عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-19, 10:55 AM   #5

حكواتي

نجم روايتي وقاص فـي قـسـم قصص من وحـي الاعـضـاء


? العضوٌ??? » 113210
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 590
?  نُقآطِيْ » حكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond reputeحكواتي has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت ( سيلفيا ) محتارة ومشغولة البال ، يكاد رأسها ينفجر من كثرة الأسئلة المستعصية التي تجتاحها ، و التي لا تكاد تنتهي ، و الأسوأ من ذلك أنها لا إجابة لها على الأقل في الوقت الراهن ... يا ترى ما هذا الاختبار ؟ وهل سأنجح فيه أم لا ؟ هل كان استعدادي البدني و العقلي و النفسي جيدا ؟ هل أنا جديرة بأن أكون عميلة خاصة ممتازة كما يتوقع الكل مني؟ هل ... وهل ... وهل ...؟ وأخيرا جاءها الفرج بصوت العميلة (مارتا هل ) الناعم الرخيم :
- استرخي من فضلك ... لا تفكري بأي شيء الآن .
و كأنها كانت تسمعها وهي تعذب نفسها بتلك الأسئلة السخيفة التي لا جدوى منها الآن ، وهي على وشك بدء الاختبار الغريب .. صعدت (سيلفيا) على السرير الطبي ، واستلقت عليه بكل ثقلها ، كان ناعما ومريحا ، امتص كل همومها وساعدها على الاسترخاء ، جالت ببصرها نحو السقف الأبيض الذي كان يضيئه مصباح ( الطاقة ) الأبيض ، و تركت ( مارتا هل ) تلعب لعبتها الخاصة بها مع شبكة الأسلاك العنكبوتية التي كانت حولها ... كانت هناك أجهزة طبية على جانبي السرير ، عرفت ( سيلفيا ) بعضها لأنه كان مألوفا لديها ، جهاز نبض القلب ، جهاز التنفس ... و بعضها الآخر جديد عليها غريب الشكل لم تشاهده من قبل ، و لا تدري ما هو عمله بالضبط ، لكن هذا لا يهم الآن ، والملاك الحارس بجنبها يحميها من كل أذى ...
كانت العميلة ( مارتا هل ) تعمل بكل هدوء و إتقان ، تفقدت جميع الأسلاك ، وضبطت الأجهزة جيدا ، وببسمة رائعة ارتسمت على شفتيها قالت ل ( سيلفيا) :
- هل أنت جاهزة ؟
أجابت ( سيلفيا) على الفور و بلا ارتباك :
- نعم ، ولكن ....
قاطعتها ( مارتا هل ) :
- أعلم ... سأشرح لك الأمر ، وستفهمينه بكل سهولة أيتها المتدربة ( سيلفيا) ، فقد قرأت ملفك الخاص ، و الظاهر أنك طالبة ممتازة ... ولكن امنحيني بعض الوقت من فضلك ريثما أنتهي من تثبيت هذه الأسلاك عليك ..
- شكرا لك .
أجابت ( سيلفيا ) عن هذا الإطراء المريح في هذا الوقت الحرج ، فهو يكسبها ثقة بنفسها ،
و يزيدها حماسا لخوض هذا الاختبار الغريب. وبالفعل بدأت بوضع بعض الأسلاك على يديها ، وعلى صدرها ، وجانبي جبتها بكل سلاسة و احترافية . كانت ( سيلفيا) تراقبها وهي مسترخية ، وكانت تراقب الأجهزة و تقرأ المؤشرات التي كانت تبدو طبيعية حسب معرفتها ... نبض جيد ، و تنفس طبيعي ....
أخرجت العميلة ( مارتا هل ) من درج الطاولة المقابلة لها حقنة وبعض زجاجات الأدوية الصغيرة التي مزجتها مع بعضها البعض بدقة عالية ، رجت قارورة الدواء المختلط جيدا ،
ثم أدخلت الحقنة في القارورة الزجاجية عبر الغطاء اللين ، وسحبت كمية من هذا السائل الغريب .. وقبل أن تحقن به ( سيلفيا) قالت لها شارحة :
- بعد أن أحقنك بهذا الدواء المخدر ستشعرين بدوار خفيف و غثيان ، ولكن لا تقلقي
فذلك الشعور لن يستمر طويلا ، فإذا وصل الدواء للدم ستفقدين وعيك بسرعة ، وستذهبين
إلى عالم افتراضي ، وهو مكان الاختبار ... المطلوب منك أن تبحثي عن هذا الشخص ،
و أرتها صورة ملونة ومكبرة لرجل شاب شعره أشقر ، وسيم الوجه بعينين عسليتين .
- احفظي جيدا هذا الوجه ... هذه هي مهمتك ، فإن نجحت في التخلص منه نجحت في الاختبار ... هذا هو الأمر لا غير ... هل الاختبار واضح ؟ هل من سؤال؟ في
العادة لا يسمحون بالأسئلة ، لكن لكونك المترشحة الأخيرة ، ولا أحد معنا أعطيك
فرصة للسؤال .
بسرعة اقتنصت ( سيلفيا) الفرصة ،
- و إذا تخلصت منه كيف أستيقظ ؟
- مفعول الدواء المخدر لا يدوم طويلا ... عليك إنجاز المهمة قبل أن يفقد مفعوله ،
و إلا خسرت ، ولا يوجد محاولة ثانية .
- فهمت .
أومأت ( سيلفيا) برأسها ، ومدت ذراعها للحقن .
- أنت فتاة مطيعة . عندي إحساس غريب أنك ستنجحين .
قالت لها ( مارتا هل) وهي تحقنها ، وظلت وافقة أمامها تراقبها تغيب عن وعيها شيئا فشيئا ، وقبل فقدانها الوعي بالكلية أسقطت العميلة ( مارتا هل ) شيئا على الأرض عمدا وتظاهرت بالتقاطه ، واقتربت من أذنها اليمنى ، وهمست لها بكلمات سريعة :
- لا تثقي بأحد . أخبري ( لوكس) أني أحبه . كلمة السر : زهرة اللوتس .. اللوتس .. زهرة اللو....
كان الصوت بعيدا جدا جدا . وانطفأت الأنوار فجأة من عينيها الثقيلتين ، وتخدر كامل جسمها الذي تعلقت به أسلاك عنكبوتية من كل جهة . عندها اتجهت العميلة ( مارتا هل)
خلف شاشات الحاسوب لمراقبة ( سيلفيا) عن كثب، و رشفت ما تبقى من فنجاه القهوة الكبير الذي كان بجانبها و الذي يؤانسها في تلك الغرفة الغريبة ، ويمنحها جرعة من التركيز الذي تحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى ....
بمجرد فقدانها للوعي الكامل ، أحست ( سيلفيا) وكأنها في أحد أفلام الخيال العلمي حين يعبرون بوابات النجوم ، حيث تنتقل ذرات الجسم في نفق مضيء ملتو .. مجرد إحساس
عابر فقط ... لا صوت ؟ لا مكان ، لا زمان .. كل شيء اختفى ....
و فجأة فتحت عينيها ، وكانت واقفة في زقاق خال ، دقات قلبها تنبض بشدة ، تقلصت معدتها ، و الأرض تدور حولها ، شعرت بغثيان شديد ، تقدمت خطوتين للأمام كادت تسقط، وضعت يديها على ركبتيها ، وأفرغت كل ما في معدتها ... منظر مقرف ، لكنها
أحست براحة تغمرها ، وأخذت حواسها تسترجع عملها شيئا فشيئا ...
- أنا الآن في العالم الافتراضي ... لقد بدأ الاختبار !!!!!!!!!

********* يتبع *******


حكواتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس