عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-18, 06:27 PM   #4

Mermaid3002

? العضوٌ??? » 429198
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » Mermaid3002 is on a distinguished road
افتراضي






الفصل الثالث رواية تاروت --- مستمرة

لا تنظر إلى وجهي, أنظر إلى إنجازاتي كيف نمت وزدهرت.



أنا جنا ولدت في عائلة غريبة جدا كل ذلك بسبب طالع الدلو المنحوس الذي طلعت شمسي عليه لحظه ولادتي, هذا ماقالته أمي !.
إن عائلتي غريبة جدا أبي قبل ان يتوفى كان ساحرا إستعراضي, بينما أمي اصبحت قارئة تاروت وفنجان وطالع وحظ شهيرة بعد أن أتخذت قرارترك مهنة الطب النفسي بعد خمسه عشر عام من مزاولتها و أصبحت منجمه, هل تصدقون هذا ؟ تحول مجنون!
.في العائلة الكريمة "هه" صنفت امي الأشخاص حسب أوراق التاروت لديها بحسب ،أبراجنا الشمسيه.
لذلك فأنا ملكة الدراهم وعنصري الأرض و مولوده في برج العذراء و الدراهم في التاروت ترمز إلى الأرض. كذلك انا ثابته، وصلبه وعنيده كالأرض في قراراتي لكنني سهله ، بسيطه، وحنونه مع من يفهمني. أعشق المال والثروات و أعشق مهنتي فوق كل شي. من أجل المال طبعا. و لأنني كما تقول أمي ملكة الدراهم أنسانه ماديه.
منذ سته أشهر وبعد صراع في علاقة زوجية متأزمه انتهت بالطلاق ، قررت الهرب والبحث عن نفسي من جديد.
لم تكن الأمبراطورة "أمي" لتسمح لي بهذه الخطوة . خصوصا انها تعتمد علي في كل شي من جانب , ومن جانب أخر كانت سوف تسأل الأرواح و تفتح الطالع و تقرأ فنجاني لتأخذ قرار الموافقه أو الرفض وأنا لا اؤمن بهذه الخرافات . ولم أكن لأرهن حياتي لفنجان قهوة تركية .لاسيما وأني رهنت الخمس سنوت الفائته بكل غباْء وجهل لأوراق أمي وفنجان قهوتها, وآلت حياتي إلى دمار شامل. غيرني و اذهب ببرائتي وسعادتي العذريه الرقيقه.
لم اكلف نفسي عناء شرح قراري لأحد. خصوصا أنني فكرت بالموضوع طويلا قبل الطلاق . لذلك لملمت حقائبي على غفلة من امي و أخواتيوختفيت في عتمة الليل تحت ضوء قمر جديد في برج الجدي بشرني بحب جديد وبداية عاطفية جديده.

حرصت دائما أن أكون الأبنه الصالحه.لم أشاء يوما أن أجرح أمي لا قولا ولا فعلا. لكن بعد زواجي من عادل فور تخرجي من كلية الحقوق ,وهوأبن صديقة أمي , تغيرت علاقتي بها كثيرا. أحب أمي كثيرا و لطالما غيرت من نفسي لأرضي طموحها و مثاليتها. دوما ما دهست بشراسه على ذاتي التي كانت تصرخ بداخلي تريد الظهور في النورلكنني سجنتها في اعماقي وفي ظلمتي لأجل أمي . فور تخرجي من كلية الحقوق أصرت أمي على زواجي بالرغم من علمها برغبتي الشديدة في أكمال دراستي الجامعيه و تأسيس نفسي أولا قبل الخوض في الزواج و الحياة الروتينيه المملة.
أصرت بشكل كبير علي لأترك عني هذه التراهات ورددت كلمتها المشهوره الشهادات ليس لها قيمة أذا لم أبني لي عشا سعيدأ كباقي افراد مملكة الحيوان ! أقصد الأنسان.
في جميع الأحوال هي درست طالع هذه العلاقه وبشرت بنجاحها قالت لي وهي تحاول أقناعي أنت عذراء برج ترابي وهو سرطان برج مائي والتوافق بينكما كبير . ليس هذا فقط كوكب الزهره وهو كوكب الحب و الجمال في خريطة الرجل الفلكية يمثل الحب , زهرته في العذراء يعني أنه يبحث عنك وانتي تبحثين عنه لأن كوكب المريخ في خارطتك الفلكيه وقع في السرطان هذا التعاكس جيد و ينبأ بفال طيب.
فور انتهائها من قراءة الفنجان أمسكت بأوراق التاروت و بدأت بخبص الأوراق وهي تقول أن الطاقات حولها مفعمه بالأيجابيه وكل الطوالع تبشر بالخير و الإزدهار. رمقتني بنظرات حاده و قالت ساخره لا أعلم لماذا أنتي دائما محبطه لطالما لعبتي دور البومه المشؤمه في البيت لاترين سوى الجزء الفارغ من الكأس. أبتسمي ولا تكوني مشؤمه. أبتسمت مجامله لها لكن نظراتي الممله و المتملله فضحتني أنا فعلا محبطه و متشائمه من هذا الزواج.
بدأت بالتوتر و أمي تفترش ورقها على القماشه الحمراء المستفزه و كعادتي عندما أقلق بدأت لا شعوريا اقطع شعرات من رأسي . الف الشعره حول أصبعي و اسحبها بشده شعره بعد شعره و التوتر يقتلني. بقيت صامته و لبست قناع البرود واخذت استمع لأمي وهي تفسر الورقات. أنظري كم انتي محظوظه هذه ورقة الكؤس التسعه تعني الأستقرار العاطفي, هذا الزواج سوف يملئ حياتك حبا وشغفا, ثم قلبت الورقه الثانيه وقالت كم انت محظوظه هاهو ملك الكؤس يقدم لك كل حبه و احاسيسه , أنه عادل لا أعلم لما أنت مشككه و متردده. انظر لجمال هذا القراءه . ثم ظهرت بطاقة العشر قروش تلعثمت أمي قليلا وهي تقول هذه البطاقه تعني أنك سوف تستقرين ماديا لكن .. رددت بقلق وأنا مقطبه حاجبي لكن ماذا؟!. أجابتني أسمعي جنا أنتي من يقرر أسعاد نفسك عادل و أمه يريدونك جزء من عائلتهم السعيده, لكن انتي ربما تقفين في طريق هذه السعاده . هذه البطاقه تعني عائله ظاهرها مستقر لكن لا يوجد عائله بلا مشاكل . أترين هذا الشخص الذي يظهر بعيدا عن العائله.هذه أنت . أنك رافضه لأن تنتمي لها بسبب تشاؤمك. تفائلي وسوف تأتيك السعاده لكن بشكل عام كل البطاقات تدل على السعد و الحظ الوافر.
حنيت رأسي في يأس و أحباط .أعلم ان أمي لن تسمعني و أعلم يقينا أن رأيها سوف يمشي رغما عن أنفي, ولا جدوى من معارضتها و الدخول في نقاشات عقيمه معها. أن أمي عنيده جدا كصخره ضخمه صامده على طرف جبل لا شيء يهزها لا رياح عاتيه ولا صواعق متتاليه. لاتسمع إلا رئيها و هي عاجزه تماما عن فهم أي وجهه نظر مخالفه لها.
لا أعلم لماذا ستسلم لقرار أمي بلا معارضه أو ستنكار. علني كنت في حالة ضياع عاطفي أو بلأصح جهل عاطفي . لم أكن كباقي أخواتي أحلم بفارس أحلام يأتيني على فرس أبيض. ولطالما رفضت فكره خوض العلاقات العاطفيه العشوائيه و ركزت كل جهودي لبلوغ أهدافي و طموحاتي. لم أشاء أن أعيش نوبات المد والجزر التي كانت تنتاب مشاعر قمر مع كل علاقه عاطفيه . كانت تحاول جاهده أن تخفي مزاجيتها و مخاوفها العاطفيه لكنها دوما كانت تفشل. أخذت وقتا طويلا حتى بدأت افهمها عاطفيا. كل مره تدخل في حب ويتراقص قلبها و تظهر قوتها الحقيقة التي تخلق مع كل حب جديد, ثم يموت الحب وتكون في حالة ضعف مزريه, وترتدي قناع القوة والكبرياء لتخفي ضعفها العاطفي. كانت تنكب على عملها ليل نهار بعد كل فشل عاطفي وترفض الكلام و التعبير عن مشاعرها لكن تصاميمها للأزياء تفقد سحرها. هي دوما ما كانت تخيط حبها لا ملابسها , عندما تكون في حاله المد تبتهج ازياءها وتتلمع كلألئ البحر, وعندما تكون في حالة جزر عاطفي , تكتسي ثيابها غموض البحر و غضبه, تحاول جاهده أن تخفي زوابع حبها ولكن الحزن يتملكها ويخيط عنها. كانت تعلم أنها أسيرة لمشاعرها لكنها مؤمنه أن هذه الخضات العاطفيه هي ما يخلق شغفها ويميزها عن باقي مصممات الأزياء.
شمس في المقابل لاتدخل دورة عاطفيه, بل تخوض حروبا عاطفيه. في بداية العلاقه تتصرف شمس كالطفله . تدخل علاقاتها ببراءه خرافية وكأنه لم يسبق لها الحب من قبل ,وكأنه حب حياتها الوحيد. شمس المغرمه واضحه و مشرقه و صاخبه تتكلم ليلا و نهارا عن حبها الجديد وتنشر محاسنه وتتغاضى عن عيوبه , وتحارب كل من يرا تلك العيوب وينتقدها. لكن فور انتهاء الحب تبدأ حربا جديدة ضد الحب نفسه وتحارب عشيقها بتيار كره جارف تسخره لتقتل كل الأحاسيس التي تملكها تجاهه. عجبيه هي في طريق قتلها لحبها و لمشاعرها لحبيبها, تتخبط وتصبح كالعقرب الذي احس بالموت فصار ينفث سمومه على قاتله وعلى نفسه. غرورها الجارف يدفعها بجنون لتأليف الأكاذيب على حبيبها لتدمره نفسيها ,لكنها تكتشف في الاخير انها ضرت نفسها و أن السموم كلماتها اذابت قلبها في طريق خروجها من فمها. غضبها البركاني في الحب لايلبث ألا ان ينطفئ و تبدأ شمس تبحث عن حرب عاطفيه جديده تشعل حماسها وشغفها و تخلق من كل هذه العواطف لوحات فنيه شديدة الدفئ و فائقة الروعه تحكي عن حب بتدأ و أخر مات.



طليقي عادل لم يكن زوجا سيئا اطلاقا على العكس من ذلك هو أنسان جيد و طموح و زوج متفهم وحساس و يحب الحب و يعشق الرومانسيه لكن كان لديه عيب واحد فقط , كباقي رجال برج السرطان لم يكن لديه شخصية وأي رأي أمام أمه. لمرات كثيره كنت أِشعر أنني تزوجت خالة لطيفه لا عادل . كانت تدير حياتنا كالأطفال وهو يحب هذا. هو لا يريد أن يكبر و يخاف من النضوج كان سعيدا جدا أنه قد دخل العقد الثالث من عمره ولايزال يعيش في حضن أمه و في أعماقه هو بالأصل لم يولد. خمس سنوات قضيتها مع هذا الرجل لم يكن لي الحق في أن أختار ملابسه الداخليه لأن أمه كانت تعرف ذوقه. كان يطلب مني أن أخذها معي لتبضع هداياه في عيد ميلاده وعيد زواجنا لانه لا يعجبه إلا ذوقها و طعامها وشرابها. كان يصطحبها معنا في كل المواعيد في فتره الخطوبه بالرغم من وجود باقي أخوانه. أذكر أنه عاداني لمده اسبوع قطع عني الأتصالات و الزيارات لأنني فتحت معه موضوع أني أريد أن أختلي معه و أخبرته إذا كان يخجل من مصارحه امه سوف أصارحهها وستتقبل. لم يتقبل هو الفكره ودخل في قوقعته حزين , كئيب وفوق رأسه غيمه سوداء محبطه.
لم تكن علاقته بأمه طبيعيه كان يخبرها بكل أسرار علاقتنا الشخصيه و وصل به الغباء بأن يصارحها بما يجري أثناء علاقتنا الحميميه و يأخذ منها النصائح. لا أعرف كيف لم يقرف من هذا الفعل أنا أستحي من مصارحة أخواتي وصديقاتي مع أن قمر كانت تشجعني وتلقني دروس في ما يجب و ما لا يجب أثناء ممارسة الحب.
خلافاتنا الزوجيه أخذت بالتضخم و الأتساع يوما بعد يوم كثقب أسود في الفضاء و أخذت تبتلع نجوم حبنا الوليد في ثناياها. ضاع الحب في هاله سوداء من المشاكل و الهموم اليوميه المضجره و أصبحت حياتنا اليوميه بطيئه كئبه هربت فيها إلى العمل و هرب عادل إلى مخبئه حضن أمه. يوما بعد يوم كنت أطالبه بشراسه أن نجلس مع بعضنا ونناقش مشاكلنا لكنه كان ينكمش على نفسه كطفل و يبدأ بالتذمر والرفض والعناد و فور أنصرافي يلجأ إلى أمه ليناقش مشاكلنا معها .
مع مرور الأيام بدأت لا أطيق حساسيته المفرطه ولا طفولته المزعجه. مللت من محاولة أعادة تأهيله و تربيته ليفهم أنه في الثلاثينات ليس في الخامسه من عمره. مللت من تقلبات مزاجه و من تردد عواطفه في لحظه يكون محب هائم وفي لحظه اخرى يصبح عدو لدود لأنني لم أعد العشاء بالطريقه التي تعلمتها من أمه. كنت سأتحمل أي شيء في شخصيته , سوى نزعة الأنتقام الشديده لديه. لم يكن ناضجا كفايه ليجعل المشاكل التافهه تمر بسلام. كان يقف عند أي مشكله تخصه و أما المعالجه أو الأنتقام.......
جاء يوم وأفقت فيه من غيبوبتي العاطفيه و شاء القدر أن نفترق كلا في طريقه وبلا عوده.
************************************************** ***************



التعديل الأخير تم بواسطة رغد تبوك ; 29-08-18 الساعة 04:35 PM
Mermaid3002 غير متواجد حالياً