتها حتى ارتطم بالحائط):- بهذاااااااا يا ليتك كنت قد كويت قلبها بأي شيء إلا أن تحرمها من ضنينها يا مختل يا أحمق يا أحمق اغرب ياااا …اهئ جووووزي أطلبوا الإسعااااااااف فوراااااااااا عننننننننننبررررررر خذوه من وجهي خذوووه
عنبر(أغمض عينيه بسرعة وهو يشيح بصره عن السرير بحرقة):- تفضل معنا سيدي
ميار(أخذ قميصه من عنبر وارتداه بحزن وأمسك منه الهاتف ونظر إليه وهو يرن):- حكيم…
حكيم(تحركت حنجرته بثقل وهو يرى وائل مقبل عليه):- ماذا حدث ؟
ميار(امتص شفتيه بحزن وبنبرة ممزقة):- لقد قتلت جوزيت
حكيم(فتح فمه والدموع تكومت بعينيه في ذات اللحظة هرع إليه وائل بخوف):- ماذااا قلت ؟
وائل(تنفس بشكل متقطع وهو يسأله بعينيه عما يحصل):- ماذا هناااك ماذا حصل من معك ؟
ميار(سرت بجسمه قشعريرة أليمة وانحنى أرضا ليصرخ بانهيار):- لقد اغتصبتها وو قتلت الطفل لقد …قتلت حبيبتي يا حكيييييييييييييييم …حككككككيييييم أنا أنا لم أرد حصول ذلك لقد لقد …حكيم هي هي التي أجبرتني هي خانتني هي دمرتني أنا أنا ….لم..لم …جوووزيت اآآآآآآآآآآآه أنا أحترق أرجوك أعدها لي حكيم …حكييييم
حكيم(أغمض عينيه على دمعه وهو يهز رأسه ويستمع له):- …ميااااار …مياااار أنت لم تفعل ما تقوله هااااه جوزيت بخير …الجنين بخير تعلم أنه أنه …طفلها أنت لم تقتله صحيح ؟
وائل(امتقع وجهه بالجزع وخطف الهاتف من حكيم):- ماذا فعلت بهااااااااا يا حقييييييير ؟؟؟؟
ميار(ما إن سمعه حتى ارتسمت على وجهه ملامحه الغضب والاحتقار):- كله بسببك أيها الخاااائن ليتك ما دخلت لحياتنا ليتك ما فرقت بيننااااا سأقتلك يا وائل رشوان سأقققققتلك يا خسيس بسببك بسببك قتلت حلم حبييييييبتي أكرررررررررهك
وائل(مسح على رأسه وهو يرفض التصديق):- قل لي أي شيء إلا أنك قتلت ابنك يا أحمق إنه ابنك لقد فعلنا كل ذلك لأجلك ،،أنا أنااااااااااا من سيقتللللللللللك صدقني سأبتلي فيك آآآه خذ خذ عني يارب يارب احميها يا رب لا تختبرنا بهذااااا يا الله
حكيم(رمش وهو يضع الهاتف بأذنه وعقله يرفض الاستيعاب):- حسنا ميار..أظنني قادم في الطريق
ميار(بعدم تصديق رمى الهاتف ونهض بسرعة ليوقفهم):- ناريانا ناريانا اعتبريني عدوكِ اعتبريني ميتا من اللحظة لكن أجيبيني بالله عليكِ…وائل وو..وائل يقول أشياء غريبة هه هه قال قال أن هذا ابني هذا هذا الذي ينزف هنااا ههه قال أنه ابني هل هو ابني حقا ؟
ناريانا(مسحت دموعها وصفعته بقوة):- تستحق هذه الصفعة كجواب على فعلتك
ميار(طأطأ رأسه وهو ينظر صوب جوزيت بقهر فتلك الصفعة تعتبر لا شيء أمام عملته):- ليت الزمن يعود للوراء
ناريانا(أمسكته من ياقته وهي تهزه):- ولكنه لا يعود لالالالالالالالالالا يعووووووووود
ميار(رجفت شفتاه وهو يشد على عظمة أنفه ليتمالك أعصابه):- أنا …
ناريانا(أبعدت يديها عنه):- كيف بلغت بك القذارة بهذا القدر هاه ،، أكل هذا انتقام ليتك سألتني بدءا ليتك سمعت منها على الأقل تبا لك تبااااااا أرجو أن تموت وتخلصنا من وجودك الآثم …تف عليك
فيكو(بلهفة ركض وقاطعهم لحظتها):- قد وصلت سيارة الإسعاف
ناريانا(بحرقة قبلت جبين جوزيت):- ستكونين بخير يا عمري أعدكِ بذلك ..خذوها
عنبر(لف عليها الغطاء بعد أن ألبستها ناريانا قبل حضورهم فستانا عشوائيا وجدته بطريقها):- أفسح الطريق للنقالة أسرع يا فيكووو
فيكو:- فورا فورا
ميار(كان يهز رأسه وهو ينظر بعدم فهم):- ناريانا؟
ناريانا(اقتربت منه وهي تعتصر الألم في صدرها):- ليتني مت وما رأيت ما فعلته بها
ميار:- لما لم توقفيني إذن هااااااا ؟
ناريانا(أغمضت عينيها):- بعض الأمور لا ينفع إيقافها والآن أغرب عن وجهنا ولا ترنا خلقتك مهما حصل سوف لن تتمكن من رؤية جوزيت أو حتى محادثتها ، سأمنعك بالقوة لو حاولت مجرد محاولة أن تزعجها ، وتهجد لله كي تسامحك لأنك ميت بالنسبة لها منذ الآن …..
ميار(رمقهم وهم يضعونها على النقالة):- سامحيني جوزي …
ناريانا(أشارت لبقعة الدم على السرير بدموع):- تذكر جيدا أنك من قتلتها تذكر ذلك المنظر وأتمنى أن تحترق من فرط الألم أتمنى ذلك من أعماق قلبي
ميار(نظر للسرير):- كنت نذلا …كنت نذلا ياااا الله الرحمة يا ربي الرحمة الرحمة ….
أمسك على شعره بجنون يكاد يقتلعه من محله وجلس على طرف السرير وهو يلامس تلك البقعة بيده ، رفعها لوجهه وهو ينظر ببلاهة
ميار:- ليس ابني ليس ابني إذن لما يخدعونني هااااه لما يريدون قتلي مرتين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم:- خفف سرعتك الله يلعنك منذ أن دخلت حياتنا ونحن في الحضيض
وائل:- أصلا أنا ومنذ معرفتي بكم وكل أحبتي يحترقون بفضلكم ، لن تمسكني عنه حتى لو صعدت لسيارتي هذا لا يعني ّأنك ستوقف سير الأمور التي ستؤول إليها أقسم أنني لن أتركه في سلام
حكيم(قطب حاجبيه بقلق من حالته التي يراها لأول مرة):- جوزيت..جوزيت ستنكسر إذا مات الطفل ولكن أنت لم أحسب أنك ستتأثر لهذه الدرجة ..طبيعي يعني بالأخير هو منك أليس كذلك ؟
وائل(زم شفتيه):- …لارد
حكيم:- قلت لميار عبر الهاتف أنه طفله هل …هل كنت جادا أم أنك أردت إيلامه فقط ؟
وائل:-مما أنت قلق لهذه الدرجة أليست ابنة عمك التي تنزف حتى الموت ، بالله عليك لا تجعلني أخطأ فيك لأنني لا أتحمل أي حديييييييث الآن ما يهمني هو جوزيت أريدها بخير هذا فقط
حكيم(مسح على فكه وهو ينظر للطريق):- تمام لكن انتبه لقيادتك كي لا نجاورها في المشفى
وائل(ضرب على مقوده وهو يزم شفتيه):- النذل النذل سأحرقه ….
حكيم(اندهش من حالته الثائرة فرغم ألمه على جوزيت لكن حالة وائل كانت الأغرب):-الله الله
وائل(أمسك هاتفه ورفعه بعد أن فعَّل الاتصال):- …أخبريني أنها ستنجو؟
ناريانا(كانت جوارها بسيارة الإسعاف تبكي):- اهئئئ وائل أين أنت ؟؟؟؟؟
وائل(خطف قلبه منه لحظتها):- بالطريق أمامي 4 دقائق وأصل للبيت أخبريني لطفاااااا ؟
ناريانا:- اه نحن بطريقنا للمستشفى القريب من بيتك حالتها صعبة جدا ونبض قلبها يتباطأ وهذا الممرض يقول أنها في خطر أما الجنين ….اه ئئ لست أدري إنها تنزف دون توقف
وائل(ضغط البنزين أكثر وهو يزيد من سرعته):- لا تقلقي لا تقلقي يعني بالأخير سوف ينقذونها إنها ثعلبة القطب وليست امرأة عادية ، ستكون بخير والطفل الطفل سيكون كذلك بخير ..أنا قادم إليكم لكن قبلا سأسوي حسابي مع ذلك الحقير ..
ناريانا:- هئئئ ماذا تنوي أن تفعل ألووو ألووو وائل ؟؟؟؟
وائل(رمى الهاتف جانبا وهو يمسك بالمقود ويزيد أكثر من سرعته):- أنا سأريه كيف يغتصبها الغبييييييييي
حكيم(ظل يراقب تصرفاته عن كثب):- لو تهدأ لأنك ستجعلنا نبتلي فيما هو أدهى دعنا نذهب للمستشفى التي ذكرت ناريانا مباشرة
وائل:- لو كنت تريد الذهاب فلتنزل وتحرك من هنا لأنني ذاهب إلى بيتي الآن …وكم أتمنى إيجاده هناك من كل أعماق قلبي فابن عمتكم الأخرق يعتبر الناس دمى لديه …لكنه ما حزر الآن لقد وقع في شر أعمااااله
حكيم(نظر جانبيا وهمس):- هووهوه علينا لو يعلم أنه يحتجز عمته فما الذي سيفعله ؟
حالته الثائرة كانت النقيض تماما عن هدوئه المعتاد ، قد بدا وكأنه يعتصر الوقت فقط كي يصل إلى شقته ويفتك بميار فتكا بلا رحمة أو شفقة ،لأن الغضب الذي لمسه في عينيه لم يكن غضبا عاديا بل وعيدا بالانتقام الذي لم يكن يرقبه في كينونة وائل مطلقا … من جهة عذره فهو غير متيقن مما قاله لميار واعتقد أنه أراد إيلامه فحسب بتلك الجملة ، ومن جهة أخرى هو يتفق معه فما فعله ميار لا يليق لا يليق وإذا نفذ من غضب الرشواني فأكيد لن يفلت من غضبه شخصيا فتلك ابنة عمه ، ولية من ولايا بيته وعليه أن يحرص على سلامتها وأمانها وما فعله ميار بها غير مقبول غير مقبووووول …تلك الدقائق جعلت كل منهما يتأجج أكثر فكلما حاول حكيم تمالك أعصابه شحنته حركات وائل الذي كان يسابق الزمن بغية الوصول إلى بيته ،.. وها هو قد وصل ووجد الدنيا مقلوبة هناك لم يفكر مرتين بل نزل مباشرة دون أن يغلق حتى الباب ، بل ركض سريعا صوب المصعد ولم يتمكن حكيم من اللحاق به فقد أغلقه بوجهه وهذا ما اضطره للصعود على الدرج لعله يلحق به وينقذ ما يمكنه إنقاذه ..
وائل(صرخ من الباب باسمه وشكله قد كان لا يبشر بالخير):- ميااااااااااااااااااااااا اااااااااار
ميار(أجفل جفنه ومسح وجهه بيديه معا ورفع رأسه باستسلام):- ….لارد
بحث بعينيه ونظر لغرفتها مباشرة ودخل ليصطدم بذلك المنظر ،خطف قلبه منه حين رمق الدماء المتناثرة في المكان بينما ميار كان جالسا على الطرف ممسكا بذلك القماش بين يديه وشكله هو الآخر غريب وكأنه غائب عن ذا الوجود ،لكن هذا لن يشفع له لن يششششششفع
وائل(لم يفكر مرتين لكمه على وجهه وطرحه أرضا وهم بضربه):- أيها القذر كيف تغتصببببببببها يا نذل كيييييف تفرط فيهااااا وهي لم تفرط فيك ولا ثانييييييييية أيها الأحمق الحقييييييييير تبا لك تبا ، خذ ما تستحقه أيها الأخررررررق التاااااافه
ميار(كان مستسلما للكمات وائل وكأنه يعاقب نفسه على كل ما فعله بها):- أنا أستحق هذا
وائل(هزه وهو يلكمه):- دافع عن نفسك قااااااوم يا تااااافه
ميار(بفشل ناظره):- لقد قتلتها
وائل(زم شفتيه بمرارة ودفعه على الأرض وهو يشير بوجع):- تغتصبهاااا يا مياااار …تغتصبها ليتك بترت أطرافها ولا اغتصبتها وقتلت الطفل حرام عليك حراااام يا ميااااار
ميار(بغمغمة حزن):- كان خطأكم أنا ما ذنبي ؟
وائل(أمسكه من ياقته بجنون وهو يهزه بعصبية تكاد عروقه تنفجر من ذراعيه من فرط الغضب):- بلللللللل ذنبك الذنب كله ذنبك من البداية يا تافه يا عديم المسئوووولية ،لو أنك كنت رجلا لو كنت رجلا بهذا القدر لكانت قد نجت من هذه الدوامة الشائكة ، لما كانت قد دمرت نفسها ودمرتنا معهااااا ، لما كان حصل مااااااااااا حصل كله بسببك أنت وبسبب أنانيتك وتفاهة عقليتك المقتصرة فقط على نفسك وعلى هيلمانك وعظمتك ونفوذك ونسيت أنها إنسانة ضحت بكل شيء لأجل إنقاذ صغيرها من بين يدييييييييك الآثمة يا وووووووغددد
حكيم(أمسك يده قبل أن يضربه مجددا):- يكفييييييي ألا ترى أنك أدميت وجهه ، انهض يا ميار ؟
ميار(نظر لحكيم ببؤس):- أنا لم أفعل ذلك قصداااا صدقني قد ..قد كنت
وائل(أمسك على رأسه وهو ينظر إلى السرير):- أي مجرم أنت ؟
ميار(شهق من جملته ونظر لحكيم الذي رفعه من الأرض):-أنااااا لست مجرما قل له أخبره أنني لست كذلللللك حكيييييييم …أنا لست مجرما
حكيم(لاحظ أنه في نوبة غريبة وأمسكه من كتفيه):- لست كذلك اهدأ يا ميار اهدأ
ميار(كان يهز رأسه بجنون وهو ينظر بتلاشي)- لست مجرمااااا ..لست مجرماااا
وائل(تدفق الغضب في عروقه ولمح مسدسا ملقى على الأرض وأمسكه):- أنا من سيكون مجرما الآن مثلما آلمتها مثلما قتلت فرحتها سوف أقتلك وأمتص منك فرحتك التي بترتها بيديك ، ذلك الولد الذي قتلته يا أفندي قد كان ابنك فمرحى لك قد قتلت وليدك يا ذكي هههه ،(لاحظ صدمتهما وتنهد بوهن) أظن أنه لا جدوى لهذا السلاح فرصاصتي قد وصلتك للصميم غالبا …الله لا يوفقك يا غبي
حكيم(بصدمة نظر لميار الذي جفل بعينيه في الفراش):- ميااااار ؟
ميار(مسح على فمه وهو يرمش):- إنه يمزح ههه صح يمزح هاه ؟
حكيم:- أكيد إنه يفعل ذلك لكي يغيظك
ميار(بتشتت):- لقد…أين أين ذهبت الورقة هاااه أنظر أنظر لقد قمت بإجراء تحاليل أخرى دون علم أي أحد هاه ،أنظر أنظر بنفسك إنها تقول أنه ليس ابني ليس ابني يعني هل يريد أن يفقدني صوااااااااابي ، ليته قتلني برصاصة ولا فعل هذااااااااااا بي ، ليته قتلني ليته قتلنييييييييييييي حكيييييييييييم أنا أحترق جوفي يحترررررررررررررق
حكيم(بلهفة أمسكه من وجهه ليهدئه):- ميااااااااااااار اهدأ يا رجل استجمع نفسك رجاااااء
ميار(حاول التملص منه وهو يشق قميصه ليتنفس):- إنه ليس ابني لم يكن ابني لم يكن لممممممم يكككككككككككن ابني لا لن يحرقني بهذاااا ليسسسسسسس ابني ليسسسسسسس ابنييييييييييي
حكيم(جزع لحالته ودفعه لصدره بدموع):- يكفيييييييييييييييييييييي ييييييييييي
ميار(كان كالطير الذبيح يحاول الفكاك لكن بدون جهد ظل يصرخ وهو يحاول التملص من حضنه لكنه كان يختنق في كل محاولة لحين أن همد):- ليس ابني ليس طفلي هههههه ههههه جوزيت ..جوزيت لا تجرؤ لالالالالا لا تجرؤ وتفعل بي هذااا إنه ليس ابني حكيييم حكييم أنا لست مجرما أنا لست قاتلا أنا لم أقتل ابني هااااه سمعت سمعععععععععععععععت لما لما يفعل بي هذا آآآآآآآآآآه أخبرنيييييييي أخبرررررررررني اها اه
حكيم(ضمه بقوة وهو يلهث لحاله المكسور):- حبا بالله يا أخي لا تفعل بنفسك هذاااا ميار ميار ثق بي أنت لست مجرما أنت لم تفعل ذلك بقصد ...جوزيت ستسامحك ستسامحك …
ميار(ضمه بحرقة وهو يبكي):- ليس ابني هااااه أخبرني أخبرني وأطفأ ناررررري التي أشعلها وذهب ذلك الولد ليس ابني ، تلك تلك ليست دماء ابني هاااا ؟؟؟؟؟
حكيم:-آآآآآآآه ياربي ….ميااااار توقف يا أخي توقف
ميار(أغمض عينيه بدموع وهو يدك رأسه بصدره متشبثا به):- لما يفعلون هذا بي لما يعذبونني أخبرني حكيم لما لمااااا يؤلمووووننيييييييي لماااذا اه ….جوززززززززززززززززززيت جوووووووووووووووووووووووو ووووووووزيييييييييييييييي يييييييييت
حاول إمساكه حاول السيطرة عليه لكنها حقا كان كالطير الذبيح يتخبط في كل مكان إلى أن هوى أرضا وهو يعض ذلك الغطاء بأسنانه ندمااااا ويصرخ بصرخات منهارة، فقمة الألم قمة الوجع حين لا يجد الإنسان نقطة العودة إلى البداية لقد أيقن أنه دمر كل شيء جمعهما معا ، لقد قتل ابنها حتى لو لم يتأكد أنه منه بل ظل الشك لوحده ينخر في عقله كالسم الفتاك فكيف يفلت من تلك العقوبة التي عاقب فيها نفسه وليس جوزيت فحسب …
جلس حكيم بجواره وضمه لصدره وهو يحاول أن يزيح عنه ذلك الغطاء لكن ميار تشبث به بشكل رهيب وكأنه لو أبعدوه عنه ضاعت منه روحه الكسيرة …تألم لأجله ولم يجد أي حيلة لكي ينقذه من مواجعه التي جعلته يتأذى بذلك الشكل المهول ، كان يمني روحه بتصليح الأمور لكن كان وكأنه يصب الملح فوق جراحه ، لذلك رفع رأسه أخيرا ونطق بكلمة أخيرة قبل أن يمسك بذلك المسدس
ميار:- لقد خسرتها
حكيم(جحظ عينيه وهو يشير له بيديه):- هيا ميار أعطني ذلك المسدس هيا يا أخي اسمع مني
ميار(هز رأسه ووضع المسدس على جانب جبينه):-أنا مجرم لا يستحق العيش لقد اغتصبتها وهي تترجى فيني التوقف ولم أفعل ، رجاؤها ذاك كان يغذي رغبتي وأنانيتي لذلك أردت أن أعاقبها بينما كانت تتوسلني الرحمة وترجو الفكاك من بين يدي لأجل ابنها …ابنه أو ابني أقال أنه كان ابني ؟؟؟؟؟
حكيم(جمع يديه باستجداء وهو يزحف برجليه):- أعطني المسدس وكل شيء سيكون بخير ،أعدك أخوك يعدك هل أخلفت وعدا لك يوما هااا أبدااا لذلك صدق كلامي ،كل شيء سيتغير للأحسن هيا أعطني إياه لو سمحت ..هيا
ميار(حرك المسدس بإصبعه وهو يبتسم):- قالت أنه ابني ..حين واجهتها بالتحاليل صرخت فيني وقالت أنه ابنك ولكنني لم أصدقها بل تابعت عقوبتي لها بدم بارد وبضمير ميت …لقد استمتعت على حساب آهاتها وانتهى الأمر حين نزفت يعني أجرمت في حقها يعني أنا حيوااااان هههه هه أجل هذه ماهيتي أنا حيوان ويجب أن أسكن بالقفص معه فهودي … أجل لا لا لدي فكرة أفضل سأخلصها مني بالمرة وأرحل
حكيم(تعب من محاولة رفعه ليده ليأخذه ونفذ صبره):- يا الله لقد أخطأت وكنت حيوانا وكنت حقيرا وكنت سافلا كيف تغتصبها بالله عليك وأنت تعرف أنها مريضة قلب وأن ذلك الطفل هو فرصتها الوحيدة لتكون أما ، كيف كنت قذرااااا معها لتلك الدرجة ، كيف تمكنت من اغتصابها ولم يرق قلبك لأناتها بالله عليك أخبرني كيف طاوعك قلبك يا رجل كيييييييييييييييف هانت عليك وفرطت فيهاااااااااااااااااااااا ا كيف أخطأت بحقهااااااااا كيف حراممممممممممم يا مياااااار لقد دمرت جوزييييييييييييت دمرتها يا رجل دمرررررررررررررررررتها …اه
ميار(عقد حاجبيه وهو يحني رأسه أرضا ويضع المسدس جانبا بينما أفلتت منه دمعتين حارقتين على وجهه بعد أن سمع ما كان بحاجة لسماعه منه):- أستحق أن أموت
حكيم(مسح عينيه واقترب منه وهو يحنو إليه):- لو كنت ستقتل نفسك ستتخطاني وتفعلها
ميار:- لن تسامحني لن أتمكن من مواجهتها أنا حيوان
حكيم(بجنون لحظي):- حسنا أنت حيوان أوافقك الرأي وأبصم عليه بالعشرة إذن واجه فعلتك كرجل …لا تضعف في الوقت الذي ستحتاجك فيه أي نعم أنت قتلت أنفاسها ولكن عليك أن تصحح غلطتك مياااار …اسمع مني
ميار(حرك فمه باستسلام ووضع رأسه على كتف حكيم بتعب الشقاء):- أخوك ….مات
بحرقة الندم المريرة بكل ما في الوجع من أشواك ، كان خاطره ينزف بل يتآكل كل ضلوعه بطريقة مستفزة تمزق فيه كل شبر بعنجهية تماثل تماما تلك التي استعملها قبل ساعات بسيطة ،، الندم الذي يلازم عقل الإنسان في وقت لا ينفع فيه التراجع ، وهذا ما لم يستطع حكيم أن يقحمه بعقله لعله يمتص القليل من عصبيته التي خمدت من فرط تعب روحه وفشل مقاومته في استيعاب تلك الحقيقة ،التي ظلت تأرجحه بين حبالها بتلاعب قاتل زاده حيرة وجنووووونا …

في تلك اللحظة
كان يزمر ببوق سيارته للمارة كي يفسحوا له المجال للمرور، شكله كان يفوق الوصف فحالته تلك لم تكن من ضمن صفاته قط ، عادة يغضب ويبلغ به الصبر مداه لكن هذه المرة تجاوز المعقول والحال أنه يكتوي بنار متأججة اجتمعت لتفتك به دونما رحمة ، نار التضحية التي قدمها فداء لطفل بريء ضاع بسبب بطش أبيه ، نار خذلانها فهو لم يستطع تنفيذ وعده وحماية الصغير كما عهد ، نار التخلي عن حب حياته لأجل هذه الغاية فيصدم بمجرى آخر خلقته الأقدار لحكايتهم …كل هذا كان يغلي في عقله لذلك لم يكن واعيا لتصرفاته قد آلمه حالها ورفض رفضا قاطعا أن تتعرض لتلك الأذية وممن من الشخص الذي فعلت لأجله وبسببه كل هذااا ، رمت بنفسها في نيران الفراق والأوجاع لكي تحمي طفله منه ومن غدر الآخرين ليجازيها بهذا الصنيع المهول ، يا عم حتى لو كانت خائنة راعي أنها لن تنجب مرة أخرى ودعها تنجب وبعدها افعل ما شئت لكن الحديث لا ينفع لا ينفع …ذكر هذا وهو يضغط على البوق دون توقف إذ لم يرفع يده عنه بل خلق إزعاجا لا مثيل له في تلك الطريق وهو ينش بيده كل من يعترض طريقه فأحدهم كان يفسح له المجال بتفهم والآخر يشتم والبعض يتفرجون في هذا المجنون الذي خلق الفوضى بينهم ..لم يعلموا أنه قلب مفطور يحاول الوصول إلى المستشفى ليمسك بيدها ولا يتركها لوحدها في هذه الأزمة،لم يعلموا أنه يقدر قيمة الألم التي ستشعر بها إذا ما استيقظت وجن جنونها لما تعلم أن صغيرها قد ضاع منها فكيف السبيل ؟؟؟؟؟…
ما هي إلا بضع دقائق وكان يصف سيارته على جنب ليركض بين الممرات بحثا عنها ،لمح ناريانا وهي جاثية على الأرض تضم ركبتيها لصدرها وتبكي ولحظتها جمدت أوصاله وهو يتوقف محله ، من يرى حالتها سيظن أن سوءا ألم بجوزيت وهذا ما عجز حتى عن السؤال عنه لذلك أغمض عينيه ودعا الله في صميمه أن تكون بخير ،اقترب بخطوات وهنة وهو يجمع قبضته بغيظ مكتوم إلى أن وصل إليها وهتف بصوت متعب يترجم مرض روحه التعيسة
وائل:- أهي بخير؟
ناريانا(ما إن رأته حتى انتفضت ببكاء وارتمت بحضنه):- أين كنت يا وائل أين كنننننننت ؟
وائل(لم يبدي أي ردة فعل فقد كان ينتظر جوابا على سؤاله):- جوزيييت …أهي بخير ؟
ناريانا(هزت رأسها وكتفيها وهي تبكي وتنظر إليه متأسفة):- لم نستطع إنقاذ الجنين اهئئئ لقد مات
وائل(حتى لو كان يضع في باله هذه النتيجة إلا أنه صعق بالخبر):- و….وكيف هي يعني هل عرفت ؟
ناريانا:- ليس بعد فهي لم تستيقظ ولم أدري كيف أخبرها لولا مجيئنا لكانت أيضا في عداد الموتى ، لقد قتلها المجرم قتلها قتلللللها لو رأيته لقتلته بألف رصاصة على عملته الدنيئة
وائل(ربت على كتفها ودفعها لصدره):- سنتجاوزها سنتجاوزها ….
ناريانا:- اهئ ضاع حلم صديقتي المسكينة ضاااااااااع فكيف سترمم روحها بعد هذا الانكسار وممن من الشخص الذي عشقته حد الجنوون آه يا ويلي يا ويلي …
وائل(سمع صوت صراخها ونبضت مضخة صدره وهو يبعد ناريانا):- إنه وقتنا ..ناريانا عليكِ أن تكوني أقوى سمعتني
ناريانا(أجهشت بالبكاء وهي تهز رأسها بفشل):- اهئئئئئ لن أستطيييييييع
وائل(تركها وركض صوب الغرفة ليجد الأطبة يلتفون حولها ويحاولون الإمساك بيديها كي تهدأ ،بينما كانت هي تحاول إبعادهم عنها):- جوزيت
جوزيت(استكانت لحظة حين رأته وانفجرت بعدها بصراخ):- واااااااااااااااااااااائل لقد قتل ابنيييييييييي ابني اببنييييييييييي أريد ابني كان هنا قبل ساعات كان هنا ولكن أباه قتله قتله قتتتتتتتتتتتتله
وائل(انفطر قلبه وهو يتوجه إليها ليجلس قربها بسرعة):- أنظري إلي ..واسمعيني
جوزيت(هزت رأسها نفيا):- لالالالالا لا لالا أنت لا تفهم اهئ لقد لقد توسلت إليه هاااه وأخبرته الحقيقة لكنه لم يصدقني هههه لم يصدق أنني أخبره بالحقيقة التي أخفيناها عنه ، قال عني كاذبة ولم يولي توسلاتي أدنى اهتمام بل ..اهئئئ بل ظل يقتل في ابني وأنا أبكي أبكي أبكييييييي دون توقف يا وااااائل لقد قتله وأناااااا أمووووووووووت بدون طفلي أموووت
وائل(أمسك وجهها والدموع قد تحجرت بعيونه):- عزيزتي يا جوزيت ألا تثقين بي ؟
جوزيت(ببكاء أمسكت بيديه):- لكنه حرمني من ابني الوحييييييييد كيف سأعيش أنا هئئئئ ابني الذي كنت أحلم به وأتمناه ، وحييييييدي يا وااااائل لقد حرمني منه اهئئئ اقتلوني أرجوكم دعوني أفقد وعيي دعوني ألحق بصغيري
وائل(رمى بها في حضنه وهو يدك رأسها بحرارة الغبن):- أنا آسف آسف لأنني لم أحميكِ بما يكفي لم أفي بوعدي لكِ يا جوزيت سامحيييييييني
جوزيت(تمسكت بحضنه وهي تتألم بل تموت ألما):- اه يا واااااائل آآآآآه في قلبي جمر يحترق
وائل:- ستمضي ستمضي صدقيني
جوزيت(انهارت بصراخ بين أحضانه حتى صوتها لم يطاوعها لتفرغ ذلك الوجع الكامن في صدرها):- اهئئئئئئ طفلي لما يا ربي تحرمني من صغيري لقد كان فرصتي الوحيدة كانت الوحيدة
وائل:- قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا يا جوزي آمني بالقدر خيره وشره ولا تفقدي إيمانكِ
جوزيت(أغمضت عينيها بضعف):- ولكنني لا أستحق هذاااا لا أسستحق هههاهئئئ
ظل يهدهدها بكل ما أوتي من صبر ولم يشعرها بغيظه ولا بغضبه بل تابع تهدئتها حتى لو كانت محاولاته تلك فاشلة أمام انكسار روحها العليلة،لقد دمر ميار كل شيء هذه المرة وأكيد لن يجد شفاعة ولا مراعاة لفعلته الشنعاااااء ..وما هي إلا فترة بسيطة حتى انتفضت من حضن وائل حين سمعت صوته وهو يتخاصم مع ناريانا خارجا بينما كان حكيم يحاول تهدئة الأمور ..
وائل(بغضب):- كيف يجرؤؤؤؤؤ كيف يجرؤ ذلك الوقح
جوزيت(أمسكت يد وائل وهي تبتلع ريقها):- هل أخبرته أنه ابنه ؟
وائل(نظر إليها وهز كتفيه):- اضطررت لذلك ولكن لا أدري أصدقني أم لا
جوزيت(مسحت دموعها):- دعه يدخل
وائل(انتفض برفض):- أكيد لن أسمح له
جوزيت(أمسكت يده وقبلتها ببؤس):- لطفا …دعه يدخل لكي أفرغ سمي وإلا لن أتعافى أبداااا
وائل(تنهد بتعب وباس جبينها بدفء):- كما تريدين لكنه لن يقترب لن يقترب وإلا قتلته أمامكِ …
جوزيت(بغمغمة):- لا تلم نفسك…اهئئئ هو الملام من البداية لقد ضحيت معنا بما يكفي ولكن ضاع كل شيء في ثورة غضب قاسية ، اهئئ دعه يأتي أرجوك وائل لا تتعبني أكثر ..
نهض على مضض وفتح الباب ليخرس تلك الفوضى بخروجه ،نظر إليهم مليا وأحنى رأسه مشيرا لهم بالدخول وكان أول من مر هو حكيم الذي عانقها بحرقة قلب وحاول بث الصبر في جوفها ، رغم أنه يعلم أن ذلك لن يجدي نفعا
جوزيت:- أرأيت ما فعله بي ؟
حكيم(نظر لحالها وتذكر ليلته مع ميرنا وشعر بالوجع المضاعف):- صغيرتي ستكونين على ما يرام ثقي بكلامي فقط ل..
جوزيت(مطت شفتيها ببكاء):- كيف سأصبح بخير بدون طفلي ؟
حكيم(اهتزت شفتيه بضعف وهو يناظر حالها الكسير):- يا روحي لو فيني كنت أبعدت عنك كل هذا الألم لكن …ما هو مقدر لنا في السماء لا يمكننا تجاوزه
جوزيت(هزت رأسها):- معك حق…
ناريانا(دلفت وهي تشير بيدها):- كيف تسمحين له بالدخول يا جوززززيت هذا يجب أن يسجن ،والله والله لو لا كان الأمر بيدي لكنت دفنته تحت أعمق سجن
جوزيت(تنفست بألم ونظرت للباب):- …لارد
ميار(كان يخطو خطوة ويتراجع للخلف وهو يعضعض قبضته بأسف على نفسه وعليها):-..لارد
جوزيت(لمحته وطأطأت رأسها):- دعونا وحدنا
وائل(هدر برفض):- مستحيييييييييل
حكيم(عقد حاجبيه ووجد أنه على حق):- …وائل على حق لو نبقى و
جوزيت(ربتت على يد حكيم):-أنا لست ثعلبة القطب الآن أنا أم فقد جنينها …لقد مررت بما هو أصعب لكن هذا الأمر قد كسرني ودفن هويتي في الحضيض أريد ذلك وستنفذونه
حكيم:- ستتعذبين أكثر ؟
جوزيت(أغمضت عينيها بتعب):- أنا متعبة اهئ يكفي يكفيييي دعوه يأتي
ناريانا:- لو سمحتم دعوها على سجيتها
حكيم:- لا تتهوري ؟
وائل(اقترب منها حين استقام حكيم):- جوزي أمتأكدة؟
جوزيت(هزت رأسها بفشل):- لا أعرف
وائل(مسح على وجهها وقبَّل جبينها):- سأكون عند حافة الباب يكفي أن تناديني لأخنقه أمامكِ
جوزيت(نظرت إليه بامتنان):-…شكرا وائل على كل شيء لكن إلى هنا ويكفي …لن أربطك بي والجميع سيعرف الحقيقة الآن ولنبدأ بالأب القاتل
وائل(تألم لحظتها وانسحب):- يا الله …
حكيم(ربت على كتف ميار):- حاول إنها ما تزال تحبك أكيد ستسامحك
ميار(همس بألم):- كانت سامحتك ميرنا قبلها
حكيم(تلكأت الحروف بجوفه ولحظتها خرج وائل ع الجملة):-…لآرد
وائل(حرك فكه بغيظ بينما ناريانا أغلقت الباب خلف ميار وهي تهدده بإصبعها):-..كلكم أنذال هل هتك العرض عندكم يسري بالدم ؟
حكيم(أغمض عينيه وجلس على كراسي الانتظار):- أنا في مرحلة تجعلني أترفع عن أي وقاحة منك يا وائل لذلك لا تزدها علي
وائل(جلس مقابله):- هه لكنكم ستعرفون مدى ظلمكم حتما لأن الأيام تدور
ناريانا(جلست قرب وائل):- أرجو ألا تؤجج حربا أخرى هنا يا وائل نحن مرهقين أصلا لو سمحت
وائل(تنهد بتعب ووضع رأسه بين يديه):- طيب ….
جوزيت(اتكأت على فراشها وهي تنظر جانبيا بينما خطواته كانت تحرك فيها كل الجراح):- …هه جدتي نبيلة لمَّا عرفت بحملي اقترحت علي أن أسميه مختار تخيل ، طبعا رفضت ورددت الأمر بوجهها ولكنها امتعضت مني وضربتني بعصاها لركبتي بدعابة ،وقتها أخبرتها أن أباه هو من سينتقي له أجمل الأسماء ،..ههه يعني هذا ما كنت أحلم به منذ أن عرفت بحملي
ميار(اهتزت شفتيه وأطل عليها بفشل من محله):- جوز….
جوزيت(قاطعته حين التفتت إليه بوجه متورم ونظرات العتب):- لا بأس ميار ..يعني أنت لم ترد فيني السوء أنت لم تنوي اغتصابي ،أنت لم تنوي قتل ابني ، وقتل حلمي ، وقتل روحي …أنت مظلوم في هذه الحكاية أنت دائما الضحية وكل من حولك هم الظالمون ،لا بأس لست ألومك لأنك مسكين
ميار(ابتلع ريقه وهو يناظر مدى الوجع النابع من حروفها المتحشرجة):- سامحي…
جوزيت(قاطعته وهي تمسح على بطنها بابتسامة):- ..طفلي كان يرهقني كان يوقظني في الصباح الباكر ولا يجعلني أنام بشكل مريح ، أحيانا كنت أحتاجك وأطلبك همسا لتطبطب على ذراعي وتهدهدني كي أنام مثلما كنت تفعل سابقا لكنني لم أجدك ، أتدري ما كنت أفعله ؟؟
ميار(ابتلع ريقه وهو يموت من حديثها):- جوزي توقفي
جوزيت(تابعت ببكاء):- كنت أعانق صغيري وأخبره أنك موجود معنا ..أنك لم تتخلى عنا وأنك في رحلة ستبعدك عنا لتسعة أشهر كاملة وحين يأتي ك..
ميار(هز رأسه بدموع وهو يجثو على ركبتيه متمسكا بحديد سريرها):- لا تكملي لا تكملي
جوزيت(تابعت بدموع):- كنت سأعرفك عليه
ميار(أغمض عينيه وهو يرفض الاستماع):- لا تكملي أرجووووكِ لا تكملي
جوزيت(شهقت وهي تكمل ببكاء مرير):- أهئ كنت سأخبرك أنك الرجل الوحيد الذي لمسني ، كنت سأخبرك أنك الشخص الذي أمنته على عذريتي وجسدي وروحي ، كنت سأخبرك أني لم أخنك مع أي أحد وأنني فعلت ذلك لكي أحمي طفلك يااااا ميار إنه ابنك ابنك ابننننننننننننك
ميار(وضع يديه على أذنه وهو يتحرك بجنون):- لا لا لا لا لا إياكِ وأن تفكري بهذه الكذبة لتؤلميني بابنه ابنه لقد قمنا بالتحااااااليييييييل وأشادت بأنه ابنه
جوزيت(تلذذت بالقصاص منه وهي تصعد للمنصة لتعلن انتصارها):- كلها كذب
ميار(أغمض عينيه وفتحهما):- إياد لا يكذب وو و آخر التحاليل قمت بها دون علم أحد يعني …
جوزيت(أغلقت عينيها بمرارة وصرخت):-آخر مرة كشفتك ناريانا وقامت بتهديد الطبيب لكي يزور التحاليل ، أما المرة الأولى فقد أخبرنا إياد بكل شيء وبدوره قدر هذه التضحية وساعدنا في الأمر لكن لكن أتعلم ما الفرق بينكما أنه لم يصدق ولا للحظة أنني قمت بخيانتك عكسك يا من وهبته روحي وكل ما أملك …
ميار(تصلب فكه وجسمه يرتجف من فرط الأعصاب):- لا لا هذا ليس صحيحا
جوزيت(ضحكت بدموع):- هه أتعرف ما هو أكبر عقاب تستحقه هو هذا العذاب وتأنيب الضمير الذي ستعيشه ، أنك قتلت ابنك هههههههههه قتلت حلمنا بيديك هل استمتعت باغتصابي هل اقتصصت لنفسك ولكرامتك وكبريائك ، إذن دعني أزف لك هذا الخبر قد قمت بذلك على حساب طفلك برافوو قد أثبت فعلا أنك رجل وأخذت بثأرك كما يفعل أجناس الحثالة مثلك
ميار(فتح عينيه وهو يجمع قبضتيه على حاجز السرير):- …..كيف كيف هنت عليكِ ؟
جوزيت(أطلقت ضحكة مجلجلة تلتها دمعات حارقة وهي تتأمل لكمات وجهه وبقايا الدم النازف من شفته وأنفه زيادة على حالته التي كان رثة لا تليق باسمه الذي لطالما أرعب قلوب الضعفاء):- أنت السبب أنت من رفضت ابننا حتى قبل أن تعطيني الحق في قبوله ، سمعت حديثك في روما حين كنت مع حكيم بالمكتب اهئ سمعتك وأنت تهدد بقتل طفلك لو وجد ، فكيف كنت تريدني أن أتصرف وأنا أسمع أباه يهدد بقتله ويا ليتني لم أتصرف في شيء ولم أقحم المسكين وائل في هذا الوبال قسرا والذي ضحى بكل شيء لينقذ طفلا لم يكن من صلبه ، سمع الأقاويل والإهانات وتحمل لأجل ابنك أنت ….أتعرف بما هم دوما أفضل منك يا مسكين يا مظلووووم يا ضحية العالم ههه أترى ما مدى قيمة ابنك لديهم يا من فتكت به لكي تفرض رجوووولتك ؟؟؟؟
ميار(جذب ذلك الحاجز الحديدي وألقى به أرضا ونزع الستائر ليكسر الزجاج وهو يلهث وينظر لدمائه):- أنتِ فعلتِ بي كل هذاااا استغفلتني طوال هذا الوقت …ما ذنبي ما ذنب ميرناااا هاااه ميرنا تعيش مأساتها الآن بسببكما دمرتما كل شيء لقد كنت …
جوزيت(لم تحرك ساكنا بل أغمضت عينيها كي لا تنظر إلى حاله):- أرجو أن يكون ضميرك مرتاحا الآن ..ها ولعلمك فحسب أنت ستصف وحدك في هذا العالم بدوني وبدونه
ميار(اقترب منها وهو يحاول النطق بشيء صعب عليه):- يعني ..يعني أتودين القول أنه كان ابني يعني أنتِ لا تمزحين لتستلذي برؤيتي أحترق هكذا كالأحمق أمامكِ هاه ؟
جوزيت(فتحت عينيها ونظرت إليه):- بحق دماء ابني ، بحق الألم الذي جعلتني أتجرعه وأنت تغتصب جسدي ،بحق كل كلمة جارحة قلتها لي ، بحق طفلنا الذي قتلته لن أسامحك ما حييت يا ميار نجيب ..أغرب عن حياتي الآن
ميار(مسح على فمه ومد يده الدامية ليمسكها من كتفيها):- أنتِ تمزحييييييين لتحرقينني كفى كفىىىىىىىىىىىىى كفىىىىى من قول الترهااااااااااااااات ،،إنه ابننننننننه هو ابن واااااائل لقد خنتني مع وائئئئئئل لقد لحقتك سمعتكِ راقبتكِ لقد خنتني ورأيتكِ بأم يعيني بحضنننننننننننننه تقبلييييييننه
جوزيت(بانهيار صرخت فيه):- كان كله كذبا وتمثيلا لأجل حماية ابننا يا غبييييييييييييي
ميار(أمسكها من عنقها وهو يهز رأسه برفض):- اخرسسسسسسسسسي اخرسيييي إنه ليس ابني ليس طفلي ليس كذلللللللللللللللللك
حكيم(دخل عليه تلك اللحظة وهو يسبق وائل لينتزعها منه):- ميااااااار ما الذي تفعله هل جننت ؟
جوزيت(بألم):- سوف لن أسامحك سيكون ابنك أبشع كواااااااااابيسك يا قااااااااااتل
وائل(هم بلكمه لكن ناريانا وقفت بطريقه):- واااااائل اهدأ…حكيم لطفا خذه من هنا ولا تجعله يقترب مطلقا ما عدنا سنسمح له برؤيتها سمععععععععت يا مجرم هيا امرح مع حيواناتك واقبع وحيدا لعلك تقول أن الله حق
ميار(أشار لجوزيت وهو ينظر لحكيم الذي كان يجذبه بقوة معه):- قالت أنه ابني …أسمعتها لقد كانا يمثلان علينا طوال الوقت أتصدق ؟
حكيم(هز رأسه لجوزيت وجذبه خلفه):- تعال معي راااافقني هياااا
وائل(أغلق الباب بوجههما):- فلتحترقا معا في جحيم ضميركما
ميار(انتفض من قبضة حكيم وظل يطرق على الباب):- افتحييييييييي جوووووووووووزيت سأحاسبكِ على كل ما فعلته بي أنتِ هي القاتلة أنتِ هي التي قتلت ابننا لما لم تخبرينني ااااااااه لما لم تقولي أنه ابني ابني قطعة مني لماذا يا جوزييييييييت لماذا حرمتني منه لماذاااااااا ،ك..كنت سأتقبله حتى لو رفضته لما فعلتِ لما يا جوزيييييييييييييييييييييي ييييييييييييت جوزيت افتحي افتحيييييييييييي
حكيم(جذبه بالقوة):- هيا يا رجل هيااااااا
ميار(انجذب معه كالطفل الضائع):- إنه ابني لقد قتلت ابني يا حكيم أنا قتلت ابني يا ممرضة هههه هل تصدقين لقد قتلت ابني ؟؟
حكيم(ابتسم للممرضة):- أعصابه تالفة لا تؤاخذينا …هيا امشي ستفضح أمنا دعنا نضمد تلك الجراح ونتحاسب بعدها
ناريانا(كانت تمسح دموعها وهي تمسك بيدها):-كيف تشعرين ؟
جوزيت(ابتسمت بمرارة):- لست بخير
ناريانا(نامت بجوارها وعانقتها بعمق):- أنا معكِ حبيبتي أنا معكِ
وائل(كان يسير جيئة وذهابا):- سوف نغادر هذا المكان سوف آخذكِ لمشفى خاص كي لا يعرف لكِ أحدهم طريق،أنا لا أضمن جنون ذلك المتهور ستمضين الليلة فقط وغدا ستغادرين
جوزيت(عضعضت شفتيها ونظرت إليه):- أنا لست أتألم أنا حزينة فقط لأن القدر لم ينصفني هذه المرة
وائل(ناظرها بأسف):- توقفي عن ادعاء القوة وأنتِ على شفى الانهيار توقفي أنا وائل ولست بغريب حتى تدعي أمامي القوة سمعتِ؟
ناريانا(نظرت إليه باستياء):- لو تحضر لأجلها شيئا تلبسه لقد رمينا فستانها بالقمامة ، هنالك محل بالقرب يعني لو تكرمت ؟
وائل:-طبعا طبعا سأفعل أي شيء لكن كيف سأترككم لوحدكم هكذا ؟
جوزيت(بمرارة):- صدقني لن يجرؤ على العودة لقد ضاع عقله الآن ..اهئئ
وائل(بحرقة قلب عليها):- سأعود بعد قليل
جوزيت:- أريد إياد أحضره لي
وائل:- حاضر ..
ناريانا(قبلت جبينها وهي تمسح على شعرها):- نامي قليلا حبيبتي تمام ؟
وائل(غادر الغرفة والهاتف بأذنه):-أينما كنت تعال فورا للمشفى القريب من بيتي نحن هناك
إياد(ابتعد عنها مشيرا بيده):- عن أي مشفى تتحدث ومع من أنت ؟
وائل(مسح على شعره):- جوزيت …فقدت الجنين وأخوك السبب المهم تعال وسأشرح لك هي بحاجتك الآن
إياد(ابتلع ريقه):- طيب طيب سأكون هناك
رقية:- ماذا يحصل؟
إياد(عانقها بتيه):- اصعدي للبيت سوف أكلمكِ لاحقا
رقية:- كيف سأصعد يا إياد وأنا قلقة هكذا أخبرني ماذا يحصل؟
إياد(رمش بحزن):- أختي جوزيت فقدت طفلها ويجب أن أكون جوارها الآن
رقية(أغلقت عليهما باب السيارة):-إذن لأرافقك
إياد:-لن ينفع رجاااء هذا المشوار خاص بي وحدي تفهميني من فضلك؟
رقية(دمعت عيناها):- اعتقدت أننا واحد؟
إياد(ضرب على مقوده بنفاذ صبر):- رقية بليييييييييز ؟
رقية(انتفضت من عصبيته وفتحت الباب بقوة):- …لارد
إياد(أغمض عينيه):- رقية رقية اسمعيني …يا..تتت
صفقت الباب ودخلت للعمارة بعصبية بينما هو أدار مقود السيارة وانطلق من فوره متجها نحو المشفى المذكور فلم يكن لديه الوقت لكي يصالح ويهدهد ، فقد كانت تدور بعقله فكرة واحدة وحيدة أن ميار عرف الحقيقة وخربت الدنيا فوق رؤوسهم لا محاااااالة .. وتوقعه كان صائبا فقد ظل تائها في أفكاره التي استصعب عليه تصديقها لأنه كان على يقين تام بالحقيقة التي وصل إليها بعد أن أنجز التحاليل خفية عن الجميع ، لكنه لم يعرف أن صديقة حبيبته قد قامت بواجبها على أكمل وجه حتى تنقذ الطفل ولم تدري أنها تسلمه لمقصلة أبيه حتى يفتك به مع الأسف …الحرقة التي شعر بها لم تكن تترجم فقد كانت خيبة أمل على ندم على عتب على انكسار ، أي عقل سيستوعب أنه فتك بابنه أي عقل سيتحمل هذه اللعنة المريرة التي حلت على رأسه ،لو أعادوا تعذيبه لو حتى سلموه للشرطة كان سيتجاوز هذا ، لكن ما حصل كان لعبة قدر لعينة وضعته موضع الظالم والمجرم والقاتل …..استعاد كل ذلك المشهد من بدايته حتى الأخير وعادت له ومضات من ذلك الاغتصاب الذي كان كالنصل يمزق كل الروابط بينهما ، صراخها وأنينها كان يهجم على مسمعه وهو يحاول طرده بهزة رأسه لعله يتجاوز تلك المرحلة لكن هيهات ،فقد ضاعت روحه وجذوة كينونته انطفأت إذن …..
حكيم(مسح على مقود سيارته التي جلبها داغر لأجله):- ما الذي تفعله ؟.
ميار(هز رأسه):- لا أدري
حكيم(تنهد بتعب):- لا تفتح ملصقات يدك ولا تجلطني معك نحن في هذا الموضع بسببك
ميار(زفر عميقا):- خذني لأمي
حكيم(عقد حاجبيه):- ماذاااا ؟
ميار(بنظرات متلاشية):- المقبرة المقبرة
حكيم:- في هذا الوقت ؟
ميار:- خذني حكيم أحتاج إليها أريدها أن تسمعني فلن يسمعني أحد غيرها الآن …خذني إليهااااا
حكيم(ابتلع ريقه):- حاضر سآخذك لكن دعني أنجز هذا الاتصال سريعا ماشي ؟
ميار(حك جبينه وهو يجمع قبضتي يده برجفة):- طيب طيب…
حكيم(أغلق الباب عليه بالسيارة وخرج ليتحدث عبر الهاتف):- ألوو طلال اسمعني جيدا ستترك القصر في عهدة داغر والرجال هو قادم في طريقه إليك ثم نبه على فخرية ألا تغادره تحت أي ظرف كان ، وأنت وافيني عند حدود المدينة مع رجال ميار سوف نتوجه للبلدة فأيام السعير لن تنتهي عند هذا الحد ،سأحكي لك عندما أراك أنجز الآن ما طلبته منك تمام …
أطل عليه ووجده يرتجف وهو يفرك ذراعيه ويهتز بحالة غريبة لم يشهده عليها قط وكأنه سيمرض أو شيء من هذا القبيل ، وهذا ما يتطلب منه وقفة صدوقة معه لذلك فعَّل اتصالا آخر
ميسون:- بابي كنت سأغفو الآن والله كنت سأنام لكن عمو كاظم قال أن نلعب قليلا وأنك لن تمانع ، هل غضبت مني بابا حكيم ؟
حكيم(رمش بألم وهو يموت في براءتها):- أحبكِ يا ميسون هل أخبرتكِ بذلك قبلا ؟
ميسون(ابتسمت):- لاء …أحقا تحبني بابا ؟
حكيم(تلكأت الحروف بجوفه وهو يتنهد بدموع حارقة):- صغيرتي ..سوف تبقين بضيافة العم كاظم قليلا بعد وفي الغد سيأخذكِ …
ميسون(بتذمر):- يعني أصبحت متشردة أليس كذلك ؟
حكيم(حك جبينه):- بيبي فترة مؤقتة ثم سيأخذكِ عمو كاظم لمكان ستحبينه وبه أطفال مثلكِ
ميسون:- أين ؟
حكيم:- عند العمة نور
ميسون(ابتسمت):- عمتي نور ها ها أوافق على ذلك ههه أخبرتني أنها ستعرفني بابنتها دينا ولكنها لم تفي بوعدها جراء الأحداث
حكيم:- طالما تعرفين مجريات الأمور إذن ستساعدينني بتعقلكِ وسماع الكلمة صح ؟
ميسون:- طبعا بابا أنظر عمو كاظم يود التحدث معك تصبح على خير بابا حبيبي
حكيم:- وأنتِ بخير حمامتي
كاظم:- هيا تغطي وقعتنا في مشكلة أكان عليكِ أن تفتني له من اتصال الله الله يلزمكِ ترويض يا بنت ، ألووو كيمو
حكيم:- كاظم رجاء خذها في الغد إلى بيت فؤاد فنور ستهتم بها سأكلمها الآن لأجعلها تتواصل معك وتبعث لك عنوان البيت ، أعتذر لأنني سأتعبك لكن جدت أمور يصعب مداراتها
كاظم(شحب وجهه وهو يغادر الغرفة):- صوتك يبدو متعبا ما الذي حصل يا حكيم ؟
حكيم:- أيمكنك أن تتخيل حياتنا بدون مشاكل هو هذا يا بعدي ، لكن هذه المرة إنها فاجعة تفطر القلب مع الأسف جوزيت فقد جنينها وبسبب ميار ولكي تصدم أكثر كان الجنين منه وليس من وائل وقد قاموا بتلك التمثيلية لحماية الصغير يعني ….دوامة قاتلة يا كاظم
كاظم(جلس بأسف على الكنبة):- أكيد جوزة منهارة الآن ولكن كيف فقدت الطفل ؟
حكيم( نظر خلفه لميار ومسح على شعره):- لن أخفي عنك لكن ميار كان السبب إذا استطعت المرور غدا كلمني لأخبرك بالموقع لأنني ذاهب مع ميار الآن للمقبرة
كاظم:- وحيك هئئئ هل ستدفنه وهو حي ؟
حكيم(عقد حاجبيه بقلة حيلة والتعب قد أرهقه):- ألا يمكنك البقاء في مود التأسف والجدية لخمس دقائق حتى يا الله عليك طبعا لا سوف يزور قبر أمه وأعيده في الحين
كاظم:- ههه وصل وصل لكن …لم تخبرني كيف فقدتِ الطفل ؟
تنهد حكيم بتعب وسرد له مجريات الحادث لعله يساعدهم ولو قليلا في دعمها صبيحة يوم غد ،وعلى أساس ذلك أغلق معه الخط ليستلق وعده من السيد نوري عندما يفاجئها بانضمام ميسونته لروض الأطفال الذي أنشأته مع فؤاد رشوان في شقته
نور:- ماذااااااا أ..طبعا أهلا وسهلا بها لكن لم أفهم كيف سأتمكن من ضبط لسانها ، لو زلت به أمام دينا أو فؤاد سوف نكون بمشكلة يا حكيم ؟
حكيم:- نور ليس لدي أي مكان آمن لأضعها فيه إلا عندكِ ، لو كانت الظروف تساعد لما تركتها بمكان رجاء نور قومي بذلك لأجلي
نور:- أممم حسنا سوف أخبر فؤاد وسأكون بانتظارها غدا ، قلت لي أنها ببيت ذلك الجدار ما كان عليك تركها هناك إنه شخص مخبول وغير مسئول بالمرة
حكيم:- ظاهريا أجل لكن في وقت الجد فإنه بمئة رجل لذلك أنا مطمئن عليها هناك
نور(لن تقتنع ما لم ترى بنفسها):- كما ترى لكن أين أنت الآن ؟
حكيم(فتح باب السيارة):- لدي عمل ولو حصل أي شيء بلغيني برسالة نصية ،وخصوصا عن ميرنا أريد الاطمئنان عليها كل حين تمام ؟
نور:- تمام تمام هيا أتمم عملك وأنا موجودة يا ابن عمي سلام ..
فؤاد(أفزعها في الشرفة):- مع من تتحدثين منذ ساعة ألم يغالبكِ النوم ؟
نور(انتفضت من حضوره ووضعت الهاتف بجيب ردائها):- أولا من العيب أن تتلصص على امرأة تتكلم عبر الهاتف ثانيا ليس من شؤونك معرفة لائحة اتصالاتي يا فاضل
فؤاد(جلس على كرسي الشرفة المشبك وأشار لها):- أدعى فؤاد .. هل لنا أن نتحدث ؟
نور(زفرت عميقا وجلست مقابله):- أفندم ؟
فؤاد:- لقد نامت البنات وشادي كذلك ، حتى هند نامت وهمام بغرفته أسفل العمارة لم يتبقى سوانا
نور(هنا احمرت وجنتاها وبرقت عيناها):- وبعد ؟
فؤاد:- يعني ..أحببت هذا السكون الخاص بنا فقط
نور(نظرت حولها وهي تغالب ضحكتها):- هههه …غالبا اختلطت الأمور عليك وربما عقلك نسج خيالات متعددة لا تمت للواقع بصلة ،، عزيزي إن سر تواجدي هنا ببيتك وبشرفتك الباردة هذه هو سبب إنساني وأنا لست عديمة الضمير حتى أتخلى عنهن ، ولأزيد عليك فهنالك ضيفة أخرى ستنضم إليهن يوم الغد يعني استعد فسوف ترعى أربع فتيات وطفل لأنني مضطرة للذهاب إلى الشركة لأجل التوقيع على بعض الأوراق المهمة تمام ؟
فؤاد(رمقها وهي تقهقه بسخرية):- متى ستشفعين ؟
نور(وضعت ركبة على أخرى وهي تطالع السماء خلفه):- أترى تلك النجوم هناك إذا ما نزلت الأرض وقتها فقط سوف أشفع
فؤاد(طأطأ رأسه وهو يشبك يديه):- لن تذهبي معي لأهل مراد لأنني لو التقيت بذلك السفيه سأقتلع عيونه
نور:- ولماذا …لأنه نعتني بعيون الغزال ؟
فؤاد(بعصبية استقام):- لا تأخذي وجها كثيرا على هدوئي فلن تعرفي أبدا متى سوف يتغير كل شيء
نور(استقامت بعصبية):- دورنا في هذا البيت واضح لذلك يجدر بك ألا تقتحم خلوتي وتحترم خصوصيتي قليلا ، كوني بشقتك هذا لا يعطيك الحق لتتدخل فيني تمام ؟
فؤاد:- من الطفلة التي ستأتي غدا ؟
نور(رمشت وهي تتحرك صوب المغادرة):- طفلة يعني هي أ..
فؤاد(اقترب منها ليمر):- حين تعرفين أخبريني لست مستعجل تصبحين على خير
نور(كتفت يديها وهي تطالع ذهابه):- وأنت من ملته
فؤاد(توقف واستدار إليها على غفلة):- هاااا تذكرت لن يتسنى لي استقبالها فلدي اجتماع طارئ بالشركة يعني سيكون دوركِ غدا في الاعتناء بالأطفال تمام ؟
نور(استشاطت غيظا وهي تلحق به دون تفكير):- كيف تفعل بي هذا لقد أخبرتك أن لدي عملا مهما بشركتي ، ويجب أن أوقع على عدة طلبيات وهنالك عمل متراكم لا يمكن إنجازه من البيت فؤاااد أنا أكلمك يااا
فؤاد(توجه لرواقهما صوب غرفته):- والله ليس لدي أي حل يريح كلينا ولكن الرجال قوامون على النساء
نور(دخلت خلفه لغرفته وهي تشير):- أية أنانية تلك يا هذا من تحسب نفسك هل ستستعبدني في هذا البيت لا يا بعدي عملي ثم عملي ثم عملي ثم العائلة
فؤاد(أزال الغطاء وهو ينظر إلها):- أوك خذيهم معكِ لعملكِ إذن لأنني لن أكون متوفرا حتى المساء
نور:- فؤاااااااد لا تجلطني لقد وعدتني واتفقت معي على أن تتقاسم معي مهمة رعايتهن ، فكيف تخلي بي الآن هااا ؟
فؤاد:- والله يا عيون الغزال ذلك ما عندي
نور(رمقته بدهشة وهو يتدثر بغطائه ويستقر في فراشه وهنا ركبها العفريت المعهود):- فؤاد رشوااااااااااان
فؤاد(رفع رأسه هامسا):- هششش أخفضي صوتكِ لدينا صغار في البيت
نور(اقتربت منه وهي في أقصى درجات أعصابها وأزالت عنه الغطاء):- هل تتعمد استفزازي أنت تعلم أن عملي خط أحمر وإن كنت ستمارس علي حق رجولتك والمرأة للبيت وتلك الخزعبلات ، فأخبرك يا عزيزي أنك قد أخطأت التقدير ، أنا لست لقمة سائغة حتى أدع أمثالك يتحكمون في أولوياتي
فؤاد(جذب الغطاء على غفلة وأوقعها على صدره وهو موقن لعواقب حركته):- لما لا تستلقين بجواري وتبقي فمكِ الجميل يغرد هكذا لأنكِ قد جلبتِ لي النعاس بأمانة
نور(أغمضت عينيها من هدير لمسته لذراعيها ولموقعها ولنظراته القاتلة وتململت لتتملص منه):- لا تقم بهذه الحركات وإلا حرمتك من نعمة اللمس
فؤاد(رمقها وهي تنتفض بعصبية):- وكيف ستفعلين ذلك ؟
نور(تحركت للخروج وهي تنفض شعرها):- بقطع يديك إن شاء الله
فؤاد(وضع يديه خلف رأسه وهو يتأملها):- نوما سعيدا نور قلبي
نور(بغيظ جذبت الباب خلفها ورمقته بنظرة أخيرة):- تبا لك
فؤاد(لوح لها باستفزاز وهو يضحك):- آه يا نوارتي آه إلى متى سأصطبر على تعنتكِ هذا هاه ؟
نور(كانت تشتم تحت أنفها):- تستحقين يا نور تستحقييييييييين هذا مآل من يتحرك في بيت رجل أعزب ، الأحمق أوقعني على صدره ليزكم أنفي بعطره يعني هل يشربه مثلا أو يستحم به لما لا ينتهي مفعول رائحته يااااا الله …هئئ وأنت ما يوقظك يا ويلي هل تنام نهارا لتوقظ أمي ليلا ها شوف أنا لا أجيد رعاية الأطفال أختك دينا وكنت أتركها لجداتك لذلك لنتفق ستنام ليلا وتستيقظ نهارا نم الآن
شادي(كان يلعب برجليه في سريره وهو يناغي ويضحك):- ههه
نور(نزعت رداءها بعد أن وضعت هاتفها على المنضدة واستلقت بالسرير ناحيته):- نم يا شادي ولا تزعجني أساسا عمك سيجلطني ، إنه يرغب بالتحكم بي هل يحسبني امرأة ضعيفة الشخصية مثلا ، والله لن أجعله يهنأ بأي لحظة صدقني سأجعله يتمنى لو أنه تخلص مني عند أول فرصة …قال ستبقين بالبيت قال ولأجل ماذا لرعاية الأولاد يا حبيييييييييييبي في أحلامك همممم …
ظلت تعيد وتزيد وهي تشتم وتسب حتى نام الولد فعلا من حكاياتها التي لا تنتهي ، وقتها غفت قليلا غير مدركة لما يحدث خارج حدود ذلك البيت المستكين …ففي ذلك الوقت تحديدا خرجت نبيلة من غرفتها لتجد البيت ساكنا تماما والكل نيام ، الإضاءة خافتة والقلوب صامتة ولكن قلبها هي كان ينتفض بشكل غريب جعلها تشعل الأضواء وتتوجه للصالون وتجلس مستندة على عصاها ، أحنت رأسها على يديها وأخذت تفكر بشكل ساكن في الحلم الذي راودها ..تنهدت بعد دقائق وهي ترفع رأسها لهاتف البيت الذي جذبته إليها وفعَّلت رقما تحفظه عن ظهر قلب …
نبيلة(نبض قلبها لما سمعت صوته):- بني إياد هذه أنا جدتك نبيلة
إياد(مسح عينيه وعقد حاجبيه وهو يتحرك في الممر):- خيرا جدتي ما الذي يوقظكِ بهذا الوقت ؟
نبيلة:- أ..يعني أمر ببعض الأرق لكنني بصحة وعافية كي لا تقلق، أردت سؤالك عن السيدة هبة هل وصلت إليها هل تواصلت معها أيوجد خبر عنها ؟
إياد(عقد حاجبيه):- تبدين مهتمة كثيرا بها لكن حاولت الاتصال إلا أن هاتفها خارج التغطية
نبيلة:- وهذا ما يقلقني ظللت أحاول ولكن دون جدوى ، أخشى أن مكروها أصابها ؟
إياد:- والله لا أعرف وإن لم تظهر بنفسها فأنا لا أعرف طريقة للوصول إليها صدقا
نبيلة(زاد رعبها):- فهمت …مهلا هل هذا صوت مستشفى أنت تزور ميرنا يعني كيف حالها ؟
إياد(أغمض عينيه فهو يكره الكذب عليها هي بالخصوص):-على حالها لم يحدث أي تغيير
نبيلة:- إياد ..
إياد(فتح عينيه):- نعم جدتي ؟
نبيلة:- ما الذي تخفيه على جدتك أخبرني لأنني قلقة جدا وقد رأيت كابوسا جعل النوم يهرب من عيني هل الأمور جيدة لا تخفي عني لأنني قادرة على تحمل أي خبر ؟
إياد(امتص شفتيه):- صدقيني لا يوجد شيء مهم لا تقلقي هكذا بدون داع
نبيلة(ابتلعت ريقها):- أعطني خالتك عواطف لأكلمها ؟
إياد(فتح فمه وهو يمسح على شعره):- أ…ولكنها في المطعم وأنا برواق ميرنا يعني لأعيد الاتصال بكِ لاحقا جدتي تمام ؟؟؟
نبيلة:- أين أنت إياد ولديك فرصة واحدة لتقول الصدق أو أنكرك ليوم الدين ؟
إياد(بتعب واستسلام):- أنا ..مع جوزيت يا جدتي مع الأسف لقد فقدت جنينها
نبيلة(شهقت بفزع وهي تفتح عينيها):- غير معقوووول …جوزيت ؟؟
إياد:- جدتي جدتي هل أنتِ بخير ألوووو ألوو
نبيلة:- هل معك رقم سفيان السائق ؟
إياد:- أجل معي لماذا ؟
نبيلة(نهضت برجفة):- اتصل به واجعله يحضر إلى بيتنا في غضون دقائق سيحضرني إليها
إياد:- ولكن ..
نبيلة(هدرت فيه بعصبية):- افعل ما أمرتك به ولا تكثر كلاما ، لا تنسى إعطاءه العنوان سلام
إياد(حول عينيه بدون فائدة):- يا الله …
ناريانا(خرجت من الغرفة):- ما زالت نائمة .. ما بك ؟
إياد:- جدتي نبيلة قادمة
ناريانا:- ماذاااااا ومن أخبرها أنت أكيد؟
إياد:- والله تعبت لكي أفلت منها لكنها حاصرتني في الزاوية ولم أتمكن من الكذب أكثر
ناريانا:- جميل والله كيف سنحل الأمر يعني كيف سنشرح لها ما حدث ، وإن سألتنا كيف فقدت الجنين كيف سنتصرف يا ذكي ؟
إياد:- لا أعرف لا أعرف
وائل(جاء وقتها وهو يحمل عدة أكياس):- لم أعرف أيها ستحب لذلك أحضرت ما ارتأيته مناسبا ؟
ناريانا(هزت رأسها وهي تمسك الحقيبتين عنه):- آه يا وائل
وائل:- ماذا بكما ..إياد متى وصلت ؟
إياد:- قبل قليل ولم أتمكن من رؤيتها فقد كانت نائمة أنتظر استيقاظها بعد قليل ، وغالبا سيصادف ذلك وصول جدتي نبيلة
وائل(فتح انعقاد حاجبيه):- جدتي نبيلة قادمة يا الله ؟
ناريانا:- هاه جد معه حلا ريثما أبدل لجوزيت ثيابها فلو رأتها على ذا الحال ستفهم الحكاية
إياد(اتكأ على الحائط وعينه في الأرض):- لتكن بخير فحسب
وائل:- أنت غير مذنب أنظر إلي
إياد(نظر إليه بوجع):- أنا أيضا ساهمت فيما حصل لها يا وائل
وائل(وضع يده على عنقه ورفع رأسه):- أنت لم تفعل بل أخوك الذي فعل ، لو أنه كان على قدر مسؤوليته لكانت جوزيت بخير لكن أنظر ما الذي فعله لقد دمرها تماما ودمر صغيره بنفسه
إياد:- لا أستطيع تخيل حالته الآن ..أكيد سيلومني أيضا
وائل:- أنت لما تفكر بهذه الأشياء الآن ، دعنا نضمن سلامة جوزيت ومدى تأثرها بهذا الشأن وبعدها لكل حادث حديث
إياد(امتص شفتيه وهز رأسه بإيجاب):- شكرا على كل ما فعلته لأجلها وائل ..ميرنا محظوظة بك
وائل(آلمه صميمه من سيرتها التي لم تغب عن باله لحظة):- وأين هي ميرنا الآن ..لا أدري يا إياد أنا أعيش في دوامة لا أعرف كيف أنسق بينهما ولا أقصر في جهدي معهما ، كلتاهما بحاجتي الآن ولا يمكنني أن أخطو خطوة على حساب الأخرى ..يعني
إياد:- يمكنك القيام بذلك لطالما كنت قادرا على احتواء المواجع ،، وأعتقد أن جوزيت ارتاحت معك كثيرا لهذا ستعتمد عليك لكي تخرجها من بوتقة الحزن التي غلفها بها أخي سامحه الله
وائل(سمع نحيب بكاء وعقد حاجبيه ليفتح الباب سريعا):- خيرا ؟؟
ناريانا:- إنها أفعال المدللة ترفض مطاوعتي وحين أجبرتها بكت
وائل(زم شفتيه ونظر لإياد خلفه):- يمكن لتأثير الأخ أن يغير الأمر قليلا ؟
جوزيت(ببكاء):- اهئئئ إياااااااااد إياد أرأيت ما جرى لأختك ؟؟؟
إياد(عانقها بحزن):- أختي قوية وستتجاوزها
جوزيت(حكت جبينها بوجع في صدره):- لا لا أنا غير قادرة على القيام بذلك لا أستطيع التنفس بلا ابني إنه قطعة مني وسرقت اهئئئ سرقها أخوك مني
ناريانا:- يفضل أن تنتبهي يا جوزيت لما تقولينه رجاء لا نريد مشكلة
جوزيت:- دعيني دعيني وحدي مع أخي
وائل(تحرك صوب الخروج وهو يضع يديه بجيبه):- سأكون بالجوار
جوزيت:- لا أنت لا تذهب
ناريانا(وضعت يديها على جنبها):- لا والله حتى أنا لن أذهب وهذا محلي
إياد(أمسك يد جوزيت وقبلها):- أختي الحبيبة هل سبق وأخبرتكِ أنني معكِ ويمكنكِ الاعتماد علي ؟
جوزيت:- مطلقا
إياد(رتب شعرها بحنان):- إذن ستسمعين الكلمة وتغيرين ثيابكِ لأن هنالك زائرة ذات مزاج صعب ستمر لرؤيتك
جوزيت(حركت شفاهها بعدم فهم):- من تكون ؟
ناريانا:- الجدة نبيلة
جوزيت(أجفلت عينيها وزفرت عميقا):- لست مستعدة لرؤية أحد
وائل(بادلها بنظرته):-…ستفعلين
جوزيت(شردت في نظرته تلك):- ألبسيني ناريانا
ناريانا(نظرت إليهما معا ونظرت لإياد الذي لم يفهم أي شيء):- أتفسحان المجال ؟
وائل(أشار له بالخروج):- طبعا طبعا ..هيا إياد
ناريانا(استقامت وهي تفتش بالحقائب):- غريب هذا الوائل
جوزيت(مسحت دموعها):- …لارد
ناريانا(انتقت واحدا مريحا):- هذا أنسب لكي تنامي براحة
جوزيت:- ناريانا ..هل سأنام وابني ليس ببطني ؟
ناريانا(تأوهت عميقا):- ارفعي يدكِ
جوزيت(رفعتها بطاعة لكن أنزلتها سريعا حين تألمت ونظرت لذراعها):- لقد آلمني وخلف مواطن وجع في كل حياتي حتى جسمي لم يسلم منه
ناريانا:- تلك ضريبة كذبتنا جوزي دعيني ألبسكِ ولا أبتلي فيكِ الآن
جوزيت:- لما تعاملينني بلؤم أنا الضحية هنا وطفلي …
ناريانا:- اخرسي جوزي
جوزيت(زمت شفتيها بدموع):- لما تصرخين بوجهي أنا ضعيفة الآن ؟
ناريانا(رمت الفستان وهزتها من ذراعيها):- تحديدا الآن عليكِ أن تكوني أقوى وتختاري يا إما ستتممين في هذه اللعبة أو أخرج لوائل وأخبره بكل شيء
جوزيت(زمت شفتيها ونظرت جانبيا):- ألبسيني وخلصيني
ناريانا:- رائع …
تلك اللحظة تقدمت بعصاها بالممر وسفيان يتثاءب خلفها المسكين أكيد جلبته من نومه لكي يوصلها ، لكن هي كانت صاحية تماما بل كانت ملامحها الصارمة دالة على تأجج غضبها فالله يستر ، ما إن رمقها إياد حتى ربت على كتف وائل بجواره لأجلها ،هنا استقاما احتراما لها وهذا ما جعلها تقف بهيبتها مقابلهما
نبيلة:- أنت غادر ولدي إياد سيعيدني للبيت
سفيان(حك شعره):- حاضر ست نبيلة
نبيلة(رمقته بطرف عين):- روح وإياك وأن تنام في الطريق سأراقبك عيوني عليك
سفيان(أعاد رأسه للخلف وهرول من هناك):- هل تملك عيونا بٍرأسها يا ترى الله الله لأهرب أفضل إياد:- جدتي
نبيلة(أشارت له بالصمت):- لقد حاولت تضليلي على الهاتف وإخفاء حالة حفيدتي جوزيت لذلك لا تخاطبني أريد مخاطبة وائل بشكل مباشر لأنني أعرف بأنه لن يضلل الحقائق مثلك يا ولد ..
إياد:- همممنن لو تعرفين احم….جدتي حرام عليكِ والله خفت عليكِ و
نبيلة:- هسسس ولا حرف ..
إياد:- يا جدتي والله أنتِ تظلمينني 29 سنة وأشهر قليلة وأبلغ الثلاثين يعني كافية لكي تعاملينني كرجل مقبل على الزواج
وائل(حك أنفه ساخرا من مظهره):- لو ترى رقية هذا المشهد أشك بأنها ستوافق عليك أصلا
إياد:- يا خيبتي فيك ..
نبيلة:- صمتا لا تلهي وائل عني يا ولد وابتعد هكذا لأرى هيا هيا تحرك ..وأنت أخبرني وبالحرف ماذا حصل لحفيدتي ؟
وائل(نظر لإياد بقلة حيلة وتلاعب بلسانه داخل فمه):- أ…بصراحة لما لا ندع لجوزيت هذه المهمة يعني سترتاح إذا ما فضفضت لكِ
نبيلة:- أهذا ما تظنه ؟
وائل:- أاممم طبعا أكيد
نبيلة(نظرت بعينيها):- وأين أبو الولد ألم يحضر بعد لكي يواسيها ؟
وائل:- ها إنه في مهمة عمل ولم نخبره بعد
إياد(بعدم فهم):- من تقصد ؟
وائل:- هشش فيما بعد أشرح لك تفضلي جدة نبيلة
نبيلة(فتحت الباب ودخلت بعد أن رمتهما بنظرة حادة):- حسنا
إياد:- إنها تقتلني بتلك النظرات
وائل:- سأكذب عليك لو قلت أنها لا توترني أيضا
إياد:- من قصدت بأبو الولد ؟
وائل:- مجبر لأحكي القصة مجددا اسمع …
ناريانا:- سأكون بالقرب
جوزيت(تهربت من نظرات نبيلة ونظرت لناريانا):- حسنا …
ناريانا(أومأت لها برأسها لتهدأ):- الله يستر
نبيلة(لم تنطق إلا بعد قفل الباب):- احكي لي كيف تشعرين ؟
جوزيت(فركت يديها وهي تبكي):- أشعر بالفراغ ، شيء ما يجرفني نحو ظلام روحي ، ابني ليس معي وقلبي يحترق
نبيلة:- أعرف تماما ماهية هذا الشعور لقد عشته سابقا في شبابي ، إنه يشبه المشي بخطوات على طريق معبدة بالجمر ..تعرفين أنكِ لو مررتِ فوقه ستحترقين وتتألمين لكن لا تجدين مفرا إلا إليه فكلما مشيتِ عليه قويتِ نفسكِ لتحمل المزيد
جوزيت:- اهئئئ كيف تطلبين مني التحمل بينما روحي ذهبت مع ضناي ؟
نبيلة:- كنت مثلكِ أرثي حالي وأستفسر عن سبب أخذها مني ، لدرجة أنني لمت قدري على ذلك ولكنني عدت إلى سجادتي واستغفرت رب العالمين فهو الوحيد العالم بحال الأمهات
جوزيت:- أيعني أن ابني الآن في راحة وأمان ؟
نبيلة:- طبعا ..إنه في الجنة والجنة أحسن من الدنيا بكثير
جوزيت:- اممم
نبيلة:- ثم الله اختاره ليكون جواره وبين ملائكته فمن نحن كي نعترض أمام عظمة الخالق ، أي نعم قلبنا يحترق للفراق وللأحلام التي نسجناها لتلك القطعة التي نمت بين أحشائنا لكن الله قادر على بعث السلام الداخلي لأفئدتنا إذا ما لجأنا إليه في وقت الشدة هذا فهمتني يا صغيرتي ؟
جوزيت(استأنست لحديثها):- كلامكِ يريحني
نبيلة(وضعت العصا على طرف السرير وفتحت يديها):- ولهذا أنا جدتكِ يا حمقاء تعالي هنا
جوزيت(ارتجفت شفتاها بدموع وارتمت بحضنها):- اهئئئئ
نبيلة(مسحت على شعر جوزيت وعيناها دمعت لحظتها لكنها آثرت الصبر لأجلها):- سوف تنسين هذه الحقبة حين تتزوجين وتنجبين و
جوزيت(قاطعتها بصرخة أليمة):- أنا لا يمكنني الإنجاب مرة أخرى جدتي لاااااااااا يمكنني ذلك
نبيلة:- وهذه المرة لم تكوني قادرة على الإنجاب ولكنكِ حملتِ
جوزيت(رمشت وهي تبتعد عنها):- ما قصدكِ ؟
نبيلة:- قصدي أن الطب تقدم وهذه المرة أنتِ أجهضتِ ولم تمري بمرحلة الولادة الشاقة والتي كانت ستمنعكِ من الإنجاب مرة أخرى ، لذلك ربما تملكين فرصة
جوزيت(جمعت شفتيها بغمغمة مريرة):- أنتِ لا تفهمين جدتي في هذا الخصوص الأطبة أجمعوا على أن حملي أساسا كان معجزة لأن قلبي ضعيف جدا وفرص حملي كانت ضئيلة ..
نبيلة:- قلبي ينبؤني أنكِ ستكونين أما يا جوزيت
جوزيت(تفتفت وهي تتراجع لمحلها):- …لارد
نبيلة:- كيف وقع الإجهاض على فكرة سألت وائل لكنه لم يفدني بشيء ؟
جوزيت(نظرت جانبيا):- وقعت من الدرج
نبيلة:- وكيف لم تنتبهي لذلك يا ابنتي ؟
جوزيت(بألم):- حصل ذلك فجأة ثم …أشعر بالتعب جدتي هل فيها شيء لو غفوت ؟
نبيلة(فهمت تهربها):- أنظري إلي لأرى ..أنتِ لا تخفين عني أي شيء صحيح ؟
جوزيت(هزت رأسها):- لاء ..
نبيلة:- نامي يا صغيرتي سأبقى معكِ
جوزيت:- لا أريد يمكنكِ العودة غدا أنا بخير صدقيني
نبيلة:- حسنا كما تريدين سأدعكِ على راحتكِ الآن فقط لكن فيما بعد سأجركِ من يدكِ للبيت معي
جوزيت:- ههه إذا ما كتب الله لنا ذلك
نبيلة(استقامت):- قلبي معكِ يا حفيدتي
جوزيت(ناظرتها بحنان):- شكرا لأنكِ أتيتِ لأجلي
نبيلة:- أتمنى الراحة لقلبكِ إلى اللقاء
جوزيت(غطت نفسها وهي تتهرب من نظراتها لتنفجر ببكاء):- سامحني يا ربي سامحني ..اهئئ
فور خروجها طلبت من إياد أن يوصلها رغم تذمره لكنها جرته من ذراعه وتأبطتها ليأخذها ويبيت هناك حتى فقد قارب الفجر على البزوغ …وهذا ما جعل ناريانا تدلف للداخل رفقة وائل الذي اتخذ مجلسه بالكنبة بينما بقيت ناريانا بجوارها على الكرسي …

في البلدة
كانا يتكئان معا على السيارة بينما كان ميار يشرب من قنينته الحديدية الصغيرة وهو يطالع المقبرة بدموع محصورة في جوفه ، حاله كان كسيرا حتى ملامحه شابت فجأة وأصبحت توحي لهيأة رجل خذلته الأيام لم يتمكن حكيم من إخراجه من تلك الحالة ، لذلك ظل يراقبه عن كثب خشية اقترافه لأي حركة مجنونة قد تجعله يتعرض لأذى
ميار(رفع يده ليرمي بالقنينة حتى انتفض حكيم هلعا):- ههه لا تقلق بالأخير لن اقتل نفسي بهذه
حكيم:- لقد وصلنا قبل وقت وما زلت ترفض الدخول إذا لما أحضرتنا إلى هنا ، كي لتتجرع كأس الخمر رفقة ذكرياتك مثلا ؟
ميار(ابتلع ريقه):- بل رفقة مواجعي يا حكيم ، هنا بدأت الحكاية حكايتي أنا وجوزتي الغالية هنا عشقتها وأحببت براءتها ، هنا تعلقت بها وخفق قلبي لها ، وهنا أيضا فقدتها ودفنتها وعشت تلك السنين أرثي حالي على ترابها …
حكيم(تأسف لكلامه وتأثر به):- كل ذلك صار من الماضي لقد اجتمعتما الآن ، يعني بالأخير قالت الدنيا كلمتها وجازتك بعودتها وعليك أن تحمد الله على ذلك
ميار:- لكنني لم أحمده …بل طغيت وظللت أعاقبها على تخليها عني وعلى السنين التي تركتني وحيدا فيها ،، عذبتها بميرنا وبتصرفاتي الهوجاء ، أرعبتها وكسرتها حتى علاقتي بها كانت متذبذبة لا تعرف معنى الاستقرار فلم أتمكن من إيجاد رغبتي في ذلك ولا حتى الآن …أنا السبب في فقدان الأمل الوحيد لها ولكنني لن أتخلى عنها مثلما حرمتها من طفلها سوف أعيش معها هكذا ..هل ستقبل بي هل ستعتبرني طفلها يعني هي دوما كانت تقول لي أنت طفلي الكبير هل ستكرهني جوزيت يا حكيم ؟
حكيم:- لا أعرف وأنت ثمل الآن ولا تدرك ما تقوله لذلك حبذا لو نعود للمدينة
ميار(زم شفتيه):- ليس قبل أن أرى أمي… لكنني غير قادر على الدخول
حكيم(ربت على ظهره):- سأكون جوارك يا ابن عمتي
ميار:- هه سأعرفك عليها تمام ويمكنك أن تعرفني على خالي عبد النور يعني بالأخير نحن بمقبرة العائلة ، تخيل لو كانوا على قيد الحياة ليومنا هذا ؟
حكيم(تحرك رفقته):- الله يستر كان عمي سليم قد أدخل الجميع لمشفى المجانين
ميار:- كنت قتلته هو وأبي برصاصتين فحسب لأنهما نسخة طبق الأصل كلاهما أفظع من الثاني ، لا هنالك ثالث مختار الراجي كان الأفظع
حكيم:- هم يسمعوننا على فكرة دعنا لا نسترعي غضبهم يا روحي
ميار(فتح شباك المقبرة الحديدي الذي أصدر صريرا مزعجا لحظتها):- أمواتنا الكرام مرحبا
حكيم(استوقفه):- ليس هكذا يا غبي عليك قراءة الفاتحة وقول هذا "سلام دار قوم مؤمنين أنتم السابقون ونحن اللاحقون اللهم اغفر لهم وارحمهم وجميع أموات المسلمين "غالبا هكذا حسبما أذكر
ميار(رفع يديه ليقرأ الفاتحة في سره وحين فرغ منها):- السلام عليكم أنتم اللاحقون ونحن السابقون سلام قولا من رب رحيم هيا بنا …
حكيم(بانفعال أتمم قراءته في سره وهو يهز رأسه بدون فائدة ):- الله يخرب …حسنا لن أدعو عليك عند باب مقبرة كي لا يحدث لك شيء وأبكي عليك ندما
ميار(دخل بعنفوان):- ربي سيغفر لي لأنني لا أفقه في هذا الكثير
حكيم:- ولكن الأحمق الذي يرافقك يحاول تعليمك شيئا هنا
ميار:- لا والله على أساس أنك تخرجت خطيبا في المساجد يا ابن الخال
حكيم(حك جبينه وتوقف حين لمح قبر أبيه):-…أبي
ميار(رمقه بطرف عين وتوقف عن مسيره):- يمكنك الذهاب إليه
حكيم(تقدم نحو قبره ببطء ووثب أمام شاهده ليقرأ سورة الفاتحة ترحما عليه):- الله يرحمك يا أبي لقد رحلت عنا في وقت مبكر جدا ، لا يمكنني شرح لك أي مما يحدث معنا الآن لكننا سنكون بخير وسوف نتخطى هذه المواجع أنت ارتح وارقد بسلام في قبرك ، ابنك حكيم سيحل كل شيء ..صحيح غازي يتعبني ولكنه سوف يعرف مدى معاناتي ويغفر لأخيه أنت لا تقلق عليه ولا على أخواتي البنات، إخلاص سنخرجها من السجن ودعاء سوف تغادر تلك المصحة العقلية بسلام …أما بنات عمي فأكيد سوف ننقذهن أيضا مما هن فيه بالأخير هذا ما علينا فعله ، كذلك ستنجو ميرنا من حالتها وأيضا ابنة أخيك مختار أجل إنها جوزيت صحيح ستتألم لاحقا لكن لكن سوف نتخطى الوجع سوية وهذا قد يخفف عنها بعض الآلام ، حتى لو أخطأ هذا المجنون في حقها لكنها تحبه والمحب يغفر كل الخطايا
ميار(رفع حاجبيه وهو يصغي له):- مقولة جميلة بعمق مقبرة …يا لتفاؤلك
حكيم:- ما الذي تفعله بجواري أما كنت ذاهبا لقبر عمتي ؟
ميار:- اعتقدت أن نزورهم سوية سيكون أحسن ثم ما بالك خالي وأريد التعرف عليه شو المانع ؟
حكيم:- تعرف يا خويا هل تريد شايا أيضا ؟
ميار:- موجود ؟؟؟
حكيم(حول عينيه ولكزه ليرفع يديه):- اقرأ الفاتحة هيا لدينا قبور كثيرة لزيارتها
ميار(رفع يديه معه):- هممم ..رحمك الله يا خالي عبد النور وأشكرك لأنك أحضرت لي أخي حكيم لولاه لكنت مجنونا في الشوارع الآن ..إنه يتعبني رغم ذلك لكنه يحرص على حمايتي أنا بفضلك أنعم به فمهما شكرتك لن أوفيك حقك أصلا لن يصلك شكري يعني..ستعذر ابن أختك المخمور هاه ؟؟؟
حكيم:- سنتغاضى عن جزء المخمور لأنه عيب وحرام أن تدخل وأنت كذلك ، إنها حرمات لكن نظرا لحالتك سنقوم باستثناء احتسابا للنية الصادقة
ميار(صغر فيه عينيه وهو يتحرك مشيرا للقبر):- أرأيت يا خالي ما يفعله ابنك بابن أختك يعني حري بي أن ألقي به جوارك لتشربا الشاي ساخناااا في أنس ورخاء
حكيم(دفعه بجنون):- امشي امشي …دعنا نرى هنا هاه عمي العزيز سليم
ميار:- تف عليه
حكيم(برقت عيناه):- ولد ..احترم نفسك
ميار:- لن أفعل أنا أكرهه لأنه كان يعذب ميرنا
حكيم:- ولو سنقرأ الفاتحة وستقف جواري لتلاوتها حتى وإن كان لا يستحق فالله وحده من سيحاسبه
ميار:- يا طيبتك يا أخي فجأة أصبحت الشيخ حكيم الراجي بركاااااتك يا مولانا !!
حكيم(غالبه الضحك):- الشيخ حكيم ومولانا لا لا أشك أنني أنا المخمور وليس أنت
ميار(وضع يده بجيبه):- خلصنا
حكيم:- ارفع يديك لتقبل
ميار:- هكذا أنا مرتاح
حكيم(هز رأسه بقلة حيلة ورفع يديه ليقرأها وبعد أن فرغ):- أعلم أنك تستغرب موقفي هذا لكن ..لأجل الأصول ولأجل جدتي نبيلة أقوم بهذا لكن بالنسبة لي أنت لا تستحق حتى وقوفا هنا ، بسببك ضاع مستقبل الكل لعن…الله يسامحك
ميار(تحرك قبل انتهائه):- تمام لنمر للتالي أنظر من حتى في الشر تم وضعهما متساويين ،لكن ..لولاه لما جاءت جوزتي
حكيم(رفع يديه):- هيا ميار لن أعيد وأزيد
ميار(هز كتفيه وأبقى يديه بجيبه):- حتى هو مشطوب عليه بالنسبة لي لن أفعل
حكيم:- آه منك ومن عنادك ..حسنا يا عمي مختار عرفناك متأخرا جدا ولكن بسببك وجدنا جوزيت بيننا وكم سعدنا لانضمامها لأسرتنا ..و
ميار(تلكأت الحروف بجوفه وهو يقاطعه مشيرا للقبر):- لقد قتلت عمتي زهرة يا سيد أنت الذي جعلتها تموت من قهرها بعد الولادة العسيرة ، والله أنصفها حين أزهقت روحك معها في نفس الليلة أرأيت ضللت تعربد في الحياة وتقول أنا أو لا أحد لتأتي امرأة شمطاء وتسلبك منها بذبحة سكين …ههه صدقا فرحت لها لأنها اقتصت من ظلمك يا مجرم وجوزيت ارتاحت منك ومن معرفتك وإلا لكنت قد سودت معيشتها أنت وأخوك الأكثر منك ويلا
حكيم:- هل هذا ما أعانك الله على قوله اسمع إن بقيت هكذا تلعن كل قبر لنغادر ؟
ميار(تحرك متجاهلا إياه):- تبقت أمي …
حكيم(قرأ الفاتحة سريعا على قبر مختار وتحرك خلفه):- انتظر …
ميار(ما إن وصله حتى جثا على ركبتيه وهو يمسح على ترابها):- أمي حوريتي لقد أتيت هل اشتقتِ لي ؟
حكيم(تحركت حنجرته بثقل وجلس على طرف الحجرة وهو يراقبه ويقرأ عليها ما تيسر من الذكر الحكيم):- بسم الله الرحمن الرحيم
ميار(ظل يزيل عنها الأعشاب الضارة وهو يخفي دمع عينه الذي قاومه حتى آخر نقطة):- لقد آذيت ابنة أخيكِ الليلة أتعرفين أنها كانت حاملا مني هاه ، إنه حفيدكِ يا أمي أذكر حين كنا صغيرين كنت؟ِ تمسكين بيدي ويديها وتشبكيهما وكأنكِ كنت تعلمين أن قلبي وقلبها قد تعلقا ببعضهما منذ الصبا ، لكني ضيعت كل شيء وسلبت تلك الصورة هل كنتِ تعرفين ما ستؤول إليه الأوضاع هااا يقولون بدار الحق يرون كل شيء لما لم تنبهيني يعني كنت لأحس بذلك وأتبع إحساسي حتى آخر نقطة لأتأكد ولكنهم كسروني حين بدلوا التحاليل ..لا يسعني لومهم لأن اللوم كله علي من البداية أنا الذي أجرمت في حقها وحق طفلي لأقتله بدم بارد …لقد لقد اغتصبتهاااا وكنت أبي الليلة والله كنت عامر يا أمي وتذكرتكِ تذكرت كيف كان يذلك ويحرق قلبكِ أرجوكِ لا تنظري إلي تلك النظرة كما كنتِ تعاتبينه بها ، أنا لست هو والله لست هو أنا لم أعد أعرفني لقد صدمت وتألمت وأردت أن أقتص لنفسي فهل أذنبت …أجيبييييييي يا أمي أجيبي أنا لم أصبح عامر نجيب أنا أمقته ويستحيل أن أكون مثله ، لقد نظرت لنفسي وولكنني ما استطعت إيجاد نفسي لقد كنت أراه هو أمامي فحسب أيعقل أن تكرهني جوزيت مثلما كنتِ تكرهينه ، لقد نظرت إلي بنفس النظرة يا أمي نظرة الاحتقار والعتب ولم أقوى على فعل شيء ..فما عساي أفعل بعد أن حرمتها من ضناها وقطعة مني أيضاااا ليتها أخبرتني بالحقيقة ليتها لم تخفيها ، ولم تقحمني أنا وميرنا في دوامة الخيانة …ما كل هذه التضحية يااا أمي يعني هل كنت أستحقها لكن ربما طفلي كا يستحق أجيبي يا أمي قولي أي شيء هيا يا حورية انهضي من صمتكِ لقد تعبت تعبت وأشعر بقلبي سيتوقف
حكيم(لاحظ اهتزازه الغير مبشر بالخير خصوصا وقد كان يغرس يديه في القبر بشكل مؤلم):-
مياااار ميارررر مهلا أنا هنا أنا هنا
ميار(بنظرات تائهة):- ذهبت أمي باكرا يا حكيم تركتني باكرااااا يا حكيم
حكيم(جلس جواره وربت على ظهره بل عانقه):- لا تعذب نفسك وتحرقها بالله عليك توقف
ميار(بإرهاق ذاتي):- أنا متعب
تلك اللحظة ضمه حكيم على وضعه وهو يهدهده لعله يستكين ويطمئن ولو قليلا ، وبالفعل ما هي إلا دقائق حتى كان يدفع وجهه إليه ممتزجا في حالة هذيان حتى الأخير
ميار :- هل أنت الآن حبيبتي ؟
حكيم(دفعه عنه واستقام):- الله يلعن من يحاول مواساة أحمق مثلك
ميار (ابتسم):- زيارتي لأمي نفعتني أتعلم بماذا لقد أعادتني لزمن العشق القديم وبما أن جوزيت لم تخنني إذن لأعيدها لي .. أجل سأستعيدها ونبدأ من جديد ستسامحني أليس كذلك هاااه أجبني طمئن قلبي يا أخي ؟؟؟
حكيم(بعدم معرفة):- ليتني أدري صدقا كيف ستكون ردة فعلها بعد الذي حصل ... ميار أنت قد تسببت في موت جنينكما و
ميار(تشبث بذراعه):- سأبذل قصارى جهدي سوف أتغير قسما سأفعل فقط ساعدني واجعلها تسامحني ههه يعني أنا في أعماقي كنت أعرف أنها لم تخنني لم تفعل إنها لي كنت أشعر بذلك ولكنهم ...مهلا ذلك الأخرق قبلهااااا من شفتيها ورآها عارية سأثقب عينيه حتما <br>
حكيم(حك جبينه):- الآن أهذا ما علقت عليه من كل عقلك ستدقق في هذا ع أساس أنك القدير ميار نجيب الذي لم يلمس أي أنثى سابقا
ميار:- ذلك كان قبلها
حكيم(بشرود):- وميرنا ؟
ميار(اهتزت حنجرته):- لن نتطرق إليها الآن لأنني سأركز على استعادة جوزيت ، حكيم أنا مبتهج
حكيم(رمقه وهو يعتصره بقوة):- الآن من فينا حبيبة الثاني ؟
ميار(دفعه عنه):- أحمق
حكيم(تحرك رفقته من هناك):- وداعا عمتي سأحاول أن أبقي ابنك عاقلا قدر المستطاع رغم أنني أجزم لك متاعبه التي لا تنتهي
ميار:-هيا يا حبيبتي لا تزعجي حماتك
حكيم(ضربه بعصبية):- اسمع يا ليومين لم يغمض لي جفن دعني لا أكسر عليك ذراعي
ميار(جفل وهو ينظر لذلك القبر):- ...لا رد
حكيم(نظر للقبر):- أنت عليك فعل الصواب يجب أن تعيدها
ميار(توجه للقبر بغيظ):- لن أفعل أنظر معي تلك الراقدة هناك أمي وهذه هي الدخيلة التي حطمت حياتنا
حكيم:- حسنا لا تنفعل بعد أن قطعنا كل هذا الشوط لنذهب
ميار(بحلق عينيه مدققا في شيء ما):- حكيم هل أنت دخنت السيجار ؟
حكيم:- مطلقا تعرف أن نوعنا متشابه لما السؤال ؟
ميار(انحنى ليلتقط بقايا السيجار):- هذا النوع متيقن أنني رأيته سابقا عند غضنفر وذلك الدبلوماسي
حكيم:- أرى أن نقوم بزيارة لمقبرتكم أيضا
ميار(تلونت عيناه بالكره):- لا أريد لأنني سأنفعل بسبب ذلك الرجل
حكيم :- لمعلوماتك أنت لا تشبهه يا ميار
ميار:- وما حصل الليلة ؟
حكيم:- الواجب أن أحطم وجهك وأضع ملصقات أخرى غير التي خلفها الرشواني على وجهك
ميار(بنرفزة):- الغبي غافلني في لحظة استسلام وإلا لكنت حطمته
حكيم:- فرحت لما فعله بك وإلا لكنت أخذت ذلك النصيب مني أنا
ميار(خرج معه من هناك):- عرفت خطئي لا داعي لتذكيري لأنني أختنق به ، لنذهب لقد خيم على قلبي الغم وهذا الجو لا يساعدني
حكيم(انعطف جانبيا):- سأتفقد المقبرة
ميار(لحقه برفض):- انتظر افففف حسنا سآتي معك لكن قل لي شيئا مبهجا ؟
حكيم؛- تخيل لو أحضرنا الجدار معنا أجزم لك أن كل هؤلاء الموتى سينهضون من قبورهم ليطردوه شر طردة
ميار(ضحك بقهر):- ههه متوقع من هول إزعاجه ... لكن أظنني سأصبح الشخص الشرير في هذه الحكاية سيكرهني الجميع أليس كذلك ؟
حكيم:- شخصيا لن أفعل لأنني أقرأ ما بالجوهر يا ابن عمتي
ميار:- لتكن زيارتنا قصيرة لأنني أمقت التواجد هنا
حكيم(استوقفه):- ماذا علينا أن نقول قبل دخول المقبرة ؟
ميار(لوا شفتيه بامتعاض):- ولكننا قلنا ذلك هناك ولن أعيده هيا لندخل مرحبا عمتي زهرة وأنت لا رحمة ولا سلام عليك
حكيم(لحقه ممتعضا):- بالأخير الخطأ مني لأنني أساير مخمورا مثلك
ميار(وقف عند قبرها ليقرأ الفاتحة تلقائيا تحت دهشة حكيم الذي رافقه في الفعل ولم يدقق):-عمتي اليوم كسرت ابنتك كسرا لا يجبره ألف اعتذار لا أدري إن كانت ستسامحني أم لا لكن ربما ستغفر لي إذا ما استسمحت منها رغم أنني كنت مجرما في حقها وقتلت طفلنا حفيدك يعني ، حقا أنا محرج لأنني مازلت وقحا حتى أبوح لك بهذا ولكنني مضطر وفي حاجة لمساعدتك ...لا تعتبريني مخبولا لأنني أريد منك أن تجعليها تسامحني لا أدري الطريقة لكن ... تدبري أمرك
حكيم(غالبه الضحك):- غالبا هي تسمعك حتى أنها تكتب طلباتك على جنب
ميار(ضرب رجله مع الأرض بغضب):-وقح وقح... ما هذا هنا؟
حكيم(التقطه هذه المرة):- سيجار آخر من نوع غضنفر
ميار(بتفكير):-تمام هل لك أن تشرح لي ما الذي يفعله القذرين بمقابرنا ؟؟؟
حكيم:- ربما لو نسألهم مباشرة سنعرف
ميار:- سنسأل لا تقلق عقلي الآن مشوش عدني أنك ستساعدني في استعادتها حكييم؟
حكيم:- لقد وعدناك الله الله هل سنعيد ونزيد في القصة كثيرا يعني ؟
جره من هناك رغم أنه ظل يطلب وعوده وكأنها ستخرجه من حلق الضيق لدائرة الفرج والألم ، وفعلا تواجده بجواره كان مريحا له في ظل تلك الأزمة النفسية التي يمر بها الآن فكيف ستمر لا يعلم لكنه سيبذل قصارى جهده في تحقيق رغبته وآماله ...
في تلك الأثناء
خرجت ناريانا بعد أن راودها اتصال من عنبر وتركت جوزيت نائمة ووائل مستلق على الكنبة .. لم تخبرهم بشيء بل غادرت بصمت لتتفقد الجديد
عنبر:- كل شيء جاهز لقد جمعنا كل الرجال كما طلبت حضرتك
ناربانا:- إذن دعنا نقوم باللازم سوف نقوم بنقلهم لوصاية السيد وائل والسيد طارق
عنبر:- هكذا سوف نخلي صلاحيات السيدة جوزيت إنها المخولة الوحيدة بهذا الحق
ناريانا:- وأنا ماذا أكون يا أصلع العقل نائبتها وسأتحدث باسمها ؛ ثم هل تظن أنني سأتصرف دون موافقتها يعني ؟
عنبر:-طبعا لا
ناريانا:-إذن تحرك وبلا فلسفتك الناقصة هذه
تحرك رفقتها متوجهين لقصرهم المهجور لكي تتصرف بهذا الشأن وتترك لهم المسؤولية كاملة فيما بعد ، أما تلك اللحظة فقد فتح عينيه حين شعر بأن غفي دون شعور سرعان ما تفقد جوزيت ووجدها نائمة براحة امتن لذلك وأخرج هاتفه لينظر لصورها بعشق فلقد اشتاق لها بشكل عميق ، وكم تمنى لو يضمها لصدره ويشم عطرها ليستجمع نفسه بعد كل تلك الأحداث المؤلمة ..
وائل:- اشتقت لك يا عسل غروبي لقد انتهى كل شيء ما إن أراك حتى أخبرك بما يعتمره صدري ؛ ستسامحينني وقتها ونبدأ من جديد ، أتعلمين عطرك الآن يبدو لي كما الحلم الوردي لو أشمه سوف ينشرح صدري فرحا يا شمس ليالي الآفلة
جوزيت(بصوت مبحوح):- أحسدها عليك
وائل(وضع الهاتف على المنضدة):- أفقتِ
جوزيت:- وهل ستفرق؟
وائل(استقام متوجها إليها):- دعيني ألقي نظرة امم أجل إنها تفرق عندي فرؤيتك مبهجة
جوزيت(بخجل):- كف عن مجاملتي خصوصا وأنا أبدو كالأشباح التي استيقظت من قبرها فجأة
وائل:- لكنكِ جميلة رغم ذلك
جوزيت(نظرت جانبيا وهي تعضعض شفتيها لتخفي شبح الابتسامة):- حسنا طالما تقول ذلك
وائل(لامس جبينها ليتفقد حرارتها):- اممم الحرارة معتدلة
جوزيت(أجهشت بالبكاء فجأة):- اهئ
وائل(بعدم فهم):-شتتت لما البكاء جوزي حتى ناريانا لا أدري أين ذهبت هل أبحث لكي عنها ؟
جوزيت(حاولت الالتفاف ما استطاعت):- ...لارد
وائل(لامس ذراعيها بلطف):- ما الذي يبكيك الآن عزيزتي ؟
جوزيت(باحتياج ناظرته):- أيمكنك ء أن اهئ أن تعانقني ؟
وائل(بدهشة):- يا مدللة كان علي أن أعرف .. امم أتعلمين ستفسحين المجال قليلا لي أود أن أبقيك بقربي حتى تغفين وتشعرين بالأمان تمام ؟
جوزيت(باحتياج طفولي):- هل ستفعل حقا لأجلي ؟
وائل(جلس جوارها حين ابتعدت ورقعت نفسها إليه):- حتى أنني فعلت
جوزيت(تنفست براحة وهي تغمض عينيها على صدره):- أنت حنون جدا
وائل:- أخبرتني بذلك مرارا وتكرارا لكنني وفي كل مرة أبتسم حين سماعها
جوزيت(وضعت يدها بين يده):-:- سعيدة لأنها تعجبك
وائل(أطل عليها بابتسامة):- سأكون جوارك دوما
جوزيت:- لاء أنت ستكون جوار حبيبتك التي تتلهف لرؤياها
وائل:- كأن هنالك نبرة تهكم ها هنا ؟
جوزيت(بتلعثم):- لا مطلقا ♡
وائل(نظر إليها بعطف):- بلى يوجد
جوزيت(استكانت لقبضة يده وحضنه الدافئ وأغلقت عينيها):- أشعر بعيوني مثقلة
وائل:- هل أحكي لأميرتي حكاية ؟
جوزيت(تأثرت بجملته وشعرت بالحزن لما لا يكون ميار مثله يعني ؟):- لطفا
وائل:- شريطة أن تتقبليها كيفما هي وبدون دموع امم كان يا مكان في قديم الزمان شابة تدعى جوزيت كانت امرأة قوية جدا وصامدة لا تهزها ريح . مرت على رأسها بلايا متعددة لكنها لم تستسلم مطلقا لرياح الوجع بأن تجرفها نحو الهاوية أو تفقدها عزيمتها على ترويض فهد الغابة الذي كان يهدد سلام قريتهم ؛ ولأن جوزيت هذه رغم فقدانها لوالديها في سن مبكرة إلا أنها كانت أقوى النساء ولهذا طالبها أهالي البلدة بالتدخل لكي تنقذهم من تهديده الخطر عليهم ، لم تجد جوزيت أمامها حلا سوى التوجه للغابة تحت دهشة الأهالي فلم تكن تحمل أية سلاح بجعبتها بل ذهبت خاوية الوفاض ووعدتهم بنتيجة ترضيهم وتخلصهم من بطش الفهد الجامح … كان يملك هذا الأخير عدة قرود يأتونه بأخبار السكان كل يوم وعلم منهم أن بطلتهم قادمة بغية القصاص منه ، وهذا ما جعله يستقبلها في تلته الملوكية وهو جالس على عرشه ومن حوله الحيوانات الضعيفة تقوم على خدمته كيفما يطيب له الخاطر .. وصلت بطلتنا إليه ووجدته فوق عرشه يتربع ولم يهالها ذلك الهيلمان قط بل اقتربت لتقف قبالته وتطالبه باختبار بسيط ألا وهو إجراء مباراة فكرية بينهما فرفض الفهد لأنه لا يفقه فيها أي شيء وخشي من خسارته فيصبح أضحوكة أمامهم ، لكنها أصرت على إجرائها وقالت أن الرابح سيقدم الشرط الذي يريده وينفذ ..هنا لمعت أعين الفهد وطرأت بباله فكرة وطرح شرطه في أنه إن فاز هو سيبقيها أسيرة لديه طوال عمرها وإن خسر وعد أنه سيترك بلدتها تعيش في سلام ..فاجأته بموافقتها على السريع وهمت بوضع خطة اللعبة لكنه أبى وطالبها بحكم يعدل بينهما واحد من جنسها وواحد من جنسه اختارت هي طفلا صغيرا كان صديقها الصدوق دوما ما يصطادان معا في كل الرحلات بينما اختار هو الثعلب الماكر ، … اقترب الطفل من الثعلب واتفقا على بنود اللعبة وقاما بمقابلة البطلة والفهد وسط الساحة
جوزيت(بإعجاب رفعت رأسها إليه):- ههه أعجبتني أتمم رجاء …
وائل:- عرفت ذلك هه .المهم طرح الصبي السؤال الأول وقامت جوزيت بالإجابة عليه ، وطرح الثعلب الماكر سؤالا فقام الفهد بالإجابة عليه ..الأسئلة كانت تعبر عن حياة كل شخصية فيهم فالثعلب طرح شيئا يتعلق بجنس الحيوانات بينما الطفل طرح شيئا يليق بالبشر ، فاستمرت النتائج بالتعادل هكذا حتى ضجر الفهد وزمجر برفض وقرر تغيير قوانين اللعبة وهنا وافقته جوزيت دون تفكير بل لأنه تحداها قررت مواجهته كما يريد ، وتم تغيير الأدوار الطفل يسأل الفهد والثعلب يسأل البطلة وهذا ما تسبب بخسارتها لأن الفهد كان يعرف كل شيء من خلال قروده وأيضا لأن مستشاره ماكر وبدهائه عرف كيف يحاصرها في زاوية ضيقة فهي كانت لا تفقه أي شيء في عالم الحيوانات …وهذا ما جعلها تصبح أسيرته بتلك الخسارة ، فرح الفهد وأمرهم بإقامة الاحتفالات وتجهيز المآدب لإشهار هذا الانتصار كل هذا تم والبطلة مستكينة راضية بهذا النصيب ، فعندما سمع أهالي البلدة خبر فشلها انتابتهم خيبة أمل عارمة وأسلموا بالأمر خصوصا وأن الفهد بالغ في ردة فرحته التي بلغت كل الأكوان وفعلا جعلها أسيرته كما ارتضى ، انشغل بها حتى لم يعد ينزل للبلدة ويعيث فيها دمارا بل أصبحت هي شغله الشاغل وكان في كل يوم يأتيها وهو يهين كرامتها وفشلها ويدعي القوة والانتصار ويفرغ فيها جل حنقه من بني جنسها وفي المقابل كانت تجيبه هي بالصمت ، وهذا ما كان يستفزه لدرجة أنه كان يضربها ويخدشها بمخالبه ويخلف آثارا على جسمها لكي تنطق أو تتعظ ولكنها كانت مصرة على وضعها ، كل يوم كل يوم إلى أن تعب الفهد وما عاد يزورها قط …
جوزيت(باهتمام):- وماذا حصل بعد ؟
وائل:- مرت الأيام وذات مرة دخلت عليها غزالة تعتبر حكيمة لمعشر الحيوانات استقبلتها بطلتنا بطيب خاطر وأطرقت الغزالة تطلب منها زيارة الفهد في عرينه لأنه مريض ، جوزيت لم تبالي واعتقدت أنهم يمزحون لكي يستمر في كسر عينها ولكن الغزالة أصرت على ذلك فرافقتها وحين فعلت وجدته سليما معافى وهو جالس على عرشه بعجرفته المعهودة ، ما إن مثلت أمامه حتى أطلق ضحكة ساخرة وهو يشير نحوها كونه انتصر وجلبها حتى قدميه وكونها أغبى الأغبياء سرعان ما تصدق أي شيء …لحظتها رفعت جوزيت رأسها وهي تستمع لسخرية الحضور ونطقت قائلة "السخرية وقت الجد تعتبر مرضا نفسيا يلعن صاحبه ويصنفه في فئة الموبوئين "…هنا زمجر مهينا إياها وأتممت قائلة"الحكمة في الأسر ليست في الظفر بالعدو بل في مدى قابلية ذلك العدو على الصبر، إن تحمل فهو المنتصر وإذا ما انهزم عند أول معركة فأكيد هو الفاشل ..وفي حالتنا كنت أنا الفائزة من البداية لا أنت"…لحظتها أشار للقردة كي يقوموا بالإمساك بها من ذراعيها إذ نطقت بحكم موتها بتلك الإهانة ورغم ذلك لم يهز فيها شعرة بل جابهته بقوة وجعلته بعزمها يفقد ثقته بنفسه وجعلت حتى ألسنة الحيوانات يتهامسون عليه ، وهذا ما جعله يجن فطردهم جميعا وأبقاها رهينة عينيه هذه المرة بعد أن أمرهم بوضعها في قفص قبالة مخدعه وبالفعل قاموا بذلك وأخذت كل يوم تجلس مقابله وتنظر إليه بينما كان هو لا يطيل النظر بل يتهرب ويتهرب ويتهرب إلى أن طفح كيله من ذات الحال وحررها ، استغربت وقررت أن تسأله فأجابها"حين نلف القيد حول معصم المعني بالأمر فإننا ننتظر ثورة ورفضا وتجبرا لكن عندما يكون المأسور حرا طليقا في سجنه وقتها نحتار فيه فنحرره حفاظا على البقية المتبقية من كرامتنا التي هدرت تحت ثبات ابتسامته المهلكة"…
جوزيت(مسحت دمعها بظاهر يدها):- هل أنت ألفت هذه القصة ؟
وائل:- يس
جوزيت:- هنيئا لأولادك بك سوف تغنيهم بهذه القصص ، ليت طفلي أيضا بقي على قيد الحياة حتى تسمعه من جميل مواعظك ما يغذي الروح
وائل:- أي وتقول عني مجامل تمام وأنتِ ماذا ؟
جوزيت:- أنا أقول الحقيقة فحسب وفهمت المغزى منها حتى
وائل:- وما المغزى ؟
جوزيت:- أن أعطي لميار درسا بعد هذا الخطأ وحين يتعلمه أحرره من الذنب وأسامحه
وائل:- تماما
جوزيت(بكره):- لكنني لن أفعل
وائل:- والسبب ؟
رفعت بصرها إليه وناظرت لحيته بإعجاب انتقالا لعينيه اللتين كانتا مزيجا خياليا من الأسود والرمادي ، أشادت بجمالهما الذي تناظره بدقة هذه المرة ، نظراته الحائرة كانت تبعث إليها ذبذبات تؤجج رغبتها في لمس خده بل انتقلت لشفتيه لتناظرها بتعمق أعرب على رعشة غريبة اعترتها للتو
وائل:- جوزي أنتظر جوابكِ ؟
جوزيت(شردت فيه حتى أنها رفعت يدها لتلامس قلادته):- أحب هذا النوع من القلادات أنت لا ترتديه كثيرا لماذا ؟
وائل:- يعني ..لدي حبيبة لا تهتم بذلك
جوزيت(تألمت من جملته وسحبت يدها):- لا أعتقد ذلك فقد كانت تحب قلادة حكيم وميار
وائل(رمش وهو يزفر عميقا):- للأمانة كانت تحب خاصتي ولكنها نسيتها غالبا
جوزيت:- ماذا يعني الرسم المنقوش على صفيحتها ؟
وائل:- والله كانت هدية من العم نزار أعطاني إياها في عيد ميلادي العاشر عندما ذهبنا إلى مدينة الملاهي وتهت منه وعندما وجدني طالبني بارتدائها وقال أنه بواسطتها سيجدني ههه طبعا صدقته يعني تعرفين خرف الكبار ولكن ذلك الخرف امتد ليومنا هذا كلما رآني أهملتها يجلبها لي ويجبرني على ارتدائها فأفعل كي أسلم من جنون غضبه
جوزيت:- كأنه منقوش سهم وشمس أليس كذلك ؟
وائل:- أهاه حتى أنه على ظهرها كتابة غريبة لم أدقق فيها يوما
جوزيت(لامستها وقلبتها لترى):- هه يا عيني بأي لغة هي ؟
وائل:- ولو عرفت هل كنت سأبخل عليكِ بالشرح لقد سألته ولكنه أجاب بعدم معرفته هو الآخر ونسيت الأمر ، يلا لا تشغلي بالكِ بقلادتي وحاولي إجابتي عن سؤالي
جوزيت(تذمرت وهي تتذكر سيرة ميار):- أينفع لو لا تتطرق لسيرته يا وائل ، أنا معك مرتاحة
وائل(ابتسم وهو يربت على ذراعها):- كما تريدين
جوزيت(تثاءبت):- سيبزغ الفجر بعد قليل
وائل:- ستجدينني هنا نامي بأريحية ولا تفكري بشيء ، دعي التفكير للغد تمام ؟
جوزيت(رفعت يدها ولكنها جمعتها بقوة لتغمض عينيها وتطرد تلك الأفكار الغريبة):- حاضر …
ضمها بطيبة وجعلها تستقر على وسادتها لكنه لم يبتعد بل ظل ممسكا بيدها وهي ممسكة بها لكي تملأ روحها بمخزون الحنان والأمان ، وقتها كان هاتفه يضيء بصورتها وينطفئ وصوته الهزاز لم يصل لمسامعه حتى ولهذا أغلقت الهاتف ببؤس ونظرت للممرضة ..
الممرضة:- هل تودين المحاولة يا أختي ؟
ميرنا(بدموع هزت رأسها نفيا):-…امم
الممرضة:- جربي مجددا ربما يردون عليكِ ؟
ميرنا(ابتلعت ريقها وطقطقت رقما آخر):-…لارد
ظل يرن بأذنها ولكن هو الآخر لم يرد على اتصالها فقد كان نائما بالسيارة بينما كان ميار يقود به صوب البلدة دون أن يستشيره حتى ..لكن من فرط تعب حكيم لم يشعر بنفسه حتى نام طبعا الجبل وينام فكيف بمن سهر 48 ساعة للأمانة ثلاثتهم لم يغمض لهم جفن .، وهذا ما جعل ميار يقف عند البيت القديم ليتنفس عميقا ويدخل إلى عالم ذكرياته الماضية لعله يجد نفسه بينها تاركا خلفه حكيما في غفوة على غفلة ..بينما جعلهم طلال يحيطون بالبيت وبدوره استقر بسيارته ليرتاح قليلا …دخوله لعالم الذكريات كان يلفه غبار من زمن بعيد وهذا ما جعله يتأوه وهو يناظر جنبات البيت ويستقر بغرفة جوزته وينام على فراشها تحديدا ناسيا العالم وما فيه …كلها لحظات وانتفض حكيم وهو ينظر حوله بحثا عنه وأدرك أنهم أمام بيت قديم لكن أين هم ؟؟؟؟ ، خرج من هنالك سريعا ودفع الباب وهو ينادي عليه لكن لارد وقتها هدأ لأنه تذكر وصف البيت وأيقن أنه بمنزلهم القديم ، صعد الدرج بخفة ووجده نائما كالطفل على السرير لحظتها تنهد بأريحية ودخل للغرفة الأخرى واستلقى على سريرها دون أن ينظر للهاتف ويعرف أن هنالك شخصا بحاجتهم وكأنهم نسوا أمره ؟؟؟؟؟
الممرضة:- مرت 20 دقيقة وعدت إليكِ بالهاتف كما وعدتكِ لكنهم لم يردون أكيد هم نيام الآن ، لما لا تعيدين الاتصال بهم غدا موافقة ؟
ميرنا(بدموع أشارت لها بالإيجاب):- …لارد
الممرضة(غطتها وغادرت):- إذا احتجتِ لأي شيء اضغطي على الجرس سآتيكِ فورا
ميرنا(في سرها):- °حسنا ..لقد فهمت أنني غير محسوبة من حياتهم بعد اليوم ، فواحد أكيد ذهب مع تلك الفاتنة التي كانت تلامس وجهه بجرأة سمح لها بها أكيييد وإلا لما تمادت ،، والثاني سيكون برواق ما هنا برفقة ذات الشعر الأسود التي كانت بين ذراعيه وركض بها وكأنها قطعة من روحه أو شيء يهمه أمره ..من تكونان هاتين ولما هذا الاهتمام وكم لبثت في هذا الفراش حتى تغير كل شيء حولي هكذا ، حتى ميار هاتفه خارج التغطية يعني ….لما لم يتذكرني أي واحد فيهم ألهذه الدرجة هنت عليهم ، ثم كيف سوف أتحمل رعبي من ذلك الرجل المقنع الذي ناداني رومينا يعني ألن أبوح لأي منهم بمخاوفي لكن كيف سأبوح دون لسان آآآه يا ربي لما هذا العذاااااب اهئئئ°
تقوقعت حول نفسها وهي تشعر بالاحتياج والخوف من ذلك الرجل فلقد أرعبها بحركاته ولمساته لها ، حتى ظنت لوهلة أنه يريد بها نية خبيثة رغم أنهم لم يستمر إلى بضع دقائق كانت كفيلة لزرع الرعب في أوصالها ، والحق يقال ذلك الرجل يخاف منه لأقصى حد …ومع الأسف نامت على تلك الدموع ولم تجد من يمسحها عنها حتى أمها غفت بالغرفة الجانبية رفقة عبد المالك الذي غفي على الكراسي ورفض تركها لوحدها في ظل تلك الظروف ونعم الرجولة عمو عبد المالك ..وهنا كانت آخر رحلة لتلك الليلة الكارثية لنستقبل فيها الصباح التالي ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-10-17, 02:06 AM   #748

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في اليوم التالي
إنها مغتاظة على الأسير … كانت تسير وتعود في ذلك الممر وكأن بها مسا أو شيء من ذا القبيل ، ظلت تقترب من الباب وتعود أدراجها تريد أن تدخل لكي تجعلها تنتفض من حلم اليقظة الذي تعيشه لكن لا يسعها التشهير بأي شيء ، فإذا ما فهم وائل مخاوفها من تقربه من جوزيت التي ما عادت تفرق بين تصرفاتها ، فأكيد سيبتعد وسيجعل جوزيت تعاني من جديد بعد أن ألفته ووجدت فيه أمانها لكن ما الحل ، هل تفزع أمها لكي تترك ياقة الرجل افففف ؟؟؟
ناريانا:- لا ينفع سوى الاقتحام لكن ..اهئ يا ربي ألهمني الصبر هاااه وجدتها ، لو سمحتِ آنستي لطفا أحتاج منكِ مساعدة صديقتي بالداخل رفقة زوجها وخجلت من اقتحام الغرفة هل لكِ التحجج بأي شيء والدخول لإيقاظهما مثلا والله أحتاجها في أمر مهم ؟
الممرضة:- عفوا منكِ لكن زميلتي ستمر بتلك الغرفة بعد بضع دقائق يا أختي
ناريانا(هزت شفتها بامتعاض):- طيب طيب فهمنا …آخ يا جوزيت آخ
جوزيت(فتحت عينيها واستفاقت لنفسها وهي تحضن صدره بيدها):- …غفوت هنا وائل ، يا للمسكين أكيد تعذب تتت
ناظرته بحنان وهي تبتسم ورمقت نومه المستكين بإعجاب رفعت يديها ولامست وجنته وهي تداعب لحيته بلمساتها وتعضعض شفتيها ، والغريب أنه شعر بها وابتسم لينطق باسم جعلها تسحب يدها بإحراج كي تستيقظ على جنونها ذاك …
وائل(انتفض بارتباك):- اعذريني لقد سهوت و…أ صباح الخير
جوزيت(عضعضت شفتيها بخجل):- أردت إيقاظك فحسب ….هل كنت تحلم بها ؟
وائل(عقد حاجبيه ونهض من محله):- غالبا نمت دون أن أشعر أمم سوف أتفقد ناريانا لتحضر الممرضات لأجل معاينتك تمام
جوزيت(رمشت وهي تبتلع ريقها):- حسنا …
وائل(أمسك هاتفه من المنضدة ووضعه بجيبه دون أن ينظر إليه):- صباحكِ مشرق
جوزيت(ابتسمت وهي تحبس دموعها بجهد جهيد):- وأنت كذلك
وائل(فتح الباب ليجدها بوجهه):- هاااه ناريانا أخيرا ظهرتِ
ناريانا(رمقتها بنظرة نارية وأجابت على مضض):- كان لدي عمل مهم ، لكنك أكيد بحاجة لقهوة يمكنك شربها بالمقهى المجاور لو أحببت ؟
وائل:- رأسي يؤلمني أنا بحاجتها حقا ماشي أراكما بعد قليل ، أتحتاجين شيئا جوزي ؟
جوزيت(تابعته بنظراتها):- سلامتك
ناريانا(كتفت يديها وانتظرت رحيله وأغلقت الباب بعده وبقيت محلها):- سلامتك …حبيبي
جوزيت(أغمضت عينيها على الدموع الحارقة ونظرت جانبيا):- لا تسممي بدني من بكرة الصباح
ناريانا:- أسمم بدنكِ لا يختي بدنكِ مستأنس بحضن الرشواني لقد دلفت عليكما واضطررت للمغادرة لأن شكلي كان سيكون بشعا إذا ما استيقظتما على وجهي وأنتما على ذلك الحال …منذ متى وأنتِ تنامين بحضنه يعني أبفهم ؟
جوزيت:- يوووووه ما بكِ ما بكِ احتجت لذلك والمسكين لم يبخل علي بل عاملني بمنتهى الرقي والأدب فما الذي يزعجكِ هكذا ؟
ناريانا(اقتربت منها وجلست بجوارها باحتدام):- ما يزعجني هو تفكيركِ ، أتحسبين أنني لا أقرأ نظراتكِ إليه إنها ليست سليمة يا جوزيت وقد تكرر الأمر مرات عديدة ولن أسكت بعد اللحظة
جوزيت(مسحت دموعها):- تلك الترهات والأوهام موجودة بداخل عقلكِ فحسب ، أنا أستلطفه وأشعر بقربه بالراحة حتى أنني بسببه نسيت مواجعي ونسيت أن طفلي ما عاد موجوووودا يا ناريانا
ناريانا(أغمضت عينيها ووضعت يديها على بطنها):- جوزي …جوزي أنا صديقتكِ أختكِ توأمتكِ قلبكِ مرآآآآآآتكِ فلا تهذي على أمي لأنني موقنة تماما مما أقوله ، أنتِ تعجبين بوائل رشوان ..
جوزيت(عقدت حاجبيها بدموع):- أكيد لاء يعني ..شخصيته تعجبني وتفكيره وحله للأمور بروية ورزانة حتى عنفه وغضبه البارحة راقني لقد رأيت فيه أشياء عديدة ، وشعرت به يدافع عني ويريدني بخير يعني مهتم بشأني ..حتى حكيم وإياد لم يقوما بما قام به هو افهميني
ناريانا(مسحت على وجنتيْ جوزيت):- دعيني أقبلكِ أولا هممم
جوزيت:- أي آلمتني يا جحشة شفتيَّ جريحتين لقد عضني ذلك الحيوان ألا ترين
ناريانا:- ولهذا قبلتكِ لكي أؤلمكِ وتستيقظين على نفسك ، شوفي يا عمري أنا لا أريد بكِ سوءا ولكن لو بقيتِ على هذا الحال وتابعتِ التقرب منه أكيد لن تكون النهاية حميدة
جوزيت:- ألا يمكنكِ أن تخرسي دعيني وشأني الآن لقد أزعجتني صدقا
ناريانا(أغمضت عينيها واستقامت):- العتب علي لأنني أريد مصلحتكِ افعلي ما تريدينه فلست أنا من ستبكي على كتف الأخرى
جوزيت(رمتها بنظرة غضب):- هل أودعتِ الرجال ؟
ناريانا(ولت ظهرها بإباء):- أجل وحصلت على مساندتهم أيضا كلهم صاروا تحت إمرة وائل وطارق ، تبقى فقط قسم الولاء وانتقالهما للقصر
جوزيت:- سنعيش نحن أيضا هناك فلن أستطيع العودة لبيت وائل لكن وائل يستطيع المكوث معي
ناريانا(مسحت على جبينها):- وما زالت تغني وائل وائل جوزيييييي ..نحن أيام وسنختفي ركزي فيما تفعلينه وإلا لن تجدي إلا الخراب
جوزيت:- أي خراب بعد الذي جرى لي ألا تشعرين بمعاناتي يعني ، أحرام أن أحس بالأمان مع شخص ما ثم هو حر وأنا لست مثل تلك المدللة فلا تخشي مني
ناريانا:- آه يا ربي مع من أتحدث أنا … خلاص اصمتي لا أريد سماع شيء
جوزيت(أغمضت عينيها وفتحتهما وهي تمسح على بطنها):- صغيري راح مني
ناريانا(تأوهت وجلست جوارها مجددا وهي تعانقها):- حسنا يا جوزي عليكِ تجاوز هذه النقطة لكي نستطيع الاستمرار ، لقد أعطاكِ الله فرصة أخرى وعليكِ استغلالها جيدا إما هكذا أو ستجدين نفسكِ في الفراغ تتأرجحين
جوزيت:- علينا مغادرة هذا المشفى اليوم فتواجدنا هنا خطير تعلمين هذا ؟
ناريانا:- أعلم أعلم ولكن كيف سنقنعهم بجدوى مغادرتكِ إلى القصر دونا عن بيت وائل أو الراجيين يا جوزيت ، الجدة نبيلة لن تدعكِ بسلام ؟
جوزيت:- الجدة نبيلة لم تكن تعيش معي قبل سنوات لذلك لن تتدخل فيني الآن ، سأفعل ما يريحني أنا وليس ما يريح الآخرين سأعيش لي فحسب وسأخرج من قوقعة المافيا شيئا فشيئا وليعترضوا لأرى
ناريانا(عانقتها):- حسنا بيبي لا تزعجي نفسكِ سنتدبر كل شيء …والبداية ستكون بإقناع وائل
كان في المقهى يتجرع من فنجانه رشفات وهو ينظر لهاتفه ويتساءل عن الرقم الغريب الذي اتصل به فجرا ، أعاد الاتصال به ولكنهم لم يردوا عليه ولم يطرأ على باله مطلقا أن تكون ميرنا كونها استعانت برقم الممرضة …. وهذا لم يمنعه من السؤال عنها لذلك اتصل برقم عفاف فهي الوحيدة التي كانت ستعطيه الأخبار عنها في ظل غياب الجميع
عفاف:- أهلا سيد وائل صباحك سعيد لقد استغربت عدم تواجدكم هنا هل هناك أمر ما ؟
وائل:- أ..فيما بعد ستعرفون لكن الآن أريد الاطمئنان على ميرنا كيف هي ؟
عفاف:- هي بخير لقد استيقظت وتناولت الفطور المخصص لها ، حتى أنهم نقلوها لغرفة عادية بدل العناية المشددة وسيتسنى لكم رؤيتها كما تريدون طبعا لبضع دقائق ههه
وائل(سعد لهذه الأخبار):- أمر جميل جميل ..يعني هل أنتِ بجوارها عفاف ؟
عفاف:- ها كأنك تريد التحدث معها تمام دعني أعود للغرفة إذن وأستأذن من أمي عواطف
وائل(بلهفة قلب):- سأكون شاكرا لكِ جدا
عفاف(دخلت عليهم):- ميرنا حلوتي أتعلمين من معي على الهاتف ؟
ميرنا(نظرت لعواطف ثم انتقلت لعفاف):- …لارد
عفاف:- لما لا تسمعين بنفسك خذي
ميرنا(أمسكته بثقل فقلبها كان يخبرها هوية المتصل):-…امم
وائل(أغمض عينيه حين أصغى لتنهيداتها):- حبيبتي ميرنا يا نبض وائل اشتقت لكِ يا عسل غروبي ، حين آتيكِ اليوم سأحمل لكِ أنباء سارة جدا أكيد ستفرحين بها حتما ، لكن في المقابل هنالك أشياء مؤلمة حدثت لن أتمكن من شرحها على الهاتف حين آتيكِ وأراقب عينيكِ الجميلتين وأنتِ ستسمعينها مني أنا آسف على كل شيء ، لكن منذ اللحظة لن أفارقكِ سأفسر لكِ ما حصل مذ عودتنا من روما
ميرنا(زمت شفتيها بدموع وهتفت في سرها):-°لقد أتيت متأخرا يا وائل..متأخرا جدا°
عفاف(لم تفهم حركتها ولكنها أمسكت الهاتف حين أشارت لها عواطف بالخروج):- ألو وائل
وائل(بتوجس):- ماذا حصل ؟
عفاف(أغلقت الباب خلفها):- لا شيء يعني ..أعادت لي الهاتف أكيد انزعجت لأنها لا تستطيع الرد عليك لنتفهمها قليلا أليس كذلك ؟
وائل(زفر حزنا عليها):- لا عليكِ …
عفاف(شكرته وعادت إليهم):- له له لما تبكين الآن …أمي هل تساعدينها أم تزيدين عليها ؟
عواطف(كانت تعانق ذراعها وتبكي):- لقد أرهقت قلبي بحالتها هذه
عفاف:- هئئ أمييي ..
ميرنا(باستسلام نظرت جانبيا):- امم….
عواطف:- عذرا صغيرتي لكنني حزنت عليكِ فحسب ، لكن الطبيب قال أنها فترة مؤقتة علينا الصبر
ميرنا(تألمت من حديثها زيادة على صوت وائل الذي زعزع كل مشاعرها ، أرادت طلب مساحة خاصة لكن كيف ستطلب ذلك وكيف سيفهمونها الآن):- ….
عفاف(فهمتها):- أمي أمي لما لا تتفقدين السيد عبد المالك بالمطعم هاااه سأرافقها لحين عودتك
عواطف:- طيب ..ستكونين بخير صغيرتي صح ؟
ميرنا(هزت رأسها بدموع):- …
عفاف(جلست محل عواطف وأمسكت بيد ميرنا):- ميرنتنا المدللة
كوثر(دخلت لحظتها):- والكارثة هااااه
وصال(لحقتها):- هجووووم
عواطف(ابتسمت لمجيئهما وغادرت):- الآن سأضمن ابتسامتها
وصال(رفعت علبة شوكولاطة بيدها):- شوفي ماذا أحضرت لكِ طبعا سنتناولها نحن وليس أنتِ
كوثر(وضعت حقيبتها وقبلتها قبلات متواصلة في وجنتها):- تلك القذرة لا تعرف ما معنى اللباقة إنها صبي القهوة رجل بثياب امرأة لن نهتم ، أيييييي أي أي على الرائحة الجميلة خاصة ميرنتي وحدي أنا يا عالم أعشقها سأتزوجها هههه
ميرنا(هزت رأسها بابتسامة):-هه…
وصال:- له وتضحكين لها قمة الخيانة سوف تتزوجينني أنا أنا من أحضرت لكِ هذه العلبة
كوثر:- حشرة ..امم عفافو لما لم تنتظريني لأحضركِ معي هذا الصباح ؟
عفاف:- والله علمت أنكِ مع جمانة ولم أشأ إزعاجكِ
كوثر(رمقت تساؤل ميرنا):- ها هااا جمانة تسكن ببيتكم يختي وبغرفتكِ للتحديد وتنام على الأرض ، طبعا فالسرير من نصيبي أنا هع
وصال:- مجرمة بالفطرة
كوثر:- من حقي يااا هل ستزاحمني في حياتي وأتركها تنام جواري على السرير هذا ما ينقص
ميرنا(حاولت النطق عفويا وأطبقت فمها بأسى):-…
وصال(لمحتها فاستدركت ساخرة):- أصلا عليكِ أن تحكي لها من البداية كيف أصبحت لاجئة في بيتكم ، شوفي الآن إيزابيل أمها كتبت رسالة تطلب منها اللجوء إلى بيت الراجيين لأنها ستغيب عنها لأجل غير مسمى
كوثر:- وإياد المسكين لم يجد حلا إلا إحضارها ورميها بوجهي
عفاف:- يا الله عيب عليكِ والله إنها بريئة وطيبة جدا
كوثر:- ممرضتنا الحلوة دعيني لا أصنفكِ في حزب الخائنات هاااااه
ميرنا(تنهدت عميقا):-…
وصال:- هل أزعجناكِ ؟
ميرنا(هزت رأسها نفيا):-…ل…
عفاف:- هل أغادر يعني لو كنتن تردن التحدث حديث بنات ؟
كوثر(تفتفت وهي تستقيم):- لاء يا روحي أساسا جئنا لنسلم على ميرنا ونهرب ، أنا لدي عمل مهم اليوم لأنه الأخير قبل أخذ إجازتي غدا فزواجي سيتم بعد لأرررررى
وصال(حسبت بأصابعها):- 12345678 ثمانية أيام فهمنا يختي سنجدهم قد كتبوها بحظك اليوم خلصينا بس
كوثر:- سأتغاضى عن سماجتكِ لأن ما يبهجني أكثر وهو أن ميرنتي حبيبتي أميرتي ستكون رفقتنا يسسسسسسس
وصال:- هههه سنرتدي نفس الفساتين ميرنا كما اتفقنا منذ الجامعة أم أنكِ ستتراجعين ؟
ميرنا(ضحكت بوجع):- ههه …
عفاف:- أظنها تراجعت راحت عليكِ يا صبي القهوة
وصال(ضربت على كتف عفاف وهي تتحرك برجولية):- والله يعني لا مشكل يا أخ عفيفي أنا لوحدي سأخطف الأضواء من العروس وصديقتها المدللة
كوثر:- بنااات هل حقا سأتزوج ؟
عفاف:- هههه اضربوها فهي لن تصدق حتى تصبح بين أحضان زياد
كوثر(خجلت وهي تمسك حقيبتها):- يا ويلي كيف انقلب الحديث للأوضاع الساخنة ههه وصال لنهرب يا بنتي قبل أن يمسكها عليكِ ذلك الرائد ويذبح صدركِ أنتِ هذه المرة
عفاف:- أيوة أيوة وصلنا لمرحلة الذبح يعني خلاص هذا النصيب
وصال(بخجل):- ماذا تقولين عفاف احم …فذلك النطح بعيد بعيد بعد الشمس عن القمر بالنسبة للزواج والاستقرار ثم أنااااااا هل جننت حتى أقبل به يعني مثلا الله الله
كوثر(غمزت لعفاف):- ههه إنها تهذي لو يخطبها في اللحظة الموالية ستطلب تسريع الزواج ههه
وصال(أخذت قطعة شوكولا ودفعتها لفم كوثر):- هذا لتحفظي لسانكِ السافل قليلا
عفاف:- ههه يا الله عليكما
كوثر(قبلت مجددا وجنة ميرنا والشوكولا بفمها):- أراكِ مساء حلوتي سوف أؤجل بروفا فستان الزفاف حتى تتحسني ولو كانت آخر يوم ، لأنني لن أجربه إلا وأنتما معا معي كما حلمنا منذ زمن همم
ميرنا(أومأت لها بالإيجاب):-..اممم
وصال(قبلتها أيضا):- مزحت بشأن العلبة إنها لكِ وستردينها لي بعد خروجك هاه ههه ..يلا حبي أراكِ ..عفيفي مع السلامة
عفاف:- سلام سلام …هااااه إنهما كتلتي ضجيج أليس كذلك ؟
ميرنا(نظرت جانبيا بدموع وأغمضت عينيها مدعية النوم فهو أقصر الطرق لراحتها):-….
عفاف:- فهمت ..سأدعكِ ترتاحين وسأجلس هناك بالكرسي كي لا تتضايقي
ميرنا(امتنت من تفهمها وزفرت عميقا وهي تطبق جفنيها):- °يا الله°…
عفاف(انتبهت لرنين هاتفها):- هاااه حكيم …مرحبا كيف الحال أينك ؟
حكيم:- بمكان بعيد لدي عمل لذلك أخبريني كيف هي ميرنا ؟
عفاف(نهضت إليها):- بخير لقد نقلناها لغرفة خاصة
حكيم:- أعطني إياها لو كانت بقربك ممكن ؟
عفاف:- كادت أن تغفو لكن سأرى ..ميرنا هل تكلمين حكيم ؟
ميرنا(فتحت عينيها وأمسكت الهاتف ووضعته على أذنها):- همم
حكيم(أغمض عينيه):- عصفورتي …
ميرنا(شهقت ببكاء):- اهئ …
حكيم:- شتت يا عمري أنا لا تبكي أعرف أنكِ تبحثين عني الآن لكن والله ما ابتعدت إلا للشديد القوي ، سوف أعود إليكِ فور انتهاء هذا وأخبركِ بكل شيء شريطة أن تتفهميني تمام ؟
ميرنا(هل سيحكي لي عن تلك الفتاة مثلا؟):- …امم
حكيم:- اشتقت لكِ هل اشتقتِ لي أيضا ؟
ميرنا:- اممم
حكيم:- هه سأعتبر تلك المأمأة الخاصة بكِ بنعم …ستجدينني قربكِ في أقرب وقت و
عفاف(أخذت منها الهاتف):- ستنام الآن حكيم لاحقا تكلمها تمام ؟
حكيم(لم يفهم تصرفها لكن عرف أنها ردة فعل طبيعية):- حسنا دعيها تنام براحة ريثما أعود ..
ميار(بسخرية وضع البيض المقلي على الطاولة):- ريثمااا أعود ..كأنك تتأمل عودتننا سريعا ؟
حكيم:- أكيد لا تنوي احتجازنا هنا اليوم بطوله ، نوم ونمنا ببيتكم فطور وسنفطر ماذا تبقى بعد ؟
ميار:- أن نحضر جوزي للبيت
حكيم(رفع حاجبه):- نعععععم نعم ماذا تفضلت ؟؟؟؟؟؟
ميار:- لدي خطة مبهرة وأنت ستساعدني فيها طبعا
حكيم(أمسك على رأسه):- هل تسمع ما تتفوه به من حماقات يا هذااا ، كيف سنحضر البنت وهي طريحة بالمستشفى يعني هللو قد تعرضت لاغتصاب ومات ابنها وحالتها الجسدية مزرية ونفسيتها صفر ووووو مليون سبب يمنعها من ذلك
ميار(تأوه ولكنه لم يقتل ابتسامته بل أحضر كوبي شاي):- ذلك الطلال تأخر بالخبز هاه قد جاء ..أدخل يا طلال الباب مفتوح
طلال :- وأحلى خبز لكما
حكيم(وضع يده على فكه):- أأنتما جادان يعني ؟
طلال:- سآخذ كأس الشاي خاصتي وأخرج به لأنني أعرف تلك النظرة سلملم
ميار(أعطاه قطعة خبز):- شوف ..الآن ما الذي سيجبر جوزيت على المجيء إلى هنا ؟
حكيم:- أخبرني أنت يا ذكي
ميار:- هناك شيء واحد قد يجبرها على المجيء ولو كانت على فراش الموت وهو العم نجمي
حكيم(رفع حاجبه):- العجوز الخباز ؟
ميار:- يس حين كنت نائما خرجت قليلا وتفقدت بيته وأخبرتني زوجته أنه مريض جدا ، وحالته لا تطمئن يعني قد يموت في أي لحظة فقد فتك به المرض وما عاد قادرا على التحمل ..أنظر معي جوزيت تحبه وسترغب برؤيته قبل أن توافيه المنية وهذا واجبها تجاهه وهذه هي خطتي
حكيم:- أترغب باستغلال عجوز مريض لإحضار مريضة مغتصبة و..
ميار:- لما تتعمد تذكيري على فكرة لم أكن حيوانا لتلك الدرجة قد عاملتها بلطف بالأخير
حكيم:- يخرب بيتك هل ستشرح لي مراحل علاقتك بابنة عمي يا أبله …هذه آخر مرة ستلمسها فيها أقسم لك لن تملكها حتى تتزوجها وقول حكيم قال لن أسكت بعد الآن يا أحمق
ميار(بدأ تناول البيض):- يا إلهي نسيت الملح انهض وأحضره
حكيم(بعصبية):- هل أكلم الكرسي هنا ؟
ميار:- ولما سنضع الملح على الكرسي يا بعدي أحضر الملح لأجل البيض حبيبي
حكيم(نهض بانفعال):- سأفقد صوابي مع هذااااا صدقااااااا سأفعل …
ميار(شكره لأنه أحضر الملح):- تسلم تسلم
حكيم(عاد محله):- ميار أنا علي العودة للمدينة لقد غبت عن ميرنا كثيرا وقد كانت تبكي ، أكيد هي تفتقدني ووائل غير موجود أيضا لأنه مع جوزيت و
ميار:- ذلك الدخيل لما ما يزال يدور بها أكل هذه إنسانية يعني ؟
حكيم:- ألا ترحم … واحد مثلك عليه أن يتأسف ليل نهار على تلك الفعلة ، كيف عدت لطبيعتك بهذه السرعة ثم ما كل هذا التفااااااااااؤل ؟
ميار:- جوزيت ضعيفة هنا وهذه النقطة الحساسة التي سألعب عليها كي أجعلها تسامحني
حكيم:- أنت تحلم حتى لو أحضرتها لن يتغير أي شيء لديها
ميار:- ليس من شأنك أنا أعلم ما علي فعله وسأفعله بك أو بدونك حتى ، وسترى كيف ستغفر لي
حكيم(أمسك كأس الشاي وتجرع القليل ليبصقه في اللحظة الموالية):- ما هذاااا ياااا ؟
ميار:- نسيت أن أخبرك جارتنا الجديدة بديعة لا تحب المساعدة ، لذلك اضطررت لسرقة بعض السكر فاعذرني لو كانت كميتك قليلة لأنني أمقت شرب الشاي بدون سكر زيادة ههه
حكيم(أعاد الكأس بقنوط):- هل يعني أنني لن أشرب شايا ياااا هذا ما هذا الظلم ، بنات حزبي المصونات حكيمكم يريد شايا فأبدعوا ههههه …
ميار(غمز له):- لو تعلم ما يخرج من بنات حزبي الشهد ثم الشهد ياه على الأطعمة وياه على الحلويات والله لولا خوفي من بطش الثعلبة عليهن لكنت ربضت عند باب مطبخهن ههه
حكيم(حرك رأسه بجنون وهو يستقيم):- هذا ما تفلح فيه أصلا …ميااار عليك أن توقف هذا العبط أنت لن تجبرها على الحضور دع نجمي بسلام ودعها هي الأخرى تلملم جراحها كما يجب
ميار(توقف عن الأكل ومسح يديه بتعب):- ما الذي أفعله أنا أتصدق معك حق ..علي أن أتوقف عن هذا لكن عندما ترفضني في هذا المكان ..إذا ما أقنعتها بالعودة لي هنا فلا توجد فرصة أخرى ثم أنت ستساعدني في التأثير عليها ، لقد وعدتني ؟
حكيم(وضع يديه على جنبه):- هل بقي معك سيجارة ؟
ميار(أخرج سيجارة ومدها له وأمسك بالقداحة):- لم تجبني ؟
حكيم(وضع السيجارة بفمه وأشار له ليشعلها):- لا أعرف
ميار(أشعلها ونظر إليه عميقا):- أنت ..وهذا البيت فرصتي الأخيرة حكيييم
حكيم(زفر عميقا):- تمام سأساعدك لكنها ستكون آخر مرة أتدخل فيها بالموضوع ، وسوف آتي من صفها إذا ما أرادت المغادرة وأنا من سيأخذها حتى.. لذلك …كن على يقين أنني هذه المرة لن أدعم أي شيء بخصوص هذا الموضوع لقد أخطأت يا ميار ولا يسعنا أن نطبطب على كتفك بهذا الإنجاز ، بل عليك أن تحاسب
ميار(تنفس عميقا وهو يبتسم):- أساسا سوف تسامحني هكذا قالت الخالة بديعة قبل أن تفقد وعيها
حكيم(جحظ عينيه):- أموت وأعرف ماذا فعلت بهذه الخالة بديعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(ضحك وهز كتفيه):- كل خير …
طبعا حين يتفشى الجنون فإنه يشير لشخصيته الفريدة من نوعها ، هرع حكيم لبيت الجيران ووجد المرأة العجوز مكتفة على الكرسي وهي فاقدة الوعي جراء دخول جرذان لبيتها من أين أتوا الله أعلم ، جس نبضها وطلب طلال والرجال ليقوموا بقتل تلك الجرذان على الفور ، ههه وهنا قامت قيامة البيت الرجال يركضون خلفهم من مكان لمكان ومن يمسكها من ذيلها ومن يقتلها برصاصة ومن يضربها بالعصي المهم حالة هستيرية تخرب العقل ههه ..حكيم فك المرأة وطلب منها عدم ذكر الموضوع لكنها ظلت تصرخ وتندد بأنها سوف تشكو بهم لعمدة البلدة ولكنه استطاع تهدئتها وأخبرها بهويتهم وقتها فقط استكانت لتباشر بالبكاااااااااء …
حكيم(عاد بها):- ميااااااااااااااار …ميااااااااار أين أنت ؟
ميار(ضرب الكرسي برجله وهو يتناول العنب):- ما بك أنا أستمتع بعنب الخالة بديعة إنه لذيذ ، هاااااء خالة بديعة بنفسها هنا أكيد تسليتِ مع الجرذان هذا صنيع من لا يقرض للجيران أغراضه
بديعة(نظرت لحكيم):- أهذا الغبي هو ابن حورية هل أنت متأكد ؟
ميار(تهجمت ملامحه وهو يبتلع آخر حبة لينهض من محله):- ماذا ماذا تفضلتِ ؟
بديعة(تحركت بإباء):- لا كلام لي مع سارق السكر والعنب
ميار(أشار لحكيم):- هل هذه تتحدث عن أمي أنا ؟
حكيم:- خالة بديعة لقد وعدتني أليس كذلك ؟
ميار(صغر عينيه فيهما):- متى عقدتما الصحبة هااااه ؟
حكيم:- ربما في الوقت الذي وضعت به الجرذان ببيت المسكينة
بديعة(بتوبيخ):- ولد قليل الأدب وغير مهذب
حكيم:- خالة بديييييييعة ؟
بديعة:- حسنا حسنا سأنتقل لصلب الموضوع وأعود لبيتي ، لقد وعدتني أن تكون كل الجرذان خارجا أليس كذلك ؟
حكيم:- صدقيني ليس هنالك أهم من خدمة شبابنا كلهم لأجل راحتكِ أنتِ
ميار(اقترب منها بجدية وهو يشير بنفاذ صبر):- هل كنتِ تعرفين أمي ؟
حكيم(نبهه بعينيه):- بهدوووء
ميار(أغمض عينيه وفتحهما مبتسما):- أنظر حتى أنني في قمة الهدوء شفت يرضيك هاه ، يلا أجيبيني هل كنتِ تعرفينها ؟
بديعة:- سحقا لك منذ صباك وأنت أبو مشاكل كان علي أن أتعرف عليك من الوهلة الأولى ، لكن العتب على العمر ماذا نفعل ، تعال هناااا
ميار(جحظ عينيه بعدم تصديق حين أمسكت أذنه):- أي أذني حكيييم إنها تؤلم
حكيم:- هههه لعلك تهمد قليلا يااا أهبل
بديعة:- أما عرفتني بعد أنا خالتك بديعة قريبة صباح التي كانت تزوركم كل صيفية وتقرصك من أذنك هكذا كلما أزعجت إخوتك
ميار(برقت عيناه وهو يحك أذنه):- أجل أجل تذكرتكِ أنتِ العجوز الشمطاء
بديعة(همت بقرص الأذن الأخرى لكنه ابتعد):- حري بي أن أقرص الثانية حتى تتربى يا ولد
ميار:- هل أحضرت لي لعنة أخرى يعني خالتي لقد كبرنا احترمينا قليلا ياااا
بديعة:- كنت احترم كبر سني ولم تسرق سكري وعنبي وتضع الجرذان ببيتي
ميار:- كنت حانقا لأنني اعتقدت أن البيت خاصة خالتي صباح صار للغرباء ، فقلت لأتسلى قليلا
بديعة(جرت كرسيا وجلست):- أحمق وستظل أحمقا كما دوما ، رحمكِ الله يا حورية
حكيم(جلس جوارها وأشار له ليجلس):- اجلس
ميار:- أتذكرين أمي ؟
بديعة:- طبعا أذكرها قد كانت طيبة الروح ومرحة الخاطر ، لكنها كانت جبانة
ميار(ضرب على الطاولة بعنف):- إياكِ وأن تلفظي اسم أمي بسووووووووء يا عجووووز
حكيم(أمسك ذراعه وربت عليها):- تابعي ..
بديعة:- كان بوسعها الهرب بكم من بطش أبيكم وكنت سأدعمها أنا وصباح ، ولكنها خافت منه كان يعيشها في إرهاب تام لذلك لم تجرؤ على القيام بذلك وإلا لما كنتم قد افترقتم
ميار:- احكي لي عنها مجددا كيف كانت …
ظلت تسرد له الخالة بديعة كل ما كان يرغب بسماعه ووجد في ذلك سكينة وطمأنينة جعلت أعصابه تكف عن التصارع فيما بينها كما كانت ، بل هدأ من روعه وشعر بالحنين يلفه وازداد رغبته أكثر لإحضار جوزيت وقد قرر استغلال الجارة الجديدة للتأثير بها وهذا ما لم يجد له حكيم أي طريقة لإيقافه بل أخذ ينتظر مآل هذه الخطة المستحيلة ….

في بيت فؤاد
كانت الحركة تدب في كل مكان ، لمى تركض من هنا وهناك وهي تلاحق الكرة بينما شادي يتبعها بخطوات مبتدئة وحين لا يظفر بها يصرخ ليتابع شكواه ، هند كانت تجهز الفطور وهي تتذمر من مداخلة همام في الصغيرة والكبيرة وبدوره كان يساعد ،،أما دينا فقد كانت تتحدث عبر الهاتف مع نهال وتحكي لها جديد الأحداث بينما كانت جنان تشاهد التلفاز وترفع صوته حتى الأخير لتثير الضجيج وتعبر عن حنقها من تواجدها هناك ليس إلا …أما نور ههه فقد كانت تضع وشاحا على رأسها وهي تمسكه بإجهاد وهي تلاحق شادي لتطعمه فطوره لكن من ستمسك لتمسك
نور:- أي يا ربي لا لا هؤلاء لن أتمكن منهم ، إنهم عفاريت عفاريت يااااااا شادي تعال هنا لقد مللت وكللت وتعبت وضجرت وسئمت وكل المعاني المرادفة للويل الأسووووووود
فؤاد(عدل ربطة عنه وعلق سترته على كرسي الطاولة بمحله الخاص وحمل شادي):- عمو البطل
نور(نظرت إليه بطرف عين وهي ترمقه بنظرات قتل):- ……حممم
فؤاد(نظر إليها وغالبه الضحك):- صباح الخير
نور(زفرت عميقا):- صباح الصداع صباح المتاعب صباح الضجيييييييييج عليك
فؤاد(همس لشادي):- خالتك ستنفجر كالبالون بعد لحظات أنظر معي سوف نعد سوية 1..2…3
نور:- يا لإهماااااالك يا لبرووووودك ولا تسأل عما يحصل هنا وأنا أعاني مع هؤلاء القردة طوال الصباح بينما حضرررررتك لم تكلف نفسك أن تساعد ولو بالقليل ، بل أخذت راحة راحتك في الاستحمام ، طبعا كيف ستكسر روتينك الدائم لأجلنا فمن نكون نحن يعني هاااااااه ؟؟
فؤاد(تقدم صوبها وأعطاها شادي بحضنها وانحنى برأسه ليقبل وجنته بدفء وهو بيدها):- أحب رؤيتك كل صباح يا شادي
نور(أغمضت عينيها وهي تتمالك نفسها):- ابتعد ابتعد بعطرك المبالغ فيه يعني كل مرة ، ثم لما كل هذه الكمية هل تريد أن تسبي بها قلب مساعدتك وردة مشوكة ؟؟؟؟
فؤاد(تقدم للصالون):- وتذكرين اسمها رغم أنني أخبرتكِ به في حديث عابر ، أمر غريب
نور(وضعت شادي بكرسيه الخاص بالطاولة):- ماذا يقصد هذا يعني أنني أغار مثلا هئئئئ ..أنت يا سيد هل تحسبني أ…
لمى:- نور نووور نور كرتي ضاعت
نور:- أين رميتها يا لمى أين افف دعيني أرى هاه إنها تحت طاولة الرواق أحضريها الآن ..
لمى(ركضت لتحضرها فسقطت على ركبتها):- امممممممممم اهئئئ
فؤاد(تحرك صوبها سريعا وحملها بين ذراعيه):- أي على المدللة هل آلمتكِ ؟
لمى(ببراءة):- هاااا
فؤاد(داعب وجنتها بأنفه):- هااا وتقول هااا أموت أنا في حرف الهااااء
همام:- نعم سيدي ؟
فؤاد:- من ناداك أنت ؟
همام:- أنت قلت همام ؟
فؤاد:- ههه عد عد لخصامك أنا أحادث الأميرة الصغيرة ،، دعيني أجلسكِ بأحلى مكان ع الطاولة بجواري ههه ستفطرين بجانبي حلو ؟
لمى(وضعت إصبعها بفمها):- حاضر
فؤاد:- هيا لأرتب فستانكِ الزهري هذا من اقتناه لكِي ؟
لمى:- بابا
فؤاد:- يسلم ذوق أبوكِ إنه جميل عليكِ صغيرتي لا ينقصكِ سوى تاج الأميرات
لمى(وضعت يدها على رأسها):- لا أملك تاجا
فؤاد:- له ..كيف يجرؤووون على نسيان التاج ، لكن مساء سيكون لديكِ أحلى تاج لأحلى أميرة
لمى(بحلم):- حقاااا ؟؟؟
فؤاد:- أجل
لمى(عانقته بيديها وقبلت وجنته):- أحبك بابا
فؤاد(ابتسم وهو يقبلها واستقام):- وأنا أحببتكِ
نور(لم تستطع إزاحة عينيها من عليه وشردت فيه):-…لارد
فؤاد(اقترب منها):- كأن شادي أكل ثوب كرسيه أكلا ؟
نور(نظرت بخفة لشادي وجدته يفعل ذلك):- هئئئ يخرب جنونك يا مصاص الأغراض أترك أترك دعني أغسل فمك يعني هل ينقصني متاعب ؟
هند(خرجت بالصينية وهي تشتم):- ويقول عني حشرية أصلا هو ماذا يسمى ..هيا إلى الفطور يا بنات جنان دينااااا لن أكرر النداء مرة أخرى أسرعن
جنان:- لا أريد فطورا
هند(فرقت الأطباق):- أنا لا أستشيركِ ستجلسين محلكِ ولن نتجادل ككل صباح
دينا(أقفلت الخط وتقدمت إليها):- هيا جنان لنفطر سوية
جنان(دفعتها بيدها):- قلت لكِ لا أريد
دينا(بغضب رفعت يدها وضربتها لذراعها):- لا تمدي يدكِ علي مرة أخرى
جنان(استقامت بغضب):- اهئئئ معتوهة
دينا(بدموع جلست محلها):- غبية
فؤاد(رأى كل ما حصل وزفر عميقا ليتقدم صوب دينا):- بيبي
دينا(ببكاء):- إنها متعبة تلومنا وكأننا نحن من أحرق بيتهم
فؤاد:- ولكنها تفتقد أمها وأباها وبيتها يجب أن نقدر ظرفها
دينا:- وماذا نفعل نحن إننا نقدره لكنها لا تقدر مجهودنا
فؤاد:- لا بأس سوف تقتنع مع مرور الأيام ، عليكِ أن تصالحيها الآن
دينا:- لا لن أفعل هي التي أخطأت الأول
فؤاد:- ولو تبقى ضيفتنا وتطييب خاطرها من واجبنا
دينا:- لن أفعل عمو فؤاد فلا تتعب نفسك
فؤاد:- حتى لو كان لأجل خاطري ؟
دينا(رمقته بضعف وارتمت بحضنه):- طيب سأفعل
فؤاد:- صغيرتي أنا تسمع الكلمة لأنها مؤدبة مهذبة نجيبة
دينا:- طبعا
فؤاد:- ههه ومغرورة مثل أمها
نور(وضعت شادي مجددا بالكرسي):- إن مصصت الثوب مرة أخرى سأغلق فمك بالملصق ، هيا هيا للفطور خلصونا لن نبقى في هذه الحصة اليوم بطوله ، أين جنان ؟
فؤاد:- لو تتفقديها فقد تعاركت مع دينا قبل قليل
نور(بغضب):- ألم أنهكِ عن ذلك يا بنت ألا تسمعين الكلمة يعني ؟
دينا:- ولكنها …
نور:- هسس أنا أعرف طبعكِ فهل سأتوه عنه يعني ، انهضي الآن واعتذري منها دعيها تعود للطاولة
دينا(نظرت لفؤاد وطأطأت رأسها):- حاضر
فؤاد(زم شفتيه ونظر جانبيا):- ما هذا الأسلوب العنيف ؟
نور(رتبت شادي بكرسيه جيدا):- والله هذه طريقتي منذ العصر البدائي ، إن لم تعجبك فتقبلها رغما عنك
فؤاد(وضع يده على جنبه):- لقد حادثتها بهدوء وتفهمتني وكانت ذاهبة للاعتذار ، لكن أسلوبكِ قمعي بزيادة ولم يعجبني
نور(أمسكت لعب شادي بيديها وهي تشير):- هل تعترض على تربيتي لابنتي هنا أم أنني أتخيل ؟
هند:- الفطور جااااااهز بقي الشاي سأضعه بعد لحظات
فؤاد(أشار لها بغضب هذه المرة):- ستغيرين طريقتكِ مع البنت وإلا سأتصرف بشكل لن يروقكِ نور ، إنها بالثالثة عشر قريبا ستبلغ 14 يعني قليلا من الوعي هنا لطفا
نور(برقت عيناها ورمت الألعاب أرضا):- كأنك ستجبرني أم …
فؤاد(اقترب أكثر منها ورفع إصبعه محذرا):- أنهيت كلامي نور والآن ..أحضريهما للفطور نحن ننتظر
همت بالرد لكن حين ولى ظهره وتوجه لمحله وهو يفتح منديل لمى شعرت بالدم يغلي بعروقها ، لكن سرعان ما برد خاطرها بشكل فجائي غريب كأن دلوا من الماء البارد سكب عليها، لذلك تحركت صوب غرفة البنات وهي تعد في نفسها حتى العشرة كي لا تنفجر انفجارا لن يعجب أي أحد ..
دينا:- على الأقل أنتِ تحظين بهما معا لكن أنا لم أملك أبا أبدا ، أتتخيلين حياة بدون أب لقد كنت لا أتطرق لهذا الموضوع حتى لا أزعج ماما وأجعلها تحزن لكن في صميمي كنت أتأثر بآباء صديقاتي ، حتى أبيكِ كنت أغار منه حين كان يأتي للحفلات رفقة أمكِ وأخواتك ..كنتم دوما أسرة مثالية متكاملة وهذا كان يعجبني
جنان(بتأسف):- أنا آسفة دفعت يدكِ لكنني لا أستطيع التأقلم هنا ، أريد بيتنا وغرفتي
دينا:- وأنا أريد غرفتي لكنني أحاول أن أكون عاقلة هنا لأن عمو فؤاد سيفرح ، والله هو حنون جدا ويعاملني كما لو كان بابا لذلك أناديه بابا وأخبرتكم يومها أنه أبي لكي أهرب من تلك النظرات ، لقد كذبت وجعلتهم يكذبون لأجلي كي لا أحرج ككل سنة
جنان:- ولكننا صديقات يعني لا يجب أن نخفي على بعضنا الأسرار
دينا:- بالفعل لذلك أي سر أملكه سوف أشارككِ به من الآن فصاعدا
جنان:- ههه حتى أنا ..على فكرة صهيب يريد زيارتنا هنا فهل ستوافق أمكِ ؟
دينا:- ولما يرغب بالمجيء ذلك الأخرق ؟
جنان:- لأجل ما حصل معنا يا دينا أين سيأتي يعني ، ممكن لو تكلمي أمكِ وتطلبي إذنها والله سوف أكون عاقلة ، وسوف تكون الزيارة قصيرة وعد
دينا(رمقتها بطرف عين واستقامت):- لست أفهم يعني لما عليه حشر أنفه في كل شيء
جنان:- لطفا ديناااا
دينا:- طيب طيب لكن سوف تنسفي من عقلكِ مسألة التأقلم سوف نقضي هذه الأيام وكأننا بعطلة
جنان:- ههه موافقة
نور(كتفت يديها وهي تسمع لهذا الحديث منذ فقرة الأب):- يا بنات هيا للفطور
دينا:- نحن قادمات مامي ..ههه
نور(حركت رأسها):- كله ينبت ببذرته اللعوب ما شاء الله ما شاء الله على بنات المستقبل ..امشي يختي منكِ لها امشي
جلسن كلهن بجوار بعضهن بالطاولة وجلس حتى همام وهند رفقتهم وأشار لهم فؤاد بالبدء ، كونه كان على رأسها مقابلا لنور التي كانت تلهي عينيها بفطور البنات وإطعام شادي ، عرف أنه بالغ في ردة فعله لكنه لم يتحمل تلك المعاملة الفظة وكان عليه وضع حد لها ، لكن ذلك الحد سيخرب فوق رأسه فنور ليست من النوع الذي ينسى أكيد ستمرر عيشته على ذلك ههه.. وهم يتناولون الفطور في هدوء وأحاديث قصيرة تبادلتها الأطراف رن جرس الباب فاستقام همام ليفتح …
كاظم:- مرحبا أهذا بيت السيد فؤاد رشوان ؟
نور(أطلت برأسها لتلمحه وشتمت تحت أنفها):- الله يلعن فهمك يا فيل ألم أقل لك بعد ساعة بعد ساعة يكون فيها هذا قد غادر ، من أين يفهم أشك أن عقله محشور بين ضلع من ضلوعه المنتشرة هناك بجسده ، آآآآخ
فؤاد(مسح فمه بالمنديل ورمق حالتها وفهم الأمر):- هل هم ضيوفكِ نور تفضلي استقبليهم ، همام دعهم يتفضلون ؟
نور(نهضت بارتباك):- لا داعي لا داعي أنا سأتصرف و…لما تدخل لا تدخلللل يلعن ….تبا
كاظم(بحماسته المعهودة):- مرحبا جميعا
دينا(فتحت عينيها على وسعهما فيه):- واوووو هل هذا إنسان آلي ؟
جنان(لكزتها):- أنظري لعروق يده لو مررنا فيها بعض الكهرباء غالبا ستضيء ههه إنها أسلاك
دينا:- إنه جسد شاهق ما شاء الله
لمى:- شاااااهق هههه
هند(نهرتهم):- هششش منكِ لها عيب وأنتِ لا تقلدي كلما سمعته
لمى:- ههه شاهق
فؤاد(نهض باحترام):- أهلا وسهلا
كاظم(نظر خلفه لها كي تتقدم لكنها رفضت):- عفوا منكم صديقتي خجولة بعض الشيء
دينا:-اممم من يا ترى ؟
كاظم:- تقدمي ميسون لا تخجلي
نور(تفتفت بقلق وهي تتقدم نحوها):- مرحبا عزيزتي ميسون
ميسون(سلمت عليها بأدب وهي تزم شفتيها):- مرحبا عمت..مرحبا سيدة نور
كاظم(اقترب من ميسون وأمسك يدها):- أقدم لكم ميسون ابنة صديق لنا إذا لم يكن فيها عدم المؤاخذة أيمكننا إبقاؤها معكم هذين اليومين من بعد إذنكم طبعا ؟
نور(ربتت على شعرها بحب):- طبعا طبعا أهلا بها وسهلا ..
فؤاد(صافحه):- التقينا مجددا
كاظم:- عفوا البارحة لم نكن في موضع جيد للتعرف بسبب ظرف ميرنا ، تشرفت بمعرفتك معك كاظم النابلسي تحري خاص
دينا(تقدمت وهي تصرخ):- ياااااااااه يعني أنت تعمل مثل التحري الشهير سينشي كودو ؟
جنان(ركضت ووقفت جوارها بإعجاب):- سينشي كودو أو كونان المهم ألا يكون العم طوكوموري
نور(عضت شفتيها لهما):- ماذا لو اتضح أنه الدكتور أكاسا هل ستفرحاااان الله الله ..لا تؤاخذهما هه
كاظم(استشعر قوة قبضة ميسون على يده ونظر إليها):- أ..
فؤاد(مد يده ليصافحها):- مرحبا يا صغيرة أنا عمك فؤاد وهذه دينا وتلك صديقتها جنان ، أما الصغيرة هناك فهي لمى وبجانبها الكتكوت شادي ، تلك خالتكِ هند وذاك همام
نور:- ما كل هذه اللائحة هل هي كمبيوتر حتى تتذكرنا دفعة واحدة يعني ؟
فؤاد:- ولما لا تتذكر ؟
دينا(تقدمت إليها):- أنتِ جميلة جدا
جنان:- وخصلاتها روعة ههه أحببتها إنها تبدو كالدمية
ميسون(عضعضت شفتيها واقتربت من قدم كاظم وهي تجر قميصه):- كاظم كاظم …
كاظم:- هل لي أن أستأذنكم لحظة معها على انفراد ؟
فؤاد:- الواضح أنها لم تثق فينا لكن تفضلا بغرفة البنات لو أردت
كاظم:- شكرا تعالي صغيرتي
دينا(همست):- إنها تبدو جواره كالقزمة
جنان:- هههه أي والله
نور(وقفت خلفهما وجذبتهما من خصلتهما):- إلى الطاولة لأرى وكفا عن النميمة لن تستلما البنت هاه
دينا(بتذمر):- حاااااضر ..
فؤاد(استوقف نور بعد عودة الجميع للطاولة):- لم يخبرنا من الصديق ؟
نور(بارتباك):- أي صديق ؟
فؤاد:- والد الطفلة أقصد
نور:- هااا أ..يعني لست أدري لكنه صديق لهم وحكيم أوصاني بطفلته طفلة صديقه يعني
فؤاد(هز حاجبيه):- أنتِ متأكدة ؟
نور(تهربت منه):- أكيد يا روحي ولما لا أكون متأكدة يعني ..أ..شادي سأكمل إطعامك صغيري
فؤاد(تنهد بتعب وطأطأ رأسه):- حبيبتي الكاذبة اممم …
ميسون(ببكاء تدفن وجهها بين يديها):- خذني معك لعملك لكن لا تتركني هنا لا أريد
كاظم(بتعب):- يا ميسون يا حبيبتي ي
ميسون(رفعت وجهها إليه وارتمت بحضنه ملتصقة بعنقه وهي تتسلقه كالجبل):- خذني معك
كاظم(عانقها بحنان وهو يشم عطرها اللطيف):- لما ترغبين بإرهاقي هكذا ، أتحسبين بأنني أود ترككِ هنا بإرادتي لكن أمامي سفر وسوف أعود الليلة أو غدا لست أعرف ظروفي أو ما سيواجهني هناك ..ثم من هذا كله بابا حكيم طلب مني إحضاركِ إلى هنا وها أنا قد فعلت انتهت مهمتي
ميسون(نظرت إليه وأمسكت وجهه بيديها):- وعدتني ألا تتركني
كاظم(تنهد من نظراتها البريئة):- آخ يا صغيرة ستتعبينني غالبا
ميسون:- أنت عملاقي الذي يحميني لو ذهبت من سيفعل ؟
كاظم:- يديكِ ..أجل عليكِ أن تعتمدي على نفسكِ وتنتظري عودتي أو عودة حكيم ..إلى غاية ذلك ستمكثين هنا وتكونين عاقلة ولا تتفوهي بأي حرف كي لا توقعي بابا حكيم في المشاكل ، وخصوصا هذه الكلمة بابا لا تلفظيها لا يجب أن يعرفوا بأمركما وهذه الأوامر
ميسون(بتذمر سحبت يديها ونزلت):- …لارد
كاظم(وضع يده على فكه وهو يناظرها):- ها يختي هل سنبقى هنا اليوم بطوله مثلما فعلتِ بأمي صباحا ضللتِ تسرحين ذلك الشعر ساعات وساعات جئت أنا ورتبته في دقيقة
ميسون(عقدت حاجبيها):- طيب من سيسرحه لي حين أريد ؟
كاظم:- عمتكِ نور
ميسون(باستسلام):- طيب طيب فشلت محاولتي الأخيرة يمكنك الذهاب
كاظم(شهق وهو يستقيم):- يا لعينة يعني كنتِ تجربينني هاه ؟
ميسون(هزت كتفيها):- قلت لأجرب ولكنك عنيد
كاظم:- جينات الرعونة بالملي على العموم سنتحاسب على هذا لاحقا
ميسون:- ستكلمني عبر هاتفي كما وعدتني أم ستنساني ؟
كاظم(اقترب منها وقبَّل جبينها بعد أن انحنى القرفصاء لمستواها):- سأفعل
ميسون(أمسكت يده الكبيرة ووضعت يدها بينها):- سأنتظرك
كاظم:- هيا عانقيني لأذهب
ميسون(ارتمت بحضنه وهي تمسح وجهها بصدره):- أحبك عملاقي
كاظم:- ههه وأنا أحبكِ يا صغيرة
عاد بها إليهم وقد ارتسمت على وجهها الابتسامة أخيرا ، سلمها لهم وغادر وهنا وضعوا لها كرسيا وجلست وسطهم لتبادل أطراف التعارف وطبعا مع المحققتين الصغيرتين أكيد لن تسلم من استفساراتهما التي لا تنتهي …بعد برهة استقام فؤاد ليرتدي سترته وهذا ما اضطرها للحاق به على مضض وهي تستشيط غضبا بذهابه
نور:- هذا اليوم سأنوب عنك لكن غدا قسما عظما لن أجعلك تخطو ذلك الباب إلا وأنت مكسور الأضلع
فؤاد:- هذه جرأة عظيمة ست نور ، تتحدثين وكأنكِ تملكين من القوة ما يكفي لكسر أضلعي
نور:- جربني
فؤاد:- هه لا داعي جربتكِ في الرصاصة المطاطية ولست متحمسا لإعادة المحاولة
نور(شتمته تحت أنفها ثم أردفت):- أحضر معك بيتزا للبنات إنهن تفضلنها بالمساء ولتنوع النكهات ها ..وشيء آخر لا تتأخر مساء
فؤاد(فتح الباب فخرج همام وهو الآخر كان يزور هند بنظرات لؤم):- لماذا هل ستشتاقين لي ؟
نور(أمسكت الباب عنه):- لا يا قلبي بل لكي تضمن سلامة البنات لأنني إن تركت العنان لعفاريتي ستجدهن معلقات عند الدرج بحبل الغسيل
فؤاد(رفع حاجبه دهشة وهو يعدل ياقته فوق السترة):- غالبا أنتِ تمزحين
نور(ضحكت بسخرية):- هاهاها كثيرا حتى روح روح …
هم بالنطق لكنها أغلقت الباب بوجهه ووضعت يديها على جنبها لتلتفت إليهن وهن جالسات بأدب على الكنبة وشادي جوارهم في كرسيه الخاص وهند تحمل المكنسة بذراع ومنديل التنظيف باليد الأخرى
نور:- سوف أعمل في غرفتي لو سمعت ضوضاء هنا سوف لن يحصل لكم طيب .هيا شاهدوا التلفاز أو العبوا ولكن بصمت ماذاااا قلت بصمت …هند اهتمي بشادي عينكِ عليه
هند:- ولكن علي تجهيز الغذاء و ..
نور(رمقتها بنظرة موت):- أفندم هل قلتِ شيئا ؟
هند:- سأعتني بشادي ولووو ههه حبيبي أنت يا شادي
ميسون:- هل هي صعبة المراس هكذا طوال الوقت ؟
جنان:- إنها ترعبني
دينا:- هههه ماما تفعل ذلك لكي تعيش مود المتحكمة ولكنها طيبة جدا ، حين تنهي عملها ستخرج وكأنها لم تقل كل هذا صدقوني
جنان:-ههه لكن ماذا عن موضوعنا دينا متى ستخبرينها بمجيء صهيب ؟
دينا:- ذلك يلزمه خطة وتكتيك اصبري لبضع ساعات أخرى وسأخبرها ..
ميسون:- صهيب من ؟
لمى:- صهيب هههه
جنان ودينا(أغلقتا فمها بيديها):- شتتتت …
وعلى هذا كان السيد صهيب الحديث الساخن للبنات وسرعان ما تأقلمت معهما ميسون وهي تسايرهما في أحاديثهما بحنكة ، بينما كانت نور تعمل بالغرفة على تلك الأوراق التي استصعب عليها ترتيبها لأنها ليست بالشركة لكن ما عساها تفعل إنها مجبرة ، ولن تفشل بل ستثبت له أنها في أي مكان يمكنها أن تنجح ..تذكرت حكيم الذي أوصاها بإخباره برسالة أن ابنته صارت بعهدها وكتبتها له على السريع ليجيبها بكلمة واحدة أو اثنتين لا غير اعتني بها ، أساسا مجبرة على الاعتناء هل الروض فتح عل إثرها يعني لقد سبقها الآخرون غالبا وعلى رأسهم شادي الذي ما زالت أمه تتلوى شوقا إليه فإلى متى ؟ …
في القصر البحري
ميرا(وضعت ملعقتها ونظرت إليه):- أشكرك لأنك لم تغادر الليلة
طارق:- وجدت الوقت متأخرا أساسا
ميرا:- عادي جدا لو قلت أنك خشيت على أختك فبقيت
طارق:- وهل ستفرق ؟
ميرا:- جدا … لكن هل نحن متخاصمان ؟
طارق:- راجعي ما تفوهتِ به ليلة أمس واسألي نفسكِ
ميرا:- يا طارق تلك المرأة تعني لي الكثير لقد حمتني كثيرا بالماضي ، وهي صديقتي الوحيدة وأنا أيضا أمثل لها ذلك يعني لن تأتي الآن وتطلب مني ألا أقلق عليها ، خصوصا ومحيطها ذاك لا يبشر بالخير
طارق:- لقد قمت باتصالاتي ما إن يتوصلوا إليها سيخبرونني على الفور
ميرا:- باعتقادك أين يمكن أن تكون ؟
طارق(ابتلع ريقه):- لا أعرف لكننا سنجدها فلا تقلقي
ميرا(وضعت يدها على خدها وامتصت شفتيها):- هل رأيت ميرنا ؟
طارق(وضع فنجانه):- أجل فعلت
ميرا(صغرت عينيها):- متى ؟
طارق:- قبل الحادثة بأيام ورأيت جوزيت أيضا
ميرا:- إنهما تشبهان بعضهما كثيرا حتى أننا كنا قد ظنناها ميرنا بداية
طارق:- أجل غريب هو التشابه بينهما لكن يقينا هو تشابه خلقي فحسب ، لأن طبع كليهما مختلف
ميرا:- لحسن حظنا وإلا لكنا نعاني من نسخة ميرنا مرتين
طارق:- سمر ؟؟؟
ميرا:- تحزنني إصابتها ليتها تشفى وتستعيد صوتها
طارق(لوا شفته):- جعلتني أستغرب
ميرا:- ولماذا فحالها يصعب على أي شخص
طارق:- وحالكِ أيضا ..متى ستعودين ؟
ميرا:- يووه لن أفعل لن أفعل فقط انسوا الموضوع يا طاااارق انسووووه
وحتى لو نسوه هل سينساه زوجكِ الذي ما زال يعبر الطرقات والأماكن الخاصة بحثا عنها ، لم يترك محلا لم يفتشه ولكن دونما فائدة ، وكأن الأرض انشقت وبلعتها وهذا ما جعله يهتدي بالأخير إلى رامز في المخفر ..
رامز:- اممم هل أقول زارتنا البركة حين وطأ أحد أولاد رشوان مخفرنا نهارا ؟
شهاب: يمكنك قول ما تشاء لكن أريد أن أعرف هل أحرزتم أي تقدم في قضية البحث عنها ، لم يعد هنالك مجال لتلافي الخبر عن الصحف فالكل سيسأل عن اختفائها بعد فترة ، فالمفروض أن شهر العسل قد انتهى أمده ولا يسعني السماح بأي مشكلة تسبب لميرا الحزن
رامز:- شهاب سأكون صريحا معك ، ميرا اختفت من نفسها وهذا لا يعطينا صلاحيات بالبحث عنها لكنني لم أقصر قط في محاولة التفتيش في كل الفنادق وحتى الجدول مخارج ومداخل المدينة وكذا المطار قام رجالي بتفقده ولم يظهر لها أثر في أي مكان ..ما يعني أنها لم تغادر حنايا المدينة وهي تختبئ بمكان لن يخطر على بال أحد
شهاب(بعصبية):- ولكنني بحثت في كل مكان هل ابتلعتها الأرض يعي
رامز:- عليك أن تفكر بتفكير ميرا لو أردت البحث عنها حقا لأننا هكذا لن نحرز أي تقدم
شهاب:- أفكر بطريقة ميرا ولكن كيف ؟
رامز:- الحل أمامك اسأل المقربين منها
شهاب(برقت عيناه):- باتريك وهنادي كيف تاها عن بالي طوال هذا الوقت ، لكنني سألتهما وبدورهما لا يعرفان مكانا لها وأصدقهما
رامز:- لكن وحدهما من يعرف طريقة تفكيرها بحكم معاشرتها إذن عليك بهما
شهاب(استقام بفرح):- أشكرك على هذا الصنيع
رامز(رافقه للباب):- ولو هذا من دواعي سروري لأنني أيقونة الخير في هذا العالم أنصح ولو أطبق نصائحي لما كانت طردتني ماريا البارحة من بيتها دون عشاء واااااع
ودعه شهاب سريعا وهو يدعو له بصلح مع ماريته ، بينما هم رامز بالعودة لمكتبه ولكنه نظر للرواق وقرر النزول للطابق الخاص بهما ليتفقد الأحوال ، وطبعا إحساسه كان في محله حين راوده شعور الاستغراب من عدم وقوع زلزال يربك المقر
رامز:- صباح ل…..خير
وصال(حركت فكها بقنوط وهي تنظر لباب المكتب المقفل بقفل حديدي):- هل هذه أفعال رائد لو سمحت رامز فقط أجبني ما هذا ؟
رامز:- كأنه قفل حديدي
وصال:- أنا أرى بأنه قفل حديدي أسألك ما هذاااااا يعني ما الذي يفعله بباب مكتبي ؟
رامز:- والله لنسأل صاحب الشأن أين هو ؟
وصال:- لا أدري ولكنني سأفقد صوابي ما هذه التصرفات يعني من يحسب نفسه ؟
جاسر(تقدم بخيلاء):- مديركِ الذي ستبقين دوما تحت حصانته وإن لم تنفذي أوامري بالحرف ستتلقين وبال غضبي
وصال(نظرت لرامز بتعب):- رامز قل لابن أختك أن يكف عن هذه التصرفات الصبيانية إنها لا تليق بمنصبه الذي يغتر به هنا وهناك
جاسر:- رامز خالي قل لهذه الموظفة البليدة أن كل شخص لا يلبي رغباتي يصبح في خانة الضرر بالنسبة لي ، خصوصا من يأتون متأخرين دون أي عذر
وصال:- أنا لست بليدة ثم أخبرتك أنني مررت بالمشفى لأرى صديقتي
جاسر:- ولكن العمل لا ينتظر ألا تعلمين أنه علينا حصر كل ملفات الكتائب خاصة معسكرنا لدمجها في الفئات الفرعية هممم ؟
وصال:- أعلم ذلك وقد
جاسر(فتح القفل وأشار لها):- أمامكِ ساعتين فقط لتنجزي العمل وإلا سأتخذ إجراء أمنيا بحقك
وصال(فتحت عينيها على وسعهما ونظرت لرامز):- هو يمزح صح ؟
رامز(انسحب خطوة خطوة للخلف):- والله أخوكم مذ أن تعرف بجمعية لَلْفح صار يتجنب خصومات الجنس اللطيف ، دعواتي لك قد كنتِ بنتا طيبة
وصال(زفرت عميقا وهي تدلف للمكتب):- أنا أقبل التحدي
جاسر(أشار للملفات المكومة على المكتب):- جيد لأنني سأسر في الثانية بعد الساعتين باتخاذ تلك التدابير ، أرني شطارتكِ يا وصال محفوظ ولننظر لبعد عنادكِ الحجري أنا أم أنتِ
وصال(لوحت صوب الباب):- إذن لتغادر لطفا حضرتك تقف عقبة في طريقي
جاسر(نظر للمكتب):- إنه صغير بحجمك يليق بكِ ع فكرة
وصال:- سيد جاسر
جاسر(حك لحيته):- نعم ؟
وصال(نظرت لملصق صدره البارز من تحت القميص):- لا شيء
جاسر(فهمها وابتسم):- أنا بخير
وصال(استشاطت غضبا):- وأنا ما شأني الله الله اذهب لو تكرمت ودعني أبدأ عقابي
جاسر(توقف عند الباب):- هذا ليس عقابا إنه مجرد لسعة بسيطة لأن العقاب لم يحن وقته بغد
ترك هذه الجملة كآخر حد لحديثهما ذاك وغادر ، بينما هي ظلت شاردة في جملته يعني ما الذي يقصده بالعقاب لم يحن بعد وماذا يسمي ما فعله بي البارحة بعد أن …تبا له ولشفتيه السافلتين سوف أنجز هذا العمل ولنرى أنا أم هو كما قال …
نزلت على الملفات بقلب محروق بعد أن فكرت مليا في ما تفوه به لكنها لم تجد أدنى تفسير ، لذلك تركت غيظها يترجم على عملها واحدا بواحد وتناست الأمر لأنها لو دققت فيه سوف يجلط عقلها ..أما هو فدلف لمكتبه ليجد اللواء أيمن جالسا على كرسيه الخاص
جاسر:- كأنك أخطأت بالمكاتب سيد أيمن ؟
أيمن(حرك ذراعه):- ذراعي شفيت لقد نزعت الجبس
جاسر:- هااا ولكن كأنك اشتقت له يمكنني طحن اليد الأخرى لو أردت
أيمن:- عجبا ألم تستغرب لما لم أرفع ضدك شكوى يا جاسر العلايلي ؟
جاسر(تحرك في المكتب بحنق):- ربما لأنك تخشاني
أيمن:- لاء .لأنني أملك العديد من الأوراق ضدك مثلا السر الذي تخفيه عن وصالك
جاسر:- أي سررر ؟
أيمن(استقام بعنجهية):- له له يا صديقي العزيز هكذا ستزعجني ، كلانا نعرف عن أي سر أتحدث
جاسر(بغيظ):- أنا لا أخفي عنها أي أسرار فغادر مكتبي لدي عمل
أيمن:- وحقيقة موت أبيها ، وحقيقة أبويك ؟؟؟؟؟
جاسر(أغمض عينيه بعدم صبر وانقض ليمسكه من ياقته):- إياك وأن تتدخل فيما لا يعنيك ، ولو سمعت بأنك أخبرتها أقسم أنني سأجعلك تندم
أيمن:- ولوو أنا لا يهون علي كسر قلبها المرهف
جاسر(دفعه وأشار له):- غادر فوراااا
أيمن:- أردت فقط تذكيرك أن الأمور تحت سيطرتي الشخصية وكلاكما تعملان تحت إمرتي ، هه فلا تحاول التذاكي يا حبيب
جاسر(اتكأ على حافة الطاولة وهو يزفر بعمق):- اللعنة عليك من رجل دنيء …يا وصال يا وصال آخرتها سأحبسكِ في قفص وأرتاح …
لم يجد أي حل لتلك المعضلة وتوجه لمكتب رامز حتى يستشيره في الأمر لكن لم يجده هناك ، فقد كان بغرفة النائب أمجد الذي كان في مرحلته الأخيرة من الأعصاب المفرطة بعد فقدان هبة الذي مر عليه لغاية الآن 24 ساعة وهذا لحد ذاته أمر مرعب ..
رامز:- لم أفهم يا سيدي ما المطلوب ؟
أمجد:- المطلوب هو أن تعطيني تقريرا بأملاك الفهد البري
رامز:- قصدك ميار ولكن لماذا ؟
أمجد:- هل ستتدخل في ما تراه الداخلية مناسبا أيها المحقق ؟
رامز:- لا العفو سوف آتيك بها في أسرع وقت
أمجد(انتبه لرنين هاتفه الخاص):- تمام يمكنك التحرك من اللحظة
رامز(حرك حاجبيه بعدم فهم):- ما الموضووووع ؟
أمجد(انتظر حتى أقفل الباب):- أي جديد ؟
أحد رجاله:- لم يظهر أي أثر للفهد البري سيدي
أمجد:- ماذا يعني هل ابتلعته الأرض ، أريدكم أن تجدوه وتراقبوووه مفهوم
الرجل:- حسنا سيدي مثلما تأمر …
أمجد(بانفعال فصل وطقطق رقما آخر):- بشير ..الوقت يمضي هل من جديد يذكر ؟
عمو بشير:- والله أنا مشغول البال على إيزابيل الآن وأحاول تغطية الوضع هناك لذلك تركت الأمر للشباب ، سوف يلتقطون آخر إشارة لهاتفها ويخبرونا بالموقع
أمجد:- اجعلهم يسرعون يا بشير علينا أن نجد هبة قبل فوات الأوان ، وميار مختفي أيضا
عمو بشير:- ميار في البلدة
أمجد:- هاه ويقول أنه لم يغطي أي شيء، ما الذي أخذه إلى هناك؟
عمو بشير:- أقدم على أمر لا يحمد وبينه وبين جوزيت مشاكل وهو هناك لتلك الأسباب ، يعني توقعك بشأن اختطافه لها معلق بين الممكن وغير الممكن
أمجد:- ومن مصلحته اختطافها إذا لم يكن غضنفر فسيكون ميار
بشير:- عموما هذا جديدي وسنلحق بالأمر حتى الأخير ريثما نعثر عليها
أمجد:- حسنا حسنا ..
بشير(أقفل الخط معه وفعَّل اتصالا آخر):- أين وصلت ؟
العميل:- إنها تدلف المقر الآن
بشير:- أبقوا عيونكم مفتوحة ، ماذا عن الدبلوماسي هل وصل ؟
العميل:- وصل قبلها
بشير(ابتسم):- ههه طبعا سيجهز نفسه لاستقبالها أحر استقبال لنرى إبداعاتكِ إيزابيل
كانت تتقدم بطقمها المميز وتسريحتها الخفيفة صوب مكتب الاستقبالات ، أخبرتهم بهويتها وطالبتهم برؤية الدبلوماسي شخصيا وقد تم تسهيل الأمر بشكل واضح وكأنه كان بانتظارها ، وهذا ما جعلها تبتسم وهي تصعد إليه بينما في صدرها تخوف خفي من فشل المهمة ..
السكرتيرة:- تفضلي سيدة إيزابيل
إيزابيل(تحركت حيث أشارت لها وفتحت بابا أنيقا أمامها وطلبت منها الانتظار):- مشكورة
السكرتيرة:- دقائق وسيوافيكِ سيادة الدبلوماسي ماذا تشربين حضرتكِ؟
إيزابيل(وضعت الملف والحقيبة على الطاولة):- قهوة بدون سكر
السكرتيرة:-حالا سيدتي
شبكت يديها بعد أن وضعت رجلا على أخرى وهي تطالع ديكورات المكتب العريق ، استقامت لتأخذ راحتها في التأمل وظلت تسير بين لوحة وأخرى وهي تبدي إعجابها الشديد بها بشكل واضح ، لأنها كانت تعلم بأنه يراقبها من مكان ما
فاروق(كان ينظر إليها من شاشات المراقبة):- اممم وصلتِ إذن لنلعب على المكشوف ،أريد تقريرا مفصلا عن الشركة وعن تفاصيل حياتها منذ أن ولدت …
إيزابيل(كانت تميل برأسها وهي تنظر للوحة مظلمة):- ما هذه هنا ؟
فاروق(دخل عليها تلك اللحظة وهتف):- نقطة سوداء وسط بحر أبيض
إيزابيل(ارتبكت وهي تلتفت كي تجده قد تربع على كرسيه بملوكية):- عفوا منك س…أنت ؟
فاروق(شبك يديه وهو يتأملها):- من كنتِ تتوقعين ؟
إيزابيل(تسمرت محلها):- ولكن ما الذي تفعله هنا هل أنت مجنون ؟
فاروق:- تفضلي اجلسي الواضح أنكِ تعانين من قصر النظر ،
إيزابيل:- لو سمحت أنا لدي فرصة واحدة في افتتاح هذه الشركة وأملي كامن في ذلك الدبلوماسي المتعجرف ، وإذا ما جاء ووجدك هنا سوف أفقدها لذلك غادر لو سمحت
فاروق:- ولكنكِ سخرتِ مني البارحة
إيزابيل:- أنا حرة ..لا أريد أن أعطيك رقمي ولا يمكنك أخذه إجبارا مني
فاروق:- ولكنني طلبته بلطف
إيزابيل:- وأنا لا أؤمن بالصداقات بين الجنسين
فاروق:- أنتِ متعبة
إيزابيل:- يا إما تغادر يا إما أغادر أنا وسيكون ذنب فشل حلمي في رقبتك
فاروق(أمسك ملفها):- اهدئي يا ست إيزابيل
السكرتيرة(أحضرت القهوة):- تفضلي قهوتكِ سيدتي وأنت أيضا سيدي
إيزابيل(عقدت حاجبيها وهي تقرأ الاسم المكتوب على اللوح الذهبي):- فاروق هء يا حرجي
فاروق(ابتسم بانتصار):- غالبا فهمتِ الآن ما يدور حولكِ
إيزابيل(نظرت للسكرتيرة التي انسحبت):- لا أعرف ماذا علي أن أقول لقد وقعت في موقف حرج وأكيد سوف تتخذ موقفا ، من حقك من حقك كان خطئي من البداية
فاروق(شرب من قهوته القليل):- لا داعي للحرج ست إيزابيل ما سنفعله جدا بسيط سنتعرف من البداية ما رأيكِ ؟
إيزابيل(استقامت):- أعتذر ولكن ذلك غير ممكن لقد أهنت شخصك أمامك يعني …أملي اندثر بعد فعلتي سوف أنسى أمر المشروع وأعود لبلدي
فاروق(نهض بدوره بخفة وأمسكها من ذراعها):- لطفا أيمكننا أن نتجاوز فقرة العتب ، أنا جاهز لكي أبدأ صفحة جديدة
إيزابيل(سحبت يدها وهي ترمش):- سيد فاروق ..لو سمحت لا داعي لمجاملتي فما فعلته عيب في حق شخصك وأيضا تربيتي ما كانت تسمح بهذا التجاوز ولكنني كنت حانقة لعدم الاهتمام بطلبي ، و
فاروق:- أنا جاد في ما أقوله وأظن بأنه عليكِ استغلال الفرصة ، لست أطلب الكثير ع فكرة
إيزابيل:- تمام تمام ما دمت مصرا سوف أقبل بفتح صفحة جديدة لكن بشرط بعد إذنك
فاروق(ابتسم):- أوامركِ مجابة قبل أن تتممي
إيزابيل:- ليس أمرا بل هو موعد يعني أنا قمت بإهانتك وعلي أن أستسمح بطريقتي
فاروق(عاد لمحله مشيرا إليها بالجلوس):- أهاه وماذا تقترحين ؟
إيزابيل(جلست بحرج):- يعني أعرف أنك ربما ترفض لكن لو سمحت لي أن أدعوك لبيتي لتناول العشاء سوف يكون ذلك قمة النبل منك ، وسوف يرتاح ضميري وأعتبره صلحا بحق
فاروق(لمعت عيناه للفكرة التي كان ينتظرها من البداية):- اممم رغم أنني مرتبط الليلة بمواعيد مهمة لكن …أنتِ الآن أهم وسوف تتركين الملف هنا لأنه لديكِ عمل كثير صبيحة غد إذا ما اتفقنا على التفاصيل الليلة
إيزابيل:- هل هذا يعني أنك توافق على مشروووعي سيد فاروق ؟
فاروق(بمكر):- على العشاء سأخبركِ بقراري فأكيد سأجعل موظفيَّ يبدؤون بدراسته شكليا وضمنيا من اللحظة
إيزابيل:- رائع سأتشرف طبعا ..
ابتسم بنصر وهو يتجرع من قهوته ولا يعرف أن كل هذا ناجم عن خطة محكمة للإيقاع به ، ولم يتبقى سوى وضع البهارات على الأكلة حتى تطبخ على نار هادئة وتستوي كما يجب ..سرعان ما انسحبت من هناك والفرحة تغمرها فكلما أنجزت مهمتها كلما عاد لابنتيها هذه المرة وليس لواحدة فحسب ..رغم أنها كانت تعلم أن جمانة ستعاني الأمرَّين بدونها إلا أنها عزمت على جعلها تنضج وتعتمد على نفسها فإلى متى ستعيش تحت ظلها ، اممم والله ع حسب الوضعية إذ أظن أن مخالب القطة ستبرز عاجلا أم آجلا مع كتلة العضلات الباردة العزيز غازي ^^

في بيت الراجي
كانت تأرجح رجليها فوق الكرسي الهزاز الذي أحضرته مؤخرا رنيم لأجل نوم سجى ، فالآنسة اعتادت الحمل بالأيدي لذلك رنيم فكرت بإحضار هذا ليساعدها قليلا في راحتها ..والموضع الذي تم اختياره كان جد مميز بحيث وضعوه بحديقة المطبخ الصغيرة بجوار القفصين الجميلين خاصة عصفورينا الشهيرين همسة ونبض ، كانت تتأملهما بمحبة بينما كانت تصغي لعزف على الناي يشيب القلب لمسمعه وكأنها كانت ترغب بالغوص في تلك الحالة المؤثرة لعلها تريح قلبها من تلك الغصة التي تستوطنه منذ أن اختلفت حياتها وصارت لاجئة بالمعنى الصريح بهذا البيت الذي لم تشعر فيه بالغربة بكل أمانة ..ما عدا ابنهم القميء الذي يخرج لها في الصدف فحين استيقظت وجدته بوجهها حين همت بالنزول ولأنه متكبر ذو أنف يلامس السقف فقد استمر دون حتى أن يقول صباح الخير ، هو كان عبركِ أصلا حتى يصبِّح عليكِ يختي هه ..قالتها وهي تعدل سماعة الأذن وتضحك على أفكارها المجنونة ..تنفست عميقا وهي ترفع رأسها للسماء وتدعو الله أن يحفظ لها أمها الحبيبة أينما كانت فهي ترجو بأن تكون بخير ، حتى لو تخلت عنها فإنها ستعذرها أجل ستفعل …و
رنيم:- هاااااااه شوفي سجى ها قد وجدنا الشخص الذي سيجالسكِ حبيبتي فمامي لديها عمل ، وإن لم أتوجه للشركة الآن فخالتكِ نور ستصبغ شعري بالأبيض وأنا نائمة لقد هددتني وأنا لا أثق بها أي والله ، جمانة جمانة حبيبتي لحظة شوي
جمانة(أزالت السماعات):- نعم أختي رنيم اعذريني لم أسمعكِ هل تحتاجين شيئا ؟
رنيم:- ها أحتاج لضمان بقاء شعري كما هو والله مجرد تخيل الفكرة يقشعر جسمي
جمانة(أمسكت عنها سجى):- ماذا ؟
رنيم:- ههه لا تأخذي ببالكِ عزيزتي أنا أعاني من نوبة ذعر إذ أخشى لو تتصل بي نور في أي لحظة وتجدني ما زلت بالبيت ، قسما عظما ستفعلها بشعري المسكين
جمانة:- صدقا لم أفهم أي شيء أختي رنيم
رنيم:- هاه اسمعيني سوف تعتنين اليوم بسجى لأجلي فأيهم تركته جبرا مع البنات هو وشادي ، وأنتِ خصصت لكِ مهمة هذه المزعجة بليز فقط اليوم لأنني مضطرة للذهاب للشركة فقد جعلتني نور أندم ندم عمري على سماع كلامها من البداية ودراسة هذا المجال
جمانة(قبلت سجى):- ههه ولا يهمك أختي روحي وقلبك مطمئن الأميرة ستكون بعيوني ، حتى سآخذها للأعلى كي ترتاح من إزعاج الطابق السفلي
رنيم(قبلت هي الأخرى سجى وتحركت مهرولة):- أطعميها الزبادي لكن أخرجيه بربع ساعة من الثلاجة ، وعند وجبة الغذاء يمكنكِ سؤال خالتي مديحة وهي ستساعدكِ رغما عنها تمام هيا أقبلكماااا أميرتاي سلملم ، ها حفاضاتها بحقيبتها الخاصة بغرفتي ولو احتجتِ أي شيء اتصلي بي
جمانة(لوحت بيد سجى الصغيرة):- هيا ودعي ماما إلى اللقاااااء ههه ..إذن يا أميرتي أنا وأنتِ وحدنا بالغرفة فوق ما رأيكِ ..هه لنصعد إذن قبل أن يقوم بالاحتلال ونصبح خارج أراضينا …
أخذتها وهي تحادثها بهمس لطيف يجعلها تضحك أجمل ضحكاتها ، لتصعد بها للطابق العلوي وهي ما تزال تحكي لها عن مواجعها بطريقة طريفة جدا ، أدخلتها للغرفة ووضعتها على السجاد بعد أن وضعت حولها عدة وسائد حتى تستمتع ووضعت لنفسها البعض واستلقت جوارها وهي تعطيها ضفيرة شعرها الطويلة لتلعب بها
جمانة:- هل أعجبتكِ ضفيرتي جميلة أليس كذلك ، حسنا يا صلعاء لا يغرنكِ فراغ شعركِ الآن فهذا ما يحصل بالفترة الأولى لكن صدقيني سوف تصبحين أميرة شعر بعد وقت وقولي طانط جمانة قالت هه ، سأحرص على ألا تقصه لكِ لماما حتى يطول ويطول ويصبح بقدر نسبة شعري وأعدل لكِ الضفيرة بنفسي تمام ههه ..أراكِ تضحكين كأن الأمر يعجبكِ أي على الابتسامات لا لا مهلا إنه ليس للأكل فقط للعب دعينا نتفق من البداية أبعديه هكذا عن فمكِ أيوة أيوة على اللطافة والطعامة والحلاوة والجمال والرررروعة ههههه
تلك اللحظة عاد للبيت مزمجرا ليملأ حقيبته ويتوجه لصالة الرياضة التي سجل فيها ذلك الصباح لعله يطرد بعضا من أعصابه المتشنجة على طول الوقت ، قرر أن يبدأ الحصة في ذلك اليوم لذلك عاد لأجل ترتيب الأمر ..لكن استوقفه الباب المفتوح وتلقائيا نظر صوب الغرفة ولمحها على السجاد نائمة بجوار سجى وهي تتكئ على يديها وفستانها يرتفع قليلا على فخذيها بينما صدرها كان يبرز من شقه لم يشعر بنفسه قد توقف وهو يسمح لنفسه بأن ينظر لشيء جعله يتعرق ويتنفس بعمق وهو يهز رأسه ليستعيد نفسه …
غازي(بعصبية دفع الباب):- ما هذه الخلاعة ألا تراعين موقعكِ قليلا يعني ؟؟
جمانة(فزعت وانتفضت حين صرخت سجى ذعرا هي الأخرى):- هئئئ ماذا يحدث شتت بيبي لا تخافي
غازي(أشار لها من محله عند الباب):- طالما ستبقين بوجهنا فاحترمي حرمة هذا البيت يا آنسة
جمانة(حملت سجى بين ذراعيها بخفة ونهضت وهي تهدهدها):- صدقني لم أقصد أن ..
غازي(ضرب على الباب بقبضته):- هذا آخر تنبيه لكِ يا هذه ..اللعنة على هكذا أشكال
جمانة(اغرورقت عيناها بالدموع وهي تصعق بكلامه وتضم سجى لصدرها):- لما يعاملني بهذا الشكل المنحط أنا ماذا فعلت له ؟؟؟؟؟
دخل لغرفته وصفق الباب بعصبية وأخذ يمسح على شعره بجنون ثائر ، حاول جهده ليطرد عنه تلك الحالة لكن ما استطاع فجلس على طرف السرير وقدميه ترجف بسرعة بينما كان يضرب بقبضة يده على باطن يده الأخرى وهو يحدد نظره لنقطة محددة كي يبعد عنه تلك الأفكار ..هز رأسه مجددا وهو يغلق عينيه لعله يظفر ببعض الراحة لكن تأثير جنون آل الراجي له مفعول فوري على كل زائر ما شاء الله الله أكبر يخزي العين ^^
جمانة(وضعت سجى على خصرها وهي تقتحم الغرفة):- الآن أنا لا أعرف ما مشكلتك معي لكنني ضقت ذرعا من تراشقك بالكلام في وجهي ، لو سمحت أريد أن أعرف الآن بما أزعجتك ؟؟؟؟
غازي(رفع رأسه لينظر إليها من الأسفل للأعلى وأغمض عينيه ليستقيم موليا ظهره):- غادري
جمانة(اقتربت وهي تشير بإصبعها باكية):- قلة التهذيب أن تقوم بإزعاج ضيوفكم بهذه الطريقة ، أي نعم أنا في موضع لا يسمح لي بالاعتراض لكنك جعلت ثقتي تهتز بنفسي حتى حسبت أنني آفة تسير ببيتكم ..تارة تصرخ فيني لأنني استعملت الحمام قبلك وتارة تهينني لأنني أعيق حركتك في الطابق العلوي وأحيانا أخرى ترمقني بتلك النظرات المتهمة وكأنني أذنب في حقك وأنا حتى لم أعرفك إلا البارحة
غازي(ابتلع ريقه وضرب على الحائط):- غادررررررري غرفتي
جمانة(تقدمت نحوه وهي مستمرة في ذلك ونظرت للسرير وضعت عليه سجى وأكملت):- ستنظر إلي وتشرح لي ما…
غازي(التفت إليها بعيون دموية وأشار لها):- إن أردت الخروج من هذه الغرفة بشكل سليم ، غادريها فورااا لأنني لست أمزح
جمانة(جزعت من حالة عروقه التي انفجرت بعنقه ووجهه ويديه):- تمام تمام ما حصل لا يستدعي كل هذا العرض أ…سوف نتفق يعني حين تكون هنا سألزم غرفتي وإذا ما نزلت سأسرع بذلك هذا حقي في الاتفاق وسأحاول تنفيذه ما دمت تمقت رؤية البشر إلى تلك الدرجة المعقدة
غازي(أخذ يتنفس وهو يبعد عينيه عنها):- أيا كان اسمكِ ألا تفهميييييييين غادري ويكفي حديثا هنا هل ابتلعتٍ شريط تسجيل مثلا ؟؟؟
جمانة:- أنظر إنك ما تزال تهنينني هئئئئ سجىىىىىىىى لالالالا
سرعان ما قفز بخفة وأمسك بالصغيرة قبل أن تنقلب من السرير وفي ذات اللحظة ركضت جمانة لتلتقطها وإذا بهما يلتقطانها معا وتسقط هي الأخرى على صدره بينما سجى في ذراعه الأخرى ..لحظة حبست فيها الأنفاس وهي تصطدم بذات الصدر بذات العطر بذات العضلات وأيضا اصطدم هو بأشياء عدة أولها أكوام ضفيرتها التي التوت لتلتصق بساعته وتكمل جميل اللحظة
غازي(دفعها عنه بتأفف وأشعرها وكأنها مجرد حشرة):- ابتعدي عني يا هذه اففف
جمانة(بألم):- أي شعري شعري
غازي(وضع سجى بحجرها وأخذ يفك ساعته من شعرها):- اللعنة على من يفكر بالعودة للبيت ، لمصلحتكِ ألا تدعي عيني ترمقكِ وإلا جعلت أيامكِ أسود مما تظنينه
جمانة (انفجرت ببكاء):- اهئئ ..
غازي(نتف شعرها بقوة وابتعد من هناك وهو يحمل حقيبة ظهره مغادرا):- تبا لكي
جمانة(ببؤس نظرت لشعرها):- اهئ لما يفعل بي هذا ماذا فعلت له أنا ماذا اهئئئ
غازي(لمحته نهال وهو يشتم تحت أنفه):- تبا لهذا البيت تبا لعودتي تبا لتلك الحشررررة
نهال:- عمو غازي ..ما به يكلم نفسه ؟؟
جمانة(خرجت من هناك بسرعة وعادت للغرفة لتسقط على سرير ميرنا باكية وسجى بجوارها):- لما حظي عثر هكذااا اهئ
نهال(دخلت عليها تلك اللحظة):- جمانة أتبكين ماذا حصل ؟
جمانة(بانهيار):- أنا ما عدت أطيق ذلك المتعجرف ماذا يحسب نفسه حتى يهينني صبحا ومساء ، هل أزعجكم بتواجدي يعني قولي الحقيقة ؟
نهال(جلست جوارها وهي تمسح على دموعها):- له يا بنت يعني عمو غازي صعب المراس قليلا لو تتجنبين الاختلاط به سيكون أفضل
جمانة:- أفدتني بالفعل
نهال(أخذت سجى):- لما لا ترتاحين قليلا وآخذ عنكِ هذه المزعجة ؟
جمانة:- سأكون ممتنة
نهال(تحركت للمغادرة):- لا تقلقي كل بداية إلا وتمر بالعوائق
تركتها تفكر فيما حصل وهي تتساءل عن العيب الذي اقترفته حتى أخرجته عن طوره بتلك الطريقة ، وجعلته يهينها مرات ومرات بدون وجه حق ، حتى عندما ذهبت لتلزمه حده فاجّأها بإهانة أعظم من ذي قبل وهذا ما جعلها تقف مشدوهة أمام لغزه المحير … في تلك اللحظة كان يغادر حنايا البيت متجاهلا نداء مديحة له حتى ..
غازي(ركب بالدراجة):- أصلا لو عدت إلى هنا سأكون مخبولا تبا تبا …
انطلق من هناك متجاهلا العالم وما فيه حتى أنه كاد يصطدم به دون اكتراث
تحسين:- هيييه هل ملكت دراجة لتزعجنا بها في الحي الله الله ذلك البيت ملعون
أم تحسين(نظرت للبيت بطرف عين):- لا شأن لنا بهم يا بني اعتبر أن ذلك البيت غير محسوب من شارعنا بالمرة
تحسين:- هههه أمي لم تعودي كالسابق منذ سنة كنتِ تتناولين بسيرتهم كل وجباتكِ اليومية ، لكنكِ تغيرتِ فجأة ؟
أم تحسين(جرته برعب وهي تجتاز العتبة):- لا تذكرهم على لسانك قد كنت مخطئة وأخذت درسي
تحسين:- هههههه
أم تحسين(في سرها):- آآآخ على هذا البيت وما نالني منهم ما زلت أرى كوابيس أقفاص في منامي الله لا يسامحهم تف تف عليهم
ههه والله من بحث عنا يجدنا يا خالتي أم تحسين عودي لبيتكِ واقصري الشر مش ناقصينك والله
وحتى آل البيت ليسوا في مزاج جيد لكي يسايروا مواويلك الناقصة ، فبينما كانت نبيلة تراقب هاتفها عن كثب لعله يردها اتصال يريح قلبها على ابنتها ، كانت مديحة وسماح قد أرختا الأذن عند الأذن وبدأتا بالتحدث عن علاقة ميرنا وحكيم وطبعا هذه الأخيرة لم تكن تحل أي شيء ، بل كانت تزيد الفحم والكره بين الأختين الله لا يوفقها …أما مرام فقد كانت بغرفتها تكلم فريد عن طريق الكتابة وأخبرها أنه عائد يوم الغد حينما وافته بالأخبار الجديدة خاصتهم ،وأصلا كان قد أنهى مهمته التي سافر لأجلها ، في تلك اللحظة كانت ليان تستقبل رقما غريبا على هاتفها وأفضى على أنه معجب وطبعا الأخت في الله كانت جاهزة للتعرف كخطوة أولية ، بينما كان أخوها ما يزال يتذكر صورة جمانة وهي بحديقة المطبخ تهتز برتم جميل فقد شاهدها وهو يحضر كوب عصير له وظل يتأملها حتى اندلق الكوب على أكمامه وسخر من نفسه فقد سلبت عقله بما في الكلمة من معنى … ساعتها كانت نهال تجلس بسجى في الدرج وهي تلاعبها وتناغيها بينما قلبها يعتصر آلاما لا حصر لها ، لوهلة ضاعت بين البينين وجدت نفسها حين تفكر بأسعد الذي اختفى فجأة دون سابق إنذار فإنها تتذكر نادر تلقائيا و أيضا صاحبة الشعر الطويل المرأة التي استفزها قربها منه لدرجة أنها بدأت تتصرف بشكل أرعن لم تدري له سببا من غاية وهذا ما جعلها في حيرة من أمرها طوال الوقت …أما بالنسبة لجمانة فقد ظلت بالغرفة متقوقعة على نفسها فذلك أرحم لها من أن يروها بذلك الوجه المتورم في كل وقت وتبدو وكأنها غير مرتاحة معهم لا سمح الله ، وهنا لم يتبقى لنا سوى صاحبة الشخصية المرحلة ست جوجو والتي كانت تأكل حبات الرمان وهي تحبس أيهم في عربته وتهزه برجلها بينما كانت تتفحص على هاتفها الملف الذي وصلها قصد البحث عن عمل يناسب ميول دراستها ، رغم أنها استصعبت ذلك إلا أنها تمنت لو تجد غايتها في أقرب وقت ، في حين كانت شيماء تلهي نفسها بالمطبخ رفقة نجية وعقلها شارد في زيارة أمها المقبلة ….وبما أننا حصرنا آل البيت لنرى سكانه الذين غادروه وأولهم رنيم التي دخلت للشركة كي تستبشر بهذه الزيارة من على بكرة الصباح
رنيم(ما إن رأته حتى دمعت عيناها وعانقته بحنان):- عمو حاتم
حاتم(قبَّل جبينها):- صغيرتي رنيم كيف الحال اشتقت لكِ ولأحفادي كيف هم ؟
رنيم:- بخير بخير كلنا بصحة وعافية ولكنك نسيتنا غالبا ، لم تزرنا منذ وقت طويل
حاتم:- لقد كنت مسافرا ألم يخبركِ مازن ؟
رنيم:-مازن أيضا انقطع عن الزيارة ولكنه يتواصل معي هاتفيا وعرفت أنه سيبدأ عمله الأسبوع المقبل في شركتكم مع رأفت
حاتم:- أجل رغم أنه رفض بشدة فهو يود التخصص في مجال دراسته ، ولكن أردت أن أكسبه بعد الخبرة أنا ورأفت فتلك شركة العائلة وعليه أن يعرف ما له وما عليه
رنيم(جلست بمكتبها):- ماذا تشرب عمي حاتم ؟
حاتم:- شربت قهوة وأنا في انتظارك
رنيم:- غالبا تأخرت ليتك اتصلت بي كنت جئت أبكر يعني ..تأخرت بسبب الظروف و
حاتم:- سلامة أختك ميرنا سمعنا الأخبار وأراد رأفت المجيء إلى المشفى ولكنني منعته
رنيم(توترت من سيرته المتوقعة):- أشعر وكأنه لديك موضوع تود مفاتحتي فيه
حاتم:-تعلمين أنني انفصلت عن وجدان طلقتها في نفس اليوم الذي عرفت فيه بملعوبها الذي دمر حياتنا هي وقريبتها الفاجرة ، لقد قررت أن أعيش حياتي الخاصة وحاليا أمكث مع رأفت فالفيلا التي اشتراها لأجلكِ وأجل الأولاد يعني مؤقتا ، وحتى مازن صار معنا ما عدا ابنتي هدى والتي يصادف أنها ابنة أمها ويستحيل أن تترك قصرنا لذلك تركناها معها فما باليد حيلة
رنيم(عدلت وشاحها بحرج وهي تتهرب مما سيقوله):- أهاه
حاتم(شبك يديه وهو يقرأ توترها ذاك):- شوفي رنيم بنتي لن أنكر أن ابني رأفت قد أخطأ خطأ فادحا ، ومنذ وقوعه وأنا أبحث عن دليل لبراءتك وأوجدته الأقدار والشكوك التي راودتنا بشأن الملعوب ..الآن هو نادم بشدة ويرغب باسترجاعكِ أنتِ والأولاد وقد آثرت التدخل بما أنني أكبر عمرا لأكون وسيطا بينكما فما هي شروطكِ يا رنيم أما حان الوقت لتلمي شمل الأولاد مع أبيهم؟
رنيم:- هه عمو حاتم أظنك حقا كنت مسافرا وإلا لكان أخبرك رأفت أنني مخطوبة الآن
حاتم(عقد حاجبيه):- أعلم بذلك وأعلم أنكِ لا تحبينه وأنكِ تحبين رأفت فلا تشردي أولادكِ بداع الانتقام لقلبكِ الذي كسرته الظنون
رنيم:- أليس من حقي ؟؟ ثم لما هو تزوج وشرد أولاده هل حاسبته ؟
حاتم:- ذلك وضع مختلف … بصراحة نورهان جعلته يثمل ليلتها ووقع ما وقع حتى أنه من شوقه لكِ ظنها أنتِ وحين استيقظ وجد نفسه بمصيبة جديدة واضطر للزواج منها
رنيم(شهقت مما تسمعه):- ولكن …
حاتم:- أما كان لديكِ علم بهذا ؟
رنيم(تذكرت أنها لم تسمع لرأفت حين أراد مصارحتها ولكن بدوره لم يسمعها حين كانت تصرخ بأنها بريئة):- ذلك لن يغير في قراري أي شيء ، صدقا أحترم زيارتك عمو حاتم ويمكنك رؤية الأولاد ببيتنا لو أحببت يوم الأجازة لأنك تعرف دوام العمل لا يرحم
حاتم(هز كتفيه ونهض):- وأنا لن أعطلكِ عن عملكِ يا ابنتي ، لكن أتمنى لو تضعوا العناد على جنب وتلتفتوا لجوهر الموضوع ألا وهو أولادكم عن إذنك
رنيم(أغمضت عينيها بدموع وشهقت بألم):- ألن أرتاح من طيف رأفت وسيرته أنا يعني اففف (قبل أن تتمم جملتها كان يرن) هاااه أحضرك الله لي كي تسمع ما يناسبك …/ نعم ماذا تريد مني ألا تكل أو تمل من إزعاجي ، اسمعني جيدا لو بعثت عمو حاتم أو مازن أو حتى أمك تلك لن أتراجع عن قراري لأنني ما عدت أريدك ولا أحبك سمعت ؟؟؟؟؟؟؟
رأفت(ابتلع ريقه ألما ولكنه آثر الرد بشكل آخر):- أنا لم أتصل أصلا لأتوسل رجوعكِ فذلك لم يعد يعني لي أي شيء
رنيم(فتحت فمها من جملته):- أنت …
رأفت(قاطعها بخفة):- أريد أخذ الأولاد مساء غد سيبقون بعهدتي 24 ساعة وأعيدهم لكِ يا إما توافقي أو سننقل الأمر للقضاء وتعلمين أنني سآخذهم رغما عنكِ إذا ما تزوجتِ ذلك الأستاذ ، لكن لا بأس لنبدأ خطوة خطوة أحضريهم للحديقة المجاورة لبيتكم على الساعة 6 سأكون هناك
رنيم:- هل أنت مخبول أم ماذا تعتقد نفسك فاعلا ، أنا لن أبعث أولادي وأعلى ما في خيلك امتطيه والعب به قليلا لعلك تستعيد رشدك
رأفت(هدر فيها بعصبية):- رنيييييييييييم …لا تستفزي صبري لأنني سآخذهم شئِتِ أم أبيتِ
رنيم:- سنرى ذلك يا رأفت سنرى …
أقفلت الخط بوجهه وهي بحالة عصبية فكيف ستفارق أولادها وهي لم تغب عنهم ولو حتى ليوم واحد ولا مرة .. لا هذا كثير عليها تحمله كثيرررر ولكنها لن تسمح له بأخذهم حتى لو أحضر قرارا من المحكمة لن تفرط في فلذات أكبادها ولا لحظة …. هذا ما قررته وهي لا تعلم أنه جاد في تهديده ذاك وسنرى ما هو فاعل يوم غد لأننا حاليا سننتقل من هنا إلى بيت النهواني مباشرة …
جيداء:- فردوس لقد طفح كيلي لقد مللت من هذا الحال المظلم ، ما بكِ أين ابنتي أين تلك الشعلة المرحة التي كانت تقفز هنا وهناك مرحا
فردوس(تقوقعت في فراشها):- ألم يأتي مازن بعد ؟
جيداء(بتعب جلست):- يعني إذا ما أتى فإنك تكونين بخير ولكن ما دمت أتحدث فلن تسمعيني
فردوس:- كفى ماما أنتِ تزعجينني
جيداء(ربتت على كتفها):- يا ابنتي يا حبيبتي لقد مضى وقت على وفاته ألن تتخطي الأمر مطلقا ؟
فردوس(ببكاء):- لن أفعل لأنني لست مثلكما ، أنتِ كنتِ تكرهينه وفريد يمقته لكن ّأنا كنت أحبه برغم كل خطاياه
جيداء:- جيد جدا ألقي باللوم علي الآن ..عموما أصدقائي بانتظاري لقد جهزت طعام الغذاء لكِ سخينه أو دعيه يتعفن لم أعد أطيق هذه الحياة
فردوس(ببكاء):- طبعا يمكنكِ فعل ما ترينه مناسبا لكِ فلا تفكري فيني ، ليت بابا بقي على قيد الحياة وحدي من حزنت عليه وحدي أنا
جيداء(وقفت عند الباب وهي تغالب دموعها):- أبووووكِ ذاك جنا على نفسه أسمعتِ …لأذهب أفضل لي من هذا الموال المرير خاصة كل يووووووووم …
فردوس:- اهئئئ أين أنت باباااا ؟؟؟؟
جيداء(أمسكت حقيبتها بعصبية وخرجت لتجده أمامها):- أستاذ هاني ؟
هاني(امتص شفتيه سريعا):- أ..فكرت لو أصطحبكِ من البيت لأنه لدي بعض الكلام الخاص أود مشاركتكِ به دونا عن بقية الشلة ، تعلمين هناك لا نأخذ راحتنا في الحديث وأنتِ قليلة كلام لذلك ..
جيداء(جذبت الباب خلفها):- لا بأس تفضل أستاذ هاني كلي آذان صاغية
هاني(ارتبك قليلا ليبتسم بعدها مشيرا إليها):- من بعدكِ إذن.. تبدين منزعجة ؟
جيداء(مطت شفتيها وهي تنزل معه):- ابنتي ستجلطني فحالها من سيء لأسوأ ، إنها لا تتخطى أزمة أبيها فما الذي علي فعله ؟
هاني:- سأكلم أختي بشرى بهذا الشأن ما ربما كان لديها فكرة عن الموضوع كونها طبيبة
جيداء:- حتى لو تطلب الأمر مني أخذها لطبيب نفسي فسأفعل لأنني لن أتمكن من تركها تذهب من بين يدي وأبقى متفرجة ، حتى أخوها مسافر الآن وصديقها لم يحضر بعد أيمكنني القيام باتصال ؟
هاني(فتح لها باب السيارة):- طبعا خذي راحتكِ ..
اتصلت من فورها بمازن الذي ترك كل شيء وهرع لمحبوبة قلبه ليقدم واجبه وحنانه الذي يجعلها تتفاعل ولو قليلا مع هذه الحياة التي سلبتها من أبيها الحبيب وتركتها في شتات ..يعني حزنها كان مماثلا بنسبة قليلا لحالة دعاء التي لم تتحسن قط وأحيانا الانتظار يفرض علينا بعض الأعصاب الفالتة والتي لا يمكن التحكم فيها من فرط الغبن
معاد:- دعااااااء لما تتعمدين إيذائي هكذا أعلم أنه في صميمكِ تصغين لي ، لكنكِ لا تفعلين أي شيء سوى التقوقع حول نفسكِ في تلك البقعة السوداء ، أتظنين أنكِ بهذا ستظفرين بالسلام الداخلي أبدا بل ستحترقين هكذا ستحترقين وتحرقينني معكِ …دعاااااااء ردي علي أنظري إلي يا دعاااائي لطفا ؟؟؟؟
الطبيب:- عفوا منك ولكن ما تفعله لن يجدي نفعا إنها لا تستجيب
معاد:- ولكنها تبكي حين أضغط عليها ما يعني أنها تسمعني وتفهمني
الطبيب:- إنها ردة فعل باطنية يا سيد معاد ولا يمكننا حصرها في خانة استجابة المريضة ، أظن أنك ستصبر عليها أطول من هذا
معاد:- مضت قرابة الشهري هل علي أن أنتظر أكثررر ؟
الطبيب(تأهب لمغادرة الحديقة):- وهنالك حالات أطول الله يصبركم
معاد(أمسك بيدها واستقام بعد أن كان ينحني القرفصاء عند ركبتيها):- لا بأس سأصبر عليكِ حبيبتي فأنتِ مني همم أنظري ماذا أحضرت لكِ إنها بطاقات عرض بالسينما لفيلمكِ المفضل ..إنها برأس السنة ولم يتبقى إلا القليل عليه وآمل أن تكوني رفقتي وقتها سأحتفظ بهم وأمني نفسي أنكِ ستكونين بجواري ممسكة بيدي ونحن نلج القاعة تمام ؟
الممرضة:- أستاذ معاد هنالك آنسة تنتظر عند المدخل وتقول أنها زميلتك في العمل وتود رؤية المريضة من بعد إذنك ؟
معاد(عقد حاجبيه ونظر للبوابة):- من يا ترى ؟؟
تحركت صوبه بكعبها الرفيع وهي ترمق دعاء بنظرات غريبة ، ما إن رآها حتى شعر بالغضب كونها تقتحم منطقة لا تعنيها ودعاء أصلا كانت حانقة عليها لكن مجيئها ذاك لم يكن بداع خيِّر ..
معاد(ابتعد عن دعاء ليستقبلها في المنتصف):- آسيا ما الذي جاء بكِ إلى هنا ؟
آسيا:- أردت الاطمئنان على المريضة أظن ذلك واجبي ، تهاني ساعدتني في الوصول إلى هنا رغم أنها رفضت ذلك إلا أنني أجبرتها بطريقتي الخاصة ..هممم يعني هنا تقضي مجمل أوقاتك التي تغادر فيها الشركة
معاد:- أتحاسبينني ؟
آسيا:- العفو العفو ولكن …ألا ترى أنك تضيع وقتك هنا فقط
معاد(فتح فمه دهشة من جملتها ورمقها وهي تتخطاه لتقترب منها):- …أ..
آسيا:- مرحبا دعاء يعني رغم أننا التقينا مرة واحدة لكنني حزنت لشبابك ، أكيد ستبقين هكذا سنينا طويلة ولن تشفي أبدا لكن ماذا عسانا نفعل هذا هو قدركِ قلبي معكِ
معاد(أمسكها من يدها):- ابتعدي عنها ما الذي تفعلينه أنتِ هكذا لا تساعدينها بشيء ؟
آسيا:- بلى أنا أجعلها تؤمن بقدرها لعلها تتقبل وضعها الحالي خلافا عن الوعود والآمال التي تزرعونها بعقلها
معاد:- لطفا غادري سوف نكمل هذا النقاش بالمشفى
آسيا(انحنت لتسلم عليها وهمست):- صدقيني سوف أستغل حالتكِ هذه وأطوق عنقه وحين تستيقظين ستجدين خاتمه محشور بإصبع يدي ههه سلامتك دودو ..
معاد:- آسيا تفضلي
آسيا(ربتت على صدره وتحركت):- لا تنفعل أنا فقط أتصرف بمنطقية
معاد(وضع يده على جنبه):- يا الله …
أخذ يلاحقها بعينيه حتى غادرت وحين التفت للخلف لم يجدها ، شهق وهو يراها تسير برفقة الممرضة التي اصطحبتها لغرفتها ما يعني أن زيارتهم انتهت ..طأطأ رأسه بحزن وأسى وقرر العودة لاحقا لعله يطيب خاطرها بكلمتين كيفما كانت الأحوال ….

في وكر غضنفر
كانت تتمطى في فراشها حتى تلك الساعة لم تستيقظ باكرا أو استيقظت وأبت أن تنهض ، كانت تشعر بأن قلبها مثقل وكأن بها هموم الدنيا كلها وهي التي لم تحمل لها هما منذ أن وعت وفي فمها ملعقة من ذهب ، يكفي أن تطلب ليوفر لها أبوها كلما تريده فقط لكي لا تشغله ويبعدهم عن دائرته حيث كانوا يقطنون بالحي مع أمهم زهرة إلى أن وقعت الواقعة وتبدلت الأحوال …. تعودت دلال على عيشة الدلال كما يقولون لذلك حين تجد نفسها أمام رغبتها فإنها تلاحقها حتى تقوم بالظفر بها ، لكن حين تقابل بالرفض فإنها تشعر بالنبذ وبكل العقد الدفينة في خاطرها مما يجعلها تمرض ، لكن في غالب الأحوال كانت تنهض من تلك الحالة بشكل أقوى وهذه المرة غالبا سوف تكون كارثية بشكل مضاعف عن كل المرات السابقة حين لم تكن تجد غايتها في وقت سريع فهي لا تطيق الانتظار …والواضح أن جنتلماننا القدير قد ترك علامة في خاطرها فما السبيل إلى الفكاك منها ؟
خضر(أدخل الفطور إلى غرفتها):- حبيبتي هل استيقظتِ ، لقد جلبت لكِ الفطور حتى هنا ؟
دلال(نظرت إليه بقنوط):- … خضر ..
خضر(جلس جوارها وأخذ يصب لها كوب عصير):- عيون خضر
دلال:- أريد أن أطلب منك شيئا
خضر(ابتلع ريقه لكن بسمته المصطنعة لم تختفي):- أمريني
دلال:- طلقني
خضر(عقد حاجبيه وقدم كوب العصير لها):- لقد عصرته بنفسي ووضعت به سكرا ثقيلا كما تحبين ، تذوقيه
دلال(بدموع ناظرته):- أنا لا أريدك أنا لا أحبك فطلقني وريحني من هذا الحال
خضر:- دلال ..موضوع طلاقنا ستنسينه لأنني غير مستعد لخسارتك
دلال(زمت شفتيه وضربت الكأس بيدها):- ألا تملك حس الرجولة يا هذااااااااااا ؟؟؟
خضر (نظر للفوضى التي خلفتها وامتص شفتيه):- أنتِ غالبا بدورتكِ الشهرية وأعصابكِ تالفة لن أدقق حبيبتي وسأجعلهم ينظفون هذه الفوضى
دلال(بعصبية انتفضت):- من أين تفهم يا هذا أنا أكرهك ما عدت أطييييقك طلقني وأرحني من زواجك الفاااااااشل
خضر(ضرب برجله تلك الصينية وأمسكها من ذراعها):- لقد صبرت على رعونتكِ فوق أسِرَّة الرجال لأنني أحبكِ فلا تتجاوزي هذا الصبر وتجعلينني أتصرف بشكل لن يعجبكِ ، ماذا حصل لكِ منذ متى وأنتِ تفكرين هكذا ؟
دلال:- أريد حريتي منك ، حررني خضر لو تحبني افعل ذلك أنا أشعر بالتعب
خضر(أرخى قبضته):- وماذا عن مشاعري ؟
دلال:- وماذا عن رجولتك ؟
خضر(أغمض عينيه بجرح):- تكلمت مع الطبيب مؤخرا وقال أن هنالك تحسن مبشر بالخير يا دلال و
دلال:- أنا ما عدت سأنتظر ولا لحظة أريد طلاقي فإما ستفعل بالحسنى يا إما سأجعل بابا يتصرف
خضر:- أوك …اطرحي الموضوع عليه ولو وافق سأكون موافقا أيضا
دلال(برقت عيناها):- لما تتكلم بنبرة السخرية ألا تحسب بأنني سأفعلها ؟
خضر:- لا بالعكس أعرفكِ قوية وتفعلينها لكن عندما يسألكِ عن سبب هذا الطلاق رجاء حين تنسبين الأمر لحالتي لا تنسي بأن تذكري لائحة أسماء الرجال الذين طارحتهم الغرام يا خائنة
دلال(أغمضت عينيها وفتحتهما بوعيد شر):- سأقتلك يا خضر إن لم تتنحى عن تلك الفكرة ، لأنك لست ندا لغضبي
خضر(أمسكها من فكها بقوة):- أتغاضى عن كل شيء يا دلالي لأنني أحبكِ ، لكن إذا ما تجاوزتني وفكرتِ بالتخلي عني قسما عظما سأجعلكِ فضيحة ووقتها سيسرني مراقبة غضب أبيكِ بعد هذا
دلال(دفعت يده وأبعدته عنها):- لا تلمسني يا وجه الشؤم يا عليل أغررررررب عني
خضر:- ههه سأغرب لأدعكِ تبكين فشلكِ الذريع يلا ربما تصيبين المرة القادمة
عقدت حاجبيها وهي ترمقه بنظرات كره وتحاول أن تستجمع نفسها وتفهم ما الذي قصده بجملته الأخيرة ، هل فهم أنها حانقة بشأن وائل رشوان وفشل محاولتها معه لكنه مخطئ هي أصلا لم تترك ياقة وائل هي تستجمع أفكارها وستحاول مرة وثلاثة إلى أن تظفر به ..لقد أخذتها مسألة كرامة وتحدي فيا إما هي أو هو … والله يا أخي وائل من هذا المنبر أشفق عليك
في تلك اللحظة كان يسير بخطوات سريعة بالرواق بعد اتصال ناريانا المقلق
وائل:- خيراااا ناريانا أكل شيء على ما يرام ؟
ناريانا:- أعدتك من الطريق اعذرني
وائل:- حقا كنت قد قاربت على الوصول للمشفى لأرى ميرنا لكنني عدت الآن ..ما الذي يحصل ؟
ناريانا(زفرت عميقا):- اتصلوا بنا من البلدة وهنالك عجوز يعني لجوزيت الكثير لكن الأخبار التي وصلتنا بشأنه لا تسر ..إنه يحتضر
وائل:- المسكين طيب ..ما بها جوزيت هل حزنت عليه أكثر ؟
ناريانا:- يعني حزنت قليلا لكن جن جنونها كثيرا ، الأخت ترغب بالذهاب إلى هناك في وضعها هذا
وائل:- ههه لا تقوليها
ناريانا:- والله هذا ما حصل
وائل(دخل عليها):- أكيد أنتِ تمزحين ؟
جوزيت(مسحت دموعها):- عم نجمي رباني وفضله عليه كبير لن أبقى هنا وأنا أعرف أنه على فراش الموت ، صدقني لن تمنعني أنت أو ناريانا بأي طريقة كانت
وائل:- جوزي جوزي …نحن لا نمنعكِ عنه ولكن حالتكِ هي المانع أنتِ متعبة
جوزيت(بتذمر ضربت على طرف السرير):- أريد أن أراه لقد كنت أتردد عليه طوال سنوات ، لم أتخلى عنه فهو الذي كان يجمع بين ذكرياتي ومشاعري ويجعلني أشعر بأنني لست ميتة بل حية موجودة على الواقع ، في أواخر عمره أصيب بالخرف ولكنه لم ينسى وجهي بل ظل يمسك بيدي ويبتسم لي ، لقد كان أملي ولن أبقى مكتوفة الأيدي وهو في أمس الحاجة إلي
ناريانا:- يا الله على هذه البنت وكيف تعقد الأمور
جوزيت:- قلت ما عندي سوف أذهب
ناريانا(صرخت فيها بنفاذ صبر):- كيف ستذهبييييييييين لا تجلطيني جوزيت ؟؟؟
جوزيت:- سأذهب ولن تمنعييييييني ريانا اهئ
وائل:- طالما أنتِ تعاندين هكذا لا يوجد إلا طريقة واحدة لأخذكِ دون عناء
ناريانا(أشارت إليه):- هل طلبتك لكي تقنعها أم لكي تساير هبلها وائل ؟؟؟؟
وائل(هز كتفيه بقلة حيلة):- والله لم أستطع التفريط بها هكذا أنظري إليها
جوزيت(نظرت صوبه وهي ترمش وقلبها يكاد يتوقف):- أنت تدعمني ؟
ناريانا(جيتي تكحليها عميتيها):- احم ….الله عليكِ الله سرعان ما قلبتِ مود المناحة للتأثر سبحان الله من حالك ..وائل عزيزي هل لك أن تخبرنا بفكرتك ؟
وائل:- عندما أصبت في حادثتي أعتقد أنني مارست بعض الجنون حين منعوني من رؤية ميرنا ، لذلك ذهبت إليها أنا وفي سيارة إسعاف
جوزيت(ابتلعت ريقها من جملته):- ذهبت إليها بسيارة إسعاف ؟؟؟؟
وائل:- هه أجل يعني جنون العشق حين يتجلى لذلك أنا سأرافقكِ وسنحقق غايتكِ بنفس الفكرة ، أرجح أنه لا اعتراض لكِ ناريانا الآن ؟
ناريانا(رمقت الألم في عيون جوزيت وكتفت يديها):- الله يلعن أفكاري النتنة ..ما رأيكِ يختي ؟
جوزيت:- موافقة فكرة مميزة سوف نذهب بها
وائل:- جميل إذن لنفعل الآتي سأذهب للتحدث معهم كي ندبر لكِ الأمر ، وأنتِ ناريانا استدعي طبيبها وأخبريه بأننا نريد ممرضة تتابع حالتها لأننا مضطرون للسفر واسأليه عن أدويتها الخاصة أيضا ماشي ..
ناريانا(عضت شفتيها):- لنتحدث خارجا ممكن
جوزيت(كانت تراقب اهتمامه بقلب موجع):- لا ترحمين لا ترحمين
ناريانا(هزت حاجبيها وهي تحذرها):- هيا وائل هيا لنقم بما ذكرته قبل أن تصبح الأرض زبدة
وائل:- أفندم ؟؟؟
ناريانا(فتحت الباب):- ولا تأخذ ببالك أختك جوعانة ولا تعلم إلى أين سينتهي هذا الجوووع ..
وائل(تنهد عميقا):- ابقي هنا سأبعث لكِ الطبيب لا تدعي جوزيت وحدها
ناريانا:- لا بأس ستكون بخير فالمشفى محاصر ولو اقترب أي شخص سأعرف في اللحظة
وائل:- تمام لنتفرق كي نستغل الوقت
ذهب هو لمدير المشفى بينما هي توجهت للبحث عن طبيبها ، في تلك اللحظة بقيت جوزيت تفكر في تصرفاته وتحللها مقارنة بتصرفات ميار والتي كانت النقيض تماما يعني يستحيل أن يكون رومانسيا وحيوانا في آن الوقت ، قالتها وهي تتذكر اغتصابه لها ولم تشعر حتى بدأت بالبكاء إلى أن دخلت فتاة غريبة غرفتها
الفتاة:- عفوا هل هذه غرفة السيدة جوزيت الراجي ؟
جوزيت(رمشت وهي تبحث عن سلاحها ولكنه بعهدة ناريانا يمكن أو لا لقد نسيته بالبيت):- تفضلي
الفتاة:- مرحبا أنا أدعى هاجر وأنا أتيت لأجل عرض المجمع السكني
جوزيت(عرفتها):- ها أنتِ هي إذن مرحبا
هاجر:- مرحبا، صدقا لن تفتقدوا معنا أي نوع من الحياة التي تعودتم عليها وستجدون كل المرافق التي تحتاجون إليها ، إضافة أنه ما يزال خاليا من السكان حسب طلبكم تماما سيدتي ما عدا صاحب الملكية فإنه شخص لا يعمر كثيرا بمنزله يعني لن يزعجكم بشيء ..
جوزيت(رمشت وهي تفرك يديها):- بصراحة ناريانا هي التي تكلفت بالأمر يمكنكِ التحدث معها لو أردتِ لأنني حاليا لا أستطيع التعاطي معك فبالي مشغول بعض الشيء
هاجر(تقدمت نحوها وقدمت لها بطاقتها):- السيد خيري سيكون مسرورا بتعامله معكم سيدتي ، وقد بعثني خصيصا لأخبركم أن ترتيبات المنزل الذي طلبتموه قد تمت
جوزيت:- يعني ما كان عليه أن يتعب نفسه بهذا الاهتمام كله ، نحن سنستأجره لفترة بسيطة وبعدها ندبر مكانا آخر لكن غالبا لن ننتقل اليوم لا أدري ما الظروف التي ستواجهنا لكن ..حتما سنأتي
هاجر:- لا بأس ست جوزيت ستشرفوننا عذرا منكِ هل ستتأخر السيدة ناريانا لكي أكلمها في باقي الأمور ولا أتعبكِ ؟
جوزيت(لفت وجهها للجانب الآخر):- يمكنكِ انتظارها خارجا بعد إذنك
هاجر(ابتسمت وهي تتراجع للخلف):- تشرفت ..وألف سلامة عليكِ
جوزيت(برقت عيناها فجأة):- لحظة لحظة … توقفي
هاجر:- نعم ؟
جوزيت(عقدت حاجبيها):- كيف عرفتم أنني بالمستشفى ؟
هاجر(ابتسمت بثقة):- الآنسة ناريانا أعطتني العنوان إذ عليكم توقيع بعض الأوراق لأجلنا
جوزيت(رمشت وهي تستفهم):- ها طيب …
هاجر(ابتسمت وغادرت غرفتها كي تهاتفه):- سينيور لقد رأيتها
خوري(وضع الكرة الحديدية خاصة الرياضة من يده وأغمض عينيه):- كيف حالها ؟
هاجر:- تبدو متعبة وقد لمحت بعض الكدمات على جسمها يعني مثلما توقعنا قد تم اغتصابها وفقدت جنينها إثر ذلك
خوري:- حسنا .. كله سيأخذ نصيبه الذي يستحقه ، هل سألتها متى سينتقلون إلى هنا ؟
هاجر:- طبعا طبعا لكنها ترددت بشأن اليوم وما يشغل بالها واضح فحديثها كان مرتبكا طوال الوقت ، وبالنهاية سألتني عن طريقة معرفتنا بأمر حادثها وأخبرتها أن صديقتها تكفلت بذلك
خوري:- هاجر أنتِ تكثرين الكلام كثيرا وهذا يزعج مسمعي
هاجر(ارتبكت):- عفوا منك سيدي ..أي أوامر ؟
خوري:- لا ..
هاجر(انتبهت لفصل الخط وأمسكت على قلبها):- أرجو ألا يكون غاضبا مني افف مني افف .. هاه ست ناريانا
ناريانا(أشارت للطبيب):- تفضل أنت دكتور ..مرحبا آنسة هاجر ما علمت أنكِ ستصلين بهذه السرعة من المجمع السكني حتى هنا
هاجر:- كنت أصلا بطريقي للمدينة وقتها وأحضرت الأوراق اللازمة لاستئجاركم سيكون باسمكِ صح؟
ناريانا:- يس باسمي وكل المعاملات كذلك من فضلك
هاجر:- ولو على راسي ..لكن سؤال خارج الموضوع هل الست جوزيت بخير ؟
ناريانا:- أ..طبعا هي كذلك حادث بسيط لا غير
هاجر:- ألف سلامة عليها إن شاء الله ماذا حصل لها من غير شر ؟
ناريانا(أشارت لها للخروج كي لا يلمحها أي أحد):- سقطت من الدرج لكنها بخير بخير
هاجر:- الله يشفيها ، تمام سأنتظر توقيعكِ على الأوراق ويمكنكِ إحضارها معكِ عندما تقررون المجيء ، ويمكنني أن أبعث بعضا من رجال السيد خيري لو أحببتم مرافقة ؟
ناريانا:- أكثر مما لدينا لا لا لا داعي لذلك سنتدبر أمرنا ثم العنوان مدون بالبطاقة التي أعطيتني إياها حين التقينا أول مرة ..
هاجر:- كانت صدفة جميلة بذلك المستشفى حين التقينا بالمطعم خاصته وشرحت لكِ عن عملي ،، بصراحة أخذت إكرامية جميلة من السيد خيري فقد ابتهج لأنني حظيت بأول زبون للمجمع السكني
ناريانا:- هه أجل بعض الصدف تأتي بخيرها لذلك يمكننا أن ندفع ضعف الإيجار لكن ذلك سيتم لو تحققت رغبتنا الأخيرة ، هل يمكنكِ المساعدة ؟
هاجر:- أكيد لكن ما هو طلبكم ؟
ناريانا:- ألا يتم تأجير المنازل بالمجمع السكني حتى مغادرتنا ويمكننا دفع النسبة التي سيطلبها السيد خيري كيفما كانت
هاجر:- والله هذا الاتفاق لا يجب أن يتم بالواسطة عليكم محادثته مباشرة ، وغالبا سيقوم بدعوتكم أول ليلة على العشاء بمنزله لاستقبالكم ووقتها اطرحوا المسألة عليه وسوف يساعد لا محالة
ناريانا(عضعضت شفتيها):- أوكي وهذا يليق يلا أشكركِ على المجيء حتى هنا ليتكِ تركتِ الملف بعهدة رجالي وما تكبدتِ هذا العناء
هاجر:- ولو هل سأكون قليلة ذوق معكم ، ثم أنتِ زرتِ خالتي المريضة إكراما لي وها أنا رددت زيارة صديقتكِ تساوينا
ناريانا(ابتسمت لها):- ههه حقا ذلك أ…نهاركِ طيب إذن
هاجر(ودعتها):- ونهاركِ أطيب سيدتي …
وائل(لمح ذهاب هاجر ولكن لم يرها بشكل مباشر):- بسس ريانا قد تدبرت الأمر ستنطلق سيارة الإسعاف فور إشارتنا
ناريانا(تفتفت وهي ممتنة أنه لم يفهم أي شيء):- ههه جميل جميل أن نجد من يرافقنا في الجنون أكيد جوزيت تشعر بالغبطة جراء ذلك
وائل(ابتسم):- يا ليت
ناريانا(زفرت عميقا وهي تسير معه عائدين للغرفة):- وائل لو يعني لا تبالغ في ..
وائل(رن هاتفه):- عذرا منكِ هذا إياد غالبا وصل لميرنا أستأذنكِ لحظة ..
ناريانا:- هممم ماشي
وائل:- نعم إيادو ما الأخبار ؟
إياد:- لا لا الأخبار عندك أنت ؟
وائل:- كله تمام يعني ..إلى حد الساعة فنحن سنتوجه للبلدة القديمة
إياد:- أي بلدة ؟
وائل:- بلدتكم يا إياد .. اتصلوا بجوزيت وأخبروها أن العجوز الذي كان يرعاهم اسمه العم نجمي آه المسكين على فراش الموت وأختك ترغب برؤيته
إياد:- لا هذا كثير إنها مريضة كيف ستسافر هذه المجنونة ؟
وائل:- والله نفس الشيء قلناه ولكن تعرف عناد الراجيات لا فكاك منه ، لكنني تدبرت الأمر سوف تذهب بسيارة إسعاف آمنة وسأكون خلفها بسيارتي
إياد:- آهاااه طيب لأنضم أنا أيضا لن أجد مثل هذه الفرصة لكي أزور ذلك البيت ..ثم لن أدع أختي وحدها مطلقا
وائل:- ماشي وهذا يليق لكن ..لا تخبر ميار بأي شيء نحن لا نريد تأزم الوضع بينهما إذا ما لحق بنا إلى هناك
إياد:- تمام لن أكلمه حتى لأنني غاضب منه بعد فعلته لا أظنني سأتمالك أعصابي
وائل:- المهم أن أختك تتعافى يلا أخبرني الآن عن ميرنا كيف هي ؟
إياد:- رأيتها قبل قليل كانت ستنام مرة أخرى تلك البنت تظل نائمة كل الوقت
وائل:- يا روحي .. يعني إياد بما أنك مصورنا الحبيب ألا يمكن أن تفعل لأجلنا مكالمة صورية ؟
إياد:- أي ذكرتني بكمرتي الخاصة سآخذها معي لأصور البلدة
وائل:- يا مستغل الفرص ، إذن بما أنني صاحب الإلهام أعطني حبيبتي لأراها
إياد:- ههه يلا
بالفعل قام بذلك الاتصال الصوري لأجله ودخل للغرفة وجدها تمسح دموعها وتبتسم كي لا يرقب أحد بكاءها ، وهذا ما جعله يهمس لها أن وائل على الخط في البدء رفضت محادثته لكن إياد وضعها أمام الأمر الواقع حين ترك الهاتف بيدها وخرج
وائل(رآها وابتسم):- حبيبتي
ميرنا(دمعت عيناها ونظرت جانبيا):-…
وائل:- أعلم أنني قد قصرت في حقكِ كثيرا ولكن لولا الشديد القوي لما تركتكِ ، شوفي يا روحي الليلة سأزوركِ مثلما وعدتكِ لتعرفي كل شيء أخفيه عنكِ
ميرنا(نظرت إليه وهي ترغب بتصديقه ولكن مطت شفتيها):- …
وائل:- لا تتذمري والله ستفرحين إذا ما قلت لكِ كل شيء ، لكن هكذا هاتفيا ولو صوريا لا ينفع أريد أن أمسك بيدكِ وأنظر لعينيكِ وأنا أسرد لكِ تفاصيل شوقي وعشقي
ميرنا(هزت رأسها برفض):- امم
وائل:- ميرنا لا تقمعيني من بدايتها أنتِ ستسمعينني شئتِ أم أبيتِ ، لأنني انتظرت هذه اللحظة طويلا ولن أدعكِ تحرمينني منها يكفي أنتِ بحاجتي وأنا سأبقى جواركِ نقطة انتهى
ميرنا(عضت طرف شفتها وهزت رأسها رفضا من جديد وقطعت الاتصال):- °عندما لا تكون بجواري وأنا في أمس الحاجة إليك فلا داعي لمجيئك°
وضعت الهاتف جانبا ورمشت لتعقد حاجبيها هي متأكدة أنها لمحت لباس ممرضة قد مرت خلف وائل لكن أين هو … دخلت سريعا لرسائل إياد ولم تستفهم أي شيء لكن ولجت للمكالمات ووجدت الكثير منها لميار وحكيم ووائل وناريانا ، إذن كما توقعت هنالك شيء ما يحدث ، شعرت بالقلق وهمت بلفظ اسم إياد كي يعود للغرفة ولكن استذكرت بألم أنها لن تقوى على ذلك وهذا ما جعلها تمسك بجرس الممرضات لتطلبهم ولكن استوقفها رنين هاتف إياد بصورة ميار هذه المرة …
ميرنا(وافقت على الاتصال ووضعته بأذنها):-…لآرد
ميار(عض شفتيه وأردف):- ألو إياد …أخي أنا أعرف أنك منزعج مني تكرهني حتى يا إياد … لكنني سأصحح كل شيء مع جوزيت صدقني أنا وهي لن نستطيع التخلي عن بعضنا لأننا مرتبطين بشكل دفين لا يسعها قصه بهذه السهولة ..ألو أجبني تت أنا كنت نذلا معها حيوانا حتى ولكن الخطأ كان فيها من البداية لو أخبرتني أنه ابني وليس ابن ذلك الأخرق لكنا قد تجاوزنا مليون شيء ، أي نعم لم أكن سأتراجع عن قراري بإجهاضه ولكن على الأقل لا تخرب الدنيا كما حصل …الآن أنا سأجعلها تنسى ما حصل حتى لو كنت حزينا على خسارة الجنين لكنني سأبذل جهدي لأراضيها وعندما أراك سوف أراضيك أنت الآخر ، ها لحظة سأفصل الخط الآن لدي عمل أكلمك لاحقا أخي …
ميرنا(أفلتت شهقاتها ودموعها وهي تقاوم تلك الابتسامة التي شقت طريقها لثغرها):- °يعني ههه يعني أن وائل لم يخنني معها ولكن …هه ولكن لما أخفوا الأمر و ماذا يحصل أ…إيااااد اهئ إياد°
ضغطت على جرس النداء وركضت صوب غرفتها بعض الممرضات وانتبهن لهن فركض خلفهن هو الآخر ليجدها تبكي بانهيار وهي تشير للهاتف وتحاول النطق بشيء ما ، أشفق عليها لحظتها حتى دمعت عيناه وأمسك عنها الهاتف ووضعه بالمنضدة ليعانقها برفق ويهدهدها …طلب من الممرضات تركهما بمفردهما وتلك اللحظة
إياد:- شتت ميرنتي أنا معكِ أخبريني ماذا حصل بهدوء ، سأفتح لك خانة الكتابة واكتبي لي خذي
ميرنا(أمسكته على مضض وكتبت بثقل جملة واحدة):- وائل لم يخني مع جوزيت ؟
إياد(تنهد عميقا):- هو أخبركِ ؟
ميرنا(كتبت):- لا ميار اتصل وأجبت وتحدث عن هذا
إياد:- آخ يا ميرنا ما كان عليكِ معرفة ذلك بهذه الطريقة
ميرنا(بلهفة كتبت):- هل فقدت الجنين حقا ؟
إياد:- أجل ..يعني تخاصمت هي وميار البارحة وتأذى الجنين مع الأسف
ميرنا(كتبت):- وائل عندها ؟
إياد(هز رأسه بقلق):- يس من البارحة وهو هناك
ميرنا(ابتلعت ريقها وكتبت):- لما لا تخبرونني بأي شي ؟
إياد:- كيف نخبركِ وأنتِ مريضة هكذا ؟
ميرنا(تابعت):- لكنني لست غبية
إياد(رمقها وهي تعطيه هاتفه):- لم أقل ذلك لما تفعلين هذا الآن ، ميرنا ميرنا
ميرنا(أغمضت عينيها):-…°كان يمكن أن أتجاوز هذا المصير لو أنه صارحني فحسب لكنه لم يفعل ، وبدلا من أن يهرع ليخبرني بهذا ظل هناك طيب طيب لا بأس قد تعودت°…
سكوتها ذاك اضطره للمغادرة فهي لن تتعاط معه ولو بقي هناك اليوم بطوله ، فأفكارها لم تكن مرتبة وكل ما عرفته زادها حزنا على حزن فقد شعرت وكأنها وحيدة ، يعني من الواجب مرافقة جوزيت الآن فقد حزنت لأجلها كونها فقدت وحيدها لكن ليبقى أحدهم على الأقل … واحد منهم كانت ستفرق لكن لا بأس هكذا أفضل كي يتعودوا على بعادها شيئا فشيئا .. فجأة أخرست كل ذلك حين شعرت بالصداع يلج رأسها وكأن سهاما حادة تصوب تجاه عروقها فتفتك بها عمدااااا ، أغمضت عينيها لعلها تريح نفسها ولكن ذلك الألم تضاعف وتضاعف حتى ما عاد فيها التحمل وضغطت مجددا على الزر حيث هرعت إليها الممرضة وحقنتها بمهدأ لعلها ترتاح …
تلك اللحظة رفعت ليندا الدمية القماشية بيديها وهي تدكها بالإبر وتضحك أصخب ضحكاتها الفاجرة ، وبعد برهة وضعتها في صحن مليء بالدم وغطته بالقماش واستقامت وهي تنفض يديها لتخرج من ذلك القبو وهي تتمايل بفستانها الطويل والذي يرمز لهيبتها المتجلية في سحرها الأسود
مغدور(مسح على يده المضمدة):- مولاتي سيارتكِ جاهزة وعليكِ الذهاب للسفارة
ليندا(أزالت الغطاء ورمت به أرضا قبل أن تلج غرفتها عارية):- مغدور ..أكنا نتوقع هكذا أيام مرحة هكذا ؟
مغدور(التقط الفستان وهو يعانقه مهرولا خلفها):- أكيد لا يا سيدتي فأيامنا هذه ستكتب في التاريخ
ليندا(فتحت الدولاب وهي تلامس جسمها بيديها):- أحتاج لحقن بوتوكس جديدة هذا الأسبوع ، قم باتصالاتك ودع المختص يزورني في وقت ما
مغدور:- ولكنكِ أنجزتها مؤخرا يا مولاتي كأنه سيضركِ ؟
ليندا:- مش شغلك نفذ وخلصني يا عديم الرجولة
مغدور(نظر لجسمها):- وما ذنبي إن كنت مخصيا هاااا ؟؟؟؟؟
ليندا:- ههه على أساس أنكِ ستشتهيني ؟
مغدور(حرك عينيه بحول ونظر جانبيا):- ما كنت لأجرؤ
ليندا(وضعت الطقم على السرير):- هل وصلكم أي خبر عن فاروق ؟
مغدور:- لقد ذهب لمقر عمله هذا الصباح يعني لا شيء غريب
ليندا:- وأخبار الوطن ؟
مغدور:- سلسبيل وفخرية التقوا ببيت كهرمانة البارحة
ليندا:- آآه معشر الساحرات يلتقين أخيرا معا ياااي لولا الممنوع لكنت أجاورهم حتى ، أخواتي المسكينااااات
مغدور:- يا ليتنا نحن أيضا هناك كنا استمتعنا أكثر
ليندا:- سيأتي يوم ونعود فيه إلى هناك لكن حاليا علينا أن ننتبه لعملنا ، اذهب ودعني أنهي ارتداء ثيابي يا مخبول
مغدور:- هننمممي أمركِ مولاتي
غادر مخدعها وتركها ترتدي ما يلزم لتذهب لعملها هي الأخرى والذي توضح كيف وصلت إليه بالأخير ، همت بتفعيل اتصال لفاروق كي تسأله عن الحقنة ولكنه لم يرد على اتصالها فقد كانت أفكاره تخطط للإيقاع بتلك الشقراء في شباكه بعد عشاء تلك الليلة في بيتها ، والذي سيكون بالنسبة له بمثابة فرصة ذهبية يا إما سيصيب فيها أو يخيب … لكن غالبا هي التي ستصيب يا سيد فاروق
عمو بشير:- هذا ما ورد يا إيزابيل امسحي هذا الفيديو واحرقي الشريحة وانتبهي الليلة من أن تقعي بالحديث وحاولي أن توقعي به أنتِ حسب شطارتك أكلمكِ غدا سلام
إيزابيل(ببؤس):- لم يتحدث ولا لحظة عن بناتي ألا يسعني معرفة أخبارهن يعني تت ؟؟
يختي يا إيزابيل نفذي دورك من المهمة وعودي لهن يعني ما الذي سيمنع ، ههه لقد سمعت كلامي وتوجهت للثلاجة كي ترى ما ستطبخه الليلة رائع منكِ ذلك فلا تشغلينا لأنه لدينا محادثة طارئة علينا تغطيتها ولنقل بالضبط حقبة علينا أن نزورها ^^


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-10-17, 02:17 AM   #749

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في مدينة أخرى
وصل أخيرا بعد أن أمضى ساعات وهو على الطريق ، دلف إلى الفندق الذي حجز غرفة فيه لأجل رحلته وقام بالدخول وهو يجر حقيبته ليرتمي بحضن السرير ويرتاح قليلا … لكن الراحة لا يمكننا السماح بها يا درع الدبابة ببطن جائع ، ههه انتفض سريعا وطلب الكثير من الأطباق لكي يتناولها على الغذاء كي يتحرك مساء لمهمته ببطن شبع ولهذا عليه إجراء اتصال ليؤكد على الموعد
كاظم(أزال قميصه ورماه على السرير وتوجه للدش كي يجهز الحمام قبل مجيء الطعام):- اممم لما لا يجيبون افف …ها ألو مرحبا معكم التحري كاظم النابلسي لدي موعد مع المدير هذا المساء وأردت التأكيد عليه لطفا منكِ آنستي ؟
السكرتير:- الآنسة طردت هذا الصباح سيدي لذلك هل يمكنني أن أراجع معك الموعد لأنني جديد بالعمل ، كرر لي اسمك من فضلك لأبحث بالأجندة
كاظم(بقنوط):- كاظم النابلسي
السكرتير:- هاا أجل وجدته تمام لديك الموعد على الساعة 5 بعد الزوال
كاظم:- أهاه مشكور إذن حبذا لو أجد كل مدراء الفرع بذلك الاجتماع
السكرتير:- عذرا ولكن الاجتماع ألغي لكنك ستجد المدير العام لكل الفروع شخصيا وهذا يكفيك أكثر منهم
كاظم:- لا يهم لا يهم أي واحد فيهم سيساعد
السكرتير(انتفض من ربتة الكتف):- حاضر سي..سيدي …/ قممم ماذا فعلت الآن ؟
أريج(بحنق):- سأنسى أنك ابن أخو عمو بلال خريج الضيعة وسأفكر بأنك سكرتير مبتدأ في هذا الميدان ومن واجبي منحك فرصة
ميمون:- والله أنا لطيف جدا وها أنا قد بدأت العمل بشكل أفضل من تلك السكرتيرة الفاجرة
أريج(صغرت عينيها حين تذكرتها):- على فكرة هل أوصلت خبر طردها لمديرك مثلما أمرتك وأنا في طريقي إلى هنا ؟
ميمون(ابتلع ريقه):- والله لحد الساعة كما ترين يا ست أريج ما زلت على قيد الحياة ، لكن بعد إخباره يجوز أن أعود للضيعة في تابوت
أريج(ابتسمت بخبث):- خيرا خيرا فعلت
ميمون(انتفض من ابتسامتها تلك):- أنا أصلا كنت أعرف أن نهايتي ستكون على أنامل امرأة
أريج(تحركت بعنفوان):- هل هو بمكتبه ؟
ميمون:- ولو كان غادره لكان عرف بأن سكرتيرته أصبحت ذكرا
أريج(أخفت ابتسامتها وأشارت له):- لا تتكلم كثيرا أنجز عملك ولا تجعله يتذمر منك وإلا طردتك بنفسي
ميمون(تحت أنفه):- كيف تطرد وتوظف من نفسها حتى أنه ليس لها أدنى صلاحيات هنا ، أكيد مديري المسكين يعاني منها آخخخ لو يعرف أنني انتقلت فجأة من ناسخ الأوراق للسكرتير ماذا سيفعل لن أتخيل كي لا أمرض لينفجرا هي وإياه …
عدلت خصلات شعرها الأشقر خلف ظهرها وتقدمت بثيابها الأنيقة والمبهرة صوب مكتبه ليقاطعها بذراعه حين استوقفها بحركة غير سوية جعلتها تبتعد عنه وهي ترمقه بنظرات نارية
أريج:- ما بالك رشيد ؟
رشيد(تنهد عميقا):- إلى متى ستتجاهلين اتصالاتي ؟
أريج:- إلى الحد الذي يريده عقلي ، ثم لو أخبرت صديقك بأنك تتحرش بخطيبته تخيل معي ماذا سيحصل آنذاك
رشيد(جذبها بقوة وهو يهمس تحت أنفه):- أنا تركت تلك الصداقة على جنب وما عدت أعرف أي شيء في هذا الحياة إلا أنتِ ،،، أنا أحق منه بكِ يا أريييج أنا من رأيتكِ قبله وهو
أريج(دفعته عنها):- إن لمستني مجددا والله سأخبره عن هذااا كف عما تفعله لأنني لا أريدك
رشيد(مسح فمه وهو يراها تدخل للمكتب بخفة):- أنا سأريكما كيف تستغفلانني يا أريج منصور عبد الرحمان أنتِ ولؤي الورداني صبركما فقط هممم
أريج(تسارعت خفقاتها وهي تلتقط أنفاسها ملتصقة عند الباب ومغمضة عينيها):- الله يلعنك
لؤي(صغر عينيه فيها وهو يرفع رأسه عن ملفه):- أفندم هل تقتحمين مكتبي لكي تهينني يعني ؟
أريج(فتحت عينيها لتستدرك نفسها):- طردت سكرتيرتك الفاجرة
لؤي(أقفل الملف والحاسوب وهز رأسه):- أي رقم كانت هذه الضحية ؟
أريج(رفعت أصابعها وهي تتقدم للصالون المرفق بالمكتب):- أربعة يمكن
لؤي(استلقى برأسه على الكرسي وهو ينظر إليها):- أكل هذه غيرة ؟
أريج(وضعت رجلا على رجله وهي توضب حقيبتها على الطاولة):- غييييرة هااااء أنا لا أغار يا حلوي لأنني أمقت تواجد سكرتيرات فاجرات بالشركات ، واللاتي يتصيدن الفرص بأطقمهن السافلة كي يوقعوا بقلب المدير وموظفينه
لؤي:- أتفعلين هذا بشركة أمكِ وعمكِ وليد أيضا ؟
أريج:- أجل وفعلت ذلك أيضا بمقر عمل بابا ياسر يعني لا شيء يمنعني ، ها حتى بمكتب أختي سارة قمت بطرد إحداهن حين كشفت تملقها لسامر يعني حرام أن أرى المنكر ولا أصححه
لؤي(استقام من محله):- لما لم تأتِ البارحة لقد انتظرتكِ ؟
أريج:- أخبرتك أنني لن أفعل أنا لا أزور رجلا أعزبا في بيته قبل الزواج
لؤي:- أي عقلية هذه أردت أن نتناول العشاء معا فحسب ...)ثم أنتِ خطيبتي
أريج(رمقته وهو يخرج من ثلاجته بعض البسكويت والزبادي بطعم الشوكولاطة):- أ… ولو بابا لا يحب هذه اللقاءات وكذلك عمو وليد نبهني عنها
لؤي:- مثلما قلت سابقا لن أتزوجكِ أنتِ بل سأتزوج كل العائلة
أريج:- مش لما أوافق أصلا ؟
لؤي(جلس مقابلها ووضع رجلا على رجل وبدأ بأكل ذلك):- ألم توافقي بعد ؟
أريج(فركت يديها ونظر ليديه):- عيب أن تتناول هذه المخدرات وحدك
لؤي:- لو أردتِ مشاركتي تعالي جواري
أريج(رفعت حاجبها وهي تنظر لعضلاته المتفجرة من قميصه الأبيض ذو الأكمام القصيرة التي تبرز عروق ذراعيه ومدى قوتها الرياضية ، بدون التطرق للعطر وللنظرات فتلك حكاية أخرى):- ..لا
لؤي(هز كتفه وهو يتناولها بنهم):- ذلك شأنكِ ….هيا تكلمي ما الذي أحضركِ إلي هذا الصباح لعلني أتغاضى عن طردكِ لموظفة بشركتي هكذا لله في سبيل الله
أريج(أشارت بإصبعها وهي تستقيم):- ليس عشوائيا والله رأيتها وهي وهي ..تتحدث عنك بشكل ماسخ جدا يااااع وكأنها لم ترى مطلقا كتلة عضلات ناطقة
لؤي(أطلق ضحكة فجائية):- هههه أهكذا ترينني ؟
أريج(لا تضحك لا تضحك أنت تدمر مقاومتي بجمال ضحكتك):- يعني …
لؤي:- لا تعيدي اللعب بلون شعرك أحبه هكذا كما رأيته أول مرة
أريج:- فكرت بالأسود فانتظر مفاجأتي
لؤي(أمسك ما بيديه ووضعهم على الطاولة والتقطت قطعة بسكويت واحدة ليلحقها عند النافذة):- الأسود ..اممم ممكن تقبله قليلا لكن حين نتزوج سأمنعكِ من القيام بأي شيء
أريج(وضعت يدها على خصرها والتفتت إليه):- لا والله هل بدأنا التحكم من الآن ، أصلا قلت لك أنا حتى لم أوافق عليك فأهلي من وافقوا وهذه مشكلتك
لؤي(طوق عنقها بذراعه ووضع البسكويت بفمها):- كأنني أسمع موافقة قلبكِ منذ الوهلة الأولى
أريج(تناولتها وهي تمصمص شفتيها):- أنت تحلم
لؤي(التقط منديلا ورقيا ومسح شفتها بخفة):- دعيني أحلم إذن
أريج(نظرت لصدره وحركات شفتيه وشعرت بالدوار):- أ…أجل سبب مجيئي إليك هو أخي مجد امم احم لقد لقد حدد موعد زواجه هو ورنا وسيكون أواخر هذا الشهر يمكن ، يعني قد مرت سنتين على خطوبتهما ولا أدري مامي ناديا ما زالت محتجة على الموعد عكس خالتو مريم فهي لا تفرق عندها بشيء هي وعمو ابراهيم و و..بابا يريد تسريعه بينما بينما عمو..عمو وليد بقي بين البينين يحاول إيجاد حل لفك المسألة بدون عوائق كي ترضى كل الأطراف
لؤي(كان يلاعب خصلات شعرها ويراقب ملامحها المتوترة):- يا أريج ربيعي
أريج(اهتزت شفتها من قرب أنفاسه منها):- ماذا تفعل ؟
لؤي(انحنى برأسه ليطبع قبلة خفيفة على طرف شفتها):- أحاول أن أفهم
أريج(أغمضت عينيها لتنساب معه قبل أن تدفعه عنها):- تفهم ماذا وو أنت تحاول تقبيلييييي ؟
لؤي(أحنى كتفيه باستسلام):- بعمري ما رأيت خطيبين لا يقبلان بعضهما إلا نحن
أريج(أمسكت حقيبتها بغضب):- كنت مخطئة حين أردت أن أعوضك بتناول الغذاء لكنك لا تستحق
لؤي(هل قالت غذاء):- هيييه مهلا أرييييييييج توقفي عندكِ …أريج../أنت ماذا تفعل هنا ؟؟؟
ميمون:- والله صرت سكرتيرك الشخصي الآن وعليك تقبل ذلك
لؤي(أشار له بإصبعه):- سنتفاهم يا ميمون سنتفاهم
رشيد(أطل من الرواق):- ماذا يحصل بينهما ؟
ميمون:- علمي علمك سيد رشيد غالبا تخاصما كالعادة
رشيد(ابتسم بخبث):- خصومة الدهر إن شاء الله
لحقها للمصعد في اللحظة الأخيرة ودخل رفقتها حتى الموظفة التي أرادت مشاركة المصعد معهما طردها بلباقة وأقفل الباب عليهما وضغط على زر السطح، التفت إليها ووجدها جاثمة بإباء في الركن وتقدم نحوها ليحيط الجدار خلفها بيديه وهو ينظر إليها
لؤي:- لما تتعبينني هكذا ؟
أريج(رمشت وهي تتنهد بتعب من حصاره المهلك):- لقد ..يعني ..أنا حزينة بعض الشيء لذلك
لؤي(سرعان ما وضع يده على فكها بحنان):- ومن هذا الأخرق الذي يزعج خطيبتي ؟
أريج:- ولا مرة قلت لي حبيبتي ولا حتى أحبكِ وتأتي لتقبلني هكذا ببساطة ؟
لؤي:- اعتقدت أنكِ لا تحبين هذه الأشياء ، ثم أنتِ هل قلتِ لي يوما كلمة طيبة كله صد وجفاء وسم بدن على الكثير الكثير الكثير من الكلمات البذيئة والخالية من حس الأنوثة
أريج:- الله الله وكأنك تشكك بأنوثتي هنا ؟
لؤي(ابتسم خبثا):- كوني أكيدة أن هذه الجملة أروع ما ذكرته في حياتك فأنا أتوق للتعرف على جيناتك الأنثوية لو وُجدت يعني
أريج(احمرت خجلا ودفعته لتتجاوزه للخروج بعد أن فتح الباب):- ابتعد هكذاااا … هفف ما بالي تفوهت بتلك الجملة السافلة
لؤي(لحق بها وهو يهز رأسه بدون فائدة):- لا أعرف لما ما زلنا مع بعضنا فكل لقاءاتنا شجار وعصبية ولكنني لن أسمح لكِ بأن تفكري بالخروج من دائرتي أنتِ لي
أريج(وضعت يدها على جذع الشجرة المزروع في حديقة السطح واتكأت عليها):- …لارد
لؤي(وضع يديه بجيبه وتقدم نحوها):- هنالك أمر ما فيكِ أريج أخبريني ممكن ؟
أريج:- الوضع بالبيت ليس سويا لقد تخاصم بابا مع عمو وليد
لؤي:- الله أكبر خصومة بين سيادة المستشار ياسر مع المستر وليد …والسبب ؟
أريج:- مامي
لؤي:- يا عيني ولماذا هذه المرة ؟
أريج(هزت كتفيها بدموع):- لأنها أخفت عن بابا أمر سفرها هي وجدتي جميلة في حين ..
لؤي(تابع عنها):- كالعادة عمو وليد يكون على علم قبله
أريج:- تماما
لؤي(أحنى كتفيه وهو يطل عليها):- ولهذا ليس علينا أن ننزعج فهم هكذا دوما وبالأخير يتصالحون وكأن شيئا لم يكن
أريج:- هذه المرة مختلفة فقد انزعجت مامي كثيرا وقالت أنها ستسافر ولن تعود مجددا وتخيل الأمر
لؤي:- الآن ماذا قال أبو خطيبتي المصونة السيد ياسر ؟
أريج:- بابا عصبي جدا ولم يتقبل المسألة والموضوع أن عمو وليد عرف بالصدفة ولم يكن يخطط لذلك ، لكن أقنعه أنت أنه عرف صدفة لقد اتهم مامي بأنها تسر له بدلا عن زوجها وهنا غضبت خالتي حنين وغادرت القصر لتبقى عند عمو جاد وهيلينا
لؤي:- اممم واضح أن المسألة كبرت كثيرا وماذا فعل عمكِ وليد ؟
أريج:- لا شيء تركها تذهب وسحر لحقتها إلى هناك لكن كرم بقي معنا ولم يغادر ، حاولت معه جدتي جميلة لكي يعيدها ولكنه رفض وقال بأنه عليها أن تعود من نفسها مثلما ذهبت كذلك من نفسها
لؤي:- وناديا ما كان موقفها ؟
أريج:- انزعجت لأنها سبب كل هذا الإشكال ولكن السفر كان ضروريا وبابا رفض أن تذهب بأي شكل كان فما وجدت أمامها إلا الذهاب سرا مع جدتي جميلة والعودة بعد يومين
لؤي(حك جبينه ووضع يده على الشجرة خلف رأسها):- وكيف سنحل هذا كله ؟
أريج(دمعت عيناها):- أمقت الخصومات لأنها تشعرني بالعجز
لؤي(بلهفة وضع إبهاميه على خديها ليمسح دمعاتها):- أريج القوية لا تبكي عجزا سنحل الأمر على العشاء ما رأيكِ ؟
أريج:- كيف ؟
لؤي:- تقومين بدعوتي لبيتكم على العشاء وقتها سيضطرون للجلوس سوية على طاولة العشاء ويمكن وقتها فض النزاع بينهم إذا ما اجتمعوا
أريج:- هي فكرة كانت ستنجح مع شخصيات أخرى وليس الثلاثي الدائم خاصتنا
لؤي:- لدي فكرة أخرى لما لا ندعهم يحلون مشاكلهم براحتهم مثلما فعلوا سابقا مرارا وتكرارا، ونهتم نحن بما يخصنا فهذا دورنا غالبا
أريج(عضعضت شفتيها حين أمسك يدها وقبلها وسرعان ما جذبتها):- هذه الحركات لا تؤثر بي
لؤي(تنهد ووضع يده على جذع الشجرة):- إن مت فجأة فليعلم الكون أنه بسببك
أريج(تحركت ضاحكة):- لا تتأخر علي بالمطعم خاصة عمو إدريس لأنني جائعة هاه
لؤي:- اممم موعد جميل سأحرص على ألا أفوته حتما
أريج(نظرت إليه بينما خصلاتها كانت تلاعب الرياح):- سأنتظرك
لؤي(غمز لها بعشق وهو يتنفس بأريحية):- سآتي إليكِ حبيبتي …
آخر كلمة قالها بخفوت وهو يبتسم لها حتى اختفت وسط المصعد واستعاد نفسه لكي ينزل لعمله وينهيه ويتوجه إلى متعبته التي لا تنفك تشغل باله بتصرفاتها العفوية طوال الوقت …وهذه مرحلة جعلتنا نكتشف القليل من حكايا روايتنا السارقة وأبطالها الذين اشتقنا لهم كثيرا كثيرااااااااا فهنيئا لجدار برلين قد تسنى له رؤيتهم ونحن لنا الله

هاه أصلا الأخ غير مهتم بالمرة لقد سقط في الأكل ولا كأن لديه مواعيد مهمة أو أنه سيفك لغزا ما ، على العكس كان مسترخيا وهو يشاهد المباراة ويلتهم ما يوجد بأطباقه لغاية ما رن هاتفه مقاطعا إياه ، زمجر من إزعاج رنينه لكن حين رمق الرقم فك انعقاد حاجبيه
كاظم:- لبنى ؟؟؟
لبنى:- أجل لبنى يا كاظم أحتاج لرؤيتك سريعا هل أنت في البيت ؟
كاظم:- لا بل مسافر يعني ماذا حدث ؟
لبنى:- أعتقد بأنني وجدت خيطا يوصلنا إلى عبد الجليل ابن إخلاص
كاظم:- أي خيط هذا ؟
لبنى:- خيط الراقصة الجديدة التي ستعمل ببار ماما سكر
كاظم(انتفض من محله):- أنتِ تتكلمين بجدية هل أنتِ واثقة ؟
لبنى:- مثلما تسمع في البدء شككت بالأمر لكنين لاحقته وعرفت أنها ستعمل الليلة بالبار
كاظم:- طيب وأين هو ذلك الأخرق هل هو معها ؟
لبنى:- لا أعرف شيئا أردت إخبارك لكي تخبرني كيف أتصرف ؟
كاظم:- أ..لا تفعلي أي شيء من نفسك دعي الأمر يسير على راحته لكن راقبيه عن كثب ، إياكِ وأن تفلت منكِ هذه البنت إنها أملنا الوحيد
لبنى:- طيب
كاظم(حك جبينه وهو يرمش):-أ.. تمام أشكركِ على الاتصال وكوني على يقين ستنقذين أما مظلومة من براثن السجن
لبنى:- ولأجل هذا تواصلت معك
كاظم:- يعني ما كنتِ ستفعلين ؟
لبنى(اغرورقت عيناها بالدموع):- طبعا لأنني لا أرضى لنفسي أن أكلم شخصا مثلك
كاظم(أغمض عينيه):- إن لم يكن هنالك شيء ضروري مضطر لأقطع الخط
لبنى:- لا تشغل نفسك أنا من سيقطعه لأنني من يغامر بحياته كي يفيدك بالمعلومات سلام …
كاظم(بحنق رمى بالهاتف جواره على الكنبة):- أستغفر الله
مسح على جبينه بعصبية ودفع طاولة الأكل عنه واستقام منزعجا ليرفع الهاتف من جديد ويتصل
كاظم:- عمي بشير لدي معلومات تفيد موقع لمياء زوجة عمر ،
بشير:- طيب والحقير ابنه ؟
كاظم(حك شعره):- لا أعلم بشأن عبد الجليل لكن يمكننا ملاحقتها لو أردت
بشير:- أخبرتك العميلة بذلك ؟
كاظم:- أجل ويمكن للعميلة لبنى أن تساعدنا في هذا حتى
بشير:- غريب لما لم تتصل مباشرة بنا وكلمتك أنت ؟
كاظم(أغمض عينيه فالعم بشير يلتقطها في السماء):- والله حين تكلمها اسألها
بشير:- ولد ولد أجبني بأدب وإلا ….
كاظم:- حسنا ها أنا ذا أكلمك بمنتهى الأدب حتى
بشير:- أعلم أنك تلهو هناك ولن تقدم ولا تؤخر يا فاااااشل
كاظم:- شوفو الظلم بعينه والله يا عمي أنا لا ألهو هنا
بشير:- بلى تلهو حتى أنك تغرق في أطباق الطعام المتنوع الذي طلبته
كاظم:- لا لست أتناول الطعام حسنا كنت أفعل
بشير:- أجل أنا أعرفك وأحفظك عن ظهر قلب حتى أنك كنت ترفع صوت التلفزيون على آخره لكن حي هممت بالاتصال قطعت حسه
كاظم(صغر عينيه):- يوووه ألا يوجد بعض صلاحيات الترفيه لعملائكم ما هذا التظلم
بشير:- إلهي أشوفك بإصلاحية أطفال تكنس بين أروقتهم يا ولد ، أنظر إذا لم تحضر لي نتائج مهمة عن القطع الذهبية فلا ترني خلقتك الشؤم ماشي
كاظم:- بعمرك ما أشعرتني بأنني ابن أخيك ولا من دمك ولا حتى يجمعنا لقب واحد ، لو كانت ن..
بشير(هدر فيه بعصبية):- إياك وأن تلفظ اسمها على لسانك
كاظم(أغلق عينيه):- انبذها قدر ما تشاء لكنها ستبقى ابنتك وداعا عمي لدي عمل
بشير(أغلق الهاتف بقوة ونظر للجانب بغمغمة حزن):- أنا لن يكون لدي ابنة مثلها ولا أتشرف
كاظم(رمى بجثته على الكنبة وهو يمسح على جبينه من هول كل هذه المشاكل):- لم أسأل عن ميسونتي غالبا هي في انتظار اتصالي الآن …
ميسون(ركضت للغرفة وأغلقت الباب وجلست على السرير لتجيب):- كاظم
كاظم:- عمو عمو يا هبلة
ميسون:- ههه عمو لا تليق بعملاقي الخاص ، كيف حالك ؟
كاظم:- بخير كنت أتناول غذائي
ميسون:- نحن لم نتناوله بعد فعمتي نور ما زالت تحضره مع هند لأجلنا ، أ..كنت أود سؤالك عن شيء هل لك أن تتصل بها وتطلب منها أخذي معها إلى ميرنا ؟
كاظم:- هذا لا ينفع دون استشارة أبيكِ ماستي لذلك دعيها تخبره وبعدها يمكنك القرار
ميسون:- حسنا
كاظم:- قولي لي شيئا جميلا يا صغيرة ؟
ميسون:- ههه أنت جدار برلين وعملاقي ودرع الدبابة وباب الطعام المتلاحق ساعة بعد ساعة
كاظم:- امممم هذه مخبولتي الحنونة …
ظل يحادثها بطرافة ولم يلاحظ أنه يلتقط من صحنه ويتابع الحديث لغاية ما نادتها نور لتلتحق بوجبة الغذاء ، ودعته وركضت إليهم وجدتهم يجلسون في أمكنتهم الخاصة رفقة هند ونور فقط ، فهمام ظل بالخارج يراقب الأوضاع مع الرجال بينما فؤاد بقي بالشركة ولن يعود حتى المساء … ورغم أنها وافقته مجبرة وعلى مضض إلا أنها تنوي رد الصاع صاعين له في اليوم الموالي ولن تجعله يمشي كلمته عليها مهما حصل ، فهي عليها التزامات ويا ويل وسواد ليل رنيم لو أخلفت حضورها إذ لم يتبقى سواها هناك ، والمسكينة بدورها ما زالت تعاني وتحاول اللحاق بكل شيء ناهينا عن مشاعرها المحطمة بعد سماع صوت رأفت وحضور أبيه وضغطه عليها بترك الأولاد بعهدته 24 ساعة قادمة وهي تعرف عناده سيفعلها ولو بالقوة … زفرت عميقا وانهمكت في توقيع الملفات وفكرها يصب في البيت مع أيهم وسجى ولذلك اتصلت بهم لتتفقدهم وأخبروها أن كل شيء على ما يرام وهذا ما جعلها تتمم العمل بإنهاك لعلها تلحق تسوية كل الأمور وإلا قتلتها نور واتهمتها بإهمال شركتهم التي تم افتتاحها لتكون بلسمهم الشافي رغم أنها ليست كذلك بالنسبة لمن افتتحها شخصيا …
بعد مدة
كان يكسر العصا الخشبية وهو يجلس على الحجرة المقابلة لبيتهم بينما كان يتناول بعض البذر بنفاذ صبر ، رمى بقايا العصا وعدل نظاراته الشمسية ونظر إليه وهو يهز رأسه بقلة حيلة فيه
حكيم:- ما تفعله لن يغير أي شيء ؟
ميار:- أنت لا تتدخل ، هيا حبيبي طلال هل علي أن أدفعكم يعني اجعلهم ينظفونه بشكل سريع
طلال:- ألم يكن جيدا لو أحضرنا بعض نساء البلدة وقمنا بدفع أجرتهن
ميار:- ها كي يكثر الحديث عن بيت آل نجيب ونصبح في سين وجيم
حكيم:- ليسأل أحدكم عن طعام الغذاء الخالة بديعة لم يظهر لها أثر مذ دخلت بيتها
ميار:- لنبعث لها بأحد الجرذان أكيد سوف تفر هاربة
حكيم:- دعك من المرأة ورتب أعذارك الواهية لأن جوزيت على الطريق في سيارة الإسعاف يا بعدي
ميار:- وأين الصعوبة في الأمر سوف أذهب بعد قليل لبيت العم نجمي وأوصيه بالكلمتين اللتين سينطق بهما أمامها لعله يلين قلبها وهوووب انتهت المشكلة
حكيم:- ألا تفكر بالعجوز حتى لقد قالت زوجته أنه على فراش الموت يا رجل
ميار(هز كتفيه):- ولكنه لن يموت ههه إنه يتدلل فقط أنا أعرفه هو ثابت كالجبل وعكة وستمضي
حكيم:-أبفهم فقط سر هذا التفاؤل الذي يصعب علي هضمه حتى
ميار:- إنه كامن في هواء البلدة هنا منبع عشقنا وهنا سيفيض
حكيم:- ههه يفيض أخشى أن تفيض خيبات أملك بالأخير
ميار:- فقط ارحمنا من تشاؤمك البائس ياااا
حكيم:- أنا أشعر بالضجر وأريد العودة للمدينة لكن لا يمكنني ترك ابنة عمي مع أهبل مثلك ، مجبر على البقاء هنا بينما ميرنا تعاني هناك وحدها
ميار:- لا أحد يمسكك بالحبال الطريق أمامك
حكيم(استقام من هناك وهو ينفض يديه):- حري بي أن أتفقد الخالة قبل أن أفقد صوابي معك ، خالتو بديعة يا بدعدع هيييه أين وصل طعام الغذاء ؟
بديعة(كانت تحرك ما بالقدر):- ثوان معدودة وسيكون جاهزا أين هو ذلك المشاغب ؟
حكيم:- يسهر على تنظيف البيت شبرا شبرا
بديعة:- وهل تنظيف البيت يجبر الخواطر ؟
حكيم:- لم تخبريني يا خالتي متى استقريتِ هنا ؟
بديعة:- منذ فترة بسيطة حين طردوني من بيتي وباعوه الله لا يوفقهم
حكيم:- من هم ؟
بديعة:- أهل زوجي
حكيم:- أليس لديكِ أولاد ؟
بديعة:- لا ليس لدي
حكيم(اقترب منها):- تمام اعتبري بأننا أولادكِ إذن
بديعة (دمعت عيناها وابتسمت له):- أنت ممكن لكن ذلك المشاغب مطلقا هل تريدني أن أموت على شيبتي
حكيم:- ههه دعيني أساعدكِ بتقطيع البقية عنكِ إذن
بديعة:- ساعد ساعد واحكي لي عن القلب أشك بأن لديك حبيبة تتلهف للعودة إليها
حكيم(شرد في عصفورته الصغيرة):- إنها أنفاسي وحين أبتعد عن مدارها أختنق لذلك تجدينني على أعصابي هنا
بديعة:- طيب تزوجها ما دمت تحبها لهذه الدرجة ؟
حكيم:- ههه صدقيني لقد فعلت ولكنني طلقتها
بديعة(شهقت بفزع):- طلقتها وأنت تحبها ؟
حكيم(تابع التقطيع بوجع):- أحيانا تحرير القلوب يرحمنا من مشاعر الشفقة ، وهي تحتاج لوقت وقت طويل حتى تستوعب الحقيقة
بديعة:- وضعك شائك
حكيم:- ههه جدا
خرس لحظتها وهو يتنهد شوقا إليها فرؤيتها الآن ستجعل رئتيه تعود للعمل تلقائيا ولا يشعر بذلك الضيق والاختناق بعيدا عنها ، تابع ما كان ينجزه والخالة بديعة تحادثه مرة بعد مرة وتسأله عنها ولا أعلم لما هذه السيدة ستطيل معنا البقاء هل شعرتم بذلك مثلي يعني هههه ؟
ميار(صرخ من الباب وقاطع كل شيء):- حكييييييييييييييييييم تعال تعال
حكيم(هرع إليه):- ماذا بك ماذاااا ؟
ميار(أشار للبيت):- كيف سنقوم بحل تلك المشكلة ؟
حكيم(رمق انكسار زجاج النافذة وضربه لكتفه):- حسبت أن هنالك مشكلة حقيقيية ماذا تريدني أن أفعل يعني هل ألصق جبيني هناك حتى لا تمتعض الست جوزي ، ثم أساسااااااااااااا لن ترفع رأسها إلى هناك ولو فعلت فهذا راجع للزمن يخويا فكف عن عبطك ولا تضغط علي وإلا تركتك وهاجرت
ميار(كتف يديه):- طلالووو أليس لديك فكرة ؟
حكيم(جمع قبضته بعصبية):- يا ربييييييييي على هذاااا دردشة خالتي بديعة أهون منك مليون مرة ، قليلا بعد وتعال لتناول الغذاء وإلا مت جوعا
ميار(مت جوعا):- هئئئ كيف نسيت أمرها ياااا إلهي ….(أسرع بالتقاط هاتفه واتصل) صلني فورا بالمدعو عابد أين هو ؟
كبير حرسه:- جاثم محله يا سيدي
ميار:- تمام سارع إذن ..
عابد(التقط الهاتف بعد برهة):- س…سيدي ألووو
ميار:- اسمعني جيدا يا عابد لقد وصلتني الأخبار بشأنك والكل ممتن من عملك وهذا يجعلني أضع هذا الصنيع على جنب وقد أكرمك بمكافأة أيضا
عابد(بفرحة):- ح ..حقا سيدي ههههنن أسعدت قلبي
ميار:- وسأسعده كثيرا إذا أنجزت مهمة صغييييرة جدا لأجلي
عابد:- ط…طبعا طبعا سيدي أطلب وأنا ألبي
ميار:- عال ..سوف تنزل للمطبخ وتملأ كل الأكل الموجود هناك بسلة تمام ، إضافة لقنينات ماء كثيرة وتضعها كلها بصندوق ستجده بسقيفة المستودع ..المهم ستتوجه بها للتمثال
عابد(جحظ عينيه بجزع):- ه…هئ لتلك العارية الماسخة لا والله ما هذا هل تود مني أن أقدم لها قربان الأكل كي تخرج لي في كوابيسي يكفي أنني كلما رأيت في عينيها شعرت بها تحدق فيني أي والله تحدق فيني
ميار(بنفاذ صبر):- عابد أترى البندقية المعلقة على الحائط على يمينك هكذا ؟
عابد:- أ…أجل ما بها ؟
ميار:- سأجعلها تحدق في جمجمتك إذا عارضت كلامي مرة أخرى
عابد:- و…ولكن
ميار:- اخرس اخرس ستفعل ما آمرك به وأنت ساكت ، ستتوجه بالصندوق ناحية التمثال
عابد(بقنوط):-ل.. لا تخبرني أنني حين أغمض عيني سيختفي الصندوق وندخل في فيلم رعب ؟
ميار(بعصبية):- أيها الثرثار الغبي
عابد:- ح..حسنا حسنا سأفعل علما أنني ما زلت أعاني من ألم في بطني فأنا أعد الثلاث دقائق بالهاتف وأنا بالحمام حتى لا أخرج عن طوع أمرك
ميار(مسح على جنبيه):- أتعلم الخطأ على من على الذي وظفك ، عاااااااابد لآخر مرة ستلقم كلامي وإلا جعلتهم يخرجونك للأقفاااااص
عابد(برجفة):- ت..ت…تح…تحت أمرك
ميار:- بعد أن تجهز الصندوق ستدفع التمثال بيديك ناحية اليسار
عابد(صرخ):- سألمسهاااااااااااااااااا لا لا لا لا ربي سيغضب مني فإذا لمستها وكأنني زنيت
ميار(ضرب على جبينه):- الرحمة يا ربي الرحمة ، تعانق ماذا وتزني مع ماذاااااا مع حجرة ؟
عابد:- و..والله هي لا تبدو لي كذلك وإذا ما عانقتها وهي عارية قد تحسب سيئة لي
ميار(امتص شفتيه):- أعطني رئيس الحرس
عابد:- ل..لماذا ؟
ميار:- لأجعله يكثر الكمون على جسمك ويطلي بعض زيت الزيتون ففهودي يحبون اللحم متبلا
عابد(نظر حوله بخوف):- ت..تمام موافق سأعانقها وأدفعها على اليسار وبعد ؟
ميار:- عندما تبعدها تلقائيا سيفتح باب أمامك ستلج إليه وتنزل في الدرج وتفتح بابا أمامك بمفتاح ستجده فوق مصباح مكتبي ، عندما تفتحه سترمي بالصندوق وأنت مغمض العينين لأن هنالك تعيش امرأة عجوز ساحرة شمطاء وتكره الزوار كثيرا وإذا ما لمح أحد عيونها فإنها تلعنه وتوقظ الحياة في تلك المرأة التمثال وتلاحقه في كل وقت حتى تنتقم منه
عابد(شهق):- و…والله ؟
ميار:- نفذ ما أقوله إذا أردت سلامتك ومهما قالت لك المرأة لا تصغي إليها حتى لو طلبت نجدتك وأخبرتك أنني أسجنها ، فذلك تابع لخطتها بالإيقاع بضحاياها إنها تستعطف قلبهم ليفتحوا أعينهم ويروا بؤبؤ عينيها المبيضتين وتلعنهم …أنا أحذرك يا عابد اسمع مني
عابد:- س..سلام قولا من رب رحيم لكن لما لما يا سيدي تسكنها لديك ألا تخاف ؟
ميار:- إنها جدتي المسكينة ولا يمكنني رميها في الشارع ، اسمعني مكافأة هذا الصنيع سوف تضاعف وأجعلك تملك مثل حقل العم نعيم على ضعفين لو أردت
عابد:- هههه و وأتزوج وقتها ؟
ميار:- وأزفك في أحلى زفة فقط لو نفذته بسرية تامة ولم تدع أحدا يعرف بهذا الأمر ولو حتى العم نعيييييييم لأنني وقتها سوف لن أكتفي بتتبيل جسمك بل سأضعك على عمود حديدي وأقلبك فوق النار لأشويك وأنت حي وبعدها سأقدمك لهم
عابد:- ل..لما ترعبني هكذا ها أنت ذا تسببت بحاجتي للدخول إلى الحمام
ميار:- اثبت مكانك ولا تجلطني نفذ ما أقوله ولن تحتاج للنزول مجددا بعد أن تعطيها كل ذلك الطعام
عابد:- ح…حاضر أمرك رغم أنني سوف آخذ الكثير من الذنوب
ميار:- وما زال يقول لي ذنوبا روح روح سأتصل لأتفقد الأمر وإن نجحت فيه لك حلاوتك
عابد:- أ..أمري لله
تنهد ميار بعد اقتناع عابد بتلك الحكاية وامتن أنه ساذج ويصدق أي شيء، لكن هبة قد تكون جائعة الآن وفي ظل كل ما حدث نسي أمرها تماما وهو ذا يخاطر بكشف مكانها لشخص لا يعرف إن كان سيوفق في مهمته أم لا … كما أمره أخذ الصندوق وملأه بكل الأطعمة الموجودة هناك وبقنينات العصير والمياه والفواكه وتوجه بها للتمثال وضع الصندوق ورفع يديه مبتهلا لله
عابد:- ر..ربي سامحني سأعانق هذه ولكن لا تحسبها عني سيئة إنما الأعمال بالنيات هااه يا بسم الله من أين سأمسكها وهي كلها ماسخة أستغفر الله ت ت لو علي لوضعت عليها لباسا كي لا تفتن البشر ، هاه لأنفذ ما قاله السيد وربي يعينني على تلك الساحرة يا ربي أنا عبدك الضعيف لا تجعلني ألعن من قبل تمثال حجري فاجر …
دفعه بيديه وانزاح ليفتح باب سري نزل بفعل إضاءة الهاتف ولمح الباب الخشبي الصغير ، فتحه بالمفتاح وقبل أن يديره قرأ المعوذتين وفتحه وهو مغمض العينين سرعان ما وضعه على الأرض وهو يرى الإنارة الخفيفة وقبل أن يرفع رأسه هاربا
هبة:- من أنت ؟
عابد:- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
هبة:- أين مياااار ؟
عابد:- ف..في الخارج ووأنا أحضرت لكِ الطعام جدتي
هبة(عقدت حاجبيها وقد بدا عليها التعب):- جدتي …أخرجني من هنا يا هذا وسأدفع لك ضعف ما يدفعه لك سيدك
عابد:- لا …لا لن أفعل
هبة:- أرجوك حررني إنه يحتجزني دون وجه حق
عابد- ق..قال لي سيدي أنكِ ستلعبين بدماغي عن إذنك
هبة:- انتظر انتظر أرجوووك أنا جادة في ما أقوله
عابد:-هل تملكين فهودا ونمور ؟
هبة:- لا
عابد:- إذن هو يفوقكِ قوة وسيطعمني لهم بالتوابل حتى سلام سلام خالتي
هبة(ضربت بالكوب الحديدي الباب خلفه):- لعنة الله عليكم جميعا افف
هرول من هناك وأقفل الباب خلفه وأعاد التمثال لمحله وهو يحمد الله امتنانا لسلامته ، بينما أعاد المفتاح للمصباح بالمكتب وبعث رسالة نصية تفيد نجاح مهمته ، هنا ابتسم ميار لأن خطته نجحت الآن تأكل أو لا تأكل سيكون قلبه مرتاحا ليفكر في محبوبته التي ما زالت في طريقها إليه …
ناريانا:- لا تقلقي إنه مجرد حاجز طرقي لا غير
جوزيت:- هويتي معكِ ؟
ناريانا:- أجل
جوزيت(ابتلعت ريقها وهي ممسكة بيدها بينما كانت نائمة على سرير السيارة):- جيد وائل وائل هو خلفنا صح ؟
ناريانا:- أجل وخلفه إياد بسيارته أيضا
جوزيت:- لا داعي للتوتر اففف افففف …
رجل الدرك:- الأوراق لو سمحتم ..ماذا تنقلون بالخلف ؟
الممرضة:- مريضة يا سيدي ونحن متوجهون للبلدة لزيارة جدها فهو على فراش الموت
رجل الدرك:- أيمكنك فتح الباب الخلفي لنرى ؟
رجل الإسعاف:- طبعا سيدي
رجل الدرك(لحقه وحين فتحوا الباب رآهما):- هويتكما سيدتي
ناريانا(قدمتها له):- تفضل ..
رجل الدرك(قرأ الاسم ونظر لناريانا):- ناريانا آل شمسي ؟؟؟
ناريانا:- هه لا تستغربه ولكنه لقبي فجدي الأكبر رحمه الله كان مولعا بالشمس وهكذا يعني هه
رجل الدرك:- لأول مرة يصدفني هذا الاسم وأنتِ جوزيت الراجي امم الراجي …بني تفقد هذه الهوية من فضلك ؟
جوزيت(رمشت ونظرت لناريانا بتعب):- ولماذا حضرة الدركي ؟
رجل الدرك:- إنه عملنا والمرجو أن تسترخي
إياد(اتصل بوائل):- ما الذي يحصل هناك بالمقدمة ؟
وائل(أزال حزام السلامة):- لا أدري سأتفقد الوضع قليلا
نزل إليهم وتقدم ناحيتهم بينما امتنت جوزيت حين رأته وتوقفت عن التوتر ، أومأ لها بابتسامة وصافح رجل الدرك وسأله عن سبب التأخير
وائل:- يعني أهناك مشكلة ؟
رجل الدرك:- زميلي سوف يكمل معكم لكن هذه السيارة لن تكمل طريقها حتى نتأكد من سلامة الهوية
جوزيت:- لماذا يعني ألا تراعي بأنني مريضة وأنني ذاهبة لرؤية رجل عجوز هو على فراش الموت ، ما هذاااا يااا ؟
ناريانا:- شتتت يفضل أن تخرسي الآن
وائل(أخرج هويته):- معك المحامي وائل رشوان حضرتك لا يمكنك تأخير سفرنا هكذا بدون سبب
رجل الدرك(حك ذقنه):- وأخبرتك أن زميلي سيتابع معكم ويمكنكم المرور بسلام
وائل:- نحن لن نتحرك بدون سيارة الإسعاف فرجاء اجعلهم يسرعون الأمر
رجل الدرك(صغر عينيه):- أنا أقوم بعملي ولا يسعك التدخل فيه حضرة المحامي
ناريانا(تحركت للخروج ولكن جوزيت أمسكت يدها):- لا تدعيني وحدي
ناريانا:- حضرة الدركي أنت تؤخرنا بدون سبب ليس هنالك ما يمانع سفرنا كل الأوراق نظامية
رجل الدرك:- وأنا لم أشكك بذلك طلبت منهم التحقق وسوف نتحقق ونعيد لكم الهوية وندعو لجدكم بطول الحياة حتى
وائل:- ولما هذه الديباجة من أصله
رجل الدرك:- أنت رجل قانون وتعرف القانون كلما تركتمونا ننجز عملنا جعلناكم تغادرون بشكل أسرع
إياد(انضم إليهم):- ماذا يحصل ؟
جوزيت(دفعت يد ناريانا):- دعيني أخرج لأفجر في رأسه مسدسي أين هو أحضرته صح ؟
ناريانا:- جعلتهم يحضرونه من بيت وائل لكنني لن أسلمه لكِ فلست حمقاء اخرسي الآن
رجل الدرك:- هاتِ يا بني لنرى اممم سيدة جوزيت الراجي حضرتكِ مطلوبة لمكتب الأمن العام
جوزيت(شهقت ونظرت لوائل):- ههه أكيد تمزح ؟
وائل:- ماذا تقوووول ؟
رجل الدرك(ضحك وأعطى الهوية لناريانا):- كنت أمزح معكم فحسب تفضلوا الطريق سالكة أمامكم
وائل(تنفس بعمق وهو ينظر إلى وجهها الذي شحب فجأة):- شكرا هيا إيااااد هيا
إياد(ناظرها بحزن فللحظة ظن أنه يفقدها):- هذا الأخرق أفزعنا الله لا يوفقه
وائل:- لنمضي قليلا ونتوقف على جنب شكل جوزيت لم يعجبني
وبالفعل كما اتفقوا انطلقوا من هنالك في ذلك الموكب وتوقفوا عند أحد المنخفضات ليصعد إليها أول شخص حين خرجت ناريانا لتشم بعض الهواء بعد تلك المزحة الثقيلة
وائل(أمسك بيدها وقبلها):- كفي عن البكاء لقد مضى الأمر
جوزيت(ببكاء):- لوهلة شعرت بأنني أنجرف نحو هاوية سوداء تخيل لو أخذوني للحبس سوف أسجن طوال عمري
وائل:-بأي تهمة ؟
جوزيت:- ههءء لا تسخر مني أن تعرف من أكون
وائل:- ولكن هم لا يعرفون صدقيني أنتِ في أمان
جوزيت:- لا تكذب علي وائل كلنا في نفس المركب افف كانت مزحة بشعة أربكتني وذكرتني بهويتي الحقيقة ، أنا مجرد امرأة مافيا قامت بأفعال شنيعة سيأتي يوم وأحاسب عليها
وائل(أمسك وجهها بين يديه):- هييه اهدئي وانظري إلي أنا من أكون ؟
جوزيت:- وائل
وائل:- غير هذا أنا رجل قانون سيبذل قصارى جهده ليخرجكِ من هذا المآل إذا ما كتبه الله عليكِ ، صدقيني لن أتخلى عنكِ مطلقا مطلقا جوزي
جوزيت(ارتسمت على شفتيها ابتسامة):- أثق بك ..
إياد:- امم جوزيت أنتِ بخير الآن عفوا أختي الممرضة كيف الوضع ؟
الممرضة(كانت تقيس ضغطها):- إنها بخير بخير لا تقلقوا يمكننا أن نتابع طريقنا في سلام
وائل(قبَّل جبينها ومسح على شعرها):- سأكون خلفكِ ..
جوزيت(امتنت له وأومأت بإيجاب):- حسنا
وعلى هذا تابعوا طريقهم نحو البلدة ولا أحد يعرف ماذا ينتظرهم هناك ولا كيف سيستقبلهم من ينتظرونهم على أحر الجمر ومنذ الصباح …

وفي المجمع السكني
حيث كان يراقب مجريات الأمور من حاسوبه دخلت عليه هاجر للمكتب كي تقدم له التقارير
هاجر(ابتلعت ريقها وهي تراه يتحرك فوق الكرسي الهزاز بتفكير وسيجاره بيده):- سينيور لقد تم وضع أداة التتبع في سيارة الإسعاف كما أمرت
خوري:- من رافقها ؟
هاجر:- وائل رشوان وإياد نجيب وصديقتها ناريانا
خوري:- متى ستأتيان إلى منزلهما الجديد ؟
هاجر:- غالبا بعد هذه الزيارة فهمت من ناريانا أنهما ترغبان بالاختفاء عن الوسط ، والأسباب واضحة لنا أليس كذلك ؟
خوري(أغلق الحاسوب واستدار إليها):- هاجر .. أنا أعرف ماذا أفعل لذلك لا تحاولي التذاكي هنا ، اجعليهم يسرعون بتصميم البيت خاصتهم كما يجب ، ولا تنسوا وضع كاميرات المراقبة بشكل حذر جدا لو كشفت كاميرا واحدة سأقتلكم جميعا
هاجر(بهلع):- الكاميرات التي ابتعناها مخصصة لمثل هذه الأمور ، سنضع بعضها في الثريا والبعض فوق الستائر والديكورات يعني لن تكون معلقة بالجدران لا تقلق سينيور
خوري:- دعي خوانيتا تجهز طعام الغذاء
هاجر:- هناك أمر آخر … بالنسبة للملف الذي طلبت منا البحث فيه لقد أوجدنا العنوان من الملجأ إنه بحي شعبي
خوري(شرد بعينيه):- بيت شعبي وهنا بنفس المكان امم ، من يقطنه حاليا ؟
هاجر:- ثلاثة أشخاص فتاة وأبويها
خوري:- أين الصور ؟
هاجر:- لم نحضر أي صور سينيور لكن لو أردت يمكننا أ…
خوري(بعصبية هدر فيها):- يمكنناااا عليكِ أن تفهمي طريقتي في العمل ولا تحضري لي الأوراق ناقصة ، كي تكوني نبيهة العقل عليكِ أن تفكري في الخطوة الموالية التي ستخطر على بالي وتنجزينها والآن انصرفي ودعي جابر يتصرف
هاجر(بدموع محصورة بعينيها):- حاضر سينيور …
نزلت من هناك وهي تبكي ورأتها خوانيتا التي عقدت حاجبيها وتوجهت إليها
خوانيتا:- لما تبكين مجددا ؟
هاجر:- مزاج السينيور هكذا دوما يضع فيني الخطأ حتى لو كنت على صواب ، لما يتلذذ بإهانتي هكذا في كل مرة ما ذنبي لو لم أكن ذكية مثل مساعدته السابقة هااا ؟
خوانيتا:- هش أخفضي صوتكِ لو يسمعكِ ستحدث مشكلة
هاجر(نشتها وذهبت للرواق الجانبي):- دعيني وشأني
خوانيتا(لحقت بها):- يا بنتي كفاكِ من هذا التفكير إنه هكذا شئنا أم أبينا
هاجر:- لكن لا يحق له أن يهاجم كل مساعدة له فقط لأنه فقد إحداهن
خوانيتا:- أنتِ لا تعرفين ماذا كانت تعني له ستيلا
هاجر(بغضب):- أعلم لدرجة أنه يغلق غرفتها ولا يسمح لأحد بالمرور بجوارها حتى أيحبها يعني ؟
خوانيتا:- المسألة ليست مسألة حب وإنما أمر يصعب عليكِ فهمه
هاجر:- ولا أرغب بفهمه أصلا اذهبي وحضري له طعام الغذاء
خوري(مر بجوارهما لينزل في درج القبو):- لا أريد
هاجر(برقت عينيها برعب):- هئئئ سينيور أنا ..
خوري(توقف عند الدرج ونظر إلى خوانيتا):- آخر مرة تذكرين فيها سيرة ستيلا خوانيتا وإلا طردتكِ
هاجر:- ليس لها ذنب أنا التي تطرقت للأمر و
خوري:- أظنني واضحا معكِ خوانيتا ؟
خوانيتا(تفتفت):- أمرك سينيور
هاجر(كتفت يدها من تجاهله):- ما هذا الآن ؟
خوانيتا( جذبتها بقوة):- اخرسي قليلا إن كنتِ ترغبين بمتابعة عملك ، اسمعي سأذهب لتجهيزه وأنتِ عليكِ بالتفكير في خطة للاعتذار منه
هاجر:- يا حبيبي هذا ما كان ينقصني …
زفرت عميقا وهي ترمق خوانيتا مهرولة للمطبخ ووضعت هي أغراضها على المنضدة وعدلت شعرها لتنزل الدرج خطوة خطوة ، طرقت الباب بعد وصولها لكنها لم تسمع أي جواب لذلك دخلت عليه ونظرت لسريره الجانبي ولعدة رياضته ولتلفازه وطاولة حاسوبه وملفاته ، وكأنما حياته كانت هناك طوال العمر .. رفعت رأسها لتبحث عنه ووجدته يقف قبالة شاشته الإلكترونية الكبيرة وهو يحرك بإصبعه على لوح زجاجي لتظهر نقاط متعددة محصورة في ثلاث وجهات ..وائل رشوان وميار نجيب وحكيم الراجي …صغرت عينيها وهي تتفقد آخر صورة واقتربت دون أن تلاحظ
هاجر:- سينيور ؟
خوري(قام بزوم للصور):- نعم ..
هاجر:- أنت واثق من انتقامك من هؤلاء يعني ..هم بالأخير أولاد عمومتك
خوري:- ليس لي سوى أخت وحيدة وهي عائلتي
هاجر:- والسيدة كهرمانة؟
خوري:- عفيتها من مهامها كأم عندما رمت بي في أقدار لا ترحم وجعلتني فأر تجارب للمعتوهين
هاجر:- لم أفهم
خوري:- لست أشرح كي تفهمي يا هذه أنا أخبر نفسي بهذا
هاجر:- لكنني مساعدتك وأحتاج لمعرفة ما يحصل كي أساعدك يعني
خوري:- لا شأن لكِ فهذا انتقامي وأنا من سيسير عليه حتى يضيق عليهم ويحصرهم في حفرة
هاجر:- ماذا فعل لك هذا ؟
خوري:- ميار نجيب يكفي أنه اغتصب أختي في الوقت الذي كنت أبحث فيه عن سبب يجعلني أوقف هذا الانتقام وأوحد العائلة
هاجر:- لكنها تحبه كما عرفت
خوري:- ستنساه لأنه لا يستحق ذلك الحب ، أختي فقدت جنينها بسبب حيوانيته ولن أسمح له بتدمير ما تبقى من روحها
هاجر:- وغير ذلك ماذا فعل ؟
خوري:- أشياء كثيرة آلمتني في صميمي ، يكفي أنه سرق حياتي مني ففي الوقت الذي كنت أعيش فيه مخفيا بين الأحجار كان هو يعيش برخاء في حضن أمي أناااا ..
هاجر:- وهو الفهد البري من يجلس على العرش الآن ؟
خوري:- مؤقتا
هاجر(بارتباك نظرت لصورة حكيم):- طيب وهذا ؟
خوري:- حكيم الراجي القلب النابض لميار إذا ما بترته كسرت قلب ميار
هاجر:- ولكنه ابن عمك اللزم ؟
خوري:- وإن يكن ..هو الآخر قام بأمور شنيعة وسيحاسب عليها ، يكفي أنه تزوج بشخص ما كان عليه الاقتراب منه مطلقا أو التفكير به شأنه شأنهم
هاجر:- تزوج من ؟
خوري(قام بزوم للصورة):- رومينا
هاجر(عقدت حاجبيها):- ميرنا أو جوزيت ؟
خوري:- تشبهها أجل وهذا ما استغربته في البداية وما زلت أفتش عن سر هذا الشبه للآن
هاجر:- ولكن ما علاقتك بهذه سينيور ؟
خوري:- كونكِ بدأتِ العمل معي مؤخرا يا هاجر وأظنكِ أطلتِ من المدة التي كانت تطير فيها رقاب المساعدات قبلكِ وهن بلا عدد ، هذا يعني أنكِ تتميزين عنهن بشيء فلا تفقديه كي لا أجعلكِ الرقم الموالي لهن
هاجر(بتوتر):- كان مجرد سؤال
خوري:- لا تسألي لا تسأليييييي
هاجر:- لم تخبرني عن الشخص الأخير ؟
خوري:- وائل رشوان شوكة حلق تسبب بالكثير من المواجع لكل هؤلاء ، يكفي أنه تسبب بخسارة عملية سرقة البنك في روما وقام بإفشاء أسامي رجالي للشرطة ، وقتها تم التعليم على المافيا خاصتي والتي لم يسبق أن أمسك عنهم أي أحد ذلة ، وشايته وصمتني بخط أحمر وهذا ما سعيت جاهدا لأمحوه ووعدت نفسي أن أنتقم من صاحبه ، يعني أقدار تلت أقدار وأصبح هو الآخر في مرماي بغض النظر عن الأشياء الأخرى
هاجر(كتفت يديها وعينها تهرب للصورة الوسطى):- وما السبب الذي يجمع بين هؤلاء وتلك الفتاة ؟
خوري:- العشق ..
هاجر(رمقت نظرته):- أتؤمن بالعشق سينيور ؟
خوري(برفض):- لا
هاجر:- ولكن…
خوري(بحدة قاطعها):- غادري
هاجر(تلعثمت بخوف من ردة فعله وتراجعت):-أزعجتك كثيرا عن إذنك سينيور …
خوري(فور ذهابها نظر للوحه الزجاجي وأخرج تلك الملفات ليبحث بين السجلات ويخرج أحدهم ويكشف صوره وقد كانت كلها لستيلا):- … كل المساعدات مزعجات ليتكِ بقيتِ ستيلا أقولها بانهزام ودون قناع الآن ، ليتكِ بقيتِ فعلا… لكنني سأعرف سر شبه تلك الفتاة بكِ ، ولما كانت برفقة حكيم وإن اتضح أنكِ تفكرين بالتلاعب بي سأحاسبكِ بعقاب لن تتخيليه مثلما سأفعل بهؤلاء ..سأجعلهم يدخلون في بعضهم ولن يعرفوا حتى من يحرق قلوبهم صدقيني ستيلا ..خوري عاد لينتقم ولن يغادر مرة أخرى ويترك وطنه دون كبير ، سآخذ منهم كل شيء وسأصبح أنا كل شيء وتلك الرومينا سأجعلها تدفع ثمن كل كل شيء… وعد يا ستيلا …وعد &
وهذه مني لها :

"ميرنا الراجي أنتِ لستِ قصِيدتي ولا سطرًا من حِكايتِي ولا فيكِ اجتمَعت غايتي ، ولا حتى ستدخُلين وتين القلب خاصَّتي ، فأنتِ بالنسبة لي نارٌ ودمار زلزالٌ وإعصار ، ندبة ملعُونة أو شوكَة موبوءة زقفَت في حلق القدر لتجمعَ بيادقَ اللعبة في قبضَةِ المشاعر ، وتهينَ كرامة المجد وتجعلَ اليمين يخلفُ بالوعد ، لكنني الظلُّ الذي سيُلاحقكِ ويجعلُ الجنونَ يحتارُ في أمركِ ويعتل ، فأنا الزئبقُ الذي سيجعلُ الرقابَ تُزهق ، وأنا من سيفتتحُ ميدَان العقاب ويبدأ الحسابَ كي يسقُط الضعفاءُ وتبقى الغنيمَة للأقوى .."
-خوري الراجي-

انتظروني في تتمة الفصل الأسبوع المقبل إن شاء الله ألقاكم على خير
يتبع..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 08-10-17, 03:30 AM   #750

رهووفا
 
الصورة الرمزية رهووفا

? العضوٌ??? » 80197
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 350
?  نُقآطِيْ » رهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond reputeرهووفا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي فصل جميل جدا

رهووفا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.