عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-18, 12:37 AM   #4366

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

تجلس على طاولة المطبخ تنظّف أوراق الملوخيّة من أعودها وتستمع على هاتفها لدرس للشيخ الدكتور أيمن سويد يشرح به أحد دروس مخارج الحروف من المقدّمة الجزريّة
دخل عليها صارم المطبخ فتهيّأت لا إراديّا لسماع شيء من تعليقاته الحادّة التي لا تنكر أنّها قد خفت قليلا
في الحقيقة هي حتّى تستغرب كيف أنّه قد تجاهل لطمتها ليد النمر في ذلك اليوم دون أن يسمعها يومها شيئا من لسانه السليط
ولكن يبدو أنّها اليوم لن يحالفها ذات الحظّ إذ أنّها سرعان ما سمعته يقول بينما يخرج زجاجة ماء من الثلّاجة: بتعرفي إنّه الامتحانات النهائيّة راح تبدا خلال يومين؟
نظرت إليه ولميس وقالت باستغراب: والله؟
سكب صارم الماء داخل فمه من فوّة الزجاجة البعيدة عدّة سنتيمترات عن فمه ثمّ مسح فمه قائلا: اممم والله! طيب بتعرفي إنّه إخواني إذا بضلّوا على هاد الحال ما راح ينجحوا في ولا مادّة؟ وبتعرفي إنّه الحق راح يكون عليكي بهاي الحالة؟
بصدمة وضيق نظرت إليه وسألته باحتجاج: ليش أنا شو دخلني؟
بسخرية نظر إليها قائلا: كيف شو دخلك؟ مش إنت المسئولة عنهم؟ ثمّ يعني هدول لو كانوا ولادك فعلا كنت بتتركيهم على حالهم هيك؟ كنت بترضي يقصروا بدروسهم بهاي الطريقة من غير حتّى ما تهتمّي؟
باضطراب وقلّة حيلة أجابته: بس أنا بحاول فعلا وهمّ التنين بيطنشوني!
هزّ صارم كتفيه بلامبالاة وأجابها باستفزاز مقصود: تصرفي! مش على اساس بتحبّيهم؟ ولا كلّه حكي بس ووقت الجد اللهم نفسي وراحة بالي؟!
نظرت لميس إليه بحنق ثمّ وقفت بعصبيّة تاركة الملوخيّة والمطبخ كلّها بعد أن أزاحته من طريقها بعصبيّة تحت نظرات عينيه الماكرة وذهبت إلى غرفة الجلوس لتقف أمام نبراس الغارق بإحدى ألعاب البلايستيشن فتحدجه بنظراتها الساخطة فيجفل هو قبل أن يبتسم لها بمكر ويلقي لها بقبلة طائرة أطارت قلبها وأوشكت على تركه وشأنه بعد ربتة رقيقة على شعره الناعم الأشقر، ولكن رؤيتها لصارم الواقف أمام باب المطبخ ينظر إليها بسخرية شحن غضبها من جديد فاقتربت من التلفاز ووقفت أمام نبراس الذي هتف قائلا: لأ لأ خالتي شوي شوي راح أخسر لااااا.... ليييش هيك!!
أغلقت لميس التلفاز وأبعدت أسلاك البلاي ستيشن عن الكهرباء بكلّ برود ثمّ نظرت إليه لتقول ببساطة بينما ترفع حاجبها بثقة تعمّدتها رغم داخلها الذي يرتجف رهبة: بعد بكرة راح تبدا الامتحانات ووقت الامتحانات دراسة وبس!
قالتها لميس وخرجت تحمل بيدها الجهار فلحق بها يهتف باعتراض: شووو كيف يعني؟
التفتت لميس إليه وقد ازدادت بحسن تصرّفها ثقة وقالت: يعني البلاي ستيشن هاي راح تضلها بغرفتي جوّا خزانتي لحتّى تخلص الامتحانات ووقتها كمان بسّ إذا اقتنعت بدراستك وشفتك اجتهدت عنجد راح أطّلعلك إيّاها!!
بصدمة بهت نبراس بمكانه وهمس قائلا: شوو... شوووو... حتّى إنت يا لميس يا عسل يا سكّر صرتي شرشبيل!!
أخذ نبراس نفسا طويلا ورسم ابتسامة الحمل على ملامح وجهه شديد الوسامة ثمّ لحق بها علّه يجد ما بينه وبينها اتّفاق يقنعها ويرضيه
طرق نبراس باب الغرفة وراءها وما إن سمحت له بالدخول حتّى قال لها مقنعا: طيّب شو رأيك نعمل صفقة تانية تبسطنا وتسعدنا إحنا التنين
نظرت له لميس بإعجاب لم تظهره وتكتّفت أمامه متمسّكة بصرامتها وقالت: والله أنا ما ببسطني إلّا نجاحك بكلّ الموادّ وبتفوّق كمان!
بحلق نبراس بها بصدمة ثمّ حكّ شعره حرجا قبل أن يقترب منها ويمسك بكلا كفّيها قائلا: لميس... يا لميس... لمّوسي... خالتي حبيبتي... انتِ ملاك... شو بدّك بحركات الشرّيرين هاي اللي ما بتلبق عليكي!
تدّعي الصدمة أجابته قائلة: هلّأ عشان خايفة عليك وعلى دراستك ومستقبلك صرت شرّيرة؟ طيّب عشان تعرف إنّي فعلا طيبة ومش شريرة أبدا خلّيني أوعّيك على شغلة مهمّة يمكن انت مو خاطرة على بالك... هلّأ خلّينا نتخيّل لا سمح الله لا سمح الله إنّك خبّصت بإمتحاناتك وكانت علاماتك مو كويسة برأيك هيك أبوك شو ممكن يحكي وكيف ممكن يتصرّف؟
ما إن رأت لميس ردّة فعله حتّى ابتسمت لنفسها برضا فلقد اضطربت ملامح الصبيّ وصمت مفكّرا، فبادلته هي التوضيح قائلة: أوّل شي راح يعمله هو إنّه راح يسأل عن سبب اهمالك وتقصيرك بدراستك، وطبعا أنا مستحيل أكذب حتّى لو كنت بحبّك لإنّه الكذب حرام مزبوط؟
مقطّبا بتفكير هزّ نبراس رأسه بموافقة فأكملت هي: وطبعا بس يعرف إنّه البلاي ستيشن هيّ السبب مستحيل يقبل إنها تضلها عندك صحّ؟ هاد غير إنّه راح يعصّب عليك ويعاقبك ويزعل منّي ويلومني لإنّي اشتريتلك ايّاها!
جلس نبراس على السرير مفكّرا بعمق للحظات قبل أن ينظر إليها بقلّة حيلة ويقول: طيّب أنا عندي فكرة، شو رأيك كلّ يوم بتشوفيني درست فيه كتير منيح وخلّصت دراستي بسرعة تكافئيني بساعتين لعب
صمتت هذه المرّة هي تفكّر باقتراحه وإن كان سيكون ذا نفع فعلا بتشجيعه وتحفيزه على الدراسة قبل أن تنظر إليه مضيّقة عينيها وتقول بجديّة: ساعة!
فأجابها هو: ساعة ونص!
فتكتّفت وقالت: نصّ ساعة
فلوى هو فمه قائلا: ساعة!
مدّت حينها هي يدها وقالت مبتسمة برضا: deal! "اتفقنا"
فأمسكها هو وقبّلها برجولة مشاكسة فابتسمت له وجرّته وراءها قائلة: مكّار... بتنفع تكون رجل أعمال
فغمز لها هو قائلا: وإنتِ.. احم... بينضحك عليكِ بسرعة... بتنفعي تكوني أمّ!
قالها نبراس وذهب لغرفته ليتركها من خلفه عند باب غرفتها متشنّجة الجسد مصدومة المشاعر... مترقرقة العينين
......................................
تلك المهمّة التي بدت لها مربكة مع نبراس كانت تبدو لها الآن صعبة شائكة ومخيفة وهي تطرق باب غرفة العنود وتدخل إليها بقدمين متردّدتين، وربّما لولا كلمات نبراس التي قالها لها منذ قليل بعفويّة صادقة والتي تعجز الآن عن وصفها وتصنيفها، لما استطاعت أن تتجرّأ وتقوم بها
ما إن رأت العنود -التي كانت تقف أمام المرآة تنظر إلى نفسها- زوجة أبيها تدخل غرفتها حتّى اضطربت ملامحها لوهلة قبل أن تنغلق على ذاتها بعناد من جديد ثمّ سألتها بأدب: خير خالتي بدّك إشي، اجي اساعدك بشغلة؟
هزّت لميس رأسها برفض وأجابتها برقّة: لا حبيبتي شكرا بس حبّيت اجي اطمّن عليكي واشوف لو لازمك انت شي
بهتت العنود لوهلة ثمّ أجابت: لا شكرا يسلموا خالتو
رافضة الخروج مجبرة نفسها على الثبات مكانها سألتها لميس: طمنيني كيف مدرستك ودراستك؟
تلك الأنفاس التي كانت العنود توشك على اطلاقها سرعان ما خنقتها بضيق وهي ترى أنّ وجود زوجة أبيها في الغرفة لن يكون قصيرا، فأجابتها باقتضاب قاطعة عليها سبل الحوار… أو هكذا كانت تظن: كويسة الحمدلله
صمتت لميس للحظة ثمّ قالت: شو كيف استعداداتك للإمتحانات؟ سمعت إنها راح تبدا خلال يومين؟
يريبة نظرت العنود إليها قبل أن تجيبها ببطء متفكّر: الحمد لله
كادت لميس تزفر من العنود ضيقا قبل أن تدعو الله في قلبها أن يلهمها صواب القول والعمل ثمّ نظرت إليها وقالت: كيف بتستعدّي عادة للإمتحانات؟ احم... قصدي مشان أساعدك وأهيّئلك الجوّ المناسب... مبدئيّا ابتداء من اليوم ما بدّي منّك تعملي شي في البيت يعني بكفّي تركزي على الدراسة، وحتّى نمّوري ما راح أخلّي يدايقك، ووو... طبعا أكيد التلفزيون بتتركيه وقت الامتحانات مزبوط ولّا كيف؟ بتعرفي أنا مو كتير بعرف بهيك شغلات... ولّا أحكيلك يمكن لازم اسأل البابا وأشوف شو بينصحني!
وقد كانت تلك الكلمة هي السحرية من بين كلّ ما قالت فهتفت العنود قائلة: لا لا ما في داعي، ما تخافي صدقيني انا بعرف أزبّط وقتي وطول عمرها علاماتي ماشي حالها
أخفت لميس سعادتها بتجاوبها معها أخيرا وقالت: لا شو ماشي حالها، لازم تفاجئي بابا بعلامات كتير منيحة وممتازة صح؟
نظرت لها العنود بتعابير مكتومة ثمّ هزّت لها رأسها بتردّد فهتفت لميس تقول بحماس: ممتاز إذا من هلّأ لوقت نهاية الامتحانات تلفزيون ما في!
حينها نظرات إليها العنود بحدّة وقالت بسخرية مبطّنة: هاد عشان الامتحانات والدراسة ولّا عشان إنت ما بتتفرجي عليه وبتتدايقي بس نفتحه؟
كلماتها صدمت لميس التي فغرت فاها للحظة قبل أن تسبل أهدابها وتقول بابتسامة رقيقة: أنا فعلا ما بحبّ التلفزيون ولا بحضره وبتدايق بسّ ينفتح، بسّ بتدايق عشانكم مو عشان بتدايق من البرامج الهابطة والمحرّضة على الفساد الي بيبثها، بتدايق من الافكار الي بعض القنوات او حتى اكترها بتبثها بعقل الاطفال والمراهقين وحتى البالغين للاسف من غير ما يحسّه، انا ما بتدايق عشاني لإنّه زي ما بتشوفي أنا ببساطة غرفة القعدة غالبية الوقت ما بدخلها، ولما انتو بتكونوا تحضروا تلفزيون انا يا بكون بالمطبخ يا بغرفتي
بخزيّ أخفضت العنود رأسها وصمتت عاجزة عن الاعتذار وكيف تفعل وهي في كثير منها ابنة أبيها، فتزداد خزيا وهي تسمع لميس تكمل: انا كل اللي كان ببالي وانا عم بحكي معك هو فرحة بابا بنجاحك بس يرجع، فرحتك انت بنفسك بكرة بس تكبري وتلاقي بواب الجامعات والكليّات كلها بوجهك لتختاري منها اللي انت بدّك اياه مو اللي معدّلك بيسمحلك في، السعادة والثقة الي راح تلاقيهم بنفسك وانت شهادتك معك قويّة فيها لإنّه بالنهاية ما في حد أو شي في الدنيا بدوم!
باستغراب نظرت لها العنود وقالت: بسّ هاي إنتِ ما معك شهادة وعادي!
ابتلعت لميس ريقها وقالت بصوت مخنوق: مين قال عادي؟ بعدين مين قالّك مثلا إنّي أنا الشخص المثالي اللي ممكن تقتدي فيه
بحرج وخجل قالت العنود: بسّ إنتِ هيك فعلا!
ابتسمت لميس للعنود بحبّ حقيقي تشعر به نحوها صادقا للمرّة الأولى فجلست بعفويّة على سريرها وباحت: يمكن معك حق بالنسبة للميس اللي عن تتفرّجي عليها هلّأ، لميس القريبة من ربنا، الملتزمة بصلاتها وعباداتها على قد ما بتقدر، الي بتخاف من الحرام وبتبعد عنه لحتى الشيطان ما يوسولها ويزيّنلها الغلط يقنعها إنّه بسيط ومش مهم، بسّ صدقيني أنا وقت اللي كنت بعمرك... كنت أبعد انسانة عن المثالية، كنت عبارة عن كتلة غلط ما بدّي ايّاك تكونيها، عملت اغلاط ما بدّي ايّاكِ تعمليها، ما بدّي ايّاكِ تندمي زيّ ما ندمت
صمتت لميس حزنا وصمتت العنود خشية، ولكنّ عيناها لم تفارقا عيون لميس الغارقة بدموع أبت أن تذرفها أمام الفتاة فتفضحها
رأت لميس تأمّلها لها فابتسمت لها قائلة بودّ وفخر: صدقيني... لو كان عندي أب زيّ أبوكِ ما كان قبلت إلّا إنّي أخلّيه أكتر أبّ فخور في الدنيا، ولو لقيت اللي يوعّيني وأنا قدّك ويفهّمني لكان كتير أشياء اختلفت
حينها تبسّمت العنود بتردّد وسألت تدّعي المزاح: كان هلّأ انتِ مو معنا؟ كان ما تزوّجتِ بابا؟
أجفلت لميس اثر كلمات العنود وتشنّجت رفضا، فكيف لا تكون في حياة أولئك الأطفال، أمّا للنمر ولنبراس، وصديقة للعنود وحتّى صارم، بل الأدهى والأكثر عجبا هو أن لا تكون زوجة لأبيهم!
حينها نظرت لميس للعنود وغمزتها بمداعبة وقالت: ويمكن كنتِ إنتِ بنتي!
.................................................. .................................................. ......................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس