عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-19, 10:06 PM   #70

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

شقة سيد بالحارة

يمد يده ليتناول شطيرة (الديناميت) كما يطلق عليها من يد والدته و ينظر بداخل رغيف الخبز البلدي يسألها:
"هل أكثرت من الباذنجان والبيض بداخله يا أمي ؟...هذه الشطيرة سأبقى عليها حتى صباح الغد "
مصمصت أمه شفتيها، ترد بضيق:
"لا أدرى لما لا تجلس لتأكل معنا كخلق الله ...هل ستكفيك شطيرة وأنت تعمل طوال الليل صحتك يا سيد ؟"
حينها مال مقبلا رأسها قبل أن يقضم بنهم شطيرته وهو يناغشها بفم ممتلئ:
" ليست أي شطيرة يا فوزية.... إنها وجبة غذائية متكاملة فول وبيض وطعمية وباذنجان وسلطة خضراء كلهم متكاتفين معا بداخل هذا الرغيف ليكونوا قادرين على إشباعي إنها ديناميت طاقة أماه "
لوت أمه فمها بعدم رضا قبل أن تلمح الخارجة من غرفتها بخف بيتي *شبشب* واحدة حمراء بإصبع وأخرى صفراء بوردة، شعرها منكوش وملابس متغضنة لا تمت لبعضها بصلة، سروال اخضر باهت وبلوزة رمادية بكتف مشقق، تسير مترنحة بعيون مغمضة نحو الحمام بسبب النوم لتهتف بها أمها بغيظ:
"أخيرا استيقظت البرنسيسة التي لا يوجد عندها دم أو شعور لتساعدني في يوم إجازتها "
رفع سيد رأسه عن هاتفه ليرى شقيقته سما فيرتد للخلف مفتعلا الخوف، يقول هازئا :
"سلام قولا من رب رحيم ...انصرفي ..انصرفي !"
فتحت سما نصف عينها تناظر بهما أخاها وترد بسماجة:
"ها ها ظريف جدا ... - لتضيف قبل أن تدخل الحمام- ...سآخذ حماما وآتي لمساعدتك أمي ...الأسبوع الماضي كان مرهقا جدا واحتجت تعويض ما فاتني من نوم"
وأغلقت الباب خلفها دون أن تنتبه لتلك النظرة الحانية بعيني أخيها سيد وهو يفكر بمدى إشفاقه على شقيقته التي تحمل معه عبئ مصاريف البيت ومدى قلقه عليها من عملها بهذا الفندق.

هناك شيء لا يريحه بقريب خالد زوج ابنة خالته التي وفر لها تلك الوظيفة رغم مدخولها المرتفع .. لكنه كان نافرا وغير مستريح للأمر.. شيء ما بذلك الرجل لا يريحه.. لا يشعر انه يشبههم.. به ما يجعله نافرا منه وكلامه مع سامح عنه زاده قلقا ونفورا فابن خالته يشاركه نفس الشعور تجاهه ..
لكنه لم يستطع ان يقف في وجه مستقبلها .. خاصة مع فرحتها بهذه الوظيفة التي تعد فرصة لها..
لهذا يفعل ما في استطاعته لمراعاتها وحمايتها معيدا جدولة مواعيد عمله حتى يوصلها على دراجته البخارية ذهابا وإيابا.. خاصة مع تأخر وقت انتهاء معظم مناوبتها وبعد مسافة هذا الفندق بالمنطقة الجديدة.

أخرجه من شروده قضمه لأصابعه مع التهامه للقطعة الأخيرة من الشطيرة مترافقا مع رنين هاتفه باسم امجد الذي يستعجله للذهاب إليه ...فخرج مسرعا للحاق به..
*********************
محطة المترو مساءً

اقترب من كشك الهواتف الصغير بمحطة المترو ليهتف بنزق بزميله امجد الواقف يتطلع في ساعته بقلق..
" كف عن الرن على هاتفي أيها المستغل لقد حضرت ...ولا تعتاد على ذلك ...لن أغطي عليك ثانية واخذ مناوبة عملك ...بسببك سأظل دون نوم ليوميين متتاليين"
اقترب منه امجد بابتسامة، يضرب على كتفه قائلا بمداهنة:
" حبيبي يا أبو السيد ...منقذي انت يا رجل ...ساردها لك قريبا ...كما أني أخدمك بإحضاري لك الآن "
وغمز بعينه مستدركا بهمس وهو يشير برأسه ناحية الفتاة التي تدعي الانشغال بترتيب كشك الحلوى المجاور لهم ولا تكف عن اختلاس النظرات الولهة لسيد:
"ولاء سمعتني وأنا أحادثك في الهاتف لأطلب منك الحلول مكاني ومن وقتها وهي تشبه قطة على صفيح ساخن ... وسألتني مدعية الاطمئنان عليّ إن كنت ستحل مكاني مؤقتا أم بشكل دائم وسنغير موعد المناوبة ... أيها المحظوظ الفتيات ستجن عليك وأنت تدعي الثقل"
حدجه سيد بضيق بينما يرد عليه همسه لكن بحدة:
"احترم نفسك يا امجد إياك والخوض بسيرة الفتيات ...ثم ألم تكن متعجلا؟!!" ..
انتفض امجد متذكرا يهتف وهو يبتعد مهرولا:
" نعم ...يا الهي لقد تأخرت ...أراك غدا وشكرا ثانية يا صديقي"
ما أن ابتعد امجد واستدار ليدخل لمكانه بداخل الكشك حتى أوقفه صوتها تسأله بلهفة:
" مساء الخير يا سيد ...سعدت برؤيتك ...منذ غيرت موعد مناوبتك لم اعد أراك إلا نادرا ...لماذا غيرت مناوبتك؟...لقد كنت تقول انك تفضل العمل بالفترة المسائية"
أغمض عينيه للحظات، يتنفس بعمق، يحاول إخفاء ضيقه قبل أن يستدير لها قائلا بهدوء:
" مساء الخير ولاء ...سعيد برؤيتك أنت أيضا ...الظروف حكـــــــــــــ......!"
ليقطع كلماته بينما تتسع عيناه وهو ينظر لتلك الحمقاء التي مرت من أمامه وهي تمزح بصوت مرتفع مع صديقتيها وصوت رنين ضحكاتها جعل العديد من الرؤوس تلتفت ناظرة إليها..
لم يصدق ما يراه..
يا الهي !!.. ما هذا الذي ترتديه تلك الفتاة؟؟!!!
هل جنت؟..
كيف سمح لها أبيها بالخروج من المنزل بهذا الثوب الأسود القصير الملتصق بحناياها كجلد ثاني ينتهى عند ركبتيها؟ وكأن ضيقه لا يكفي ليكشف أيضا عن كتفها الأيمن وجزء من نحرها.
وازداد غضبه وجنونه حين لمح شابا بمظهر مزري.. بنطال جينز ضيق ساقط يظهر جزءا من ملابسه الداخلية ومقطوع من عند الركبتين وقميص أسود برسمة جمجمة ملتصق على جذعه.. يقترب منها من الخلف حتى كاد يلامسها.
كان يتابعها بغضب وجنون جعله لا ينتبه لمن تناديه بلهفة ..وهو يفكر ترى هل تعرف هذا الشاب المقترب منها؟
لم يطل تساؤله وهو يراه يمد يده ليلمس مؤخرتها وهي تنتفض وتستدير صارخة.. ليندفع بجنون ويجرى خلف الشاب الذي سارع بالعدو بمجرد أن صرخت الغبية.
كان يعدو خلفه بسرعة كالفهد حتى قفز عليه وأوقعه أرضا وأخذ يضربه بعنف وهو يسبه بجنون .. ولولا تجمع الناس حوله وتخليصه من يده لقتله أو لسبب له عاهة مستديمة .. ففر الشاب بسرعة ما أن أزاحوه من فوقه وهم يحاولون تهدئته.

نفض سيد أيديهم واستدار عائدا لتلك الواقفة تشاهد ما يحدث مع صديقتيها باستمتاع كما لو كانت تتابع مباراة مصارعة على التلفاز .. فسحبها من ذراعها مبتعدا بها قليلا عن الناس المتجمعة متجاهلا محاولاتها لجذب يدها وهتافها الغاضب بأن يتركها.

وقف أمامها لاهثا يناظرها من أعلى لأسفل متجاهلا كلماتها النزقة ونعتها له بالهمجي ..وقال من بين أسنانه:
"هل جننت؟ ...كيف تخرجين من بيتك بهذا الشكل؟؟؟...هل فقدتي التمييز لتأتي لمحطة المترو ليلا بثوب عاري!! ..أ تظنينها صالة افراح ؟!!...وكيف تخرجين اصلا في وقت كهذا؟"
قاطعته رؤى بغضب وهي تلوح بيدها في وجهه:
" أولا ثوبي ليس عاري ...ثم حتى لو كان.. فما شأنك أنت!! ...أنا حرة ...لا علاقة لك بي ...ولم اطلب منك التدخل لضرب ذلك القذر أنا قادرة على التصرف معه ومع أمثاله ..أنت من أردت أن تظهر كحامي الحمى أمام تلك الحمقاء التي كنت واقفا تتسامر معها"

رد عليها بحدة وهو يمنع نفسه من شد شعرها القصير وضربها على رأسها حتى تعتدل خلاياه المفككة:
" شأني هو العيش والملح الذي أكلته ببيتكم مع أبيك ...لا يمكنني أن أرى ابنته تتعرض للتحرش واصمت ...حتى لو كانت حمقاء وتسببت لنفسها ما حدث بملابسها العارية التي لا تصلح إلا لغرف النوم ...وقسما بالله يا رؤى ..إن لم تحترمي نفسك وتتهذبي لأخبرن أبيك بكل أفعالك ...ليس فقط ما حدث اليوم ...بل أفعالك السابقة أيضا ...وأنت تفهمين ما اعنيه"
ثارت بجنون ورفعت أصابعها لتدفعه بها في صدره تهتف بعنفوان غاضب:
" هل تهددني يا سيد؟ ...أتظنني أخاف منك أيها الهمجي الأحمق! ...حاول أن تذهب لأبي لتخبره بأي شيء ...وعندها سأخبره أنا انك من تتحرش بي ..وتحاول مغازلتي... وتطاردني بكل مكان.. ولنرى وقتها من سيصدق"
اشتعلت النيران في عينيه ورفع قبضة يده المضمومة أمام وجهها فارتجفت من الخوف وتراجعت خطوة للخلف وهي ترى أنفاسه تتعالي بينما تتحرك عضلة غاضبة بجانب فكه.. لينقذها من انفلات غضبه اقتراب صديقتها ياسمين التي قالت بقلق:
" رؤى هيا ...لقد تأخرنا كثيرا ...لابد أن نذهب .. بسرعة حتى لا نتأخر في العودة"
حينها شمخت رؤى بأنفها ترمقه بسخرية وهي تمر من جواره .. فتحرك سيد بسرعة قاطعا طريقها ومجبرا إياها على الوقوف بل والتراجع برأسها ليميل بجوار أذنها هامسا من بين أسنانه :
" قسما أيتها الصغيرة القصيرة إن رأيتك ترتدين أشياء كهذه مرة أخرى لأجرنك من شعرك لبيتك وأمام الجميع ... وحاولي استفزازي ثانية بتصرفاتك المنفلتة هذه لاريك الهمجي كيف يكون ...وأنا وأنت والأيام بيننا يا عقلة الإصبع"

ازداد غضبها لنعته إياها بعقلة الإصبع لكن صديقتها التي تعرف مدى ما يمكن أن تصل له من تطرف وجنون عند الغضب وخاصة وهي تراها تقفز كحبة ذرة تحولت إلى فوشار بعدما لسعتها النار جرتها بسرعة بعيدا عن هذا الغاضب وهي تلقى عليه سلاما سريعا تاركة إياه يخرج لهيب الغضب من بين أتون أنفاسه لاهيا عن ما حوله بما فيهم تلك الواقفة بعينين دامعتين بعد أن تابعت تلك الشرارات المنطلقة من عينيه تجاه من رحلت ...لينتبه لحظتها أنها استقلت القطار بالاتجاه المعاكس لطريق منزلها ليزداد جنونا وهو يفكر في المكان الذي ستقصده تلك الحمقاء بهذه الملابس و في هذا الوقت المتأخر !
**************


يتبع بالصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t455707-8.html


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس