عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-18, 10:21 PM   #1080

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

خرج رائد من غرفته لينزل الدرج ملاحظا الضوء الساطع حوله .. جميع نوافذ وشرفات المنزل مُفتَحة وشمس الصيف الحارة تغمر كل الأركان ..
المنزل كان يبدو أن به .. عروس ..
هو تأثيرها الأول على الجدران الجامدة .. فكيف سيكون تأثيرها على جدرانه هو ؟!.
يسمع رائد ضحكتها الصاخبة بالحياة من غرفة السفرة وهى تتكلم في الهاتف :

" نعم أمي بخير "

يتقدم رائد للغرفة ثم يسمع ضحكة عالية أخرى ثم تقول دارين ممازحة :

" حقا ؟! ... تريدين أن أحكي لكِ تفاصيل ليلتي ؟!! "

توقف رائد ينظر إلي ظهرها بينما تقف هى أمام الشرفة صامتة تستمع إلي والدتها :

" احترمي نفسكِ يا بنت .. قصدت أن اطمئن عليكِ .. فزوجكِ يبدو ... "

تكتم دارين ضحكتها وهى ترد عليها :

" يبدو ماذا ؟! "

تنهدت شاهندا وهى تقول بجدية :

" لا شئ دارين ... انتبهي لنفسكِ وكما قلت لكِ .. كل شئ بالهدوء والمراعاة وليس بـ .. السيطرة و... الجموح .. أتفهمين ؟ "

هزت دارين رأسها متعجبة تعقد حاجبيها تنتظر نبرة شاهندا المترددة وهى تحاول إنتقاء كلمات – ظريفة - فترد دارين عليها :

" لا اعلم كيف خطر في عقلك هذا أمي لكن توقفي عن قلقكِ هذا لأني بخير ... ثم إن الجموح أحيانا لطيف !! "

يعقد رائد حاجبيه محاولا استنتاج ما تقوله والدتها عن .. الجموح !.
على الجانب الآخر تغتاظ شاهندا فتنهرها بحنق :

" بنت !! .. لقد أصبحتِ مثله ! "

تضحك دارين عاليا وهى تستمع مجددا ثم تقول بمرحها :

" نعم أبي اتصل بي صباحا من الشركة .. لا أعرف كيف لم تتشبثِ به جواركِ اليوم وقد خلا المنزل لكما ؟! "

عادت تضحك ثم تقول مسرعة :

" حسنا حسنا أنا آسفة "

تتمتم دارين بتحية ضاحكة ثم تنزل الهاتف عن أذنها وتتنهد بإبتسامة ناعمة ..
تمتزج عيناها بلون السماء المشرقة أمامها فتتسع ابتسامتها وهى تقول له :

" صباح الخير "

يميل رأسه قليلا وهو ينظر إليها .. انتبهت له إذن !.
ظل رائد واقفا مستندا لاطار الباب يشعر بغرابة الإشراقة – الجامحة – التي انتابتها ..
لا يعلم كيف تفكر أو ما الذي يدفعها لتكذب على والدتها بهذا الإتقان ؟!.
ربما كان - إلهاما - لها حقا لتكن متحمسة بهذا الشكل لحياتها هنا ..
لكنها لا تدرك مقدار الحزن المتراكم في صدره من سنوات لا تستطيع بضعة أشهر محوه ..
بابتسامة فقط من شفتيها كان فؤاده يصاب بـ - ذبحة – عشقية .. فكيف تأتي مَن تنسف كل هذا بين يوم وليلة ؟!..
إن لم يكن مستحيلا .. فعلى الأقل هو شديد الصعوبة .
طال صمته فاستدارت دارين تنظر إليه وابتسامتها لا زالت – تزين – ثغرها ..
ترتدي ثوبا أبيض - يزين - خصره شريط أحمر رفيع ..
أحمر شفاه – يزين – شفتيها .. وبرموشها الطويلة ألف – ذبحة - ..
كانت .. عروس .. عروس – مزينة - مشرقة حيوية حد الإمتلاء بالحياة ذاتها ..
كأنها تتعمد تذكيره بكل ما فقده وحل البرود محله .
اقتربت دارين من طاولة السفرة الموضوع عليها إفطارا – لعروسين – فتتسائل ببساطة :

" ربما لا تصدق أنك تورطت هكذا إلي الآن .. أليس كذلك ؟ "

خطواتها البطيئة في حذائها الأنثوي متشحة برشاقة – الإتزان - ..
تعلم ماذا تفعل .. وكل كلمة من بين شفتيها تطلق رصاصة بأعماقه كالأمس ..
تدور حول محاور الألم بإصرار – طبيبة – ورؤية – فنانة - !.
يقترب رائد ليقف أمامها يقول ساخرا :

" بل اتسائل عن سـر ذلك ( الجموح ) الذي كنتِ تتحدثين به على الهاتف ! "

تبتسم دارين وهى تطرق برأسها قليلا ثم تنظر إليه قائلة بهدوء جرئ :

" هل كنت تريدني أن أخبرها أنك صعدت غرفتك وحدك ؟! ... منظرك كان سيكون .... تؤ تؤ تؤ "

تتنهد ببراءة مفتعلة وهى تتجاوزه لتجلس على أحد الكراسي تضع الطعام في طبقها بينما يضغط رائد أسنانه بغيظ وقبضته تشتد بغضب .
تراقبه دارين بطاقمه الرياضي واقفا بضخامته تكاد النيران تشتعل به ..
طاقته عالية للغاية ! ... تنتقل لمَن أمامه إشعاعا بلا مجهود منه .. إنه الجموح نفسه !.
تتناول طعامها وهى تسأله بثبات :

" الأرض الواسعة التي تطل عليها الحديقة الخلفية هل تخص المنزل ؟ "

يلتفت رائد نصف التفاتة متسائلا ببرود :

" لماذا تسألين ؟ "

ترد دارين بهدوء :

" أردت أن أعرف حدودي حين أركب نيڤادا "

ثقتها عالية للغاية ! .. تلفها لفا كأنها تنبعث منها .. وعيناها تحكي غموضا لم يكشفه أحد !.
يستدير رائد يخرج علبة سجائره فيأخذ واحد ليشعلها نافثا دخانها وهو يراقبها بنظرة خطر تحتل عينيه ..
أسوار بداخله تعلو كدخان السيجارة تقوي حصونه المظلمة وهو يجيبها بنبرة غريبة :

" نعم .. اشتريتها لتوسيع حديقة المنزل وتدريبات الخيل .. متى ستصل ؟ "

لا زالت تتناول طعامها قائلة دون النظر إليه :

" اليوم عصرا "

إرتجافة باردة مرت بجسدها وهو يميل مستندا بمرفقيه على ظهر أحد الكراسي ولا زال يراقبها بتلك النظرة ..
يلفت نظره شعرها - المتطاير - مع أي نسمة هواء عابرة .. لم يعد ثابتا !.
أكثر حرية تبدو له وهذا أغرب ما يمكن أن يره .. أن تكون حرة معه وهو نفسه سجين ! .
ينفث دخان سيجارته قائلا بإستهانة :

" تتأقلمين سريعا مع المكان ! "

ترفع دارين عينيها الواثقتين له وهى تقول باختصار :

" المكان جميل بالفعل "

يهز رائد رأسه موافقا وهو يقول باستفزاز مشددا على كلماته بتعمد ناظرا لعينيها بقوة :

" كان جميلا حتى الأمس ... لكنكِ لا تعرفين أن زواجي بكِ كخنجر غرسه أبي في قلبي .. ووجودكِ في غرفة بجواري كالشوك الذي ينغرس في كل ركن من أركان هذا البيت "

أظلمت عينا دارين لحظات وهى تحدق في قسوة عينيه .. ووسامته الإجرامية ..
مجرم القلب .. وكلماته قاتلة .. ووجوده سواد ..
هذا ما اعتاده ويريد زرعه حوله وسقياه .. بالموت .
تبتلع ريقها بلمحة إشفاق داكنة طلت من عينيها لتقول بنبرة ناسبت نظرتها :

" لن ابتعد .. وفر على روحك إرهاقها بكل هذه القسوة "

ينظر رائد إليها بجمود ثم يأخذ نفسا من سيجارته ليطلقه في وجهها تموجات ضبابية خانقة ..
تغمض دارين عينيها لحظات ثم تفتحهما ببريق تحد عجيب يلمع بهما ..
تقتبس من النور آشعة معقودة حولها .. بينما هو يترنح ثملا في الظلام .
لحظات تمر وعيناه ترسل إشارات حذر لقلب تلقب لـ - لـيلـى -..
وكيان تطبع بخجل عيونها .. وعينان تحلت بإطلالتها الهادئة .
لتأتِ عيناه الآن وتتشتت بكل هذا الضوء المبهر .. ويتشوش الكيان بجموح الثقة .
افترقت شفتاه لينطق بنبرة باردة .. آمرة .. جامدة كالصخر :

" لا أحد يخبرني ما أفعل وما لا أفعل .. وهذا أول شئ ستلتزمين به في هذا البيت لأني لا أريد أن أسمع صوتكِ هذا "

صوتها .. مكمن الثقة .. ودواعي الحذر ..
ودفء طلتها ? – كوخ – صغير ينام فيه القلب البارد ..
هى .. مرفأ الاستقرار .. الذي لا يتمناه .
تقف دارين وهى تنظر إليه قائلة بابتسامة ضعيفة :

" حاضر يا رائد "

تجفل نظرته وهو يرى طاعتها المتراخية بعد قوة – الجذب – الساحرة فيها ..
إنها .. تشد .. وترخي ..
تغادر الغرفة بثبات هادئ واثق رغم نسمة – ضعف – أوهنتها قليلا ..
لكأنه هو .. نقطة ضعفها .

بعد ساعات قليلة

ينتظر رائد رنين الهاتف وهو ينظر من نافذة غرفة المكتب التي تطل على الحديقة الخلفية حتى أتاه صوت والده فيسأله :

" كيف حالك اليوم أبي ؟ "

يرد زهران بنبرة ذات مغزى :

" أنا بخير رائد .. المهم أنت ودارين "

يتجاهل رائد تلميح والده فيسأل مجددا :

" متى ستسافر ؟ "

يرد زهران بعد فترة صمت :

" غدا .. موعد الطائرة في العاشرة صباحا "

ينتبه رائد لوصول فرسها فيقول :

" سأكون عندك قبلها "

يراقب دارين تشرف على مكان ' نيڤادا ' بنفسها بينما يسمع سؤال والده :

" هل نمت في غرفتك وتركتها في غرفتها ؟ "

نفخ رائد بملل ليقول :

" لقد نفذت ما أردته وتزوجت فلا تضغط عليّ أكثر "

يستفز بروده أعصاب زهران فيفاجئه بقوله الحانق :

" تزوجت دارين العامري وتتركها تنام وحدها في ليلة زفافكما وتقول لي أضغط عليك !! ... تترك كتلة الأنوثة هذه تنام وحدها !! .. والله إنك أحمق "

تتسع عينا رائد هاتفا بإندهاش :

" أبي !! "

يكمل زهران كلامه وصوته يرتفع غاضبا :

" لو تعرف عدد مَن كانوا يتمنون نظرة من عينيها لما رفعت بصرك عنها ... أنا سأغلق قبل أن يحدث لي شيئا من الحديث الميئوس منه معك "

أغلق زهران الهاتف في وجهه فيعيده رائد لجيبه وهو ينظر لما يفعلون ..
يراها تخرج الفرس فتمتطيها بخفة وتتحرك بها ببطء لتعتاد على مكانها الجديد ..
ثم تتسارع الخطوات حتى تحولت لركض سريع متقن .. فاتن ..
ترتدي ثياب الخيل بإغواء فطري تمتلكه وشعرها يتطاير باستفزاز ..
حرة .. أبية .. شامخة ..
تُرى .. كم عدد مَن كانوا يتمنون نظرة من عينيها ؟!

...........................

ظلام صامت يحيط بهم .. الأضواء اللامعة اخترقت قلبه باعثة الإثارة فى النفوس ...
أوقف حمزة سيارته الحمراء الرياضية فى نفس المكان الذي اعتاد مقابلتهما فيه ..
فؤاد جالسا بثقة فى سيارته السوداء الرياضية ...
تيم داخل سيارته السوداء العادية ...
على صفٍ واحد تراصت السيارات الثلاث ... نظر كل منهم إلى الآخر من خلال نافذته ..
نظراتهم تشيع فوضى الطيش وجنون الإثارة ..
ثم أخرج فؤاد يده من النافذة حاملا مسدسه ليطلق عيارا ناريا شق الهواء .. قبل أن تنطلق السيارات الثلاث معا بدويّ عنيف مخلفة غبارا أعمى الأبصار للحظات ! .


مالت رأس قمر تستند للخلف على ظهر الكرسي الذي تجلس عليه .. تنظر للساعة المشيرة للثالثة إلا ربع بعد منتصف الليل ..
وكل دقة منها تأخذ من أعصابها شيئا خاصة وهى لم تره منذ الأمس !.
شبه سجينة منذ أن عادت لبيتها معه وشبه .. خادمة .
خادمة لا يحتاج إليها بعد أن تعد له ما تعرفه من طعام بسيط يرفض تناوله من يدها .. يرفضها هى ..
لم يعاملها أحد بهذا الإزدراء من قبل .. تبحث في عينيه عن مروجها الخضراء التي كانت تتنعم فيها فلا تجد سوى الغابات المشتعلة بالغضب .
عادت تفكر في ذلك اليوم .. ربما لو أخبرت شمس لكان أكمل تركها .. لكن كيف كانت لتقاوم الفرصة الآتية إليها على طبق فضة ؟!.
وحتى هذه الفرصة ضاعت منها .. حين دخلت تبحث عن صور العرض لم تجد صورها ! ..
عارضة أخرى كانت ترتدي نفس فستان الزفاف وجوارها ' حسان الورداني ' وخلفهما باقي العارضات !.
عارضة أخرى ذات شعر أحمر بنفس لون شعرها ! .. وهى .. اختفت .
وحينها عرفت إنها بقية اللعبة التي لعبها أكمل .. لم يكن ليقدم إليها الفرصة بعد كل ما فعلته به .
فُتِح باب المنزل ليدخل حمزة ويغلقه خلفه فتندفع قمر إليه متسائلة :

" أين كنت ؟ "

ينظر إليها حمزة متجهما فتقرأ في عينيه ما لا تريد تصديقه ..
كم تفتقد إشتعالهما القديم لأجلها .. لقد زهدها حقا .
يتجاوزها بلا إهتمام فتجن ملامحها بالرفض لتتقدمه تقف أمامه تتشبث بذراعيه ونبرة صوتها تعلو :

" رد عليّ حمزة لا تتركني هكذا .. هل وصل الأمر معك لتبيت خارج البيت ؟ "

ما هذا البرود الذي يحتل عينيه ؟! .. لم تعد ترى بريقها الأحمر فيهما ..
لقد جرحته نعم لكنها لا تعرف لمَ لا يفهمها ؟ .. إن كان يدعي حبها فلمَ لا يسألها لماذا فعلت ذلك من ورائه ؟.
لماذا يقصيها من حياته بقرار نهائي أتخذه وحده ؟.
تقترب قمر منه قليلا فتشم عطرا مختلفا ينبعث منه .. لم يكن عطره .. لم يكن عطره أبدا ..
فتشحب ملامحها وهى تتسائل بشك :

" هل خنتني ؟ "

طيف ابتسامة ساخرة ظلل شفتيه وهو يبعدها عنه بذراعه ليبتعد خطوة لكنها لا تيأس وهى تحتضنه من الخلف تضع رأسها على ظهره تقول بخفوت :

" كل هذا الوقت وأنت غاضب مني .. أقول سيسامحني وينسى لكنك لا تتحدث معي .. لا تلمسني "

لم تكن تدرك أن دموعها سالت .. لم تكن تدرك أنها اشتاقته إلا حين لمسته ..
اشتاقت لمسات يديه الخاصة .. يجيدها .. يجيدها لدرجة تفقدها صوابها أمامه .
تحرك وجهها على ظهره بلهفة تنتظر منه استجابة لكن .. لم تحصل سوى على تصلب جسده أكثر .
يبعد حمزة ذراعيها عن صدره متنفسا بقوة فتتشبث به أكثر هامسة بلهفة الشوق :

" اشتقت إليك ... إلي متى ستظل تهجرني ... هل هنت عليك ؟ "

صوتها الهامس يجري بين خلاياه يوقظ ما يحاول سحقه .. لم تعد قمر خاصته ..
لم تعد تلهب حوله تناثر الشهب .. ورقص النيران في عينيه لأجلها .
كرامته أبت المرة السابقة قول أحبكِ لكنه أبقاها معه .. الآن قدرته على الصفح نضبت .
رغم كل الإشتياق لوجودها بين يديه .. لدفء غصن الياقوت ونعومته .. لتشابك خصلات شعرها بين أصابعه .. لنظرة عينيها الذائبة به .
لكن هذه المرة قمر تعدت خطا لا عودة منه .
يعاود حمزة فك ذراعيها عن صدره ناطقا بجمود :

" أنا الذي هنت عليكِ "

استدارت قمر تقف أمامه تتمسك بساعديه هاتفة بقوة مشاعرها :

" لا .. أبدا ... لم يحدث ولن يحدث .. كانت فكرة مجنونة مني واضطررت لذلك كما قلت لك .. سامحني وانسى "

تقرأ بعينيه مرارة إحساسه بها .. لقد طعنته .. ولا زالت تحاول إحياء إشتعال عينيه لأجلها .. نظراته الملتهبة لشعرها الأحمر.
ترتفع يداها تحيط عنقه تهديه كل ندمها في قبلة لشفتيه .. قبلة برية بإنفلات كل مشاعرها ضجرا من البرود الذي حاوطهم الفترة السابقة ..
قبلة متأخرة الندم .. متأخرة المشاعر .
لكنها لم تتوقع أن يدفعها حمزة يمسك ذراعيها قائلا بنبرة مخيفة :

" المشكلة أنكِ تعودتِ أني أسامح وأنسى .. لكنني حذرتكِ يوم خطبتنا أني لا أنسى وكل ما حدث سابقا سيأتي وقت وأعاقبكِ عليه .. قلت لكِ إذا رأيتِ وجهي الآخر ستتمنين لو لم تثيرِ غضبي "

تنظر قمر لوجهه الغاضب فتتذكر والدها .. يا إلهي إنه نسخة منه ..
نفس الغضب .. نفس قوة العينين .. نفس شراسة العقاب .. لن يفهمها .
تثور عيناها وهى ترد بقسوة خاصة بها :

" وهل تعاقبني على كل ما فات الآن ... أم أن أكمل نجح في التفريق بيننا ؟ "

هزها حمزة بين يديه بقوة صارخا بوجهها :

" التفريق بيننا ! ... وماذا بينكِ وبينه من الأساس ليرغب في أذيتكِ هكذا ؟ .. أخبريني لماذا تعمد فضحكِ أمامي ؟ .. أكاد أجن وأنا أفكر في أسباب تجعلني أرغب في قتلكما معا .. شمس لن تتكلم وأنا لا أستطيع الذهاب إليه وسؤاله إن كان هناك شيئا بينه وبين زوجتي .. زوجتي الكاذبة "

هاج شعرها حول وجهها المحمر وقلبها يهدر ضاربا صدرها خوفا ..
إن عرف حمزة كل شئ .. فهذا يعني ...
وأمامها كانت عينا حمزة تشتعلان بالغضب المجنون قائلا :

" هل ترين إلي ماذا أوصلتنا ؟ ... لم أعد أثق بكِ ولولا خوفي على عمي سليمان لرددتكِ إليه منذ ذلك اليوم "

مختنقا بين شقيّ رحى .. الشق الأول يحمل كرامته .. والشق الثاني يحمل سمعة العائلة ..
فأي تفريط قد يكون ؟!
تصطدم عيناها برفض عينيه لها فتتمنى لو لم تعش هذا اليوم معه ..
دفعها حمزة بعيدا عنه بخشونة فتهتف قمر بثورة رغم عينيها الدامعتين :

" ألم تعد تريدني ؟ ... بعد أن أخذت ما تريد مني تريد ردي لأبي "

التفت لها حمزة ناظرا لاستنفار عينيها بجنون .. يتذكر يوما نعتته فيه بالشهواني فيملأه الغضب أكثر ..
الفكرة متأصلة برأسها بعد كل ما حدث بينهما لا زالت تراه يشتهيها فقط .
ما هذا الحب الأسود الذي يجمعهما ؟.
اقترب حمزة منها يقبض على مرفقها قائلا بنبرته المشتعلة :

" أنتِ ضربتِ بكل كلامي عرض الحائط وأهدرتِ كرامتي وبكل تبجح الآن تقولين عني هذا .. وتسألينني إن خنتكِ "

انتبهت قمر لعودته لتلك النقطة فتنظر إليه متسارعة الأنفاس تنتظر قوله الذي لم يتأخر بنبرة بغيضة :

" أنا رجل له إحتياجاته أصبح ينفر من زوجته .. لذلك ليس من شأنكِ ما أفعله خارج البيت .. ومن الآن فصاعدا ستكونِ كأي كرسي أو طاولة هنا حتى أقرر ماذا أفعل بكِ ؟ "

قبضة شوكية اعتصرت قلبها بأشواك الكلمات .. هل خانها حقا ؟!
وجدت صوتها يخرج صارخا بعنف :

" وأين حبك المزعوم ؟ "

فيهزها حمزة وهو يصرخ في وجهها بسؤال آخر :

" وأين طفلتي ؟ "

كان جنونا معاتبا قاسيا .. همزات الخداع ترتفع أوصالها وكلاهما صار يخدع الآخر ..
خدعة دناءة .. وخدعة خيانة .. وبين خدعة وخدعة .. حب أسود .
صمت حمزة لحظات ينظر لملامحها صاخبة الغيرة فيهدر صوته مرتفعا :

" أين الفتاة التي أردتها طوال عمري دون أن أدري ؟ .. قتلتِها .. قتلتِها وقتلتِني وقتلتِ كل شئ بيننا "

دفعها بقوة حتى وقعت أرضا ليتحرك هو بخطوات واسعة يدخل غرفته صافقا الباب ..
وتتجمد قمر تماما على الأرض .. هل خانها حقا ؟!.


يتبع في الصفحة التالية وهذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t400173...l#post13443999

..........



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-07-18 الساعة 10:52 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس