آخر 10 مشاركات
حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لعبة القدر -بيتي نيلز - عدد ممتاز - عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          قصر الشوق -باتريسيا هولت -عبير جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          غرام وانتقام (جزيرة مادورنا ) -باتريسيا لامب -روايات عبير الجديدة (عدد ممتاز) حصريا (الكاتـب : Just Faith - )           »          قلعة بريتاني -ليف ميتشالز-عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree918Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-18, 09:32 PM   #3551

Miraal

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Miraal

? العضوٌ??? » 307608
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,635
?  نُقآطِيْ » Miraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond reputeMiraal has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 511 ( الأعضاء 363 والزوار 148)
‏Miraal, ‏اندريس, ‏kamsed, ‏جنة محمود, ‏روحي حرة, ‏نورالخاقاني+, ‏سارة سارا, ‏escape, ‏Diego Sando, ‏salma rani, ‏Semsemaosama, ‏انووومه, ‏روضة أبوزيد, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏سمائي انا, ‏ياسمين نور, ‏ماري الشام, ‏روح-الشام, ‏بوران شعبان, ‏Aya youo, ‏nanash, ‏esraaalatar18, ‏مهيف ..., ‏chahinezb, ‏Reemhh, ‏مشعوذة, ‏مريم1396, ‏mays_12, ‏مريومير, ‏Best sun, ‏Riham**, ‏ام محمد 66, ‏A242, ‏Hadaldal, ‏dalia22, ‏emily yong, ‏wiamrima, ‏amana 98, ‏hibba, ‏روجا جيجي, ‏daily-m-s, ‏سراج النور, ‏Omnia mony, ‏ألق, ‏بيون نانا, ‏Samah Yousef, ‏ام ياسمينا 22, ‏Esraasami, ‏..swan.., ‏Fatima hfz, ‏مورر, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏روكا اشرف, ‏أمال بورموز, ‏Lolo abed, ‏meriam 1992, ‏bella snow, ‏مالي عزا من دونك, ‏fati88, ‏هيا العمر, ‏khaoula Ci, ‏Hams3, ‏thebluestar, ‏زهرة نضره, ‏Time Out, ‏siham safi 22, ‏شيماء نعيم, ‏Fatooma09, ‏om malk90, ‏شموسه3, ‏داليا انور, ‏Rachad, ‏AsmaSouma, ‏رانياإمام, ‏ابتسام عبدالله, ‏deegoo, ‏Salwaz, ‏lolo.khalili, ‏Hana127, ‏gentle dona, ‏رهف احمد90, ‏ريامي, ‏kagomi, ‏bas bas, ‏toomoo, ‏lob na, ‏Gigi.E Omar, ‏Foooodar, ‏fokria, ‏سرى النجود, ‏نور محمد, ‏aa elkordi, ‏همسة يراع, ‏imi11, ‏sofiasalamanca, ‏بلاكو, ‏ارفق بأحبابك, ‏ايمان حمادة, ‏sou ma, ‏Mai Saeed, ‏Märäĥ sämį, ‏NoOoShy, ‏مالقيت إسم, ‏Karaoki, ‏Renad oday, ‏منالب, ‏جرينمي, ‏نجمه فوق, ‏soma samsoma, ‏همس البدر, ‏drm, ‏نهيل نونا, ‏lolololy909, ‏Niveen gad, ‏نجــد, ‏monefade, ‏نتآلي, ‏نداء1, ‏وعد بالخير, ‏miss baio2, ‏sun 256, ‏امايا, ‏maha_1966, ‏Gouda, ‏joujou ha, ‏بسنت احمد بسنت, ‏رهف ااحمد, ‏بشاايـر, ‏طائره النمنمه, ‏جوزيده, ‏زالاتان, ‏الهدوء صفة الملوك, ‏احلام حازم, ‏knan, ‏totaphd, ‏تفاءل..., ‏داليا حسام, ‏Gogo01, ‏حنان ياسمين, ‏sonal, ‏mirrayben, ‏whisperk, ‏bnk7, ‏يوما ما, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏احاسيس ضائعه, ‏الاوهام, ‏rafalo, ‏hedoq, ‏منوني1, ‏غيداء هلال, ‏eng miroo, ‏غرام العيون, ‏Hager Haleem, ‏Ayooua, ‏مانوش, ‏هبوش 2000, ‏وفيقة2003, ‏~ ورد الجوري ~, ‏raghaaaad, ‏ayaammar, ‏نداء الحق, ‏S.F.MOHAMED, ‏عزه غانم, ‏Layl mohammad, ‏dekaelanteka, ‏سهم الغدر, ‏مينى10, ‏Sonaezz, ‏نجاح جنا, ‏برية انا, ‏doudo, ‏Safo85, ‏mnmhsth, ‏ندى المطر, ‏weaam93, ‏انجوانا, ‏Marmar94, ‏Better, ‏جميلة الجميلات, ‏أماني 99, ‏تالا الاموره, ‏alaa mohammed, ‏randa duidar, ‏عاشقه الازهار, ‏hadelosh, ‏Emmy87, ‏ام وزوجه, ‏atherr_0, ‏Rinalka78, ‏shorty, ‏soe, ‏samar1987, ‏legendgoose, ‏rontii+, ‏العسل المور, ‏riri.com, ‏ستيتش, ‏هاجر جوده, ‏AROOJ, ‏منال فايز حمودى, ‏livelovetyer, ‏tia azar, ‏Esraa98, ‏sara-khawla, ‏atmin, ‏نطنيش !, ‏suhair soso, ‏hatoon_, ‏mareca, ‏زهرة الحزن, ‏mayuoyi, ‏يافا, ‏Noor Alzahraa, ‏صادقة 111, ‏ارقى المنى, ‏توتو2008, ‏ام اموني, ‏حواء بلا تفاح^, ‏wafaa hk, ‏Saratema, ‏Dr FaTi, ‏omnia khmis, ‏b3sh0, ‏فاطمة توتى, ‏Haneen ali, ‏يارا حسن, ‏دعاء 99, ‏كادىياسين, ‏Jojo90, ‏Rasha kazem, ‏flower90, ‏forbescaroline, ‏هيون القحطاني, ‏maria sirine, ‏ايالا, ‏May mohamed, ‏شيمو عصام, ‏nona sa m, ‏اسيرة الكلمات, ‏R.T, ‏Bochra88, ‏mai ahmed 2020, ‏totamohamedusama, ‏sewar44, ‏!!!Atheer, ‏dr kareem, ‏خفوق انفاس, ‏زينب12, ‏عماد فايز, ‏Zaaed, ‏Reanh, ‏Dewdrop.n, ‏onediraction, ‏soosbat, ‏امم حور, ‏مسره الجوريه, ‏د/عين الحياة, ‏ريمين, ‏منة الله*, ‏Dona ashraf, ‏رانيا صلاح, ‏Vardia AL-shater, ‏وردة الزينة, ‏ghdzo, ‏emo 25, ‏محمود أحممد, ‏marwa omari, ‏ghader, ‏Dedi89, ‏عاشقة الحرف, ‏Bnboon, ‏sara8639, ‏امانى خالد, ‏الجميلة النائمه, ‏zahra beja, ‏رودينة محمد, ‏ام حسن ر, ‏Popolh, ‏فيلولة, ‏EkRaM-KH, ‏الخيال الحالم, ‏*سمر*, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏Electron, ‏الطاف ام ملك, ‏ريناد السيد, ‏نوف بنت ابوها, ‏rema232, ‏غروري مصدره أهلي, ‏لينل جرادة, ‏Nana ib, ‏سودوكو, ‏sira sira, ‏مروة صادق, ‏سوزورا, ‏Sarah.44, ‏زهور ساكورا, ‏nona.a, ‏safaa fathy, ‏لولولول, ‏ام يسر, ‏Eman o, ‏Renad omar, ‏najla1982, ‏جرحي العاري, ‏زهرة الكاميلي, ‏مجد بانا, ‏habar, ‏seham26, ‏aml frg, ‏اين انا من احلامى, ‏Fo2eta88, ‏MS_1993, ‏غروب الامل, ‏اسراء الهدى, ‏صمت الهجير, ‏أسيل محمد, ‏روميساء الديب, ‏عطر الاحساس, ‏نور67, ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏نسمة صيف 1, ‏سوسو740, ‏Eta96, ‏tahreer, ‏sosoangle, ‏rosemary.e, ‏غـــزلــ, ‏AYOYAAA, ‏che, ‏ابراهيم و محمود, ‏لميس1, ‏شانزيليزيه, ‏نوره خليل, ‏Sabohaa, ‏ميمونة-, ‏ام ياسر., ‏Mai Sobhy, ‏شوشو العالم, ‏islamabdo017, ‏esraa.ahmed, ‏neno 90, ‏om yassine, ‏ورده علي, ‏mahy15, ‏هناء بدران, ‏شهد المرض, ‏dody abo elwafa, ‏T.rz, ‏tok, ‏n0on11, ‏saraay, ‏خلود سعد, ‏الغفار


Miraal غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG]






https://upload.rewity.com/uploads/14923818623.gif[/IMG]


https://upload.rewity.com/upfiles/kVM53679.gif[/IMG]
رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:33 PM   #3552

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل السادس


لدقيقة كاملة .... لم يتمكن كنان من قول أي شيء .. أو حتى من إبداء أي ردة فعل وهو يحدق إلى وجه شقيقته الوحيدة لأول مرة منذ أشهر ...
رباه .... لقد كانت تبدو بالضبط كآخر مرة أيقظها من النوم .. قبل سنوات لا يذكر حقا عددها .. إلا أنه يذكر المناسبة بالضبط ... لقد كان صباح وصول خبر نجاحها في الثانوية العامة .. لقد كان هو من نقل إليها الخبر لحظة عرفه موقظا إياها من نومها به ..
جامدا مكانه .... ذاهلا ... تمكن من سماع صوت وردة الشبه هامس يقول :- هي جميلة ... كباقي أفراد عائلة الطويل كلهم ..
أطلق ضحكة متقطعة وهو يقول :- جميلة ! .. جمان لم تعتقد قط أنها جميلة .. دائما كانت تظن بأن الجينات الجيدة لآل طويل نسيتها بينما هي تتوزع بين أخوتها الأربعة ...
هزت وردة رأسها وهي تقول :- أنا لا أعني ذاك النوع من الجمال ... الجمال الشكلي ... عنصر يفقد قيمته تماما عندما يترافق مع سوء الخلق ... أنت بالذات يجب أن تعرف هذا جيدا ..
انتزعته كلماته من ذهوله وهو يلتفت نحوها مستنكرا ... ليرى بصرها مركز تماما على جمان وكأنها لم تفكر حقا بما كانت تقوله .. بينما تشير إليها قائلة :- انظر إليها ... إنها تمتلك ذلك السحر الكفيل بجعل أي قلب يذوب فور خضوعه لجاذبيتها ... حتى وهي غائبة عن الوعي .. تكاد تدفعني لنسيان تحفظي و الاقتراب منها ولمسها .. فقط كي أتأكد من أنها حقيقية ...
نظر إليها بينما هي تتكلم ... ترتسم في عينيها نظرة حالمة جعلته يفكر بشيء من ... في الواقع ... لم يعرف كيف كانت مشاعره وهو يتخيلها تلقي تلك الكلمات بينما هي تفكر بريان ... أتراها ترى شقيقه حقا بتلك الصورة ؟؟؟ كشيء لا تستطيع مقاومة الرغبة في الاقتراب منه لا لجمال شكله الخارجي ... بل لأنه يمتلك حقا ما يستحق اهتمام الآخرين ... كما كانت جمان بالضبط ؟؟؟
كما لم يكن هو قط في يوم من الأيام !!
قال بصوت أجش :- تستطيعين لمسها إن أردت ..
أجفلت وهي تنظر إليه .. وكأنها لم تتوقع دعوة كهذه منه .. فهز كتفيه قائلا :- لقد كانت تحب التواصل الجسدي مع الآخرين ... للأسف .. هي لم تنله كثيرا إذ أن أحدا لم يمتلك قط ما يكفي من العطاء كي يمنحها ما تريد .. أنا متأكد بأنها ستكون ممتنة لاقترابك منها ..
ثم ازداد صوته خشونة وهو يقول :- إن كان ما يقوله ريان حقيقيا ... وأنها قادرة على الإحساس بالأشخاص من حولها ... فأنا متأكدة بأنها ستشعر بوجودك ..
قالت برفق :- أظنها ستمتن أكثر لو أنك أنت من منحها ما تريده يا كنان ... صحيح ؟؟؟
رمش بعينيه مرتبكا ... قبل أن يعود لينظر إلى جمان .. متذكرا خلال لحظة كل ما خسره بفقدانه إياها ... وجد فجأة عينيه تغرورقان بالدموع وهو يقترب منها ... متذكرا بأنها الشخص الوحيد الذي أحبه يوما بصدق .. الشخص الوحيد الذي كان كنان يعرف يقينا بأنها إلى جانبه مهما حدث ... ضد كل العالم ..
مد يده يلامس أصابع يدها الباردة ... والمستقرة بدون حياة إلى جانبها .. تشوه نعومتها الخراطيم الموصولة بالغذاء السائل .. جاعلة إياها تبدو أكثر هشاشة ... تلك اللمسة الصغيرة ... دمرت كل حواجزه وجدرانه التي بناها قبل عام حول قلبه ... ليسقط كل تماسكه مرة واحدة وهو يهمس :- معا ... أنا وأنت .. ضد العالم بأسره .. وإلى الأبد .. ألم نعد بعضنا بهذا يا جمان ؟؟ لماذا أخلفت بوعدك الآن ؟؟؟ لماذا ؟؟
تراجعت وردة خطوة إلى الوراء وهي تشعر بالارتباك .. وبغصة في حلقها وهي تراقب مشهدا لم تحسب قط أن تراه ... كنان الطويل وهو يتخلى عن نذالته المعهودة ... فلا يبدو أكثر من مجرد شاب صغير يبكي خسارته شيئا مهما في حياته ...
لقد بدا في هشاشته المؤقتة هذه ... أقرب إلى ريان مما ظنت .. حتى والشبه الجسدي بينهما يتوقف عند القامة الطويلة لا أكثر ..
:- آه ... المعذرة ..
صوت أنثوي خافت جعلها تنتزع عينيها عن الشقيقين .. وتستدير نحو الممرضة الشابة التي نقلت نظرها بينهما بارتباط في البداية ... قبل أن يبدو التمييز على وجهها فور أن دققت النظر في كنان وهي تقول :- آه ... سـ .... سأعود لاحقا ... أنا سعيدة لأنك اخترت أن تدخل لرؤيتها حقا يا سيد كنان ...
كم مرة جاء فيها كنان الطويل لرؤية جمان دون أن يجرؤ حقا على دخول غرفتها ؟؟ تراجعت وردة وهي تتمتم :- أنا أيضا سأغادر ... تستطيع أخذ وقتك .. إذ علي الذهاب لـ .... ممممم .... لمراجعة الحسابات ..
سمعهما كنان تغادرا تاركتين إياه وحده مع جمان ... وكأنهما كانتا تخشيان أن يقرر الرحيل فجأة ... هه .. وكأنه حقا يستطيع الآن التخلي عنها بعد أن تمكن من العثور عليها مجددا ..
جلس فوق الكرسي المجاور للسرير ... ما يزال ممسكا بيدها وهو يهمس بصوت كان ليبكي وردة لو أنها ظلت وسمعته :- سامحيني يا جمان ... سامحيني ..




يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:34 PM   #3553

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كانت تعرف بأنها إن لم تستجب لطلبه منها اللقاء .. فإنه لن يتورع عن الصعود إلى غرفتا ومواجهتها مرغما إياها على قبول تواجدهما معا وحدهما في مكان واحد وهو ما أقسمت يوما على ألا يحدث أبدا ..
عندما طرق الباب عليها أحد موظفي الفندق الكبار .. مخبرا إياها شخصيا عوضا عن الاتصال بها عبر الهاتف الداخلي للغرفة بأن السيد لقمان الطويل ينتظر لقائها في صالة كبار الشخصيات في الفندق .. فكرت للحظة بأن تغلق الباب في وجه الرجل قافلة إياه على نفسها دون أن تعترف بطلب الرجل الذ كان آخر من أرادت قضاء أي وقت معه ...
إلا أنها وبعد مرور لحظات من التفكير بالعواقب .. وتذكير نفسها بأنها عادت بالضبط كي تتوقف عن الهرب .. وأنها لن تهرب الآن من مواجهة الرجل الذي ما عاد قادرا على إيذائها .. ثم تمتمت بهدوء ورباطة جأش بأنها ستلاقيه خلال ربع ساعة ..
لم تطأ قاعة كبار الشخصيات التي كانت خالية إلا منه هو .. إلا بعد مرور نصف ساعة كاملة .. متعمدة التأخير كي توصل له رسالة واضحة بأنها ما عادت تخافه .. أو تحمل سببا يدفعها لمنحه أي نوع من الاحترام .. كأن تصل في الموعد المحدد فلا تتركه ينتظر ...
القاعة الخالية كانت أكثر أناقة من أي مكان سبق وتواجدت فيه .. مكان حقا كان مخصصا للقاء النخبة .. بينما جلس هو فوق زاوية جلوس وثيرة زرقاء اللون ... على المنضدة الزجاجية أمامه كان هناك صينية حملت قدحين من القهوة ... وبعض أطباق الحلويات التي ... رباه ... التي يذكر أنها كانت تحبها ..
وقف فور أن رآها تدخل القاعة ... متأخرة قليلا ... إلا أنه كان في انتظارها منذ عام كامل ... ما الذي تعنيه ربع ساعة أخرى كي يقترب أكثر فأكثر مما يريد ؟
تسارعت خفقات قلبه ككل مرة يقع بصره عليها ... ربما قد خسرت خلال العام الذي غابت فيه دفئها الذي كان يلمسه فائضا منها حتى وأمتار تفصل بينهما .. ربما هي فقدت براءتها التي كانت عيناها تصرخ بها حتى في أكثر لحظاتهما حميمية .. إلا أنه لم يرغب بها قط كما كان يفعل في تلك اللحظة .
ملابسها كانت بسيطة ... إنما أنيقة ومنتقاة بعناية .. مما جعل تفكيره بتقديم والدتها التي سبق لها أن تخلت عنها قبل عقود تاركة إياها لعمها الخسيس أي شيء لها تثير موجة رفض عنيفة داخله .. وحاجة لأن يقتحم خزائنها فيرمي كل ما لديها في سلة المهملات مبدلا إياه بجديد .. إلا أنه اكتفى بمراقبتها وهي تقف للحظة عند دخولها القاعة .. تنقل بصرها حول المكان بشكل كامل قبل أن تصل أنظارها إليه فتتوقف عنده ..
ثم تبدأ بالاقتراب .. هادئة .. واثقة ....... دون أن ترتسم أي مشاعر على وجهها .. في حين غطت مقدمة شعرها الجزء المشوه منه ..
قال بهدوء محييا إياها :- بحر ..
دون أن تقول أي كلمة ... جلست في الضلع الآخر من زاوية الجلوس التي كان ينتظرها عندها وعلى بعد مسافة آمنة منه .. تعقد ساقيها الواحدة فوق الأخرى بأناقة وهي تشيح ببصرها عنه وكأنها لا تطيق حتى النظر إليه ..
هو لم يكن غبيا ... ويعرف جيدا بأنها ما كانت لتقبل لقاءه لولا معرفتها بأنها إن لم تفعل لصعد إليها وأرغمها على الاستماع إليه ... أي شيء ... إلا الانفراد معه في مكان واحد ..
:- هل تجدين النظر إلي صعبا الآن يا بحر ؟؟
قالت بصوتها البعيد :- النظر إليك لا يجلب إلي سوى ذكريات أفضل أن أنساها ..
أحس بانقباض في صدره عندما سمع جوابها ... فسألها :- ألا تستطيعين استحضار لحظة سعيدة واحدة جمعت بيننا ؟؟؟
هنا .. التفتت نحوه تنظر إليه مباشرة وهي تسأله :- وهل تستطيع أنت ؟؟؟
سؤالها صدمه وهو يحاول حقا تذكر لحظة واحدة خلال الأشهر التي كانا فيها معا .. كانت فيها سعيدة حقا .. إلا أنه لم يستطع تذكرها بينما كانت معه إلا وهي خائفة .. متوترة .. قلقة .. وضائعة ..
كيف تراه يستغرب حقا الرفض الذي كان يراه مرتسما عليها بوضوح منذ عودتها ؟؟
قال بصوت مكتوم :- لا ... لا أستطيع .. إلا أنني أنوي تغيير هذا في المستقبل القريب ..
نظرت إليه بجمود قبل أن تقول :- هل تظن حقا أنني سأسمح بأن يكون لك أي دور في حياتي بعد الآن ؟؟؟
:- أنت هنا الآن .... وقد كنت تمتلكين خيار عدم العودة .. إلا أنك عدت .. وهذا يعني أنك لا تكرهينني حقا كما تحاولين الإيحاء لي ..
هزت رأسها وهي تقول :- أنا لا أكرهك ... أنا لا أشعر بأي شيء اتجاهك ..
مال إلى الأمام قليلا وهو يقول آسرا نظرة عينيها :- أنت أحببتني يوما ...
قالت بخشونة :- أنا ظننت بأنني أحبك ... إلا أن الحقيقة .. هي أن ما من امرأة يمكن لها أن تحب رجلا ابتزها .. اغتصبها .. أذلها وأهانها كما فعلت ..
هل شحب وجهه قليلا ... أم أنها تتوهم ؟؟ قال بجفاف :- بغض النظر عن تعريفينا المختلفين تماما لمفهوم الاغتصاب .. أنت أحسست بشيء اتجاهي .. ربما تحاولين إنكار هذا الآن .. إلا أنني كنت أراه واضحا في عينيك .. في لمساتك .. في استجابتك لي .. إن لم يكن ذاك حبا .. فماذا تراه يكون ؟؟
صمتت لحظة .. وكأن كلماته التي كانت ربما أكثر حميمية مما خطط له قد أيقظت كل غضبها نحوه وهي تقول :- ذاك لم يكن حبا ..
:- ماذا تسمينه إذن ؟
أشاحت بوجهها وهي تقول بجمود :- أنا كنت فتاة حمقاء وضعيفة .. وجائعة حتى الصميم إلى صورة أب في حياتها ..
اتسعت عيناه بعدم تصديق وهو يقول :- أتقولين بأنك كنت ترين بي صورة والدك الذي لم تعرفيه ؟؟
:- حسنا ... أنت سمعت من قبل عن عقدة أوديب .. صحيح ؟
في التاسعة والثلاثين من عمره ... لم يسبق للقمان أن واجه من امتلك الجرأة على أن يهينه بهذه البساطة كما فعلت بحر الوالي بعبارة واحدة .. نفت خلالها حبها له .. وأشارت أيضا إلى فرق السن بينهما في الآن ذاته .. وبدلا من أن يغضب .. أو حتى أن يشعر بالإهانة .. أحس لقمان بشيء مألوف يتحرك في صدره .. شيء لم يكن يحس به إلا خلال لحظات وجودها نائمة بين ذراعيه .. عندما كانت مشاعره تتضخم داخله فما يعود قادرا على احتوائها ..
قال محاولا التزام الهدوء .. في حين خانه صوته الذي اخشوشن قليلا :- لم يكن في علاقتنا أي شيء أبوي يا بحر ..
بدلا من أن تشرف تعليقه برد .. التفتت نحوه تنظر إليه قائلة :- ما الذي تريده مني بالضبط ؟؟
:- أنت تعرفين جيدا ما أريده منك ..
:- أنا أريد أن أسمع تقولها ..
:- أريدك أن تعودي إلي ..
بالرغم من أنها كانت تتوقع رؤيته من جديد قبل حتى أن تقرر العودة .. مدركة بأنه لن يتقبل أبدا خروجها بتلك الطريقة من حياته دون أن يتخذ هو القرار .. كانت تعرف بأنه لن يتركها وشأنها .. بالرغم من هذا .. مجرد قوله للكلمة ضخ نارا في عروقها أيقظ فجأة كل غضبها الدفين .. ودفعها لتناول حقيبتها الصغيرة وتقف وهي تهس من بين أنفاسها :- كيف تجرؤ ؟؟ كيف تجرؤ ؟؟
ثم وبدون أن تنتظر ردا منه على سؤالها ... اندفعت خارجة من المكان تاركة إياه يراقبها تختفي بهدوء .. قبل أن ينهض بدوره مغادرا المكان ..






يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:35 PM   #3554

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- خالد .. أهذا أنت ؟؟
أغمض عينيه وهو يسمع صوت والدته يناديه من غرفة الجلوس متسائلا إن كان عليه الاستدارة والعودة من حيث جاء كي يتحاشى الحديث لذي كان يعرف بأنه ينتظره منذ رآها تبحث عنه صباحا فتسلل دون أن تراه مغادرا إلى عمله .. متجاهلا اتصالاتها طوال اليوم ..
ثم تذكر بأنه لا يمتلك مكانا آخر يذهب إليه مادام ابنه هنا .. لقد كان وكأن حبلا غير مرئي يسحبه في كل مرة تسول له نفسه الرحيل والهرب .. ليعود صاغرا كالكوكب حين يدور رغما عنه حول شمسه .. مقيدا بمساره المكتوب له ..
فقد كل خياراته عندما ظهرت أمامه فجأة .. ترسم على شفتيها تلك الابتسامة التي يعرفها جيدا .. الابتسامة المتحفظة والتي تحاول دائما أن تخفي ورائها وبدون نجاح شيئا تخطط له ..
:- مساء الخير يا خالد .... أرى أنك قد جئت مبكرا ... هذا جيد ..
إن اعتبرت والدته وصوله إلى بيته في تمام الساعة الثامنة والنصف مبكرا.. من يكون هو كي يعترض ؟
:- أردت التحدث إليك ... لم لا تنضم إلي في غرفة الجلوس .. ناهد ترضع ماجد في غرفته إن كنت تتساءل عن مكانها ..
حسنا ... هو لم يكن يفكر في ناهد على الإطلاق .. إلا أن معرفته بأن ابنه يلقى الاهتمام والعناية الكافيين هو أمر مطمئن .. سار برفقة والدته إلى غرفة الجلوس الصغيرة والحميمية الديكور .. وكالعادة كلما دخل أي زاوية من بيت عائلته الكبير والذي عاش فيه طوال حياته .. لم يستطع منع نفسه من تصور قمر .. لمحات مختلفة لها .. على الأريكة الكبيرة ترقد بارتياح بينما هي تتصفح مجلة أزياء .. فوق المقعد الكبير وهي تتحدث مع شمس هاتفيا بينما تتشاجر معها حول أمر سخيف مما يتشاجر التوائم حوله طوال الوقت .. الطريقة التي كانت تقفز فيها لتسترق النظر عبر زجاج النافذة مزيحة الستائر الثقيلة عن طريقها في محاولة منها لمعرفة سر ضجة مفاجئة قدمت من حديقة المنزل ..
رباه ... وكأنها ما تزال تعيش هنا .. في بيته وفي عامله .. كما في قلبه بالضبط ..
:- كنت أود التحدث إليك حول ناهد ..
التفت نحو والدته دون أن يتمكن من منحها تركيزه كاملا .. فتابعت :- هي تبدو مكتئبة في الآونة الأخيرة .. وأنا لا ألومها بما أنها تمكث في المنزل معظم الوقت منذ إنجابها لماجد .. خاصة بعد تركها عملها في الجامعة كي تبقى معه وتهتم به كما يجب .. ألم تلاحظ هذا ؟؟
قطب مفكرا وهو يقول :- لا ... لم ألاحظ أي علامات اكتئاب عليها .. هي تبدو لي طبيعية تماما ..
عبست وهي تقول :- حسنا ... لو أنك تهتم بها قليلا للاحظت هذا .. إلا أنك أكثر إهمالا وانشغالا من أن تفعل ..
قال بنفاذ صبر :- أنا مشغول بالفعل .. ولا وقت لدي لمهادنتها ومحاولة تسليتها .. لهذا الهدف بالذات اخترعت وسائل الترفيه المختلفة .. كي تترك الزوجات أزواجهن وشأنهك .. كما أنها تمتلك سيارة .. وتستطيع الخروج أينما أرادت ..
:- هذا ما أقصده بالضبط ... هي تستطيع الخروج أينما أرادت إلا أنها تختار أن تبقى في البيت .. هي حتى لا تزور والديها .. ربما أنت لا تلاحظ علامات اكتئابها إلا أنني أفعل ... ومن السيء لامرأة مرضعة أن تنقل مشاعر سلبية لرضيعها عبر حليبها ..
نظر إليها غير مصدق وهو يقول :- هل تحاولين حقا إقناعي بكلام المشعوذات هذا ؟؟
:- هذه حقيقة علمية لم آت بها من فراغ ...
رفع يده يقرص قصبة أنفه محاولا مكافحة الصداع الذي بدأ يتصاعد منذ حاصرته والدته مرغمة إياه على الاستماع إليها .. قال بنزق :- ما الذي تريدينه أمي ؟؟
:- أن تذهب إلى ناهد .. فتطلب منها الخروج معك في سهرة خارج المنزل ..
حدق بها للحظة قبل أن يقول :- هل تمزحين ؟؟؟ وماذا عن ماجد ؟؟
:- سأهتم به أنا .. يستطيع البقاء بدون والدته لساعتين ريثما تذهبان لتناول العشاء خارجا ..
قال من بين أسنانه :- أولا .. الوقت متأخر .. ثانيا أنا مرهق .. ولست في مزاج يسمح لي بالخروج من المنزل .. ثالثا ...
قاطعته متابعة بغضب :- ثالثا .. أنت لا تهتم كفاية بأمر ناهد كي تتعب نفسك بقضاء ساعتين معها وحدكما خارج المنزل ..
:- أمي ...
:- لا ... استمع إلي جيدا يا خالد ... أنا لن أسمح لك بأن تظلم الفتاة والتي كان كل ذنبها هو ....
قاطع هو والدته هذه المرة بخشونة قائلا :- التي كان كل ذنبها أن تمكنت من جري كما فعلت أنت وعبير لخسارة قمر لأجلها ... أليس هذا ما كنت ترغبين في قوله ؟؟ أم أنك أكثر جبنا من أن تذكري قمر حتى ..
بدلا من أن يرهبها بهجومه المفاجئ .. قالت بصرامة :- ناهد هي زوجتك الآن .... لا قمر ..
عندها ... فقد كل قدرته على تمالك أعصابه وهو يهتف بها منفجرا :- قمر هي زوجتي ... وستظل كذلك ما حييت ... ربما هي طلبت الطلاق ... ربما هي حصلت عليه .. إلا أنها ستعود من جديد ..
بدأ اليأس يتمكن من السيدة فخر وهي تقول :- خالد ... استمع إلي .. أنت ...
:- لا يا أمي ... أنت استمعي إلي وأنا أعبر لك عن عدم تصديقي لنسيانك هذا لست سنوات عاشت خلالها قمر في هذا المنزل كأكثر من ابنة لك .. كيف .. كيف تستطيعين متابعة حياتك والتظاهر بأنها لم تتواجد فيها قط .. كيف ؟؟ أخبريني فقط بالطريقة لأنني أنا نفسي لا أستطيع ..
تحرك قبل أن تتمكن من التعليق ... وأمسك آنية زجاجية من فوق المنضدة الخشبية الأثرية .. آنية تراصت فوقها أزهار طبيعية جميلة مقطوفة على الأرجح ذاك الصباح من حديقة المنزل وقال :- هذه الآنية ... اشترتها قمر ووضعتها هنا قبل سنوات عندما بدأت بزراعة الحديقة وملئها بالزهور .. كيف تستطيعين النظر إليها دون أن تفكري بها ..
أطلقت صيحة مكتومة عندما رمى الآنية فجأة لتصطدم بالحائط فتتحطم مرة واحدة متحولة إلى مئات الشظايا .. ثم تحرك نحو لوحة كبيرة غطت جزءا من أحد الجدران وقد مثلت مشهدا بديعا للبحر .. وانتزعها من مكانها هاتفا :- هذه اللوحة كانت هدية منها لك على عيد ميلادك ... أتذكرين هذا يا أمي .. أم أنك أيضا اخترت الفصل بين استمتاعك بها وحقيقة أن قمر هي من اشتراها ..
أيضا قذف باللوحة على الأرض بعنف وهو يتحرك نحو الطرف الآخر من الغرفة لتمسك والدته بذراعه هاتفة به بشيء من الهستيرية :- خالد ... توقف .. أرجوك .. أنت تقتلني ... تقتلني ..
هتف بها بصوت أجش :- أنت تقتلينني يا أمي ... تقتلينني عندما تتظاهرين بأنك لا ترين ألمي .. عندما تتوقعين مني أن أنسى امرأة أنا لم أحببها فحسب .. أنا عشقتها بكل حواسي .. بكل قلبي وروحي .. بكل قطرة دم تسري في جسدي .. أنت تقتلينني عندما تفترضين بأنني أستطيع بكل سهولة أن أستبدلها بامرأة أخرى لمجرد أنها قد منحتني طفلا .. فلتعلمي إذن يا أمي ... ماجد هو حياتي ... إلا أنه أبدا لا يستطيع ملأ تلك الفجوة السحيقة من الفراغ داخل روحي ... وإن ظننت أن أي شخص يستطيع العيش بسعادة مقتاتا على مشاعر الأبوة وحدها ... فأنت مخطئة ...
سالت الدموع من عينيها وهي تهتف بحرقة :- أنت أحببت ناهد أيضا ... أحببتها ... وهي زوجتك الآن لا قمر .. وهي تستطيع ملأ تلك الفجوة فقط لو أنك تسمح لها ...
هز رأٍسه وهو يقول بألم :0 لا تفهمينني .... لا تفهمينني يا أمي ولن تفعلي أبدا ..
هتفت بغضب يائس :- قمر هي من تخلى عنك في حين ظلت ناهد معك ... قمر هي من رفض أن يمنحك أو يضحي لأجلك بينما كانت ناهد هي من قدم لك كل شيء ..
قال بصوت مكتوم :- لا يا أمي ... ناهد منحتني ابنا لا أكثر ... وهذا بعيد كل البعد عن الكل شيء .. أما عن تخلي قمر عني ... أنا كنت لأقتلها لو أنها أحبت أو لامست أو عاشرت رجلا آخر بينما هي زوجتي .. إلى هذا الحد أحبها ... وإلى هذا الحد هي أحبتني .. ربما أنا كنت رافضا لرؤية هذا في حينها خوفا من خسارتها .. إلا أنها الحقيقة .. قمر ما كانت تركتني لو أنها لم تبادلني مشاعري بالقوة ذاتها ..
:- إلا أنها رحلت ... رحلت ... وهي لن تعود إليك حتى تتخلى عن ناهد وتطلقها .. وأنت لن تتخلى عن أم ابنك .. أنا ربيتك ... وأعرف أنك لن تفعل هذا أبدا ..
أطلق ضحكة مريرة وهو يحرر ذراعه من قبضة والدته قائلا :- أتظنين قمر تعود إلي حقا لو أنني طلقت ناهد ؟؟ أنت لا تعرفين قمر على الإطلاق يا أمي ... كل شيء ... أو لا شيء إطلاقا .. هكذا كان كل ما تفعله في حياتها .. ابتداءً من حبها المطلق لي عندما منحتني قطعة من جسدها دون انتظار لمقابل قبل سبع سنوات .. وانتهاء بتركها لي وتخليها دون تردد عندما لم أمنحها التفاني ذاته .
هزت رأسها قائلة :- لماذا تتعب نفسك بالركض وراء أمل مستحيل إن كنت تعرف هذا .. إن كنت تدرك بأنها لن تعود إليك أبدا ... لماذا تصر على ربط سعادتك بشيء تعرف بأنه لن يحدث ؟
قال بحزم :- لأنني لن أيأس ... لأنني لن أتوقف حتى أقنعها بأنها هي الأخرى لن تكون سعيدة إلا معي .. في بيتي وبين ذراعي .. أعدك يا أمي بأنها ستعود سيدة لهذا المنزل كما كانت لست سنوات كاملة .. ستعود لأنني مستعد لفعل أي شيء ... أي شيء مقابل أن تفعل ..
تجاوزها نحو باب الغرفة فهتفت به :- إلى أين تذهب ؟؟
قال دون أن ينظر إليها فاتحا الباب ومتجاوزا إياه :- لا تنتظري عودتي هذه الليلة ...
ظلت واقفة مكانها تحدق في إثره ذاهلة حتى سمعت محرك سيارته يهدر بعنف أمام المنزل ... عندها فقط ... تركت العنان لدموعها .. وأجهشت في بكاء مرير وهي تهتف :- لن أسامحك يا قمر ... لن أسامحك أبدا





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:36 PM   #3555

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كانت قمر مستغرقة تماما في التحديق بشيء في هاتفها عندما دخلت شمس كالعادة محدثة أكبر ضجة ممكنة وهي تصيح :- لقد أخبرت خالتك بأنني قادمة للعشاء .. أقسم أنني أخبرتها .. التفسير الوحيد لطهيها الوجبة الوحيدة التي باتت تضايقني منذ بداية حملي هو كرهها لي ..
أزاحت قمر هاتفها وهي ترغم نفسها على الابتسام قائلة :- هي تحبك .. المشكلة هي أنها تحبني أكثر .. لذا طهت ما أحبه أنا ..
رمت شمس نفسها فوق سرير قمر لتجلس إلى جانبها قائلة :- هذا غير عادل على الإطلاق .. أعني أنك تضاهين نور في الطهي .. بينما لا أجيد أنا قلي بيضة .. وإن كنت لا تعلمين .. أحتاج للتغذية المناسبة كي لا يرث ابني المستقبلي قامتي القصيرة هذه ..
أجفلت قمر عندما مدت شمس يدها بتلقائية فور أن استقرت إلى جانبها لتسحب الهاتف من حجرها دون أن تبالي بصيحتها المعترضة .. فتحت شمس الهاتف أمام وعيد قمر الغاضب وهي تحاول استعادته دون فائدة .. ونظرت مباشرة إلى الصورة التي كانت قمر تنظر إليها لفترة طويلة قبل وصولها .. والتي كانت سببا بنظرة الحزن العميقة التي ضبطتها في عينيها لحظة دخولها الغرفة ..
عادت تنظر إلى قمر التي توقفت فجأة عن القتال ووجهها يفقد كل تعابيره مكتسيا بالجمود .. ثم سألتها بجمود :- هل هذا ابن خالد ؟؟
لم تجب قمر .. إلا أن شمس لم تكن بحاجة لأن تسمع الإجابة كي تعرفها .. قالت من بين أسنانها :- من أرسلها لك ؟؟ الساقطة عبير .. صحيح ؟؟ تلك الحقيرة .. أقسم أنني لو رأيتها صدفة في الشارع .. لقضت بسبب ما سأفعله بها أسبوعا تحاول العثور على أصابع قدميها دون نجاح إلا من خلال عملية جراحية ..
قالت قمر بتشنج :- أنا لست غاضبة ..
:- لست غاضبة !! لسسست غاااضبة !!! حسنا.. أنا غاضبة .. وأخشى أن عبير لن تكون الشخص الذي سيحتاج لعملية هذا المساء ..
عادت قمر تتنهد وهي تقول :- شمس ... أنا حقا لست غاضبة .. وتأملي لصورة الطفل .. لم تسبب لي أي ألم .. على العكس .. أنا سعيدة لأن انتهاء زواجنا .. وخسارتي حبا كبيرا كحبنا .. لم ينتهي عبثا على الأقل .. خالد أب الآن .. لديه طفل ماكنت أستطيع أن أقدمه له .. وأنا لم أكن أرغب منذ البداية إلا بأن يكون سعيدا .. إن لم يكن معي فمع غيري .. أم تراك نسيت أنني أنا من طلب الطلاق أولا وقبل حتى أن يتزوج من ناهد ؟؟
عبست شمس وهي تقول :- طبعا لم أنسى أغبى عمل قمت به في حياتك .. لقد خسرت الرجل الذي تحبين .. والذي كان مستعدا للتضحية بكل شيء لأجل البقاء معك ..
ارتسمت ابتسامة حزينة على وجه قمر وهي تقول :- انظري إلى صورته يا شمس ... انظري إليه ..
نظرت شمس بعد لحظة تردد نحو صورة الطفل الرضيع الذي اعتلت رأسه شعيرات شقراء قصيرة .. بينما كان يحدق في الكاميرا بعينين لم يتحدد لونهما بعد .. إنما حملتا براءة جعلتها عاجزة عن كرهه مهما كان حقدها على والديه كبيرا ..
سألتها قمر بصوت خافت :- هل كنت لتتخلين عن الحصول على مثله لأجل أي شيء في العالم ؟؟
امتدت يد شمس تلقائيا نحو بطنها التي كانت ما تزال محتفظة بتسطحها .. شاعرة بالحمائية والخوف يجتاحانها كليا ... لا ... هي ما كانت لتتخلى عن ابنها مقابل أي شيء في الدنيا .. وهي قد سبق لها وعرفت معنى أن تخسر ابنا قبل حتى أن يتسنى لها أن تنجبه ..
:- لقد سماه ماجد على اسم أبيه ... كما كنا نخطط في الماضي بالضبط .. أنا لست حاقدة عليه لأنه قد أنجب طفلا يا شمس .. وكيف أنكر عليه سعادة كهذه قدر لي ألا اعرفها قط ؟؟؟
تمتمت شمس :- ما دمت لست حاقدة عليه ... أنا لا أفهم لماذا تحكمين على نفسك بتعاسة أبدية برحيلك عنه .. ربما هو تزوج .. ربما هو أنجب .. إلا أنه ما يزال يحبك .. ما يزال يريدك ..
بدون أي تردد .. هدر صوت قمر يقول بوحشية:- أبدا .... أبدا لن يلمس جسدي رجل يعاشر امرأة أخرى .. أبدا أبدا ..
تمتمت شمس بعد لحظة صمت :- هناك نساء لا يمانعن هذا يا قمر .. على الأقل ليس لفترة طويلة .. إذ أنه لم يرتكب فعليا أي جرم شرعي أو قانوني ..
هتفت بخشونة :- نساء آخريات ... لا أنا ... مجرد التفكير به معها ... يحرق أعماقي حرقا وكأن أحدا يصب حديدا مصهورا فوق قلبي مباشرة ... أنا لن أسامحه لأنه قد جمعني بها .. لأنه قد فكر للحظة بأنني قد أقبل .. أو أتنازل .. أو أسمح لنفسي بأن أشهد آثارها عليه .. لو أنه صدق حقا بأن هذا لن يذبحني في الصميم .. فهو أبدا لم يحببني بالطريقة نفسها التي أحببته بها ..
صمتت شمس للحظات ثم قالت :- حسنا ... أنتما خسرتما زواجا ناجحا .. وحبا كبيرا .. هو كسب زوجة أخرى وابنا .. ماذا عنك .. ما الذي ربحته من هذا الطلاق ؟؟
أجابت على الفور :- ربحت نفسي ...
هزت شمس رأسها قائلة :- لا يكفي ... هذا لا يكفي .. على الأقل لفترة طويلة .. ستحتاجين لوجود شخص يملأ هذا الفراغ الهائل في حياته ..
قالت قمر بقسوة :- سأفعل ... أعدك بأنني سأفعل .. وعندها .. أنا لن أتردد لحظة في رمي خالد وكل ذكرياته وراء ظهري وإلى الأبد ..
ثم أشاحت بوجهها وهي تقول :- إنما ليس الآن ... أبدا ليس الآن ..
وليس في وقت قريب ... لم تقلها قمر بصوت عال ... إلا أن شمس أدركتها وأحست بها .. بل وصدقتها أيضا .. قمر ستحتاج إلى الكثير كي تتمكن من البدء من جديد حقا ... مهما كانت تبدو الآن قوية ومستعدة للتغيير .. وشمس تتمنى فقط أن تكون قمر صادقة على الأقل في المحاولة إذ أنها تعرف بالضبط ما يعنيه أن يخسر أحدهم حبا كبيرا كذاك الذي جمع بين قمر وخالد .. حبا لا يمكن أبدا أن يتكرر مجددا ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:37 PM   #3556

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

رباه .... كيف لكل ما عملت لأجله خلال عام كامل أن ينهار مرة واحدة وبواسطة عبارة واحدة ؟
( أريدك أن تعودي إلي )
كل الألم ... كل الغضب ... كل القهر الذي تمكنت من كبحه داخل قلبها .. كل المشاعر العنيفة التي كانت تحبسها داخلها متسلحة بالقدرة الكبيرة لديها على إخفاء مشاعرها والتي اكتسبتها خلال السنوات التي قضتها في منزل عمها تحاول فيها أن تنجو بتحاشيها بطشه .. كانت تهدد بالعودة مرة واحدة لتطفو فوق السطح مهددة بتحطيم كل تحكمها بنفسها ....
كيف يجرؤ ؟؟؟ كيف يجرؤ ؟؟؟
( أريدك أن تعودي إلي )
هكذا .. بكل بساطة ! .. وكأنه لم يدمر حياتها بأنانيته .. بقسوته .. بغروره وجبروته .. وكأنها تستطيع حقا أن تنسى كل شيء .. فتتظاهر بأنه لم يحدث قط .. وتعود لتلعب دور العاهرة في حياته من جديد ..
طرقات الباب الهادئة أجفلتها ... وجعلتها تلقائيا تمسح وجهها بيديها المرتعشتين علها تسيطر على مشاعرها وتستعد لمواجهة أي كان قد اختار طرق باب غرفتها الآن ..
عندما فتحت الباب ... كان آخر ما توقعته هو أن ترى لقمان نفسه واقفا وراءه .. أبدا لم تتخيل أنه قد يتخلى عن غروره فيتنازل ويأتي هو إليها .. إلا أنه قد فعل .. وجهه مظلم وملامحه جامدة .. أغلقت الباب تلقائيا وبعنف في وجهه .. إلا أنها لم تستطع صفقه عندما أحالت يده التي لم تجد أي صعوبة في دفعه مانعة إياه من الانغلاق التام .. بغضب وإحباط ... تراجعت مدركة بأنها أبدا لن تتمكن من مضاهاة قوته .. وتركته يدخل إلى الغرفة مغلقا الباب بهدوء ..
للحظات .. ظل كل منهما ينظر إلى الآخر .. الصمت في الغرفة الصغيرة كان مشحونا إلى حد كانت تتوقع أن تنفجر ذرات الهواء من حولها في أي لحظة .. لم تدرك بأن قلبها كان يخفق بقوة ... بأن أنفاسها كانت تتردد داخل صدرها بعنف جعل زفيرها مسموعا .. بينما كانت عيناها تحدقان بكيانه الضخم والقوي والذي احتل على الفور معظم المساحة بحضوره المألوف الطغيان ... حتى قال بهدوء :- ظننت بأنك ما عدت تشعرين بشيء نحوي ..
قالت بخشونة :- هذا صحيح ..
:- لماذا جسدك .. وأنفاسك .. ونظرات عينيك تقول العكس ؟؟؟
رباه .... تبا لك يا لقمان الطويل ... تبا لك .. قالت من بين أسنانها :- أنت مخطئ .. أنت أخطأت فهمها لا أكثر .. إذ كل ما أريده في هذه اللحظة هو ضربك .. وضربك حتى أدمي قبضتي ..
ابتسم ... هل ابتسم حقا ؟؟ هل ظنها حقا لا تضربه ؟؟ رباه ... لكم ترغب بأن تزيل تلك الابتسامة عن وجهه ..
:- لم لا تفعلين إذن ؟؟؟
ردت على الفور :- أنا لن ألمسك .. لو كانت حياتي كلها تتوقف على هذا .. ما الذي تريده مني ؟؟؟ لماذا لحقت بي إلى هنا ؟؟ ظننت بأنني كنت واضحة عندما أظهرت عدم رغبتي بالاستماع إليك ..
:- لسوء حظك ... أنا لا أرضى بلا كجواب دون قتال كافي ..
تلون وجهها بالغضب وهي تقول :- أنا أعرف جيدا كيف تحظى بالنعم التي تريد يا لقمان الطويل .. بالابتزاز والتهديد .. وربما بالعنف والإكراه أيضا ..
قسا وجهه وهو يقول :- أنا .. لم أرغمك على شيء حقا .. أنت امتلكت حرية اختيار طريقك بنفسك دائما ..
وجدت نفسها تضحك وهي تقول :- حقا ؟؟ هل تسمي تخييري بين دخولي السجن وأن أكون عاهرتك الخاصة حرية اختيار ؟؟؟
كز على أسنانه قائلا بغضب :- أنا لم أعتبرك عاهرة قط ..
هزت رأسها لتتحرر عدة خصلات من شعرها من عقالها فتحيط بوجهها مانحة إياه نعومة ورقة ذكرته ببحر التي عرفها قبل عام من الآن .. قبل أن يتحجر قلبها بسبب أفعاله بها فتستحيل إلى هذا الكائن البارد القاسي الذي كان يقف أمامه :- طوال وجودي معك .. لم أشعر قط إلا بأني عاهرة .. لا أكثر ولا أقل ..
وجد نفسه يفقد غضبه فجأة وهو يكرر :- أنا لم أعتبرك عاهرة قط ..
تراجعت خطوة إلى الوراء .. تحاول جاهدة السيطرة على مشاعرها .. كان قادرا على رؤيتها تصارع كي تحافظ على هدوئها .. كي تخفي عنه الأذى الذي سببه لها .. و الضرر الذي ألحقه بروحها ..
تراجعت مبتعدة عنه إلا أنها لم تزده إلا رغبة في مد يده والامساك بها .. وتقريبها منه وقد كان قادرا خلال المساحة الصغيرة للغرفة على أن يتنفس عطرها الرقيق .. ويشعر بدفء جسدها المألوف .. ليزيد من حاجته بالإحساس بها ملتصقة به .. وجزءً من جسده ..
قالت بصوت أقل عنفا هذه المرة .. وكأنها قد تمكنت فعلا من السيطرة على انفعالها :- ليس هذا ما كان لسان حالك يقوله قبل عام من الآن ..
قال بصوت أجش :- لساني هذا كان خائفا آنذاك .. ورافضا الاعتراف بأهمية وجودك معي ..
رفعت إليه عينيه الزرقاوين .. تنظر إليه بشيء من التأمل .. وكأنها لم تتوقع أن تسمع من لقمان الحكيم نفسه اعترافا كهذا بالضعف .. ثم قالت بصوت مكتوم :- لحسن الحظ ... أنا ما عدت اهتم بعد الآن .. لا لما يقوله لسانك .. ولا لما يعرض عن قوله ..
قال مسيطرا على مشاعره التي لم تكن تفلت من عقالها إلا في حضورها .. إلا نتيجة لردود أفعالها :- ستهتمين بعد أن تستمعي إلى ما سأقوله ..
قالت بخشونة وبامتعاض :- إن كنت ستكرر على مسامعي من جديد رغبتك في عودتي إليك فأنت تهدر أنفاسك .. أنا أبدا لن أعود إليك ..
لم تتغير ملامحه وهو يقول :- لا ... ليس هذا ما أردت قوله لك ...
عندما خطا خطوة أخرى نحوها .. انتفضت وهي تشعر بحجم الغرفة يتقلص .. لتتراجع تلقائيا إلى الخلف .. لا خوفا منه.. إذ أنها لم تخفه قط .. إنما خوفا من أن يحاول بأي طريقة الضغط عليها .. مدركة بأنه قادر كما كان دائما على انتزاع النعم منها لتبدو وكأنها خرجت بكامل إرادتها ...
هذه الفكرة وحدها ... دفعت قوة كبيرة لتسري بين عروقها .. توقفت وهي تهس في وجهه :- لا تقترب ..
توقف على الفور وبدون تردد .. ينظر إليها متفكرا وهو يقول بهدوء :- سيقيم والدي حفلا في الأسبوع القادم ..
:- ولماذا يهمني أن أعرف بالأمر ؟؟؟
لم تتغير ملامحه أو تهتر أمام سؤالها المستهتر .. إلا أنها تمكنت من تمييز تلك النظرة القاسية في عينيه .. النظرة التي تعرف معها بأن شيئا لن يحيد لقمان الطويل على الحصول على ما يريده في تلك اللحظة بينما قال :- الأمر يهمك ... لأنك سترافقينني إليها يا بحر ... سترافقينني إليها أمام الجميع كزوجتي ..





يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:39 PM   #3557

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

للحظات .. ظلت تنظر إليه وكأنها لا تصدق حقا ما يقوله ... قبل أن تطلق ضحكة استنكار وهي تقول :- هل أنت جاد ؟؟ هل تصدق حقا بأنني سأحضر حفلا تقيمه عائلتك ؟؟؟ حفل تحضره المدينة بأسرها على الأرجح .. المدينة التي عرفت قبل عام فقط ما أكونه في حياتك بالضبط ..
بدا وكأن كلماتها كانت تجد طريقها أخيرا نحو استفزازه وهو يضغط على حروفه قائلا :- وما الذي كنته في حياتي بالضبط يا بحر ؟؟؟ أنت كنت زوجتي ... زواجنا لم يكن مثبتا بعكس الآن .. وأنا أريد العالم بأسره أن يعرف بأنك زوجتي ..
هتفت به :- أنا لا أعرف الأسباب التي غيرت رأيك فجأة بعد كل هذا الوقت ... إلا أنني لا أمتلك سببا واحدا يدفعني للرغبة بمواجهة هؤلاء الأشخاص الذين حكموا علي في الماضي .. أو أن يعرفوا بأنني ما زلت أرتبط بك بأي طريقة ..
:- أنت تمتلكين سببا مهما للغاية ؟؟
قالت باستهزاء :- وما هو بالضبط ؟؟
قال بحزم :- الانتقام !
الكلمة صفعتها .. وهزت دفاعاتها كل ها للحظة .. الانتقام !! .. لماذا تبدو الكلمة غريبة ومريرة الطعم وهي تقلبها فوق لسانها .. قالت بتجهم :- أنا لا أريد الانتقام من أحد ..
التوى فمه بابتسامة صغيرة ساخرة وهو يقول :- لقد كنت تهددين بضربي قبل دقائق .. أتنكرين بأن الرغبة بالانتقام تملؤك من رأسك حتى أخمص قدميك ؟؟
كل خلية في عقلها كانت تنكر الفكرة ... ترفضها .. إلا أن النار التي كانت تسري في جسدها .. وتنتشر في أطرافها حارقة .. وخفقات قلبها العنيفة وهي تدوي بالكلمة .. كانت تبث حيرة غير مرغوب بها داخلها وهي تقول بامتعاض :- أنت تعطي نفسك الكثير من الاهمية ..
تجرأ بالاقتراب أكثر .. فلم تتراجع هذه المرة .. وكأن انشغال كيانها بالكلمة التي صدمتها بالتناغم الذي تلقته من كل غرائزها شتت كل نقاط الحذر لديها .. قال بهدوء :- أنت تنكرين هذا .. إلا أنك هنا .. في الوطن .. ألا تثبت عودتك هذه رغبتك في الانتقام مني .. ومن كل من سبب لك الأذى يوما ؟
قالت بتوتر :- أنا عدت لأجل نفسي ... أنا عدت لأنني ما كنت لأظل هاربة طوال حياتي .. لأنني ما كنت لأسمح لك بتدمير ما تبقى مني بحرمانك إياي من كل شيء لم تأخذه مني بعد ..
أطلق نفسا عنيفا وهو يقول بصوت أجش :- أما زلت تظنين بأنك تمتلكين أي شيء يا بحر ؟
شحب وجهها وكلماته تباغتها .. بينما يتابع :- أنت تقفين أمامي في هذه اللحظة .. عارية تماما من كل ما يستحق أي انسان أن يحظى به كي يتمسك بآدميته .. أنا كما سبق وقلت سابقا .. انتزعت منك خياراتك .. أرغمتك على الزواج مني .. أهنتك .. أذللتك .. ثم خذلتك .. وتقولين بأنك لا تريدين الانتقام مني !
هتفت بغضب :- أنت مخطئ ...
اقترب أكثر ... حتى باتت المسافة الفاصلة بينهما ضئيلة بحيث كان قادرا عل الإحساس بجسدها الرقيق قريبا .. دافئا .. مغريا .. فاحتاج لاستخدام كل ما لديه من قوة كي يكبح نفسه عن فعل ما يعرف بأنه سيندم عليه .. ثم تابع :- ألم تدخلي السجن وتتهمي زورا بالسرقة بسببي ؟؟؟
:- لم تكن أنت من اتهمني ... لقد كانت زوجة أبيك هي من فعل ..
:- إلا أنها فعلت بسببي .. كما أنني أنا لم أصدقك عندما أخبرتني بأنك بريئة .. رغم أنك لم تمنحيني قط سببا يدفعني لتصديق الأسوأ عنك ..
رفعت رأسها وهي تقول مواجهة نظراته العاصفة :- أنت كنت رجلا مريضا ... رجلا شوه التاريخ حياته .. وعقله .. وقلبه .. وثقته بالآخرين .. صدق أو لا تصدق ... أنا لا ألومك أبدا على اتهام آمال الطويل لي بالسرقة .. كما لا ألومك على عدم تصديقك لي .. لماذا كنت لتكذب امرأة كانت والدة لك لسنوات طويلة .. فتصدق أخرى لم تمتلك لصالحها سوى رغبتك باستخدام جسدها في متعة وقتية ؟؟
الطريقة التي كانت دائما فيها تصف ما كان بينهما بها .. كانت تمزقه .. خاصة وهو يرى ما وراء هدوءها وثباتها المثيرين للإعجاب .. لقد كان يرى الفتاة الهشة التي حطمت معاملته الرخيصة لها كل احترام امتلكته قط اتجاه نفسها .. قال بخشونة :- حقا ... ألا تلومينني أيضا على استعمالي لك ... على ابتزازي لك .. على معاملتي السيئة لك ..
رفعت ذقنها وهي تقول بازدراء :- أنت لقمان الحكيم ... وهذه هي الطريقة التي يعامل فيها حكيم نسائه ..
ارتد خطوة إلى الوراء وكلماتها تصفعه في الصميم .. أتراها تعرف تاريخ جده .. أم تراها تعرف بشفافيتها الأبدية اتجاه كل ما يتعلق به .. محاولاته الفاشلة طوال حياته الا يكرر في شخصه جبروت وظلم جده ؟؟؟
هتف بصوت مختنق :- أنت ..... ما الذي ..... ؟؟؟
تحركت يده تلقائيا كما كانت تفعل لعام .. لتربت على صدره حيث ما عاد يشعر بألم جسدي ملموس .. إنما حرقة لا تختفي .. ولا تزول .. حرقة كانت تتضاعف .. وتتصاعد ألهبتها لتلسع كل ذرة من روحه وهو ينظر إلى وجهها النقي .. إلى الندبة التي كانت مرئية تماما لعينيه في تلك اللحظة وقد أغفلت عن إخفائها في خضم انفعالها ..
أغمض عينيه للحظة مستعيدا رباطة جأشه ... ثم قال :- كل هذه القسوة ... ثم تقولين بأنك لا ترغبين في الانتقام مني ..
:- أنت أقل أهمية من أن أهدر نفسا واحدا من أنفاسي في انتقام خاوي منك ..
:- ماذا عن الطفل الذي أرغمتك على التخلص منه ؟؟ ألا تريدين الثأر لأجله ؟؟
أشاحت بوجهها بعيدا عنه .. لم يعرف إن كانت تحاول إخفاء مشاعرها .. أم أنها فقط ترفض أن تنظر إليه وهي تقول كلماتها التالية :- ولماذا علي أن أفعل ؟؟؟ أنت منعتني من إنجاب لقيط لهذه الدنيا التي ما كانت لترحمه .. أنا علي أن أشكرك لأنك اتخذت عني ذلك القرار الذي ما كنت لأمتلك القوة الكافية كي أتخذه ..
أطلق ضحكة استنكار وهو يقول :- هل تقولين بأن روحك لا تموت ألف مرة في كل مرة تتذكرين فيها الطفل الذي منعتك من إنجابه ؟؟؟
صمتت للحظة .. ما تزال متحاشية النظر إليه .. ثم قالت :- شمس لم تسامح أكرم قط على إجهاضه إياها ابنهما .. وقد كان الأمر حادثا لا أكثر .. السبب أنها أرادت ذلك الطفل .. أرادت شيئا يربطها بالرجل الذي أحبته أكثر من روحها .. في حين لا أرغب أنا بأي شيء يجمعني بك ..
كلماتها كانت كالأسيد تأثيرا على قلبه .. الأقسى .. كان سماع صوتها الخالي حقا من المشاعر وهي تقول :- ربما أنا لم أشعر بالمثل آنذاك .. ربما كان الإذلال .. الانتهاك .. الرخص .. وأنا أقاد برفقة رجل غريب آخر إلى المستشفى كي أقوم بعملية إجهاض أقتل فيها روحا قبل حتى أن تجد الفرصة لأن تعيش .. أقتل فيها ابني .. أتعرف ما الذي يعنيه أن أقتل ابني ؟؟؟ يعني أن أتخلى عن طفلي .. بالضبط كما فعلت والدتي قبل خمس وعشرين سنة .. عندما رمتني قطعة لحم ضعيفة وهشة تحت رحمة عمي .. الآن .. أنا أتمنى لو أنها وجدت آنذاك رجلا جبارا مثلك .. يرغمها على أن تجهضني قبل أن تضطر لإنجابي حيث يكون التخلص مني أكثر صعوبة .. أتتخيل .. كم كانت الحياة لتكون أسهل لها .. وللآخرين .. لو أنني لم أولد ؟؟
الصمت كان ثقيلا بينهما ... ثقيلا للغاية .. مشحونا بالغضب والقهر الفائحين منه .. في حين كان اللا شيء فقط ما يستشعره منها وهي تقول فاردة ذراعيها جزئيا :- انظر إلي ... أتتخيل كيف كان الأمر ليكون لو أنني عدت إلى الوطن وطفل يتدلى من بين ذراعي .. ما كنت لأكون عاهرة لقمان الطويل السابقة فحسب ... بل أما للقيط غير مرغوب به على الإطلاق ؟؟
قال بقسوة :- هو لم يكن لقيطا ..
:- حقا ؟؟؟ وماذا تراه كان إذن ؟؟؟
:- لقد كان ابني كما كان ابنك ...
قالت عندها بصوت مكتوم :- لماذا أجبرتني على قتله إذن ؟؟؟
بكلمة واحدة ومن جديد ... تعود فتهز عالمه كاملا ... لم يشعر لقمان في حياته كلها بالضعف .. إلا وهو يقف في مواجهة بحر الوالي .. مهما تجبر عليها في السابق .. مهما قسى عليها .. هي كانت وستظل نقطة ضعفه الوحيدة ..
قال بصوت أجش :- لأنني لم أرغب له أن يولد بتلك الطريقة ... أنا لم أعرف بأنني أرغب ابنا حتى أخبرني الدكتور تيسير بأنك حامل .. لم أعرف بأنني أريده منك حتى تلك اللحظة .. إلا أن التوقيت كان خاطئا .. أنت لن تنجبي ابني بينما تظن المدينة بأسرها بأنك مجرد امرأة أعاشرها بورقة ..
أطلقت ضحكة قصيرة كان قادرا على استشفاف الغضب منها وهي تقول :- هذا ما كنت عليه بالضبط .. مع تعديل بسيط .. أنا لم أكن عشيقة .. أنا كنت ...
قاطعها على الفور بصرامة :- قوليها مجددا ... وسأتجاهل كل نواياي الحسنة اتجاهك ... وأضعك على ركبتي فأصفعك على قفاك كما يعامل الأطفال ..
قالت باستهزاء :- للأسف .. تهديدك هذا لا يحمل أي معنى .. على اعتبار أن أحدا لم يعاملني قط كطفلة من قبل ..
أطلقت شهقة استنكار عندما امتدت يده تمسك بذراعها بقوة ... تجذبها حتى باتت سنتيمترات قليلة تفصل بينهما .. بينما تنظر مباشرة إلى عينيه اللتين كانتا تنفثان نارا .. تذكرانها بالحالات النادرة التي فقد فيها لقمان الطويل سيطرته على نفسه .. نعم .. هذا هو الرجل الذي دمر حياتها .. وقد عاد أخيرا ليظهر إلى السطح من جديد .. بقسوته .. بجبروته .. بعنفه .. بوحشيته .. وبعاطفته الصارخة التي تعرف أن أحدا لم يعرفها عن قرب كما فعلت هي أبدا ...
قال بصوت جعل جسدا يقشعر ... بشيء لم تعرف ما هو .. لم يكن خوفا .. لم يكن قلقا .. لم يكن رهبة .. لقد كان ذلك الإحساس عندما تلتقي بشيء مألوف وبعد غياب طويل .. شيء لا تعرف إن كنت أحببته أم كرهته .. إنما تعرف يقينا بأن عودته .. لا يمكن أبدا أن تكون إشارة جيدة .
:- أنا مستعد لمهادنتك كما تشائين يا بحر ... أنا مستعد لمراعاة حقدك .. كراهيتك .. عجزك عن مسامحتي .. والصبر ... الصبر لفترة طويلة إن تطلب الأمر .. إلا أن لصبري هذا حدودا وضوابط .. وذهابك معي إلى الحفل في الأسبوع القادم .. لم يدخل أبدا المعادلة ... أنت سترافقينني يا بحر .. وإلا ... أقسم بأنك ستندمين إلى آخر عمرك على اختيارك العودة إلى الوطن ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:40 PM   #3558

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تبا ... لماذا الآن .... لماذا الآن ؟؟؟
لاهثا ... مرهقا بعد جريه لفترة لم يستطع تقديرها على إثر توقف سيارته تماما عن العمل في وسط اللا مكان بفعل فاعل ... هذا اللا مكان .. كان عبارة عن منطقة خربة وخالية تمت قيادته إليه عن سابق إصرار وترصد من قبل السيارة التي كانت تطارده منذ تركه مقر عمله ... سيارة ما يزال روادها يطاردونه دون هوادة حتى الآن ... لا يراهم .. إلا أنه كان قادرا على الإحساس بهم خلفه ... بأنفاسهم تكاد تلفحه .. بأيديهم توشك على أن تمسك به ... هو لا يعرفهم .. إلا أنه متأكد بأنهم لن يكونوا غير كوابيسه التي كانت لا تنفك تهاجمه كل ليلة منذ ما يزيد عن العشرين عاما .. وها قد تجسدت على أرض الواقع كي تحاسبه أخيرا على كل خطاياه ...
لياقته البدنية كانت جيدة نسبه لعمره البالغ خمسا وأربعين عاما ..إلا أنه في تلك اللحظة كان يشعر وكأنه يوشك على الإصابة بنوبة قلبية وهو يجاهد كي يلتقط أنفاسه .. مختبئا وراء مبنى قديم .. الخوف يكاد يشل أطرافه .. مما جعل إخراجه هاتفه من جيبه في حد ذاته عملا صعبا للغاية .. إلا أنه تمكن أخيرا من أن يرفعه إلى أذنه .. ويتصل بآخر رقم اتصل به قبل ساعة وهو يستعد لترك العمل والعودة إلى بيته ..
قال شبه هامس :- استمعي إلي جيدا ... خذي الأولاد الآن وبدون أي انتظار أو أسئلة .. واذهبي إلى منزل عائلتك ... لا ... خذيهم إلى منزل عمك في الريف .. هو يطالبك بزيارته منذ مدة ...
أغمض عينيه بقوة وهو يستمع إلى صوتها المذعور ثم يرد عليها :- لا أستطيع التحدث الآن ... نفذي ما قوله فحسب .. أتذكرين ما قلته لك يوم تزوجنا ؟؟ بالضبط لحظة دخولنا منزل الزوجية بعد عودتنا من حفل زفافنا ؟
( في يوم من الأيام .. قد أتصل بك .. أو أخبرك فجأة بأن تغادري ... لا تطرحي أي أسئلة ... لا تنتظري لأي لحظة ... فقط نفذي ما أقول .. لو أنك تحبينني حقا .. فإنك ستفعلين هذا )
الخطوات المكتومة التي كانت تقترب جعلت خفقات قلبه تزداد عنفا ... وبساقيه تتحركان من جديد مبتعدتين دون أن يتوقف عن الاستماع لكلمات زوجته الهستيرية
:- ما الذي يحدث ؟؟؟ أخبرني ... هل أتصل بالسيد لقمان ؟؟؟ إن كنت في مأزق فإنه سيساعدك ..
لا .... ليس لقمان ... ليس الآن ... رباه ... فليكن مخطئا وليكن الموضوع بعيد تماما عن لقمان ..
قال لاهثا :- ستعرفين بالضبط متى تتصلين به ... أرجوك ... خذي الأولاد وارحلي .. وسأتصل بك فور أن أستطيع ... أحبك ...
لم يكد ينهي المكالمة حتى أدرك بأنه قد تحرك لا شعوريا نحو الفخ المنصوب له عندما وجد نفسه يقف في طريق مسدود .. محاصر بعدة أشخاص لم يتمكن من تبين ملامحهم مع الإضاءة الخافتة للشمس الغاربة والقادمة من وراء الأطلال القديمة المتهدمة من حوله .. لاهثا .. خائفا .. تنقل بصره بين الأشخاص المحيطين به .. والذين لم يتمكن من تمييز أحدهم حتى تحرك رجل من تحت الظلال مقتربا .. مخترقا صف الرجال ببطء ... حتى وقف في مجال رؤيته ... اتسعت عيناه بذعر وهو يدرك مرة واحدة وبدون أي شك بأنها النهاية .. عندما قال الرجل بصوت عميق بدا وكأنه خارج من أعمق أعماق الجحيم ..
:- مضت سنوات طويلة منذ لقائنا الأخير يا عمرو .... أم تراك تستجيب الآن فقط لاسم الدكتور تيسير ؟؟؟





انتهى الفصل السادس بحمد الله
ثراءة ممتعة للجميع


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:40 PM   #3559

ghosoonahmed

? العضوٌ??? » 398858
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 69
?  نُقآطِيْ » ghosoonahmed is on a distinguished road
افتراضي

روايه رائعه اشششششكرك

ghosoonahmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-18, 09:43 PM   #3560

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تم تنزيل الفصلين الخامس والسادس ....
يلا يا حلوين .... يللس رح يقلي إنهم مش طوال .. أو حلوين .. أو دسمين .. أو مليانين أكشن وأحداث
أنا حزعل منه ..
كفاية عاصفة الغبار اللي برة
في انتظار آراءكم وتعليقاتكم الدسمة والطويلة والمفصلة وعالفصليييييييييييييييييي ييييين


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.