عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-18, 12:14 AM   #1750

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


" أنت أيضا لست سهلا أبداً "

يجلس رائد بغرفة المكتب المظلمة يلح على عقله صوتها مرارا وتكرارا .. نغم ضحكتها الرنانة .. شعوره وقتها والغضب يتوحش بصدره حتى كاد أن يجرها من شعرها فعليا ظنا أنها تكلم .. منير ..
لا يعرف لمَ يقلقه هذا الرجل لهذه الدرجة ؟!..
ولا يعرف لمَ شعر وقتها أنه .. يحترق ؟!..
كان الألم مضاعفا ممتزجا بالغضب والغل كأنها صحوة مفاجئة لقلبه ..
حتى استدارت دارين وهى تتحدث بأريحية فتتفاجأ بوجوده عند باب غرفة السفرة وحينها أهدته ابتسامتها الجميلة وهى تعطيه الهاتف بعد أن قالت لوالده أن يكلمه قائلة بنعومة :

" كل عام وأنت بخير .. أردت أن أكون الأولى قبل والدك "

مصدوما من قسوة ظنونه أخذ منها الهاتف يضعه على أذنه فيسمع صوت والده :

" كل عام وأنت بخير .. كان ينبغي أن أحضر عيد ميلادك لكنني مرتاح هنا .. دارين أبلغتني منذ مدة وفضلت أن تحتفلا وحدكما "

نفسا مرتاحا أخرجه من أعماق صدره المشتعل بحريق مسبق ..
صمتٌ سخر منه يتحداه فيطالعها باستغراب .. كيف تذكرت اليوم الذي نساه هو ؟!..
شفتاه تتحرك ببطء وهو ينظر إلي ساحرته الليلة :

" ما زلت تشترك معها في كل الخطط ؟! "

يتلاشى الغضب ليستولي عليه سحر غريب يشع منها ووالده يقول باهتمام وهو يشعر بغضب رائد منه إلي الآن :

" أتمنى أن يكون عاما سعيدا عليك .. أتمنى ذلك من قلبي .. أنا لم أضغط عليك إلا لمصلحتك .. أردت فقط كسر وحدتك واعلم أني ظلمتها هى .. انظر إليها الليلة وهى تعد لعيد ميلادك منذ وقتٍ طويل .. ستعرف أني كنت على حق .. تصبح على خير "

يغلق زهران الخط فينزل رائد الهاتف يعطيه لها ناظرا للطاولة حيث كعكة عيد ميلاده الكريمية المضاءة بالشموع ثم يعيد عينيه إليها ..
بفستان أسود تقف أمامه فلا يعرف الحقيقة من الخيال .. كانت .. كانت نسخة مشابهة لليلى بتلك الليلة ..
لكنها أجمل .. أكثر إشعاعا وبرقا .. تفتن العين وتسبي القلب ..
دارين ستكون أجمل بالقناع بلا شك .. للحظة .. للحظة تمنى لو كانت هى صاحبة القناع ..
لكن موعد اللقاء قدر .. ومكانه قدر .. وحبها له قدر ..
تقترب دارين منه بكل هالة الجمال حولها فيطرق الندم عنفا بصدره لما ظنه بها وهى تخرج شيئا من علبة سوداء صغيرة وتضعها جانبا ثم تنظر لعينيه قائلة بصوتها الدافئ :

" اعلم أنك لا تحب ارتداء دبلتك .. لذلك أحضرت لك هذا الخاتم حين رأيته .. لا يليق بسواك "



يتحسس رائد الخاتم ببنصره الأيسر حيث وضعته بيدها بعد أن نزعت دبلته ثم أعطتها له .. خاتم أنيق من الفضة ذو حجر مربع من العقيق الأسود ..
خاتم لا يليق سوى بالملوك ..
هكذا هى تراه .. لكن كيف صار يراها ؟!..
أي امرأة هى لتفكر براحته لتلك الدرجة ؟!..
امرأة تشبه جناحيّ العنقاء كلما رفرفت تناثرت حوله النيران ..
تحترف الإشعال برفة جفن وكلمة من بين شفاه كالتوت الأحمر ..
امرأة تشبه كأسا رقيقا يميل فيسكب من حافته ألوان الدنيا بمذاق الحياة ..
تبتسم فتنجلي الهموم ويصفو الضباب وتعلو الصروح الحرة ..
ينتبه لموسيقى البيانو وهى تعزف بالغرفة المجاورة للمكتب فيغمض عينيه مستمعا لما اختارت الليلة وأصابعه ما زالت على الخاتم ..
يعلم إنه يطفئها .. ألوانها تخبو شيئا فشيئا لكنها أقوى من لحظات الضعف التي تمس أنوثتها ..
ينساب اللحن عذبا على مسامعه ثم يتوقف عزفها فجأة .. وتظل الأغنية المختارة حولهما معا تربطهما من خلف الجدران ..
بأول الكلمات مقتله .. هو الذي يقتلها مرة بعد مرة وتنهض شامخة بعزة قلبها ..


لماذا تحاول في الحبِ قتلي ؟
لماذا تخافُ شموخ النساء ؟
وتعرف أن قلبي عزيزٌ
ولم أتعود على الانحناء
أنا ما لجأتُ لعينيك خوفا
أنا بنت خيرِ التراب وشمسِ السماء
فإن كنت تحسبُ عشقيّ ضعفا
وتجهل معنى الوفاء
فإني لعزةِ نفسيّ أوفى
فلا حب عندي بلا كبرياء
أراك غريقا بلا ضفتين
تخشى البقاء وتخشى الرحيلَ
معا لن نكون سوى جانحين
فكن مرةً رجلا مستحيلا
أحبك لكن قلبي عزيزٌ
ولم أتعود على الانحناء
تعلم معي أن تكون قويا
فقد خُلِقَ الحب للأقوياء


كل كلمة تخبره أنها سترحل يوما .. اختياراتها صارت رهيبة الوقع على نفسه .. فطالما تختار هكذا فهى تفكر هكذا ..
وصار الخوف يتسلل إليه من أن يأتِ هذا اليوم .. بعد نسيان الخوف كل ما به بات يُدَق بمطارق ساطعة الضوء بعد العتمة ..
لم يحسب يوما عشقها ضعفا .. بل يعلم أنه مصدر قوتها نابعا من كبريائها وإلا ما كانت زلزلت الأرض تحته ..
لكنه أصبح نعم يجهل معنى الوفاء .. تختلط الأوراق عنده وهو يخونها هى بذكرى أخرى .. ليست موجودة بهذا الكون ..
يخشى البقاء .. يخشى الرحيل .. ويقف معها بمنتصف الطريق ..
كيف تفهمه لهذه الدرجة وهو عالق بطوفان الماضي ؟ ..
ويخشى أن يتمكن منه الضعف فلا يمد له الحب يده مرة أخرى ..
الحب وجه آخر للمواجهة .. وهو لم يواجه نفسه منذ سنوات ..فكيف يواجه ما تغدقه عليه ؟! ..
يتمنى .. يتمنى أن يكون لها يوما ذلك الرجل المستحيل الذي تريده .. يتمنى أن يلحق بحبها قبل فوات الأوان .. لكن قلبه ...
ينير ضوء الغرفة فجأة فيغمض رائد عينيه ثم يفتحها فيراها واقفة عند الباب ليقول بضيق :

" اطفئي الضوء "

أحب العتمة منذ زمن .. يوما ما أراد رؤية البرق بعينيه .. ولم يعرف بعدها كيف أصابه العمى ؟..
تتقدم دارين منه تنظر لملابسه السوداء حتى وقفت أمام المكتب تسأل بهدوء :

" لماذا تجلس في الظلام ؟ "

ينظر رائد لثوبها الملون القصير فتعطيه البهجة دون أن تفعل شيئا .. هكذا هى ..
يسبل جفنيه يرد بوجوم :

" اعتدت الظلام منذ زمن "

تلف دارين حول المكتب فتقف أمامه تقول بكل حنانها :

" وأنا أعشق هذا الظلام في عينيك .. أعشق الظلام الذي يلف كيانك فيحجب روحك الحقيقية .. أعشقه وأكرهه لأنه يحجبك عني "

مشاعره تستجيب ورجولته ترضى وهى تهاجم بقوة وتقتحم كل ما بطريقها .. قلبه يدق من جديد لكن ..هناك حجابا بينهما لا يعرف له طريقا ..
يزفر نفسا خشنا متأثرا يأبى النظر إليها ثم يعتذر بطريقته :

" يوم قلت لكِ لا أريد أن أخسر شيئا لم أقصد ما فهمتِه "

تبتسم دارين وهى تلف حوله فتقف خلف الكرسي لتمد يديها فتمسد عنقه وكتفيه قائلة :

" لا يهم "

تشعر بعضلاته تشتد تحت يديها ثم يسترخي ببطء لمساتها الناعمة وهو يقول بجدية :

" لا مهم .. مهم لي أنا على الأقل "

متذكرا ليلة عيد ميلاده وهى تطعمه بيدها وتتأمل ملامحه بنظرتها القوية ولم تذكره أبدا بقوله .. حتى بعلاقتهما لم تمنعه يوما .. كانت له الزوجة والحبيبة .. مصدر دفئه واحتواء غضبه حين يعصف به طوفانه ذات مساء ..
لكن مهم له أن تعرف أنه ما قصد ذلك فقط .. قصد كل شئ وكان يعنيها .. لا يريد خسارة .. خسارتها ..
لا يريد حتى أن يجرحها .. ولا يعرف سببا واضحا لشعوره سوى أنها لا تستحق جرحا ..
تنحني دارين قليلا تقبل رأسه هامسة بنفس حار :

" رائد .. اترك روحك لألوان الطبيعة ... لسحر الكون المقدَم إليك .. لا تفكر كثيرا وافعل ما تريد "

ظل صامتا طويلا مستمتعا بيديها الحانيتين على رقبته ثم قال :

" اعرف أني ابتلاء قلبك لتتحملِ كل هذا "

تبتسم دارين لاعترافه ولا زالت تمسد كتفيه فترد عليه بنبرة جميلة :

" لو كان غيرك ما تحملت ... لكن أنت .. أنت فارس الحصان الأسود .. أنت فارس الرعـد "

ضحك رائد بخفوت ثم هز رأسه متعجبا فيقول بافتقاد لكل ما كان :

" مضى زمن طويل لم اسمع هذا اللقب "

لا يصدق أنها تعرف عنه كل هذا .. كل ما كان يقال عنه بالنادي حتى لقبه حين فاز بالسباق للسنة الثالثة على التوالي فأطلقوه عليه ليظل معه باقي السنوات بساحة الخيل ..
أصابعه تتلاعب بالخاتم متسائلا بذاك العجب :

" كنتِ تراقبينني دارين ؟! "

يداها تنزلان على صدره ثم تصعد لرقبته مجددا قائلة بثقة :

" لا تغتر كثيرا .. أخبارك هى التي كانت تقع في طريقي .. لم أبحث أنا يوما خلفها "

يهز رأسه مؤكدا وهى يقول بنبرة شجن :

" مؤكد .. لستِ أنتِ مَن تبحث خلف رجل .. أيا كان "

صمت لحظات ثم شعر برغبته في الحديث معها حقا أو الكلام معها هى تحديدا في ذلك الموضوع فيسأل مترددا :

" وهل تعرفين كيف ... قابلتها ؟ "

توقفت يداها على كتفيه فينتظر رد فعلها لكنها سألت بهدوء :

" كيف ؟ "


ربما كان ينتظر ثورة ما لكن دارين التي يعرفها ستتفهم ما يشعر ..
كان يناشد فيها صديقة تسمعه وهى ما تأخرت ويداها تعودان لتمسد كتفيه بحنان فيقول بنبرة خافتة الحزن :

" في عيد زواج أحد أصدقائي .. كانت حفلة تنكرية .. وكانت ترتدي قناعا فضيا غطى نصف وجهها لدرجة أني لم أميز ملامحها أبدا .. كل ما أدركته أني رقصت معها كأني احلم "

يداها تلتفان حول عنقه وهى تميل قليلا تسأل همسا :

" وأحببتها يومها ؟ "

رد رائد بعد لحظات بصدق :

" أحببتها وأردتها دونا عن نساء العالم ولا أعرف كيف ؟ "

تبتسم دارين وذراعاها يلتفان حول عنقه تماما فتهمس بأذنه شوقا :

" أحبك "

تخرجه من حالة لأخرى فيختفي ما كان وتظل هى فقط حقيقة تعانق جرحه بكل العشق .. بكل التفهم ..
تحثه ليكمل مخرجا ما بصدره إليها فتسأل بهدوئها الغريب :

" وكيف تقابلتما بعدها ؟ "

يلمس ذراعيها حول عنقه بظاهر أصابعه قائلا باشتياق لذاك اليوم البعيد :

" بحثت طويلا عن الفتاة التي رقصت معها ولم أجدها .. لم ينتبه إليها أحد وهى جاءت دقائق في الضوء الخافت ورحلت .... حتى جاءت هى إليّ "

تتهدج أنفاسه وتئن ملامحه ألما وهو يقول بصوت معذَب ما أخفى عذابه عنها :

" لن أستطع نسيانها دارين "

كانت سعيدة رغم كل شئ أن يتكلم معها هكذا .. أن يعتبرها من ثوابت حياته فيلقي همومه إليها ..
تلتف حوله لتقف أمامه فتسأل بنبرة دافئة :

" لماذا تربط وجودي بنسيانها دائما ؟ "

يرفع رائد عينيه نحو الوجه الجميل فتميل دارين قليلا تبسط كفها على قلبه تقول بنفس النبرة :

" هى هنا "

ترتفع يدها فتشير سبابتها لعقله تواصل بكل قوة روحها :

" وأنا راضية أن أكون هنا "

أراد أن يسألها كيف تفعلين هذا بكل هذه القوة ؟!..
كانت تهديه حلا بيد .. وتعتصر قلبها باليد الأخرى ..
لكن بتلك اللحظة عقله وقلبه كانا يرددان .. دارين .. دارين هى توأم الروح.


......



يتبع في الصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t400173-176.html



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-10-18 الساعة 12:33 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس