آخر 10 مشاركات
[تحميل] وصفها بين العجب والمستحيل أخجلت عذب القصايد والأدب ، لـ rwaya_roz (الكاتـب : Topaz. - )           »          دموع الماس (44) -الخطيئة3من سلسلة خطاياي السبع- للواعدة: السسسيم [مميزة]*كاملة&روابط* (الكاتـب : السسسيم - )           »          خيانة لا تغتفر (43) -الخطيئة الثانية من سلسلة خطاياي السبع- للرائعة: السسسيم *كاملة* (الكاتـب : السسسيم - )           »          الحب بلا مقابل(42)الخطيئةالأولى من سلسلةخطاياي السبع للواعدة:السسسيم*كاملةروابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لحظات الحب (36) -شرقية- للكاتبة الواعدة: mema ameen *كاملة * (الكاتـب : Just Faith - )           »          ترنيمة الفجر(82)-قلوب شرقية[حصرية]-للمبدعة عشق الياسمين{مميزة}**مكتملة& الروابط** (الكاتـب : عشق الياسمين - )           »          رغم وجود الحب(81)-قلوب شرقية-للجميلة: Asmaa Ahmad~مميزة(حصرياً)[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          إلا نسيانك..! (50) -قلوب شرقية-للكاتبة الرائعة:حكايا شهرزاد *مميزة & كاملة بالروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          قد ننسى..!!-ج3 من متاهات القلوب -للكاتبة الرائعة :ليلى أحمد[زائرة]*كاملة&الروابط* (الكاتـب : Layla Ahmed - )           »          هل يخفق من جديد؟(62)-ج2 متاهات القلوب-للرائعة:ليلى أحمد [مميزة]كاملة &الروابط * (الكاتـب : Layla Ahmed - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-18, 12:19 AM   #1751

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



تجلس لمياء على الكرسي الأسود الجلدي في مركز التجميل البسيط الموجود على ناصية أحد الشوارع المجاورة لشارعها .. تسلم وجهها للسيدة التي تشرف عليها لتضع ألوان الزينة به ..
سيدة خشنة الطباع تبدو أقرب لرجل حتى صوتها لا ترققه ولا يبدو به أنوثة .. تعمل ببطء وهى تمضغ العلكة باستفزاز حتى تمنت لمياء لو لم تتهور ذلك التهور الغريب عليها ..
أن تأتِ مركز تجميل لتذهب لزفاف زميلتها بالعمل فهو بالطبع تهور !.
ارتدت ثوبها الأزرق الذي اشترته مؤخرا وقررت أن تهدي نفسها يوما خاليا من الكآبة .. لكنها الآن بقرارة نفسها تتسائل ما الذي أتى بها إلي هنا ؟ .. ولمَن ؟!..
ربما لأن جميع الفتيات بشركة الاتصالات يبدون بمستوى أعلى منها فأرادت اليوم أن تبدو مثلهن .. وربما لأنه زفاف ! .. عسى أن تجد مَن يمنحها نظرة تبدأ بها قصتها الخاصة.
ترسم السيدة عينيها بالكحل الأسود وهى تقول بنبرتها الخشنة :

" لديكِ وجه جميل "

ردت لمياء بعد لحظات وهى تغمض عينيها تتمنى انتهاء هذه الورطة :

" شكرا "

تمرر الفرشاة الرقيقة على خديها باللون الوردي ثم تثرثر كعادتها :

" أنا اتكلم جديا .. لم أزين وجه كوجهكِ من قبل تليق به كل الألوان "

ربما لأن لا أحد يأتي إلي هنا سوى السيدات العجائز ! .. وهى اختارت المكان لأنه رخيص الثمن ..
تمتعض لمياء داخليا وهى تتحامل على نفسها لترد :

" شكرا لكِ لكن أريد ألوانا خفيفة هادئة "

تمضغ السيدة العلكة وهى تضع لها أحمر شفاه باللون الوردي الداكن وتقول كأنها خبيرة الخبراء ! :

" حسنا ساجعلها هادئة جدا "

بعد دقائق وقفت لمياء أمام المرآة ترى ما فعلته بها السيدة أو ما فعلت هى بنفسها .. الألوان بوجهها هى لون واحد .. الوردي لا غيره حتى بظلال عينيها كأن مفهوم السيدة عن الألوان الهادئة هو الوردي فقط ..
لا يليق بثوبها الأزرق الواصل لركبتيها وبنطالها الأسود الضيق تحته لكنه أيضا ليس بشعا .. حجابها الأزرق المخطط بالفضي يبرز استدارة وجهها وألوانه الوردية ..
لقد انتهى الأمر ولم يعد هناك وقتا لتمسح زينة وجهها وتعيد وضعها لنفسها .. علقت حقيبتها السوداء على كتفها ودفعت أجر السيدة الزهيد ثم خرجت بخجل لتستقل سيارة أجرة تذهب لقاعة الزفاف.


على طاولة جانبية بقاعة الزفاف المتواضعة جلست مرتاحة بمظهرها إلي حد ما تشاهد تحركات زميلاتها وزملائها مبتسمة بمجاملة لكن لا أحد يعيرها إهتماما .. مجرد سلام عابر وسط صخب القاعة الممتلئة ..
عيناها تدوران ببطء عسى أن تجد مَن ينظر إليها لكن هنا شاب كالقمر يجلس بجوار زوجته حيث خواتم الزواج بأيديهم اليسرى .. وهنا بعض الشباب يتضاحكن مع العريس .. وهنا مَن ينظم الطاولات وآخر ينظم الأغاني فتعود الكآبة لصدرها ..
إنها الوحدة بعينها .. وما أقساها في قاعة زفاف ..
تهدأ الأصوات وتخفت الأضواء للرقصة الأولى على أغنية حالمة وما زالت هى وحدها .. تراقب العروس بين أحضان الرجل الذي اختارته .. ويمر الوقت وهى جالسة .. فقط تراقب.



صوت الأمواج يعلو وهى جالسة هنا منذ رحلت عن الزفاف مبكرا .. أمام البحر بجوار أحد الأنفاق على مقعد حجري لا يشاركها به أحد .. أعمدة الإنارة الصفراء حولها تضئ الطريق السريع وصوت السيارات المسرعة خلفها مزعجا..
عدة روائح مختلطة تملأ النفس بهجة كرائحة الذرة المشوي ثم البطاطا ثم عربة شطائر اللحوم المشوية مع رائحة البحر ثم منظر عربة المثلجات الشهية .. لكن لم تجد بنفسها أي بهجة ..
هواء منتصف الخريف بارد على عظامها خاصة بهذا الوقت لكنها تنظر لظلام البحر الممتد أمام عينيها وتشعر بالارتياح عن وجودها بقاعة زفاف مليئة بالأزواج ..
اختناق يجثم على أنفاسها فتأخذ نفسا عميقا لتشعر بداخلها كله يبرد ..لا تعرف منذ متى وهى جالسة هنا ؟ .. ربما منذ قرابة الساعة لكنها لا تريد العودة للمنزل ..

" الوقت تأخر يا ابنتي وأنتِ تجلسين هنا منذ وقت طويل .. أنا لم أرد إزعاجكِ "

تنظر لمياء للسيدة الممتلئة في عباءتها السوداء التي تقف بجوارها باستغراب لتنتبه إنها بائعة ترمس تضع ما تبيعه على عربة صغيرة وتقف جوارها منذ أن أتت بالفعل ..
تدقق المرأة النظر بوجهها ثم تسأل :

" أنتِ تبكين ؟ "

رفعت لمياء أناملها الباردة تتحسس خدها حيث دموعها البطيئة التي لم تشعر بها فتمسحها وهى تخفض رأسها بخجل تنفي تهمتها :

" لا .. لا أبكي "

كيف يمكن أن تبكي دون أن تشعر ؟ .. صارت عادتها مؤخرا .. دموعها باردة للغاية كأنها تنبع من أعماقها التي صارت متجمدة ..
دائما خافت من قسوة شمس أن تصبها لكنها كانت تردعها بالسماح للحب أن يتسلل لقلبها .. حب الطبيعة .. حب الحياة .. وحب أحمد ..
وما بقى منهم شئ .. لم تعد تشعر بالطبيعة .. ولم تعد تحب شيئا بالحياة .. ولم يعد هناك أحمد .. كانت تتصور أنها ستتخرج من الكلية لعالم جديد مزدهر .. لم تعرف أنها ستتخرج لتجلس ببيتها دون عمل ثم ينتهي بها الحال ترد على العملاء بشركة اتصالات.
نظرت للساعة بيدها حيث العاشرة مساءا ثم عادت ترفع عينيها للمرأة كبيرة السن تقول بصوت مرهق :

" الوقت تأخر عليكِ أنتِ أيضا "

تنتبه المرأة لفتاة وقفت تشتري منها فتذهب إليها تعد لها ما طلبته ثم عادت للمياء تقول بطيبتها وهى تجلس جوارها تريح قدميها :

" لقمة العيش يا ابنتي .. العمل مساءا أكثر من صباحا .. وابني يأتي ويأخذني في الثانية عشر "

تشعر لمياء بالراحة فتنتابها رغبة لمجرد الثرثرة متسائلة :

" كم ولد لديكِ ؟ "

تمسد المرأة رجليها بتعب من الوقفة الباردة على البحر وهى ترد :

" لديّ ولد وبنتين "

الهواء القوي يضرب وجهها واصلا لخلاياها تحت ملابسها فترتجف قليلا تسأل مجددا :

" وكم عمر ابنتيكِ ؟ "

بدا أن المرأة تتوق للكلام وهى تقول بفخر ضمني :

" لدي ابنة متزوجة والأخرى في عامها الأخير بالجامعة .. مخطوبة لزميل لها وسيتزوجان بعد أن يقضي فترة الجيش إن شاء الله "

ابنة ' بائعة الترمس ' ستتزوج قريبا ! ..
لم يكن حسدا ولا حقدا ما تشعر به .. بالعكس تماما إنها فرحة الشعور بالفقراء حين ينجزون شيئا .. هى حقا سعيدة لأجل هذه العائلة البسيطة ..
لكنه شعور يداهمها مؤخرا بالمرارة وهى ترغب أن تغير أي شئ بحياتها وليس بيدها شئ .. عجز بغيض يكبلها مكانها في عائلة لا تملك ثقافة التميز ..
طوال عمرها وهى تشعر أنها مميزة .. منذ تعلمت تجويد القرآن وحتى موهبتها في الكتابة ..
لكن حين كبرت عرفت كيف يتم تثبيط الهمم ؟ .. وبدلا من أن يدكوا أسوارك لتظهر للنور .. فإنهم يدكونك أنت نفسك كي تظل مظلما مقيدا بالأرض يمنعونك حتى الزحف والوصول لما تريد.
تغيم عيناها بظلام البحر وارتفاع أمواجه المتكسر على الصخور العريضة وهى تدعو من قلبها بنبرة ضعيفة :

" إن شاء الله "

تنظر إليها بثوبها الأزرق الأنيق وحجابها بخطوطه الفضية فتسألها :

" وأنتِ كم عمركِ ؟.. تبدين صغيرة "

تبتسم لمياء ساخرة من نفسها وهى ترد بلا أي شعور :

" سبعة وعشرون "

تراقب المرأة عربتها المجاورة ثم تنظر إليها لا تصدق عمرها على شكلها الصغير وهى تسأل مجددا :

" مخطوبة ؟ "

هزت لمياء رأسها نفيا بهذا التبلد الذي أصابها بقوة هواء البحر فتدعو لها المرأة :

" رزقكِ الله الزوج الصالح "

صمتت لمياء دقائق طويلة والمرأة تنهض لتعد لأحد الزبائن طلبه ثم تعود إليها فتمتعض ملامح لمياء راغبة في الانفراد بنفسها قليلا ..
والمرأة تقول كأنها تمضي وقتها المتبقي مع أي أحد :

" لكن لم تخبريني لمَ تجلسين هنا وحدكِ إلي الآن ؟ .. تبدين عائدة من مناسبة "

ترد لمياء باختصار صوتها الخافت :

" نعم .. كنت في زفاف زميلتي "

تبتسم المرأة بفأل الخير قائلة :

" أسعدها الله .. العقبى لكِ "

تومئ بلا كلمة فتشعر بالمرأة بالحرج لتقول بابتسامة صغيرة :

" لا تؤاخذيني إن كنت أثقلت عليكِ بالحديث .. فكما ترين أنا أجلس وحدي طوال اليوم هكذا مع البحر أنتظر رزقي "

للحظة مرت أمنية بسيطة بقلبها وهى تتمنى لو تعمل طوال اليوم أمام هذا البحر مثلها .. تريد أن تطير للحرية لكنها تنتظر الحرية أن تأتِ إليها ! ..
فترد على المرأة الحنونة بنبرة لم تخل من السخرية :

" بالعكس .. أنا أيضا وحدي و ... أصبحت أخاف الوحدة بعد أن اعتدتها "

وأصبحت تخاف الفضيحة وهى تخفي هاتفها على وضع الصامت دائما حتى لا ينكشف أمرها ..
وأصبحت تخاف المستقبل وهى تردد دائما ( كما تدين تدان )..
حياتها صارت خوفا مشبعا بالذنب وكره الذات وهى تشعر أنها صارت .. جارية الخطايا ..
تستغرب المرأة ولا تفهم شيئا فتسأل :

" وأهلكِ ؟! "

ترد لمياء وهى ترتجف من قوة الهواء الذي يفتت العظام :

" موجودون "

تنهض المرأة لتر طلب فتاة وقفت أمام العربة لتشترِ فتضيف لمياء بحزن وهى تبسط كفها على قلبها اليتيم :

" لكن الوحدة هنا "

تعود المرأة للجلوس جوارها بعد دقيقة فتواصل لمياء بذهن شارد لما آلت إليه :

" قد تكونِ وسط مائة شخص لكن بداخلك وحيدة ولا أحد يملأ ذلك الفراغ "

تفهم المرأة مقصد لمياء فتفعل أجمل ما قد تفعله وهى تدعو لها بنية صافية :

" بإذن الله غدا يملأ قلبكِ رجل صالح ويملأ دنيتكِ الفارغة "

غدا ! .. ذلك الغد لا يأتي منذ وعت على الدنيا ..
وتعرف أن الموعد قدر .. وإعتراضها ذنب .. وأصبحت تخاف مشاعرها المنحرفة وأفكارها المتطرفة ..
عاد الذعر يعصف بقلبها القاحل من المشاعر التي تتمناها فتسأل بتعجب :

" أتعتقدين ذلك ؟ .. أن المشكلة كلها في ... رجل .. أم بي أنا ؟ "

كيف تكون حقا كل مشكلتها في رجل ؟!.. أن تلخص الأمر كله في تلك الرغبة لحبٍ تملكه ؟!..
هذا يعني أنها لا تطمح سوى أن تكون زوجة وأم فلماذا قدمت على الماجستير لتبني لنفسها كيانا ؟!..
ولماذا تسعى للعمل وهى تكره أن تعمل ؟!.. ولماذا تنتظر رد الشركة التي ساعدها أكمل على دخولها ؟!..
ولماذا تسأل نفسها الآن وتعترض على كل شئ كأن الرضا غادر حياتها فجأة ؟ .. أم إنه غضب الله عليها ما يشعرها أنها مختنقة ولا مكان على الأرض سيحتويها ..
قلبها يرغب بالبكاء وهو يتوسل الله المغفرة .. إذا ضاقت عليها الدنيا كهذه الأيام الصعبة فلا ملجأ إليها إلا إليه سبحانه ..
تدمع عيناها والمرأة تصارحها ببساطة :

" لا أفهمكِ "

تبتلع تلك الغصة العالقة بحنجرتها بصعوبة ثم تسأل بحيرتها المختنقة :

" هل تعتقدين أن الحب ما زال موجودا بالدنيا إلي الآن .. أم أصبح الأمر مجرد زوج مناسب وعشرة طيبة بالمودة والرحمة ؟ "

إنها حتى لم تعد تفهم نفسها .. هل بإمكانها التنازل عن حلم الحب في سبيل أن يكون لها بيتا ورجلا حتى لو من باب الزوج المناسب فقط ؟..
التنازل عن أمنيتها بعينين تعشقهما فتكتب لهما الغزل أشعارا وقصائد ..
التنازل عن الحياة الحالمة الوردية التي ترغبها لتصبح ككثير من نساء المجتمع باردة فاترة لا حياة بها سوى روتينها المعتاد ..
التنازل عن كلماتها فتدفن خواطرها لتعيش حياة .. مناسبة .. فقط ..
ترد المرأة بلهجة العالم بمجريات الأمور وهى تحرك يديها مع كلماتها :

" أنا لا أفهم بأمور هذا الجيل .. بالزمن القديم المرأة لم تكن تُكشَف للرجل إلا يوم زفافهما وكانت تظل على ذمته لآخر العمر حتى لو تزوج عليها .. لكن اليوم الفتيات والشباب يريدون أن يحبوا أولا ثم يتزوجوا وإن حدث شئ بالمستقبل لا مانع لديهم بالطلاق بكل سهولة "

لم تتعجب من كلام المرأة فهو نفس كلام والدتها وجدتها .. جيل يرث جيلا لكن هى خرجت من تلك الدائرة لتوضع في دائرة أخرى من العجز ..
حتى الزوج – المناسب – لم يأتها لتقرر أي الحياتين ترغب ؟..
تكتف ذراعيها علها تحصل على بعض الدفء لجسدها وتضم ساقيها معا بقوة وهى تسأل نفس السؤال :

" لم تجيبِ على سؤالي .. أما زال هناك حب بالدنيا ؟ "

ردت المرأة بتلقائية :

" مؤكد يا ابنتي .. لأن حتى العشرة الطيبة والرحمة تنتج حبا بالنهاية "

اومأت برأسها ثم تراخى ذراعاها وهى تقف متهدلة الكتفين فتقول بنبرة مهمومة لسيدة ربما لن ترها مجددا :

" أنا لم يأتِني لا هذا ولا ذاك ... ولا أي شئ "

ابتسمت المرأة وهى تقف تواجهها فتقول ببشاشة وجهها الممتلئ :

" لا تتعجلي .. نصيبكِ محفوظ بإذن الله ... ادعِ الله فقط ويرزقكِ كل الخير "

تهز رأسها تتمنى استجابة الدعاء لكن شعورها متجمد بشكل عجيب .. تريد أن تعود وتنام على سريرها في غرفتها المظلمة فلا تخرج منها
!..
تعدل وضع حقيبتها فتقول بابتسامة ضعيفة :

" شكرا .. سأذهب الآن .. سعدت أني تحدثت معكِ "

اتسعت ابتسامة المرأة وهى تعود لعربتها قائلة :

" في رعاية الله يا ابنتي "

تستدير لمياء مبتعدة بثوبها الأزرق تتمتم بنبرة ثقيلة :

'' أعانكِ الله "


وقفت أمام النفق تنتظر حافلة وخلفها يمر الشباب والفتيات بهذا الوقت يسيرون باستمتاع بطريق البحر المنعش فتراقبهم عالمة أن لكل منهم حكايات وهموم لكن ..
الأمر في كيفية تعاملهم مع تلك الهموم وقدرتهم على حلها .. لكن هى لا تحل شيئا فتتشبث بوهم خانق خاطئ ..
وبذكره وجدت هاتفها يهتز بالحقيبة فتخرجه بتوجس تنظر لاسم ( لمى ) على شاشته .. اسمها المستعار على الفيس بوك والذي سجلت رقمه به حتى لا يكشفها أحد ..
تفتح الخط وبعد عبارات التحية والاشتياق المعتادة منه والتي زهدتها يقول ضياء الدين :

" الانترنت مغلق لذلك لم أستطع إخباركِ أني سأتصل "

تنتبه لمياء للحافلة الآتية فترد ببرود :

" لا مشكلة .. أنا بالطريق عائدة من زفاف صديقتي كما أخبرتك "

يفهم ضياء برودها أنه تحفظها المهذب لأنها بالشارع فيقول برضا عن الفتاة التي عرفها :

" حسنا انتبهي لنفسك حبيبتي "

ترد وهى تشير للحافلة :

" حاضر .. سلام "

لم تتوقف الحافلة الممتلئة فتعود لمياء خطوة للوراء وهو يقول بنبرة مختلفة :

" لميا .. سأتصل بكِ ليلا قبل أن تنامِ قليلا "

انقبض قلبها فارتعش جسدها رعشة خفيفة اعتادتها كلما تحدث معها بصوته الدافئ فترد بخفوت خجل :

" لا تتصل .. سنتكلم على الانترنت كتابةً إن أردت .. أنت تعرف لن أستطع الحديث ليلا "

لأنه لا يتحدث حديثا عابرا بل يعاملها فعليا كـ .. زوجته !..
دائما يكتبها ( أنتِ امرأتي ) فترد عليه كتابة ( لمياء حبيبتك فقط ) ..
يصف لها ما يريد همسا مشتعلا رغم عدم تجاوزه أو نطق ألفاظا قد تخدش حياءها لكنه يمتلك جسدها كله بحديثه الجرئ .. مبررا أن هذا تقاربا طبيعيا لأي حبيبين !..
وهى تستمتع بكلامه وتنسى كل شئ كأنه مخدرا يسري بها لكن بعدها .. ينتابها القرف من نفسها والاشمئزاز من جسدها ..
وبكاءا يطول ويطول وهى تقف على سجادتها لتصلي الفجر فلا تعلم أتصح صلاتها أم لا ؟..
صوته تسمعه مثلما يحدثها ليلا باحتياجه لشبابها اليانع فيقول برغبة فائرة :

" لن تتحدثِ .. مثل المرة السابقة ساتكلم وأنتِ تسمعين فقط .. يكفيني صوت أنفاسكِ حين تعلو وتتنهد "

هواء البحر يشتد فتشعر بالبرد أكثر والرجفة القاتلة لحواسها كأنها تقتلها حتى لا تشعر بأي شئ مما يحدث فترد بهدوء متبلد :

" سأغلق الآن وقبل أن أنام سأرن عليك لتتصل "

يأتيها صوته راضيا مبتسما كأن زوجته لم تتمنع عليه ! :

" سلام حبيبتي "

أغلقت الخط وظلت تنتظر الحافلة التالية بذاك التبلد الميت فتنمو بعقلها فكرة ما .. ماذا إن عبرت هذا الطريق السريع الآن .. فدهستها سيارة ؟!.


.....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 12:26 AM   #1752

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


يوم الجمعة .. عصرا

تجلس شمس على حافة السرير تُقلِم أظافرها بمبرد الأظافر الصغير تدقق النظر بهم بعناية فتسمع صوته عاتبا رغم عبثه :

" أنتِ تتعمدين جعلها حادة ! "

عبست وهى ترفع وجهها نحو باب غرفة نومهما حيث يقف والتي كانت غرفتها سابقا بعدما عاد كل شئ لطبيعته متسائلة :

" ماذا ؟! "

يقترب أكمل منها مرتديا بنطاله الچينز وقميصه السماوي المفتوحة أزراره تكشف صدره لعينيها فتلمح الآثار الخفيفة لخدوش أظافرها السابقة وهو يشير برأسه نحو أظافرها قائلا بنفس النبرة العاتبة :

" آثار أظافركِ لا زالت على ظهري من صخب الأمس ! "

يتوهج وجهها متوردا وهى تخفض عينيها مبتسمة لا تصدق ما صارت تفعله به ! ..
لا تصدق أنها أدركت أخيرا متعة هذه العلاقة وتشعر أنها طبيعية تماما كتلك الفتيات اللاتي نظرت إليهن يوما بالكلية ..
لا تصدق أنها ترضي الرجل الحار به .. أكمل رجل شغوف لا يترك لحظة تمر دون أن يترك أثرها بروحها قبل أن ينتقل للحظة التالية ..
ولا يترك خلية بجسدها لا يدمغها باسمه كأنه يغير جلدها كل مرة يكون معها فيها ..
تراه وصل إليها فيقف أمامها تماما مضيفا بنبرته الحارة بإغوائها :

'' لكني اعترف أني أحبها ... أعشق تلك الآثار المرئية على جسدي والتي تضاهي آثاركِ في قلبي وروحي "

تتسع ابتسامتها تاركة مبرد الأظافر جوارها ثم تقف وتبدأ بإغلاق أزرار قميصه وهى تقول بخفوت :

" هيا لنذهب ونعد قبل المساء "

ينظر أكمل إليها حيث تقف ببنطالها الچينز وقميصها العسلي الناعم يبرز لون عينيها وشعرها فيرد بضجر لم يظهره :

" نعد قبل المساء ! .. والدتكِ ستجبرنا إجبارا على تناول العشاء معهما "

رفعت شمس وجهها فتقول بجدية :

" لا .. أكمل لا أريد أن نظل كثيرا .. فقط نعطي أبي هديته ونرحل "

يومئ مؤكدا يعرف أنها لا تريد أن تسمع من والدها شيئا يخيب أملها .. يكفيه أن وافقته لتذهب معه يوم عيد ميلاد أبيها ..
تتجه شمس لمنضدة الزينة فتقف أمام المرآة تمشط شعرها الطويل وهو يراقب آشعة الشمس المنعكسة بالغرفة فتضئ جمال .. زوجته ..
يقترب منها فيمد يديه يجمع شعرها ثم يفرقه بأصابعه ليجدله لها فتقف مستمتعة باحساس أصابعه وهو يصنع لها ضفيرة طويلة أخبرها يوما أنه يحبها عليها ..
يشد الضفيرة فجأة فتجفل متأوهة تنظر له في المرآة فيقول أكمل بحزم :

" جاد ليس صغيرا أو مسكينا يا شمس .. توقفي عن معاملته بهذه الطريقة .. جاد يحيا حياة طبيعية مثلنا ويستطيع الزواج .. هل تفهمين ؟ "

تفترق شفتاها باستغراب لا تعلم ما ذكره بالأمر .. ربما لأن منذ يومين كانا بزيارة لوالدته وجاد أبعد شعرها عن وجهها حين كانت يداها متسخة وهى تزرع معه أزهارا جديدة بالحديقة كما يحب ..
حينها رآها أكمل فحذرها ألا تجعل جاد يفعلها مجددا لكنها ظنته يمزح !..
تطرق برأسها قليلا ثم تقول بنبرة حزن قديم :

" أفهم ... أنا فقط ..... أحبه "

يديرها أكمل بحدة هاتفا :

" هل جننتِ ؟! "

رفعت شمس عينيها له فتقول بنفس النبرة الخافتة وعيناها تسأله رجاءا :

" أشعر أنه ابني ... أنت تفهمني أليس كذلك ؟ "

اختلج قلبه فلانت ملامحه ليتنهد ثم يقول بهدوء متفهم :

" أفهمكِ ... لكن راعي أنكِ أكبر منه بثلاث سنوات فقط .. وأنه أخي .... وأني أغار "

اختض كيانها بدقة صاعقة من قلبها العاشق فتبتسم قليلا متسائلة بدهشة :

" تغار من أخيك ؟!! "

يرد أكمل بنبرة بديهية :

" لا ....أغار عليكِ ... من أي أحد "

التفت ذراعاها حول عنقه تتأمل ملامحه الوسيمة القوية .. رفيقة العشق .. خشنة الغضب ..
يضع أكمل يديه على جانبيّ خصرها فيهز رأسه قائلا بقلة حيلة :

" لأنكِ تشعرينني بالخطر .. تجعلينني في حالة توجس دائمة من نظرات المحيطين بكِ .. طاعنة الأنوثة لدرجة أنني أرغب أن يكون الجميع حولكِ أعمياء "

تعض شمس شفتها السفلى تأثرا بغزله الذي يصيب أنوثتها برضا فائق فتقول بدلال :

" وستظل تشعر بالخطر لأنك أدخلتني لقلبك وأغلقت بابه بقفل مفتاحه معي أنا فقط "

تمتعض ملامحه باصطناع يسأل بعجب :

" ما كل هذه الثقة ؟! "

مالت عيناها انحناءا جميلا مع حاجبيها فترد بامتنان حقيقي :

" أنت مَن أعطيتني هذه الثقة "

كانت تشعرها بروحها .. وكان يشعرها معها وثقتها به تعلو أكثر .. سامحته على ما كان وفتحت صفحة جديدة ..
يصدر صوتا معترضا ثم يرد عليها بتنبيه :

" حسنا .. لكن مفتاحه ليس معكِ ... ولا معي ... مفتاحه ضاع وأصبحتِ أسيرتي لآخر عمري "

وكم أُسِرَت من قبل .. أسر سليمان العامري وأسر عبد الخالق .. أسر الكبت والجهل والقهر والحزن ..
ابتسامتها تلونت بامتنانها وحزنها الفائت وهى تقولها بصدق :

" يا ليت كل الأسر أسرك "

تنزل ذراعيها عن عنقه لتستدير وتربط نهاية الضفيرة بمشبك بني لامع فينتبه أكمل لأثرا ما على جانب رقبتها ليلتفت متجها لخزانتها وهى تراقبه في المرآة يقلب الأوشحة حتى أخذ واحدا ثم عاد إليها ..
يلف الوشاح الملون بلون جلد الفهد حول عنقها يغطي الأثر الوردي ثم يهمس بأذنها :

" يبدو أنني كنت فاقدا للسيطرة تماما بالأمس "

يقبل أذنها يشم عطرها الذي اختارها بنفسه فتنزل شفتاه على عنقها فتبتعد شمس تقول باعتراض تحاول جعله حازما :

" لا تكن مجنونا متهورا .. دعنا نذهب أولا ثم نعود وافعل ما شئت "

تعود بظهرها للخلف غافلة عما قالت .. يفعل ما يشاء .. فليفعل ما يشاء !..
يبتسم عابثا قاطعا خطوة واحدة فيمد ذراعه ليخطفها لصدره يقبل تلك الشفاه المثيرة بامتلائها المغوي ..
وهى راغبة مجنونة أكثر منه تستسلم لطوفانه بإرادتها فيبتعد بعد لحظات هامسا بحرارة :

" شفتاكِ ناعمتان لدرجة أني أرغب في خدشهما لأترك بصمتي عليهما "

تبعده شمس بكفيها تقول بدلالها وهى ترجع بظهرها للخلف تغادر الغرفة :

" بصمتك موجودة بدون خدش .. اترك الخدش لي أنا .. هيا بنا الآن "

يزفر نفسا حارا راغبا بخدوش جديدة وهو يخرج وراءها فيراها خرجت تاركة الباب مفتوحا تنتظره عند السيارة ..
يغلق باب المنزل خلفه بعدما أحضر هدية والدها ثم يركب سيارته معها وينطلق بها ..

دقائق تمر بصمت والهواء منبعثا بالسيارة يهدئ ما كان ليجدها تقول بصلابتها الضعيفة :

" شكرا لأنك فكرت بشئ يناسبه وأحضرته .. لن يرفض هذه الهدية أبدا "

يرد أكمل بنبرة عادية بعد لحظات :

" أنتِ كنتِ ستفكرين مثلي لو اعتدتِ على ذلك "

ظلت شمس صامتة ثم ضحكت ضحكة خافتة تقول حقيقة واقعها :

" أنا لم أفعل شيئا بحياتي وحدي لأفكر وأشتري له هدية .. حتى ملابسي كنت أشتريها مع أمي .. انعكس الأمر عند قمر فصارت بعد الجامعة تخرج وتشتري وحدها .. لكن أنا وقفت مكاني "

الليلة الوحيدة ربما التي تصرفت وحدها فخرجت فجرا لا تحب تذكرها .. لأنها انتهت بخبر وفاة ولدها ..
لم يرد أكمل وهو يسير على طريق البحر السريع ثم خطرت فكرة بعقله فيلف بالسيارة عند أول انقطاع بين الطريقين المتعاكسين ليدخل بعد دقائق المنطقة التي قابلها فيها أول مرة ..
الساحة الواسعة المطلة على البحر حيث عشرات السيارات المصفوفة بها ثم يتوقف ويترجل من السيارة هاتفا :

" انزلي "

تستغرب شمس ما يحدث فتنزل من السيارة تلتف حولها لتسأله بقلق :

" ماذا هناك ؟! "

يمسك أكمل مرفقها يدفعها نحو باب السيارة الذي ما زال مفتوحا قائلا :

" اركبي "

يرتفع حاجباها وهى تنظر للسيارة ثم تنظر إليه متسائلة :

" أركب أين ؟! "

يدفعها برفق مجددا لتركب أمام المقود وهو يقول بحزم :

" هيا "

تركب مندهشة فيغلق الباب ثم يلتف ليركب هو مكانها مغلقا بابه ثم يقول بقوة حريته :

" توقفي عن قول لم أفعل من قبل ولم ولم ... من اليوم ستفعلين كل شئ وحدكِ ... "

تنظر شمس للمقود ثم تنظر إليه فيضيف مبتسما بوهج عينيه الزرقاء بلون البحر أمامهما :

" لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنكِ الاستعانة بي .. متى أردتِني ستجدينني جواركِ "

تبتسم ابتسامة صغيرة ثم تتلفت حولها لتنتبه لهذا المكان .. هنا كان أول لقاء .. هنا كانت البداية ...
لكن لا تعرف لماذا انقبض قلبها فجأة وهى تفكر أن لكل بداية .. نهاية ؟!.



بعد ثلاث ساعات

يجلسان أمام الحاج سليمان العامري لا شئ بالدنيا يمكنه أن يفسد عليهما هذا اليوم .. بعدما أخذ يعلمها القيادة ويمازحها مستمتعا بضحكاتها المتعالية وهى تفعل شيئا جديدا أطلق طاقتها ..
يرى بعينيها حبا لا متناهيا فيمتلئ رضا لما وصل إليه معها .. كُتِبَ بقدره شمسا تسطع بحياته حتى لو عانى منها سابقا ..
يقلب الحاج سليمان بأحد كتب هديتهما وهو يقول بابتسامة وقورة :

" لم أعتد الاحتفال بهذا اليوم .. لقد كبرت عاما .. لكن هديتكما مقبولة .. بارك الله بكما "

يتأمل هديتهما المتمثلة في عدة كتب لتفسير القرآن الكريم لشيوخ كبار فتتسع ابتسامته باستحسان ..
تغمز شمس لأكمل بنظرة ذات مغزى لما قاله والدها والذي قالته هى له سابقا فيبتسم قائلا باتزان :

" أطال الله بعمرك يا حاج "

تدخل نجوى آتية من المطبخ فتقول :

" هيا العشاء جاهز "

لم يستطعا قول كلمة وهما أتيا قبل المغرب بقليل فوقفت شمس لتذهب وتحضر معها طاولة الطعام ونجوى تقول لسليمان :

" سأخرج صينية الطعام لعم فتحي حتى تعد زوجته "

استدارت شمس تسأل بتعجب :

" ما به عم فتحي ؟ "

ردت نجوى بنبرة قلقة على الرجل الذي ما رأوا منه سوى الخير منذ زمن طويل :

" متعب جدا منذ فترة .. واليوم سيأتي أقاربه لرؤيته فذهبت زوجته لاستقبالهم "

سائقهما العجوز الساكن بغرفة الحديقة الصغيرة والذي لا يسمعوا منه صوتا ..
خُصِص تقريبا لقمر .. فهى لم تسمح يوما أن يكن سائقها .. وكيف وهى .. وهى رأت يوما في ولده المسافر .. حياة قادمة ؟!..
تبتلع ريقها بتوتر وهى تنظر لأكمل ثم تقول لوالدتها :

" سأذهب أنا إليه بالطعام لاطمئن عليه "



بعد دقائق تخرج شمس من غرفة العم فتحي بعدما وضعت له الطعام واطمئنت عليه وأوصته بالاهتمام بصحته ..
لكن قدماها تجمدتا بالأرض وهى تبصر الواقف أمامها بعد ثمان سنوات غياب ..
توقفت كل مشاعرها والذكريات تطل من خلف أبواب القسوة .. ذكريات هربت منها .. لكن ليس بعد اليوم ..
عيناها مصدومتان وشفتاها تهمس بلا صوت .. بلا حركة :

" جلال "

ذلك الولد الذي رأت به حياتها القادمة وبعدما مد لها يده وأطلق وهجها .. رحل ..
رحل وهى تتوسله البقاء فدهست كرامتها تحت قدميه .. هو .. مَن بدأت كرامتها وانتهت عنده ..
هو .. سبب نكبتها وموافقتها على الزواج من عبد الخالق انتقاما من نفسها .. انتقاما من توسلها له أن يبقى ..
لكن الرحيل كان يقف يمد له يده فترك يدها ليمسك بيد الغربة .. والفرصة .. وسافر ..
غدا رجلا .. رجلا ناضجا كما رأته دوما لكن اليوم .. رجولته تتلاشى أمام رجولة مَن يملك قلبها الآن ..
تتجمد عيناها قاسية وهو ينظر إليها متأملا شكلها المتغير الجميل فيقول بخفوت متشح بالحنين :

" كيف حالكِ شمس ؟ "

يا إلهي .. لقد نست كيف كان صوته حقا ؟.. حين كان يناديها فتزهر الدنيا بعينيها ..
بعامها الجامعي الأول أخبرها بحبه وقبل الثالث بقليل .. رحيل ..
يلوح بعينيه السوداء طيف الذنب الذي دعت يوما أن يمزقه .. كيف حالها ؟!.. بعد ثمان سنوات يسألها عن حالها ؟!..
بعدما رمت بذكرياته على شواطئ النسيان لتبحر بمحيط جديد الوهج .. يعود سائلا عن حالها ؟!..
هى بأفضل حال من دونه .. بأفضل حال بوجود أكمل ..
تحمد الله ما تم حبهما المزعوم بالزواج وإلا لندمت طوال عمرها ..
لم ترد وهى تحدق به بلا أي شعور فيخفض جلال عينيه حرجا ثم يقول بنبرة صوته المترددة :

" البقاء لله .. علمت بوفاة ابنكِ و ... زوجكِ الأول من أبي "

ويخبرها أنه كان يسأل عنها !.. يسأل عن الظاهر لأن لا أحد يعلم الخفي .. فيه الخير حقا !!..
هو الذي رحل مدعيا أن الواقع أقوى وسيظل بالنسبة لهم ( ابن السائق ) فتخبره أنها ستتخلى عن كل شئ لأجله .. وبالنهاية تخلى هو عنها عند أول فرصة سافر خلف المال كأن لم تكن لها قيمة عنده يوما ..
يبتلع جلال ريقه بتوتر يشعر أنه صغيرا للغاية فيحاول القول بنبرة عادية :

" رجعت منذ عدة أيام لاطمئن على أبي .. وسأعود مجددا "

تنظر شمس إليه فتسأل كيف أحبته يوما ؟!.. جلال أمام أكمل لا شئ ..
أكمل النابض بالرجولة والحياة والقوة ..
وهذا الواقف أمامها مجرد شابا ضعيفا هاربا .. لطالما كره مهنة والده البسيطة .. وهى ظلت جواره تؤازره وتفتح له آمالا عريضة رماها خلفه .. وهرب ..
خطأها الوحيد والذي ستظل نادمة عليه عمرها كله أنها توسلته ألا يرحل .. أن يظلا معا ويبدآ معا ..
ثم عاقبت نفسها ففكرت بعقلها هى الأخرى وانتقمت لكرامتها .. وتزوجت .. هروبا من نوع آخر ..
ظلت صامتة لا تشعر بكرهه ولا بالحقد عليه كما كانت .. فقط لا شعور ..
ما عاد يعني لها شيئا وهو ملقى بعيدا في خانات النسيان ..
وسط ظلام وقت المغرب الذي هلّ بالسماء يقفان متواجهين متباعدين بينهما أميالا من ذنبه بحقها ..
ملامحه العادية يظهر عليها ألما طفيفا وهو يقول بنبرة منخفضة :

" أنا مدين لكِ باعتذار .. سامحيني .. لم يكن بيدي وأنتِ كنتِ تعلمين حاجتي وقتها "

هل ارتاحت ؟!.. شعورا غريبا تحسه فارتفع ذقنها بكبرياء ..
شيئا داخلها تنفس حرا وكرامتها تصحو شامخة وثقتها بنفسها تعلو ..
اسمها يتوهج داخلها وآشعتها تسطع فوق الجميع ..
فجأة جاءت زوبعة صغيرة من خلف الحديقة حيث كانت مع أبيها راكضة نحوه تناديه :

" بابا بابا .. أحضرت هذه الوردة الصغيرة لجدي "

ينخفض جلال ليكون بمستوى ابنته فيربت على ظهرها ثم يرفع عينيه لشمس قائلا :

" هذه ابنتي ... شروق "

شيئا ما ضرب صدرها بقوة كما كانت الأفكار تضرب عقلها وصوته يتردد ضاحكا قديما للغاية


" إن أنجبنا فتاة سنسميها شروق .. لكي يكون في بيتي شروق شمس كل يوم "
" اممم ... وإن جاء صبي ؟! "
" اممم .. سأسميه .... شارق "
" ماذا ؟!!! "


تسمع ضحكتها البعيدة وهى مجرد صبية في مقتبل عمرها تحلم قبل أن يسرق الحلم ويغيب .. ويتزوج وينجب ويعطي أحلامهما الفتية لأخرى ..
وما زالت لا تشعر بشئ سوى العطف على الصغيرة الجميلة التي كان من الممكن أن تكون ابنتها ..
يدفع جلال ابنته نحوها يقول بحنان :

" سلمي على شمس .. حبيبتي "

حبيبتي .. أكان ينادي ابنته .. أم يخبرها بهويتها القديمة عنده ؟!..
تقترب الطفلة ذات الخمس أعوام منها بشعرها الثائر الطفولي فترفع رأسها نحوها تنظر إليها ببراءة فتمسح شمس على رأسها تسألها بابتسامة واثقة :

" هل تحبين بابا .. شروق ؟ "

تتعجب الطفلة ببراءتها من السؤال فتومئ برأسها عدة مرات فتتسع ابتسامة شمس بنفس الثقة وهى تميل نحوها قليلا فتخبرها كأنها تقول لها سرا غامضا :

" انتبهي إذن لأنه سيترككِ ويرحل ذات يوم "

ارتعشت شفتا الطفلة وهى تركض نحو جلال تتمسك بساقه ودموعها تنزل بحزن طفولي فيحملها جلال يربت على رأسها على كتفه ثم ينظر لشمس باعتذار عينيه ..
لا يمكن أن يلومها بعد ما فعله .. ولا يمكن أن ينساها بعدما أحبته بصدق يوما وهو مجرد ابن سائقهم ..
لكن عيناها أخبرته اليوم أنه ما عاد لها شيئا .. نظرتها المترفعة نحوه لأول مرة يراها .. تخبره أنه حقا ليس بمستواها ..

عيناها البنيتان تحيد خلف كتفه حيث عينين زرقاوتين ظهرتا من خلف أحد الأشجار فتهمس بدوي القلب :

" أكمل "

عينان غيورتان قاتلتان بعشق صاخب فتتجاوز جلال بكبرياء وهى تتجه له ..
تتأمل وجهه بنظرة عاشقة قد ترمي بعمرها تحت قدميه .. لكن ملامحه القاتمة نبأتها بما سمعه .. ولأول مرة ترى بعينيه اتهاما قاسيا ..
بدون كلمة كانت تسأله بعينيها أن ينتظر تفسيرها .. ويدها تمسك بكفه تتشبث به خوفا كأنها تتشبث .. بالحياة .


.....

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 12:27 AM   #1753

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

امتا الفصل الجديد

ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 12:31 AM   #1754

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


بنفس التوقيت .. المبنى السكني للمغتربين بأحد الشركات الكبرى


تفتح الباب الخشبي الداكن الأنيق لتدلف إلي الحمام الخاص بالسيدات بالمطعم الفخم الموجود بالطابق الأرضي للمبنى ..
تتجه لتغسل وجهها الأحمر انفعالا عدة مرات لتشعره يبرد قليلا من آثار تلك المشاجرة بينها وبين مدربتها التي تعيد ما تعلمه لها مرارا كأنها لا تعرف ماذا تفعل ؟!..
تستقيم واقفة تمسح على شعرها بالماء ثم تنظر لانعكاس صورتها العنفوانية بالمرآة .. عيناها السوداء لامعتان شديدتا التوهج تظهر قوة ليست بها لأنها تخاف إن انكسرت لحظة تجد السكين على رقبتها ..
لم تعد تعرف ماذا تفعل وهى أنهت تدريبها المفترض منذ وقت طويل وتمكث منتظرة موعد عرض الأزياء الذي يُؤَجل أسبوعا خلف أسبوع ..
فرصتها التي جاءتها في وقت كانت تحتاج فيه لأي يد تُمَد إليها .. وأول يد وجدتها وضعت يدها بها لتُسحَب إلي حيث لا تعلم ..
هنا أيضا ما زالت لا تشعر بقيمتها وهى مجرد مقيمة بإحدى غرف مبنى المغتربين تتدرب للعرض ولا يعرفها أحد .. لكنها تنتظر فرصة الخروج للأضواء مجددا حتى تسطع بحق هذه المرة ..
تسمع صوتا خلفها وراء أحد الأبواب الأربعة المغلقة ليُفتَح أحدهم ثم تخرج فتاة أنيقة بثوب أرجواني قصير تمسح أنفها بباطن كفها بحدة وهى تقف جوارها لتغسل وجهها بالحوض الآخر ..
شعرها كالأسلاك السوداء الحلزونية الكثيفة وتحت عينيها يغطيه الهالات الداكنة لكنها فتاكة بأنوثتها البارزة وجمال وجهها الوحشي ..
تنظر إليها باستغراب وهى تغلق المياه ثم تفتش في حقيبتها بلا اهتمام حتى أخرجت علبة سجائر لتأخذ منها واحدة تشعلها وحينها نظرت إليها في المرآة .. وابتسمت ..
تجاهلتها تماما بترفع وهى تجفف يديها ووجهها لتستدير مغادرة لكن الفتاة الوحشية قالت بنبرة صوت فجة مثيرة بطبيعتها :

" أنتِ الفتاة الجديدة التي يعدونها لعرض الأزياء الغير موجود ! .. ذات الشعر الأحمر التي سيموت أشرف ويحظى بها في سريره ليلة بدلا مني ! "

اتسعت عينا قمر فبدتا كبيرتين بعمقهما الأسود تطلقان شررا وهى تلتفت إليها بحدة عاجزة عن الكلام بما سمعت ..
هل سمعت حقا غير موجود ؟!..
بغض النظر عما سمعت بعدها فلا شئ أهم من حلمها !.. لابد أن تفوز بمعركتها هذه المرة فخسارتها تعني .. خسارة كل شئ .. هذا إذا لم تخسر بالفعل ..
تراها تنفث دخان سيجارتها بفجور متأصل بها ثم تمد يدها لحقيبتها وتخرج كيسا صغيرا به بودرة بيضاء قائلة بابتسامة وقحة :

" هل تريدين ؟ .. إنه نوع خاص سيعجبكِ .. لعل الليلة تكون مزدوجة الاشتعال .. أنا وأنتِ وهو "

قسوتها تعلو وتغلف عظامها لترتدي القشرة السميكة التي لا يقدر على اختراقها أحد فلا تظهر تأثرها بحديثها الحاقد ..
تحدق عيناها بكيس المخدر بيد الفتاة فتبتعد خطوة عفويا مدركة ماهية الصوت الذي سمعته منذ قليل ثم تقول باشمئزاز :

" أنتِ سكرتيرة السيد أشرف شريك السيدة .. ما هذا الذي تقولينه ؟ .. هل يعلمان بما تأخذينه هذا ؟ "

تضحك الفتاة عاليا ناظرة بعينيها الذابحتين لكتلة السذاجة التي تظن نفسها تفهم ثم ترد بنفس النبرة الوقحة :

" نعم أنا سكرتيرته الخاصة .. والخاصة جدا جدا ... أما عما آخذه فالسيدة نفسها أحيانا تأخذ منه حين تريد لمزاجها أن يكون عاليا "

كانت تجاهد ألا يظهر عليها اختضاضها الداخلي ورفضها لذلك المجون الذي تراه وتسمعه ..
تختنق شاعرة بلسانها متجمدا لا يستطيع النطق حتى سألت بشك :

" ماذا تقصدين أن العرض ليس موجودا ؟ "

هزت الفتاة كتفها بلا مبالاة وهى تأخذ نفسا من سيجارتها وتطلقه ضبابيا ثم تضع الكيس الصغير بحقيبتها بحرص لتقول بعجرفة :

" لا يوجد عرض أزياء خيري تتبناه الشركة كما يقولون .. مجرد دعاية كاذبة .. لا اعلم لمَ أحضرتكِ السيدة إلي هنا ؟! .. لكن طالما أنتِ غبية ولم تفهمِ إلي الآن فسأخبركِ شيئا "

تثلج أطراف قمر وقلبها يهدر مصدوما وهى تتحطم أرضا بقوة والفتاة تدقق النظر إليها بتشفٍ ..
شعور الخطأ يصرخ فيها أن تفيق ووجهه يملأ خيالها وهى تحتاجه هذه اللحظات أكثر من احتياجها طوال الفترة السابقة ..
تأخذ الفتاة نفسا آخر من سيجارتها وهى تقول بشماتة :

" أشرف يريد استبدالي منذ فترة بعدما ملّ مني .. ربما هو مَن وراء الأمر ويعدكِ لنفسه .. سيمتص شبابكِ ويجعلكِ أكثر من مدمنة مخدرات .. سيجعلكِ مدمنة لشهواتكِ وللحياة القذرة كأنكِ ما وُلِدتِ نظيفة يوما "

سم كلماتها يزحف بأوردة قمر قاتلا فتشعر بالهبوط .. ضغطها ينخفض كعادتها ووجهها الأبيض يشحب أكثر وغثيان القرف يسيطر عليها ..
لا تعرف هذه الفتاة تغار منها أم تحذرها لكن تأثير المخدر كان يظهر عليها وعلى صوتها بوضوح كأنها لا تعي ما تقول ..
تستدير قمر مغادرة بسرعة من المكان الموبوء ومع كل خطوة تحتد أنفاسها فتخرج من المطعم ثم تسير طريقا قصيرا تحت آشعة الشمس التي تغرب حتى تصل للمبنى العام بالشركة فتدخله وتسأل على السيدة ..

بعد دقائق قليلة دخلت المكتب الفخم الذي قابلتها به أول مرة ولحسن حظها وجدتها بهذا الوقت لتضع النقاط فوق الحروف ..
بقمة التحفز وهى تنظر لظهر الكرسي الأسود تسأل مباشرة :

" هل هناك عرض أم لا ؟ "

لحظات مرت بصمت تام حتى التف الكرسي فتطالع قمر العينين القويتين ثم الابتسامة التي تظهر ببطء على شفتيّ صاحبتهما الناطقتين بهدوء :

" لا "

استكانت قمر بجمود رهيب وعيناها تنطفئان حتى كادت الانهيار على ركبتيها توسلا أن تكون هذه هى الكذبة .. لا كل ما حلمت به ..
الخوف من الفشل واقفا هنا يخرج لها لسانه .. وهنا الكرامة المهدورة وهى تخرج من بيتها للمجهول .. وهنا ذاتها المنتقصة بيدها والإهانة تغرس أشواك الندم بقلبها ..
وهنا .. هنا ببالها وجهه مبتسما .. غاضبا .. متباعدا .. بكل حالاته بعينيه الخضراء التي تفتقدهما ..
آآآه .. كم تفتقدهما .. ذلك الافتقاد وحش ينهشها بلا رحمة ..
تدمع عيناها لا إراديا وترتعش شفتها السفلى وهى تقول بخفوت يائس مصدوم :

" أكثر من شهر وأنا هنا أعيش كذبة .. لماذا أحضرتني إلي هنا إذن ؟ "

لم ترد السيدة وهى تحدق بها من أسفل لأعلى تقيم بها أنثى أعجبته .. أعجبته وقالها لها صريحة ذات يوم ..
الشعر الأحمر الطويل المحيط بالوجه الناعم بفتنته البريئة .. هذه النظرة التائهة بعينيها رغم عنفوانها الوهاج .. مؤكد هذه النظرة ما جذبته إليها يوما ..
تمر عينيها البندقيتين على جسد قمر الفارع حيث الساقين الطويلتين في بنطالها الأسود الضيق ثم البلوزة الزرقاء بحمالاتها العريضة المحددة للقوام الرفيع الممشوق والذراعين العاريتين بإثارة مرمر بشرتها الشاحبة ..
فتاة جميلة كدمية حمراء مستفزة لأي رجل أن يلتهمها ..
تتصاعد رغبتها بتنفيذ ما تريد لكنها تريد أن تفهم أولا غافلة عما تشعر به قمر الآن ..
استكانتها تثور ويداها تتقبض والإحباط يتحول لكره .. كره .. كره لكل شئ ..
حتى صرخت فجأة بوجه الشقراء المستفزة بتحديقها بها :

" مَن أنتِ وماذا تريدين مني ؟ "

صرخة رجت كل ما بالغرفة واخترقت الجدران الصامتة حتى زلزلت السيدة نفسها فتلمع عيناها وهى ترى سببا آخر لإعجابه بها ! ..
كلام تلك الفتاة يتردد بعقل قمر فتخاف رغما عنها مما يدبرونه لها وهى تلعن سذاجتها حين صدقتهم وظلت تتدرب بكل حمق جاهلة بكل الشر الذي يملأ الدنيا فسادا حولها ..
هل هذا ما كان يحميها منه والدها ؟.. لماذا أغلق عليها ولم يخبرها ؟.. لماذا رباها بكل هذا الجهل فيها ؟..
تريد أن تصرخ مجددا بكل ما بها من غل وندم .. آآه يا سليمان يا عامري ..
ابنتك أرادت الحياة وأنت دفنتها بأعماق الأرض ..
تريد أن تصرخ به هو .. ليتك فهمتني يوما حمزة .. ما كنت تركت حضنك ورحلت ..
حضنه .. يا إلهي .. كم تشتاق إليه ..
اشتياقا قاتلا ممزقا تتمنى لو تغمض عينيها وتفتحها تجده جوارها ..
تنظر السيدة لشعرها الأحمر الثائر بانفعالها فتبدو كلها حمراء مستنفرة لكنها تتعمد القول بغموض :

" أنتِ مفتاحي لشئ أريده يا قمر .. وسأحصل عليه "

ضحكة ترددت بمرارة بأعماقها .. ضحكة تسخر منها .. هى التي وعدت نفسها بالكثير حين تعود إليهم نجمة ..
يوما قالت لمرام أكمل هو مفتاحي لأحصل على ما أريد .. يا إلهي .. كم تلف الدنيا لتصبح هى الآن المفتاح ! ..
تغمض عينيها تخاف من رؤية أحلامها المهدمة تحت قدميها ورأسها يضج بمطارق الذنب ..

وتبتسم وجدان بتشف ممَن أخذت منها مكانها يوما بحياته ثم جاءت أختها لتأخذ كل شئ فتقول بلؤم :

" رأيت أختكِ الأسبوع الماضي بشركة وجد مع أكمل وآثار الوضع الغرامي الذي كانا فيه تنضح على وجهيهما "

سطع الدفء بكل البرودة التي تشعرها فتفتح عينيها لتهمس بحنين مشتاق :

" شمس "

هذا الاشتياق ليس له فقط .. بل لحياتها السابقة مهما كان بؤسها ..
شمس .. بألمها وقسوتها وكيانها العائم في سواد غريب صار جزءا منها .. تُرى كيف صارت الآن ؟..
أمها .. برائحتها الخاصة أدركت أن للأمومة عطر لا يُنسَى ..
أباها .. وصرامة عينيه المحذرتين .. هل نست حزامه الجلدي حقا ؟!..
اشتاقت لعمها كامل ومزاحه معها .. ودارين .. تلك الفتاة التي ما تمنت إلا أن تكون هى .. وما استطاعت .. ولن تستطع ..
تمرر وجدان يدها بشعرها القصير وهى ترد بنبرة ذات مغزى :

" شمس .. هنا مربط الفرس "

تنتبه قمر من شرودها المصدوم وقدماها بالكاد تحملها فتسأل بتوهانها الحانق :

" ماذا تريدين مني ؟ "

مالت وجدان على المكتب تضم يديها معا تسبل أهدبها تشويقا ثم ترفع عينيها بنظرة لامعة قائلة بخبث :

" هل نلعب على المكشوف ؟! ... أكمل يحب كثيرا اللعب على المكشوف رغم أنه متلاعبا خبيثا لكنه لا يخشى أحدا .. ومتعته أن يضرب ضربته وهو ينظر في عينيّ مَن أمامه "

عقدت قمر حاجبيها لا تعلم كيف وصل الحديث إليه ؟!..
ووجدان لا زالت تفتش بها عما أعجبه فتنهض من خلف المكتب تلتف حوله بثوبها الصحراوي الملتصق بجسدها وهى تقول بنفس النبرة :

" تعرفين أني كنت شريكته بالشركة فأنتِ تدربتِ عندنا لفترة .. وعدني أن أكون نجمة العرض وضيفة شرفه وفجأة ... تظهر قمر العامري لتصبح هى نجمته ! "

ترمش قمر تحاول الاستيعاب ووجدان تقترب منها بعينيها الماكرتين فتنظر لها نظرة أنثى لأنثى تتابع :

" بالصدفة اقرأ ملفها لأجد مكتوبا به آنسة ثم تتزوج ابن عمها قبل العرض بعدة أيام .. وبنفس الصدفة ونفس اليوم يتزوج أكمل أختها ! "

تبتلع قمر ريقها باستغراب قلق ممَن يبحث ورائهم بهذه الدقة ووجهها يشحب أكثر وتواصل وجدان بنبرة مخيفة التحدي :

" كنت لأمرر الأمر عاديا قبل أن أجدها في عرض الأزياء نفسه لأجد بعدها أن صورها اختفت كأن لم تكن موجودة ! .. وحين اتصلت بها أعرض عليها العمل بعرضٍ آخر جاءتني وطلبت مني مكان للإقامة رغم أنها متزوجة ! "

أطبقت قمر شفتيها تحاول التنفس بانتظام تشعر أنها تتحمل فوق طاقتها الضعيفة ورغم ذلك تريد أن تنشب أظافرها بوجه هذه المرأة .. لا تعلم أن شمس تمنت هذا منذ عدة أيام فقط !..
تشتعل داخلها نارا وهى لا زالت بصدمة العرض الغير موجود والفساد الذي رأته وسم هذه المرأة أمامها وهى تريد منها انتقاما ..
ولا زالت لا تعرف هى المفتاح لأي شئ بالضبط فتوضح لها وجدان ببراءة مصطنعة ككل ما بها :

" أنا فقط أريد أن أفهم هذه الدوامة "

هل أحضرتها لتفهم ما صار ؟!.. هى نفسها حتى اللحظة لا تفهم ما صار !..
المفترض أن أكمل تزوج شمس انتقاما منها لكنها حين ذهبت إليه أدركت إعجابه بشمس نفسها .. لا يمكن أن يراقصها في زفاف دارين بتلك الطريقة إلا إذا أرادها حقا ..
يا إلهي .. كم هى بعيدة تلك الأيام .. وكم تلاشت كل هذه الأفكار ..
لم تكن تفكر سوى بحلم جاءت إليه والآن تكسر وتناثر فوق رأسها كأوراق متطايرة تهرب منها ..
لم تكن تفكر سوى بعودتها قوية تمتلك مالها الخاص وحياتها الخاصة ..
لم تكن تفكر سوى في رد فعل حمزة الذي رسمت له آلاف الصور لكن .. اسوأها .. طلاق بلا رجعة ..
وأرحمها بوجهة نظرها .. أن يجعلها جاريته يعذبها لتركها له ! .. نعم هذه هى الرحمة التي تتمناها الآن ..
الآن تفضل لو تكون جاريته على أن يتركها ! .. فقط تظل معه ..
يا إلهي .. كم تحبه ..
بين كل أفكارها المشوشة يأتيها صوت وجدان مريبا عابثا :

" أكمل أحبكِ لأنكِ كذبتِ عليه وقلتِ أنكِ آنسة ثم اكتشف خداعكِ ورغم ذلك لم يستطع الابتعاد فتزوج أختكِ ليظل قريبا منكِ "

تتسع عينا قمر رفضا ووجدان تنظر لها تنتظر تأكيدا على كلامها ووسط استنكار قمر تقول وهى ترفع سبابتها على جانب رأسها مفكرة بمراوغة :

" حسنا .. سأعطيكِ نموذجا آخر للإجابة .. زوجكِ اكتشف ما يدور بينكما من ورائه وربما رآكِ معه فقررتِ تركه والرحيل حتى تجدين حلا لذلك استجبتِ لعرضي بعد عدة أيام من مكالمتي لكِ وأتيتِ للإقامة هنا "

كانت تدفعها دفعا لتقول ما تريد معرفته لكن ثورة قمر غلبتها كعادتها وهى تصرخ بوجهها وعيناها تشعان قوة :

" اخرسي .. أنتِ مجنونة ومريضة بخيالاتكِ .. أكمل أحب شمس وتزوجها وليس هناك أيا مما تقولينه .. أما ما بيني وبين زوجي فليس من شأنكِ اللعين "

تستدير قمر مغادرة بانفعال هائل فتصفق الباب بكل قوتها خلفها بينما تهز وجدان رأسها تفكر قليلا قبل أن تقرر التنازل عن المعرفة لتنفذ ما أحضرت قمر من أجله ..
لابد أن تضع المفتاح بموضعه اليوم !..
تلتفت متجهة للمكتب فتأخذ هاتفها لتطلب رقما وتنتظر الرنين قائلة ببرود قاس :

" اخرجي للشارع عسى أن تجدِ مكانا به حين يطلقكِ زوجكِ "

بعد لحظات قليلة يُفتَح الخط فيأتيها صوت باحترام :

" مرحبا سيدتي "

تنقر وجدان بسبابتها على سطح المكتب بحدة وهى تقول بنبرة شرسة انتقاما وغضبا وجنونا :

" قمر العامري راحلة الآن .. نفذ ما اتفقنا عليه .. امنعها من المغادرة حتى يأتِ ويرها .. تصرف بأي شكل المهم .. أريده أن يرها بعينيه "

تغلق الخط فيلوح بعينيها بريقا شيطانيا مخيفا لكنها نوت أن تهد المعبد فوق رؤوس الجميع ..
أكمل بدأ حين تركها .. والبادئ أظلم !.




تدخل قمر غرفتها بالمبنى السكني باهتياج غير طبيعي .. أعصابها كلها تريد انفجارا بأي أحد ..
تأخذ حقيبتها متوسطة الحجم التي غادرت بها من زاوية الغرفة تضعها على السرير ثم تتجه للخزانة فتأخذ كل ملابسها لتكومها في الحقيبة بعنف .. تلملم أغراضها من هنا وهناك تضعهم فوق الملابس .. ثم تضع أشياءها الصغيرة من منضدة الزينة بحقيبة يدها وتضعها جوار الحقيبة الأخرى ..
يداها ترفعان طرفيّ بلوزتها الزرقاء لتخلعها وترتدي شيئا آخر لتغادر قبل أن تخونها شهقة عالية مزقت صدرها فتراخت يداها لترتمي جالسة على سريرها الصغير تبكي بشهقات عالية ..
دموعها لا تسيل .. دموعها تنفجر على وجهها الأحمر انفعالا وكل ما بها يرتجف وهى تبكي بحرقة لم تعرفها يوما ..
تريد الصراخ .. صراخ الندم .. الندم يقطع لحمها من جسدها فتشعر بروحها تُسحَب ألما ..
كيف استطاعت أن تهرب ؟!.. كيف تمكنت من فعلها ؟! .. كيف امتلكت تلك الشجاعة الخبيثة ؟!.. كيف لم تفكر في أي شئ بعدها ؟!.. كيف لم تفكر ماذا ستفعل لتعد إليهم ؟!.. كيف لم تفكر في نبذهم لها ؟!..
كيف .. كيف .. كيف ؟!...
كيف تركت حمزة ؟.. حبها العالق هنا بهذا القلب الخبيث ..
كيف لم تفكر وقت الرحيل سوى بصفعته لها ورغبتها بعقابه ؟..
بكاؤها يشهق فزعا وانكسارا وعجزا .. وخسارة .. إنها الخاسرة الكبرى على وجه الأرض ..
فيمَ يفيد البكاء الآن ؟! .. وماذا سيعيد الندم ؟!..
تخلت عن صدقها وتلبست أخرى غيرها وتمردت فكسرت كل ما يجمعها بأهلها وخرجت لتقابل العواصف والرياح المغبرة ..
غبرتها .. لم تعد نظيفة .. تشعر بالقذارة حولها وفيها .. تشعر أنها سامة ..
لا تحتاج شمس .. تحتاج .. تحتاج دارين .. تحتاج حضن دارين يضم فيها الانكسار والخوف والجهل ..
يا إلهي .. كم يؤلم الندم وهو يغلق دائرة العجز حولها فتشعر بالقيود تشدها للأرض .. لا تستطيع إعادة ما كان .. ليتها تستطيع .. ليتها ..
بالأمس كانت معه يدس باصبعها خاتما عليه اسمها واسمه .. بالأمس كان يعدها أن يكونا معا لبقية العمر ..
وهى .. هى باعت كما قالها لها يوما .. باعت مَن اشتراها وانهارت أخلاقها ومعايير إنسانيتها .. فلا عاد لحبه ثمنا عندها ولا عاد للزواج قيمة بنظرها ..
اختل توازنها لتخرج من دفئه فتسقط في ثلج الخسارة والآن .. تائهة ..
تائهة بأنانيتها لأنها لا زالت تريده .. لا زالت تعشقه وتعشق التراب الذي يسير فوقه وما عادت تحتمل عناد .. وتعلم أنها أنانية لأنه يستحق أفضل منها .. لكنه رضى بأنانيتها ..
يا إلهي .. كيف تركت مَن رضى بكل عيوبها التي تعلمها جيدا ؟.. كيف ؟!..
وتظل التساؤلات بلا إجابة وروحها تختض كجسدها غارقة بالدموع .. قلبها يضخ حمما تحرقها .. تبكي وتبكي .. تبكيه وتبكي نفسها ..
تضرب قمر رأسها بكفيها كارهة شعرها الأحمر كأنه سبب ابتعادها عنه .. لمحة تمردها الحقيقي ونغمة حريتها الوهمية ..
ضاعت روحها .. وضاع مَن يسكن روحها .. مَن علمها الحب يوما.
يدق بابها فجأة فترفع رأسها بتشوش لا تعرف كم ظلت تبكي هكذا لكنها ترفع أناملها المرتعشة تمسح خديها الساخنين ثم تنهض ببطء دائخ شعرها يتماوج ميتا لتفتح الباب ..
تنظر بعينين ذابلتين متورمتين للشاب الضخم الواقف أمامها فتتعرف عليه كأحد حراس المبنى فتظن أنه جاء لطردها بعدما صار لتقول بحدة مختنقة :

" أنا سأرحل وحدي .. سأرحل فورا من هذا المكان "

بدون كلمة يفاجئها الشاب وهو يدفعها للداخل منقضا عليها يقيدها بذراعيه لصدره تاركا الباب مفتوحا فيحاول تقبيل شفتيها عنوة لتهم قمر بالصراخ فيكمم فمها بكفه الخشن ..
تقاوم هجومه الضاري كحيوان مفترس لا تستوعب ما يحدث وهو يرفع بلوزتها كاشفا جسدها فتئن تحت يده الكاتمة لأنفاسها .. مجهدة من البكاء والصدمة ومصدومة مما يحدث لها الآن تحاول إبعاده بيديها تضربه وتخدشه بأظافرها وأنينها يعلو فيكبل يديها وهو يرتمي معها على سريرها مزيحا الحقيبة بذراعه لتقع أرضا ..
جسده الضخم يجثم فوق جسدها خانقا أنفاسها يقبل ما تطاله شفتاه العنيفة وهى لا زالت تقاوم ضاربة بساقيها بانفعال هائج شرس تحاول الصراخ لكن يده على فمها ويده الأخرى تقيد يديها فوق رأسها فيلقي حمل جسده كله عليها ..

حتى استكانت لحظة يعتصر الألم ملامحها لتستجمع أي قوة تحرر بها يديها لتبعده ..

لحظة واحدة شعرتها دهرا وهى تميل بوجهها جانبا باشمئزاز رافض لتبتعد عن شفتيه المتوحشتين ..

لحظة تلاقت مع وجه اشتاقته حد الهلاك .. حد القبول بالموت بين ذراعيه ..

تلاقت مع عينين لفرط ما فكرت بحنانهما ما تعرفت عليهما بهذه النظرة القاتلة ..

لحظة جمعتها مع ملامح سوداء مظلمة لمستها بعينيها الصارختين لهفة بقدر الفزع ..

وشفتاها تتحركان بلا صوت بصدمة ثالثة :

" حمزة "




انتهى


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 12:32 AM   #1755

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 121 ( الأعضاء 81 والزوار 40)
‏sandynor*, ‏haa lo, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏بيلسآن, ‏Rasha kazem, ‏nes2013, ‏azizakahraman, ‏Nesrine Nina+, ‏shoagh, ‏Abrakhom, ‏MS_1993, ‏لينا الحربي, ‏dodoalbdol, ‏aa elkordi, ‏lovemanga, ‏Khawla s, ‏Moon roro, ‏Acaars, ‏zezo1423, ‏Um Ghaeth, ‏Scarlette, ‏gdg, ‏مارينا جمال, ‏ام معتوق, ‏amana 98, ‏أسـتـر, ‏métallurgier, ‏redrose2014, ‏Time Out, ‏wiamrima, ‏اشراقه حسين, ‏ام اموني, ‏مي فؤاد+, ‏فديت الشامة, ‏330Shosho, ‏نورسه, ‏قلب حر, ‏ام رنومة, ‏donia dody, ‏طوطه, ‏حوريه77, ‏فتاة من هناك, ‏Sun se, ‏من هم, ‏ميمونة meryem, ‏نور نورسين, ‏هامة المجد, ‏مليكة النجوم, ‏زهرةالكون, ‏نورالشهري, ‏سوووما العسولة, ‏زهرة الحنى, ‏نور كان بيروت, ‏samira bouanane, ‏محمد ثابت, ‏aya taha, ‏سحرمجدي, ‏zoza amin, ‏jassminflower73, ‏willoucha, ‏Agadeer, ‏Hifaalq, ‏naddou, ‏معجبه بخشتي, ‏الرسول قدوتى, ‏لمار الحلوة, ‏غموض الليل, ‏ام زياد محمود, ‏رهف أوس, ‏Ghufrank, ‏ام سليم المراعبه, ‏noof11, ‏نوال11, ‏jadayal, ‏الود 3, ‏rowdym, ‏NH_1927+, ‏هوس الماضي, ‏بلاكو, ‏marwa omari


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 12:38 AM   #1756

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
Elk

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
برافوو برافو يا نور
وصف ملفت مؤثر بكل معنى الكلمه ..بحر من القوه الجمال
حروف ذهبيه وأحاسيس قويه
اكمل اتغير حبه قوي مسيطر نادر حب قلب صادق عاشق
حب لانسانه لروحها قبل شكلها
.هو تعب وعانى وكان لازم النهايه تكون حب جارف ينسيه الم الماضي ..كتير مؤثر طريقته بعلاجها اعاده ثقتها وبنائها من جديد ..
شمس كمان الخوف والهروب لافائده بالنهايه تخلت عن عقلها الباطن لافكاره الراسخه بعقلها ... والخاتمه حااسمه لمستقبلهم ...

دارين قويه بكل معنى الكلمه وحبها ليس حب يوم او ي مين بل سنين ومراهققه واحلام حلمت بها وحققتها ويبقى رائد
لا يعرف ان يعبر او حتى بعترف بتأثيرها ويبقى يجرح ويجرح
ولمتى ستحتمل ذلك ...جمال مميز ما تكتبيه يجعلنا عاجزين عن التعليق كما يجب لكن تأكدي بانه ياخذنا لعالم اخر ...
سلمت يداك .. وشكرا على الاهداء الجميل ..
اسعدك الله دوما وابدا
حبيبتي انجو تسلمي يا رب
فرحانة كتيير انه عجبك وكلامك كتير اسعدنى وشهادة اعتز بها منك

صحيح تماما رأيك يما وصلوا اليه .. أنا من مناصرين الفرص الثانية وبقوة لذلك اكمل يستحق وليس لانه بطل روايتي بل هذه ستكون وجهة نظري لو كان غريبا عني

حبيبتي كفيت ووفيت وكلمة منك تكفيني
شكرا على وقتك ومتابعتك
يا رب دايما معا


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 12:41 AM   #1757

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
لأنك تشبه الضباب , تخترقني

وأمتلىء بك من حيث لا أدري ..

لأنك تشبه الصاعقة ,

أجهل متى تنشب فيَ نارك أو ضوئك ..

لأنك تشبه الأفق

يستحيل احتضانك أو امتلاكك أو تسويرك ..

لأنك تشبه الريح تخافك أجراسي

لأنك تشبه الماء الجامح تهابك سدودي

لأنك تشبه حمى الجنون تطلق هذياني

ولأني أشبهك أخشاك , أحبك وأكرهك في آن !

وأحدق في زلال أمزجتك كمن يحدق في مرآه ,

وأهمس لك داخل لحظة واحدة : أهلاً ....... و وداعاً ,

يا من يسقيني من عطشي , فأرتوي !


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انجوانا مشاهدة المشاركة
لقد اخترقتني كصاعقة

وشطرتني نصفين

نصف يحبك ونصف يتعذب

لأجل النصف الذي يحبك

أقول لك نعم

وأقول لك لا

أقول لك تعال

وأقول لك اذهب

أقول لك لا ابالي

وأقولها كلها مرة واحدة في لحظة واحدة

وانت وحدك تفهم ذلك كله

ولا تجد فيه أي تناقض

وقلبك يتسع للنور والظلمة

ولكل أطياف الضوء والظل ...

لم يبق ثمة ما يقال

غير أحبك !!...

أنت



احببتها وعشقتها
لا تعرفي كم تعبر عن دارين ورائد
ولا تعرف كم اختياراتك تذهلني حتى لكأنك بقلبي هنا تشعرين ما اشعر
دمت لي اختى هنا
احبك في الله


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 12:50 AM   #1758

hajir lou

? العضوٌ??? » 360902
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 810
?  نُقآطِيْ » hajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond reputehajir lou has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام عزيزتي ساندي في فصل اليوم ولا لا

hajir lou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 01:59 AM   #1759

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رهيييييب مليئ بالاحداث والمواجهات مابين الحاضر والماضي ولا كلمة توفيكي حقك بقلمك المبدع ماشاء الله وصفك للاحداث ابداااع 💓💓
تسلم ايدك الف مرة قمري ودمتي مبدعة نور❤❤
قمر الي انصدمت فيها وجدان كانت بتحركها زي لعبه والغبية جرت ورا حلمها ولسة بتغلط ولما اكتشفت الحقيقة وانها كانت على خطئ ندمت وشو ينفع الندم
ضيعت حالها بسبب تفكيرها بالتحرر من زوج قدم كل شي لها وأب كان حازم معها ابوها غلط لما ضيق عليها لكن هي غلطت بتفكيرها الاناني


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-10-18, 02:10 AM   #1760

حوريه77
 
الصورة الرمزية حوريه77

? العضوٌ??? » 404842
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,487
?  نُقآطِيْ » حوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond reputeحوريه77 has a reputation beyond repute
افتراضي

ياالله فصل جبار بشكل رهييييب سلمت يمناكى ساندى والله بجد لسانى عاجز عن تعليق حاليا

حوريه77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.