الموضوع: كبرياء معشوقتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-16, 12:46 AM   #6

Zhala 97

نجم روايتي و شاعرة متالقة في المنتدى الادبي و الفائزة في مسابقة من القائل؟؟و الفائزة المركز الثالث في فزورة ومعلومة وحكواتي روايتي وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية ومركز ثان

alkap ~
 
الصورة الرمزية Zhala 97

? العضوٌ??? » 286228
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,282
?  مُ?إني » ف? قـلـوبـڪم ♥
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Zhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
♥ .. ومــا خابــت قلــوبٌ اودعــت البـــاري امانيــها .. ♥
?? ??? ~
My Mms ~
Elk الفصل الثانى ج 1

الفصل الثاني

جالت نظراتها في الغرفة الصغيرة بحجمها الفاخرة باثاثها , تنظر مرة إلى الورود التي تزين الطاولة ومرة للوحة الفوضوية الوحيدة التي تزين الجدران العارية .... تنظر لأي شيئا عداه ....
لم تكن قادرة على النظر إليه رغم ما تشاركاه قبل قليل ، فكرت شاعرة بنبضات الالم الخفيفة على انحاء جسدها والكدمات الزرقاء التي بدأت تظهر على بشرتها الذهبية ... بعد مرور عام كامل معه مازالت تجده غريباً !
جسدها اعتاد عليه واصبح يتعرف على مالكه من لمسة واحدة .... لكن عقلها وقلبها مازالوا يعانون ليتأقلموا .
مازالت تحمر خجلاً عندما ينظر اليها وكأنها المرأة الوحيدة على الكرة الارضية ..... الوحيدة التي لها الحق بتدفئة هذا السرير , لكنها ببساطة ليست كذلك ! فكرت عاضة شفتها السفلي .. ولن تكون أبداً!
_" هل أنتِ بخير ؟ "
أخرجها صوته من أفكارها و رفعت رأسها لتلاقي نظراته وهو يخرج من غرفة تبديل الملابس في كامل اناقته التي تحبس انفاسها , و كأنها المرة الأولى التي تراه فيها !!!!
بحثت عن أي شيء يخفف عنها و يطفئ لهيب مخاوفها ، ولم تجد في تينك العيون إلا نظرة عادية ، لا تخصها بشيء .. سخرت من نفسها ، فقد منحته مايريد و لم تعد عيناه تحترق بغضب اعتادت عليه منه ! غضب حارق لاتعرف سببه ولكن عليها تحمّله وتهدئة الشياطين التي تسكنه !
_" هل أنت قلق عليّ ؟!!!!! "
لم تقاوم سؤاله ، وعرفت كم بدت مثيرة للشفقة وهي تنظر اليه بعيون تتوسل لعاطفة دافئة منه ، لكلمة تهدهد تعب قلبها لأي شيء عدا ذلك اللاشعور الذي بدى عليه مستديراً بكليته نحو المرآة و كأنه لم يسألها منذ لحظة واحدة و كأنه مهتم .
مرر أطراف اصابعه على شعره البني اللامع و ضبط ربطة عنقه ناظراً إليها عبر المرآة
_" بدوتي غاضبة نوعاً ما لهذا سألتك "
_" أنا بخير " خرجت الكلمة بحدة رغماً عنها ليرفع هو حاجبيه مستغرباً فاستطردت مغيرة الموضوع " هل كنت انت بخير هذا الصباح ؟ لمَ كنت غاضبا لتلك الدرجة ؟ "
لاحظت تشنج عضلات ظهره تحت ملابسه الأنيقة ، ما أعادها لهجومه القاسي الذي تركها منقطعة الانفاس , تسائلت مالذي جعله هكذا ؟!!!, و من ؟!!!
إستدار نحوها بوجه مشدود فيما كتف ذراعيه على صدره في عرض زائف للإستهزاء
" لاشيء ، مشاكل في العمل "
ضربتها عدم ثقته بها في الصميم .. وماذا يجب أن تتوقع منه ؟!!!
تعرف انها لا تعني له غير جسد يفرغ فيه احباطه الجسدي و رغباته .... كورت الشراشف في قبضتها بشدة مخفضة بصرها بغيظ .
لتنتبه فجأة لكونه في كامل ملابسه بينما هي مازالت عارية و ملفوفة في الشراشف مثل عشيقة الملك !!!
سحبت فستانها الأخضر المماثل لونه للون عيونها التين لمعتا بقهر ..
مررت الفستان فوق رأسها و رمت الملاءات لتنزلق من على السرير متجهه نحو الحمام .... كانت قبضتها على مقبض الباب عندما اصابعه السمراء غطت معصمها توقفها ....
رائحة عطره الفخمة إلتفت حولها و خدرت حواسها ، خفق قلبها بضعف ، أدارها نحوه بنظرة غريبة على وجهه .... نظرة لم تفهمها لكنها أشعلتها ببعض الأمل .
_" أنتِ لستِ حاملا , أليس كذلك ؟؟؟!!! "
كانت تبني دون إدراكها آمالاً وتشيد قصوراً من الأحلام ، إلا إنها كان عليها أن تفيق من تلك الأحلام !! فإنها في النهاية تضل أحلاماً .
حطمتها كلماته و قطعت حبل آلامها الرفيعة ، تلون صوتها بخيبة الأمل و البؤس وهي تسقط من أعلى مرتفعات أحلامها إلى أقاصي جحيم أرضها
في النهاية هذا ماكان يخاف منه !!!
_" واذا كنت ....؟!!! "
شحب وجهه و شعرت بإرتجافة أصابعه على جلدها ، اصبح فمه خطا ابيضا ليقول بصوت رأت فيه شيئاً جديداً....
_"طبعا يجب علينا التخلص منه بسرعة !!! .... في أي شهر ؟؟؟؟ "
الآن كان دورها لتشحب ، نظرت اليه مصعوقة بينما بدا و كأنه يحاول السيطرة على نفسه ، ربااه ... كم يكره علاقته بها ليقول فورا دون تفكير انه سيتخلص من الجنين !!!.
رفعت يدها تلقائياً إلى بطنها المسطحة , تلعن نفسها لأنها فكرت يوماً ما إن طفلا له سينمو في احشائها .
وماذا كانت تتوقع ؟!!! ... قبلة على الجبين !!!! .... وعداً بالسعادة الابدية !!!!
اتسعت حدقتاه فيما يلاحظ لفتتها الحمائية ، ليهز كتفيها بخشونة بينما صوته خرج عن السيطرة وهو يقول بين أسنانه ..
_" تكلمي ؟؟؟؟! "
تمنت لو كانت فعلاً حامل ، فقط لتهز ارضه الثابتة و تدمره حتى لو انتهى بها الامر بكونها هالكة معه !
لكنها تحبه .... تحبه بشكل بائس , فقط لا تعرف ماتحبه فيه ,أو حتي لماذا؟!!!
تباً له ولضعفها نحوه !
_" أمزح معك كريم ، لستُ حاملا "
راقبت تعاقب المشاعر على صفحة وجهه .... إرتياح مر ثم اهتياج و غيظ ...
يديه احاطت بجانبي خصرها و دفعها إلي الجدار لتغلق عينيها متأوهة بألم لم يخفف من غضبه ..
_" أتتلاعبين بي ؟!!! .... بعقلك الانثوي الماكر هذا !!!! "
_" كريم .... !! "
تسارع تنفسه مقتربا منها حتى تشابكت انفاسهم ....فبعد أن إرتاح لعدم حاملها بدء مزاجه الغريب يعود ..
_" لقد تطورتِ كثيراً .. - همس بصوتٍ أجش قرب وجهها - .. عندما التقيتك لم تستطيعِ النظر لوجهي مباشرة !! .... بدوتِ مثل فأرة جبانة !!!! "
اذتها الذكرى التي عادت للطفو علي السطح ، لتحمر ملاحظة نظراته الماجنة ، مالت نظراتها بخفر وعينيه تفعلان الاعاجيب بها ..
_" نعم .... مثل الآن بالضبط !!!! "
ذاقت بصوته الإنتصار فشعرت بالحرارة المألوفة تتصاعد لجسدها .... دغدغتها أطرافها و الخجل يهاجمها متأخراً فيما اردف بصوت مبحوح
" خائفة مثل فأر حبس في الزاوية تحدقين بي بتوسل .... بتلك العيون الكاملة ، جميلة للغاية "
و مع آخر كلمة رفع ذقنها بإصبعين ، لمسته تترك خيوطاً من النار أعقابها ، اختصر المسافة بينهما ملتهماً شفتيها بنهم المتضور جوعاً ، يمتص أنفاسها اللاهثة ، يده أحاطت بشعرها الكستنائي الطويل , يغرق أصابعه الخمس بين بحور الحرير الناعم .
آخذاً كل ماتقدمه بصدر رحب كغازي يعلن انتصاره ...
بينما معركتها كانت خاسرة منذُ البداية !!


يتبع ........




شيئاً ما أخبرها ألا تستيقظ , أن تغرق براحة تحتاجها , لكن كان هناك منبه أقوي .... رائحة المعقمات كانت قوية جداً لتدعها تكمل نومها المريح , تخبرها أن هناك شئ غير طبيعي .....


بإرهاق فتحت عينيها قبل أنتغلقهما فوراً بسبب الإضاءة القوية التي واجهتها بينما الآلم الحاد يعصف برأسها , رفعت يدها إلى جبينها تحاول طرد تلك النبضات المؤلمة , وعندها لاحظت الأنبوب الموصول بوريدها .....


"إستيقظتِ ؟؟؟ "


القامة الطويلة خلال إقترابها حجبت الضوء الساطع, ففتحت عينيها السوداء على وسعهما , و باستغراب همست ...


_" عادل !! ماذا حــ.... "


لم تحتاج للإجابة بينما يعود كل شيء مثل ومضة قوية , الصباح , حديثها مع سرمد .............. الرسالة !!!!


يا الهي ... أمنيتها بأن كل حدث سيكون كابوساً فظيعاً تستفيق منه وهي لا تتذكر شيئاً ذهب ادراج الريح فيما تلتقط نظرة (عادل)


لا , لم تكن تحلم .. كل شيء كان حقيقيا لدرجة الوجع !!!!


_" ما الوقت الآن ؟؟ " سألت بصوت منخفض ..


مازالت ممتدة تبحلق بالسقف ببؤس ومشاعر مختلطة تكتنفها .. اجابها بهدوء ..


_" السابعة مساءً ، كنتِ نائمة لعشر ساعات متواصلة !!!! "


حقاً ؟!!! ... لكنها أرادت أن تكمل لعشر ساعات اخرى ....إن استطاعت لنامت نومة اصحاب الكهف .


لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه ... فقط تسائلت بصمت, لِمَ ؟!!! ... لمَ الآن وقد بدأت تجمع شتات نفسها وتعتاد العيش كباقي البشر !!!!.... لِمَ بعد ان اصبحت تشعر بالقليل من السعادة !!!... الا تستحق بعض السعادة هي الأخري ؟!!!


_" والمقهى ؟؟؟ "


صوتها كان منخفضاً لدرجة الهمس .... شاعرة انها متعبة جداً حتى أن كلماتها لفحتها كنسمات الهواء الساخنة


_" كل شيء على مايرام ، اعتنى (سرمد) بالمقهى في غيابك "


_" لا بد أنه فوّت حصته بسببي .. "


يتحدثان عن أتفه الاشياء متجنبين التطرق للشيء الوحيد الذي يجول في رأسيهما !


هي لا تريد مواجهة الأمر ، ليست مستعدة للإعتراف بعد .... تريد التظاهر أن لاشيء حدث !! , رغم إدراكها البغيض لحقيقة أنها لن تقدر على تجنب الطريق الذي يجب أن تمشي فيه ...


هو لا يريدها أن تتذكر كما لايريد التذكر هو الأخر.... خائف من أن يسألها فتتدمر و تتعذب كالحالة التي وجدها عليه الصباح .... كما لم يراها من قبل !!


ظل كلاهما صامتان في وجه الاسئلة التي تلوح في الافق ..


كانت هي من تحدث اولاً ، بعد كل شيء كانت تحتاج (عادل)...إنه (عادل) بحق السماء ! .... (عادل) الذي يعرفها أكثر مما تعرف نفسها .... الذي عندما تغلق كل أبواب الدنيا في وجهها يفتح أبوابه على مصرعيها لأجلها !


بخطوتين كان بجانبها قارئاً الرجاء الصامت في عينيها , ليجلس على طرف السرير مقابلاً لها ، يمسك يديها المرتعشتين بقوة بين يديه الكبيرتين لتشعر بالدفء في يديه ينتقل إليها و يطمئن قلبها المتجمد خوفاً ..


قابل عينيها المرعوبتين والدموع المخئبة فيهما بنظرة ذكرتها بالماضي ... عندما كن فتيات صفها يزعجنها لأنها دائمة الرفقة مع الأولاد وينادونها بـ(المسترجلة)....فيأت هو خارقاً الدائرة التي صنعوها حولها و يدافع عنها ليندثرن من أمامها ....


لكنها كبرت و كبرت همومها , (عادل) لا يستطيع حمايتها ... فكيف يحميها بينما تخشي منه و عليه ... أخذت نفساً عميقا تشجع نفسها قبل أن تتابع:-


_" (عادل) ... بشأن الصباح ...... "


فُتح الباب في تلك اللحظة ليكسر إتصال نظراتهم , سحبت (تهاني) يدها من بين يديه فيما نهض هو ليديرا رأسيهما محدقين بالدخيل ..


عاينهم (كاسر) من عنده ويده مازالت على مقبض الباب ، رفع حاجبا فيما يشعر على نحو ما انه دخل في وقت غير مناسب .... أو ربما كان هو المناسب بعينه , لذا سأل بتجهم :


_" هل جئت في وقت غير مناسب ؟!!!! "


تبادلا نظرات لم تغب عن الوافد الذي لم يفك شفرتها ...فمن سيقرأها أكثر من (عادل) ؟!!!!


أرسلت عيناها توسل فهمه على الفور , كانت ترجوه ألايخبر إبن أختها ... لم تكن في حالة تسمح لها بتحمل أسئلة (كاسر) التي لن تكون سهلة .. فقط تريد الذهاب لمنزلها فربما تنام هذه المرة للأبد !


_" كيف هذا !!!! , لكن كيف علمت ؟ "


_" إتصلت بـ(عادل) عندما لم يأت للعمل "


تقدم (كاسر)ليجلس قربها ويمسك كفها تحت انظار (عادل) الغيورة ..


لايستطيع مساعدة نفسه أمام الغيرة ... هو من يجب أن يمسك يديها و يهدهدها ..


بدوره جلس في مقعد قريب وقد اهلكه التعب ، منذ الصباح وهو لم يخرج من غرفتها إلا لجلب القهوة .


بقي يراقبها وهي تغط في نوم عميق بفضل المنومات والمهدئات ....


ولو بقي فقط ينظر إليها لبقية عمره لن يتعب من تفاصيلها الصغيرة ... بداية من فمها الدقيق و أنفاسها التي تخرج منتظمة .... انفها الحاد ...ظلال رموشها علي خديها المرتفعين ... لن يتعب من تعقب خطوط عنقها الطويل الأبيض ولا من التقاط سكنة من سكناتها !!


_" فالتقدنا إلى المنزل اليوم ، سيارتي عند الميكانيكي "


صوت (كاسر) العميق اخرجه من افكاره ، هز رأسه وقد فاته النصف الأول مما قيل ...


_" يمكنني الذهاب لشقتي ، فقد نمت هناك الليلة الماضية " , اعترضت (تهاني) بخفوت , فقيّمها (كاسر) بغضب لم يحاول اخفاءه ..


_" أجل... ولهذا أصبحتِ في هذه الحالة اليوم !! "


لم يكن (كاسر) يحاول اخفاء حقيقة إنزعاجه من قرارها بالعيش بمفردها , حتى عذرها بوجود شخص آخر معها و أنها لن تكون وحدها لم يخفف من غضبه .


لماذا عليها أن تعيش بمفردها بينما لديهم بيت كبير فيه أناس يعتنون بها إن حصل لها شيء مثل هذا ؟!!!! ..


_" اذهبِ للبيت يا (تهاني) ، أنت بحاجة للراحة !!! "


و مع إتحاد أبن أختها مع صديقها المفضل فارضين تسلطهم الذكوري لم يكن أمامها سوى التنهد باستسلام


" الرجال وحبهم للسيطرة "


لينظرا إليها هازين رؤوسهم باتفاق على أن يترفقا بها بما انها مريضة !!!


لم ينطقوا بكلمة وهم في طريق العودة ، أراحت تهاني رأسها على كتف كاسر في المقعد الخلفي وأغلقت عينيها ترجو من الصداع ذهاباً بلا عودة ..... عيني عادل كانتا تذهبان بلا مقاومة نحوها في المرآة يتفقدها وقلبه يؤلمه على ما أصابها ...


عندما أوقف عادل السيارة في مدخل البيت خرج كاسر من السيارة وأمسك بيديّ خالته فضغطت عليهم بضعف وهي تدير رأسها نحو عادل ، بإمتنان قالت ..


" عادل ... شكراً على اليوم !! "


هزّ رأسه بصمت ولم يجبها ، بقي يتبعهما بعيناه حتى دخلا فشغل السيارة وإنطلق بلا هوادة في الطرق شاعراً بطعم مرير يملء حلقه !!



_" ماذا حدث لسيارتك ؟؟! "


سألته (تهاني) بعدما إستلقت في غرفتها ، ليتنهد (كاسر) بحزن على حال سيارته الأودي .... لم يكن يحب التباهي بالنقود لكن تلك السيارة كانت محبوبته الصغيرة !!!!


محبوبته يعترف إنها تحتاج لبعض العمليات التجميلية لدي ورشة سيارات محترمة


_" تعرضت لحادث سيارة !! إنها عند الميكانيكي ... "


همهمت بردٍ ما و هو يغطي جسدها بملاءة دافئة ... من حسن حظها إنهما وجدا (كريمة) نائمة و إلا واجهت صداعاً آخر


_" تصبحين على خير !! "


أُغلق الباب لتغرق الغرفة في الظلام ... أغمضت عينيها بعناد تناجي نعاس بدا أنه طار بعيداً بعد الساعات الطوال اللاتي نامتهن ... حاولت بعناد ... ستنام يعني ستنام , فكرت بإصرار


بعد وقت طويل تخلت عن المحاولة , لتجلس محتضنة سيقانها فيما تراجعت بظهرها لوسائد الناعمة


ترجع بذاكرتها إلى أول مرة رأته فيها , و حينها قرر ببساطة إنها ستكون له ..


لم تستطع التصديق أن حياتها ستختلف للأبد بسبب وجودها في ذلك المقهي القريب من جامعتها , كانت تجلس ورأسها منحني على بعض الاوراق والملاحظات تقلب بينهم.


مظهرها بخصلات شعرها الهاربة من عقدته في قمة رأسها بفوضوية لا يترك مجالا للشك في هويتها كطالبة جامعية ... و بالتأكيد كانت !


كانت تعض الجلد المتمزق على شفتيها بلا شعور في عادة اكتسبتها منذ الطفولة ، كامل إنتباهها كان على الاوراق فلم تر تلك العينين اللتين راحتا تتأملان تفاصيلها بأريحية , و لا تلك الشفتين المبتسمتين بانبهار من مظهرها ... خليط من براءة و أنوثة تحاربان دون جدوى , فلا تجد بين الاثنين مستقراً , لتبدو في عينيه ساحرة ببراءتها و انوثتها!


رفعت رأسها فجأة و أرجعت ظهرها المتصلب للوراء لتغلق عيناها المرهقتين قليلاً فيما تضغط على جانبي عظمة أنفها شاعرة ببدايات الصداع


دقائق هادئة ثم مالت برأسها على الكرسي وفتحت عينيها بكسل لتلتقي بعينين بندقيتين ملؤهما شيء غريب وصاحبهما ينظر بلا حرج ، زوايا فمه مرتفعة بابتسامة غامضة


شيء مرّ بينهما ، أنفاسها علقت وإتسعت عينيها السوداء تشعر بشيء يسحبها نحوه كالسحر !!


إنتشرت حرارة غير ملائمة عبر جسدها لتستقر على وجنتيها في لون أحمر لتتسع تلك الابتسامة بإستمتاع !


تتذكر حين عضت باطن شفتيها بغضب مفاجيء ،لم يبد من نظراته انه يحدق بها منذ وقت قليل ، من يظن نفسه ؟!!! فكرت فيما تحاول اخفاء حرجها بالحنق


أخفضت نظراتها الى اوراقها لتجد نفسها ضائعة فقد تشتت تركيزها بسبب ذلك المتلصص ...


اوووه ما الذي تفكرين به يا غبية !!!! الامتحانات النهائية تبدأ بعد يومين , عنفت نفسها و أسنانها تعود لقضم شفتيها بتوتر لتمر الثواني والدقائق طويلة و مليئة بتوتر مكهرب حتي سمعت صوتاً يأتيها قريبا بشكل مخيف .... ودون أن ترفع رأسها عرفت إنه هو !


_" مسكينة شفتيك ! مالذي فعلتاه لتستحقا ماتفعلينه بهما ! "


عينيها المصدومتين ارتفعتا لتراه يشرف عليها من أعلى مبتسما بإسترخاء رافعا حاجبيه السوداوين بأسف ، رمشت بسرعة ... مالذي قاله بحق السماء ؟؟


توترها هذه المرة كان فاضحا لدرجة أنها كادت تدمي شفتيها المسكينتين على حد قوله !


ركزت على ماقاله واستعدت لرفض اعطاءه فرصة للكلام حتى ، لم يكن هذا المتحرش يستحق وقتها ابداً


_" ماذا قلت ؟!!! "


_" تبدين مشغولة البال لدرجة لا تلاحظين، عذاب شفتيك المسكينتين ! "


قال هذا ناظراًلشفتيها بكسل فعرفت انها كانت تعض عليهما فأطلقت سراحهما محمرة .... وهي التي لا تحمر بسهولة .


ما الذي حدث لها ؟!!! ... أين ذهبت صرامتها مع المتحرشين أمثاله, و المنتشرين بالمناسبة في انحاء الجامعة !


ابتسم ببطء وبدا راضياً لطاعتها فعقدت حاجبيها بغضب , عرفت انها كانت تضيع وقتها بالفعل


_" معذرة , لكن ليس لدي وقت للكلام فهلا ..... ! "


مطت الكلمات بصرامة .... تريده ان يشعر بالحرج ويغرب عن وجهها , لكن ابتسامته لم تختفي فيما يقترب لتهاجمها رائحة عطر غريبة أثملت حاسة الشم لديها .


امسك بأحد دفاتر ملاحظاتها بين أصبعين سمراوين شديدي الطول ناظرا اليه لبعض الوقت ثم تركه و تكاسل متراجعا متمتا كأنه يكلم نفسه :


_" كيف لم الحظك حتى الآن !!! "


لم تستطع سؤاله عما عناه وهو يمشي بخطوات ثابتة واسعة مغادراً المقهى تاركاً اوراقها مبعثرة ، كما بعثرها هي !


متأخرة أدركت إنه كان يتحدث بالعربية !!


بينما هي في بلاد الغرب !




xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx












خلعت (أسمهان) حذائيها و دلفت إلى غرفة المعيشة هاتفة بهدوء


" لقد عدت "


أجابها الصمت المعتادبينما تلقي بحقيبتها على الأريكة الوحيدة في غرفة المعيشة .. أختيها الصغيرتين كانتا قرب التلفازتشاهدان " عهد الاصدقاء " بكامل إنتباههن ..


_" (داليا) ، (داليدا) !! كم مرة قلتلا تجلسا بهذا القرب من التلفاز !!! "


حدق بها زوجان من العيون الخضراء المتشابهة بإنزعاج ... لتتزمت شفتي (أسمهان)فيما تنظر لهما شزراً , و لأن لها مكانتها عندهم أنزلتا رأسيهما بإنصياع فيما تتراجعا لتجلسا قربها على الأريكة ..


ربتت على شعرهما بحنان ..


_" ماذا عن إمتحان الرياضيات ؟؟ ماهي علاماتكما ؟؟ "


اشرق وجه (داليا) بفخر ...


_" لقد حصلت على علامة كاملة !! "


قرصت خدها الممتلئ و ابتسمت بزهو تطري ذكاء اختها .. " كما توقعت , أختي الصغيرة هي حفيدة (آينشتاين) "


_" ماذا عنك داليدا ؟؟؟ "


عبر حزن طفولي وجهها و شبكت يديها ببعض فيما تجيب بأسى ..


" حصلت على 18 ، لقد درست بجد حقاً, لكن اختلط علي السؤال ... لهذا ... "


شعرت (أسمهان) بقلبها ينقبض آلماً ، علامتها كانت جيدة جداً , لكنها أرادت أن تكون ممتازة كأختها التوأم...


(داليا) ذكية و أي شيء تراه لمرة يثبت لديها, علي العكس من (داليدا)التي يجب أن تدرس بجهد لتنجح.... لم تتحمل رؤيتها بهذه الكآبة ..


_" ومابال الـ( 18 ) !!!! ... أنا كنت احصل على 14 او 15 و أبي كان يشتري لي الشيكولاتة لحصولي عليها !!! "


بدت وكأن الروح ردت إليها فيما تنظر اليها بأمل ورجاء طفولي


" حقاً ؟!!!! اذا 18 جيدة ؟!! "


_" بل ممتازة .. " - ربتت على رأسها و ابتسمت فيما تتابع - " لذا جلبت لكم ما تريدون "


أخرجت من جيبها لوحي الشكولاتة لتشرق عيني الصغيرتين بفرحة و هما تمطرانها بكلمات الشكر , و تحضنان عنقها حتى شعرت بالاختناق , لتبادلهن الحضن بأقوي منه ..


_" أين أمي ؟؟ " سألت بخفة وهي تلاحظ هدوء المكان ..


_" ذهبت لعند الجارة (سميرة) ، تركت عشائك في الثلاجة " . أجابتها(داليا) منغمسة بفتح غلاف الشيكولاتة ..


تنهدت ببؤس ، جلسة نسائية اخرى تغطي فيها القيل والقال في الحيّ ينهشون في لحوم الآخرين .


خروج أمها في النهار كان يزعجها بما فيه الكفاية .....لكن أن تترك الطفلتين لوحدهما في الليل .... حسناً , هذا مبالغ فيه !!!!


تحركت وخطواتها تحاكي غضبها متوجهة نحو الغرفة الصغيرة في آخر البيت ... فتحت الباب ورائحة مميزة معطرة تدخل انفها رغم اختلاطها برائحة المرض الذي يعلن نفسه فوق كل الروائح ..


_" ابي .. "


الرجل الراقد فوق السرير الصغير في الغرفة رفع نظره اليها و ابتسم بحنان يدعوها إليه ..


ركعت بجانب سريره وامسكت بيديه تقبلهما بحرارة مستنشقة رائحته الطيبة التي لا تشيخ أبداً ..


" لماذا تأخرتِ بالعودة ؟ "


سألها بصوت ضعيف وهي تساعده ليسند ظهره على الوسادات ، توقفت للحظة بإضطراب قبل أن تجيب بتوتر


" كان لدي عمل اضافي "


ولم تكن تكذب ، نوعاً ما كان مافعلته يعتبر عملاً اضافياً !


" آسف بنيتي ، كل هذا بسببي ... لأني دللت ابني لدرجة جعلته لايرى إلا نفسه ، لأنني رجل ضعيف لايستطيع اإطعام عائلته ! "


لمعت عينيها بدموع تحبسها منذُ الأزل ، لاتريد سماع العجز في صوته ، أبوها ..... مثلها الاعلى , و الشخص الذي تحبه اكثر من الحياة نفسها


مهما كان حاله يظل في نظرها ذلك الاب الذي تفخر به


كان يعود كل يوم مخبئاً في جيبه لوح شيكولاته لعلمه كم تعشقها ... بسرية يعطيها إياه كي لا يشاركها اخوتها ، و رغم ذلك لا يظلم ... يعطي كلاً منهم ما يشتهيه .


الاب الذي يبتسم ما أن يرى اطفاله حتى لو كان يحمل فوق اكتافه ثقلاً لايتحمله الا الأباء !!!


_" أبي أرجوك توقف عن لوم نفسك ، انا حقاً بخير ،كونك بخير وبيننا يمدني بالقوة لمواجهة أي شيء وهذا يكفيني "


_" لكن ..... "


_" ليس هناك لكن ، انت ستصغي الى كلام ابنتك .. "


قاطعته دافعة رغبتها في البكاء جانباً لتبتسم بإشراق زائف ... فتحركت التجاعيد حول عينيه الخضراء فيما يبتسم بأسف لا يملك غيره نحو ابنته .... كم يريد النهوض وايصالها حتي لمكان عملها كما كان يفعل أثناء دراستها .


كل صباح يوصلها لباب المدرسة بنفسه , تسلل له اليأس فيما يفكر أنه حتى لو كان هذا ليس أفضل مايستطيع تقديمه ، إلا انه اقصى امانيه ..



رمت بجسدها المتهالك فوق السرير بعدما تبادلت أطراف الحديث مع والدها حتى غرق في نوم عميق , بينما البيت مازال هادئا بعد نوم الفتاتين وامها التي عادت بعد وقت طويل , كانت تريد التكلم معها الا انها توجهت لغرفتها فور رجوعها ! على غرار صخبها المعتاد !


لكم إشتاقت للمرح الغائب الذي كان يلون اجواء منزلهم الصغير ....لكن كل هذا اختفى بمغادرة سبب تلك الضحكات والابتسامات ، ليصبح الجو كئيباً هادئاً وكأن في بيتهم عزاء لاينتهي !!


إستدارت على جنبها لتقع أنظارها على حقيبتها ... فتحتها لتخرج منها الشيك الذي تركه كريم بعد أن تركها في الشقة ....


الشقة التي لم تتحمل البقاء فيها لدقيقة إضافية بعد مغادرته .. ، و لكم شعرت بالنجاسة وهي تأخذه وتضعه في حقيبتها بهدوء ...


دفنت وجهها في الوسادة الناعمة تخنق صوت بكاءها على نفسها وعلى ما آل إليه حالهم !!




يتبع ......


Zhala 97 غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الكميلة كبرياء معشوقتي
الفصل الخامس السبت القادم إن شاء الله
دينو ألف قبلة لعيونك ع التصميم الكميل