آخر 10 مشاركات
..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          245 - الصياد الأسير - ماري ليونز (الكاتـب : عنووود - )           »          236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          216 - قيود من رماد - ليز فيلدينغ -أحلام جديدة (الكاتـب : monaaa - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-09, 05:12 PM   #11

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي


-10-






فالتفتت ليزي وسلمت علي الطباخة و لاحظت أنها علي علم بما حدث .


(( هل نمت جديا سيد جوناثان ؟)) قالت له وكأن كلامها يحمل أكثر من معني .


(( نعم , نعم شكرا جيزي , هل أصبح رالف مستعدا ؟)).


(( نعم , أنه في الإسطبل يسرج الجياد ,لقد جاءت السيدة بيلي . أثناء غيابك , وكانت تبدو أنها تنتظر عودتك بفارغ الصبر )).


وكانت ليزي تستمع إلي كلامهما بدهشة , وتساءلت كيف يتحمل غراي تلميحات جيزي ولا يلومها بحزم ؟.


(( أنجيليكا ؟ آه , حسنا , سأزورها اليوم , إلي اللقاء آنسة بانيستر )).


(( إلي اللقاء )).


ثم بدأت ليزي جولتها علي المنزل برفقة جيزي , وكانت كل الغرف مريحة ومفروشة بأثاث قديم لكنه جميل .


(( بالطبع , عندما سيتزوج السيد غراي سيغير أثاث المنزل )).


ولاحظت ليزي اللوحات والجدران المليئة بالغبار , وكان المطبخ في خارج المنزل تجنبا للحريق و للروائح , ووجدت ليزي فيه ثلاث خادمات .


(( ايلين , دولسي , وبيتي يعملن في المطبخ , وأعتقد أن بإمكاننا مناقشة لوائح الطعام الآن , ألا إذا كان لديك شيء أخر تقومين به )).


فضحكت أحدي الخادمات , وارتبكت ليزي .


(( الوجبة الأساسية تكون هي العشاء , ويكون الغداء خفيفا , فالسيد غراي قلما يعود إلي المنزل قبل المساء , ويتناول فطورا خفيفا )) ثم قاما بجولة علي البساتين .


(( أن مزرعة آل بيلي تقع في هذا الاتجاه , وهم أقرب جيران لنا , ثم تقع مزرعة آل تيكر , ولكن غراي لا يراهم ألا نادرا )).


(( لماذا ؟)).


(( لأنهم عائلة فيها الكثير من الأطفال , والسيد غراي لا يحب الحياة العائلية,فأنت تعرفينه مثلي )).


ولاحظت ليزي عدوانية جيزي لها , أهذا لأنها فقط أخذت مكانها , أم لأنها تغار من علاقتها مع جوناثان ؟.


(( حسنا , جيزي يكفي هذا اليوم , والأهم أن نبدأ في تنظيف المنزل , لقد لاحظت أن المنزل لم ينظف منذ مدة بعيدة جدا )) ثم تركتها وعادت إلي المنزل .


كان الظلام قد حل عندما عاد جوناثان , وكانت ليزي قد غيرت ملابسها وأقفلت أزرار ثوبها حتى عنقها .


(( مساء الخير آنسة )) حياها وسكب لنفسه كأسا , وكان يبدو عليه التعب , لابد أنه كان عند بيلي , هل يحب أنجيليكا كما قالت لها الخادمة في ذلك الفندق ؟.


(( كيف كان أول يوم لكي ؟)).


(( جيد جدا , شكرا )).


فاستأذن قليلا وعاد بعد أن أغتسل وبدل ملابسه , وجلسا معا يتناولان العشاء , فتذكرت ليزي منظر الأمس , قبلاته العذبة ولمساته الناعمة , كم كانت غبية , لن تسمح لهذا أن يتكرر مرة ثانية , ولاحظت أن جوناثان يأكل بدون شهية مثلها , وبعد صمت ثقيل سألته .


(( هل تسمح لي بالعمل في الحديقة ؟ لقد لاحظت أنها مهملة )).


رفع جوناثان رأسه وكأنه كان قد نسي وجودها .


(( بالطبع , فأنتي حرة في القيام بما تريدينه )).


(( أنت طيب جدا )).


(( الطيبة ليست صفتي الأساسية , آنسة و أنا أحذرك , آه بالمناسبة لقد طلبت مني السيدة بيلي أن أخبرك أنها ستزورنا في أحد الأيام , يبدو أنها تعتقد أن المدبرة يجب أن تراقب ... إذا حضري نفسك لهذه التجربة )).


(( هل هي مخيفة ؟)) سألته بدهشة .


(( أنها ... غريبة )) أجابها ضاحكا (( و ستحكمين عليها بنفسك , وأريد أن تعلمي أن البريد ينقل يوم الاثنين , وإذا كنت ترغبين بالكتابة لأختك , ضعي رسالتك علي مكتبي قبل يوم الاثنين )).


من جديد عاد الصمت ليخيم بينهما.


(( ما بك ليزي ؟)).


(( لا شيء...)) ولاحظت نظراته الدافئة يبدو أنه معجب بثوبها وبتسريحة شعرها القديمة , لكنه يفضلها كما كانت شبه عارية بين ذراعيه , مساء أمس , فاحمر وجهها ونهضت .


(( أتهربين , مني ليزي ؟)).


لم تجبه , وأسرعت إلي غرفتها وتساءلت كيف ستمر الأيام القادمة .


واستمرت الحياة , و بالإضافة للإشراف علي المنزل اهتمت ليزي بالحديقة وزرعت فيها أنواعا مختلفة من الزهور, وقالت لها جيزي أنها لن تعيش لأنها زرعتها متأخرة عن موسمها , فتجاهلت ليزي ملاحظات الطباخة المتكررة ,وكانت مقتنعة أنها ستكف عن هذه الملاحظات مع مرور الأيام.


ورغم اهتماماتها اليومية, ألا أنها تشعر بالوحدة , خاصة وأن جوناثان لم يكن يتردد علي المنزل في النهار , وفي مواعيد العشاء كان يجيب علي أسئلتها بإيجاز عندما يتذكر وجودها.


وجاءت أنجيليكا بيلي كما وعدت وما أن رأتها ليزي قادمة علي ظهر حصانها أدركت أنها هي , وكان شعرها الطويل الأشقر يتطاير خلف ظهرها , وكانت ترتدي ثوبا أزرقا جميلا وكأنها أميرة حقيقية , تشع الحيوية من عيونها الزرقاء ونغمة صوتها الموسيقية فيها شيء من السحر , وتبدو عليها الجرأة والثقة بالنفس القوية , وليس من المدهش أن يفتن بها جوناثان .


(( آنسة بانيستر علي ما أعتقد ؟ ولكنك رائعة ولقد أخفى جوناثان علي ذلك , هل يجعلك تخجلين كما يدعي ؟)).


(( أتريدين أن تشربي الشاي , سيدة بيلي ؟)) سألتها ليزي محاولة تغيير الموضوع .


(( بكل سرور )) قالت لها وهي تخلع قفازيها (( هل نجحت في السيطرة علي جيزي ؟ لقد بدأت تصبح مزعجة , وتمني جوناثان أن يجد موظفة أخري ... عفوا آنسة ... ولكن ضعي نفسك مكانه , هو يعتقد أنها مغرمة به , ووجودك هو أفضل حل لإعادة تنظيم الأمور دون جرح مشاعر رالف المسكين )).


(( أنتي ... أنتي تعلمين أنه سيعيدني ؟))وكانت تعتقد أنه أخذ قراره يوم زواج جان , ولكن فكرة أنه كان متفق علي ذلك مع أنجيليكا أزعجتها كثيرا .


(( آوه , جوناثان لا يخفي عني شيئا )) أجابتها مبتسمة و ظهرت أسنانها البيضاء .


(( هل زوجك مزارع أيضا ؟)).


(( نعم كان مزارعا ... وهو الآن أصبح مسنا وعاجزا , وأنتي تفهمين ...)).


فهمت ليزي بسرعة , فالسيدة بيلي رائعة وشابة ... وحرة , وبهذا الوقت دخلت ميري وهي تحمل الشاي .


(( السيد غراي لن يتأخر , سيدتي , لقد وضعت له كوبا أيضا )).


(( أين تعرفت علي جوناثان ؟)) سألتها أنجيليكا بعد ابتعاد ميري .


(( اعتقدت أنه لا يخفي شيئا عنك ... لقد التقينا علي متن الباخرة ليفياثن)) .


(( آه , جوناثان هو فاتن جدا , آنسة بانيستر وهو ينتقل من مغامرة إلي مغامرة لكنه لا يثبت علي واحدة , ويتخلص بسهولة وبسرعة من ضحاياه )).



ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:13 PM   #12

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-11-




أحمر وجه ليزي , وانحنت أنجيليكا وتابعت كلامها .


(( للحقيقة هو يتحفظ قليلا الآن ... وينتظر أن ... زوجي ...آه , أخيرا أنتي تفهمين ...)).


(( هذا الوضع يبدو لي محرجا )).


وأرادت أنجيليكا أن تجيبها لكن جوناثان دخل بهذا الوقت , فنهضت ووقفت علي رؤوس أقدامها وطبعت قبلة علي خده .


(( لقد أخبرتني الآنسة بانيستر , أنكما تعرفتما علي بعض في الباخرة )).


(( آه , حسنا )) أجابها وكأن الموضوع لا يهمه , ثم جلس بقرب أنجيليكا .


ناولته ليزي كوب الشاي بيد مرتجفة , بينما بدأت أنجيليكا بالثرثرة وهو يبتسم لها , لماذا لا يكلف نفسه عناء أثبات لها أن أنجيليكا ليست عشيقة ؟ ولكن هل تغار مثل هذه السيدة من مجرد خادمة ؟ وبعد قليل أخذ جوناثان ينظر إلي أنجيليكا بمحبة ولطف دون أن يتجاوب مع لمساتها , وفكرت ليزي أن سيدها يغري النساء ولا يهتم لكونهن متزوجات أم لا , وبعد قليل التقت نظراته بنظرات ليزي فارتبكت وأحمر وجهها , عندئذ نهضت أنجيليكا .


(( يجب أن أعود الآن , لابد أن جيميز ينتظرني )) ثم قبلت جوناثان علي فمه , واكتفت بإشارة من رأسها نحو ليزي .


(( ألن ترافقني جوناثان ؟)).


(( بالتأكيد يا ملاكي )).


فابتسمت أنجيليكا ابتسامة نصر . وبعد خروجها وقفت ليزي أمام النافذة تنظر إلي السيدة بيلي وهي تنظف حصانها .


(( إذا ما رأيك بها ؟)) سألها جوناثان عندما عاد ووقف خلفها .


(( أنها جميلة جدا )) وحاولت أخفاء ارتباكها , وفكرت أن أنجيليكا مغرمة به بالتأكيد , وبقليل من الصبر سينجح بالزواج منها ... ولكن لماذا تقلقها هذه الفكرة ؟ هل هي تغار من هذه السيدة ؟.


(( أن عقلها فارغ )) أجاب جوناثان (( ولكنها جميلة جدا نعم )).


تساءلت ليزي لماذا يصر هكذا ؟.


(( ستكون زوجة مثالية لك سيد غراي )).


(( هذا ممكن ... وهي تبدو راغبة جدا بهذه الفكرة أكثر مما ترغبين أنتي بعمل مدبرة ليزي ...)).


(( لا سبيل للمقارنة سيد )).


(( أنا لست من رأيك فهذان الوصفان يشكلان هما لي . و... أسمحي لي أن أقول لك أن موقفك ليس دائما ...)).


(( أنا آسفة )).


(( آوه أنك مهذبة جدا ولكني أشعر بأنك تكرهينني . هل أنت نادمة لتركك المأوي ؟)).


(( آوه لا !))ورفعت يدها إلي رأسها وانحنت قليلا .


لماذا يحاول إرباكها ؟ فهو يعرف كفاءتها المهنية ماذا يريد أكثر من ذلك ؟.


(( ليزي هل أنتي بخير ؟)) ثم أمسكها بين ذراعيه , ووضع يده علي جبينها , واندهشت من القلق الحقيقي الذي ظهر علي وجهه .


(( لا , لا أنا متعبة فقط )).


(( أنك تنهكين نفسك أيتها الصغيرة , وتقضين وقتا طويلا في الحديقة تحت أشعة الشمس . وهذا ليس مصيبا )).


(( أنا ... أنا في خدمتك سيد , ومن الطبيعي أن ... وأنا أحب العمل في الحديقة )).


(( إذا أنتي تعترفي أنك في خدمتي ! وهكذا يحق لي إصدار الأوامر . وأنا آمرك الآن بأن تدخلي إلي غرفتك وتنامي عدة ساعات , وانتبهي فأنا أطلب من ميري أن تتأكد من أنك ستنفذين


هذا الأمر )).


(( ولكن سيد , أنا ... )).


(( هيا ليزي تضطرني إلي التكرار )).


وفي موعد العشاء لم يكن جوناثان موجودا . وأخبرتها ميري أنه ذهب إلي المدينة لكي يحضر اجتماعا للمزارعين . وبأنه سيعود متأخرا . فقالت ليزي لنفسها أنه كان بإمكانه


أن يخبرها بنفسه خاصة بعد كل اللطافة التي أظهرها بعد الظهر .


مرت أسابيع . وعدوانية جيزي لم تنطفئ . وكانت ليزي تتعامل مع الآخرين بشكل جيد , وكانت الخادمات يعملن في المنزل وفي التربية بنشاط . لأن حسن تصرفهم يساعدهن علي استرجاع حريتهن . وفي حال العكس , فأن السجن سيكون أرحم لهن . وكذلك الوضع للرجال الذين يعملون في البساتين ويراقبهم رالف .


وكان رالف زوج جيزي و الابتسامة لا تفارق وجهه.


وكان هو الأكثر طيبة مع ليزي , وكثيرا ما كان يثرثر معها .


(( السيد غراي , متسرع دائما في قراراته , وهكذا أشتري هذه المزرعة وبنفس التسرع أخذ يشغلك هنا )) وأخذ يتأمل البساتين الممتدة أمامهما.


(( قد يكون علي حق فجوناثان رجل ناجح )).


(( نعم , وأنه يثير غيرة الكثيرين . ولكن لا يجب تصديق كل ما يقال عن تصرفاته . والأفضل أن نحكم عليه بأنفسنا دون أن نترك آراء الآخرين تؤثر علينا )).


(( أنت علي حق سيد رالف , يبدو أنك معجب بالسيد غراي من أجل شخصيته )) أجابته ليزي وتساءلت هل يعلم هذا الرجل أن زوجته مغرمة بسيده ؟.


و ذات يوم عادت أنجيليكا لكنها لم تدخل إلي المنزل كانت تبحث عن جوناثان , وعندما رأت ليزي الابتسامة المشرقة علي وجهها أدركت أن خطة أنجيليكا بدأت تعطي ثمارها . وعندما عاد جوناثان لاحظت ليزي أنه بمزاج متعكر .


(( مساء الخير ليزي )).


(( مساء الخير سيد . هل رأيت السيدة بيلي ؟ لقد جاءت تبحث عنك )).


(( نعم رأيتها )) أجاب باختصار .


(( لقد دعوتها لشرب الشاي لكنها لم تدخل , يبدو أن هناك شيئا طارئا )).


(( هذا بنظرها هي )) أجاب بجفاف .


وفي أحد الأيام . ذهب ليتناول العشاء عند بيلي . وسمعته ليزي يعود مع الفجر بخطى متثاقلة . لابد أنه شرب كثيرا . لكنها في الصباح وأثناء تناول الفطور لاحظت أنه بحالة جيدة .


(( هل قضيت سهرة ممتعة سيد ؟)). سألته بهدوء .


فنظر أليها بدهشة .


(( نعم آنسة فالعشاء عند أنجيليكا يكون دائما ناجحا ومسليا . ويكون أحيانا بعيدا عن الحشمة , ولكنني لا أريد أن أقول علي مسامعك مثل هذه ...)) ولاحظ احمرار وجهها فأضاف (( أري أن الصغيرة العفيفة ترتبك ... ولكن لماذا هذه النقمة ؟ فهل يوجد فرق بين العمل السيئ حقيقة وعمله في الخيال ؟)).


(( وماذا تفعل السيدة بيلي إذا لم أكن كتومة ؟)).


(( ألم تسمعي من قبل عن قضاء الوقت الرائع عند أنجيليكا ؟ أنه يفتن الرجال . آنسة بانيستر ... لقد سبق لها وأوقعت بعدد كبير من الضحايا بالإضافة ...)) و لاحظ دهشة ليزي وأضاف (( بالإضافة أعتقد أنني قادر علي كبح شهوات هذه المخلوقة ...)).


(( آه أنك قادر علي جعل الآخرين يستمعون لك!)) قالت له غاضبة .


(( هاي , هاي , ولكني أري ليزي الحقيقية أخيرا ! كنت بدأت أخشي أن تكون قد اختفت في ظل الفتاة المهذبة التي هي مدبرة منزلي !)).


(( أنك سافل !)).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:14 PM   #13

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

12-




(( قد تكونين محقة عندما قلت أنني وهي خلقنا لبعض , فأنا أعرف أن سمعتي ليست مشرفة , مثل كل الرجال , أنا أحب النساء الجميلات والمغامرات التي ليس لها غد ... ولكنني أعرف قواعد اللعبة جيدا , ولا أحطم القلوب لمجرد المتعة ....)).


فقالت ليزي لنفسها (( لكنك حطمت قلبي أنا )) ولكن لا هذا ليس ممكنا ... كيف استطاعت مثل هذه الفكرة أن تعبر فكرها ؟ هل تحب هي هذا الفاسق الذي يتلاعب بها ؟ للأسف نعم ... ويجب أن تعترف بذلك ....


(( بالمناسبة ))) أضاف وهو لا يدري ما يختلج في داخلها (( ليزي لقد بدأت أفكر بالزواج جديا ويجب أن نعيد ترتيب المنزل . وأنا أترك لك مطلق الحرية في القيام بالتعديلات الضرورية و...)).


(( ولماذا أنا بالذات ؟ لماذا لا تطلب ذلك من السيدة أنجيليكا فهي بالتأكيد صاحبة ذوق رفيع )).


(( ولكن أخيرا ليزي , هذا دورك أنت , لا تنسي أنك أنت مدبرة المنزل ))


رغبت ليزي بالبكاء . أنه يطلب منها أن تعد له المنزل كي يصطحب امرأته إليه . وبنفس الوقت الذي اكتشفت فيه أنها تحبه . يا لهذه السخرية . . . وكانت في غمرة أفكارها الحزينة , ولم تنتبه له عندما نهض وأقترب ووقف خلفها , وبسرعة نزع الدبابيس من شعرها وتركه ينزل كالشلال علي كتفيها .


(( أفضلك هكذا )) قال لها بصوت هادئ وهو يداعب خديها (( فإخفاء شعر جميل كشعرك هو جريمة حقا )).


فالتفتت نحوه بدهشة كبيرة .


(( يسعدني كثيرا التحدث معك ليزي فمعك لا ضرورة للكذب و للمجاملات لا ! الكره بالحالة الصافية ! )) ثم تركها وخرج .


فخبأت وجهها بيديها وتساءلت لماذا حصلت هذه القصة معها , وهي التي لم يهتم بها رجل أخر قبل دخول جوناثان إلي حياتها ... لقد أستطاع أن يربك كل وجودها . وهي تحبه رغم كل شيء ... انتفضت ليزي فجأة عندما دخلت ميري .


(( أتريدين شيئا ميري ؟)).


(( السيد غراي أخبرني برغبته في تجديد أثاث المنزل )).


(( أنه يفكر بالزواج )).


(( ولكن ... مع من ؟)). لم تجبها ليزي . ونهضت وأدارت رأسها .


( آنسة بانيستر )) قالت ميري وهي تضع يدها علي كتف ليزي (( لا يجب أن تصدقي ... أريد أن أقول ... الرجال هم ... أنه سيغير رأيه بالتأكيد ...)).


وكانت ميري طيبة . لكنها مخطئة إذا كانت تعتقد أن ليزي ترغب بالزواج من جوناثان .


(( أنتي لطيفة جدا ميري . لا تكلمي احد بهذا النقاش أرجوك , فأنا متعبة هذا كل ما في الأمر )).


قامت ليزي بجولة علي المنزل و تأملته بنظرة زوجة المستقبل , ولاحظت أنه حقا بحاجة لكثير من التعديلات .فلو كانت هي سيدة المنزل , لغيرت هذه البوفيه . ولأعادت تنجيد الكراسي . ولأحضرت سجادة جديدة . ولغيرت الستائر .


وفي المساء أثناء تناول العشاء قدمت كل اقتراحاتها لجوناثان . وكان يستمع إليها بكل انتباه .


(( أتمني ... أتمني أن تسر خطيبتك بالنتيجة )) أجابته و أخفضت رأسها (( ألن تقترح عليها المجيء ؟ فقد لا توافق هي علي اقتراحاتي )).


(( أفضل أن أتركها تتفاجأ )).


أن فكرة دخول أنجيليكا بثوب الزفاف وهي تتأبط ذراع جوناثان كانت صعبة جدا علي الفتاة , لكنها حاولت أن لا تظهر حقيقة مشاعرها .


وبعد العشاء جلست في الصالون تقرا . بينما كان جوناثان يروج ويجيء والقلق باديا عليه . هل هو قلق لأنه سيتخلى عن حريته ؟ وفجأة دخل رالف .


(( سيدي , أنا ... أريد أخبارك أن أحد المحكومين قد أختفي ..)).


(( أيهم ؟)).


(( برت . و تقول جيزي أن ديليس أعطته قميصا وبعض الطعام )).


(( أستدعيها فورا إلي مكتبي )).


وبعد ربع ساعة خرج جوناثان من مكتبه .


(( إذن ؟)) سألته ليزي بقلق .


(( ديليس تجهل وجهة برت . و سنبدأ غدا بالبحث عنه , وإذا لم نجده , يجب أن نخبر القاضي باختفائه ...)).


(( لماذا هرب ؟ فأنت لست ظالما عليهم )).


(( البعض لا يتحمل الحرية المراقبة , وأنا أحول أن أجعل الحياة سهلة لهؤلاء التعساء . وأنا أعرف أن مزارعين لا يؤمنون لهم الغذاء الضروري حتى ...)) وكان القلق باديا عليه. وتمنت ليزي لو أنها تضمه وتواسيه . وبهذا الوقت التقت نظراتهما .


(( لا تحزني لأجلي . ليزي , فالأمر لا يستحق ذلك وأنا لست ...)).


(( لكنك تشعر بالمسؤولية ...)).


((( للأسف نعم , أنك لطيفة جدا ليزي )).


(( أيمكنني مساعدتك ؟)).


(( حسنا أنا ... )) وابتسم ثم هز رأسه وكأنه غير رأيه ((لا شكرا لك لست بحاجة لشيء . اذهبي للنوم الآن )).


(( أنك تعاملني كطفلة . . . !)).


(( حقا ؟ قد يكون هذا أفضل . ماذا أعتبرك كامرأة مثيرة يا صغيرتي ليزي . فلست أدري ما الذي سينقذك من بين يدي !)).


ارتبكت ليزي , وألقت عليه تحية المساء وهربت بسرعة وكأن شبحا يلاحقها.


أنها لا تفهم شيئا . هل أراد السخرية منها ؟ هل هو جدي ؟ كيف تعلم ؟ هل هي رمز للتحدي أمام هذا الفاتن ؟ لا يجب أن يعرف الحب الذي لا أمل له والذي يشتعل في كيانها .


وفي اليوم التالي لم يجدوا الهارب . وأنضم أليها رالف في الحديقة .


(( ماذا سيحصل لبرت ؟)).


(( سيجلد بالطبع )) أجابها رالف .


فنظرت إليه بدهشة .


(( آوه , أنتي تعلمين , فهذا أفضل بالنسبة إليه من إرساله لتقطيع الصخور في سيدني )).


وكانت ليزي تري العقاب غير أنساني . ومع ذلك جوناثان رجل طيب ويهتم بمستخدميه . وهو ليس ظالما أبدا وهي فخورة به . ومنذ أن تعرفت عليه غيرت رأيها بكل ما كانت تعرفه عن النبلاء و المزارعين .


وكانت ليزي لا تزال تنزع الحشائش المضرة من الحديقة والشمس قوية . ولم تنتبه لوقع حافر حصان جوناثان عندما أقترب منها . وفجأة وجدت نفسها ترتفع عن الأرض بين يدي جوناثان القويتين . وأسندها إلي صدره العريض , وأخذ يدق بسرعة . فاستعدت أنفاسها , ورأته يضحك من كل قلبه .


(( أنزلني إلي الأرض )).


(( ليزي ...)).


(( ألم تسمعني ؟ لو سمحت أنزلني فورا !)).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:15 PM   #14

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

13-




تنهد جوناثان , وانزلها إلي الأرض . فوقفت تنظر إليه غاضبة ووضعت يديها علي خصرها .


(( كيف تجرؤ علي ذلك ؟ هذا عار عليك ! ألا يكفيك أن الجميع يعتقدون أني عشيقتك ؟ و منذ وصولي إلي هنا و أنا ألاحظ سخريتهم وتلميحاتهم المهينة ! لا , يجب عليك أخيرا أن تمنعهم من نشر هذه الإشاعات )).


و فجأة امتقع لون وجه جوناثان , ونزل عن حصانه فتراجعت ليزي وأدركت أنها تجاوزت الحدود.


(( هل حقا ما تقولين ؟)) سألها بهدوء .


(( بالتأكيد فهم لم يقولوا لي بصراحة ولكنني أشعر بذلك . باستثناء رالف و ميري , الجميع يحتقرونني , ولو كنت حقا كما يعتبرونني , لكان الوضع مختلفا . ولكن الأسوأ أنهم ينظرون إلي باحتقار شديد )).


(( أنا أسف , ليزي كنت فقط أريد أن أعطيك درسا لأنك خالفت أوامري . ألم أقل لك أن لا تعملي تحت أشعة الشمس ؟)) ولاحظ الحزن في عينيها . فداعب خدها بأصبعه .


(( هيا ليزي , أترغبين بمرافقتي إلي المدين لكي تريحي أعصابك ؟)).


(( لا شكرا . فأنا أكرهك لأنك وضعتني في هذا الموقف )).


(( اعترف بأنني أستحق ذلك )) ثم اقترب منها , فتراجعت خطوة إلي الوراء و وخافت أن يفاجئهما احد , فهي ليست بحاجة لمزيد من الشائعات .


(( إذا كان الجميع مقتنعون أننا علي علاقة , فلن نستطيع أن نغير رأيهم أليس كذلك ؟ )) ثم أسرع وضمها إليه وقبلها بسرعة علي فمها.


(( لماذا فعلت ذلك بي . . . ؟)).


(( أريد أن تتوضح الأشياء )) أجابها ببرود (( والآن لن تستطيعي التهرب )).


(( التهرب من ماذا ؟ أنا لا أفهم شيئا )) وتلألأت الدموع في عينيها وركضت إلي غرفتها . وهناك استلقت علي السرير وأجهشت بالبكاء . وحاولت أن تبعد جوناثان عن رأسها .


وعندما تجرأت علي مواجهة الجميع , كانت الشمس تغيب , والتقت بجيزي علي الشرفة الأمامية . وكان وجه جيزي يبدو فرحا .


(( السيد غراي سيتأخر بالعودة آنسة بانيستر ويطلب منك ألا تنتظريه علي العشاء , لأنه سيتناول عشاءه عند آل بيلي)).


(( حسنا )) أجابتها ليزي محاولة أن تظهر غيرتها , فهي لا تريد أن تمنح جيزي فرصة للكلام عن المشهد الذي رأته بالتأكيد قبل الظهر .


(( أن وضع السيدة أنجيليكا محزن جدا , فزوجها عاجز و وهي لا تزال شابة وجميلة , وهي بحاجة لرجل إلي جانبها , لحسن الحظ أن السيد غراي مستعد دائما لهذا الدور )).


نظرت ليزي إلي الطباخة بحدة مما جعل هذه الأخيرة تبتعدا فورا .


إذن جوناثان ذهب لرؤية أنجيليكا ... لا أنه سيتزوجها فورا عندما ستصبح حرة , وستضطر ليزي للرحيل . ألم يهينها اليوم فقط من أجل أن يجعل حياتها مستحيلة ؟ أنها لا تريد سوى الرحيل وتركه بسلام ! ولكن أليس هو الذي دفعها لقبول المهنة ؟ مع ذلك فهو ينظر إليها أحيان وكأنها امرأة مثيرة.


وبعد تناولها العشاء وحدها , شريت كأس الكونياك ووقفت أمام النافذة . وأخذت تتخيل أنجيليكا بين ذراعيه , ثم عادت وسكبت كأسا ثانيا , وكأسا ثالثا ثم شعرت ببعض الراحة .


فملأت كأسا أخر وتذكرت كلمات جوناثان (( أنا ككل الرجال أحب النساء الجميلات وأحب المغامرات التي ليس غد )) ألهذا السبب يريد التخلص منها ؟ وقررت أن لا تستسلم لأي رجل . ثم سالت جمعة علي خدها فالمأساة أنها في قرارة نفسها ترغب في أن يمتلكها . نعم وهي تحلم بأنها له. وبأن تصبح عشيقته , وترغب بأن تكون كأنجيليكا ... وتذكرت أنه قال لها أنه يحبها أن ترتدي ثوبا أزرقا من الحرير فحملت كأسها و اتجهت إلي غرفتها.


وتذكرت قميص النوم الذي كانت أخاطته لتقدمه هدية لأختها والذي لم تجرؤ علي ارتدائه . ثم شربت جرعات من كأسها , وارتدت هذا القميص الشفاف , ثم جلست أمام المرأة , ونزعت الدبابيس من شعرها , وتركته يسترسل علي كتفيها , ووجدت أنها مثيرة جدا في هذا اللباس. فابتسمت. وضغطت علي شفتيها كي يحمر لونهما كما كانت تفعل أختها جان , وفجأة انتفضت عندما لاحظت خيالا خلفها . لابد أنها نسيت الباب مفتوحا . ووجدت جوناثان يقف أمام الباب ويتأملها. فنهضت واتكأت علي طرف السرير لكي تحافظ علي توازنها , فأغلق الباب ودخل .


(( ماذا تفعلين , ليزي ؟)) سألها بحدة . لكنها لم تجبه .


(( هل أنتي بخير ؟ )) ألح جوناثان , لكنه لاحظ فجأة الكأس الفارغ . فاقترب أكثر وشم رائحة الكحول .


(( هل أنتي ثملة , ليزي ؟)) سألها غاضبا .


(( أنا ... أنا اعتقدت أنك مع أنجيليكا لماذا عدت ؟)).


(( كان يجب أن أكلمها , وعدت لأنني انتهيت باكرا ... هل كنت تفضلين أن لا أعود أبدا ؟)).


(( علي كل حال أعرف أنك تكرهني )).


(( أنا؟)) وأمسك يدها.


(( كان بإمكانك البقاء معها ))أجابته عندما شمت رائحة عطر أنجيليكا((فأنت تعلم أنا لا أهتم أبدا)).


فضمها إلي صدره ورفعت نظرها نحوه ولاحظت أنه يتأمل صدرها . فأغمضت عينيها وبدأت تعي موقفها . فحاولت الابتعاد عته لكنه رفع رأسها نحوه.


(( ليزي هل أنتي حزينة إلي هذه الدرجة ؟)).


(( نعم ...)).


(( بسبب ما حصل بيننا هذا الصباح ؟)).


(( أنا أكرهك أنت و أنجيليكا )).


(( ليزي يا صغيرتي . لم أكن أريد إيذائك , بل العكس أردت أن أضع حدا لكل هذه الشائعات . وشرحت هذا منذ قليل لأنجيليكا . أنا أريد الزواج منك )).


فنظرت إليه بدهشة وشعرت أنها تعيش فوق السحاب . ولكن هو ينظر إليها بحنان وحبة ... وأحست بشفتيه تداعبان شفتيها بلطف .


(( أريد الزواج منك ! ليزي , ولهذا السبب تصرفت بهذا الشكل , لكي لا تتمكني من الهرب مني )) ثم عاد يقبلها بحرارة وهو يداعب شعرها وخديها وأغمضت عينيها لكي تتلذذ بطعم قبلاته ولمساته.


(( جوناثان ...)).


(( ليزي يا حبيبتي يحب أن تنامي الآن )) ثم طبع قبلة علي خدها ونهض.


أستيقضت ليزي في اليوم التالي وعادت ذكري الليلة الماضية وتذكرت نظرات جوناثان المليئة بالرغبة ... وقبلاته ولمساته التي جعلتها تحمر من الخجل ... وتذكرت أيضا أنه طلب يدها للزواج.



ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:16 PM   #15

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-14-



فجمعت شجاعتها وارتدت ملابسها . و إذا بميري تدخل تعلمها أن السيد غراي ينتظرها في مكتبه . و عندما دخلت إلي مكتبه وجدته واقفا أمام النافدة . فاقترب وأمسك يدها .


(( ليزي هل تذكرين ليلة أمس ؟)).


(( لست أدري . . . ولكنني أعتقد . . . )).
(( نعم ...)) وأخذ يضحك (( نعم لقد قبلت الزواج مني )).


(( وهل ... وهل أنت جاد جوناثان ؟ أقصد . . .)).


(( أيحزنك الزواج مني ليزي ؟)).


(( آوه , لا !)).


(( هذا أفضل , وخاصة بعد الذي حصل بالأمس )).


إذا هو يريد الزواج منها فقط لأن الآخرين يعتقدون أنها عشيقته . لكنه لا يحبها . فأحست بألم كبير في قلبها.


(( أذهبي الآن وأرتدي أجمل ثوب لديكي , وحضري حقيبتك , فنحن ذاهبان إلي المدينة)).


وفي الطريق إلي المدينة سألته ليزي.


(( ماذا قالت لك أنجيليكا ؟)).


(( هذا شيء لا يعنيها , كيف تشعرين الآن ؟)).


(( بخير )).


(( كنت أتمني أن أقيم لكي حفلة كبيرة ,ولكن الظروف . . . )).


وتابعا الرحلة وهما يثرثران وكأن شيئا لم يكن ,وعندما وصلا إلي بيسورست نزلا في أحد الفنادق , وحجز جوناثان غرفتين منفصلتين .


(( الأفضل أن ننتظر لبعد الزواج كي تكون لنا غرفة واحدة )) قال لها مبتسما بمكر.


أحمر وجهها ودخلت غرفتها وتمددت علي السرير وهي حزينة لأن هذا الزواج غير مبني علي الحب , وتذكرت سعادة أختها وصهرها في يوم زفافهما .


و أثناء تناول العشاء أخبرها جوناثان أن الزواج سيتم بعد ظهر الغد .


(( بهذه السرعة ؟)).


(( طبعا , وفي الصباح ستشترين كل ما تحتاجين إليه )).


ثم ناولها النقود , وفي صباح اليوم التالي , نزلت إلي السوق و أشترت ملابس جديدة و أحذية وقبعات وملابس داخلية لم تكن تعتقد أنها ستجرأ علي ارتدائها .


وفي الساعة الثانية كانت ليزي جاهزة وهي بكامل أناقتها و أنوثتها , وما أن رآها جوناثان حتى أشرقت عيونه بفخر .


(( أنك رائعة )) ثم طبع قبلة علي شفتيها .


وكان هو أيضا فاتن بملابسه الأنيقة , وذهبا معا إلي منزل الكاهن الذي عقد قرانهما بحضور أحد أصدقاء جوناثان الكابتن لايت باريت , وبعد عقد القران , قبلها جوناثان وقال لها .


(( ليز , أعدك بأن أفعل المستحيل لإسعادك )).


فابتسمت ولكنها في قرارة نفسها كانت قلقة علي مستقبلها .


و أثناء تناول العشاء كان جوناثان يضحك بسعادة مع صديقه , وحاولت ليز أن تخفي ارتجاف يديها , وحاولت جهدها أن تطيل السهرة قدر الإمكان , وأخيرا استأذنا و صعدا إلي غرفتهما المشتركة , وكانت الغرفة واسعة ومفروشة بأثاث فاخر ,وكانت أغراض ليزي قد نقلت أثناء غيابها .


ورؤية زجاجة عطرها بجانب زجاجة عطره , وفرشاة شعرها بجانب فرشاة شعره جعل الأمر يبدو أكثر واقعية , وحتى الآن كانت ليزي تعتقد أنها تعيش حلما ...


(( هيا ليز , أخلعي قبعتك )) قال لها جوناثان ويبدو عليه أنه فقد صبره , وكان قد خلع جاكيتته وحل عقدة ربطة عنقه .


(( أعذرني ...)) وبدأت تفك أزرار ثوبها .


فوقف جوناثان خلفها , وشعرت بشفتيه علي عنقها.


(( ليزي , يا عزيزتي )) قال لها بحنان وأحاطها بذراعيه وضمها إلي صدره , وعندما أدارها نحوه لم تلحظ أثر للحب في عيونه التي تشع بالرغبة .


و امضي العريسان أسبوعا رائعا في بيسورست , وكان جوناثان رغم اعتراضات ليزي أصر وأجبرها علي شراء الكثير من الملابس والأحذية والقبعات والملابس الداخلية , وساعدها في اختيار كل شيء بعين عارف , وقدم لها المجوهرات الجميلة , و أخذت تشعر أنها فجأة أصبحت امرأة حقيقية .


(( المال ليس مهما )) قال لها عندما أبدت قلقها من كثرة ما أنفق من المال (( فأنتي زوجتي ليز , ويسعدني كثيرا أن أراكي أنيقة , بالمناسبة لقد قلت لكي عدة مرات أن لا ترفعي شعرك الرائع )).


(( ولكن هو ...)).


(( أنا أريده هكذا هل فهمت ؟)) قال لها وهو يرفع الدبابيس من رأسها .


ثم أخذها بين ذراعيه ودار بها حول الغرفة ثم قبلها بحب وحنان , وذلك اليوم أحست أنه يحبها حقا , وفي الصباح , عندما أستيقضت وجدته يتأملها , وتساءلت هل ندم علي زواجه منها , من ناحيتها , هي تحبه كثيرا , وإذا كان شهر العسل هذا حادث عابر بالنسبة له فانه سيبقى ذكرى رائعة تزين وجودها الحزين .


وذات مساء كان جوناثان قد دعا الكابتن باريت وزوجته للعشاء معهما في الفندق .


(( أنا أعرف لايت و جوناثان منذ مدة طويلة )) شرحت لها زوجة الكابتن (( أنهما أصدقاء منذ الطفولة )).


وطوال السهرة لم تكف هذه المرأة عن المزاح مع جوناثان , وكانت تلتصق به أكثر الوقت , بينما زوجها يشرب بكثرة .


(( بصحتك ليزي )) قال لها الكابتن وهو يرفع كأسه (( أنكي امرأة رائعة حقا , وجوناثان رجل محظوظ )).


(( محظوظ جدا )) أجابه جوناثان وهو يلقي نظرة علي زوجته من فوق رأس السيدة باريت .


ولشدة غضبها من وقاحة السيدة باريت , التفتت ليزي نحو لايت وابتسمت , فاعتقد بأنها تشجعه .


(( أن هذا اللون يناسبك جدا )).


(( ويعجبني أيضا زيك الرسمي هذا )) ولامست بإصبعها الإشارة التي تلمع علي كتفه .


(( أن جوناثان صديقي , وأحيانا الصداقة تكون مزعجة , أليس كذلك ؟)) ثم ابتسم ووضع يده خلف ظهرها , فارتبكت ليزي ونظرت إلي زوجها فوجدت السيدة باريت قربة جدا من جوناثان وتهمس في أذنه , ولكن جوناثان لم يكن يصغي أليها , وكان يراقب ليزي.


وعندما صعدا إلي غرفتهما , أسرع جوناثان وأقفل الباب وأسند ليزي إلي الحائط وانهال عليها بالقبل العنيفة .


(( هذا لكي تتذكري زوجة من أنتي , ويجب أن لا تنسي هذا أبدا )).


(( لكنك لا تعطيني المثال الأعلى , فأنت لم تبعد هذه المرأة عنك)).


(( لكني لم أشجعها)).


(( وصديقك أيضا جل فا . . . )).


فأمسكها بذراعها أخذت ترتجف من الخوف .


(( جوناثان أرجوك بهدوء . . . )).


(( أنتي تسخرين مني , ولكن لا تبدئي من جديد هل سمعت ؟)).


(( لست أنت من يمنعني . . . )).


(( كل مرة لا تطيعينني بها , ستعرضين نفسك لنفس العقاب )).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:17 PM   #16

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-15-





ثم حملها و تأملها قليلا بمزيج من الحنان والسخرية , ثم انحنى فوقها ولاحظت الرغبة في عيونه , فقدمت له شفتيها , واستسلمت لعناقه , ولم يعد هناك وجود لتلك الفتاة العفيفة الخجولة , وحلت مكانها فتاة أخرى حساسة ومثيرة .


وفي الصباح أخبرها جوناثان أنهما سيعودان اليوم إلي منزلهما .


(( ما بك ليزي )).


(( أوه , لا أنا . . . يجب أذن أن نواجه كل العالم , وأنا . . . )).


(( أنتي زوجتي ليز أمام الله و أمام الجميع , ولن أسمح لأحد أن ينتقدك)).


و أثناء طريق العودة , أخذت ليزي تفكر بمنزلها الجديد , و أخيرا أصبح لها منزل خاص بها .


(( لقد وصلت رسالة لك مدام غراي )) قالت لها جيزي بعد وصولهما بقليل , وكانت الرسالة من جان تخبرها فيها بأن الأعمال مزدهرة و أن جوني أضاف جناحا جديدا للفندق , وفي المساء جلسا في الصالون , وأخذت ليزي تكتب رسالة لأختها , وجوناثان جلس يشرب الكونياك ,وما أن انتهت حتى طلب منها الجلوس إلي جانبه وشعرت بسعادة كبيرة وهو يداعب شعرها بحنان .


(( لقد أخبرني رالف أن أنجيليكا تسعي لترويج شائعات عنا)) أحست ليزي فجأة بأن الأرض تدور بها , وأخذت تتأمله , لكنه كان يثبت نظره علي نار الموقد .


(( كان يجب علي أن أتزوجك لأن زوجها بدأ يشك بوجود . . . علاقة . . .


وأردت أن أطمئنه . . . )).


فتساءلت ليزي أيحاول أن يخبرها بما كانت تشك به منذ البداية .


(( أحببت أن أخبرك بنفسي قبل أن تعلمي من الشائعات ... لقد أغرتني أنجيليكا كثيرا , ولكني رتبت كل شيء بذلك المساء عندما زرتها ... وعدت ونحن ...)).


(( حسنا ... حسنا)).


فرفع وجهها نحوه وتأمل عيونها .


(( يبدو أنكي لا تطلبي سوى تصديق هذه التافهات ليز لا تحاولي الإنكار )).


(( أنا ... أنها جميلة جدا , جوناثان )).


(( إذا أنتي عمياء , ليزي ألا تدركين أنني ... ولكن لا أنك ترفضين رؤية الحقيقة وجها لوجه )) ثم نهض ورمى كأسه في الموقد فتحطم مئات القطع , فانتفضت ليزي وأدركت أنه يحب أنجيليكا أكثر من كل شيء.


في الأسابيع الأولى , أنشغل جوناثان كثيرا في موسم الحصاد , وكان بعض الجيران يزورن ليزي لمجرد الفضول , وأكثرهم يعتقد أن جوناثان أخطأ في زواجه من مدبرة منزله.


وزارتهم أنجيليكا ذات يوم وكانت نظرة الانتصار بادية عليها , لابد أن جوناثان أخبرها عن حقيقة مشاعره نحوها , وكانت ليزي تتألم لمجرد الفكرة أنهما يكونان في أحضان بعضهما.


وذات يوم قامت بجولة علي المنطقة مع جوناثان وكانت حرارة الشمس قوية .


(( أنهم سيبنون مدرسة , وسيكون بإمكان أولادنا الذهاب أليها , ألا إذا كنت ترغبين في أن يتعلموا في المنزل )).


لم تجبه ليزي وتساءلت كيف سيكون لديهما أولاد , وكل منهما ينام في غرفة منذ وصولهما في رحلة العسل ؟ يبدو أن أنجيليكا تسعده جيدا , وعندما التقت نظراتها بنظراته , أحمر وجهها بخجل كبير.


(( أعقد أن أفكارك الآن ليست محتشمة )) قال لها بحنان وسخرية , وبنفس المساء , زارها في غرفتها , وقضى معها ليلة بدا فيها سعيدا ومحبا , وعندما أستيقضت في الصباح , ابتسم لها بلطف , وأمسك يدها .


(( أني أشعر بنبضك , وأنا أخاف كثيرا من الحياة لأنها تبدو قصيرة , وقد تتوقف في أية لحظة )).


(( لماذا كل هذا التشاؤم ؟ )) سألته بدهشة .


فأبتسم وقبلها بحنان , فنظرت إليه مليا محاولة معرفة ما يفكر به .


(( لا تنظري إلي هكذا , يا صغيرتي , وإلا لن أذهب إلي عملي اليوم )) فاحمر وجهها عندئذ ضحك وخرج .


وبعد أسبوعين , جاءت أنجيليكا بنفسها , ودعتهما لتناول العشاء عندها .


(( جوناثان يقبل دائما دعواتي , أتمني أن ترافقيه هذه المرة )).


وفي اليوم المحدد , ارتدت ليزي ثوبها الأزرق الذي قدمه لها جوناثان .


(( تبدين رائعة , ليزي , ومنعشة كزهرة نضرة , سمعت أن رسالة وصلتك من أختك جان )).


(( نعم , وهي بخير , وتتمنى لنا السعادة )).


(( بإمكانك أن تدعيها لزيارتنا , إذا أردت , وهكذا تتأكد أنني لا أسيء معاملتك , هيا بنا الآن , كي لا نتأخر )).


وكان منزل أنجيليكا أكبر من منزل جوناثان , ولكن الحديقة تبدو مهجورة , لكنها منارة لكل أرجاء المنزل , واستقبلتهما أنجيليكا بحرارة , وكانت بكامل أناقتها , وتضحك كثيرا .


لم يكن جيمز بيلي حسنا كما كانت تدعي زوجته , أنه تقريبا في الخمسين من عمره , ولكن المرض أقعده وهذه , أليس هما في نفس الظروف؟.


وبعد العشاء جلست ليزي بقربه , وكان سعيدا بالحديث معها , ولكنه لا يتوقف عن النظر إلي زوجته , يبدو أنه لا يزال يحبها رغم عدم وفائها له.


(( أنها جميلة , أليس كذلك ؟ لقد التقيت بها في سيدني , عندما جاءت مع فرقة مسرحية , و أغرمت بها بسرعة , وكنت لا أزال بكامل صحتي , وعافيتي , أما الآن ,


فلقد اختلفت الظروف ...)).


وتساءلت ليزي , هل أحبته زوجته قبل أن يصبح أسير هذا الكرسي المتحرك ؟ أم أنها تزوجته من أجل ثروته , ووضعه الاجتماعي ؟.


(( سيدة غراي )).


(( عفوا , كنت شاردة )).


(( لقد تفاجأت كثيرا بزواج جوناثان منك , ولكنني الآن بعد أن عرفتك , فهمت أنه كان محقا , وأنتي تعلمين , أن رجلا مثله كان له ماض , ولا يمكنك أن تطلبي المستحيل , فأنا نفسي عندما تزوجت ... ولكني لا أريد أن أصدمك )).


(( آوه , أنا لا أصدم بسهولة )) أجابته ضاحكة , وأخذت تبحث عن زوجها , فرأته يشرب وهو يضحك مع سيدة شقراء , وبنفس اللحظة التقت نظراتهما وكأنه يقول لها ,(( كما ترين بإمكاني أن أفتن كل النساء , ومتى أردت )) فحاولت ليزي أن تحافظ علي هدوئها رغم النيران التي تشتعل بداخلها .


وبعد قليل أنضم جوناثان أليهما , فأسرعت ليزي ونهضت وأمسكته بذراعه وابتعدت به قليلا .


(( أتخافين أن أضربه ؟)) سألها ساخرا .


(( لا , أبدا , لكني أعلم أنكما تكرهان بعض , وليس من الضروري أن تتواجها )).


(( لقد اكتفيت من تحمل احتقاره , وإذا كان يتهمني بشيء , فليقل لي بوجهي )).


(( أرجوك جوناثان لا ترفع صوتك )).


(( أنتي أيضا ليزي , ألديك شيء تتهميني به ؟)).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:19 PM   #17

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-16-





لم تجبه ليزي , فتركها وأتجه نحو أنجيليكا التي استقبلته بذراعين مفتوحتين , فتشجعت ليزي ورمت نفسها علي الكنبة , ولاحظت أنهما اختفيا , فأصابها صداع قوي وفجأة سمعت صوتا ناعما يناديها أنها السيدة أدنا تيكر جارتهم القريبة .


(( الجو حار في الصالون , ما رأيك لو نتنشق الهواء النقي ؟)).


(( بكل سرور )) وابتسمت لها بوجهها الشاحب .


(( نحن ننتظر المطر بعد الحصاد )) قالت لها أدنا عندما أصبحا بالحديقة , ثم تأملتها قليلا وأضافت.


(( ليزي , لا تعلقي أهمية كبيرة علي كلام وتصرفات أنجيليكا , أن كل الرجال يغرمون بها )).


إذن أن السيدة تيكر كانت شاهدة علي ذلك المشهد , ويبدو أنها ليست الوحيدة , يا له من موقف محرج بالنسبة لليزي .


(( نعم , فهي جميلة جدا )).


(( اعذريني , مدام غراي , ولكنني أرى أن الجمال ليس هو بالظاهر فالشخصية هي الأهم )).


وفجأة بدا القلق علي وجه أدنا , وأمسكت ليزي بيدها , وحاولت أن تعود بها نحو المنزل.


(( يجب أن نعود , لقد بدأت اشعر بالبرد )).


وبالطبع ألتفت ليزي إلي الخلف لترى ما الذي أربك أدنا لهذه الدرجة , وتجمد الدم في عروقها , لقد كان جوناثان و أنجيليكا علي بعد أمتار في الظلام , وسمعت ضحكة أنجيليكا الوقحة , وأبدت أدنا طيبة كبيرة , ورافقتها نحو المنزل , وأدخلتها إلي الصالون المنفرد , وحملت لها كأسا من الكونياك لكي يستعيد وجهها لونه , وبعد قليل توقفت ليزي عن الارتجاف .


(( لا يجب أن تكوني بهذه الحالة , ليزي فأن مغامرات أنجيليكا لن تدوم طويلا , وزوجي أيضا لم ينجح في مقاومة أغرائها )).


(( آوه , أنا آسفة )).


(( لحسن الحظ , أنه أكتشف حقيقتها بسرعة , ونحن نتصرف وكأن شيئا لم يكن , ونقبل دعوتها دائما)).


(( بالنسبة لجوناثان )) وتنهدت ليزي (( الواقع مختلف , فهي قد وضعت في رأسها أنها ستتزوجه ما أن تصبح حرة , وزوجها يحبها , و أنا لن أكون هنا , لكي أرى إذا كان جيمز بيلي لا يزال حيا ... لقد تحسنت حالي , اطمئني أدنا , سأبقى هنا قليلا )).


(( هل أنتي متأكدة ؟)).


(( بالتأكيد , وشكرا للاطفتك )).


وعندما خرجت أدنا , أجهشت ليزي بالبكاء , جوناثان و أنجيليكا , فهي تعرف مدى علاقتهما , ولكن رؤيتهما هكذا كان كالضربة القاتلة , فإذا كانت ليزي تحب حقا زوجها , ألا يجب عليها أن ترد له حريته ؟ ولكن هل تتخلى عنه أنجيليكا كما تفعل بكل عشاقها ؟ لا يجب الاعتماد علي هذه الفكرة , فجأة فتح الباب الغرفة ودخل جوناثان .


(( أخبرتني أدنا تيكر أنكي لست علي ما يرام )).


تراجعت ليزي خطوة للوراء , ولم تكن تملك الشجاعة للنظر في وجهه مباشرة , ففهم جوناثان كل شيء .


(( ليزي ... أنتي رأيتنا , أليس كذلك ؟ ولكن الأمر ليس كما تتصورين يا عزيزتي ...)).


(( أنا لست عمياء , جوناثان )).


(( ليز , أنتي تعرفينها , معها هي لا داعي للخوف , كما وانك دفعتني حتى النهاية )).


(( للحقيقة هذا ليس مهما )).


(( نعم , بالنسبة لكي , طبعا ... هذا صحيح , لقد نسيت , فأنا أعرف مشاعرك نحوي , وزواجنا ليس زواج حب كما هو زواج أختك , أليس كذلك ؟)).


أحست ليزي بالدوار واتكأت علي المدفأة .


(( يبدو أن أنجيليكا تحبني , علي كل حال , فهي مخلصة لي , فكري بحياتها مع هذا العاجز , وهي جميلة جدا ...)).


أحست ليزي بأنه سيغمى عليها , وامتلأ جبينها بالعرق البارد .


(( كفى جوناثان كفي )).


(( نعم , هي جميلة كالملاك , وهي لا تتردد في الإعلان عن عواطفها ... كما تفعل العفيفات أمثالك ...))


وقبل أن ينهي كلامه لاحظ أنها ستقع علي الأرض , فأسرع نحوها وأمسك ذراعيها , وقبلها محاولا تهدئتها .


(( أعدني إلي المنزل )) قالت له ثم أغمي عليها فورا .


في الصباح , شعرت ليزي بالتحسن , وأدركت أن جوناثان بدل لها ملابسها ووضعها في السرير , وتذكرت أنه كان يبلل جبينها بفوطة رطبة في الليل , فرمت رأسها من جديد علي الوسادة ...


وعندما نهضت وقفت قليلا أمام النافذة , وكانت السماء صافية , فبدلت ملابسها , وقررت أن تقول لجوناثان أنها فهمته و طالما أنه يحب أنجيليكا لدرجة الجنون , لن تقف في وجه مستقبلهما .


ولكن ما أن دخلت غرفة الطعام حتى نسيت كل شيء أمام نظرات زوجها الحنونة , وكان يبدو وكأنه لم ينم طوال الليل .


(( صباح الخير )) قالت له بهدوء.


(( هل أنتي بخير الآن ؟)).


(( نعم , أنا بأفضل حال )) أجابته مبتسمة ثم تناولا فطورهما بصمت , وجوناثان يراقبها مفكرا , وترددت ليزي في التلميح له بشأن أنجيليكا , وزوجها يبدو في مزاج جيد و فلا ضرورة لإفساد نهاره.


و تفاجأت ميري عندما رأتها قد غادرت الفراش .


(( لقد كنت محمومة , سيدة غراي , وكان سيدي قلقا جدا عليك)).


(( انتبهي علي نفسك , اليوم ليزي لا يجب أن تمرضي )) قال لها جوناثان ثم نهض .


وفكرت ليزي أنه بعد أن اطمأن عليها سيعود لرؤية عشيقته , ولكن بعد تناول الفطور عادت الحرارة إليها , فنامت ورغم النوافذ المفتوحة أحست بأنها ستختنق , وبعد الظهر حاولت القيام بنزهة في الحديقة , لكن جوناثان لاحظ تعبها , فأمرها بالبقاء في السرير.


(( سنذهب غدا إلي بيسورست لكي نستشير طبيبا )) قال لها جوناثان .


كانت متعبة جدا ولم تستطع الاعتراض , وبنفس الوقت دخلت ميري وأخبرتهما بوصول آل تيكر , فنزل جوناثان وأستقبلهما, وبعد قليل دخلت السيدة تيكر برفقة ميري .


(( أنا آسفة لأنك مريضة , يا عزيزتي ليزي )).


ابتسمت لها ليزي , وأخذت السيدتان تثرثران , وبعد دقائق سكتت أدنا , وفهمت ليزي أنها كانت مترددة في الكلام عن مشهد الأمس .


(( أنتي ... أنتي كنت مخطئة حقا عندما اعتقدت أن جوناثان و أنجيليكا هما ... أيه ... لقد لاحظت قلق زوجك و ...)).


(( أن قلقه لا يغير شيئا , فأنا آسفة لأنني تصرفت بهذا العنف )).


دعا جوناثان آل تيكر للبقاء لتناول العشاء عنده , لكنه منع ليزي من مغادرة الفراش , وشعرت ليزي ببعض التحسن بعد أن تناولت الشوربا التي أحضرتها لها ميري إلي غرفتها.


-17-


وقررت أن تنهض وتغير ملابسها وتنضم إليهم , وهكذا خرجت بعد قليل من باب صغير يؤدي إلي الشرفة , ويصل إلي الصالون وكان زوجها يدير لها ظهره , فوقفت في الظلام تتأمله دون أن يراها أحد .

(( لست أدري ماذا سأفعل )) قال جوناثان (( يبدو أنها تجهل خطورة حالتها , أو إذا كانت تعلم تفضل أن لا تفكر به )).

(( هذا يصعب تصديقه )) أجابته أدنا تيكر (( فليست كل الأمراض مميتة ))

(( هذا ما كنت اعتقده في البداية , ولكن يجب مواجهة الواقع , فإن انتكاساتها الصحية ازدادت , وهي خطيرة , وستموت هذا لا يمكنني تحمله )).

(( لا تقل مثل هذا ,جوناثان )) قالت أدنا بدهشة .

فالتفت جوناثان نحو أدنا وكان وجهه شاحبا والقلق باديا عليه .

(( مساء أمس , اعتقدت أنها النهاية , وهذا الصباح كانت أفضل ولكنها بسرعة انتكست من جديد , وسأصاحبها غدا إلي المدينة لرؤية الطبيب ,فقد يكون بإمكانه أن يصف لها دواء ناجحا . . . )).

ولاحظت ليزي أنه يحاول تمالك أعصابه .

(( من المرعب جدا أن أفكر بأنها علي وشك الموت أمام عيني )).

(( ولكن جوناثان ... هذا مستحيل )).

(( فليمنحني الله القوة والصبر علي تحمل هذه المحنة )) قال جوناثان بيأس كبير.

استندت ليزي علي حائط الشرفة , وأحست بأن قدميها لم تعودا قادرتين علي حملها , فهي ستموت وجوناثان يخاف من رؤيتها تذبل ببطء , وستكون عالة عليه مثلها مثل جيمز بيلي بالنسبة لزوجته , وليس أمامها سوى وسيلة واحدة للهرب من هذا المصير , ولتجنب تحميلها عبئها لزوجها , سترافقه إلي بيسورست , ولكنها هناك ستدبر رحليها عند أختها جان , والتي لن ترفض استقبالها ومساعدتها إلي أن ...

أستيقضت ليزي في اليوم التالي وهي لا تزال مصممة علي قرارها , ولم تحاول أقناع نفسها بأنها ستتحسن , هذا مستحيل , فهي تعرف أنها ستتعرض من جديد لنوبات من الحرارة إلي أن ينتهي عمرها , وأخذت تتخيل نفسها علي السرير بانتظار زيارات جوناثان , وتصورت شفقته عليها وابتسامته المشجعة , لا , هي لا تريد أن تكون عبئا عليه وجان هي ملجأها الوحيد .

وبعد تناول الفطور في غرفتها , نزلت إلي المكتب جوناثان , وأستقبلها بلطف كعادته , ولو لم تستمع بالأمس خلسة علي حديثه , لما كانت لتشك بشيء.

(( كيف حالك ليز؟)).

(( أفضل من الأمس شكرا)).

(( يجب أن نذهب إلي المدينة بأقصى سرعة فاطلبي من ميري أن تعد لك حقيبة صغيرة)).

وقفت ليزي علي الشرفة تتأمل هذه المزرعة التي أحبتها كثيرا ,وبعد موتها ستستمر الحياة كالسابق ... وبدونها... وفجأة تذكرت الطريقة التي ينظر بها جوناثان أليها , وتذكرت كلماته عن أن الحياة قصيرة جدا , فمنذ متى وهو يعلم بحالتها؟ وكيف علم؟.

وطلبت من ميري أن تضع لها ملابس دافئة ومعطفا في الحقيبة , وأخبرتها أن جوناثان ذهب في الصباح الباكر إلي أكاسيا مزرعة بيلي وأنه عاد بعد ربع ساعة , ومن المؤكد أنه أخبر أنجيليكا...

وقبل الظهر بدأت رحلتهما نحو المدينة , وكانت ليزي قد وضعت كل أموالها الخاصة في حافظة نقودها , وطوال الطريق كان جوناثان لطيفا معها, وعندما وصلوا إلي الفندق , طلب منها أن تنام قليلا قبل موعد العشاء , وأخبرته ليزي أنها ترغب في شراء بعض الحاجيات في صباح الغد .

(( حسنا ليزي )) قال لها وهو يداعب شعرها بشفتيه (( سأتفق مع الطبيب علي موعد لكي يراك وارتاحي أنت الآن )).

وعندما خرج سالت دموعها بغزارة , آه , فقط لو أنه لا يظهر هذا الحنان كله لها , لكان بإمكانها أن تكرهه , ولكن حبها له يزداد كل يوم أكثر .

وفي صباح اليوم التالي , أستيقضت ولاحظت أن حالتها تحسنت أكثر, وكان جوناثان قد خرج لمقابلة الطبيب , فخرجت ليزي لكي تدبر لنفسها وسيلة نقل , ولم يكن هناك رحلات منتظمة بين بتسورست وسيدني .

ولكن أحد التجار قبل أن يأخذها معه في عربته لقاء مبلغ من المال , فاتفقت معه وعادت إلي الفندق لتحضر أغراضها.

وقبل أن تدخل إلي غرفتها , سمعت حركة فيها, فترددت قليلا ووقفت خلف الباب .

(( لست أدري ماذا يجب علي أن أفعل )) قال جوناثان لصديقه الكابتن باريت (( أنها منزوية علي نفسها)).

(( أنا آسف يا صديقي , الحياة ليست عادلة)).

(( أجد نفسي في موقف صعب , وأشعر بأنني أتمزق )).

(( هيا , أهدأ , تعال معي إلي المنزل لكي أقدم لك شيئا تشربه , وستكون زوجتي سعيدة جدا بتقديم النصيحة لك ...)).

(( أنا أشعر بأني عاجز أمام هذه التجربة )).

اختبأت ليزي في الممر بينما خرج الرجلان من الغرفة, وعندما نزلا دخلت الغرفة , وكتبت رسالة لزوجها.

(( لقد رحلت ولا أرغب بالعودة , كل شيء سيسير علي ما يرام , لا تقلق , أشكرك علي طيبتك معي , لكني لا أحبك ولم أكن أحبك , والأفضل أن نفترق , لا تحاول العثور علي , أنتهي كل شيء بيننا)).

هذه الرسالة القاسية هي الوسيلة الوحيدة لمنعه من البحث عنها , أليس هذا عزاء بالنسبة له عندما يعلم بأنها لم تكن تحبه ؟ أنها تقدم له حريته وتريحه من عقدة الذنب بنفس الوقت .

بدأت رحلة ليزي بشكل بطيء , وفي منتصف الطريق بدأ المطر ينهمر , وكان العبور في منطقة الجبال الزرقاء تشبه الكابوس لكثرة الوحول , وكان التاجر يكيل الشتائم طوال الطريق لبغاله التي تجر العربة , وندمت لأنها رحلت , جوناثان ,جوناثان القوي الحنون كان لطيفا جدا معها , وكان يحميها من البرد والتعب والخوف , لكنه لم يكن يحبها.

ولكن هذا التاجر الفظ شارك ليزي بطعامه وفي الليل نامت داخل العربة وغطت نفسها جيدا بمعطفها , وعندما أستيقضت في الصباح أحست بالألم في كل جسمها , وبدا لها أن هذه الرحلة لن تنتهي .

وأخيرا وصلت إلي منزل أختها , فشكرت التاجر وأسرعت وطرقت علي الباب , وكانت مفاجأة جوني كبيرة عندما رآها , وأشرق وجهه .

(( ليزي , كم أنا سعيد برؤيتك , ولكن أين زوجك؟)).

عندما سمعت هذا السؤال , سالت الدموع علي وجهها, فضمها جوني إلي صدره وأخذ ينادي زوجته .

(( جان , جان)).

(( أنا قادمة . . . كنت في القبو و. . .آوه ليز)).

فرمت ليزي نفسها في أحضان أختها وهي تبكي فأجلستها جان في الصالون وناولتها منديلا لتمسح به دموعها.

(( ليز يا عزيزتي , ما بك ؟ جوناثان ليس ... يا ألهي هل ... هل مات ؟)).

هزت ليزي رأسها بالنفي , ورفعت رأسها نحو وجه أختها وزوجها القلقين .

(( لقد رحلت عنه)).

(( يا ألهي , ولكن لماذا ليز ؟)) سألتها أختها.

(( ماذا فعل لك ؟)) سألها جوني.



ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:20 PM   #18

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-18-





وتذكرت ليزي رسالة أختها الأخيرة التي جعلتها تقلق وتحتار بشأن أختها.


(( أسمعي ليز , تعالي معي إلي الغرفة الثانية , حيث يمكننا التكلم بهدوء )) . فجلست ليزي علي الكنبة وقررت الكلام أخيرا.


(( أنه يحب امرأة أخرى , وتزوجني فقط لأن تلك المرأة متزوجة , ولأن زوجها بدأ يشك بهما ... وأنا ...وأنا )).


ثم أخذت تلف المنديل حول أصابعها بعصبية.


(( أنا مريضة , جان مريضة جدا... وفاجأته وهو يتحدث مع ... )) ثم روت لأختها كل القصة , وانهمرت الدموع علي وجهها.


(( أنه يتمزق بين تلك المرأة وبيني , وفضلت الرحيل,فانا لا يمكنني تحمل شفقته , أنه حزين جدا , لا , أنا لا أريده أن يراني وأنا عاجزة )).


فضمتها جان إلي صدرها.


(( ليزي , أسمعي )) أمرتها بصوت مرتفع .


لاحظت ليزي علي وجه أختها علامات الخوف والخجل .


(( آوه ليز, يجب أن أعترف لك بشيء ... أنا خجولة من نفسي... جوني اتهمني بالطيش ... أنه محق , كنت أعتقد أنني أفعل شيئا جيدا , وهذا هو عذري الوحيد, أتذكرين عندما وصل جوناثان يوم زفافي ؟ أنا التي عقدت كل شيء , وخاصة بعدما فاجأته وهو يقبلك , ولاحظت لطفه وإعجابه بك , وكنت أشعر بأنك تحبينه رغم عدم اعترافك , هذا ... هذا كان أمرا غبيا , ولقد أدركت اليوم خطئي , لم أكن قد فكرت بالنتائج .... للحقيقة أنني في ذلك اليوم قلت لجوناثان أنك مريضة أكثر مما تتخيلين , وكنت أحاول أن أقنعه بأنك ضعيفة ... ولست أدري كيف فعلت ذلك , ولكني زعمت بأنك مصابة بمرض خطير )).


(( مرض خطير , آوه , يا ألهي , الآن فهمت كل شيء)).


(( وقلت له أنك تتعرضين لنوبات من الحرارة إلي أن ...)).


(( آوه , جان)).


(( كنت أراه ينظر أليك خلسة , وتمنيت أن القلق عليك يجعله لطيفا معك ... كنت تحبينه في ذلك الوقت , أليس كذلك ؟)).


(( نعم )) اعترفت ليزي (( وأعتقد أنني لا أزال أحبه رغم كل شيء)).


(( كنت أريد سعادتك , ليز واعتقدت أنه سينسى كلامي بسرعة عندما يراك بكامل صحتك )).


(( آوه جان , أنتي دائما تثرثرين كثيرا )) وتنهدت ليزي (( ولكنك هذه المرة تخطيت الحدود , وأنا اعتقدت حقا أنني سأموت , وهو أيضا , ولكن ... إذا كانت هذه القصة كلها كذب , فيجب أن أعرف حقيقة مرضي )).


(( اهدئي , ليز , و أشرحي لي ظواهر آلامك )) .


و استمعت جان بانتباه لكلام أختها , وأشرق وجهها وأخذت تضحك.


(( ولكن ليز , هذا أمر طبيعي , فأنت حامل )).


(( ماذا؟)). سألتها ليزي بدهشة .


(( أنك تنتظرين مولودا )).


فسالت دموع ليزي من جديد, بمزيج من الفرحة واليأس .


(( أنتي تحبين جوناثان , أليس كذلك ؟ ولكنك كنت تغارين من عشيقته ... آوه ليز هل أنتي متأكدة أنه ...)).


(( أن ما حصل قد حصل و والطفل لن يغير شيئا , وأنا لا أريده أن يهتم بي فقط من اجل أبنه , وأنا أرفض أن أكون عبئا عليه , ولقد لاحظت تعابير وجهه عندما فهم أن مرضي يحول بينه وبين عشيقته , لا , أنا أحبه كثيرا ولا أريد تعاسته ... أيمكنك السماح لي بالبقاء هنا بعض الوقت ؟)).


(( بالتأكيد يا عزيزتي و بإمكانك البقاء قدر ما تشائين ... ليز ... أتعلمين من زارنا في الشهر الماضي ؟ أحد معجبيك ...)).


(( من ؟)).


(( جازون ويلسون ... أنه يقيم في سيدني , ولقد ترك لي عنوانه كي نزوره في أحد الأيام , ولقد أخبرته بزواجك ... ولم يبدو سعيدا بهذا النبأ ... آوه ليز , هل ستسامحينني ؟)).


(( لولاك ,لما كان جوناثان تزوجني )).


(( ولولاي لما كنت تبكين الآن , علي كل حال , سيكون لديك طفلك )).


وفي المساء تناولت ليزي العشاء مع أختها وصهرها .


(( ليزي , ألا تريدين إرسال رسالة لجوناثان ؟)). سألها جوني (( لابد أنه يعرف أين أنتي الآن , ولكن يجب أن تطمئنيه عنك )).


(( لا , فإذا أخبرته عن مكاني فسيعتقد أنني أجبره علي المجيء للبحث عني , وهذا ما لا أريده أبدا )).


(( ليزي , لدينا أعمال كثيرة هنا )) أجابها صهرها (( ومساعدتك لنا ستكون ثمينة , ونحن سنكون سعداء بوجودك معنا , علي شرط أن لا تتعبي نفسك كثيرا , بالنسبة لحالتك...)).


ابتسمت له ليزي بامتنان , وتساءلت كيف اعتقدت ذات يوم بأنه لن يكون زوجا مناسبا لأختها.


(( شكرا لك جوني , ولكني لا أستطيع البقاء , وسأرحل إلي سيدني , وأنا واثقة أنني قادرة علي التصرف وحدي , وأريد منك فقط أن تعطيني عنوان السيد جازون ويلسون , لأزوره في حال لم أجد عملا )).


حاول جوني وجان أن يقنعاها بالبقاء , لكنها رفضت فذهب جوني للنوم وتركهما وحدهما .


(( لقد تغيرت كثيرا ليز أصبحت أكثر رقة )).


(( أما أنت يا أختي الصغيرة فلقد أصبحت أكثر اتزانا)).


(( ليز , اسمعيني أن ذهابك إلي سيدني هو ضرب من الجنون )).


(( لن أعود إلي زوجي , ولا أريد أن أكون عبئا عليكما , ولا تلحي علي أكثر , لقد أخذت قراري )).


شعرت ليزي بحماس كبير لحياتها الجديدة , وأقامتها عند أختها أفادتها من الناحية الصحية والنفسية , وتركت أختها وصهرها وهي تشعر بالأسف , ولكن حان الوقت لكي تتحمل وحدها مسؤولية نفسها , ولم يكن قد وصلها أي خبر من جوناثان , لابد أنه سعيد لتخلصه منها و علي كل حال أصبح هو من الماضي , ونزلت في فندق محترم في سيدني , ورافقتها صاحبة الفندق إلي غرفتها.


(( لا , رجال في الغرف , يا أبنتي , هل أنتي موافقة علي كل الشروط ؟)) سألتها صاحبة الفندق.


((نعم )) وافقت ليزي , وأعجبتها غرفتها .


(( من أين جئت ؟)).


(( من بيتسورست حيث كنت أعمل مدبرة منزل و آمل أن أجد عملا هنا )).


(( لا تتعبي نفسك , فيوجد هنا الكثيرين من العاطلين عن العمل , كان يجب أن تبقي هناك ... وأخيرا , أتمني لك حظا موفقا )).


تنهدت ليزي , فالقصة تتكرر مرة ثانية , لكنها في المرة الأولى كانت معها جان , وابتسم الحظ لها , فلماذا لا يبتسم لليزي اليوم من جديد ؟ ثم وضعت يدها علي بطنها , وقررت أن لا تيأس فهي لم تفقد جوناثان طالما أن أبنه في بطنها .


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:22 PM   #19

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-19-





تناولت ليزي فطورها في غرفة الطعام , وكان الجميع ينظرون أليها باستغراب , لكنها لم تكن تريد أن تتعرف بأحد , وبسرعة نهضت و اتجهت نحو وسط المدينة.


وسألت عن عمل في المحلات والمنازل الكبيرة , ثم قصدت مكاتب التوظيف , لكنها لم توفق , فلم يكن أحد بحاجة لا للخادمة ولا للبائعة ولا حتى لمدبرة منزل , وفي المساء عادت إلي الفندق يائسة , ولا يزال أمامها أخر أمل عند جازون ويلسون , وكانت تفكر بطفلها , فتنهدت وصعدت إلي غرفتها , وقررت أن تزور ويلسون صباح غد .


كان جازون ويلسون يقيم في هايد بارك , ولم تجد ليزي صعوبة في الوصول إلي منزله , وكان منزله كبيرا , ومحاطا بحديقة واسعة , وفتحت لها خادمة أخذت تتأملها جيدا , فطلبت ليزي مقابلة سيد المنزل , وكان جازون يتناول الفطور فاضطرت ليزي للانتظار وبعد قليل استقبلها جازون بحرارة .


(( آنسة بانيستر , أنا سعيد بزيارتك ؟ولكن ألا يجب أن أناديك سيدة غراي ؟)).


(( بإمكانك أيضا أن تناديني آنسة بانيستر )).


(( عندما أعطيت عنواني لأختك )) قال لها وهو لا يزال يمسك يديها (( لم أكن أتوقع أن أراك مرة ثانية )).


(( أنا بحاجة لمساعدتك , سيد جازون )).


(( ماذا تريدين مني ؟)).


(( أنا أبحث عن عمل )).


فطلب منها الجلوس , وتأملها قليلا و أضاف .


(( أن خبر زواجك لم يسعدني أبدا )) أعترف بذلك (( وسامحيني علي صراحتي , كنت ؟ أتمنى لك أنسانا أفضل ... ولكن ألم أحذرك من جوناثان ونحن علي متن الباخرة ؟))؟


(( اسمع سيد ويسلون )) قالت له بجفاف (( أفضل أن لا أسمع ما سبق وقلته عن زوجي , نعم نحن لم نخلق لبعض , وإذا كنت تستطيع ساعدني في إيجاد مكان أعمل فيه , وأنا لن أزعجك طويلا )).


ثم تأملته بنظرة تعالي , لكنها أدركت أنها ليست بموقف يسمح لها بالكبرياء .


(( آوه سامحني , لم أكن أريد أن ... آوه , يا ألهي )) أخذ جازون يضحك.


(( أنتي لم تتغيري , آنسة بانيستر , كنت أخشى أن يكون جوناثان قد ... حسنا , لن نتكلم عنه ... بالتأكيد سأجد لك عملا وأنا نفسي أبحث عن مدبرة لمنزلي , لقد رحلت المدبرة السابقة منذ شهر , ولم أجد غيرها, وأنتي جئت في الوقت المناسب )).


لم تصدق ليزي ما سمعته , و اعتقدت أنها تحلم .


(( آوه , سيد ويلسون , هذا لطف منك , وأنا لا أريد أن أستغل طيبتك , ولكن إذا كنت حقا بحاجة لمدبرة فانا أعدك بأنك لن تشتكي أبدا من عملي )).


(( لا أشك بذلك آنسة بانيستر , وأنا سعيد بلقائك من جديد , سأطلب من الخادمة أن تدلك علي غرفتك )).


(( قبل أن أقبل بهذه الوظيفة سيد ويلسون , يجب ... يجب أن أخبرك بشيء مهم .. أنا حامل وأنتظر مولودا ...)).


(( وهل يعلم جوناثان بحملك ؟ ألا يجب عليك أن تكتبي له رسالة وتخبريه فيها انك تحت حمايتي ؟)).


(( لا لقد انفصلنا عن بعض , وإذا لم يعجبك ذلك , فأنني أنسحب )).


تأملها جازون قليلا, وكان يفكر بجوناثان المتعالي الواثق من نفسه , ويسخر منه ,أن مجرد فكرة أن امرأته تعمل مدبرة في منزل جازون ستجرح كبرياءه , ولكن للأسف لن يعلم هذا المتكبر بشيء .


(( أنا متمسك جدا بك , آنسة ... آوه , مدام بانيستر , ابقي هنا أرجوك )).


ولم يكن لدى ليزي خيار أخر .


(( أتمنى أن تكون سعيدا من خدماتي سيد ويلسون , سأفعل كل ما بوسعي لكي أنجح في أدارة هذا المنزل , وإذا أردت الاستغناء عني عند ولادة الصغير فأنا ...)).


(( أن ولادته لن تغير شيئا ليزي , فانا صديقك ولست فقط رب عملك , لا تنسي ذلك أبدا )).


(( شكرا لك )).


هز جازون رأسه وابتسم , لابد انه يتساءل كيف تمكن شخصان مختلفان تماما كجوناثان و ليزي أن يتزوجا وينجبا طفلا ؟.


(( يجب علي أن أذهب لإحضار حقيبتي من الفندق )).


(( لا تتعبي نفسك سأرسل أحدا يهتم بها , والآن سأريك غرفتك )).


(( أنت رجل طيب جدا , ولكني أؤكد لك أنني ...)).


لم يكن جازون يرغب بسماع المزيد , و نادى علي الخادمة لكي ترافقها إلي غرفتها .


ومرت الأيام وشعرت , ليزي بالفرح وهي تدير هذا المنزل البرجوازي بدون عدوانية جيزي, وكانت تشعر وكأنها في لندن.


وكان جازون ويلسون دائما لطيفا معها , ولم تهتم ليزي لما يعتقده بقية الخدم , وكانت تحصر كل أفكارها في الجنين الذي ينمو بداخلها , وكانت في أوقات فراغها تخيط أو تحيك له الملابس , وكانت مقتنعة انه سيكون صبيا له نفس نظرات وابتسامات والده الساخرة ...


وكانت تستيقظ في بعض الليالي وهي تفكر بجوناثان , وكان قلبها يدق بسرعة , وتفيض عيونها بالدموع ... وحلمت ذات ليلة أنه جاء للبحث عنها , وكانت سعيدة جدا بلقائه الحنون... نعم , ولكن ذلك كان مجرد حلم , لأنهما إذا عاد لحياتهما السابقة سيكون هذا هو الجحيم من جديد , وهي مدركة تماما أنها لن تجرؤ مرة ثانية علي الهرب من زوجها...


وكانت جان تكتب لها دائما وتصف جوني بأنه أفضل الأزواج , ولم تكن تشير برسائلها إلي جوناثان أبدا .


وفي شهر حزيران , قرأت ليزي صدفة في الجريدة خبر وفاة جيمز بيلي , فانقبض قلبها , لابد أن أنجيليكا سعيدة جدا الآن , يالجيميز المسكين , وبالتأكيد سيكون مرتاحا أكثر في السماء , وهكذا أصبح جوناثان و أنجيليكا حرين الآن حرين في أن يعيشا حبهما بسعادة أيجب أن تسعد من اجل زوجها ؟ لكنها كانت كالمصدومة لا معنى لأي شيء بالنسبة لها .


(( تبدين حزينة , ليزي )) قال لها جازون بعد قليل علي الشرفة (( هذا ليس جيدا بالنسبة لحالتك )).


(( لا أنا بخير أطمئن )).


(( هيا ليزي أحضري معطفك , وتعالي لنقوم بنزهة )).


(( حسنا جازون , أنت طيب جدا , وتدللني كثيرا )).


فأبتسم وأنتظرها في الخارج , وكان يحاول دائما أن يمنعها من أجهاد نفسها , وفي الأمس كانت قد اعترضت بشدة وحاولت متابعة عملها , لكنه ضمها إليه ليواسيها, وهذه اللحظات ذكرتها بلحظات بعيدة عندما كانت زوجة جوناثان وبين ذراعيه.


كان الطقس رائعا , وجازون يقود عربته , ويحاول تسليتها , لكنها كانت لا تزال تفكر بالخبر الذي قرأته في الجريدة ... وأخذت تتأمل , المارة و الأولاد الذين يلعبون علي الرصيف , ومجموعة الجنود أمام الثكنة العسكرية .


(( ما بك ليزي ؟ أشعر بأنك مهمومة )).


(( أنا ... لقد قرأت الجريدة هذا الصباح )).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:24 PM   #20

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-20-




لم يقل جازون شيئا , وكان يبدو عليه أنه فهم ما تلمح إليه , ولكنها لاحظت ابتسامة علي وجهه,وقبل أن تسأله عن سببها , صرخت عندما رأت ولدا يركض خلف كلب وتكاد العربة تصدمه, فأوقف جازون العربة وتمسكت ليزي جيدا كي لا تقع علي الأرض .


((ليزي هل جرحت ؟ )) ووضع يده علي جبينها.


((لا ,لا )) أجابته وقد شحب لون وجهها (( ولكن يجب أن نعود فورا إلي المنزل )).


((أتسعرين بأي ألم ؟)) سألها قلقا .


(( أعتقد أن الطفل قرر أن يولد اليوم ...)).


وفور عودتهما طلب جازون الطبيب , ورافق ليزي إلي غرفتها, وساعدتها الخادمة بتغيير ملابسها, ومددتها علي السرير , وأقترب موعد الولادة وازداد ألمها , ولحسن الحظ لم يتأخر الطبيب , وطلب من الخادمة أن تحضر الماء الساخن والمناشف النظيفة .


(( أتمني أن تتصرفي بتعقل مدام , يبدو أن طفلك متسرع لرؤية العالم )).


وبعد أن فحصها .


(( سيولد الصبي بعد قليل )).


(( أهو صبي ؟)).


(( أو بنت , هيا تشجعي , يا عزيزتي , كل شيء يسير علي ما يرام , إذا كنت هادئة )).


أتبعت ليزي تعليمات الطبيب , وحاولت أن تتنفس بهدوء , وفمها مفتوح كلما أحست بالألم , وبعد الولادة أحست براحة كبيرة وكأنها ستفقد وعيها , وبعد لحظات عادت لوعيها وسمعت الطبيب يقول لها بفرح كبير .


(( أنه صبي , ألم أقل لك ذلك ؟)).


تأملت ليزي طفلها الصغير المغطى بالمنشفة النظيفة , ثم مدت يديها وتناولته , وبفرحة كبيرة اكتشفت وجهه الصغير محاطا بشعر أسود , وهو يشد علي يديه الصغيرتين , فسالت دمعة علي وجهها الشاحب .


(( آوه , شكرا لك دكتور أنا سعيدة جدا )) فضحك الطبيب .


(( لم يسبق لي أن رأيت طفلا متحمسا مثله للحياة , لابد أن زوجك رجل قوي )).


((نعم , نعم )) همست وهي تتأمل طفل جوناثان بإعجاب ومحبة كبيرين , ولأنها كانت قد قررت وبدون تردد أن تطلق عليه أسم والده , وبعد قليل خرج الطبيب , وأخذت الخادمة الطفل الصغير ووضعته في سريره , ونامت ليزي نوما عميقا من شدة تعبها ...


(( ليزي , لم يكن يجب عليك أن تغادري الفراش بهذه السرعة ؟)) قال لها جازون عندما رآها في غرفة الطعام.


(( لقد مضى أسبوع وأنا لم أغادر غرفتي , وأنا الآن بصحة جيدة )).


(( هل أنتي متأكدة ؟)).


(( بالطبع , وأخشى أن تطردني لأنني أهملتك كثيرا )).


(( لا تفكري بهذا الشيء , أبدا )) أعترض جازون بحدة.


فنظرت إليه بدهشة , وكان يتأملها بطريقة غريبة ... تقريبا وكأنه ... لا, هذا مستحيل ... أنها مخطئة , لا يمكن أن يكن جازون أكثر من المحبة والصداقة , وماذا يمكنها أن تمنحه بالمقابل ؟ أليست كل عواطفها محصورة في هذا الصغير الذي ينام الآن في سريره ؟.


(( حسنا , طالما أنك هنا , تفضلي وتناولي فطورك معي ... لقد اشتقت إليك كثيرا , وأنتي تعلمين لم أكن أدري إلي أيه درجة رفقتك تسعدني )).


لم تجبه ليزي , وسكبت لنفسها فنجان قهوة, ثم أكلت قليلا .


(( أن أبنك رائع , ليزي , وهو يشبهك كثيرا , ماذا ستسمينه ؟)).


)) كأسم والده , فهو أيضا يشبهه )).


بدا الانزعاج علي وجه جازون , للحقيقة كان غاضبا جدا , وكان يعتقد أنها ستتمكن من نسيان جوناثان هذا , وبماذا يشبه هو جازون ؟ لاشيء أنه قاسي فاسق لا يهتم سوى بنفسه ماذا فعل من أجل امرأته ؟ سوى أنه جعلها تعيسة كما وأنه لن يفعل شيئا لأجل أبنه أيضا , يا لهذه الخيبة بالنسبة لجازون , كان يأمل في أن تطلق أسمه علي أبنها امتنانا منها لمساعدته لها ...


بالتأكيد لن يتزوج جازون أبدا من مدبرة منزله , فهي من أصل متواضع , كما وأن المرأة المطلقة تعتبر فضيحة في ذلك الوقت , فهل سيفكر في أن يجعلها عشيقته ذات يوم ...؟ ولكن ليست زوجته أبدا.


(( أفضل أن أبدا بعملي من اليوم )) قالت ليزي قد أدركت طبيعة شكوكه (( وأعدك بعشاء لذيذ هذا المساء )).


(( لن أتناول العشاء في المنزل هذا المساء )) أجابها جازون بحزم .


فانقبض قلب ليزي , وخافت أن يعود عن قراره , ولكنها تذكرت جوناثان وتنهدت يا لجازون المسكين , لقد جرحته اليوم , ولكنها قررت أن تعتذر منه في أقرب فرصة .


في اليوم التالي , أمرت بتحضير الشوربا وأبدت اهتمام كبير بجازون , وبنفس المساء ارتدت ثوبا رائعا يظهر جمال عنقها وكتفيها , وكانت الأمومة زادت من جمالها , ومن إشراقها.


نعم , لقد أصبحت امرأة مثيرة ... لماذا ينتظر جازون طويلا كي يجعل منها عشيقته ؟ فهي تقيم تحت سقفه, وهي حرة ,إذا حاول إغراءها , فهي لن ترفض علي الأقل بداعي الامتنان له .


(( جازون ؟)).


(( اعذرني , كنت شاردا , ماذا قلت ؟)).


(( أتريد المزيد ؟)).


(( لا شكرا لقد شبعت )).


وكأنه يقصد انه سيشبع قريبا وبكل ما للكلمة من معنى ... وسيجد نفسه مضطر للاعتراف بأنه يرغب بليزي كما يرغب بأيه امرأة أخرى , وبمحاولة إغراءها سيتمكن أخيرا من جعلها تنسى جوناثان , وهذا بالنسبة له سيكون انتقاما مشرقا .


(( ليزي ... أنا ... أحب أن أكلمك بشيء ... أكتمه في قلبي ... أيمكنك المجيء إلي مكتبي


قليلا ؟)).


(( بالتأكيد , سأطلب لنا القهوة , أم أنك تفضل شيئا أخر ؟)).


(( نعم , أفضل البورتو , هل ستشربين معي القليل من البورتو ؟)).


ثم سكب بنفسه كأسين من الكريستال و وجلس علي الكنبة بينما جلست ليزي مقابله بالقرب من المدفأة , وأخذت تتأمل النار المشتعلة وهي تفكر بطفلها الذي يكون قد جاع الآن و يريد الحليب .


ولكن جازون رب علمها , وصديقها بنفس الوقت , ولقد أبدى معها محبة وكرما بدون حدود , فهل سترفض منحه بعض الدقائق من وقتها ؟.


اخذ جازون يدير كأسه بين يديه ويكلمها , وهي تستمـــع إليه بانتباه , وفي البدايـــة لم تفهم معنى كلامــه الحقيقي , ولكن كلامه واضح مع أنها لم تكن تتوقع منه هذا الإعلان الآن , أنه يحبها , هذا ما أكــده لها , لكنه لا يستطيع أن يتزوجـــها أبدا , وهو يتمنى أن يقيم علاقـــــة معها , وهـــو يرغــب بها بكل كيانه ...


(( كيف كان بإمكاني تخيل شيئا مماثلا ؟)) همست ليزي بصوت مرتجف .


وارتجفت يدها , فوقع بعض البورتو علي ثوبها , فأمسك جازون الكأس من يدها ووضعه جانبا , ثم ضمها إليه , وأحست ليزي برغبة قوية تجتاحها , ولكنه كان يريد انتظار الساعة المناسبة , فإذا قدمت له نفسها , سيكون انتصاره علي جوناثان شيقا.
(( لست ادري ماذا أقول , جازون )) همست بينما أخذ يداعب شفتيها بشفتيه (( فأنت كنت لطيفا جدا معي ...)).

(( إذا , أليس الوقت مناسبا لكي تثبتي لي امتنانك )) فكر جازون .

(( وأنا أكن لك محبة و احتراما )) أضافت ليزي (( لكن ليس الحب ...)).

(( وكأن الحب مهم في هذه المسألة )) قال لنفسه .

(( أنا بحاجة لك , ليزي وأنتي قلت أنني كنت طيبا معك , وجاء دورك لكي تكوني قليلا معي ...)).

(( دع لي بعض الوقت للتفكير )) توسلت إليه وهي تبتعد عنه بهدوء.

(( بالطبع )) أجابها دون أن يخفي خيبته.

فطبعت قبلة علي خده , وانسحبت .

وظل جازون وحده يشرب كأسه أن الأمور تتحسن لصالحه , وستسلم ليزي نفسها له , بالتأكيد .

بهذا الوقت كانت ليزي قد أعطت الحليب لطفلها , وعرض جازون أقلقها كثيرا , فجوناثان الصغير بحاجة ماسة لها أكثر مما تحتاج هي لجازون , يجب أن تتصرف ... بالطبع لا يزال أمامها أمكانية اللجوء إلي شقيقتها ولكن ... ألا يجب عليها أن تبدي امتنانا لسيدها ؟فإذا كان يجب عليها الخضوع لرغباته فلماذا لا تستسلم بطيبة خاطر ؟ ومع هذه الفكرة شعرت بالقلق والخوف , أيمكنها أن تخون زوجها ؟ رغم أنه من جهته خانها دون أي آسف .

(( آوه , يا الهي )) تنهدت وهي تقبل رأس طفلها , (( لا , لن أتمكن أبدا ...)).

وفي اليوم التالي , لم يلمح جازون مرة ثانية لنفس الموضوع , لكن ليزي شعرت أنه ينتظر جوابها , وسيكون من الصعب جدا أن تؤخر هذه المواجهة طويلا .

وبعد الظهر خرجت ليزي لتشتري بعض الحاجيات , وهي تحمل السلة بيدها , وكان جازون يراقبها من نافدة غرفة مكتبه , وهو يبتسم و واعترفت لنفسها أنها لن تتأخر بالاستسلام له , وهو متأكد من ذلك , لأن ليزي لا خيار أمامها .

تابعت ليزي سيرها في الشوارع والهواء البارد , ورد وجنتيها و وابتسمت عندما فكرت بجوناثان الصغير . وكان جميلا جدا , ولقد أحبته كثيرا , وأصبح هو كل عالمها , وبدأت تشعر بنفسها جميلة , ومثيرة , هل هذا يعود لعرض جازون الذي جعلها تشعر بجمالها ؟ أم أنها بدأت أخيرا تنسى زوجها ؟.

أن تنسى جوناثان ... لا , أنه لم يتوقف أبدا عن شغل أفكارها , أنها لا تفكر ألا به رجلا لحياتها , وسالت الدموع من عينيها و واستندت قليلا علي حائط احد المحلات التجارية .

وفجأة جحظت عيونها وللحظات تساءلت هل هي تحلم ؟ حقا أم أنها حقا ترى زوجها أمامها , وكان يدير لها ظهره علي الرصيف , وعرفت فورا عرض كتفيه , وشعره الأسود , وأخذ قلبها يدق بسرعة , وألتفت فجأة إلي الوراء , أنه هو نفسه .

لكنه أضعف مما كانت تحفظه في ذاكرتها ووجهه شاحب , وبينما كانت تحدق به بدهشة وقع نظر جوناثان عليها , وانتفض كأنه رأى شبحا أمامه , وأتجه بخطى سريعة .

وأمام تعابير وجهه , ارتبكت ليزي وأسرعت تركض وتصطدم بالمارة , وتطاير شعرها الأسود خلف كتفيها .

(( ليزي )).

بدا لها صوته بعيدا , فالتفتت إلي الوراء ورأته يقف خلف مجموعة من الحمالين , فأبعد أحدهم عن طريقه بعنف , وتابع تقدمه نحوها .

وبيأس كبير , انعطفت ليزي في شارع لم تكن تعرفه , ودخلت احد المتاجر , وكان محلا لعطار, كانت رائحة القوارير فيه مخنقة , فاختبأت خلف أحدى الخزانات المليئة بالقوارير , وظلت عدة دقائق , وكأنها مهتمة جدا بتأمل محتوياتها.

وكان العطار يحاول أقناع أحدى السيدات بشراء أحدى تركيباته الحديثة , وما أن خرجت تلك السيدة حتى أقترب العطار من ليزي ليسألها ماذا تريد .

لكن ليزي اعتقدت أن زوجها أضاع أثرها , فاعتذرت من البائع و وعودته بأنها ستعود مرة ثانية ثم تنهدت وخرجت من المحل , وما أن تخطت زاوية الشارع حتى التقت بجوناثان علي بعد ثلاثة أمتار فقط منها .

ألم تكن تعلم في قرارة نفسها أنها لن تتخلص منه ؟ وعندما اقترب منها , لم تحاول الهرب من جديد , بل وقفت أمامه بشجاعة.

(( هل أفهم من هذا الهرب المتعمد , أنك لا تريدين الكلام معي ليزي ؟)).

(( أنت حر باعتقاد ما تريده)).

(( ليزي . . . )).

(( لا يوجد بيننا ما نتكلم فيه , جوناثان لا شيء )) قالت بصوت مرتجف .

(( هل كان صحيحا كل ما كتبته في رسالتك ؟)).

(( نعم )) أجابته ورفعت رأسها بتحدي .

تأمل جوناثان وجهها الجميل وخديها الموردين من شدة انفعالها , وشعرها الطويل , وقامتها الرشيقة.

((أنك جميلة جدا )) همس جوناثان بابتسامة شاحبة أدهشتها .

ولم تكن تعرف هذه النظرات في الرجل الذي تزوجته , ألم يحمل له الوجود السعادة التي كان يريدها ؟ ألم تعد أنجيليكا تظهر له الحب الذي كان يتمناه ؟.

(( أيمكنني أن أعرف أين تقيمين ؟)).

(( أنا أعمل مدبرة منزل )).

ابتسم من جديد , ولكن بحرارة أكثر هذه المرة , وشعرت ليزي بأن قلبها سينفجر من شدة حبها له , ورغبت في أن ترمي نفسها بين ذراعيه وتضمه أليها ولا تبتعد عنه أبدا , وللآسف , لم يكن بإمكانها أتباع أهواء قلبها , ألا يحب جوناثان امرأة أخرى غيرها ؟.

(( هل تسير الأمور جيدا في المزرعة ؟)) سألته بصوت ضعيف .

(( تقريبا من الناحية العملية )).

(( كيف حال الجميع ؟)).

(( كلهم بخير , و أنتي ليزي ؟)).

(( أنا ؟ بألف خير , شكرا لك )).

(( أنتي بالفعل , تبدين لي مشرقة )) قال لها بلهجة العتاب , دون أن يتوقف عن تأمل وجهها باهتمام كلي .

(( ولماذا لا أكون مشرقة ؟ فأنا سعيدة )).

(( هذا واضح عليك )) أجابها بحدة .

(( أنا ... كنت اشتري بعض الحاجيـــــات , وأنا سعيـــــدة بـــــرؤيتك , وأرجو أن تكون أنت أيضا ســـعيد في حياتك )).

(( ليزي انتظري ...)).

(( آنا آسفة . جوناثان ولكن يجب علي الذهاب الآن )).

(( أترغبين بالطلاق ليزي ؟)).

انتفضت ليزي , الطلاق , فقط الأمريكيات والنساء الرخيصات هن اللواتي يجرؤن علي فسخ يمين الزواج المقدس , أو لم يقول لها جازون يوم أمس أن بيئته ترفض الزواج من امرأة مطلقة ؟.

ومن ناحية أخرى , أليس الطلاق هو نتيجة الزواج الفاشل ؟ و إذا كان جوناثان يحب أنجيليكا ويرغب بالزواج منها , كيف كان بإمكان ليزي أن ترفض منحه حريته ؟.

(( آوه , لا جوناثان هذا ... هذا ...)).

(( إذن ؟ ألم تضعي أنتي نفسك حدا لزواجنا ؟)).

(( ولكن ؟ الفضيحة ؟)).

(( لا تزالين أنتي صاحبة الخيار , ليزي , أما الطلاق أما نعود لحيـــاتنا المشتركـــة , فأنا لا أقبـــــــل بحلل الوسط)).

(( ألا يمكننا أن نتابع كما في السابق ؟)).

إذا كان هناك فضيحة , فجازون لم يكن ليتركها تعيش تحت سقف منزله , ولكان رماها هي وابنها في الشارع... ومن ناحية أخرى , كيف ستتمكن من العودة إلي مزرعة زوجها , بعد كل الذي حصل؟.

(( هذا مستحيل , ليزي يجب أن نلجأ للمحكمة , وأنا سأتولى كل شيء , و بإمكاني إثبات الخيانة الزوجية و بإمكاني أن أجد امرأة مستعدة لهذه الخدعة , علي الأقل إذا كنت لا تفضلين ... بعد كل شيء ... أن اتهمك بهجر منزل الزوجية ... لا , أليس كذلك ؟)).

ليزي لم تكن تعرفه جيدا , وبدأت تتصور عناوين الصحف الذي تنهش بأولئك الذيـــن فشلوا بزواجهم ...

(( أعطني عنوانك )) أمرها جوناثان وهو يمسك ذراعها (( سأوصلك إلي حيث تقيمين يجب أن نعقد صفقة )).

(( حسنا , حسنا سأوافق علي الطلاق , ولكن دعني سأكتب تعهدا ... لا ضرورة لن ترافقني )).

(( لست من رأيك )) اعترض وهو يمسكها جيدا (( أعتقد أنك تراوغين لأنك لا تريدين أن أعرف مكان إقامتك )).

((ما نفع ذلك ؟ )) صرخت بصوت مرتجف .

(( هيا , توقفي عن الاعتراض و أطيعي )).

ركبا عربة وعندما توقفت العربة أسرعت ليزي بالنزول وكادت عربة أخرى تسير بسرعة أن تصدمها , فتراجعت إلي الوراء ووجدت نفسها ملتصقة بصدر جوناثان الذي ضمها إليه كي يحميها , وهذه الملامسة الصغيرة أربكتها , فابتعدت عنه كالمجنونة , وشحب وجه جوناثان كأنه غارق في انفعالات عنيفة , ثم دفع الحساب للحوذي والتفت نحوها من جديد .

(( سأتبعك )) قال لها ببرودة .

(( قبل الدخول يجب أن أحذرك ...)).

(( بأنك تكرهينني ؟ أشك بذلك )).

(( ولكن لا , جوناثان )).

(( إذن تريدين بدون شك أن تعترفي بأنك تعيشين مع رجل أخر , كنت أظن ذلك , و أنا أفكر أن أعطيه الحساب الذي يستحقه )).

(( لا ليس الأمر كما تعتقد , أنا في خدمته , وأبدا لم ...)).

ولكن ألم تكن في الحقيقة علي وشك أن تصبح عشيقة جازون ؟.

(( إذن كنت تخونينني )) قال جوناثان باحتقار (( ألا تشعرين بالعار ؟)).

(( اسمعني , جوناثان)) قالت له ليزي بخوف ثم التفتت نحو جازون وأضافت بلهجة التوسل .

(( أنه لا يصدقني , جازون , قل له إذا بأنني لست سوى مدبرة منزلك )).

ولكن جازون كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن بعيد , ويريد أن يستغل هذه الفرصة المتاحة له , فابتسم عندما لاحظ العذاب علي وجه جوناثان , والغيرة القاتلة التي تمزق قلب منافسه .

(( لماذا الإنكار ؟)) سألها جازون بصوت هادئ , تقدم جوناثان نحو جازون كالوحش الكاسر , لكن جازون تراجع للوراء و أضاف .

(( اظهر انك لاعب جيد , جوناثان وأقبل الخسارة و ليزي هي لي وستبقى لي هل تسمع ؟ هذه المرة فشل سحرك )).

وكان صوته مليئا بالكره , فتأملته ليزي بدهشة , وفهمت أخيرا ماذا كان يخفي مظهره الطيب , وأخيرا اكتشفت حقيقته .

ودون أن يسمعه قفز جوناثان عليه , وأمسكه بصدره ورفعه عن الأرض .

(( جوناثان أنه يكذب )) صرخت ليزي مذعورة .

(( آه , أنه يكذب )) قال جوناثان وأعاده إلي الأرض (( إذن اثبتي لي ذلك ))

فوقع جازون علي طاولة انقلبت معه و وعلي هذا الضجيج دخل أحد الخدم لكن جازون أشار إليه بالابتعاد فعاد الخدم إلي المطبخ .

ألتفت جوناثان نحو ليزي و وعيونه تشع بالغضب .

(( جوناثان أرجوك ...)) تلعثمت وهي تتوسل إليه وتمد يديها إلي الأمام لكي تحمي نفسها .

(( أنه وقت العذاب , عذاب الضمير )) صرخ جوناثان بوجهها (( هل حاولت أن تضعي نفسك مكاني منذ هربك ؟ هل تصورت مدى قلقي وخوفي ... وهمي ؟ أنا , تركتك ترحلين لأنني اعتقدت أن هذه رغبتك , وبعد أن شعرت بالحقيقة , ذهبت للبحث عنك فوجدتك مع رجل أخر , وأنت مشرقة بالصحة والسعادة )).

(( هل أنت نادم صدفة لأنني لم أمت ؟)) صرخت ليزي بيأس .

(( كانت كلها خدعة فأنتي لم تكوني مريضة , أنها كذبة من اختراعك أنتي وأختك , فأنا ذهبت وسألت جان عنك , وأخبرتني أنك في سيدني , لكنها رفضت أن تقول المزيد , ووجدت الفندق الذي قضيت فيه ليلتين , و.. يا ألهي لماذا خدعتني هكذا ليزي ؟)).

(( لم تكن جان تدري نتيجة كلامها , وأنا كنت حقا مريضة , أؤكد لك ذلك ...)).

(( آه , انك تماما كالأخريات مثل آل((النجيليكا )) في العالم وأنا الذي كنت أعتقد أنك مختلفة )).

(( ولكنني لا أفهم )) قالت له بدهشة و اتهام (( فأنت كنت تحب أنجيليكا و ...)).

(( أنا أحبها ؟ ليزي ... أنتي التي كنت أحبها ...))

قال هذه الكلمات ببساطة جعلها لا تشك لحظة بصدقه وأحست بالدوار و ورمت نفسها علي اقرب كرسي .

(( أخرج من هنا )) صرخ جازون (( انك مخادع , ليزي هي لي أنا )).

لكن لا ليزي ولا جوناثان أعاراه اقل اهتمام , وكانا كأنهما وحيدين في هذا العالم .

(( لقد تعرفت علي نساء كثيرات )) قال جوناثان بصوت منخفض وعيون ليزي متعلقة بشفتيه (( وعدة مرات اعتقدت أنني وقعت في الحب ... لكن عندما أحببت حقا , كان ذلك وكأنه الصاعقة تقع علي قدمي , كنت مختلفة جدا عن الأخريات لدرجة أنني شــعرت بالحيرة , أنــــت صريحـــة وصادقة ... وبريئة , أن عدم خبرتك كانت مثيرة ... نعم )) ثم تأملها قليلا وأضاف.

(( نعم أغرمت بك , منذ تلك القبلة التي سرقتها منك علي ظهر الباخرة ... أحببتك في أثوابك البالية القديمة أحببتك رغم أهانتك لي ... وعندما كنت علي وشك الموت عند شقيقتك , أقسمت أن لا أتركك أبدا , حتى ولو لم توجه لي جان دعوة لحضور الزفاف , كنت سأعود , ورغم ادعاءاتك وعنادك علمت أننا نستطيع أن نعيش السعادة معا , وللآسف , وبسرعة اكتشفت انك لا تكنين أية عاطفة لي , فقمت بكل الوسائل لكي أثير غيرتك , ولكن بدون جدوى , وعندما رحلت عنى , توقف الزمان , وعشت في اليأس والعدم , وفكرة موتك وحدها كانت تخيفني جدا , يا عزيزتي , فأنا لم أكن لأتركك , وكنت مستعدا لخدمتك طيلة حياتي , فأنت أغلي علي من حياتي , كنت أعشقك حتى الجنون , طوال أيام الفراق لم يمضي يوم لم أفكر فيه كم أنني كنت غبيا عندما أفسدت زواجنا بطيشي وعدم إدراكي ....)).

(( انتبه )) صرخت ليزي فجأة .

وكانت قد رأت جازون يقترب من جوناثان وهو يحمل كرسيا يريد أن يضربه به , ولشدة خوفها , رمت نفسها علي جازون الذي دفعها عنه , وهو يسب ويشتم , وبهذا الوقت كان جوناثان قد جمع كل قوته وضربه ضربة قوية رمته علي الأرض .

وبعد لحظات قصيرة كان جوناثان منحنيا فوق جازون , يتأمل وجهه والتفت نحو ليزي , فقالت له بندم كبير.

(( يا الهي كنت أعتقد أنه صديقي , الآن أدركت مدى كرهه لك , ومدى غيرته منك , وقد يكون قبل بتشغيلي عنده فقط من أجل أن يثأر منك و ...))

(( سيدة بانيستر , سيدة بانيستر )).

ظهرت الخادمة علي درج الطابق الأول .

(( آوه سيدتي الطفل يبكي , لقد استيقظ ولست ادري ماذا افعل له )).

(( يا ألهي )) وأسرعت ليزي إلي الأعلى .

وفي غرفتها , كان جوناثان الصغير يبكي , فحملته بين يديها وأخذت تهزه وتكلمه بحنان كي يهدأ .

(( حسنا , ما معنى كل هذا ؟)) سألها صوت من الخلف , وكان هو جوناثان الذي تبعها .

(( لا تقل بأنه ليس منك أنت )) قالت له وقد احمر وجهها , (( فهو متسرع متسلط وقاسي مثلك تماما)).

(( اهو ابني أنا ؟)) سألها بدهشة (( ابني ابننا ... ولكن ليز أنت لم تقولي بأنك كنت ...؟)).

(( كنت أجهل الحمل حتى وصولي إلي جان , وبعد أن سمعت كلامك مع أدنا تيكر , ففكرت أنني سأصبح عاجزة ... ولم أكن أريد أن أكون عبئا عليك ... خاصة , وأنني اعلم أنك تحب أنجيليكا )).

(( الم اقل أنني قطعت كل علاقة لي بها ؟)).

(( نعم , ولكني لم أصدق , فهي كانت جميلة جدا , وكنت تبدو حزينا لأنك تخليت عنها , كما وأنني رأيتكما معا وأنت تقبلها في ذلك المساء , فضاقت الدنيا في وجهي )).

وقف جوناثان أمام النافدة قليلا وكأنه يستعد لقتل أحد , وبعد أن وضعت ليزي الطفل في السرير , ألتفت نحوها من جديد .

(( نعم كنت عشيقا لأنجيليكا , ولكن هذا لم يستمر طويلا , كانت متهورة وأنانية , وما أن دخلت أنت في حياتي , لم يعد هناك مكان لامرأة أخرى في قلبي )).

حتى الآن كانت ليزي تعتقد أنها تحلم , ولكن الآن هي تعلم أن جوناثان كان يحبها ... الم تفقده بسبب غلطة ؟ وسالت الدموع علي وجنتيها ...

(( آوه جوناثان )) واقتربت منه (( سامحني لم أكن أعلم كنت أحبك بجنون , لكنني لم أجرؤ علي أظهار حبي , هل ستسامحني ؟)).

(( أسامحك يا عزيزتي ؟ وكيف لا , وأنا الذي بحثت في كل المدينة عنك , علي أمل أن أجدك )).

فرمت نفسها بين ذراعيه .

(( آوه , جوناثان كنت تعيسة جدا بدونك و وكلما كنت أنظر إلي طفلي أعتقد أنني انظر إلي وجهك أنت )).

(( وكنت ستخفين عني إلي الأبد حقيقة وجوده ؟ أيتها البائسة )).

(( كنت أفضل ...)).

(( كفى , ليزي , أعتقد أننا أخطأنا في فهم بعض , أنا لأنني تركتك ترحلين , وأنت لأنك بقيت بعيدة عني كل هذه المــــــدة , ويجب علينا الآن أن نعوض كل الوقت الضائــع , ألــــيس كذلك , يـا حبيبتي ؟)).

(( آوه , نعم , نعم )) .

(( قولي لي من جديد انك تحبينني , يا حبيبتي , فأنا بغاية الشوق لسماع هذه الكلمات )).

(( أنا أحبك جوناثان )).

والتقت نظراتهما طويلا وفي عيونه اكتشفت ليزي سر الفرح و وأحست وكأنها تستيقظ من نوم طويل , والتقت شفاههما بشوق وحب وحنان .

بالنسبة لهما . أخيرا بدأت الحياة ...





تــــــــــــــــــــــــ مــــــــــــــــــــــــ ـــــــــت


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.