عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-18, 12:58 AM   #1482

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

هادئة النبضات أخيرا، مستقرّة الأنفاس، وقد حطّت برحال أفكارها المجنونة على شواطئ نظرات عينيه، راقبته لميس بينما يرتشف آخر رشفة من فنجان القهوة الثّاني... تتشرّب ملامحه تقنع عقلها بأنّ هذا الرجل سيصبح زوجه عن قريب... هذا الرجل سيخرجها إلى سطح الحياة من جديد، ممسكا يدها سيكون معها ليوجّهها، وأينما تعثّرت يلتقطها مانعا إيّاها من السقوط

وضع الكاسر فنجان قهوته من يده فارغا أو بالأصحّ هو فنجان قهوة منال الذي تركته وراءها وحين أرادت لميس أخذه وإعادته للمطبخ خطفه من أمامها ليضعه أمامه مخبّئا إيّاه تحت قبضة يده رافعا لها حاجبين مهدّدين وقال: أنا وفناجيني ما دخلك فينا

وفعلا ما إن أنهى الكاسر شرب فنجان قهوته الأوّل حتّى ابتدأ بالثّاني ليشربه بذات المتعة

أبصر الكاسر نظرتها للفنجان فقال بمكر وعينه تستطيل لفنجانها الذي لم يمسّ: شكلك ما بتحبّي القهوه

هزّت لميس رأسها نفيا وقالت: بالعكس بعشقها

لا إراديا التمعت عينا الكاسر فواراهما تحت الرموش وتساءل: ليش ما شربتِ فنجانك إذا

هزّت لميس كتفيها حائرة كيف تجيبه فهل تقول له مثلا أنّها عند التوتّر تعجز حتّى عن ابتلاع ريقها، لكنّها قالت على أيّة حال: القهوة بالنّسبة إلي مزاج مو احتياج

رفع الكاسر حاجبيه مندهشا وسألها مطيلا الحديث الذي تقوم هي باختصاره منذ بداية الجلسة فيعطي لنفسه الفرصة ليستمتع بعذوبة صوتها الذي يعزف على أعصاب جسده فيفعل فيه الأفاعيل: كيف يعني؟

ارتبكت لميس من سؤاله فهي لم تتوقّع أن يعطي للأمر هذه الأهمية فيستفيض بالسؤال: يعني ما بشربها مثلا عشان راسي بيوجعني ولازم أشربها، ما بشربها لمّا بدّي شي يعدّل مزاجي لأ أنا بشربها وقت بكون مزاجي رايق... يعني!!

قال الكاسر مستمتعا بحديثها: وإنت هسّة متوترة؟

ارتبكت ملامح لميس أجابت بتوتّر: يعني

حينها مال الكاسر بمقعده ومدّ يده ليأخذ من أمامها فنجان القهوة قائلا: إذا هاد الفنجان ما إلك مصلحه فيه "لا تريدينه"

مصدومة نظرت لميس لفنجانها في يده ثمّ ضحكت قائلة: بالعافيه بس... مش هيك كتير؟

رفع الكاسر حاجبيه وادّعى الجديّة قائلا بصوته الخشن: بخلانة؟ "تبخلين"

سارعت لميس بهزّ رأسها قائلة: لا ولله بس قصدي مشان صحتك كترة القهوة بتضرّ

ارتشف الكاسر من فنجانها رشفة كبيرة وقال: صحتي حديد

همست لميس قائلة بشكل تلقائي: الحمد لله

ردّد الكاسر من وراءها قائلا: الحمد لله

ثمّ تابع قائلا وهو الذي لا يحبّ الإطالة والتمطيط: لميس احنا تعرّفنا شوي على بعضنا على قدر ما بيسمح الوقت طبعا، حكيتيلي عن إخوانك وحكيتلك عن ولادي وعن اللي بهمّك تعرفيه بخصوص الزواجين السابقين

