عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-18, 09:29 PM   #3549

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

هتفت علياء بصوت خرج منها فظا :- أنا في عجلة من أمري ... عن إذنك ...
لم تتعب نفسها حتى بحمل حقيبتها التي كانت تلملم فيها قبل لحظات فقط أشياءها القليلة التي أحضرتها معها إلى المكتب عندما بدأت العمل .. سارت خافضة رأسها لتتجاوزه نحو المخرج .. ليوقفها معترضا طريقها دون أن يلمسها وهو يقول بصوت أجش :- لم أعهدك جبانة إطلاقا يا علياء ..
اتهامه هذا لها بالجبن صفعها بقوة عندما أدركت صحته .. علياء كانت جبانة ... جبانة حقا في خوفها من مواجهة الحقيقة في عيني أدهم ... جبانة في عجزها عن رؤية حبه وتقديسه السابقين واللذين لم تمنحهما أبدا التقدير الكافي لها ... وهما يستحيلان إلى مزيج من الشفقة والازدراء ..
إلا أنها أيضا في خنوع جديد عليها أصابها بالذعر .. كانت راضية تماما عن جبنها هذا وهي تقول بخشونة :- عدم رغبتي برؤيتك أو الاحتكاك بك ... هو أمر تعهده بي منذ طلاقنا يا أدهم ... ابتعد عن طريقي ودعني أذهب ...
:- لا ...
الحزم والعناد في صوته دفعاها لرفع رأسها نحوه بإحباط وهي تهتف بينما توشك على فقدان أعصابها :- إن لم تبتعد عن طريقي ... صرخت ... وجمعت سكان المبنى بأكمله ..
رفع حاجبه ... ونظرة عينيه البنيتين تخبرها صراحة أنه لا يصدق إطلاقا أنها قد تقدم على فعل فضائحي من هذا النوع ... رباه ... لقد كان هذا خطأً شنيعا منها ... أن تنظر إلى هاتين العينين اللتين كانت يوما تنظران إليها بهيام ... بلونهما الدافئ الذي يستحيل إلى نار سائلة حارة كالحميم في كل مرة كان يهتف لها فيها بحبه ..
وجدت نفسها تهتف به بقهر :- ما الذي تريده يا أدهم ... أنت تعرف جيدا أنني لا أرغب بالتحدث إليك .. وتعرف أنني لست مهتمة إطلاقا بمحاولاتك الساذجة والدائمة لاعتراض طريقي أينما ذهبت ..
التواء فمه الساخر كان طفيفا إلى حد جعله بالكاد مرئيا وهو يقول :- أتتهمينني باللحاق بك إلى هنا ؟؟؟ بنقل مكتبي إلى هذا المبنى فور أن عرفت بعملك هنا وخلال أيام ؟؟؟ أم أنك تتهمينني بالشعوذة والقدرة على التنبؤ بحضورك إلى هنا قبله بأشهر .. أنا أعمل هنا منذ ستة أشهر إن كنت لا تعلمين ..
توتر فمها وهي تقول :- أنت لم تبد متفاجئا للغاية عندما رأيتك قبل نصف ساعة برفقة نارا ..
:- هذا لأنني رأيتك هذا الصباح وأنت تترجلين من سيارتك أمام المبنى .. كل ما كان علي فعله هو اللحاق بك دون أن تشعري بوجودي عبر الدرج ثم رؤيتك تدخلين مكتب نارا كي أستنتج عملك الجديد معها وقد كانت تتحدث كثيرا في الآونة الأخيرة عن حاجتها لمن يساعدها في تنظيم الأمور ...
شيء طفيف من الجزع تنامى داخلها وهي تستوعب ما يقوله .. هل يرى نارا بشكل مستمر ودوري بحيث يعرف بخططها ومشاكل عملها بهذه الدقة ... هل هو مجرد جار عمل لنارا ؟؟؟ أم .... أم أنه شيء آخر ؟؟
تنهد قائلا وهو يلحظ الأفكار العاصفة التي كانت تهدر عقلها وهو يقول :- أنا لم أصعد إلى ها لاحقا بك كي أتشاجر معك يا علياء ..
قالت بصوت مختنق :- ما الذي تريده إذن ؟؟؟
:- هدنة ..
:- هدنة !!
ابتسم وهو يرى التشوش يعتلي ملامحها ثم قال :- نعم ... هدنة ... أنت لست مضطرة للهرب مني وتحاشي لقائي بعد الآن ... وأنا أعدك بأنني لن أتعرض لك كالسابق .. أو أحاول الضغط عليك أو معاقبتك بشكل غير مباشر كما كنت أفعل دائما ..
رددت حائرة :- معاقبتي !..
قال مداعبا :- إن لم تتوقفي عن ترداد كل ما أٌقوله ظننتك التقطت عدوى التخبط من نارا ... تلك المرأة بحاجة لمن ينظم لها كل تفاصيل حياتها وإلا ضاعت ... أستغرب كيف تمكنت من تولي أمر ولديها وحدها بعد طلاقها دون أن تتسبب بضياع أحدهم أو وقوعه في مصيبة ..
قبل أن تتمكن من تفسير الوخزة التي أحستها في قلبها عندما سمعته يتحدث بهذا الدفء عن نارا ... قال بجدية :- أنا كنت أعاقبك ... طوال الأشهر التي تلت طلاقنا وأنا أعاقبك يا علياء ... بمطاردتي .. برفضي تركك تتابعين حياتك لأنني لم أستطع قط تقبل عجزك عن مبادلتي مشاعري .. ومنحك حبك لرجل آخر ... كبريائي لم يسمح لي قط بتقبل فشلي في الاحتفاظ بك ..
إشارته للقمان جعلت جسدها ينكمش تلقائيا وهي تتساءل إن كان أدهم قد سمع كغيره بإعراض لقمان عن الزواج منها ..
:- أنا لا أريد أن أظل عدوا لك يا علياء ...
استرقت الظر إليه من بين رموشها بوجل .. لترى ملامحه هادئة ... رزينة .. يغمرها السلام التام بعيدا عن العاطفة الجياشة التي كانت دائما تفور من كل خلية منه ..
بحثت عن أي أثر للشفقة ... للازدراء .. للمعرفة .. إلا أنها لم تجد شيئا .. وكأنه شهادته لما حدث لها قبل عام من الآن لم تحدث قط ..
:- علياء ... انظري إلي ...
لم تستطع أن تفعلها ... لم تستطع منذ دخوله إلى المكتب ومحاصرته إياها أن تنظر إلى عينيه مباشرة ..
:- علياء .... عديني أنك لن تتقوقعي مجددا داخل منزل والدتك كما كنت تفعلين لعام كامل .. لأعدك بالمقابل بأنني لن أزعجك أبدا .. لن أضايقك .. لن أتعرض لك .. لن ... أنا لن أحاول أبدا الوقوف في وجهك مجددا .. أعدك ..
صمتت .. دون أن تقول شيئا .. فكرر بصوت أجش :- عديني يا علياء ..
صوته كان بدا لأذنيها أقرب إلى حيث كانت تقف ... تستند إلى حافة المكتب ... تضم ذراعيها حول خصرها .. مما جعلها تهتف فجأة قبل أن يقترب أكثر فتستسلم حقا للهستيرية التي كانت تهدد باجتياحها ..
:- أعدك .... أعدك ... فقد .... اذهب ... اذهب يا أدهم ...
صمت للحظات ... قبل أن يقول بهدوء :- أراك لاحقا يا علياء ...
أهذا وعد ... أم وعيد ؟؟؟ في تلك اللحظة وهي تسمع خطوات قدميه تبتعد .. لم تكن تهتم سوى بالطريقة التي ستتمكن فيها من الحفاظ على إصرارها على الكفاح ضد خوفها ... دون أن تجبن فتعود لتختبئ حقا كما قال أدهم .. رباه ... امنحني ما أحتاجه من القوة كي أصمد ..





يتبع




التتمة في الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t405484-356.html ..



التعديل الأخير تم بواسطة blue me ; 28-03-18 الساعة 09:50 PM
blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس