الموضوع: كبرياء معشوقتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-16, 12:46 AM   #2

Zhala 97

نجم روايتي و شاعرة متالقة في المنتدى الادبي و الفائزة في مسابقة من القائل؟؟و الفائزة المركز الثالث في فزورة ومعلومة وحكواتي روايتي وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية ومركز ثان

alkap ~
 
الصورة الرمزية Zhala 97

? العضوٌ??? » 286228
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,282
?  مُ?إني » ف? قـلـوبـڪم ♥
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Zhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
♥ .. ومــا خابــت قلــوبٌ اودعــت البـــاري امانيــها .. ♥
?? ??? ~
My Mms ~
Elk كبرياء معشوقتي

المقدمة


أمسكت يد أمها باحكام و مشت في المطعم .. لم يعجبها المكان البتة ، رائحة الخمر كان يفوح منه و الاصوات الصاخبة ازعجت أذنها ، بعض الرجال كانوا يتناقشون وفجأة يقفون وفي عيونهم رغبة للعراك ، من تمايل أجسادهم عرفت انهم سكارى .. شدت على أصابع امها بخوف و قالت وعيناها تترجانياها " ماما دعينا نخرج من هنا ، انا خائفة .. "
هتفت أمها بخفوت وهي تجرها وراءها بين الطاولات المكتظة بالزبائن " انتظري قليلا وسنخرج "
أمالت أمها رأسها وبحثت عن شخص ما ، عقب ثواني انحنت نحو إبنتها وهمست في اذنها " حبيبتي ، الشخص الذي سأقابله لايجب أن يراكِ معي .. "
حفرت كعبيها في الارض و عبست متصنمة في مكانها " لماذا ؟؟ "
تأففت أمها وهمست من جديد وهي تربت بيد مقنعة على شعر إبنتها الأسود الطويل ، عينيها دارتا بحيرة باحثة عن سبب يجعل عناد الصغيرة يخف " إستمعي إلى أمكِ حسناً "
كانت تهم بالاعتراض حين اخرسها صوت مجموعة من الشباب قربهما ، كانت هناك مجموعة من الفتيان مخيفي الشكل يجلسون حول طاولة ما وفي أيديهم كؤوس الشراب ، أصواتهم عالية غير مباليين بالضجيج الذي يسببونه لمن حولهم فإنكمشت بخوف لتقتنص أمها خوفها و سحبتها وراءها حتى خف اصوات الناس و وصلوا الجزء الخلفي من المطعم ، فتحت أمها باباً و واجههم الظلام الدامس داخله .. " هذه غرفة المؤن ، لقد اتفقت مع صاحب المطعم ، إبقي هنا حتى أنتهي وأعود " قالت امها وهي تحثها على دخول المكان " ستكونين آمنة هنا "
حدقت بالغرفة الحالكة بعينيها الواسعتين ولم ترد أن تبقى هنا ، فهي تخاف من الأماكن المظلمة ، تركت أمها يدها وتحركت خطوتين فهرعت تتمسك بحواف فستانها بأصابع مهتزة ثم قالت و وجهها البريء مسكون بالرعب " ماما خذيني الى المنزل ، لا أريد البقاء في الظلام ، أنا خائفة "
تنهدت امها وضغطت شفتيها مع بعض ثم قررت ان تقول الحقيقة و تنتهي من الامر " سأقابل والدك !! "
وجهها تلون بالصدمة " ماذا ؟!!! والدي !! "
لم تلاحظ تصلب عضلات وجه أمها و هتفت وقلبها يرقص بجذل ، أبوها هنا ويريد مقابلتها ، لكم إنتظرت هذه اللحظة " اذا دعيني اقابله ماما .. "
كانت بالكاد تتذكر ملامحه لأن الأب الحنون الذي أحاطها بحبه غادر فجأة وهي لم تبلغ السادسة بعد تاركا إياها هي وأمها الحامل في أشهرها الأولى ، لم تتكلم امها عن اختفائه رغم سؤالها المتكرر عنه ، لذلك إفترضت لوحدها بعقلها الطفولي إنه ربما في رحلة طويلة ؟ ولم تأكد أمها أو تنفي معلوماتها فكل ماتتذكره منها هو الهدوء الداكن الذي حل محل الإشراقة التي كانت تلون وجهها الفاتن و تتذكر بغموض صوت بكاء مختنق بجانبها في الغرفة الصغيرة التي كانوا يسكنوها !
شعت عينيها ببهجة وهي تتخيله يحتضنها بعمق ويحكي عن ايامه التي عاشها بعيدا عنهم ويبرر لها أسباب غيابه الطويل ..
" لن تقابليه .. " اعلنت بقسوة وبنبرة قاطعة ..
خبت فرحتها الطفولية و اغرورقت عيناها بالدموع ، تحشرج صوتها وهي تقول بحنق " ولكن لماذا ماما ؟! "
- هذه شؤننا لا تتدخلي .
- انا ابنتكم ويحق لي ان اعرف!
- بعض الامور من الافضل أن لا تعرفيها.
- لماذا ؟!
- ﻷنك ستتأذين ..
- لا أهتم إن تأذيت ، اريد أن اعرف الحقيقة ماما.
- لقد تزوج بأخرى ، انه هنا لنوقع أوراق الطلاق ! انه لايريدك ولا يريدني ، لديه عائلة جديدة فهمتي ؟
كان صوت أمها يرتفع مع كل كلمة تطلقها بحدة ، الكلمات خرجت مريرة وتركت طعماً رملياً في فمها ، إنتبهت إلى جمود إبنتها وشحوب وجهها ، نزلت على ركبتيها لتكون في مستوى جسدها الصغير ، ضمت صغيرتها إلى صدرها وربتت على رأسها بصوت مختنق مانعة نفسها من البكاء بإعجوبة " حبيبتي علاقتنا في البداية كانت خاطئة . ولديكِ أنا ، لن أترككِ أبداً مهما حصل ! "
شعرت بإهتزاز كتفيها الضئيلين ودمعاتها تنزل بأسى على خديها ، تبكي حزن طفلة رفضها والدها وفضل عليها اشخاص جدد ! ، هل يعقل إنه كان يكرهها لهذه الدرجة ؟ كيف تكون علاقتهم خاطئة ؟ إذا وجودها هي أيضاً خطأ لم يستطيعا تغيره ؟ الإبتسامة الدافئة التي كان يعطيها إياها واليد الدافئة التي تربت على رأسها برزوا على سطح أفكارها وبدت تلك الذكريات السعيدة في هذه اللحظة محزنة ، وكأنها تشهد موت تلك المشاعر و دفن ذلك الدفء تحت تراب الخذلان ، تحول بكائها إلى نشيج طفولي ، أرادت أن تذهب إليه وتسأله مالذي إرتكبته خطأ ؟ لم تطلب الملابس البراقة ولا الألعاب الثمينة ، كل ما أرادته كان وجوده حولهم !
عضت أمها على شفتيها بقهر تمنع نفسها من الغرق في نوبة بكاء مثل صغيرتها مراقبة تلون وجهها الصغير بحزن ، تقطع قلبها إلى ملايين الشظايا على صوت بكائها ، مطالبة بأبيها الذي قرر تركها والمضي في حياته تاركاً إياهم على حين غرة قبل أن تستطيع طفلتها الإستعداد لمغادرة والدها ، ربت على شعرها المجعد بحنان و طبطت على مشاعرها المجروحة بأمومة فياضة ...
- كل شيء سيكون بخير عزيزتي ، كل شيء سيكون بخير .
بعد وقت طويل توقفت الصغيرة عن البكاء و قبلت الأم رأسها ثم غادرت تاركة إياها جالسة في ركن مظلم منعزل واعدة إياها إنها ستعود بعد قليل ، ضمت قدميها إلى صدرها وكل أفكارها منحصرة حول أبوها ، لقد تركهم ! ترك زوجته التي عشقها و أحبها لسنوات عديدة ليتزوج بأمرأة أخرى ، لم تعني هي شيئاً له ، ولا فعلت أمها ، كانوا مجرد ألعاب يقضي به وقت فراغه ورماهم ما أن ملَّ منهم وظهرت لعبة أكثر إمتاعا .. ماذا كانت تتوقع ، لطالما حذرتها أمها أن لاتثق بالناس ، إنهم ليسوا أهلاً لثقتها ، إنهم سيخونونها حينما تلوح مشكلة من بعيد !
وتحت وطأ أفكارها القاتمة ، وقع رأسها بين ذراعيها ووجهها مازال غارقاً في دموعه ، غرقت في نوم مليء بالكوابيس والصور المتلاحقة لوجه أبيها يبتسم لها ، يرفعها عالياً ويدور بها في السماء ضاحكاً ثم يقذفها على الأرض فجأة وتسود ملامحه بلا مبالاة ويتركها في الظلام وحدها ، لتفيق من غفوتها على صوت الباب يفتح و فتحت عينيها بإنتباه وتنفست بإرتياح فقد عادت أمها ، كانت على وشك مناداتها عندما صوت متمايل قال " أين أنتِ يا صغيرة ؟ "
لا ، لم يكن ذلك الصوت الذكوري غير الثابت صوت أمها ، أدركت برعب و جسدها ينكمش بهلع .. رأت ظلا يقترب والصوت يقول بكلمات متقطعة متلعثمة " أخرجي ... رأيتكِ مع ... تلك المرأة ... أعرف إنكِ .. هنا "
آثرت الصمت و زحفت بعيداً تواري نفسها وراء بعض الصناديق حابسة أنفاسها ، حدقت بعيون مذعورة مفتوحة على آخرها ، لم ترى شيئاً من ظلمة المكان ولكنها عرفت غريزياً إن من يبحث عنها لا يفعل لأي سبب جيد ! تراجعت أكثر ليرتطم جسدها بلا شعور بإحدى الصناديق لتسقط وتحدث غيمة غبارية غير مرئية حولها في الظلام ، كانت الجلبة الصغيرة كافية لأن يتوقف الرجل عن الحركة وينظر بإنتباه ناحية الصوت .. رأت ظله يقترب وأدركت والأدرينالين يضخ في جسدها أن عليها الهرب !
خطى الرجل نحوها متمايلاً في مكانه بلا هوادة حتى شعرت به واقفاً على مقربة منها ..
الذعر دب في عظامها ورغبتها في البقاء على قيد الحياة دفعت بعض القوة في ساقيها فنهضت لتركض نحو الباب بكل قوتها عندما ذراعيه إلتقطتها وصرختها رجت في الظلام ، كانت صرخة رعب خالصة وكأن روحها تخرج معها ، هو ضحك في فجور قائلاً بين قهقهاته " إعتقدتِ إنكِ قادرة على الهرب أليس كذلك .. "
قلبها خفق بخوف مثل فأر حبيس أمام قط سمين و تلوت مثل الأفعى بين يديه ، عينيها على الباب المفتوح قليلاً ودمعاتها تنزل أنهاراً " أمــــــــــ ..... " قبل أن تنهي كلمتها المستنجدة غطى فمها بيد واحدة و همس في إذنها بتلاعب ، أنفاسه ساخنة ورائحتها المقرفة دفعت في جسدها إرتعاشة نفور .
- لِمَ النساء دوماً يحاربن الأمر بينما يحبنه ؟ هل تريدينني أن اعاملكِ بخشونة ؟
وتعالت ضحكاته المستهزئة جاعلاً جسدها يهتز بإشمئزاز وهي لا تفقه من كلماته شيئاً ، عقلها الصغير غير قادر على إستيعاب مايقوله ، توسعت عينيها وفتحتي أنفها وهي تتنفس برعب ، دمعاتها تنزل وتبلل أصابعه ، رفعت يغديها وحاولت أن تبعد يده عن فمها بدون نتيجة تذكر فعضت أصابعه ليشتم ويسب راميا إياها على الأرض وتأوهت بألم وهي تشعر بشيء حاد يخترق ضهرها ليرتد جسدها بسبب الألم الغير محتمل فأغلقت عينيها وفتحتهما ببطء لتراه مشرفاً عليها من الأعلى ، عينيه فيها لمحة حيوانية منتشية وهو يراها متوجعة .. حاولت دعم جسدها بيديها فشعرت بشيء لزج تحت أصابعها وعرفت إنها دمائها ، زحفت على الأرض نحو الباب ، رغم النبض المؤلم في أنحاء جسدها ، إذا لم تخرج من هنا ستموت على يديه ، فكرت بذعر و إستنجدت بما تبقى لديها من صوت ، الألم مرسوم على وجهها و بركة من الدماء إنتشرت تحتها " ماما .... مـــــاما ... ماما ... "
ولكن لارد على هتافها المستنجد ، رفعت عينيها له وهمست بتوسل تترجى رحمة منه بدا " أرجوك لا تقتلني أتوسل إليك ... "
قهقهة عالياً وقال بلا رحمة ، ملامحه غير ظاهرة لعينيها الخائفتين " لا تقلقي لن أقتلكِ ، فقط أعطي كلينا ما نريده .. "
أمسك بقدميها ليسحبها نحوه وهي غارقة في دمائها ، خارت قواها و أغلقت عينيها فأرتمى عليها وسمعت صوت تمزق مقدمة فستانها ، عارضاً جسدها الفتيّ الصغير لنظراته الحيوانية !
رفعت يدها لتقاومه مع آخر ذرة تبقى لديها من القوة ونشبت في جسده بأظافرها وصفعته حيثما وصلت يديها في الظلام فهسهس تحت أنفاسه بغضب " تباً " و رفع يده لصدره ووجهه متوقد بالغضب و هوى على وجنتها بصفعة قاسية ملوياً رقبتها لتظلم الدنيا بعينيها ورأسها دار ساكنة على الأرض الخشنة وشفتيها الممزقتان تناديان أمها بضعف مستنزف قبل أن تغرق في غياهب اللاوعي متذكرة كلمات أمها البعيدة " لن أترككِ أبداً " !

******************

مسح جبينه المتعرق وأنفه يتجعد بإشمئزاز لرائحة الكحول القوية ... حمل الأكواب الفارغة و طرق بيده على البار مسترعياً إنتباه الشاب المعضل خلفه و هتف بصوت عال " جولة أخرى لتلك الطاولة " مشيراً إلى مجموعة الرجال الثائرين وسط المطعم !
الشاب قوس شفتيه بإنزعاج من منظرهم الذي يبدو وكأنهم على وشك الشجار بعد قليل " أعتقد إنهم شربوا بما فيه الكفاية الليلة " وطلب منه أن يذهب ويقول لهم بأن ينصرفوا ...
ذهب بخطوات ثقيلة نحو طاولتهم بتوتر لم يبين على وجهه المتصلب ، أراد أن يركل صديقه على مؤخرته لأنه عرض عليه أن يذهب لطلب عمل بدوام جزئي في هذا المطعم ، فلولا إنه إحتاج إلى المال لتكاليف دراسته باهضة الثمن لغادر المكان في ظرف ثانيتين !
" معذرة أيها السادة " قال بإبتسامة مقتضبة على شفتيه " المطعم على وشك الإغلاق لذا ..... "
الرجال إستدارو إليه وفي عيونهم نفس النظرة المستنكرة ، قليل منهم في وعيه " مالذي تريده أيها الصبي ؟؟ ألم أقل لك أن تحضر لنا مشروباً ؟ " وقف أحدهم على رجليه متمايلاً و وضع يده على كتفه فشعر بالغثيان من رائحة الخمر الذي يفوح منه ، آفلت إبتسامته و إتسع عبوسه " إعذرني ولكننا سنغلق قريباً . "
" كيف لكم أن تغلقوا والليل مازال في أوله ؟؟ " هتف رجل آخر ، حاله ليس أحسن من الآخر !
" وما دخلك أنت في الموضوع ؟ من الأحسن لك أن تسكت بما أنك كلفتنا خسائر طائلة اليوم " وبدأت تتعالى الصّيحات والهمهمات والتّهديدات المختلفة من كلّ جانب معلنة بداية المعركة ، رن هاتفه فتراجع ملاحظاً تجهم رئيسه مقرراً إن النقود الذي من الممكن أن يتلقاها اليوم لا يستحق منه أن يتشاجر مع حفنة من المخمورين ، إتخذ طريقه نحو الباب الخلفي للمطعم لأن الرجال كانوا يجلسون أمام البوابة الأمامية .. فتح الهاتف فأتى صوت أمه الحنون الهاديء تسأله عن متى سيرجع إلى البيت
" سأعود بعد قليل أمي .. " دلف إلى الجزء الخلفي من المطعم و تنفس بإرتياح بعيداً عن الروائح والأصوات المنفرة ..
" هل عادت سلمى من المدرسة " خفت الضوضاء والأصوات النشازة فأستند على الجدار خلفه وأغلق عينيه يتنعم بلحظة هدوء ..
" أجل عزيزي ومعها دلال أيضاً " تسارعت دقات قلبه كالعادة وشعت عينيه ببهجة و هو يتخيل رؤيتها بعد قليل ! لقد إشتاق إليها منذُ آخر مرة رآها و إختطف من عينيها نظرات الشوق المماثلة لنظراته مما أكد له إنها تبادله المشاعر ، فمنذُ أن بلغت السادسة عشرة وهي تتحاشاه وعرف إنها تخاف من كلام الناس في الحي الصغير الذي يسكنونه والناس الذين ليس لديهم شيء أفضل يفعلونه غير حشر انوفهم الفضولية في حياة الآخرين ، ولكنها تغالي كثيراً في الفراق دون الرفق بقلبه العاشق لها وبها ، فهو الذي كان معها حتى أمس يلاعبها و يعلمها أُسس العشق والغرام لتبتعد عنه اليوم بلا مبالاة بما صنعوه سوياً !
أعاده حديث أمه إلى وعيه وهي تثرثر بمكر أنثوي " يبدوا إن والديها خرجا للعشاء لهذا ستبقى معنا حتى يعودا "
خفق قلبه معلناً بدايات المهرجان والدنيا فجأة لم تسع فرحته ، تظاهر بعدم الإهتمام ورد على أمه بلا مبالاة مصطنعة تتعرف عليها أمه جيداً ، مفكراً بأنه عليه شراء ألواح الشوكولاته التي تحبها في طريقه إلى المنزل " آه حقاً .. إذا هل أعـــ ... "
إسترعى إنتباهه أصوات مكتومة فقال لأمه بخفوت " لحظة أماه "
أخفض هاتفه وصوت أمه يهتف بقلق عبر الأثير ، أصغى بعناية فعرف إن الأصوات كانت تأتي من غرفة الغرفة المقابلة للنافذة الوحيدة في الطريق المظلم .. إقترب و فتح الباب ليجمده المنظر الذي رآه تحت ضوء القمر ..
كان هناك رجل منحني على جثة هامدة بدت تقريباً مختفية في الظلام وشعرها يغطي وجهها ، رأس الرجل مختفي عند عنقها ويديه تحيطان بها وأصوات مكتومة خافتة تطلع منه ، بركة الدم تحتها كانت ظاهرة بسبب الضوء الخافت من القمر ، بدى مثل حيوان ينهش في أحشاء فريسته بعدما خنقها !
لم يفكر مرتين ، هذا الوغد كان يعتدي على الفتاة وهي مغمي عليها !!
رمى هاتفه وأمه تناديه بجزع وهو يهجم على الرجل ليمسكه من شعره ويسحبه بعنف ضارباً ، الصدمة أخذت منه كل مأخذ وحدق به مذعوراً فيما عاجله بضربة قوية على وجهه شاتماً إياه تحت أسنانه المصطكة " تباً لك يا حيوان "
سقط الرجل على الأرض منهار القوى و حاول أن ينهض بفشل ذريع قائلاً بتلعثم " ليس لك شأن يا هذا "
ضربه برجله في معدته و أمسك بياقة ملابسه ، عروق رقبته كانت بارزة ، عينيه محمرتان و أنفاسه متسارعة ثائرة وهو يكبح رغبة عظيمة في قتله و تقيطعه إلى أشلاء ، ضربه حتى آلمته مفاصل يديه ، وتركه جثة هامدة عندما أنة مختنقة صدرت من الفتاة .. إقترب منها ليرى إنها ماتزال تتنفس ، كتلات متشابكة من الشعر غطت وجهها و فستانها كان ممزقاً في المقدمة ، زمجر بغضب وخلع جاكيته ليغطي جسدها و يضع يداً تحت ساقيها ليحملها عندما أنير المخزن وصرخة قوية شقت أحشاء الظلام و رفع عينيه ليرى إمرأة وقعت على الارض وجسدها كله يرتعش ..
" ماذا فعلت بإبنتي ... ماذا فعلت بإبنتي .. " ولولت وتقدمت تتلمس الجسد المسجي في الدماء بعدم تصديق و دموعها تنزل أنهاراً ، الصدمة ألجمت كلماته ورفع عينيه عندما تقدم منه رجل و أوقفه على رجليه ، أمسك يديه بخشونة ووضعهما خلف ظهره وحينها تعرف على ملابس الشرطة و حجم المصيبة التي وقع فيها !

******

بعد إثني عشرة عاماً !

توقدت عينيها ناراً مشتعلة وهي تحدق به بنظراتها المسمومة ، الذهب في عينيها إنصهر تحت حرارة غضبها المتفجر وهي تقاوم قبضته المحكمة على ذراعها بينما قدميها تحاولان مجاراة مشيه السريع وهمست بين أسنان مصطكة " أتركني .. أبعد يدك القذرة عني "
توقف بحركة مفاجئة مما جعلها تصطتدم بظهره و إرتدت بسرعة مبتعدة عنه ، مازالت هائجة والنيران تلفها كالجحيم ، عبرته بعداوة ورفض قاطع إستفزا رجولته و تلاعبت بعقله فكرة شيطانية بطرق تجعلها لينة كالقطن تحت أصابعه بدل هذا التصلب اللعين ! يديه إرتفعت لتحاوط كتفيها وتحبسها في قبضة حديدة وأصابعه تنغرس في لحمها الغض مما آلمها فعضت شفتيها السفلي بين أسنانها وهي تنظر إليه بتحدٍ شرس موشكة على شتمه بأسوء الألفاظ
" تبـــ ... "
" إخرسي "
قال مشرفاً عليها من أعلى بصوت منخفض خطير وعضلة ترتعش بفكه ، سحب أنفاسه وقد تملكه الغضب الذي أوشك أن يفقده السيطرة على نفسه ويخنقها ، تزمتت شفتيه وهو يقاوم إغراء تلك الفكرة ، وفكر بإهتياج ، ربما عليه أن يحبسها في مكان ما و يدعها حتى تتوسل رحمة منه و قطعة خبز ، ربما حينها سينمحي هذا التكبر اللعين في عينيها وتصبح خاضعة ناعمة .. " دعيني ألخصها عليكِ أيتها الأميرة ، أنا إشتريتكِ " فتحت فمها لتعارض ولكنه رفع من نبرته و قاطعها قبل أن تبدأ .. " شئتِ أم أبيتِ هذه هي الحقيقة ، من الآن وصاعداً أنتِ لي ، ربما لن يتقبل كبريائك اللعين هذا ولكنها الواقع فمن الأحسن لكِ أن تتقبليها بسرعة وتسهلي الأمر على كلينا ! "
تركها بحدة لتتمايل هي و إبتعد ملتقطاً الحقيبة الظهر البالية التي كانت تحملها و مشى بخطوات سريعة حتى جلس في سيارته المنخفضة و إنتظر بنفاذ صبر ، يده على مقود السيارة مرجعاً رأسه على الكرسي الناعم ، إرتمت رموشه الطويلة على خديه العاليين وهو يغلق عينيه بتعب و تسائل إن كانت ستأتي أبداً ؟؟
مرت الثواني والدقائق طويلة وهو جالس يتنعم بهدوء تحسر على إنه سيفقده قريباً ، ثم سمع صوت طرقعة فتح باب سيارته قبل أن تنزلق في المقعد المجاور له وتغلق الباب بهدوء عاكس الإعصارات داخلها ..
رأى بطرف عينه إنها أحكمت قبضتها على حقيبتها في حضنها و نظرت إليه رافعة ذقنها بإباء و تحدٍ سافر يلوح على وجهها الفاتن ، العيون البرية المذهلة بدت خليطا من العسل والقرفة لمعت في وجهه بكرهٍ خالص ، ثم ذلك اللون الجهنمي في وجنتيها و شعرها المقبوض خلف رأسها مع تلك الخصلات الهاربة من العقدة المتزمتة تحيط بوجهها في جمال بوهيمي ساحر !
قالت ببرود " لعلمك فقط ، قد تكون إشتريتني و لعبت بي مثل دمية في لعبتك القذرة مع جدي ، ولكن الرجال أمثالك من لايفكرون إلا بالأصفار التي ستزيد في حسابهم البنكي سينتهون وحيدين ، ليس لديهم إلا نقودهم لتدفئتهم والأشباح ستسكن غرفهم ، لذا شكراً ، ولكن لا شكراً ، أفضل أن أحترق في الجحيم إلى الأبد على أن أصبح لك! "
و أدارت رأسها محدقة أمامها منهية بذلك خطابها القصير المؤثر ، فكر بسخرية ، زوايا فمه إرتفعت بتسلية وشغل السيارة رابطاً حزامه ، يبدو إنها ستكون رحلة طويلة و موعرة ، ولكن في نفس الوقت ممتعة بشكل غير متوقع !!





إنتهى ^^
قراءة ممتعة ^^

إتركوا اثراً إن قرأتم
يعني لازم تتركوا والا رح اطاردكم برشاشي احم



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 30-09-16 الساعة 08:26 PM
Zhala 97 غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الكميلة كبرياء معشوقتي
الفصل الخامس السبت القادم إن شاء الله
دينو ألف قبلة لعيونك ع التصميم الكميل