نعم.. فكّرت لميس، لقد أخبرها عن زواجه الأوّل من قريبة بعيدة له من جهة والده والذي لم يدم لأكثر من عامين وكان الانفصال فيه قرارا مشتركا بين الطرفين وكان نتيجته ابنه الأكبر صارم الذي عاش مع جدّته لأمّه سنوات بعد أن تزوّجت والدته بعد ما يقارب عام من طلاقهما وهو الآن في عامه الجامعيّ الاوّل، كما وأخبرها عن زواجه الثاني من ابنة خالته والذي كان مباشرة بعد طلاقه الأوّل والذي استمرّ حوالي اربعة عشر عاما كثرت فيها المشاكل حتّى استحالت الحياة بينهما وتمّ الطلاق، ولكن هذه المرّة كان الضحايا ثلاثة، العنود والنبراس والنمر، وقد كان الكاسر أنهى كلامه مؤكدا على أنّ أي تفاصيل إضافية لا تهمّها، فهو لن يرضي فضولا نسائيا بالخوض في سيرة أمّهات أولاده

في الحقيقة لقد كان كلامه هذا مريحا لها فأن يستنكر الحديث عن تفاصيل زواجتين سابقتين يمنحها ذات الحقّ بكتمان تفاصيل حياتها مع زوج راحل، ولكنّه أبى تركها لراحتها طويلا إذ أكمل قائلا: بس لإنّي مدرك لالتزامك الديني وحتّى أريحك بأكّدلك إنّه أيّ من أسباب الطلاقين لا تتعلّق بمخالفة الّدين أو ارتكاب معصيه

شحبت ملامح لميس وعادت نبضات قلبها لتهدر بصخب وعاد الضمير يحترق ذنبا

ابتلعت ريقها مختنقة بمخاوفها والاعتراف، لكنّ نظرة في عينيه ألجمت الحروف وخنقت الكلمات، ذلك الأمل الخفيّ في عينيه الذي كان يداريه خلف حجاب الثقة واللامبالاة الذي كان يدّعيه قائلا: لميس... أنا راح أكون معك صريح جدّا حتّى تكون الأمور بيناتنا على نور... لا عمري ولا وضعي كأب مسؤول بيسمحلي أخوض تجربه جديده بحياتي، راح أحكيلك عن طباعي، عن حدودي، عن اللي بزعلني وبرضيني، و.... راح أسمعك... أعرف شو اللي بتحبيه شو اللي بتكرهيه... أنا بدّي حياتنا تكون على نور كل شي فيها واضح وصريح

بعيون محتقنة وقلب مغصوص استمعت له لميس بكلّ كيانها، تشرّبت مخاوفه وقتلتها بالعزم، استقت من الحزم في عينيه بذرة من الأمل وقرّرت أنّها سترعاها حتّى تكبر وتصبح واقعا ملموس

امّا هو فمذهولا كان من نفسه، كلماته هذه لم يقلها يوما قبل أيّ خطبة ولم يكن قد فكّر فيها حتّى قبل الآن، ولكنّه شيء فيها يدعوه للأمل... للتفاؤل، يخبره أنّها ربّما تستحقّ المحاولة لأجلها، وربّما... هو النضج من يتكلّم الآن، ففي فورة الشباب وفي كلا خطبتيه لم يهتمّ أن يوضّح نفسه أو أفكاره، ربّما غرور أو تعنّت لا يعلم، فهو لم يكن يهمّه حتّى أن يحاول فالإخضاع كان عنده قسرا ومن سوء حظّه أنّ كلا زوجتيه كنّ أبعد ما يكنّ عن الطّاعة أو اللين فلا هو احتمل نشوزهنّ ولا هنّ احتملن تحكّماته: أنا بعترف إنّي رجل عصبي، بصرّخ وصوتي عالي، صبري قليل ، متعنّت في رأيي، ما بحب لا النقاش ولا الجدل، بتهمني جدا جدا الطاعة ، حكي النسوان القال والقلنا ما بحبّه "الغيبة والنميمة"، طلعه من البيت من غير إذني ممنوع، صوت عالي وطولة لسان ممنوع، حكي ومزح من زلام ما عندي، رومانسيه وعواطف وهالحكي الفاضي ما بعترف فيه، غزل ما بعرف اتغزل...

رغما عنها ابتسمت لميس، ابتسامة عريضة بفكاهة خالصة، أسرت عينيه لكنّه رغم ذلك رفع حاجبيه مهدّدا وقال متسائلا: ليش بتضحكي؟

خجلت لميس من نفسها وقالت: اسفه بس يعني... إذا هيك بتحكي لمّا بدّك تخطب ، وقت بدّك تطلّق شو بتحكي؟

ابتسم الكاسر بثقل وأسبل أهدابه فوق عينيه قائلا: إن شاء لله ما في طلاق أبدا

اختلجت عينا لميس وردّدت من قلبها: يا رب

أكمل مبتسما: وعشان تعرفي إنّي ملتزم بواجباتي كمان بقولّك، إلك عليّ وعد رجل، لا أهين ولا أضرب ولا أخون... إلك علي تعيشي بكرامة... بأمان... محميّه تحت جناحي... طلباتك مجابه ضمن قدرتي واستطاعتي، وحقوقك ألبّيها كامله... من غير أيّ تقصير

تلك القوّة التي كان يتحدّث بها ملأت صدرها ثقة بأنّها ستكون بكنف رجل بحقّ، يعينها على دينها، يعصمها عن الخطأ، وإن حادت... يقوّمها... وهذا جلّ ما تريد، فأجابت بعد صمت لم يقاطعه الكاسر وكأنّه يعطيها جلّ حقّها بالتفكير: الطاعه حقّ كفله ربّ العباد للزوج طالما استحقّ القوامه، ومن واجب الزوجه الصالحه طاعة زوجها طالما لم يأمر بمعصيه وأنا... انسانه راجيه رحمة ربّها وبسعى لمرضاته بأيّ عمل بيقرّبني منه... وهاد بيختصر أي ردود

مبهورا بردّها، قطّب الكاسر حاجبيه ريبة وإعجابا..

هي لم تعترض على سوء طباعه، لم تعترض على جفاءه، أثقتها بصلاحها وجمالها ما يجعلها لا تأخذ كلامه بحمل الجديّة؟

حسنا هي محقّة إذا...

فإن أطاعته بكلّ ما يريد لم الصراخ والنزق، وأمّا الغزل... فهو إن كان في الغزل أبكم اللسان، أُميّ الحروف، إلّا أنّه في التعبير عنه "فِعلا"... ماهرا... طليقا... لا يجيد الكتمان!!

متأثّرا بأفكاره، زفر الكاسر هواء ساخنا وقال بصوت متحشرج خرج خشنا منهيا ما يهمّه أكثر بقلّة صبر،ٍ متحرّقا ليخطو معها خطوةً أخرى جديدة للأمام: إمّي.. ولادي.. إخواني... خطّ أحمر... كرامتهم من كرامتي... وأي إهانة إلهم أو أذيه راح تكون موجّهه إلى أنا شخصيا، وأنا باللي بيخصني ما بتنازل ولا بسامح

متأثّرة بكلماته، بتلك الحميّة التي يتحدّث بها عن أهله وأولاده، همست بوجل: كرامتك محفوظه.. إن شاء الله ما راح تشوف منّي إلّا كلّ خير

انتفخت أوداج الكاسر راحة وقال بوعد رجوليّ صادق: وقتها.. راح تكوني هون... معاهم

قالها الكاسر بينما يشير لها نحو صدره... مباشرة.. فوق اليسار

قالها مشغوفا، ويكاد يقسم أنّها حقّا... تجسيدا لأحلامه التي لطالما ظنّ باستحالتها... طاهرة... نقيّة... بلا دنس!
.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس