آخر 10 مشاركات
حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لعبة القدر -بيتي نيلز - عدد ممتاز - عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          قصر الشوق -باتريسيا هولت -عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          غرام وانتقام (جزيرة مادورنا ) -باتريسيا لامب -روايات عبير الجديدة (عدد ممتاز) حصريا (الكاتـب : Just Faith - )           »          قلعة بريتاني -ليف ميتشالز-عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-16, 12:56 AM   #51

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


..
استغفر الله وأتوب إليه*
.
البارت الثلاثون ^^
.
.
" ...وعدتك أن لا أحبك..
ثم أمام القرار الكبير، جبنت
وعدتك أن لا أعود...
وعدت...
وأن لا أموت اشتياقاً
ومت
وعدت مراراً
وقررت أن أستقيل مراراً
ولا أتذكر أني استقلت.."

-نزار قباني
.
.
كانت جالسة داخل الصاله وهي تناظر المكان بتوتر..تأملت الطاولة الدائريه الموجوده بمنتصف الغرفة وبلعت ريقها للمره الألف..كانت الطاولة مزينة بمفرش سماوي مرصع باللؤلؤ زاده فخامه..في منتصفها كيكه متوسطة الحجم مرسوم عليها ظل فتاة بفستان أبيض وطرحة طويلة مع ورد جوري أحمر على الأطراف..جنب الكيكه كانت الشبكه الراقيه موجوده داخل علبه كبيره مليانه ورد

زفرت هواء بعمق ودقات قلبها بدت تزيد..كلما تخيلته موجود بنفس المكان اللي هي فيه تحس بالقشعريره تسري بداخلها..كيف راح تتصرف اذا شافته واقف قدامها؟ هي صح تبي تواجهه وتبي تبين له انها اقوى من انه يكسرها بس مو قادره تتجاهل خوفها اللي تحس فيه منه

لفت وجهها جهة الباب وببالها تفكر بأمها..ليه ما جات للحين؟هي قالت لها انها بتكون معاها بس طولت عليها بزياده..خافت وهي تفكر انها ممكن تكون خطه حتى تجمعها هي وتركي بنفس المكان..قامت بسرعه وهي تحس برجولها ترجف بالكعب اللي لابسته..حاولت توازن نفسها وهي تمشي لعند الباب بثبات

مدت يدها لمقبض الباب بس وقفت وهي تشوفه ينفتح عليها فجأه..تنفست بهدوء وهي تفكر بأن أمها وصلت أكيد..نزلت راسها وهي تقول بلوم : يمه طولتي! خفت تخليني بلحالي في الصا...

سكتت وهي تشوفه واقف قدامها بثوبه ومبين من هيئته انه رجال غريب عليها..رفعت راسها ببطء وهي تتراجع للخلف..تأملته بعيون متوسعه وتنفسها بدأ يضيق وهي تحط يدها على قلبها..كأن الزمن رجع فيها لورا فجأه وهي تشوفه يدخل عليها الغرفه مثل قبل وعلى وجهه ذيك الابتسامه الخبيثة اللي ارعبتها ولين الحين تذكرها

ابتسم بحب وهو يشوفها لأول مره بعد سنين من الحرمان..ماقدر يعبر عن فرحته لما سمع موافقتها عليه من سمر..للحين مو مصدق انها له..البنت اللي أغنته عن نساء الدنيا كلهم صارت له

اخفض جفونه وهو يناظرها كيف متفآجأه من دخوله عليها الغرفه وفسّر تصرفها خجل من قربه..أكثر شي أسعده انها سامحته على اللي صار في الماضي بما انها و أخيرا وافقت عليه

دخل وهو يسكر الباب وراه ورجع يناظرها بابتسامه..قرب خطوه علشان يسلم عليها بس وقف وهو يسمعها تقول بصوت خايف مهزوز: بعـّـــد عنــي!

ماكان مستوعب كلامها ولا الخوف اللي قاعد يشوفه بعيونها..معقوله تكون مجبوره على الزواج؟!

قرب من عندها وهو يمد يده بيمسك كتفها بس صرخت برعب وهي تحط يدينها قريب من أذنها: لا تلمـــــــســـــــني!

تكلم بنبره قلقه :عبير انا مو فاهم...

قاطعته وهي تعطيه ظهرها حتى ماتشوفه : لا تـــتـــكـــلــم! أكره صوتك..أكرهــــــه!

غمضت عيونها وهي تشد قبضتها تحاول تستمد منها القوة:اذا كنت تفكر اني بكون لك بهالسهولة فأنت غلطان..بس لأنكم نفذتوا خطتكم وخليتوني أوافق غصب مايعني اني راح أرضى فيك..ميـن انت علشان تلعب فيني وترجع تخرب حياتي من جديد..أنا مستحيل أتركك تقرب مني فـــــاهم!

مسح وجهه بيده وهو يزفر هواء بعصبيه : اذا كنتي من البدايه ماتبين هالزواج ليه وافقتي؟ مين اللي أجبرك تقولين انك موافقه علي؟ كان رفضتي مدامك لهدرجه كارهتني

فتحت عيونها وهي عاقده حواجبها بقهر..شوفوا وش يقول هالكذاب!كأنه مايدري انها وافقت بسبه هو واخته والحين هو واقف قدامها وينكر الوضع..يسألها ليه وافقت؟! لفت عليه وهي رافعه يدها بتهديد: انت اسكـــت! كيف تقول لي ارفض وانتوا اللي اجبرتـــونـــي..طيحتوني بلعبتكم الخبيثه واجبرتوني اوافق على هالمســـــخــــره! قلت انك راح تبعد عني..قلت انك مستحيل تآخذ بنت هي ماتبيك..بس شوف شاللي صار الحين..خدعتوا امي وصورتوني بأبشع صوره قدامها..ظلمتوني كلكم بس علشان تنفذون خطتكم وتكسروني..والله ما أسامحكم على اللي سويتوه فيني والله!

الصدمه ألجمته..مو قادر ينطق بأي كلمه وهو يشوف عصبيتها..كلامها اللي ماركز فيه ولا فهم منه الا انها انجبرت عليه وهي تفكر انه بسببه..كل هذا صار بعد ما كلمتها سمر وخلتها توافق على
الملكه..ايش اللي قالته سمر لها وخلاها تتكلم وكأنها مظلومه..كان وده لو يروح لها ويهديها..يقنعها ان ماله يد بأي موضوع هي ذكرته.. يمحي ألمها اللي تحس فيه ويعطيها من حبه اللي تركه ساكن طول هالسنين ومن شافها رجع للحياه

بس مشكلته معاها مو صغيره..مانست الى الآن الحادثه اللي صارت بينهم ولا سامحته مثل ماهو يفكر..مشواره معاها طويل وهالوقت مو مناسب علشان يقرب منها ويتمسك فيها..مايقدر يتصرف بأنانيه تجاهها لأنه من هاللحظه بدت رحلته في طلب رضاها عليه

تنهد بعمق وهو يبتعد عنها ويلتفت للباب..فتحه بيده وقال بدون لا يلتفت عليها : لنا لقاء ثاني يا بنت الخالة

تركها ومشى بخطوات كبيره وهو ناوي يطلع من البيت بكبره وبباله يفكر باللي سوته أخته..لازم يتكلم معاها علشان يعرف سبب تصرفات عبير وكلامها الغير مفهوم

اول ماسمعت تسكيرة الباب غمضت عيونها بألم ودموعها نزلت من جديد.. قعدت على أقرب كنبه وهي تحس برجفة رجولها..مواجهتها له كان الشي الأخير اللي تقدر تتحمله اليوم والحين نفذت كل طاقتها..ما قالت كل اللي تبيه..باقي بداخلها كلام..باقي بداخلها جروح..بس مافي شي بالدنيا راح يمحيها

غطت وجهها بيدينها وهي تبكي..تحتاج احد أي احد علشان يوقف جمبها..بلحظه تذكرت اختها البعيده عنها واللي كانت دايما تلجأ لها لما تحس بعدم الأمان..بعدت يدينها عن وجهها وهي تتذكر جملة ساره اللي دايما تقولها.."لما كل شي يصعب عليك..وتحسين الكون كله ضدك..مالك غير ربك تلجأين له"
.
.
طلعت من عند الحريم ومشت باستعجال علشان تلحق على ولدها وخطيبته ماودها تفوت هاللحظات..مانتبهت على ام فهد الا لما سمعت صوتها وهي تصرخ بشكل هستيري

توسعت عيونها وهي تشوف اختها منهارة على الآخر وهي قاعده على الأرض..قربت من عندها وهي تنزل لمستواها وتقول بخوف : منيره ايش اللي صار؟ شفيك ليه تبكين كذا!

ناظرتها وهي تهز راسها بنفي : بدر ما مات..بدر ما يموت وانا عايشه! (ضربت على خدودها وهي تكرر بصوت عالي ) بدر مايــمــوت!

تغيرت ملامحها للصدمه وهي تشوف حالة منيره الغير طبيعيه..التفتت على ورا وهي تشوف ام سلوى اللي قربت منهم بسرعه وهي تناظرهم بقلق :سمعت صوت صراخ وطلعت أشوفكم..صاير شي؟

حطت ام تركي يدها على وجهها بارتباك : منيره مدري شفيها..تبكي بشكل مو طبيعي احس انها مو بعقلها

رفعت حواجبها باندهاش وهي تقرب عند ام فهد وتمسكها من كتوفها : منيره..منيره انتي تسمعيني!
نزلت ام فهد راسها وهي تبكي بصوت عالي مثل الأطفال: ما مات..بدر ما مات! (رفعت راسها وهي تناظرها) ماقدر أعيش بدونه ياهدى مستحيل يروح عني

توسعت عيونها بصدمه لما سمعت اللي قالته..بدر مات؟! من وين سمعت هالكلام..تكلمت بسرعه وهي تناظرها بخوف : منيره..بدر مسافر شلون مات؟! انتي اللي قلتي لي هالكلام الصبح ولا نسيتي الله يهديك

غمضت عيونها وهي تتأوه بألم..بلعت ريقها وهي تحط يدها جهة بطنها :آه

دق قلبها بخوف وهي تشوف وضعها..تذكرت انها حامل بنهاية الرابع الحين..لازم ياخذونها المستشفى بأسرع وقت..لمحت سلوى اللي كانت تمشي راجعه للصاله..نادتها بصوت عالي قبل لا تدخل: سلـــوى تعالـــــــــــــــــــــ ـي!

انصدمت سلوى وهي تشوف المنظر اللي قدامها..خالتها منيره منهارة على الأرض وامها ماسكتها بذعر..انتفضت وهي تسمع صرخة امها المرعبه : نـــــــادي فهد بــــســــرعـــه!

وقفت لثانيه تستوعب كلام أمها المفاجئ واللي خلاها تتصنم بمكانها..صرخت وهي تناظرها كيف واقفه بدون لاتتحرك :ســــــــــلــــــوى!

رمشت بعيونها وهي تهز راسها بشكل سريع : ان شاء الله

ركضت عند الجهة القريبه من الصاله اللي فيها عبير وتركي..ناظرت الكان بتوتر وعيونها تدوّر عليه..كان توه ماشي عن الغرفه بعد ما قال لتركي يدخل الصاله علشان الشبكه..

بلعت ريقها لما عرفته وهي تشوفه من بعيد وأسرعت بخطواتها لجهته :فــــهد

شدت على قبضتها لما حست انه ماسمعها وحاولت ترفع صوتها وهي تناديه مره ثانيه :فـــــهـــــد!

وقف والتفت عند جهتها وهو عاقد حواجبه..اول ماطاحت عيونه عليها ارتبك ونزّلها بسرعه..تنفس بعصبيه وهو يفكر بهالبنت اللي طالعه له بزينتها وتناديه بدون أي حياء..قال وهو يصر على أسنانه: تغطي يا بنت !

ماسمعت اللي قاله وهي تقرب من عنده باستعجال وقلبها يدق بخوف..قالت بنبره قلقه: خالتي منيره طاحت علينا داخل و مبيـن عليها تعبانه كثيــر

توسعت عيونه وهو يرفع راسه بدون احساس ويناظر سلوى بصدمه : ايش؟!

هزت راسها وهي عاقده حواجبها بتوتر: لازم نوديها المستشفى

مشى بسرعه وهو يتعدى سلوى للداخل وبباله يتذكر ذاك اليوم لما أغمى عليها بسببه وكيف تعبت عليهم..شد قبضته وبان على وجهه التوتر والخوف..ايش اللي خلاها تتعب هالمره؟!

حست بخوفه وهي تمشي وراه بخطوات سريعه حتى تجاريه..زفرت هواء وهي تناظره "ان شاء الله مايكون بخالتي منيره شي كبير"

وقف وهو يناظر الجهة المتجمعين فيها خالاته حول ام فهد اللي قاعده بالأرض وهم يحاولون انهم يكلمونها بشويش علشان تهدأ..مشى ناحيتهم بخطوات كبيره وقرب عند امه وهو يمسكها علشان يقومها معاه..دققّ بملامح وجهها المتعبه وبباله مو مستوعب تغيرها المفاجئ..توها كانت فرحانه بملكة عبير والحين تعبت عليهم

رفعت نظرها لوجه ولدها اللي يناظرها بتفحص ومسكت بيدينه وهي تقول بنبره باكيه: فهد! ابــوك وينــه؟ بدر وينـه فيــه ليه مارجع للحين؟

تمسك بيدها وهو يقومها عن الأرض ويسندها لجسمه: يمه انتي تعبانه الحين خلينا نروح المستشفى ونطّمن عليك واول مانوصل هناك بدق على ابوي واخليك تكلمينه

هزت راسها بنفي ودموعها تنزل: كلّم أبوك أول انا ابي اسمع صوته.. أبي اعرف اذا كان بخير ولا لأ!
تحركت ام سلوى وهي تناظر فهد وتقول بعجله: فهد ياولدي خذ امك وروحوا بسرعه تراها من زمان وبطنها يألمها أخاف يكون صار بالجنين شي

هز راسه وهو يزفر هواء بتوتر: طيب

أشرت ام سلوى على بنتها اللي واقفه بعيد وهي تقول بصوت عالي: ســـلوى لبسي عباتك وروحي مع خالتك منيره وقعدي معاها هناك..(ناظرت ام تركي)انا مع غاده بنجلس بالبيت ونشوف الحريم..راح نلحقكم لما نخلص ولا تجيبون أي طاري لعبير

حرّك راسه جهتها اول ماسمع اسمها لما نادتها خالته..كانت منزله عيونها وشابكه يدينها بتوتر..ناظرها ثواني بسيطه والتفت للجهة الثانيه..

تنهد وهو يمشي مع امه عند الخزانه اللي معلقين فيها العبايات:يمه لا تحاتين ابوي..هو بخير في روسيا وبيرجع بعد كم ساعه

وقفت وهي رافعه حواجبها وتناظره بأمل: يعني هو وصل روسيا! انت كلمته؟!

هز راسه وهو ياخذ عبايتها باستعجال: ايه قالي انه بالاجتماع ومايقدر يكلمنا الحين علشان كذا اقولك نروح المستشفى اول بعدين اخليك تكلمينه

ابتسمت بين دموعها وهي تلبس عبايتها : الحمدلله..الحمدلله

اخفض جفونه وهو يفكر بالكذبه اللي قالها لأمه علشان تصّدق ان ابوه فعلا بخير وترضى تروح معاه المستشفى..سرح بفكره لما تذكر انه ابوه اللي دايما يطمنهم عليه اذا سافر مادق عليهم هالمره..معقوله خوف امه صحيح وصار شي فيه وهو هناك

انتبه على البنت اللي وقفت قريب منهم وهي تعدّل عبايتها..لاحظ ان امه خلصت ومسكها من كتفها : يلا يمه

زفرت هواء براحه: يلا
.
.
ناظرت شوق جوالها وهي تتأفف : ليه ماترد علي؟

انفتح باب غرفتها فجأه وهي مشغوله بجوالها..ناظرت الباب وهي عاقده حواجبها:شفيك؟
تكلم فارس بتساؤل: للحين ماردت عليك؟

هزت راسها بنفي وهي تقول بحسره: لا..دقيت عليها الف مره و مو عارفه ليه ماترد (ناظرته بخيبه) فارس..ابوي بيوصل البيت وهو مايدري بالموضوع وحتى ساره يمكن ماتجي اليوم
هز راسه بتفهم: مو مهم تكون موجوده اليوم

عقدت حواجبها باستنكار: بس كيف راح تعرف انها بنت عمنا اذا ما جات

تكلم وهو يشرح لها : انا اقصد نقولها بوقت ثاني وابوي انا سبق وكلمته عن ساره

رفعت حواجبها بإندهاش: صج؟!

فارس بهدوء: ايه قلت له انها معانا بنفس الجامعه..عاد توقعته بيكون مو مهتم بالسالفه لأنها بنت عمي بدر بس بالعكس حسيت من صوته انه فرحان بزياده..من زمان ماسمعته بمثل هالوناسه حتى انه قال بيستعجل اكثر بالجيه بس علشان يشوفها

ابتسمت وهي تقول بفرح: والله متحمسه كثيـــر لهاليوم ان شاء الله ساره تجي ودي اسمع كل شي من ابوي عن عيلتنا اللي ولا مره كلّمنا عنها

ابتسم على حماسها وهو يتسند على الجدار..همس بصوت خافت ماسمعته شوق: أتمنى ماننصدم بالكلام اللي راح نسمعه ونندم على اللي سويناه
.
.
صحت مفزوعه وهي تشهق بشكل مخيف: بسم الله الرحمن الرحيم

حطت يدها على قلبها اللي يدق بسرعه وحاولت تهدي تنفسها السريع..تحركت عيونها بشكل سريع على المكان اللي هي موجوده فيه..سكنت أفكارها وهي تشوفه مازال نايم بعمق على الكنبه المقابله لها..

حطت يدينها على راسها وهي تحس بصداع قوي "ايش هالكابوس اللي جاني فجأه..كنت مرتاحه هالفتره من الكوابيس والحين رجعت لي مره ثانيه"

بعّدت يدينها عن راسها وقامت من مكانها متوجهة للحمام..غسلت وجهها وهي تتنفس بعمق وببالها أحداث الأمس..راشد وكلامه..أحاسيسها اللي تجمعت فجأه واختفت بلحظه وحده لما ادركت ان اللي قدامها راشد! الإنسان اللي مستحيل تتعايش معاه..

مسحت على وجهها بإرهاق وهي تفكر بردة فعله لما يقعد من النوم..ايش بيقول اذا شافها؟! هل فعلا كان يقصدها بكلامه؟! ولا كانت مجرد حالة غريبه مرت عليه بسبب التعب..هزت راسها وهي تزفر هواء ماتبي تتخيل أي شي ممكن يصير..خلي اليوم يمر على خير وبس

طلعت من الحمام وهي تمشي بخطوات سريعه للصاله بس وقفت وهي تلمح درايش البلكونه بإستغراب..قربت وهي تتأمل السماء بإندهاش "متى جاء الصبح علشان يجي الليل مره ثانيه؟! كل هالوقت كنا نايمين بدون لا نحس!"

التفتت على الساعه الكبيره المعلقه على الجدار وهي تناظرها بتفحص..شهقت فجأه وهي تتذكر انها متفقه مع شوق من قبل على انهم يجتمعون ببيتها علشان يتكلمون عن المشروع..ضربت جبهتها وهي تغمض عيونها بحسره على حظها البائس

فتحت عيونها بسرعه وهي تفكر بجوالها..وين حطته امس؟ومتى آخر مره استخدمته أساس؟ ضربت يدينها كف بكف لما تذكرت انها تركته بالمطبخ ومشت بسرعه لهناك

دخلت وهي تناظر المكان بتفحص..شافت جوالها مرمي جمب علب القهوة والشاي وتحركت بسرعه علشان تآخذه..عضت على شفتها السفليه بتوتر وهي تفتح الجوال..

مثل ماتوقعت أكثر من عشر مكالمات وصلتها بدون رد واللي كانت كلها من شوق..رفعت راسها وهي تناظر المكان بتفكير "ماراح أكلمها الا لما أتأكد ان المريض النفسي بيطلع من الشقه مثل كل مره"
استندت على الطاولة اللي وراها بملل وهي تناظر المكان حولها..انتبهت على الصحون المتراكمه في المغسله وتأففت بداخلها "يالله نسيت أغسل المواعين امس بعد ما سويت الــ...."
توسعت عيونها وهي تتذكر " الـــكيـــكــه!"

رمت جوالها على الطاولة وتحركت بخطوات كبيره عند الباب وهي تفتحه بشويش..ناظرت المكان بتمعن من الفتحه البسيطه اللي تشوف منها..ماكان في أي صوت او حركه بالصاله تبين ان راشد صاحي..

اخذت نفس وطلعته براحه وهي تفتح الباب بهدوء"بآخذ الصحن اللي حطيته بالصاله بدون لايحس وارجع بسرعه المطبخ"

هزت راسها بتأكيد وهي تمشي على أطراف أصابعها وعيونها على جسمه المرمي على الكنبه..بلعت ريقها وهي تتنفس بهدوء شديد..مع كل خطوة تخطيها كانت تسمي بالله فداخلها..قلبها يدق بقوة من الخوف وببالها تفكر لو قام ايش راح تسوي..ايش راح تقول لو شافها ماسكه الكيكه قدامه..يالله مافي أي شي يفسر سبب تصرفها..يعني بتقوله انها حست بالشفقه تجاهه وانها ماسوت هالشي الا عشان نفسها مو له

اي سبب تافه ممكن يكون هذا! راح تحس بالحرج قدامه لو انها قالت هالكلام..خطتها كانت انها تسوي الكيكه وتحطها على الطاوله وتروح تنام بدون ما تواجهه..وهو اذا جاء من برى راح يشوفها بنفسه بدون لاتحس هي بكل هالإحراج

سبت نفسها من داخل وهي تقرب من الصحن اللي كانت حاطته على الطاولة القريبه من جهة راشد..مسكته بشويش ورفعته بسرعه وهي تعض على شفايفها بقوة..خايفه انه يصحى مثل ماكانت متخيله براسها ويخترب عليها كل شي..تمنت لو انها مافكرت بهالفكره من الأساس ولا ماكان راح يصير هالموقف لها

حركّت راسها لجهته عشان تتأكد انه للحين نايم..شافته منسدح على بطنه ولاف وجهه للجهة الثانية..زفرت هواء براحه وهي تمشي بعيد عنه علشان ترجع للمطبخ..ماصدقت انها وصلت بأمان لدرجة انها فتحت الباب بشكل سريع علشان تدخل بس وقفت لما سمعت صوت اصطدام الباب القوي بالجدار..

غمضت عيونها وهي عاقدة حواجبها بقوة "ياربي! لا يكون قام"

فتحت عيونها ببطء وهي تتنفس بتوتر..لفت جهته ومن داخلها تدعي انه يكون نايم..حمدت ربها وهي تشوفه مازال على وضعيته..شكله تعبان كثير لدرجة انه مو حاس بأي صوت يصير بالشقه..بعدّت نظرها عنه وهي تمشي بسرعه لداخل المطبخ وتسكر عليها الباب..

ارتاحت من داخلها انها خلصت من موضوع هالكيكه المنحوسه..تأملتها بتمعن وهي تفكر..صح انها ما كانت تبيه يشوفها بس ماندمت انها سوتها..ولو رجع فيها الوقت مره ثانيه كانت برضو راح تسويها..ماتدري ليه بس هاذي شخصيتها ماتحب تأنيب الضمير اللي يجيها لأنها ماسمعت قلبها
حطتها على الطاولة ورجعت تناظر الصحون وهي تشمر عن أكمام البلوفر اللي لابسته "زين في شي اشغل نفسي فيه هالوقت لأني مستحيل أطلع برا مره ثانيه وهو نايم هناك"

فتحت شعرها ورجعت ربطته على فوق علشان مايطفشها وهي تغسّل..أخذت الاسفنجه وعبتها بالصابون وبدأت تغسل وهي تدنن بهدوء..ابتسمت وهي تفكر بأختها..خلصت ملكتها ولا للحين؟ شلون صاير شكلها..مستحيه ولا عادي عندها الوضع؟

ضحكت بخفه وهي تتخيل شكل عبير مستحيه..ماينفع لها ابدا!..اخفضت جفونها وهي تتأمل جريان الماي بهدوء..ايش كان بيكون حالها لو انها رفضت راشد..لو انها تكلمت وقالت انه انسان مو زين وانه مايبي شي غير إفلاس شركة ابوها والانتقام..ليه سكتت؟ليه خافت من تهديده وحطت في نفسها انها هي اللي راح تنقذ الموقف بهالزواج

هزت راسها وهي ترجع تغسل الصحن اللي ماسكتها بيدها..ماتبي تواجه نفسها بشي صار
وانتهى..يعني اذا فكرت الحين راح يتغير شي مثلا؟! خلاص تقبلت الوضع اللي هي فيه ولازم تشوف النقاط الإيجابيه في الموضوع..هي في موضع قوة بما انها تعرف بخطط راشد بس المشكله انها مو عارفه كيف تستغل هالشي لصالحها

وقفت يدينها عن الحركه وهي تسمع صوت الباب وهو ينفتح..ماقدرت تتجرأ وتلتفت على ورا لأنها تدري انه هو اللي واقف عند الباب..بلعت ريقها بصعوبه وهي تحس بدقات قلبها تزيد..أفكارها وقفت فجأه وهي تنتظر أي حركه او كلمه منه

كان حاط يده على جبهته وهو مغمض عيونه بتعب وساند نص جسمه عالجدار
عقد حواجبه وتكلم بإرهاق : كم الساعه؟

ماتدري ليه ماقدرت ترد عليه..كأن كل الكلام وقف بحلقها لأنها سمعت صوته..جا ببالها نبرة الحب اللي سمعتها أمس وكيف أثرت فيها لدرجة مو قادرة تنساها..حست على نفسها انها كانت ساكته مده طويله وحاولت تتدراك الوضع وهي تآخذ الصحن اللي بجنبها وتحطه تحت الماي..

تكلمت بهدوء عكس التوتر اللي بداخلها : االساعه ثمانيه بالليل

تنهد بعمق وهو على نفس الوقفه: أمس..

انقبض قلبها من كلمته مع انه ماقال شي بس ذكر هالموقف بالذات راح يخليها تحس بالخجل قدامه حتى لو ما كانت هي الإنسانه اللي يقصدها

فتح عيونه وناظرها وهو يكّمل بصوت متعب: ايــــــش صـــار أمــــس؟ كــيــف وصــلت هنــا؟

ضغطت على الإسفنجه اللي بيدها وهي تناظر الفراغ بشرود..اخفضت جفونها وهي تفكر بكلامه.."نسى!..نسى كل شي"

تكتف وهو يعّدل وقفته ويسند كامل جسمه على الجدار..استغرب سكوتها وهو يتأمل ظهرها المتصلب..ثابته بمكانها وسرحانه بدون أي حركه..ميّل راسه وتوه كان بيتكلم بس قطع عليه صوتها وهي تقول بنبره بارده: مدري متى جيت انت..قعدت قبل شوي وتفآجأت لما شفتك نايم تحت

هز راسه بتفهم وهو يرجّع شعره على ورا بيده..كانت طيف مثل ما كان متوقع..حواره معها واعترافه كان مجرد وهم من خياله..زفر هواء براحه..اذا كان كل اللي صار حلم فهي ماسمعت قلبه واكتشفت شي مدفون بداخله مو لازم انها تشوفه

ناظر المكان بهدوء وهو يشوفها تكمل غسيل الصحون اللي مابقى منها شي..كان توه بيطلع بس لفت انتباهه الصحن الموجود على الطاولة..ضيّق عيونه وهو يقرب من الطاوله..

قال بتساؤل وهو يناظر الكيكه بتفحص: ميـــن مسوي الكيكه؟

طيحّت الصحن اللي كانت ماسكته بدون شعور وهي تناظر الجدار بعيون متوسعه..قالت بسرعه وهي تناظره بطرف عينها: ا..انــا مسويتـهــا لــي!

عقد حواجبه بإستغراب: بـس مكتـوب عليــها...

قاطعته بصوت عالي :أمس عيد ميلاد كاثلـين!

رمشت بعيونها وهي تشوف نظراته المستغربه لها..رجعت تغسلّ آخر صحن وهي تقول بهدوء:هاذي علشان كاثلين..أمس عيد ميلادها وقلت أبي أسوي لها شي بسيط علشان تفرح

رجع يتأمل الصحن اللي عالطاوله بتمعن..كيكة شوكلاته عاديه مغلفه بالكريمه البيضاء ومكتوب عليها هابي بيرثداي بالشكولاته السائله.. بانت على ملامحه ابتسامه ساخره وهو يتذكر يوم ميلاده اللي محد عبّره برساله او كلمه..طول حياته راح يظل منسي ولا كأن عنده أهل

سرح بخياله وهو يفكر..لو كانت هي تدري بيوم ميلاده هل كانت راح تسوي له مثل هالشي البسيط؟
توسعت ابتسامته وهو يفكر فيها..مافي شك انها ممكن تعطيه جزء من اهتمامها.. راح يكتفي فيه حتى لو كان هالجزء صغير لدرجة هي ماتحس بنفسها اذا عطته..كل شي شافه منها يشهد انها شخصيه مميزه عن أي انسان هو عرفه بحياته

ناظرها وهو يقول بهدوء: ممكن آخذ قطعه صغيره منها؟

كانت متمسكه بطرف المغسله وواضح على وجهها الصدمه من كلامه..كل شي يجي منه بطريقه غريبه مو متوقعه لدرجه تخليها تنصدم من تناقضه..توسعت ابتسامتها فجأه وهي تغمض عيونها بلطف وترجع تفتحها..نجحت خطتها الصغيره بدون لاتدري وكل شي مشى مثل ما كانت تبي من البدايه
لفت عليه بهدوء وهي تبتسم بحنان غير مقصود: أكيــــد

تحركت بسرعه وهي تآخذ صحن من داخل الدولاب وتقول بحماس غريب : انتظر بس ابي أجيب السكينه علشان أقطع لك منها

لمح اللمعه الغريبه الموجوده بعيونها..كأنها فرحانه بطلبه اللي خلاها تتحمس فجأه وتتحرك بسرعه علشان تنفذه..ناظرها بحب وهو يفكر انه من زمان ماشافها..كيف يشتاق لها وهي واقفه جمبه كذا
قال بهدوء وهو يشوفها تمشي بسرعه وهي تفتح الدولايب : انا طالع من الشقه ولا راح أرجع
وقفت عن الحركه وهي تناظره بإستغراب: بس الكيكه...

هز راسه بنفي : ماقدر آكل منها انا طالع الحين

توه كان بيتحرك بس وقفته وهي تمسك يده بنعومه..بعدت يدها عنه لما حست فيه وهو يناظرها
قالت بسرعه وهي تتحرك بعيد عنه : انتظر لحظه

فتحت الدولاب اللي بالزاوية وهي تناظر اللي داخله بتفحص..أخذت صحن بلاستيك كبير ومشت جهة الكيكه بعجله..مسكت السكينه اللي كانت مطلعتها من قبل وقطعت جزء كبير من الكيكه..حطتها على الصحن البلاستيكي وهي تتحرك بسرعه لجهة ثانيه علشان تآخذ القصدير..غلفتها بشكل سريع وناظرتها برضى وهي تمسكها بين يدينها وتقرب من عند راشد

مدّتها له وعلى وجهها ابتسامه مشرقه: تــفــضــل!

حس بحبه تجاهها يزيد وهو يشوف هالإبتسامه اللي امتلكته من اول ما شافها..اخذ الصحن اللي كانت ماسكته وابتسم لها بحب..رفع يده ومسح على شعرها بفوضويه وطلع بسرعه بدون لا يشوف ردة فعلها..ماقدر يقول لها شكرا لأنه مايبي يشوف ابتسامتها مره ثانيه..لو قعد معاها فتره أطول مايدري ايش ممكن يصير فيه وبقلبه اللي ينبض لها..لازم يطلع من الشقه ويتركها مثل قبل..مايضمن نفسه معاها والبعد عنها هو سبيل خلاصه من حبها

هل فعلا تعتقد يا راشد ان الإبتعاد هو الحل المناسب؟!
.
.







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 12:57 AM   #52

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تنهدت بطفش وهي تسكر كاميرتها الكانون وتناظر الموجودين بملل..قربت سمر من اختها هيفاء وهي تقول بحسره:شوفي الساعه كم؟! توها ما جات نص الليل والكل طلع من هالخطوبه الفاشله..يعني خالتي منيره من زمان تعبانه واذا راحت المستشفى عادي يعني..ليه امي وخالاتي قالوا للناس يقومون وان الخطوبه خلصت خلاص! هذا اللي ابي افهمه..ليه؟! (ناظرت كاميرتها) حتى ماصورت ولا شي..كنت بصّور تركي وكشخته اليوم بس للأسف كل شي تنكسل..حتى ماشفناه وهو يلبسها الشبكه..(رجعت تناظر هيفاء)انتي تدرين اني قلت حق كل البنات اللي بالجامعه عن اليوم..تدرين انهم ينتظرون الصور من زمان! اففف ايش اسوي الحين

هزت هيفاء راسها وهي تناظر امها اللي كانت تلبس عبايتها بشكل سريع: والحين بنرجع البيت بدري و الكل بيكون في المستشفى علشان يتطمنون على خالتي المسكينه

قعدت أسماء بنت خالهم نايف على الكنبه اللي جمبهم..قالت بهدوء وهي تناظر بنات عماتها: ابوي راح يودي خالتي هدى وخالتي غاده وامي للمستشفى اما احنا بننتظر هنا مع عبير علشان ماتحس بشي
توسعت عيون سمر وهي تقول بغيض: والله ما اقعد معاها مو كفايه وجهها وجه نحس خرب الخطوبه كلها..شفتوا لو ان تركي اخوي ما أخذها كان ماصار لنا شي..بس شنسوي فيه هو اللي اختارها..مالت عليه من اختيار

رغد كانت قاعده على الكنب اللي مقابلهم وتسمع كلامهم بدون أي تعليق..مع انها كانت متعوده على سوالفهم بس حست بقلبها ان اللي قالته سمر مو عدل خصوصا وانها تكلمت بأشياء كثير أنانيه ومستفزه ولاقدرت انها تسكت أكثر

قالت بهدوء وهي تناظرها بعتاب : سمر..كل اللي صار قضاء وقدر وهذا اللي ربي كاتب انه يصير..غلط تتكلمين عن الناس كذا و اللي بداخلك خليه لنفسك..لاتجين عندنا وتعبين رووسنا بهالكلام التافه اللي مافيه لا فايده ولا عايده

ناظرتها سمر بحقد..لأول مره تراددها هالبزر وقدام الكل بس معليه راح يجيها الدور بعدين..الحين لازم تحكم عقلها وترد عليها بهدوء..الوضع والمكان اللي هم فيه مايحتمل هواش بينهم..لكل مسأله وقتها المناسب علشان تحلها

نزلت نظرها لجوالها وهي تقول ببرود: على كل حال انا مستحيل اقعد ببيت خالتي منيره..رسلت للسواق يجينا الحين

تكلمت هيفاء بسرعه وهي تناظرها:حتى انا راح أروح معك..مافي أحد يجي يآخذني غير السواق وكذا راح يتمشور مرتين..وبعدين عبير ماتدري عن أي شي لأن محد قالها فما في خوف عليها

هزت أسماء راسها بموافقه: اجل حتى انا بدق على سالم..أكيد انه برى يستنى لأني قلت له اني بقعد علشان عبير بس بما انكم كلكم بتمشون...

قاطعتها رغد وهي تقول: انا ماراح أمشي..لازم نقعد مع بنت خالتنا هي تحتاجنا بهالوقت

سكتت رغد لما سمعت صوت جوال سمر اللي رنّ فجأه..فتحت سمر الجوال وهي تبتسم: انت برى؟ اوك انتظر شويه انا راح أطلع الحين

سكرت من الجوال وقامت من مكانها وهي تأشر لهيفاء تقوم..ناظرت رغد بابتسامه: احنا بنرجع البيت..اللي يبي يقعد مع وجه النحس بكيفه

تحركت هيفاء من مكانها بسرعه وهي تلحق أختها اللي طلعت وتركتها..التفتت أسماء جهة رغد وهي تقول : يعني ايش راح تسوين؟

تنهدت بهدوء: ماقدر اترك عبير وأصلا مافي أحد يوصلني البيت..أمي وسلوى بالمستشفى وابوي ماتوقع يرد علي صراحه

هزت راسها بتفهم : خلاص شكلي راح أكلّم سالم واقوله اني بقعد معاك هنا ومتى ما قدرنا نطلع ندق عليه ويجي يوصلنا

ابتسمت بامتنان لأسماء..حمدت ربها انها قررت تجلس معاها لأنها ماتقدر تتصرف بروحها بهالأجواء المتوتره..قالت بابتسامه : كنت ادري انك بتفهميني

رفعت حواجبها بغرور :ايش على بالك أجل؟! وترى هالخدمه ماراح تروح بلاش

رغد بإستغراب: شقصدك؟

ابتسمت وهي تناظرها :بس ابيك تكونين معانا لما نطلع مع شباب..لأن كل مره نروح فيها مع بعض ماتخلينا نتهنى بجلستنا انا وهيفاء دايم تخربين علينا مزاجنا وتخلينا نكره الساعه اللي طلعنا فيها معك

ضحكت بسخريه: من جدك انتي؟! انا ماسويتها من قبل بسويها الحين بس لأنك قلتي لي..مستحيل يا أسماء أعيش مثلك انتي وهيفاء..حياتكم صارت مثل المتاهة اللي مالها نهاية..من تدخلينها تضيعين داخلها ولا تقدرين تطلعين..تفكريني ارضى على نفسي اني ادخل بمثل هالضياع اللي انتوا فيه..هه مستـــــــحــــيل!

عقدت حواجبها بعصبيه وهي مو قادره تفكر برد مناسب لكل اللي قالته رغد..غمضت عيونها وهي تنزل نظرها للأرض بحسره: كلامك صح..كله صح

ناظرتها رغد بإندهاش..ماتوقعت ان مثل هالكلام يجيب نتيجه مع أسماء لأنها ولا مره فكرت تنصحها..كانت دايما تبين انها تحب هالشي اللي تسويه وتستمتع فيه بس الحين تغير كل شي فجأه
رمشت بسرعه وهي تشوف دموعها اللي نزلت على خدودها بشكل سريع..قامت من مكانها بسرعه وقعدت جمبها: أسوم حبيبتي ما صار شي..ماتوقعت يأثر فيك كلامي لهدرجه..انا آسفه ماقصدت والله بس كنت ابي اقولك ان اللي تسوينه انتي وهيفاء مايعجبني وسلوى اختي دايما تقول لي أبعد عنكم وتنبهني على تصرفاتكم بس ولا مره كلمتكم عن هالشي لأني خفت أخسركم..خفت أخسر صديقاتي

زاد بكاها لما سمعت كلام رغد وكيف ان سلوى كانت تتكلم عليهم بمثل هالطريقه وتحذر أختها منهم وكأنهم من بنات الشوارع واللي فعلا حسته فجأه من هالحوار

تكلمت بصوت باكي وهي تحس بالإشمئزاز من نفسها : تفكرين اني كنت ابي اصير كذا؟! ولا مره بحياتي توقعت اني راح أكون بهالحال..احس اني طحت بشي انا ماني قده وانغمست فيه لدرجه مو قادره أطلع منه..أحيانا أقرف من نفسي و أقول ايش وصلني لهالمكان..كم مره أحاول اني ابتعد عنه..بس مهما سويت ماقدر أتركه ماقدر يارغد

ضمتها رغد لجهتها لما حست انها متأثره بزياده: يا أسوم يا قلبي انا فاهمتك..هذا الشيطان يحاول يضعفك من داخل.. وكلما بغيتي تتعدلين يسحبك ويرجعك للضياع..مافي حل غير اننا نتقرب من ربي أكثر وننسى اللي راح..احنا كبرنا خلاص والمفروض نستوعب ان كل اللي كنا نسويه من قبل مراهقه..باقي سنه وندخل الجامعه مع بعض انا وانتي وهيفاء..ماتبين نتغير للأفضل ونعيش حياه جديده غير عن قبل

هدأ تنفسها تدريجيا ورفعت راسها بهدوء..مسحت دموعها وهي تآخذ نفس لداخلها وتزفره بهدوء..ماتدري ليه بس حست بالراحه لما سمعت رغد تقول حياه جديده..عبست بوجهها فجأه وناظرت رغد بملامح حزينه : رغد..انا عندي اعتراف وابيك تسمعينه

هزت راسها بتأكيد وهي تناظرها بعيون مركزه

نزلت أسماء عيونها وهي تقول بتردد: انا..انا... انا حــامل!

توسعت عيونها فجأه وهي تقول بصوت عالي: أيـــــــــــــــش؟!

تنفست بعصبيه وهي تناظر أسماء..ايش هالفضيحه! ياربي استر علينا ايش اسوي معاها هاذي..الحين كيف راح نتصرف..

وقفت أفكارها لما سمعت صوت ضحك أسماء العالي وهي تشوف وجه رغد المخترع : انتي من جدك صدقتي؟!

ضربت كتفها بقوة من الحره اللي بداخلها..شافتها تتأوه بألم بين ضحكاتها ..قالت بعصبيه : حسبي الله على ابليسك يا أسماء..اجل هذا موضوع ينمزح فيه من جدك انتي!!! والله قلبي طاح بالأرض..قلت الحين ايش نسوي في هالفضيحه..لو عرفوا الكبار ايش راح يقولون..كنت راح أموت بسبتك انتي يالخبله

أسماء بضحكه وهي تمسح دموعها: ما كنت أبيك تشوفين وجهي الحزين أكثر من كذا قلت أغير المود شوي وبعدين ايش هالمحاضرات اللي عليك يا أستاذه رغد يعني جد ماعرفتك..حسيتك كبرتي فجأه كأنك انسانه ثانيه

تنهدت رغد بعمق: بس عرفت ان الحياه تغيرت عن قبل..وان تفكيري القديم ماراح ينفعني
بهالدنيا..كنت أشوف سلوى اختي واحس اني ناقصه..هي محافظه على حياتها أكثر مني..نصايحها وقفت بعقلي كثير والحمدلله توني استوعبها بعد ما كنت أشوفك انتي وهيفاء وسمر..دايما كنت أفكر
اني بكلمكم وبقولكم عن اللي بخاطري بس ولا مره تجرأت اني انصحكم وبقيت هالكلام بداخلي لما اليوم

ابتسمت أسماء وهي تقوم من مكانها :الحمدلله انك تكلمتي بهاللحظه ولا يمكن المزحه اللي قلتها قبل شوي تصير واقع مؤلم بيوم من الأيام

انتبهوا على عبير اللي كانت جايه جهتهم وهي تناظرهم بإستغراب..رسمت ابتسامه مزيفه على وجهها وهي تناظرهم : وين الناس؟ كنت ماره بروح غرفتي بس تفآجأت لما لقيت البيت فاضي كذا..حتى أمي مالقيتها

تأملت رغد وجه عبير لثانيه وهي تلاحظ انها غسلت وجهها وفتحت التسريحه البسيطه اللي كانت مسويتها..تكلمت بسرعه علشان لا تشك فيهم: خـالتي منيره بغرفتها قالت انها تعبت شوي وودها تريح وعاد أمي وخالاتنا أنهوا الخطوبه بدري

هزت راسها بتفهم وهي تقعد عالكنب اللي مقابلهم : طيب وانتوا غريبه مارحتوا مع أمهاتكم
قالت أسماء بابتسامه: احنا بننام اليوم مع بنت خالتنا اللي توها انخطبت ونقعد نسولف معاها لما الصبح

ماقدرت عبير تبتسم لأسماء بحكم شخصيتها السابقه اللي كانت تكرهها..ناظرتها ببرود وهي تقول: حياكم الله بيتكم ومكانكم بس اعذروني شوي بروح أبدل وأنزل لكم

اكتفوا بأنهم يهزون راسهم لها بموافقه وهم يشوفونها توقف مره ثانيه متوجهة للدرج..لفت أسماء على رغد : من يومها مغروره صدق لقالت سمر وجه نحس

تنهدت رغد وهي تناظر أسماء: سكتي لا تسمعك وبعدين مو قلنا بدايه جديده المفروض ماتتكلمين على أحد بهالطريقه

مدت لسانها لها وهي تتحرك لبرا الصاله: ما قدرت أمسك نفسي صراحه..انتظريني هنا انا رايحه أكلم خادمتنا بقولها تجيب لنا بجايم مع السواق حق بيت خالتي غاده

رغد بضحكه: اوك

بنفس الوقت وصلت عبير لغرفتها..بدلت على السريع لبجامه مريحه وربطت شعرها ذيل الحصان..انسدحت على سريرها وهي تتنهد بعمق "اليوم كان صعب..جدا صعب! لما شفته واقف قدامي تحت والله انه ذاك رجع لي بتفاصيله كلها..ولاحسيت بنفسي وانا اقول اللي بخاطري..أصلا ماتذكر ايش قلت له..كلامه استفزني بشكل مو طبيعي لدرجة ان عقلي للحين مو مستوعب كل اللي صار..بس يا عبير تراك صرتي زوجة تركي خلاص"

قامت من مكانها بسرعه وهي تزفر هواء بعصبيه"ليه مصره أتذكر هالشي..والله فهمت انه زوجي حتى لو ماكنت معترفه بهالشي"

بينت بعيونها لمعة حزن بس قبل ماتجيها أي أفكار قامت من مكانها ودخلت الحمام..توضت على السريع وأخذت جلال الصلاه وفرشت سجادتها جهة القبله..قررت تآخذ بكلام ساره اللي تذكرته لما كانت قاعده لحالها بالصاله وببالها تفكر "مالي غير ربي ألجأ له"
.
.
في المستشفى

كان فهد واقف عند الاستقبال وهو رافع سماعة التلفون عند اذنه..حط يده على جبهته بقل حيله : يعني مافي أخبار ثانيه؟متأكد أنت من هالشي؟

تكلم الموظف اللي يشتغل في السفاره السعوديه بروسيا :ايه أخوي الطياره اللي مفروض تجي من السعوديه اليوم حصل لها عطل فني انتهى بإنفجارها وموت جميع المسافرين اللي كانوا عليها
تكلم بنبره قلقه: ماعندك قائمه بأسماء المسافرين؟ أبي أتأكد من شخص معين اذا كان مسافر على نفس الطياره

الموظف بنفي: لا والله ماعندنا أي اسم هنا..يمكن تلاقي هالقائمه بالمطار اللي بالسعوديه

غمض عيونه بقوة وهو يآخذ نفس ورجع فتحها بهدوء: مشكور اخوي والسموحه اني طولت عليك
سكّر السماعه ومسح على عيونه بتعب..اول ما دخلوا المستشفى ترك أمه عند الدكتور مع سلوى وهو راح عند الإستقبال علشان ينهي بعض الإجراءت..تفآجئ لما شاف الخبر بالتلفزيون اللي بالمستشفى وعلى طول فتح جواله ودق على ابوه بس ماجاه أي رد..حاول أكثر من مره ونفس الشي لما استسلم للوضع وقرر يدق على السفاره علشان يعطونه الخبر الأكيد على هالموضوع

الحين فهم سبب تعب امه عليهم وسؤالها عن ابوه..كانت تفكر انه مات مع المسافرين على ذيك الطياره..مايقدر يتخيل هالشي أبدا ومستحيل يصدقه..لازم يروح المطار الحين ويتأكد بنفسه من هالكلام

مشى بخطوات متعثره في الممر وعقله مو معاه..كل شي في حياته يتهاوى تدريجيا وببطء..أشياء كثيره قاعده تثقل عليه من داخل وما يقدر غير انه يكون الشخص اللي يشيل كل هالحمل على كتفه ويمشي فيه حتى لو كان هو الوحيد اللي راح يتدمر في النهاية..مستحيل يسمح لأي شي يضر أحد من اهله و راح يظل على هالحال لما يلقى حتفه
.
.
بعد ما تأكدت من طلعته ركضت بإستعجال للدور العلوي وتجهزت بشكل سريع..دقت على شوق وقالت لها انها بتروح بيتها بالتاكسي بما انها عارفه المكان..أخذت اللاب توب معها وغطت وجهها بوشاح ثقيل..طلعت من الشقه وهي عيونها تناظر المكان بقلق..مافي شي يوترها غير انها تنمسك مره ثانيه من البودي قارد اللي حاطه راشد..وقفت كثير برا وهي تنتظر أي تاكسي يمر لما شافت واحد عن طريق الصدفه كان ماشي قريب من جهتها

ارتاحت بداخلها وهي تركب السياره بهدوء وتقوله عن مكان بيت شوق واللي كان قريب من مبنى شقة راشد علشان كذا حفظت المكان بسرعه..استغربت بداخلها انها ماشافت أي احد يشبه البودي قارد اللي مسكها أول مره..من يوم كشفها وهي تلاحظ وجوده عند المبنى ..بس في الفتره الأخيره ما كان له أي أثر واليوم زادت شكوكها لما تأكدت انه مو موجود مثل كل مره..

تنهدت وهي تنقل نظرها للدريشه وتفكر بطلعتها هاذي..مو من عادتها تسوي كذا واساسا ماكان ودها تروح عند شوق بس هي أصرت عليها ولا قدرت انها ترفض..متى تتخلص من هالعاده السيئه وتقدر تقول لا لأي احد قدامها..الله أعلم ليه هالكلمه ما تطلع من لسانها

توقفت أفكارها وهي تتذكر آخر موقف لها مع راشد..يمكن كانت اول مره تشوفه يبتسم لها بهالطريقه او ان مخيلتها صايره تشتغل بزياده بعد ماسمعت الكلام اللي قاله لها أمس..وحركته الأخيره لما حرّك شعرها بلطف كأنه يشكرها على الشي اللي سوته له.. مع انها ماشافت وجهها بس كانت متأكده انه صار أحمر من الإحراج وحمدت ربها انه طلع قبل لايشوف خجلها منه..

نزلت راسها وهي تتأمل يدينها اللي بحضنها..عقدت حواجبها بإستياء وهي تحس بالضيق داخل قلبها..ليه الحين بالذات ياساره ليه؟!

انتبهت على المكان وهي تشوف بيت شوق..تحركت بسرعه من مكانها وهي تعطي السواق الفلوس وتنزل من السياره..صعدت الدرجات البسيطه قدام الباب ورنّت الجرس..

من اول رنه انفتح الباب فجأه وطلعت شوق بوجهها : وأخيــــرا جيتي !

رمشت بسرعه وهي تناظرها وتبتسم: كنت..

قاطعتها شوق وهي تسحبها من يدها لداخل: عادي انتي هنا بالوقت المناسب..يلا خلينا نخلص المشروع بسرعه

دخّلتها غرفتها وخلتها تقعد على السرير..تحركت شوق بسرعه لبرا وهي تناظر ساره:دقيقه بس وراجعه..اوك

طلعت بسرعه قبل ماتسمع رد ساره عليها وتوجهت لغرفة فارس..دقت عليه الباب وهي تتحرك في المكان بتوتر"اهدي شوق..باقي شوي ويوصل ابوي وراح تعرف ساره كل شي"

لاحظت الباب وهو ينفتح وقربت من عنده وهي تناظر فارس بقلق : ساره وصلت ودخلتها بغرفتي راح أشغلها لما يجي ابوي..هو ماوصل من سفرته للحين؟

فارس بهدوء: توه مكلمني من المطار..ربع ساعه بالكثير ويكون موجود هنا

هزت راسها وهي تشبك يدينها ببعض: اوك

تكلم بهدوء وهو يناظرها: مافي داعي للتوتر..روحي الحين انتي عند ساره وانا بنتظر ابوي على مايجي..اذا دقيت عليك الباب وناديتك خلي ساره تطلع معاك وتعالوا للغرفه اللي تحت
بلعت ريقها وهي تقول : طيب

شدت على يدينها وهي تمشي بخطوات بطيئه..وقفت عند باب غرفتها وعيونها عليه..زفرت هواء وهي تهدي نفسها من داخل..رسمت ابتسامه على وجهها وهي تفتح الباب :ســـــــوري عالتأخـــيــــر

شافتها فاتحه حجابها وتناظرها بابتسامه وبيدها اللاب حقها..هزت راسها بنفي وهي تفتح اللاب توب: ماتأخرتي كثيــر

قربت من عندها وقعدت جمبها على السرير: يلا وريني على ايش اشتغلتي..متشوقه اشوف تصاميمك!
سكتت وهي تناظر كيف ساره تتكلم بتركيز اما هي ما كانت معاها..فضولها يقتلها وودها لو الوقت يمشي بسرعه بس علشان تعرف المواضيع اللي كانت مخفيه عنهم طول عيشتهم بفرنسا..دقائق معدوده تفصلها عن كشف بعض الأسرار ومو قادره تصبر أكثر
.
.
كان جالس بالتاكسي بعد ماقرر انه مستحيل يستخدم سيارته هالفتره قبل مايروح يكشـف على نفسه..اللي قاعد يصير له شي مو طبيعي ومستحيل يكون هذا من التعب او التوتر

الحين هو متوجه لشقة جوانا اللي اول ما كلمها عاتبته بقسوه على إهماله لها..حتى ما قال لها انه ماراح يرجع وقعدت تنتظره لما الفجر..اعتذر لها وقال انه بيعوضها عن اللي فات وماراح يكررها مره ثانيه..سامحته بسرعه اول ماسمعت أسفه..تحبه من كل قلبها لدرجة انها ماقدرت تتحمل كلمة الأسف منه وقبلت اعتذاره بدون تفكير

تكلمت بهدوء بعد ماحست ان المشكله اللي بينهم انتهت: اذا..ألم تسمع بآخر الأخبار؟

عقد حواجبه بإستغراب وهو يناظر الطريق : أي أخبار؟

قالت بتعجب :ظننت بأنك تعلم تماما عم أتحدث..ألست انت المسؤول عن تلك الحادثه؟

زفر هواء بعصبيه: جوانا لاتختبري أعصابي وأخبريني بسرعه عن أي حادثه تتكلمين!

جوانا بإستغراب: حسنا اهدأ أولا..ألا تذكر ذلك الشخص الذي أرسلتني حتى أعمل لديه وأجلب حسابات شركته لك..لقد كان على متن الطائره المتوجهة لروسيا والتي انفجرت بالأمس ومات جميع ركابها

انصدم من كلامها ولا قدر غير انه يسكر جواله بسرعه وهو يتنفس بتوتر..حط يده داخل جيبه بسرعه وهو يطلّع جواله الثاني اللي فيه رقم الرئيس واللي دايما يراسله منه..فتح الرمز السري ودخل على الرسايل..عيونه تتحرك بشكل سريع وهو يشوف الرسائل الغير مقرؤه من أكثر من رقم

كل الرسايل اللي فتحها كانت تتكلم عن نفس الخبر اللي قالته جوانا..بعد ما قرأها بالكامل عرف ان هالشي ابدا مو صدفه وأكيد ان الرئيس يدري بالموضوع..هو عارف بجدول ابو فهد من نواف اللي كان يقوله كل شي بالتفصيل ويدري بسفرته لروسيا من زمان بس هالحادثه اللي صارت فجأه وبدون سبب هي اللي صدمته

الى الآن مو مستوعب ان الشخص اللي مخطط ينتقم منه مات بهالسهوله..مات بدون لا يعرف انه ولد الشخص اللي قتله..ولد صديقه اللي خانه و تركه ضحيه يعاني بهالحياة..كان يبغى يعيشه نفس المعاناة اللي حس فيها طول حياته..كان وده يقهره ويشوف الندم بوجهه قبل لا يموت..بس الحين كل شي راح منه..ماقدر ينتقم لأهله اللي ماتوا بدون ذنب والراحه اللي كان يتمناها مستحيل يحصّلها بحياته
انتبه على نغمة الرسايل بجواله وناظره بتفحص..فتح الرساله اللي كانت عباره عن جمله وحده بس
"هل وصلك التأكيد الذي طلبته؟"

ماخذ ثواني علشان يعرف انها جايه من الرئيس نفسه..على طول جاء بباله ذاك اليوم لما طلب منه تأكيد على كلامه وانه راح يساعده بانتقامه و يسلمه البنت..ناظر الفراغ بشرود وهو يفكر..يعني هذا كله من تحركات عصابته وشكلهم من زمان مخططين على هالشي..والحين مافي شك انه راح يآخذ ساره لأنه نفّذ الكلام اللي متفقين عليه وباقي دوره هو

وقفت أفكاره وهو يشوف الصوره اللي انرسلت له بنفس الوقت..توسعت عيونه وهو يناظرها بتفحص
كانت صوره لأبو فهد وهو قاعد بمكتبه ماسك بيده أوراق ومركز عليها..قرأ المكتوب تحت الصوره واللي خلاه يستغرب أكثر

"مازال حيا"

حط يده على جبهته وهو يغمض عيونه بقوه..الرئيس قاعد يلعب بأعصابه وهو ماعنده قدرة التحمل والصبر علشان يسيطر على نفسه أكثر من كذا..زفر هواء وهو يرفع جواله و يتصل على آخر رقم وصلت منه الرسايل

سمع ضحكته الهاديه واللي استفزته وخلته يتكلم بعصبيه: مالذي....

قاطعه الرئيس وهو يقول بهدوء: لا أعلم لم أنت غاضب هكذا..أليس هذا ماتفقنا عليه؟!

راشد وهو يصر على اسنانه: انا لم أطلب منك قتله !

الرئيس بابتسامه: لم أكن لأجرؤ على قتله وانت تريد الإنتقام منه..انه حي و تلك الحادثه كانت تأكيدي لك حتى تعلم انني استطيع تدميره في أي وقت و أي مكان..والآن بما انني نفذت طلبك هل من الممكن أن تسلمني فتاتي

اخفض جفونه وهو يشوف جوانا واقفه تنتظره قدام مبنى شقتها..قال ببرود:بالطبع ولن أتردد هذه المره

نهاية البارت الثلاثون

متابعيني الأعزاء قررت بعد تفكير طويل اني أوقف فتره بسيطه لما أتعود على روتين الدراسه وأشوف لي وقت أكتب فيه خصوصا وان موادي هالترم كثيره ويبغالها جهد ووقت والمشكله ان ماعندي ولا يوم أوف بالأسبوع وهذا اللي مصعب علي..تعمدت اخلي البارت هادي والقفله مو أليمه كثير عشانكم^^..باقي واجد والله على الروايه فاستراحه هالوقت بتكون جدا مفيده لي وترى مستحيل أتركها يعني بإذن الله مكملتها..أشوفكم على خير وربي بشتاق لكم كلكم^^
دمتم بخير





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 06:15 AM   #53

jamilah
 
الصورة الرمزية jamilah

? العضوٌ??? » 336812
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 138
?  نُقآطِيْ » jamilah is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

jamilah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 03:23 PM   #54

gawaddark

? العضوٌ??? » 20848
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,858
?  نُقآطِيْ » gawaddark is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

gawaddark غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 04:29 PM   #55

gawaddark

? العضوٌ??? » 20848
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,858
?  نُقآطِيْ » gawaddark is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

gawaddark غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 08:12 PM   #56

gawaddark

? العضوٌ??? » 20848
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,858
?  نُقآطِيْ » gawaddark is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

gawaddark غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 08:27 PM   #57

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

*بسم الله الرحمن الرحيم
.
البارت الواحد والثلاثون _(قراءة ممتعه^^)
.
الآن لا..

بجميعِ أجنِحَتي سأطويكِ

سأُضيءُ كلَّ نجومِ عمري في لياليكِ

سيكونُ مَهرُكِ من دمي،

إن كانَ يَكفيكِ

أحميكِ.. حتى من غيومي سوفَ أحميكِ

لكِ أن أُضيءَ الآن بيتَكِ،

لا أواسيكِ!
- عبد الرزاق عبد الواحد
.

سكر من الجوال وكلام الرئيس الأخير يرن بأذنه

"لك مهلة محددة حتى تأتي بها و ان كنت تعرفني جيدا فأظن أنك عالم باستطاعتي على أخذها في أي وقت أريده..لا تصعب الأمور علينا ونفّذ الأوامر حتى تستطيع إكمال انتقامك وتدمر الشخص الذي تريده"

نزل من التاكسي بعد مادفع له فلوسه وبباله فكره وحده بس..هو مو محتار هالمره أبدا وعارف قراره ايش بيكون..من قبل كم يوم كان خايف من المجهول وأفكاره متشتته لدرجة انه ما كان قادر يرّكز على أي شي هو مخطط له

بس الحين تغير الوضع..هو عارف ايش يبغى ويدري انه مستحيل يتردد مثل المره اللي فاتت..كل شي واضح قدامه وثقته كلما لها وتزيد بالشي اللي ناوي انه يسويه

تقدم بخطوات بطيئه لعند جوانا اللي كانت واقفه مده وهي تنتظره بهالجو البارد..ناظرها ببرود وهو يقول بهدوء: لنصعد الى شقتك بسرعه

هزت راسها وهي تناظره بحب وأفكارها تآخذها للعالم الوردي اللي بيعيشها فيه راشد من بعد ما تركها ذاك اليوم
.
.
في شقة راشد

كانت قاعده عالكنبه الطويله وسرحانه بالتلفزيون اللي فتحته بس علشان تتناسى الموقف اللي عاشته في بيت شوق او نقول بيت بنت عمها واللي تكون أختها بالرضاع

اخفضت جفونها وهي تحس بالتعب من ذاكرتها اللي كلما سرحت دقيقه ترجع وتشغلها بنفس الموضوع

رجّعت راسها على ورا وهي مغمضه عيونها وعاقده حواجبها بتفكير..كل شي صار لها اليوم بدأ ينعاد عليها مثل الشريط وهي تسترجع الأحداث اللي تتذكرها والأخبار الصادمه اللي سمعتها
.
.
قبل نصف ساعه

قربت شوق من عندها وقعدت جمبها على السرير: يلا وريني على ايش اشتغلتي..متشوقه اشوف تصاميمك!

فتحت على أول تصميم خلصت منه وهي تحس بالفخر انها قدرت بمعرفتها البسيطه تسوي مثل هالشي

تكلمت بحماس وعيونها على اللاب:بحثت كثيـر عن المعلومات اللي ممكن تساعدني علشان أغير بهالفستان اللي شفته بالصدفه من مجله كانت موجوده بالشقه..قلت أغير لونه لأني حسيتـه كئيب شوي بالكحلي وخليته أخضر زمردي وحتى الاكسسورات الموجوده عليه ما أقنعتني كثير و ....

سكتت وهي تناظر شوق اللي كانت ساكته من مده وسرحانه بالفراغ..تنهدت بهدوء وهي تبتسم: شــــوق!

رمشت بتوتر وهي تناظرها : ها..شفيك صار شي ولا ايش؟

ضحكت ساره بخفه:ايش اللي بيصير يعني وانتي عقلك بكوكب ثاني..صار لي ساعه أتكلم وانتي مو معاي من البدايه

أشرت على نفسها بطريقه تمثيليه مضحكه: انا!

توسعت ابتسامتها وهي تهز راسها بتأكيد

تكلمت شوق بسرعه وهي تآخذ اللابتوب من بين يدينها:سمعت كل كلمه قلتيها بس كنت قاعده أفكر بالمصمم اللي أخذتي منه هالديزاين

توسعت عيونها بتعجب وهي تشوف الصوره المقسومه نصين..عاليمين الفستان الأصلي وعاليسار نسخة ساره المعدله لنفس الفستان..تكلمت شوق بإنبهار: واو..(ناظرت ساره) عن جد واو!..ماتخيلت ان ممكن تكون لك نظره تحليليه للأزياء..صراحه نجحتي بتغييره للأفضل

تفآجأت بداخلها من رد شوق..ماتوقعت أبدا ان ممكن هالكلام ينقال لها بيوم من الأيام..الانسانه اللي تكره السوق ولا تعرف للملابس يجيها مثل هالمدح..ابتسمت بعدم تصديق وهي تقول : شوق لا تجاملين قولي الصدق..عجبك الشكل؟!

رفعت حواجبها وهي تقول بإنفعال: الحين انا اقولك واو تقولين مجامله..والله مو بس عجبني الا دخل مزاجي وبقوة..كل شي فيه يجنن بس يمكن الشي الوحيد اللي بعلق عليه هو الشوز..يحتاج انك تغيرين لونه بعد..مو حلو يكون اللبس والشوز نفس اللون

هزت راسها بفهم وكأن هالمعلومه دخلت مع باقي المعلومات اللي جمعتها عن هالتخصص الغريب عليها : طيب الحين هذا واحد وخلصته باقي اثنين زياده وماني عارفه ايش التصاميم اللي لازم أختارها
ناظرتها وهي تتنهد..تجاهلت كل الكلام اللي قالته وركزت بس على الجمله الأخيره اللي نصحتها فيها..

ثقة ساره المعدومه تقتل شوق من داخل..اول مره تشوف بنت شخصيتها كذا مع انها تعرف كثير أشخاص فيهم صفات أسوأ من ساره بس ولا مره حست ان ماعندهم ثقه بنفسهم وانهم يعتبرون أي كلام حلو يجيهم على انه مجامله

كانت توها بتتكلم بس قاطعها صوت الدق على الباب واللي خلا قلبها يضرب بقوه..قامت من مكانها بسرعه وهي تناظر ساره بتوتر:اكيد هذا فارس..بشوف ايش يبغى وارجع لك طيب

مشت بخطوات سريعه وفتحت الباب بسرعه..شافت فارس قدامها وهو يقول بهمس: ابوي تحت بالغرفه نزليها مثل ماتفقنا من البدايه

هزت راسها وهي تآخذ نفس لداخلها : يارب سترك

قال بضحكه خفيفه: توترك يضحك والله

ضربته من كتفه وهي تكشر بوجهها :سخيف! يعني بالله هالموقف ما يوتر..يلا روح عند ابوي واحنا دقيقه ونكون تحت

دخلت الغرفه بعد ما مشى فارس وسكرت الباب وراها.. وقفت بمكانها وهي تحس بنظرات ساره المستغربه ناحيتها وابتسمت بتوتر

قربت منها وهي تركز عينها بعين ساره وتقول بصوت رقيق : ساره ابوي توه واصل من السفر ولما عرف انك موجوده قال انه يبي يسّلم عليك..أنا كلمته عنك من قبل وحسيت ان وده لو يتعرف عليك لأنك سعوديه وتدرسين هنا بباريس

بالبدايه تفآجأت من أسلوب شوق المباشر بالكلام بس اول ماتفهمت اللي سمعته ابتسمت بحب لهالشخص اللي أكيد حس بمشاعر الأبوه تجاهها بما انها بنت وطنه وساكنه بدوله غربيه لحالها..
هزت راسها بابتسامه وهي تآخذ حجابها اللي كان جمبها على السرير: أكيد..بس خليني أعدّل حجابي وأجي معاك

توسعت ابتسامة شوق وهي تشوفها تلبس حجابها بشكل سريع..سحبتها من يدها بحماس بعد ما خلصت: يلا يلا يلا بسرعه..هو تحت ويمكن يطلع من البيت بأي دقيقه!

حست بتوتر خفيف وهي تمشي بخطوات غير ثابته ورا شوق..ليه تحس بالخوف داخل قلبها فجأه من هالموقف..كأنه ينذر بخطر قريب عليها وانها راح تندم بداخلها على موافقتها لشوق..تمنت لو يكون هالاحساس مجرد وهم وانها تتخيل مثل كل مره لأنها مو مستعده أبدا لمصيبه جديده تزيد عليها همومها

بس خاب كل أملها لما شافته واقف قدامها بنهاية الغرفه وملامح الصدمه مرسومه على وجهها..رمشت بسرعه وهي تناظره بعدم تصديق..تحقق احساسها اللي كانت خايفه منه ومن سوء حظها انه تحقق بهاللحظه

هالشخص اللي واقف ويناظرها من بعيد هو نفسه اللي كانت تفكر فيه طول الأسبوع اللي فات..
متأكده مية بالمية انه هو نفسه ومستحيل تكون غلطانه

نفس الوجه اللي شافته في ذيك الصوره..الصوره المعلقه بجدار مكتب راشد اللي فيها اربع أشخاص..هالرجال واحد منهم!
.
.
توقفت خطواته عن المشي وهو يناظر اللي قدامه بضياع..تسند على واحد من جدران الممر بتعب..مازال مو مستوعب هالخبر اللي نزل عليه فجأه..المفروض يتحرك بسرعه يروح المطار ويحاول يلقى أي كلام ثاني عن هالمصيبه بس هو مو قادر

عقله وجسمه موقفين عن الحركه بشكل غريب ومع انه متسند بجسمه عالجدار الا انه كان حاس بإرهاق كبير..ثقل قاعد يزيد عليه تعبه أكثر وأكثر حتى ان عيونه ماقدرت تتحمل الضغط اللي هو فيه وغمضت لحالها بدون حتى لايحس

فتح عيونه بفزع وهو يحس برنين جواله داخل جيب ثوبه..مدّ يده المرتجفه وهو يآخذ الجوال ويناظر اسم المتصل..رمش بسرعه وهو يقرب الجوال لعند عيونه..معقوله يتوهم؟!ولا اسم ابوه اللي ينّور على شاشة الجوال من خياله؟!

بلع ريقه وهو يحرك اصابعه على الشاشه ويرفع الجوال لعند اذنه: الو..

ابو فهد بقلق :وينك يابوك صار لي ساعه ادق على البيت ولا احد يشيله حتى امك ماترد على جوالها..صاير شي؟

تنفس بتوتر وهو ساكت..هذا صوت ابوه..الا هو صوته مستحيل مايميز الصوت اللي كبر عليه..يعني ابوه حي ما مات!

كل أفكاره السابقه تبخرت فجأه و تبدلت لسعاده عميقه وهو يحمد ربه من داخله..ابوه عايش ماتركهم لوحدهم في هالحياه..لمعت عيونه وهو يزفر هواء براحه

قال بتعب بعد ماحس ان كل هاللي صار استنزف طاقته كلها: انت ماسافرت روسيا؟

تنهد بهدوء: لا..كنا تونا بنركب الطياره بعد النداء الأخير للرحله بس الموظف اللي كان معاي جاه اتصال مهم من الشركه ولما تكلمت مع المدراء قالوا ان في مشكله ماتحتمل التأجيل أبدا..(قال بأسى) اضطرينا نلغي الرحله كلها ونرجع بأسرع وقت علشان نحل الموضوع اللي صار

ابتسم وهو يغمض عيونه ويرجع يفتحها "الحمدلله"..انتبه على ابوه اللي كان يناديه باسمه: هلا يبه
ابو فهد بقلق: ماقلت لي شصاير بالبيت؟

فهد براحه: تمت ملكة عبير على خير الحمدلله وامي الله يحفظها نامت بدري لأنها تعبت شوي من التجهيز للملكه

ابو فهد بانفعال: من متى وهي تعبانه؟ما قالت لي ان فيها شي ولا كان جلست معها..انتظرني دقيقه الحين اترك اللي عندي واجي لكم..مدامها تعبانه لازم نآخذها المستشفى

قاطعه وهو يحاول يقنعه بهدوء: يبه امي نايمه الحين ومافيها الا العافيه..انا تطمنت عليها قبل ماتدخل غرفتها وأكدت لي انها بخير بس ارهاق بسيط من وقفتها مع الحريم..خلها ترتاح اليوم وبكرا الصباح انا بوديها بنفسي للمستشفى

ما كان يبي ابوه يدري عن أي شي صار ودام ان امه بخير هنا بالمستشفى ماله داعي يزيد عليه وهو أساسا باله مشغول من تفكيره بالشركه

تكلم فهد بهدوء وهو يبي يتأكد فعلا ان ابوه مافيه شي: يبه أنت بخير؟ مافيك شي ولا تحتاج شي؟

ابو فهد ضحك بخفه: أشوفك حوّلت علي فجأه (قال بابتسامه) ان احتجت شي دقيت عليك أهم شي تدير بالك على أهلك وانا احتمال ما اجي اليوم بقعد بالشركه لما يهدأ الوضع هنا

تنهد بعمق وهو يهز راسه: طيب أجل ما أخرك على شغلك

سمع ابوه يودعه وتكلم بسرعه قبل لا يقفل الجوال: يبه!

عقد حواجبه وهو يرّجع الجوال لعند اذنه: فيك شي؟

ناظر الفراغ وقال بهدوء عكس اللي داخله: انتبه على نفسك

ابتسم وهو يقفل الجوال ويفكر بولده البكر..مع انه دايم يسأل عنه ويهتم فيه بس اليوم حس من صوته انه يبي يتطمن عليه ويتأكد من حاله..

توقع ان فهد كان خايف عليه لأنه يفكر بسفرته لروسيا واذا كان خلص اجتماعه هناك..ما كان يدري ان قبل هالمكالمه فهد كان ضايع بدوامة أفكاره وأن الحياة رجعت له بعد ماعرف ان ابوه عايش وكل الثقل اللي كان يحس فيه راح من اول ماسمع صوته

ناظر فهد جواله وهو يشد عليه بقبضته ويتنهد بعمق..حس وأخيرا براحه كبيره داخله..أبوه بخير وعايش وتطمن على أمه بعد ما أخذها للمستشفى..حمد ربه للمره المليون وهو يفكر بحاله لو أحد منهم صار له شي لا سمح الله..كيف راح يعيش بدونهم ويكمّل حياته من غير لا يشوفهم كل يوم

زفر هواء وهو يبعد هالأفكار من باله..كل شي بخير الحين مو لازم يثقل على روحه ويعطي للسلبيه مساحه بعقله..اعتدل بثبات وهو يبعد جسمه عن الجدار ويتحرك للأمام بخطوات ثابته

وقف وهو يلمح البنت اللي جايه لجهته شابكه يدينها بخجل وتناظر الأرض..وقفت قدامه وناظرته للحظه ورجعت تناظر الأرض..

حرّك راسه للجهة الثانيه وهو يحس بتوتر الجو بينهم..مو متعود على مثل هالوضع ولا هو عارف كيف يتصرف بالضبط بهالموقف

بلع ريقه وهو ناوي يسألها عن حال امه وكيف صارت: احم ....

قاطعته سلوى بهمس وهي تجاوب على تساؤله بدون لايتكلم: خالتي أحسن الحين الحمدلله..توها نايمه بعد ماحطت لها الممرضه المغذي..وصفوا لها مثبتات وقالت الدكتوره ان الصدمات لها تأثير سلبي عليها فلازم ننتبه لها من هالناحيه (قالت وهي تتذكر) وترى أمي وخالتي هدى وخالي نايف قاعدين بالممر جمب الغرفه وشكلهم واصلين هنا من زمان

هز راسه بتفهم وهو يسمع صوتها الهادي واللي كان غريب عليه شوي..

مو مثل حدة صوت اخته عبير ولا برقة اخته ساره..كان غير..كأنه متعود عليه من زمان واللي حسسه بإطمئنان مفاجئ وكأن الدنيا كلها بخير ومافي شي يحاتيه من الأساس

مالتفت عليها ولا حاول انه يشوفها وكأن هالشي مو من حقوقه ولا كأنها زوجته..مازالت بنت خالته وعلاقته فيها ماتتعدى هالحدود..خصوصا وانه مو ناوي يتجاوز هالخط الأحمر وقلبه الى الآن مو متقبلها هي

بس هو مو من النوع اللي يمشي مع قلبه ويخلي مشاعره تتحكم فيه..هو عارف انها مسؤوليته ولازم يتحمل قراره بنفسه.. ومع انه أجبر على هالشي بس مو عذر له انه يتجاهلها ويتركها هي اللي تعاني من هالزواج

انتبه عليها وهي تلف عنه وتمشي بعد ما حست بسرحانه وانه أكيد بباله أشياء كثيره فقررت تبتعد عنه وتتركه يرتاح ويهدأ لحاله

اخفض جفونه وهو يناظرها ويقول بنبره جديه: سلوى!

وقفت وهي تحس بقلبها شوي ويطلع من مكانه..هي زين وقفت جمبه دقيقه..حتى ماقدرت تتحمل هاللحظه معاه والحين يناديها بصوته الرجولي اللي يهزها كل ماسمعته..كيف الحين وهو ينطق اسمها بهالنبره!

حطت يدها على صدرها وهي تآخذ نفس وتطلعه كأنها تشجع نفسها بهالحركه وتهدي دقات قلبها اللي بدت تسمعها بأذنها..

لفت عليه وهي تقول بصوت هامس: هلا

قال بجديه وهو يشتت نظره بالمكان: تعالي معاي في موضوع مهم لازم نتكلم فيه

هزت راسها وهي تلاحظه يلتفت ويمشي علشان تلحقه..ماقدرت تتحرك وهي تحس بتوترها يزيد من هالمواجهة..ايش ناوي يقول لها؟ وليه الحين بالذات؟!

بلعت ريقها بتوتر ومشت وراه بخطوات بطيئه متعمده علشان تتأخر عليه وتتناسى الربكه اللي تحس فيها..انشغل تفكيرها بالموضوع اللي يبيها فيه..أكيد انه بيكون شي مهم بسبب نبرته الجديه اللي خوفتها شوي

من كثر ما كان عقلها مشغول ما انتبهت على انهم طلعوا من بوابة المستشفى وابتعدوا عنه الا بعد ماوقف فهد قدام سيارته وهو يلتفت عليها

وقفت بربكه لما شافته يناظرها ولفت وجهها عنه وهي تتأمل مواقف السيارات بتعجب

عقدت حواجبها بإستغراب وهي تفكر..ليه جايبها هنا؟!

انتبهت عليه وهو يفتح سيارته ويقول بهدوء: ركبي
.
.
كانت قاعده جمب اختها بالسياره وهي حاطه يدها تحت ذقنها وسرحانه بالدريشه..سكنت أفكار سمر وملامح وجهها بدت تتغير للحزن وهي تتذكر الموقف اللي صار لها عند بيت خالتها قبل لاتركب السياره

كانوا توهم طالعين من بيت خالتهم منيره ومتوجهين لعند السواق اللي كان موقف سيارته قبالهم
مشت وعلى وجهها أكبر ابتسامه بعد ماحست انها انتهت من عبير و خلتها تعيش أسوأ أيامها

انتبهت على هيفاء اللي كانت تمشي وراها وهي تأشر على السياره اللي كانت قريبه منهم: يوه مو كأن هذا سالم ولد خالي نايف؟!..شكله جاي علشان اخته أسماء وهو مايدري انها قررت تقعد مع عبير ورغد..يالله مسكين ضرب مشوار عالفاضي

بهت وجه سمر واختفت ابتسامتها وهي تشوفه ينزل من سيارته بهدوء وبيده جواله..ماحست على نفسها لما وقفت فجأه بنص الطريق وهي تناظر فيه بصدمه ودقات قلبها تعلى بشكل جنوني

رفع جواله لعند اذنه وانتظر ثواني على ما جاه صوتها المستغرب: هلا سالم ..شفيك داق؟

تكلم بهدوء وهو يناظر باب الفله الكبير : يلا اطلعي أنا برا

شهقت بصوت عالي وهي تحط يدها على فمها وتقول بندم : ويـــه شكلي ماقلتلك

عقد حواجبه بإستغراب: ايش؟

عضت على شفايفها وهي تقول بربكه: أنا راح أبات مع رغد في بيت خالتي منيره علشان نقعد مع عبير اليوم

تنهد بتعب وهو يمسح وجهه بيده : وليه ما تكلمتي من قبل؟

أسماء بندم : والله نسيت آسفه

هز راسه بتفهم وهو يقول بهدوء: خلاص أجل أنا راجع البيت وبكرا بجيبك..خلك جاهزه الصبح
أسماء: ان شاء الله..يلا مع السلامه

سكرت منه وهي تزفر هواء براحه..مع ان سالم ولا مره عصّب عليها بس دايما تخاف منه اذا تسببت بمشكله ولا اذا سوت شي يضايقه..تحس انه بيجي يوم وبينفجر عليها فجأه لدرجة ماراح تقدر تتفاهم معاه

انتبهت على عبير ورغد اللي دخلوا عليها المطبخ بعد ماحسوا انها تأخرت..قالت رغد بإستغراب:توقعنا مسويه حلا ولا شي نسهر عليه وطلعتي قاعده بس كذا تتأملين الجدران

قعدت عبير على الطاولة وتربعت فوقها وهي تناظر أسماء بتركيز: شفيك تأخرتي؟

أسماء بهدوء: سالم توه داق ويقول انه برا..نسيت أقوله اني بقعد معاك

عقدت رغد حواجبها وهي مندمجه معاها: يالله حرام عليك أكيد انه تنرفز وعصب صح؟

هزت راسها بنفي: ولا حتى هاوشني..يعني ماتعرفين اخوي البارد..مستحيل يعصب على أي شي مهما كان..تصدقين اني ولا مره شفته يصرخ..دايما هادي ويضحك عكس فهد ولد خالتي منيره

ضحكت عبير بسخريه: عاد عند العصبيه لحد يقرب جمب أخوي يآخذ المركز الأول فيها

ابتسمت أسماء :مدري ليه سالم وفهد أصدقاء..أحس شخصياتهم ماتنفع لبعض..مدري كيف يتفاهمون

تكلمت رغد بتفكير: لما أفكر فيها أحس عندنا كل أنواع الرجال بالعايله..يعني فهد ولد خالتي منيره حار وعصبي..وسالم ولد خالي نايف هادي وأعصابه ثلج..اما تركي ولد خالتي غاده هذا وسط لا هو الهادي بزياده ولا عصبي بشكل مخيف

ابتسمت أسماء وهي تناظر عبير وتغمز لها : يعني تركي هو النوع المثالي

تضايقت عبير من سيرته بس حاولت انها ماتبين وهي تغير الموضوع: يلا قوموا نقعد بالمجلس ونطالع فيلم..بجهز الفشار وانتوا جيبوا المشروبات

أسماء ورغد بحماس:اوك
.
.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 08:28 PM   #58

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

سكر جواله وحطه بجيب ثوبه الأسود..تكتف وهو يتأمل السماء لثواني قبل لايرجع داخل السياره..
لفت انتباهه البنت الواقفه فالشارع وتناظره بتمعن

ضيّق عيونه وهو يناظر المكان بتركيز..ابتسم بهدوء لما عرفها وبحكم شخصيته المرحه لوّح لها من بعيد وهو يضحك على ملامحها المصدومه

ركب سيارته والإبتسامه شاقه وجهه حتى بانت غمازاته

حرّك السياره بشكل سريع لما ابتعد عن المكان تارك سمر واقفه وراه وبقلبها وجع كبيــر مو قادره تتحمله

لمعت عيونها بحزن وهي تشوف سيارته تختفي من قدامها وتنهدت بعمق..من زمان ماحست بهالشعور..بهالعذاب اللي يسمونه الحب..ليه هو اللي سكن بداخلها من بين كل الناس وليه يكون حبها الأول من طرفها هي و بس

رمشت بعيونها بسرعه وهي تحس بيد هيفاء على كتفها..التفتت عليها بإستغراب وهي تحّرك راسها بمعنى شفيك؟
قالت هيفاء بصوت متعب: يلا وصلنا البيت

تنهدت وهي تهز راسها: طيب

اول مادخلوا بيتهم توجهت هيفاء لغرفتها وكل اللي ودها فيه انها تنام على سريرها المريح ..بدّلت ملابسها بسرعه وانسدحت على السرير بتعب ومسرع ما نامت من الإرهاق

سمر من ناحيه ثانيه ما قدرت تصعد لغرفتها لأن عقلها المليان بالهموم مو مخليها تفكر بالنوم
توجهت للمطبخ وسوت لها قهوة سريعه ماخذت ثواني حتى خلصت وتحركت بهدوء لصالة بيتهم الواسعه

حطت كوبها على الطاولة وقعدت على الكنب وهي تتأمل البخار المتسلل من قهوتها الساخنه..سرحت مره ثانيه وتركت قلبها يتوجع مثل قبل و أكثر

على كثر العلاقات الوهمية اللي عاشتها ماقدرت تنسى الشخص اللي حرّك قلبها وسكن بداخله.. الى الآن تتذكر بداية حبها له ومواقفها معاه

كانت بصف خامس ذاك الوقت وهو كان توه داخل الجامعه..ماتدري متى بالضبط حست بالحب تجاهه لأنه بدأ فجأه لما كانت تنتظره في كل مره تصير الجمعه ببيتهم

كانت معجبه فيه بشكل مو طبيعي والكل كان ملاحظ هالشي..اول ماتسمع اسمه وانه موجود عندهم بالبيت يدق قلبها وتروح بكل حماس للمجلس مع كل البنات اللي بعمرها..كلهم يقعدون قباله وهو يتكلم بمرح عن سوالفه اللي صارت له بالجامعه

كانت تضحك على كلامه وتبتسم بخجل اذا ناظرها

كان دايما يناديها علشان تجلس جمبه اذا شافها لحالها ويقعد يلعب معاها ويسمع سوالفها الطفوليه وهو يمثّل الإندماج ..وفجأه يمسك خدودها ويعضها بدون لاتدري ولا يتركها الا لما يسمعها تصرخ بألم من عضته: آي سالم يعور!

يبعّد عنها وهو يضحك بصوت عالي و يناظرها كيف ماسكه خدها مكان عضته وهي شوي تبكي
يسألها لها بهدوء :تألمك؟

تجاوبه وهي تحس بدموعها: أيــه مره يعور

كان يمسح دموعها بحنان وهو يغمز لها: علشان كلما شفتي وجهك تتذكريني

حطت يدها على خدها بدون لاتحس ولمعة الحزن ما غابت عن عيونها..كان صـادق بكلامه..للحين تتذكره وتتذكر سوالفه اللي حفظتها منه...ياكثر ماشتاقت له وياكثر ما تمنت تنساه

توقعت ان سالم يحبها مثل ما هي تحبه او كذا تخيلت..ماخطر ببالها انه كان يعتبرها طفله ويعاملها مثل مايعامل الباقي

كبرت وكبر حبه داخل قلبها لما جاء ذاك اليوم اللي غيّرها و غيّر كل أفكارها

أول ماعرفت ان الجمعه هالمره ببيت خالها نايف على طول صعدت غرفتها علشان تغير ملابسها وتصير بأبهى طله

كانت حاسه بسعاده كبيره داخلها..وأخيرا بتشوف سالم!

صار لها فتره طويله ماشافته ولا قعدت معاه..مشتاقه له كثيــر و متأكده بداخلها انه مشتاق لها..أكيد انه يحسب الساعات علشان يشوفها ويسولف لها عن حياته مثل قبل

وصلت بيت خالها والفرحه مو سايعتها..دخلت داخل البيت وهي تتوجه للصاله مع امها واختها..دقات قلبها كلمالها وتزيد لما تتذكر انه هنا معاها ويحس بنفس المشاعر اللي تحس فيهـا

استأذنت من امها علشان تطلع للحمام وهي ببالها ودها لو تلمحه فجأه بس علشان يرتاح قلبها من كل هالشوق

عضت على شفايفها بتوتر وهي تصعد للدور اللي فوق علشان تدوره..كل اللي كانت تبي انها تشوفه وبس ما كان بنيتها أي شي ثاني غير انها تلمح وجهه اللي اشتاقت له

كانت تمشي بحذر لما وقفت بسرعه وهي تسمع صوته في الغرفه اللي وراها..رجعت كم خطوه على ورا وقربت أذنها من عند الباب

سمعت خالتها سميره(أم سالم وأسماء) وهي تقول بسعاده كبيره: أنت خلاص قررت تتزوج! الحمدلله اني عشت لهاليوم اللي اسمعك فيه تقول هالكلام

سالم بضحكه: شفيك يمه..اللي يسمع كلامك يقول هذا بالأربعين و للحين عزابي..ترى توني 26 سنه بسم الله علي

ام سالم بابتسامه: لاتلومني ياولدي والله ما قلت هالكلام الا من الفرحه

سالم بهدوء: عساه دوم يارب..وترى انا من زمان ببالي الزواج بس قلت استقر بالشغل اول بعدين اكلمك بالموضوع

ام سالم : دام انك من زمان ودك بالزواج أكيد حاط وحده ببالك تبغاها..(قالت بتفكير) انت تبي سمر بنت عمتك غاده صح؟ احسك من اول حاط عينك عليها

ابتسمت سمر من ورا الباب وهي تشد على قبضتها بترقب

قال سالم وهو يضحك بخفه: لا يمه ويــن..سمر صغيره واجد علي وبعدين هي توها ماخلصت متوسط يعني مستحيل أقدر أتوافق معاها

عقدت حواجبها وهي تقول: طيب أجل مين اللي تبغاها؟

ابتسم وهو يناظر امه بتركيز: ساره بنت عمتي منيره

ناظرته لثانيه وكأنها تفكر بالاسم اللي سمعته : أنت تبي ساره ؟!

هز راسه بتأكيد : ايه

بلعت ريقها بتوتر وهي تناظر الفراغ..ماتدري ليه ماكانت متوقعه ان ولدها بيفكر ببنت عمته ساره اللي الكل مو متقبل شكلها كزوجه..كل فرحتها تحولت لتوترغريب..هل تقول لسالم ان البنت اللي اختارها ماتنفع له ولا تنفذ رغبته وتروح تخطبها بدون حتى ماتفكر

رجعت تناظر سالم بعد مده بسيطه من السكوت : شرايك نرجع نتكلم بالموضوع بعد ما يرجعون الأهل لبيوتهم

ابتسم بهدوء وهو يقوم من مكانه: يصير خير ان شاء الله

كانت الى الآن واقفه عند الباب بدون أي حركه..مو قادره تصدق اللي سمعته من الصدمه..هي قاعده تحلم الحين ولا ايش؟!

سالم مايحبها؟! كيف تصير هاذي؟! ليه..ليه مايبيها وهو يدري انها تحبه من يوم كانت صغيره..ليه يجرحها بالهطريقه وهو يدري ان قلبها ما سكن فيه احد غيره..كيف يفّضل وحده مثل ساره عليها هي!
تقوست حواجبها بحزن وهي تحس بدموعها تحرق خدودها..ايش هالألم اللي قاعده تحس فيه؟! طول اليوم كانت متلهفة على شوفته..فرحانه لدرجة انها من اول مادخلت بيت خالها وهي تبتسم

بس كل شي تبدل بثواني..كل شي تبدل من اول ماسمعته يضحك بسخريه على كلام امه لما كلمته عنها..لهدرجه هي ماتسوى شي عنده!

انتبهت على صوت الخطوات اللي كلمالها وتقرب لعند الباب

تحركت بسرعه وهي تتوجه للدرج وتنزل منه بخطوات متعثره لما وصلت عند باب الحمام ودخلت فيه وهي تقفل على نفسها

تنفست بشكل سريع وهي تحاول تهدأ من داخل..التفتت على المرايه اللي قبالها وناظرت نفسها ببرود قاتل

لاحظت دموعها اللي غيرّت شكل وجهها كله ولمعة السعاده اللي كانت بعيونها تبدلت لحزن..شعور انك كنت تحب من طرف واحد طول حياتك ما كان شي صغير عليها أبدا..

تحس كأن كل شي حولها تكسّر..كأن مافي شي حلو بالحياه علشان تعيشه.. لأن الشخص الوحيد اللي كانت تعتبره كل شي..ما كانت موجوده بحياته من الأساس

قربت من عند المغسله وهي تفتح الماي وتغسل وجهها أكثر من مره

أخذت منديل من جمبها ومسحت وجهها فيه وهي تناظر المرايه وببالها اول فكره شيطانيه تفكر بتنفيذها

"اذا كان سالم مو لي فهو ماراح يكون لغيري أبدا!"
.
.
في الوقت الحالي

أخذت رشفه من كوب القهوة اللي سوته من قبل ورجعت بجسمها على ورا بإسترخاء
في ذيك الليله راحت عند امها قبل لايمشون وقالت لها عن البنت اللي يبي يخطبها سالم بس بدون لاتبين انها سمعت شي من الأساس وبدت تقول عيوب ساره الواضحه للكل وكيف انها مستحيل تكون مناسبه لسالم فلازم تروح وتكلم خالتها سميره عن هالموضوع ويكنسلونه

و مع ان ساره تصير بنت اخت غاده بس مافكرت فيها من هالناحيه واقتنعت بكلام سمر اللي أثرت عليها

راحت ام تركي(غاده) و كلمت أم سالم قبل لا يصير أي شي و بما ان ام سالم ما كانت حابه ان ساره تكون زوجة ولدها ولقت أحد يساندها قررت تلغي هالفكره مره وحده وتخلي سالم يتراجع عن قراره حتى لو اضطرت انها تزعل عليه علشان مايآخذ بنت عمته

وهذا اللي فعلا صار وحصلت سمر مبتغاها بخطتها السهله والخبيثه وقدرت انها تترك سالم وحيد..لا هو لها ولا لغيرها

غمضت عيونها وهي تتنهد بعمق

من بعده صارت انسانه مختلفه..هو اللي حوّلها كذا وهي تلومه على كل شي بحياتها..الحين أي رجال تقابله تقدر تخليه مثل الخاتم بأصبعها..كلهم يركضون وراها مثل الكلاب بس ولا واحد منهم قدر يدخل قلبها مثله هو

تذكرت رهف وحالتها مع فهد ولد خالتها..هي اللي أصرت عليها انها تتمسك فيه وقررت تساعدها لأنها حست انها تشبهها لما كانت تحب سالم من قبل وأشفقت عليها

ماتبي اللي صار لها يتكرر مع رهف لأنها عاشت مثل هالمشاعر المؤلمه اللي غيرت حياتها

توقفت أفكارها وهي تسمع صوت الباب القوي اللي انفتح فجأه

فتحت عيونها بسرعه وهي تلتفت ناحية الباب..شافت تركي اخوها واقف وهو يناظرها بطريقه غريبه
مشى بخطوات كبيره لعندها لما وقف قدامها وهي قاعده عالكنب وتناظره ببرود

قال بعصبيه وهو يصر على اسنانه : انتي ايش قلتي لعبير؟

عقدت حواجبها بإستغراب وهي تقول بنبره عاديه: اقنعتها انها توافق عليك

ناظرها بعصبيه وهو يأشر عليها بتهديد: سمر لا تلعبين بأعصابي..البنت قالت لي انها وافقت غصب عنها مو برضاها يعني أكيد في شي صاير وانا مدري عنه

تنهدت بملل وهي تناظره: طيب واذا وافقت غصب مو هذا اللي كنت تبيه من الأساس؟

رفع حاجب وهو يقول بإستنكار: نعم؟!

ميلت راسها وهي تقول بهدوء: مو انت كنت تحبها وتبي تتزوجها مهما كانت الطريقه اللي توصلك لهالشي

تركي بقهر : بس مو بالغصب! كيف تبيني آخذ وحده ماتطيقني بعيشة الله؟! كيف راح تكون علاقتنا وهي مو قادره تتقبلني بحياتها؟! ما كان لازم تقنعينها كذا يا سمر

ناظرته بتركيز : طيب..تقدر تتخيل ان عبير تكون لغيرك؟

سكت وهو يحس ان النفس انقطع عنه من سؤالها..هو فعلا مايقدر يشوفها مع غيره..علاقته فيها كذا أفضل بمية مره من انها تتزوج واحد ثاني

لأول مره يفكر بهالشي مع انه كان راح يتركها من قبل لما كلمها بس الحين لما صارت له مستحيل يتخلى عنها حتى لو هي طلبت هالشي

تكلمت سمر ببرود وهي تشوفه ساكت: شفت..يعني اللي سويته انا لمصلحتك انت علشان لا تتعذب بكل مره تشوفها لما تتزوج من واحد ثاني

تنهد بهدوء وهو يشد على قبضته: بس طريقتك كانت غلط وانا حاس بهالشي..حتى لو كان لمصلحتي اللي سويتيه انتي غلط

قامت بتعب وهي ماسكه كوبها بيدها وتحرك كتفها بعدم اهتمام: الشي صار وانتهى..عاد كان غلط ولا صح

مشت من قدامه للمطبخ علشان ترجع كوبها وتصعد لفوق وقبل ما تروح للدرج وقفها صوته وهو يقول: وين امي و ابوي

ردت عليه بهدوء: ابوي على ما اظن عنده شغل وامي بالمستشفى

دق قلبه بخوف : مستشفى؟!

قالت ببرود وهي تصعد الدرج: ايه مادريت..خالتي منيره تعبت علينا بالملكه وفهد أخذها للمستشفى قبل كم ساعه
.
.

فتحت باب شقتها وهي تدخل وتناظر راشد اللي كان واقف وراها ولا انتبه عليها انها فتحت الباب
تكلمت بنعومه علشان تنبهه: عزيزي تفضل بالدخول

حرّك راسه لها وهو يناظرها بإستغراب..ميّلت جوانا راسها وهي تناظره بحب: هل أنت محرج من الدخول بسبب ماحدث بيننا سابقا؟ لا تقلق لقد سامحتك منذ اللحظه التي اعتذرت لي فيها..لا أستطيع احتمال بعدك عني أبدا

مشت لجهته برقه وهي تقرب يدها لعند وجهه علشان تلمس خده بس تفآجأت فيه وهو يبتعد عنها ويناظرها ببرود شديد

رجعّت يدها ببطء وهي تناظره بصدمه: مسيو راشد ما بك؟

مشى بخطوات كبيره وهو يتعداها ويقول : سأخرج من هنا..لقد أتيت لحزم حقائبي

ارتفعت حواجبها بإندهاش: ماذا؟!

لحقته بسرعه وهي تشوفه يصعد الدرج ويفتح باب غرفتها : مالذي تقصده بهذا الكلام؟ لقد ظننت بأنك سترجع الى هنا للبقاء بجانبي

تكلم ببرود وهو يطلّع شنطته من تحت السرير: لقد غيرّت رأيي جوانا..لا أستطيع البقاء عندك..لدي أمور مهمة علي إنجازها في الوقت الحالي

قربت منه وهي تقول ببؤس : هل فعلت شيئا سيئا لك؟ هل أنا السبب في كل هذا؟

تنهد وهو يتحرك علشان يآخذ ملابسه اللي بالكبت ويرميها بالشنطه: لا انه بسببي أنا..لا أستطيع الإبتعاد عن شقتي أكثر..أنا لا....

قاطعته وهي توقف بجنبه وتناظره بحزن : أنت لم تأتي لأجلي أبدا..أنت لم تحبني قط أليس كذلك؟
وقف عن الحركه وهو يناظر الكبت ويتنهد

التفت عليها وهو يركز على عيونها ويقول ببرود: ولا حتى مره واحده

غمضت عيونها بقهر وهي تحس بدموعها تنزل وتقول بصوت مخنوق: اذا أنت تريد البقاء بجانب تلك الخادمه عوضا عني صحيح؟ أنت تحب تلك القبيحه وترغب بالذهاب إليها الآن؟!

قاطعها بصوت عالي وهو يسكّر سحاب شنطته ويرفعها على كتفه: لا تتمادي بكلامك..ان قلتي أي شيء سيء عن تلك الفتاة فلا تلومي الا نفسك..لا مجال للمقارنة بينكما..انت لا تستطيعين الوصول اليها أبدا!

سكتت وملامحها بدت تتغير للعصبيه..مستحيل يكون هذا راشد اللي تعرفه!

أول مره تشوفه بارد ونظراته ماعاد فيها مشاعر..هي تدري انه كان يمثل عليها الاهتمام والحب بس انها تشوف حقيقته قدامها وانه فعلا مايهتم لها خلاها تنجرح وتحس بوجع وألم منه..

هالانسان اناني واستغل حبها علشان مصلحته مع انها ما سوت شي غير انها سمعت كلامه ونفذت طلباته..والحين تركها مجروحه بدون أي اهتمام..تركها لوحده ماتستاهل شخص مثله..وحده مستحيل تصير شي بيوم من الأيام

خلاص كل شي تدمر بداخلها و لازم ترجع تبني نفسها من جديد..لأنها من اليوم ورايح ما راح تكون لهالانسان الأناني مره ثانيه

وقفت أفكارها وهي تنتبه على صوته :انا مغادر الآن ولن أرجع الى هنا يا جوانا

صرخت بدون لا تحس وهي تشوفه يطلع من غرفتها: انك مجنون حقا..أنا لم أرى شخصا بمثل غبائك هذا..ستندم على كل مافعلته ياراشد..صدقني ستندم!

تنفست بعصبيه وهي تطلع من الغرفه بسرعه وتناظر شقتها من فوق..شافت الباب وهو يتسكر وقلبها تسّكر معاه..

مافي أمل يرجع راشد لها وهي أخيرا فهمت هالشي..الحين ماراح تتراجع وراح تسوي اللي ببالها من زمان

دخلت غرفتها بخطوات سريعه وهي تحس نفسها تغلي من داخل..مسكت جوالها اللي كان موجود على الطاوله وضغطت الأرقام بعصبيه

فتحته على الاسبيكر وهي تنتظر رده اللي جاها بسرعه

.......: جوانا ماذا هناك؟ من الغريب ان تتصلي علي في هذا الوقت..هل اشتقتي إلي؟ هيا قولي الحقيقه لقد اشتقتي إلي..أليس كذلك؟

جوانا بجديه وهي تصّر على أسنانها : سيد محمد..لقد قبلت عرضك!
.
.
مازالت قاعده تسترجع الصدمات اللي عاشتها ببيت عمها المزعوم وهي تفكر الى متى راح تفآجئها الحياة؟ مو كفايه اللي هي قاعده تعيشه الحين علشان يزيد عليها الحمل أكثر

زفرت بصوت عالي وهي تمدد جسمها وتحط يدها فوق عيونها بإرهاق

"يارب ارحمني!"

في بيت شوق

بلعت ساره ريقها وهي تحاول تمثل انها طبيعيه مع ان التوتر كان واضح عليها

جلست على الكنبه البعيده وهي تسلم بصوت هامس ومنزله عيونها بالأرض..تحس بجهد عالي وهي قاعده قدامهم بثبات وببالها تفكر بالروابط الغريبه بين ابو شوق و الصوره..مو معقول وجوده مع ابوها وابو راشد صدفه..أكيد في شي يجمعهم كلهم مع بعض وهذا اللي تبي تعرفه

قطع على أفكارها صوت عمها وهو يسألها بحنان : شلونك ساره؟

حاولت تآخذ نفس وهي ترمش بعيونها..ردت عليه بهدوء: بخير

ابتسمت بهدوء وهي تفكر بصوته اللي يشبه صوت ابوها بحنانه..رفعت راسها وهي تناظره
بابتسامه:أنت شلونك عمي؟

توسعت ابتسامته وهو يشوف وجهها المشرق..عيونها نفسها ماتغيرت وابتسامتها مازالت حيويه مثل قبل..نفسها بنت اخوه اللي يحبها واللي حرمه اخوه منها بدون أي سبب

طرت على باله زوجته اللي كانت تعشق ساره وتعاملها كأنها بنتها..حتى انها هي اللي طلبت من بدر انها ترضع ساره علشان تصير أخت لفارس ولدها قبل ماتحمل بشوق..

تنهد وهو يبعد هالذكريات المؤلمه ويلتفت على ساره : من شفتك اليوم وانا بأحسن حال

نزلت عيونها بخجل ورفعتها مره ثانيه وهي تسمعه يقول : انتي بنت بدر الـ...

هزت راسها : ايه ياعمي ابوي اسمه بدر الـ....
قال وهو يمّهد لكلامه اللي راح يقوله : طيب ما عندك أهل هنا أو أحد تعرفينه؟

ساره بهدوء: انا جايه مع زوجي وأهلي كلهم بالسعوديه..(ابتسمت)مافي أي احد اعرفه هنا غير شوق

مايدري ليه حس بالعصبيه تزيد بداخله لما استنتج ان اخوه ما قال لعياله عنه وانه موجود بفرنسا..لهدرجه يبغى يقطع الصله فيه ويتركه وحيد بدون أهله! ايش سوى هو علشان يعاقبه بهالطريقه؟!

تكلم بأسلوب مباشر وهو يشد على قبضته: انا اعرف بدر من زمان وادري ان له أخ موجود هنا بنفس الدوله اللي انتي فيها..غريبه انه ما قالك عنه؟!

ناظرته بابتسامه: ايه انت تقصد عمي أحمد..اتذكر ابوي كلّمني عنه وقال لي انه ساكن بفرنسا من أول ماتزوج بس ....

قاطعها وهو يقوم من مكانه بدون شعور ويقول بعصبيه : يعني انتي ماتدرين انك موجوده ببيت عمك الحين؟! وان اللي واقف قدامك هو أخو أبوك!

توسعت عيونها بصدمه من جملته ولاقدرت انها ترد عليه.. التفتت على شوق اللي كانت واقفه وراها تنتظر أي تبرير منها بس شافتها منزله راسها وتناظر الأرض

جلست ساره بمكانها وهي ساكته وتتنفس بتوتر.. مو قادره تفهم هالموقف الغريب اللي هي فيه.. معقوله ان هالشخص اللي واقف قدامها يكون فعلا عمها؟ لا لا مستحيل يكون كلامه صحيح لأنها تتذكر ان ابوها قال لها عنه..قال لها ان عمها أحمد....

وقفت افكارها لما شافته يتحرك من مكانه البعيد متوجه ناحيتها

قعد جمبها وهو يقول بهدوء حتى يتدارك الكلام اللي قاله لها من عصبيته: ساره..انا لما عرفت انك موجوده هنا ماقدرت امسك نفسي من الفرحه..قلت الحين بشوف بنت اخوي اللي كانت دايما تلعب بحضني قبل..كنت انتظر هاللحظه من زمان..الوحده والغربه اتعبوني..(تنهد وهو يقول بصوت مرهق) قوليلي وينكم عن عمكم؟ ليه ماصرتوا تزورونا مثل قبل؟ ليه ابوك قطعنا فجأه بدون أي سبب؟
بلعت ريقها وهي تحس بدموعها راح تنزل: أنا ..أنا..

سكتت وهي تناظر بعيون عمها الضايعه..يدّور أي كلمه ممكن تفهمه الوضع اللي هو عايش فيه طول هالسنين..بس هي ماتدري عن شي ومو عارفه ليه ابوها قطع صلته بأخوه وانهى العلاقه اللي بينهم فجأه..غمضت عيونها وهي تحس بتعب غريب كأنه راح يغمى عليها بهاللحظه بس فتحت عيونها بسرعه وهي تآخذ هواء وتطلعه بقوه

حاولت تتماسك وهي تناظر عيون عمها بتركيز علشان يستوعب كلامها: أنا ما أدري اذا كنت انت صادق وكل الكلام اللي قلته صح لأن الشي الوحيد اللي قال لي اياه ابوي عن عمي احمد انه...

تنهدت وهي تنزل عيونها وتكّمل: انه توفى من يوم كنا صغار

أخذ نفس وهو يحاول يستوعب كلامها: أيـــــــش؟!

هزت راسها وهي تبكي : علشان كذا انا مدري شلي قاعد يصير الحين..أنت عمي أحمد صدق ولا ابوي قال لنا كذبه وصدقناها من زمان

رفعت عيونها له وهي تناظره : طيب ليه ابوي يكذب علينا؟؟ ليه يقول انك متّ بس أنت عايش هنا من سنين؟

سكت وهو يناظر المكان بنظرات مشتته و شي كبــــير انكسر بداخله

بكت شوق وهي تشوف الصدمه على وجه ابوها..أكيد متألم من اخوه..أكيد قلبه انجرح من هالكذبه اللي أخفت عليهم كل شي..علشان كذا عمها مارضا يشوف فارس اخوها لما جا السعوديه..يبي يقطع كل الأشياء اللي توصل لهم ولا يبي عياله يدرون عنهم..بس ليه؟

ناظرت فارس وهي مو قادره تتحمل القعده بهالغرفه أكثر..أشرت له انها بتطلع وهو هزّ راسه لها بالموافقه..حس بحزنها وهو يشوف وجهها كيف انقلب لما سمعت كلام ساره..اما هو ما تفآجأ أبدا

تكلم أحمد وهو يناظر الفراغ: من متى..من متى وهو قايل لكم هالكلام؟

تنهدت وهي تقول: من يوم كنت بالإبتدائي..ذاك الوقت صارت لي حادثه بسيطه خلتني منومه بالمستشفى لكم يوم..لما قعدت نسيت كل الأحداث اللي صارت في السنوات اللي قبل..(بلعت ريقها)
حاولت قد ما أقدر اني أتذكر ايش اللي صار لي بس ماقدرت..لما شاف الدكتور حالتي قال ان فيني فقدان مؤقت للذاكره وانها ممكن ترجع مع الأيام بس الى الآن ما رجع لي ولا شيء صار قبل ما أدخل المستشفى..علشان كذا انا ماتذكرتك لما شفتك ولا عرفت انك عمي


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-10-16, 08:28 PM   #59

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

كملت كلامها وهي تناظر عمها تركيز: دخل علينا ابوي الغرفه بالمستشفى و قال لنا الخبر اللي فآجأ الكل..قال انك متّ بعد ماتوفت زوجتك وان ما كان عندك عيال من الأساس..

تغيرت نبرتها للحزن وهي تقول :اتذكر ان جدتي بكت كثيــر وحست بالندم انها مازارتك ولا مره من تزوجت وسكنت بفرنسا..كل معارف ابوي دروا باللي صار و جاؤا علشان يعزوننا..محد كان يتوقع ان كل هذا كذب وانك الى الآن عايش هنا

اخفض جفونه وهو يحط يده على جبهته بتعب..مع كل كلمه قالتها ساره كان يتقطع ألف مره من داخله.. ولما سمع عن امه وندمها انها ماشافته قبل لا يموت تألم بقوه لدرجه ان عيونه دمعت وهو يتذكر وجهها اللي اشتاق له..كان ينتظر أي فرصه تجيه علشان يزورها بس كان خايف ان بدر يمنعه او هي ترفض انها تشوفه بسبب عصبيتها عليه لأنه تزوج وحده هي مو راضيه فيها

بدأ الهم يبين على وجهه وهو يقول بنبرة حزن واضحه: أنا أدري أن أمي ماتت بس مو عارف بأي سنه بالضبط لأني ما دريت بالخبر الا متأخر

انكسر خاطرها على عمها وهي تشوف حزنه وانكساره الواضح

قالت بهدوء وعيونها عليه: جدتي ماتت قبل اربع سنين تقريبا..الله يرحمها ويغفر لها كانت دايما تدعي لك حتى اسمك مانزل من على لسانها ..دايما تذكرك بكل خير

نزّل يده اللي على جبهته لعند عيونه وبكى بضعف..جسمه بدأ يهتز على خفيف وأنينه كان مثل الهمس المؤلم للإثنين الموجودين معاه بنفس الغرفه

لف فارس بوجهه للجدار علشان لا يشوف ابوه وهو منكسر..لأول مره يشوفه يبكي قدامه وهالشي زاد الحزن بداخله أكثر..لو ما جات ساره اليوم كان ماعرفوا بكل هذا ولا كان انصدم ابوه بهالأخبار اللي مبين انها تعبته

مشى بخطوات ثابته لجهة الباب وهو ناوي يطلع مثل شوق..لأن هالمره هو اللي مو قادر يتحمل يشوف ابوه بهالضعف

هدأ شوي وهو يحس بأناملها الناعمه تمسك يده اللي على فخذه وتشد عليها بقوة

قالت بصوت رقيق وهي تناظره بحنان : سامحني عمي

التفت عليها وهو يناظرها باستغراب..على ايش يسامحها؟ هي ايش سوت علشان تطلب السماح من الأساس

ابتسمت بألم وهي تشوفه: سامحني لأني ماعرفتك اول ما شفتك..لأني نسيت كل الذكريات اللي صارت بيننا..والله لو كنت أدري انك انت للحين عايش وساكن هنا كان من زمان جيت لك..وكان كلمتك عن جدتي و انها نست عصبيتها عليك وتتمنى لو تشوفك..لو كنت بس ادري انك موجود....

قاطعها وهو يحط يده على راسها بحنيه ويناظرها بهدوء

ابتسم وهو يغير الموضوع:تدرين ان زوجتي كانت تحبك لدرجة انها فضّلتك على فارس..كانت تلعب معاك أكثر منه وطلبت انها ترضعك علشان تصيرين بنتها واخت عيالها

ناظر الفراغ لمده وهو يتذكر كلام زوجته : اتذكر اني سألتها مره ليه تحبك انتي بالذات لهدرجه؟ ليه كانت تتمنى انك تبقين عندها لما كانت بأيام مرضها؟..(رجع يناظر ساره) ذاك الوقت قالت جمله ما قدرت افهم معناها..حتى اني استغربت وكان ودي أسألها ايش كان قصدها بس من كثر تعبها ما كانت تتكلم كثير علشان كذا ما حبيت أتعبها أكثر وقعدت أفكر بكلامها لحالي..تصدقين اني ماستوعبت جملتها الا الحين بالذات
تنهد وهو يقول بالفرنسي: لقد قالت بأنها تستطيع أن ترى كل شي بوضوح من عينيك فقط

توسعت ابتسامته وهو يشوف نظراته المستغربه: كانت حاسه انك ماراح تتغيرين مهما صار لك وانك راح تظلين نفس ما كنتي وانتي صغيره..عيونك شفافه وتشوف كل الناس طيبه لدرجة انك تثقين بأي أحد بسهوله..(ضحك بخفه وهو يتذكر) لما كنتي تزورينا مع ابوك اول..كنت دايما تحظنيني وانتي مبتسمه مع اني ادري انك ناسيتني ولا تذكريني بس لأنك كنتي طفله قلبها شفاف..كنتي تشوفين الكل نفسك

حست بدمعتها تنزل من عينها وهي تناظر وجه عمها اللي ماتتذكره أبدا

قالت بنبره باكيه وهي تشد على يده أكثر وتهز راسها: والله آسفه ياعمي..آسفه على كل شي..تكفى سامحني

ضحك بخفه وهو يشوفها كيف تبكي: وانتي متى غلطتي علشان تتأسفين..لا وتقول سامحني بعد! على وشو اسامحك؟! هذا انتي عرفتي ان عندك عم الحين بتنسينه مثل قبل؟

هزت راسها بنفي وهي تناظره بنظرات طفوليه

ابتسم وهو يحط يده على كتفها ويكلمها مثل الأطفال: ايه هذا بنتي الشاطره اللي تسمع الكلام وياويلك ان نسيتيني مره ثانيه..عاد ذيك الساعه بزعل منك صح

قربت منه بدون احساس وضمته ودموعها مازالت تنزل على عيونها :عمي أحمد..شكرا لأنك مازعلت علي..شكرا!

ضحك وهو يضربها بلطف على ظهرها: مستحيل أزعل من بنتي!
.
.

ابتسمت وهي تتذكر صوت عمها وضحكته..الى الآن تحس انهم موجودين بعقلها وحتى وجهه لازال محفوظ بذاكراتها..يمكن تعمدت تناظره أكثر لأنها تحس بالذنب انها نسته وانه المفروض يكون موجود بذكرياتها..الشي اللي استغربته انه يذكرها بأبوها بس على أصغر جتى واضح عليه انه مهتم بجسمه لأنه ابدا مو مبين عليه انه بنهاية الأربعين

كتفّت يدينها وهي تتنهد بعمق..ماتدري هي سعيده ولا متضايقه من كل شي عرفته بهالليله..صح انه صار لها اهل ممكن تلجأ لهم اذا صار لها أي شي هنا بس طلعت لها أسئله كثيره لازم تلقالها جواب

ليه ابوها كذّب عليها وقال لها ان عمها ميت؟

ايش سبب وجود ابوها وعمها بذيك الصوره اللي بغرفة راشد؟

هل راشد يعرف عن عمها؟ يمكن يبي يقضي عليه مثل مايبي يقضي على ابوها؟

مسكت راسها بتعب من كثر الأفكار اللي جات لها..مو قادره تتحمل هالكم من الأسئله الغير
مفهومه..حتى انها الحين ودها لو ترجع لها الذاكره المنسيه علشان تعرف الحادثه اللي صارت لها من زمان

بلعت ريقها وهي تحس بالخوف فجأه..خوف من كل هالأسرار المظلمه اللي بدأ النور يوصل لها حتى تنكشف..ايش اللي ينتظرها بالمستقبل؟!

وقفت أفكارها وهي تسمع صوت الباب وهو ينفتح

مالتفتت عليه لأنها تدري انه بيكون هو اللي بيدخل الشقه..مو لازم تتشابك معاه وتفتح على روحها باب مستحيل يتسكر

سوت نفسها تتابع التلفزيون مع انها ما كانت تدري ايش يجي من الأساس

بلعت ريقها وهي تحس فيه يتوجه لعند الدرج وبداخلها كانت تدعي انه يروح فوق ويتركها بحالها لأنها أبدا مو متهيأه نفسيا للقعده معاه

كان شايل شنطته بيده ورافعها لعند كتفه وهو واقف عند الدرج..ماشافها أول مادخل ولا انتبه عليها الا لما سمع صوت التلفزيون الموجود بالصاله

التفتت ناحيتها وهو يحاول يلمحها من مكانه..كانت متكتفه وتناظر التلفزيون بتركيز ولا معتبره لوجوده أي اهميه مع انه متأكد انها سمعت صوت الباب لما دخل للشقه

تنهد بصوت عالي وهو يتقدم لجهتها بعد ما ترك الشنطه على الأرض ..جلس ملاصق لها على نفس الكنب بتعمد علشان تحس بوجوده

تنفست بتوتر وهي ترمش بعيونها بشكل سريع لما انتبهت عليه انه جاي لعندها وانه بيقعد معاها وحاولت قد ما تقدر انها تمثل اللامبالاة وكأنه مو مأثر عليها

بعدت عنه لما حست بكتفه يلمس كتفها وقعدت على طرف الكنب ونظرها مازال موجه للتلفزيون

كانت حاسه فيه وهو يناظرها بس التزمت بداخلها انها مستحيل تلتفت عليه..وفعلا مالتفتت

مدت يدها للرموت الموجود على الطاولة اللي قدامها و بدت تغير القنوات علشان تشيل التوتر اللي تحس فيه من قربه ونظراته المركزه عليها

كان يتأمل تفاصيلها بابتسامه على وجهه..تمثيلها فاشل لأن كل شي فيها واضح..يشوف من عيونها كل شي..توترها ورجفة يدها اللي ماتقدر تخفيها كلها تدل على انها حاسه فيه بعكس لا مبالاتها اللي قاعده تمثلها قدامه

اخفض جفونه وهو يتنهد بهدوء..هل الوقت مناسب علشان يعترف لها بكل شي؟..علشان يقول لها بأنه يحس ناحيتها بمشاعر خاصه وانها هي الوحيده الموجوده بتفكيره..انه راح يحميها من كل شي في هالدنيا وبيحاول يكون موجود عشانها هي

بلع ريقه وهو يحس بدقات قلبه السريعه..صعب عليه يقول هالكلام..مع انها قدامه بس صعب عليه يتنازل عن كبريائه ويتكلم عن عاطفته حتى لو كان لها هي

بس ليه مايحاول هالمره؟هو اعترف لها في حلم وقال لها عن اللي بقلبه ليه مايسوي نفس الشي الحين..هاللحظه مناسبه للكلام..متى راح يلقى مثل هالفرصه علشان يوضح حبه لها اللي سيّطر عليه فجأه وصارت مشاعره تتحكم فيه بدال لا هو يتحكم فيها

زفر هواء وهو يرجع يناظرها بتركيز..مايبي يفوت هالفرصه ويندم عليها..لازم يعترف!
تكلم بهدوء وهو يقرب منها أكثر: ساره

لاحظ ملامح وجهها سكنت فجأه ولا التفتت عليه..الى الآن تناظر التلفزيون بتمعن ولا كأنها تسمعه
شد على قبضته وهو يبلع ريقه بتوتر ويحس بتنفسه يضيق: أنا..يمكن ماتفهمين علي..بس انا...

زفر هواء وهو مو عارف كيف يتكلم قدامها..لأول مره يحس بضغط كبيرعليه..كبير لدرجة ان كل الحروف ضاعت منه وهو يحاول يعبر عن المشاعر اللي بقلبه

رجع يناظرها بثقه وهو يقول بصوت هامس وصل لمسامعها: انتي الوحيده ...

قاطعته بحركه مفاجئه منها وهي تمد يدها وتحطها على فمه بدون لا تناظره

قالت بهمس وعيونها معلقه على التلفزيون: اششششش

بعدت يدها عنه وحطتها على خدها بحلاميه وهي تشوف الانسان اللي تعشقه يطل عليها مره ثانيه بالتلفزيون

ابتسمت بإشراق وهي تطالع ممثلها المفضل وتتنهد بعمق : حبيبي!

توسعت عيونه بصدمه وهو يناظر تغيرها المفاجئ عليه..حركتها الغريبه بأنها اول مره تقرب منه بهالطريقه وبشكل مو متوقع أبدا لدرجة خلت نفسه ينقطع عنه..حتى انه بعّد عنها بسرعه لما حس انه مو قادر يتحمل هالقرب المفاجئ

وبدون أي سابق إنذار تطلع منها كلمة حبيبي بنبرتها المميزه الرقيقه واللي خلت قلبه ينبض بشكل متتابع.. كأنها عارفه بداخلها ان صوتها يلخبط كيانه و يلعب بأوتار قلبه علشان كذا تعمدت تقولها بهالطريقه

مايدري انها من شدة تركيزها مع الفلم الهندي لشاروخان ما كانت حاسه بنفسها وهي تسوي هالحركه بعفويه منها مثل ما كانت تسّكت عبير قبل لما تزعجها وهي تتابع أفلامها

لمعت عيونها بحب وهي تحط يدها على قلبها مثل كل مره: لو كل يوم يحطون أفلامك !!

عقد حواجبه بإستغراب وهو يوجه نظره على نفس المكان اللي هي قاعده تناظره..انتبه على الفلم اللي قاعد ينعرض بنفس اللحظه وكان على مشهد نهايته..الى الآن مو فاهم سبب تصرفها وغرابة كلامها

رجع يناظرها بتمعن وهو يشوفها مندمجه بشكل غير طبيعي مع الفلم وكأنها تشوفه لأول مره

سكت مده وبعدين قال بهدوء شديد وهو يناظرها بترقب : انتي تحبين هالممثل؟

رقّت ملامحها وهي تقول بهمس: اعشقه

بلع ريقه وهو يتنفس بتوتر من نبرتها اللي صارت تحركه على هواها..لأول مره يحس انه راح ينجّن من أسلوبها الطفولي في التعبير..وصوتها الرقيق وهي تنطق بكلمات المفروض تكون له..المفروض تخّصها له لحاله ولا تشرك أي احد ثاني معاه فيها

ابتسم وهو يمثل بسخريه متقنه: حبايبك كثار وبكل مكان

ابتسمت للحظه وهي تفكر بكلامه..لأنه شافها ذيك المره تكلم سامي بالجامعه قام قال لها كذا! اجل كيف هو اللي متزوج له عشرين وحده بالسر ومحد يدري..شكثر انسان اناني و ما يفكر الا بنفسه

تنهدت بملل وهي تشوف نهاية الفلم وتقوم من مكانها بسرعه

قالت بصوت خافت وصل لمسامعه: كل يرى الناس بعين طبعه!

فهم مقصدها بدون أي تفكير..كانت تقصد انه دايما موجود مع جوانا فليه يتكلم عليها بهالطريقه وهي عارفه بعلاقاته مع الجنس الثاني وان كانت بقصد الشغل

ماكانت تدري انه ترك جوانا علشانها وانه ناوي يبقى معاها هي حتى لو كان غلطان بقراره..لأنه متأكد انها لو بقت بجنبه كل شي بيكون بخير

انتبه عليها وهي تمشي ناحية الطاوله وتآخذ لابتوبها بهدوء

وقفّها صوته وهو يقول بنبره متسائله: لمين هاللاب توب؟

تنهدت وهي واقفه بمكانها وقالت بدون لا تلتفت عليه : حقي

استعدل بجلسته وهو يناظر ظهرها :ما أذكر انه كان معاك لما جينا هنا

نزلت راسها "يالله ايش هالاستجواب المفاجئ..مره مو وقته هالمريض يتدخل بحياتي فجأه"

بلعت ريقها بهدوء وهي تقول: لأني شريته من المحل القريب من الجامعه

قام من مكانه وهو يقرب لجهتها بس كان في مسافه بينهم

قال بهدوء وهو يناظرها بعتب : ليه ما قلتي لي علشان اجيب لك واحد؟

رفعت راسها والتفتت عليه..ناظرته وهي عاقده حواجبه كأنها تقول مو كأنك تأخرت على مثل هالنوع من الأسئله؟!

كيف مسوي روحه انه مسؤول عنها وهو دايما يقول لها انها مو زوجته ولا كأنه داري عنها..طول الأيام اللي فاتوا ما كان موجود معاها ولا حتى سأل عنها والحين جاي يمثل دور ما يصلح له من الأساس!

صح هي متفهمه شخصيته الغريبه المتناقضه بس انه يتصرف معاها بهالطريقه ويفرض نفسه عليها متى مابغى هذا الشي اللي هي مو راضيه فيه

لفت عنه ومشت بدون أي كلمه وهي تصعد الدرج متوجهه للغرفه..ما كان عندها أي استعداد انها توضح له مشاعرها او حتى افكارها بسؤاله الغبي اللي خلاها تعصّب زياده وتكرهه أكثر و أكثر

تحركت عيونه وهو يناظرها تمشي بخطوات كبيره مبتعده عنه..هو يدري انه غلط لما قال لها اللي بخاطره بس الكلام اللي طلع منه كان بدون تفكير..ما كان مستوعب انه تاركها فعلا لحالها لدرجة انها ما طلبت منه مثل هالشي البسيط

وليه تطلب منك ياراشد وانت اللي مبين لها انها ولا شي..توك تفكر فيها وتعاملها كأنك كنت مهتم فيها من زمان..كيف راح تتقبل هالشي منك انت بالذات؟!
قعد عالكنب وهو يتنهد بعمق

مرّر يده على شعره بهدوء وهو يتذكر نظراتها اللي اخترقته بشكل غريب و تركته يتوجع من داخل..كانت أقل من كافيه بأنها تحسسه بمقدار حقدها عليه..لدرجة انها مشت عنه بدون ماتقول شي لأنها عارفه ان أفكارها وصلت له من طريقة نظرتها له

تسند بظهره على الكنب وأفكاره تآخذه لها..دق قلبه مره ثانيه لما تذّكر صوتها وهي تنطق بكلمات يتمنى لو تقصدها فيه..لو تقولها له حتى لو بالغلط..كيف صوتها يملك مثل هاذي النبره الرقيقه اللي تذّوب القلب

ابتسم بينه وبين نفسه..راح يتعب معاها بهالطريق بس هو قابل بهذا التحدي..حتى لو كانت هي مو متقبلته راح يجبرها على هالشي..مو مهم شعورها تجاهه أهم شي انه هو يحبها و انه يحسسها بهالحب

واذا كانت تبي تمشي عنه فهو مستحيل يسمح لها بهالشي..فكرة انها تبتعد عنه بعد ما لقى فيها كل شي يحتاجه مستحيلة وصعبه على قلبه..لازم يخليها ترضى فيه ولا راح يتنازل عن هالفكره أبدا
.
.

وقفت ساره عند باب الغرفة وهي منزله راسها وتناظر الأرض بتمعن

ضمت اللاب توب لعند صدرها وهي تفكر بحركتها اللي سوتها علشان توقف راشد عن الكلام

كانت تدري انه بيقول كلام مشابه لذيك المره اللي اعترف فيها بحبه وهو يقصد وحده ثانيه
غيرها..عرفت على طول من اول ماقعد جمبها و اللي خلاها تتأكد طريقته بالكلام اللي كانت جدا غريبه عليها ولا تعودتها منه من قبل

علشان كذا تعمدت انه تسكته قبل مايقول أي شي بس علشان ماتسمع عواطفه ومشاعره..لأنها تدري انها راح تتأثر بداخلها وبيروح بالها بعيد

تقوست حواجبها بحزن وهي تحس بالضيق..هذا الانسان ماتبي أي شي يربطها فيه..حتى شعور الكره تبي تنساه لأنه مرتبط فيه..تبي بس تروح لأبعد مكان هو مو موجود فيه علشان ترتاح وترجع تعيش مثل قبل

فتحت الباب بعنف وهي تدخل بسرعه لداخل الغرفة..توجهت للكبت وأخذت لها كم بيجامه وكم لبس بسيط للجامعه

مشت بخطوات سريعه لعند التسريحه وشالت اول عطر شافته مع كريم..فتحت الأدراج اللي تحت على السريع ولقت لها شامبو وحطته مع كومة الثياب اللي كانت ماسكتها

توها كانت بتطلع من الغرفة بس تذكرت جوالها جمب السرير وبسرعه رجعت له وهي تحاول توازن نفسها مع الأشياء اللي هي شايلتها بيدها

سحبت جوالها مع الشاحن والتفتت لجهة الباب وهي تعّدل اللاب توب تحت كتفها..تحركت بسرعه وهي تطلع من الغرفه وتدخل على اول باب شافته قبالها واللي كانت غرفة الضيوف اللي قعدوا فيها ام راشد مع رهف لما جوا آخر مره

حطت الأغراض اللي بيدها على السرير وقفلت الباب على نفسها..انسدحت على ظهرها وهي تناظر السقف وتتنهد بعمق

"والله و صرتي تتأثرين ياساره..عاطفتك بدت تتحرك لجهته وانتي مو قادره تسيطرين عليها..لهدرجه الأفلام الرومانسيه خلتك كذا ضعيفه! حتى عدوك اللي تحت صرتي تفكرين فيه بهالطريقه؟! بس لأنه قالك كم كلمه استلمتي يا خاسره!.. افف من شخصيتك الضعيفه هاذي..الى متى بتقعدين كذا عاله على قلبك؟! جمعّي نفسك قبل لا يصير شي انتي ماتتمنينه..لأنك لو ضليتي على هالحال راشد بيفوز وانتي اللي بتخسرين "

قطع على افكارها صوت نغمة جوالها اللي كان يرنّ تحت ثيابها المرمين جمبها

قعدت على حيلها وهي تسحبه لعندها..ردت ببرود بدون لا تشوف مين اللي داق

ساره بهدوء:الو
عبير بهمس : ساره وأخيرا رديتي !
عقدت ساره حواجبها وهي تحس بشعور غريب بقلبها من اتصال عبير المفاجئ

تكلمت بهدوء عكس اللي بداخلها: توقعتك تكونين مشغوله بالملكه اليوم علشان كذا ما كلمتكم وبعدين مو المفروض امي الله يهداها تعطيني آخر الأخبار

قالت عبير بسرعه : امي تعبت شوي بنص الملكه ودخلت غرفتها ترتاح..بس انا ابيك الحين! ابي اقول لك شي كاتم على قلبي والله

بلعت ساره ريقها بتوتر : بسم الله عليك ياختي شفيك؟ قوليلي شلي موجع قلبك؟

عقدت حواجبها وهي تحس انها بتبكي: لحقيني ياساره طحت بمصيبه ومو عارفه كيف اطلع منها
.
.

وقفت بربكه لما شافته يناظرها ولفت وجهها عنه وهي تتأمل مواقف السيارات بتعجب
عقدت حواجبها بإستغراب وهي تفكر..ليه جايبها هنا؟!

انتبهت عليه وهو يفتح سيارته ويقول بهدوء: ركبي

رمشت بشكل سريع وهي تستوعب كلامه..كيف يطلب منها مثل هالطلب وهم توهم مملكين..أكيد انها راح ترفض ولا راح ترضى انه يآخذها لمكان بدون لا أي احد من اهلها يدري

وقفت أفكارها وهي تسمعه يقول بهدوء: ماراح نروح مكان..بس بنقعد شوي داخل السياره لأني ابي اقولك كلمتين بيني وبينك و جو المستشفى مو مناسب لمثل هالكلام

تنهدت بهدوء وهي تهز راسها بتفهم..يمكن ما كانت فعلا راضيه بهالشي من داخل بس لأنها واثقه بفهد ثقه عمياء قررت انها تسمع كلامه

ركبت من الجهة الثانيه وسكرت الباب

التفتت عليه وهو يدخل السياره وحست بالتوتر يزيد بينهم خصوصا وانهم بهالمكان المغلق والهادي..ايش ممكن يكون بداخله من كلام علشان يجيبها هنا ؟!

سكر الباب بدون لا يشوفها و تكتف وهو يناظر قدام بهدوء..الصمت كان يلف المكان و كل ثانيه كان تمر بصعوبه على الاثنين

بعد مده بسيطه من السكوت تكلم فهد ونظره مازال لقدام و لا التفت على سلوى..كان يبي يحسس نفسه انها مو موجوده علشان يتكلم براحته بدون توتر

فهد بهدوء: انتي عارفه ان الملكه صارت بسرعه وكل شي انتهى على خير الحمدلله بس الصراحه في موضوع كان لازم اكلمك عليه من قبل فتره علشان تكونين فاهمه الوضع بيننا بالتفصيل
شبكت سلوى يدينها مع بعض وحست بقلبها ينبض بقوة داخلها..مترقبه لكل كلمه راح يقولها ومتحمسه تعرف بشعوره ناحيته

كمّل فهد كلامه وهو يقول: احنا الاثنين انجبرنا على هالوضع مع بعض ومافي احد منا كان يبغى هالشي انه يصير كذا فجأه..أكيد انصدمتي لما عرفتي انك صرتي زوجتي بدون لا احد يقولك ولا الومك اذا كنتي معصبه على هالموضوع..(تنهد) هذا اللي ربي كاتبه لنا وهذا نصيبنا انا وانتي..مابي أجبرك على شي انتي ماتبغينه وربي يشهد علي اني مابي غير رضاك و لاراح اسوي شي بدون لا اسمع كلامك وردك

لفت راسها لعند الدريشه وهي تحاول تبلع ريقها بس موقادره..قلبها وجعها من كلامه وهي تحس بالعبره خانقتها بقوة

غمضت عيونها تبي تمسك نفسها علشان لا تبين له انها تضايقت منه..و مع انها انجرحت بداخلها بس ضلت ثابته تبي تسمع كل كلمه راح يقولها لها للنهاية

حس فيها انها لفت للجهة الثانيه وفسّر تصرفها على انه مو عاجبها كلامه وشكلها مو راضيه على طريقة تفكيره

قال بصوت واثق حتى ينبهها : اذا ما كان عاجبك كلامي قولي لي ولا تخلين كلامك بقلبك لأني ماراح اسوي أي شي من غير رايك يا سلوى

انتظرت كم ثانيه بعدين ردت عليه بهدوء وهي تقول: كمّل كلامك

هز راسه وهو يتنهد: كل اللي كنت ابي اقوله اني ناوي اكمّل هالزواج معاك ان كنتي راضيه..لاتفهميني غلط بهالكلام بس انا ابي اعجّل العرس لنهاية هالشهر اذا ما كان عندك مانع

ماردت سلوى عليه لأنها كانت حاسه ان بعد في بداخله كلام يبي يقوله..تدري انه في شي مهم ومخليه الى النهاية..ماراح تتكلم الا اذا هو خلّص وقال كل اللي عنده

استغرب انها ما قالت أي كلمه ولا ردت عليه بس استنتج بعد مده انها اكيد تنتظره يخلّص كل اللي بباله ولا ما كان سكتت مثل كذا

بلع ريقه وهو يقول: في شي أخير ودي انك تعرفينه..انا مو مستعد لهالزواج من جميع النواحي ولا كنت مفكر اصلا اني ممكن اتزوج خصوصا بهالفتره.. بس كل هذا من تقدير ربي ولا اعتراض عندي على هالشي..انا بس..ابيك تنتظريني!..ابيك تعرفين اني راح احاول بكل جهدي اني انجّح هالعلاقه بيني وبينك بس بالتدريج على ما اتعود على هالشي

تنهد وهو يكمّل : راح يكون صعب علي ابدأ حياة جديده فجأه بدون أي استعداد ولا ابي اظلمك معاي..علشان كذا ابي اعرف رايك ان كنتي مستعده تنتظريني وتكملين هالزواج او اني اتركك بحالك وكل واحد منا يروح بطريقه..راح اترك لك كل الحريه بخيارك وبعطيك كل الوقت اللي تحتاجينه علشان تعطيني قرارك

سكت وهو يناظر للأمام ويخفض جفونه بهدوء..قال كل اللي بخاطره والحين كل اللي عليه انه ينتظر تعليقها على كل اللي قاله

هزت راسها بنفي وهي تتأمل الأشجار اللي برا من الدريشه..قالت بهدوء: ما يحتاج تعطيني وقت..راح أقولك قراري من الحين

انصدم من تصميم كلامها و انها مو راضيه تآخذ وقت علشان تفكر بالموضوع أكثر..شكلها راح ترفض أكيد ويمكن هالشي راح يريحه من داخل..بس حتى لو لازم تفكر على راحتها لأنه مايبي يظلمها بأي شكل من الأشكال

قال بهدوء وهو يحاول يقنعها :سلوى..انا مابي أضغط عليك ولا....

قاطعته وهي تلتفت عليه وتناظره : انا مقرره هالشي من زمان..وعارفه انا ايش ابغى وايش اللي راح يرضيني من قبل لا اسمع كلامك

سكت شوي بعدين هز راسه بتفهم وكأنه يعطيها المجال للكلام

ناظرته بتمعن وهي تقول بوضوح :موافقه.. انا موافقه يا فهد!

نهاية البارت الواحد والثلاثون

قصص جديده و أحداث جديده و أسرار جديده..ايش راح يكون تأثيرها كلها على المستقبل ياترى؟؟
عطوني توقعاتكم الجميله اللي اشتقت لها جدا جدا منكم

ملاحظه للجميع:: مافي موعد محدد لنزول البارتات يا قلبيني انتوا..متى ما انتهى البارت وحسيته مناسب راح ينزل بالمنتدى على طول..أدري والله ان بعضكم مستعجل على الأحداث بس ترى عندي أسبابي اذا تأخرت..سواء من بيت من جامعه من اهل علشان كذا اطلب منكم التفهم بس


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-16, 07:54 PM   #60

رودي عبدالله

? العضوٌ??? » 384885
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » رودي عبدالله is on a distinguished road
افتراضي

روايه متميزه بس وين تكلمت الروايه ليش الروايه مو كامله 😢😢😢😢

رودي عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.